أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 27 حزيران، 2012


أردوغان: غضب تركيا «قوي ومدمر» «الناتو» يتضامن ويواصل «درس الحادث»

أنقرة – «الحياة»، رويترز، أ ف ب، أ ب

قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا «ستتعامل مع أي وحدات عسكرية سورية تقترب من حدودها باعتبارها تهديداً وهدفاً عسكرياً». في حين أعلن الحلف الأطلسي تضامنه واستمراره «درس ملف إسقاط الطائرة». وأضاف: «أن موقف تركيا صائب تماماً في ما يتعلق بإسقاط سورية لطائرة تركية وإن رد فعل أنقرة على هذا الحادث يجب ألا يُساء فهمه على أنه ضعف».

وفي كلمة أمام نواب «حزب العدالة والتنمية» الذي ينتمي إليه قال: «يجب أن يعلم الجميع أن غضب تركيا قوي ومدمر» و «أن قواعد الاشتباك للجيش التركي على امتداد الحدود بين البلدين تغيرت الآن».

وأشار إلى أن «كل عنصر عسكري يقترب من تركيا قادماً من الحدود السورية ويمثل خطورة وخطراً أمنياً سيُعتبر تهديداً عسكرياً وسيُعامل كهدف عسكري».

وندد أردوغان، في كلمة استمرت ساعة أمام نواب حزبه «بعمل عدائي» و «هجوم جبان من قبل نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد» ضد تركيا.

وقال: «هذا الحدث الأخير يُظهر أن نظام الأسد أصبح يشكل تهديداً واضحاً وقريباً لأمن تركيا وكذلك لشعبه». مشيراً إلى أن طائرة الـ «أف – 4 فانتوم» التركية التي أسقطت كانت تقوم بمهمة تدريب في المجال الجوي الدولي وليس في المجال الجوي السوري كما تؤكد دمشق.وأكد أن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، سترد «في الوقت المناسب» وبـ «حزم» على إسقاط طائرتها.

وشدد أردوغان على أن بلاده ستواصل دعم الشعب السوري حتى سقوط نظام «الديكتاتور الدموي وزمرته» الحاكمين في دمشق. وقال: «الشعب السوري شعب شقيق. تركيا ستدعم الشعب السوري بكل الطرق اللازمة حتى يخلص نفسه من القمع والمجازر ومن هذا الديكتاتور الدموي وزمرته».

وقال: «إن تركيا لن تدق طبول الحرب لكن الهجوم على طائرتها الاستطلاعية كان مستهدفاً عن عمد ولن يمر مرور الكرام». وأشار إلى إن رد فعل بلاده المتعقل إزاء إسقاط طائرة الاستطلاع يجب ألا يساء فهمه على أنه ضعف.

وفي بروكسيل أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) اندرس فوغ راسموسن أن إسقاط سورية الطائرة الحربية التركية هو عمل «غير مقبول»، مؤكداً أن الحلف يقدم لأنقرة «دعمه وتضامنه» معها.

وقال راسموسن أمام الصحافيين: «هذا عمل غير مقبول ونحن نندد به بأشد العبارات… لقد أعلن الحلفاء دعمهم القوي وتضامنهم مع تركيا»، موضحاً أن الحلف لا يزال «يدرس» الملف. وتابع أن «أمن الحلف الأطلسي لا يتجزأ ونحن إلى جانب تركيا بروح من التضامن القوي».

وكان راسموسن يتحدث في أعقاب اجتماع طارئ للحلف في مقره في بروكسيل على مستوى سفراء الدول الـ28 الأعضاء. مضيفاً: «سنواصل المتابعة عن كثب وبقلق كبير للتطورات على الحدود الجنوبية الشرقية للحلف».

وعقد اجتماع الحلف بناء على طلب من تركيا التي استندت إلى المادة الرابعة من معاهدة الحلف التي تنص على أنه بإمكان أي بلد عضو في الحلف الأطلسي أن يرفع إلى مجلس الحلف مسألة لمناقشتها مع باقي الأعضاء عندما يعتبر أن ثمة تهديداً لوحدة أراضيه أو استقلاله السياسي أو أمنه.

وهي المرة الثانية فقط في تاريخ «الأطلسي»، الذي تأسس في 1949 التي يعقد فيها اجتماع بناء على البند الرابع، وكانت المرة الأولى في 2003 حين عقد اجتماع بطلب من تركيا أيضاً للبحث في الحرب على العراق.

وأتاح الاجتماع لممثل تركيا أن يعرض حادث الجمعة وللحلفاء أن يدلوا بتعليقاتهم.

واعتبر راسموسن أن الهجوم على الطائرة الحربية التركية «مثال إضافي لعدم احترام سورية للقوانين الدولية وللسلام والأمن وللحياة البشرية»، لكنه لم يأت على ذكر الخيار العسكري.

وفي حين أن الحلف دعم تركيا فإنه حاول أن يتعامل بحرص مع الواقعة لتوجسه من تفاقم الصراع الذي لا ترغب الحكومات الغربية في التدخل فيه عسكرياً خشية اندلاع حرب طائفية بالمنطقة.

وقالت كلارا مارينا أودونيل، الزميلة في معهد بروكينغز في واشنطن، «ليست هناك رغبة تذكر من الحلف لخوض ما نصفها بحرب الأهواء».

وفُسرت دعوة تركيا للتشاور بموجب المادة الرابعة بدلاً من طلب المساعدة العسكرية بموجب المادة الخامسة للدفاع المشترك أن أنقرة تأمل أيضاً في الإحجام عن إذكاء الصراع.

وقالت أودونيل: «هذا مؤشر من تركيا على أنها لا ترغب كثيراً في أن تسلك المسار العسكري في هذه المرحلة. إنها تحاول عدم تصعيد الوضع».

وشدد راسموسن، بعد مشاورات سفراء الحلف، على إن المادة الخامسة لم تناقش.

وقال: «توقعاتي الواضحة هي عدم استمرار التصعيد… أتوقع أن تتخذ سورية كل الخطوات الضرورية لتجنب مثل تلك الأحداث في المستقبل في ما يتعلق بالتطورات في المنطقة».

وفي رسالة إلى مجلس الأمن أدانت تركيا «العمل العدواني الذي قامت به السلطات السورية ضد الأمن القومي التركي»، قائلة إنه يشكل «تهديداً خطيراً للسلام والأمن في المنطقة».

العاهل الاردني يشدد على «حل سياسي» في سورية

عمان – نبيل غيشان

دعا العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني خلال استقباله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الى «إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية بما يحفظ وحدتها واستقرارها ويضع حداً للعنف وإراقة الدماء في إطار الإجماع العربي والدولي»، فيما أشارت تصريحات لبوتين الى عدم تطابق وجهات النظر بشأن الازمة السورية.

وكان بوتين وصل أمس الى الاردن، المحطة الأخيرة في جولته الشرق اوسطية، قادماً من الاراضي الفلسطينية واسرائيل، حيث حذر خلال لقائه في بيت لحم مع نظيره الفلسطيني محمود عباس من ان «الاجراءات الاحادية الجانب تضر بعملية السلام في الشرق الاوسط»، فيما جدد الرئيس الفلسطيني مطالبته لروسيا بـ»ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط» في موسكو.

وذكر بيان للديوان الملكي الأردني ان الملك عبدالله الثاني أجرى محادثات مع الرئيس الروسي في منتجع على البحر الميت ركزت على علاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، والتطورات في المنطقة، وجهود تحقيق السلام فيها. وأكد الجانبان ضرورة تكثيف العمل لإحلال السلام في الشرق الأوسط استناداً إلى حل الدولتين.

وخصص جزء من المحادثات للوضع في سورية، لكن بيان الديوان الملكي اكتفى بالقول ان الملك عبدالله الثاني جدد دعمه «لإيجاد حل سياسي للأزمة هناك بما يحفظ وحدة سورية واستقرارها ويضع حداً للعنف وإراقة الدماء في إطار الإجماع العربي والدولي».

وقال بوتين، خلال المحادثات التي تخللتها مأدبة غداء، إن «اجتماعنا فرصة لمناقشة الوضع في الشرق الاوسط والقضايا الساخنة التي تمر بها المنطقة»، ونوّه بـ»العلاقات المميزة» التي تربط بلاده مع الأردن، معبراً عن أمله «بتطوير هذه العلاقات مستقبلا»، الامر الذي يشير الى عدم تطابق وجهات النظر بشأن الازمة السورية.

واضاف بوتين «نحترم مواقف الأردن على المستوى الإقليمي والدولي»، مشيراً إلى حكمة الملك ورؤيته السديدة في التعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة.

وكان الملك وبوتين أكدا في تصريحات لهما قبيل بدء جلسة المباحثات الموسعة والثنائية على متانة علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين. ولفت العاهل الاردني الى ان بلاده وروسيا تتمتعان بعلاقات مميزة على مختلف الصعد، مؤكداً العزم على تطويرها في مختلف المجالات.

وافتتح بوتين، عقب لقائه العاهل الاردني، بيت الحجاج الروس على نهر الاردن في مكان مغطس السيد المسيح معبراً عن شكره للحكومة الاردنية التي خصصت قطعة أرض لإقامة مركز لاستقبال الحجاج الروس الى المملكة.

كما عبر عن ارتياحه لمستوى الحوار السياسي بين الأردن وروسيا ومستوى تطور العلاقات بين البلدين خصوصاً في المجال الاقتصادي.

الاشتباكات تقترب من «قلب النظام» وهجمات على ثكنات الحرس الجمهوري

بيروت، دمشق، عمان – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب

اقترب القتال من قصر الرئاسة في دمشق، وجرت معارك أمس بين قوات من الحرس الجمهوري، أو «قوات النخبة»، كما تُسمى، وفصائل مسلحة من الجيش السوري الحر والمعارضين في ضواحي دمشق القريبة جداً من وسطها.

وقال ناشطون لوكالة «رويترز» إن قتالاً عنيفاً وقع بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة على حدود منطقة حساسة جداً لأمن النظام في دمشق وفي أسوأ أعمال عنف في ضواحي العاصمة منذ اندلاع الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد قبل 16 شهراً.

وسجل شريط مصور بثه ناشطون أصوات إطلاق نار وانفجارات عنيفة. وظهرت آثار دم كثيف على احد الأرصفة في ضاحية قدسيا مؤدية إلى داخل مبنى نقل إليه احد الضحايا. وكان رجل عار يتلوى من الألم بعدما خرقت جسمه شظايا.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قتال عنيف قرب مقر الحرس الجمهوري في قدسيا وفي ضاحيتي الهامة ومشروع دمر على بعد تسعة كيلومترات فقط خارج دمشق.

وقال سمير الشامي، وهو ناشط في دمشق، إن دبابات وعربات مدرعة ظهرت أيضاً في شوارع الضاحيتين وتحدث بعض الناشطين عن تفجير دبابة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات امن وعربات مدرعة اقتحمت حي برزة، وهو أحد معاقل المعارضة في العاصمة، وإن أصوات إطلاق نار كثيف دوت في المنطقة.

وأصبحت الانتفاضة ضد حكم الأسد تتسم بالعنف على نحو متزايد رداً على حملة للجيش. وتتحدث الأنباء بشكل منتظم الآن عن قتال في دمشق التي كانت تعتبر في الماضي معقلاً لتأييد الأسد.

وعرض شريط مصور قام بتصويره ناشطون معارضون للحكومة في حمص تفجيرات من أسلحة ثقيلة وأعمدة من الدخان الأسود تتصاعد فوق اسطح المباني المدمرة والمهجورة.

وذكرت وكالة «فرانس برس» أن اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في ضواحي دمشق، وهي الأعنف في الريف الدمشقي منذ بدء الحركة الاحتجاجية وأوقعت عشرة قتلى.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل عشرة أشخاص «اثر القصف على ضاحية قدسيا التي شهدت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة».

ولم يحدد المرصد ما إذا كان القتلى جميعهم من المدنيين.

وكان المرصد أشار إلى وقوع اشتباكات عنيفة منذ الفجر استمرت حتى بعد الظهر حول مقار الحرس الجمهوري المكلف حماية دمشق وريفها في قدسيا والهامة وشملت الاشتباكات أيضاً بلدة دمر.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «إن الاشتباكات وقعت حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعائلاتهم، على بعد نحو ثمانية كيلومترات من ساحة الأمويين في وسط العاصمة السورية».

وتنتشر عناصر الأمن بكثافة في دمشق، لا سيما في الشوارع والأحياء التي توجد فيها مراكز أمنية ومبان حكومية.

وشهدت ضواحي دمشق وبعض أحيائها خلال الفترة الأخيرة تصعيداً في الاشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة ومعارضة، إلا أن معارك أمس هي الأعنف، بحسب مدير المرصد.

وقال عبد الرحمن «إنها المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة إلى هذا الحد من وسط العاصمة، ما يدل على عنف الاشتباكات».

وذكرت الهيئة العامة للثورة في بريد إلكتروني بعد الظهر أن هناك قصفاً عنيفاً على بلدة مسرابا في ريف دمشق حيث أحصت اكثر من أربعين قذيفة أوقعت عدداً كبيراً من الجرحى.

من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «الجهات المختصة اشتبكت صباح امس مع مجموعات إرهابية مسلحة تجمعت في منطقة الهامة في ريف دمشق واستخدمتها منطلقاً لاعتداءاتها على المواطنين وقوات حفظ النظام وقطعت طريق بيروت القديم وأقامت الحواجز على طريق وادي بردى الفرعي لاستخدامه كممر للمسلحين وتهريب الأسلحة من مناطق الزبداني ومضايا إلى منطقة الهامة وأطرافها».

وزادت أن «اشتباك الجهات المختصة مع المجموعات الإرهابية في الهامة اسفر عن مقتل العشرات من الإرهابيين وإصابة عدد كبير منهم واعتقال عدد آخر بعضهم من جنسيات عربية ومصادرة أسلحتهم التي شملت قواذف «أر بي جي» وقناصات وأسلحة رشاشة وقذائف هاون وكمية كبيرة من الذخيرة. وعثرت الجهات المختصة على سيارة بداخلها كمية كبيرة من الأسلحة منها قذائف «أر بي جي» وحشوات دافعة لها وقذائف هاون».

وأضافت الوكالة الرسمية أن «الجهات المختصة واصلت امس ملاحقتها للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تروع الأهالي وتقوم بالاعتداء عليهم وبأعمال التخريب في دوما وأطرافها في ريف دمشق، حيث اسفر الاشتباك مع الإرهابيين عن مقتل وإصابة عدد منهم ومصادرة أسلحتهم. كما اشتبكت الجهات المختصة مع مجموعة إرهابية مسلحة تستقل سيارة مزودة برشاش دوشكا ما أدى إلى تدمير السيارة ومقتل جميع الإرهابيين داخلها».

وأشارت إلى أن «الجهات المختصة تصدت صباح (امس) لمجموعة إرهابية مسلحة حاولت قطع الطريق العام في موقع خان السبل في ريف إدلب (شمال غرب) وقامت بالاعتداء على المواطنين وإطلاق الرصاص على السيارات العابرة. إذ اشتبكت الجهات المختصة مع المجموعة الإرهابية وتمكنت من قتل وإصابة عدد من إفرادها الذين كانوا يستقلون سيارات بيك أب مزودة برشاشات تم تدميرها».

وفي دمشق قتل مواطن برصاص قناص «أثناء تواجده أمام مكان عمله في حي جوبر الذي شهد اشتباكات بين الكتائب الثائرة وقوات الأمن»، بحسب المرصد السوري.

وفي إدلب (شمال غرب)، اعلن المرصد أن مدينة سراقب تعرضت للقصف من القوات النظامية السورية ما تسبب بمقتل شخصين.

وقتل ثلاثة مواطنين ومقاتل في اشتباكات وقصف على بلدة خان السبل، بينما قتلت فتاة في مدينة معرة النعمان في القصف. كما قتل جندي منشق في ريف إدلب.

وفي مدينة دير الزور (شرق)، تعرضت أحياء عدة إلى القصف ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم طفلة. وفي محافظة حلب (شمال)، قتل شخص في إطلاق نار.

وفي محافظة حماة (وسط)، قتل «قائد كتيبة ثائرة مقاتلة في بلدة صوران خلال اشتباكات مع القوات النظامية، وضابط منشق برتبة نقيب في اشتباكات في ريف حماة».

في محافظة درعا (جنوب)، قتل ثلاثة أشخاص اثر سقوط قذائف على بلدة كفر شمس التي شهدت اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين، وثلاثة في بلدة عتمان التي تعرضت للقصف.

وفي مدينة حمص (وسط) التي يستمر القصف عليها من دون توقف منذ اكثر من عشرين يوماً، قتل مواطن في حي الخالدية جراء القصف من قوات النظام، بحسب المرصد.

وذكر ناشطون أن القصف طال أيضاً أحياء حمص القديمة وجورة الشياح وبابا عمرو وجوبر والسلطانية والحميدية وباب هود، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي على أطراف حي بابا عمرو.

وأعلنت الهيئة العامة للثورة استمرار القصف على مدينة الرستن في محافظة حمص براجمات الصواريخ.

وقتل، بحسب المرصد، ما لا يقل عن 24 عنصراً من القوات النظامية السورية في انفجارات استهدفت حواجز للقوات النظامية في محافظة إدلب، وفي اشتباكات في محافظات إدلب ودير الزور ودرعا وريف دمشق وحماة.

واشنطن بوست: إسقاط الطائرة التركية يشكل تحذيراً من قوة الدفاعات الجوية السورية

واشنطن- يو بي أي- ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن إسقاط سورية لطائرة مقاتلة تركية يشكل تحذيراً من أن قواتها قادرة على شنّ دفاع جوي متطور ضد أي هجوم على نسق العملية الجوية التي قادها حلف شمال الأطلسي على ليبيا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين، أن سورية عززت دفاعاتها الجوية بشراء العديد من الأسلحة المتقدمة من روسيا بعد أن قصفت الطائرات الإسرائيلية مفاعلاً نووياً مزعوماً بمدينة دير الزور قبل 5 سنوات.

وقال مسؤولون عسكريون أميركيون إنه على الورق على الأقل، يبدو أن الدفاعات الجوية السورية أقوى من تلك التي واجهها الناتو في ليبيا، وهي أقوى حتى من الدفاعات الجوية الإيرانية.

وأشار محللون عسكريون إلى ان القضاء على الدفاعات الجوية السورية يتطلب مساع أميركية مستمرة، قد تؤدي على الأرجح إلى سقوط مدنيين، مع خشية امتداد الصراع إلى مناطق أخرى بالمنطقة، فيما يعارض بعض المسؤولين في البنتاغون التدخل بصراع داخلي لا يهدد الأمن الأميركي بشكل مباشر، في ظلّ استمرار الحرب في أفغانستان ومساعي الجيش للتعافي من آثار حرب العراق.

وقالت الصحيفة إن سورية أنفقت مليارات الدولارات بعد الهجوم الإسرائيلي على مفاعل الكُبَر عام 2007، لتحديث دفاعاتها الصاروخية التي تعود إلى الستينات والسبعينات، بينها نظام (أي إي – 22) الذي يعتقد أنه استخدم لإسقاط الطائرة التركية من نوع “اف 4”.

وقال محللون إن الأنظمة الدفاعية السورية شبيهة بتلك الإيرانية في ما يتعلق بالتكنولوجيا ولكن النسخة السورية أكثر فعالية لأنها تتركز على مساحة أصغر.

                      تحذير تركي لسوريا: ابتعدوا عن الحدود

القتـال بلـغ أقرب نقطة من وسط دمشق

أنان يعلن اليوم موقفاً من المؤتمر الدولي وموسكو قد تحضر من دون إيران

واشنطن تعلن فقدان النظام السيطرة والأسد يعتبر أن سوريا “تعيش حرباً”

واشنطن – هشام ملحم

نيويورك – علي بردى

العواصم الأخرى – الوكالات:

برز امس تطوران في الازمة السورية، الاول داخلي تمثل في بلوغ الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة والحرس الجمهوري أقرب نقطة من ساحة الامويين في وسط دمشق للمرة الاولى منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس بشار الاسد قبل اكثر من 16 شهراً، والثاني اقليمي في التحذير الذي وجهته تركيا الى دمشق بضرورة ابقاء قواتها بعيدة من الحدود التركية وإلا خاطرت  بالتعرض لرد تركي، وذلك بعد أربعة ايام من اسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة تركية، الامر الذي ندد به حلف شمال الاطلسي في اجتماع طارئ في بروكسيل. ومع تصاعد العنف الى مستويات غير مسبوقة، قال الاسد في الجلسة الاولى التي عقدتها الحكومة السورية الجديدة ان بلاده تعيش “حرباً حقيقية”.

وفي خطوة رمزية لدعم المعارضة معنويا، دخل الرئيس السابق لـ”المجلس الوطني السوري” المعارض محافظة ادلب حيث أمضى بضع ساعات قبل ان يعود الى تركيا. وتحدث ناشطون عن مقتل 85 شخصا في أعمال عنف وهجمات في أنحاء سوريا. وأعلن المركز الاعلامي السوري مقتل 21 شخصا في مجزرة ارتكبتها قوات الجيش النظامي في منطقة الهامة بريف دمشق.

الأسد

ومما قال الاسد خلال الجلسة الاولى للحكومة الجديدة: “نحن نعيش حالة حرب حقيقية بكل جوانبها، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى… وعندما نكون في حالة حرب فكل سياساتنا وكل توجهاتنا وكل القطاعات تكون موجهة من أجل الانتصار في هذه الحرب”. وانتقد الدول الداعية الى تنحيه قائلا ان “الغرب يأخذ ولا يعطي وهذا ثبت في كل مرحلة”.

الموقف الاميركي

في واشنطن، أكدت الادارة الاميركية انها ستعمل مع تركيا وغيرها من أعضاء حلف شمال الاطلسي لمحاسبة النظام السوري على اسقاط الطائرة التركية. ورأى الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني ان زيادة وتيرة الانشقاقات عن الجيش السوري تبين ان “النظام يفقد سيطرته على الوضع في سوريا”.

من جهة أخرى كررت وزارة الخارجية الاميركية موقفها الرافض لمشاركة ايران في المؤتمر الدولي الذي يعمل المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان على تنظيمه.

وعلمت “النهار” من مصادر مطلعة ان واشنطن أبلغت أنان انها لن تشارك في أي مؤتمر تشارك فيه ايران، كما أنها تريد أن يقدم أنان الى روسيا خطة لعملية انتقال سياسي في سوريا تكون نهايتها بتنحي الاسد عن السلطة. ومن المتوقع ان تتضح المواقف الاميركية والروسية أكثر الجمعة حين تلتقي وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون نظيرها الروسي سيرغي لافروف في موسكو.

وأكد كارني ان العملية الانتقالية يجب ألا تشمل بقاء الاسد في السلطة.

وقالت نيولاند إن “احدى النقاط التي تحتاج الى تطوير في خطة أنان هي كيف يمكننا تحقيق الانتقال السياسي الى مرحلة ما بعد الأسد”.

وعلى رغم الانشقاقات المتزايدة في الجيش السوري، أقر مسؤولون استخباريون أميركيون في لقاء وصحافيين بأن القوات المسلحة السورية في معظمها لا تزال موالية للنظام، في حين ان المعارضة لا تزال مفككة وغير قادرة على شن هجوم كقوة موحدة، مما يشير الى ان سوريا أمام نزاع طويل الأمد.

المؤتمر الدولي

وفي نيويورك أبلغ ديبلوماسي في مجلس الأمن “النهار” أمس أن الخلافات لا تزال مستحكمة بين القوى الكبرى على طريقة التعامل مع الأزمة السورية، الامر الذي  ألقى ظلالاً قاتمة على جدوى المؤتمر الدولي الذي يسعى أنان الى عقده السبت المقبل في جنيف.

وعلمت “النهار” من مصدر دولي واسع الإطلاع أن أنان سيعلن هذا الصباح من جنيف ما إذا كان سيمضي في عقد المؤتمر الدولي في 30 حزيران الجاري. وفي هذه الحال، سيذيع أيضاً أسماء الدول التي ستشارك في “مجموعة العمل” – أو “مجموعة الإتصال” كما كانت تدعى سابقاً – التي يرجح أن تتألف من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، والدول المجاورة: تركيا ولبنان والعراق والأردن، والدول المؤثرة على الأطراف كالسعودية وقطر وايران، فضلاً عن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، علماً أن الخلاف لا يزال قائماً بين واشنطن وموسكو على مشاركة الجمهورية الإسلامية الايرانية. وأكد أن “الخلاف الأعمق لا يزال قائماً على مسألة الإنتقال السياسي في سوريا”.

واستمع مجلس الأمن في جلسة مغلقة الى احاطتين، الأولى لنائب المبعوث الخاص المشترك ناصر القدوة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف، والثانية من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون لعمليات حفظ السلام إيرفيه لادسوس. ونقل ديبلوماسيون حضروا الجلسة عن القدوة أن “أنان أوضح أنه من المهم أن توافق الدول المؤثرة على مبادىء وخطوط عامة من أجل دعم انتقال سياسي بقيادة سورية”.

أما لادسوس فقال لأعضاء المجلس إن “العمليات العسكرية لا تزال متواصلة من الطرفين. والمدنيون يتعرضون لخطر متزايد”. واعتبر أن “الظروف غير ملائمة لمعاودة عمليات” مهمة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا “أنسميس”.

وعقب الجلسة، صرح المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين بأن القدوة ولادسوس قدما “وصفاً قاتماً جدا” عن الوضع في سوريا. وقال  أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “وافق على دعوة أنان للمجيء الى جنيف”. وتوقع أن يكون الإجتماع “مثمراً”.

مجلس حقوق الانسان

ويعقد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اجتماعاً اليوم في جنيف يستمع خلاله الى احاطة لنائب أنان، جان – ماري غيهينو والى تحديث شفهي للجنة التحقيق الدولية المستقلة عن سوريا.

وجاء في خلاصة التقرير الذي حصلت “النهار” على نسخة منه أن “وضع حقوق الإنسان في الجمهورية العربية السورية يتدهور بسرعة”، ذلك أن “انتهاكات جسيمة تحصل في سياق القتال العسكري المتزايد”، موضحاً أنه “في بعض الأماكن، يحمل القتال مواصفات نزاع مسلح غير دولي”. وأضاف أن “القتال تحول بصورة دراماتيكية من مواجهات بين متظاهرين وقوى الأمن الحكومية الى قتال بين الجيش – ومعه ما يظهر أنه ميليشيات موالية للحكومة – والعديد من الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة”. وتحدث عن تلقي هذه المجموعات أسلحة جديدة. غير أن اللجنة “ترى أن لديها أسسا معقولة للإعتقاد أن القوات الحكومية والشبيحة ارتكبوا أعمال قتل غير قانونية ونفذوا اعتقالات اعتباطية وتعذيبا”. كما أن لدى اللجنة “أسسا معقولة للإعتقاد أن الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة أعدمت من دون محاكمة عناصر من القوات الحكومية والشبيحة ومقاتلين أجانب ومؤيدين للحكومة”.

روسيا

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحافي عقده على شاطىء البحر الميت في غرب الاردن عقب محادثات مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين انه “من الأفضل اشراك ايران في هذه التسوية” للأزمة السورية. ولفت الى ان تجاهل ايران “سيعقد المسألة على اي حال”.

وأكد “تعاوناً مع ايران في ما يتعلق بافغانستان وقضايا اخرى، ومن وجهة نظري لا ينبغي ربط ذلك بمشاكل البرنامج النووي الايراني فهذا موضوع منفضل”. وأضاف انه “كلما شارك عدد اكبر من جيران سوريا في تسوية المسألة كان ذلك افضل، اما تجاهل تلك الاحتمالات (دعوة ايران) فسيؤدي الى نتائج عكسية كما يقول الديبلوماسيون، فمن الافضل اذا الحصول على دعمها”.

وقال لافروف: “نعتقد ان هذا ما يجب فعله”، مشيراً الى انه سيحضر الاجتماع على اي حال، لكن “المحادثات من دون ايران ستكون أقل جدوى، علينا اغتنام هذه الفرصة”.

وفي مواجهة التهديد التركي والغربي الذي تلا اسقاط الدفاعات السورية المقاتلة التركية، قالت وزارة الخارجية الروسية إنه ينبغي ألا ينظر إلى اسقاط المقاتلة التركية على انه عمل استفزازي، محذرة القوى الكبرى من استغلال الحادث للعمل على إقرار تحرك اقوى ضد دمشق. وأضافت:” نحن نعتقد ان أفضل سبيل هو ضبط النفس والتفاعل الايحابي بين الجانبين التركي والسوري لايضاح ملابسات الحادث”.

أردوغان يغيّر قواعد الاشتباك على الحدود .. ومؤتمر جنيف يلقى دعماً روسياً وأميركياً

الأسـد: سـوريا في حـالة حـرب حقيقيـة .. وسـتنتصر فيها

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أمس، في كلمته التوجيهية الاولى إلى الحكومة الجديدة، «أن سوريا تعيش حالة حرب حقيقية بكل جوانبها، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، وعندما نكون في حالة حرب فكل سياساتنا وكل توجهاتنا وكل القطاعات تكون موجهة من أجل الانتصار في هذه الحرب». وقال الأسد «نريد علاقات جيدة مع كل دول العالم لكن يجب ان نعرف اين هي مصالحنا الدائمة وليس المرحلية، وقد لاحظنا في المفاوضات أن الغرب يأخذ ولا يعطي واتخذنا قرارا بالتوجه شرقا، وهناك بدائل حقيقية مع هذه الدول ويجب ان نساعد القطاع الخاص ليتمكن من بناء علاقة حقيقية مع تلك الدول».

في المقابل، اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في خطوة تنذر بتصعيد التوتر مع دمشق، تغيير قواعد الاشتباك على الحدود السورية، بما يعني أن «أي عنصر عسكري سوري قد يشكل خطرا قرب الحدود سيعتبر هدفا» مشروعا للقوات التركية، وذلك ردا على اسقاط سوريا الطائرة الحربية التركية، وهو ما ادانه حلف شمالي الاطلسي.

اما سياسياً، فتوجهت الانظار إلى اجتماع «مجموعة الاتصال» الدولية حول سوريا الذي من المتوقع عقده السبت المقبل في جنيف. وبدت المؤشرات ايجابية في اتجاه التمكن من عقد المؤتمر بالرغم من معضلة المشاركة الايرانية، إذ أعلنت روسيا استعدادها للمشاركة في الاجتماع حتى إذا لم تشارك فيه طهران، بينما أشارت واشنطن إلى تزايد احتمالات مشاركتها في الاجتماع.

وتزامن ذلك، مع ابلاغ رئيس عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو مجلس الامن في جلسة مناقشة مغلقة امس ان «الظروف ليست مناسبة لاستئناف» عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا.

تركيا

وقال اردوغان أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لـ«حزب الحرية والعدالة»، إن سوريا «أسقطت الطائرة التركية قصدا وعمدا، وليس نتيجة خطأ أو خلط». ووصف ذلك بأنه «استهداف عدائي»، و«هجوم جبان من قبل نظام الأسد» ضد تركيا. وشدد أردوغان على أن بلاده ستتابع هذه القضية وفق ما تقتضيه المواثيق الدولية. واعتبر أردوغان أن «النظام السوري أصبح خطرا على شعبه ذاته، وأن هذه الحادثة الأخيرة كشفت أن نظام الأسد صار خطرا مفتوحا وقريبا يتهدد تركيا كما يهدد شعبه».

وشدد اردوغان على أن «مرحلة جديدة قد بدأت بعد هذه الحادثة، وأن تركيا لن تتسامح بأي شكل من الأشكال مع المخاطر الأمنية التي يشكلها النظام السوري على حدودها معه، ولن تصمت في مواجهتها». وأوضح أن «قواعد الاشتباك الخاصة بالقوات المسلحة التركية قد تغيرت». وأضاف ان «كل ما من شأنه أن يشكل خطرا عسكريا من قبل سوريا على حدودنا سيعامل كهدف تجب إصابته»، مضيفا ان «كل عنصر عسكري يقترب من تركيا آتيا من الحدود السورية ويمثل خطورة وخطرا أمنيا سيُعتبر تهديدا عسكريا وسيعامل كهدف عسكري».

أما حلف شمال الأطلسي الذي عقد اجتماعا طارئا استجابة للدعوة التركية، فدان إسقاط سوريا للطائرة، الذي وصفه بانه «غير مقبول»، لكنه نأى بنفسه عن اتخاذ أي اجراءات عسكرية هجومية أو دفاعية للردّ.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «نحن نعتقد ان من المهم الا ينظر الى ما حدث على انه استفزاز أو إجراء متعمد». وأضافت ان اي تصعيد سياسي سيكون «بالغ الخطورة» ويهدد خطة السلام التي وضعها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان. وتابعت قائلة «نحن نعتقد ان أفضل سبيل هو ضبط النفس والتفاعل الايحابي بين الجانبين التركي والسوري لتوضيح ملابسات الحادث».

مؤتمر جنيف

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أهمية مشاركة إيران في المؤتمر الدولي حول سوريا المتوقع

عقده في 30 حزيران الحالي في جنيف. لكن حول ما إذا كان سيحضر المؤتمر في حال غياب إيران عنه، قال لافروف في تصريحات صحافية: «سأذهب، لكن في هذه الحالة سنتحدث فقط عن كيفية جمع كل الأطراف اللازمة لاستخدام هذه الفرصة. يجب انتهاز هذه الفرصة، لكن ذلك يتطلب جمع كل الجهات ذات التأثير في الأوضاع، ولا شك في أن إيران من بينها».

وأضاف لافروف «أما مضمون هذه المحادثات، فيجب أن تهدف إلى إحراز اتفاق حول ضرورة الضغط على جميع الأطراف السورية من أجل أن تجلس بنفسها إلى طاولة التفاوض لتبحث عن حلول وسط ستعطي لكل المكونات القومية والطائفية وغيرها بلا استثناء الإحساس بالأمان في بلادها». وتابع قائلا: «لكن لا يمكن لهذه الأطراف أن تتفق إلا بأنفسها، أما اللاعبون الخارجيون فدورهم يقتصر فقط على المساعدة في جمع هذه الأطراف وتشجيعها على تقديم تنازلات متبادلة».

وألح لافروف على ضرورة أن يناقش الوزراء بأنفسهم مشروع البيان الختامي للمؤتمر الدولي حول سوريا وقال: «إن القضية سياسية، ولا بد من مناقشتها على المستوى الوزاري على الأقل من أجل محاولة إحراز اتفاق حول تغيير التوجهات الحالية وتحويلها إلى المجرى السياسي، إلى مجرى الحوار بين السوريين أنفسهم، وهم الوحيدون الذين يمتلكون حق تقرير مصير بلادهم».

من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند حول مسار التوصل إلى تأكيد عقد مؤتمر جنيف «نحن نقترب، لكننا لم نتخذ اي قرارات بعد». واضافت نولاند ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اتصلت بانان واعربت عن املها بان يحقق الاجتماع اذا عقد «تقدما حقيقيا في دعم خطة انان، وبالتحديد في دعم الانتقال الديموقراطي السلمي في سوريا».

ورفضت نولاند مشاركة ايران وقالت «نظرا لدعمها (ايران) للنظام، وتصرفاتها المستمرة بشأن سوريا، فنحن لا نرى انها قادرة على تقديم مساهمة مفيدة في الوقت الحالي». واكدت ان الولايات المتحدة تريد ان تضمن ان «جميع الدول والمنظمات المشاركة في الاجتماع ملتزمة بخطة انان وملتزمة بانتقال سلمي وايجابي».

واشار المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الى «الانشقاقات العالية المستوى» التي حدثت مؤخرا في صفوف الجيش السوري. وقال «من الواضح ان نظام بشار الاسد يفقد سيطرته على البلاد شيئا فشيئا». واكد كارني ان الولايات المتحدة ستواصل السعي لتحقيق انتقال سياسي لا يتضمن بقاء الاسد في السلطة، مؤكدا «نرى انه لا يمكن ان يكون الاسد جزءا من اي عملية انتقالية». وقال كارني ان خسارة الارواح امر «فظيع» متهما الاسد بأنه «متعجرف».

واضاف كارني «على المجتمع الدولي ان يتوحد» للعمل من اجل انتقال سياسي في سوريا. وعن المشاورات مع روسيا، قال كارني «لقد عقدنا اجتماعات مثمرة للغاية»، مضيفا مع ذلك انه «لا شك في ان بيننا اختلافات».

لكن وكالة «اسوشيتد برس» نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن القوات العسكرية السورية «تبقى مستقرة ومخلصة» للأسد، بالرغم من الانشقاقات التي لم تؤد الى تماسك المعارضة، ما ينذر بصراع عسكري طويل المدى بين الجانبين.

المراقبون

ونقل دبلوماسيون عن هيرفيه لادسو قوله في اجتماع مغلق لمجلس الأمن ان المدنيين في سوريا «يتعرضون لخطر متزايد» وان «الظروف ليست مناسبة لاستئناف عمليات» المراقبة. واوقف المراقبون الذين يناهز عددهم 300 مراقب دورياتهم وعملياتهم الاخرى في 16 حزيران الماضي مع تصاعد العنف بين النظام السوري والمناهضين له.

وقال لادسو ان بعثة الامم المتحدة لا تزال تحاول مساعدة العاملين في المجال الانساني في سوريا. الا انه اضاف ان الحكومة السورية لا تزال تضع العراقيل امام المراقبين مثل رفضها السماح لهم بحيازة هواتف تعمل بالاقمار الصناعية التي وصفها لادسو بانها «ادوات مهمة». واضاف انه حتى قبل ان يعلق المراقبون دورياتهم، رفضت حكومة الاسد السماح لهم باستخدام مروحيات خاصة بهم تمكنهم من التنقل في ارجاء البلاد.

إلى ذلك، وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في ضواحي دمشق اسفرت عن مقتل 27 شخصا. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل 59 شخصا آخرين بينهم 32 جنديا من القوات النظامية في اشتباكات وقصف واطلاق نار وانفجارات في مناطق اخرى.

وقتل 14 شخصا جراء القصف على بلدة الهامة في ريف دمشق و11 في ضاحية قدسيا حيث تدور اشتباكات بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين، وسقط قتيلان في كل من دوما وحرستا. وقتل شخص برصاص قناص في حي جوبر الدمشقي الذي شهد هو الآخر اشتباكات. وكان «المرصد» اشار الى وقوع اشتباكات عنيفة منذ فجر أمس، استمرت حتى بعد الظهر حول مقار الحرس الجمهوري المكلف حماية دمشق وريفها في قدسيا والهامة، وشملت الاشتباكات ايضا بلدة دمر. (تفاصيل أخرى ص 14).

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

جمعية أمريكية تلغي لقاء مع مفتي سوريا

واشنطن- (ا ف ب): اعلنت جمعية أمريكية تعمل من أجل السلام في الشرق الأوسط، الثلاثاء انها الغت لقاء كان مقررا في الولايات المتحدة مع مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون بعد اكتشاف تهديداته بشن عمليات انتحارية ضد دول غربية.

وقالت الجمعية من أجل السلام في الشرق الاوسط انها لم تتحقق في البدء من ماضي المفتي السوري وانها دعته هذا الاسبوع الى واشنطن حيث مقرها.

وقال رئيس الجمعية فيل ويلكوكس لوكالة فرانس برس “بالتأكيد، منذ أن وجدنا الرابط بينه وبين نشاط ارهابي لعمليات انتحارية لم نعد نريد التحدث اليه وقد الغينا النشاطات” المتعلقة بقدومه.

ويعتبر مفتي سوريا مقربا من الرئيس بشار الأسد الذي تواجه بلاده منذ 15 شهرا اعمال عنف بين النظام وقوات المعارضة.

وكان الشيخ احمد بدر الدين حسون هدد في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي اوروبا والولايات المتحدة واسرائيل بعمليات انتحارية في حال تعرضت سوريا لاي هجوم.

وقال في خطاب نشر على موقع يوتيوب “فور اطلاق القذيفة الاولى، سوف يتحول ابناء سوريا ولبنان إلى مقاتلين يقومون بعمليات انتحاريية على أرض أوروبا وفلسطين”.

وقبل اسبوع من ذلك، اغتيل نجله سارية حسون ب”رصاص مجوعة ارهابية مسلحة” انهمر على السيارة التي كان بداخلها، حسب وكالة الانباء السورية سانا.

مقتل ثمانية أشخاص في هجوم على قناة الإخبارية السورية الحكومية

دمشق- (د ب أ): قتل ثمانية أشخاص في هجوم مسلح على مقر قناة “الإخبارية” التابعة للحكومة السورية في منطقة دروشة /نحو 25 كم جنوبي دمشق/، ما أسفر أيضا عن تدمير أجزاء منها.

وقالت مصادر من داخل القناة لوكالة الأنباء الألمانية إن الضحايا من حراس القناة والفنيين.

وتقول السلطات إن الهجوم نفذته “مجموعات مسلحة” فيما تقول المعارضة إن من نفذه عناصر من الجيش السوري الحر.

وأفاد مصدر في القناة بأن الهجوم أسفر عن تدمير شبه كامل للمبنى. ووصل وزير الإعلام عمران الزغبي إلى مقر القناة ليتفقد الوضع.

وتردد أن الهجوم وقع على مرحلتين بزرع عبوات ناسفة وهجوم مسلح.

الأسد: سوريا تعيش حربا حقيقية وكل سياساتها موجهة للانتصار في هذه الحرب

دمشق- (ا ف ب): أكد الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء أن سوريا تعيش “حالة حرب حقيقية” وان كل سياساتها “موجهة للانتصار في هذه الحرب”، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وقال الأسد متوجها إلى وزراء حكومته في أول جلسة لها “نحن نعيش حالة حرب حقيقية بكل جوانبها، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى. وعندما نكون في حالة حرب، فكل سياساتنا وكل توجهاتنا وكل القطاعات تكون موجهة من أجل الانتصار في هذه الحرب”.

ولم يتطرق الأسد إلى أي تفصيل حول هذه الحرب في الخطاب المطول الذي نقله التلفزيون السوري الرسمي مباشرة والذي تطرق فيه الى “اللامركزية الادارية” و”القطاع الزراعي” و”سياسة الدعم” وغيرها من المواضيع.

وقال الأسد “نحن هنا للعمل، والجانب الاجتماعي أساس الاستقرار السياسي والأمني”.

وكان الرئيس السوري اصدر السبت مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة رياض حجاب، وقد احتفظ فيها كل من وزير الخارجية وليد المعلم والداخلية اللواء محمد ابراهيم الشعار بحقيبتيهما، في حين عين عمران الزعبي وزيرا جديدا للاعلام.

كذلك احتفظ وزير الدفاع ونائب رئيس الحكومة العماد داوود راجحة بمنصبه. وتضم الحكومة وزيرين من معارضة الداخل التي لا تسعى لاسقاط النظام السوري، بل تطالب بالاصلاح السياسي.

وتشهد سوريا منذ 15 شهرا حركة احتجاجية جوبهت بالقمع من السلطات وتطورت الى نزاع عسكري قبل اشهر، ما تسبب بمقتل اكثر من 15 الف شخص.

وتنفي السلطات وجود حركة احتجاج وتحمل “مجموعات ارهابية مسلحة” مسؤولية اعمال العنف في البلاد.

أردوغان: سوريا أسقطت طائرتنا عمدا ولن نتحمل تهديداتها بعد اليوم

أنقرة- (يو بي اي): حذّر رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان الثلاثاء من أن بلاده لن تتحمّل بعد اليوم أي تهديد أمني من قبل سوريا على حدودها، معتبراً أن إسقاط المقاتلة التركية من قبل القوات السورية جرى فوق المياه الدولية وعن عمد.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله خلال اجتماع لحزب العدالة والتمنية في البرلمان التركي، “بات من الواضح أن نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد أصبح تهديداً لأمن تركيا”، مضيفاً أنه من اليوم ولاحقاً لن تتحمل أنقرة أية تهديدات من الجانب السوري.

وأشار إلى أن أي “اعتداء عسكري “من الجانب السوري سيعتبر تهديداً للقوات العسكرية التركية، لافتاً إلى أن الجيش التركي سيوضع في حالة تأهّب في ما يخص أي تهديد من الجانب السوري.

لكنه أضاف أن على الجميع معرفة أن “غضب تركيا قوي كصداقتها. فلا تعتبروا منطقنا ونهجنا الحذر إشارة على الاستسلام”.

وقال إن “طائرتنا أسقطت فوق المياه الدولية. وبعد استهدافها، سقطت في المياه الإقليمية السورية”، مضيفاً ان المقاتلة “لم تُسقط عن طريق الخطأ، بل إنها استهدفت بعمل عدائي ومتعمّد”.

ولفت إلى أن المقاتلة أسقطت في المجال الجوي الدولي على بعد 13 ميلاً من السواحل السورية، وقد سقطت في المياه الإقليمية السورية على بعد 8 أميال من ساحل اللاذقية.

وقال إن “اختراقاً قصيراً لا يمكن أن يبرّر هجوماً جائراً، وغير شرعي، وعديم الضمير”، مضيفاً أن إطلاق التصريحات لإظهار فعل نظام الأسد بريئاً هو أمر غير مسؤول.

وأشار إلى أن المقاتلة أسقطت من دون تحذير من قبل الجانب السوري. وقال “لا ينبغي على أحد إطلاق التعليقات التي قد تضر بالمصالح الوطنية لتركيا”.

وأضاف أردوغان “علي التأكيد على واقع أن تركيا ستستخدم كل حقوقها المنبثقة من القوانين الدولية، وستتخذ الخطوات الضرورية بعزم”.

وأشار إلى أن تركيا لن “تقع في فخ هؤلاء الذين يروّجون لحرب، لكننا لن نلزم الصمت بشأن إسقاط مقاتلتنا في المياه الدولية. سنواصل العمل على هذه القضية عبر الالتزام بالقوانين الدولية”.

واعتبر أن البعض منزعج من تحقيق بلاده مكانة إقتصادية عالية.

المعارضة السورية تقول انها دمرت طائرة هليكوبتر ودبابات

اردوغان: سنرد على اي انتهاك لحدود بلادنا واشتباكات حول الحرس الجمهوري بدمشق وموسكو تطالب بحضور ايران مؤتمر جنيف

بيروت ـ دمشق ـ انقرة ـ موسكو ـ وكالات: قال ناشطون ان معارك ضارية قرب مقر الحرس الجمهوري في قدسيا وفي منطقة الهامة بريف دمشق وضاحية مشروع دمر دارت بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة الثلاثاء في أسوأ اعمال عنف في ضواحي العاصمة السورية منذ بدء الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الأسد قبل 16 شهرا، فيما قتل الثلاثاء 59 شخصا مدنيا و32 عسكريا في انحاء متفرقة من سورية.

جاء ذلك فيما صعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من لهجته تجاه سورية وتوعد بالرد على اي انتهاك سوري لحدود بلاده وذلك بعد اسقاط الدفاعات السورية طائرة حربية تركية الجمعة، في وقت تدور اشتباكات عنيفة غير مسبوقة في ضواحي دمشق حول مقار الحرس الجمهوري.

غير ان الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرسن فوغ راسموسن استبعد قيام الحلف بأي عمل عسكري ضد سورية. واعتبر الحلف الاطلسي الثلاثاء ان اسقاط هذه الطائرة ‘غير مقبول’ واعرب عن ‘دعمه وتضامنه’ مع تركيا، وذلك في ختام اجتماع طارىء مع حلفائها في بروكسل.

وقال اردوغان في كلمة امام البرلمان التركي ان بلاده سترد ‘في الوقت المناسب’ وبـ’حزم’ على اسقاط طائرتها، ولو انه اقر في الوقت نفسه بان الطائرة انتهكت المجال الجوي السوري ‘لفترة قصيرة’ و’عن غير قصد’.

واضاف ان ‘قواعد تدخل القوات المسلحة التركية تغيرت الان. فأي عنصر عسكري قادم من سورية ويشكل تهديدا او خطرا امنيا على الحدود التركية سيعتبر هدفا’ عسكريا.

ومن جهتها اعتبرت روسيا الثلاثاء ان اسقاط سورية للطائرة الحربية التركية الاسبوع الماضي يجب ان لا ينظر اليه على انه عمل ‘استفزازي’ او ‘مقصود’.

وفي اول تعليق روسي على الحادث الذي وقع الجمعة، قالت وزارة الخارجية في بيان ‘نعتقد انه من المهم ان لا يتم النظر الى الحادث على انه عمل استفزازي او مقصود، وان لا يقود الى زعزعة الوضع’.

واضافت الوزارة ان ‘تصاعد الدعاية السياسية بما في ذلك على المستوى الدولي، امر بالغ الخطورة في سياق جهود جارية لحشد كل العوامل الخارجية’، من اجل فرض تطبيق خطة السلام التي اعدها المبعوث الدولي للامم المتحدة لسورية كوفي عنان.

واوضحت الخارجية الروسية ‘ندعو من جديد جميع الاطراف، سواء في المنطقة او في الخارج، الى التصرف حصرا بما يخدم’ خطة عنان و’الى ان لا يتخذوا تدابير تخرج عن هذا الاطار’.

وقد صدر البيان بعد اعلان السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل دعوة الوسيط كوفي عنان للمشاركة في اجتماع حول سورية في 30 حزيران (يونيو) في جنيف.

من جهة اخرى اكدت روسيا الثلاثاء ضرورة ان تشارك ايران في الاجتماع الدولي حول سورية الذي سيعقد في جنيف في 30 حزيران (يونيو).

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحافي عقده على شاطىء البحر الميت غرب الاردن عقب محادثات مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني انه ‘من الأفضل ان يتم اشراك ايران في هذه التسوية’ للأزمة السورية.

واضاف ان تجاهل ايران ‘سيعقد المسألة على اي حال’.

وقال الرئيس الروسي ‘تعاونا مع ايران بخصوص افغانستان وقضايا اخرى، ومن وجهة نظري لا يجب ربط ذلك بمشاكل البرنامج النووي الايراني فذلك موضوع منفضل’.

واضاف ‘كلما شارك عدد اكبر من جيران سورية بتسوية المسألة كلما كان ذلك افضل، اما تجاهل تلك الاحتمالات (دعوة ايران) فسيؤدي الى نتائج عكسية كما يقول الدبلوماسيون، فمن الافضل اذا الحصول على دعمها’.

وقال البيت الابيض ان الانشقاقات واقتراب القتال من دمشق واسقاط طائرة حربية تركية بنيران سورية هي جميعها مؤشرات على ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد بدأ يفقد السيطرة على البلاد.

واشار جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض الى ‘الانشقاقات العالية المستوى’ التي حدثت مؤخرا في صفوف الجيش.

وعلى الارض، وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة امس الثلاثاء في ضواحي دمشق اسفرت عن مقتل 27 شخصا، وهي الاعنف في الريف الدمشقي منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سورية قبل 15 شهرا.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل 59 شخصا آخرين بينهم 32 جنديا من القوات النظامية في اشتباكات وقصف واطلاق نار وانفجارات في مناطق اخرى.

وقتل 14 شخصا جراء القصف على بلدة الهامة في ريف دمشق و11 في ضاحية قدسيا حيث تدور اشتباكات بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين، وسقط قتيلان في كل من دوما وحرستا.

وقتل شخص برصاص قناص في حي جوبر الدمشقي الذي شهد هو الآخر اشتباكات.

وكان المرصد اشار الى وقوع اشتباكات عنيفة منذ فجر امس استمرت حتى بعد الظهر حول مقار الحرس الجمهوري المكلف حماية دمشق وريفها في قدسيا والهامة، وشملت الاشتباكات ايضا بلدة دمر.

وشهدت ضواحي دمشق وبعض احيائها خلال الفترة الاخيرة تصعيدا في الاشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة ومعارضة، الا ان معارك الثلاثاء هي الاعنف، بحسب مدير المرصد.

وفيما تحدث ناشطون عن ‘مجزرة’ ارتكبتها قوات النظام في بلدة الهامة، قالت وكالة انباء ‘سانا’ السورية الرسمية ان ‘الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات ارهابية مسلحة تجمعت في الهامة’، واشارت الى ان الاشتباكات اسفرت عن ‘مقتل العشرات من الارهابيين واصابة عدد كبير منهم واعتقال عدد اخر بعضهم من جنسيات عربية ومصادرة اسلحتهم’، بالاضافة الى مقتل ‘اربعة عناصر من الجهات المختصة’.

الى ذلك بث معارضون سوريون لقطات مصورة الثلاثاء لدبابات محترقة وطائرة هليكوبتر يلفها الدخان والنيران قالوا انها دمرت بعد ان هبطت في حقل بمحافظة إدلب وهي تقل قوات سورية.

وأظهر تسجيل فيديو التقطه أحد الهواة ووضع على شبكة الانترنت طائرة هليكوبتر عسكرية تدور مروحتها كأنها هبطت لتوها.

وذكر صوت لم يظهر صاحبه على الشاشة وهو يلهث بينما سمع في الخلفية صوت اطلاق نار انه يجري نشر قوات خاصة من طائرة هليكوبتر لقتل المدنيين في بلدة مار دبسي.

السلاح الذي اسقط الطائرة التركية إيراني الصنع

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: نقلت مصادر إعلامية سورية عن خبير سوري أن السلاح الذي استخدمته الدفاعات الجوية السورية لإسقاط المقاتلة التركية إف 4 هو إيراني الصنع وحصلت عليه دمشق في العام 2010.

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية والمغتربين جهاد مقدسي أكد خلال مؤتمر صحافي عقده امس أن السلاح الذي استخدمته الدفاعات السورية لإسقاط الطائرة التركية كان مدفعاً مضاداً للطائرات عياره 23 ملم و مداه الأقصى لا يتعدى كيلو مترين ونصف.

الخبير قال لموقع ‘عكس السير’ ان المدفع م. ط 23 الذي استُخدم صباح يوم الجمعة لإسقاط المقاتلة التركية هو إيراني الصنع ويمتاز بخاصية ‘غزارة النيران’ إذ يُطلق 5000 طلقة في الدقيقة ويوضع على عربات مجنزرة ، وهو لا يُخطئ هدفه.

ولفت الخبير الى أن المقاتلة التركية وتلافياً لانكشافها على شاشة أجهزة الرادار السورية الموجودة في المنطقة اضطرت لتخفيض ارتفاع طيرانها حتى وصلت إلى علو 100م فقط ولم تتوقع أن لدى الدفاعات السورية مدفعاً رشاشاً يستطيع إصابتها وهي بسرعة 800 كم في الساعة لكنها فوجئت بهذا النوع من المدافع المضادة المعتمدة على غزارة النيران والدقة في التصويب عن قرب مما حرمها تماماً من أية إمكانية للمناورة وأصيبت إصابة مباشرة في معظم أجزائها.

وكان جهاد مقدسي كشف أن السلاح الذي استخدمته الدفاعات السورية لإسقاط الطائرة التركية كان مدفعاً مضاداً للطائرات عياره 23 ملم و مداه الأقصى لا يتعدى كيلو مترين ونصف، وبالتالي فإن الطائرة التركية كانت ضمن المجال السوري حكماً حتى أصابها المدفع السوري، مضيفاً أن الطائرة العسكرية التركية انتهكت بشكل صريح السيادة السورية وفق المعلومات الوقائع ، وأن الرد السوري كان تصرفاً دفاعياً سياديا نافياً كل ما أورده وزيرالخارجية التركي داوود أوغلو عن تلك الحادثة.

في شأن متصل قالت معلومات ميدانية أن مسلحين مجهولين اختطفوا أمس الثلاثاء اللواء الطيار فرج شحادة المقت في منطقة العدوي في دمشق، وهو من محافظة السويداء، وأفاد التلفزيون السوري أن ‘إرهابيين قاموا باختطاف اللواء شحادة، والجهات المختصة تعمل على تحريره’، ويعتقَد أن المسلحين الخاطفين ينتمون إلى ‘الجيش السوري الحر’.

وكان مسلحون اغتالوا صباح امس العقيد في جيش التحرير الفلسطيني أحمد صالح الحسن في منطقة صحنايا بريف دمشق.

برهان غليون يؤكد انه زار سورية ‘لبضع ساعات

بيروت ـ ا ف ب: اكد الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون لوكالة فرانس برس انه دخل الاراضي السورية الثلاثاء لبضع ساعات واجرى ‘جلسات مع الثوار’، وهي الزيارة الاولى له منذ اكثر من سنتين.

وقال غليون في اتصال هاتفي بعد خروجه من الاراضي السورية ان الزيارة تشكل ‘دعما معنويا للثوار’، و’مواساة لاهلنا الذين تعرضوا للقتل والمجازر والذبح’.

واوضح انه عاد قبل وقت قصير الى تركيا، وان الزيارة شملت ‘مناطق عدة في محافظة ادلب’ في شمال غرب البلاد الواقعة على الحدود مع تركيا.

واشار الى انه لم يزر سورية منذ ما قبل الثورة، ‘منذ سنتين وبضعة اشهر تقريبا’.

وقال غليون ردا على سؤال عن المخاطر التي رافقت الزيارة ‘طبعا كانت هناك مخاطر، فالقصف لا يتوقف، لكننا اخذنا الاحتياطات لتقليص هذه المخاطر قدر الامكان. ومن ثم اتكلنا على الله’.

واعتبر غليون ان ‘النظام مهلهل لدرجة انه لا يقدر ان يضبط أي شيء. لقد تجولنا في مناطق عدة في ادلب وواضح ان النظام يفقد السيطرة على الارض’.

وتابع غليون ‘هذا دافع ليأسه ويأس انصاره’.

وقال غليون انه شهد في زيارته لادلب ‘ولادة سورية الجديدة، فكل القرى فيها لجان محلية للمعونة والادارة والتنظيم والتنظيف…سورية اليوم تبنى بأيدي ابنائها’.

حزب الله نقطة ضعف الاسد

صحف عبرية

كيف يمكن وقف المذبحة الحادثة في سورية؟ لا توجد أية جهة لا الناتو ولا الولايات المتحدة ولا تركيا ولا كلها معا معنية بمواجهة عسكرية للجيش السوري الذي ما يزال جيشا قويا بحسب كل المعايير، والتدخل الاسرائيلي سيضر فقط، هذا الى سؤال من يتولى الحكم في سورية اذا هُزم جيش بشار الاسد. بازاء عدم اليقين هذا يقف العالم جانبا في حين يقتل مئات البشر في كل اسبوع. أفلا يوجد حقا ما يمكن فعله سوى الشكوى والتنديد؟

ليس الاسد وحده بل له صديقات عظيمة القوة وفي مقدمتها ايران التي تراه حليفا وترى سورية خطا دفاعيا أول وتدعمه. ان ايران التي تطور برنامج سلاح ذري تشغل الغرب بمفاوضات لا نهاية لها، والعقوبات الاقتصادية عليها لا تعوقها عن مساعدة الاسد. وكذلك تحول الصين وروسيا، وهما عضوان دائمتان في مجلس الامن، دون كل خطوة قد تضر بالاسد، فهاتان الدولتان تفضلان المصالح التي تريانها أكبر من وجهة نظرهما.

ولهذا أين يمكن ان يُصاب جزار دمشق كي تؤلمه الاصابة؟ أفيه نقطة ضعف؟ اجل لكنها ليست في سورية بل في لبنان. ففي لبنان يوجد حزب الله وهو منظمة ارهاب لها وحدات عسكرية كبيرة وهو في الحقيقة جيش أقوى كثيرا من جيش لبنان الذي يعمل في داخله. ولحزب الله مخزون من السلاح لا يعيب جيوشا شرعية معاصرة. وهذا الجيش الذي سلحته ودربته ايران هو حليف الطاغية السوري. ويشارك مقاتلوه في المجزرة التي تجري في سورية في الاشهر الاخيرة ويمسون بالسوء لبنانيين يتظاهرون اعتراضا على ما يحدث في سورية.

ليس لجيش حزب الله شرعية ووجوده يعارض القانون الدولي وهو ينقض سيادة لبنان ويرفض الخضوع لسلطة جيشه. وتهدد خططه لمهاجمة اسرائيل بصواريخه الشرق الاوسط. فالمنظمة هي هدف مشروع لمن يطمحون الى اعادة شيء ما من الحياة الطبيعية الى الشرق الاوسط، وهو نقطة ضعف الاسد، فاذا تم نقض جيش حزب الله ستضعف سورية ضعفا كبيرا.

بيد ان المجتمع الدولي يتجاهل في واقع الامر هذه المنظمة الارهابية المتصلة بايران وسورية والتي تهدد اسرائيل وتُعرض لبنان للخطر، في السنين الاخيرة. ان قرار مجلس الامن 1701 الذي تم اتخاذه بالاجماع في آب 2006، دعا الى نزع سلاح كل المنظمات المسلحة في لبنان. وتطرق الامين العام للامم المتحدة بان كيمون الذي زار بيروت في المدة الاخيرة الى حزب الله حينما قال: ‘لا نقبل وجود أي سلاح لا تسيطر عليه الدولة’. وتجاهل حزب الله هذه الدعوات بل انه زاد في السنين الاخيرة مخزونه من السلاح بمساعدة ايران وسورية وهو الآن يساعد الاسد على تنفيذ قتل جماعي لأبناء شعبه.

حان وقت المبادرة الى خطوات دبلوماسية لتجريد حزب الله من سلاحه، وستكون هذه الخطوات سائغة بحسب القانون الدولي. ويفترض ان يطرح مجلس الامن في برنامج عمله اليوم نقض حزب الله للقرار 1701. وربما توافق روسيا والصين القلقتان جدا من المس بسيادة دولة ما برغم صبغتها أو أعمالها على تأييد هذه الخطوة التي ستساعد على حفظ سيادة لبنان. ينبغي توجيه احتجاج الى حكومة لبنان. وينبغي ان نُبين بنفس صورة العمل على مجابهة برنامج ايران الذري انه اذا لم تنجح الدبلوماسية فان خيارات اخرى ‘موضوعة على المائدة’. وقد تفضي هذه الخطوة الى تغيير الحال في سورية وانهاء سفك الدماء هناك، ولا شك في أنها ستحظى بانتباه الاسد.

موشيه آرنس

هآرتس 26/6/2012

مصادر إسرائيلية: روسيا والصين نجحتا في تهميش دور واشنطن من التمرد العربي التي سيطرت عليه منذ 2011 وسجلتا نجاحا إستراتيجيا في سورية

زهير أندراوس

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ قالت مصادر أمنية وصفت بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب إنه بعد سنة ونصف السنة من اندلاع الاحتجاجات في سورية في الخامس عشر من آذار (مارس) 2011، نجح الرئيس السوري بشار الأسد في إعادة السيطرة لنفسه ولجيشه على أنحاء سورية، حيث تقهقر المتمردون إلى عدد من أحياء المدن والبلدات خاصة الواقعة شمالي سورية، بينما تقوم قوات الجيش والقوات الأمنية الموالية للأسد بتطويقهم.

وتابعت المصادر قائلةً لموقع (عينيان مركازي) الإخباري إنه وعلى الرغم من أن دوائر المعارضة والجيش السوري الحر يواصلون الإدلاء بتقارير حول معارك ثقيلة في منطقة دمشق، خاصة حول المطار الدولي، هناك طبقا لمزاعمهم حيث أحبطوا محاولة زوجة الأسد وأبنائه للفرار من سورية، فإن المصادر العسكرية في تل أبيب تقول إنه لا توجد أي معارك من هذا النوع، وأن عائلة الأسد لم تحاول أن تخرج من العاصمة السورية.

وتابع الموقع قائلاً إن الأوصاف التي تتحدث عن معارك وأحداث لم تقع، والمبالغات حول أعداد القتلى نتيجة أعمال الجيش وقوات الأمن السورية، تدل فقط على الوضع الصعب الذي يواجهه المتمردون في سورية وعجزهم عن إسقاط بشار الأسد.

كما يعتبر هذا هو السبب الرئيسي وراء الاقتراح الغربي ـ العربي لمجلس الأمن والذي ينص على أن يتنازل بشار الأسد عن السلطة في دمشق وينقلها لنائبه فاروق الشرع، هذا هو السبب وراء عدم وجود أي فرصة لتحقق هذا الأمر، ولكنه يدل على حجم الفشل الغربي ـ العربي في هذه المرحلة في التسبب في إسقاط السلطة في دمشق. وبعد سنة ونصف تقريبًا من التظاهرات، المعارك، قمع المتظاهرين بوحشية، وقتلى وصل عددهم إلى 8000 وعشرات الآلاف من المصابين، وسط هذه الحالة تتزايد سيطرة الأسد على السلطة.

وهناك على الأقل سبعة تداعيات للأوضاع التي تتطور في الشرق الأوسط والخليج العربي، بحسب المصادر عينها:

أولا، حتى الآن فشل الغرب والعرب في إسقاط الأسد وبذلك تفكيك محور إيران ـ دمشق ـ حزب الله. وحاليا هذا المحور تعزز بعد أن انضم العراق إليه.

ثانيا، يتعلق الأمر بانجاز إستراتيجي إيراني من الدرجة الأولى خاصة في الفترة التي تحاول فيها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج، وعلى رأسها السعودية إظهار النظام في طهران على أنه نظام فاشل يئن تحت العقوبات المفروضة عليه. ثالثا، استقرار نظام الأسد رفع التهديد الوجودي الذي كانت منظمة حزب الله تقف أمامه واحتمال عزلتها في لبنان.

والآن نجح الأسد في السيطرة على معظم أرجاء سورية وسوف يحصل حزب الله مجددا على الثقة الذاتية التي فقدها بسبب الأحداث في سورية، وسوف تتعزز علاقاته مجددا مع كل من طهران، دمشق، بغداد، وبذلك ستعمل المنظمة اللبنانية من جديد على تعزيز وضعها داخل لبنان.

رابعا، الأبعاد الكبيرة للفشل العربي ـ الإسلامي في معالجة الوضع في سورية تضع صعوبات أمام إمكانية تقدير التداعيات الفورية لهذا الفشل على السعودية، تركيا، والفلسطينيين. السعودية وقطر اللتان أيدت أجهزتهما الإستخباراتية بالمال والسلاح المتمردين السوريين لم تنجحا في مواجهة الأجهزة العسكرية والإستخباراتية السورية أو حتى مع المساعدات المضادة التي أتت من إيران وتم وضعها تحت سيطرة الأسد.

كما أن جامعة الدول العربية التي حاولت للمرة الأولى التدخل في التمرد العربي من خلال إرسال وفد مراقبين كان عليهم السيطرة على الوضع في سورية، بدت على أنها عاجزة ولا تمتلك قدرات على الفعل، واضطرت للتدقيق في كيفية تفكك عمل المراقبين ومغادرتهم، بل فرارهم من سورية. تركيا أيضا، والتي أبدت في مستهل التمرد تأييدا للمتمردين ومكنت جيش سورية الحر من العمل على أراضيها، قامت بتبريد تأييدها لهم بعد أن قررت أن مصالحها مع طهران أهم كثيرا من مصالحها مع دمشق نفسها.

خامسا، تعزز موقف موسكو وبيجين في الشرق الأوسط والخليج بشكل قوي في مقابل وضع واشنطن. ونجحت موسكو من خلال صد أي نقاش أو قرار معادِِ لسورية في مجلس الأمن أو من خلال المساعدة في إرسال قوة عسكرية بحرية ـ جوية روسية إلى سورية والتوقيع على سلسلة من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية الصينية مع دول الخليج، نجحت موسكو وبيجين في تهميش دور واشنطن من مركز منصة التمرد العربي التي سيطرت عليه منذ 2011 وقت التمرد العربي في مصر وليبيا.

سادسا، الاستقرار في نظام الأسد، على خلاف توقعات وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك الذي قال إن النظام السوري سيسقط في غضون أسابيع، يعزز الحلقة العسكرية ـ السياسية الإيرانية حول إسرائيل. وتقول المصادر عينها العسكرية أنه ينبغي الالتفات لحقيقة أن الجيش السوري نجح في الأداء بصورة تنفيذية في وضعية حرب وطوال عام ونصف، وبذلك نال المزيد من الخبرات في النقل السريع للقوات بأعداد كبيرة من جبهة واحدة إلى الأخرى. كما تعزز التعاون العسكري ـ التنفيذي ـ الإستخباراتي بين الجيش السوري، الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله بصورة كبيرة، على حد تعبير المصادر الإسرائيلية.

أردوغان يحذّر من غضب «قويّ ومدمّر»… و«الأطلسي» لا يصعّد

تفاعلت، أمس، حادثة إسقاط الطائرة التركية، ودانت دول حلف شمالي الأطلسي إسقاط سوريا طائرة عسكرية تركية، ووصفته بأنه «غير مقبول»، لكنها لم تصل إلى حد التهديد بأي رد عسكري، فيما حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من رد «قوي ومدمر».

وقال الأمين العام للحلف أندرس فو راسموسن، بعد اجتماع طارئ في بروكسل لسفراء من الدول الأعضاء في الحلف، إن تركيا حصلت على دعم كل شركائها. وقال «أمن الحلف لا يتجزأ. نقف مع تركيا بروح التضامن». وأضاف «توقعاتي الواضحة هي عدم استمرار التصعيد… أتوقع أن تتخذ سوريا كل الخطوات الضرورية لتجنب مثل تلك الأحداث في المستقبل في ما يتعلق بالتطورات في المنطقة».

وبينما كان الاجتماع منعقداً، حذر أردوغان سوريا من تصعيد التوترات. وقال في كلمة، أمام نواب البرلمان من حزب العدالة والتنمية، إنه «يجب أن يعلم الجميع أن غضب تركيا قوي ومدمر». ومضى يقول «كل عنصر عسكري يقترب من تركيا قادماً من الحدود السورية يمثل خطورة وخطراً أمنياً سيجري اعتباره تهديداً عسكرياً وسيعامل كهدف عسكري». وقال «هذا الحدث الأخير يظهر أن نظام الأسد أصبح يشكل تهديداً واضحاً وقريباً لأمن تركيا وكذلك لشعبه».

من ناحيتها، قالت وزارة الخارجية الروسية، أمس، إن «حادث إسقاط الطائرة التركية لا يجب النظر إليه كاستفزاز أو عمل متعمّد». ودعت موسكو كلّاً من سوريا وتركيا إلى «ضبط النفس والتعامل البنّاء بغية استيضاح كل ملابسات الحادث مع الطائرة التركية».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الانشقاقات واقتراب القتال من دمشق وإسقاط طائرة حربية تركية بنيران سورية، هي جميعها مؤشرات على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد بدأ يفقد السيطرة على البلاد. إلا أن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية، رفضوا الكشف عن هويتهم أمس، قالوا إن «الجيش السوري لا يزال موالياً للنظام، بالرغم من الانشقاقات الرفيعة المستوى التي حدثت أخيراً»، في حين اعتبروا أن «المعارضة لا تزال مشتتة وغير قادرة على المهاجمة كقوة موحدة، ما يشير إلى فترة مقبلة سيكون فيها النزاع طويلاً». وأفاد المسؤولون بأن النظام السوري يحافظ «على ولاء القوات عن طريق الحفاظ على رواتبهم، حتى وإن كان الوقود والمواد الغذائية تنفد بالنسبة إلى بقية البلاد». كما أشاروا إلى أن النظام استخدم أيضاً «ميليشيات لمهاجمة الأحياء السنية بدلاً من إشراك الجيش المؤلف معظمه من السنة».

من جهة أخرى، أعلن الاتحاد الأوروبي تشديد العقوبات على سوريا، يوم أمس، وفرض قيوداً على بنك «سوريا الدولي الإسلامي»، و«الشركة السورية لنقل النفط» لقائمة المؤسسات المستهدفة بحسب الجريدة الرسمية التي تنشر فيها قوانين الاتحاد الأوروبي. كما فرض الاتحاد حظراً للسفر على مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان. وشملت قائمة العقوبات العديد من الجهات الحكومية، من بينها وزارتا الدفاع والداخلية، ومكتب الأمن القومي، والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

على صعيد آخر، أبلغ الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، إيرفيه لادسو، مجلس الأمن، يوم أمس، بأن الخطر المتزايد في سوريا جعل من المستحيل على أعضاء بعثة المراقبين، التابعة للمنظمة الدولية، التفكير في استئناف عملياتها في الوقت الراهن، حسبما ذكر دبلوماسي بالمجلس.

ميدانياً، وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة، يوم أمس، في ضواحي دمشق أسفرت عن مقتل 27 شخصاً. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مقتل 59 شخصاً آخرين، بينهم 32 جندياً من القوات النظامية، في اشتباكات وانفجارات في مناطق أخرى.

إلى ذلك، أكد الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون أنه دخل الأراضي السورية أمس لبضع ساعات، وأجرى «جلسات مع الثوار». وقال إن الزيارة تشكل «دعماً معنوياً للثوار»، و«مواساة لأهلنا الذين تعرضوا للقتل والمجازر والذبح».

(ا ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

توقعات بتدفق سيل من طالبي اللجوء السوريين للدول الإسكندنافية

نزار عسكر

يتوقع مراقبون لتطورات الأوضاع في سوريا، أن تشهد الأسابيع القليلة القادمة، تدفق المزيد من طالبي اللجوء السوريين، الى الدول الإسكندنافية، في أعقاب قرار السويد منح حوالي 800 طالب لجوء سوري الإقامة، بعد اعتبار مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو ان الوضع في سوريا هو حرب أهلية. وعبر طالبو لجوء سوريون لـ”إيلاف” عن فرحتهم بالقرار السويدي، لكنهم قالوا إن ” الفرحة الكبرى هي بسقوط الدكتاتورية “!

ستوكهولم: لم يكن جمعة علي (39 عاماً)، وهو طالب لجوء سوري في ستوكهولم، يتوقع أن تنقلب الأمور بهذا الشكل، وتصبح إمكانية إقامته في السويد مع عائلته الصغيرة التي تضم زوجته وطفليه، حقيقة قائمة.

فدائرة الهجرة، كانت طلبت منه، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ومن مئات السوريين الآخرين الذين وصلوا السويد، الإستعداد للعودة الى سوريا. لكن قراراً مفاجئاً في كانون الثاني (يناير) الماضي، أوقف ترحيلهم بسبب خطورة الأوضاع في سوريا.

ويقول علي لـ “إيلاف”: “عشناً أياماً قاسية للغاية منذ أن اضطُررنا الى مغادرة سوريا، وهنا عانيناً ظروفاً نفسية صعبة، حتى الأسبوع الماضي، عندما قررت دائرة الهجرة، أن بامكاننا الحصول على إقامة. أنا سعيدٌ جداً لهذا القرار، لإنني على الأقل أصبحت مطمئناً على عائلتي، لكن هذا لايعني إنني لا أفكر في بلدي، فلا أحد يتمنى العيش بعيداً عنه، لو كانت الظروف مستقرة فيه”.

القرار السويدي أعتبر “أن الوضع الأمني في سوريا الآن في غاية الخطورة، وأن جميع العائدين الى البلد – ربما باستثناء حالات خاصة قليلة – معرضّين للعنف. لهذا السبب فسيتم الموافقة على منح تصريح الإقامة لأكثر الأشخاص الذين تقدموا بطلبات اللجوء”. لكنه لصعوبة معرفة ما ستُسفر عنه الأوضاع في سوريا، فإن الجميع لن يحصلوا على إقامة دائمية، وإنما لفترة مؤقتة لاتقلّ عن ثلاث سنوات.

وقال فريدريك بيير، المدير المناوب في الدائرة القانونية لوزارة الهجرة السويدية، إن السويد تأخذ بنظر الأعتبار عند إتخاذها مثل هذه القرارات، التقيمات الصادرة ليس فقط من الأمم المتحدة، وإنما من منظمات حقوق الأنسان أيضا.

وبحسب بيير فإن الوزارة ستدرس حاجة كل طالب لجوء للحماية بشكل فردي. وسيحصل الأشخاص الذين لديهم أسباباً فردية على تصريح الاقامة الدائمة.

وحذرت السويد من أن الأشخاص الذين يُدانون بجرائم الحرب، والجرائم ضد السلم أو الأنسانية، لن يمكنهم الحصول على الإقامة، وهو ما اعتبرته الأوساط السورية المُعارضة، رسالة تحذير الى مسؤولي حزب البعث الحاكم، والأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية، بعدوم القدوم الى السويد.

لكن عدد كبير من الذين سيحصلون وفق القرار الجديد على الإقامة، ستكون تصاريحهم وقتية لفترة لاتقلّ عن ثلاث سنوات. والتصريح المؤقت هو للسماح لطالب اللجوء بالسكن بأمان والعمل في السويد حتى تتحسن الأوضاع في سوريا.

وبحسب القسم العربي في الإذاعة السويدية فإن “أعداد السوريين الوافدين الى السويد بهدف طلب اللجوء كانت في إرتفاع مستمر، إلا أن الزيادة التي سجلت مؤخرًا أصبحت أكثر وضوحًا، حيث أرتفع عدد طالبي اللجوء السوريين خلال السنة الاخيرة، ليشكل الآن ثالث اكبر مجموعة من طالبي اللجوء في السويد، بعد الصومالين والافغان”.

وبالنسبة الى العوائل التي لديها أطفال، فإنها ستحصل على الإقامة الدائمية، حتى لو لم يكن لديها أسباباً فردية للحصول على حماية.

وقال المعارض السوري أسامة إدوارد لـ”إيلاف”: “إن قضية تدفق اللاجئين على السويد ترتبط مباشرة بتطور الأحداث الميدانية في سوريا، أي أن تفاقم الأوضاع على المستوى السياسي والإقتصادي والميداني سيدفع بالكثيرين من أجل البحث عن ملاذات آمنة لهم ولإطفالهم، ولإن السويد تحتضن جالية كبيرة من أبناء شعبنا السوري سيجعل منها مقصدا للكثير من العوائل التي ستقصد أقاربها هنا”.

ويُعتبر أسامة من الناشطين البارزين في ميدان العمل السوري المُعارض في السويد، وهو إعلامي وكاتب نشط في الدفاع عن حقوق طالبي اللجوء، وقضايا الديمقراطية والحقوق القومية لمكونات الشعب السوري، خصوصا الأشوريين.

وأوضح: “أن غالبية القادمين الى السويد يدخلون السويد بطريقة شرعية تتمثل في معظمها بمنح تأشيرات دخول بناء على تصاريح إقامات عمل تمنح للراغبين بإقامة مشاريع صغيرة ذاتية أو بالعمل مع أقارب لهم هنا في السويد في حين تدخل مجموعة أخرى بطريقة غير شرعية”.

قيادي كردي سوري مُعارض يطالب السويد طرد السفير السوري

من جهته أعتبر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، مسؤول تنظيمات الحزب في أوروبا شفكر هوفاك قرار السويد منح الإقامات للسوريين بأنه قرار” صائب رغم إنها تأخرت فيه”. لكنه دعا الحكومة السويدية ” طرد السفير السوري وإغلاق سفارة النظام، والتعامل مع المعارضة ومساندتها”.

وتوقع  هوفاك في تصريح لـ ” إيلاف” أن تصل أعداد أخرى من طالبي اللجوء، الى السويد، ” مادام هناك المزيد من القتل وهدم البيوت وملاحقة النشطاء والشباب وقيام النظام بترهيب الناس”. وأضاف: ” عندما لا تتوفر للسوريين حماية دولية، ومناطق آمنة، تحفظهم من الملاحقة والقتل طبعا سيهربون الى الدول الآمنة”.

وأكد هوفاك وجود كُرد سوريين بين طالبي اللجوء لانهم كما قال: ”  سوريون ومنخرطون في الثورة ويطالبون بإسقاط النظام، وأنهم متواجدون في الرقة وفي دير الزور وفي حلب وفي دمشق وجبل الزاوية”. مشيراً الى أن” الشباب الكُرد يفّرون من الجيش  حالياً، فيما الباقون يمتنعون الذهاب الى الخدمة العسكرية وحتى الأحتياط”.

وجيه ملحم (42 عاما) طالب لجوء وصل السويد العام الماضي، يقول لـ”إيلاف”: ” لن تكتمل فرحتنا إلا بسقوط الأسد، صحيح إننا حصلنا على الأمان هنا، ولو وقتياً، لكن حياة الغربة ليست سهلة كما يتصورها البعض، والغرب ليس الجنة التي كنا نتصورها”.

ملحم الذي قال إن أقاربه في السويد دفعوا مبالغ كبيرة لضمان وصوله ونجاته من العنف، يُحّذر السوريين من أن السويد “لم تقرر منح الإقامة لكل من يصل هنا”، مضيفاُ: ” أدعوهم الى التخطيط والتفكير جيداً قبل قرار السفر”.

لكن فرح محمد (30 عاما) تقول لـ”إيلاف” من مدينة يونشوبينك (جنوب): ” لم أكن أتصور أن تصل وحشية القتل الى هذا الحد في بلادي، أحمد الله أنني مع والدي ووالدتي وشقيقي سنحصل على الإقامة أخيراً هنا”.

فرح لا تفكر حالياً بالعودة الى بلادها، “حتى وإن أستقرت الأوضاع هناك، لا أفكر بالعودة، أعتقد أن آفة الحقد والتعصب ستنتشر أكثر هناك”!

المرصد السوري: المعارك تقترب من قلب دمشق ومقرات الحرس الجمهوري

ناشطون يتحدثون لـ«الشرق الأوسط» عن قصف عنيف يطال مناطق على تخوم القصر الرئاسي

بيروت: بولا أسطيح

بعدما استحوذت المعارك التي تشهدها مدينة حمص ودير الزور على اهتمام الرأي العام العربي والدولي الأسبوع الماضي، سرقت العاصمة دمشق كما ريفها وضواحيها، أمس، أنظار العالم بعد حديث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر، تم وصفها بـ«الاشتباكات الأعنف» التي تشهدها العاصمة السورية منذ اندلاع الثورة في 15 مارس (آذار) 2011.

وأكد المرصد أن المعارك تقترب من قلب دمشق، وأشار إلى مقتل عشرة أشخاص «إثر القصف على ضاحية قدسيا (قرب دمشق) التي شهدت اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة». فيما أشارت مصادر أخرى إلى مقتل نحو 60 في عدة مدن سورية.

وتحدث المرصد عن اشتباكات تدور في ضواحي دمشق منذ أول من أمس حول مقرات الحرس الجمهوري المكلف بحماية دمشق وريفها، أوضح عضو المكتب الإعلامي بمجلس قيادة الثورة في ريف دمشق محمد السعيد أن مناطق قدسيا والهامة تشهد قصفا عنيفا بالقرب من مساكن الحرس الجمهوري في منطقة جبل الورد، أدى لسقوط ما يزيد على 25 شهيدا. وقال السعيد لـ«الشرق الأوسط»: «النظام السوري يسعى لإخضاع قدسيا باعتبار أنها لا تبعد عن القصر الجمهوري إلا 6 كم، وبالتالي يعمل وبكل قواه لضبط الأمور بعدما تحولت قدسيا والهامة لأنشط المدن ثوريا في ريف دمشق». ووصف السعيد الأوضاع في المنطقتين بـ«السيئة للغاية»، لافتا إلى أن «عشرات الجرحى سقطوا نتيجة القصف العشوائي المستمر».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة إلى هذا الحد من قلب العاصمة، مما يدل على عنف الاشتباكات». ولفت إلى أن «هذه الاشتباكات هي الأعنف وتختلف عما كان عليه الأمر في كفرسوسة والمزة (خلال الأسابيع الماضية) بسبب استخدام القصف من القوات الحكومية على مسافات قريبة في ضواحي دمشق». وأوضح عبد الرحمن أن «اشتباكات عنيفة تدور في محيط بلدتي الهامة ودمر (في الريف القريب) بالإضافة إلى إطلاق نار كثيف في قدسيا» حيث سقط ستة قتلى. كما أشار إلى «تفجير دبابة للقوات النظامية عند مدخل قدسيا». وأكد مدير المرصد أن «وصول الاشتباكات إلى دمر يعني أنها اقتربت من قلب العاصمة دمشق». ولفت المرصد في بيان إلى أن القوات النظامية السورية ترافقها آليات عسكرية ثقيلة اقتحمت حي برزة في دمشق وسط إطلاق رصاص كثيف. وأظهر شريط فيديو وزعته الهيئة العامة للثورة سحابة دخان سوداء كبيرة تغطي سماء حي القابون في دمشق إثر سماع دوي انفجارات فيه. وسجل شريط مصور بثه ناشطون أصوات إطلاق نار وانفجارات عنيفة. وظهرت آثار دم كثيف على أحد الأرصفة في ضاحية قدسيا مؤدية إلى داخل مبنى نقل إليه أحد الضحايا، وكان رجلا عاريا يتلوى من الألم بعد أن خرقت جسمه شظايا.

وفي التفاصيل التي أوردها مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن فإن «الاشتباكات في قدسيا والهامة بريف دمشق تدور حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم، على بعد نحو 8 كيلومترات عن ساحة الأمويين في قلب العاصمة السورية»، كاشفا كذلك أن «قوات الأمن مدعومة بعربات مدرعة اقتحمت حي برزة، وهو أحد معاقل المعارضة بالعاصمة، وأن أصداء الأعيرة النارية سمعت وبكثافة في المنطقة».

وأوضح المرصد أن «انفجارات قوية دوت يوم أمس في ضاحيتي دمر وقدسيا»، كاشفا عن أنه «تم تفجير دبابة للقوات النظامية عند مدخل قدسيا». وأضاف «هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة إلى هذا الحد من قلب العاصمة، مما يدل على عنف الاشتباكات». ولفت عبد الرحمن إلى أن «هذه الاشتباكات هي الأعنف وتختلف عما كان عليه الأمر في كفر سوسة والمزة، كونها تشهد استخدام القصف من قبل القوات الحكومية على مسافات قريبة في ضواحي دمشق». وأكد مدير المرصد أن «وصول الاشتباكات إلى دمر يعني أنها اقتربت من قلب العاصمة دمشق». وأضاف أن القصف والاشتباكات في قدسيا ودمر والهامة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين «مستمر منذ ساعات، مما يعني أن ما يحصل ليس عملية كر وفر»، مؤكدا أن «أصوات الانفجارات تسمع في كل من دمر والقدسية والهامة ومدينة قطنة».

وأفاد مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق «الشرق الأوسط» بتفاصيل الأحداث في قدسيا، متحدثا عن سقوط أكثر من 40 قذيفة استهدفت منطقة المعهد وسط انتشار القناصة على الأسطح وقطع جميع الطرق المؤدية للمدينة. واتهم المجلس اللواء 105 في الحرس الجمهوري بتولي أعمال القصف، لافتا إلى أن أغلب القذائف تنهال من مساكن الحرس وجبل الورد ومن منطقة البحوث العلمية، مما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 10 شهداء وعدد كبير من الجرحى في ظل وجود «نقص شديد في المواد الطبية والإغاثية. وكان القصف طال منطقة الهامة منذ ليل الاثنين الثلاثاء انطلاقا من منطقة البحوث العلمية ومستعمرة جبل الورد باستخدام المدفعية مع إطلاق النار. وقال ناشطون إن عددا كبيرا من القذائف سقطت على المناطق السكنية، حيث تم قطع الاتصالات مع توارد أنباء مؤكدة عن سقوط ما لا يقل عن 10 شهداء والكثير من الجرحى في منطقة الهامة وحدها».

بدورها، تحدثت تنسيقية دمشق عن إطلاق نار كثيف من أسلحة خفيفة ومتوسطة في حي جوبر في دمشق، لافتة إلى أن المحال التجارية الموجودة في المنطقة أقفلت طوال ساعات يوم أمس. وأضافت «كما تم اقتحام حي برزة الدمشقي بالمدرعات وبعدة دبابات وأعداد غفيرة من الشبيحة المحملين بسيارات الزيل بالعتاد الكامل، فاحتلوا ساحة الحرية وداهموا عدة منازل». وأشارت تنسيقية دمشق إلى أن عددا من المنازل دُمر في جادة المشروح نتيجة قصفها بشكل متواصل منذ صباح يوم الثلاثاء، وقالت «شوهدت أعمدة الدخان الأسود تتصاعد من ساحة الحرية كما تم رصد تمركز القناصة على أسطح المباني بساحة الحرية وسط إطلاق نار»، واصفة الوضع في المنطقة بـ«الحرج». وبالتزامن، أفاد ناشطون من العاصمة السورية بوقوع اشتباكات في مشروع دمر وسط دوي رشقات متفرقة بالجزيرة العاشرة.

من جهة أخرى، ذكرت وكالة أنباء «سانا» السورية الرسمية أن «الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات إرهابية مسلحة تجمعت في الهامة في ريف دمشق واستخدمتها منطلقا لاعتداءاتها على المواطنين وقوات حفظ النظام وقطعت طريق بيروت القديم وأقامت الحواجز على طريق وادي بردى الفرعي لاستخدامه كممر للمسلحين وتهريب الأسلحة من مناطق الزبداني ومضايا إلى منطقة الهامة». وأشارت إلى أن الاشتباكات أسفرت عن «مقتل العشرات من الإرهابيين وإصابة عدد كبير منهم واعتقال عدد آخر بعضهم من جنسيات عربية ومصادرة أسلحتهم»، بالإضافة إلى مقتل «أربعة عناصر من الجهات المختصة». وقالت إن بين السلاح المصادر «قواذف آر بي جي، وقناصات وأسلحة رشاشة وقذائف هاون وكمية كبيرة من الذخيرة».

وفي إدلب (شمال غرب) أعلن المرصد أن مدينة سراقب تعرضت للقصف من القوات النظامية السورية، مما تسبب في مقتل شخصين. وقتل ثلاثة مواطنين ومقاتل في اشتباكات وقصف على بلدة خان السبل، بينما قتلت فتاة في مدينة معرة النعمان في القصف. كما قتل جندي منشق في ريف إدلب. وفي مدينة دير الزور (شرق) تعرضت أحياء عدة إلى القصف مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم طفلة. وفي محافظة حلب (شمال) قتل شخص في إطلاق نار. وفي محافظة حماه (وسط) قتل «قائد كتيبة ثائرة مقاتلة في بلدة صوران خلال اشتباكات مع القوات النظامية وضابط منشق برتبة نقيب في اشتباكات في ريف حماه.

أما في محافظة درعا (جنوب) فقد قتل ثلاثة أشخاص إثر سقوط قذائف على بلدة كفر شمس التي شهدت اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين، وثلاثة في بلدة عتمان التي تعرضت للقصف. وفي مدينة حمص (وسط) التي يستمر القصف عليها من دون توقف منذ أكثر من عشرين يوما، قتل مواطن في حي الخالدية جراء القصف من قوات النظام بحسب المرصد. وذكر ناشطون أن القصف طال أيضا أحياء حمص القديمة وجورة الشياح وبابا عمرو وجوبر والسلطانية والحميدية وباب هود، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي على أطراف حي بابا عمرو. وأعلنت الهيئة العامة للثورة استمرار القصف على مدينة الرستن في محافظة حمص براجمات الصواريخ. وقتل بحسب المرصد ما لا يقل عن 24 عنصرا من القوات النظامية السورية في انفجارات استهدفت حواجز للقوات النظامية في محافظة إدلب وفي اشتباكات في محافظات إدلب ودير الزور ودرعا وريف دمشق وحماه.

انشقاق أول مقدم درزي وانضمامه إلى الجيش الحر

المجلس العسكري في السويداء: النظام يضع أبناء طائفتنا في واجهة المعارك

بيروت: كارولين عاكوم

أعلن المقدم الجوي حافظ جاد الكريم فرج، من منطقة السويداء، انشقاقه عن الجيش السوري، وهو الضابط الأعلى رتبة من الضباط الدروز الذين سبق لهم أن أعلنوا انشقاقهم، والذين لا يتجاوزون لغاية الآن أصابع اليد الواحدة بحسب ما أكد نائب رئيس الأركان في الجيش الحر العقيد عارف الحمود لـ«الشرق الأوسط». وتوجه المقدم المنشق فرج من خلال شريط الفيديو الذي بثته مواقع الثورة، بالدعوة إلى «الضباط والمجندين من أبناء طائفة الموحدين الدروز للانشقاق عن هذا النظام القاتل قبل فوات الأوان، وعدم تنفيذ أي أعمال تشبيح ضد أبناء وطننا في كافة المحافظات السورية»، مذكرا «بالمواقف الوطنية العروبية للزعماء التاريخيين أمثال سلطان باشا الأطرش وكمال جنبلاط وغيرهما».

مع العلم بأن المقدم فرج وهو من قرية الغارية (صلخد) في محافظة السويداء كان يعمل في مرتبات الفرقة الجوية 22 – اللواء الجوي 14 – مطار أبو ضهور. وفي حين لفت الحمود إلى أن الدروز ولا سيما عناصر الجيش منهم منقسمون بين تأييدهم للثورة ومناصرتهم للنظام، أكد «أن هناك تبدلا ملحوظا في موقف هؤلاء الذين يتأثرون بشكل كبير بموقف النائب وليد جنبلاط في لبنان الذي انعكست مواقفه الأخيرة إيجابا على زيادة عدد العناصر الذين يعلنون انشقاقهم يوما بعد يوم، والأمر نفسه ينسحب على أبناء الطائفة الدرزية بشكل عام، والذين بدأوا يتحركون لصالح الثورة بعدما كانوا يقفون على الحياد». وأشار الحمود إلى أن هناك تنسيقا دائما بين أفرقاء الحراك المسلح ضد الثورة على الأرض في محافظة السويداء، لفت إلى أن وتيرة العمليات في هذه المنطقة تشهد تطورا ملحوظا في الأيام الأخيرة على غرار باقي المناطق السورية. وعن كيفية حث عناصر الدروز في جيش النظام على الانشقاق، أكد الحمود أن هناك تواصلا مع بعضهم ومع الأهالي في مناطق الدروز، وذلك بهدف «طمأنتهم على أنهم من نسيج الشعب السوري الذي يؤسس لسوريا المستقبل، وعلينا أن نعمل معا لإسقاط هذا النظام لتحصل كل من الأقلية والأكثرية على حقوقها». ورأى الحمود أن عدم مشاركة الدروز في الثورة كما يجب لغاية الآن، هو بسبب كل ما يقوم به النظام من محاولات لتخويف الأقليات السورية والقول: «إن الثورة ذات طابع إسلامي متشدد سينعكس سلبا على وجودهم في المستقبل، وهو ما لا يمت إلى الواقع بصلة».

ودعا البيان الذي أصدره المجلس العسكري في السويداء في وقت لاحق، أبناء المحافظة إلى الانشقاق والانضمام إلى صفوف المقاتلين في المجلس العسكري. وأشار المجلس في بيانه إلى أن «قرار الجيش السوري الحر بأحقيته في استهداف أي عنصر تابع للنظام مهما كان دينه أو انتماؤه ما دام أنه يتبع هذا النظام الفاسد ويعمل تحت إمرته وهذا القرار يشمل العسكريين من أبناء محافظة السويداء العاملين في محافظة درعا وكافة المحافظات السورية لأن الدفاع عن النفس أمر مشروع»، مضيفا: «إن النظام عبر سلوكه الطائفي يقوم بفرز أبناء طائفتنا في أكثر المناطق سخونة وخطورة ويضعهم في واجهة المعارك ليلقوا حتفهم ومن ثم يقوم بالمتاجرة بجثثهم بمساعدة شبيحته في المحافظة».

مع العلم بأن القوات المسلحة التي تعمل على الأرض في السويداء هي بشكل أساسي «كتيبة سلطان باشا الأطرش» التي تنفذ عملياتها أيضا بالتعاون مع الكتائب الموجودة في محافظة درعا، بحسب الحمود. كذلك، هناك المجلس العسكري في السويداء الذي كان قد أعلن عن إنشائه في 22 مايو (أيار) الماضي، وذلك، للتأكيد على الوحدة الوطنية ودعم أبناء جبل العرب للثورة السورية وترجمة وتفعيل نهج قائد الثورة الأول سلطان باشا الأطرش، بحسب ما أعلن حينها قائد المجلس العسكري في حمص العقيد قاسم سعد الدين.

تشكيل مجلس عشائري يضم القبائل السورية لتوحيد جهود إسقاط النظام

ضمن اجتماع جمع قبائل عربية وتركمانية ودرزية بمنطقة أرفا الحدودية

جدة: محمد القشيري

أنهت القبائل السورية اجتماعا لها في منطقة أرفا الحدودية في شمال سوريا، بالإعلان عن تشكيل مجلس العشائر السورية يضم جميع أطياف القبائل السورية من دروز وتركمان وعرب لتوحيد جهودهم في دعم الثورة، وألا يكون عملهم كقبائل منفردا ضد إسقاط النظام.

وقال محمد مزيد التركاوي، عضو مجالس القبائل العربية والمجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط»، إن «الهدف الرئيسي للاجتماع، هو الرد على ما يشيعه النظام من إمكانية حدوث فوضى وحرب أهلية عند زواله، من قبل القبائل السورية، وهو ما دعانا كقبائل عربية وتركمانية ودرزية لعقد الاجتماع، لتوحيد صفوفنا في الوقت الحالي وبعد زوال النظام، وتكثيف دورنا في مساعدة الجيش الحر والثوار المدنيين، وخاصة عن طريق تقديم المساعدات الغذائية والدوائية للجرحى والمصابين، في مدينة حمص وحلب وإدلب على وجه الخصوص، والتي هجرها سكانها من كثرة القصف والقتل».وأضاف التركاوي «رغم صعوبة التنقل لحضور ممثلي القبائل، فإن الحضور كان كثيفا، والبعض حضر وعاد إلى دمشق عن طريق التهريب بعد أن أعلن دعمه ووقوف قبيلته ضد النظام». ويهدف اللقاء إلى توحيد عمل القبائل بعد أن كانت العشائر العربية والدرزية والتركمانية تعمل منفردة، في دعم الثورة، وحث أبنائها على دعم الجيش الحر، حيث يمثل التركيبة القبائلية في سوريا أكثر 85 في المائة، يشكل أبناء القبائل العربية السورية نصف عدد سكان الوطن، وتعمد النظام البعثي طوال فترة حكمة على تهميش دور القبائل وصنع شيوخ للقبائل تابعين للنظام لتمثيلهم في مجلس الشعب والمجتمع المدني.

يأتي ذلك في وقت بدأت فيه 15 شخصية سوريا، حسب مصادر لـ«الشرق الأوسط»، من خارج المجلس الوطني السوري، تمثل جميع أطياف وتكتلات المعارضة لحضور اجتماع مع رؤساء المجلس الوطني السوري، ليكون المجلس الوطني السوري، يجمع جميع الأحزاب المعرضة ويجمع كلمتها، ليكون الممثل الشرعي الوحيد لسوريا في الداخل والخارج أمام المجتمع الدولي، ويطوي نهائيا الخلافات بين صفوف المعارضة والأحزاب السياسية، وذلك في اجتماع في القاهرة تعلن تفاصيله خلال الأيام القليلة المقبلة.

ومن أبرز ما خرج به اجتماع القبائل السورية التشديد على إقامة دولة مدنية بدستور يكرس سيادة الشعب، وبحث الطرق البديلة لوصول الدعم المادي والبشري للجيش الحر لمقاومة جيش النظام، والقيام بدور فعال للقبائل في المجتمع السياسي، وعرضوا خلال الاجتماع ما وصلت إليه بعض المناطق للمعارضين في الخارج ما وصلت إلية الأوضاع من تدهور خطير، وما يتعرض له الشعب السوري من جرائم ضد الإنسانية.

أردوغان يحذر القوات السورية من الاقتراب من الحدود: لا تختبروا عداوتنا

قوات تركية إضافية إلى المنطقة.. ومسؤول تركي لـ«الشرق الأوسط»: مارسنا ضبط النفس وسنمارس أقصى درجات الردع

بيروت: ثائر عباس

اشتد التوتر عند الحدود التركية – السورية أمس، مع بدء أنقرة في إجراءات تهديدية ضد سوريا التي أسقطت طائرة تركية يوم الجمعة الماضي قالت إنها اخترقت مجالها الجوي. وفي ما يشبه التلويح بإقامة منطقة عازلة، وإن قليلة المساحة، على طول خط الحدود، حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أن «أي قوات سورية تقترب من حدودنا، سنتعامل معها كهدف عسكري»، معززا أقواله بمعلومات تداولتها مصادر تركية عن توجه قوافل عسكرية تركية إلى الحدود مع سورية، في وقت وضعت فيه كل القوات التركية في وضعية التأهب القصوى على طول خط الحدود.

وقالت صحيفة «ملليت» التركية على موقعها الإلكتروني باللغة التركية إن قافلة كبيرة من الجيش التركي شوهدت تنتقل إلى المنطقة الحدودية، موضحة أن القافلة تضم دبابات ومدفعية بعيدة المدى، وكانت محاطة بحراسة غير اعتيادية.

وبينما كان «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) يتضامن من بروكسل مع تركيا، تحدث أردوغان أمام البرلمان التركي، مصعدا في وجه النظام السوري والمعارضة التركية الداخلية، داعيا المعارضة إلى عدم «التماس الأعذار للأسد» في إشارة إلى حزب «الشعب الجمهوري» المعارض الذي طالب بعدم اللجوء إلى القوة العسكرية للرد على الخرق السوري. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما إذا كانت تهديدات أردوغان للقوات السورية بعدم الاقتراب من الحدود قد تشكل منطقة عازلة مصغرة تستفيد منها المعارضة السورية، قال مصدر تركي مسؤول إن كلام أردوغان «واضح ولا يحتاج إلى مزيد من الترجمة». وأشار المصدر إلى أن تركيا مارست «أقصى درجات ضبط النفس كدولة ذات مؤسسات.. وهي ستمارس أقسى إجراءات الردع لحماية سيادتها كدولة قوية».

وقد أكد أردوغان أمام البرلمان التركي أن استهداف المقاتلة التركية من طراز «إف – 4» يوم الجمعة الماضي من قبل الدفاعات الجوية السورية «لم يكن داخل المجال الجوي السوري، بل كان فوق المياه الدولية»، مشددا على أن «تركيا بلد صديق، لكن غضبها شديد، وغضبنا من التعرض لسيادتنا سيكون قويا كالمعتاد». وأضاف أردوغان «لدينا أدلة على أن الطائرة التركية أسقطت خارج المجال الجوي السوري، وتركيا تحتفظ بحقها وفقا للقانون الدولي بشأن إسقاط طائرتها»، لافتا إلى أن «إدارة (الرئيس السوري بشار) الأسد أصبحت تهدد تركيا وأمنها، ولن نتهاون مع التهديد الذي أصبحت تشكله القوات السورية على حدودنا». وحذر من أن «عداوة تركيا غير قابلة للاختبار، لكننا سنحافظ على هدوئنا». وأشار أردوغان إلى أنه «لو كانت لدى المقاتلة أي نية عدوانية لأخفت هويتها، بل هي كانت في طلعة تدريبية»، مؤكدا أن المقاتلة «لم تتلق أي تحذير من الجانب السوري قبل إسقاطها». وذكّر بأن «الجانب السوري يقول إن تركيا دولة صديقة، لكن موقف دمشق كان عدوانيا والاعتذار غير مقبول»، داعيا إلى «عدم فهم موقف تركيا لجهة تمالك أعصابها، بشكل خاطئ»، مشددا على أن «تركيا ستكون عذابا حارقا لكل من يتخذ موقفا معاديا منها».

وشدد أردوغان على أن «تركيا لن تسكت على الاعتداء على طائراتها، ولن تتسامح مع أي مخاطر أمنية تشكلها سوريا على حدودنا معها»، محذرا من أن «أي قوات سوريا تقترب من حدودنا سنتعامل معها كهدف عسكري». وأضاف «لا يحق لأحد أن يطلب من تركيا أن تبقى مكتوفة اليدين حيال ما يجري في المنطقة، ولا يمكن لتركيا أن تبقى ساحة الملعب، وألا تنزل إلى الملعب»، لافتا إلى أنه «لا يمكن لتركيا أن تكون دولة تدير الظهر للدول الشقيقة والقريبة والصديقة»، ومذكّرا بأن «تركيا دافعت عن البوسنة وأفغانستان وفلسطين، والآن تدافع عن حلب ودمشق». وطالب «الأحزاب السياسية التركية بعدم التماس الأعذار لإدارة الأسد، وأن توحد مواقفها من قضية إسقاط الطائرة»، مؤكدا استمرار دعمه «للشعب السوري حتى النهاية، مهما كان الثمن وحتى رحيل الديكتاتور الظالم الذي حاول المراوغة ولم يف بوعوده»، مستطردا بالقول «هناك إدارة ظالمة مستبدة الآن في سوريا، تراوغ في تطبيق خطة (موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي) أنان». وكانت تركيا نددت في رسالة وجهتها إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بـ«العمل العدائي» الذي قامت به دمشق. وقالت الرسالة إن «هذا الهجوم في الأجواء الدولية الذي يمكن أن يكون قد أدى إلى مقتل طيارين تركيين، يشكل عملا عدائيا من جانب السلطات السورية ضد الأمن الوطني لتركيا». واعتبرت أنقرة أن هذا الحادث «يشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن في المنطقة»، مشددة على أن «تركيا تحتفظ بإمكان الدفاع عن حقوقها استنادا إلى القوانين الدولية». وتابعت «إن تركيا تركز حاليا على مهمة البحث (عن الطيارين). حين يتم تحديد الوقائع في شكل تام، سنقرر طبيعة الإجراءات التي سنتخذها ردا على هذا العمل». وأكدت الرسالة أن «تسجيلات الرادار والتسجيلات الصوتية التركية تؤكد أن طائرتنا أسقطت في المجال الجوي الدولي»، مشددة على أن «المقاتلة لم تقم بأي مناورة عدائية، وأن إطلاق النار لم يسبقه أي تحذير، وأن اتصالات صوتية تم اعتراضها تظهر أن الوحدات العسكرية السورية المسؤولة كانت على علم تماما بالظروف، وبأن الطائرة تنتمي إلى تركيا».

وأشارت أنقرة في رسالتها إلى حادث آخر تعرضت فيه طائرة تركية أخرى لنيران سورية بينما كانت تقوم بأعمال بحث لإنقاذ الطيارين. وأضافت أنه خلال هذا الحادث الذي وقع أيضا يوم الجمعة الماضي، فإن بطارية مضادة للطائرات على الساحل السوري استهدفت طائرة من طراز «كازا»، وذلك «على الرغم من التنسيق مع السلطات السورية في عمليات الإنقاذ».

«الناتو» يدين إسقاط سوريا للطائرة التركية من دون التلويح برد عليها

روسيا تقول إن استهداف الطائرة ليس «مقصودا»

لندن – بروكسل: «الشرق الأوسط»

أدانت دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس إسقاط سوريا طائرة عسكرية تركية ووصفته بأنه «غير مقبول»، لكنها لم تصل إلى حد التهديد بأي رد عسكري.

وقال الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن، بعد اجتماع طارئ في بروكسل لسفراء من الدول الأعضاء في الحلف وعددها 28 دولة، إن تركيا حصلت على دعم كل شركائها. وقال راسموسن «أمن الحلف لا يتجزأ.. نقف مع تركيا بروح التضامن».

وطلبت أنقرة عقد اجتماع الحلف لبحث الواقعة التي وصفتها بأنها عمل عدواني. وقالت دمشق إنها أسقطت الطائرة دفاعا عن النفس بعد أن دخلت إلى المجال الجوي السوري. وكان الاجتماع يوم أمس تاريخيا، إذ مثل المرة الثانية في تاريخ الحلف الممتد لـ63 عاما التي تجتمع فيها الدول الأعضاء بموجب المادة الرابعة من ميثاق الحلف. وتنص المادة الرابعة على إجراء مشاورات عندما تشعر إحدى الدول الأعضاء بأن سلامة أراضيها أو استقلالها السياسي أو أمنها معرض للخطر. ويذكر أن المادة الخامسة من ميثاق الحلف تنص على حق أي عضو من أعضاء الحلف له الحق في طلب مساعدة الحلف في الدفاع عنه في حال تم الاعتداء عليه.

وفي حين أن الحلف دعم تركيا فإنه حاول أن يتعامل بحرص مع الواقعة لتوجسه من تفاقم الصراع الذي لا ترغب الحكومات الغربية في التدخل فيه عسكريا خشية اندلاع حرب طائفية بالمنطقة. وأفادت مصادر دبلوماسية غربية «الشرق الأوسط» بأن الحلف حرص على الاجتماع استنادا إلى الرغبة التركية، لكن لا توجد رغبة في التصعيد العسكري أو اتخاذ إجراءات ملموسة للرد على الحادثة.

ويشير قرار تركيا إلى التشاور بموجب المادة الرابعة بدلا من طلب المساعدة العسكرية بموجب المادة الخامسة للدفاع المشترك، إلا أن أنقرة تأمل أيضا في الإحجام عن إذكاء الصراع. وقال راسموسن خلال إفادة بعد مشاورات أمس إن المادة الخامسة لم تناقش في المباحثات. وأضاف «توقعاتي الواضحة هي عدم استمرار التصعيد.. أتوقع أن تتخذ سوريا كل الخطوات الضرورية لتجنب مثل تلك الأحداث في المستقبل في ما يتعلق بالتطورات في المنطقة».

وبعد إدانة كل من واشنطن وباريس ولندن إسقاط الطائرة التركية، علقت موسكو رسميا أمس للمرة الأول على الحادثة. واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أمس أن إسقاط سوريا للطائرة الحربية التركية يجب ألا ينظر إليه على أنه عمل «استفزازي» أو «مقصود». وقالت وزارة الخارجية في بيان صادر أمس «نعتقد أنه من المهم ألا يتم النظر إلى الحادث على أنه عمل استفزازي أو مقصود، وألا يقود إلى زعزعة الوضع». وأضافت الوزارة أن «تصاعد الدعاية السياسية بما في ذلك على المستوى الدولي، أمر بالغ الخطورة في سياق جهود جارية لحشد كل العوامل الخارجية»، من أجل فرض تطبيق خطة السلام التي أعدها المبعوث الدولي للأمم المتحدة لسوريا كوفي أنان.

وأوضحت الخارجية الروسية «ندعو من جديد جميع الأطراف، سواء في المنطقة أو في الخارج، إلى التصرف حصرا بما يخدم» خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان و«إلى ألا يتخذوا تدابير تخرج عن هذا الإطار»، في إشارة إلى اجتماع «الناتو» أمس.

الحكومة السورية الجديدة تؤدي القسم والأسد يدعوها إلى «التوجه شرقا»

واشنطن: تزايد المؤشرات على أن النظام يفقد السيطرة على سوريا

بيروت – واشنطن: «الشرق الأوسط»

أدت الحكومة السورية الجديدة أمس القسم الدستوري، بعد أن بدأ وزراؤها العمل في وزارتهم قبل ذلك «نتيجة للأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد». ودعا الرئيس السوري بشار الأسد الحكومة السورية الجديدة إلى «معالجة المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، والعمل على إنجاح مشروع المصالحة الوطنية». ونقل وزير المصالحة الوطنية في الحكومة السورية علي حيدر عن الأسد دعوته خلال لقائه أعضاء الحكومة بعد أداء القسم الدستوري، الحكومة الجديدة إلى «معالجة المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها المواطن، من خلال قدرتنا على الاكتفاء الذاتي الداخلي، والتوجه شرقا إلى الدول الصديقة التي تربطنا معها علاقات صداقة ولا تكن عداوة وبغضاء للشعب السوري وليس لها معه تاريخ استعماري، والاستفادة من تجارب تلك الدول».

وقال حيدر إن الأسد شدد خلال اللقاء الذي استمر لنحو 3 ساعات على أن «قرار الحكومة السورية الجديدة هو المصالحة الوطنية بمجملها»، مشيرا إلى أن «كل الجهود يجب أن تصب في إنجاح مشروع المصالحة، من خلال معالجة كل الأزمات التي يعاني منها المواطن السوري».

ويذكر أن الحكومة السورية الجديدة تضم 34 وزيرا، بينهم 17 من حزب البعث وثمانية من أحزاب الجبهة الوطنية والباقي من المستقلين، فيما احتفظ وزراء الدفاع والخارجية والمالية بمناصبهم.

وجاء ذلك في وقت اعتبرت الولايات المتحدة أن الانشقاقات واقتراب القتال من دمشق وإسقاط طائرة حربية تركية بنيران سورية هي جميعها مؤشرات على أن نظام الرئيس السوري بدأ يفقد السيطرة على البلاد. وأشار جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إلى «الانشقاقات العالية المستوى» التي حدثت مؤخرا في صفوف الجيش. وقال أمس: «من الواضح أن نظام بشار الأسد يفقد سيطرته على البلاد شيئا فشيئا». وجدد إدانة واشنطن لإسقاط الطائرة التركية بنيران سورية الجمعة ووصفه بأنه عمل «غير مقبول». وأكد كارني أن الولايات المتحدة ستواصل السعي لتحقيق انتقال سياسي لا يتضمن بقاء الأسد في السلطة، مؤكدا «نرى أنه لا يمكن أن يكون الأسد جزءا من أي عملية انتقالية».

وكان دبلوماسي تركي صرح لوكالة الصحافة الفرنسية أن لواء سوريا وعقيدين انشقوا ووصلوا إلى تركيا ليل الأحد الاثنين، ما يرفع إلى 13 عدد كبار ضباط الجيش السوري الذين لجأوا إلى تركيا.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وصل عدد قتلى أعمال العنف المستمرة منذ 15 شهرا في سوريا إلى أكثر من 15 ألف قتيل. وقال كارني إن خسارة الأرواح أمر «فظيع»، متهما الأسد بأنه «متعجرف». وأضاف: «على المجتمع الدولي أن يتوحد» للعمل من أجل انتقال سياسي في سوريا.

مصادر دبلوماسية أوروبية: «مفتاح» مؤتمر جنيف موجود في موسكو

روسيا ستحضر والغربيون جاهزون لضمان مصالحها.. وأنان يسعى لحل وسط يفضي لانتقال سياسي للسلطة في سوريا

باريس: ميشال أبو نجم لندن: «الشرق الأوسط»

حتى عصر أمس كانت علامات استفهام كثيرة تغلف مصير مؤتمر جنيف لمجموعة العمل حول سوريا الذي كان منتظرا انعقاده السبت المقبل بدعوة من المبعوث العربي – الدولي كوفي أنان، وحضور الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وعدد من «البلدان المجاورة» لسوريا «ذات التأثير»، وفق تعبير أنان نفسه الذي لم يعينها بالاسم.

ورغم إعلان مصدر قريب من أنان في جنيف أمس أن الاجتماع سيحصل، وأن تفاصيله سيعلن عنها يوم غد، بقت التساؤلات قائمة. وقال المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن وزير خارجية بلاده سيرغي لافروف سيحضر الاجتماع. وقال تشوركين للصحافيين قبيل اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا «لافروف قبل رسميا الدعوة للمجيء إلى الاجتماع في جنيف يوم السبت 30 يونيو (حزيران)». وأضاف «نعلق أهمية كبيرة على هذا الاجتماع».

وما يزيد من حدة الغموض تأكيد مصادر فرنسية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» أن الدعوات للحضور لم ترسل، كما أن لائحة المدعوين لم تعرف بعد، فيما المسائل «الجوهرية» ما زالت محل أخذ ورد. وكان أنان قد خيب آمال الذين كانوا يتوقعون أن يعلن رسميا في مؤتمره الصحافي في جنيف الجمعة الماضي عن موعد أول اجتماع لـ«مجموعة العمل»، وأن يكشف عن بعض ملامح ما سمته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «خطة الطريق» التي يبلورها من أجل الحل السياسي في سوريا.

وتقول مصادر رسمية فرنسية إن «مفتاح» مؤتمر جنيف موجود في موسكو، وما دام الجانب الروسي لم يبد شيئا من الليونة «تمكن المؤتمرين من الخروج بشيء إيجابي لجهة التقدم باتجاه ما يسمى (المرحلة الانتقالية)، فإن المؤتمر سيكون من غير جدوى». وتضيف هذه المصادر أن أنان يدرك أن فشل جنيف «سيعني نهاية مهمته وبالتالي فقدان الورقة الدبلوماسية الوحيدة» الموجودة بحوزة المجتمع الدولي. وحتى حصول اجتماع مجلس الأمن الدولي عصر أمس بتوقيت نيويورك «للتشاور» في الوضع السوري، كانت صورة الوضع قاتمة بالنسبة للبلدان الغربية التي تعتبر أن الموقف الروسي «لم يتزحزح حقيقة» إزاء مصير نظام الأسد. وكان الغربيون يعولون على مشاورات نيويورك ليروا «أين أصبح» الموقف الروسي و«هل تبخرت» بعض التصريحات الروسية التي فتحت كوة في جدار الأزمة بالإشارة إلى أن موسكو «غير متمسكة بشخص الأسد». وقالت المصادر الفرنسية إن لافروف، بدا في الأيام القليلة الماضية «بالغ التشدد»، الأمر الذي يترك مجالا ضيقا جدا للتفاؤل رغم أن الغربيين أبلغوا موسكو «استعدادهم لضمان المصالح الروسية في سوريا والمنطقة» و«طمأنتها» إزاء المخاوف التي أبدتها وإظهار الرغبة في التعاون معها.

وأفادت مصادر دبلوماسية أوروبية بأن نوعين من الصعوبات أعاقت، حتى الآن، تأكيد الاجتماع: الأول يتعلق بشكل المؤتمر وهوية الدول والمنظمات التي ستدعى للحضور وحسم مشاركة إيران، والثاني يصب في خانة معرفة ما هو متوقع من الاجتماع، أي صورة الحل الذي سيخرج من لقاء جنيف.

ويبدو أن أنان كان راغبا في مشاركة إيران، حيث أكد في جنيف أن إيران «يجب أن تكون جزءا من الحل»، بينما يعتبرها الغرب وتحديدا الثلاثي الأميركي – الفرنسي – البريطاني «جزءا من المشكلة» لأن طهران حسب رأيهم دعمت ولا تزال القمع الدموي الذي يمارسه النظام، لا بل إنها «تشارك» فيه بشكل أو بآخر. وحتى الآن، ما زال الغربيون متمسكين بموقفهم. ومعروف أن روسيا تصر على حضور إيران وهي تجد نفسها متفقة مع أنان حول الحاجة إلى ضم «كل الأطراف المؤثرة على النظام السوري والمعارضة».

بيد أن المصادر الأوروبية ترى أن للغربيين حسابات أخرى تتعلق بالملف النووي الإيراني وبطموحات طهران الإقليمية ورغبتها في الحصول على «اعتراف» بمصالحها عبر استخدام الورقة السورية. وتتخوف المصادر الأوروبية من أن تسعى إيران لـ«الحصول على ثمن» مقابل الدور الذي يمكن أن تلعبه في البحث عن تسوية في سوريا. غير أن الملف الخلافي الثاني يبدو أكثر تعقيدا، إذ يتناول صورة ومضمون الحل السياسي في سوريا، وهو الذي تأتي على ذكره الفقرة السادسة من خطة أنان المقدمة بداية أبريل (نيسان) الماضي. وقد صيغت هذه الفقرة بشكل عمومي للغاية مما أتاح للجميع الموافقة عليها وإعلان دعمها له. لكن عند الوصول إلى ترجمتها إلى خطوات فعلية، فإن الأمور تتعقد ويغيب التوافق. ويمكن اختصار المواقف، كما شرحتها المصادر الدبلوماسية الأوروبية، كالتالي: يفهم الغربيون عبارة «عملية الانتقال السياسي» الواردة في خطة أنان بأنها تعني رحيل النظام السوري. ولذا، فإن الغربيين ينتظرون ويريدون من اجتماع جنيف أن «يظهر» صورة الحل، أي المراحل التي يتعين أن تقود إلى تحقيق الانتقال السياسي، فضلا عن أنهم يطالبون قبل ذلك بأن يتوقف العنف وتحديدا عنف النظام الأمر الذي يشكل النقطة الأولى من الخطة المذكورة. وهنا، يتعين التذكير بأن المعارضة السورية، ممثلة بالمجلس الوطني السوري، ترفض التفاوض مع النظام وتطالب بتنحي الأسد من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار. وبالمقابل، فإن الطرف الروسي ما زال يرفض حتى الآن تغيير النظام السوري، ويرى أن «التحول» السياسي يمكن أن يتم من داخل النظام وليس بالضرورة من خلال إزالته. وبرأيه أنه إذا لم ترد المعارضة الحوار مع النظام فمع من ستتحاور؟ وبأي حال؟ يرفض الروس شرط تغيير النظام «المفروض من الخارج» ويجعلون مصيره «بأيدي السوريين»، مما يعيد الموضوع برمته إلى المربع الأول.

مجلس الأمن يبحث الاثنين تقليص قوة المراقبة الدولية بسوريا

المتحدث باسم أنان لـ «الشرق الأوسط»: لا توجد مؤشرات لنهاية القتال

واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»

أكد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية قد تتجه لخفض حجم قوة المراقبة في سوريا، في اجتماع يعقد الاثنين المقبل، بسبب تصاعد العنف، وسط شكوك حول مدى قدرة خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان على الصمود.

وتقول هذه المصادر إنه ما لم يحدث خفض كبير للعنف في سوريا في وقت قريب فمن المرجح أن يوصي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام المساعد لعمليات حفظ السلام بالمنظمة الدولية هيرفيه لادسو بخفض حجم القوة المؤلفة من 300 فرد الشهر المقبل.

وعقد مجلس الأمن اجتماعا مغلقا صباح أمس لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا ومستقبل بعثة المراقبين، واستمع أعضاء المجلس إلى إفادة من ناصر القدوة نائب المبعوث الدولي كوفي أنان – من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة – حول المحاولات التي يبذلها أنان لمنع انهيار خطة السلام المكونة من 6 نقاط، وضمان سلامة وأمن المراقبين الدوليين أثناء قيامهم بعملهم في سوريا.

وقال الأمين العام المساعد لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو أمام مجلس الأمن أمس إن مخاطر العنف المتصاعد تجعل من المستحيل استمرار بعثة المراقبين الدوليين، مشيرا إلى أن الحكومة السورية تمنع بعثة المراقبين من استخدام هواتف الأقمار الصناعية والتي تعد الأداة الرئيسية في عملهم إضافة إلى محاولات لاستهداف المراقبين خلال هجمات تمت بإطلاق النار والقنابل.

وتسربت أنباء عن خطوط أوروبية وأميركية لاستصدار قرار من مجلس الأمن لجعل خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لها صفة الإلزام القانوني للحكومة السورية والمعارضة لكن موسكو رفضت هذا الاتجاه خوفا من أن يفتح الباب أمام عقوبات تفرضها الأمم المتحدة على النظام السوري.

وقال أحمد فوزي المتحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان إن مجلس الأمن هو الذي سيقرر مستقبل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، مشيرا إلى أنه لا توجد أي مؤشرات حول خطوات لتقليل العنف وتخفيض الاشتباكات بين قوات الحكومة السورية وقوات المعارضة. وأوضح فوزي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن كوفي أنان لا يؤيد تقليص حجم المراقبين لكن الأمر في النهاية يرجع لمجلس الأمن.

كان عدد من الدبلوماسيين قد أشاروا إلى اتجاه خفض حجم قوة المراقبين في سوريا بعد تصاعد وتيرة العنف وتزايد الشكوك في مدى قدرة خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية على الصمود. وأشار دبلوماسيون إلى أن كلا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام المساعد لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو يؤيدان اتجاه خفض حجم بعثة المراقبين الدوليين التي تصل إلى 300 مراقب غير مسلح إضافة إلى 100 من الخبراء المدنيين والمتخصصين في قضايا حقوق الإنسان ومعاملة الأطفال وخبراء الاتصال. ومن المتوقع أن يصدر بان كي مون ولادسو توصياتهما بشأن مستقبل بعثة المراقبين في تقرير يصدره مجلس الأمن في الثاني من يوليو (تموز).

ولمح دبلوماسي غربي أن القلق يساور أعضاء مجلس الأمن من تصاعد العنف وتعرض المراقبين لمخاطر تهدد أمنهم وسلامتهم، إضافة إلى المعوقات التي تعيق قيامهم بمهمتهم ومنها عدم السماح للمراقبين باستخدام المروحيات في تنقلهم، وقيام نقاط التفتيش بمنعهم من دخول بعض المناطق. وأشار الدبلوماسي إلى أن الخيارات المطروحة التي يتم مناقشتها حاليا حول مستقبل بعثة المراقبين – التي علقت عملياتها في 16 يونيو (حزيران) بسبب المخاطر المتزايدة على حياة المراقبين – هي إما ترك البعثة كما هي، أو تسليح بعثة المراقبين وتحويلها إلى قوة حفظ سلام مع تفويض لحماية المدنيين، أو وقف البعثة وعودة المراقبين إلى بلادهم. وأضاف: «الأرجح أن يتم الإبقاء على البعثة في نفس المستوى في حال بدأت عملية سياسية أو مفاوضات جديدة». وأضاف الدبلوماسي «أن أية خطوة لتخفيض حجم المراقبين قد تظهر الأمم المتحدة تتنصل عن مسؤوليتها وتغسل يدها من الصراع وتعطي للطرفين الضوء الأخضر للقتال حتى الموت».

يذكر أن مجلس الأمن أصدر قراره بإرسال بعثة مراقبين دوليين إلى سوريا لمدة 90 يوما وتنتهي تلك الفترة في العشرين من يوليو القادم. من جانبها قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إن منظمة الأمم المتحدة قد منيت بفشل ذريع في سوريا وجددت دعوتها مساء الاثنين إلى فرض عقوبات لممارسة ضغط على النظام السوري وقالت رايس إنه منذ أكثر من عام أظهر المجلس أنه عاجز عن حماية الشعب السوري من الأعمال الوحشية التي تقوم بها حكومته، وأضافت: «إن القمع الذي تقوم به دمشق أصبح أكثر خطورة على السلام والأمن الدوليين» وطالبت رايس باتخاذ إجراءات فاعلة وفرض عقوبات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وقال سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت للصحافيين مساء الاثنين: «أن مجلس الأمن يحاول بعث الحياة مرة أخرى لخطة السيد أنان لكن هذا لن ينجح إلا إذا اتخذ مجلس الأمن إجراءات قوية للضغط على النظام السوري».

وتنتهي فترة تفويض بعثة المراقبين ومدتها 90 يوما في 20 يوليو. وحثت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون روسيا مرارا على المساعدة على زيادة الضغط على حكومة الأسد من خلال دعم عقوبات تفرضها الأمم المتحدة لكن موسكو رفضت. وقال دبلوماسيون إن بريطانيا وفرنسا ودولا أوروبية أخرى ترغب في أن يصدر مجلس الأمن قرارا جديدا لجعل خطة أنان للسلام ملزمة قانونا للحكومة ومقاتلي المعارضة. ومن الممكن أن يفتح هذا الطريق أمام فرض عقوبات من الأمم المتحدة وهو ما رفضته روسيا والصين مرارا. واستخدمت موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) ضد قرارين مدعومين من الغرب والدول العربية بمجلس الأمن كانا يدينان دمشق ويهددان بفرض عقوبات. وقال عدد من الدبلوماسيين الغربيين إنهم مستعدون لمواجهة احتمال استخدام فيتو آخر في مجلس الأمن.

وقال مبعوث غربي رفيع «أعتقد أن هناك احتمالا نسبته 99% في أننا سنرى قرارا آخر في مجلس الأمن خلال الأسابيع القليلة القادمة». ويقول مبعوثون إنه في حالة استخدام الفيتو مرة أخرى فإن هذا سيبرز أكثر مدى عجز الأمم المتحدة عن التعامل مع القضية السورية.

وما يزيد من المشكلات في سوريا على الأرض هو تأزم الموقف في مجلس الأمن حول القضية التي يقول دبلوماسيون إنها تعيد للأذهان أجواء الحرب الباردة عندما ظلت روسيا والقوى الغربية عاجزة عن التعاون بشكل فعال لعشرات السنين. وقال دبلوماسي في مجلس الأمن «إنه أمر يسبب الإحباط.. من المستحيل جعل روسيا تتحرك ضد الأسد. أيدينا مكبلة».

المعارضة السورية تتحول لقوة قتالية أكثر فعالية بعدما كانت على وشك التداعي

الحدود التركية همزة وصل حيوية في النزاع السوري

أنطاكيا (تركيا): نيل ماك فركوهار*

بدأت ميليشيات المعارضة السورية، التي كانت في يوم من الأيام على وشك التداعي، تتحول إلى قوة قتالية أكثر فعالية بمساعدة شبكة متنامية من الناشطين الموجودين في جنوب تركيا ويقومون بتهريب الإمدادات الضرورية عبر الحدود، مثل الأسلحة ووسائل الاتصال والمستشفيات الميدانية، بل ورواتب الجنود الذين ينشقون عن الجيش.

وهذه الشبكة تعكس الجهود المبذولة من أجل تشكيل قوات مسلحة وكذلك مجموعة من المنظمات الحكومية والإنسانية المرتبطة بحركة المعارضة التي لا يمكنها معا هزيمة قوات الرئيس بشار الأسد التي تتمتع بتفوق ساحق فحسب، بل والقضاء على نظامه تماما.

ورغم أنه من المبكر جدا الحديث عن وجود دولة داخل الدولة، فإن تزايد نضج وصقل هذه الجهود يبرز الطبيعة المتنامية للنزاع، وكيف أن السيطرة على المناطق الشمالية والشمالية الغربية من البلاد بدأت تفلت ببطء من يد الحكومة.

ويأتي ظهور هذه الشبكة في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات مع تركيا وتتردد فيه أنباء عن حدوث انشقاقات كثيرة بين كبار الضباط بالجيش السوري، الذين بدأ الكثيرون منهم يتحولون إلى دعم المعارضة.

وتشكل المهمة التي تضطلع بها المعارضة على الحدود السورية التركية ما هو أكثر من مجرد نقل الإمدادات الأشد إلحاحا، فالهدف الأكبر والأكثر مراوغة هو إقامة حالة من التماسك والتعاون بين الميليشيات المتفرقة التي يتكون منها الجيش السوري الحر، إضافة إلى أي حكم مدني داخلي يفرض نفسه.

ويقول الناشطون إن هناك في الوقت الحالي 10 مجالس عسكرية داخل سوريا، وهي تضم فعليا كل البلدات أو المناطق الريفية المهمة المشاركة في الثورة، باستثناء مدينة حمص بالذات، التي ما زالت الخلافات بين الفرقاء فيها تعوق عملية التوحيد. ويقوم الناشطون الذين يعملون مع المجلس الوطني السوري، وهو الجماعة السياسية السورية الرئيسية بالخارج، بدفع رواتب شهرية تبدأ من 200 دولار للجندي، ورواتب أعلى للضباط، علاوة على معاش لأسر الضحايا.

وأوضح الناشطون أن هذه الأموال تساعد على ضمان توافر ما يلزم من انضباط بين المجالس العسكرية لشن المزيد من الهجمات المنسقة ضد جيش الأسد، بدلا من أعمال التخريب العشوائية. ويؤكد حسن قاسم، 31 عاما، وهو ناشط هرب من مدينة حلب السورية في فبراير (شباط) الماضي حين تم استدعاؤه لأداء الخدمة العسكرية: «لا بد أن تصبح العمليات العسكرية أكثر استراتيجية».

وقال الجنرال النرويجي روبرت مود، رئيس بعثة المراقبين الدوليين التي أرسلتها الأمم المتحدة إلى سوريا، أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي إن المقاومة تزداد فعالية، بحسب ما ذكره دبلوماسي ممن حضروا الجلسة. وعزا الجنرال ذلك إلى زيادة الخبرة، وليس إلى تحسن نوعية الأسلحة أو ارتفاع مستوى التنسيق، غير أن ناشطي المعارضة اختلفوا معه، إذ يوضح قاسم كيف قام القادة العسكريون بتقسيم حلب والمناطق الواقعة غربا جهة الحدود التركية إلى 5 قطاعات تحت قيادة مجلس عسكري عام سمي «لواء أحرار الشمال»، مضيفا: «لقد تغيرت الجماعة من جماعة عسكرية متطوعة إلى كيان حقيقي، تكوين عسكري أعلى تنظيما إلى حد بعيد. لم يكن أمامهم سوى أن يتحولوا إلى جيش منظم أو أن يتحولوا إلى عصابة».

وتتضمن جهود المعارضة أيضا نقل الأسلحة المضادة للدبابات، ويقول عضو المجلس الوطني السوري، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه إن تهريب الأسلحة مسألة سرية: «لم تتحول إلى استراتيجية حاسمة بعد، لكنها محاولة لتصحيح التوازن العسكري».

وأبدت الحكومات الغربية ترددا في تزويد المعارضة السورية بكميات كبيرة من الأسلحة المتطورة خشية أن تقع في أيد خاطئة. ويؤكد مسؤولو المعارضة الذين يدركون جليا هذه المخاوف، أن متلقي هذه الأسلحة يتم التحقق منهم بعناية. ويقول أحد المسؤولين، الذي لم يفوض بإصدار التصريحات: «نحن بحاجة إلى جنود محنكين، فأنت لا ترغب في تقديم السلاح إلى أشخاص لا تعرفهم».

ويشير قاسم إلى أن كل فصيل في ريف حلب، يرسل مندوبا إلى غرفة العمليات التي يديرها المجلس العسكري، لكن الناشطين يعترفون بوجود خصومات بين المجالس العسكرية والزعماء المدنيين الذين ينتمون إلى عائلات معروفة وطفوا على الساحة مع غياب الحكومة السورية، ويبدون استياء من تهميشهم.

وفي الوقت ذاته تتفاقم الفجوة بين الأجيال في المشكلة.. فالقادة العسكريون على الأغلب من المنشقين الشباب. وتتلخص الفكرة في حمل المجلس العسكري على التركيز على القضايا التكتيكية في الوقت الذي تضطلع فيه القوى المدنية الحاكمة، المتمثلة في المجالس الثورية، على توزيع المساعدات والحفاظ على استمرار حركة المظاهرات السلمية. وتعتمد هذه المهمة بشكل أساسي على أشخاص مثل رامي، ناشط شاب، لم يكشف إلا عن اسمه الأول فقط. وحتى بداية العام الماضي كان رامي مديرا ماليا ناجحا في شركة للإنتاج الإعلامي بدمشق، لكنه الآن يعيش في شقة من غرفتين يمارس من خلالها نشاطه في دعم الثورة بما في ذلك تعبئة حقائب الظهر بكاميرات الفيديو وأجهزة الهاتف التي تعمل عبر الأقمار الصناعية والأجهزة الإلكترونية التي تحول أطباق استقبال البث التلفزيوني إلى أجهزة إرسال.

ويقول رامي، الذي تغص شقته بمراتب النوم التي يستخدمها المنشقون والناشطون: «عندما تكون قريبا هكذا، تشعر بأن روح الثورة ملازمة لك وأنك لا تزال جزءا منها. لكنك في إسطنبول أو في أي مكان آخر، لا تشعر بكيانك، فأنت شخص يهتم بأمر شيء يحدث في مكان آخر».

وتبدو بعض الجهود الإنسانية عرضية، فأحد المنازل القريبة من الحدود، يدير مجموعة من الرجال، ما يبدو أشبه بشركة لأعمال الطلب عبر البريد تتعامل مع نطاق واسع من الطلبات من داخل سوريا، مثل الإمدادات الطبية والخبز الطازج والأسمدة لبناء المتفجرات.

ونظرا لوفاة أعداد لا تحصى من السوريين في رحلة بطيئة إلى تركيا طلبا للعلاج، يبذل الناشطون جهدا طموحا لتيسير وتحسين الخدمة الطبية، فيقول منذر يزجي، 48 عاما، الطبيب الأميركي السوري المختص في مجال طب الأمراض الباطنية بتكساس: «تزداد الإصابات سوءا».

وأسس الدكتور يزجي منظمة الإغاثة الطبية السورية في يناير (كانون الثاني) الماضي لنقل التمويل من الأطباء السوريين حول العالم. ومن شقة قريبة من الحدود في مدينة ريهانلي التركية تقوم المؤسسة برعاية عدد من المشروعات بما في ذلك محاولة إقناع الأطباء في الخارج بدعم طبيب سوري والتبرع بالأدوية والرواتب الأساسية.

واستعانت المنظمة بنحو 70 ناشطا من سوريا وقامت بتعليمهم كيفية نقل المرضى المصابين بإصابات خطيرة، وبدأت في إرسال المستشفيات الميدانية عبر الحدود وأجهزة طبية بقيمة 20000 دولار محملة في 20 صندوقا، تكفي لملء شاحنة صغيرة، وتسمح للأطباء بأداء عمليات جراحية بدائية. إضافة إلى ذلك ستقام المزيد من المشروعات الدائمة مثل تحويل الفيللات ذات الطابقين في البلدة الحدودية السورية الخاضعة لسيطرة الثوار إلى مستشفى يضم 30 سريرا.

ويعترف الأطباء السوريون الذين يعيشون هنا بحدوث بعض التوترات مع الحكومة التركية بشأن الوقت المطلوب للإفراج الجمركي عن إمدادات الإغاثة، إضافة إلى رفض الحكومة تخفيف الحظر على منح تصاريح للأطباء الأجانب. وفتح الكثير من الأطباء السوريين منازلهم أمام المرضى ذوي الإصابات الخطرة. ويذكر طلال عبد الله، منسق الإغاثة الإنسانية في المنطقة التابعة للجيش السوري الحر أنه استقبل في شقته في وقت ما 12 مريضا.

وكان هناك خلاف أيضا بين السوريين حيث تخلى عبد الله، طبيب أسنان مسيحي من حماه، عن منصبه في المجلس لأن «الإخوان المسلمين» طردوا الأعضاء غير التابعين لهم خارج المجلس، وقال: «قوتهم تنبع من أن كل الأموال والمساعدات الإنسانية في أيديهم، لكننا لا نعلم من أين يأتي ذلك».

على الجانب الآخر تصر الحكومة السورية على أن الثورة عملية خارجية تهدف إلى تقسيم سوريا، وقال مسؤولون استخباراتيون عرب وأميركيون إن وحدة صغيرة من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) تعمل هنا، تقوم بالتحري حول من يحصل على أفضل، لكنها لم تصل إلى الداخل السوري بحسب المصادر.

واعترف ناشطان على الأقل بالاتصال بالمستشارين الأميركيين بشأن الخطط العسكرية، لكنهم رفضوا التصريح بالمزيد. وقال الجنرال مود لمجلس الأمن إن مترجميه تمكنوا من التعرف على بعض الأجانب من لهجاتهم، لكن لم يكن لهم تواجد ملحوظ، بحسب دبلوماسي في المجلس.

ويقول مانهال باريش، 32 عاما، ابن لمنشق بارز عن حزب البعث في محافظة إدلب: «سنحول دون تقسم سوريا بأرواحنا. وكلما مات شخص أدركت أن الثمن سيكون مكلفا للغاية».

* شاركت هويدا سعد في كتابة هذا المقال

* خدمة «نيويوك تايمز»

الأسد يتحدث عن حرب حقيقية والبيت الأبيض يرى أنه يفقد السيطرة

تعزيزات تركية وقتال عنيف حول دمشق

                                            غيّرت المقاتلة التركية التي أسقطها النظام السوري الأسبوع الفائت فوق الأجواء الدولية قبالة مدينة اللاذقية، “قواعد الاشتباك” بالنسبة الى القوات المسلحة التركية التي نشرت تعزيزات عسكرية كبيرة على حدودها الجنوبية، بعيد تحذير شديد وجهه رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان إلى دمشق بأن بلاده سوف تعتبر “أيّ عنصر عسكري قادم من سوريا ويشكل تهديداً أو خطراً أمنياً على الحدود التركية هدفاً” عسكرياً.

وفيما أعلنت الولايات المتحدة أمس أن الانشقاقات العالية المستوى واقتراب القتال من العاصمة دمشق وإسقاط مقاتلة تركية بنيران سورية “تؤشر إلى فقدان نظام بشار الأسد سيطرته على البلاد شيئاً فشيئاً”، كان الرئيس السوري يتكلم في أول اجتماع لحكومته الجديدة عن “حال حرب حقيقية” تعيشها سوريا.

فمع استمرار اعمال القصف والاشتباكات في ريف دمشق ودرعا وحمص وادلب بصورة خاصة، بلغت حصيلة القتلى في سوريا أمس 116 شخصاً، ووقعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومجموعات مقاتلة من الجيش السوري الحر في ضواحي دمشق اسفرت عن مقتل 28 شخصاً، وهي الاعنف في هذه المحافظة منذ بدء الثورة ضد النظام السوري قبل أكثر من 15 شهراً.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل 68 مدنياً و7 مقاتلين مسلحين ومنشقين عن الجيش و41 جندياً من قوات النظام في اشتباكات وقصف واطلاق نار وانفجارات. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن “لقد بات عدد القتلى يتجاوز المئة كل يوم، هذا غير طبيعي، هناك استخدام مفرط للقوة”.

وأشار المرصد الى وقوع اشتباكات عنيفة منذ فجر أمس استمرت حتى بعد الظهر حول مقار الحرس الجمهوري المكلف حماية دمشق وريفها في قدسيا والهامة، وشملت الاشتباكات بلدة دمر.

وأوضح المرصد ان الاشتباكات وقعت “حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم على بعد نحو ثمانية كيلومترات من ساحة الامويين في وسط العاصمة السورية”.

وينتشر عناصر الامن بكثافة في دمشق ولا سيما في الشوارع والاحياء التي فيها مراكز امنية ومبان حكومية.

وقال عبد الرحمن “هي المرة الاولى التي تستخدم فيها قوات النظام المدفعية في مناطق قريبة الى هذا الحد من وسط العاصمة ما يدل على عنف الاشتباكات”.

وفي دمشق، قتل شخص برصاص قناص في حي جوبر الذي شهد هو الآخر اشتباكات، وطفلة برصاص قوات النظام في كفرسوسة وفق المصدر، كما قتل 15 شخصاً جراء القصف على بلدة الهامة في ريف دمشق و11 في ضاحية قدسيا حيث دارت اشتباكات وسقط مقاتلان معارضان، وقتيلان في كل من دوما وحرستا.

وتحدث ناشطون عن “مجزرة” ارتكبتها قوات النظام في بلدة الهامة، قالت وكالة انباء “سانا” السورية الرسمية ان “الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات ارهابية مسلحة تجمعت في الهامة في ريف دمشق واستخدمتها منطلقا لاعتداءاتها على المواطنين وقوات حفظ النظام وقطعت طريق بيروت القديم واقامت الحواجز على طريق وادي بردى الفرعي لاستخدامه كممر للمسلحين وتهريب الاسلحة من مناطق الزبداني ومضايا الى منطقة الهامة”.

وشهدت ضواحي دمشق وبعض احيائها خلال الفترة الاخيرة تصعيداً في الاشتباكات بين قوات النظام ومجموعات منشقة ومعارضة الا ان معارك أمس كانت الاعنف حسب مدير المرصد.

وقال البيت الابيض أمس، ان الانشقاقات واقتراب القتال من دمشق واسقاط طائرة حربية تركية بنيران سورية هي مؤشرات على ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد بدأ يفقد السيطرة على البلاد.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض من على متن طائرة الرئاسة “ايرفورس وان” مرافقا الرئيس الأميركي باراك اوباما “من الواضح ان نظام بشار الاسد يفقد سيطرته على بلاده شيئاً فشيئاً”. وأضاف “وأود ان اشير الى ان الانشقاقات عالية المستوى بين صفوف الجيش الى الاردن وتركيا هي دليل اخر على فقدان النظام لسيطرته على الوضع في سوريا”، وتابع “ولكن من الواضح ان الاسد متشبث بالسلطة بأي ثمن كما هو واضح من استخدامه المستمر للقوة الجوية وعصابات الشبيحة”.

وأضاف كارني ان الانباء عن وقوع اشتباكات عنيفة أمس حول مقار الحرس الجمهوري المكلف حماية دمشق وريفها في قدسيا والهامة وبلدة دمر، هي مؤشر اخر على فقدان الاسد سيطرته على بلاده.

وفي واشنطن صرحت المتحدثة باسم الخارجية فكتوريا نولاند للصحافيين ان الولايات المتحدة مستعدة لدراسة تقديم المزيد من الدعم لتركيا”. واضافت ان “تركيا حليفتنا. وكما قال الحلف الاطلسي اليوم (أمس)، وكما قال الامين العام للحلف (اندرس فوغ راسموسن) اليوم (أمس)، فنحن مستعدون لدراسة اي طلبات تقدمها تركيا”.

وقال كارني “لقد دفع الاف والاف السوريين ثمن غطرسة الاسد بحياتهم”، وأكد ان الولايات المتحدة ستواصل السعي لتحقيق انتقال سياسي لا يتضمن بقاء الاسد في السلطة، مؤكداً “نرى انه لا يمكن ان يكون الاسد جزءاً من اي عملية انتقالية”.

وحذرت تركيا من انها سترد عسكرياً على اي انتهاك لحدودها من قبل سوريا التي اسقطت احدى طائراتها الحربية فيما دان الحلف الاطلسي في اجتماعه في بروكسل اسقاط الطائرة رغم انه لم يتحدث عن اي تدخل عسكري في سوريا.

واعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان “قواعد الاشتباك تغيرت بالنسبة الى القوات المسلحة التركية. فاي عنصر عسكري قادم من سوريا ويشكل تهديداً او خطراً امنياً على الحدود التركية سيعتبر هدفا” عسكرياً.

وفي كلمة امام الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية في البرلمان، وصف اردوغان اسقاط الطائرة انه “عمل عدواني” و”اعتداء جبان من نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد” ضد تركيا. وقال “تركيا ستمارس حقوقها المنصوص عليها في القانون الدولي بحزم، وستتخذ الخطوات الضرورية عن طريق تحديد الوقت والمكان والطريقة لذلك بنفسها”.

وقال “هذا الحدث الاخير يظهر ان نظام الاسد اصبح يشكل تهديداً واضحاً وقريباً لأمن تركيا وكذلك لشعبه”. وشدد على ان الطائرة وهي من طراز “اف-4 فانتوم” اسقطت الجمعة خلال قيامها بطلعة تدريب غير مسلحة في المجال الجوي الدولي وليس في المجال السوري كما تؤكد دمشق، ولو انه اقر بأن الطائرة دخلت الاجواء السورية “عن غير قصد” و”لفترة وجيزة”.

وبناء على طلب من تركيا، عقد الحلف الاطلسي اجتماع ازمة في بروكسل أمس بناء على طلب من تركيا حول المسألة رأسه الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن بحضور اعضاء الحلف الـ28.

وقال راسموسن امام الصحافيين “هذا عمل غير مقبول ونحن نندد به باشد العبارات… لقد اعلن الحلفاء دعمهم القوي وتضامنهم مع تركيا”، موضحاً ان الحلف ما زال “يدرس” الملف.

ونشرت تركيا أمس، تعزيزات عسكرية عند الحدود مع سوريا بعد ساعات من تهديد اردوغان باستهداف أي تحرك عسكري سوري قرب الحدود الدولية.

وذكرت وكالة أنباء (جيهان) التركية ان قافلة من الدبابات والعربات المدرعة وحاملات الجند والمدافع تم ارسالها من اقليم ديار بكر بجنوب شرقي البلاد الى الحدود المشتركة مع سوريا اثر تصاعد التوتر بين البلدين.

وأضاف المصدر ان التعزيزات نشرت في اقليم مردين المتاخم للحدود السورية في خطوة وصفتها الوكالة بأنها “رد على تهديدات محتملة قد تصدر من الجانب السوري ضد الاراضي التركية”.

وقال الرئيس السوري بشار الاسد أمس، إن بلاده تعيش حال حرب “حقيقية” ولم يشر الى تخفيف موقفه ازاء الانتفاضة المؤيدة للديموقراطية بعد ان أمر الحكومة الجديدة بتوجيه جميع السياسات نحو الانتصار في هذه “الحرب”.

وقال الاسد أمس، لمجلس الوزراء الذي عيّنه “نحن نعيش حال حرب حقيقية بكل جوانبها بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى. وعندما نكون في حال حرب، فكل سياساتنا وكل توجهاتنا وكل القطاعات تكون موجهة من أجل الانتصار في هذه الحرب.”

(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، وال)

المرصد السوري”: وتيرة العنف بسوريا بلغت مستويات قياسية وعدد القتلى وصل إلى 15800

أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن وتيرة العنف في سوريا بلغت مستويات قياسية مع سقوط ما معدله أكثر من 100 قتيل يوميًا خلال حزيران الجاري ما رفع إجمالي عدد القتلى منذ بدء الإحتجاجات في هذا البلد قبل 15 شهرًا إلى أكثر من 15800 شخص.

وفي هذا السياق، أكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في اتصال مع وكالة “فرانس برس”، أن عدد القتلى في سوريا وصل إلى 15804، فقد قتل 4681 شخصًا منذ اعلان وقف اطلاق النار في الثاني عشر من نيسان، من بينهم 1197 قُتلوا منذ إعلان تعليق عمل المراقبين في السادس عشر من حزيران الجاري.

وأضاف عبد الرحمن: “الشهر الأخير، من 26 أيار وحتى 26 حزيران كان الشهر الأكثر دموية منذ بدء الإحتجاجات وقُتل فيه 3426 شخصًا”، متابعًا: “كما ان الاسبوع الاخير هو الأسبوع الأكثر دموية بين أسابيع الثورة السورية وقُتل فيه 916 شخصًا”.

بحسب عبد الرحمن، فإن “تصاعد وتيرة القتل يعود الى صمت المجتمع الدولي عن جرائم النظام، وعنف الظام تجاه الثورة وما ولده من عنف مضاد، والقصف النظامي من غير حساب على المدن والقرى”، وأضاف: “يبدو أن النظام السوري لديه ضوء اخضر من جهة دولية للقتل”، من دون ان يسمي هذه الجهة.

(أ.ف.ب.)

قصف واشتباكات في إدلب وحلب وحمص

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” أن القوات السورية النظامية واصلت اليوم قصفها لمناطق عدة في محافظات إدلب وحلب وحمص، حيث سُجلت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.

وأوضح المرصد في بيان أن القوات النظامية جددت قصفها صباح اليوم على بلدة خان السبل في ريف إدلب (شمال غرب)، والتي تشهد منذ يوم أمس، اشتباكات أسفرت عن تدمير آليات عسكرية وطائرة مروحية تابعة للجيش، مشيراً إلى أن القوات النظامية استقدمت تعزيزات عسكرية إلى محيط البلدة.

وأفاد المرصد في بيان لاحق بأن القوات النظامية اقتحمت خان السبل ونفذت فيها حملة اعتقالات ومداهمات وإحراق لمنازل بعض المطلوبين.

وفي محافظة حلب شمال البلاد، تعرضت بلدات في الريف الشمالي لقصف القوات النظامية، فيما هاجم مقاتلو المعارضة نقاطاً للحراسة في محيط مطار “منغ” العسكري، وفقاً للمرصد الذي قال في بيان لاحق أن القوات النظامية اقتحمت قرية “منغ” وانتشرت فيها، وبدأت حملة مداهمات وإحراق بعض المنازل أيضاً.

وفي مدينة حمص وسط البلاد، واصل الجيش قصفه العنيف لحيي جورة الشياح والقرابيص محاولاً استعادة الأحياء الخارجة عن سيطرته منذ أشهر.

(أ.ف. ب.)

الجيش الحر أسقط مروحية ودمر ست دبابات

قتلى بسوريا ومهاجمة قناة تلفزيونية

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 120 شخصا قتلوا الثلاثاء بنيران الجيش السوري، معظمهم في ريف دمشق ودرعا ودير الزور وحمص. كما أفادت مصادر في الجيش السوري الحر بأن عناصره دمرت ست دبابات وأسقطت مروحية للجيش النظامي بخان السبل في إدلب.

وقال ناشطون إن أربعة قتلى سقطوا فجر اليوم الأربعاء في محافظة حماة وسط البلاد، وإن قصفاُ استهدف بلدة كرناز والمزارع المحيطة بها من قبل جيش النظام, فيما استمرت أمس المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في قرى وبلدات حماة، حيث بث ناشطون صوراً لمظاهرتين خرجتا في بلدات اللطمانة وكرناز.

وبث ناشطون أمس الثلاثاء صوراً قالوا إنها لمروحية وهي تحترق بعد إسقاطها بإدلب.

وضمن سلسلة الانشقاقات العسكرية في صفوف جيش النظام، أظهرت صور على شبكة الإنترنت انشقاق المقدم حافظ جاد الكريم الفرج من محافظة السويداء، والتحاقه بصفوف الجيش السوري الحر. وعزا الفرج سبب انشقاقه لما وصفه بتخلي الجيش عن مهامه الوطنية، وتحوله إلى مليشيات تقتل المواطنين.

وتعرضت منطقتا قدسيا والهامة لقصف عنيف، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 24 شخصا قتلوا جراء القصف على البلدتين، حيث جرت اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر.

كما قتل شخص برصاص قناص في حي جوبر الدمشقي، حيث ينتشر عناصر الأمن بكثافة في دمشق، لاسيما في الشوارع والأحياء التي توجد فيها مراكز أمنية ومبان حكومية.

وفي آخر التطورات، قال التلفزيون السوري الرسمي صباح اليوم الأربعاء إن من أسماها “مجموعة إرهابية” هاجمت مبنى قناة الإخبارية وعبثت بمحتوياته، دون أن يورد التلفزيون المزيد من التفاصيل عن الهجوم.

ولكن ناشطين سوريين قالوا إن مقر قناة الإخبارية تم تدميره خلال اشتباكات بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي.

وأضافوا أن عملية التدمير تمت على يد مجموعة من الحرس الجمهوري انشقت حديثا عن الجيش السوري.

أعنف المعارك

وبحسب المرصد السوري، فإن معارك الثلاثاء هي الأعنف في ضواحي دمشق، وقال مدير المركز رامي عبد الرحمن إنها المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة إلى هذا الحد من وسط العاصمة.

وفيما تحدث ناشطون عن مجزرة ارتكبتها قوات النظام في بلدة الهامة، قالت وكالة أنباء (سانا) السورية الرسمية إن “الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات إرهابية مسلحة تجمعت في المنطقة واستخدمتها منطلقا لاعتداءاتها على المواطنين”.

وفي محافظة إدلب شمال غرب البلاد، تعرضت بلدة سراقب لقصف أسفر عن مقتل شخصين، كما قتل أربعة مواطنين في اشتباكات بخان السبل، وقتلت فتاة في القصف على منطقة خان شيخون، وجندي منشق في ريف إدلب.

وفي السياق ذاته، أفاد مراسل الجزيرة بأن 13 ضابطا سورياً منشقا -بينهم ثلاثة برتبة عقيد- وصلوا إلى الأراضي التركية.

من جانب آخر، قالت مصادر تركية رسمية إن حوالي 350 لاجئاً سورياً، بينهم 26 عسكرياً دخلوا الحدود التركية هرباً من هجمات الجيش النظامي السوري، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية.

وبذلك يبلغ عدد اللاجئين المسجلين في المخيمات 33.500، فضلا عن آلاف من اللاجئين خارج المخيمات في أنطاكيا والمدن القريبة منها. وتوقعت المصادر الرسمية أن يزداد عدد اللاجئين في الأيام المقبلة، مع ابتعاد الجنود السوريين عن الحدود التركية.

قصف حمص

وفي مدينة حمص -التي يستمر قصف قوات النظام عليها من دون توقف منذ أكثر من عشرين يوما- قتل مواطن في حي الخالدية جراء ذلك القصف.

وذكر ناشطون أن القصف طال أيضا أحياء حمص القديمة وجورة الشياح وبابا عمرو وجوبر والسلطانية والحميدية وباب هود، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي على أطراف حي بابا عمرو.

وأعلنت الهيئة العامة للثورة استمرار القصف على مدينة الرستن في محافظة حمص براجمات الصواريخ.

وفي مدينة دير الزور بشرق البلاد، تعرضت أحياء عدة للقصف مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم طفلة، وقتل ثلاثة أشخاص في مدينة موحسن بقصف القوات النظامية التي تحاول استعادة المدينة، بحسب المرصد.

وفي محافظة حلب بشمال سوريا قتل شخص بإطلاق رصاص، وفي درعا بجنوب البلاد قتل ثلاثة أشخاص إثر سقوط قذائف على بلدة كفر شمس، وثلاثة آخرون في بلدة عتمان التي تعرضت للقصف أيضا.

مؤتمر دولي بشأن سوريا في جنيف

الأسد: سوريا تعيش حربا حقيقية

                                             قال الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء إن بلاده تعيش حالة حرب “حقيقية”، وأمر الحكومة الجديدة بتوجيه جميع السياسات نحو “الانتصار في هذه المواجهة”.

وقال الأسد -لوزراء حكومته في أول جلسة لها- “نحن نعيش حالة حرب حقيقية بكل جوانبها، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، وعندما نكون في حالة حرب فكل سياساتنا وكل توجهاتنا وكل القطاعات تكون موجهة من أجل الانتصار في هذه الحرب”.

وانتقد الأسد -في خطابه الذي نقله التلفزيون الرسمي مباشرة- الدول الداعية إلى تنحيه قائلا إن “الغرب يأخذ ولا يعطي، وهذا ثبت في كل مرحلة”. وأضاف “نحن نريد علاقات جيدة مع كل دول العالم، ولكن لابد أن نعرف أين مصالحنا”.

وتتهم الأمم المتحدة القوات السورية بقتل أكثر من عشرة آلاف شخص خلال الثورة التي مضى عليها 16 شهرا، والتي تمثل أكبر تهديد لحكم عائلة الأسد.

وسينظر إلى كلمة الأسد هذه على أنها تصعيد في الوتيرة التي يستخدمها الرئيس السوري الذي لم يظهر أي علامة على تقديم تنازلات.

وتضمنت كلمته أيضا تعليقات على فوائد الطاقة المتجددة، والأهمية الإستراتيجية لقطاع الزراعة السوري.

انتقاد أميركي

في هذه الأثناء، قال البيت الأبيض إن الانشقاقات واقتراب القتال من دمشق، وإسقاط طائرة حربية تركية بنيران سورية، هي جميعها مؤشرات على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد بدأ يفقد السيطرة على البلاد.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني -من على متن طائرة الرئاسة الأميركية، مرافقا الرئيس باراك أوباما أثناء توجهه إلى تجمع خاص بحملة إعادة انتخابه في ولاية جورجيا- “من الواضح أن نظام بشار الأسد يفقد سيطرته على بلاده شيئا فشيئا”.

وأشار إلى إجراء الكثير من اللقاءات المنتجة مع روسيا، “ولكن من دون شك بيننا خلافات”، وأكد أن الموقف الأميركي يشدد على أن العملية الانتقالية لا يمكن أن تشمل الأسد.

مؤتمر دولي

من جهة أخرى، قال مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل دعوة من المبعوث الأممي العربي كوفي أنان للمشاركة في المؤتمر الدولي بشأن سوريا في جنيف في الثلاثين من الشهر الجاري.

وأعرب تشوركين عن أمله في أن يسهم المؤتمر في الدفع قدما بالجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا.

ومن جهة أخرى، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء إنه يجب إشراك أكبر عدد ممكن من جيران سوريا -بما فيهم إيران- في تسوية الصراع الدائر هناك.

ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية عن بوتين قوله للصحفيين في الأردن -المحطة الأخيرة في جولته المتوسطية- “أعتقد أنه كلما زاد عدد جيران سوريا المشاركين في عملية الحل، كان ذلك أفضل”.

وأوضح أن كل جارة من جيران سوريا تتمتع ببعض التأثير على القوى داخل البلاد، محذرا من أن “تجاهل هذه الإمكانات سيأتي بنتائج عكسية وسيعقد العملية”.

ومن جهته، قال ناصر القدوة مساعد المبعوث العربي الدولي إلى سوريا خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن إن كوفي أنان يرى أن توافق الدول المؤثرة على طرفيْ الصراع في سوريا على مبادئ وخطوط عامة لعملية سياسية انتقالية أمر جوهري.

وأبلغ  القدوة الدول الأعضاء في مجلس الأمن بأن أنان لن يعقد الاجتماع إلا إذا حصل على اتفاق مبدئي بشأن الخطوط العريضة لتحول سياسي في سوريا، والخطوات التي يتعين اتخاذها في مجلس الأمن للضغط على الحكومة والمعارضة، للامتثال لخطة السلام التي طرحها أنان والمؤلفة من ست نقاط والبدء في حوار سياسي.

أردوغان توعد نظام دمشق

روسيا تهون من حادث الطائرة التركية

خرجت روسيا عن صمتها تجاه إسقاط سوريا للطائرة الحربية التركية الأسبوع الماضي، قائلة إنه ليس عملا “استفزازيا أو “مقصودا”، وذلك بعد أن شن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هجوما حادا على النظام السوري، واتهم دمشق بإسقاط الطائرة عن عمد، وصعّد من الموقف العسكري لبلاده.

وفي أول تعليق روسي على الحادث الذي وقع الجمعة، قالت وزارة الخارجية الروسية -في بيان لها اليوم الثلاثاء- “نعتقد أنه من المهم ألا يتم النظر إلى الحادث على أنه عمل استفزازي أو مقصود، وألا يقود إلى زعزعة الوضع”.

وأضافت الوزارة أن “تصاعد الدعاية السياسية -بما في ذلك على المستوى الدولي- أمر بالغ الخطورة في سياق جهود جارية لحشد كل العوامل الخارجية”، من أجل فرض تطبيق خطة السلام التي أعدها المبعوث الدولي للأمم المتحدة لسوريا كوفي أنان.

وتابعت الخارجية الروسية “ندعو من جديد جميع الأطراف -سواء في المنطقة أو في الخارج- إلى التصرف حصرا بما يخدم خطة أنان، وإلى ألا يتخذوا تدابير تخرج عن هذا الإطار”.

وجاء البيان بعد إعلان السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قبول وزير الخارجية سيرغي لافروف دعوة الوسيط كوفي أنان للمشاركة في اجتماع حول سوريا سيعقد في 30 يونيو/حزيران بجنيف.

تصعيد

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان -في كلمة ألقاها أمام برلمان بلاده- أن طائرة الاستطلاع التركية لم تكن مسلحة، ولم تخف هويتها ولو كانت هناك نوايا عدوانية لأخفتها، ورغم أنها اخترقت المجال الجوي لوقت قليل جدا فإنها غادرته بعد تنبيهها من المركز.

وأوضح أن الطائرة كانت تقوم بطلعة تدريب لتجربة رادارات تركية جديدة، وتعرضت للإسقاط في المياه الدولية على بعد 13 ميلا بحريا عن سوريا، دون أن تـُعطى أي إشارة أو تحذير أو توجيه من الدفاعات الجوية السورية.

وأصر أردوغان على أن سوريا كانت تعرف هوية الطائرة وأسقطتها عن عمد، ولا يمكن ربط الإسقاط بهذا الاختراق، فقد أحصت تركيا منذ بداية العام الحالي 114 اختراقا جويا منها خمس مرات لمروحيات سورية، وأشار إلى أن هذه الحوادث لا تعالج بإسقاط الطائرات.

وأكد أردوغان أن تركيا لن تخضع للاستفزاز أو تنجر وراء من يدقون طبول الحرب، لكن هذا لا يعني أنها ستسكت عن حقها، وبلهجة وعيد قال إن “تركيا بقدر ما هي وادعة وآمنة تجاه جيرانها، فإن غضبها شديد وقاهر إذا عبث أحد معها”.

وأشار إلى أن قواعد الاشتباك للجيش التركي على الحدود السورية قد تغيرت، وكل عسكري سوري يقترب من الحدود التركية سيعامل على أنه عدو، فتركيا لن تتسامح بأي شكل مع الخطر الذي تشكله سوريا على الحدود.

واعتبر أردوغان أن النظام السوري لم يعد يشكل خطرا على الشعب السوري فقط، وإنما على تركيا أيضا والدول المجاورة، مؤكدا أن بلاده بعد هذه الحادثة انتقلت في التعامل مع سوريا إلى مرحلة جديدة.

وضرب أردوغان في خطابه على الحس الوطني للأتراك، فأهاب بكل الأحزاب التركية أن تبدي نضجا سياسيا في التعامل مع القضية، قائلا إن الطائرة ليست لحزبه حزب العدالة والتنمية وليست لأردوغان وإنما هي للشعب التركي.

وهاجم في أكثر من موضع “أصحاب الأقلام المستأجرة من الصحفيين الذي باعوا ضمائرهم وأقلامهم لمن يدفع، ويحاولون التماس الأعذار لنظام الأسد”، ويتهمون أردوغان بأن تصريحاته شديدة اللهجة.

وقال إن تركيا تتحرك في علاقاتها من منطلق تاريخها ومصالحها، وإنها دولة كبيرة ومهمة ولن تبقى على مدرجات المتفرجين، بل ستنزل إلى الملعب.

أي أنظمة دفاع جوي لدى سوريا؟

                                            الحكومة السورية تراهن على تعزيز دفاعاتها الجوية لمواجهة الهجمات التي قد تستهدفها (الفرنسية-أرشيف)

أعاد إسقاط القوات السورية طائرة “أف 4 فانتوم” التركية نهاية الأسبوع المنصرم الحديث مجددا عن قدرات الدفاع الجوي السوري، ومدى قدرته على مواجهة أي غارات جوية قد تلجأ إليها الدول الغربية كحل لإنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من سنة.

 وفي تعليقهم على إسقاط الطائرة التركية، اعتبر خبراء روس أن الطائرة كانت تختبر المضادات الجوية السورية لحساب حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأكدوا أن إسقاطها أظهر فاعلية الأنظمة الروسية التي حصلت عليها دمشق.

ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية عن رئيس موقع “فيستنيك بي في أو” -المتخصص في أخبار المضادات الجوية- سعيد أمينوف قوله إن الطائرة التركية كانت تختبر أنظمة المضادات الجوية السورية بهدف تحديد عناصرها، وأكد أن الطائرة كانت تحلق على علو منخفض، وهو أحد العناصر الأساسية في انتهاك أي نظام دفاعي مضاد للطيران.

من جانبه أشار الخبير إيغور كوروتشنكو من مركز تحاليل مبيعات الأسلحة الدولية، إلى أن الهدف المرجح للمهمة هو “إرغام بطاريات المضادات السورية على التدخل وتشغيل محطات الرادار أو حتى التسبب في إيصالها إلى وضعية قتالية”.

ونقلت الوكالة عن سعيد أمينوف قوله إن الحادث يدل على فاعلية المضادات الجوية السورية المؤلفة خصوصا من بطاريات متوسطة المدى من إنتاج روسي هي “بوك أم 2 أي” و”بيتشورا 2 أم” وأنظمة المضادات “بانتسير أس 1”.

أنظمة روسية

ووفقا للمعطيات التي كشف عنها المعهد الدولي لدراسات القضايا الدولية في استكهولم، فإن حجم استيراد سوريا للأسلحة ارتفع بـ850% خلال الفترة بين 2007 و2011 مقارنة بالفترة بين 2002 و2006.

وتعتمد سوريا على الأنظمة الشرقية في الدفاع الجوي بنسبة 100%، وعقب استهدافها من قبل الطائرات الإسرائيلية في السنوات الماضية، اتجهت سوريا نحو أنظمة روسية حديثة من أجل ضمان كثافة نيران عالية في حال التعرض لهجوم.

ونشرت صحف روسية في وقت سابق معلومات عن شراء سوريا 36 مجموعة صاروخية من طراز “بانتسير أس 1″، وهي منظومة تتألف من مركبة تتحرك بسرعة مع منصة إطلاق لـ12 صاروخاً، يزن كل صاروخ 65 كيلوغراماً ويحمل رأساً متفجراً تصل زنته إلى 16 كيلوغراماً، وتتوفر هذه المجموعة على خاصية إصابة الأهداف الجوية على بعد 20 كيلومترا وارتفاع 15 كلم.

وتحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق عن قيام روسيا بتزويد القوات السورية بمنظومات حدودية من طراز “بستيون” ضمن اتفاقية وقعت عام 2007، وحصلت دمشق قبل ذلك وطبقا لاتفاقية في 2005 على مجموعة من منظومات الصواريخ المضادة للطائرات “سترِليتس”، وهي مركبة خفيفة مدرعة تحمل أربعة صواريخ “إيغلا أس” المتطورة.

وتشير تقديرات إلى أن منظومة الدفاع الجوي السورية تضم 3310 قطع من المضادات الجوية، علما أن ما يقارب 60 ألف فرد يخدم في سلاح الدفاع الجوي السوري.

تقديرات إسرائيلية

وتماشيا مع سعي دمشق لتطوير منظومة الدفاع الجوي، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت في وقت سابق إن سباق التسلح في سوريا بلغ أوجه، وإن الصواريخ المضادة للطائرات الروسية الحديثة “يتم خطفها” من خطوط الإنتاج لترسل إلى سوريا قبل أن يبدأ استخدامها في روسيا نفسها.

وأوضحت الصحيفة أن التقديرات تشير إلى أن سوريا تمتلك أكثر من 200 بطارية صواريخ مضادة للطيران من نماذج متنوعة، وأشارت إلى أن سوريا امتلكت صواريخ أرض جو روسية تعتبر من أكثر الصواريخ المتطورة في العالم.

وتحدثت الصحيفة عن سعي السوريين لامتلاك منظومة دفاعية جوية بعيدة المدى من طراز “أس 300″، بالإضافة إلى منظومات دفاعية متوسطة المدى من طراز “أس أي 11″ و”أس أي 17”.

وبيّنت أن صواريخ “أس 300” تعتبر من أكثر الصواريخ التي يستخدمها الجيش الروسي تطوراً، وهي قادرة على إسقاط طائرات عن بعد عشرات الكيلومترات وبدقة بالغة، وذلك بفضل جهاز الرادار المتطور المدمج مع مجسات خاصة على هيكل الصاروخ نفسه.

وموازاة مع سعيها لاقتناء الأنظمة الدفاعية الحديثة، قامت سوريا بتحديث منظومات الصواريخ المضادة للطيران الموجودة بحوزتها من طراز “أس أي 3″ و”أس أي 6”.

قصف حلب يعرقل حل قضية المختطفين

                                            جهاد أبو العيس-بيروت

كشفت مصادر على علاقة بوسطاء مرتبطين بالجهة الخاطفة لأحد عشر لبنانيا في سوريا أن مفاوضات تجرى لإطلاق سراح ستة منهم، لكن القصف العنيف من جانب القوات النظامية السورية لريف حلب يحول دون ذلك.

وأكدت المصادر للجزيرة نت أن قضية المخطوفين بدأت بعصابات تهريب وقطاع طرق لا علاقة لها مطلقا بثوار سوريا، لتنتهي المجموعة المخطوفة بعد دفع مبلغ من المال لمجموعة ثورية سلفية يتزعمها شخص يدعى “أبو عبد الرحمن”.

وأجمع مصدران مختلفان على ارتباط وثيق بمتابعة ملف المختطفين اللبنانيين، في تصريحات خاصة للجزيرة نت أن القضية كانت في طريقها للحل بسلاسة كبرى في بداية الأزمة، لكن خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وتكثيف جيش النظام السوري عملياته العسكرية لمناطق ريف إدلب وحلب ساهما بشكل سلبي على الحل.

وقال رئيس المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان نبيل الحلبي إن مؤسسته تتواصل من خلال أحد الوسطاء مع الجهة الخاطفة، بهدف إطلاق سراح ستة من المخطوفين ليسوا على ارتباط مباشر بحزب الله، وذلك كدفعة أولى تتبعها مباحثات لإخراج الباقين.

وأضاف الحلبي للجزيرة نت أن مصادره تؤكد أن المخطوفين موجودون في منطقة تتعرض حاليا لقصف شديد من جيش النظام، وهو ما يستوجب تحركات من حزب الله وغيره لدفع النظام لوقف القصف حفاظا على سلامة المخطوفين، مشيرا إلى وجود نية لدى النظام السوري لتعقيد الأزمة أكثر ومنع التواصل مع المخطوفين عبر تركيز القصف على مناطق يتوقع وجودهم فيها، في محاولة لإشعال فتنة مذهبية.

مجموعة سلفية

من جانبه، قال الباحث والمحلل السياسي فادي شامية -العائد مؤخرا من تركيا للبحث في القضية- إن المعلومات التي توفرت لديه تفيد بأن قضية المخطوفين مرت بمرحلتين الأولى لدى مهربين، والثانية -وهي المرحلة الحالية-مجموعة ثورية ذات مرجعية سلفية.

وأوضح شامية للجزيرة نت أنه لا علاقة لـالجيش السوري الحر بالخاطفين، مؤكدا أن مجموعة يتزعمها شخص يطلق عليه “أبو عبد الرحمن” تعمل حاليا على صفقة لتبادل المخطوفين بمعتقلين لدى النظام السوري.

ولفت نقلا عن مراجع تركية أن جهودا إيرانية ولبنانية تبذل حاليا للتواصل مع الجهة الخاطفة منها عودة الجهود التي قام بها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، مشيرا لتأكد الجهة الخاطفة من وجود خمسة مخطوفين ينتمون لحزب الله.

واستبعد شامية تفريط الخاطفين بالمخطوفين “قتلا أو إيذاء”، مشيرا للمعاملة الإيجابية التي يلقونها، فضلا عن اعتبارهم بنظر الجهة الخاطفة “كنزا ثمينا” يمكن من خلاله الضغط على النظام السوري للإفراج عن معتقلين هامين.

وانتقد شامية ما وصفه بالتضخيم المبالغ فيه للقضية، وما يتردد عن دور عسكري ميداني لحزب الله على الأرض السورية، لافتا إلى أن قيادة الحزب استفادت من خطئها الأول في إدارة الأزمة، عندما خرج أمين عام الحزب حسن نصر الله لتهديد الخاطفين.

وكان محللون وسياسيون لبنانيون قالوا إن التصريحات الأخيرة لـحسن نصر الله بخصوص المخطوفين “لن تخدم إيجابيا قضيتهم”، فضلا عن أنها “افتقدت الحكمة المعهودة عن السيد نصر الله”.

يذكر أن نصر الله كان خيّر الخاطفين في سوريا بين حل المشكلة بالسلم أو الحرب، قائلا “أقول كلمة للخاطفين: إذا كانت لكم مشكلة معي فهناك الكثير من الوسائل والطرق لنحل هذه المشكلة، تريدون أن نحل بالحرب، نحل بالحرب، تريدون أن نحل بالسلم، بالسلم، تريدون أن نحل بالحب، نحل بالحب”.

مقتل 3 صحافيين بهجوم على قناة “الإخبارية” السورية

اتهام القنوات الرسمية بالتحريض على المتظاهرين

بيروت – محمد زيد مستو

أكدت مصادر رسمية في سوريا تعرض قناة “الإخبارية” التابعة للحكومة للهجوم في ساعات مبكرة من صباح اليوم، ما أدى إلى مقتل ثلاثة صحافيين وموظفين في القناة على الأقل.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) نقلا عن وزارة الإعلام، أن ثلاثة من الصحافيين والعاملين في القناة الإخبارية السورية قتلوا نتيجة ما وصفته الوكالة بـ”الهجوم الإرهابي الوحشي” الذي تعرضت له القناة.

وقالت مصادر رسمية أخرى أن ما اعتبرته “مجموعة إرهابية هاجمت مبنى قناة الإخبارية السورية وعاثت فيه فسادا وتخريبا”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وواصلت القناة التي تعمل في طور البث التجريبي للعام الثالث على التوالي بعد أنباء تعرضها للهجوم، بثها المعتاد الذي يعرض برامج مسجلة، وهو ما أكده التلفزيون الرسمي.

وجاء ذلك غداة حزمة عقوبات أوروبية جديدة على النظام السوري، تضمنت عقوبات على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بسوريا، التي تتهم بالتحريض على أعمال العنف التي تمارسها قوات النظام السوري، فيما كانت قناة الدنيا.

كما طالبت الجامعة العربية في ختام اجتماع وزاري في وقت سابق من الشهر الجاري، بوقف بث القنوات الحكومية السورية.

وذكر بيان تلاه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في ختام الاجتماع، أن “الوزراء طلبوا من إدارة الأقمار الصناعية عربسات ونايل سات وقف بث جميع القنوات الفضائية السورية الرسمية وغير الرسمية”.

مجازر قدسيا والهامة تكشف ماهية “الأحياء الموالية

أكثر من 100 قذيفة مدفعية وهاون سقطت على الحيين خلال 12 ساعة

بيروت – محمد زيد مستو

أظهر ارتكاب النظام السوري لمجزرتين، راح ضحيتهما أكثر من 30 قتيلا وعشرات الجرحى خلال ساعات قليلة في منطقتي الهامة وقدسيا اللتين كانتا محسوبتين على المناطق “الهادئة” بريف دمشق، مدى تسارع وتيرة الأحداث في البلاد وسط تخوف من مشاركة الأحياء الموالية للنظام، في المجازر بحق المدنيين، وردة فعل عنيفة تجاههم في المستقبل.

واستطاعت قوات الأمن والشبيحة من إحكام الحصار على هذه المناطق والشروع بقصفها من مختلف الأسلحة الثقيلة كالدبابات والهاون بالتزامن مع تمركز القناصة، من خلال مساندة الأحياء الموالية للرئيس السوري بشار الأسد التي كانت بمثابة حماية لتلك القوات، وانطلقت منها قذائف الهاون، فيما أطلق القناصة نيرانهم من داخل تلك الأحياء السكنية.

وقد أظهر اقتحام مدينة قدسيا والهامة بريف دمشق التي تبعد حوالي ثمانية كيلو مترات عن وسط العاصمة يوم أمس، مدى اقتراب الحصار الذي يتعرض له النظام من وسط العاصمة، وهو ما يفسر العدد المرتفع من القتلى مع تزايد وتيرة التصعيد العسكري.

ونزح معظم الأهالي من المنطقة بما في ذلك أكثر من ألف عائلة نازحة من حمص كانت تسكن في كل من الهامة وقدسيا بسبب الهدوء النسبي بهما.

ويترافق ذلك التصعيد مع الانتقام من المدنيين في الأحياء السكنية بالقصف العشوائي الذي قدر بأكثر من 100 قذيفة مدفعية وهاون سقطت على الهامة ونصف ذلك العدد على قدسيا المجاورة خلال أقل من 12 ساعة، ما أدى إلى مقتل وجرح العديد وأوقع خسائر في الممتلكات.

أحياء “مفتعلة”

وسببت مشاركة الأحياء الموالية للنظام والتي تحيط بالعديد من مدن وقرى ريف دمشق ودمشق العاصمة، احتقانا كبيرا بعد انطلاق الحملات العسكرية منها وجعلها مركزا للقصف وعمليات القنص ومشاركة أبناء تلك الأحياء كشبيحة، مما يبدي خشية من ردات فعل قاسية جدا بسبب العدد الكبير من القتلى وأنواع الجرائم المختلفة الذي خلفه الشبيحة الذين انطلقوا من تلك الأحياء.

فمدينة قدسيا والهامة اللتان تعتبران قرى قديمة، تحيط بهما أحياء سكن عشوائي يقطنها أغلبية موالية قدمت من المحافظات الساحلية أثناء فترة حكم حافظ الأسد بعد شغل أبنائها مناصب عسكرية ومدنية في العاصمة.

وسبب تواجدهم في تلك المناطق وتعديهم على جيرانهم حساسيات، سيما أن معظم تلك الأراضي تم السيطرة عليها من قبل الحكومة السورية وفقا لقانون “الاستملاك” دون دفع مقابل مادي لأصحابها، ومع ذلك فإن تلك الحساسيات كادت أن تزول، لولا اشتعال الثورة واصطفاف تلك الأحياء مع النظام الذي عمد إلى تسليح سكانها بمختلف الأسلحة بما فيها مدافع الهاون.

ويبدو أن تأسيس تلك الأحياء التي يسكن في قسم منها ضباط في الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد شقيق الرئيس السوري، كانت خطة قديمة للنظام في السيطرة على أحياء دمشق وريفها، سيما وأن بدايات حكم الأسد الأب شهدت توترات ومحاولات انقلاب عديدة باءت بالفشل.

الأسد يتحدث عن الأوضاع الاقتصادية ويتجاهل الأمنية

حمص تستغيث بالمنظمات الدولية ومجزرة في الهامة بريف دمشق

العربية.نت

ألقى الرئيس السوري بشار الأسد خلال أول اجتماع للحكومة الجديدة خطابا تحدث فيه عن الأوضاع الاقتصادية في سوريا دون التطرق للأمنية، وقال: “نريد علاقات جيدة مع كل دول العالم”.

وأضاف: “يجب إعطاء الأولوية للمناطق الأكثر فقرا في سوريا”. كما تحدث عن البطالة والأوضاع الاقتصادية في سوريا.

وفي السياق ذاته أدى اليوم أعضاء الحكومة السورية الجديدة برئاسة رياض حجاب اليمين الدستورية أمام الرئيس بشار الأسد.

وكان أعلن السبت الماضي عن تشكيل الحكومة الجديدة التي ضمت أربعة وثلاثين وزيرا، بينهم أعضاء من المعارضة السورية في الداخل لأول مرة، فيما احتفظ وزراء الدفاع والخارجية والمالية بمناصبهم.

اشتباكات في دمشق

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة دارت منذ فجر اليوم الثلاثاء في ضواحي دمشق حول مقار الحرس الجمهوري المكلف بحماية دمشق وريفها مما أسفر عن سقوط ستة قتلى على الأقل.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “اشتباكات عنيفة تدور في قدسيا والهامة في ريف دمشق حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم، على بعد نحو ثمانية كيلومترات من ساحة الأمويين في وسط العاصمة السورية”.

وأضاف عبد الرحمن “هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة إلى هذا الحد من قلب العاصمة، ما يدل على عنف الاشتباكات”.

بدورها أشارت شبكة شام الإخبارية إلى أن قوات النظام ارتكبت مجزرة جديدة في منطقة الهامة بريف دمشق أسفرت عن سقوط أربعة عشر قتيلا.

وينتشر عناصر الأمن بكثافة في دمشق، ولا سيما في الشوارع والأحياء التي توجد فيها مراكز أمنية ومبان حكومية، إضافة إلى المنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري.

وشهدت ضواحي دمشق وبعض أحيائها خلال الفترة الأخيرة تصعيدا في الاشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة ومعارضة، إلا أن معارك الثلاثاء هي الأعنف، بحسب مدير المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له.

ولفت إلى أن “هذه الاشتباكات هي الأعنف، وتختلف عما كان عليه الأمر في كفرسوسة والمزة بسبب استخدام القصف من القوات الحكومية على مسافات قريبة في ضواحي دمشق”.

كما أشار إلى “تفجير دبابة للقوات النظامية عند مدخل قدسيا”.

وأكد مدير المرصد أن “وصول الاشتباكات إلى دمر يعني انها اقتربت من قلب العاصمة دمشق”.

ولفت المرصد في بيان إلى أن القوات النظامية السورية ترافقها آليات عسكرية ثقيلة اقتحمت حي برزة في دمشق وسط إطلاق رصاص كثيف.

وسقط تسعة قتلى في أعمال عنف في مناطق أخرى في سوريا.

قصف على إدلب

في إدلب أعلن المرصد أن مدينة سراقب تتعرض للقصف من القوات النظامية السورية، وأن اكثر من عشرين قذيفة سقطت على المدينة خلال نصف ساعة.

كما تتعرض للقصف بلدات تقع على الطريق الدولي بين معرة النعمان وسراقب عبر المروحيات وراجمات الصواريخ.

وأدى انفجار سيارة مفخخة عند حاجز للقوات الأمنية عند مدخل منطقة خان شيخون التي تتعرض للقصف في إدلب، إلى مقتل أربعة عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد.

في مدينة دير الزور تتعرض أحياء عدة إلى القصف ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم طفلة.

كما يستمر القصف منذ أكثر من عشرين يوما على أحياء حمص القديمة وجورة الشياح وبابا عمرو وجوبر والسلطانية والحميدية وباب هود، وتدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي على أطراف حي بابا عمرو، بحسب ناشطين.

وأعلنت الهيئة العامة للثورة استمرار القصف على مدينة الرستن براجمات الصواريخ.

وفي مدينة حلب شنت قوات النظام حملة اعتقالات ترافقت مع إطلاق النار على المتظاهرين في حي صلاح الدين.

أما مدينة الحولة في ريف حمص فشهدت قصفا عنيفا نفذته المدفعية والدبابات.

وفي دير الزور شهدت المدينة اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام كما شهد دوار غسان عبود إطلاق نار كثيف.

نداء استغاثة

هذا ووجه أهالي حمص نداء استغاثة إلى المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، أشاروا فيه إلى تعرض المحافظة لحملة إبادة جماعية منذ عشرين يوماً. تتعرض فيها المدينة للقصف باستخدام أنواع الأسلحة كافة.

بدوره حذر العميد مصطفى الشيخ من الجيش السوري الحر من ارتكاب مجزرة كبيرة في مدينة حمص على يد قوات النظام السوري، وحمل البيان المجتمع الدولي مسؤولية ما يحصل في المدينة.

3 قتلى بهجوم على “الإخبارية” السورية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 3 من العاملين في مقر تلفزيون قناة الإخبارية السورية بدمشق، إثر هجوم نفذه عناصر من الجيش السوري الحر، وفقاً لما ذكره ناشطون ومصادر إعلامية سورية حكومية.

فقد قال الناطق باسم اتحاد شباب سوريا، سمير الشامي، في تصريح لقناة سكاي نيوز عربية الأربعاء إن عناصر من الجيش السوري الحر اقتحمت مبنى قناة الإخبارية السورية، الذي يبعد نحو 18 كيلومتراً عن دمشق، موضحاً أن الهجوم أسفر عن مقتل 3 صحفيين من العاملين في القناة.

وأضاف الشامي أن الهجوم على القناة جاء رداً على “ما يقوم به الإعلام السوري الموجه الذي يواظب على تلميع النظام وصورته”.

وأوضح أنه ليس لديه معلومات إضافية نظراً لأن القوات الحكومية قامت بإغلاق كامل لمحيط المنطقة.

تحميل الجامعة العربية المسؤولية

وتعليقا على الهجوم، اتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، من مقر قناة “الإخبارية” المجموعات المسلحة التي وصفها بـ”الإرهابية” بأنها ارتكبت “مجزرة هي الأسوأ بحق الصحافة وحرية الإعلام عندما أقدمت على إعدام الإعلاميين السوريين بدم بارد”.

وحمل الزعبي المسؤولية الكاملة عن الهجوم للذين “يحرضون على سوريا وعلى تصعيد الإرهاب بحق شعبها”.

وقال الزعبي، في تصريح نقلته الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية “هذه المجزرة لن تمر لكنها لن توقف قناة الإخبارية السورية عن البث ونضعها برسم الاتحاد الأوروبي والمنظمات العربية والدولية”، مضيفاً أن “من ارتكبوا هذه الجريمة نفذوا قرار مجلس جامعة الدول العربية بإسكات صوت سوريا”.

وحمل الزعبي، في تصريح نقله التلفزيون السوري، الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مسؤولية ما حدث، قائلا: “الجامعة العربية مسؤولة قانونياً وجنائياً عما حدث بعد قراراها وقف بث القناة على القمرين الصناعيين نايل سات وعربسات”.

وأكدت وكالة الأنباء السورية مقتل ثلاثة من العاملين في القناة في خبر عاجل لها الأربعاء، لكنها قالت إن “مجموعة إرهابية” نفذت الهجوم على مقر القناة، وأنها زرعت عبوات ناسفة داخل المبنى.

ونقلت رويترز عن التلفزيون الحكومي السوري قوله إن “إرهابيين” زرعوا مواد متفجرة في مقر قناة الإخبارية، بعد أن نهبوا ستوديوهات القناة الفضائية بما في ذلك غرفة الأخبار التي دمرت بالكامل.

على أن وسائل الإعلام السورية أكدت أن القناة “تواصل بثها” عقب الهجوم.

وقال المجلس الوطني للإعلام في سوريا إن “الاعتداء على الإخبارية السورية اعتداء على الحقيقة ودليل على تأثير الإعلام السوري وصدقه في نقل الحقيقية”.

113 قتيلا في سوريا

يأتي هذا التطور بعد ساعات قليلة على مقتل 113 شخصاً في سوريا بحسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا.

وأشارت اللجان إلى أن الثلاثاء انتهى بسقوط 113 قتيلاً، توزعوا على النحو التالي: 33 في ريف دمشق ومناطق الهامة وقدسيا ودوما، و16 في درعا، و24  في إدلب، و10 في دير الزور، و9 في حلب، و14 في حمص، و5 في حماة، و2 في العاصمة دمشق.

وعلى الصعيد ذاته، وثقت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان في تقريرها الأربعاء سقوط خمسة قتلى في محافظات مختلفة.

وقالت إن قتيلين سقطا في كل من دير الزور والحسكة، وقتل الخامس في حلب.

الأسد: سوريا تعيش حالة حرب حقيقية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده تعيش حالة “حرب حقيقية”، وأن كل سياسات بلاده يجب أن تكون موجهة من أجل الانتصار في تلك الحرب على حد قوله.

وقال الأسد في كلمة توجيهية أمام أعضاء الحكومة الجديدة: “نحن نعيش حالة حرب حقيقية بكل جوانبها، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، وعندما نكون في حالة حرب فكل سياساتنا وكل توجهاتنا وكل القطاعات تكون موجهة من أجل الانتصار في هذه الحرب”.

واعتبر الرئيس السوري أن الأولوية يجب أن تكون للمناطق الأكثر فقرا في البلاد، مشيرا إلى  ضرورة أن يكون مبدأ تكافوء الفرص من أولويات الحكومة.

وكان أعضاء الحكومة الجديدة أدوا، الثلاثاء، القسم الدستوري أمام الأسد برئاسة رياض حجاب الذي ينتمي إلى حزب البعث.

من جهته، قال نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل في حديث تلفزيوني “طالبنا بحكومة وحدة وطنية تضم المعارضة والأكثرية، ولم نستطع أن نصل إلى حكومة وحدة بسبب الظروف وكان رأينا أن تبدأ مسيرة حكومة الوحدة الوطنية بمن حضر”.

وأشار قدري الذي يصنف نفسه “كمعارض”: ” شاركنا بهذه الحكومة لسببين المصالحة الوطنية والقضايا الاجتماعية الاقتصادية التي تهم الشعب السوري”.

وتابع جميل: “ألا يمكن أن أكون معارضا للتدخل الخارجي وضد السياسات الاقتصادية التي خربت البلد؟”، مؤكدا “أننا معارضة ولكننا ضد استدعاء الخارج للتدخل في شؤون بلدنا”.

النفط الإيراني يتدفق نحو سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت بيانات ملاحية ومصادر بأن ثلاث ناقلات نفط إيرانية ابحرت صوب سوريا لأول مرة منذ إبريل، في علامة على نجاح دمشق في التفاوض على إمدادات جديدة من وقود الديزل التي هي في أشد الحاجة إليها.

ويستخدم وقود الديزل – ويطلق عليه أيضا زيت الكاز – في تشغيل المركبات الثقيلة ومنها الدبابات.

ورغم أن سوريا منتج للنفط إلا أنها تفتقر إلى وسائل إنتاج زيت الكاز وتعتمد على الواردات.

وتضرر الاقتصاد السوري جراء نقص الوقو، إذ أجبرت العقوبات الأوروبية المشددة الموردين على وقف الشحنات إلى سوريا في أواخرمارس. وقال مسؤولون سوريون الشهر الماضي إنهم يسعون إلى الحصول على إمدادات وقود من الجزائر وإيران.

ومن المنتظر أن تصل أول ناقلة، وتحمل اسم “الأمين”، إلى ميناء بانياس السوري في وقت لاحق الثلاثاء بينما تصل الناقلة الثانية “الفان” وتحمل شحنة من زيت الكاز في وقت لاحق هذا الأسبوع بحسب بيانات رصد السفن ومصادر ملاحية.

وتقوم المصافي السوريا بتكرير خام البلاد الخفيف لاستخراج منتجات خفيفة في معظمها مثل البنزين، ما يجعل البلاد في حاجة إلى وقود الديزل.

وأظهرت بيانات تتبع السفن أن الناقلة “الفان” عبرت قناة السويس المصرية الثلاثاء.

راسموسن يدين إسقاط الطائرة التركية ويتوقع من سورية عدم تكرار ما حدث

بروكسل ( 26 حزيران/ يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ناتو، أندرس فوغ راسوسن، عن إدانة سفراء الحلف الشديدة لحادثة إسقاط الطائرة التركية من قبل القوات السورية

وكان راسموسن يتحدث في أعقاب إجتماع عقده سفراء الحلف اليوم بناء على طلب تركي لمعاينة تداعيات الحادثة، مؤكداً صدور بيان يصف بـ ” غير المقبول والمدان” ما قامت به القوات السورية من عملية إسقاط الطائرة التركية في الأجواء الدولية

وأعرب راسموسن عن قناعته أن مثل ما حدث يعتبر مثالاً جديداً على قيام السلطات السورية بانتهاك كل المعايير الدولية، وأضاف ” ولكني مقتنع أن الأمر لن يتكرر وأن دمشق سوف تتخذ كل الإجراءات اللازمة لمنع وقوع مثل هذا الحادث مستقبلاً” وفق كلامه

وشدد على تصميم الحلف بالاستمرار في مراقبة الوضع عن كثب ومعاينة التطورات، مشيراً إلى شعور سفراء الحلف بالقلق الشديد مما يحدث

وجدد التأكيد على تمسك ناتو بأمن كل دوله، وأضاف ” إن أمن الحلف كل لا يتجزأ، ونحن نساند تركيا لأننا نعتبر أن ما حدث تهديد لأمنها بوصفها دولة عضو في الحلف” وفق تعبيره

وحول مجريات إجتماع السفراء، قال راسموسن أن المشاركين ناقشوا الأمر بموجب المادة الرابعة من معاهدة واشنطن، ولكن دون مناقشة المادة الخامسة

وأكد أن ما تم الاتفاق عليه هو مراقبة التطورات و متابعة النقاش والتشاور فيما لو حدث تهديد آخر للسيادة الوطنية أو لوحدة أراضي أي بلد عضو في ناتو، وأضاف ” في ذلك الحين ستتخذ الإجراءات الواجبة”، حسب رأيه

كما أعرب راسموسن عن قناعته أن الأمر غير مرشح لمزيد من التصعيد، وجدد التعبير عن تضامن كل أعضاء ناتو مع تركيا، وعن قبولهم التفسير التركي للحادث

وهذا ويأتي إجتماع ناتو موافقاً لتوقعات المراقبين الذي استبعدوا أن تلجأ تركيا إلى مزيد من التصعيد ضد سورية، وأن يكتفي الحلف بممارسة الضغط السياسي فقط، مشيرين إلى أن تركيا لا ترغب في التحرك وحدها تجاه سورية، في وقت تستبعد فيه كل الأطراف الدولية أي تدخل عسكري لحل الأزمة في هذا البلد

عنان يجري محادثات حول سوريا يوم السبت في جنيف

جنيف (رويترز) – قال جان ماري جيهينو نائب وسيط السلام الدولي كوفي عنان يوم الأربعاء إن عنان يعتزم عقد اجتماع رفيع المستوى بشأن سوريا يوم السبت القادم في جنيف وإنه يسعى للتوصل “لموقف مشترك بشأن النتائج المقترحة”.

وقال جيهينو أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف “على مر الأسابيع القليلة الماضية تركزت هذه الجهود على إنشاء مجموعة عمل بشأن سوريا ويعتزم المبعوث الخاص المشترك أن تنعقد في 30 يونيو في جنيف.”

وأضاف قائلا إن عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية يعمل مع دول ومع كافة الأطراف للمساعدة في التوصل لتسوية سلمية وشاملة لكن “الوقت ينفد”.

(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

لأمم المتحدة: حكومة سوريا تنتهك الحقوق على نطاق مثير للقلق

<p>سوريون يشيعون جنازة اشخاص يقول محتجون انهم قتلوا على يد قوات تابعة للرئيس السوري بشار الاسد في درعا يوم الثلاثاء – صورة لرويترز (تستخدم في اغراض التحرير فقط ويحظر بيعها للاستخدام في حملات الدعاية او التسويق

جنيف (رويترز) – قال محققو الأمم المتحدة يوم الأربعاء إن قوات الحكومة السورية ترتكب انتهاكات لحقوق الانسان بما في ذلك إعدامات في شتى انحاء البلاد “على نطاق مثير للقلق” خلال العمليات العسكرية على مدار الشهور الثلاثة الأخيرة.

وفي أحدث تقرير قال فريق المحققين الذي يرأسه باولو بينيرو إنه لم يتمكن من تحديد من نفذ مذبحة الحولة التي راح ضحيتها أكثر من مئة شخص إلا أن “قوات موالية للحكومة قد تكون المسؤولة عن سقوط الكثير من القتلى.”

وأضاف الفريق أن لديه أيضا تقارير عن سقوط قتلى على أيدي مجموعات معارضة مسلحة تستخدم بشكل متزايد عبوات ناسفة بدائية الصنع في الانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد.

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

المخابرات الأمريكية لا ترى شقوقا تذكر في الدائرة المحيطة ببشار

واشنطن (رويترز) – قال مسؤولو مخابرات أمريكيون إنه على الرغم من انشقاق بعض العسكريين في سوريا فإن الدائرة المقربة من الرئيس بشار الأسد ما زالت متماسكة ورجحوا أن تتحول الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهرا لصراع طويل.

ويقضي هذا التقييم فيما يبدو على أي أمل أمريكي في سقوط نظام الأسد قريبا من تلقاء نفسه. ورفضت إدارة أوباما التدخل العسكري في سوريا متعللة بالافتقار للمساندة الدولية والانقسامات الطائفية في البلاد.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض يوم الثلاثاء إن الأسد “يفقد شيئا فشيئا تماسك قبضته على بلده. والعملية -بسبب رفضه التنحي- مروعة وكان لها أثر بالغ على الشعب السوري.”

لكن أجهزة المخابرات الأمريكية التي تترقب عن كثب أي شقوق في الدائرة المحيطة بالأسد لا ترى أيا منها حتى الآن.

وقال مسؤول مخابرات طلب عدم نشر اسمه إن الدائرة المقربة من الأسد والدائرة التي تليها “ما زالت صامدة بصورة كبيرة في دعم النظام والأسد.”

وقال الأسد أمس إن سوريا “في حالة حرب” وإن الغرب يأخذ ولا يعطي أبدا.

وعلى الرغم من تدهور الأوضاع في سوريا فليس هناك مؤشر حتى الآن على رغبة في التدخل الغربي على غرار ما قام به حلف شمال الأطلسي في ليبيا للإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي العام الماضي. ووصف الحلف أمس إسقاط القوات السورية لطائرة حربية تركية في الأسبوع الماضي بأنه “غير مقبول” لكنه لم يصل إلى حد التهديد بالرد.

وقال مسؤولو مخابرات أمريكيون إن الانشقاقات عن قوات الأسد تحدث أساسا بين “المستويات الصغيرة والمتوسطة” وشملت عددا محدودا نسبيا من الضباط. ولم يقدم المسؤولون أرقاما بعينها.

وقال مسؤولون أمريكيون إن قوات الأسد تخوض معارك كر وفر مع مقاتلي المعارضة توجه خلالها القوات الحكومية ضربة شديدة وبعدها يغير مقاتلو المعارضة من أساليبهم ويكتسبون زخما ثم يعقب ذلك تكثيف الجيش السوري لهجماته مرة أخرى.

وقال مسؤول بالمخابرات “تقييمنا العام فيما يتعلق بالقتال هو أننا ما زلنا نرى قوات النظام متماسكة نوعا ما.. إنها تعلمت بعض الدروس على مدى السنة ونصف السنة الماضية حول كيفية التعامل مع هذا النوع من التمرد.”

كما قال المسؤول إن عمليات مقاتلي المعارضة تزيد قوة مما يمهد الطريق لصراع ممتد.

ومضى يقول “الطرفان يتأهبان فيما يبدو لصراع طويل. نرى أن النظام ما زال يعتقد أن بإمكانه الانتصار في النهاية أو على الأقل يبدو مصرا على محاولة السيطرة وتتأهب المعارضة في الوقت ذاته فيما يبدو لمعركة طويلة.”

وذكر مسؤولو المخابرات أن روسيا قدمت للقوات السورية أنظمة دفاع جوي متقدمة إلى جانب طائرات هليكوبتر هجومية كما أن إيران وحزب الله قدما لها مساعدات قتالية وغير قتالية مثل الأسلحة الصغيرة ومعدات الاتصالات وأدوات مكافحة الشغب.

وتعتبر المخابرات الأمريكية حكومة الأسد في مرحلة الانحدار.

وقال مسؤول مخابرات “من الصعب جدا على النظام أن يقمع المعارضة بشكل كامل وأعتقد حقا أن الاتجاه العام للنظام هو الانحدار.”

وأضاف المسؤول أنه كلما طالت فترة العنف كلما زاد احتمال نشوب حرب أهلية مماثلة لما شهده العراق خلال الفترة من 2005 إلى 2007 وفي هذا السيناريو فإن سيطرة الأسد ستقتصر على حكومة تفتقر للسلطة أو على جزء من سوريا بعد فقد السيطرة على أجزاء أخرى من البلاد.

وتابع قائلا إن من السيناريوهات الأخرى أن يرى بعض النخبة من السنة وبعض العلويين أن حل هذه الأزمة يكمن في “قتل الأسد أو تنحيته” ومحاولة التوصل إلى شكل من أشكال نقل السلطة.

وهناك سيناريو آخر وهو أن يواصل العلويون القتال بضراوة وتتقلص أعدادهم بمرور الوقت مما يؤدي إلى انهيار حكومة الأسد وإحداث اضطرابات دون وجود أي جهة تسيطر سيطرة كاملة على البلاد.

وقال مسؤول المخابرات “يوجد قطعا عدد من النتائج هنا أعتقد أنها ممكنة وفي الوقت الحالي لن يمكنني تغليب إحداها على الأخرى.”

من تبسم زكريا

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

اطبع هذا الموضوع | اغلق هذه النافذة

لافروف سيحضر اجتماعا بشان سوريا في جنيف

الامم المتحدة (رويترز) – قال المبعوث الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين يوم الثلاثاء إن وزير خارجية بلاده سيرجي لافروف سيحضر اجتماعا بشأن الصراع المتصاعد في سوريا رتب له الوسيط الدولي كوفي عنان في جنيف في مطلع الاسبوع.

وقال تشوركين للصحفيين قبيل اجتماع مغلق لمجلس الامن الدولي بشأن سوريا “سيرجي لافروف قبل رسميا الدعوة للمجيء الى الاجتماع في جنيف يوم السبت 30 من يونيو.” واضاف “نعلق اهمية كبيرة على هذا الاجتماع.”

وقال مسؤولون أمريكيون يصحبون وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي توجهت إلى فنلندا يوم الثلاثاء في بداية جولة في ثلاث دول ستلتقي خلالها مع لافروف في سان بطرسبرج يوم الجمعة إنه لم يتخذ قرار بعد بشأن حضورها.

وقال مسوؤل أمريكي رفيع للصحفيين على متن الطائرة التي تقل كلينتون “النقطة الشائكة هي اتفاق واضح على ضرورة أن يجري انتقال للسلطة السياسية.” وكرر معارضة الولايات المتحدة لاقتراح عنان اشراك ايران في اي محادثات من هذا القبيل.

وقال المسؤول “لا نرى ان ايران كانت لاعبا مثمرا في هذه القضية. ولم يتغير شيء في هذا الوضع.”

واطلع ناصر القدوة نائب عنان مجلس الامن المكون من 15 عضوا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة على محاولات الوسيط الدولي لمنع الانهيار التام لخطته للسلام المكونة من ست نقاط.

وقال دبلوماسيون انه ليس من الواضح تماما ما اذا كان اجتماع الاعضاء الخمسة الدائمي العضوية بمجلس الامن والاطراف الاقليمية الرئيسية سيعقد في موعده المقرر يوم السبت. ويقول عنان انه ينبغي لايران ان تحضر لكن دبلوماسيين يقولون ان الولايات المتحدة والسعودية ودولا اخرى لا تحبذ هذه الفكرة.

وقال بعض الدبلوماسيين الغربيين انه لا يوجد اتفاق بشأن الفائدة المرجوة من الاجتماع. لكن تشوركين اوضح ان موسكو تتوقع ان يمضي اجتماع السبت قدما.

واضاف “آمل ان يحضر ايضا مشاركون آخرون من المقرر ان يحضروا. نأمل ان يوفر (الاجتماع) قوة دافعة قوية للجهود السياسية من اجل انهاء الصراع.”

وفشلت حتى الآن محاولات عنان لحمل المعارضة والحكومة على بدء حوار يستهدف انهاء الصراع الذي مضى عليه 16 شهرا. ويقول عنان ان “مجموعة اتصال” من الدول الاعضاء الدائمة العضوية بمجلس الامن والقوى الاقليمية يمكن ان تضغط على الحكومة السورية والمعارضة لبدء مفاوضات سياسية.

وابلغ دبلوماسي داخل المجلس رويترز ان القدوة قال “انه من الضروري ان توافق الدول صاحبة النفوذ على مبادئ ومعايير لدعم انتقال سياسي بقيادة سورية.”

واضاف ان القدوة قال انه يلزم قبل المضي قدما في الاجتماع المقرر يوم 30 من يونيو حزيران “الاتفاق على المبادئ ونطاق المشاركة” وهو ما قد يكون اشارة الى احتمال مشاركة ايران.

وقال مبعوثون انه لا يوجد حتى الان اتفاق من هذا القبيل بين الاعضاء الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الامن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين.

وقال المسؤول الأمريكي متحدثا الى الصحفين المرافقين لكلينتون انه لا تزال توجد عقبات ينبغي التغلب عليها قائلا ان الاجتماع يتطلب اتفاقا واضحا على انه يجب على الرئيس بشار الاسد افساح الطريق امام انتقال سياسي.

وقال المسوؤل “اذا استطاع كوفي عنان الحصول على على موافقة المشاركين المقترحين على مثل هذه الخطة للانتقال السياسي فسيعقد الاجتماع. ولكن هذا ما يجب أن نصل إليه قبل المضي الى عقد اي اجتماع. فلا جدوى من مجرد الاجتماع للاجتماع.”

(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية)

من ميشيل نيكوس ولويس شاربونو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى