هل اللاذقية عاصمته المفضلة؟!
راجح الخوري
كنا نظن ان مهمة كوفي انان انتهت وان “الفيتو” الروسي – الصيني الثالث لم يكن اكثر من اعلان متكرر لوفاتها، لكن “لجنة المتابعة العربية” التي اجتمعت يوم الاحد في الدوحة وجدت له وظيفة جديدة، عندما دعت الى تحويل مهمته من السعي الى وقف العنف وتحقيق المصالحة السورية الى البحث في انتقال السلطة من الاسد!
اذاً يمكن القول ان انان كان وسيطاً وقد يصبح وكيلاً لحصر الارث السياسي في سوريا بعد مسلسل الدماء والمآسي الذي قد لا ينتهي غداً. ومن الواضح ان “بريد” الرئيس السوري سيزدحم اكثر من ذي قبل بالدعوات الى خروجه من السلطة الى اقامة آمنة له ولبطانته، ولعل الاكثر اثارة هنا ان روسيا، نعم روسيا، تسابق “لجنة المتابعة العربية” في الدعوة الى خروجه من السلطة وتختار لهذا اسلوباً إلتوائياً يمهّد لانقلاب تراجيدي في موقفها المؤيد له، والذي يعتبره السوريون صراحة شريكاً في سفك دمائهم.
قبل اسابيع دعت هذه الزاوية الى قطع العلاقات الديبلوماسية العربية مع موسكو، وقد افادت تقارير ديبلوماسية رفيعة ان موسكو تلقت اشارات من عواصم عربية واسلامية عدة، الى أن الاستمرار في حماية نظام الاسد سيرتد سلباً على علاقاتها ومصالحها العربية والاسلامية. ولم يكن مفاجئاً ان يعلن السفير الروسي في باريس الكسندر اورلوف يوم الجمعة الماضي، مباشرة بعد تفجير دمشق: “ان الرئيس السوري ينوي التنحي بطريقة حضارية”، وهو ما سارعت دمشق وموسكو يومها الى نفيه.
لكن السفراء الروس العاملين تحت رقابة صارمة
ومقطبة مثل وجه سيرغي لافروف، لا يقعون في التسرع والاخطاء، ولهذا عندما كرر اورلوف نفسه تصريحه يوم الاحد عن تنحي الاسد، تأكد فعلاً ان الروس شرعوا في النزول خطوة عن شجرة الاسد ( كما عنونت هذه الزاوية)، بعدما تأكدوا انها لن تصمد طويلاً امام ثورة الشعب المقموع بالقذائف والاسلحة الروسية تحديداً، وانهم ليسوا مضطرين الى المضي في ما سبق لواشنطن ان ابلغته الى العرب قبل اشهر: “دعوا الروس يشنقون انفسهم بحبال الاسد”.
كلام اورلوف هو مجرد فتح نافذة روسية جانبية اقل حرجاً من كلام يأتي مباشرة من موسكو، بعد كل هذا الانحياز الاحمق ضد الشعب السوري، لكنها ليست النافذة الوحيدة بعد اعلان اللجنة العربية من دبي، ودزينة سابقة من “الدعوات” لاستضافة الاسد الذي يرى الكثيرون انه يفضل الانتقال الى “عاصمة” جديدة هي اللاذقية!
النهار