أحداث الثلاثاء، 11 أيلول، 2012
الإبراهيمي يتوجه إلى سورية خلال أيام واجتماع «رباعي» في القاهرة بحضور إيران
القاهرة – محمد الشاذلي وجيهان الحسيني
قال الموفد الدولي والعربي الخاص إلى سورية الأخضر الابراهيمي في القاهرة أمس انه يواجه «مهمة صعبة جداً» في سورية التي يستعد لزيارتها في اطار جهوده للحل في ذلك البلد. في موازاة ذلك، أكد الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية ان اجتماعاً رباعياً على مستوى كبار مسؤولي مصر وايران وتركيا والسعودية سيعقد الاثنين في القاهرة لبحث الازمة السورية. وأعلنت إيران مشاركتها في اول اجتماع لمجموعة الاتصال الرباعية، كما نقلت قناة العالم الايرانية الناطقة بالعربية عن مسؤولين ايرانيين.
وقالت القناة الحكومية ان «نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان توجه الى القاهرة للمشاركة في الاجتماع الرباعي. وأضافت نقلاً عن الناطق باسم الحكومة رامين مهمانبرست ان «مشاركة ايران في هذا الاجتماع تندرج في اطار الجهود لحل الازمة السورية وهو سيتيح ايضاً الاستماع الى المواقف المصرية».
وأكد الناطق الحكومي ان «ايران ستغتنم هذه المناسبة لشرح مواقفها بما فيها رغبتها بتوسيع هذه المجموعة لتضم دولاً اخرى». ولم يعط مهمانبرست توضيحات اضافية بحسب «العالم» لكن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بوروجردي صرح للقناة نفسها ان بلاده تأمل توسيع «مجموعة الاتصال» بحيث تضم خصوصاً العراق. وأوضح ان اقتراح ايران يهدف الى «اعادة التوازن الى هذه المجموعة» التي تعد ايران الدولة الوحيدة فيها التي تدافع عن موقف النظام السوري.
من ناحيته، قال الابراهيمي للصحافيين بعد محادثات مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي «ادرك تمام الادراك بأن المهمة صعبة جداً، الا انني رأيت ان من حقي ان احاول قدر المستطاع ان اقدم مساعدة للشعب السوري». وقال «انني في خدمة الشعب السوري وحده».
وأضاف انه سيذهب الى دمشق خلال «الايام القليلة المقبلة للقاء المسؤولين هناك وعدد من مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين»، معبراً عن امله في لقاء الرئيس السوري بشار الاسد خلال الزيارة قائلاً «آمل ولكن لا اعرف».
كما حذر الإبراهيمي من «إن سورية في خطر، ويجب إنهاء أزمتها في أقرب وقت، والتدخل لحلها سريعاً». وكان الابراهيمي يتحدث للصحافيين عقب لقائه الرئيس المصري محمد مرسي. وأضاف: «تحدثنا مع الرئيس مرسي في الشأن السوري ومعاناة السوريين في هذه الظروف الصعبة … وضرورة أن يتوقف حمام الدم في سورية، وأن تتم استعادة الاستقرار والطمأنينة بما يحقق ما يتطلع الشعب السوري إليه في كل المجالات السياسية وغيرها». وتابع: «أطلعت الرئيس مرسي على استعدادات زيارتي لدمشق بعد أيام ولقاءاتي المرتقبة مع المعارضة السورية والمسؤولين هناك لعرض الموقف على مجلس الأمن مرة أخرى».
وقال الإبراهيمي: «إن دول الجوار السوري التي تأثرت بالأوضاع في سورية تدرك أن هذه الاوضاع لا يمكن أن تستمر». لافتاً إلى أنه رغم خطورة الوضع وصعوبة المشكلة في سورية إلا أن الحل ليس مستحيلاً، وأن الهدف من كل الجهود الدولية المبذولة هو إنقاذ الشعب السوري ووضع حدٍّ لسفك الدماء هناك.
وأعلن نائب الامين العام للجامعة السفير احمد بن حلي ان اجتماعاً ثلاثياً يعقد غداً الاربعاء يضم وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم والابراهيمي والعربي في مقر الجامعة لبحث الاوضاع السورية والتحرك الذي سيقوم به الابراهيمي في الايام المقبلة.
وكان العربي جدد التأييد لمهمة الإبراهيمي، وقال عقب اجتماعه معه أمس بمقر الجامعة إنه أعرب له عن تقديره وشكره الجزيل على قبول «المهمة التي نعرف جميعاً انها ليست سهلة بل شبه مستحيلة». وأوضح العربي أن المهمة الآن هي إيجاد مخرج لما يدور في سورية، مشدداً على أن الحالة تتحول من سيء إلى أسوأ.
وقال العربي إن مهمة الإبراهيمي صعبة ولكن الظروف متغيرة، وهو لديه أفكار للاتصال بالاطراف وايجاد منحى جديد يؤدي إلى تحقيق الاهداف المرجوة. وكشف عن انه يعتزم اقامة مكتب برئاسة شخصية دولية لها كفاءة (الديبلوماسي المغربي الأصل مختار لماني) في دمشق بصفة دائمة بحيث يستطيع ان يجري اتصالات مع كل أطراف الأزمة.
من جهة أخرى قال السفير التركي في مصر حسين عوني إن بلاده تأمل في نجاح مهمة الإبراهيمي ومستعدة لتقديم كل ما يحتاج إليه لنجاح مهمته بالتنسيق مع مصر والدول المعنية في المنطقة. وأعلن عقب لقائه أمس مع العربي في مقر الجامعة عن دعم وتأييد بلاده للمبادرة التي تقدم بها الرئيس المصري لعمل المجموعة الرباعية.
إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن اجتماع مساعدي وزراء خارجية تركيا، إيران، السعودية ومصر (أطراف المبادرة الرباعية) بالقاهرة أمس تناول وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في سورية. وأفادت الخارجية – في بيان- بأن هذا الاجتماع يأتي تفعيلاً للمبادرة التي أطلقها الرئيس مرسي بشأن الأزمة السورية والهادفة لمواجهة تدهور الأوضاع في سورية، ووضع حد لمعاناة الشعب السورى، وإيقاف نزيف الدم من خلال إطلاق عملية سياسية تهدف لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والانتقال لمجتمع ديموقراطي تعددي.
وصرح رئيس مكتب رعاية المصالح الايرانية في القاهرة السفير مجتبي اماني بأن نائب وزير الخارجية الايراني حسين أمير ترأس وفد الجمهورية الايرانية في اجتماع لجنة الاتصال الرباعية الخاصة بالازمة السورية والذي شرح الموقف الإيراني من الازمة. ولم تشارك الجامعة في الاجتماع الرباعي وأوضح مصدر ديبلوماسي عربي بأنه لا علاقة لمبادرة الابراهيمي بما هو مطروح في الاجتماع الرباعي.
الجيش اللبناني يحرر السوريين الأربعة المخطوفين لدى آل المقداد
تمكن الجيش اللبناني من تحرير السوريين الاربعة الذين كانوا خطفوا على يد آل المقداد.
من جهة ثانية، اعلن ماهر المقداد “أن الجيش اللبناني داهم في خلال الليلة الماضية أماكن عدة لآل المقداد في حي السلم ، الغبيري، حارة حريك، والرويس وفي إحدى المداهمات أطلق الجيش النار وأصيب في الطلق النار التركي المخطوف وحمله عناصر من آل المقداد وهربوا به، تاركين السوريين الاربعة. وعلى الفور، حضرت دورية من الجيش واخذت المخطوفين السوريين” وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام
معلومات عن اجتماع طلاس وحجاب وضباط منشقين في الأردن
القاهرة – محمد الشاذلي؛ عمان – تامر الصمادي؛ عمان، بيروت، دمشق، باريس، انقرة – رويترز، ا ف ب، ا ب
تتسابق الديبلوماسية، على جبهات عدة، وعمليات القتل في سورية، في وقت لا تبدو الأزمة على وشك الأنتهاء مع مواصلة التصعيد العسكري الى حد التجويع والسحل وفقء العيون، وتصفية الاسرى. وسُربت معلومات عن اجتماعات عقدت في الاردن بين العميد السوري المنشق فراس طلاس وكبار الضباط السوريين المنشقين لاقرار استراتيجية لـ»الجيش السوري الحر» قد تكون استعداداً لعمليات نوعية ضد النظام ومستودعات «الاسلحة الحساسة» والصواريخ.
وكانت معلومات سُربت عن وصول طلاس الى عمان واجتماعه مع رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب وبعض كبار العسكريين السوريين الذين لجأوا الى عمان، في ما ذكر انه محاولة لـ»ترتيب البيت الداخلي للمعارضة السورية»، لكن الناطق باسم الحكومة الأردنية الوزير سميح المعايطة، قال «إن اجتماعات المعارضة السورية في عمان، داخلية غير رسمية. ولا تعني تبني المملكة لها سياسيا».
وقالت مصادر في المعارضة السورية لـ»الحياة»، إن طلاس توجه في اليوم التالي لوصوله الى الاردن، وفي زيارته التي استغرقت يومين، إلى معسكر الجنود المنشقين في مدينة المفرق الحدودية، حيث التقى كبار الضباط المنشقين. وتركز اللقاء على البحث في الأوضاع الميدانية والعسكرية التي تعيشها المعارضة المسلحة في سورية.
وشددت المصادر على إن عدداً من قادة المعارضة السورية قدموا إلى عمان الأسبوع الماضي بتنسيق مسبق مع السلطات الأردنية، للمشاركة في اجتماعات يقودها حجاب في أحد فنادق عمان، وبحضور قادة عسكريين يمثلون مختلف الألوية المنبثقة عن «الجيش السوري الحر».
وكان العميد طلاس، أكد أمس لقناة «بي اف ام» الاخبارية الفرنسية ان اجهزة الاستخبارات الفرنسية تولت اخراجه من سورية و»انا اشكرها».
وفي القاهرة، اجرى الممثل الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي محادثات مع الامين العام للجامعة نبيل العربي والرئيس المصري محمد مرسي للبحث في تطورات الأزمة السورية.
وقال الابراهيمي انه يواجه «مهمة صعبة جداً» في سورية واكد ان زيارته اليها ستتم خلال ايام، وبعدما يعقد غداً لقاء ثلاثياً مع العربي ورئيس اللجنة العربية المكلفة الملف السوري رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم.
وحذر الابراهيمي من «إن سورية في خطر، ويجب إنهاء أزمتها في أقرب وقت، والتدخل لحلها سريعاً». وأعلن انه سيحاول فتح مكتب دائم في دمشق يرأسه الديبلوماسي المغربي الأصل مختار لماني، بحيث يستطيع ان يجري اتصالات مع كل أطراف الأزمة.
وعن الجانب المصري أكد الناطق الرسمي باسم الخارجية ان اجتماعاً رباعياً على مستوى عال بين مسؤولين كبار في مصر وايران وتركيا والسعودية سيُعقد الاثنين المقبل في القاهرة للبحث في الازمة. وسارعت إيران الى تأكيد مشاركتها في الاجتماع الاول لـ»مجموعة الاتصال الرباعية». وقال الناطق باسم الحكومة رامين مهمانبرست ان «ايران ستغتنم المناسبة لشرح مواقفها بما فيها رغبتها بتوسيع هذه المجموعة لتضم دولاً اخرى» مثل العراق.
وفي جنيف، قال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في افتتاح الدورة 21 لمجلس حقوق الانسان: «علينا ان نضمن ان يُحاكم اي شخص، من كلا الطرفين، ارتكب جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية او انتهاكات اخرى للحقوق العالمية للانسان او للقانون الدولي الانساني».
وعبر عن قلقه ايضاً من «القصف الجوي للمدنيين من قبل قوات الحكومة السورية ومن زيادة التوترات الطائفية وتدهور الوضع الانساني ومن اختيار الطرفين القوة بدلاً من الحوار للحل». ودعا بان المجلس الى «التيقظ في شان سورية بما في ذلك بشان المحاسبة» على الجرائم.
وبدورها دعت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي الى اجراء تحقيق فوري في مقتل نحو 500 شخص في منطقة داريا السورية. وقالت: «انني اشعر بصدمة كبيرة من الانباء عن المذبحة في داريا، وادعو الى اجراء تحقيق فوري ودقيق في ما حدث».
وفي وقت شدد النظام حملته على حلب والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، تحاول قوات النخبة في الجيش قطع خطوط امدادات «الجيش السوري الحر» الى تركيا. ويستميت المقاتلون المعارضون في التشبث بمكاسبهم ومنع السلطة من تحقيق نصر على رغم استخدامها الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة وغيرها من الاسلحة التقليدية او غير المجربة سابقاً في حرب المدن.
وفي الجانب العسكري للأزمة السورية ومع اشتداد حملة النظام لاسترداد حلب، افاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن بان «20 عنصرا من القوات النظامية السورية اعدموا على ايدي مقاتلين من الكتائب الثائرة في حلب».
وذكر ان المقاتلين خطفوا العسكريين من ثكنة الجيش السوري في هنانو خلال محاولتهم اقتحامها الاسبوع الماضي، مشيرا الى ان عملية الاعدام وقعت بين يومي الجمعة والسبت.
وقال ناشطون وشهود إن الجيش السوري واصل غاراته الجوية على احياء عدة في حلب لا تزال تخضع لسيطرة المعارضة. وتحدث ناشطون عن استهداف «تجمع أنصار الإسلام» في «الجيش السوري الحر» لمقريْن عسكريين، هما كتيبة الدفاع الجوي في عدرا في ريف دمشق ومقر الأمن العسكري في البوكمال في دير الزور، وذلك في عمليتين وصفهما الناشطون بأنهما «نوعيتان» أدتا إلى مقتل وإصابة العشرات من القوات النظامية.
وقال معارضون والسلطات السورية إن قنبلتين انفجرتا بشكل متزامن قرب مجمعين آخرين تابعين للجيش السوري في حلب ما اسفر عن مقتل واصابة عشرات الجنود النظاميين. وقال نشطاء وسكان في حلب ان القنبلتين استهدفتا ثكنات موقتة ومقر الشرطة العسكرية في حيين مغلقين بوسط المدينة. فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان انفجاراً وقع قرب مستشفى ومدرسة في حي الملعب البلدي أدى الى مقتل 17 شخصاً واصابة 40 اخرين. وقال سكان إن المدرسة والملعب كانا يستخدمان في ايواء الجنود النظاميين.
وقالت امرأة تعيش قرب المنطقة ان عدد الضحايا «يبدو انه اكثر من 100» مستنتجة هذا من عدد سيارات الاسعاف التي تنقل الجرحى والقتلى من المنطقة.
وقالت كتبية تابعة لـ «الجيش الحر» في بيان انها نفذت هجوماً على حي الملعب البلدي وقتلت واصابت 200 جندي. واضافت ان القنبلتين زرعتا داخل المبنيين بتعاون من جانب شخص داعم للمعارضة من القوات الحكومية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن خمسة مدنيين على الاقل بينهم امرأة وناشط قتلوا خلال الغارات الجوية التي استهدفت احياء المرجة والصاخور وهنانو وطريق الباب والشيخ خضر في حلب.
واكد مدير المرصد ان «عدداً من المباني انهارت والكتاب المقاتلة الثائرة تستخدم بطاريات مضادة للطيران» لمحاولة صد الغارات.
الإبرهيمي إلى سوريا “خلال أيام” ويلتقي الأسد
اجتماع أول لمجموعة الاتصال بمشاركة إيران
نيويورك – “النهار”
العواصم – الوكالات:
تسارعت أمس المبادرات الديبلوماسية الرامية الى وقف أعمال العنف في سوريا، وبدء عملية سياسية تنهي أكثر من 18 شهراً من الاقتتال، فالتقى في القاهرة ديبلوماسيون من تركيا والسعودية وايران ومصر، في اجتماع أول للدول الاقليمية الاربع الكبيرة يندرج في اطار تفعيل المبادرة الرباعية التي أطلقها الرئيس المصري محمد مرسي لسوريا. وفيما يستبعد أن تتفق هذه الدول على خطوات ملموسة نظراً الى تباعد المواقف، وخصوصاً بين طهران من جهة وأنقرة والرياض والقاهرة من جهة أخرى، اقترحت موسكو على شركائها الغربيين تنظيم مؤتمر يضم “كل اطراف النزاع” في سوريا، “على غرار المؤتمر الذي أنهى الحرب اللبنانية”.
وتزامن لقاء “مجموعة الاتصال” مع اجتماعات يعقدها في العاصمة المصرية أيضاً الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي الذي أقر مجددا بأن مهمته صعبة وأعلن عزمه على زيارة سوريا “في غضون أيام”.وعندما سئل هل يلتقي الرئيس السوري، أجاب: “أملي في ذلك لكن معرفش”.
الاسد حدد موعدا
وعلمت “النهار” من مصدر دولي واسع الإطلاع أن السلطات السورية أبلغت الابرهيمي أن موعداً قد حدد له للإجتماع مع الأسد هذا الأسبوع.
ولم يشأ المصدر كشف الموعد “لأسباب أمنية صرفة”. بيد أنه أوضح أن الابرهيمي “سيجتمع أيضاً مع عدد آخر من المسؤولين السوريين”، فضلاً عن ممثلين للمعارضة في الداخل. واستبعد أن يقوم الممثل الخاص المشترك بزيارة لطهران في اطار هذه الرحلة، متوقعاً أن تحصل بعد دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، التي سيكون الابرهيمي خلالها في نيويورك.
كذلك، أكد الناطق باسم الممثل الخاص المشترك أحمد فوزي أن الابرهيمي سيلتقي الاسد “بعد ايام قليلة”. وأفاد أن الإجتماع مع الرئيس محمد مرسي “كان ممتازاً وصريحاً وشاملاً كل جوانب الأزمة السورية”، وأن مرسي أطلع الابرهيمي على مبادرته انشاء الرباعية … وأهدافها. وأضاف أن “مجرد اجتماع السعوديين والايرانيين الى طاولة واحدة مهم للغاية لأن هاتين الدولتين تملكان مفاتيح رئيسية للأزمة السورية، والدول الأربع تمثل قوة هائلة لديها نفوذ ومصالح في سوريا”. وأكد أن الابرهيمي “ينظر بايجابية الى هذه المبادرة ويضعها في اطار صندوق عدته في محاولته ايجاد حل سلمي للأزمة السورية”.
لجنة الاتصال
وصرح وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو بأن اجتماع الدول الاربع الذي يعقد في إطار المبادرة المصرية يحضره مسؤولون كبار من وزارات الخارجية للإعداد لمحادثات على مستوى وزراء الخارجية تجرى في القاهرة في “الأيام المقبلة”.
وكانت وزارة الخارجية المصرية أفادت في بيان أن القاهرة ستسعى في الاجتماع الذي انعقد في ناد تابع لوزارة الخارجية في العاصمة المصرية إلى التوافق على نقاط عدة، بينها وقف العنف وضمان وحدة سوريا وسلامة أراضيها ورفض أي تدخل عسكري خارجي فيها وبدء عملية سياسية لتحقيق “تطلعات الشعب في الديموقراطية والحرية والكرامة وفي نظام سياسي ديموقراطي وتعددي… إضافة الى مساندة الجهود العربية والدولية المختلفة الهادفة الى معالجة الأزمة، بما في ذلك مهمة الإبرهيمي”.
ومثَّل سفير تركيا السابق في سوريا عمر أونهون بلاده في الاجتماع، ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط “أ ش أ” المصرية عن رئيس قسم رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة أن نائب وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان يمثل إيران.
وسئل عمرو عن سبب عدم دعوة مصر إلى عزل الرئيس السوري بشار الأسد، فأجاب: “إننا في مرحلة مبكرة حاليا والثوابت موجودة (في بيان وزارة الخارجية)، وما نريده الآن هو وضع حد لسفك دماء الشعب السوري”.
لكن المحللين لا يرون فرصة لتوصل الدول الاربع الى اي اتفاق جوهري. ورجح بعضهم أن يكون هدف المبادرة التي طرحها مرسي هو إعادة مصر إلى محور النشاط السياسي في المنطقة.
الرباعية الى سداسية؟
ونسبت وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للأنباء “إرنا” إلى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن أعضاء الرباعية يجب أن يزيدوا إلى ستة، مقترحا ضم العراق. ولم يحدد الدولة السادسة.
وقال: “نتفق من ناحية المبدأ مع هذا المقترح (لمرسي)، لكن إيران قدمت اقتراحات إضافية وطلبت ضم دولتين أخريين… حضور العراق… باعتبارها دولة مهمة ومؤثرة في المنطقة يمكن أن تضطلع بدور مهم في حل الأزمة السورية”.
وفي واشنطن، شككت وزارة الخارجية الاميركية في جدوى مجموعة الاتصال.
وصرحت الناطقة باسمها فيكتوريا نيولاند بأن واشنطن لا ترى أنه في امكان ايران الاضطلاع بدور مساعد في سوريا.
روسيا
وفي باريس، أبلغ نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف صحيفة “الفيغارو” ان روسيا تقترح على شركائها الغربيين تنظيم مؤتمر يضم “كل اطراف النزاع” في سوريا، اي ممثلين للمعارضة والنظام ومختلف الطوائف.
وقال: “نقترح على شركائنا الغربيين تنظيم مؤتمر بين جميع اطراف النزاع، على غرار المؤتمر الذي انهى الحرب الاهلية اللبنانية عام 1990 (مؤتمر الطائف في السعودية). ينبغي ان يضم هذا المؤتمر ممثلين للمعارضة والنظام وايضا للمجموعات المسيحية والعلوية والدرزية”. واضاف: “نظرا الى انقسام المعارضة والاسلحة التي تصل الى المتمردين، فان خطر صوملة سوريا موجود في حال سقوط النظام في شكل عنيف غدا”.
وكرر موقف موسكو من اتفاق جنيف، معتبراً أنه “خريطة الطريق الوحيدة المطروحة حاليا”.
ولا يتضمن الاتفاق اية دعوة الى تنحي الاسد.
وأكد بوغدانوف ان “النظام لا يزال صلبا” و”يتمتع بدعم كبير من الشعب”، موضحا “أننا لم نقل قط ان بقاء الاسد في السلطة هو شرط مسبق لاي تفاوض. لكننا نقول ايضا انه لا يعود الى الروس ولا الى الفرنسيين أن يقرروا مصير الرئيس السوري”.
الى ذلك، قال إن “الاسد أبلغنا بنفسه” انه سيتنحى اذا اختار السوريون زعيما آخر في انتخابات، و”لكنني لا أعرف الى أي مدى هو صادق في ذلك”.
بوغدانوف لـ«السفير»: خطر تقسيم سوريا قائم… والنظام ما زال صلباًتمسك بوثيقة جنيف وتوافق مع أميركا وفرنسا حول أهمية وحدة الجيش
محمد بلوط
نائب وزير الخارجية الروسي، والمبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط لن يتخلى عن اتفاق جنيف. هذا ما اكده لـ”السفير” التي التقته في باريس على هامش لقاءاته مع ممثلي المعارضة السورية. الوثيقة ترقى لدى ميخائيل بوغدانوف إلى مستوى المقدس، بسبب الإجماع الذي ساد حولها.
الاتفاق الذي انعقدت عراه في الثلاثين من حزيران الماضي، جعل ممكنا للمرة الأولى، بنظر الروس إحداث اختراق في الازمة السورية، لنصه على مرحلة انتقالية، لا ترحل الرئيس بشار الأسد فورا، لكنها تفتح الباب على مصراعيه امام تغيير سلس للنظام في سوريا. لكن الفرصة التي لاحت تاريخية، لم تدم طويلا بسبب انقلاب الغربيين والعرب على الاتفاق.
تخلى الغربيون عما بدا قراءة موحدة للاتفاق: اي هيئة تنفيذية تقود البلاد، مع بقاء الرئيس الأسد خلال المفاوضات التي لن يشارك فيها مباشرة، وربط مصيره بانتخابات لا تلتزم نهاية ولايته الرئاسية. “الانتخابات كانت مقررة مبدئيا نهاية العام 2014 ، ولكن بحسب نظرتي للأمور يمكن اختصار هذه المهلة شريطة ان تنطلق العملية السياسية طبعا”.
بوغدانوف والديبلوماسية الروسية، بخلاف السائد، يملكان تصورا للحل في سوريا ، ولا يتمسكان “بشخص الرئيس الأسد في سوريا”. ولكن موسكو ترى أيضا أن النظام السوري “لا يزال صلبا نوعا ما”. كما ان نهاية النزاع لا ترتبط بتغير ميزان القوى العسكري الذي يعمل التسليح العربي والغربي للمعارضة، على ترجيح كفتها فيه. “وحتى لو احتلت المعارضة دمشق، وهو ما لا نستبعده، فالنزاع سيستمر”.
الروسي يغريه ايضا الطائف اللبناني، والصيغة اللبنانية التي انهت 16 عاما من الحرب الأهلية “فليجتمع كل ممثلي تيارات المعارضة وقوى النظام، في موسكو او في واشنطن او نيويورك او أي مكان آخر، مع ممثلي وسلطات مختلف الطوائف من سنة وعلويين ومسيحيين وغيرهم، وليتفقوا كيف ينظمون مستقبل البلاد”.
لكن، كيف يمكن تفعيل الاتفاق فيما ترفض الدول الغربية بقاء الأسد في السلطة خلال المرحلة الانتقالية كما ينص الاتفاق ؟
كنت في جنيف شاهدا على العمل الشاق والمكثف الذي استغرقه التوصل إلى هذا الاتفاق. إلى جانب وزراء خارجية الولايات المتحدة، وفرنسا وبريطانيا وتركيا وبعض الوزراء العرب، وخلال هذا اللقاء وقعنا على اتفاق حاز الإجماع. وثيقة غنية بالتفاصيل وجوهرية، اساسها دعم النقاط الست لخطة انان.
لماذا لم يطبق الاتفاق برأيك؟
ينبغي ان يطرح السؤال على الغربيين، لأن هذا أثار حيرتنا ايضا. وهنا يكمن المشكل لأن هدف هذه الوثيقة، بالنسبة الينا كلاعبين خارجيين، كروسيا اولا ودول عربية واوروبيين، هو ان نمارس تأثيرا على جميع الأطراف في النزاع السوري، ونحن اسدينا قسطنا من التزاماتنا، وقمنا مباشرة بالإتصال بحكومة دمشق، التي كانت لديها مخاوفها وشكوكها هي ايضا في ما يتعلق باتفاق جنيف، خصوصا في ما يتعلق بالمرحلة الانتقالية، وما يتصل منها بالهيئة التنفيذية التي وقع الاتفاق على قيادتها لهذه المرحلة.
وكان الهدف ان نضع جميع السوريين حول الطاولة وشرح كل عناصر هذا العمل، وقمنا ايضا بالإتصال بالمجموعات الأكثر تاثيرا من المعارضة الداخلية، وجاء وفدان من المعارضة إلى موسكو، من هيئة التنسيق والمجلس الوطني. وفوجئنا بان وثيقة اجتماع المعارضة السورية في القاهرة، لم تلحظ على الاطلاق، لا اتفاق جنيف، ولا خطة انان. وكنا نتوقع ردة فعل ايجابية من حكومة دمشق ومن المعارضة السورية لكي تجلسا إلى طاولة المفاوضات.
كل ما اغضب الروس، ان يتبع ذلك تقدم الغربيين بمشروع قرار امام مجلس الأمن تحت الفصل السابع؟
هذه قضية مهمة وواجبة التحديد، وكنا نقدر انه لا بد من تنفيذ هذا الإتفاق الذي قام على الإجماع، ولكن الغربيين بدأوا مشاورات في مجلس الأمن لفرض قرار عقوبات على الحكومة السورية تقوم على الفصل السابع. وهذا ما طرح مشكلات علينا. في جنيف اتفقنا على شيء آخر كليا. وعرضنا بديلا عن ذلك اجتماعا في مجلس الأمن لممثلي الدول التي شاركت في اجتماع جنيف، للمطالبة بتطبيق بنود هذه الوثيقة، واجراءات تتماشى معها. وطالبنا بقرار ملزم في مجلس الأمن يتبنى اتفاق جنيف.
اتفاق جنيف يعالج المرحلة الانتقالية، ويبقى الرئيس الأسد على رأس سوريا. ولكن المعارضة السورية والدول الغربية ترفض بقاءه خلال المرحلة الانتقالية، هل يمكن ان يتغير موقفكم من هذه القضية؟
ما يقوله البعض هو مشكلتهم، ومشكلة ضميرهم. نحن نتحدث الآن عن وثيقة نالت الإجماع، ونكرر لشركائنا الغربيين والأتراك، ولكل من عمل معنا في جنيف، انه ينبغي عليهم التأثير على من يرفض هذا الاتفاق.
بعض المعارضة يطالب بوقف اطلاق نار، هل تدعمون هذا التوجه؟
بالطبع نعم. وهذا ما طالبنا به نحن.
هل من الواقعي اليوم المطالبة بوقف اطلاق نار في سوريا فيما تتدفق الأسلحة من كل صوب ؟
السؤال صعب، ونحن واقعيون. ندرك حجم المشكل، لكن لا توجد خيارات أخرى. ان الازمة التي تدوم منذ 18 شهرا دمرت الكثير من القرى والمدن السورية وحصدت الكثير من الضحايا المدنيين. اذا ما واصلت الأطراف المتقاتلة رفضها لوقف النار، واستمروا بتضخيم مخزون اسلحتهم، والحصول على اسلحة متطورة فلن يسمح ذلك بوضع حد للنزاع، بل على العكس، فإنه سيدفع به إلى طريق مسدود وليس بوسعنا ان نعلم إلى متى يمكن له ان يدوم.
ترون كيف يتطور النزاع على الارض. تهاجم المعارضة ثم ترد عليها الحكومة بهجوم معاكس لاسترداد ما فقدت، وهكذا دواليك ودونما نهاية. رسم رئيسنا ( فلاديمير بوتين) صورة شديدة التعبير. اننا لا نستبعد في النهاية ان تحتل المعارضة دمشق وتصل إلى السلطة، وان تنتقل السلطة الحالية إلى موقع المعارضة، وان تستمر الحرب الأهلية مع ذلك، وجل ما يكون قد حدث هو تبادل المواقع بين المعارضة والسلطة، ولن يكون ذلك حلا للنزاع.
تقولون انه لا حل إلا بوقف اطلاق النار، ولكن المعارضة تواصل بناء توازن في السلاح مع السلطة وتعتقد انه لا يمكن اسقاط النظام الا بالسلاح.
منذ بداية الازمة سمعنا تحليلات من كل نوع. بعضها كان يتوقع سقوط النظام خلال شهرين او ثلاثة على الأكثر، بدعوى انها انتفاضة شعب بأكمله ضد نظام مستبد. والان تقول بأن النظام يسقط لو حصلت المعارضة على سلاح متقدم. لكن الحقيقة على الأرض هي ان نظام الأسد لا يزال صلبا نوعا ما، ويتمتع بدعم مهم نسبيا في اوساط السوريين، وقد لا يكون هذا الدعم بدافع من حب السوريين لبشار الأسد، ولكن بدافع من خوفهم ممن قد يحلون محله، وهنا يطرح السؤال الذي لا يستطيع احد ان يجيب عليه، من هي السلطة التي ستحل محل الأسد؟ وباي طريقة ستحل محله؟ كيف يمكنها توفير الأمن، وشروط الحياة والديموقراطية، خصوصا للأقليات وللعلويين والمسيحيين وغيرهم.
التقيت بوفود من المعارضة في باريس، البعض كان يتساءل اولا عما يجب فعله غداة سقوط الأسد، والبعض الآخر يفضل التساؤل عما يجب فعله قبل سقوط النظام والعثور على حلول حضارية للنزاع، وليس سرا انه خلال لقاءاتنا بالمسؤولين السوريين، انهم اقروا بارتكاب اخطاء كبيرة، ومنها التأخر في تحقيق اصلاحات سياسية. لذلك نقول إن سؤال من ينبغي ان يحكم سوريا ما بعد الأسد لا ينبغي ان يحسم بقوة السلاح او على من يد من يملك الكمية الأكبر، أو الأكثر تطورا منه، وانما من خلال عملية سياسية. ووحده الشعب السوري يحق له ان يقرر وأن يقول ذلك بصوت عال في اي بلد يريد أن يحيا، ومن يجب ان يكون في السلطة.
اذا اعطيت اسلحة متطورة إلى السلفيين وإلى منظمات ترتبط بـ”القاعدة”، فعلى اي سوريا ستحصل في المستقبل؟
مع استمرار النزاع المسلح، هل تعتقد ان سوريا تواجه خطر التقسيم، بين اكراد وعلويين وغيرهم؟
ان هذا الخطر قائم فعلا. قد يكون ذلك في شكل يكرر النموذج الصومالي. خلال 3 اعوام عملت في لبنان، الذي كان يشهد حربا اهلية دامت 16 عاما، وشهدت بعيني تفتت الدولة المركزية عندما كانت كل طائفة تقيم مقاطعتها، وتتسلح حتى الأسنان للدفاع عن ارضها وطريقة حياتها ولكن في النهاية اندفع الجميع نحو الحوار والبحث عن مخرج سياسي مشترك، وهذا هو الحل الوحيد، وما ينبغي تطبيقه في سوريا والا فإن النزاع سيستمر، ويوقع ضحايا جددا.
هل نتحدث عن طائف سوري؟
لا اعلم الى اي حد تصح المقارنة اليوم بين لبنان وسوريا، فليجتمع كل ممثلي تيارات المعارضة وقوى النظام، في موسكو او في واشنطن او نيويورك او اي مكان آخر، مع ممثلي وسلطات مختلف الطوائف من سنة وعلويين ومسيحيين وغيرهم، وليتفقوا كيف ينظمون مستقبل البلاد، وكيفية تعهد مصالح الآخرين واحترامها، عبر دستور الدولة او غيره.
هذا كان مفهومنا لتشكيل مجموعة الإتصال في جنيف، الذي لم يكن سوى مرحلة اولى، المرحلة الثانية كانت تقضي بأن يجلس مندوبون سوريون إلى طاولة واحدة، وبحضورنا لكي ندفع بهم ونساعدهم للتفاوض حول مستقبل بلادهم السياسي .
هل تتمسكون أولا بشخص الأسد أم بوحدة الأراضي السورية ؟
نحن نتمسك بالقوانين الدولية وبميثاق الأمم المتحدة، لكن الكراسي تأتي وتذهب، والحكومات تتغير والشعوب والدول تبقى. وهذا هو الثمين بالنسبة الينا، وخلال حكم البعث شهدت سوريا ثلاثة انقلابات، ولكننا حافظنا على علاقاتنا مع الدولة السورية.
يعني انكم لا تتمسكون بشكل خاص بشخص الرئيس بشار الأسد ؟
لا، نحن متمسكون بالسلام والتوافق الأهلي في سوريا. ولهذا السبب ندفع بمحاورينا في دمشق إلى الإنخراط في عملية سياسية، من شأنها ان توفر الشروط الضرورية لتنظيم انتخابات شفافة وفعالة قادرة على تحديد مستقبل سوريا.
هل تعتقد ان التغيير قادم لا محالة في سوريا ؟
هناك تغييرات بدأت منذ اشهر، والبلاد هي على غير ما كانت عليه منذ 18 شهرا.
انتم تتمسكون باتفاق جنيف. ولكن لو وقع اتفاق في منتهى المرحلة الانتقالية على رحيل الرئيس الأسد، هل تثقون بان اتفاقا على رحيل الرئيس الأسد ممكن التنفيذ؟
ندعم اي اتفاق يتوصل اليه ممثلو الشعب السوري. وقد تحدث بذلك بشار الأسد نفسه. لا اعلم إلى حد يمكن ان نثق به، ولكن هذا ما يقوله في اتصالاته معنا “اذا الشعب لم يعد يريدني رئيسا وقرر ان يختار زعيما غيري، فسأرحل”. واريد أن اذكرك بما قاله الرئيس بوتين بأننا لم نقل ابدا ان بقاء الرئيس الأسد في منصبه شرط لحل الأزمة. ولكن لا الروس ولا الأميركيون ولا الفرنسيون هم من يقررون مستقبل سوريا او رئيسها.
تدوم الأزمة منذ 18 شهرا، هل لديك الانطباع بأن الرئيس الأسد يستمع لنصائحكم ؟
ليس بالضرورة وليس معظم الوقت. وحتى عندما كان يستمع لنصائحنا كان يفعل ذلك مع تأخير كبير. التقيت به لمرتين، في آب 2011 وفي شباط 2012، واعترف بنفسه أنه تأخر في اتباع النصائح التي اعطيناها، لا سيما بصدد الإصلاحات الداخلية التي تحتاجها بلاده، وهناك اشياء كثيرة تحققت، ككتابة دستور جديد الغى انفراد البعث بالسلطة، وتوسيع حرية الإعلام، وهناك التعددية الحزبية، ويجب القول إن المعارضة السورية لم تدعم هذه الإصلاحات لانها تحققت دون مشاورات معها.
من المهم جدا لنا ان الحكومة السورية وافقت على اتفاق جنيف والعملية السياسية والتفاوض دون شروط مسبقة، والتوافق على مخارج متنوعة للازمة مع التركيز على اجراء انتخابات حرة وشفافة بأسرع ما يمكن.
المعارضة التي التقيت ممثليها في باريس هل توافق على الحوار؟
الوفود التي التقيتها، لا استبعد ان تكون الريبة بين اطرافها اكثر مما هي مع دمشق، لهذا السبب لا تتوصل إلى تأليف كتلة يكون لها الشعبية الكافية في سوريا.
هل التقيت بمناف طلاس ؟
نعم وترك لدي أنطباعا ايجابيا وشاطرته تحليله لأسباب الازمة. ولكن السؤال هو كيفية الخروج من الأزمة؟
ولكنه يفكر بتوحيد الجيش الحر؟
التقيت بنظرائي الأميركيين والفرنسيين، وهم يشاطرونني الاعتقاد بأنه لا بد من الحفاظ على وحدة الجيش السوري كقوة ضامنة لتماسك سوريا. لأن انقسام الجيش السوري إلى جيوش تتقاتل في ما بينها هو اسوأ الفرضيات. ونحن نفكر، واظن ان الفرنسيين يشاطروننا ذلك، بانه يجب ابقاء الجيش بعيدا عن السياسة.
لماذا لم تنشق وحدات بأكملها حتى الان عن الجيش السوري؟
يظهر انهم يرتابون بهذه المعارضة، وبالخطط التي تعدها للبلاد.
لبنان الذي شهد اشتباكات في شماله، على مقربة من حدوده مع سوريا، هل هو مهدد بان يفيض الصراع السوري اليه؟
طبعا، ولكن الصراع السوري فاض من زمن طويل عن حدود سوريا. الجيش السوري الحر يتموضع اليوم خارج سوريا، على الاقل بعض تشكيلاته. وهناك عدد كبير من النازحين في البلدان المجاورة. ولن يساهم ذلك في تعزيز الاستقرار السياسي لهذه البلدان. تحدثنا كثيرا مع شركائنا عن اوضاع النازحين السوريين، ولكن ننسى مصير الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات او العراقيين في سوريا، والذين لا يثيرون اهتمام احد.
استخدمتم ثلاث مرات الفيتو في مجلس الأمن مع الصين لمنع الدول الغربية من تمرير قرارات ضد سوريا. هل من الممكن أن تلجأ هذه البلدان إلى التدخل من خارج مجلس الأمن كما فعلت في كوسوفو، وماذا سيكون موقفكم؟
هذا السؤال ينبغي طرحه على المعنيين، ونعتقد ان ذلك سيكون خطأ كبيرا، وهي ستلحق ضررا كبيرا بالقوانين الدولية والأمم المتحدة. فبحسب شرعة الأمم المتحدة هناك قواعد نعمل وفقها في مجلس الأمن. كم من مرة استخدمت الولايات المتحدة الفيتو في الموضوع الفلسطيني؟ حتى في قضايا تعارض مواقفها كالموقف من المستوطنات.
هناك رهانات كثيرة تقول إن الحل في سوريا مؤجل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل، وان الأميركيين قد يرفعون وتيرة التدخل والتسليح، او ان روسيا والولايات المتحدة قد تتوصلان إلى تسوية حول سوريا. ماذا بعد الانتخابات الأميركية في سوريا؟
هذا اشبه، كما يقول اللبنانيون بالقراءة في فنجان قهوة. يجب الإنتظار لنرى، والحياة ستضع الأمور في نصابها. نأمل قبل الإنتخابات وبعدها أن نتوصل إلى نقاط مشتركة مع شركائنا الأميركيين تسمح برسم حلول لمشكلات معقدة.
اللجنـة الرباعيـة تختـرق الجمـود الإقليمي حـول سـوريا بوغدانوف لـ«السـفير»: إما «طائـف» سـوري .. أو صوملة!
المسار السياسي الدولي لحلّ الأزمة السورية، ليس معلقاً في انتظار ناقوس الانتخابات الأميركية. فالحراك الذي شهدته أمس، كل من باريس والقاهرة، حول مبادرتين روسية ومصرية على المستويين الدولي والإقليمي، شكّل نوعاً من الاختراق للجمود السياسي الذي كرّسه الانقلاب الغربي على اتفاق جنيف.
متمسكاً بهذا الاتفاق «المقدس»، ذهب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى باريس حيث التقى مسؤولين فرنسيين ومعارضين سوريين. واقترح بوغدانوف في مقابلة مع مراسل «السفير» في باريس محمد بلوط، عقد مؤتمر يضم النظام والمعارضة وممثلي الطوائف السورية، على غرار مؤتمر الطائف اللبناني، محذراً من مخاطر تضخم التسليح واحتمالات التقسيم، ومشيراً إلى بعض مساحات التقاطع مع فرنسا وأميركا حول الملف السوري، بالرغم من الخلاف القائم في مجلس الأمن.
أما في القاهرة، فقد تمكن الرئيس المصري محمد مرسي الذي يسعى لتكريس موقعه كوسيط إقليمي، من حشد دفع ملحوظ السرعة، خلف مبادرة «اللجنة الرباعية» التي تضم كلا من مصر وايران وتركيا والسعودية. وبالفعل عقدت اللجنة أول اجتماع لها على مستوى كبار المسؤولين تمهيداً لاجتماع على مستوى وزاري خلال الايام المقبلة. وقد استفاد المبعوث المشترك
إلى سوريا الأخضر الابراهيمي من وجوده في القاهرة، ليطلق جولته التي ستأخذه بعد ايام إلى سوريا، بلقاءات مع كبار المسؤولين العرب ومنهم وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الذي يلتقيه غداً، قبل زيارته الى دمشق.
وميدانيا، تواصلت اعمال العنف حيث قتل 107 أشخاص بحسب لجان التنسيق المحلية. واوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان خمسة مدنيين على الاقل بينهم امرأة وناشط قتلوا في غارات جوية استهدفت في حلب خصوصا احياء المرجة والصاخور وهنانو وطريق الباب والشيخ خضر. وفي ريف دمشق، قتل خمسة مدنيين وجرح عشرات آخرون في قصف لمنطقة السيدة زينب. وقتلت القوات النظامية معارضا مسلحا في محافظة درعا بينما قتل طفل في قصف لبلدة النعيمة في المحافظة نفسها. وفي حماه قتل معارض مسلح في معارك، بحسب المرصد الذي تحدث عن قصف يطال قرى وبلدات في حماه ودير الزور وادلب.
بوغدانوف
وفي مقابلة مع «السفير»، دعا بوغدانوف الذي التقى ديبلوماسيين فرنسيين ومعارضين سوريين في باريس، إلى اجتماع يضم «كل ممثلي تيارات المعارضة وقوى النظام، في موسكو أو في واشنطن او نيويورك أو أي مكان آخر، مع ممثلي وسلطات مختلف الطوائف من سنة وعلويين ومسيحيين وغيرهم، وليتفقوا كيف ينظمون مستقبل البلاد، وكيفية تعهد مصالح الآخرين واحترامها، عبر دستور الدولة أو غيره»، في صيغة تشبه إلى حد كبير اجتماع الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية.
وأشار بوغدانوف إلى تجربته في العمل الديبلوماسي إبان الحرب اللبنانية حيث «شهدت بعيني تفتت الدولة المركزية… ولكن في النهاية اندفع الجميع نحو الحوار والبحث عن مخرج سياسي مشترك، وهذا هو الحل الوحيد، وما ينبغي تطبيقه في سوريا وإلا فإن النزاع سيستمر، ويوقع ضحايا جدداً».
وقال بوغدانوف ردا على سؤال حول نية العميد المنشق مناف طلاس توحيد «الجيش الحر»: «التقيت بنظرائي الأميركيين والفرنسيين، وهم يشاطرونني الاعتقاد بأنه لا بد من الحفاظ على وحدة الجيش السوري كقوة ضامنة لتماسك سوريا. لأن انقسام الجيش السوري إلى جيوش تتقاتل في ما بينها هو اسوأ الفرضيات. ونحن نفكر، واظن ان الفرنسيين يشاطروننا ذلك، بانه يجب ابقاء الجيش بعيدا عن السياسة».
ورأى المسؤول الروسي الرفيع إن الرئيس السوري بشار الأسد لا يستمع «معظم الوقت» إلى النصائح الروسية، لكنه أكد على أهمية موافقة دمشق «على اتفاق جنيف والعملية السياسية والتفاوض دون شروط مسبقة، والتوافق على مخارج متنوعة للازمة مع التركيز على اجراء انتخابات حرة وشفافة بأسرع ما يمكن».
واعتبر بوغدانوف أن خطر التقسيم قائم فعلا، و«قد يكون ذلك في شكل يكرر النموذج الصومالي». وأضاف «اذا ما واصلت الأطراف المتقاتلة رفضها لوقف النار، واستمروا بتضخيم مخزون اسلحتهم، والحصول على اسلحة متطورة فلن يسمح ذلك بوضع حد للنزاع، بل على العكس، فإنه سيدفع به إلى طريق مسدود وليس بوسعنا ان نعلم إلى متى يمكن له ان يدوم».
الرباعية
وفي القاهرة، انطلقت أعمال الاجتماع الرباعي الذى يضم وفود وزارات خارجية كل من مصر وتركيا والسعودية وايران وذلك لبحث تفعيل مبادرة مصر الرباعية لحل الأزمة السورية. ورأس الوفد المصري السفير شوقي اسماعيل مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية، فيما رأس وفد السعودية وكيل وزارة الخارجية ناصر البريج والوفد التركي سفير تركيا السابق في دمشق عمر اوهون وايران مساعد وزير الخارجية حسين أمير.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أصدرت فى وقت سابق بيانا أوضحت فيه أن هذا الاجتماع يأتي تفعيلا للمبادرة الرباعية التي أطلقها الرئيس محمد مرسي والهادفة «لمواجهة تدهور الأوضاع في سوريا ووضع حد لمعاناة الشعب السوري، وإيقاف نزيف الدم من خلال إطلاق عملية سياسية تهدف لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والانتقال لمجتمع ديموقراطي تعددي» .
وصرح نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية نزيه النجاري بأن مصر ستركز على الخروج بتوافق حول عدد من الثوابت «أهمها: الوقف الفوري لأعمال القتل والعنف، الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، رفض التدخل العسكري الخارجي في سوريا، وضرورة إطلاق عملية سياسية بمشاركة مختلف أطياف الشعب السوري ومكوناته وصولا لتحقيق آمال وتطلعات الشعب في الديموقراطية والحرية والكرامة وفي نظام سياسي ديموقراطي وتعددي، ومساندة الجهود العربية والدولية المختلفة الهادفة لمعالجة الأزمة، بما في ذلك مهمة المبعوث العربي الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي».
وصرح وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو للصحافيين عقب اجتماع بين مرسي والابراهيمي، ان الاجتماع الرباعي على مستوى كبار المسؤولين يهدف الى الاعداد لاجتماع وزراء خارجية الدول الاربع «خلال الايام المقبلة». وفي انقرة اكد ديبلوماسي تركي ان اجتماع وزراء الخارجية «ربما يعقد الاسبوع المقبل».
وردا على سؤال حول عدم الإشارة إلى «عزل» الأسد في الثوابت التي أعلنت لتحرك اللجنة الرباعية، أجاب وزير الخارجية قائلا «إننا في مرحلة مبكرة حاليا والثوابت موجودة وما نريده الآن هو وضع حد لسفك دماء الشعب السوري».
ونسبت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الإيرانية إلى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي القول إن أعضاء الرباعية يجب أن يزيدوا إلى ستة، مقترحا ضم العراق لكن لم يحدد الدولة الأخرى. وقال الوزير بحسب الوكالة «نتفق من ناحية المبدأ مع هذا المقترح (من جانب مرسي) لكن إيران قدمت مقترحات إضافية وطلبت ضم دولتين أخريين.» وأضاف «حضور العراق… باعتباره دولة مهمة ومؤثرة في المنطقة يمكن أن يلعب دورا مهما في حل الأزمة السورية».
الابراهيمي
واكد الابراهيمي للصحافيين بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي انه يعرف مدى صعوبة المهمة التي اوكلت اليه. وقال «أدرك تمام الادراك ان المهمة صعبة جدا الا انني رأيت أنه ليس من حقي أن أرفض محاولة تقديم ما أمكن من مساعدة للشعب السوري». وتابع قائلا «أثناء قيامي بهذه المهمة فأنا في خدمة الشعب السوري وحده ولا سيد لي إلا الشعب السوري، والأمم المتحدة والجامعة العربية لا مصلحة لهما إلا مصلحة الشعب السوري». وقال انه سيزور سوريا «خلال الايام القليلة المقبلة للقاء المسؤولين هناك وعدد من مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين» معربا عن امله في ان يلتقي الاسد.
كما التقى الابراهيمي مرسي، وقال «آمل كثيرا جدا في وجود نهاية وانا واثق من انه ستكون هناك نهاية. يجب على الاطراف المعنية ان تدرك انه كلما كان الحل سريعا كان ذلك افضل للشعب السوري. قلت ايضا انها (المهمة) صعبة تماما. يجب الا نتوقع حدوث معجزات. لا توجد معجزات. ويقوم نهجنا ايضا على اساس اننا لا ننظر إلا لمصلحة شعب سوريا وسنحاول مساعدة شعب سوريا ولا أحد غيره».
وقال نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي، إن الابراهيمي سيجتمع مع العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم غداً في القاهرة لبحث الازمة السورية. واكد بن حلي ان هذا الاجتماع يأتي تنفيذا لقرار وزراء الخارجية العرب الذين «طلبوا» في الخامس من ايلول الحالي من الشيخ حمد بصفته رئيسا للجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا ومن الأمين العام للجامعة «متابعة الاتصالات» مع الامين العام للامم المتحدة والأخضر الابراهيمي «لبلورة تصور جديد لمهمة» الاخير.
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، أ ش ا)
تسجيل مصور يظهر 20 جنديا سوريا يعتقد انهم اعدموا
بيروت- (رويترز): اظهر تسجيلان مصوران بثا في موقع يوتيوب الاثنين 20 جنديا سوريا معصوبي الاعين ومقيدي الأيدي بعدما اعدموا على ما يبدو في مدينة حلب بشمال سوريا.
وظهر القتلى في التسجيلين جاثين بالزي العسكري على ركبهم في صف طويل على أرض الشارع ورؤوسهم الدامية على الرصيف.
ولم يتسن التحقق من صحة التسجيلين.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان إن أربعة اشخاص في حلب ابلغوه بالحادث الذي وقع الجمعة أو السبت.
واضاف في اتصال هاتفي ان الجنود من حي مساكن هنانو في حلب لكنهم قتلوا في حي السبع بحرات.
ويظهر في التسجيلين بعض مقاتلي المعارضة المسلحة واقفين حول القتلى وفي أيديهم بنادق آلية ويصفونهم بأنهم “كلاب الاسد”.
وقال رجل خارج الصورة التي تظهر فيها سيارة كتب عليها “كيبة سليمان الفارسي” إن الكتيبة قتلت عدة أفراد من أمن الدولة.
وكتيبة سليمان الفارسي من بلدة الباب الشمالية وهي واحدة من عدة وحدات من محافظة حلب حملت السلاح ضد الاسد وتوغلت في يوليو تموز في عاصمة المحافظة التي تعد المركز التجاري لسوريا واكثر مدنها سكانا.
وحملت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي الجانبين اليوم الاثنين المسؤولية عن ارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان وقالت ان العدالة ستلاحق مرتكبيها في نهاية الأمر.
ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من 27300 شخص قتلوا في الانتفاضة التي تستهدف الاطاحة بالرئيس بشار الاسد والتي مضى عليها اكثر من 17 شهرا بينهم نحو 19500 من المدنيين ومقاتلي المعارضة و1100 منشق على الجيش و6700 من افراد قوات الامن والجنود.
استطلاع رأي: معظم الأردنيين يؤيدون غلق الحدود أمام لاجئي سورية
عمان- (د ب أ): أظهر استطلاع أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية ونشرت نتائجه الاثنين أن الغالبية العظمى من المشاركين، حوالي 88 في المئة يرون أن وجود اللاجئين السوريين في المملكة من شأنه أن يزيد الضغوط الاقتصادية على الحكومة.
وقال 65% من المشاركين انهم ضد استمرار سياسة فتح الحدود أمام اللاجئين السوريين، والتي سمحت بدخول أكثر من 200 الف سوري للبلاد منذ اندلاع الاضطرابات في سورية في اذار/ مارس عام 2011.
ورأى 74 في المئة أن وجود اللاجئين السوريين خارج المخيمات المخصصة لهم يهدد أمن واستقرار البلاد.
ووفقا للاستطلاع، يوافق حوالي 80 في المئة من المشاركين على استضافة اللاجئين داخل مخيمات مغلقة وهو ما يؤيده 86 في المئة من الساسة والمسؤولين في الاردن.
ويقول مسؤولون إن عمان تشعر بالقلق من تأثير اللاجئين المشردين على استقرار الأردن في أعقاب سلسلة من أعمال الشغب التي اندلعت في مخيم الإيواء الوحيد في البلاد.
ويأتي هذا الاستطلاع وسط جدل عام متزايد في الأردن بشأن قدرة البلاد على مواصلة استضافة اللاجئين السوريين، حيث تشير التوقعات إلى أن الحكومة تحتاج إلى ما بين 400 مليون دولار و 700 مليون دولار خلال الاشهر الست المقبلة.
وحذرت عمان من أنها قد تعيد النظر في سياسة الحدود المفتوحة مع سورية في حال رفض المجتمع الدولي مساعدتها في الحصول على 429 مليون دولار كمساعدات لمواجهة احتياجات اللاجئين، التي دعت عمان الى توفيرها نهاية الشهر الماضي.
معارضون يعدمون اكثر من 20 عسكريا سوريا في حلب.. وبان كي مون يطالب بمحاكمة المتورطين في ‘جرائم حرب‘
مصر تستضيف اجتماعا للجنة الرباعية بشأن سورية
مناف طلاس: الاستخبارات الفرنسية ساعدتني على الفرار
القاهرة ـ جنيف ـ باريس ـ حلب ـ وكالات: اجتمع الاثنين في القاهرة مسؤولون من مصر والسعودية وتركيا وإيران لبحث الأزمة السورية، لكن مراقبين قالوا إن من غير المرجح ان تتفق القوى الإقليمية الأربع على أي خطوات ملموسة، جاء ذلك فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن الرئيس السوري بشار الاسد ابلغ روسيا انه سيتنحى اذا اختار السوريون زعيما آخر في انتخابات.
جاء ذلك فيما اقدم مسلحون مناهضون للنظام السوري على اعدام اكثر من 20 عسكريا سوريا في مدينة حلب (شمال)، بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان ’20 عنصرا من القوات النظامية السورية اعدموا على ايدي مقاتلين من الكتائب الثائرة في حلب’.
وذكر ان المقاتلين المعارضين للنظام اختطفوا العسكريين من ثكنة للجيش السوري في هنانو في شرق حلب خلال محاولتهم اقتحامها الاسبوع الماضي، مشيرا الى ان عملية الاعدام وقعت بين يومي الجمعة والسبت.
ومن باريس نقلت صحيفة ‘لو فيغارو’ الفرنسية عن بوغدانوف قوله في مقابلة نشرت امس الاثنين بعد الاجتماع مع معارضين سوريين في باريس ان ‘النظام لا يزال راسخا’ ويدعمه قطاع لا بأس به من السكان الذين يخشون من اولئك الذين قد يخلفونه.
وقال بوغدانوف ‘الاسد أبلغنا بنفسه. لكنني لا اعرف الى أي مدى هو صادق في ذلك’. وأضاف ‘لكنه أبلغنا بوضوح انه اذا لم يكن الشعب يريده واذا اختاروا زعيما آخر في انتخابات فإنه سيرحل’.
وقال بوغدانوف ‘نقترح على شركائنا الغربيين تنظيم مؤتمر بين جميع اطراف النزاع، على غرار المؤتمر الذي انهى الحرب الاهلية اللبنانية العام 1990 (مؤتمر الطائف في السعودية). ينبغي ان يضم هذا المؤتمر ممثلين للمعارضة والنظام وايضا (ممثلين) للمجموعات المسيحية والعلوية والدرزية’.
واضاف ‘بالنظر الى انقسام المعارضة والاسلحة التي تصل الى المتمردين، فان خطر ‘صوملة’ سورية موجود في حال سقط النظام في شكل عنيف غدا. ينبغي القيام بكل شيء لتفادي هذا التفتت لدولة مركزية وانفجارها بين مجموعات’.
ومن جهته قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إن اجتماع الدول الاربع الذي عقد في اطار مبادرة مصرية حضره مسؤولون كبار من وزارات الخارجية للإعداد لمحادثات على مستوى أرفع.
وقال للصحافيين إن اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية سيعقد في القاهرة في ‘الأيام القادمة’ لكنه لم يذكر موعدا محددا.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن القاهرة ستسعى في الاجتماع إلى التوافق على عدة نقاط من بينها وقف العنف وضمان وحدة سورية وسلامة أراضيها ورفض أي تدخل عسكري خارجي وبدء عملية سياسية لتحقيق ‘تطلعات الشعب في الديمقراطية والحرية والكرامة وفي نظام سياسي ديمقراطي وتعددي’.
وسئل عمرو عن سبب عدم دعوة مصر إلى عزل الأسد فقال ‘إننا في مرحلة مبكرة حاليا والثوابت موجودة (في بيان وزارة الخارجية) وما نريده الآن هو وضع حد لسفك دماء الشعب السوري’.
الى ذلك دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين الى محاكمة المتورطين بارتكاب ‘جرائم حرب’ في سورية، فيما طالبت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي باجراء ‘تحقيق فوري’ في مجزرة داريا.
وقال بان كي مون في افتتاح الدورة الحادية والعشرين لمجلس حقوق الانسان في جنيف والتي تستمر ثلاثة اسابيع ‘علينا ان نضمن ان يحاكم اي شخص، من كلا الطرفين، ارتكب جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية او انتهاكات اخرى للحقوق العالمية للانسان او للقانون الدولي الانساني’.
وبدورها دعت بيلاي الى اجراء تحقيق فوري في مقتل نحو 500 شخص في منطقة داريا السورية. وقالت ‘انني اشعر بصدمة كبيرة من الانباء عن المذبحة في داريا، وادعو الى اجراء تحقيق فوري ودقيق في ما حدث’.
واضافت ‘ادعو الحكومة السورية الى ضمان الدخول الكامل ودون اية عرقلة للجنة تحقيق مستقلة من الامم المتحدة’ الى سورية، كما دعت الى تقديم ‘الدعم الكامل’ لمبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة لسورية الاخضر الابراهيمي.
واجتمع الابراهيمي الذي يخلف كوفي عنان في مهمته، الاثنين مع عدد من مسؤولي الجامعة العربية والرئيس المصري محمد مرسي وغيرهم من القادة في القاهرة لمناقشة الأزمة السورية ووضع اللمسات النهائية على خططته لزيارة دمشق.
ووصف الابراهيمي حصيلة القتلى في سورية بأنها ‘هائلة’ وقال ان الدمار ‘كارثي’.
الى ذلك اكد العميد مناف طلاس، وهو ارفع ضابط سوري ينشق عن النظام، الاثنين لقناة فرنسية ان اجهزة الاستخبارات الفرنسية تولت اخراجه من سورية.
وقال طلاس في مقابلة مع قناة ‘بي اف ام’ الاخبارية ان ‘اجهزة فرنسية ساعدتني في الخروج من سورية وانا اشكرها’.
واضاف طلاس وهو نجل وزير الدفاع السوري الاسبق مصطفى طلاس ‘اعلنت انشقاقي عن النظام في شهر اذار (مارس). منذ بدء الثورة، التقيت الثوريين والمتمردين وشعرت منذ الايام الاولى، منذ الاشهر الاولى، بان النظام يكذب على الجميع. لهذا السبب انشققت اولا وبقيت في مكتبي’.
ورفض العميد السابق ‘اي تدخل اجنبي في سورية، مهما كان الشكل الذي سيتخذه هذا التدخل’.
ودعا في المقابل المجتمع الدولي الى تسليح المتمردين، وقال ‘حتى الآن، حقق الشعب السوري انتصارات كثيرة وينبغي دعمه ومساعدته وتسليحه’.
وردا على سؤال عن وجود اسلاميين سوريين واجانب في سورية، قلل طلاس من اهمية هؤلاء وقال ‘هناك بالتاكيد عشرون في المئة اسلاميون لكنهم ليسوا سوى اقلية. الشعب السوري لم يكن يوما شعبا متطرفا’.
وفي اتصال مع فرانس برس، لم تشأ الادارة العامة للامن الخارجي في فرنسا التعليق على تصريحات طلاس.
وكان طلاس اعلن انشقاقه عن النظام السوري في تموز (يوليو)، داعيا الى عملية انتقالية في بلاده ومحملا النظام المسؤولية عن الأزمة.
جنبلاط في دعوة الى دروز سورية: لا تقعوا في خديعة النظام
ولا تتحوّلوا حرس حدود لزمرة مستبدة ستجرّكم الى الخراب
بيروت – ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: جدّد رئيس ‘جبهة النضال الوطني’ النائب وليد جنبلاط دعوته الى الدروز في جبل العرب في سورية ‘لئلا يقعوا في خديعة النظام ومشاريعه المشبوهة، وألا يتحوّلوا الى حرس حدود لزمرة مجرمة مستبدة ستجرّهم وتجرّ سورية إلى المزيد من الخراب’.
أدلى النائب جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة ‘الأنباء’ الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر اليوم الثلاثاء وجاء فيه: ‘ها هو النظام السوري يبتدع أساليب جديدة لاستدامة الأزمة وإطالتها ولهدر المزيد من الدماء. فبعدما قتل عشرات إن لم يكن مئات الآلاف من السوريين ودمّر بلاده بمعالمها الأثرية القديمة ومؤسساتها الاقتصادية وقضى على كل إمكاناتها السياسية والاقتصادية من خلال شبيحته وعناصر مخابراته المنتشرين في مختلف الأراضي السورية يعيثون فيها فساداً، وبعدما حوّلها إلى ملعب تتقاذفه المصالح والأهواء، فإذا به يذهب نحو تسليح الأقليات، رغماً عنها في معظم الأحيان’، معتبراً ‘أن الهدف واضح وهو تأليب المناطق والطوائف على بعضها البعض وجعلها تتواجه وتتقاتل في ما بينها بما يشتت الجهود ويطيح بالتضحيات الهائلة التي بذلها الشعب السوري لغاية اليوم في محاولة لاسقاط الثورة وفي مسعى مكشوف من النظام للدخول على خطوط الطوائف ويفصل في ما بينها أمنياً وعسكرياً ويجعلها مرتهنة له ولأوامره ولمخططاته ومشاريعه، إلا أن الثورة السورية لم تسقط ولن تسقط بفعل إصرار الشعب السوري وعناده ونضاله’. واضاف ‘أجدد التحذير والتنبيه هنا إلى العرب الدروز في سورية، ولبعض ضعفاء النفوس منهم بالتحديد من رجال دين وزمنيين، ألا يلطخوا الماضي النضالي المضيء الذي رفضوا فيه الظلم والاستبداد وواجهوه ببسالة عبر الثورة السورية الكبرى مع كوكبة من الوطنيين السوريين، وألا يُستخدموا وقوداً لاشعال الفتنة الداخلية والاقتتال الداخلي مع إخوانهم من أبناء الشعب السوري وألا يشوهوا مستقبلهم الذي يفترض خلاله قيام سورية ديموقراطية حرة متنوعة. فهم الذين قادوا في السابق مع المناضلين والثوار من مختلف أبناء المجتمع السوري من أقصاه إلى أقصاه الثورة ورفضوا مشاريع تقسيم سورية إنطلاقاً من إيمانهم بضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية، فمن باب أولى ألا يقعوا في خديعة النظام ومشاريعه المشبوهة’.
وتوجه الى العرب الدروز في سورية قائلاً: ‘لانكم لم تكونوا يوماً في ماضيكم أقلية، بل كنتم دائماً في طليعة الحركات التحررية، ولا يجوز أن تقبلوا اليوم إستغلال البعض منكم لأعمال لا تتناسب مع تاريخكم النضالي بهدف تحويلكم إلى حرس حدود لزمرة مجرمة مستبدة ستجرّكم وتجر سورية إلى المزيد من الخراب والدمار وهي زمرة ساقطة حكماً لا محالة’.
وتابع ‘لذلك، الدعوة موجهة الى كل أبناء الثورة للتنبه والتيقظ لما يخطط له النظام من مشاريع ومؤامرات لتمزيق الشعب السوري وبعثرة كل جهوده ومساعيه للتخلص من الزمرة الحاكمة والانطلاق نحو مرحلة جديدة من الحرية والديموقراطية والتعددية والتنوع. إن النضال مستمر والثورة لن تتوقف لأن العودة إلى مرحلة ما قبل إندلاعها ستكون تكاليفها باهظة أكثر من الخسائر الحالية رغم ضراوتها وفداحتها’.
تفاصيل جديدة عن تدمير مفاعل دير الزور السوري: المقاتلات الإسرائيلية ألقت 17طنًا من المتفجرات المتطورة ودمرت المفاعل وأولمرت اتصل مباشرة ببوش وأبلغه: ما كان لم يبق
زهير أندراوس
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ في كتاب صدر جديدا في إسرائيل، يكشف المؤلفان يوسي ميلمان ودان رافيف، تفاصيل تُنشر لأول مرة عن قيام سلاح الطيران الإسرائيلي بقصف المفاعل النووي السوري في السادس من أيلول (سبتمبر) من العام 2007.
وشدد الكاتبان على أن السبب الوحيد الذي كان من شأنه أنْ يمنع العملية من الخروج إلى حيز التنفيذ، هو رد الفعل السوري على القصف، ذلك أن المخابرات الإسرائيلية، بحسب الكتاب، كانت على علم بعدد الصواريخ والمقذوفات التي تمتلكها سورية، كما كانوا على علم بأنه في حال حدوث مواجهة عسكرية بين الدولتين، فإن الرئيس الأسد سيُصدر أوامره إلى الجيش العربي السوري بقصف الدولة العبرية بعشرات آلاف الصواريخ، ولفت الكتاب إلى أن ترسانة الأسد الصاروخية قادرة على إصابة أي مكان في العمق الإسرائيلي، من مطارات عسكرية، ومراكز مكتظة بالسكان، وموانئ، وقواعد عسكرية وأماكن إستراتيجية حساسة مثل محطة توليد الكهرباء وحتى المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا، الواقعة جنوب الدولة العبرية.
كما كشف الكتاب معلومات جديدة حول تدمير المفاعل النووي السوري في دير الزور، قبل خمس سنوات، واغتيال اللواء محمد سليمان المسؤول عن المفاعل، فيما بعد، مما يعطي المزيد من البراهين على أن إسرائيل هي التي نفذت العمليتين.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أنهم توقعوا أن ترد سورية بهجوم عسكري على إسرائيل وتقصف تل أبيب بالصواريخ، لكن سورية لم تفعل، كما أن أولمرت، الذي أصدر الأمر بتدمير المفاعل، اتصل هاتفيًا بالرئيس الأمريكي آنذاك، جورج بوش، الذي كان في زيارة لأستراليا وقال له بالحرف الواحد: أريد أن أبلغك فقط، بأن ما كان لم يبق بعد.
وكشف الكتاب أيضًا عن أن الرئيس بوش اتصل بأولمرت وأبلغه أنه سيرسل إلى إسرائيل وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، لكي تظهر معه في مؤتمر صحافي مشترك يعلنان فيه كل ما تجمع لديهما من معلومات حول وجود مفاعل نووي في سورية، ويطلبان تراجع سورية عن خططها النووية، لكن أولمرت رفض الطلب بنعومة، وقال إنه يفضل أن يدافع عن أمن إسرائيل بطريقة أخرى، فلم يعترض بوش، كما أن المؤلفين قالا في الكتاب إن أولمرت سار على درب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، مناحيم بيغن، الذي أمر بقصف المفاعل النووي العراقي، بناءً على نظريته القائلة إن إسرائيل وحدها هي القادرة على الدفاع عن أمنها.
وكشف الكتاب أيضا أن الدولة العبرية اكتشفت بالصدفة، أمر وجود المفاعل النووي السوري في دير الزور، أما في أمريكا، فقد اعتقدت المخابرات هناك أن إسرائيل تعرف كل شيء في سورية، ولذلك لم تبذل جهودا زائدة لمتابعة ما يجري فيها، بينما في إسرائيل لم يتوقعوا أن تصرف سورية مبالغ طائلة على بناء مفاعل نووي في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة.
وقد عرف الإسرائيليون أمر المفاعل بالصدفة، خلال متابعتهم تحركات أحد أعضاء اللجنة السورية العليا للطاقة النووية، اللواء إبراهيم عثمان. فقد حضر إلى سويسرا للمشاركة في اجتماع للجنة الدولية للطاقة النووية في مطلع سنة 2007، وراحوا يراقبون شقته الخاصة القائمة في جنيف. وعندما غادرها ذات مرة، دخلها شخصان ونقلا كل ما في حاسوبه الشخصي إلى ديسك بحوزتهما وزرعا في الحاسوب ما يعرف باسم (حصان طروادة)، وهو جاسوس إلكتروني يلتقط كل عملية في الحاسوب ويسجل بالصوت والصورة ما يدور في محيط الحاسوب. كما جاء أن خبراء الموساد ذهلوا وهم يقرأون المواد التي التقطوها من الحاسوب، في شهر مارس (آذار) من سنة 2007، وكيف صدم مئير دغان رئيس الموساد في حينه، عندما أبلغوه، وكان في طريقه لإجراء اللقاء الأسبوعي مع رئيس الوزراء، أولمرت، فصدم هو الآخر وقال: ماذا يجب أنْ نفعل؟ وتقرر أن يجري الجيش استعداداته لحرب مع سورية، حيث توقعوا أن ترد هذه بهجوم حربي انتقاما، يتم خلاله قصف تل أبيب.
وفي السادس من سبتمبر (أيلول) 2007، أمر رئيس الأركان غابي أشكينازي قواته بالانطلاق، وأقلعت عشر طائرات مقاتلة من قاعدتها في مطار عسكري في الشمال الإسرائيلي باتجاه الجنوب للتمويه.
وفي الطريق انفصلت عن القافلة سبع طائرات مقاتلة واتجهت غربا إلى البحر ثم إلى الحدود التركية السورية. وقد نجحت في شل حركة الرادارات السورية، وقذفت المفاعل النووي خلال ثوان بالصواريخ ثم بقنابل ذكية تخترق الأرض، وعادت أدراجها من دون أن يكتشفها أحد. وقد خلفت وراءها دمارا شديدا وعشرات القتلى بينهم عشرة عاملين من كوريا الشمالية، على حد قول الكتاب. وواصل الإسرائيليون متابعة اللواء محمد سليمان، الذي كان يقود ما يسمى جيش الظلال، وهي الفرقة العسكرية التي كانت تعمل بسرية تامة تحت إشراف مباشر من الرئيس بشار الأسد، ولا يتاح حتى لوزير الدفاع أو رئيس الأركان التدخل في نشاطها. وتبين أنه استأنف على الفور نشاطه لإعادة تجربة بناء المفاعل في مكان آخر، فتقرر اغتياله.
وبعد 11 شهرا، وتحديدا في الفاتح من آب (أغسطس)، غادر سليمان قصر الرئاسة في دمشق بعد لقاء مع الأسد وتوجه إلى فيلا صيفية يملكها على شاطئ البحر في مدينة طرطوس الشمالية، حيث كان قد دعا أصدقاءه إلى حفل.
وخلال الحفل، أطل من البحر غواصان يحملان بندقيتي قنص، وأطلقا الرصاص مباشرة نحوه فأصيب في جبينه وسقط قتيلا، وعادا إلى أعماق البحر، وقال المؤلفان إن الموساد أراد من وراء اغتيال سليمان توجيه رسالة واضحة للأسد مفادها أن المخابرات الإسرائيلية تعرف كل شيء عن تحركاته، وأنه بإمكانها تصفيته هو الأخر، على حد تعبير المؤلفين.
وأمس الاثنين نشرت صحيفة ‘هآرتس’ العبرية التحقيق الكامل الذي نشرته صحيفة (نيوركر) الأمريكية، والتي قالت إنه أصدق رواية حول القصف، حيث قال مُعده أن الطائرات الإسرائيلية انطلقت من قاعدة (رمات دافيد) في الشمال، وأن أولمرت وليفني وباراك تابعوا العملية عن كثب، وبعد انتهاء الطيارين من المهمة أسلوا لقادتهم الاسم السري: أريزونا، بعد أن قاموا بقصف المفاعل بدير الزور بـ17 طنًا من المواد المتفجرة، الأمر الذي أدى إلى تدمير الفاعل كليا ومقتل 35 عاملاً فيه.
جيران سورية يغلقون الابواب في وجه اللاجئين
صحف عبرية
توجد أيضا لحظات من الراحة في الحرب في سوريا. فمثلا احتفال عرس أجراه أبو خالد وعروسته حنان في حي ابو سياف في حلب. فقد تعارفا في المركز الطبي في القنيطرة، حيث جاء أبو خالد، القناص في الجيش السوري الحر، لتلقي العلاج لاصابة في ساقه. وكانت حنان الممرضة التي عالجته، وانفتح قلبهما على الفور.
وأدار الاحتفال أحد قادة الجيش السوري الحر. الرفاق من ‘الجيش’ والاقرباء الذين تبقوا على قيد الحياة شقيق حنان قتل في اذار 2011 أنشدوا أناشيد الثورة، رفعوا علم الجيش الحر ووزعوا كعكة شوكلاته كبيرة على شكل قلب. بعد ساعات قليلة من ذلك بدأ القصف السوري في مدينة حلب. وينبغي الأمل في أن يكون الزوجان حديثا العهد بقيا على قيد الحياة، او نجحا في الفرار الى أحد مخيمات اللاجئين خلف الحدود.
هذا لا يعني ان الحياة افضل خلف الحدود السورية. فأكثر من 220 ألف نسمة يحتشدون في مخيمات اللاجئين في تركيا، الاردن، العراق ولبنان. نحو 10 الاف ينتظرون منذ اسبوع في معبر الحدود عند المدخل الى تركيا للحصول على التأشيرة لدخول الدولة. تركيا، التي يسكن في اراضيها نحو 80 ألف لاجيء أعلنت قبل اسبوع بان بوسعها أن تستقبل فقط حتى 100 الف لاجيء. وفي هذه الاثناء يجري فحص كل لاجيء ولاجيء، ببطء شديد.
الاردن، الذي دخل اليه بضع عشرات الاف اللاجئين (لا توجد معطيات دقيقة)، يثقل هو أيضا بالمصاعب على دخول مزيد من اللاجئين. وفي هذه الاثناء يحاول اللاجئون الذين ادخلوا الوصول الى الماء والغذاء، وبالاساس ايجاد ملجأ من الحر ومن العواصف الرملية. شاحنات تصل الى معابر الحدود، ومباني محطات الجمارك تستخدم كمآوٍ لحظية. والغذاء يطبخ على النار، والماء يؤخذ من الصنابير في محطات الجمارك. بمعنى أن من ينجح في الصمود في الطابور الطويل. في الليالي يغطي الناس أنفسهم بقليل من الملابس التي نجحوا في سحبها معهم من البيت في سوريا.
عندما ينجح اللاجئون في اجتياز الحدود، فإن ذوي الامكانيات بينهم يفضلون ايجاد مكان سكن لهم في المدن الاردنية أو التركية. آخرون وجهوا الى مخيمات اللاجئين التي اقيمت لهم. وهناك يتبين لهم انه مع أنهم لا يتعرضون لاطلاق النار إلا ان العيش يكاد يكون متعذرا.
في المخيم الاردني الزعتري يعيش اللاجئون في خيام كبيرة. القليل من ناقلات المياه توفر لهم الماء، والغذاء يأتي بارساليات غير كافية من وكالة غوث اللاجئين للامم المتحدة، والمدارس لا يمكنها أن تستوعب التلاميذ السوريين، وشبكة المجاري ليست مناسبة، وحسب الشهادات من الميدان، أصبح الزعتري مكانا نتنا.
ويشهد سكان المخيم على نقص خطير في الادوية. طبيب واحد يعالج 5 الاف مريض، الكثيرون منهم يعانون من الاسهال وغيره من الامراض. سكان المخيم، الذين يبلغ عددهم نحو 17 الفا، خرجوا قبل بضعة ايام في مظاهرة ضد ما وصفوه بانه تنكيل للسلطات الاردنية بهم. واضطر الجيش الاردني الى التدخل في المظاهرة واصيب 27 من رجال الامن الاردنيين.
ولاحقا أعاد الاردن نحو 2.000 لاجيء الى سوريا. وهو الان يطالب بـ 700 مليون دولار كمساعدة للعناية باللاجئين. وأعلنت الولايات المتحدة بانها ستمنح الاردن 100 مليون دولار، لاقامة شبكة تعليم لابناء اللاجئين في السنة القريبة القادمة، المنحة التي تدل ربما على أن فرضية العمل الامريكية هي أن الازمة لن تحل في الاشهر القريبة القادمة. وتستند هذه الفرضية ايضا على الاستراتيجية المتبعة وبموجبها لن يكون ممكنا اقامة ‘مناطق آمنة’ في الاراضي السورية، وذلك لان اقامتها سيستوجب حماية جوية معناها التدخل العسكري. وطالما لم يتغير موقف روسيا والصين من مثل هذا التدخل، فستضطر الدول المجاورة الى مواجهة تيار اللاجئين المتواصل.
وهذه مشكلة تتطور في اتجاهات خطيرة، من شأنها أن تنقل الازمة في سوريا الى اراضي الدول المجاورة. ففي تركيا مثلا، تبلغ الصحف عن توتر وصدامات بين اللاجئين السوريين والمحليين. في مدينة انطاكيا في اقليم التاي، المحاذي لسوريا، توجد أغلبية من العلويين الاتراك (تيار شيعي مختلف عن التيار العلوي السوري).
ويعارض هؤلاء المواطنون تواجد اللاجئين السوريين السُنة ويخافون من اهتزاز المبنى الديمغرافي في المدينة. ‘هم يأتون الى هنا باعداد كبيرة، يستأجرون المنازل في المدينة ويثيرون المشاكل لكل المواطنين’، ادعى مواطن تركي. ‘يأكلون في مطاعمنا ولا يدفعون. يقولون لنا انهم ضيوف على الحكومة التركية وانها هي التي ستدفع’، يقول آخر. ‘لا أحد يريدهم هنا’، يضيف صاحب محل للهواتف الخلوية الذي تزدهر أعماله التجارية بالذات بسبب اللاجئين.
حسب تقارير لشرطة الاقليم، كانت حتى الان 145 حادثة بين لاجئين ومواطنين، وأكثر من 330 لاجيء اعتقلوا. تقارير عن حالات سطو واغتصاب تملأ الصحف المحلية في انطاكيا. ويضاف اليها الصدامات على خلفية سياسية. أول أمس عقدت في المدينة مظاهرة للمواطنين واتحادات اليسار في صالح الاسد. المتظاهرون، نحو الف في عددهم، رفعوا يافطات ‘ضد التدخل الامبريالي في سوريا’، ‘بالروح بالدم نفديك يا أسد’، ‘كتف بكتف سنقاتل الفاشية الامريكية’، الى جانب صور الاسد وأتاتورك. مثل هذه المظاهرات تهز الحكومة التركية، التي تحاول نقل اللاجئين السوريين الى مدن اخرى أو بناء مخيمات بعيدة عن تجمعات العلويين.
تركيا التي خصصت حتى الان نحو 300 مليون دولار لاستيعاب اللاجئين، تخشى أيضا من أن تتحول الى مركز للتجسس وأعمال العملاء الاجانب، بسبب تواجد اللاجئين. الكشف عن شبكة تجسس ايرانية في بلدية بيادر، قرب الحدود الايرانية؛ تواجد امريكيين، فرنسيين وآخرين في المدن التي يسكن فيها اللاجئون، شائعات عن عملاء موساد يعملون بشكل حر كل هذه تغذي مخاوف الاتراك.
كما أن تركيا تعرف بان عملاء المخابرات السورية يعملون في مراكز اللاجئين وتمنع دخول الاجانب الى المخيمات. ولكن التخوف الكبير هو من اندلاع اضطرابات بين اللاجئين وأنفسهم في المخيمات أو في مراكز المدن على الحدود، ومن امكانية دخول نشطاء حزب العمال الكردي الى المخيمات تحت غطاء اللاجئين.
في المخيمات في الاردن وفي تركيا تجري صراعات بين جماعات اللاجئين. بعضها صراعات عرقية، حين يتعرض لاجئون علويون فروا من الجيش السوري الحر لاعتداءات من لاجئين سُنة، فروا من الجيش السوري. في لبنان تطورت هذه الصراعات الى معارك حقيقية، ولا سيما في مدينة طرابلس حيث ينضم اللاجئون السوريون الى صراع الميليشيات المسلحة ضد الشيعة. وفي تركيا وفي الاردن لم تبرز بعد اضطرابات عنف كهذه ولكن التخوف هو أن دورهما سيأتي هو ايضا.
هروب الاف السوريين والوضع الصعب في سوريا لا يحركان حتى الان الدول الغربية لاتخاذ خطوات كاسحة. فهي تكتفي بارسال المساعدات الانسانية التي لا تصل، كما يبدو، لكل من يحتاجها، وبالتأكيد ليس للمناطق التي يهاجمها الجيش السوري. وفي هذه الاثناء يتفاقم الوضع في المخيمات ومن شأنه أن يسفر عن عصيان مدني للاجئين في الدول المضيفة.
تسفي برئيل
هآرتس 6/9/2012
الاعلان في الدوحة عن تأسيس ‘رابطة علماء الشام’ لمناصرة الثورة السورية
الدوحة (قطر) ـ ا ف ب: اعلن الاثنين من الدوحة عن تأسيس ‘رابطة علماء الشام’ كمرجعية دينية لمساندة الثورة السورية.
وتلا الشيخ كريم راجح رئيس الرابطة البيان التاسيسي الذي جاء فيه بالخصوص ان احد اهدافها هو ‘دعم الثورة السورية المباركة والقيام بواجب جهاد الكلمة’.
ويهدف هذا الهيكل الجديد الى ‘تشكيل مرجعية شرعية تضبط الممارسات على الارض وتسوس الناس باحكام الشرع الحنيف’ كما جاء في البيان الذي تمت تلاوته خلال مؤتمر صحافي انعقد الاثنين في العاصمة القطرية.
وجاء في البيان التاسيسي ايضا ان الرابطة ‘تضم نخبة من علماء سوريا وتسعى الى ان تضم علماء بلاد الشام’.
وبالاضافة الى ذلك نوه الشيخ كريم راجح الى ان من مهام الرابطة ‘الحفاظ على الاعتدال في التدين وترشيد الافكار عصمة لها من الغلو والتطرف’.
وشدد البيان التاسيسي على ‘تساوي جميع السوريين امام القانون ونبذ الطائفية (…) ومحاكمة المتسببين في اراقة الدماء (…) و كشف زيف علماء السوء’.
كما نوه رئيس الرابطة الى استقلاليتها عن الشرق و الغرب، وقال ‘ليس لنا ارتباط لا بالدول الغربية ولا الشرقية ولا حتى حيث نوجد الان’.
ويذكر ان انشاء رابطة علماء الشام هو في الواقع ‘اعادة تأسيس لها من جديد’، حيث تم انشاؤها في سنة 1947 لتنتهي في بداية السبعينات مع ظهور نظام الرئيس السوري السابق حافظ الاسد.
الابراهيمي يطلق مهمته ‘الصعبة جدا’ ويُحذِّر من خطورة استمرار تدهور الأوضاع في سورية
القاهرة ـ ا ف ب: اطلق الموفد الدولي والعربي الخاص بسورية الاخضر الابراهيمي في القاهرة الاثنين مهمته ‘الصعبة جدا’ وسط دعوات للتحقيق في ‘جرائم حرب’ قد تكون ارتبكت في هذا البلد حيث قتل 160 شخصا الاحد بينهم 27 بتفجير في حلب.
وفي اول زيارة له للمنطقة منذ توليه منصبه مطلع ايلول (سبتمبر) خلفا للامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان، قال الابراهيمي ‘ادرك تمام الادراك بان المهمة صعبة جدا، الا انني رايت ان من حقي ان احاول قدر المستطاع ان اقدم مساعدة للشعب السوري’.
واضاف للصحافيين بعد محادثات مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ‘انني في خدمة الشعب السوري وحده’.
وتابع الابراهيمي انه سيذهب الى دمشق خلال ‘الايام القليلة المقبلة للقاء المسؤولين هناك وعدد من مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين’ ، معبرا عن امله فى لقاء الرئيس السوري بشار الاسد خلال الزيارة اذ قال ‘آمل ولكن لا اعرف’.
وعقد وزير خارجية مصر محمد عمرو جلسة مباحثات الأحد مع الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سورية وذلك بمقر وزارة الخارجية بالقاهرة.
وردا على سؤال حول الهدف من الاجتماع الرباعي لكبار مسؤولي وزارات خارجية مصر وتركيا والسعودية وإيران تمهيدا للاجتماع بين وزراء خارجية الدول الأربع بشأن سورية، أشار الوزير محمد عمرو عقب المباحثات فى هذا الصدد إلى الاجتماع الرباعي الذي انعقد الاثنين على مستوى نواب وزراء الخارجية بالقاهرة للبدء في نظر المبادرة المصرية والتباحث بشأن الأمور ذات الصلة وذلك تمهيدا للقاء سيتم بين وزراء خارجية الدول الأربع فى الأيام القادمة.
وحول ما إذا كانت المبادرة المصرية تتضمن أي تفاصيل عن وضع الرئيس بشار الأسد ، قال عمرو: ‘من المبكر أن نقول إن هناك قرارا حول وضع الأسد لأننا في بداية اجتماعات لبحث كل ما هو مطروح من موضوعات .. ومن المبكر القول إن هناك مواقف أو إن هناك قرارا معينا فكلها أمور ستظهر بالتدريج خلال الاجتماعات القادمة’.
وحول وجود خطة للتحرك، قال عمرو ‘لا يوجد خطة حاليا ولكن هناك خطوطا عريضة تمت الإشارة إليها فى البيان’.
وأضاف أن ‘كل شيء قابل للنقاش بالطبع.وقد ذكرنا أن هذه المجموعة مفتوحة لأي إسهامات أو أي طرف يرى أن لديه القدرة على الإسهام في هذا المجهود.. ونحن نرحب بأي إسهام من أي طرف آخر’.
وعن إمكانية إيجاد مخرج إقليمي للأزمة السورية في ضوء اجتماعات القاهرة، أوضح أن هذا ما سيظهر في الأيام القادمة خلال تلك الاجتماعات.
وحول التداخل بين مساري وجود مبعوث أممي عربي مشترك وهو الإبراهيمي وكذا الاجتماعات الرباعية في مصر أوضح عمرو أن ‘أي جهد لحل المشكلة السورية هو جهد مشكور ونرجو أن يتم حل المشكلة السورية من خلال أي جهد’.
من جانبه، قال الإبراهيمي إنه تم خلال لقائه مع وزير الخارجية المصري استكمال ما تم بحثه ظهر اليوم مع الرئيس محمد مرسي.
وأضاف ‘تم الاتفاق على أن نواصل اتصالاتنا ومتابعة التشاور خدمة للشعب السوري ومساعدة له على الخروج من محنته’.
وكان الابراهيمي ندد الاسبوع الماضي بالحصيلة ‘الهائلة’ للضحايا في سوريا حيث قتل 27 الف شخص بحسب ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان منذ بداية الحركة الاحتجاجية منتصف اذار (مارس) 2011 والتي سرعان ما تحولت الى نزاع مسلح.
موسكو تدعو إلى «اتفاق طائف سوري»… والقاهرة تعدّ للقاء «مجموعة الاتصال الرباعية»
الإبراهيمي «المتشائم» إلى دمشق خلال أيام
تعمل «مصر الجديدة» على توسيع دورها في المنطقة عبر استضافة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي و«مجموعة الاتصال الرباعية»، التي بادرت إليها، لحلّ الأزمة السورية، بينما دعت موسكو إلى «اتفاق طائف» سوري كحلّ
وصف المبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي مهمته بـ«الصعبة جداً»، في حين بدأت مصر بالاستعدادات العملية لاستضافة لقاء «مجموعة الاتصال الرباعية» حول سوريا، بينما تستعدّ هولندا لاستضافة اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» لتوسيع نطاق العقوبات ضد النظام السوري. وحطّ مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي يوم أمس بالقاهرة، ليبدأ «عملياً» مهامه. وقال الإبراهيمي إنه سيقوم، خلال أيام، بأول زيارة لسوريا بعد توليه المنصب ويأمل الاجتماع مع الرئيس بشار الأسد.
ووصف الابراهيمي، في تصريحات للصحافيين بمقر الجامعة العربية، مهمته بأنها صعبة. وقال «أدرك تمام الإدراك إنّها مهمة صعبة جداً ولكن رأيت أنه ليس من حقي أن أرفض أن أحاول قدر المستطاع أن أقدم ما أمكن من مساعدة للشعب السوري». وقال إنه سيزور سوريا «خلال الايام القليلة المقبلة للقاء المسؤولين هناك وعدد من مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين». وأضاف أن مكتب الأمم المتحدة في دمشق سوف يتمّ تحويله الى مكتب خاص له لمتابعة مهمته هناك، مؤكداً تعيين الدبلوماسي الكندي من أصل مغربي مختار لماني لرئاسة هذا المكتب. وسئل إن كان سيلتقي بالرئيس السوري، فقال «أملي في ذلك لكن لا أعرف».
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المتحدث الرئاسي ياسر علي، بعد اجتماع الإبراهيمي ومحمد مرسي، أن الرئيس المصري «أكد استعداده لمساندة مبادرة الإبراهيمي حرصاً على دماء السوريين». وأضاف المتحدث أن مرسي «أكد أن التنسيق بين مبادرة اللجنة الرباعية والجهود التي يقوم بها مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة قائم».
في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أنّ اجتماعاً رباعياً على مستوى كبار المسؤولين في مصر وإيران وتركيا والسعودية عقد لبحث الازمة السورية في القاهرة. وأكدت طهران مشاركتها في أول اجتماع «لمجموعة الاتصال» حول سوريا، التي لم يعلن عنها رسمياً من قبل. وصرح وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أنّ الاجتماع الرباعي على مستوى كبار المسؤولين يهدف الى الاعداد لاجتماع وزراء خارجية الدول الأربع «خلال الأيام المقبلة».
ووصل إلى القاهرة، أمس، وفد من وزارة الخارجية التركية برئاسة السفير عمر أونهو لحضور الاجتماع، بينما قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية نزيه النجار، في بيان، «تفعيلاً للمبادرة الرباعية التي أطلقها الرئيس المصري محمد مرسي بشأن الأزمة السورية، بمشاركة كل من جمهورية تركيا وإيران الإسلامية والسعودية، والهادفة لمواجهة تدهور الأوضاع في سوريا وإيقاف نزيف الدم من خلال إطلاق عملية سياسية تهدف لتحقيق تطلعات الشعب السوري، تجتمع اليوم بمقر وزارة الخارجية المصرية وفود من وزارات خارجية الدول الأربع برئاسة كبار المسؤولين فيها». وأضاف بأنه سيتم خلال الاجتماع «تبادل وجهات النظر حول تطورات الاوضاع المأساوية في سوريا والسبل الكفيلة بوقف حمامات الدم، خاصة وأن التداعيات السلبية ستصيب الجميع إذا تعثر التوصل لحلّ للأزمة». وأضاف أنّ «مصر ستركزّ على الخروج بتوافق حول عدد من الثوابت، أهمها الوقف الفوري لأعمال القتل والعنف والحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها ورفض التدخل العسكري الخارجي في سوريا، وضرورة إطلاق عملية سياسية بمشاركة مختلف أطياف الشعب السوري ومكوناته، وصولاً لتحقيق آمال وتطلعات الشعب، بما في ذلك مهمة المبعوث العربي الأممي المشترك الاخضر الإبراهيمي». وأكد المتحدث أنّ المجموعة الرباعية «منفتحة على أيّ مساهمات إيجابية من أطراف أخرى مستقبلاً، وأنها تسعى للتنسيق ودعم كافة الجهود الرامية لإيجاد حلّ سياسي للأزمة».
وفي طهران، قال المتحدث باسم الحكومة رامين مهمانبرست، إن «نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان توجّه الى القاهرة للمشاركة في الاجتماع». وأضاف المتحدث أنّ «مشاركة إيران في هذا الاجتماع تندرج في اطار الجهود لحلّ الازمة السورية، وهو ما سيتيح أيضاً الاستماع الى المواقف المصرية».
من جهته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، «دعم الجامعة الكامل لمهمة الاخضر الابراهيمي، رغم اقرارها بأنها صعبة وشبة مستحيلة»، مضيفاً أنّه «يقدّر تقديراً كبيراً قبول الابراهيمي لهذه المهمة، التي تهدف الى ايجاد مخرج لما يدور في سوريا، وخاصة أنّ الحالة تتدهور من سيئ الى أسوأ والدماء السورية تراق كل يوم».
في السياق، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن خطة المبعوث الأممي السابق كوفي أنان وقرارات مؤتمر جنيف يجب أن تكون القاعدة التي ستبنى على أساسها التسوية في سوريا. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بوغدانوف قوله «نحن نقول ان هذه الاقتراحات مطروحة، وأهم شيء هو أنه ليس هناك بديل لها. واذا كانت لديكم أفكار بديلة بناءة وفعالة، فأهلاً وسهلاً، دعونا نناقشها». وتابع «نحن نعتقد أنه حتى هذه اللحظة لم تتبلور أي خطة رقم 2 بدلاً عن خطة كوفي أنان، والبيان الختامي لاجتماع جنيف وقرارات مجلس الأمن المبنية على دعم وتأييد وضرورة تطبيق خطة كوفي أنان».
كذلك أشار بوغدانوف الى أنّ تنحي الرئيس السوري بشار الأسد شرطاً لبدء الحوار أمر غير واقعي. وفي تصريح لصحيفة «لو فيغارو»، أعلن بوغدانوف أنّ روسيا تقترح على شركائها الغربيين تنظيم مؤتمر يضمّ «كل أطراف النزاع». ولفت، في المقابلة التي سوف تنشر في عدد اليوم، «نقترح على شركائنا الغربيين تنظيم مؤتمر بين جميع أطراف النزاع، على غرار المؤتمر الذي أنهى الحرب الاهلية اللبنانية العام 1990. ينبغي أن يضمّ هذا المؤتمر ممثلين للمعارضة والنظام وأيضا ممثلين للمجموعات المسيحية والعلوية والدرزية». بدوره، أكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن حكم الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال صلباً، معلناً أن الأسد سيتنحى إذا اختار السوريون قائداً آخر في الانتخابات.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الهولندية، أمس، أن مجموعة «أصدقاء سوريا» ستلتقي في هولندا الاسبوع المقبل لتوسيع نطاق العقوبات، وتشديد بعض الاجراءات ضد النظام السوري.
وسيعقد الاجتماع في 20 أيلول، ويأتي بعد موافقة الاتحاد الاوروبي على ضرورة تشديد العقوبات ضد الدائرة المحيطة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الوزارة، في بيان، إنّ «الاجتماع يهدف الى تبنّي عدد متزايد من الدول عقوبات ضد نظام بشار الاسد». وأضافت أن «تطبيق مثل هذه الاجراءات في القطاع المالي سيكون من بين القضايا الرئيسية التي سيناقشها الاجتماع».
وسيفتتح وزير الخارجية الهولندي يوري روزنثال الاجتماع، الذي ستشارك فيه «ما بين 50 الى 60 دولة من بينها الدول المجاورة لسوريا، وممثلون عن الجامعة العربية»، بحسب البيان.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)
سفيرة الأمم المتحدة أنجلينا جولي في مخيم الزعتري في الأردن
وكالات
تقوم سفيرة النوايا الحسنة الأمم المتحدة أنجيلينا جولي، اليوم الثلاثاء بزيارة الى مخيم الزعتري في الأردن الذي يأوي آلاف اللاجئين السوريين تتفقد خلالها أوضاعهم، على أن تعود بعدها إلى عمان للقاء وزير الخارجية، ناصر جودة.
وقد تزامن مع زيارتها استنفاراً أمنيا شديداً وأغلقت الأبواب الرئيسية للمخيم .
وشهد مخيم الزعتري الواقع في المنطقة الشمالية الشرقية لمحافظة المفرق والبالغة مساحته أحد عشر ألف دونم والذي يضم قرابة 35 ألف لاجئ زيارات كثيرة من شخصيات عالمية وعربية مختلفة هدفها الإطلاع على واقع أولئك اللاجئين.
وكان رئيس الوزراء الاردني فايز الطراونة أكد في وقت سابق ان اعداد اللاجئين السوريين في المملكة، التي فر اليها قرابة 200 الف سوري هربا من العنف في بلدهم، باتت تتجاوز قدراتها.
وقال الطراونة “اعداد هؤلاء تجاوزت قدراتنا وقد تجاوزت حتى توقعاتنا، ونتوقع لجوء المزيد مع تدهور الاوضاع في سوريا خصوصا في جنوبها”.
واضاف “نحن نواجه ازمة تزايد اعداد اللاجئين السوريين ونتحمل اعباء كبيرة في مختلف المجالات وخاصة في مجال المياه”.
وكانت الحكومة الاردنية اعلنت السبت حاجتها الى 700 مليون دولار لاستضافة نحو ربع مليون مواطن سوري بين لاجىء ومقيم.
ويعبر يوميا مئات السوريين الشريط الحدودي مع الاردن بشكل غير رسمي، هربا من القتال الدائر بين قوات الجيش السوري والمعارضة المسلحة والذي اسفر عن اكثر من 26 الف قتيل منذ اذار/مارس 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويقطن الكثير من اللاجئين في مساكن موقتة في مدينة الرمثا (شمال) قرب الحدود مع سوريا او لدى اقارب او اصدقاء لهم في المملكة، اضافة الى نحو ستة وعشرين الف لاجىء في مخيم الزعتري (85 كلم شمال) الذي يفترض ان يتسع لنحو 120 الف شخص.
وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة فان عدد اللاجئين المسجلين في المملكة تجاوز 46 الفا.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/760992.html
بان كي مون يطالب بإحالة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا إلى العدالة
بيلاي تدين طرفي الأزمة.. وآموس: المجتمع الدولي يفشل
واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»
طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإحالة المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب في سوريا إلى القضاء، في الوقت الذي أعربت فيه المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي عن صدمتها من التقارير حول مذبحة داريا الشهر الماضي، وطالبت بتحقيق فوري في الحادث، مدينة طرفي الأزمة السورية معا في الانتهاكات.. بينما كتبت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس لصحيفة «التايمز» البريطانية مقالا لخصت في عنوانه القائل: «سوريا في مأساة إنسانية.. ونحن نكتفي بالمشاهدة»، واقع الأزمة التي تحدث على الأرض.
وقال مون في كلمته التي ألقاها في افتتاح الدورة الحادية والعشرين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف الاثنين والتي تستمر لمدة ثلاثة أسابيع: «علينا أن نتأكد من أن أي شخص من كلا الطرفين الذي قام بارتكاب جرائم حرب، أو جرائم ضد الإنسانية، أو انتهاكات لحقوق الإنسان، أو للقانون الدولي الإنساني، أنه سيمثل أمام القضاء». ودعا أطراف النزاع إلى التحرك لإنهاء الأزمة والصراع الجاري بالطرق السلمية، والالتفاف حول الجهود التي يبذلها المبعوث الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي.
وانتقد مون انقسام مجلس الأمن الدولي حول سبل التعامل مع الأزمة السورية، وعدم أخذه بتوصيات مجلس حقوق الإنسان، مؤكدا أن هذا الانقسام أسهم في تعقيد جهود المجتمع الدولي لتسهيل عملية الانتقال الديمقراطي وتعزيز السلام الذي يسعى إليه الشعب السوري. وحث المجلس على مواصلة مراقبته للأوضاع في سوريا بما في ذلك محاسبة المسؤولين عن العنف وانتهاكات حقوق الإنسان.
وأشاد مون بدور مجلس حقوق الإنسان في تناول القضية السورية، وأبدى قلقه الشديد من القصف الجوي الذي تشنه القوات النظامية ضد المدنيين وتصاعد التوترات الطائفية وتراجع الوضع الإنساني واختيار طرفي الأزمة للحل العسكري بدلا من الحوار.
من جانبها، أدانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا، وقالت في كلمتها أمام المجلس الذي يضم 47 عضوا إن «تصرفات الحكومة السورية قد تصل إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وأشعر بصدمة كبيرة من التقارير حول مذبحة داريا الشهر الماضي، وأطلب تحقيقا فوريا في الحادث، وأطالب الحكومة بتأمين وصول لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشكل كامل دون عراقيل».
وأضافت بيلاي أن «استخدام الأسلحة الثقيلة من قبل القوات الحكومية وقصفها للمناطق المأهولة بالسكان يتسبب في سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين ونزوح عدد كبير من السوريين داخل وخارج بلادهم والتسبب في وضع إنساني مأساوي».
كما ألقت بالمسؤولية على القوات المعارضة وقالت: «أنا قلقة بنفس القدر من الانتهاكات التي ترتكبها القوات المعارضة، ومنها القتل، والإعدام خارج ساحات القضاء، والتعذيب، إلى جانب استخدام العبوات الناسفة بدائية الصنع».
كانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان قد صوتت مرارا لصالح إدانة الحكومة السورية في تعاملها مع المعارضة، لكن صوتت روسيا والصين وكوبا ضد أي قرارات للمجلس تدين سوريا، كما طالب مجلس حقوق الإنسان عدة مرات بإحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، حيث يتوجب على مجلس الأمن أن يصدر القرار بذلك، إلا أن معارضة الصين وروسيا لتحميل النظام السوري مسؤولية الأزمة، حالت دون ذلك.
ومن المقرر أن تقدم لجنة التحقيق الدولية – المكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا – تقريرها حول سوريا في السابع عشر من الشهر الجاري والتي تتضمن أسماء للمسؤولين عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سوريا. وتلقي المسودة الأولي للجنة مسؤولية ارتكاب جرائم ضد الإنسانية على كل من المسؤولين من القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في سوريا.
وفي سياق متصل، كتبت منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري آموس، في مقال لها بصحيفة «التايمز» البريطانية أمس مقالا تحاول فيه إيجاز الوضع على الأرض في سوريا، تحت عنوان: «سوريا في مأساة إنسانية.. ونحن نكتفي بالمشاهدة»، أشارت فيه إلى الصعوبات التي تواجه جهود الإغاثة للنازحين بالداخل والخارج من فرط العنف.
وقالت آموس إن «المجتمع الدولي، الذي فشل في وقف إراقة الدماء، يفشل الآن أيضا في التصدي لعواقبها.. ويترك الملايين من المواطنين السوريين العاديين لمواجهة محنتهم بمفردهم. ونظرا لتصاعد العنف واقتراب فصل الشتاء، لن يزداد الوضع إلا سوءا. في مواجهة هذه المأساة الإنسانية، يجب علينا أن نفعل المزيد».
وحاولت آموس وضع نقاط للحلول، فأشارت إلى ضرورة أن تستخدم «الجهات المعنية الرئيسية نفوذها للضغط على الأطراف المشاركة في القتال من أجل وقف العنف، واحترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بأمان ومن دون تدخل». كما ينبغي عليهم أن «يوضحوا لجميع أطراف النزاع أن أحدا لن يفلت من العقاب على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الجسيمة الأخرى لحقوق الإنسان».
ولمحت آموس إلى أن إنشاء مناطق عازلة دون ضمانات كافية لا يضمن حماية أرواح المدنيين. وطالبت المجتمع الدولي بزيادة دعمه لجهود الإغاثة حتى تتوافر القدرة على تلبية حاجات ملايين السوريين. وأيضا ضرورة زيادة الدعم المقدم إلى جيران سوريا.
واختتمت آموس بقولها: «وأخيرا، يجب على البلدان المجاورة والقوى الإقليمية وأعضاء مجلس الأمن بذل المزيد من الجهد لتعزيز السلام وحماية السكان المدنيين. إن الأمم المتحدة أسست، كما تشير الجملة الأولى من ميثاقها، كي تنقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب. ولكننا اليوم نخذل الشعب السوري، وبالنسبة إلى الآلاف منهم، فلقد فات الأوان بالفعل. لقد حان الوقت للوقوف إلى جانب الشعب السوري ووضع سلامة مواطنيه وحقوقهم الإنسانية وكرامتهم في المقام الأول».
مجزرتان في التضامن وزملكا في دمشق و«الجيش الحر» يستهدف مراكز أمنية
لجان التنسيق: النظام يتبع سياسة عقابية لهدم منازل السوريين
بيروت: ليال أبو رحال
أعلن ناشطون سوريون أمس عن اكتشاف مجزرتين جديدتين، الأولى في زملكا في ريف دمشق، حيث عثر على مقبرة جماعية تضم 17 جثة، والثانية في حي التضامن في دمشق وطالت 36 شخصا، بينما استهدفت كتيبة في «الجيش السوري الحر» باسم تجمع أنصار الإسلام في «الجيش السوري الحر» مقرين عسكريين مساء أول من أمس، هما كتيبة الدفاع الجوي في مدينة عدرا في ريف دمشق، ومقر الأمن العسكري في البوكمال في دير الزور، في عمليتين وصفهما ناشطون سوريون بأنهما نوعيتان وأدتا إلى مقتل وإصابة العشرات من العناصر النظامية. وأكد نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «عمليات الجيش الحر مستمرة ضد النظام الأسدي وتهدف إلى ضربه في مفاصله كافة»، معتبرا أن «كل مفصل يتعلق بالجيش الأسدي يعد هدفا للجيش الحر بعدما لم يعد يمارس دوره كجيش وطني».
وقال إن الجيش النظامي «يمارس القتل ضد الشعب السوري، وهو مستهدف من قبل «الجيش الحر»، مؤكدا أن «النظام السوري يستخدم قوته كلها والطيران الحربي المقاتل والصواريخ والمدافع لقصف المناطق والمدنيين، بينما نتصدى له ولطيرانه الحربي بالرشاشات والأسلحة البسيطة». وانتقد الكردي «إحجام المجتمع الدولي عن مساعدة الشعب السوري وعدم تقديمه أي دعم أو مساعدة لنا كجيش حر، لكننا رغم ذلك نتصدى بالإمكانيات المتوفرة لدينا».
وكانت قوات الأمن السورية قصفت بالمدفعية أمس أحياء دمشق الجنوبية والتضامن والحجر الأسود ومخيمي اليرموك وفلسطين، في موازاة إعلان لجان التنسيق المحلية في سوريا عن «اكتشاف مجازر عدة ارتكبتها قوات النظام في حي التضامن طالت 36 مدنيا، بينهم نساء تم إعدامهم ميدانيا»، تم العثور على جثثهم في أنحاء عدة من الحي. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «ما لا يقل عن أربعة من القوات النظامية قتلوا إثر استهداف آليتهم في الحي الذي يتعرض للقصف ويشهد اشتباكات في أنحائه».
وبينما تعرضت مناطق الزبداني والعبادة والافتريس وحمورية للقصف، بث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد فيديو تظهر العثور على مقبرة جماعية في زملكا، تضم سبع عشرة جثة مجهولة الهوية، كبلت أيدي أصحابها قبل تصفيتهم. وتعيش أحياء في العاصمة دمشق وريفها ظروفا صعبة، تحديدا في حي الحجر الأسود، حيث أشارت منظمة «آفاز» الحقوقية إلى تدهور الوضع الإنساني والمعيشي فيه، مشيرة إلى حركة نزوح كثيفة منه باتجاه مدينة القنيطرة ومخيم اليرموك ومحافظة درعا. ونقلت عن ناشطين قولهم إن «الأفران الرئيسية في منطقة الحجر الأسود توقفت تماما عن العمل، بعدما قامت وزارة التموين بوقف تسليم هذه الأفران حصتها من الطحين، ما اعتبره الناشطون عقابا لأهالي الحجر الأسود بسبب مساعدتهم للنازحين من المناطق الأخرى ومعالجتهم للجرحى».
وفي حلب قصفت قوات الأمن السورية أحياء عدة في المدينة، وتعرضت أحياء السكري وكرم الجبل لقصف عنيف أدى إلى سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في حي العامرية وأدت إلى مقتل جندي نظامي وسقوط عدد من الجرحى من القوات النظامية»، مشيرا إلى «خمسة مدنيين على الأقل بينهم امرأة وناشط قتلوا في غارات جوية استهدفت أحياء المرجة والصاخور وهنانو وطريق الباب».
إلى ذلك، اتهمت لجان التنسيق المحلية النظام السوري باتباع «سياسة ممنهجة تستهدف إلحاق أكبر دمار ممكن لمدن وبلدات سوريا، تحقيقا لشعار «الأسد أو نحرق البلد». وهو يقوم بذلك بالوسائل الحربية، وكذلك باللجوء إلى سياسة الطرد القسري للمدنيين من بيوتهم وهدم المنازل بيتا بيتا».
وذكرت أنه أثناء وبعد «الهجوم العسكري الضخم» خلال الشهرين الفائتين على حيي كفرسوسة وبساتين الرازي المزة والأحياء التي يطلق عليها «مناطق المخالفات» في دمشق، قامت حكومة النظام «بالإعلان عن نيتها تنفيذ عمليات هدم إداري للمنازل في هذه الأحياء، بحجة (التنظيم العمراني).
وفي الأسابيع التي لحقت الهجوم قامت جرافات البلدية، مدعومة من قبل دبابات الجيش وجنود المشاة والشبيحة، بالدخول بشكل يومي إلى تلك المناطق، في عملية هدم ممنهج للمنازل بيتا بيتا، مع تدمير المحاصيل الزراعية، وقلع حواكير الصبارة بكاملها التي طالما ميزت ودعمت الحياة الاقتصادية والاجتماعية في تلك الأحياء».
وشددت على أن «النظام يستخدم قوانين التنظيم العمراني كأداة للقمع السياسي وكشكل من أشكال العقاب الجماعي لإزالة أي إمكانية للعيش في تلك الأحياء»، مؤكدة أنه «في ظل هذه الظروف فإن هدم المنازل الإداري يجري بشكل عقابي وكأداة حرب غير شرعية، ولا يجد القاطنون في ما يختبرونه من هدم لمنازلهم بشكل إداري أي فرق بينه وبين القصف العشوائي».
طلاس: الاستخبارات الفرنسية أخرجتني من سوريا.. وأرفض التدخل العسكري
قال إن النظام السوري قد يستخدم أسلحة كيماوية في حال تضييق الخناق عليه
لندن: «الشرق الأوسط»
أكد العميد المنشق مناف طلاس، وهو أرفع ضابط سوري ينشق عن النظام، أمس أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية تولت إخراجه من سوريا. كما أعلن رفضه لأي تدخل عسكري خارجي، مطالبا عوضا عن ذلك بتسليح الثوار في سوريا.
وقال طلاس في مقابلة مع قناة «بي إف إم» الإخبارية الفرنسية إن «أجهزة فرنسية ساعدتني في الخروج من سوريا وأنا أشكرها».. لكن الإدارة العامة للأمن الخارجي في فرنسا لم تشأ التعليق على تلك التصريحات في اتصال لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف طلاس، وهو نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس: «أعلنت انشقاقي عن النظام في شهر مارس (آذار). منذ بدء الثورة، التقيت الثوريين والمتمردين.. وشعرت منذ الأيام الأولى، ومنذ الأشهر الأولى، بأن النظام يكذب على الجميع. لهذا السبب انشققت أولا وبقيت في مكتبي».
ورفض العميد السابق «أي تدخل أجنبي في سوريا، مهما كان الشكل الذي سيتخذه هذا التدخل». ودعا في المقابل المجتمع الدولي إلى تسليح المعارضة السورية، وقال: «حتى الآن، حقق الشعب السوري انتصارات كثيرة وينبغي دعمه ومساعدته وتسليحه». وتابع: «حين يتم تنظيم الجيش السوري في شكل جيد، حين يحظى بالدعم المطلوب، الدعم المادي المطلوب، عندها سيكون هذا الجيش قادرا على الاتجاه نحو النصر».
وردا على سؤال عن وجود إسلاميين سوريين وأجانب في سوريا، قلل طلاس من أهمية هؤلاء، وقال: «هناك بالتأكيد عشرون في المائة إسلاميون، لكنهم ليسوا سوى أقلية. الشعب السوري لم يكن يوما شعبا متطرفا».
وحذر طلاس، الذي كان من المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد قبل انشقاقه، من استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية، وقال: «النظام قادر على استخدام كل أنواع الأسلحة.. إذا تم تضييق الخناق عليه.. يمكن أن يستخدم هذا النظام أسلحة كيماوية. إنها استراتيجيا ممكنة».
وكان طلاس، الذي كان قائد الفرقة 105 في الحرس الجمهوري الذي يعتبر عصب النظام، أعلن انشقاقه عن النظام السوري في يوليو (تموز)، داعيا إلى عملية انتقالية في بلاده ومحملا النظام المسؤولية عن الأزمة.
وقال طلاس في بيان إعلانه الانشقاق: «أطل عليكم مترحما على شهداء هذه الثورة العظيمة، وداعيا لفعل المستحيل من أجل الحفاظ على وحدة سوريا وضمان الشروع في بناء سوريا الجديدة، سوريا التي لا تقوم على الانتقام أو الإقصاء أو الاستئثار؛ فواجبنا اليوم كسوريين هو تطمين بعضنا البعض، وتفويت الفرصة على هذا النظام وكل من يريد تأجيج الصراع بيننا كسوريين». وأكد طلاس مطلع الشهر الجاري أن المفتاح الرئيسي للوصول إلى مرحلة انتقالية سياسية في سوريا يتمثل في توفير ما وصفه بـ«شبكة أمان واسعة، سعيا لإقناع الطائفة العلوية بأنها لن تتعرض لمذبحة إذا انشقت عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد».
وكانت وزارة المالية السورية قررت مطلع الشهر الجاري الحجز احتياطيا على أموال مناف طلاس، وكذلك رئيس الحكومة السورية رياض حجاب، وعدد من أفراد عائلتيهما. وذلك وفقا لقانون مكافحة الإرهاب الذي صدر هذا العام وقانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
أنقرة تسعى لنزع فتيل «النزاع الطائفي» من أراضيها بنقل اللاجئين السوريين إلى «العمق»
مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط»: القرار للمحافظة على أمنهم
أنطاكية (جنوب تركيا): ثائر عباس
تسعى تركيا بقوة لمنع امتداد الأزمة السورية إلى مناطقها الحدودية، مع وجود عاملي التفجير على أرضها، السكان العلويين الأتراك من أصول سورية، والنازحين السوريين الهاربين إليها جراء القمع المتنامي في بلادهم.
ومع تزايد الاحتكاكات بين الجانبين، والشكاوى الكثيرة التي يقدمها نازحون سوريون عن ممارسات ترتكب بحقهم، وما قابلها من حملة كبيرة يقوم بها حزب الشعب الجمهوري ضد النازحين تحت عنوان عدم «انخراط بلادهم في الحرب الغربية على سوريا»، اتخذت السلطات التركية قرارا بالفصل بين الطرفين عن طريق إجلاء النازحين إلى العمق «العثماني» البعيد عن الحساسيات الطائفية والعرقية.
وقال مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» إن القيادة التركية اتخذت قرارها بناء للملابسات التي تحصل في تلك المناطق، واضعا هذه الخطوة في إطار «حفظ أمن النازحين».
ويقول ناشطون سوريون لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات التركية بدأت بحملة متصاعدة تهدف إلى نقل النازحين السوريين الذين لا يحملون أوراقا ثبوتية إلى داخل المخيمات المنتشرة في المناطق الحدودية، مشددين على أن الخطوة التركية لم تتجاوز حتى الساعة حدود «الطلب»، ولم ترتقِ إلى درجة الأوامر.. من دون أن يستبعدوا تحولها إلى أوامر في وقت لاحق، خصوصا بالنسبة إلى النازحين من دون أوراق ثبوتية. أما الذين دخلوا الأراضي التركية بجوازات السفر عن طريق المعابر الحدودية فقد تم الطلب إليهم بالتفكير جديا بمغادرة مساكنهم إلى العمق التركي.
ونقل تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أتراك أن السوريين الذين يحملون جوازات سفر ودخلوا البلاد بطريقة شرعية أحرار في البقاء في تركيا، ولكنهم عليهم الانتقال شمالا بعيدا عن الحدود والتقدم بطلب تأشيرة في واحدة من أربع مدن على بعد مئات الأميال. وذكر التقرير أن هذه الاستراتيجية المقبولة واستخدمت في أزمات أخرى للاجئين تهدف إلى تفرقة السوريين وإبعادهم عن أي أعداء محتملين.
وكشف مصدر تركي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن سلطات بلاده اتخذت قرارا في وقت سابق بنقل حتى المخيمات الموجودة إلى العمق. وأوضح المصدر أن القرار أخذ طريقه إلى التنفيذ مع تدشين مخيم «كيليس» الذي يتسع لنحو 10 آلاف نسمة، لكنه تعرقل مع تدفق اللاجئين الكبير نحو الأراضي التركية بعد بدء معركة حلب، ما أرجأ مجددا عملية الإجلاء التي توقع المصدر أن تأخذ وقتا أطول نتيجة وجود 13 ألف لاجئ سوري ينتظرون عند الحدود؛ بدأ الأتراك السماح لهم بالدخول على دفعات منذ 5 أيام، وسيضافون إلى نحو 80 ألف لاجئ سبقوهم، و40 ألف سوري آخرين دخلوا البلاد بطريقة شرعية ويستأجرون مساكن خارج المخيمات.
وقد حذا بعض النازحين المقتدرين، ومتوسطي الحال، بالإضافة إلى ناشطين وعائلاتهم حذو هؤلاء باستئجار منازل في مناطق مختلفة من أنطاكية وجوارها هربا من شظف العيش في هذه المخيمات وتقييد حركتهم فيها. الأمر الذي يتهرب منه الناشطون السوريون الذين يعملون في مجالات مختلفة لمساعدة النازحين، وعناصر الجيش الحر، مستفيدين من «التسامح» التركي وغض نظر السلطات.
وتحول المنزل الذي استأجره الناشط السوري جميل صائب إلى ما يشبه «المضافة المفتوحة» حيث يحل عليه الناشطون المقبلون من سوريا، وأولئك الذاهبون إليها. وبالإضافة إلى عمله في مساعدة النازحين ومحاولة تأمين الدعم للشبان الذين يقاتلون النظام في سوريا، يقوم جميل صائب بدور إضافي يتمثل بالسعي إلى تذليل الصعوبات التي تواجه النازحين. غير أن مسعاه هو أيضا قد يصطد بجدار الإجراءات الجديدة لعدم امتلاكه أوراقا ثبوتية، والتي قد ينقذه منها بعض «التفهم» التركي نتيجة وصول جواز سفره أمس فقط إليه في تركيا، بحيث يتم دمغه بالخاتم التركي كداخل شرعي إلى البلاد.
جميل الذي نقل والدته من المخيم إلى المنزل الجديد، يقول إن الكثير من الشبان الذين استضافهم «لم يعودوا»، مشيرا إلى أن والدته تتعلق بهم وهو يفقدهم واحدا تلو الآخر.
يقول جميل إن السلطات التركية بدأت تتوجه إلى السوريين المقيمين في أنطاكية وجوارها، مطالبة إياهم بالانتقال إلى مناطق أخرى. مشيرا إلى أن السبب الذي يدلي به هؤلاء لتبرير طلبهم هو «إننا غير قادرين على حمايتكم».
وهذه الحماية هي ما يشكو الكثير من السوريين من ضعفها، جراء الممارسات التي يقوم بها مؤيدو النظام السوري من حملة الجنسية التركية. ويقول جميل إن الكثير من هؤلاء ظهر أمام الإعلام في سوريا حاملين بطاقاتهم التركية لإعلان تأييدهم لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد، مشيرا إلى معلومات تحدثت عن تسليح هؤلاء من قبل النظام وإعلانهم تشكيل لواء تحرير الإسكندرون.
ويورد ناشطون سوريون قصة شاب سوري دخل إلى أحد المتاجر التركية المتخصصة ببيع الأغراض العسكرية والكشفية، حيث اشترى جعبة للخرطوش، ليفاجأ بعد خروجه بمجموعة من الشبان الأتراك يحيطون به ويضربونه بقسوة بالغة، ليخرج مصابا بجروح ورضوض كبيرة.
ويقول جميل إن حزب «الشعب الجمهوري» المعارض بدأ تنظيم حملات مناهضة للنازحين السوريين تحت شعار رفض الحرب «ونحن نعلم أن الهدف هو رفضنا نحن لأسباب طائفية فقط». وأشار إلى مظاهرة ينظمها أنصار هذا الحزب في 15 سبتمبر (أيلول) الجاري لهذه الغاية، بالإضافة إلى تنظيمه حملات لجمع تواقيع رافضة لوجود السوريين ضمنا وللحرب علنا.
ولا يخفي سكان المنطقة من أصول علوية، غضبهم من سياسات بلادهم «المنحازة» في الملف السوري. ويقول قاسم – وهو رجل خمسيني يعمل في أحد مطاعم أنطاكية لـ«الشرق الأوسط» إن السياسات الغربية التي ينفذها (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان سوف تنعكس سلبا على تركيا، جازما بأن تركيا ستكون الهدف الثاني بعد سوريا. ويضيف: «لماذا نقوم بما نقوم به ضد إخواننا في سوريا لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.. هذا الرجل يقود بلادنا نحو الخراب». وفي إسطنبول يشير شابان تركيان، بعربية يغلب عليها طابع سكان الساحل السوري: «نحن لم نكن نتحدث العربية، لكننا اليوم نتحدثها في بيوتنا وشوارعنا..»، ويشكو الشابان اللذان يعملان في أحد فنادق المدينة من وجود «النازحين السوريين» الذين يتجولون بسلاحهم، مرددين روايات (لم تثبت رسميا) عن مقتل شرطي تركي على يد معارض سوري. ويقول أحدهما أن «هؤلاء (النازحين) لم يجلبوا إلينا سوى المصائب والفوضى»، ليضيف الآخر أننا مستعدون «حتى لحمل السلاح لمواجهة ما يجري إذا اضطررنا إلى ذلك».
وتزامنت هذه الإجراءات، مع بدء موسم الدراسة في تركيا، واضطرار نحو 5 آلاف عائلة إلى الانتقال من المدارس في مدن «عينتاب» و«أضنة» و«كلتس»، إلى مخيم «قارقاميش»، بعد أن أتمت بناءه، وذلك حسبما أفادت هيئة الإغاثة والطوارئ التركية، وبسبب إقبال العام الدراسي الجديد. وقالت الهيئة، في بيان لها، إنه تم نقل 1003 من التركمان السوريين من المدرسة التي لجأوا إليها، إلى مدينة «عثمانية»، بسبب قرب افتتاح المدارس، وإن السلطات التركية وظّفت قوات من الدرك والشرطة التركية، إضافة إلى موظفي الحماية الخاصة، للمحافظة على سلامة المخيم واللاجئين.
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية التركية «الأناضول»، تقريرا عن نقل اللاجئين قبيل قدوم المدارس، حيث أفادت الهيئات الإغاثية بأنه تم نقل 428 لاجئا سوريا اليوم، من سكن للطلاب في محافظة «ملاطيا» «وسط تركيا»، إلى محافظة قهرمان ماراش على متن 8 حافلات.
موسكو تقول إن الأسد مستعد للتنحي إذا خسر في «انتخابات»
بوغدانوف: لا أعرف مدى صدقه
قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إن «الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ روسيا أنه سيتنحى إذا اختار السوريون زعيما آخر في انتخابات». كما نقل اقتراح روسيا، على من قال إنهم شركاؤها الغربيون، بتنظيم مؤتمر يضم «كل أطراف النزاع» في سوريا، أي ممثلين للمعارضة والنظام ومختلف الطوائف.
ونقلت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية عن بوغدانوف قوله في مقابلة نشرت أمس الاثنين، بعد الاجتماع مع معارضين سوريين في باريس، إن «النظام لا يزال راسخا»، ويدعمه قطاع لا بأس به من السكان الذين يخشون من أولئك الذين قد يخلفونه، بحسب وكالة «رويترز». وقال بوغدانوف، «الأسد أبلغنا بنفسه، لكنني لا أعرف إلى أي مدى هو صادق في ذلك». وأضاف: «لكنه أبلغنا بوضوح أنه إذا لم يكن الشعب يريده، وإذا اختاروا زعيما آخر في انتخابات، فإنه سيرحل».
من جهة أخرى قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن بوغدانوف قال لذات الصحيفة، «نقترح على شركائنا الغربيين تنظيم مؤتمر يجمع أطراف النزاع، على غرار المؤتمر الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990 (مؤتمر الطائف في السعودية). ينبغي أن يضم هذا المؤتمر ممثلين للمعارضة والنظام وأيضا (ممثلين) للمجموعات المسيحية والعلوية والدرزية».
وأضاف بوغدانوف: «بالنظر إلى انقسام المعارضة والأسلحة التي تصل إلى المتمردين، فإن خطر (صوملة) سوريا موجود في حال سقط النظام بشكل عنيف غدا. ينبغي القيام بكل شيء لتفادي هذا التفتت لدولة مركزية وانفجارها بين مجموعات».
على الجانب الآخر، أوضحت وزارة الخارجية الأميركية أمس أن نائب وزير الخارجية بيل بيرنز يقوم بزيارة إلى العاصمة الأردنية عمان، وكذلك إلى بغداد أربيل العراقيتين والعاصمة التركية أنقرة في الفترة من 10 إلى 15 سبتمبر (أيلول) الحالي. وقال بيان لمكتب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إن «الزيارة تهدف إلى إطلاع قادة المنطقة على أولويات الولايات المتحدة الاستراتيجية الإقليمية»، مضيفا: «وسوف توفر زيارته إشارة قوية على التزام الولايات المتحدة في المنطقة وتعزيز جهود التنسيق الدولية على سوريا».
بيلاي تتهم نظام الأسد بجرائم حرب وبان كي مون يدعو إلى محاسبة مرتكبيها
يدفع إصرار نظام بشار الأسد على ارتكاب المجازر، التي باتت يومية، ضد الشعب السوري، هيئات ومؤسسات الأمم المتحدة إلى رفع الصوت عاليا، ووصفت مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي ما يجري بجرائم الحرب، فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى محاسبة مرتكبي تلك الجارئم.
لكن تلك الأصوات لا يبدو أنها كافية لدفع المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عملية لوقف تلك المجازر التي اودت الى الآن بحياة أكثر من 30 ألف سوري.
وعلى وقع تلك المجازر، يباشر المبعوث الدولي ـ العربي الخاص بسوريا، الأخضر الإبراهيمي، مهمته في سوريا، وقد أعلن من القاهرة أن “لا سيد لي في مهمتي إلا شعب سوريا وهدفي تحقيق مصلحته”.
بيلاي
مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي وصفت أمس، أن ما تقوم به الحكومة السورية ضد المدنيين ترقى إلى مستوى جرائم حرب وضد الإنسانية، وأعربت عن قلقها أيضاً مما ترتكبه القوات المناهضة للحكومة من أعمال قتل.
وقالت بيلاي في افتتاح الجلسة الـ21 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، “إنني قلقة بشدة بشأن النزاع الحاصل في سوريا، الذي يواصل تداعياته المدمّرة على المدنيين”. وأضافت أن “استخدام الحكومة للأسلحة الثقيلة وقصف المناطق المأهولة تسبب بخسائر كبيرة بين المدنيين، وبنزوح جماعي للمدنيين داخل وخارج البلاد وبأزمة بشرية مدمّرة.. إنني قلقة من أن ذلك قد يرقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.. وأنا قلقة كذلك بشأن الانتهاكات التي ترتكبها القوات المناهضة للحكومة، بينها القتل والإعدام خارج نطاق القضاء، والتعذيب وكذلك الاستخدام المتزايد مؤخراً للعبوات الناسفة”.
وعبّرت عن صدمتها بالتقارير حول مجزرة داريا، ودعت إلى إجراء “تحقيق فوري وشامل في الحادثة”، داعية الحكومة السورية إلى ضمان وصول لجنة التحقيق المستقلة الكامل من دون عوائق، وتقديم الدعم الكامل لمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
وجددت بيلاي دعوتها إلى المجتمع الدولي بالتغلب على الانقسامات والعمل لإنهاء العنف وانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرّض لها الشعب السوري، وبضمان محاسبة كل مرتكبيها بمن فيهم من هاجموا المراقبين الدوليين وطاقم الأمم المتحدة في سوريا.
بان كي مون
وفي جنيف أيضا، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس امام مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة الى محاكمة المتورطين بارتكاب “جرائم حرب” في سوريا.
وقال في افتتاح الدورة الحادية والعشرين لمجلس حقوق الانسان في جنيف والتي تستمر ثلاثة اسابيع “علينا ان نتأكد من ان اي شخص، من كلا الطرفين، ارتكب جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية او انتهاكات اخرى للحقوق العالمية للانسان او للقانون الدولي الانساني، سيساق الى المحاكمة”.
وعبر بان كي مون عن قلقه ايضا من “القصف الجوي للمدنيين من قبل قوات الحكومة السورية” و”زيادة التوترات الطائفية وتدهور الوضع الانساني”.
ودان اختيار الطرفين “القوة” بدلا من “الحوار”، ودعا كل الاطراف المتورطة الى دعم جهود المبعوث الدولي ـ العربي الخاص الاخضر الابراهيمي.
شهادات سورية
وقد شارك ناشطون ومدافعون عن حقوق الانسان وصحافيون ومدونون سوريون، اضافة الى بيلاي ورئيس مجلس حقوق الانسان السفيرة لورا لاسير فى فعاليات منتدى انساني عقد فى جنيف على هامش أعمال اليوم الأول للدورة 21 العادية لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة.
وتحدث الناشطون عن الانتهاكات الجسيمة التى تشهدها سوريا وتقوم بها قوات النظام وما بات يعرف باسم “قوات الشبيحة” الموالية له في كافة المناطق السورية وكذلك انعكاسات تلك الانتهاكات على حياة المدنيين فى سوريا وعلى القطاعات المختلفة فى الدولة السورية اضافة الى تطورات الأزمة وجديد تلك الانتهاكات التى تزداد يوما بعد يوم.
الإبراهيمي
وفي القاهرة، بحث الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والإبراهيمي، التطورات الجارية على الساحة السورية.
وقال مصدر ديبلوماسي عربي إن الإبراهيمي وضع أمس الأمين العام للجامعة العربية في صورة المشاورات التي أجراها في الأمم المتحدة مع أعضاء مجلس الأمن الدولي حول الأزمة السورية. وأضاف أن الجانبين ناقشا آليات تحرك المبعوث العربي الأممي في مهمته الجديدة إزاء الأوضاع القائمة في سوريا، ونتائج الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري.
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع العربي، إنه “لا يوجد سيد لي في مهمتي إلا شعب سوريا، وهدفي تحقيق مصلحة الشعب السوري”، معربا عن أمله في أن يلتقى الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته لدمشق. أضاف: “لقد جئت للقاهرة لكي أشكر الدكتور نبيل العربي على ثقته واتفاقه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتكليفي بهذه المهمة (…) أدرك أنها مهمة صعبة، ولكن رأيت أنه ليس من حقي أن أرفض أن أحاول أن أقدم ما أمكن من مساعدة للشعب السوري”.
وأعلن الاخضر الابراهيمي انه سيقوم بأول زيارة له للبلاد منذ توليه المنصب في غضون أيام وانه يأمل في الاجتماع مع الرئيس السوري بشار الاسد.
وكان الإبراهيمي، الذي وصل إلى القاهرة مساء الأحد في زيارة لمصر، تولى مهمته كمبعوث مشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية خلفاً للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان الذي استقال من المهمة عقب فشل تطبيق خطته لحل الأزمة السورية والتي تضمنت 6 نقاط.
مرسي يدعم مهمته
وخلال وجوده في القاهرة، نال الإبراهيمي دعم الرئيس المصري محمد مرسي، الذي أكد “مساندة مصر لأية جهود ترمي إلى حل الأزمة السورية ووقف إراقة دماء الشعب السوري التي تسفك يوميا”، كما أكد دعمه لجهود الأخضر الإبراهيمي مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة للوساطة للتوصل إلى حل للازمة في سوريا.
صرح بذلك محمد كامل عمرو وزير الخارجية عقب لقاء الرئيس مرسي مع الإبراهيمي بمقر رئاسة الجمهورية.
وقال الإبراهيمي إنه استعرض مع الرئيس مرسي معاناة الشعب السوري وما يمر به من ظروف شديدة الصعوبة، مشيرا إلى أن الرئيس مرسي شدد خلال اللقاء على ضروة وقف حمام الدم في سوريا وأعرب عن أمانيه فى أن يعود الاستقرار والأمان إلى سوريا وتحقيق تطلعات الشعب السوري في مختلف المجالات.
وتابع المبعوث الأممي أنه أطلع الرئيس مرسي على نتائج لقائه مع الدكتور نبيل العربي، وعلى اعتزامه زيارة دمشق بعد بضعة أيام والاستمرار في مقابلة أطياف المعارضة والمجتمع المدني السوري، وأنه يتطلع للقاء المسؤولين السوريين ثم التوجه بعد ذلك إلى نيويورك لمقابلة وزراء خارجية الدول المعنية بحل الأزمة السورية.
ووصف الإبراهيمي لقاءه مع الرئيس مرسي بأنه “جيد للغاية”، معربا عن سعادته “بحرص الرئيس مرسي والشعب المصري على وقف إراقة دماء الشعب السوري”. وقال إن مرسي أكد له أن “مصر لا مصلحة لها سوى مصلحة الشعب السوري، وأنها حريصة على مساعدة الشعب السوري على تجاوز هذه المحنة التي حلت بسوريا وأهلها”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك أمل في حل الأزمة السورية، قال الأخضر الإبراهيمي إنه يأمل في ذلك وإنه يدعو الأطراف المعنية لكي تدرك أنه كلما كان هناك حل مبكر للأزمة كلما كان ذلك أفضل. وأضاف: “لا يجب أن ننتظر المعجزات فليست ثمة معجزات متوقعة في هذه الأزمة الصعبة، وأن منهجنا للحل يتمثل في توخي مصالح الشعب السوري ومحاولة مساعدته, وليس أية أطراف أخرى”.
وحذر المبعوث الأممي ـ العربي من أنه “إذا لم تحل هذه القضية، فسوف تتأثر دول الجوار وحتى دول بعيدة عن سوريا”. وقال: “إن الشارع العربي مدرك تماما أن الوضع في سوريا خطير ويجب معالجته سريعا”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي: “إن لقاء الرئيس مرسي مع الإبراهيمي مهم للغاية حيث إنه يعبر عن اهتمام الشارع المصري بالقضية السورية وانزعاجه الشديد من كل ما يهدد الشعب السوري”. وأضاف إن “الرئيس مرسي أكد استعداده لمساندة مبادرة الإبراهيمي حرصا على دماء السوريين كما أكد أن التنسيق بين مبادرة اللجنة الرباعية والجهود التي يقوم بها مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة قائمة”.
وتابع ياسر علي قائلا: “إن الرئيس مرسي أكد خلال اللقاء دعم مصر لإنجاح مهمة المبعوث حرصا على دماء الشعب السوري وباعتبار سوريا دولة مهمة في محيطها العربي والإقليمي، كما استمع من الإبراهيمي للأوضاع الإنسانية داخل سوريا وأوضاع اللاجئين داخل تركيا والأردن”.
وأفاد المتحدث بأن مرسي أكد أيضا على “ضرورة وضع إطار لمفاهيم الحل، ومن ثم البحث عن أدوات لتنفيذ الحل”.
.. ودعم تركي
في القاهرة أيضا، أكد السفير التركي لدى القاهرة حسين عوني أن بلاده تدعم وتؤيد المبادرة التي تقدم بها مرسي لتشكيل مجموعة رباعية تضم مصر وتركيا والسعودية وإيران لحل الأزمة السورية.
وأعرب عوني، في تصريحات صحافية عقب لقائه امس مع العربي، عن أمله في نجاح مهمة الإبراهيمي واستعداد تركيا لتقديم كل ما يحتاج إليه لنجاح مهمته بالتنسيق مع مصر والدول المعنية في المنطقة.
وقال: “إن أنقره تتفق مع مصر في رؤيتها للأزمة السورية”، مشيرا إلى أن “الأزمة السورية تؤثر على أمن واستقرار المنطقة بأكملها، ولا يمكن أن يستمر قتل السوريين وقصف مدنهم وبيوتهم، ونحن نعمل مع الجامعة العربية لوضع نهاية لهذه الأزمة”.
بيريس
الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس قال أمس إن نظام الأسد سيسقط أسرع مما يعتقد الكثيرون. واعتبر في كلمة ألقاها أمام رؤساء البعثات الأجنبية في إسرائيل في حفل الاستقبال السنوي ونقلها موقع صحيفة “جيروزليم بوست” الإسرائيلية أمس، أن “الدول التي تزعم انها تساند سوريا من خلال مواصلة دعهما لنظام الاسد.. لا تدعم في حقيقة الامر سوى النظام ومصالحه ولا تقدم خيرا للشعب السوري”.
استمرار عمليات القتل
ميدانيا، ذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان الجيش السوري قصف جوا امس عدة احياء في حلب، حيث قتل 27 شخصا وجرح عشرات آخرون في تفجير حصل اول من امس في المدينة.
وقال المرصد ان خمسة مدنيين على الاقل بينهم امرأة وناشط قتلوا في هذه الغارات الجوية التي استهدفت خصوصا احياء المرجة (جنوب) والصاخور وهنانو وطريق الباب (شرق) الشيخ خضر (قريب من الوسط).
واكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “عددا من المباني انهارت والكتائب المقاتلة الثائرة تستخدم بطاريات مضادة للطيران” لمحاولة صد الغارات.
وقال المرصد ان حصيلة قتلى التفجير الذي وقع الاحد في حلب في حي الملعب البلدي ارتفعت الى 27 شخصا.
واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) حصيلة القتلى نفسها لكنها تحدثت عن اصابة 64 شخصا بجروح.
وقال عبد الرحمن “يبدو ان عددا كبيرا من العسكريين قتلوا، وهناك عشرات الجرحى في حالة خطيرة”.
وفي ريف دمشق، قتل خمسة مدنيين وجرح عشرات آخرون في قصف لمنطقة السيدة زينب.
وقتلت قوات النظام معارضا مسلحا في محافظة درعا (جنوب) بينما قتل طفل في قصف لبلدة النعيمة في المحافظة نفسها.
وفي حماة (وسط) قتل معارض مسلح في معارك، بحسب المرصد.
واسفرت اعمال العنف في سوريا اول من امس عن سقوط 160 قتيلا هم 108 مدنيين و22 معارضا مسلحا وثلاثين جنديا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين والشهود العيان.
وكان أكد عبد الرحمن في بيان امس ان “20 عنصرا من القوات النظامية السورية اعدموا على ايدي مقاتلين من الكتائب الثائرة في حلب”.
وذكر ان المقاتلين المعارضين للنظام اختطفوا العسكريين من ثكنة للجيش السوري في هنانو في شرق حلب خلال محاولتهم اقتحامها الاسبوع الماضي، مشيرا الى ان عملية الاعدام وقعت بين يومي الجمعة والسبت الماضيين.
(أ ف ب، أ ش أ، رويترز، يو بي آي)
إعدامات ميدانية في دمشق ومناف طلاس يؤكد خروجه بمساعدة الاستخبارات الفرنسية
موسكو تقترح “طائف” سورياً
دعت روسيا أمس الدول المعنية بالأزمة السورية إلى عقد اجتماع دولي شبيه بمؤتمر الطائف الذي عقد برعاية المملكة العربية السعودية ووضع حداً للحرب الأهلية اللبنانية في العام 1990.
وكان لافتاً أمس تأكيد العميد المنشق مناف طلاس أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية هي التي تولت عملية إخراجه من سوريا.
ميدانياً، ارتفع عدد الشهداء في سوريا أمس إلى 130 شهيداً بينهم ثمانية نساء وطفلان، وبين الضحايا ثلاثة وسبعون في دمشق وريفها بينهم ستة وثلاثون أعدموا ميدانياً في حي التضامن وسبعة عشر عثر عليهم في زملكا وثلاثة أعدموا ميدانياً في حي المعضمية، إضافة إلى ثمانية وعشرين شهيداً في حلب.
ودعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى اجتماع دولي حول سوريا شبيه بمؤتمر الطائف الذي وضع حداً للحرب الأهلية في لبنان.
ونقلت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية أمس عن بوغدانوف في باريس قوله “نقترح على شركائنا الغربيين تنظيم مؤتمر طائف يضم جميع أطراف النزاع مثل ذلك الذي وضع حداً للحرب الاهلية في لبنان العام 1990”.
وأضاف “يتعين على هذا المؤتمر جمع ممثلين عن المعارضة والنظام، بالإضافة إلى المسيحيين والعلويين والدروز، ويجب أن يضمن خروجاً من الأزمة بدون عنف والتمكين من رسم أطر سوريا الغد”.
وحذر بوغدانوف من خطر تحويل سوريا إلى صومال جديدة، وأضاف أن النظام السوري “لا يزال صلباً، ويتمتع بتأييد واسع لدى الشعب”، وأضاف أن “هذا التأييد لا يحفزه حب السوريين لبشار الأسد ولكن الخوف من الذين سيخلفونه”، وأشار إلى أن الرئيس الأسد نفسه قال “ولا أعرف مدى جديته، ولكنه قال لنا بوضوح إنه في حال لم يعد الشعب يريده، وإن اختار قائداً آخر من خلال انتخابات رئاسية، فسيرحل”.
وقال إن الروس لم يقولوا أبداً ان بقاء الأسد شرط أساسي لأي مفاوضات، ولكن “نقول إنه لا يعود للروس أو الفرنسيين تقرير مصير الرئيس السوري”.
وفي سياق آخر أكد العميد مناف طلاس وهو ارفع ضابط سوري ينشق عن النظام، في مقابلة مع قناة “بي اف ام” الاخبارية الفرنسية أمس، ان اجهزة الاستخبارات الفرنسية تولت اخراجه من سوريا. وقال طلاس ان “اجهزة فرنسية ساعدتني في الخروج من سوريا، وأنا اشكرها”.
وأضاف طلاس وهو نجل وزير الدفاع السوري الاسبق مصطفى طلاس “اعلنت انشقاقي عن النظام في شهر آذار. منذ بدء الثورة، التقيت الثوريين والمتمردين وشعرت منذ الايام الاولى، منذ الاشهر الاولى، بان النظام يكذب على الجميع. لهذا السبب انشققت اولاً وبقيت في مكتبي”.
ورفض العميد السابق “اي تدخل اجنبي في سوريا، مهما كان الشكل الذي سيتخذه هذا التدخل”.
ودعا طلاس في المقابل المجتمع الدولي الى تسليح المتمردين، وقال “حتى الان، حقق الشعب السوري انتصارات كثيرة وينبغي دعمه ومساعدته وتسليحه”. وتابع “حين يتم تنظيم الجيش السوري في شكل جيد، حين يحظى بالدعم المطلوب، الدعم المادي المطلوب، عندها سيكون هذا الجيش قادرا على الاتجاه نحو النصر”.
وردا على سؤال عن وجود اسلاميين سوريين واجانب في سوريا، قلل طلاس من اهمية هؤلاء وقال “هناك بالتأكيد عشرون في المئة اسلاميون لكنهم ليسوا سوى اقلية. الشعب السوري لم يكن يوما شعبا متطرفا”.
وحذر طلاس من استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية، وقال “النظام قادر على استخدام كل انواع الاسلحة. اذا تم تضييق الخناق عليه(..) يمكن ان يستخدم هذا النظام اسلحة كيميائية. انها استراتيجيا ممكنة”.
وفي جنيف دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس الى محاكمة المتورطين بارتكاب “جرائم حرب” في سوريا، فيما طالبت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي باجراء “تحقيق فوري” في المجزرة التي ارتكبها نظام الأسد في داريا من ريف دمشق.
وقال بان كي مون في افتتاح الدورة الحادية والعشرين لمجلس حقوق الانسان في جنيف التي تستمر ثلاثة اسابيع، “علينا ان نضمن ان يحاكم اي شخص، من كلا الطرفين، ارتكب جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية او انتهاكات اخرى للحقوق العالمية للانسان او للقانون الدولي الانساني”.
وعبر بان كي مون عن قلقه ايضا من “القصف الجوي للمدنيين من قبل قوات الحكومة السورية ومن زيادة التوترات الطائفية وتدهور الوضع الانساني ومن اختيار الطرفين القوة بدلا من الحوار للحل”.
ودعا بان مجلس الحقوق الى “التيقظ بشأن سوريا بما في ذلك بشأن المحاسبة” على الجرائم.
كما دعت بيلاي الى اجراء تحقيق فوري في مقتل نحو 500 شخص في منطقة داريا السورية.
وقالت “انني اشعر بصدمة كبيرة من الانباء عن المذبحة في داريا، وادعو الى اجراء تحقيق فوري ودقيق في ما حدث”. واضافت “ادعو الحكومة السورية الى ضمان الدخول الكامل ودون اية عرقلة للجنة تحقيق مستقلة من الامم المتحدة” الى سوريا، كما دعت الى تقديم “الدعم الكامل” لمبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة لسوريا الاخضر الابراهيمي.
وألقت السفيرة الاميركية لمجلس حقوق الانسان ايلين دوناهو أمس مسؤولية سفك الدماء في سوريا على النظام السوري الذي قالت انه “رد بعنف على التظاهرات السلمية.. ولا يزال مصمما حتى اليوم على حرمان شعبه من الحقوق الانسانية الاساسية”.
واضافت “لا شك في ان مهندس هذا الدمار هو بشار الاسد ويجب ان ينتهي النظام”. (التفاصيل ص 14)
وفي القاهرة أكد الرئيس المصري محمد مرسي مساندته لأي جهود ترمي إلى حل الأزمة السورية ووقف إراقة دماء الشعب السوري، وشدد مرسي على دعم بلاده الكامل وتأييدها التام لمهمة الاخضر الابراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية للتوصل إلى حل للأزمة في سوريا كما صرح وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو خلال مؤتمر صحافي عقب لقاء الرئيس مرسي مع الاخضر الإبراهيمي أمس.
وفي القاهرة كذلك بدأت مساء أمس أعمال الاجتماع الرباعي الذي يضم وفود وزارات خارجية كل من مصر وتركيا والسعودية وايران لبحث تفعيل مبادرة مصر الرباعية لحل الأزمة السورية.
وحضر الاجتماع عدد من المسؤولين في وزارات خارجية البلدان المشاركة.
وكانت وزارة الخارجية أصدرت فى وقت سابق اليوم بيانا أوضحت فيه أن هذا الاجتماع يأتي تفعيلا للمبادرة الرباعية التي أطلقها الرئيس المصري بشأن الأزمة السورية بمشاركة كل من تركيا وإيران والمملكة العربية السعودية والهادفة لمواجهة تدهور الأوضاع في سوريا ووضع حد لمعاناة الشعب السوري وإيقاف نزف الدم من خلال إطلاق عملية سياسية تهدف لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والانتقال لمجتمع ديمقراطي تعددي.
وقال الموفد الدولي والعربي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي خلال زيارة للقاهرة أمس انه يواجه “مهمة صعبة جدا” في سوريا التي يستعد لزيارتها.
وقال الابراهيمي للصحافيين بعد محادثات مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي “ادرك تمام الادراك بأن المهمة صعبة جدا، الا انني رأيت ان من حقي ان احاول قدر المستطاع ان اقدم مساعدة للشعب السوري”. وقال “انني في خدمة الشعب السوري وحده”.
وأضاف انه سيذهب الى دمشق خلال “الايام القليلة المقبلة للقاء المسؤولين هناك وعدد من مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين”، معبرا عن امله في لقاء الرئيس السوري بشار الاسد خلال الزيارة قائلا “آمل ولكن لا اعرف”.
ويجتمع الابراهيمي مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم غداً في القاهرة لبحث الازمة السورية حسبما قال نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي.
ميدانياً، اشتد القتال في الأحياء القديمة من مدينة حلب حيث ذكرت أنباء أن مسلحين مناهضين للنظام السوري أعدموا اكثر من 20 عسكريا سوريا.
وانتشرت ظاهرة الإعدامات الميدانية التي يقوم بها النظام في دمشق وريفها، وقالت لجان التنسيق المحلية إن عدد شهداء سوريا ارتفع امس إلى 130 شهيداً بينهم ثمانية نساء وطفلان وثمانية شهداء قضوا في قصف جوي، ثلاثة وسبعون شهيداً في دمشق وريفها بينهم ستة وثلاثون شهيداً أعدموا ميدانياً في حي التضامن وسبعة عشر شهيداً تم العثور عليهم في زملكا وثلاثة شهداء أعدموا ميدانياً في المعضمية، ثمانية وعشرون شهيداً في حلب، عشرة شهداء في حماه، خمسة شهداء في درعا، خمسة شهداء في إدلب، اربعة في حمص، ثلاثة شهداء في اللاذقية، وشهيدان في دير الزور.
وقالت لجان التنسيق المحلية السورية إن انفجارا قويا وقع مساء في حي القزاز جنوب العاصمة دمشق.
(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، ا ش ا، لجان التنسيق المحلية)
انطلاق اجتماع سوريا الرباعي بمصر
أميركا تشكك في جدواه
أفاد مراسل الجزيرة في القاهرة بأن كبار مسؤولي وزارات الخارجية في كل من مصر وتركيا والسعودية وإيران اجتمعوا في القاهرة أمس الاثنين لبحث الأزمة السورية، وسط تشكيك أميركي في جدواه، واقتراح روسي بعقد مؤتمر في موسكو.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية قبل الاجتماع إنه يأتي تفعيلا للمبادرة التي أطلقها الرئيس المصري محمد مرسي، والتي تهدف إلى مساندة مهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي.
وكشف المتحدث باسم الوزارة أن الوفد المصري يسعى لتحقيق توافق بشأن عدة ثوابت، أهمها الوقف الفوري لأعمال القتل والعنف، والحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، ورفض التدخل العسكري الخارجي فيها، وضرورة إطلاق عملية سياسية بمشاركة مختلف أطياف الشعب السوري للوصول إلى إرساء نظام سياسي ديمقراطي وتعددي.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية المصري محمد كامل إن الاجتماع -الذي يعقد على مستوى نواب وزراء الخارجية- يعد تمهيدا للقاء سيتم بين وزراء خارجية الدول الأربع خلال الأيام المقبلة.
غير أن الخارجية الأميركية شككت في جدوى تشكيل المجموعة الرباعية، وقالت المتحدثة باسم الوزارة فكتوريا نولاند إن واشنطن لا ترى أن بإمكان إيران لعب دور مساعد أو إيجابي في سوريا.
وكان الرئيس مرسي قد استقبل الأخضر الإبراهيمي الذي أكد -خلال مؤتمر صحفي عقب اللقاء- أن سوريا في خطر، ويجب العمل من أجل رفع معاناة شعبها، لا انتظار معجزات في هذا الشأن.
وأشار الإبراهيمي -الذي وصف مهمته في سوريا بالصعبة- إلى أنه سيقوم خلال أيام بأول زيارة له إلى سوريا بعد توليه المنصب، معربا عن أمله في الاجتماع مع الرئيس السوري بشار الأسد.
تنحي الأسد
وفي الإطار، قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي -في تصريحات صحفية- إن الرئيس السوري أبدى استعداده للتنحي إذا ما اختار السوريون رئيسا غيره.
وقال بوغدانوف إن “الأسد أبلغنا بنفسه لكنني لا أعرف إلى أي مدى هو صادق في ذلك، لكنه أبلغنا بوضوح أنه إذا لم يكن الشعب يريده وإذا اختاروا زعيما آخر في انتخابات فإنه سيرحل”.
واقترح بوغدانوف -الذي أجرى لقاءات في العاصمة الفرنسية خلال الأيام القليلة الماضية مع مجموعات من المعارضة السورية والسلطات الفرنسية- عقد مؤتمر دولي في موسكو لحل القضية السورية بمشاركة جميع الأطراف المعنية، وعلى أساس اتفاق جنيف لمجموعة العمل حول سوريا.
وقال المسؤول الروسي إن “”الأهم هو إطلاق العملية (السياسية) بأسرع ما يمكن”، موضحا أنه كان يجب عقد المؤتمر في السابق.
قصف الجيش النظامي يسقط 128 أمس
تشكيل مجلس عسكري موحد بحلب
أعلنت الكتائب المسلحة التابعة للثورة السورية في مدينة حلب وريفها تشكيل “المجلس العسكري الثوري لمحافظة حلب”, وسط استمرار قصف الجيش النظامي لمواقع مختلفة في سوريا أسفر عن مقتل 128 أمس الاثنين.
وقالت الكتائب إن المجلس العسكري المعلن يضم جميع التشكيلات والألوية والكتائب المسلحة في المحافظة.
ومن جانبها، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 128 شخصا قتلوا أمس الاثنين من جراء عمليات القصف، من بينهم 35 عثر الأهالي على جثثهم بعد إعدامهم في حي التضامن بدمشق.
وذكرت شبكة شبام أن الجيش النظامي قصف أيضا بالمدفعية أحياء في جنوبي العاصمة والتضامن والحجر الأسود ومخيميْ اليرموك وفلسطين.
قصف واقتحام
وقد طال قصف الجيش النظامي بلدة النعيمة في درعا واقتحم بلدة النجيح بعدد كبير من الدبابات والسيارات العسكرية بعد القصف المدفعي على المدينة.
واستخدم الجيش الطائرات في قصف مدينة البوكمال وعدة أحياء بدير الزور، في حين قصف مدينتا الرستن وتلبيسة في حمص بالمدفعية.
وقال المرصد السوري إن خمسة مدنيين على الأقل -بينهم امرأة وناشط- قتلوا في غارات جوية استهدفت أحياء المرجة والصاخور وهنانو وطريق الباب والشيخ خضر في حلب.
وكانت وكالة يونايتد برس إنترناشونال نقلت عن مصدر رسمي لم تسمه قوله إن القوات المسلحة “طهّرت” ثكنة هنانو ومقر كتيبة حفظ النظام والمؤسسات المحيطة بها في حلب. وأوضح أن القوات المسلحة السورية قضت على العشرات من المسلحين في المنطقة المذكورة.
سوريا .. 18 قتيلا معظمهم في حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفادت مصادر المعارضة السورية أن 18 شخصا قتلوا الثلاثاء برصاص قوات الأمن السورية في مختلف أنحاء البلاد، بينهم امرأتان وثلاثة أطفال. في حين قتل 3 أشخاص في حلب وحدها.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن تجدد القصف على ريف دمشق ودير الزور و إدلب. وأوردت اللجان أن حملة مداهمات وتفتيش للمنازل تشنها قوات النظام في مدينة حماة، وتحخدث السكان عن سرقة ونهب محتوياتها، وسط إطلاق نار كثيف وانقطاع تام للاتصالات.
وسقطت 5 قذائف هاون في درعا من قبل قوات النظام السوري بحسب لجان التنسيق. وكان 136 شخصا قتلوا، الاثنين، برصاص قوات الأمن في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مسلحين معارضين أعدموا أكثر من 20 عسكريا سوريا في حلب.
أنجيلينا جولي تزور لاجئي سوريا بالزعتري
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
زارت المبعوثة الخاصة لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الممثلة أنجلينا جولي مخيم الزعتري للائجين السوريين في الأردن الذين فروا من القتال في بلادهم.
ووصلت نجمة هوليوود الثلاثاء صباحا إلى المخيم، الذي يستضيف نحو 27 ألف لاجئ فروا من القتال الدائر منذ ثمانية عشر شهرا. والتقت لاجئات سوريات وقامت بجولات في المخيم المترامي الأطراف.
ورافق جولي رئيس مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة.
وقال غوتيريس إن “المخيم بحاجة لتمويل دولي ضخم” وإن “الأوضاع به لا تزال غير مقبولة”.
ويؤوي الأردن أكثر من 185 ألف لاجئ سوري، العدد الأكبر للاجئين السوريين في دول الجوار.
وقامت وكالة اللاجئين بترقية جولي في أبريل من سفيرة للنوايا الحسنة للوكالة إلى مبعوثة خاصة لها بنظرا لخدماتها للوكالة.
طلاس: النظام السوري يكذب على الجميع
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أكد العميد السوري المنشق مناف طلاس، الاثنين، لقناة فرنسية أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية هي التي تولت إخراجه من الأراضي السورية، وقال إنه انشق لأن النظام السوري يكذب على الجميع.
وقال طلاس في مقابلة مع قناة “بي إف إم” الإخبارية إن “أجهزة فرنسية ساعدتني في الخروج من سوريا وأنا أشكرها على ذلك”.
وأضاف طلاس وهو نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس “أعلنت انشقاقي عن النظام في مارس. منذ بدء الثورة، التقيت الثوريين والمتمردين وشعرت منذ الأشهر الأولى، بأن النظام يكذب على الجميع. لهذا السبب انشققت أولا وبقيت في مكتبي”.
ورفض العميد السابق “أي تدخل أجنبي في سوريا، مهما كان الشكل الذي سيتخذه هذا التدخل”.
ودعا في المقابل المجتمع الدولي إلى تسليح المتمردين، وقال “حتى الآن، حقق الشعب السوري انتصارات كثيرة وينبغي دعمه ومساعدته وتسليحه”.
وردا على سؤال عن وجود إسلاميين سوريين وأجانب في سوريا، قلل طلاس من أهمية هؤلاء وقال “هناك بالتأكيد 20 في المائة إسلاميون لكنهم ليسوا سوى أقلية. الشعب السوري لم يكن يوما شعبا متطرفا”.
وفي اتصال مع فرانس برس، لم تشأ الإدارة العامة للأمن الخارجي في فرنسا التعليق على تصريحات طلاس.
وكان طلاس أعلن انشقاقه عن النظام السوري في يوليو، داعيا إلى عملية انتقالية في بلاده ومحملا النظام المسؤولية عن الأزمة.
مقاتلو المعارضة السورية يأسرون جنودا
بهاء الحجار- سكاي نيوز عربية- أبوظبي
نشر ناشطون من المعارضة السورية شريط فيديو على موقع يوتيوب على الإنترنت، الثلاثاء، أعلنت فيه مجموعة مسلحة أسر ضابط وجنود من الجيش السوري النظامي.
وتحدث رجل ملثم في الفيديو قائلا: “قام لواء الحبيب المصطفى.. في الغوطة الشرقية بالتعاون مع لواء شهداء دوما بإلقاء القبض على ضباط وأفراد تابعين للجيش الأسدي المجرم”.
ويظهر في الفيديو 6 رجال بلباس مدني تحيط بهم مجموعة من العناصر المسلحة، وعرف أحد الأسرى عن نفسه بالقول إنه “الملازم أول وسيم حسن من مرتبات الدفاع الجوي فوج 16 كتيبة فنية”.
ويدعو أحد المقاتلين الضابط الأسير لتوجيه “رسالة إلى زملائه الضباط أبناء الطائفة” في إشارة على ما يبدو للطائفة العلوية، فيقول الأخير “إذا لم تنشقوا رح يصير فيكن متلي”.
وفي اتصال هاتفي مع موقع “سكاي نيوز عربية”، أكد أحد الناشطين في شبكة “سوريا مباشر” عرف عن نفسه باسم علي، صحة الشريط.
وأشار إلى أن الشبكة حصلت على الفيديو من مصدر موثوق يعمل في الغوطة الشرقية بريف دمشق حيث أُسر الجنود خلال عملية عسكرية نفذها “اللواء” ردا على “جرائم النظام”، على حد تعبيره.
وردا على سؤال عن سبب ظهور الأسرى بثياب مدنية، قال علي: “ربما تمت عملية الأسر خلال نوم الجنود”، رافضا الكشف عن تفاصيل أكثر نظرا لأهمية السرية في “مثل هذه العمليات”.
وعن مصير هؤلاء الأسرى لا سيما بعد إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحين معارضين أعدموا أكثر من 20 عسكريا في حلب، ندد علي بتلك الحادثة مؤكدا أنها “ليست من شيم الجيش السوري الحر”.
وقال الناشط إن لواء الحبيب المصطفى الذي ينتمي للجيش السوري الحر “سيحتفظ بالأسرى لحين سقوط النظام لكي يتم محاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها”.
وكشف أن “الجيش الحر” يعتقل “عدد كبير من العسكريين بين ضباط وأفراد”.
تامر العوام نقل واقع سوريا حتى أسكته رصاص النظام
أخرج العديد من الأفلام الوثائقية عن الثورة السورية انتشرت في الغرب
دبي – سماح السيد
انضم إلى قائمة قتلى الثورة السورية المخرج التلفزيوني تامر العوام الذي تغلب، عبر أفلامه الوثائقية عن النظام السوري، على حاجز الصمت، قبل أن يسكته بطش النظام نهائياً.
وكان للمخرج أعمال عدة تنقل واقع الثورة السورية من اقتحامات للجيش النظامي ووقوع قتلى في عدة أماكن من سوريا.
وعاش تامر العوام، ابن منطقة سويداء السورية، بعيدا عن وطنه، وحمل الجنسية الالمانية، إلا أن سوريا بقيت حاضرة في كل وجدانه.
ومن ألمانيا، نقل العوام واقع الثورة السورية عبر عدسته الصغيرة وأفلامه الوثائقية التي انتشرت في المهجر، كما أرسل رسائل للشعب السوري وللنظام.
وظل العوام يناضل حتى كسب معركة الدخول إلى التراب السوري عبر بوابة حلب الشهباء قبل نحو شهرين، حيث وثق ما شاهده بأم العين، حتى سقط غدرا برصاص جيش النظام السوري.
تأجيل مؤتمر للمعارضة بداخل سورية وروسيا تسعى لإشراك مقربين من النظام
روما (10 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن قوى معارضة سياسية سورية قررت تأجيل المؤتمر الذي كانت تنوي عقده في داخل سورية في الثاني عشر من الشهر الجاري لأسباب تتعلق بعدم الحصول على ضمانات من السلطة السورية بعدم استهداف الذين يحضرون من الخارج وإصرار روسيا التدخل بالمؤتمر والمشاركين فيه
وكان من المقرر أن تعقد قوى معارضة سورية بمبادرة من هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي مؤتمراً شاملاً مفتوحاً أمام جميع قوى وتيارات المعارضة السورية في الداخل والخارج في الثاني عشر من الجاري بهدف توحيد رؤى المعارضة والاتفاق على خطة وبرنامج عمل موحّد تلتزم به جميع الأطراف، وربما الاتفاق على لجنة تنسيق تشرف على تنفيذ هذا البرنامج وتكون بمثابة قيادة موحّدة
وعلمت (آكي) أن تأجيل المؤتمر جاء لعدة أسباب أساسية، منها أنه حتى الآن لم تقدِّم السلطة السورية ضمانات للمعارضين في الخارج ممن يريدون حضور المؤتمر أو للأعضاء من الجيش الحر، كما أن الروس يحاولون إقناع القائمين على المؤتمر للموافقة على مشاركة الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير وهو ما تتحفظ عليه اللجنة التحضيرية، كما تجري محاولات للوصول إلى حل وسط، وهناك احتمال أن تشارك الجبهة كمراقب فقط
كما تشير المعلومات إلى أن المؤتمر سيقدّم مشروع توافقات ومقترحات تشكل إطاراً موحداً لموقف أطراف المعارضة، لكن لم تنته دراسة المشروع بعد، وفيما يتعلق بالدعوات تم توجيه الدعوة إلى المجلس الوطني والجيش السوري الحر للمشاركة في المؤتمر ولم يأت الجواب منهما بعد، كما ستوجّه الدعوة إلى الروس والإيرانيين والاتحاد الأوروبي لحضور المؤتمر بالإضافة إلى توجيهها إلى الأخضر الإبراهيمي كممثل للأمين العام للأمم المتحدة
وكانت عشرة فصائل سورية معارضة قد وقّعت على اتفاق عقد المؤتمر بالإضافة إلى أحزاب هيئة التنسيق العشرة، وشكّلت لجنة تحضيرية للإعداد لهذا المؤتمر برئاسة المحامي رجاء الناصر أمين سر هيئة التنسيق.
وعلمت (آكي) أن الاتفاق بين هذه الفصائل ينطلق من نقاط أربع هي أولاً، “ضمان تغيير جذري وشامل للنظام السوري وعدم الموافقة على مشاريع الإصلاح”، ثانياً “إيقاف العنف والقتل بكافة أشكاله وتحميل النظام مسؤولية ذلك”، ثالثاً “إعادة الاعتبار للسيادة الوطنية، بمعنى رفض الاتهامات بالعلاقة مع الخارج وتنفيذ مخططاته أو أوامره، واستنكار التهم المتبادلة حول العمالة للخارج”، رابعاً “ضمان السلم الأهلي وإيجاد السبل والظروف والشروط التي تحقق ذلك
طلاس: سوريا على مفترق طرق خطير وأجهزة أمنية فرنسية ساعدتني على الهروب
في حديث خاص مع بي بي سي العربية بالاشتراك مع تلفزيون “بي اف ام تي في” في باريس، اعتبر العميد مناف طلاس المنشق عن الجيش السوري أن سورية على مفترق طرق خطير، وأن النظام يدفع سورية نحو الانفجار.
وقال طلاس إنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته للخروج من هذه الأزمة لأن كل الاحتمالات مفتوحة وقد تؤدي إلى انتكاسات كارثية على سوريا وكل دول الجوار.
وأضاف أنه على المجتمع الدولي أن يصب جهوده لوضع خارطة طريق حقيقية للخروج من الأزمة في سوريا.
وأوضح قائلا “عندما اتحدث عن خارطة طريق فأنا أتحدث عن خارطة طريق بين داخل الوطن الشريف مع المؤسسة العسكرية الشريفة والجيش الحر الشريف والمعارضة الخارجية الشريفة”.
ورفض طلاس فكرة التدخل الخارجي في سوريا قائلا إن ” هناك شعبا لا يجب أن يسلب منه الانتصار ويجب أن يحقق هذا الشعب هذا الانتصار لأنه ناضل وقدم تضحيات” مطالبا بدعم جهود الشعب السوري
واتهم طلاس النظام السوري بأنه يدفع البلاد إلى الانفجار وذلك عن طريق اللجوء إلى استراتيجية الاقتتال الطائفي والهروب من الاصلاح عن طريق عسكرة الثورة واستمرار القتال.
مساعدة
وكشف طلاس عن أن أجهزة أمنية فرنسية ساعدته على الهروب من سوريا موضحا أن انشق عن النظام في شهر مارس / اذار.
وأضاف “تحدثت إلى المتظاهرين واستمعت إلى مطالبهم وشعرت أن النظام لا يريد التغيير لذا انعزلت في مكتبي وقررت الانشقاق”.
وقال طلاس إنه أبلغ المعارضة ” أنه قطع كل الخطوط مع النظام”.
وأشار طلاس إلى أن العديد ممن قابلهم من المعارضين إما قتلوا أو سجنوا بسبب مطالب إنسانية حقيقية طلبوها من النظام.
واعتبر طلاس أن خروجه من سوريا إضعاف للنظام ودعم للمعارضة التي رأى أنها كانت بحاجة لنقاط قوة.
واتهم طلاس النظام السوري بمحاولة الزج بالطائفة العلوية في هذا الصراع مؤكدا أن يعرف ضباطا في الجيش من العلويين لا يريدون التورط في هذا الصراع.
BBC © 2012
روسيا : نظام الاسد مازال راسخا
باريس (رويترز) – قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف في تصريحات نشرت يوم الاثنين ان حكومة الرئيس السوري بشار الاسد مازالت “راسخة” ويدعمه قطاع لا بأس به من السكان الذين يخشون من أولئك الذين قد يخلفونه.
وقال بوجدانوف الذي يقوم أيضا بمهمة المبعوث الخاص للكرملين لشؤون الشرق الاوسط لصحيفة لو فيجارو ان الاسد وعد روسيا بأنه سيكون مستعدا للتنحي اذا اختار السوريون زعيما آخر في انتخابات رغم انه لم يتمكن من الافصاح عن مدى صدق الرئيس السوري في ذلك.
واعترضت موسكو بشدة على أي تدخل أجنبي في سوريا ودعت الغرب والعرب مرارا الى الضغط على المعارضين لوقف القتال.
وقال بوجدانوف بعد الاجتماع مع معارضين سوريين في باريس ان “النظام لايزال راسخا” ويدعمه قطاع لا بأس به من السكان الذين يخشون من اولئك الذين قد يخلفونه.
وأضاف “هذا الدعم ليس دافعه حب السوريين لبشار الاسد وانما مرجعه بدرجة أكبر الخوف من اولئك الذين يمكن ان يخلفوه.”
وقال بوجدانوف ان موسكو لم تفقد “الامل” في التوصل الى حل دبلوماسي اذا تمكن مجلس الامن التابع للامم المتحدة من الموافقة رسميا على اتفاقية توسط فيها كوفي عنان المبعوث السابق للامم المتحدة والجامعة العربية تشمل تشكيل هيئة حاكمة انتقالية في سوريا.
وعندما تم التوصل الى الاتفاقية التي تريد روسيا من مجلس الامن ان يقرها في اواخر يونيو حزيران فانها تركت مسألة المهمة التي قد يقوم بها الاسد في العملية السورية في سوريا مفتوحة.
وقال بوجدانوف ان الاسد وعد موسكو بأن يتنحى اذا خسر في انتخابات.
وأضاف “الاسد أبلغنا بنفسه. لكنني لا اعرف الى أي مدى هو صادق في ذلك.” وأضاف “لكنه أبلغنا بوضوح انه اذا لم يكن الشعب يريده واذا اختاروا زعيما آخر في انتخابات فانه سيرحل.”
إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي
هل توحّد اجتماعات الأردن صفوف المعارضة السورية؟
تستمر المعارضة السورية في الأردن منذ أيام في عقد اجتماعات مكثفة بين جناحيها السياسي والعسكري، بحضور رئيس الوزراء المنشق الدكتور رياض حجاب وعدد من الضباط الميدانيين. فهل توحد الأردن ما عجزت عنه تركيا؟
عمّان:ايلاف
أكدت مصادر من المعارضة السورية في العاصمة الأردنية عمان أن الاجتماعات بين جناحيها السياسي والعسكري مستمرة، سعياً لخلق “إطار جديد جامع”، قد يكون بديلاً مستقبلاً عن المجلس الوطني.
وأوضحت المصادر أن الاجتماعات تعقد يومياً، منذ أيام، بحضور رئيس الوزراء “المنشق”، الدكتور رياض حجاب، وعدد من الضباط العسكريين الميدانيين، فيما حضر عددا من الاجتماعات أيضا “المنشقون” العميد مناف طلاس، والعقيد يعرب الشرع.
وأكدت المصادر أن طلاس، الذي حضر سراً إلى عمان، قد غادرها السبت، بعد حضور عدة اجتماعات تحضيرية. ونفت المصادر أن يكون طلاس قد التقى العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، فيما أكدت أن الاجتماعات لم تنته، وقد تستغرق أياماً أو أسابيع، دون أن يتحدد مدى زمني لها.
من جهتها، جددت الحكومة الأردنية موقفها بعدم التدخل بالشأن السوري، مشددة على أن التعامل مع ملف المنشقين يندرج في سياق اللجوء. يذكر أن وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي اعتبر السبت في عمان ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد “يتآكل وسيسقط”، وان على المجتمع الدولي ان يقف صفا واحدا.
وقال فسترفيلي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة عقب زيارة لمخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال المملكة “ادعو الدول الاخرى في مجلس الأمن الدولي التي لا تزال مترددة، ادعوها الى تغيير آرائها ومواقفها وان تسحب حمايتها لنظام الأسد”.
واضاف ان “ما أراه هو أن مجلس الأمن يفشل وهناك سياسة لمنع كل ما يقربنا من التقدم في مجلس الأمن، وهذه من وجهة نظرنا سياسة خاطئة تماما”. وتابع “نحن ننتقد هذا في موسكو، وكذلك في بكين”.
واوضح فسترفيلي “نحن نعتقد انه (الاسد) سيسقط، ونحن نعتقد ان وقته قد انتهى وأن هذه الفظائع لم تعد مقبولة بأي حال من الأحوال، لذلك نحن نعتقد ان من الضروري لنا أن نقف متحدين كمجتمع دولي”.
واشار الى أن بلاده ستعمل خلال الاسابيع المقبلة وخلال ترؤسها مجلس الامن الدولي “على عزلة هذا النظام وزيادة الضغط على الأسد”.
واكد ان “من الضروري أن تتحد مجموعات المعارضة السورية المختلفة للتوصل الى أرضية مشتركة من أجل الديمقراطية وسوريا جديدة يسودها القانون”، مشيرا الى ان “هذا أمر مهم للغاية بالنسبة الينا لأننا نرى أولى علامات التآكل في نظام الأسد”.
ومرة جديدة رفض الوزير الالماني فكرة التدخل العسكري في سوريا، وقال “علينا ان نعمل معا من اجل التوصل الى حل سياسي، فهذا امر ضروري”. واضاف ان “ما يقلقني هو أن علينا مساعدة الشعب في سوريا من ناحية، ومن ناحية أخرى العمل لمنع تأزم الاوضاع في المنطقة بأسرها”.
وكانت الحكومة الاردنية اعلنت السبت الماضي حاجتها الى 700 مليون دولار لاستضافة نحو ربع مليون مواطن سوري بين لاجئ ومقيم. ويعبر يوميا مئات السوريين الشريط الحدودي مع الاردن بشكل غير رسمي، هربا من القتال الدائر بين قوات الجيش السوري والمعارضة المسلحة والذي اسفر عن اكثر من 26 الف قتيل منذ اذار/مارس 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويقطن الكثير من اللاجئين في مساكن موقتة في مدينة الرمثا (شمال) قرب الحدود مع سوريا او لدى اقارب او اصدقاء لهم في المملكة، اضافة الى نحو 26 الف لاجئ في مخيم الزعتري (85 كلم شمال) الذي يفترض ان يتسع لنحو 120 الف شخص. وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة فان عدد اللاجئين المسجلين في المملكة تجاوز 46 الفا.