أحداث الخميس، 20 أيلول 2012
بان يُشبه الجيش السوري بـ «القاعدة» والأسد يتمسك بـ «محور المقاومة»
لندن، دمشق، نيويورك، بيروت، عمان، القاهرة – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، ا ب
شبه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجيش السوري بتنظيم «القاعدة» في العراق. وقال، في تقرير، «أن القوات الحكومية السورية والاستخبارات وميليشيات الشبيحة ترتكب انتهاكات منها أعمال القتل والتشويه والاعتداء الجنسي». في الوقت نفسه تمسك الرئيس السوري بشار الأسد بـ»محور المقاومة» الذي يضم سورية وايران و»حزب الله». وقال خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في دمشق أمس أن «المعركة الجارية حالياً لا تستهدف سورية فحسب، إنما منظومة المقاومة بأكملها» في حين أعرب الوزير الإيراني عن اعتقاده بأن الأزمة يمكن حلها عبر تعاون إقليمي منسق، وقال: «نحن بحاجة الى مشاركة دول المنطقة التي يمكن أن تلعب دوراً وأن تكون قادرة على العمل كأسرة إقليمية واحدة للتصدي للمشكلات في المنطقة».
وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن «الفرصة الأخيرة للنظام السوري انتهت منذ عام ولسنا في انتظار فرص أخرى». وأضاف، في مؤتمر صحافي «ان ممثل الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي أبلغني ووزراء خارجية مصر وتركيا وإيران أن الأوضاع في سورية غير إنسانية وغير آدمية وأن المساجد والكنائس تدمر». وأوضح أن الإبراهيمي ذكر منذ البداية أنه يريد أن يدرس الوضع على الأرض ولن يتسرع في تقديم مقترحات.
واعرب رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا عن تحفظه عن مشاركة ايران في المساعي الجارية لايجاد تسوية للوضع في سورية في اطار «مجموعة الاتصال» الرباعية. وقال لوكالة «فرانس برس»، بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم في الدوحة: «أبلغنا القيادة القطرية ملاحظاتنا على موضوع ضم ايران الى الرباعية»، مطالبا طهران بـ»الوقوف على الحياد في اقل الاحوال».
ومع استمرار المعارك الضارية في حلب وسقوط اكثر من 120 قتيلاً، غالبيتهم في منطقة دمشق، أُعلن ان النقطة الحدودية الثالثة في تل ابيض مع تركيا سقطت في ايدي قوات المعارضة.
وكان قادة المعارضة ومسؤول عسكري تركي اعلنوا ان النقطة الحدودية في تل ابيض مع تركيا سقطت في ايدي قوات المعارضة التي استطاعت ايضاً قطع الطريق السريع الذي يستخدمه الجيش لنقل امداداته من اللاذقية الى حلب عبر احتلال قرية برج القصب قرب اللاذقية.
وتكشف هذه القرية على كل المنطقة الجبلية الواقعة في شمال غربي سورية من الحدود مع تركيا حتى هضاب اللاذقية على البحر المتوسط.
وتشرف برج القصب على جبلين يقعان قبالة منطقة اللاذقية الساحلية، جبل التركمان الذي يعيش فيه تركمان يتكلمون اللغة التركية، وجبل الاكراد الذي لا يسكنه اكراد كما يدل عليه اسمه، بل عرب من السنة.
وفي اشتباكات، هي الأسوأ من نوعها منذ أسابيع في دمشق، أعلن مقاتلون من المعارضة الانسحاب من أحياء الحجر الأسود والقدم والعسالي جنوب المدينة بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية استمرت أياماً عدة وأدت إلى سقوط عشرات القتلى.
وكررت «الهيئة العامة للثورة السورية» اعلان الأحياء الجنوبية لمدينة دمشق، وهي حي القدم والعسالي والحجر الأسود ومخيم اليرموك والتضامن، «مناطق منكوبة». وقالت إن «تلك الأحياء تعرضت لحملة همجية شرسة من جيش النظام وشبيحته تجلت بالحصار المطبق الذي فرض على المنطقة، إضافة إلى القصف العشوائي الذي استهدف منازل المدنيين ومحالهم التجارية منذ 15 تموز (يوليو) الماضي ما دفع بغالبية السكان إلى النزوح بحثاً عن مناطق أكثر أمناً». كما اتهمت الهيئة القوات السورية «بتنفيذ سلسلة طويلة من الإعدامات الميدانية» في المنطقة.
وأشارت إلى مقتل أكثر من مئتي شخص منذ بدء شهر أيلول (سبتمبر) في هذه الأحياء.
وفي نيويورك، أضافت الأمم المتحدة الجيش السوري وميليشيات «الشبيحة» الى قائمة الأطراف التي ترتكب انتهاكات ممنهجة وجسيمة ضد الأطفال في العالم. وأوضح تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أن القوات الحكومية السورية والاستخبارات وميليشيات الشبيحة ترتكب انتهاكات منها أعمال القتل والتشويه والاعتداء الجنسي. وتشمل لائحة الأطراف التي تمارس هذه الانتهاكات منظمات وميليشيات في دول عدة منها حركة «طالبان»، وجبهة «مورو» الإسلامية للتحرير وجماعة «أبو سياف» في الفيليبين، وتنظيم «القاعدة» في العراق، و»جيش الرب للمقاومة» وجماعات «الماي ماي» في دولة الكونغو الديموقراطية.
وتبنى مجلس الأمن أمس قراراً دان فيه انتهاكات القانون الدولي في ما يتعلق بحقوق الأطفال خصوصاً لجهة «تجنيدهم واستخدامهم وقتلهم وتشويههم واغتصابهم وإخضاعهم لأشكال اخرى من العنف الجنسي واختصافهم وشن الهجمات على المدارس والمستشفيات ومنع إيصال المساعدات الإنسانية».
وشدد القرار الذي حمل الرقم 2068 على ضرورة «محاكمة المسؤولين عن ارتكاب هذه الانتهاكات من طريق نظم العدالة الوطنية وآليات العدالة الدولية».
وأكد القرار الذي أعدته ألمانيا استعداد المجلس «لاتخاذ تدابير محددة الهدف وتدريجية ضد من يتمادى في ارتكاب الانتهاكات».
وحصل القرار على 11 صوتاً بعدما امتنعت روسيا والصين وباكستان وأذربيجان عن التصويت متحفظة عن إنشاء آلية في مجلس الأمن لحماية الأطفال في النزاعات المسلحة.
وفي واشنطن، اتهمت الادارة الاميركية شركة بيلاروسية حكومية بدعم الجيش السوري والاسهام بذلك «في العنف الذي يمارسه نظام» الرئيس الاسد «ضد الشعب السوري».
وقالت وزارة الخزانة، في بيان، ان شركة «بلفنيشبروم سيرفيس» البيلاروسية «قدمت خدمات الى مكتب امدادات الجيش السوري».
واضافت ان المكتب السوري «استعد لتسلم قطع يمكن استخدامها كصواعق لقذائف جوية متعددة الاوجه من جانب شركة بلفنيشبروم سيرفيس» في اذار (مارس) 2011، من دون تحديد المكان الذي تم فيه التسليم.
وقالت الوزارة انها اضافت الشركة البيلاروسية الى لائحتها السوداء للافراد الطبيعيين او المعنويين الخاضعين للعقوبات بسبب دعمهم النظام السوري.
من جهة اخرى، اضافت الوزارة الى لائحتها السوداء 117 طائرة تستخدمها شركات الطيران الايرانية «ايران اير» و»مهان اير» و»ياس اير».
وبحسب الوزارة، فان «ايران استخدمت خلال صيف 2012 رحلات هذه الشركات بين طهران ودمشق «لتوصل معدات عسكرية الى النظام السوري».
وفي بيروت، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية السابق فؤاد السنيورة أنه اجتمع في أنقرة بعد ظهر أمس مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في إطار وفد مجلس العلاقات العربية والدولية الذي يرأسه البرلماني الكويتي محمد جاسم الصقر ويضم في عضويته رئيسي الحكومة السابقين في العراق إياد علاوي، وفي الأردن طاهر المصري لبحث الوضع في المنطقة، خصوصاً في سورية.
الأسد لصالحي: المعركة تستهدف المقاومة كلها وليس سوريا وحدها
بان كي – مون: النظام والمعارضة مصمّمان على حلّ بالوسائل العسكرية
و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ
تبادلت القوات السورية النظامية والمعارضة امس المكاسب الميدانية، إذ استولى مقاتلو “الجيش السوري الحر” على معبر تل الابيض في محافظة الرقة على الحدود التركية، بينما انسحب مسلحو المعارضة من الاحياء الجنوبية لدمشق بعد خمسة ايام من المعارك، أما حلب فاستمرت المعارك فيها عنيفة من دون تغيير جوهري في مواقع المتقاتلين. وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن 48 قتيلاً سقطوا في المعارك، وقت تتزايد حملات التنديد الدولية بانتهاك حقوق الانسان في سوريا.
سياسياً، نقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن الرئيس بشار الاسد لدى استقباله وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ان “المعركة الحالية تستهدف منظومة المقاومة بأكملها وليس سوريا وحدها”، في اشارة الى ما يعرف بـ”محور المقاومة” ضد اسرائيل وابرز اركانه سوريا وايران و”حزب الله” اللبناني.
وأضافت ان الاسد أكد امام صالحي ان سوريا “ابدت انفتاحا في التعامل مع كل المبادرات التي طرحت لايجاد حل للازمة”، وان “مفتاح نجاح اي مبادرة هو النيات الصادقة لمساعدة سوريا وبناء هذه المبادرات على أسس سيادة سوريا وحرية قرار الشعب السوري ورفض التدخل الخارجي”.
وكان الوزير الايراني صرح لدى وصوله الى دمشق بان سوريا “تواجه مشكلة ونحن نتمنى ان تتم ادارة هذه المشكلة في اقرب فرصة”. واوضح ان الحل “يكون فقط في سوريا وداخل الاسرة السورية، وكذلك بالمشاركة والتنسيق مع كل المؤسسات الدولية والاقليمية”.
وقدم صالحي، الذي التقى ايضا نظيره السوري وليد المعلم، من القاهرة حيث اقترح على “مجموعة الاتصال” حول سوريا التي تضم تركيا وايران والسعودية ومصر، ارسال مراقبين من هذه الدول للمساعدة على وقف العنف في سوريا. وغابت السعودية الداعمة للمعارضة السورية عن اجتماع القاهرة، في حين اعرب وزير الخارجية الايراني الذي تعد بلاده ابرز حليف للاسد، عن امله في مشاركة المملكة “في الاجتماعات المقبلة”.
وتعليقا على الاقتراح الايراني، ابدى رئيس “المجلس الوطني السوري” عبد الباسط سيدا تحفظه عن مشاركة ايران في المساعي لايجاد حل للعنف في سوريا. وقال بعد لقائه رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في الدوحة: “ابلغنا القيادة القطرية ملاحظاتنا على موضوع ضم ايران الى الرباعية”.
هيغ
دولياً، اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ الذي يزور فرصوفيا ان الشعب السوري يعيش وضعا انسانيا صادما بسبب دوامة العنف المستمرة منذ اكثر من 18 شهرا.
وقال ان “الوضع في سوريا اكثر ما يشغلنا في مجال السياسة الخارجية. نحن مع الشعب السوري الذي يواجه وضعا انسانيا صادما وعنف نظام الاسد”.
فابيوس استقبل حجاب
وفي باريس، دعا رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب اثر لقائه وزير الخارجية لوران فابيوس الى “تسليح المعارضة وفرض منطقة آمنة او منطقة حظر طيران”. وقال في بيان بعدما التقى ايضا بول جان اورتيز المستشار السياسي للرئيس فرنسوا هولاند: “كل الجهود العربية والدولية مرحب بها للاسراع في اسقاط هذا النظام البائد. ان مطالب الشعب السوري هي تسليح المعارضة وفرض منطقة آمنة او منطقة حظر طيران”. ودعا الى “عدم التخوف” من المرحلة الانتقالية، مشيراً الى ان وسائل الاعلام تبالغ في التركيز على “الجهاديين”. واضاف: “نشكر فرنسا على المساعدة التي تقدمها الى الشعب السوري وخصوصا على المستوى الانساني وايضا لموقفها منذ بدء الازمة في سوريا. اننا نتطلع لرؤية فرنسا تقوم بدور اكثر فاعلية لدعم معركة الشعب السوري وتخفيف عذاباته”.
وأفاد ناطق باسم وزارة الخارجية ان فابيوس وحجاب “تطرقا الى التدهور الكبير للوضع الداخلي وخصوصا على المستويين الانساني والامني”، وانهما “اتفقا على ضرورة مضاعفة الجهود الهادفة الى الحفاظ على وحدة البلاد ضمن احترام التعددية”.
موسكو
وفي موسكو، حذر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، من إنه “إذا بدأ الغرب فعلاً بإمداد المعارضة السورية بالأسلحة مباشرة، فسيتعارض ذلك مع بيان جنيف نصاً وروحاً”.
بان كي – مون
وفي نيويورك (علي بردى) دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أمس العالم الى وقف تزويد الأطراف المتقاتلين في سوريا السلاح، مكررا أن لا حل بالوسائل العسكرية لهذه الأزمة. وحض على الشروع في حوار سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري.
وفي مؤتمر صحافي عقده في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، قال بان إن الدورة السابعة والستين للجمعية العمومية للأمم المتحدة ستستضيف 123 من الرؤساء ورؤساء الوزراء والوفود الرفيعة، وأن “الوضع المتدهور في سوريا سيكون قبل أي شيء في أذهاننا”. وأوضح أن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي “يواصل عمله الديبلوماسي لاطلاق عملية انتقالية بقيادة سورية”. وأضاف أنه “في موازاة ذلك، وكمسألة أكثر الحاحاً، تستمر الجهود الإنسانية للأمم المتحدة على مدار الساعة، في سوريا ومحيطها… نحن مصممون على الوصول الى الناس المحتاجين”. وحض “الحكومة السورية والمعارضة على ضمان ايصال المساعدات”.
وقال رداً على سؤال، إنه “من المقلق أن الوضع يتدهور من دون أي انهاء فوري للأزمة”. ولاحظ أنه “لسوء الحظ، يبدو أن الطرفين، القوات الحكومية والمعارضة، مصممان على رؤية الحل بالوسائل العسكرية”. وإذ أعرب عن اعتقاده أن “الوسائل العسكرية لن توصل الى حل”، خلص الى أنه “ينبغي التوصل الى حل بالحوار السياسي” مع “تلبية تطلعات الشعب السوري”. وكشف أن “هذا ما أبلغه الأخضر الابرهيمي جديا الى الرئيس الأسد، والى ممثلي القوى المعارضة وشركاء آخرين في المنطقة”. وأعلن أنه سيجتمع مع الابرهيمي عند وصوله السبت الى نيويورك، قبل أن يقدم الممثل الخاص المشترك احاطة هي الأولى له الى أعضاء مجلس الأمن الإثنين. وبعد ذلك “ربما كانت لديه استراتيجية ما يمكن نقلها الى السلطات السورية لحل هذا الموضوع”. ورأى أن “الأهم في هذا الوقت، هو أن العنف المتواصل يجب أن يتوقف من الجانبين”، مشدداً على أن “كل من لديه مصلحة ما، عليه أن يحضهما على وقف العنف، وكل من يزودهما السلاح ينبغي أن يوقف ذلك كي يتمكنا من بدء حوار سياسي”.
وكذلك قال إنه خلال الجمعية العمومية “سيناشد زعماء العالم أن يتقاسموا حس المسؤولية المشتركة… وأن يوحدوا موقفهم” من أجل انهاء الأزمة السورية.
الطائرة التركية
وفي تركيا، أكد الجيش التركي اثر تحقيق ان طائرته المقاتلة التي أسقطتها الدفاعات الجوية السورية في حزيران الماضي كانت في الاجواء الدولية لا في المجال الجوي السوري كما ادعت دمشق.
واشنطــن طالبــت أنقــرة بمحاربــة «طالبـان»
.. ومنــع «القاعــدة» مـن التواجــد في سوريــا!
محمد نور الدين
كشفت صحيفة «يني شفق» التركية، الموالية لــ«حزب العدالة والتنمية»، أن اقتراح رئيس الأركان التركي نجدت أوزيل على نظيره الأميركي مارتن ديمبسي تعاوناً استخباراتياً على مدار الأربع وعشرين ساعة ضد «حزب العمال الكردستاني» قوبل بمقترحين أميركيين، وهما أن تحارب تركيا حركة «طالبان» في أفغانستان، وان تكون تركيا جزءا من عملية هدفها محاربة أي وجود لتنظيم «القاعدة» في سوريا، وتتضمن أيضا إقامة نظام حكم ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد يتمثل فيه حزب البعث والمسيحيون. وقد وصفت الصحيفة المقترحين بالفخّين، وقد رفضتهما أنقرة.
ونقلت الصحيفة أيضا بعض ما دار في لقاءات وزير الخارجية احمد داود اوغلو مع نظيره الإيراني علي اكبر صالحي في اجتماع القاهرة، حيث اعتبر داود اوغلو اللقاء فرصة لأنه يحقق توازنا في المنطقة. فللمرة الأولى منذ 30 عاما يجتمع وزراء خارجية دول مصر وتركيا وإيران معا.
ونقلت الصحيفة قول داود اوغلو لصالحي إن «هذه فرصة على إيران ألا تفوّتها. نحن نتأسف ونحن نفهمكم. ولأنني أعرفهم عن كثب ففي قلبي جرح من أجل عائلة الأسد وأبنائه. ولكن في النهاية عندما ننظر إلى المشهد الكبير فيجب أن نتخذ القرار حول أي سوريا وأي منطقة نريد».
وقد توقفت الصحف التركية عند تكرار زيارات المسؤولين الأميركيين، مدنيين وعسكريين، إلى تركيا، وتركيز المحادثات على الشأن السوري وعمليات حزب العمال الكردستاني. وفي هذا الإطار جاءت المكالمة الهاتفية من جانب الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، حيث قدم أوباما تعازيه بالقتلى الأتراك على يد حزب العمال الكردستاني.
ولم ينس أوباما، وربما يكون هذا أساس المكالمة لأن الرئيس الأميركي لم يتقدم بالتعازي سابقا بالكثير من قتلى الجيش التركي رغم أنهم كانوا يفوقون عددا وبكثير العدد الذي سقط أمس الأول، شكر اردوغان على تعاونه من اجل تهدئة الشارع الإسلامي في تركيا، ومنع تحركه ضد الفيلم المسيء للنبي.
وقد لفت على سبيل المثال أن الذين تظاهروا في تركيا ضد الفيلم بدعوة من منظمات إسلامية مثل «مظلوم در» كانوا بأعداد قليلة جدا، بل إن المفارقة أن معظم المتظاهرين الآخرين الأكثر عددا ينتمون إلى حزب العامل اليساري الماركسي، وكان يندد بالسياسات الأميركية.
وبات تجاوب اردوغان مع مطلب أوباما التحرك لتسكين الشارع مثار العديد من الكتابات. وخرجت صحيفة «مللي غازيتيه»، الموالية للزعيم الإسلامي الراحل نجم الدين أربكان، منتقدة اردوغان في مانشيتها الرئيسية، ومقارنة بين حال تركيا قبل سنوات قليلة وحالها اليوم، حيث كانت أنقرة في قلب المشهد الإسلامي، فيما اليوم خاوية لا حراك فيها رغم أن المسألة تخص الرسول والقرآن ولا علاقة لها بشأن محلي ضيق.
وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها الرئيسية «عشر سنوات ورئيس الحكومة يحقننا بالغاز. من الشيشان الى دافوس الى فلسطين الى الشهداء. ملأنا الساحات وانفجرنا غضبا. أما اليوم فإن الرسول الأعظم يتعرض للتحقير واردوغان ساكت والساحات فارغة. حتى روسيا تحركت ونحن ساكتون. لم تعد تركيا في المشهد. لقد تحولت تركيا الى بلد عاطل من التحسس وردة الفعل، وتحول اردوغان الى اداة للجم التحركات بناء لتعليمات اوباما. حتى حادثة دافوس بتنا نشك في انها كانت لعبة من جانب اردوغان. لقد أثبتت تركيا في عهد اردوغان انها نموذج، لكن للبلد الذي ينفذ الأدوار التي ترسم له».
وفي صحيفة «ميللييت» اعتبر سميح ايديز أن تركيا باتت مرتعا للعصابات المسلحة والمسلحين الأجانب وتمرير السلاح، وتحولت فعلا لا قولا الى باكستان. وقال «كتب روبرت فيسك في 17 ايلول الحالي يتساءل عما اذا كانت تركيا قد تحولت الى باكستان لجهة انها باتت قاعدة لتمرير السلاح والمسلحين الى سوريا، ولتجمع المسلحين من جنسيات مختلفة. وهنا فإن تقرير مجلس حقوق الانسان حول ارتكاب المعارضة السورية (كما النظام) جرائم حرب قد أحرج الحكومة التركية كثيرا، لأنه يتهمها بصورة غير مباشرة بدعم المسلحين، وللمرة الأولى تلتزم الحكومة الصمت تجاه تقرير لمجلس حقوق الانسان، خصوصا انه قال ان لديه أسماء بالمسلحين وبقيادات ارتكبت جرائم حرب من المعارضة. وهو ما يشير إلى إمكانية أن يكون المقصود بالأسماء أولئك الجنرالات السوريين الذين تؤويهم تركيا في مخيم أبايدين داخل أراضيها، ورفضت الحكومة فتحه أمام الزيارات، قبل ان ترضخ وتسمح بذلك، بعدما غيرت معالمه الداخلية».
ويرى الكاتب أن «تركيا لن تخرج بسهولة من المسألة السورية، ومع ذلك يصر داود اوغلو على ان سياسته ذات البعد الواحد تجاه سوريا صحيحة، بينما غالبية الرأي العام التركي ضد هذه السياسة. وفي ظل الأسئلة الكثيرة لن نكون بحاجة، كما روبرت فيسك، الى التساؤل، بل نقول ان تركيا تحولت فعلا الى باكستان جديدة».
الإبراهيمي أمام مجلس الأمن الإثنين وقطر ومعارضو الخارج يشكّكون في نجاح مهمته
الأسد منفتح على حل «نياته صادقة» .. والمسلحون ينسحبون من جنوب دمشق
سجلت الأزمة السورية تطورين بارزين امس. ففيما كان الرئيس السوري بشار الأسد، يستقبل وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، الآتي من القاهرة حيث انعقد اجتماع «اللجنة الرباعية» للبحث عن مخرج سياسي، ويعلن «أن مفتاح نجاح أي مبادرة هو النيات الصادقة»، مذكراً بأن المعركة ضد سوريا تستهدف «منظومة المقاومة» في المنطقة كلها، كان مسلحو المعارضة يعلنون الانسحاب من الأحياء الثلاثة التي تسللوا إليها في جنوب العاصمة دمشق، وذلك مع تواصل الاستعدادات لانعقاد المؤتمر الموسع للمعارضة في دمشق الذي يلتئم بضمانات روسية، قبل ايام من تحرك ديبلوماسي في نيويورك مع بدء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتأتي زيارة صالحي، الذي أكد دعم طهران لجهود الحكومة السورية لاستعادة الأمن والاستقرار، إلى دمشق بعد ساعات من زيارة إلى القاهرة، حيث شارك في اجتماع مع نظيريه التركي والمصري، كما التقى الرئيس المصري محمد مرسي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الذي شككت قطر و«المجلس الوطني السوري» المعارض بنجاح مهمته السورية.
إلى ذلك، أعلن السفير الألماني لدى الأمم المتحدة بيتر ويتينغ، الذي تتراس بلاده مجلس الأمن لهذا الشهر، ان الإبراهيمي سيلتقي الإثنين المقبل سفراء دول مجلس الأمن لتقديم تقرير عن محادثاته في دمشق. وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي أن الأمين العام بان كي مون سيلتقي الإبراهيمي قبل لقائه أعضاء مجلس الأمن «خلال عطلة نهاية الأسبوع لدى وصوله إلى نيويورك».
في هذا الوقت، تستمر الاشتباكات وعمليات القصف في عدد من أحياء مدينة حلب، فيما أعلن المسلحون انسحابهم من أحياء الحجر الأسود والقدم والعسالي في جنوب دمشق. وبعد ساعات من استيلاء المسلحين على معبر تل ابيض الحدودي مع تركيا ذكرت قنوات تلفزة ان القوات النظامية شنت هجوماً مضاداً لاستعادة المعبر. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «قتل 68 شخصاً، بينهم 50 مدنياً».
وحذر مصدر روسي رفيع المستوى من أن دولا غربية تخطط لمد المسلحين في سوريا بكمية ضخمة من الأسلحة، بالإضافة إلى إرسال مقاتلين مأجورين إلى سوريا. (تفاصيل صفحة 10)
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الأسد بحث مع صالحي «تعزيز التعاون الثنائي في كل المجالات، بما يساهم في تمكين شعبي البلدين من التغلب على الصعوبات والمعوقات التي تتسبب بها العقوبات الجائرة الأحادية الجانب التي تفرض عليهما، من اجل كسر إرادة البلدين، وتطويعها خدمة لمصالح الدول الغربية عامة وإسرائيل خاصة».
وأضافت «تم التباحث في آخر المستجدات التي تشهدها الأزمة في سوريا، حيث كانت الأجواء إيجابية للغاية ومهمة، وجرى خلالها التأكيد على مواصلة العمل بين البلدين واستمرار تنسيق الجهود الثنائية من أجل إنهاء هذه الأزمة». وأشار الأسد إلى «تقدير الشعب السوري للمساعي الإيرانية بهذا الخصوص».
واطلع الرئيس السوري من صالحي على «نتائج زيارته إلى القاهرة». وأكد الأسد أن «سوريا أبدت انفتاحاً في التعامل مع كل المبادرات التي طرحت لإيجاد حل للأزمة، مع التأكيد أن مفتاح نجاح أي مبادرة هو النيات الصادقة لمساعدة سوريا، وبناء هذه المبادرات على أسس صحيحة، وفي مقدمتها احترام السيادة السورية وحرية قرار الشعب السوري ورفض التدخل الخارجي»، مضيفاً أن «المعركة التي تدور حالياً تستهدف منظومة المقاومة بأكملها، لا سوريا فقط».
وأكد صالحي، من جهته، «دعم بلاده غير المحدود للجهود التي تقوم بها الحكومة السورية لاستعادة الأمن والاستقرار، بعد الإصلاحات المهمة التي أقرتها سابقاً، وتجاوبت من خلالها مع المطالب الشعبية التي ظهرت في بداية الأزمة».
ونقلت وكالة «ارنا» عن صالحي إشارته، خلال اللقاء، إلى انه «ينبغي أن يتم توفير السبل للخروج من هذه الأزمة وعودة الأمن والهدوء إلى سوريا، من خلال حل سياسي سوري – سوري مبني علي الحوار الوطني بين الحكومة والمعارضة، وبعيداً عن التدخل الخارجي وإرسال السلاح إلى الجماعات المتطرفة، مع وقف العنف».
وكان صالحي بحث مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم «العلاقات الثنائية وآخر التطورات في المنطقة، حيث وضع الوزير الإيراني الجانب السوري في أجواء الاتصالات التي تقوم بها طهران للمساعدة في إيجاد حل للأزمة في سوريا».
وكان صالحي قال، في تصريح لدى وصوله إلى مطار دمشق، إن سوريا «تواجه مشكلة، ونحن نتمنى أن تتم إدارة هذه المشكلة في اقرب فرصة». وأضاف «هدفنا من زيارة سوريا التشاور على المستويات السياسية كافة بخصوص هذه المشكلة، ونتمنى أن نصل إلى استنتاج ونتيجة واحدة لحل المشكلة». واعتبر أن هذا الحل «يكون فقط في سوريا وداخل الأسرة السورية، وكذلك بالمشاركة والتنسيق مع المؤسسات الدولية والإقليمية كافة».
وقال «نحن بحاجة لمشاركة دول المنطقة التي يمكن أن تؤدي دوراً وأن تكون قادرة على العمل كأسرة إقليمية واحدة كبيرة للتصدي للمشكلات المتعلقة بالمنطقة». وأضاف «ينبغي لنا التنسيق مع الدول التي يمكن أن تؤدي دوراً في المنطقة والمنظمات الأخرى التي يمكن أن تلعب دوراً لمحاولة إيجاد حل صادق» للأزمة السورية.
لاريجاني
وكشف رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني أن طهران تجري محادثات مع مجموعات من المعارضة السورية، متهماً في الوقت ذاته بعض الدول بعرقلة جهود طهران لإيجاد حل سلمي للصراع في سوريا.
وقال لاريجاني، في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية نشرت أمس، إن ديبلوماسيين إيرانيين اجروا محادثات مع جماعة الإخوان المسلمين السورية فضلا عن السلفيين المحافظين والليبراليين، وشجعوهم على قبول الإصلاحات الديموقراطية «بطريقة سلمية لا بواسطة العنف». ولم يكشف لاريجاني أسماء قادة المعارضة الذين شاركوا في الاجتماعات أو موعدها، واكتفى بالقول إنها عقدت في طهران، ولا تزال مستمرة، وأنها أحرزت تقدماً طفيفاً.
وبالنسبة إلى المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية، أكد لاريجاني أن الوقت لا يزال مبكراً للحكم على هذه المبادرة، معتبراً أنه «من الخطأ أن تتحد بعض البلدان وتتفق على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد»، مشيراً إلى انه ينبغي «على المعارضة السورية أن تعزز مشاركتها السياسية في عملية الإصلاح باعتبارها جزءاً من الشعب السوري بدلا من العمل على إزالة النظام».
العربي وحمد
وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحافي في القاهرة، إن الجامعة ومجلس الأمن الدولي غير قادرين على حل الأزمة في سوريا ووقف إراقة الدماء، معتبراً أن الجامعة والمجتمع الدولي خذلا سوريا.
وحول مهمة الإبراهيمي، قال العربي «إنه لم يضع حتى الآن خطوطاً عامة لمهمته، ولم يطرح أي مقترحات حتى ينتهي من معرفة حقيقة ما يحدث على الأرض». وحمل «الحكومة السورية مسؤولية استمرار القتل والعنف لعدم استجابتها لمبادرات وطروحات الجامعة العربية التي تعبر عن مطالب الشعب السوري».
وشكك رئيس الحكومة ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في إمكانية نجاح مهمة الإبراهيمي. وقال «نحن على ثقة تامة في الأخضر الإبراهيمي، لكننا في الوقت ذاته لا نثق في الطرف الآخر، ولذلك أخشى أن يكون هناك استخدام سيئ لهذه العملية يخلف مزيداً من القتل، ومع ذلك فإننا نأمل أن يكون هناك حل، على الرغم من صعوبة الأوضاع هناك».
وقال رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض عبد الباسط سيدا، بعد اجتماع بحمد في الدوحة، «لقد ابلغنا القيادة القطرية ملاحظاتنا على موضوع ضم إيران إلى الرباعية». وأضاف «نحن إذ نقدر عودة مصر إلى المعادلات الإقليمية فإننا نعتقد أن إيران شريك في ما يجري في سوريا».
وحول مهمة الإبراهيمي، قال سيدا «إذا كانت مهمة الإبراهيمي محكومة بآليات مجلس الأمن، وبالتالي شبيهة بمهمة كوفي انان، فإننا لن نلتزم بها، ونرفض أن نكون في موقع شهود الزور».
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
مـنـــاورات مـفـاجـئـــة فـي الجـــولان: احـتـمال اشــتـعال الجـبـهــة الشـمالـيـة
حلمي موسى
برغم تكثيف المناورات والتدريبات العسكرية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة تحسباً لاشتعال الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا لأسباب محلية أو إقليمية، أمر رئيس الأركان الجنرال بني غانتس، أمس، وبشكل استثنائي، بإجراء مناورة واسعة جديدة.
وانطلقت المناورة بشكل مفاجئ وفق سيناريو يستند إلى احتمال وقوع حرب شاملة إذا اضطر الجيش الإسرائيلي لضرب منشآت لـ«حزب الله» وانضمت سوريا للحرب، أو جراء ضربة مفاجئة لإيران. وتميزت المناورة بشكل أساسي باستدعاء قوات احتياطية كبيرة وبعملية نقل جوي لهذه القوات وسواها إلى هضبة الجولان السورية المحتلة.
وأشارت مواقع إخبارية إسرائيلية إلى أن المناورة جرت على خلفية التهديدات بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، والخشية المتزايدة من أن ترد إيران بشدة. ولذلك أمر الجنرال بني غانتس فجأة بإجراء المناورة لفحص جاهزية الجيش واستعداده.
وبدأت المناورة فجر أمس، وشاركت فيها قوات تابعة لقيادتي الجبهتين الشمالية والوسطى وسلاح الجو فضلا عن وحدات أخرى. وشاركت في المناورة قوات ليست فقط نظامية، وإنما احتياطية أيضا بأحجام كبيرة. وكانت القوات الاحتياطية قد تلقت فجرا مكالمات هاتفية طارئة من مراكزها واستدعيت للحضور فوراً للمناورة.
وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى أن الجنرال غانتس أراد فحص جاهزية عدد من الوحدات وخصوصا الوحدات المقاتلة. وارتكزت المناورة إلى سيناريو حرب في هضبة الجولان تقع بشكل مباغت وتتطلب نقل قوات كبيرة فورا إلى الجبهة باستخدام إجراء «الذخر القومي». وشملت المناورة نقل قوات بالمروحيات من قيادة الجبهة الوسطى إلى هضبة الجولان وانتهت في المساء بتدريبات بنيران حية منذ ما بعد ظهر أمس.
وتركز التدريب على مجال تفعيل النيران وهو ما قاد إلى استدعاء وحدات قتالية على وجه الخصوص. وجرت المناورة تحت إمرة كبير ضباط المدفعية العميد روعي ريفتين، تحت إشراف مراقب الجيش. ولاحظ معلقون أن نقل قوات والتدرب باستخدام النيران الحية يوفران الفرصة لاحتمال البدء بعملية عسكرية أو شن حرب. وأشار آخرون إلى أن مناورة أمس كانت بين أكبر المناورات التي يجريها الجيش بشكل مفاجئ، وأنه بالرغم من المبادرة للإعلان عنها في وسائل الإعلام بعد بدئها إلا أن علامات استفهام كبيرة أثيرت بسبب حجم القوات وتوقيتها. ومعروف أن أمس كان أول أيام العمل بعد عطلة رأس السنة العبرية، وبعد أيام قليلة يحل يوم الغفران.
وبدا واضحا أن إسرائيل أضفت طابعا علنيا كبيرا على هذه المناورة مبررة ذلك بأنها لا تريد أن يفهم السوريون أنها فعل حربي وأن يعرفوا أنها مجرد مناورة. ورغم الإصرار على أن المناورة مباغتة وتمت بناء على قرار رئيس الأركان إلا أن هناك أوساطا عسكرية قالت أنه تم التخطيط لها منذ زمن. ولذلك ليس مستبعدا أن تكون المناورة، كما سبق وحدث في الماضي، نوعا من التعمية والتضليل. أي أنها قد تكون تمت في إطار عملياتي محدد يتعلق بالجبهة الشمالية وليست واضحة تماما معالم هذا الإطار.
ومع ذلك من المهم الإشارة إلى أن المناورة جرت بعد أسبوع واحد من مناورة كبرى لفرقة الجليل تمت وفق السيناريو ذاته، ولكن في إطار أكثر لبنانية. وتضمنت تلك المناورة التي استمرت عدة أيام أيضا نقل قوات كبيرة جدا إلى الجبهة اللبنانية.
ولاحظ معلقون إسرائيليون أن المناورة المفاجئة جرت في أجواء يتحدث فيها كثير من القادة العسكريين، وبينهم نائب رئيس الأركان الجنرال يائير نافيه عن احتمالات تدهور الوضع في سوريا نحو حرب مع إسرائيل. ويتحدث العسكريون عن سيناريوهين: الأول تمركز خلايا الجهاد العالمي، أمثال «القاعدة»، في هضبة الجولان باستغلال الفراغ السلطوي والبدء بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. والثاني، الذي قد تكون نتيجته هجوماً إسرائيلياً يتحدث عن نقل وسائل قتالية كيماوية سورية إلى «حزب الله».
وقال قائد في سلاح المدفعية إن «حجم القوات كان هائلا والمناورة كانت مفاجئة تماماً. والوحدات والقادة أنفسهم لم يتوقعوا أن تفعيل كل الإطار، ممكن الحدوث». وأضاف أن المناورة فحصت جاهزية القوات للانتقال من وضع التحرك في دوريات في الضفة الغربية إلى وضع قتالي في هضبة الجولان. وشدد على أن كل واحدة من الوحدات تدربت على «وضع تصعيد أو أي سيناريو يحتاج إلى حالة تأهب فورية في هضبة الجولان».
زعيم المجلس الوطني السوري يريد مبادرة عربية على نمط ليبيا
دبي- (رويترز): قال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا في مقابلة نشرت الاربعاء ان كتلة المعارضة الرئيسية في سوريا تريد من الدول العربية ان تعمل معا لتحقيق تدخل دولي في سوريا يماثل المبادرة المشتركة في ليبيا.
وقال بعد محادثات في الدوحة مع مسؤولين قطريين انه يدعو العرب لتبني مبادرة واضحة وجادة مثل الموقف الذي اتخذوه نحو الانتفاضة الليبية.
وطلبت الجامعة العربية من مجلس الامن التابع للامم المتحدة انشاء منطقة حظر طيران العام الماضي لحماية المدنيين في ليبيا فيما مهد الطريق لحلف شمال الاطلسي والحلفاء العرب لمساعدة المعارضة على الاطاحة بمعمر القذافي.
وقال سيدا لصحيفة الحياة إن المجلس الوطني السوري يعترض على مشاركة إيران في جهود حل الازمة السورية لان طهران جزء من المشكلة.
ولم يظهر الغرب رغبة تذكر في تكرار أي عمل في سوريا مماثل للحملة في ليبيا كما تعارض روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن مثل هذا التدخل.
ويواجه الرئيس السوري بشار الأسد انتفاضة بدأت كاحتجاجات شوارع سلمية في مارس اذار من العام الماضي وتصاعدت الى حرب اهلية قتل فيها أكثر من 27 الف شخص. ويبلغ عدد القتلى اليومي نحو 200 شخص وكان الشهر الماضي الاكثر دموية.
وقال سيدا الذي تحدث بعد محادثات مع رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي يرأس لجنة الجامعة العربية المعنية بالملف السوري انه يجب عمل كل شيء ممكن لوقف القتل في سوريا.
وقال “لابد من مبادرة جدية للتحرك مع الاوروبيين في سبيل نزع الشرعية الكاملة أولا من النظام وعدم السماح بالاستمرار في قتل السوريين بهذا الشكل .. ولذلك لابد من الضغط”.
وأضاف “نحن نطالب بكل شيء يوقف قتل السوريين وهناك الفصل السابع في مجلس الامن وهو يضع كل الخيارات على الطاولة بما في ذلك التدخل الدولي لوقف القتل” في اشارة الى خيار استخدام القوة العسكرية ضد قوات الاسد.
وعبر سيدا عن شكوكه في فرص نجاح مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي التي تتضمن “مجموعة اتصال” تحاول حل الازمة السورية قائلا انه يعترض على مشاركة ايران في هذه الجهود.
وقال سيدا “نعتقد ان ايران هي جزء من المشكلة”.
واضاف “ايران تمد النظام بالسلاح والمال والخطط وحتى قائد الحرس الثوري اعترف ان هناك رجالا من الحرس الثوري داخل سوريا”.
وصرح رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني لصحيفة الراية الكويتية بأن ايران يجب ان تكون جزءا من الحل. وقال ايضا انه لا يعلم ان كانت توجد عناصر من الحرس الثوري الايراني في سوريا.
لكنه قال ان ما يتوقعه ويأمل فيه هو ان تكون ايران جزءا من الحل في سوريا وانه توجد علاقات قوية ومخلصة مع ايران وانهم يتفقون على بعض الاشياء ويختلفون على البعض الاخر. وكرر دعوته للاسد لكي يتنحى.
وقال الشيخ حمد “أنا أعتقد أنه بعد سيلان الدم فلم يتبق للرئيس بشار إلا أن يتخذ قرارا شجاعا وهو التسليم المنظم لسلطة منظمة شريطة ألا يكون هناك انتقام من طرف ضد طرف”.
وكان كوفي عنان الوسيط الدولي السابق يريد مشاركة إيران في ايجاد حل للازمة السورية. واستقال عنان في اغسطس اب وهو يشكو من الجمود الدبلوماسي في مجلس الأمن.
وقال سيدا ان أول علامة على فشل جهود مجموعة الاتصال بدأت تظهر. وقال “السعودية لم تحضر الاجتماع” الذي عقد في القاهرة يوم الاثنين في انتكاسة لعمل المجموعة.
وأضاف “أبلغنا مساعدي الرئيس المصري محمد مرسي تحفظاتنا حول المشاركة الايرانية”.
ويسود الانقسام المجلس الوطني السوري حيث يوجد صراع على السلطة بين الاسلاميين والسياسيين العلمانيين والزعماء الذين يقيمون في المنفى والناشطين في سوريا وهو صراع يقوض زعم المجلس الوطني بأنه يمكن ان يكون بديلا للاسد.
تقرير غربي: إيران تنقل الرجال والسلاح إلى سوريا عبر العراق
الأمم المتحدة- (رويترز): أفاد تقرير لجهاز مخابرات غربي اطلعت عليه رويترز بأن إيران تستخدم طائرات مدنية في نقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة عبر المجال الجوي العراقي إلى سوريا لمساعدة الرئيس بشار الاسد في محاولاته لسحق الانتفاضة المناهضة لحكومته.
وفي وقت سابق هذا الشهر قال مسؤولون أمريكيون إنهم يستوضحون من العراق موضوع رحلات جوية إيرانية تعبر المجال الجوي العراقي ويشتبه في أنها تنقل أسلحة الى الأسد. وهدد السناتور الأمريكي جون كيري يوم الاربعاء بإعادة النظر في المعونة الامريكية لبغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات عبر مجالها الجوي.
ويقول العراق إنه لا يسمح بمرور أي أسلحة عبر مجاله الجوي. لكن تقرير المخابرات الذي اطلعت عليه رويترز قال إن الأسلحة الإيرانية تتدفق على سوريا عن طريق العراق بكميات ضخمة. ويقول التقرير ان الحرس الثوري الايراني هو الذي ينظم رحلات نقل السلاح.
وقال التقرير الذي قدم مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة لرويترز نسخة منه “هذا جزء من طريقة عمل معدلة تتبعها ايران لم يتحدث عنها المسؤولون الامريكيون علنا إلا أخيرا بعد تصريحات سابقة تفيد العكس”.
وأضاف “وهو يتعارض كذلك مع تصريحات المسؤولين العراقيين، فالطائرات تطير من ايران الى سوريا عبر العراق بشكل شبه يومي حاملة افرادا من الحرس الثوري الايراني وعشرات الأطنان من الأسلحة لتسليح قوات الأمن السورية والميليشيات التي تقاتل المعارضة”.
والاتهام المحدد للعراق بالسماج لإيران بنقل اسلحة الى دمشق ليس جديدا لكن التقرير يزعم ان نطاق هذه الشحنات اكبر كثيرا مما أقر به علنا وأكثر انتظاما بكثير وذلك نتيجة اتفاق بين مسؤولين كبار من العراق وايران.
ورفض على الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تقرير المخابرات.
وقال “يرفض العراق المزاعم التي لا أساس لها بأنه يسمح لإيران باستخدم مجاله الجوي في ارسال أسلحة الى سوريا. وقد دعا رئيس الوزراء دائما إلى حل سلمي للصراع في سوريا وضرورة فرض حظر على تدخل أي دولة في سوريا سواء بإرسال أسلحة أو مساعدة آخرين أن يفعلوا ذلك”.
وتردد موضوع شحنات السلاح الإيرانية إلى سوريا بشكل متكرر في جلسة عقدها مجلس الشيوخ يوم الاربعاء بشأن التصديق على تعيين روبرت بيكروفت سفيرا للولايات المتحدة لدى بغداد. وهو حاليا نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية هناك.
وسأل السناتور الديمقراطي جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بيكروفت ما الذي تفعله السفارة لاقناع العراقيين بمنع إيران من استخدام مجالهم الجوي في نقل الأسلحة بالطائرات إلى سوريا فرد قائلا انه اوضح للعراق هو ومسؤولون أمريكيون اخرون انه ينبغي وقف هذه الرحلات الجوية.
وقال كيري انه منزعج لأن الجهود الامريكية لم تنجح حتى الان في اقناع بغداد بوقف الرحلات الجوية واقترح ان تجعل الولايات المتحدة في المستقبل جزءا من المساعدة التي تقدمها للعراق وتقدر بمئات الملايين من الدولارات مرهونا بتعاونه بشأن سوريا.
ومضى قائلا “ربما يجدر بنا ان نجعل بعضا من مساعداتنا او بعضا من دعمنا مرهونا بالاستجابة المناسبة. لا يليق على الإطلاق كما يبدو ان نحاول المساعدة في بناء الديمقراطية وندعمهم ونعرض ارواح الامريكيين للخطر ونضخ المال في البلد وهم يعملون بما يضر بمصالحنا بمثل هذه الصراحة”.
وقال تقرير المخابرات الذي ذكر دبلوماسيون غربيون انه جدير بالتصديق ويتفق مع معلوماتهم ان ايران ابرمت اتفاقا مع العراق لاستخدام مجاله الجوي.
وقال مبعوث انه من المحتمل ان طهران وبغداد لم تعقدا في حقيقة الأمر اي اتفاق رسمي وانما تفاهما غير رسمي على عدم طرح أي اسئلة بشأن احتمال وجود عمليات نقل اسلحة الى سوريا.
وقال قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري في تصريحات نشرها الإعلام الايراني الرسمي يوم الأحد ان افرادا من الحرس الثوري موجودون في سوريا ولبنان حيث يقدمون مساعدة غير عسكرية. واضاف ان ايران قد تتدخل عسكريا في سوريا اذا تعرضت لهجوم خارجي. لكن وزارة الخارجية الايرانية نفت تلك التصريحات في اليوم التالي.
واشار التقرير بشكل محدد الى طائرتين من طراز بوينج 747 على انهما تستخدمان في عمليات نقل الاسلحة الى سوريا وهما طائرة تابعة للخطوط الجوية الايرانية (إيران إير) الترقيم على ذيلها (إي بي-آي سي دي) وطائرة تابعة لشركة مهان إير الترقيم على ذيلها (إي بي-إم إن إي). وكانت الطائرتان ضمن 117 طائرة فرضت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات فيما يخصهما يوم الاربعاء.
وادرجت الوزارة كذلك في القوائم السوداء طائرة تقوم شركة ياس إير الإيرانية بتشغيلها لتزويد سوريا بالسلاح. واشارت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة التي تراقب مدى الالتزام بالعقوبات الدولية على ايران الى ياس إير بشكل متكرر على انها من الجهات الاساسية التي تزود سوريا بالسلاح الى جانب ايران إير.
وقال بيان وزارة الخزانة الامريكية بشأن الإضافات الجديدة الى القوائم السوداء ان هذه الخطوة “ستسهل على الاطراف المعنية الرصد المستمر لهذه الممتلكات الممنوعة وتزيد على ايران صعوبة استخدام اساليب مخادعة لمحاولة تفادي العقوبات”.
ولم يشر البيان الى العراق.
وفي وقت سابق يوم الاربعاء اوصت لجنة الخبراء في الأمم المتحدة بإضافة ياس إير الى القائمة السوداء للأمم المتحدة لمساعدتها إيران في تفادي حظر السلاح الذي تفرضه المنظمة الدولية. ولم يتخذ مجلس الامن حتى الان اي إجراء بشأن هذه التوصية.
وكانت تقارير لجنة الخبراء تتحدث عن شحنات من الأسلحة الإيرانية الى سوريا عبر تركيا وليس عبر العراق.
وقال تقريرالمخابرات إن مثل هذه الرحلات الجوية عبر المجال الجوي التركي توقفت.
واضاف “منذ اعتمدت انقرة موقفا حازما ضد سوريا واعلنت انها ستعترض كل شحنات السلاح المرسلة الى نظام الأسد عبر اراضي تركيا او مجالها الجوي اوقفت ايران تماما استخدام هذه القناة”.
ومحظور على طهران بيع السلاح بموجب العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على ايران فيما يتصل ببرنامجها النووي.
وفي وقت سابق هذا الشهر قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان الصراع السوري اتخذ منحى وحشيا مع قيام دول اخرى بتسليح الجانبين الامر الذي يشيع المعاناة وينطوي على احتمال ان يؤدي الى “نتائج غير مقصودة مع اشتداد القتال واتساع رقعته”.
المعارضة تتحفظ على مشاركة ايران بالبحث عن تسوية وضابط منشق يقول إن النظام سيستخدم الأسلحة الكيميائية
الاسد: المعركة تستهدف ‘منظومة المقاومة بأكملها’
اسرائيل تجري تدريبا مفاجئا في هضبة الجولان تحسبا للحرب
دمشق ـ الدوحة ـ القاهرة ـ وكالات: سيطر الجيش السوري الحر الاربعاء على معبر تل الابيض على الحدود مع تركيا ، بحسب ما افاد لوكالة فرانس برس ناشط في محافظة الرقة (شمال سورية) قدم نفسه باسم ‘ابو عساف’، فيما قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن المعركة التي تدور حالياً تستهدف منظومة المقاومة بأكلمها وليس سورية فقط، مؤكداً أن بلاده أبدت انفتاحاً في التعامل مع كل المبادرات التي طرحت لإيجاد حل للأزمة.
تزامنا استمرت اعمال العنف على وتيرتها المتصاعدة في مناطق مختلفة من البلاد، لا سيما في دمشق وحلب، موقعة 48 قتيلا الاربعاء بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت تتزايد حملات التنديد الدولية بانتهاك هذه الحقوق في سورية.
على صعيد آخر، اعلن الجيش السوري الحر سيطرته الاربعاء على معبر تل الابيض الحدودي مع تركيا (المعبر الحدودي الثالث مع تركيا التي تسيطر عليه)، بحسب ما افاد لوكالة فرانس برس ناشط في محافظة الرقة (شمال سورية) قدم نفسه باسم ‘ابو عساف’.
وقال في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان ‘الجيش السوري الحر سيطر على كامل المنطقة المحيطة بمعبر تل الابيض الحدودي’ بما فيها ‘المباني الامنية والحكومية على المعبر، ورفع علم الجيش الحر’.
ولدى استقباله صالحي، قال الاسد ان ‘المعركة الحالية تستهدف منظومة المقاومة بأكملها وليس سورية فقط’، في اشارة الى ما يعرف بمحور المقاومة ضد اسرائيل وابرز اركانه سورية وايران وحزب الله اللبناني.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن الاسد تأكيده امام صالحي ان سورية ‘ابدت انفتاحا في التعامل مع كل المبادرات التي طرحت لايجاد حل للأزمة’.
واعتبر ان ‘مفتاح نجاح اي مبادرة هي النوايا الصادقة لمساعدة سورية وبناء هذه المبادرات على اسس سيادة سورية وحرية قرار الشعب السوري ورفض التدخل الخارجي’.
وكان الوزير الايراني اكد لدى وصوله الى دمشق ان سورية ‘تواجه مشكلة ونحن نتمنى ان تتم ادارة هذه المشكلة في اقرب فرصة’.
وتعليقا على الاقتراح الايراني، ابدى رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا تحفظه على مشاركة ايران في مساعي ايجاد حل للعنف في سورية.
وقال سيدا بعد لقائه وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في الدوحة ‘ابلغنا القيادة القطرية ملاحظاتنا على موضوع ضم ايران الى الرباعية’.
على الارض، تستمر الاشتباكات وعمليات القصف لا سيما في دمشق حيث اقتحمت القوات النظامية حي الحجر الاسود جنوب العاصمة، بينما نفذ المقاتلون المعارضون هجمات متكررة على مراكز تابعة للقوات النظامية في حلب (شمال)، بحسب مصدر عسكري.
وقتل 48 شخصا الاربعاء بينهم 42 مدنيا وستة مقاتلين معارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وافاد المرصد ان اقتحام حي الحجر الاسود رافقته عمليات هدم وحرق للمنازل.
وكان المرصد افاد صباحا عن اعلان ‘مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الانسحاب من احياء الحجر الاسود والقدم والعسالي’ جنوب المدينة بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية استمرت اياما عدة.
واعلنت ‘الهيئة العامة للثورة السورية’ في بيان ليل الثلاثاء الأحياء الجنوبية لمدينة دمشق ‘مناطق منكوبة’.
من ناحية اخرى قال ضابط سوري منشق أن نظام بلاده يخطط لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، وهو أجرى مناقشات رفيعة المستوى بحضور ضباط من الحرس الثوري الايراني بشأن نشرها ضد مقاتلي المعارضة والمدنيين.
وقال اللواء عدنان سلو، الرئيس السابق لأركان ادارة الحرب الكيميائية الذي انشق قبل 3 أشهر ولجأ إلى تركيا، في مقابلة مع صحيفة ‘التايمز’ امس الأربعاء، إنه ‘شارك في محادثات على أعلى المستويات حول استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المقاتلين المتمردين والمدنيين على حد سواء’.
واضاف ‘ناقشنا بشكل جاد استخدام الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك طرق استعمالها وضمن أية مناطق، خلال اجتماع عُقد في مركز الأسلحة الكيميائية جنوب العاصمة السورية دمشق، وجرت مناقشة ذلك كحل أخير وفي حال فقد النظام السيطرة على منطقة مهمة مثل مدينة حلب’.
الى ذلك نفت ‘هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة’ في سورية قيام القيادي في الهيئة هيثم مناع بزيارة سورية ولقاءه قادة في السلطات السورية، واعتبرت الهيئة أنها تتعرض لحملات ‘دنيئة’.
وانتشرت مؤخرا عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ما قيل إنها وثيقة أمنية بخصوص زيارة مناع لسورية مرتين مؤخرا واجتماعه مع مسؤولين سوريين.
جاء ذلك في الوقت الذي قال فيه الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاربعاء ان الجامعة ومجلس الامن الدولي غير قادرين على حل الأزمة في سورية ووقف اراقة الدماء.
واضاف في مؤتمر صحافي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة ان الجامعة والمجتمع الدولي خذلا سورية.
وقال انه يتعين الاعتراف بأن الجامعة العربية فشلت وان المجتمع الدولي فشل ايضا.
لكن العربي شدد على ان الجامعة العربية منظمة اقليمية لا يخول لها ميثاقها ارسال قوات حفظ سلام الى سورية.
وقال انه كانت هناك بعض المبادرات لارسال قوات حفظ سلام لكن لم يتحقق شيء حتى الآن.
وقال العربي ان الجامعة اعلنت ان احالة القضية الى مجلس الامن امر حتمي لانها وصلت الى طريق مسدود.
وسئل ان كان المجتمع الدولي قد فقد الاهتمام بسورية فقال العربي ‘لا.. لا أقول ان العالم فقد الاهتمام.. العالم كله لا يعرف ماذا يفعل بالضبط. وهذا مخز بالتأكيد لأن الناس يموتون كل يوم’.
من جهة اخرى قام الجيش الاسرائيلي الاربعاء بتدريب مفاجىء على الحدود الشمالية تخلله استخدام ذخائر حية، بحسب ما اعلن بيان عسكري بينما تزداد التوترات حول البرنامج النووي الايراني ومصير الاسلحة الكيماوية في سورية.
واشار البيان الى ان التدريب امر به قائد هيئة الاركان الجنرال بيني غانتز ‘من اجل اختبار قدرة وتحضيرات وحدات عديدة في الجيش بقيادة سلاح المدفعية’.
ولم يعلن عن التدريب من قبل ولكن الجيش اشار الى انه تم تحديد موعده مسبقا.
واضاف ان ‘التدريب جزء من عملية تفتيش روتيني في الجيش’، مشيرا الى ان ‘هذه التدريبات تجري على مدار السنة’.
وقالت مصادر عسكرية ان التدريب بدأ فور قدوم الجنود من بيوتهم حيث نقلوا جوا الى هضبة الجولان على الحدود مع سورية.
وسينتهي التدريب مع تمرين بالذخيرة الحية في وقت لاحق من الاربعاء.
واشارت المصادر الى ان ‘التدريب كان مقررا له مسبقا ولا يشير الى اي تغييرات في درجات تأهب الجيش’.
سورية جنة للخاطفين وبدل اطلاق المخطوفين مال… او ذخيرة
بيروت ـ ا ف ب: تعرض صفحة بعنوان ‘مفقودين’ على موقع ‘فيسبوك’ للتواصل الاجتماعي، صورا لرجال ونساء واولاد هم ضحايا الخطف في سورية، في وقت ترتفع فيه نسبة هذه العمليات في مناطق مختلفة من البلاد التي تغرق اكثر فاكثر في الفوضى نتيجة النزاع الدموي المستمر منذ اكثر من 18 شهرا.
واسفل كل من هذه الصور، كتب اقارب قلقون رسائل يرد في احداها ‘محمد سيدو ابن حسن عمره 41 سنة وهو اب لاربعة اطفال يرجى من كل الاصدقاء نشر هذا الخبر. ومن لديه معلومة عنه يرجى مراسلتي’، مع عنوان الكتروني.
وتفيد اخرى ان ‘شقيقتنا تغاريد عرنوس مفقودة’، مع ايراد رقم هاتفي للاتصال في حال الحصول على معلومات عنها.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، تعرض ما بين الفين وثلاثة الاف شخص للخطف في مختلف المناطق السورية منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد منتصف آذار (مارس) 2011.
ويترك المخطوفون خلفهم اهلا واقارب قلقين، حالهم كحال الالاف من الاشخاص الذين تحتجزهم القوات النظامية وغالبا من دون محاكمة.
ويقول مدير المرصد رامي عبد الرحمن ‘الجميع يخطف الجميع. القوات النظامية والمقاتلون المعارضون يخطفون بعضهم البعض لتبادل السجناء او المطالبة بالمال، اضافة الى مجموعات من المجرمين يريدون فقط ابتزاز عائلات الضحايا من اجل الحصول على فدية’.
ويضيف عبد الرحمن بحسرة ‘اصبحت الحياة رخيصة جدا في سورية’.
ومن الضحايا ابو احمد (66 عاما) الذي خطف ذات ليلة منتصف آب (اغسطس) وهو في طريق عودته من العمل في دمشق. وقال ابنه احمد لوكالة فرانس برس ان والده ‘يعمل في وظيفة جيدة، ولهذا السبب لاحقوه’.
اضاف ‘تلقينا اتصالا هاتفيا، وطلب رجل من اللجان الشعبية 75 الف دولار لقاء اعادته. قلت له اننا لن نتمكن من دفع المبلغ. نحن محظوظون لانه عاد حيا’.
واللجان الشعبية ميليشيات مؤيدة للنظام انشئت للدفاع عن الاحياء ضد المقاتلين المعارضين.
واشار احمد (26 عاما) الى ان والده لم يتعرض للضرب على ايدي الخاطفين ‘لكننا سمعنا انهم اغتصبوا فتاة محتجزة في الغرفة المجاورة (لتلك حيث كان والده موجودا). بقي محتجزا تسعة ايام، وفي النهاية اطلق مقابل 15 الف دولار’.
وتسبب الخطف بصدمة لابو احمد بحسب ما قال نجله ‘لكن ان شاء الله، سيتحسن قريبا ويستعيد عافيته’.
لكن الكثيرين غيره لم يكونوا محظوظين وما زالوا بعيدين عن اقاربهم، ومنهم عدد غير معروف من السوريين يحتجزهم ابو ابراهيم من اعزاز في محافظة حلب (شمال)، والذي برز اسمه بعد اعلان مجموعته مسؤوليتها عن احتجاز مجموعة من الزوار اللبنانيين الشيعة خلال طريق عودتهم الى لبنان من ايران عبر تركيا وسورية.
وقال احد سكان اعزاز الذي عرف عن نفسه باسم ‘ابو محمد’، لوكالة فرانس برس عبر سكايب ‘ابو ابراهيم ليس مقاتلا، هو مجرم يستخدم الثورة لجني المال، ويحتجز العديد من السوريين رهائن’. وكلما ازدادت حدة العنف في منطقة معينة البلاد، ازدادت نسبة عمليات الخطف.
ومع اشتداد حملة القوات النظامية على مدينة حمص (وسط) مطلع عام 2012، تعرض المئات من السكان للخطف في المدينة التي اطلق عليها المعارضون لقب ‘قلب الثورة’.
وسجل الناشطون مؤخرا ارتفاعا كبيرا في عمليات الخطف في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق الذي شهد الاسبوع الماضي قصفا عنيفا واشتباكات، اضافة الى المدن في محافظة حلب (شمال).
وخلال عطلة نهاية الاسبوع، افيد على ‘فيسبوك’ عن خطف احمد محمد المجدلاوي. وكتب احد رفاقه على صفحة ‘فيسبوك’ يتمنى له عودة سالمة.
لكن احد المقيمين في المخيم ابلغ فرانس برس بعد اربعة ايام ان المجدلاوي قتل.
في ريف حلب حيث يسيطر المقاتلون المعارضون على بلدات وقرى بكاملها، تزايدت عمليات الخطف التي لا تهدف فقط الى الحصول على الاموال مقابل اطلاق المخطوفين، بل توفير الذخيرة ايضا.
وافاد سكان قريتي الزهراء والنابول ذات الغالبية الشيعية عن خطف اكثر من مئة من اقاربهم على يد مسلحين معارضين يطالبون بالحصول على 1500 طلقة نارية مقابل اطلاق كل مخطوف.
وابلغ صحافي موجود في حلب وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان سكان القريتين، ونظرا الى غياب الامن، لجأوا الى السلاح للدفاع عن انفسهم، وهو ما قام به ايضا مؤيدو النظام في مناطق سورية مختلفة. ويعتبر الناشطون ان مناخ الفوضى سمح لكل الاطراف بالافادة من الوضع لتحقيق مكاسب، اكانت سياسية ام مالية. ويقول عبد الرحمن ان ‘جزءا من استراتيجية النظام كان خلق فراغ امني، لكن هذا الفراغ جعل بعض المناطق خارج كل سيطرة’.
ويشير الناشطون الى ان مدينة حلب شهدت في الاسابيع الماضية موجة من عمليات الخطف.
وقال احدهم مقدما نفسه باسم ‘ابو هشام’ لفرانس برس عبر سكايب ‘في معظم الاحيان، تكون العصابات التي قامت باعمال خطف قبل بدء الثورة، هي نفسها المسؤولة عن عمليات الخطف التي تجري حاليا’.
وبحسب ابو هشام، يقدم بعض اللصوص انفسهم على انهم مقاتلون، بينما يتصرف بعض المقاتلين المعارضين كمجرمين، في حين يتصرف مؤيدو النظام المسلحون وكانهم يتمتعون بسلطة خاصة بهم.
ويضيف ‘بسبب هذا الجنون، يخاف الناس من كل شيء. المدنيون يدفعون الثمن الاقسى. يخافون من القصف والقتل والاحتجاز، والان من الخطف’.
روسيا تعتبر أن إمداد الغرب للمعارضة السورية بالسلاح مخالف لبيان جنيف
موسكو ـ يو بي آي: أعلن نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف، الأربعاء، أن إمداد الغرب للمعارضة السورية بالأسلحة بشكل مباشر سيخالف بيان جنيف.
وقال غاتيلوف، بتغريدة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر إنه ‘إذا بدأ الغرب بالفعل بإمداد المعارضة السورية بالأسلحة بشكل مباشر، فسيتعارض ذلك مع روح ونص بيان جنيف’.
وكانت موسكو أكّدت، الثلاثاء، على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وفعّالة من أجل وقف العنف من قبل جميع الأطراف في سورية وبأسرع ما يمكن، داعية إلى إقرار البيان الختامي لاجتماعات جنيف في مجلس الأمن الدولي.
وكان نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف قال، الاثنين الماضي، إن تبنّي اتفاقيات جنيف ‘من شأنه أن يخلق بيئة سياسية مناسبة ويوجه رسالة واضحة بوقف العنف وبدء حوار سياسي’ في سورية، ولكنه رجّح ألاّ يوافق الغرب على أية مسودّة قرار في مجلس الأمن بهذا المضمون لغياب الإرادة السياسية.
يشار إلى أن البيان الختامي لمحادثات مجموعة العمل الدولية حول سورية في جنيف أعلن عن اتفاق على عملية انتقالية يقودها السوريون.
وقال المبعوث الدولي والعربي المشترك الى سورية السابق كوفي عنان، إن القوى العالمية اتفقت في جنيف على خطة جديدة بشأن حكومة انتقالية سورية.
واضاف إن الخطة لا تتضمن الدعوة لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد مع إمكانية أن تضم الحكومة الانتقالية في سوريا أعضاء في الحكومة الحالية وممثلين عن المعارضة وجهات أخرى.
وكانت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة قالت إن اتفاق جنيف ينص على رحيل الأسد، وهو أمر نفته روسيا التي شارك وزير خارجيتها سيرغي لافروف في اجتماعات جنيف واتهمت الغرب بتحريف مضمون الاتفاق.
الأسد يدافع عن “معركته”… وعلى الأرض العنف يتصاعد
فيما اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن المعركة الدائرة في بلاده تستهدف “منظومة المقاومة”، دعا رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب إلى تسليح المعارضة وفرض منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي.
دمشق: اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاربعاء في دمشق ان المعركة الحالية في بلاده لا تستهدف سوريا فحسب، انما “منظومة المقاومة باكملها”، في حين تخوف الامين العام للامم المتحدة من تصميم الطرفين في سوريا على القتال “حتى النهاية”.
تزامنا استمرت اعمال العنف على وتيرتها المتصاعدة في مناطق مختلفة من البلاد، لا سيما في دمشق وحلب، موقعة 93 قتيلا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت تتزايد حملات التنديد الدولية بانتهاك هذه الحقوق في سوريا.
واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء عن اسفه لان الحكومة والمعارضة في سوريا “يبدوان مصممين” على القتال حتى النهاية، وجدد دعوته الى وقف المعارك والى “حوار سياسي”. وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي “للاسف ان الجانبين، الحكومة وقوات المعارضة، يبدوان مصممين على الذهاب حتى النهاية بوسائل عسكرية”.
واضاف ان هذا النزاع “يجب ان يجد حلا له بحوار سياسي يعكس التطلعات الحقيقية وارادة الشعب السوري”. ولدى استقباله صالحي، قال الأسد ان “المعركة الحالية تستهدف منظومة المقاومة باكملها وليس سوريا فقط”، في اشارة الى ما يعرف بمحور المقاومة ضد اسرائيل وابرز اركانه سوريا وايران وحزب الله اللبناني.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن الأسد تاكيده امام صالحي ان سوريا “ابدت انفتاحا في التعامل مع كل المبادرات التي طرحت لايجاد حل للازمة”. واعتبر ان “مفتاح نجاح اي مبادرة هو النوايا الصادقة لمساعدة سوريا وبناء هذه المبادرات على اسس سيادة سوريا وحرية قرار الشعب السوري ورفض التدخل الخارجي”.
وقدم صالحي الذي التقى ايضا نظيره السوري وليد المعلم، من القاهرة حيث اقترح على “مجموعة الاتصال” حول سوريا التي تضم تركيا وايران والسعودية ومصر، ارسال مراقبين من هذه الدول للمساعدة على وقف العنف في سوريا.
وغابت السعودية الداعمة للمعارضة السورية عن اجتماع القاهرة، في حين اعرب وزير الخارجية الايراني الذي تعد بلاده ابرز حليف للأسد، عن امله في مشاركة المملكة “في الاجتماعات القادمة”. وتعليقا على الاقتراح الايراني، ابدى رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا تحفظه على مشاركة ايران في مساعي ايجاد حل للعنف في سوريا.
ودعا رئيس الحكومة السورية السابق المنشق رياض حجاب الاربعاء من باريس اثر لقائه وزير الخارجية لوران فابيوس الى “تسليح المعارضة وفرض منطقة آمنة او منطقة حظر جوي”.
وقال حجاب في بيان في ختام زيارته الى باريس بعد ان التقى ايضا بول جان اورتيز المستشار السياسي للرئيس فرنسوا هولاند “كل الجهود العربية والدولية مرحب بها لتسريع اسقاط هذا النظام البائد. ان مطالب الشعب السوري هي تسليح المعارضة وفرض منطقة آمنة او منطقة حظر جوي”.
واكد رئيس الوزراء الاردني فايز الطراونة الاربعاء انه ليس لدى بلاده نية لفتح أي مخيمات جديدة للاجئين السوريين. وذكرت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) ان الطراونة ترأس مساء الاربعاء اجتماع اللجنة التوجيهية العليا لشؤون اللاجئين السوريين “لمناقشة الاعباء المتزايدة على الدولة الاردنية في شتى المجالات في ظل تفاقم الازمة السورية واستمرار تدفق اللاجئين السوريين الى الاراضي الاردنية”.
واكد الطراونة خلال الاجتماع الذي حضره رئيس الديوان الملكي وسبعة وزراء وكبار المسؤولين الامنيين “عدم وجود نية لفتح أي مخيمات جديدة خارج منطقة الزعتري للاجئين المدنيين السوريين نظرا لتوفر المساحة داخل مخيم الزعتري وللكلفة الامنية والادارية التي ستترتب على فتح مخيمات جديدة”.
على الارض، تستمر الاشتباكات وعمليات القصف لا سيما في دمشق حيث اقتحمت القوات النظامية حي الحجر الاسود جنوب العاصمة، بينما نفذ المقاتلون المعارضون هجمات متكررة على مراكز تابعة للقوات النظامية في حلب (شمال)، بحسب مصدر عسكري.
وسقط الاربعاء 93 قتيلا، هم 75 مدنيا وتسعة مقاتلين من المعارضة وتسعة جنود نظاميين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. كما عثر في محافظة دمشق على 15 جثة بعضها لاشخاص كانوا معتقلين واخرين اعدموا ميدانيا، حسب المرصد
وافاد المرصد ان اقتحام حي الحجر الاسود رافقته عمليات هدم وحرق للمنازل. وكان المرصد افاد صباحا عن اعلان “مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الانسحاب من احياء الحجر الاسود والقدم والعسالي” جنوب المدينة بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية استمرت اياما عدة.
واعلنت “الهيئة العامة للثورة السورية” في بيان ليل الثلاثاء الأحياء الجنوبية لمدينة دمشق “مناطق منكوبة”. على صعيد آخر، اعلن الجيش السوري الحر سيطرته الاربعاء على معبر تل الابيض الحدودي مع تركيا، بحسب ما افاد ناشط في محافظة الرقة (شمال سوريا) قدم نفسه باسم “ابو عساف”.
وقال إن “الجيش السوري الحر سيطر على كامل المنطقة المحيطة بمعبر تل الابيض الحدودي” بما فيها “المباني الامنية والحكومية على المعبر، ورفعوا علم الجيش الحر”.
وكانت وسائل اعلام تركية اكدت الاربعاء سيطرة المقاتلين المعارضين على المعبر بعد معارك بدات عصر الثلاثاء وتخللتها هدنة ليلا، مشيرة الى اصابة ثلاثة مدنيين اتراك في مدينة اكجكال المقابلة جراء الرصاص الطائش.
واستدعى الوضع الانساني في سوريا والانتهاكات التي تتعرض لها حقوق الانسان تزايدا في حجم التنديد الدولي. واتهمت منظمة العفو الدولية الاربعاء القوات السورية بشن “هجمات عنيفة دون تمييز”، ما يترك “عواقب كارثية على المدنيين”.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” طالبت الاثنين مجلس الامن الدولي باحالة الجرائم التي ترتكبها كل الاطراف في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية.
من جهة اخرى، تحقق الامم المتحدة حول انتهاكات ارتكبت ضد اطفال في سوريا سواء من قبل القوات الحكومية او المعارضة، كما اعلنت الممثلة الخاصة الجديدة للامم المتحدة لشؤون الاطفال في النزاعات المسلحة ليلى زروقي الاربعاء.
وخلال مناقشة في مجلس الامن الدولي حول هذا الموضوع، سعت روسيا والصين وباكستان واذربيجان الى تقييد تفويض ليلى زروقي ورفضت دعم قرار يتم تبنيه كل سنة من قبل المجلس لادانة الانتهاكات التي ترتكب ضد اطفال في نزاعات.
ورات ليلى زروقي ان وكالات الامم المتحدة اشارت “الى هجمات حكومية ضد مدارس والى حالات اطفال ترفض المستشفيات استقبالهم وصبيان وفتيات قتلوا في عمليات قصف على احيائهم وتعرضوا لعمليات تعذيب وبينها عنف جنسي”.
واشارت زروقي ايضا الى شبهات في تجنيد اطفال جنود من قبل الجيش السوري الحر. وقالت “نواصل التحقيق حول حوادث ارتكبها مسلحون، بينهم الجيش السوري الحر، قد يكون في صفوفهم اطفال”.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/762911.html
مقاتلون ليبيون يدعمون الثورة في سوريا ردًا للجميل
أ. ف. ب.
لأنها حرب من أجل حرية الشعب يدعم مقاتلون ليبيون نظرائهم في سوريا ضد نظام يقتل شعبه “بدم بارد”. وينتقد أحدم جمود الأسرة الدولية متسائلًا “كم من الاطفال سيقتلون بعد ليتحرك الغرب”؟
حلب: يقول فراس الشاب الليبي الذي قدم الى حلب لدعم “اشقائه” السوريين “ان الحرب في سوريا اسوأ بكثير من الحرب في ليبيا”، مشيرا الى انه “خلال الثورة الليبية، كان العديد من السوريين يقاتلون الى جانبنا، والوقت حان الان لمبادلتهم بالمثل”.
وقال فراس الذي كان شاهدا على سقوط نظام القذافي وتحرير العاصمة طرابلس “في ليبيا كانت هناك منطقة حظر جوي يلجأ اليها المدنيون من دون ان يخشوا تعرضهم لقصف منهجي. لكن هنا تحولت المدن الى مواقع يعاقب فيها النظام شعبه بدم بارد”.
واوقف الشاب دراسته في بريطانيا لمساعدة مقاتلي المعارضة. وينتقد بشدة جمود الاسرة الدولية في حين دخل النزاع، الذي اوقع اكثر من 27 الف قتيل وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان، شهره الـ19.
وقال “لقد سئمت من العقوبات الدولية المفروضة على حكومة الاسد والتي لا تجدي نفعا. وسمئت من غض الطرف في حين تمد روسيا والصين النظام السوري بالاسلحة”. وتابع “في الوقت الذي تدور فيه نقاشات يموت يوميا في سوريا اطفال ونساء في قصف القوات النظامية”.
وقال مقاتل ليبي اخر يدعى ابو عمر انه ترك كل شيء في ليبيا وشعر بالحاجة لمساعدة مقاتلي المعارضة في سوريا من خلال متابعته التغطية الاعلامية للاحداث. واضاف “كان علي ان افعل شيئا من اجلهم. الاهم حاليا ان اكون هنا الى جانب اشقائي”.
وينتمي فراس وابو عمر الى كتيبة تحارب القوات النظامية في حي سيف الدولة في حلب كبرى مدن شمال البلاد التي تشهد منذ شهرين معارك عنيفة. وقال مقاتل آخر ليبي الاصل يدعى ابو عبدو “بعد سقوط 30 الف قتيل هل تعتقدون ان السوريين لا يزالون ينتظرون مساعدة الغربيين؟ لن يحرك احد ساكنا لانه بالنسبة الى الغرب حياة طفل سوري لا توازي حياة طفل غربي”.
وتساءل “كم من الاطفال سيقتلون بعد ليتحرك الغرب؟”، مؤكدا انه “يحارب طاغية يستخدم اسلحة اشتراها من الغرب يقتل بها شعبه”. وقال ابو عبدو “لم نأت للجهاد، انها ثورة”، موضحا ان “في سوريا عددا كبيرا من المقاتلين الاجانب. لم نعد نؤمن منذ زمن بالوعود التي يقطعها الغرب”.
وبالنسبة الى فراس فان عدم تدخل الغرب في النزاع في سوريا كما فعل في ليبيا سببه “وجود غاز ونفط في ليبيا. والغرب يبحث دائما عن حروب يمكن ان يجني منها منافع اقتصادية حتى وان كان ذلك على حساب آلاف القتلى كما حصل في العراق”.
واضاف ان “السبب الثاني هو ان ليبيا بعيدة جغرافيا عن اسرائيل لان الحرب هناك لن تضر باسرائيل في حين ان نزاعا على نطاق واسع في المنطقة ستكون له عواقب كارثية”. وعندما نقول له ان هناك جهاديين الى جانب مقاتلي المعارضة في سوريا، يغضب فراس ويتساءل “هل ان اطلاق لحية واداء الصلاة يجعل منا ارهابيين او اعضاء في القاعدة؟”.
واضاف “استخدم القذافي الاستراتيجية نفسها، قال اننا اتباع للقاعدة لكي لا تتدخل اوروبا عندما كان يقضي علينا. هنا نحارب طاغية ينتهك كل يوم حقوق الانسان ويقتل شعبه”. لكنه حذر من ان لا مبالاة الغرب قد تؤدي الى بروز مجموعات موالية لتنظيم القاعدة في صفوف الشعب والمعارضة التي سترى فيها الدعم الوحيد لمعركتها “حتى وان لم تكن اهدافها واضحة”.
وقال فراس “من المؤكد ان في سوريا كاي بلد اخر اشخاصا يدعمون القاعدة. لقد التقيت شخصيا بمقاتلين في مجموعة مرتبطة بالتنظيم ومن المخيف التحدث اليهم لانهم متشددون للغاية ويكرهون كل ما هو غربي”.
وقال ابو عمر بأسف “هؤلاء الاشخاص يلطخون الثورة السورية”. واضاف “لكن ما علينا فهمه هو ان ما يحدث ليس حربا طائفية بل انها حرب من اجل حرية شعب”. وخلص الى القول “لم نأت من ليبيا لمحاربة الشيعة او العلويين بل القوات التي تدعم النظام الى اي طائفة انتمت”.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/762909.html
مقاتلو المعارضة يسيطرون على برج القصب في شمال غرب سوريا
أ. ف. ب.
برج القصب: بسيطرتهم على قرية برج القصب قرب اللاذقية تمكن مقاتلو المعارضة السورية من احتلال موقع عسكري استراتيجي فائق الاهمية، لان هذه القرية تكشف على كل المنطقة الجبلية الواقعة في شمال غرب سوريا من الحدود مع تركيا حتى هضاب اللاذقية على البحر المتوسط.
واثر معركة ضارية تمكن مقاتلو المعارضة في مطلع ايلول (سبتمبر) من السيطرة على هذه القرية الصغيرة الراقدة على شاهق صخري والتي كان نظام الرئيس بشار الاسد يستخدمها قاعدة لتوزيع القذائف المدفعية على القرى المجاورة.
وتشرف برج القصب على جبلين يقعان قبالة منطقة اللاذقية الساحلية، جبل التركمان الذي يعيش فيه تركمان يتكلمون اللغة التركية، وجبل الاكراد الذي لا يسكنه اكراد كما يدل عليه اسمه، بل عرب من السنة.
ومنذ انطلاق التظاهرات المناهضة للرئيس السوري قبل نحو سنة ونصف السنة انضم سكان جبل الاكراد سريعا الى الانتفاضة الشعبية ويسيطر المعارضون المسلحون حاليا على القسم الاكبر من هذا الجبل، في حين لا تزال قوات الجيش منتشرة في القرى العلوية المجاورة.
وخلال الفترة الاخيرة تمدد الثوار السوريون غربا باتجاه جبل التركمان بعد ان بقيت هذه المنطقة لفترة طويلة بعيدة عن الاضطرابات الامنية. وقال ابو جبال الضابط المسؤول حاليا عن موقع برج القصب “كان هذا الموقع مهما جدا للنظام لانه كان يتيح قصف جبل الاكراد وجبل التركمان في الوقت نفسه”.
وتبدو آثار القذائف واضحة على الطريق التي توصل الى اعلى القرية. الاسلاك الكهربائية مقطعة ومرمية على الارض وشظايا القذائف مزقت الكثير من الاشجار. وعند الوصول الى قمة التلة المشرفة على القرية يرفرف علم الثورة السورية على ما تبقى من هوائي تابع للهواتف المحمولة فوق بناء احرقته القذائف بالكامل.
والى جانب المكان تقف دبابة تي-55 متفحمة ولا يزال مدفعها مصوبا نحو الافق الكبير الممتد امامها وتحته عشرات القذائف الفارغة الى جانب صناديق ذخيرة مهشمة واحذية عسكرية مرمية بشكل عشوائي. ويروي ابو جبال انه تم دفن الكثير من الجنود السوريين على مقربة من المكان. وقال “انا بنفسي دفنت تسعة جنود واسرنا ستة آخرين في حين فقدنا ستة مقاتلين” في المعركة للسيطرة على كامل القرية.
وجاء في شريط فيديو سلم الى مراسل فرانس برس ان الهجوم على برج القصب تم بواسطة قوة مشتركة لاحدى عشرة كتيبة من كتائب الثوار السوريين في محافظة اللاذفية تألفت من 700 مقاتل. وترفض هذه القوة الانضواء في الجيش السوري الحر وتنشط بشكل مستقل.
وقال ابو بديع قائد كتيبة المعتز بالله وأحد قادة “مجاهدي جبل الاكراد” ان الهدف كان “السيطرة على موقع برج القصب ووقف قصف القوى النظامية الذي كان يوقع الكثير من القتلى في صفوف المدنيين”. واضاف ابو بديع ان كتيبة من التركمان شاركت في الهجوم على برج القصب ما يؤكد امتداد الثورة الى جبل التركمان.
ويقول ابو جبال ان الجيش السوري حاول مرتين استعادة الموقع دون جدوى. ورغم الدمار الواسع في اعلى القرية فان الاضرار في منازلها الواقعة على بعد بضع مئات من الامتار كانت محدودة نسبيا. وتمكن سكان القرية المسيحيون بغالبيتهم من الفرار، والكنيسة مقفلة ولم تصب.
وتمركز المقاتلون في عدد من منازل القرية عند مدخلها وهم مزودون برشاشات ثقيلة. اما الموقع الاقرب للقوات الموالية للنظام فيقع في قريتي كفرية وتلا العلويتين. وفي المنطقة الواقعة بين الموقعين لا تزال النار تلتهم بضعة منازل يقول المقاتلون المعارضون انها “لجواسيس” في اشارة الى الموالين للنظام.
وفي الوادي تحت برج القصب يشاهد بوضوح الطريق السريع الذي يربط اللاذقية بحلب. ولم تعد تشاهد قوافل الدبابات التابعة للنظام على هذا الطريق بعد ان سيطر المقاتلون المعارضون على ما لا يقل عن عشرة كيلومترات منه.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/762917.html
إيران تجدد دعمها «غير المحدود» لسوريا.. والأسد يعتبر أن «منظومة المقاومة» مستهدفة
رمضان لـ «الشرق الأوسط» : زيارة صالحي تأكيد على الشراكة مع النظام.. وطهران جزء من المشكلة لا الحل
بيروت: ليال أبو رحال
جددت إيران أمس، على لسان وزير خارجيتها علي أكبر صالحي من دمشق، دعمها «غير المحدود للجهود التي تقوم بها الحكومة السورية لاستعادة الأمن والاستقرار بعد الإصلاحات المهمة التي أقرتها سابقا وتجاوبت من خلالها مع المطالب الشعبية التي ظهرت في بداية الأزمة»، فيما أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده «أبدت انفتاحا في التعامل مع كل المبادرات التي طرحت لإيجاد حل للأزمة».
وشدد الأسد، خلال استقباله صالحي أمس، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، على أن «مفتاح نجاح أي مبادرة هو النوايا الصادقة لمساعدة سوريا، وبناء هذه المبادرات على أسس صحيحة، وفي مقدمتها احترام السيادة السورية وحرية قرار الشعب السوري ورفض التدخل الخارجي»، معتبرا أن «المعركة التي تدور حاليا تستهدف منظومة المقاومة بأكملها وليس سوريا فقط». وهنأ الأسد، الذي اطلع من صالحي على نتائج زيارته الأخيرة إلى القاهرة، الجانب الإيراني على «الأداء الدبلوماسي والسياسي المتميز لإيران في مؤتمر قمة دول حركة عدم الانحياز، إن كان على مستوى التنظيم أو على مستوى النتائج».
ووضعت المعارضة السورية اللقاء بين الأسد وصالحي في إطار الدعم الإيراني للنظام السوري. وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري الدكتور أحمد رمضان، لـ«الشرق الأوسط»، إن اللقاء «جزء من عمليات الدعم المستمرة التي تقدمها السلطات الإيرانية لنظام الأسد، بعدما أقر قائد فيلق القدس قبل أيام بوجود حرس ثوري إيراني داخل سوريا». وذكّر بما سبق أن أعلنه المجلس الوطني مرارا عن أن «النظام السوري يتلقى دعما عسكريا وأمنيا ولوجيستيا واقتصاديا وإعلاميا من إيران، التي تشكل الداعم الأكبر له».
وكان صالحي وصل أمس إلى دمشق، وقال في تصريح له في مطار دمشق «سوريا تواجه مشكلة، ونحن نتمنى أن تتم إدارة هذه المشكلة في أقرب فرصة»، موضحا أن زيارته إلى سوريا «تهدف إلى التشاور على كل المستويات السياسية بخصوص هذه المشكلة». وشدد صالحي على أن «الحل يكون فقط في سوريا وداخل الأسرة السورية، وكذلك بالمشاركة والتنسيق مع كل المؤسسات الدولية والإقليمية».
وفي سياق متصل، شدد رمضان على أن «النظام الإيراني شريك في الجرائم التي ترتكب ضد شعبنا ويتحمل المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية عن تبعات عمليات القتل»، معتبرا أنه «حصل على أكثر من فرصة لإجراء مراجعة لمواقفه وللتأكد من أن النظام السوري آيل للسقوط لكنه للأسف لم يلتقط الإشارات ولا يزال يواصل شراكته الواسعة لنظام الأسد الفاقد للشرعية على المستويات كافة».
ولم تغب نتائج الاجتماع الوزاري لمجموعة الاتصال، الذي عقد يوم الاثنين في القاهرة بحضور إيران وتركيا ومصر وغياب السعودية، عن مباحثات الأسد وصالحي. وكانت طهران قد اقترحت خلال المؤتمر إرسال مراقبين من هذه الدول الأربع إلى سوريا للمساعدة في وقف العنف جراء النزاع المستمر منذ أكثر من 18 شهرا في سوريا. لكن المجلس الوطني السوري الذي يضم العدد الأكبر من فصائل المعارضة السورية، يصر على أن وجود إيران في أي مبادرة يعد «عاملا معرقلا وليس مفيدا لإيجاد حل».
ويقول رمضان في هذا السياق «الاقتراح الإيراني بإرسال مراقبين هدفه إعطاء النظام السوري متنفسا ووقتا إضافيا لمواصلة أعمال القتل، كما أنه يؤمن الشرعية لوجود قوات أمن إيرانية في سوريا، بحيث يخرج مراقبو الدول الأخرى ويبقى الإيرانيون في الداخل»، مشددا على أن اقتراح طهران «مرفوض، ويؤكد أن إيران جزء من المشكلة ولا يمكن أن تكون جزءا من الحل».
وكانت وكالة «سانا» قد أفادت بأن الأسد بحث مع صالحي «سبل تعزيز التعاون الثنائي في كل المجالات بما يسهم في تمكين شعبي البلدين من التغلب على الصعوبات والمعوقات التي تتسبب فيها العقوبات الجائرة أحادية الجانب التي تفرض عليهما من أجل كسر إرادة البلدين وتطويعها خدمة لمصالح الدول الغربية عامة وإسرائيل خاصة».
كما التقى صالحي، خلال زيارته دمشق، نظيره السوري وليد المعلم، وبحث معه العلاقات الثنائية وآخر التطورات في المنطقة. وذكرت «سانا» أن «الوزير الإيراني وضع الجانب السوري في أجواء الاتصالات التي تقوم بها طهران للمساعدة في إيجاد حل للأزمة في سوريا».
العربي: زيارة الإبراهيمي لسوريا لم تحدث أي انفراجة
المبعوث الدولي ـ العربي سيطلع مجلس الأمن على نتائج اتصالاته
القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة
أعلن الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أن زيارة الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا، واجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم، والمعارضة السورية، لم يحدث أي انفراجة في الأزمة التي تشهدها سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الأسد في مارس (آذار) من العام الماضي.
وقال العربي، في مؤتمر صحافي أمس بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، إنه أصبح واضحا أن جميع الأبواب التي تم طرقها كانت موصدة، مشيرا إلى أن الإبراهيمي زار دمشق وقام كذلك بزيارة مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا وسوف يتوجه إلى الأمم المتحدة وسيتحدث مع أعضاء مجلس الأمن الدولي ووزراء الخارجية العرب، وسيطلعهم على نتائج اتصالاته لحل الأزمة السورية وسيقرر ما يمكن عمله في هذا الخصوص.
واستعرض العربي الجهود التي قامت بها الجامعة لحل هذه الأزمة واحتوائها منذ يوليو (تموز) 2011، محملا الحكومة السورية مسؤولية استمرار القتل والعنف لعدم استجابتها لمبادرات وأطروحات الجامعة العربية التي تعبر عن مطالب الشعب السوري، قائلا إن الجامعة لم تكتف فقط بالاتصال بالحكومة السورية ولكنها احتضنت أيضا كافة أطياف المعارضة السورية ونجحت في عقد اجتماع ضم 230 شخصية ممثلة لكافة أطياف المعارضة في القاهرة في يوليو الماضي لبلورة موقف موحد في التعامل مع الأزمة السورية.
واستطرد العربي قائلا «لكن حتى الآن لم يحدث أي تقدم بسبب الموقف المتعنت للحكومة السورية، وكذلك فشل مجلس الأمن في القيام بمهمته الرئيسية في حفظ الأمن والسلم في العالم».
وردا على سؤال حول المهمة الجديدة للإبراهيمي بشأن سوريا، وصف العربي الدبلوماسي الجزائري بأنه رجل لديه خبرة طويلة في التعامل مع الأزمات. وقال إنه لم يضع حتى الآن خطوطا عامة لمهمته ولم يطرح أي مقترحات حتى ينتهي من معرفة حقيقة ما يحدث على الأرض.
كما وصف العربي أوضاع الشعب السوري بأنها مأساوية، مشيرا إلى وجود ما بين 300 و400 ألف لاجئ في تركيا ونحو 140 ألفا في مصر إلى جانب أعداد كبيرة جدا في الأردن ولبنان وغيرهما بالإضافة إلى نزوح نحو مليونين من مناطق إلى مناطق أخرى داخل سوريا نفسها بسبب القتال. وحذر من العواقب الوخيمة لاستمرار هذه الأزمة.
وردا على سؤال حول توجهه اليوم (الخميس) إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والمواضيع التي سيتم طرحها، أكد العربي أن القضيتين الفلسطينية والسورية ستحتلان النصيب الأكبر في هذه المناقشات، مشيرا إلى السعي الفلسطيني لدى الأمم المتحدة للحصول على وضع الدولة غير العضو بالأمم المتحدة تمهيدا للحصول على العضوية الكاملة.
وردا على سؤال حول ما يتردد عن تسليح بعض الدول العربية للمعارضة السورية قال العربي إن الجامعة العربية ليس لديها أسلحة ولا علاقة لها بموضوع التسليح ولا نتحدث في الحروب. وأضاف: «أما إذا كانت هناك دول عربية تمد أطراف المعارضة بالسلاح فهذه دول ذات سيادة وتقوم بهذا العمل خارج نطاق الجامعة». وحول ما يتردد عن وجود خلافات عربية بشأن الجهود الجارية لحل الأزمة السورية قال العربي: «لا توجد خلافات، وقد شاركت أنا والإبراهيمي في العشاء الذي أقيم مؤخرا بوزارة الخارجية المصرية، وضم كلا من مصر وتركيا وإيران».
وتحدث العربي عن لقائه مع وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أول من أمس بمقر الجامعة وقال: «تباحثنا في مواضيع كثيرة، وإن كان هناك اختلاف في الرأي فلا شك في ذلك». وأردف العربي قائلا «إن وزير الخارجية الإيراني أكد رغبة بلاده في مساعدة الإبراهيمي من أجل النجاح في مهمته». وقال إن الإبراهيمي سوف يزور أنقرة وطهران في وقت قريب.
وأضاف العربي حول موعد زيارته المرتقبة للعراق أن وفدا رفيع المستوى من الأمانة العامة للجامعة سيتوجه إلى بغداد في النصف الأول من الشهر المقبل للنظر في كل الأمور المتعلقة بالقضايا العربية ومتابعة تنفيذ قرارات قمة بغداد.
القصف يحاصر تلاميذ دمشق وكتيبة «سيد الشهداء» تأسر «عقيد ركن» علويا
كتيبة «أنصار الله» تنضم إلى الثورة.. واستمرار الإعدامات الميدانية والعمليات العسكرية في مختلف المناطق
بيروت: كارولين عاكوم
بعد معارك عنيفة استمرت عدة أيام، انسحب مقاتلو الجيش السوري الحر من بعض أحياء جنوب العاصمة دمشق، بحسب ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين أعلنتها الهيئة العامة للثورة السورية «مناطق منكوبة»، وذلك في موازاة استمرار القصف والعمليات العسكرية في مناطق سوريا عدة والإعدامات الميدانية. وفي تطور ميداني لافت، أعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل أن كتيبة «سيد الشهداء» في لواء درع الغوطة، تمكنت من أسر ضابط برتية عقيد ركن من الطائفة العلوية، وقد ظهر مصابا في الفيديو الذي نشر على مواقع للمعارضة.
في المقابل، أفادت لجان التنسيق المحلية بمقتل 67 شخصا على الأقل، أمس، بينهم 25 في دمشق، منهم 20 قضوا ذبحا في حي جوبر، و8 في حماه و7 في حلب و4 في دير الزور.
وقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مقاتلين من الجيش السوري الحر» أعلنوا انسحابهم من أحياء الحجر الأسود والقدم والعسالي بمدينة دمشق، فيما أعلنتها الهيئة العامة للثورة مناطق منكوبة، وقالت إن تلك الأحياء تعرضت لحملة «همجية شرسة» من جيش النظام وشبيحته تجلت في الحصار المطبق الذي فرض على المنطقة، إضافة إلى القصف العشوائي الذي استهدف منازل المدنيين ومحالهم التجارية منذ منتصف يوليو (تموز)، مما دفع بغالبية السكان إلى النزوح بحثا عن مناطق أكثر أمنا.
كما اتهمت الهيئة القوات السورية «بتنفيذ سلسلة من الإعدامات الميدانية» في المنطقة، وأشارت إلى مقتل أكثر من مائتي شخص منذ بداية شهر يوليو لغاية اليوم في هذه الأحياء.
من جهته، قال المركز الإعلامي السوري إنه عثر صباح أمس على 20 جثة لأشخاص تم إعدامهم ميدانيا في حي جوبر بدمشق.
في المقابل أفاد ناشطون لمنظمة «آفاز» الحقوقية بأن ما يقارب 40 تلميذا حوصروا أمس تحت القصف في منطقة تضم عدة مدارس في حي جوبر الدمشقي، وهي مدرستا «ابن الهيثم» و«ست القضات» للمرحلة الابتدائية، ومدرستا «كامل السباعي» و«البسطاطي» للمرحلة الإعدادية.
وتحدث أحد الأساتذة لـ«آفاز» قائلا: «بقينا محاصرين لمدة تزيد على الساعتين إلى أن جاءت عناصر من الجيش الحر ومعهم سيارات وأخلوا جميع الطلاب الموجودين في المدرسة».
وجرى هذا بعدما قامت القوات النظامية بقصف منطقة بالقرب من تجمع لمدارس ابتدائية وإعدادية في حي جوبر في العاصمة دمشق بقذائف الهاون، وقال أبو عمر لـ«آفاز»: «أكثر من 15 قذيفة سقطت في محيط تجمع المدارس بالقرب من ساحة شعبان التي قصفت أيضا بدورها مرتين، مما أدى إلى تضرر مئذنة جامع غزوة بدر هناك»، مؤكدا أن القصف بدأ بعد اكتشاف الأهالي لـ21 جثة مرمية في ساحة شعبان، وقال أبو عمر: «عندما حاول الأهالي سحب الجثث بدأ إطلاق النار من الحاجز القريب للساحة، ومن ثم بدأ القصف بالهاون». وقال الناشط نزار لـ«آفاز: «وجدت الجثث مربوطة الأيدي إلى الخلف، وأغلبهم أطلق النار على رؤوسهم من الأمام مباشرة»، موضحا أنه «بعدما استطاع الأهالي سحب الجثث تمكنوا من التعرف على هوياتها، وتبين أن جميعهم من أبناء الحي، أغلبهم كان قد فقد منذ 20 يوما عند بدء الحملة العسكرية من قوات النظام على الغوطة الشرقية».
وقال محمد السعيد، عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحملة الهمجية التي يقوم بها النظام في الحجر الأسود تمتد إلى مناطق ريف دمشق، ولا سيما منها بلدات الحجيرة ويلدا والسيدة زينب الملاصقة لجنوب العاصمة، وذلك بهدف محاصرته». ويلفت السعيد إلى أن الريف الذي لجأ إليه النازحون من مناطق سورية مختلفة تعرضت للقصف، يعاني سكانه اليوم أزمة إنسانية مأساوية في ظل النقص الحاصل في المواد الطبية والغذائية. في المقابل، دعت كتيبة «أنصار الله» في ريف دمشق، وهي أول كتيبة مسلحة من الطائفة المسيحية، في تسجيل مصور بث على شبكات الإنترنت، كل السوريين إلى المحبة والتسامح فيما بينهم، مؤكدين عدم دخولهم الكنائس إلا بعد أن يسقط نظام الأسد.
أما في داريا بريف دمشق، فقد وقع انفجار ضخم في المدينة جراء تجدد إطلاق القذائف المدفعية من مطار المزة العسكري.
وفي درعا، ذكر المركز الإعلامي أن الجيش السوري الحر هاجم حاجزا عسكريا قرب مسجد عمر في درعا البلد بعبوة ناسفة قتلت عددا من عناصر جيش النظام، فيما ذكر المرصد أن القصف قد تجدد أمس على بلدة اليادودة بينما سمعت أصوات إطلاق نار من أسلحة خفيفة وثقيلة في بلدة الحارة التي شهدت عمليات تخريب ونهب لعدد من المحال التجارية فيها من قبل القوات النظامية.
وفي حمص، تعرضت، حسبما ذكر المرصد، مدينة القصير للقصف من قبل القوات النظامية السورية.
ولم يختلف الوضع أيضا في إدلب، حيث تعرضت بلدتا تفتناز وشللخ بريف إدلب للقصف من قبل القوات النظامية، فيما نفذت القوات النظامية حملة تفتيش عن مطلوبين للخدمة الإلزامية في منطقة الناعورة.
وفي حين أعلنت «رويترز» أن المعارضة السورية سيطرت على ثالث نقطة عبور حدودية مع تركيا، وقعت اشتباكات عنيفة في منطقة تل أبيض بمحافظة الرقة قرب الحدود التركية بين الجيشين النظامي والحر، وذلك بعدما خفت وتيرتها في الساعات المتأخرة من ليل أول من أمس. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن المواجهات بدأت بهجوم شنه الجيش السوري الحر على القوات النظامية لانتزاع مركز أمانة باب تل أبيض الحدودي الذي يربط سوريا بتركيا.
وأصاب رصاص الاشتباكات مدرسة داخل الحدود التركية، الأمر الذي دفع بلدية «آقجه قلعة» التركية، المحاذية لتل أبيض، إلى الطلب من السكان الأتراك المقيمين في مناطق قريبة من الحدود السورية، ترك أماكن إقامتهم والابتعاد عن المنطقة.
وكان الجيش السوري الحر قد أكد سيطرته التامة على بلدة تل أبيض في الرقة، وعلى البوابة الحدودية مع تركيا التي رفع علم الثورة عليها، وذلك بعد ساعات من تمكن قواته في جنوبي البلاد من تدمير كتيبة صواريخ كوبرا في محافظة درعا.
في المقابل، لم تهدأ معركة حلب، وقد نفذ المقاتلون المعارضون هجمات متكررة على مراكز تابعة للقوات النظامية، وأفادت معلومات بتحطم طائرة في مطار كويرس بحلب وارتطامها بأحد جدران المطار بعدما أصابها الجيش الحر الذي اعتقل الطيارين وهما برتبة مقدم ونقيب.
الجيش التركي يؤكد أن دمشق أسقطت طائرته في الأجواء الدولية
بعد أن قالت دمشق أنها اخترقت المجال الجوي السوري
لندن: «الشرق الأوسط»
أكد الجيش التركي أمس، إثر تحقيق، أن طائرته المقاتلة كانت في الأجواء الدولية عندما أسقطتها الدفاعات الجوية السورية في يونيو (حزيران) الماضي، وليس في المجال الجوي السوري كما زعمت دمشق.
وخلص التحقيق، الذي أجراه مدعون عسكريون، إلى أن الطائرة «إف 4» التركية سقطت في المياه شرق البحر المتوسط نتيجة انفجار صاروخ سوري في جانبها الأيسر، كما أعلنت قيادة أركان الجيش التركي في بيان. وأفاد تقرير المدعين أن الطائرة سقطت «من قوة تأثير الانفجار الذي شل قدرة الطيارين والطائرة على العمل»، كما أضاف البيان. وقد لقي قائدا الطائرة حتفهما في الحادث. وتؤيد هذه النتائج ما سبق أن أكدته أنقرة التي اتهمت دمشق بالقيام بعملية معادية في الأجواء الدولية.
وفي يوليو (تموز) الماضي، قال الرئيس السوري بشار الأسد، في حديث لصحيفة تركية، إنه يشعر بالأسف لكون دفاعاته الجوية أسقطت الطائرة، لكنه شدد على أنها كانت آنذاك في المجال الجوي السوري، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في نهاية يونيو الماضي، أن قواعد التدخل العسكري حيال سوريا تغيرت بحيث إن «أي عنصر عسكري، قادم من سوريا، يشكل خطرا على أمن الحدود التركية» سيعتبر هدفا. وعززت تركيا إجراءاتها العسكرية على طول الحدود السورية خاصة مع نشر بطاريات صواريخ مضادة للطائرات.
باريس تدرس سيناريوهات لدعم المعارضة السورية المدنية والمسلحة
مصادر فرنسية لـ «الشرق الأوسط»: تقاسم أدوار بيننا وبين العرب
باريس: ميشال أبو نجم
لم تنجح، حتى الآن، الجهود التي تبذلها فرنسا ودول أخرى مع أطراف المعارضة السورية، في الداخل والخارج، في تقريبها من اللحظة التي تكون معها قادرة على تشكيل جبهة موحدة أو حتى حكومة انتقالية تدعو إليها باريس منذ نحو الشهر وتعلن استعدادها للاعتراف بشرعيتها وبأنها ممثلة للشعب السوري وللعمل مع البلدان العربية والصديقة على الاحتذاء بالخطوة الفرنسية.
وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن «تحقيق خطوة كهذه من شأنه أن يغير الوضع القانوني» للمعارضة السورية المنقسمة على نفسها بين الداخل والخارج وبين المعارضة العلمانية والأخرى ذات التوجهات الإسلامية. والأهم من ذلك، وفق هذه المصادر، أنها «ستعطي الدول الداعمة لها ورقة مهمة يمكن استخدامها في مجلس الأمن في حال تقدمت الحكومة الانتقالية مثلا بطلب حماية المدنيين من مجلس الأمن الدولي أو لجأت إلى طلبات ثنائية»، في حال بقيت أبواب مجلس الأمن مقفلة بسبب المعارضة الروسية – الصينية.
غير أن باريس وعت أخيرا أنها يتعين عليها التواصل ليس فقط مع المجلس الوطني السوري الذي كانت أول من احتضنه وروج له، بل خصوصا اليوم مع معارضة الداخل سواء أكانت حركات المعارضة السياسية بمختلف مشاربها أو مجموعات المعارضة المسلحة. وحثت فرنسا مؤخرا شركاءها في الاتحاد الأوروبي على تبني مشروع دعم ما تسميه «المناطق المحررة» في شمال وشرق سوريا، والتعاون مع المجالس المحلية التي تشكلت فيها، لإدارة شؤون الناس وتوفير الحاجيات والخدمات الأساسية وحثهم على البقاء في أراضيهم. وبحسب ما أعلنته المصادر الفرنسية، فإن الأمل يراود باريس أن تمتد هذه المناطق وتتواصل في ما بينها لتشكل القاعدة الأرضية التي يمكنها استضافة الحكومة الانتقالية وقضم المناطق شيئا فشيئا في انتظار تضعضع وتساقط النظام الحالي.
لكن باريس خطت مؤخرا خطوة إضافية، ليس لجهة تقديم معدات الاتصال المتقدمة التي تسمح لفصائل المعارضة بالتواصل بين أجنحتها فحسب، بل بتقديم معدات الرؤية الليلية. ورغم أن فرنسا تقول إنها معدات «غير قاتلة»، فإن هذا النوع من المعدات له استخدامات عسكرية واضحة. وما كانت فرنسا تقوله في المجالس المغلقة أخذت تقوله على رؤوس الأشهاد. والدليل على ذلك أن السفير الفرنسي لدى سوريا إريك شوفاليه، الذي يتابع الملف السوري ويسعى لمد الجسور بين أجنحة المعارضة ومكوناتها المسلحة، قال أول من أمس لإذاعة «فرانس أنتير» إن باريس «تعمل مع مجمل المعارضة السورية بما فيها المجموعات المسلحة»، وذلك بناء على طلب مباشر من الرئيس فرانسوا هولاند. وحول موضوع تقديم السلاح، أشار شوفاليه إلى أنه «يدرس بجدية وبعناية كبيرتين، لكن اتخاذ قرار بشأنه أمر بالغ التعقيد».
ومشكلة باريس التي تعي حاجة المعارضة إلى أسلحة دفاع جوي ضد طائرات النظام وطوافاته وضد دباباته أن الاتحاد الأوروبي فرض حظرا على تصدير السلاح إلى سوريا، ولا تريد باريس أن تكون من قفز فوقه. والثاني أن فرنسا تريد أن تعرف إلى من تذهب الصواريخ المضادة للطائرات، ولذا يأتي الحديث عن «العناية والدقة» في دراسة الموضوع.
وتفيد المعلومات المتوافرة بأن الاهتمام منصب في الوقت الراهن على العمل بدقة لتحديد مجموعات من الجيش السوري الحر يمكن أن تجهز بوسائل دفاع جوي «بكميات قليلة» في المرحلة الأولى. والغرض من ذلك تمكينها من إسقاط عدد من طوافات أو طائرات النظام الحربية لإفهامه أنه «خسر السيطرة على الأجواء السورية» من جهة، وإيجاد نوع من التكافؤ بين قوات النظام وقوات المعارضة من جهة ثانية، وإيجاد المناطق الآمنة بالوسائل الذاتية بعد أن ثبتت صعوبة تحقيقها باللجوء إلى مجلس الأمن أو التدخل الخارجي. وبحسب المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» فإن ثمة نوعا من «تقاسم» المهمات بين عدة دول غربية، منها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، ودول عربية خليجية وغير خليجية، بحيث تركز الأولى على العمل السياسي والاستخباري، بينما تقوم الدول الثانية بتوصيل الأعتدة والسلاح لأنها غير معنية بقرار حظر السلاح إلى سوريا.
وأشارت صحيفة «لوموند» في عددها بتاريخ 16 سبتمبر (أيلول) إلى أن الدول الثلاث ومعها تركيا والأردن وبالتفاهم مع الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية وقطر تعمل على إنشاء هيئة تقوم بدور التنسيق والتخطيط وتبادل المعلومات. لكن هذه الهيئة لا ترقى حتى الآن إلى مصاف رئاسة أركان.
وبموجب هذه الرؤية، فإن باريس تتخوف من امتدادات الأزمة إلى دول الجوار «خصوصا إلى لبنان»، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية لوران فابيوس خلال زيارته إلى مصر، من فرضية أن يلجأ النظام إلى استخدام موضعي للأسلحة الكيماوية. وتدرس أوساط الدفاع الفرنسية هذا السيناريو بعناية بالتعاون مع واشنطن ولندن. وبحسب الصحيفة المذكورة، فإن الدول المعنية نظرت إلى تهديدات الأسد باستخدامها بـ«جدية»، ولذا فإن الأطراف الثلاثة تعمل على «سيناريوهات» تدخل تقوم بها القوات الخاصة التابعة من أجل «تأمين» هذه المواقع.
منظمة العفو الدولية: المدنيون هم الضحايا الأساسيون لهجمات الجيش السوري
قانوني في المجلس الوطني لـ «الشرق الأوسط»: التقارير الحقوقية وثائق تاريخية للضغط على المجتمع الدولي والنظام
بيروت: ليال أبو رحال
أعلنت منظمة العفو الدولية أمس أن «المدنيين ومن بينهم عدد كبير من الأطفال، هم الضحايا الأساسيون للهجمات التي يشنها الجيش السوري بشكل متواصل وأعمى»، مشيرة إلى رصد بعثتها «هجمات أسفرت عن مقتل 166 شخصا، بينهم 48 طفلا و20 امرأة، إضافة إلى جرح المئات»، في وقت ثمنت فيه المعارضة السورية صدور تقارير مماثلة وتعتبرها «وثائق تاريخية». واتهمت المستشارة الرئيسة لمنظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا القوات النظامية بأنها «تقصف بشكل منظم المدنيين والقرى بالأسلحة الثقيلة التي لا يمكن استعمالها لاستهداف أماكن محددة، مع العلم أن ضحايا مثل هذه الاعتداءات العمياء هم تقريبا ودائما المدنيون»، مؤكدة أنه «لا يجوز أبدا استعمال مثل هذه الأسلحة ضد المناطق السكنية». وقالت روفيرا، التي زارت شمال سوريا في الآونة الأخيرة، إنه «لا يجوز أبدا استعمال مثل هذه الأسلحة ضد المناطق السكنية»، لافتة إلى أن «أعمال العنف في مدينتي إدلب وجبل الزاوية في شمال غربي البلاد، وكذلك في حماه (وسط)، لا تلقى تغطية إعلامية كافية خلافا لما يجري في دمشق أو حلب».
ويستند تقرير منظمة العفو الدولية حول «يوميات القصف والضربات بالمدفعية والهاون»، إلى تحقيق أجري على الأرض في سبتمبر (أيلول) الجاري، وتتحدث عن توفر «أدلة موثقة لديها بشأن نهج اتبعته القوات السورية خلال الأسابيع الأخيرة في المناطق التي انسحبت منها أمام قوات المعارضة، فهي تقصفها الآن بشكل مستمر، ما يؤدي إلى عواقب كارثية على السكان المدنيين»، متحدثة عن «قصف أعمى على المناطق التي انسحب منها الجيش النظامي خلال الأسابيع الماضية وفي المناطق التي دحرت فيها قوات المعارضة القوات النظامية مع نتائج تدميرية بالنسبة للسكان».
ويفيد البيان إلى وقوع «هجمات بالقرب من المستشفيات بعيد تدفق الجرحى، أو على تجمع أشخاص كانوا يشترون الخبز»، معتبرا أن «مثل هذه الاعتداءات تستهدف بشكل عشوائي التجمعات الكبرى للمدنيين».
] الثوار يسيطرون على معبر حدودي استراتيجي ] بان كي مون: الفريقان مصممان على القتال حتى النهاية
قوات الأسد “المقاومة” تعدم 15 فلسطينياً في “اليرموك”
ارتكبت قوات نظام بشار الأسد وشبيحته مجزرة بشعة أمس بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، جنوب دمشق، كاشفة زيف كل ادعاءات هذا النظام بانتمائه لما يزعم أنها “مقاومة” و”ممانعة”. والأكثر بشاعة في الأمر أن المجزرة التي طاولت 15 فلسطينيا، كان بينهم 4 نساء و3 أطفال، جاءت في سياق أعمال قتل عشوائية وإعدامات ميدانية في حيي الحجر الأسود والتضامن، بعدما اجتاحت المنطقة قوات من النظام في أعقاب 5 أيام من القصف المدفعي والجوي.
وفي ظل ما أدلى به متأسفاً الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مساء أمس من ان الحكومة والمعارضة في سوريا “يبدوان مصممين” على القتال حتى النهاية، بات لزاماً على المجتمع الدولي التحرك لوقف هذه المجازر، وهو نداء صدر أمس عن “منظمة العفو الدولية” (أمنستي انترناشونال) التي اكدت ان النظام يستهدف بالقصف عمدا المدنيين وخصوصا الأطفال والنساء، مطالبة مجلس الأمن الدولي بالتحرك وإحالة ملف الجرائم هذه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
لكن الأسد، يصر على أن ثورة الشعب السوري ليست سوى مؤامرة خارجية. اذ قال خلال استقباله أمس وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي أن “المعركة التي تدور حالياً تستهدف منظومة المقاومة بأكلمها وليس سوريا فقط”.
وفيما كان شبيحة الأسد ينتقمون من النساء والأطفال والمدنيين الفلسطينيين والسوريين، الذي سبق أن توحدت دماؤهم في مواجهة العصابات الصهيونية قبل العام 1948 وفي حربي 1967 و1973 وفي لبنان، سطر “الجيش الحر” انجازاً جديداً عبر سيطرته على معبر ثالث على الحدود السورية ـ التركية، وذلك بعد معارك عنيفة خاضها مع قوات النظام. وكان المقاتلون المعارضون سيطروا خلال الاشهر الماضية على 3 معابر حدودية اخرى مع تركيا في محافظة حلب في شمال سوريا.
“لجان التنسيق المحلية في سوريا” قالت على صفحتها في موقع “فايسبوك” أن قوات النظام ارتكبت مجزرة في حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين “راح ضحيتها 33 شخصا بينهم 15 فلسطينيا، ومن الضحايا 3 أطفال و4 سيدات، قضى بعضهم ذبحا وأعدم آخرون ميدانيا.
وأعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مساء أمس عن اسفه لان الحكومة والمعارضة في سوريا “يبدوان مصممين” على القتال حتى النهاية، مجددا دعوته الى وقف المعارك والى “حوار سياسي”.
وقال بان في مؤتمر صحافي ان هذا النزاع “يجب ان يجد حلاً له بحوار سياسي يعكس التطلعات الحقيقية وارادة الشعب السوري”.
وبشأن الدورة المقبلة للجمعية العامة للامم المتحدة، اعتبر بان ان “تدهور الوضع في سوريا سيكون حاضرا في اذهاننا”، مشيراً الى انه خلال محادثاته مع قادة العالم الذين سيتواجدون في نيويورك بهذه المناسبة “ستكون سوريا على راس مواضيع البحث” وانه “سيدعوهم بالحاح الى التوحد وتحمل المسؤولية الجماعية”.
مجازر قوات الأسد تطرق اليه تقرير لـ”منظمة العفو الدولية” التي قالت “إن المجتمع الدولي لا يزال مشلولاً وتمزقه الخلافات التي حالت حتى الآن دون ممارسة أي ضغوط فعّالة للتأثير على المسؤولين عن مثل هذه الهجمات العشوائية والتي تشكل جرائم حرب، وينبغي على المسؤولين عنها في سلسلة القيادة أن يعلموا أنهم سيواجهون المحاسبة ولن يكون بمقدورهم الاختباء وراء عذر إطاعة الأوامر”. ودعت مجلس الأمن الدولي إلى “تسريع عملية إحالة الوضع في سوريا إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لضمان تقديم مرتكبي جرائم الحرب هذه وغيرها من الجرائم بموجب القانون الدولي إلى العدالة”.
سياسيا، اعرب رئيس “المجلس الوطني السوري” عبد الباسط سيدا امس عن تحفظه على مشاركة ايران في المساعي الجارية لايجاد تسوية للوضع في سوريا في اطار مجموعة الاتصال الاقليمية الرباعية التي تتألف من السعودية وتركيا وايران ومصر.
وقال سيدا في تصريح في ختام لقاء له مع وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في الدوحة: “لقد ابلغنا القيادة القطرية ملاحظاتنا على موضوع ضم ايران الى الرباعية”. واضاف سيدا الذي غادر الدوحة متوجها الى تركيا “نحن اذ نقدر عودة مصر الى المعادلات الاقليمية فاننا نعتقد ان ايران شريك في ما يجري في سوريا”. وطالب ايران بـ”الوقوف على الحياد في اقل الاحوال”.
وحول مهمة المبعوث الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي قال سيدا انها ستكون “صعبة رغم اننا نكن له كل التقدير والاحترام”. واضاف: “اذا كانت مهمة الابراهيمي محكومة بآليات مجلس الامن وبالتالي شبيهة بمهمة كوفي انان فاننا لن نلتزم بها ونرفض ان نكون في موقع شهود الزور”.
في واشنطن قالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان ان شركة “بلفنيشبروم سيرفيس” البليلاروسية “قدمت خدمات لمكتب امدادات الجيش السوري”. واضاف البيان ان المكتب السوري “استعد لتسلم قطع يمكن استخدامها كصواعق لقذائف جوية متعددة الاوجه من جانب شركة بلفنيشبروم سيرفيس” في اذار 2011، من دون تحديد المكان الذي تم فيه التسليم.
وقالت وزارة الخزانة انها اضافت الشركة البيلاروسية الى لائحتها السوداء للافراد الطبيعيين او المعنويين الخاضعين للعقوبات بسبب دعمهم النظام السوري.
وبالتالي، فان الارصدة التي قد تكون تملكها هذه الشركة في الولايات المتحدة جمدت وبات محظورا على اي من الرعايا الاميركيين اجراء اي تعامل معها تحت طائلة ملاحقات جنائية.
والشركة البيلاروسية تخضع منذ كانون الاول لعقوبات وزارة الخارجية الاميركية بموجب قانون اميركي حول حظر الانتشار النووي ذلك ان الوزارة الاميركية تتهمها بالمساهمة في برنامج تسليح ايران.
واضافت وزارة الخزانة الى لائحتها السوداء 117 طائرة تستخدمها شركات الطيران الايرانية “ايران اير” و”مهان اير” و”ياس اير”.
وبحسب الوزارة، فان “ايران استخدمت خلال صيف 2012 رحلات ايران اير ومهان اير بين طهران ودمشق لتوصل معدات عسكرية الى النظام السوري”.
وشركات الطيران الايرانية الثلاث مدرجة على اللوائح السوداء لوزارة الخزانة الاميركية، لكن المؤسسات المالية الاجنبية التي ستقوم “عن عمد بتعاملات مهمة” مع هذه الشركات او مع بلفنيشبروم سيرفيس “قد تفقد (…) تعاملها مع النظام المصرفي في الولايات المتحدة” بموجب قانون جديد نشره الرئيس الاميركي باراك اوباما في اب، كما قالت الحكومة الاميركية.
(“لجان التنسيق المحلية”، أ ف ب، رويترز، يو بي أي)
طبقا لتقرير استخباري غربي سلاح إيراني لسوريا عبر أجواء العراق
كشف تقرير استخباري غربي النقاب عن استخدام إيران طائراتٍ مدنية في نقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة إلى سوريا عبر الأجواء العراقية, لمساعدة الرئيس بشار الأسد في مواجهة معارضيه.
وقال التقرير -الذي اطلعت رويترز على نسخة منه من مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة- إن الطائرات تطير من إيران إلى سوريا عبر العراق بشكل شبه يومي حاملة أفرادا من الحرس الثوري الإيراني وعشرات الأطنان من الأسلحة لقوات الأمن السورية والمليشيات التي تقاتل المعارضة.
وتحدث التقرير عن طائرتين من طراز بوينغ 747, وقال إنهما تستخدمان في عمليات نقل الأسلحة, وكانتا ضمن 117 طائرة شملتها عقوبات فرضتها وزارة الخزانة الأميركية. وجاء في التقرير الذي بثته رويترز نقلا عن دبلوماسيين غربيين أنه جدير بالتصديق وأن إيران أبرمت اتفاقا مع العراق لاستخدام مجاله الجوي.
ورجح الدبلوماسيون أن طهران وبغداد لم تعقدا أي اتفاق رسمي “وإنما تفاهمًا غير رسمي على عدم طرح أي أسئلة بشأن احتمال وجود عمليات نقل أسلحة إلى سوريا”.
جاء ذلك بينما أوصت لجنة الخبراء في الأمم المتحدة بإضافة شركة الطيران الإيرانية “ياس إير” إلى القائمة السوداء الخاصة بالأمم المتحدة لمساعدتها طهران على التغلب على حظر السلاح الذي تفرضه المنظمة الدولية.
وكانت تقارير لجنة الخبراء تتحدث في السابق عن شحنات من الأسلحة الإيرانية إلى سوريا عبر تركيا وليس عبر العراق. وفي هذا السياق, قال تقرير المخابرات الجديد إن مثل هذه الرحلات الجوية عبر المجال الجوي التركي توقفت.
وكان مسؤولون أميركيون قد قالوا في وقت سابق من الشهر الجاري إنهم طلبوا إيضاحات من العراق بشأن الرحلات الجوية الإيرانية, وهدد السناتور الأميركي جون كيري بإعادة النظر في المعونة الأميركية لبغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات.
نفي عراقي
وقد نفى العراق مرور مثل تلك الرحلات عبر مجاله الجوي, وقال إنه لا يسمح بمرور أي أسلحة.
وتشير رويترز في هذا الصدد إلى أن اتهام العراق بالسماح لإيران بنقل أسلحة إلى دمشق ليس جديدا لكن التقرير الاستخباري يقول إن نطاق هذه الشحنات أكبر كثيرا مما أقر به علنا وأكثر انتظاما بكثير نتيجة اتفاق بين مسؤولين كبار من العراق وإيران.
وبينما لم يدلِ المسؤولون العراقيون في بغداد ونيويورك على الفور بأي تعليق, تردد موضوع شحنات السلاح الإيرانية إلى سوريا بشكل متكرر في جلسة عقدها مجلس الشيوخ الأميركي أمس الأربعاء بشأن التصديق على تعيين روبرت بيكروفت سفيرا للولايات المتحدة لدى بغداد, حيث تساءل رئيس لجنة العلاقات الخارجية جون كيري عما ستفعله السفارة لإقناع العراقيين بمنع إيران من استخدام مجالهم الجوي في نقل الأسلحة.
وأعرب كيري عن انزعاجه “لأن الجهود الأميركية لم تنجح حتى الآن في إقناع بغداد بوقف الرحلات الجوية”. واقترح أن تجعل الولايات المتحدة في المستقبل جزءا من المساعدة التي تقدمها للعراق -وتقدر بمئات الملايين من الدولارات- مرهونا بتعاونه بشأن سوريا.
ويوم الأحد الماضي, قال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري في تصريحات نشرها الإعلام الإيراني الرسمي “إن أفرادا من الحرس الثوري موجودون في سوريا ولبنان حيث يقدمون مساعدة غير عسكرية”.
كما قال إن إيران قد تتدخل عسكريا في سوريا إذا تعرضت لهجوم خارجي, لكن وزارة الخارجية الإيرانية نفت تلك التصريحات في اليوم التالي.
يشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حذر في وقت سابق مما وصفه بالمنحنى الوحشي للأزمة السورية, وتحدث عن قيام دول بتسليح الجانبين, معتبرا أن ذلك يفاقم المعاناة مع اتساع نطاق القتال.
تحقيق أممي بانتهاكات ضد أطفال بسوريا
أعلنت الممثلة الخاصة الجديدة للأمم المتحدة لشؤون الأطفال في النزاعات المسلحة ليلى زروقي أن الأمم المتحدة تحقق بانتهاكات ارتكبت ضد أطفال في سوريا سواء من قبل القوات الحكومية أو المعارضة.
وتحدثت عن هجمات لقوات النظام على مدارس وقتل أطفال في قصف لأحيائهم السكنية وتعريض آخرين للتعذيب والعنف الجنسي. كا أشارت أيضا إلى شبهات في تجنيد أطفال من قبل الجيش السوري الحر.
ورأت ليلى زروقي أن وكالات الأمم المتحدة أشارت “إلى هجمات حكومية ضد مدارس وإلى حالات أطفال ترفض المستشفيات استقبالهم وصبيان وفتيات قتلوا في عمليات قصف على أحيائهم وتعرضوا لعمليات تعذيب وبينها عنف جنسي”.
كما أشارت زروقي إلى شبهات في تجنيد أطفال من قبل الجيش السوري الحر. وقالت “نواصل التحقيق حول حوادث ارتكبها مسلحون، بينهم الجيش السوري الحر. قد يكون في صفوفهم أطفال”.
وتحدثت المسؤولة الأممية عن قلقها بشأن استخدام الأطفال جنودا من قبل مليشيات ليبية ومن قبل المجموعات الإسلامية كأنصار الدين والقاعدة في شمال مالي.
وخلال مناقشة في مجلس الأمن الدولي حول هذا الموضوع الأربعاء، سعت روسيا والصين وباكستان وأذربيجان إلى تقييد تفويض ليلى زروقي ورفضت دعم قرار يتم تبنيه كل سنة من قبل المجلس لإدانة الانتهاكات التي ترتكب ضد أطفال في نزاعات وامتنعت عن التصويت على قرار للتحقيق بهذا الشأن، مؤكدة أن الممثلة الخاصة السابقة راضية كوماراسوامي تجاوزت حدود تفويضها.
وقد أعرب مساعد الممثل الروسي سيرغي كاريف عن أسفه لأن التقرير “يشير بسرعة إلى الجرائم التي ارتكبتها القوات المعارضة” في سوريا.
وأكد السفير الباكستاني رضا بشير ترار أن تقرير الأمم المتحدة الذي يدين استخدام أطفال في اعتداءات انتحارية في باكستان تجاوز “إطار التفويض الذي منحه مجلس الأمن” لأن الوضع في باكستان لم يكن يعتبر رسميا بمثابة نزاع.
لكن الأعضاء الغربيين في مجلس الأمن رحبوا على العكس بعمل كوماراسوامي وصوتوا لصالح القرار الذي تم تبنيه بغالبية 11 صوتا وامتناع أربعة.
وأعرب السفير الألماني الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في سبتمبر/أيلول الجاري عن أسفه لأن بعض الدول الأعضاء اختارت عدم دعم القرار الذي وضعته ألمانيا. واعتبر أن تخفيف لهجة التقرير “يمكن أن يكون عملا غير مسؤول”.
161 قتيلا وقصف وإعدامات بسوريا
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 161 قتيلا أمس الأربعاء معظمهم في دمشق وريفها وحلب وحماة، وقال ناشطون إن من بين القتلى 30 شخصا أعدمتهم قوات النظام بدمشق. وبينما تواصل القصف فجر اليوم حقق الجيش السوري الحر مكاسب جديدة في حلب باستعادته السيطرة على حي صلاح الدين بعد اشتباكات مع جيش النظام.
وفي أحدث التطورات أفادت لجان التنسيق المحلية بمقتل أم وثلاثة أطفال فجر اليوم جراء سقوط برميل متفجر من طائرة ميغ تابعة لقوات النظام قرب مبنى سكني في حي المرجة بحلب. في وقت استمر فيه قصف قوات النظام الجوي والمدفعي منذ مساء أمس وفجر اليوم على مناطق في حلب وإدلب وريف دمشق وحمص ودرعا وحماة والرقة.
وفي ريف حلب قال الناشطون إن مجزرة ارتكبت في قرية الحويجة راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح جراء قصف جوي.
وطبقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن بين قتلى الأربعاء 11 طفلا و12 سيدة، مشيرة إلى أن عدد القتلى في دمشق وريفها بلغ 77 وفي حلب 38 وفي حماة 25 وتسعة في دير الزور، وسبعة في درعا واثنين في كل من حمص واللاذقية وواحدا في إدلب.
وقال ناشطون إن من بين قتلى الأربعاء 30 شخصا أعدمتهم قوات النظام في حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك في دمشق وأكدوا أن بين هؤلاء 15 فلسطينيا.
واتخذ مقاتلون من المعارضة المسلحة قرارا بالانسحاب من أحياء الحجر الأسود والقدم والعسالي في جنوب العاصمة السورية بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية استمرت عدة أيام، وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان صدر ليلا الأحياء الجنوبية لمدينة دمشق، وهي حي القدم والعسالي والحجر الأسود ومخيم اليرموك والتضامن، “مناطق منكوبة”، وأشارت الهيئة إلى مقتل أكثر من مائتي شخص منذ بدء شهر سبتمبر/أيلول في هذه الأحياء.
وبينما واصل الجيش السوري قصف المعضمية بريف دمشق، لقي ثمانية أشخاص مصرعهم وجرح عشرات في قصف على قرية الحويجة، بريف حماة.
حي صلاح الدين
وبث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في حي صلاح الدين وسط مدينة حلب أمس، وقال الناطق باسم المجلس الثوري لحلب وريفها أبو عبد الله الحلبي للجزيرة إن الجيش الحر سيطر على الحي.
وأفاد ناشطون أن الجيش الحر تصدى لقوات النظام السوري التي حاولت دخول الحي وتمكن بعدها من فرض سيطرته على كل مداخله، كما استطاع إسقاط مروحية تابعة للنظام في حي الشيخ سعيد.
وبث ناشطون على مواقع الثورة السورية على الإنترنت صورا تبين حجم الدمار الذي خلفه قصف قوات النظام منذ ساعات الصباح الأولى لحي جورة الشياح بحمص، وتشهد المدينة حصارا وتطويقا أمنيا خانقا منذ أكثر من مائة يوم مع استمرار القصف المكثف على أحيائها ومساجدها، وتردي الأوضاع الإنسانية والنقص الحاد في الماء والغذاء والدواء.
ونقل مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية في حلب عن مصدر عسكري قوله إن مسلحين شنوا مساء الثلاثاء هجوما استمر أكثر من ثلاث ساعات على نقاط تمركز للجيش السوري بمنطقة ميسلون شرق المدينة، قامت مجموعة من وحدات الجيش تؤازرها مروحية عسكرية بصده.
وقال المصدر إن مقر المخابرات الجوية وكتيبة المدفعية في منطقة الزهراء تعرض “لهجوم من مسلحين فشلوا في الاقتراب منه”، مشيرا إلى “محاولات متكررة وشبه يومية للسيطرة عليه”.
معبر حدودي
من جانب آخر بث ناشطون صورا جديدة للعملية التي سيطر من خلالها مقاتلو الجيش الحر على معبر تل أبيض الحدودي في محافظة الرقة، بين تركيا وسوريا، ونزع عناصر الجيش الحر العلم السوري وسمحوا لبعض الأشخاص بالعبور إلى تركيا.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن عددا من عناصر الجيش الحر أطلقوا النار في الهواء احتفالا بالسيطرة على مبنى جمركي عند بوابة تل أبيض الحدودية بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش النظامي استمرت حتى صباح اليوم.
وهذا المعبر هو الثالث الذي يسيطر عليه الجيش الحر على الحدود السورية التركية بعد معبري السلام وباب الهوى، وهي المرة الأولى التي تحكم فيها قوات المعارضة قبضتها على منطقة حدودية في محافظة الرقة التي لا يزال معظمها مواليا لنظام الرئيس بشار الأسد.
ويعزز الاستيلاء على نقطة حدودية ثالثة سيطرة المعارضة على الشمال ويضع الجيش النظامي تحت ضغط أكبر في المعارك التي يخوضها من أجل السيطرة على حلب أكبر المدن السورية التي تقع على مسافة غير بعيدة.
وأفاد مراسل الجزيرة من معبر القائم أن السلطات العراقية قررت السماح بعبور مائة لاجئ سوري يوميا من النساء والأطفال والشيوخ، ومنع من هم بين الرابعة عشرة والخامسة والخمسين من دخول العراق.
وأوضح المراسل أن آلاف اللاجئين السوريين يتدفقون على منطقة القائم أملاً في العبور، دون جدوى. وأكد اختراق مقاتلات سورية المجال الجوي العراقي بعد قصفها منطقة البوكمال السورية الحدودية القريبة من بلدة القائم.
تقرير: إيران تزود سوريا بالرجال والسلاح
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفاد تقرير لجهاز مخابرات غربي بأن إيران تستخدم طائرات مدنية في نقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة عبر المجال الجوي العراقي إلى سوريا لمساعدة الرئيس بشار الأسد في محاولاته سحق الانتفاضة المناهضة لحكومته.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قال مسؤولون أميركيون إنهم يستوضحون من العراق موضوع رحلات جوية إيرانية تعبر المجال الجوي العراقي ويشتبه في أنها تنقل أسلحة إلى الأسد، وهدد السناتور الأميركي جون كيري الأربعاء بإعادة النظر في المعونة الأميركية لبغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات عبر مجالها الجوي.
ويقول العراق إنه لا يسمح بمرور أي أسلحة عبر مجاله الجوي، غير أن تقريراً لأحد أجهزة المخابرات أطلعت عليه رويترز قال إن الأسلحة الإيرانية تتدفق على سوريا عن طريق العراق بكميات ضخمة.
وجاء في التقرير، الذي قدم مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة لرويترز نسخة منه، أن الحرس الثوري الإيراني هو الذي ينظم رحلات نقل السلاح.
وقال التقرير: “هذا جزء من طريقة عمل معدلة تتبعها إيران لم يتحدث عنها المسؤولون الأميركيون علناً إلا أخيراً بعد تصريحات سابقة تفيد العكس”.
وأضاف “وهو يتعارض كذلك مع تصريحات المسؤولين العراقيين… الطائرات تطير من إيران إلى سوريا عبر العراق بشكل شبه يومي حاملة أفراداً من الحرس الثوري الإيراني وعشرات الأطنان من الأسلحة لتسليح قوات الأمن السورية والميليشيات التي تقاتل المعارضة”.
والاتهام المحدد للعراق بالسماح لإيران بنقل أسلحة إلى دمشق ليس جديداً، لكن التقرير يزعم أن نطاق هذه الشحنات أكبر كثيراً مما أقر به علناً وأكثر انتظاماً بكثير نتيجة اتفاق بين مسؤولين كبار من العراق وإيران.
ولم يدل المسؤولون العراقيون في بغداد ونيويورك على الفور بأي تعليق.
وتردد موضوع شحنات السلاح الإيرانية الى سوريا بشكل متكرر في جلسة عقدها مجلس الشيوخ الاربعاء بشأن التصديق على تعيين روبرت بيكروفت سفيراً للولايات المتحدة لدى بغداد. وهو حاليا نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية هناك.
وسأل السناتور الديمقراطي جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بيكروفت ما الذي تفعله السفارة لإقناع العراقيين بمنع إيران من استخدام مجالهم الجوي في نقل الأسلحة بالطائرات إلى سوريا، فرد قائلا إنه أوضح للعراق هو ومسؤولون أميركيون آخرون أنه ينبغي وقف الرحلات الجوية.
وقال كيري إنه منزعج لأن الجهود الأميركية لم تنجح حتى الآن في إقناع بغداد بوقف الرحلات الجوية واقترح أن تجعل الولايات المتحدة في المستقبل جزءاً من المساعدة التي تقدمها للعراق وتقدر بمئات الملايين من الدولارات مرهوناً بتعاونه بشأن سوريا.
وقال تقرير المخابرات، الذي ذكر دبلوماسيون غربيون أنه جدير بالتصديق ويتفق مع معلوماتهم، إن إيران أبرمت اتفاقاً مع العراق لاستخدام مجاله الجوي.
وقال مبعوث إنه من المحتمل أن طهران وبغداد لم تعقدا في حقيقة الأمر أي اتفاق رسمي وإنما تفاهماً غير رسمي على عدم طرح أي أسئلة بشأن احتمال وجود عمليات نقل أسلحة إلى سوريا.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري في تصريحات نشرها الإعلام الإيراني الرسمي الأحد إن أفراداً من الحرس الثوري موجودون في سوريا ولبنان حيث يقدمون مساعدة غير عسكرية، مضيفاً أن إيران قد تتدخل عسكرياً في سوريا إذا تعرضت لهجوم خارجي.
غير أن وزارة الخارجية الإيرانية نفت تلك التصريحات في اليوم التالي.
واشار التقرير بشكل محدد الى طائرتين من طراز بوينج 747 على أنهما تستخدمان في عمليات نقل الأسلحة إلى سوريا وهما طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية “إيران إير” الترقيم على ذيلها (إي بي-آي سي دي) وطائرة تابعة لشركة مهان إير الترقيم على ذيلها (إي بي-إم إن إي).
وكانت الطائرتان ضمن 117 طائرة فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات فيما يخصهما الأربعاء.
وأدرجت الوزارة كذلك في القوائم السوداء طائرة تقوم شركة “ياس إير” الإيرانية بتشغيلها لتزويد سوريا بالسلاح.
واشارت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة التي تراقب مدى الالتزام بالعقوبات الدولية على إيران إلى “ياس إير” بشكل متكرر على أنها من الجهات الأساسية التي تزود سوريا بالسلاح إلى جانب “إيران إير”.
“الحر” يسيطر على كلية المدفعية في حلب
– سكاي نيوز عربية- إسطنبول- سلام خضر
أفادت مصادر المعارضة السورية بأن الجيش الحر بات يسيطر على كلية المدفعية بحلب ويحاصر مطار النيرب ومطار حلب الدولي، بينما قتل161 شخصا في مدن سورية عدة الأربعاء برصاص قوات الأمن والجيش النظامي.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن حي الجلوم في حلب القديمة يتعرض لقصف هو الأعنف، كما سمعت نداءات استغاثة من جامع أبو يحيى الكواكبي.
كذلك أفادت مصادر المعارضة السورية الأربعاء بأن عدد الذين قتلوا برصاص القوات السورية في مختلف المناطق بلغ 161 قتيلاً، بينهم 11 طفلاً و12 امرأة.
وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن عدد القتلى في دمشق وريفها بلغ 77 قتيلاً بينهم 15 فلسطينياً على الأقل أعدموا ميدانياً، بينما قتل في حلب 38 و25 في حماة و9 في دير الزور و7 في درعا و2 في كل من حمص واللاذقية و1 وفي إدلب.
وقالت مراسلة “سكاي نيوز عربية” في تركيا إن الجيش السوري الحر أعلن أنه تمكن من السيطرة على بلدة تل أبيض في محافظة الرقة جنوبي سوريا، ممسكا بالبوابة الحدودية مع تركيا فيها.
وقالت كتيبة القادسية إنها رفعت “علم الثورة” على المعبر الحدودي.
وكان ناشطون تحدثوا عن معارك عنيفة بين مجموعات من الجيش الحر والقوات النظامية عند المعبر، انتهت بسيطرتهم عليه.
وتحدثت وكالة “رويترز” عن تضرر عدد من المنازل في بلدة أكاكالي داخل الأراضي التركية، التي أصيبت برصاص طائش.
وبدأ فارون من القتال بعبور جانبي الحدود بحرية زاحفين من تحت الأسلاك الشائكة.
ويسيطر الثوارعلى معابر حدودية عدة مع تركيا، إلا إنهم يحاولون الآن وللمرة الأولى السيطرة على المنطقة الحدودية الواقعة شمالي محافظة الرقة.
وتساعد السيطرة على المعابر الحدودية الثوار على نقل الإمدادت الى سوريا وإحكام السيطرة على مزيد من الأراضي.
من جهة أخرى أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بتجدد القصف على بلدة كفر حلب.
ونقلت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام تقوم بإحراق عشرات المنازل، وتمنع سيارات الإطفاء من الدخول لحي القدم، بينما تصاعدت أعمدة دخان في سماء الحي.
العراق ينفي نقل سلاح إيراني إلى سوريا عبر أجوائه
تقرير غربي يؤكد أن طائرات تمد دمشق يوميا بأفراد الحرس الثوري الإيراني والعتاد
العربية.نت
نفى العراق، الخميس، تقرير أجهزة مخابرات غربية ذكرت أن ايران استخدمت طائرات مدنية لنقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة عبر المجال الجوي العراقي إلى سوريا لمساعدة الرئيس بشار الأسد.
وقال اللواء حسين كمال، نائب وزير الداخلية العراقي لشؤون المخابرات، إن المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية نفى هذا الأمر جملة وتفصيلا.
وكانت رويترز قد نشرت تفاصيل التقرير أمس الأربعاء الذي قال ان الحرس الثوري ايراني ينظم نقل أسلحة إلى سوريا.
وأفاد التقرير المذكور أن كميات ضخمة من الأسلحة الإيرانية تتدفق إلى سوريا عبر طائرات إيرانية تعبر المجال الجوي العراقي.
وذكر أن طائرات إيرانية تغادر إلى سوريا بشكل شبه يومي تحمل على متنها عناصر من الحرس الثوري وأطناناً من الأسلحة.
وأوضح أن عدد الرحلات أكبر بكثير وأكثر انتظاماً مما كان يُعتقد، وهو نتيجة اتفاق بين مسؤولين عراقيين وإيرانيين، حسب ما ورد بالتقرير.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قال مسؤولون أمريكيون إنهم يستوضحون من
العراق موضوع رحلات جوية إيرانية تعبر المجال الجوي العراقي ويشتبه في أنها تنقل أسلحة إلى الأسد.
وهدد السيناتور الأمريكي جون كير، الأربعاء، باعإدة النظر في المعونة الأمريكية لبغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات عبر مجالها الجوي.
السوريون يبحثون عن أحبتهم المفقودين على “فيسبوك“
ألفا شخص على الأقل فقدوا في مناطق العنف بينهم أطفال ونساء وشيوخ
العربية.نت
لم يجد السوريون سوى صفحات الإنترنت للبحث عن المئات من أحبتهم الذين فُقدوا في ظروف غامضة منذ تفجر الثورة، بحسب تقرير لقناة “العربية”، اليوم الخميس.
وفي هذا السياق، أنشأ عدد من الناشطين صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لعرض صور المفقودين في محاولة لمساعدة ذويهم على العثور عليهم.
ومع مرور أيام المواجهات المسلحة في سوريا، تتكشف مظاهر جديدة من عذابات المواطنين السوريين، إلى جانب ارتفاع معدلات القتلى الذين يسقطون كل يوم، يوزاي ذلك الموت، موت آخر بطيء يحمل عنوان “مفقود”، تتقطع له أوصال عائلات في انتظار الأمل في عودة أحبتهم سالمين.
وتعرض صفحة على موقع “فيسبوك”، تحمل عنوان “مفقودين”، صوراً لأطفال ونساء وشبان وشيوخ فقدوا لأسباب مجهولة، منهم من خرج من المنزل بغرض شراء حاجة، ومنهم من توجه إلى عمله ولم يعد، لكن الجميع يشترك في نهاية مأساوية، بأنهم وقعوا ضحية الخطف، سواء لخصومة شخصية أو أسباب أمنية أو طلباً لفدية، وأحياناً أخرى دون أن يكون هناك سبب.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، تعرض ما يتراوح بين ألفين و3 آلاف شخص للخطف في مختلف المناطق السورية منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل نحو 18 شهراً، تتركز معظمها في المناطق التي تشهد أحداث عنف.
لا أحد يعرف مصير هؤلاء، وما الجهة التي اختطفتهم ولصالح من، لكن يبقى السؤال الأهم في سلم أولويات عائلاتهم وأحبائهم: هل مازالوا أحياء أم غيبهم الموت كما غاب الأمن في بلد تعصف فيه المواجهات؟
وفي انتظار بصيص أمل، يعرض موقع التواصل الاجتماعي صوراً لعدد من المفقودين، مقرونة بمعلومات بسيطة، منها تاريخ اختفائهم وأرقام هواتف عائلاتهم.
وفي انتظار رنين الهاتف، يبقى الانتظار صعباً في مواجهة الخبر القادم، فإما الموت أو طلب فدية.
مقتل مصور شبكة شام في حماه بعد اقتحام حي الأربعين
بلغ عدد الفيديوهات المحملة على قناته في اليوتيوب أكثر من 1250 مقطعاً
العربية.نت
نعت شبكة “شام” في مدينة حماه السورية، مقتل مراسلها ومصورها عبد الكريم العقدة في اقتحام حي الأربعين في المدينة.
وشرحت الشبكة الإعلامية المرتبطة بالثورة السورية، أن العقدة مات مع ثلاثة من رفاقه بعد أن حاصرت قوات النظام منزله وقامت بحرقه.
وقالت شام إن مراسلها كان من أهم الذين رصدوا أحداث الثورة، وقد بلغ عدد الفيديوهات المحملة على قناته في اليوتيوب أكثر من 1250 مقطعاً من داخل مناطق القتال.
ووصفت الشبكة العقدة بـ”المصور البطل” و”رجل المخاطر في حماه”، كاشفة أنه “لم يطلب منه يوماً تصوير أي فيديو مهما كان خطراً ويهدد حياته ورفض، بالعكس كان هو من يبحث عن مكان الخطر قريباً من القصف والاقتحامات والشبيحة ليصور فيه وينقل الحقيقة”.
مؤتمر اصدقاء سوريا يبدأ اعماله اليوم في مدينة لاهاي الهولندية
تنطلق اليوم في مدينة لاهاي الهولندية اعمال مؤتمر اصدقاء سوريا لبحث فرض مزيد من العقوبات على النظام السوري.
ويأتي انعقاد المؤتمر بعد موافقة الاتحاد الاوربي على الحاجة لزيادة العقوبات على الدائرة المقربة من الرئيس السوري بشار الاسد.
في غضون ذلك اعرب قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن التدخل العسكري ليس هو الحل لإنهاء الصراع في سوريا، بالرغم من أن الحكومة والمعارضة عازمتان على ما يبدو على حسمه بالقوة.
ورأى بان كي مون أن عدم وجود نهاية في الأفق لهذا الصراع أمر “مثير للانزعاج”، ودعا إلى إطلاق حوار سياسي.
قتال شرس
واعلن التليفزيون السوري عن سقوط طائرة مروحية في مدينة دوما بالقرب من العاصمة دمشق. وتعتمد القوات الحكومية بشكل متزايد على الطائرات المروحية وغيرها في مسعاها لقمع الانتفاضة المسلحة..
وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن مائة وخمسين شخصا قتلوا يوم امس، اثنان وسبعون منهم في دمشق وريفها لاسيما في احياء الحجر الاسود وجوبر والقدم، وتوزع القتلى الباقون على حلب وحمص ودير الزور.
ولم يتسن لبي بي سي التأكد من صحة هذه الارقام من مصر مستقل.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا أن اشتباكات تدور بين قوات النظام وعناصر الجيش الحر في الرقة وسط قصف مدفعي، كما افيد عن اشتباكات في مدينة الرستن وقصف يستهدف الاحياء الشمالية للمدينة.
ومن حلب افادت لجان التنسيق بسقوط عدد من القتلى نتيجة القصف على حيي الصاخور والمرجة.
امداد سوريا بالاسلحة
وقالت وكالة رويترز إنها حصلت على تقرير لجهاز مخابرات غربي يقول ان إيران تستخدم طائرات مدنية في نقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة عبر المجال الجوي العراقي إلى سوريا لمساعدة الرئيس بشار الاسد في محاولاته لسحق الانتفاضة المناهضة لحكومته.
يذكر ان اتهام العراق بالسماح لإيران بنقل اسلحة الى دمشق ليس جديدا لكن التقرير يزعم ان نطاق هذه الشحنات اكبر بكثير مما أقر به علنا وأكثر انتظاما بكثير نتيجة اتفاق بين مسؤولين كبارمن العراق وإيران. ويقول التقرير ان الحرس الثوري الإيراني هو الذي ينظم رحلات نقل السلاح
BBC © 2012
الأسد: المعركة الجارية لا تستهدف سوريا فحسب بل “منظومة المقاومة بأكملها“
قال الرئيس السوري بشار الأسد إن المعركة الجارية حاليا في بلاده لا تستهدف سوريا فحسب إنما “منظومة المقاومة باكملها” وذلك خلال لقائه وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي الذي وصل إلى دمشق في وقت سابق.
ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن الأسد قوله إن “المعركة الحالية تستهدف منظومة المقاومة بأكملها وليس سوريا فقط” في إشارة إلى ما يعرف بمحور المقاومة ضد اسرائيل وأبرز أركانه سوريا وايران وحزب الله اللبناني.
وذكرت الوكالة أن الأسد أبلغ الوزير الايراني أن سوريا ” أبدت انفتاحا في التعامل مع كل المبادرات التي طرحت لايجاد حل للأزمة”.
وأضاف الاسد أن “مفتاح نجاح أي مبادرة هو النوايا الصادقة لمساعدة سوريا وبناء هذه المبادرات على أسس صحيحة تحترم سيادتها وحرية قرار الشعب السوري ورفض التدخل الخارجي”.
الحل
الأسد أكد رفضه لحل الأزمة عن طريق التدخل الخارجي
وكان صالحي قد صرح لدى وصوله إلى دمشق بأن سوريا تواجه مشكلة معربا عن أمله في حلها في أقرب وقت ممكن.
وقال صالحي “هدفنا من زيارة سوريا التشاور على كافة المستويات السياسية بخصوص هذه المشكلة ونتمنى أن نصل إلى استنتاج ونتيجة واحدة لحل المشكلة”.
واعتبر أن هذا الحل “يكون فقط في سوريا وداخل الاسرة السورية وكذلك بالمشاركة والتنسيق مع كافة المؤسسات الدولية والاقليمية”.
وكانت ايران اقترحت في الاجتماع الوزاري لـ”مجموعة الاتصال” المؤلفة من إيران وتركيا ومصر والسعودية الذي عقد الاثنين في القاهرة، وغابت عنه السعودية، ارسال مراقبين من الدول الاربع للمساعدة في وقف العنف جراء النزاع المستمر منذ اكثر من 18 شهرا في سوريا.
الجامعة العربية
من جهته قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن الجامعة تقدمت بطلب إلى الأمم المتحدة لطلب المشورة حول مقترح إيفاد مراقبين إلى سوريا.
وأوضح في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة إن الأمم المتحدة ردت بأن التجهيز لبعثة مراقبين جديدة يتطلب أربعة أشهر إلا أن الجامعة وضعت برنامجا للتنفيذ خلال أربعة أيام.
وقال العربي إنه لا وجود لحل للازمة السورية مالم تغير الحكومة السورية من موقفها ومالم يتحرك مجلس الامن بهذا الخصوص.
واضاف إن كلا من الجامعة العربية والامم المتحدة لم تفعلا شيئا لغاية الان في الازمة السورية ونفى العربي وجود خلافات بينه وبين المبعوث الدولي الخاص الاخضر الابراهيمي
معارك
ميدانيا، أفادت الأنباء الواردة من دمشق باندلاع معارك شرسة بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في أجزاء من العاصمة.
وذكرت تقارير أن الجيش النظامي يزحف باتجاه منطقة الحجر الأسود جنوبي دمشق.
وقال نشطاء معارضون إن المدنيين في هذا المنطقة في وضع انساني سيء وبخاصة مع تواصل القصف العنيف وتقدم القوات الحكومية من كافة الاتجاهات.
ونشر نشطاء مقاطع فيديو تظهر مروحيات عسكرية أثناء قصفها بعض المناطق بالصورايخ.
كما أظهرت المقاطع نحو عشرين جثة قالت المعارضة إنهم قضوا جراء القصف.
ولم يتسن لبي بي سي التأكد من هذه المعلومات من مصادر مستقلة.
سيطرة
في غضون ذلك، ذكرت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول تركي قوله إن مسلحي المعارضة السورية استولوا على ثالث نقطة عبور حدودية الأربعاء عقب معارك عنيفة مع القوات الحكومية.
وأظهرت لقطات تلفزيونية بثتها قناة “سي ان ان ترك” مسلحين معارضين سوريين ينزلون العلم السوري من على سطح مبنى عند بوابة تل ابيض الحدودية.
وأضاف المسؤول التركي الذي رفض الكشف عن اسمه “يمكنني تأكيد سقوط المعبر. إنه تحت السيطرة الكاملة للمعارضة”.
BBC © 2012
التلفزيون السوري: تحطم هليكوبتر في ضاحية بدمشق
بيروت (رويترز) – قال التلفزيون السوري إن طائرة هليكوبتر تحطمت في بلدة دوما إلى الشرق من العاصمة السورية دمشق يوم الخميس ولم يذكر تفاصيل.
وتزايدت هجمات مقاتلي المعارضة الذين يريدون الإطاحة بالرئيس بشار الأسد على الطائرات وطائرات الهليكوبتر التي استخدمها الرئيس السوري في قصف معاقل المعارضة وأسقطوا هليكوبتر على مشارف دمشق يوم 27 أغسطس آب.
( إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)
الثوار يتمددون في جبال اللاذقية ويسيطرون على “برج القصب“
بسيطرتهم على قرية برج القصب قرب اللاذقية تمكن مقاتلو المعارضة السورية من احتلال موقع عسكري استراتيجي فائق الاهمية، لان هذه القرية تكشف على كل المنطقة الجبلية الواقعة في شمال غرب سوريا من الحدود مع تركيا حتى هضاب اللاذقية على البحر المتوسط.
واثر معركة ضارية تمكن مقاتلو المعارضة في مطلع ايلول/سبتمبر من السيطرة على هذه القرية الصغيرة الراقدة على شاهق صخري والتي كان نظام الرئيس بشار الاسد يستخدمها قاعدة لتوزيع القذائف المدفعية على القرى المجاورة.
وتشرف برج القصب على جبلين يقعان قبالة منطقة اللاذقية الساحلية، جبل التركمان الذي يعيش فيه تركمان يتكلمون اللغة التركية، وجبل الاكراد الذي لا يسكنه اكراد كما يدل عليه اسمه، بل عرب من السنة.
ومنذ انطلاق التظاهرات المناهضة للرئيس السوري قبل نحو سنة ونصف السنة انضم سكان جبل الاكراد سريعا الى الانتفاضة الشعبية ويسيطر المعارضون المسلحون حاليا على القسم الاكبر من هذا الجبل، في حين لا تزال قوات الجيش منتشرة في القرى العلوية المجاورة.
وخلال الفترة الاخيرة تمدد الثوار السوريون غربا باتجاه جبل التركمان بعد ان بقيت هذه المنطقة لفترة طويلة بعيدة عن الاضطرابات الامنية.
وقال ابو جبال الضابط المسؤول حاليا عن موقع برج القصب “كان هذا الموقع مهما جدا للنظام لانه كان يتيح قصف جبل الاكراد وجبل التركمان في الوقت نفسه”.
وتبدو آثار القذائف واضحة على الطريق التي توصل الى اعلى القرية. الاسلاك الكهربائية مقطعة ومرمية على الارض وشظايا القذائف مزقت الكثير من الاشجار.
وعند الوصول الى قمة التلة المشرفة على القرية يرفرف علم الثورة السورية على ما تبقى من هوائي تابع للهواتف المحمولة فوق بناء احرقته القذائف بالكامل.
والى جانب المكان تقف دبابة تي-55 متفحمة ولا يزال مدفعها مصوبا نحو الافق الكبير الممتد امامها وتحته عشرات القذائف الفارغة الى جانب صناديق ذخيرة مهشمة واحذية عسكرية مرمية بشكل عشوائي.
ويروي ابو جبال انه تم دفن الكثير من الجنود السوريين على مقربة من المكان. وقال “انا بنفسي دفنت تسعة جنود واسرنا ستة آخرين في حين فقدنا ستة مقاتلين” في المعركة للسيطرة على كامل القرية.
وجاء في شريط فيديو سلم الى مراسل فرانس برس ان الهجوم على برج القصب تم بواسطة قوة مشتركة لاحدى عشرة كتيبة من كتائب الثوار السوريين في محافظة اللاذفية تألفت من 700 مقاتل. وترفض هذه القوة الانضواء في الجيش السوري الحر وتنشط بشكل مستقل.
وقال ابو بديع قائد كتيبة المعتز بالله وأحد قادة “مجاهدي جبل الاكراد” ان الهدف كان “السيطرة على موقع برج القصب ووقف قصف القوى النظامية الذي كان يوقع الكثير من القتلى في صفوف المدنيين”.
واضاف ابو بديع ان كتيبة من التركمان شاركت في الهجوم على برج القصب ما يؤكد امتداد الثورة الى جبل التركمان.
ويقول ابو جبال ان الجيش السوري حاول مرتين استعادة الموقع دون جدوى.
ورغم الدمار الواسع في اعلى القرية فان الاضرار في منازلها الواقعة على بعد بضع مئات من الامتار كانت محدودة نسبيا. وتمكن سكان القرية المسيحيون بغالبيتهم من الفرار، والكنيسة مقفلة ولم تصب.
وتمركز المقاتلون في عدد من منازل القرية عند مدخلها وهم مزودون برشاشات ثقيلة.
اما الموقع الاقرب للقوات الموالية للنظام فيقع في قريتي كفرية وتلا العلويتين. وفي المنطقة الواقعة بين الموقعين لا تزال النار تلتهم بضعة منازل يقول المقاتلون المعارضون انها “لجواسيس” في اشارة الى الموالين للنظام.
وفي الوادي تحت برج القصب يشاهد بوضوح الطريق السريع الذي يربط اللاذقية بحلب. ولم تعد تشاهد قوافل الدبابات التابعة للنظام على هذا الطريق بعد ان سيطر المقاتلون المعارضون على ما لا يقل عن عشرة كيلومترات منه.
قطر والسعودية
ويلقي متحدثون باسم الجيش الحر مسؤولية الانتهاكات على عدم تلقي المعارضة اية مساعدة من الخارج، لكن ‘التايم’ تقدم تقريرا حول حجم المساعدة المقدمة لها، حيث جاء في التقرير من مناطق الشمال التي تقع تحت سيطرة المقاتلين، مع ان السيطرة تظل ضعيفة نظرا للقصف الجوي والبري من بعض المواقع المتفرقة التي لا تزال تقع تحت سيطرة الجيش النظامي، لكن المعارضة بتنوع افرادها كانوا قادرين على الحفاظ على مكتسباتهم لكن المشكلة التي تؤثر على وحدتهم هي مشكلة الداعمين لهم من الخارج، خاصة قطر والسعودية، حيث اشار التقرير الى تضارب في اهداف الدولتين. وقد ظهر الخلاف في الشهر الماضي بين ممثلي الدولتين المسؤولتين عن نقل الاسلحة والمال بين الفصائل المختلفة التي تعمل تحت مظلة الجيش الحر. ويوجد ممثلو كل من قطر والسعودية في تركيا، حيث كشفت المجلة عن وجود مجموعة لها مركز قيادة او غرفة عمليات، تعمل منه في اسطنبول وتقوم بالاشراف على نقل المساعدات المقدمة من السعودية وقطر للمقاتلين. ولا علاقة للجيش الحرـ رياض الاسعد او منافسه الجنرال مصطفى الشيخ بغرفة عمليات اسطنبول، فكل له مصادره الخاصة للتمويل والدعم.
وبحسب مصادر فرجل السعودية في اسطنبول هو لبناني من تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري نجل رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005.
وقالت المجلة ان ممثل السعودية كان الشهر الماضي موجودا في انطاكية، حيث كان يشرف على توزيع شحنة صغيرة من خمسة الاف كلاشينكوف وذخيرة وزعت على اربع مجموعات في محافظة ادلب وحمص.
محاباة
وترى مصادر في الجيش الحر ان هناك محاباة في توزيع المساعدات، فممثل السعودية من المفترض ان يوزعها من مركز القيادة في تركيا على 14 محافظة، لكن العشرين شخصا الذين اختيروا لتوزيعها في الداخل لا وجود لهم على الارض وغير معروفين.
وقد ادى اختيار افراد الى نوع من المحاباة في التوزيع، حيث وصل السلاح الى جماعات دون جماعات، وتقوم الجماعة التي تتلقاها بتوزيعها بالطريقة التي تريدها ومن اجل شراء الولاءات.
وقد تفاقم الوضع من خلال الدعم القطري، فممثلها هو ضابط انشق عن الاسد، وتريد قطر التي لها علاقة مع اخوان سورية، ان تدعم المجالس العسكرية المحلية، حيث يتم ايصال البضاعة الى ممثلي المجالس ثم توزع الى الكتائب التي تخضع لسيطرة كل منها.
ويبدو ان ممثل السعودية يريد ان يدعم كتائب معينة ضمن المجالس وليس تلك التي يريد المجلس ان تصل الاسلحة اليها. وعليه قال احد العاملين في غرفة العمليات في اسطنبول انهم شعروا بان الراعيين الخليجيين ليس على قلب رجل واحد، حيث اخذ كل واحد منهما عقد اجتماعات جانبية مع مجموعات بعينها.
يوتيوب
ويقول الناشطون ان الجماعات التي تحظى بحضور اعلامي وتضع اشرطة على يوتيوب هي من تحصل على حصة الاسد من المساعدات بعيدا عن موقعها الاستراتيجي في المعارضة. وتعتبر الاشرطة وسيلة اعلامية للحصول على الدعم المالي ليس من غرفة عمليات اسطنبول، بل من متبرعين في الخليج. ويتهم مسؤول في مجلس ادلب العسكري ممثل السعودية بقوله انه يحاول تقسيم الثورة لانه يتدخل في توزيع السلاح بين المقاتلين. وقال انهم اتصلوا مع الاخوة السعوديين واشتكوا من ممثلهم ووعدوا خيرا.
ويشير التقرير الى القوى التي تتنازع بينها في الساحة وهي قوى اسلامية ووطنية وسلفية مثل احرار الشام الذين يتلقون دعمهم من الكويت.
يذكر ان الدول الغربية تحاول ايجاد موقع لها على الارض من خلال التعرف على قيادات ميدانية، وكان لافتا في زيارة هيلاري كلينتون لانقرة تجاهلها المجلس الوطني السوري ولقائها مع ناشطين من الداخل، كما ان الخارجية الامريكية تدعم برنامج الدعم السوري لتدريب ناشطين على الدعم اللوجيستي غير العسكري.
القدس العربي