صفحات العالم

مواقف الأسد فقدت أي اهتمام دولي


هل تحدث التحذيرات الإسرائيلية فارقاً؟

    روزانا بومنصف

تابعت مصادر ديبلوماسية باهتمام في الايام الاخيرة التحذيرات الاسرائيلية مع امتداد الاشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضة الى الجولان، في ضوء اعتقاد أن الأخطار التي يمكن ان تشكلها تداعيات الحرب في سوريا على اسرائيل قد تكون من ابرز العوامل لتحريك الجهد الخارجي بجدية وبقوة اكبر للتعجيل في محاولة ايجاد تسوية لما يحصل في سوريا. وحتى اليوم يسود اقتناع بان استمرار الوضع السوري على حاله وانحداره الى اهتراء على كل الأصعدة يخدم المصلحة الاسرائيلية في ان يكون احد ابرز جيرانها معطلا لسنوات كثيرة مقبلة، ولذلك أيّدت اسرائيل بقاء الرئيس السوري في موقعه معترضة على التغيير الذي يمكن ان يأتي بنظام آخر، ولكن مع تحذيرين اسرائيليين خلال اسبوع من رد اسرائيلي محتمل على سقوط قذائف نتيجة اشتباكات في الجولان، يخشى كثر ان تدخل عوامل جديدة ضاغطة على الخط بحيث لا يستبعد ان تدخل تعقيدات على الجهود الجارية من أجل تسوية. فحتى الامس القريب كان السؤال ما هو المدى الذي يمكن تقبله دوليا في تداعيات الحرب السورية داخليا وعلى الخارج قبل ان يطرح بالحاح ضرورة العمل بقوة على الانتقال الى مرحلة مختلفة من مقاربة الوضع السوري؟ فالوضع الخطر الذي شهده لبنان والذي ساهم في مسارعة الدول الكبرى الى زيارته من اجل احتواء الوضع ومنع تفاقمه وتجميد الستاتيكو الحالي قدر الامكان، مرشح لمزيد من الأخطار ليس فقط مع تزايد الانعكاسات السياسية بل مع تزايد اعداد اللاجئين الفلسطينيين من المخيمات السورية الى لبنان. ولا تقل سلبية هذه التداعيات على تركيا والاردن اللذين يحظيان بقدر لبنان بالزيارات الخارجية تأكيدا على السعي الى ابقاء الامور مضبوطة وطمأنة المسؤولين فيهما الى استمرار العمل على حلول واشراكهما فيها، علما ان العراق بدوره ليس في منأى عن هذه التداعيات. وقد برزت في الايام الاخيرة عوامل اخرى ضاغطة من بينها في شكل اساسي العامل الانساني الذي تمثل في لجوء ما يزيد على 11 الف سوري في يوم واحد الى تركيا ولبنان والاردن على نحو يزيد التبعات على هذه الدول على أصعدة عدة. وهذا الامر بات يضغط بقوة على الدول الغربية التي لن تستطيع الاكتفاء بالاستمرار في القول ان الوضع السوري لم يعد يحتمل وانها في انتظار تغير الموقف الروسي او ان تحمل المسؤولية لمجلس الامن الدولي. فهل يحدث دخول العامل الاسرائيلي على الخط هذا الفارق ام لا، وفي اي اتجاه؟

 وتقول المصادر المعنية ان هناك اجحافا في اعتبار ان لا تحرك دولياً لاخراج الوضع السوري من حال الحرب خصوصا مع فشل الجهود التي بذلها الاخضر الابرهيمي حتى اليوم. فهناك جهود حقيقية تبذل، وقد خرج الرئيس السوري الى الاعلام بعد انقطاع طويل من اجل الرد على سيناريوات متداولة للتسوية في سوريا اثيرت مع زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للقاهرة وعمان الاسبوع الماضي والضغوط الدولية لتوحيد المعارضة السورية. ورغم ان مواقف الرئيس السوري لم تعد تحظى بالاهتمام الذي كانت تحظى به سابقا حين كان هناك امل في ان يقدم على خطوات اصلاحية توقف الانزلاق نحو الحرب، فان اطلالته الاعلامية كانت من اجل رفض اعتبار خروجه من سوريا بندا يمكن التفاوض عليه، ولتكرار ما سوقه الايرانيون والروس سابقا من مشاريع حلول تلحظ بقاءه حتى موعد الانتخابات الرئاسية السورية سنة 2014، وذلك تحت وطأة استمرار ما تشهده سوريا عسكريا وامنيا واجتماعيا وما يفيض منها الى دول الجوار.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى