صفحات المستقبل

لا يكفي ….. سيدي ؟!

 


الحقيقة … و الحقّ يُقال .. إنَّ الإعفاءات من المناصب و العمل الوظيفي و كفّ اليد , التي نسمع بها بين الحين و الآخر .. ليست وليدة اللحظة و نتاج الظروف التي يمر بها الوطن في الآونة الأخيرة .. بل كانت و مازالت … و لو بدرجة أقل تسارع ممّا هو الآن .

لكن السؤال الذي مابرحت أطرحه على نفسي و لا أجرؤ إلاّ سؤال نفسي , هل يكفي أن نقول للسارق : توقف .. لقد سرقت و نهبت و إرتشيت و رشوت … بما فيه الكفاية .. عدّ الآن إلىّ منزلك أو منازلك و فيلاتك و قصورك و .. و و … و إستمتع بما سرقت  أنت و أولادك و أحفادك , و الكثير من أقاربك و خلانك ؟؟؟ مارسْ ما شئت من الأعمال و المتاجرة و المضاربة في أسواق الأسهم و الرماح و سيوف الهند و غيرها … لكن لا تسرق بعد الآن !!!

لا أعتقد بأنه يكفي … و الإعتقاد هنا بحد ذاته .. فعل مُضحك … لأنه من البديهي .. أنه … لا يكفي …

بل أن الإعفاء ما هو إلاّ تسريع لعملية التقاعد الباحث عنها لص هذا الزمان المتستر بوظيفته و المكلل بخيانة الأمانة و الشرف المهنيّ التي على أساسها تم توظيفه … في هذا المكان أو ذاك …

الإعفاء :  هو هدية تقاعد كان ينتظر و يحضّر لها هذا ( المعفيّ ) من منصبه منذ أن استقرت مؤخرته على الكرسي أول مرة …. لم يوفر وقتاً في نهب ما طالته يده و لسانه و مجموعة من حوله من خبراء اللف و الدوان على , و حول القوانين الرقابية و المسلكية و الفنية و سواها …

الإعفاء .. لا يكفي … سيدي القانون …. بل الحساب العسير .. و قطع يد سارق أموال الدولة و الشعب حلالٌ .. حلالٌ .. حلال …

لماذا تطالب الدولة المواطن بالتقتير و التوفير بل و حتى الإستغناء و تنسى مدير ذات الدائرة أو المؤسسة يصول و يجول في واردات خزنته و كأنه أموال الذي خلفه أو , تَرِكة وجدها , و قد إصطفاها له , جدّ مفقود ظهرا فجأة بإحدى الإمريكيتين !!! ليورثه إياها و يوارى الثرى .. حيث ظهر .

لماذا إذا سرق مواطن  .. ما قيمته بضع الآف من الليرات تنزل بحقه أشد العقوبات , و إذا سرق ذو منصب مئات الملايين … فقط يُقال له : كفى … !!! اذهب إلى البيت معززاً منّا .. غير مكرماً من الناس … ممتلئً الجيب و الخُرج بالدرهم و الدينار و الدولار و اليورو …ليبدأ مرحلة جديدة من السلب و النهب بما جمعه و لكن بثوب آخر .. ألاّ و هو لقب ” مسؤول سابق ” و مجموعة من العلاقات التي أوجدها خلال تبؤه ذلك المنصب و خبرة في قلب القوانين و المراسيم  و تجاوزها , بل و تحوريها لصالحه أبداً ..

سيدي القانون : …….. اضربْ  و بيد من حديد كل من تجرأ على مال الناس بعامه و خاصه من منافقين و متملقين و إنتهازيين , اضرب بسيف القانون و المحاسبة و استرداد الأموال المنهوبة  بمنقولها و غير منقولها .. فقد شاع الفساد حتى غاصت الخواصر و ليس الركب … اضربْ يرحمك الله …. و إلاّ فالعلاجُ منقوصٌ …….. و منقوصُ العلاج … فاشل غير ذي جدوى !!! .

Dr.Walid Sham

http://walidsham.wordpress.com

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى