أحداث الخميس 4 نيسان، 2013
ذعر في دمشق… وسقوط قاعدة جوية في درعا
لندن، دمشق بيروت، نيويورك – «الحياة»، ا ب، ا ف ب
حققت المعارضة السورية تقدماً مهماً آخر في محافظة درعا بالسيطرة على مقر الكتيبة 49 للدفاع الجوي عند اطراف بلدة علما بعد ايام من المعارك العنيفة مع قوات النظام. وكانت قوات المعارضة حققت في الايام الماضية تقدماً في هذه المحافظة الحدودية مع الاردن، وسيطرت على بلدة داعل التي تقع على الطريق الرئيسي الذي يربط درعا بالعاصمة، اضافة الى السيطرة على شريط حدودي بطول 25 كلم يمتد حتى الجولان السوري. ويقول ناشطون ان الهدف النهائي لهذه العمليات هو فتح ممر لقوات المعارضة يسمح لها بالتقدم من الجنوب في اتجاه دمشق.
واصبحت دمشق في الآونة الاخيرة مركز اهتمام كل من النظام والمعارضة. ويزداد ذعر المسؤولين السوريين من احتمال سقوط العاصمة. وبعد تحذير وزير الاعلام عمران الزعبي من ان النظام سيدافع عن دمشق «حتى اللحظة الاخيرة»، نقلت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات عن مصادر عسكرية امس ان الجيش «لن يسمح لأي من الارهابيين بتدنيس أرض دمشق التي ستبقى آمنة»، واكدت ان التشكيلات كافة للقوات السورية ستكون «على اهبة الاستعداد» للدفاع عنها، وشددت على ان مصير كل من يقترب من دمشق «لتدنيسها» هو «الموت المحتم».
وجاء هذا التحذير في الوقت الذي استمرت المعارك العنيفة والتصعيد العسكري بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في بعض الاحياء الواقعة عند اطراف دمشق وفي المناطق المحيطة بها. وتشن القوات السورية منذ اشهر حملة واسعة في محيط دمشق للسيطرة على المعاقل التي يتخذها المقاتلون قواعد خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة.
واظهرت اشرطة فيديو بثت على موقع «يوتيوب» امس، مقاتلي المعارضة وهم داخل الكتيبة 49 للدفاع الجوي في درعا بعد السيطرة عليها. وبدا في احد الاشرطة صاروخ يعتقد انه من طراز ارض – جو موضوع على منصة، لكنه مفصول الى جزءين. وقال احد الشبان وقد ارتدى سترة واقية من الرصاص «هذه القاعدة العسكرية 49 المحررة من قبل ابطال الجيش الحر». واشار الى الصاروخ قائلا «هذه الصواريخ تعود لشعبنا (…) عادت الصواريخ والاسلحة لاهلها».
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الطيران الحربي نفذ ثلاث غارات جوية على بلدة الذيابية في محيط دمشق امس، اضافة الى غارة على بلدة المليحة. كما تواصلت الاشتباكات في مناطق عدة، ابرزها مدينة داريا التي يحاول النظام منذ فترة فرض سيطرته الكاملة عليها. كما تعرض حي القابون وجوبر للقصف من قوات النظام. وابلغ مصدر عسكري رسمي وكالة «فرانس برس» ان القوات النظامية «بسطت الامن في مقام السيدة سكينة ومحيطه» في دمشق بعد المعارك التي وقعت في هذه المنطقة في الايام الماضية.
الى ذلك قصف الطيران الحربي امس مناطق في شمال وشرق ووسط سورية، وقال المرصد السوري ان القصف تجدد على مدينة الرقة. وبث ناشطون معارضون شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر آثار الغارات على هذه المدينة التي باتت منذ السادس من آذار (مارس) الماضي اول مركز محافظة خارج سيطرة النظام. وافاد المرصد عن قصف الطيران محيط قرية آبل وقرية الحصن في ريف محافظة حمص التي تشهد اشتباكات ايضا في بلدة جوسية القريبة من الحدود اللبنانية.
في غضون ذلك اتهم الرئيس بشار الاسد رئيس الحكومة التركي رجب طيب اردوغان بالكذب في كل ما يتعلق بالازمة السورية منذ بدايتها. واوردت صفحة الرئاسة السورية على موقع «فيس بوك» مقتطفات من تصريحات ادلى بها الاسد الى قناة «اولوسال كانال» المملوكة لحزب تركي معارض لاردوغان وقال فيها الاسد ان اردوغان «لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بدأت الازمة في سورية».
وفي نيويورك أطلق عدد من الدول العربية معركة تمثيل سورية في الأمم المتحدة في مشروع قرار «لا يزال في مراحله الأولى ويعد للمناقشة» في الجمعية العامة، ويتضمن المشروع «مطالبة الأمم المتحدة بالاعتراف بالمعارضة السورية الممثل الشرعي للشعب السوري»، رغم أن «المعركة لن تكون سهلة» حسب ديبلوماسيين مطلعين. وبدأت المملكة العربية السعودية وقطر وفرنسا وبريطانيا مناقشة عناصر مشروع القرار مع دول أخرى في الأمم المتحدة «على أن يطرح على التصويت في وقت لاحق من هذا الشهر ليكون متابعة لقرار القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الدوحة».
وقالت المصادر إن مشروع القرار «سيتضمن متابعة لقرارات مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة وسيؤكد على إدانة انتهاكات الحكومة السورية حقوق الإنسان وسيعرب عن القلق البالغ حيال تفاقم الأزمة الإنسانية في سورية وسيدعو الدول الى الوفاء بالتزاماتها لدعم برامج الإغاثة». وأوضح ديبلوماسيون أن مشروع القرار «قد يطرح على التصويت تحت البند ٣٣ المعني بحل النزاعات المسلحة، وهو سيشكل متابعة لقرارات الجمعية العامة التي كانت فتحت الطريق أمام دور للأمم المتحدة في سورية على رغم الطريق المسدود في مجلس الأمن».
وفي شأن التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية قال ديبلوماسيون إن «الاتفاق مع الحكومة السورية يمنعه حتى الآن رفض النظام السوري السماح للجنة التحقيق بالوصول الكامل الى المواقع مشترطاً اقتصار التحقيق على موقع خان العسل في حلب». وأوضحت المصادر أن «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» ومقرها في لاهاي، تتولى الآن التفاوض مع الحكومة السورية حول مهمة بعثة التحقيق ونطاق عملها الجغرافي والتقني».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة طلب من الحكومة السورية «منح بعثة التحقيق قدرة الوصول الكامل» الى المواقع والأشخاص المرتبطين بإمكانية استخدام سلاح كيماوي. لكن المصادر قالت إن «الرد السوري على هذا الطلب تضمن تحفظات وتعديلات تجعل مهمة البعثة مقتصرة على التحقيق في حادثة خان العسل فقط». وأوضحت أن «الحكومة السورية في ردها قالت إنها لن تتمكن من ضمان أمن فريق التحقيق الدولي وسلامة أفراده في حال قيامه بزيارة مواقع أخرى».
وفشلت إيران في إقناع مجموعة دول عدم الانحياز (أكثر من مئة دولة) بتوجيه رسالة الى الأمانة العامة للأمم المتحدة «تؤيد موقف الحكومة السورية في شأن التحقيق في حادثة خان العسل فقط» بسبب اعتراض دول عربية وأجنبية على الرسالة.
سوريا: الخلوي يحتضر
جوليا شحادة
لم تقتصر التهديدات الكارثية لأزمة انقطاع الكهرباء التي تشهدها سوريا على المكاتب والمعامل والشركات المتوسطة والصغيرة، وإنما تعدتها لتشمل كبريات الشركات السورية. ففي وقت فرض فيه الجيش الحر سيطرته الكاملة أو شبه الكاملة على مناطق عدة في ريف دمشق وحلب، تمت قبل حوالي الشهر ونصف الشهر محاصرة أحد أكبر المراكز التقنية التي تملكها أكثر شركات الاتصالات في البلد أهمية، ما أدى إلى صعوبة لا بل استحالة تزويد مولدات هذا المركز بالوقود لضمان استمرار عملها في ظل انقطاع التيار الكهربائي شبه الكامل عن الريف.
تبرز أهمية هذا المركز بسبب احتوائه على أهم مخدم لدى الشركة، بالأخص إثر سقوط مراكز مشابهة في حلب بيد المعارضة المسلحة أو – حسب روايات أخرى- بيد مسلحين مجهولي الانتماء. وبعد تعرض مركز آر أقل أهمية للشركة للاحتراق نتيجة قذيفة “مجهولة المصدر” (حسب روايات أيضاً) في ريف دمشق.
وتفادياً لمشكلة صعوبة التواصل مع موظفي الشركة أنفسهم (حيث يتم الاعتماد بشكل رئيسي على الهواتف الخلوية للوصول إليهم خارج أوقات الدوام في حال حدوث طارئ) أبلغت الشركة موظفيها بضرورة حيازة خط هاتف خلوي احتياطي من الشركة المنافسة.
ونتيجة لذلك توافدت جموع من موظفي الشركة الكبرى إلى نقاط الخدمة ومراكز البيع المعتمدة العائدة إلى الشركة المنافسة وسط ذهول موظفي تلك الثانية وعجزهم عن فهم سبب هذا التهافت المبالغ به من قبل مجموعة من المواطنين (كان من الواضح جداً أنه توجد بينهم معرفة مسبقة) على شراء خطوط جديدة، حيث قام كل موظف بشراء خط جديد لكل فرد من أفراد عائلته. الأمر الذي يهدد بحصول انهيار في شبكة الشركة الأخرى بسبب عدم قدرتها على تحمل الازدياد المفاجئ في عدد المشتركين (حوالي أكثر من ضعف المشتركين الحاليين في حال حصل الانقطاع النهائي في الشبكة الأولى فعلاً).
ولكن المشكلة لم تأخذ الأبعاد الكارثية التي كانت منتظرة، حيث تضاربت الروايات حول ما حصل، فبينما أكدت بعض الجهات أن الشركة قامت بالاستعانة بجيش النظام الذي قام بإدخال دباباته إلى المنطقة التي يقع بها هذا المركز مجبراً الجيش الحر على التراجع ومفسحاً في المجال أمام الأطراف المعنية لإيصال الكهرباء للمركز وتزويد مولداته بالوقود، تؤكد جهات أخرى أن الحل كانت نتيجة لمشاورات ومفاوضات بين الشركة والجيش الحر قامت بها جماعات وسيطة، دون أن يظهر ما يشير إلى أن الجيش الحر قد حقق أية مكاسب تذكر من عملية التفاوض المذكورة.
يبقى السؤال الأهم حول مصير ملايين المواطن السوريين المشتركين في خدمة الهاتف الخلوي في حال استمرت الحال على ما هي عليه، خصوصاً مع الأخبار التي نشرت الأسبوع الماضي عن فرض الجيش الحر سيطرته الكاملة على المنطقة السابق ذكرها، الأمر الذي يعني التهديد بتعطيل المركز بشكل كامل في حال لم يتم التفاوض والاتفاق بشكل نهائي بين الجيش الحر والشركة على آلية للصيانة والتزويد.
الأسد عن أردوغان: لم يقل كلمة واحدة صدقاً
التصعيد مستمرّ حول دمشق والنظام يتوعّد
و ص ف، رويترز، أ ب
اتهم الرئيس السوري بشار الاسد تركيا بالكذب في كل ما يتعلق بالازمة السورية منذ بدايتها، وندد بشدة باغتيال رجل الدين السني المؤيد للنظام محمد البوطي، معتبرا أنه جزء من مخطط لاثارة “شرخ طائفي” في سوريا.
وفيما تتواصل العمليات العسكرية على الارض، ومع تصاعد حدة المعارك على اطراف دمشق ومحيطها، حذّر مصدر عسكري سوري “المجموعات الارهابية” من الاقتراب من العاصمة، مؤكدا ان مصير افرادها سيكون “الموت المحتم”، في يوم سيطر مقاتلون معارضون على كتيبة للدفاع الجوي في جنوب البلاد.
وفي تصريحات لقناة “يولوسال” للتلفزيون وصحيفة “أيدينليك” التركيتين، أوردت صفحة الرئاسة السورية في موقع “فايسبوك” مقتطفات قصيرة منها، قال الاسد ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان “لم يقل كلمة واحدة صدقاً منذ بدأت الازمة في سوريا”.
وفي مقتطفات أخرى، ندد الاسد بمقتل البوطي في 12 آذار الماضي، قائلا:”لا شك في أن دور رجال الدين، بمن فيهم البوطي، كان أساسياً لإسقاط مخطط سري لإيجاد شرخ طائفي. لهذا السبب اغتالوا الدكتور البوطي”.
واوضحت صفحة الرئاسة ان المقابلة أجريت الثلثاء وستبث كاملة الجمعة. وعرضت شريطاً قصيراً يظهر الرئيس السوري وهو يخرج من باب عريض الى رواق حيث كان ينتظره صحافيون، قبل ان يصافحهم ويدخل وإياهم قاعة استقبال حيث جلسوا يتحادثون.
وارتدى الاسد ثوباً رمادياً، وبدا هادئا ومبتسماً. واظهره بعض اللقطات جالسا، ومتنقلاً في اخرى مع الصحافيين في اروقة القصر الرئاسي.
دمشق
وترافقت هذه الرسائل السياسية، مع رسائل عسكرية تحاول إظهار ثبات النظام وسط معارك عنيفة وتصعيد ميداني في الايام الاخيرة في احياء على اطراف دمشق ومحيطها، حيث تحاول القوات النظامية منذ فترة السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من النظام عن مصدر عسكري مسؤول ان الجيش “لن يسمح لأي من الارهابيين بتدنيس أرض دمشق التي ستبقى آمنة”.
وحذر المصدر هذه المجموعات من ان “اي اقتراب من دمشق يعني الموت المحتم لها ولقادتها”. وتحدث عن “محاولات تسلل تحصل من محاور عدة وغالبا ما يقتل جميع المتسللين أو غالبتيهم ويفر الآخرون”.
الى ذلك، نفت مصادر سورية ما أشيع عن استهداف “جبهة النصرة” موكب نائب القائد العام للجيش وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج ليل الثلثاء-الاربعاء.
وأفادت وكالة الأنباء السورية التابعة للمعارضة “سانا الثورة” أن “الجيش السوري الحر” في السيدة زينب اعتقل أفراداً من “حزب الله”، بينهم قائد في لواء العباس بريف دمشق.
الرّقة: ثورة مستمرة
محمد عبد العزيز
شهر تقريباً يفصلنا عن تحرير مدينة الرقة، أولى المدن السورية المحررة بشكل كامل عن سيطرة النظام الأسدي وقواته الأمنية، والتي شكل مركزها في الشهور القليلة الماضية المعقل الأخير لقوات الأسد في رقعة جغرافية تمتد من الحدود التركية شمالاً إلى منتصف البادية السورية، ومن حلب إلى دير الزور.
بعد شهر، بدأ أهالي الرقة بالإعتياد على الحياة الجديدة بإيجابياتها وسلبياتها، فالقوات الأمنية غير موجودة في الشوارع الآن، واللجان الشعبية التي انتشرت مؤخرا والتي أثقلت كاهل السكان وأرعبتهم بعمليات السرقة و” التشبيح” في وضح النهار قد زالت…
لم يعد هناك أمن عسكري، ولا مخابرات جوية، ولا أمن سياسي، أسماء شكلت كوابيس للشعب السوري عموما لأربعين عاماً خلت.
ولكن، التجربة التي يطمح نشطاء الرقة ومثقفوها لتطبيقها في مدينتهم لم تكتمل تماماً، فبعد دخول كتائب الجيش السوري الحر والجماعات الإسلامية المدينة وإنتشارهم في شوارعها وأبنيتها الحكومية، أفاقوا على مشكلة التعامل مع المسلحين الذين لم يدركوا بعد أن المعركة قد انتهت في المدينة وأن مكان الكتائب على خطوط القتال ليس في المدينة، كما أن الجماعات الإسلامية “الأقوى والأكثر تنظيماً” قد سيطرت بشكل كامل على المدينة وبدأت بالتعامل مع المواطنين كسلطة شرعية بعد النظام البائد…
وفي الأسبوعين الأخيرين بدأ الناشطون المدنيون في المدينة بملاحظة محاولات الجماعات الإسلامية لبسط سيطرتها على المدينة، وما رافق ذلك من تجاوزات كان آخرها قيام عناصر من “الهيئة الشرعية” بإطلاق الرصاص في الهواء لتفريق مظاهرة قام بها الأهالي للمطالبة بتوزيع رواتبهم التي يقولون أنها موجودة في البنك المركزي، فالمواطنون قد استنزفوا تماما منذ بداية العام الماضي بسبب ظروف الحرب والغلاء الفاحش، ومحاولة القيام بواجب الأخوة مع القادمين من المدن الأخرى والذين اضطرتهم ظروف الحرب على ترك مدنهم والتوجه الى المدينة الأهدأ حينها.
وقبلها، قام عناصر من حركة “أحرار الشام” باحتجاز المهندس الزراعي وعضو تنسيقية شباب الرقة “عمار” بسبب خلاف مع أحد العناصر، والنتيجة ضرب عمار من قبل العناصر داخل المقر وتأذي يده، قامت بعدها مجموعة من النشطاء بالإعتصام أمام مقر حركة أحرار الشام للمطالبة بإعتذار وتعهد بعدم تكرار هذه التجاوزات.
في الجانب الآخر، أكد العديد من النشطاء ل “المدن” أن الثورة مستمرة على كل التجاوزات، وكل أشكال الطغيان من كل الأطراف، ولن يكون آخرها الإعتصامات والتظاهرات الأخيرة، أو حملة “علم الثورة يمثلني” والتي جاءت ردا على قيام إحدى الكتائب الإسلامية “العاديات” برفع العلم الأسود على السارية في ساحة الساعة، والتي تهدف لملء جدران المدينة التي قالوا إن النظام قد لوثها بعبارات تمجد وتؤله الأسد، برسومات لعلم الثورة “الإستقلال” وعبارات وطنية.
أما على الصعيد العسكري، فقصف الطيران الأسدي على المدينة قد هدأ تماماً في الأيام الأخيرة، وآخر معاقل الجيش النظامي في ريف الرقة الفرقة ١٧ ، واللواء 93 في عين عيسى، محاصرة تماماً من قبل كتائب الجيش الحر، وتؤكد آخر الأخبار الواردة من مناطق المعركة أن أياماً قليلة تفصل عن تحريرهما بعد سقوط أكثر من نصف الفرقة بيد الثوار، وبعد محاولة الجيش الموجود في اللواء بالتحرك إلى الفرقة وترك مواقعه في عين عيسى قبل معركة شرسة أجبرته على العودة إلى اللواء.
المعركة إذاً طويلة، ولا يبدو أن الحسم العسكري لصالح الثوار سينهيها، يرى النشطاء هنا أن للشارع قوة لا تقهر وأن على الجميع أن يستوعبوا ذلك، وإلا فعلينا البدء منذ الآن بالتحضير لثورة ثانية تحقق أهدافنا بالحرية، الديموقراطية، العدالة، والمساواة.
النفـط السـوري: كـوارث أخـرى
زياد حيدر
مرّ حديث وزير النفط السوري سليمان العباس إلى صحيفة «الثورة» أمس بهدوء، تقريبا، كما لو أنه حديث لسلفه قبل عامين عن أسعار المحروقات وسياسة الاستيراد والمعالجة النفطية، رغم أن كل ما قاله الرجل يشير إلى تراكم كوارث إضافية على المأساة السورية، لا يمكن لأحد التكهن بخواتمها.
ويوضح العباس أن تسع آبار على الأقل في المنطقة الشرقية، اشتعلت، بغياب كامل للدولة، فيما تنهب آبار أخرى في المنطقة ذاتها وتباع إلى السوق التركية، التي باتت سوقاً لتصريف المسروقات السورية، بدءا بالمعامل التي فككت ونقلت بالكامل لتباع بالجملة والمفرق، إلى مخزون الحبوب الذي أفرغ من صوامع التخزين الاستراتيجي، وصولا إلى محاصيل القطن، والآن النفط الخام.
ويقول العباس إن احتراق بئر بالأحوال العادية يعتبر «بمثابة كارثة وطنية فكيف الأمر بتسع آبار، خاصة أن هناك ثلاثاً من هذه الآبار لا تزال مشتعلة، وهي بئر اليمكن-105 حيث أُشعلت منذ تاريخ 15 آذار (الماضي) وبئر الجازية-115 حيث أُشعلت منذ 29 آذار، وبئر شمال شرق العمر – 114 حيث أُشعلت في التاريخ ذاته».
ووفقا لوزير النفط فإن الآبار التي تعرضت للتخريب «هي حقول تل مرمر 1 ـ وتل مرمر 3، الثعبان 134، الطيانة 107، الغلبان 105، القهار 109، الغلبان، اليمكن، الجازية، وشمال العمر، وقد تمت السيطرة على خمس منها، أما بئر القهار-109 التي تعد أخطر هذه الآبار فقد أُشعلت في 23 تشرين الثاني (الماضي)، وتم وضع برنامج لمعالجتها وتمت السيطرة على الحريق وتأمين البئر بتاريخ 26 تشرين الثاني تمهيدا لوضع قفل للبئر، ولكن تم سرقة النفط منه وإحراقه بتاريخ 24 كانون الأول».
ويشير العباس إلى أن خروج هذه الآبار عن السيطرة لا يعد كارثة اقتصادية فحسب، بل أيضا بيئية. ويشرح أن أحد الأضرار السلبية يتمثل «بالمكامن النفطية خزنيا، بما يؤدي لتشكيل مخاريط مائية تعيق الاستثمار مستقبلا، وتسيء إلى عامل المردود النفطي النهائي للطبقة».
وحول الآثار الاقتصادية الراهنة، يوضح العباس أن تحديد الخسارة يخضع لتقديرات أكثر منه لمعلومات بسبب غياب إمكانية التدقيق الميداني، إلا أنه يشير إلى رقم كارثي يتمثل «بخسارة أولية حتى تاريخه بحوالي 750 ألف برميل، وذلك اعتماداً على الاختبارات القديمة قبل حصول الاعتداءات، وبناءً على بعض الفرضيات المتعلقة بالتقارير الواردة من عمليات الحقول»، مضيفا أن هذه الخسائر ستتضاعف مع «استمرار هذا التعدي العشوائي».
وفي ما يتعلق بكميات الإنتاج اليومية للآبار المذكورة، قال العباس إن «كميات الإنتاج مرتبطة بالشروط الفنية التي تضمن أفضل إنتاج وأحسن استثمار، وهذا يختلف عما يقوم به المخربون الذين يفتحون الآبار كليا، ما يعني إنتاج ضعفين إلى ثلاثة أضعاف، وهذا مخالف لآلية استثمار هذه الآبار».
وتشير تقارير إعلامية إلى أن عمليات بيع النفط المسروق تجري أحيانا بعشر قيمته الفعلية في السوق الدولية، وذلك لمهربين أو تجار أتراك بالتعاون مع أهالي المنطقة والفصائل المسلحة التي تسيطر عليها. ويعاني حوضان نفطيان أساسيان من التخريب، وهما في الشمال الشرقي، فيما لا تتوافر معلومات دقيقة عن الحوض الثالث في بادية تدمر.
وكانت وزارة النفط السورية قد تحدثت عن خسائر في هذا القطاع تفوق 3 مليارات دولار في العامين الماضيين، رغم أن التقديرات المستقلة تشير إلى 4 مليارات دولار، خصوصا مع اضطرار سوريا للاستيراد من السوق السوداء بسبب حظر الاستيراد الأوروبي، وعدم قدرتها على التصدير، إضافة إلى خروج آبار عديدة من الخدمة ونهب أخرى. ومع الوقت يخشى أن يتحول الضرر المتكاثر في قطاع النفط إلى «حفرة سوداء» على المستوى الاقتصادي، بما يعنيه ذلك من انقلاب مصدر ربع موارد خزينة الدولة تقليديا إلى عبء بيئي واقتصادي نتيجة احتمال انهيار كامل بنيته التحتية ونهبه.
سليمان يقترح إقامة مخيّمات للاجئين داخل سوريا محمية من قوات أممية
بيروت- (يو بي اي): اقترح الرئيس اللبناني ميشال سليمان، توزيع الأعداد الإضافية من النازحين السوريين على الدول “الشقيقة والصديقة”، أو إقامة مخيّمات لهم داخل الأراضي السورية تكون محمية من قوات تابعة للأمم المتحدة.
وقال بيان رئاسي لبناني الخميس، الرئيس سليمان دعا خلال لقائه المفوض العام لـ(الأنروا) فيليبو غراندي، إلى عقد مؤتمر دولي للبحث في توزيع الأعداد الإضافية من النازحين من سوريا على الدول “الشقيقة والصديقة”، أو إقامة مخيمات لهم في داخل الأراضي السورية بعيدة عن مناطق الاشتباكات تكون محمية من قوات تابعة للأمم المتحدة، وقريبة من الحدود اللبنانية والأردنية والتركية والعراقية.
وأضاف البيان أن سليمان عرض مع غراندي”للواقع الصعب الذي يعيشه لبنان في موضوع استيعاب المزيد من النازحين من سوريا نظراً للإمكانات المحدودة والواقع الذي يعيش فيه هؤلاء النازحون”.
وأشار الى أن غراندي “وعد بإثارة هذا الموضوع إضافة الى اقتراح المؤتمر الدولي، الذي طرحه رئيس الجمهورية مع الأمين العام للامم المتحدة، خلال لقائه به غداً، والتشديد على أن تكثف الأمم المتحدة تحرّكها لمساعدة لبنان من خلال عقد المؤتمر الدولي من جهة، وحض الدول التي شاركت في قمة الكويت الأخيرة على الوفاء بالتزاماتها من جهة ثانية”.
من جهة ثانية، أشار البيان الى أن سليمان طلب من قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، إيداع وزارة الخارجية نسخاً عن التقارير الأمنية التي أفادت عن قصف الطيران المروحي السوري لمواقع داخل الحدود اللبنانية في جرود عرسال (شرق لبنان) الأربعاء، بقذيفتين على عمق 11 كيلومتراً، وفي 18 آذار/ مارس الماضي بقذائف على عمق نحو خمسة كيلومترات.
القربي: اليمن لن تسلّم السفارة السورية في صنعاء للائتلاف المعارض
صنعاء- (يو بي اي): قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي، إن مَن وصفها بـ”الجماعات الإرهابية” في سوريا تستغل الخلل الأمني لزيادة نفوذها، ولفت إلى أن اليمن ليس بصدد تسليم الائتلاف السوري المعارض السفارة السورية في صنعاء.
ونقلت وسائل إعلام يمنية الخميس، عن القربي قوله إن “مسألة تسليم الائتلاف الوطني السوري المعارض السفارة السورية في اليمن أمر غير قابل للنقاش”.
وأشار إلى أن المعارضة السورية لم تقدّم طلباً بهذا الشأن، كما ينبغي معالجة مثل هذه المسائل ضمن إطار جامعة الدول العربية، وفي حال اتخاذ الجامعة لهذا القرار ستقوم صنعاء بالنظر في المسألة.
وفي ما يتعلق بتنظيم القاعدة في سوريا، قد قال القربي إن “هذه الجماعة الإرهابية تستغل أي خلل في الأمن لزيادة نفوذها، كما حدث في اليمن ويحدث الآن في سوريا”، مؤكداً أن صنعاء مهتمة بخروج سوريا من أزمتها.
ويشار إلى أن الموقف الرسمي اليمني تجاه الأزمة السورية التزم الحياد، فيما قامت الجماعات الأصولية وبدعم من قطر، بإرسال الآلاف من اليمنيين إلى تركيا ومنها إلى سوريا لمحاربة نظام الرئيس بشّار الأسد، وذلك بحسب تصريحات القيادي السابق في تنظيم القاعدة طارق الفضلي.
وفد حكومي سوري يزور الجزائر لبحث وساطة محتملة مع المعارضة
الجزائر- (يو بي اي): كشف مصدر جزائري، أن وفدا سورياً رفيع المستوى يزور الجزائر حالياً بصورة غير معلنة، لبحث وساطة محتملة قد تقودها الجزائر بين نظام الأسد والمعارضة المسلحة.
ونقلت صحيفة (الشروق) الجزائرية الخميس، عن المصدر قوله إن مسؤولين جزائريين استقبلوا الأربعاء وبعيدا عن الأضواء، مسؤولا كبيرا في حزب البعث السوري ووفداً أمنياً مرافقاً له عبر رحلة خاصة لطائرة روسية قادمة من مطار باريس، انطلاقاً من العاصمة الروسية، موسكو، قبل أن تحط بالمطار الدولي هواري بومدين بالعاصمة الجزائرية.
وضم الوفد السوري خمشة من القياديين في النظام السوري، كما شمل كلاً من مدير الأمن الداخلي برتبة فريق، ونائب محافظة حلب التي تشهد أشد المعارك بين القوات النظامية وقوات المعارضة.
وكان في استقبال الوفد، الأمين العام للداخلية الجزائرية، عبد القادر واعلي، وممثل عن وزارة الخارجية وعدد من الضباط الجزائريين.
وقال المصدر إن الحديث يجري الآن حول اعتزام السلطات الجزائرية لأن تكون وسيطاً بين نظام الأسد والمعارضة لوقف الحرب.
وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أعلن قبل يومين ان بلاده تقف على مسافة واحدة من أطراف الصراع في سوريا قائلاً “ليس لدينا مشكلة لا مع المعارضة السورية ولا مع الحكومة السورية بل لدينا إرادة أخوية لجمع الشمل”.
وشدد الوزير على أن “الحل الوحيد للخروج من الأزمة السورية هو الحوار” رافضا التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.
وأكد مدلسي استعداد الجزائر التعامل مع أي نظام حكم جديد يأتي في حال سقوط نظام الأسد، قائلا “قاعدتنا التعامل مع الدول وعندما يكون لدى الشعوب رغبة في تغيير نظامها فنحن نتكلم مع النظام الجديد إذا كان هناك نظام جديد”.
ودعا مدلسي السوريين إلى أن “يأخذوا على عاتقهم بصفة كلية أمورهم الداخلية حتى لا تعرف سوريا ما عرفته دول أخرى قد يؤدي ذلك إلى مشاكل أخطر”.
وقلل وزير الخارجية الجزائري من حظوظ نجاح مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وقال “لا نعتقد أنها ستحظى بفرص للنجاح مع أننا نتمنى لها كل النجاح، لكننا وهو (الابراهيمي) في المقام الأول ندرك تماما مدى تعقيد المهمة”.
الأسد: الجامعة العربية بحاجة للشرعية وداوود أوغلو لم يربَّ تربية صحيحة
دمشق- (يو بي اي): قال الرئيس السوري بشار الأسد الخميس، إن الجامعة العربية بحاجة للشرعية، ووصف وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بأنه لم يربَّ تربية صحيحة، وذلك في مقتطفات جديدة نشرها المكتب الإعلامي للرئاسة السورية من مقابلته مع قناة وصحيفة تركيتين يبث الجمعة.
وقال الأسد في مقتطفات جديدة مع قناة (أولوصال) وصحيفة (أيدنليك) التركيتين نشرها المكتب الإعلامي للرئاسة السورية على صفحته الرسمية على موقع (فيسبوك)، إن “الجامعة العربية بحد ذاتها بحاجة لشرعية. هي جامعة تمثل الدول العربية وليس الشعوب العربية.. وبالتالي فهذه الجامعة لا تعطي شرعية ولا تسحبها”.
وأضاف أن “الشرعية الحقيقية ليست من منظمات ولا مسؤولين خارج بلدك ولا من دول أخرى. الشرعية هي ما يعطيك إياها الشعب. عدا عن ذلك كل هذه المسرحيات ليس لها أي قيمة بالنسبة لنا”.
وفي ردّه على سؤال حول تصريح وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بأنه يفضّل الاستقالة عن مصافحة الأسد، قال الرئيس السوري “هذا الكلام ليس محل اهتمام.. ولا يُرد عليه أصلاً”.
وأضاف أنه “إذا لم يكن هناك من ربّاه تربية صحيحة في منزله، فأنا في منزلي تربّيت تربية صالحة. وإن لم يكن قد تعلّم شيئاً من أخلاق الشعب التركي التي رأيتها خلال زياراتي إلى تركيا، فأنا في سوريا تعلّمت الكثير من أخلاق الشعب السوري”.
واتهم الرئيس السوري في مقتطفات من المقابلة نشرت سابقاً، أردوغان بأنه “لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بدأت الأزمة في سوريا”.
وجدّد اتهام حكومة أردوغان بأنها “متورّطة بالدماء السورية”.
وحذّر الأسد في مقتطف آخر من المقابلة من مخطّط لخلق الفتنة في بلاده، قائلاً “لا شك أن موقف رجال الدين ومنهم (الشيخ محمد) البوطي كان أساسياً في إفشال هذا المخطط الذي يهدف إلى خلق فتنة طائفية لذلك اغتالوا الدكتور البوطي، ومنذ يومين اغتالوا رجل دين آخر في حلب، واغتالوا عدداً من رجال الدين سابقاً”.
وقال المكتب الإعلامي للرئاسة السورية إن المقابلة سُجّلت يوم الثلاثاء الماضي، وستبث الجمعة.
صحيفة سورية تنتقد الأردن بسبب تعاونه مع الولايات المتحدة في تدريب المقاتلين
دمشق- (د ب أ): انتقدت صحيفة تابعة للنظام السوري الخميس الأردن بسبب ما وصفته بأنه “تعاون المملكة الهاشمية مع الولايات المتحدة في تدريب الإرهابيين”.
وأشارت صحيفة (الثورة) في افتتاحيتها التي حملت عنوان “الدور الأردني حين يذوب الثلج؟!” إلى “تزايد التسريبات الأمريكية عن الدور الأردني.. (بشأن) تعاون المملكة الهاشمية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد في تدريب الإرهابيين ومن ثم تسهيل دخولهم إلى سورية، وعن معسكرات التدريب الثابتة والمتنقلة داخل الأراضي الأردنية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة ربما كان لها علاقة بهذا الأمر، ولكنها تساءلت: “لماذا تحشر الإدارة الأمريكية الأردن في الخانة الضيقة بتلك التسريبات؟”.
وقالت الصحيفة إن “الأردن اعتمد سياسة الغموض المزدوج .. في الرسائل التي اعتاد على إيصالها من خلف الستار ومن تحت الطاولة وفوقها ، لكنه اليوم يلمس عن قرب معنى الغرق في الفوضى “.
وأضافت: “ورغم النفي الرسمي الأردني لكثير من التصريحات والمعلومات وبعضها موثق، فإن محاولة إطفاء شرارة التسريبات لا تتيح له المضي في لعبة الغموض إلى النهاية لأنه اقترب كثيراً من فوهة البركان”.
عمان لا تريد سقوط المركز الحدودي بيد الجيش الحر
إعلان شمال الأردن منطقة ‘منكوبة’ خطوة قانونية
تمهد للبحث في غطاء دولي لسيناريو المنطقة العازلة جنوب درعا
عمان ـ ‘القدس العربي’ من بسام البدارين: يفتح رئيس وزراء الأردن الدكتورعبد الله النسور الباب مجددا أمام سيناريوهات المنطقة العازلة جنوب سورية، وهو يتحدث عن احتمالية إعلان شمال المملكة منطقة منكوبة واللجوء لمجلس الأمن الدولي.
هذا الإعلان من النسور مالي واقتصادي محض والهدف منه دفع المجتمع الدولي لتخصيص المزيد من الأموال لخدمة استضافة اللاجئين السوريين، الذين أصبحوا القضية الأكثر إثارة للجدل والخلاف داخل الأردن.
واتخذ النسور هذا الموقف بعد دراسة قانونية دولية اعتمدت في مكتب رئيس الوزراء الأردني وتقول بأن تدفق اللاجئين السوريين يحدث تغيرات هائلة في بنية الجغرافيا والديمغرافيا في القرى والمدن الأردنية شمال البلاد، فيما يساعد إعلان المنطقة ‘منكوبة’ بمعنى أنها غير قادرة على استيعاب المزيد من اللاجئين في دفع الدول الكبرى لتخصيص المزيد من الأموال.
عمليا ثمة قراءة سياسية في الاتجاه المغاير، فعمان لا زالت على تلامس حيوي مع سيناريو المنطقة العازلة، وأي قرار لمجلس الأمن الدولي يوافق على اعتبار شمال الأردن منطقة منكوبة يوفر، بموجب القانون الدولي، الأرضية ‘لشرعنة’ أي توغل أمني أو عسكري أردني في الأرض السورية تحت لافتة إنسانية.
الأهم أن موافقة مؤسسات الشرعية الدولية على تصنيف شمال الأردن منطقة منكوبة بتجمع وتحشد اللاجئين يعزز القناعة أكثر بأن الأردن يملك حقوقا في المساحة الجغرافية المعنية بحوض محافظة درعا لحماية حدوده ومواطنيه وحماية اللاجئين، خصوصا مع عدم وجود جيش نظامي سوري في المنطقة الحدودية.
لذلك يلمح النسور إلى أن اللجوء لمجلس الأمن الدولي بين الخيارات التي تدرس لتحصيل مساعدات دولية لمنطقة الحدود التي تعج باللاجئين.
أحد خبراء المياه أبلغ ‘القدس العربي’ أن منطقة مخيم الزعتري المقام داخل الأراضي الأردنية تستخدم أكثر من ثلاثة آلاف متر مربع من المياه، يتحول أكثر من ثلثيها إلى مياه عادمة تعود لباطن الأرض، حيث يوجد حوض مائي يغذي ثلاث محافظات شمال المملكة.
الوضع المائي هنا حصريا يبدو خطيرا بسبب عدم وجود بنية تحتية لتصريف المياه مما يضاعف من كلفة تنقية المياه للمواطنين الأردنيين خلافا لكلفة الطاقة وإطعام وإسكان نحو 200 الف لاجئ سوري في محيط الزعتري، اضافة لربع مليون لاجئ ينتشرون بكثافة في كل القرى والمدن المحيطة بدرعا.
في الواقع يتحدث ناشطون سياسيون، من بينهم المحامي موسى العبدللات عن ترتيبات أردنية ودولية وإقليمية دائمة على الحدود مع سورية، تهدف قبل كل شيء لمنع تمكين جبهة النصرة الجهادية.
لكن ميدانيا استمعت ‘القدس العربي’ هاتفيا لمصدر سوري في محافظة درعا يساند الجيش السوري الحر ويقول بأنه يسيطر تماما على محافظة درعا والنقطة الوحيدة التي لم يسيطر عليها بعد هي نقطة حدود نصيب مع الأردن.
السبب حسب المصدر أن الأردن حتى اللحظة يرفض سقوط نقطة الحدود السورية بأيدي قوات المعارضة ويوفر الحماية لمجموعات العسكر في الجيش السوري النظامي المتبقي في المنطقة الحدودية.
مؤخرا أغلق الأردنيون حدودهم عدة مرات في إطار التفاعل مع عدة هجمات نظمها الجيش الحر للسيطرة على المركز الحدودي.
ورغم أن القوات الأردنية تحاول عدم التدخل إلا أن الإدارة السياسية الأردنية للمنطقة وعبر لجان التنسيق مع الجيش الحر ترفض التسليم بسقوط المركز الحدودي بيد الجيش الحر مع أن الطريق بين عمان ودمشق تدين لسيطرة الجيش الحر وفقا للمصدر السوري نفسه.
ذلك يعني عمليا أن الجانب الأردني لا يريد المجازفة ولا يمانع بأن يبقى جنود بشار الأسد في الطرف الآخر من المركز الحدودي العملاق بين الجانبين.
ولذلك سبب حسب الناشط السياسي محمد الحديد فعمان سياسيا تريد الإبقاء على قدر ولو محدود من ‘حسن النوايا’ مع النظام السوري ولا تريد تسليمه ذرائع تدفعه لمغامرات أو حماقات أمنية في عمان عبر ما يقول المسؤولون انه خلايا نائمة لمخابرات بشار الأسد، وهي خلايا لا زال أكثر من مسؤول أردني يؤيد المخاوف والشكوك بخصوصها.
من هنا تتحدث عمان بخجل عن سيناريو المنطقة العازلة وتسعى للتعامل معه بغطاء روسي وحتى بموافقة نظام بشار الأسد نفسه على أن يحظى أيضا بغطاء دولي، الأمر الذي يفسر تلويح النسور بالإعلان عن الشمال منطقة منكوبة كمسوغ قانوني يسمح بالانتقال للبحث في الخطوة اللاحقة وهي حصريا اختبار سيناريو المنطقة العازلة.
الاسد يهاجم اردوغان ويتهمه بالكذب في الملف السوري
بيروت ـ ا ف ب: اتهم الرئيس السوري بشار الاسد رئيس الحكومة التركي رجب طيب اردوغان بالكذب في كل ما يتعلق بالازمة السورية منذ بدايتها، وذلك في تصريحات الى قناة تلفزيونية وصحيفة تركيتين، بحسب ما اوردت صفحة الرئاسة السورية على موقع ‘فيسبوك’ الاربعاء.
ويقول الاسد بحسب مقطع فيديو صغير نشر على الصفحة ‘اردوغان لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بدأت الازمة في سورية’.
وفي مقطع اخر من المقابلة، يقول الاسد ايضا ان ‘موقف رجال الدين ومنهم الدكتور (محمد سعيد رمضان) البوطي كان اساسيا في افشال.. المخطط الذي يهدف لخلق فتنة طائفية لذلك اغتالوا الدكتور البوطي (…) واغتالوا عددا من رجال الدين سابقا’.
ولا يمكن تبين من هي الجهة المقصودة بالاتهام باغتيال رجل الدين السني البارز الذي كان من داعمي النظام واغتيل في تفجير انتحاري داخل المسجد الذي كان يعلِّم فيه في دمشق في 21 آذار (مارس)، مع 48 شخصا آخرين.
وتوضح الصفحة ان المقابلة ستبث كاملة عبر القناة التركية الجمعة.
ويتضمن الشريط صورا للرئيس وهو يخرج من باب عريض الى رواق، حيث كان ينتظره صحافيون، فيسلم عليهم ويدخل معهم الى قاعة استقبال حيث جلسوا يتحادثون.
وبدا الاسد مرتديا طقما رماديا مع ربطة عنق من اللون نفسه تقريبا، هادئا ومبتسما، جالسا حينا وواقفا حينا اخر الى جانب الصحافيين ينظر الى صحيفة باللغة التركية، او يسير الى جانب الصحافيين الثلاثة في اروقة قصره.
ضباط امريكيون واردنيون يكثفون تدريب ‘مقاتلي المعرفة’ وخطط لانشاء منطقة عازلة جنوب سورية
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ كثفت الولايات المتحدة والاردن من جهودهما لتدريب افراد المعارضة السورية التي يمكن ان يعتمد عليها لاحقا لاقامة منطقة عازلة بين جنوب سورية والاردن، وذلك حسب مسؤولين امريكيين واردنيين.
وقد زادت عمليات التدريب نهاية العام الماضي بعد الانجازات التي حققها المقاتلون في جنوب سورية وسيطرتهم على منطقة حدودية بين سورية والاردن قرب مرتفعات الجولان ومراكز عسكرية والمعبر الرئيسي بين سورية والاردن.
ونقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن مسؤولين امنيين اردنيين قولهم ان خطة للانتهاء من تدريب ثلاثة الاف من جنود الجيش الحر كان من المقرر ان تنتهي بنهاية حزيران (يونيو) القادم تم تقديمها لنهاية الشهر الحالي وذلك في ضوء التقدم الذي حققته المعارضة قرب المناطق الحدودية.
ويعني انشاء منطقة عازلة في جنوب سورية توفير منطقة آمنة للقوات المنشقة عن الجيش السوري واللاجئين السوريين وتوفير المساعدات الانسانية لهم خاصة ان عدد اللاجئين السوريين في الاردن يتجاوز الـ 470 الفا. وعلى الرغم من الحماس لانشاء المنطقة العازلة الا ان المسؤولين الامريكيين والاردنيين دعوا لتوخي الحذر وقدموا عددا من العقبات منها رفض المنظمات الانسانية وتلك التابعة للامم المتحدة اقامة مكاتب لها في هذه المناطق ان اقيمت تقديم تغطية جوية لعمليات الاغاثة ولمنع الطائرات التابعة لسلاح الجو السوري من استهداف هذه المناطق.
ومع دخول الانتفاضة السورية عامها الثالث، فالدول الغربية والعربية الداعمة للمقاتلين السوريين تحاول تشكيل استراتيجية يتفقون عليها ومن خلال يستطيعون التأثير على مسار الحرب التي يبدو انها تخرج عن السيطرة. وتخشى هذه القوى من سيطرة القوى الاسلامية المتشددة على مسار الثورة في الجنوب وحول دمشق كما تسيطر الان على مناطق الشمال. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي امريكي في الاردن قوله ان آخر شيء يريده الجميع هو حصول القاعدة على موطىء قدم في الجنوب السوري قرب اسرائيل ‘هذا سيناريو يشبه يوم القيامة’. كما ان منطقة عازلة بين الاردن وسورية هي الطريقة المثلى لمنع انتشار الحرب في سورية الى الاردن.
محور ثوار
وليست هذه المرة الوحيدة التي تتحدث فيها تقارير عن تدريب المقاتلين السوريين في الاردن ولا التخوفات الامريكية من وقوع اسلحة سورية الكيماوية بايدي جماعات معارضة لها، ففي العام الماضي ارسلت واشنطن 150 ضابطا ومحللا وخبيرا عسكريا لاقامة خلية عمل من اجل مراقبة وضع الترسانة السورية ووضع خطط للتدخل السريع.
ومن الخطط التي تتم مناقشتها حاليا هي محاولة الجيش الحر اقامة محور له في المنطقة ذات الكثافة السكانية القليلة في جنوب شرق الصحراء السورية حيث تلتقي الحدود السورية مع الاردن والعراق، وبعدها يقوم الجيش الحر بالتحرك غربا نحو درعا التي انطلقت منها شرارة الثورة السورية. ونقل عن مسؤولين في الجيش الحر تلقوا تدريبات في قاعدة عسكرية اردنية انهم مستعدون للحفاظ على المنطقة معتمدين على الاسلحة التي وصلت اليهم وراجمات صواريخ ارض – جو بدون الحاجة لتدخل خارجي.
ونقل عن ضابط اسمه محمد الدمشقي قوله ان الجيش الحر طلب منه الاعتماد على نفسه وعدم توقع تدخل دولي سواء في المناطق المحررة او حماية المنطقة العازلة. ووصلت للمقاتلين خاصة في الجنوب شحنات من الاسلحة الكرواتية التي تم شراؤها بمال سعودي، ولا يعرف ان كان لدى المقاتلين القدرة العسكرية الكافية لمواجهة الطيران الجوي المتفوق للنظام، وهناك اشارات عن امتلاك المقاتلين راجمات محمولة على الكتف. ويخشى المسؤولون الامريكيون من وصول كميات من الراجمات الصاروخية المعروفة باسم مانبادس التي كان يمتلكها النظام الليبي لسورية.
بعبع اللاجئين
وينبع الدور الاردني في مساعدة السوريين من مخاوفه من استمرار تدفق اللاجئين ومصاعبه الاقتصادية. واصبح موضوع اللاجئين السوريين قضية وطنية في الدول المجاورة لسورية، ففي لبنان حذر مسؤولون من الخطر الديمغرافي وان نصف سكان لبنان الاربعة ملايين سيصبحون من السوريين بنهاية العام الحالي، ونفس الامر قيل في الاردن حيث قال نائب في البرلمان الاردني ان نسبة 20 بالمئة من سكان الاردن ستصبح من السوريين بنهاية العام الحالي. ولم تطرح هذه الموضوعات عندما كان يتدفق العراقيون بالملايين اثناء الحرب الطائفية في الفترة ما بين 2006 – 2007. ومن هنا يفهم الدعم للمنطقة العازلة التي يمكن ان تحويل حمايتها لقوات دولية من الامم المتحدة. ونقلت ‘واشنطن بوست’ عن جنرال اردني قوله ان بلاده تفضل قوات دولية وليس الجيش الحر لحماية المناطق العازلة.
شهية السلطة
وحديث الجنرال الاردني عن تفضيله للامم المتحدة مفهوم في ظل الخلافات الميدانية داخل القوى السورية المقاتلة ومناطق النفوذ، فخلافات جبهة النصرة وكتيبة الفاروق معروفة. كما ان القيادات المحلية التي برزت في ظل الفراغ الامني تعتبر من اكبر التحديات التي ستهدد سورية ما بعد الاسد.
وفي تقرير من جبل الزاوية كتبه مراسل صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ اشار الى هذه المشكلة حيث التقى مع احد قادة كتيبة الشهداء، ونقل حوارا بين القيادي هذا واحد جنوده نقل اليه شكوى السكان من كثرة الحواجز التي تعوق حركتهم. وكان القيادي هذا يحمل تلفونه ‘آي – فون’ ورد على الجندي بقوله ان من يعترض على الحواجز فانه يريد الفوضى ‘لا احد له الحق بالاعتراض عليها’. ويشير التقرير الى ان الثورة المسلحة معظم افرادها من المزارعين وابناء الطبقة العاملة ممن ينظرون بحنق الى المتعلمين الراغبين ببناء نظام سياسي واحزاب سياسية. بل ان الكثير من القيادات العسكرية تنظر الى المجالس السياسية التي تحاول ادارة المناطق على انها جماعات وكيلة عن المعارضة في الخارج التي يرفض الكثيرون الاعتراف بشرعيتها.
ويقول التقرير ان رفض الجماعات المقاتلة التخلي عن السلطة للاطر المدنية فسورية ما بعد الثورة ستصبح دولة فاشلة او منطقة خصبة لتفريخ الجماعات المتطرفة. ويقول التقرير ان ادلب لديها حكومة محلية منتخبة، ومع ان معظم المحافظة تقع تحت سيطرة المقاتلين الا انها تعمل من تركيا، وسلطتها لا تتجاوز سلطة منظمة خيرية، حيث تعمل على توفير المساعدات الانسانية وتأمين التمويل للخدمات الرئيسية من مثل الماء والكهرباء.
وفي المقابل فسلطة الجماعات المقاتلة تتعدى الجبهات وتشمل سيطرة على الطرق، وتوزيع الخدمات الانسانية، والتجارة والمحاكم التي تأخذ شرعيتها وسلطتها من الجماعات المسلحة التي انشأتها، مما يطرح اسئلة حول استعداد هذه الجماعات للاعتراف بالسلطة المدنية حالة قيامها. طبعا لا ينكر الكثيرون ان محاكم الشريعة التي انشأتها الفصائل اسهمت في توفير الامن وتخفيض معدلات الجريمة.
شرعية القتال
ويقول التقرير ان بعض المقاتلين يؤكدون على اهمية سلطتهم في وقت الحرب، لكنهم يخططون للعودة لحياتهم الطبيعية بعد انتهائها. وفي المقابل يرى اخرون ان تضحياتهم تمنحهم الحق في الحصول على حصة. وينقل التقرير عن قائد كتيبة عباد الرحمن قوله ‘انا هنا كل يوم اقاتل واموت ثم يريدون جلب اخرين ووضعهم في المجلس’. وتتخذ الكتيبة من معرة النعمان مركزا لها وكان معظم سكانها الـ 120 الفا قد فروا منها جراء القصف. ويشير التقرير الى الخلافات الطبقية التي تظهر على السطح وغضب المقاتلين على المتعلمين الذين يعتقدون انهم اقدر على القيادة من الاشخاص غير المتعلمين. ونقل عن احد قيادات صقور الشام قوله ‘بالنسبة لهؤلاء الذين يشكلون المجالس المدنية، اقولها للمرة المليون، متى انضموا للثورة’ مضيفا ‘كيف تنشق متأخرا وبعد ذلك تحاول حكم من صنعوا الثورة’. واشتكى المقاتل هذا من غياب التنسيق بين المجالس المحلية والمقاتلين. وفي الوقت الذي يشتكي فيه المقاتلون من المجالس المدنية، تشتكي هذه الاطر من المقاتلين، ويشير الى حادث في معرة النعمان حيث طلب مقاتلو كتيبة المعرة من المستشفى ارسال سيارات اسعاف لساحة المعركة في وادي الضيف لنقل الجرحى لكن مدير المستشفى رفض ارسال السيارات بسبب المخاطر فما كان من المقاتلين الا ان هاجموا المستشفى والقوا القبض على المدير الذي افرج عنه بعد تدخل اعيان البلدة. واحيانا تثير تصرفات المقاتلين غضب السكان فقد القى احد القادة في معرة النعمان القبض على ميكانيكي لتأخره في اصلاح سيارته، ولم يطلق سراح المسكين الا بعد تدخل محام حيث قال للقائد ‘لقد اصبحت بشار الثاني’.
جهاديون اوروبيون
في الاحصائيات التي قدمها المرصد السوري عن ضحايا الشهر الماضي، اذار (مارس) والذي يعتبر من الاكثر الاشهر دموية منذ اندلاع الانتفاضة السورية، هناك اكثر من 588 من القتلى مجهولي الهوية ويعتقد ان اكثرهم من المقاتلين الاجانب الذين يتطوعون للقتال في صفوف فصائل المقاتلين ضد قوات النظام السوري.
ويظهر العدد حجم المقاتلين الذين يتدفقون بالمئات لسورية، من دول العالم الاسلامي، ومن ابناء الاقليات المسلمة في اوروبا. ففي الاسبوع الماضي حذرت مصادر امنية من ان اعداد المقاتلين البريطانيين والاوروبيين هو بالمئات، وعودتهم يشكل ازمة اوروبية. وفي تقرير جديد لصحيفة ‘الغارديان’ اظهر ان اكثر من 600 من المتطوعين الاوروبيين الان في سورية وقد جاءوا من اكثر من 14 دولة اوروبية.
وبنت الصحيفة تقريرها على دراسة اعدتها كينغز كوليج- جامعة لندن. وقام باحثوا الجامعة بمراقبة مواقع الجهاديين ورصد التقارير الصحافية في الاعلام العربي على مدار العام الماضي حيث سجلوا اكثر من 600 متطوع سافروا الى سورية من بريطانيا والنمسا واسبانيا والسويد والمانيا. وتوصلت الدراسة المسحية الى ان العدد الاكبر من الجهاديين جاءوا من بريطانيا حيث يتراوح عددهم ما بين 28- 134.
وبناء على حجم السكان لكل من هولندا وايرلندا وبلجيكا فقد اشارت الدراسة الى اهمية هذه الدول في تصدير المتطوعين خاصة ان حوالي 200 منهم جاءوا من واحدة من هذه الدول. وقام المركز الدولي لدراسة التطرف في كينغز كوليج باعداد الدراسة، حيث اظهرت ان نسبة المقاتلين الاوروبيين يشكلون نسبة تتراوح ما بين 7-11 بالمئة من المقاتلين الاجانب الذين يقدر عددهم بـ 2000-5.500 مقاتل.
وبحسب الدراسة فان هناك 110 ممن حددت هوياتهم يقاتلون الان في سورية. كما وحددت الدراسة عدد المقاتلين من فرنسا بما بين 30-92 وبلجيكا 14-85 و5-107 من هولندا، اضافة لمقاتلين جاءوا من البانيا وفنلندا وكوسوفو.
وقال بيتر نيومان الذي اشرف على اعداد الدراسة انه وفريقه قاموا بجمع الارقام ووضعها معا وتم جمعها من مصادر معروفة و’لكننا نستطيع القول ان هناك مئات من الاوروبيين الذين انضموا للقتال في سورية’. وعلى الرغم من قلة العدد مقارنة مع افغانستان في الثمانينات من القرن الماضي الا ان الحشد لسورية مهم حيث يقول نيومان ان ‘الحشد والتعبئة لهذا النزاع اهم بكثير من اي نزاع شهدناه في الماضي’. ويضيف ان ‘الاعداد تظل قليلة بالنظر الى النسبة الاجمالية ولكن في الارقام الحقيقية اعتقد انها مرتفعة واكثر من اي نزاع منذ العراق.
نازحون يقتاتون من الاعشاب في شمال سورية
خربة الخالدية (سورية) ـ ا ف ب: في بعض قرى شمال سورية، يجمع سوريون الاعشاب على انواعها من الحقول ليقتاتوا بها مع عائلاتهم بعدما نزحوا من منازلهم وقراهم هربا من اعمال العنف الى مناطق اكثر امنا نسبيا.
ويقول هشام (24 عاما) وقد لف رأسه بكوفية حمراء ‘نأكل الاعشاب ونجمع مياه الامطار الراكدة لنشرب ونغتسل’.
ولجأ هذا الشاب مع حوالي عشرين عائلة الى خربة الخالدية، وهي عبارة عن حقل كبير في محافظة حلب (شمال) قريب من الحدود التركية، بعدما اضطروا الى ترك قريتهم الواقعة قرب مطار منغ في ريف حلب حيث تدور معارك عنيفة.
وتقول ناهدة (35 عاما) وهي ام لسبعة اطفال ‘نقتلع الاعشاب من الحقول، النعناع والخبيزة، ونطهوها… لم يعد لدينا شيء آخر نأكله’.
وتضيف وهي محاطة بنساء اخريات ‘كان زوجي يعمل في الكسارات. اليوم لم يعد لدينا اي مورد، ولا احد يساعدنا. كل عائلة تحصل على كيلوغرام من البطاط كمساعدة شهرية. وكأن كل منا يمكنه ان يعيش على حبة واحدة من البطاط في الاسبوع!’.
ويقول ابراهيم (25 عاما)، وهو والد لطفلين، مشيرا الى طير دجاج صغير، ‘كل يوم، نذبح طيرا كهذا لنطعم الجميع’. ويضيف بمرارة ‘هل تتصورون ما يمكن ان تكون عليه حصة كل شخص؟’.
واعلن برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة في بيان اصدره الثلاثاء انه ‘يواجه تحديات هائلة في الوصول الى بعض المناطق’ في سورية وخصوصا في الشمال لايصال مساعدات الى ‘من هم في حاجة اليها’.
وقال منسق البرنامج الإقليمي لحالات الطوارئ للأزمة السورية مهند هادي ‘اصبح الآن نقل المواد الغذائية من منطقة الى اخرى عملية شاقة حيث تقع مخازننا وشاحناتنا على نحو متزايد في مرمى تبادل اطلاق النار’.
واشار الى ‘توقيف الشاحنات المتعاقدة مع البرنامج على نقاط التفتيش في احيان كثيرة، وفي بعض الحالات يطلب منها أن تعود أدراجها أو يتم اختطافها مع محتواها في أحيان أخرى. (…) في بعض الاحيان يكون علينا اتخاذ القرار الصعب بالغاء إرسال المواد الغذائية الى مكان ما حيث نعلم بوجود حاجة ماسة اليها’.
واضافة الى مشكلة نقص المواد الغذائية، يواجه النازحون مشكلة شح قاس في المياه.
ويشير هشام الذي كان يفترض ان يستكمل دروسه الجامعية عندما بدأت الاضطرابات في سوريا قبل سنتين، الى مجرى ماء صغير شبه جاف، تغزوه الحشرات، ويتجمع حوله الاطفال.
ويؤكد عدد من الموجودين في المكان ان اطفالا اصيبوا بامراض جلدية نتيجة استخدامهم لهذه المياه.
وتقول ناهدة ان اقرب مكان للحصول على مياه نظيفة يبعد كيلومترات عدة، موضحة انها تتجه احيانا مع نساء اخريات الى بلدة قريبة من اجل تعبئة مياه للشرب.
وتضيف ‘نحمل الغالونات البلاستيكية على رؤوسنا بعد تعبئتها، ونسير بها مسافة كيلومترات’.
وتسببت الازمة السورية بنزوح مليونين ونصف مليون شخص داخل الاراضي السورية ولجوء اكثر من مليون آخرين الى دول مجاورة. وقتل في النزاع في سنتين اكثر من سبعين الف شخص، بحسب ارقام الامم المتحدة.
في خربة الخالدية حيث ترتفع هنا وهناك بقايا آثار رومانية، لا يملك النازحون المال ولا الامكانات للخروج من البلاد، ويكتفون بالاقامة تحت خيم حصلوا عليها من الهلال الاحمر السوري، ومقدمة من المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة.
قبل الخيم، اضطروا لاقامة حفر في التراب فرشوها بالقش وناموا فيها ليالي طويلة ليحتموا من البرد والثلج.
ويعاني النازحون ايضا من نقص في الادوية، لا سيما لمعالجة الاطفال الذين يصابون بشتى انواع الامراض في هذه الظروف غير الصحية.
وتقول امرأة في الخامسة والعشرين ‘اذا اصيب طفل بمرض خطير، فانه قد يموت على الطريق بسبب الوقت الذي نستغرقه للوصول الى صيدلية قريبة في اعزاز او تركيا’.
على صخرة قريبة، جلس رجب (80 عاما) يراقب حياة هذه القرية المستحدثة. ويقول ‘لا تمنع الخيمة دخول الريح والبرد القارس’، مشيرا الى انه ‘يفكر بالاطفال خصوصا’. ويضيف ‘من يمكنه ان يعيش في مثل هذه الظروف؟’.
سوريون: نحن نموت على الجبهات والإخوان يحصدون المناصب
الجماعة متهمة بشراء النفوذ بالمال القطري
أ. ف. ب.
يواجه الإخوان المسلمون في سوريا انتقادات من معارضين يتهمونهم بالهيمنة وبالافادة من الدعم المالي القطري. ويرى منتقدو الجماعة أن الإخوان يضعون نصب أعينهم حصاد ما بعد سقوط نظام الأسد، كما فعلوا في مصر بعد الرئيس حسني مبارك.
بيروت: تصاعدت وتيرة الانتقادات ضد الإخوان المسلمين، والتي ترفضها الجماعة، منذ 19 آذار (مارس) الماضي تاريخ انتخاب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية غسان هيتو رئيسًا للحكومة المقرر تشكيلها لادارة “المناطق المحررة” في سوريا.
الإخوان وقطر
واعتبر العديد من المعارضين أن جماعة الإخوان المسلمين ودولة قطر هما اللذان “فرضا” هيتو. وعلى الاثر، بعثت حوالي سبعين شخصية معارضة برسالة الى جامعة الدول العربية انتقدت فيها “ما يجري داخل الائتلاف الوطني وما يمارسه المسيطرون عليه من تخبط وسط صراعات بين قيادات الائتلاف وسيطرة استبعادية يمارسها احد تياراته على خياراته، وفي ظل هيمنة عربية متنوعة واقليمية فاضحة على قراره الوطني”، في اشارة الى الإخوان المسلمين وتركيا وقطر.
وتلا انتخاب هيتو تعليق شخصيات بارزة عضويتها في الائتلاف، منهم كمال اللبواني، المعارض الليبرالي المعروف بانتقاداته اللاذعة لدور الإخوان المسلمين. ويقول اللبواني في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن “قرار الائتلاف قرار إخواني. الإخوان يحتكرون الاغاثة والسلاح”.
شراء نفوذ
ويضيف: “ظاهريًا يبدو عددهم قليلاً لكنهم يشترون ارادة اعضاء الائتلاف من خلال المال القطري والتركي”، واصفًا ذلك بأنه “شراء نفوذ”. ويرفض نائب المراقب العام للإخوان المسلمين للشؤون السياسية علي صدر الدين البيانوني من جهته، هذه الانتقادات.
ويقول في اتصال هاتفي من مقر اقامته في لندن: “الإخوان غير مسيطرين. هذا غير صحيح. دورنا مبالغ فيه كثيرًا”. ويؤكد البيانوني أن “الجماعة لا تتلقى أي دعم مالي من أي دولة على الاطلاق، ويقتصر تمويلها على ابناء الجماعة ومؤيديها وأنصارها من السوريين وغيرهم”.
على خطى إخوان مصر
ويتابع: “نحن لا نشكل الا عشرة في المئة من الائتلاف، فكيف يقولون إننا مسيطرون؟”. ومع دخول النزاع السوري عامه الثالث في غياب أي افق لحل قريب، يرى منتقدو الجماعة أن الإخوان المسلمين يضعون نصب اعينهم حصاد ما بعد سقوط نظام الرئيس بشار الاسد، كما فعل “إخوان” مصر بعد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
سارقو الثورات
ويقول مقاتل معارض من محافظة اللاذقية الساحلية في شمال غرب سوريا “في كل دول الربيع العربي سارقو الثورة هم انفسهم: الإخوان المسلمون. نحن نموت على الجبهات وهم يحصدون المناصب”. وتأسست الجماعة على يد حسن البنا في مصر في 1928 بهدف ارساء نهضة اسلامية والنضال ضد النموذج الغربي، قبل أن تلاقي دعوتها صدى في دول أخرى.
وفي سوريا، يعود تاريخ الإخوان الى الثلاثينات من القرن الماضي. وبلغت مواجهتهم مع النظام السوري اوجها في العام 1982، حينما سحق الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد بشار الاسد، انتفاضة الإخوان المسلمين في حماة في وسط البلاد.
وتقدر منظمات حقوقية أن هذه الحملة العسكرية ادت الى مقتل ما بين عشرة آلاف و40 الف شخص، علمًا أن الجماعة حظرت في سوريا وفرضت عقوبة الاعدام على كل من ينتمي اليها. ويقول مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما الاميركية جوشوا لانديس إن الإخوان المسلمين “يعتبرون أنهم القادة الطبيعيون لسوريا، وأنهم يمثلون الامة افضل من أي طرف آخر”.
هيكلية منظمة
ويضيف “هذه الثقة بالنفس تثير غضب المجموعات الأخرى (…) الارجح أن الإخوان هم الذين سينتصرون، لذلك هم مستهدفون” بالانتقادات. ويجمع الخبراء والمعارضون على أن الجماعة تتمتع بالهيكلية الفضلى، من التراتبية الى المكاتب، وصولاً الى موقع الكتروني وحتى صحيفة “العهد” التي صدرت حديثًا.
ويشير لانديس الى أن “قطر وتركيا تدعمان الإخوان نتيجة التقارب العقائدي معهم، وايضًا لأن الجماعة هي التنظيم الوحيد ذو الطابع المؤسساتي، الذي يملك القدرة على تنظيم سوريا” ما بعد الاسد. ويقيم المراقب العام الحالي للجماعة محمد رياض الشقفة في تركيا.
ويقول مقاتل في حلب (شمال) “إنهم منظمون سياسيًا وعسكريًا وماليًا، لذلك يتقدمون على الآخرين” في المعارضة. ويلفت لانديس الى “قدرة الإخوان المذهلة على البقاء” بعد السحق الدامي لانتفاضتهم قبل ثلاثة عقود، في وقت كان نشاط الإخوان المسلمين في مصر يقابل بغض الطرف من جانب نظام مبارك.
ويجاهر الإخوان بأن مشروعهم مدني يقوم على احترام حقوق الانسان. الا أن لانديس يتحدث عن “شكوك قوية بأنهم يستخدمون الديموقراطية للوصول الى السلطة. وعندما ينجحون في ذلك، يستخدمون القوانين لإسكات منتقديهم”.
ويرى معارضون أن الغرب قد يميل الى التعامل مع الإخوان، لأنهم اكثر اعتدالاً من المجموعات الاسلامية المتشددة التي تلعب دوراً متزايدًا على الساحة السورية، وابرزها “جبهة النصرة”. ويقول البيانوني “غدًا حين تقام انتخابات ديموقراطية، سنرى من له الغالبية ومن له الاقلية”.
هل تستعد المعارضة لقتال الأسد في عقر داره؟
لميس فرحات
تدق المعارك العنيفة باب العاصمة السورية دمشق، وسط تقارير أوروبية تؤكد أن تحضيرات الجيش الحر وعودة عناصره من دورات التدريب في الأردن ولبنان وتركيا تشيان بأن المعارضة تستعد للإطباق على أكبر معاقل بشار الأسد ونظامه.
بيروت: اندلع القتال في مناطق دمشقية أمس، وسط تنامي المؤشرات على هجوم قريب للثوار من أجل السيطرة على العاصمة السورية وانتزاعها من نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال ناشطون في المعارضة السورية إن المعارك اندلعت في مساكن برزة شمالي دمشق، وعلى مشارف جوبر في شرق المدينة. وواصل الجيش السوري قصفه المناطق التي استولت عليها جماعات الثوار في دمشق باستخدام المدفعية الثقيلة والضربات الجوية.
تحضيرات عسكرية
في النصف الثاني من العام 2012، استولى الثوار على مساحات واسعة شمال وشرق العاصمة، لكنهم لم يتمكنوا من الاستفادة من نجاحهم الأولي للتقدم نحو وسط المدينة، عقر دار نظام الأسد.
وفقًا لتقرير دبلوماسي من سفارة أوروبية في دمشق، وافق الجيش السوري الحر على وقف إطلاق النار في شهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) للسماح بحل سياسي للنزاع وتجنيب العاصمة السورية حملة عسكرية مطولة.
وكان معاذ الخطيب، الرئيس السابق للتحالف الوطني للقوة الثورية السورية وقوى المعارضة، عرض الدخول في مفاوضات لخروج الأسد من الحكم، وهي خطوة تجاهلها الرئيس السوري، ولاقت انتقادًا حادًا من قبل أعضاء آخرين في المعارضة.
وفشلت الجهود الدولية الرامية إلى التوصل لحل يضع حدًا للحرب الأهلية المستعرة في البلاد، بعدما تعرقلت العديد من المحاولات الدبلوماسية في العام الماضي. وبدلًا من ذلك، قدمت الولايات المتحدة، التي ظلت حذرة من أن تصبح متورطة في سوريا، مباركتها للبلدان الأخرى من أجل تسليح عناصر الجيش السوري الحر، كما ساعدت في تدريب الثوار في قواعد عسكرية في الأردن، وفقًا للتقارير.
يعودون من التدريب
قالت مصادر مطلعة لصحيفة تايمز إن الصراع الحالي في الجنوب من مدينة درعا قرب الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان هو مقدمة لهجوم أوسع على دمشق يستعد له الجيش الحر، على أمل تأمين مركز له في الجولان يخوّل المقاتلين استخدامه للدفع باتجاه الشمال قبل الانتقال إلى العاصمة نفسها.
فهناك مؤشرات واضحة على الاستعدادات لهجوم كبير جديد على دمشق. ويشير التقرير الدبلوماسي إلى أن التخطيط جار من قبل الجيش السوري الحر الذي عمل على تدريب مقاتليه طوال فصل الشتاء، وهم يعودون اليوم إلى سوريا من أماكن أخرى مثل الأردن ولبنان وتركيا.
عفوًا أيها الخاطفون
ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأسد أصدر أمس عفوًا لإطلاق سراح الخاطفين الذين أفرجوا عن رهائن سالمين خلال فترة 15 يومًا. أما أولئك الذين يفشلون في الالتزام بالاتفاق، فسيواجهون السجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة، أو سيتم إعدامهم في حال قاموا بقتل الرهائن أو الاعتداء عليهم جنسيًا.
ويأتي هذا العرض بعد يوم من اختطاف مسلحين لبنانيين ثمانية سوريين علويين، دخلوا شمال لبنان يوم الاثنين.
ويشار إلى أن منطقة وادي خالد شمال لبنان تدعم المعارضة السورية وتأوي المقاتلين المتمردين. ووفقًا لصحيفة الديلي ستار اللبنانية التي تصدر باللغة الانكليزية، أعطيت عشيرة الأحمد مهلة حتى منتصف الليلة الماضية لإطلاق سراح الاسرى الثمانية أو سيتم تدمير وادي خالد بالكامل.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/803307.html
عقبات تحول دون تقدم «الحر» شمالا في درعا
الأسلحة تتدفق لتحويلها إلى منطقة آمنة
عمان: محمد الدعمة لندن: «الشرق الأوسط»
في تطور ميداني جديد على الجبهة الجنوبية، تمكنت الكتيبة «49» التابعة للجيش النظامي في محافظة درعا من كسر الحصار المفروض عليها من قبل الجيش السوري الحر منذ 9 أيام والانسحاب بكامل العتاد، ودونما أي خسائر، نحو اللواء 12 الواقع بمدينة ازرع.
وتدلل حادثة «إعادة التموضع» للكتيبة على مدى التضخيم الإعلامي الذي يرافق العمليات القتالية في جبهة الجنوب؛ إذ اعتبرت وسائل الإعلام «الانسحاب» وكأنه «نصر»، بينما ذهبت وسائل أخرى لاعتبار «إعادة التموضع» «مقدمة للوصول إلى دمشق»، مع العلم بأن ازرع تبعد عن دمشق بأكثر من 80 كيلومترا.
ويصاحب إعلان الانتصارات على الجبهة الجنوبية حديث متكرر عن أسلحة نوعية، من دول عربية وبرضا أميركي، بغية جعل المحافظة السورية منطقة عازلة يلجأ إليها المدنيون الفارون من العمليات القتالية والعسكريون المنشقون عن الجيش النظامي على حد سواء.
وفي حين رفض وزير الإعلام الأردني الإدلاء بأي تصريح حيال تدفق «الأسلحة النوعية» باتجاه درعا سعيا لجعلها منطقة آمنة، أكدت مصادر أردنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن قوات أميركية وأردنية وبمشاركة بريطانية وفرنسية تقوم حاليا بتدريب سوريين أنهوا خدمتهم العسكرية الإلزامية بهدف الزج بهم في معارك الجبهة الجنوبية.
وأضافت المصادر التي اشترطت عدم ذكر اسمها أن التركيز ينصب على عناصر من ذوي الثقل العشائري في منطقة الجنوب من أجل المساعدة في السيطرة على مساحات كبيرة من المناطق المحاذية للحدود السورية – الأردنية التي يصل طولها إلى 370 كيلومترا.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في عددها الصادر أمس أن وتيرة تدريب السوريين، الذي بدء العمل به منتصف العام الماضي، بدأت تتسارع بعد المكاسب التي يحققها الجيش الحر في الجنوب، بما في ذلك «الاستحواذ على مساحات بالقرب من مرتفعات الجولان».
وعلى الرغم من أن الجدول الزمني لاستكمال فترة التدريب كان يقتضي بتخرج أول دفعة، التي قالت الصحيفة إنها ستكون 3000 ضابط، في نهاية يونيو (حزيران) المقبل، فإن الرغبة في إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية لتصبح ملاذا آمنا لآلاف المنشقين عن الجيش والمدنيين، سرعت من وتيرة هذه العملية.
وتبدو محاولة تحويل درعا من ساحة للصراع بين القوات الموالية للأسد والقوات المعارضة له إلى منطقة آمنة يعود إليها نحو نصف مليون سوري لاجئ إلى الأردن، أمرا غير واقعي في الوقت الراهن، وذلك استنادا إلى المعطيات العسكرية الواردة من ضباط الجيش الحر في المحافظة.
ويقول الناشط الميداني قيصر حبيب إن «الجيش الحر بات يسيطر على شريط حدودي يمتد بطول 40 كيلومترا وبعمق 10 – 25 كيلومترا ابتداء من بلدة جلين شرقا وصولا إلى منطقة عابدين غربا»، ويضيف الناشط أن «السيطرة تعني غياب عناصر الجيش النظامي واستحواذ (الحر) على المخافر الحدودية». ويؤكد الناشط أن «مفتاح التحرير لمنطقة وادي اليرموك، وهو الفاصل الطبيعي بين الأردن وسوريا، كان يوم اقتحام لواء (المعتز بالله) لسرية زيزون، الواقعة في منتصف الشريط الحدودي».
واستنادا إلى معلومات أدلى بها الضباط لـ«الشرق الأوسط»، تنقسم المحافظة، عسكريا، إلى أربع مناطق: شرقية وغربية ووسطى وشمالية.
يتمدد الجيش الحر في المنطقة الغربية ويسعى للتواصل مع المناطق المحررة في محافظة القنيطرة، خصوصا في ظل وجود «خط إمداد للسلاح» في وادي اليرموك، التي تشمل قرى مثل عقربا وعمراوة وقراقوش، على الطرف الأردني، وجملة والشجرة والعلان والسامرية، على الطرف السوري.
أما المنطقة الوسطى، التي يقع فيها مركز المدينة، فيشير حبيب إلى أن المعارك تدور حاليا في حي الكرك، المشرف على اللواء «132» ويتبع تلفرقة «5»، أما أكبر تجمع للنظام فيقع في محيط موقع البانوراما وكتيبة المدفعية «285»، الكتيبة المسؤولة عن قصف مدن داعل ونوى ودرعا البلد والنعيمة وأم المآذن وصيدا وتل شهاب.
وفي المنطقة الشرقية، يعدد حبيب القطع العسكرية التي لا تزال تحت سيطرة النظام، فيقول إنها «اللواء 12 بالقرب من بلدة رخم، واللواء 52 جنب مدينة الحراك، وتم سحب حواجز المدينة، والفوج 175 في ازرع».
واعتمادا على هذه المعطيات، يبدو الطريق نحو الشمال أصعب مما يبدو عليه إعلاميا خصوصا في ظل انعدام الحراك الثوري في بعض المناطق الشمالية كمدينة نوى التي يسيطر عليها النظام بشكل كامل. وبالإضافة إلى ذلك، يشكو بعض ضباط الجيش الحر في المحافظة من أن الولاءات لم تعد لسوريا أو الثورة الهادفة إلى إسقاط الأسد، وإنما إلى الظهور الإعلامي ومحاولة كسب ود بعض الدول الممولة، مستدلين على ذلك بأن أول راجمة صواريخ دخلت إلى درعا عن طريق الأردن لم يتم إشراكها في أية عملية إلا بعد تأمين تغطية إعلامية ضخمة لها.
من جانبها، أكدت المصادر الأردنية التي تحدثت معها «الشرق الأوسط» أن «350 طنا من قاذفات الصواريخ والرشاشات الآلية والذخائر قد تم شحنها من دولة خليجية عبر الأردن إلى سوريا، منها شحنتان نقلتا جوا إلى تركيا الأسبوع الماضي».
على صعيد متصل، تسلمت القوات الأردنية من نظيرتها الأميركية معدات تكنولوجية للسيطرة على الحدود الأردنية – السورية. وقال بيان لقيادة الجيش إنه تم إطلاق مبادرة أمن الحدود منذ مدة تم خلالها إنجاز المرحلة الأولى على الحدود الشمالية من خلال نظام متطور جدا يلبي متطلبات المرحلة ويساهم بشكل كبير في تأمين أمن وسلامة الحدود، حيث لعبت هذه المرحلة دورا بارزا في اكتشاف حالات التسلل ومنع التهريب والنقل غير المشروع وإنقاذ حياة آلاف اللاجئين السوريين من خلال توجيه قوات حرس الحدود إلى مواقع وجودهم على الحدود التي تمتد لأكثر من 370 كلم، وتقديم الخدمات الإنسانية والصحية لهم.
وحسب البيان الذي صدر أمس عن قيادة الجيش، فقد بين رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن خلال إطلاق المرحلة الثانية من مبادرة أمن الحدود المشتركة في مقر هيئة الاتصالات الخاصة التي تمولها الولايات المتحدة الأميركية، أن هذه المبادرة تشكل نقلة نوعية ومتقدمة في أمن الحدود وسلامتها وأنها ستسهم بشكل فاعل في الحد من عمليات التسلل والتهريب، حيث ستشمل هذه المرحلة تركيب كاميرات إضافية ورادارات وأجهزة استشعار لدعم وتعزيز قدرات نظام أمن الحدود على طول الحدود الأردنية – السورية.
مصادر فرنسية: اجتماع أميركي فرنسي بريطاني في لندن لبحث 4 ملفات سورية
قالت لـ «الشرق الأوسط» إن «تأمين» 19 موقعا للأسلحة الكيماوية السورية يستدعي تعبئة 50 ألف رجل
باريس: ميشال أبونجم
كشفت مصادر فرنسية رسمية أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري طلب خلال اجتماعه مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، بمناسبة مروره في باريس يوم الأربعاء الماضي تنظيم اجتماع ثلاثي في العاصمة البريطانية على هامش مؤتمر وزراء خارجية مجموعة الثمانية للدول الأكثر تصنيعا، وتحضره المعارضة السورية ممثلة بأحمد معاذ الخطيب، رئيس الإئتلاف الوطني السوري واللواء سليم ادريس، رئيس أركان الجيش السوري الحر.
وقالت هذه المصادر لـ»الشرق الأوسط» إن ادريس موجود حاليا في العاصمة البريطانية. لكن مجيء الخطيب إليها «ليس مؤكدا» بسبب الإنقسامات الحاصلة داخل الإئتلاف وتقديم الأخير استقالته ثم إعلانه أنه مستمر في مهمته حتى انتهاء انتدابه في مايو (أيار) القادم.
ويريد الوزراء الثلاثة بحث أربعة مواضيع هي كالتالي: التداول بشأن مستقبل الحكومة الإنتقالية المنتظرة التي كلف غسان هيتو بتشكيلها، وقراءة ما جرى في اجتماعات الدوحة للمعارضة السورية والقمة العربية، والبحث في نوعية الضمانات المطلوبة من المعارضة السورية لتزويدها بالسلاح المتطور وأخيرا السعي للتوصل الى موقف مشترك من «جبهة النصرة» التي وضعتها واشنطن على لائحة المنظمات الإرهابية والوصول الى موقف مشترك من الطلب الذي تقدمت به الحكومة السورية الى مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على الجبهة المذكورة.
وترى باريس ومعها الغربيون أن الطلب السوري بمثابة «فخ ديبلوماسي» وله مردود سياسي سلبي إن قبلت فرض العقوبات أو إن رفضتها وبالتالي فإن غرضه الحقيقي هو الإحراج.
وتريد الأطراف الغربية الثلاثة، علاوة على المواضيع آنفة الذكر، التداول مع المعارضة السورية بشأن الأسلحة الكيماوية الموجودة بأيدي النظام التي تثير مخاوف حقيقية في العواصم الغربية الثلاث فضلا عن إسرائيل وبعض الدول العربية. وثمة سيناريوهان يثير القلق: الأول، لجوء النظام الى استخدامها ضد المدنيين والثاني، وقوعها في أيدي المنظمات الجهادية المتطرفة.
وأفادت المصادر الفرنسية أن المواقع الـ19 للأسلحة الكيماوية السورية «قيد المراقبة الدائمة» من قبل واشنطن والدول الغربية وإسرائيل. لكن المشكلة، وفق ما شرحته، أن «تأمين» هذه المواقع يستدعي تعبئة 50 ألف جندي وهو أمر مستبعد إن لم يكن مستحيلا. ولذا، فإن العواصم الغربية الثلاث تريد من المعارضة السورية «التزاما قويا» بالمحافظة على هذه الأسلحة التي ما زالت حتى الآن بأيدي النظام بمعنى منع انتقالها الى الأيدي الجهادية والبحث في مستقبلها وبمصيرها على المدى الأبعد. ويريد الغربيون توفير المساعدة التقنية للمعارضة للتعاطي مع هذه الأسلحة.
وسيكون الملف السوري على رأس جدول المباحثات اتي يجريها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في باريس مساء يوم الإثنين القادم مع الرئيس فرنسوا هولاند في إطار عشاء عمل. وتريد فرنسا، وفق المصادر رفيعة المستوى، التباحث مع كاميرون بشأن «المدى الحقيقي» الذي يستطيع الطرفان بلوغه في موضوع تسليح المعارضة السورية خصوصا أن باريس متخوفة من أن لا يكون للندن «رغبة حقيقية لفي تقديم السلاح للمعارضة رغم التصريحات العلنية ل كاميرون ولوزير خارجيته وليم هيغ. غير أن الشكوك الفرنسية يمكن أن تنطبق على باريس نفسها التي أخذت تطالب بـ «ضمانات مطلقة» من المعارضة قبل أن تقدم على خطوة تقديم السلاح بعد التحفظ الكبير الذي عبرت عنه غالبية بلدان الإتحاد الأوروبي خلال اجتماع دبلن الأخير لوزراء الخارجية حيث لم تقف الى جانب باريس ولندن بصريح العبارة سوى المجر فيما أحجمت عن ذلك بلدان أوروبية كانت ناضجة للتخلي عن تحفظاتها وذلك بسبب انقسامات المعارضة واستقالة الخطيب ورفض الجيش السوري الحر الإعتراف ب غسان هيتو، رئيسا للحكومة الإنتقالية والخلافات الي ظهرت بين البلدان العربية الداعمة للمعارضة.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الفرنسي فابيوس أمس، في حديث تلفزيوني، أن بلاده تريد أن تعرف مسبقا «إذا كان بإمكانها أن تثق» بالمعارضة السورية رافضا الكشف مسبقا عما سيكون عليه موقف باريس نهاية مايو المقبل عند انتهاء مدة القرار الأوروبي بفرض الحظر على السلاح الى سورية. ويختلف هذا الموقف مع ما سبق أن أكده الرئيس هولاند من أن بلاده ستتصرف «أحاديا» إذا لم يتوصل الأوروبيون الى قرار جماعي برفع الحظر عن السلاح الى المعارضة قبل أن يعود للمطالبة بضمانات. وقالت المصادر الفرنسية لـ»الشرق الأوسط» إن الموضوع السوري سيبحث على مستوى وزراء خارجية مجموعة الثمانية بحضور وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي تعارض بلاده تسليح المعارضة السورية وتعتبره مخالفا للقانون الدولي.
وتصف باريس وضع المعارضة السورية التي كانت من أشد المتحمسين لها بأنه «كارثي» وأنها «لا تساعد» الدول الراغبة في دعمها بسبب استمرار انقساماتها العميقة. ومرة أخرى، نبه فابيوس من أن «استمرار الأمور على هذا المنوال» سيؤدي الى انفجار سورية من الداخل بحيث يقوم «قوس إيراني ــ سوري من جهة مقابل المتشددين والقاعدة من جهة أخرى».
طائرتا هليكوبتر سوريتان تستهدفان عرسال بصاروخ وقنبلة عنقودية
دمشق تزعم أن الغارة استهدفت مسلحين متسللين.. ونائب رئيس بلدية ينفي
بيروت: نذير رضا
استهدف سلاح الجو السوري أمس، قرية عرسال اللبنانية على الحدود، بصاروخين، انفجر أحدهما على بعد مائة متر عن منزل لبناني في القرية، بينما تبين أن الصاروخ الثاني يحتضن قنابل عنقودية محرمة دوليا.
وفي حين نقلت قناة «العالم» الإيرانية، عن مصدر عسكري في دمشق، أن الغارة استهدفت مسلحين متسللين قرب مشارف البلدة عرسال، أكد نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي لـ«الشرق الأوسط» أن الصاروخين اللذين سقطا الساعة 11 صباحا أمس أطلقتهما طارتان هليكوبتر سوريتان داخل الأراضي اللبناني، مشيرا إلى أن أحدهما سقط على بعد مائة متر عن منزل أحد أبناء القرية، والثاني على بعد مائتي متر من منزل لبناني آخر.
وأشار فليطي إلى أن الصاروخين سقطا أيضا على مسافة قريبة من حاجزين للجيش اللبناني على أحد منافذ القرية إلى الجرود، أحدهما على بعد 700 متر والثاني على بعد 1000 متر. وأضاف: «يبدو أن القصف عشوائي ومن غير هدف، لأن تلك المنطقة المتطرفة من القرية لا تتضمن طرقات إلى الجرود الحدودية مع سوريا»، نافيا في الوقت نفسه أن تكون الغارتان استهدفتا مسلحين سوريين. وقال: «لا يوجد مسلحون سوريون في المنطقة، ولا جرحى.. الصاروخان وقعا قرب حاجزين للجيش اللبناني الذي يتكفل بمهمة ضبط الحدود ومراقبتها، ما يعني أن الغارتين لا هدف لهما غير ترويع أبناء القرية».
لكن قناة «العالم» الإيرانية، نقلت عن مصدر عسكري في دمشق، أن «طائرة سورية أطلقت صاروخا على مسلحين متسللين قرب مشارف بلدة عرسال الحدودية مع لبنان».
وذكرت وكالة «رويترز» أن طائرة حربية سورية توغلت 20 كيلومترا في أجواء لبنان أمس، وأطلقت صاروخا سقط على ساحة مفتوحة على مشارف بلدة عرسال الحدودية إلا أنه لم يصب أحدا.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام قد ذكرت أن الطيران السوري أطلق صاروخا على منزل شخص من آل عوض في أطراف بلدة عرسال الجردية على الحدود اللبنانية – السورية، دون أن يوقع إصابات في الأرواح، واقتصرت الأضرار على الماديات.
وفي منطقة مشاريع القاع القريبة من عرسال، أفاد موقع «ناو» الإلكتروني بسقوط قذيفة أطلقتها دبابة سورية، حيث أصيب قطيع من الغنم ونفق منه 7 رؤوس.
يشار إلى أن هذا الاستهداف ليس الأول من نوعه، فقد شهدت الحدود اللبنانية الشمالية والشرقية حوادث عدة بعضها دام، وكان آخرها استهداف القرى الحدودية اللبنانية في الشمال، ليل أول من أمس، بقذائف من الجانب السوري. وخلال تعقبها لمقاتلي المعارضة السورية أطلقت القوات الموالية للرئيس بشار الأسد قذائف مورتر سقط بعضها على أراض لبنانية. كما هددت الشهر الماضي بشن غارات جوية في لبنان.
وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد أكد «ضرورة الاستمرار في التزام الموقف المحايد القاضي بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وخصوصا سوريا»، طالبا من «الجانب السوري الامتناع عن إطلاق النار والقذائف في اتجاه الأراضي اللبنانية».
مصادر عراقية: تنسيق بين «القاعدة» في العراق و«جبهة النصرة» في سوريا
مسؤولان أكدا أن التنظيمين يتشاركان في معسكرات تدريب بمنطقة الجزيرة الحدودية
بغداد: «الشرق الأوسط»
تعرضت الحافلات التي كانت تقل الجنود السوريين الجرحى العائدين إلى بلادهم من العراق، لهجوم شنه متطرفون بالقرب من مدينة عكاشات الحدودية. واعتبر مسؤولو الاستخبارات في المنطقة هجوم الرابع من مارس (آذار)، الذي راح ضحيته 48 جنديا، دليلا على التحالف المتنامي بين الجماعات المتطرفة في كلا البلدين: «القاعدة» في العراق و«جبهة النصرة» في سوريا، حيث تعتبر الأخيرة القوة الأكثر كفاءة في القتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وصنفتها الولايات المتحدة «منظمة إرهابية».
ويقول مسؤولون في الاستخبارات العراقية، إن التعاون الجديد قد يسهم في عودة التمرد في بلادهم. وأشاروا في تصريحات لوكالة «أسوشييتد برس» إلى وقوع نحو 20 عملية إرهابية ما بين تفجير سيارات مفخخة وهجمات انتحارية، عشية الذكرى العاشرة للغزو الأميركي للعراق الشهر الماضي، أسفرت عن مقتل 65 شخصا، غالبيتهم في بغداد.
ويعمل هذا التحالف على رعاية «جبهة النصرة» التي برزت كأحد فروع «القاعدة» في منتصف عام 2012 لقتال نظام الأسد ضمن عدة جماعات مسلحة في سوريا. وأشار اثنان من مسؤولي الاستخبارات العراقية، طلبا عدم ذكر اسميهما، إلى أن التعاون الذي انعكس في الهجوم على الجنود السوريين الجرحى دفع حكومتهم إلى مطالبة الحكومة الأميركية بشن غارات بطائرات من دون طيار ضد المقاتلين. وأكد مسؤول أميركي الطلب العراقي، لكنه أوضح أن الولايات المتحدة أجلت الرد حتى تتقدم القيادة العراقية بطلب رسمي، وهو ما لم يحدث بعد.
ولم يجد العراق مصدرا آخر للمساعدة، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، اللواء محمد العسكري، إن بغداد طلبت في صفقة السلاح التي أبرمتها مؤخرا مع روسيا طائرات وأسلحة ثقيلة للسيطرة على منطقة الحدود السورية – العراقية، حيث تنتشر المجموعات المسلحة.
وأوضح المسؤولان في الاستخبارات العراقية أن المجموعات المسلحة تتشارك في معسكرات التدريب والمعدات اللوجيستية والمعلومات الاستخباراتية والأسلحة، حيث تعاظمت قوتهم حول المنطقة الحدودية السورية – العراقية، وبشكل خاص تلك المنطقة الواسعة التي يطلق عليها «الجزيرة»، التي يحاولون تحويلها إلى ملاذ حدودي يمكنهم الاستفادة منه، واستغلالها كقاعدة عمليات على جانبي الحدود.
وقال علي الموسوي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي: «نبدي قلقا بالغا إزاء الموقف الأمني في العراق»، مشيرا إلى أن القوات البرية العراقية والقوات الجوية المحدودة لم تتمكنا من القضاء على الجماعات المسلحة في المنطقة الحدودية. وأضاف: «تحولت المنطقة إلى ملاذ للخلايا الإرهابية».
بدوره، قال مسؤول أردني يعمل في مكافحة الإرهاب إن تنظيم القاعدة في العراق يساعد «جبهة النصرة» بكل الوسائل الممكنة من أسلحة ومقاتلين وتدريب.
ويقول أحد المحللين الأمنيين في منطقة الشرق الأوسط، إن الهجوم على الجنود السوريين الجرحى في العراق يبرز كدليل واضح على التعاون، وقال المحلل الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية القضية: «هذا تعاون عملياتي، ونقل للأسلحة والخطط والأفكار، وما يسمونه الهجمات الانتحارية المعقدة».
وتزايد التعاون مع «القاعدة» عندما سيطرت «جبهة النصرة» على معبرين حدوديين بين سوريا والعراق وتحرير منطقة يمكن للمقاتلين العمل فيها، بحسب مسؤولين في الاستخبارات العراقية. وكان الثوار السوريون قد استولوا على معبر ربيعة – اليعربية في مارس ومعبر القائم في سبتمبر (أيلول)، بحسب تقرير حول «جبهة النصرة» أجرته مؤسسة كويليام. ولا يزال معبر وليد – التنف، الواقع على الحدود السورية – الأردنية – العراقية خاضعا لسيطرة القوات السورية.
وقد أكد الموسوي وجاسم الحلبوسي عضو المجلس المحلي في محافظة الأنبار العراقية، أن المجموعتين كانتا تستخدمان «أوكارا» في المنطقة. وقال مسؤول مكافحة الإرهاب الأردني، طالبا عدم ذكر اسمه، إن «القاعدة» في العراق تقدم الخبرة والمساعدات اللوجيستية إلى «جبهة النصرة». وأضاف: «يتعلم مقاتلو (جبهة النصرة) خلال التدريبات كيفية إطلاق الصواريخ، واستخدام الأسلحة الآلية، والمناورات في المناطق الصحراوية، وتقديم إمدادات الأسلحة إلى المقاتلين في الميدان». وقال: «إن التدريب يجري في معسكرات مؤقتة بمناطق وعرة على الحدود السورية – العراقية»، وبعد انتهاء التدريبات عادة ما يتم تفكيك المعسكر حتى لا يتركوا آثارا خلفهم.
وبحسب مسؤولين عراقيين، فإن «جبهة النصرة» تساعد، بدورها، «القاعدة» في التوسع في غرب العراق وشن هجمات واسعة النطاق.
مئتـا نـازح سـوري فـي سجـن مهجـور فـي البقـاع
ريّـان ماجـد
“أم أحمد” هي أمّ لصبيّين وبنت. اضطرّت الى ترك “معضميّة الشام” في ريف دمشق عندما بدأت “الطيّارة” بقصف البلدة. اختبأت هي وأولادها تحت شجر الزيتون ينتظرون توقّف وابل الصواريخ، وجاؤوا بعدها الى منطقة “الصويري” في البقاع اللبناني. كان ذلك منذ سبعة أشهر. “سكنّا بداية في غرفة على الطريق العام الى أن طلب منّا صاحبها إخلاءها. فتّشنا على غيرها، ولم نجد. قال لنا الجيران إن هناك سجناً مهجوراً في آخر البلدة. شطفناه وظبّطناه ونسكن فيه منذ شهرين تقريباً”.
في السجن هذا، المسمّى بـ”سجن فلسطين”، تسكن نحو 29 عائلة سورية نزحت جميعها من “المعضميّة”. توزعت العائلات على زنازين السجن الصغيرة والمعتمة والموحشة. لا شبابيك فيها، أبوابها حديد، وروائح عفن ومرض ورطوبة تتغلغل فيها. يعيش في هذا المكان 80 طفلاً، 25 منهم تحت عمر السنتين. يمضون أيّامهم ولياليهم في سجن. لا يذهبون الى المدرسة، والبعض منهم يتلقى دروساً في الدين في جامع البلدة. “كي لا يتقاتل الأولاد، يبقون غالب الوقت في الزنازين. وأصلاً، ما في مكان يلعبوا فيه. خارج السجن، هناك أسلاك شائكة، وكمان في سيّارات والناس بتسوق بسرعة كتير هون. بيلعبوا شوي بباحة الحبس تحت، بس بالطابق الثاني، منضلّ على أعصابنا كل ما بدّن يمشوا خطوة، لأن ما في حفّة ومنخاف يوقعوا لتحت”. أرسلت “أم أحمد” إبنها الكبير أحمد وعمره 12 عاماً للعمل في سوبرماركت البلدة. يعمل هناك كل النهار، ويقبض 50 ألف ليرة لبنانية في الشهر (أي ما يعادل 33 دولاراً أميركياً). تقول إنه لم يكن أمامها خيار آخر، فوالد أحمد غير قادر على العمل. “كان حلّاقاً في الشام، وهو لا يمكنه المشي كثيراً بسبب مرض يعاني منه في ساقيه. يقصّ شعر الولاد هون، شو بدّو يعمل أكثر؟”. تضيف “أم أحمد” أن الأولاد “مش مناح أبداً”، وأنها لا تستطيع منع نفسها، كما باقي الأهل، من أن “تفشّ كل خلقها” بأولادها. “أنا كتير مقهورة … الله يفرجها”.
في زنزانة أخرى، يجلس خمسة رجال، يروون قصصاً عن القتل والاعتقال والمذابح في سوريا. “شادي” شاب ثلاثينيّ، مصاب في خدّه الأيسر، جاء الى لبنان منذ شهرين للعلاج ولم يتلقّه بعد. لا يزال خدّه ينزف، ويبدو الوجع صارخاً في عيونه. نظرته حزينة وغاضبة. لم يتكلّم كثيراً في البداية، فهو ملّ من المقابلات الصحافية وزيارات المنظّمات والجمعيات “غير الفاعلة” بنظره. لكنّه عاد وأخبرنا عن الوعود التي تلقّاها ولم ينفّذ منها شيء، وعن الصحافي البريطاني الذي قدم الى السجن الملجأ ولم يجد سؤالاً يطرحه إلّا عن “جبهة النصرة” وما تعنيه لهم. “وكأنهم يختبئون وراء جبهة النصرة ليبرّروا تقصيرهم تجاه شعبنا وعدم مساعدتنا”، يعلّق شادي. “من النادر ما تشوفي شاب مش متصاوب، أو ما كان مُعتقل، أو ما استشهد فرد من عائلته. في واحد كان صرلو ثلاثة شهور متصاوب بإيدو. من جمعة لعملولوا العملية، هذه هي المواضيع التي تعنينا الآن”. يُخبر أن منظّمات عديدة زارت السجن، “الأمم المتّحدة، إنقاذ الطفل، أطبّاء بلا حدود …”، لكنّ شيئاً لم يتحسّن. “وعدونا حتى بإكساء بيت مهجور وتحويله الى مدرسة. مطالبنا أقلّ من هيك، بدنا بسّ مكان يلعبوا فيه الولاد وعلاج للجرحى”. يعلّق خالد، شاب ثلاثيني ومصاب هو الآخر بكتفه أن المبادرات الفردية هي التي تُعطي نتائج. “مجموعة من الشباب لا ينتمون لأي تنظيم أو جمعية، ركّبوا لنا حنفيات وأحضروا شفّاطاً للماء واشتروا لنا خمسة خزّانات. طلبوا من البلدية المساعدة في التمديدات فقط، وضعوا الخزّانات عندها، فأخذت اثنين في طريقها، وأعطتنا ثلاثة”.
حاول خالد إيجاد عمل له في هذه البلدة البقاعية، بالرغم من الإصابة التي يعاني منها في كتفه ومن حالته النفسية المُعدمة نتيجة ما شاهده في “معضميّة الشام”. “هناك قاعدة صواريخ للنظام متمركزة في جبل قاسيون (المطلّ على العاصمة السورية)، يوجّهها على داريا والمعضميّة. 24 صاروخاً ينزلون علينا دفعة واحدة، هذا غير الطيران والـ”شيركا” والقنّاصين المتمركزين على الأتوستراد. من يضرب الصواريخ لا يميّز بين مسلّح ومدني. أمٌّ مع أولادها الأربعة كانت ذاهبة لرؤية زوجها، ضربها القنّاص برأسها. في الأسبوعين الأخيرين قبل النزوح، لم نتمكّن من الحصول على خبز لإطعام عائلاتنا. لولا هذه الحالة، لما تركنا بلدنا”… يُخبر خالد أنه قرّر العمل عند نزوحه الى البقاع ، وبخاصة أنه صرف كل مدخّراته منذ بداية الثورة. استطاع بمساعدة شابّين تفريغ “كميونين” ممتلئين بالبحص الكبير. وبعد نهار من العمل المضني، اقترح صاحب الشاحنتين إعطاءهم مبلغ 35 ألف ليرة لبنانية (22 دولاراً) ليتقاسموه في ما بينهم. وبعدما وافق الشباب على مضض، لم يدفع لهم.
في زنزانة ثالثة، تجلس أم نور وأبو نور، يشربان قهوة “حموي” الشهيرة في الشام وتلتفّ حولهما عائلتهما الكبيرة. أم نور إمرأة في الخمسين من عمرها، مشهورة بشجاعتها وطيبتها. كانت “تهجم” على رجال الأمن، “ولاد الحرام” كما تسمّيهم، أثناء اعتقالهم “خيرة شباب البلد”، تقول أم نور، وهي غالباً ما كانت تنجح في تجنيب الشباب “أهوال الاعتقال”. “المعتقل ما منتمنّاه لعدوّنا”، يعلّق أحد الجالسين. لكن أم نور عجزت عن حماية صهرها من هذا “الجحيم”، فهو معتقل منذ سنة ونصف السنة عند “المخابرات الجوّية”، تاركاً زوجته وأولاده الأربعة يقبعون هم أيضاً في سجن في البلد “الشقيق”.
في الخارج، شاب ينظر الى الجبل المقابل. “خلف هالجبل سوريا”، يقول. الى جانبه بنتان تغنّيان: “سورية، سورية، بتلبقلك الحرّية”. قربهما رجل مُسنّ جالس على كرسيّ، يتمتم: “الله يرجّعنا على ديارنا”…
الوطني السوري يناقش تشكيل الحكومة
يجتمع المجلس الوطني السوري اليوم الخميس في إسطنبول لمناقشة تشكيل الحكومة المؤقتة برئاسة غسان هيتو, والتي يفترض أن تعمل في مرحلة أولى في المناطق التي خرجت عن سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال أحمد رمضان -العضو في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني، الذي يترأسه جورج صبرة- إن الاجتماعات التي ستبدأ اليوم في إسطنبول سيناقش التطورات على صعيد تشكيل الحكومة المؤقتة والمشاورات التي أجراها هيتو, والاقتراحات التي سيتقدم بها المجلس الوطني بشأن عدد الحقائب وبرنامج الحكومة المقترح, ودورها على الصعيد الداخلي.
كما ستبحث الاجتماعات نتائج القمة العربية الرابعة والعشرين في الدوحة، وآليات تطوير العلاقات مع الدول العربية, خاصة منها السعودية ومصر, والوضع الميداني في الداخل بما في ذلك الأوضاع في حمص وحلب ودمشق والمحافظات الأخرى, واحتياجات ملايين النازحين في الداخل والمهجرين في دول الجوار.
وتأتي اجتماعات المجلس الوطني -وهو المكون الرئيس للائتلاف الوطني السوري المعارض- بعد أسبوعين تقريبا من انتخاب غسان هيتو رئيسا للحكومة المؤقتة في إسطنبول.
تشكيل الحكومة
وهناك توقعات بأن يستغرق تشكيل الحكومة المؤقتة بعض الوقت قبل التوصل إلى توافق بين مكونات الائتلاف. وبعد أيام فقط من انتخابه, بدأ هيتو مشاورات لتشكيل حكومته التي يفترض أن تسير شؤون المناطق الخاضعة حاليا لسيطرة الجيش الحر.
وكان هيتو أعلن نهاية الشهر الماضي أنه سينتهي خلال أسبوعين من المشاورات على أن يعرض نتائجها بعد ذلك بأسبوع. وأضاف أن الحكومة المرتقبة ستضم عشر وزارات جلّها خدمية, مؤكدا أن الجيش الحر هو من سيختار وزير الدفاع.
وكان بعض قادة الجيش الحر أعلنوا رفضهم انتخاب غسان هيتو, وبرروا ذلك بأن اختياره لم يكن بالتوافق بين مكونات الائتلاف الوطني.
وقال هيتو في تصريحات سابقة إن مكاتب الحكومة المؤقتة ستعمل عند الحدود بين تركيا وسوريا, وإن مكاتبها ستتوزع على عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأثير أثناء انتخاب الحكومة المؤقتة احتمال أن يكون مقرها في مدينة الرقة التي سيطر عليها الجيش الحر قبل بضعة أسابيع.
بيد أن المدينة لا تزال عُرضة للقصف إما من الجو, وإما من بعض قواعد القوات النظامية في ريفها, خاصة من مقر الفرقة 17.
بدورها تتعرض مناطق أخرى قريبة من تركيا وتقع تحت سيطرة المعارضة في حلب وإدلب للقصف, وهو ما يعني أن أعضاء الحكومة المؤقتة سيكونون مهددين في حال عملوا في مقار مكشوفة في تلك المناطق.
قتال بعدة جبهات بسويا وقتلى بغارات
اندلع قتال عنيف صباح اليوم الخميس في أحياء حمص المحاصرة, وتجددت الاشتباكات في محيط دمشق وفي درعا وإدلب, في حين أوقع قصف صاروخي ومدفعي قتلى في مناطق متفرقة من سوريا.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن اشتباكات عنيفة دارت صباحا في محيط أحياء الخالدية والقرابيص وجورة الشياح والقصور بحمص وسط قصف عنيف براجمات الصواريخ من القوات النظامية.
ويسيطر الجيش الحر على هذه الأحياء بينما تسيطر القوات النظامية على أحياء موالية بالإضافة إلى حي بابا عمرو الذي استعادته مؤخرا.
وفي ريف حمص, قال ناشطون إن القتال خف في مدينة تدمر التي تضم آثار عريقة, وتحدثوا عن هجوم لجبهة النصرة على حاجز للقوات النظامية في الجزء الشرقي من المدينة.
قتال مفتوح
وتجدد القتال صباح اليوم أيضا على طريق المتحلق الجنوبي من جهة زملكا, وكذلك في داريا بريف دمشق حيث قتل عنصر من الجيش الحر وفقا للجان التنسيق وشبكة شام. كما سجل قتال في الزبداني التي تقع أيضا بريف دمشق قرب الحدود مع لبنان وفقا للجان التنسيق.
وفي درعا, اشتبك مقاتلو الجيش الحر مع القوات النظامية مساء أمس في حي الكرك بدرعا, وذلك بعد ساعات من سيطرتهم على الكتيبة 49 للدفاع الجوي في علما, وهو ما جعلهم على مسافة ستين كيلومترا تقريبا من دمشق حسب قادتهم.
وكان الجيش الحر قد سيطر على المناطق الجنوبية الشرقية بدرعا، وعلى معظم المناطق الغربية، ولم يبق أمامهم إلا المنطقة الشمالية المتاخمة لدمشق. وفي حلب التي تشن فيها عدة ألوية منذ أيام عملية واسعة سميت “فك الأسرى”, استعاد الجيش الحر مساء أمس منطقتي عزيزة وجسر عسان جنوبي المدينة إثر محاولة القوات النظامية استعادة السيطرة على طريق مطار حلب من الجهة الجنوبية حسب ناشطين.
وكان ناشطون تحدثوا عن اكتشاف 12 جثة في قرية عزيزة تعود لأشخاص أعدمتهم القوات النظامية. ووفقا للمصدر ذاته, تعرضت بلدة السفيرة بريف حلب للقصف لتأمين رتل رجح ناشطون أنه محمل بمواد كيمياوية, وفي طريقه إلى السلمية بحماة.
وتحدث ناشطون أيضا عن قتال في محيط معسكرات وادي الضيف والحامدية والقرميد بريف إدلب, التي يسعى الجيش الحر منذ شهور للسيطرة عليها. وفي الرقة, قصف الجيش الحر مساء أمس بالراجمات مقر الفرقة 17 بعد قصفها المدينة حسب شبكة شام.
ضحيا مدنيون
ميدانيا أيضا, عاودت القوات النظامية صباح اليوم قصف حي برزة شمالي دمشق وفقا لشبكة شام. ويتعرض الحي منذ أمس لحملة عسكرية واسعة لإبعاد مقاتلي الجيش الحر الذين يحاولون بلوغ قلب دمشق من خلال هذا الحي وأحياء أخرى بينها جوبر شرقي المدينة.
وفي ريف المدينة, تجدد القصف بالمدفعية والراجمات على بلدات داريا وحرستا ومعظمية الشام والزبداني والمليحة وجديدة عرطوز وزملكا, وكلها تقريبا تشهد اشتباكات.
وتحدث ناشطون عن غارات جوية وقصف مدفعي عنيف على أحياء حمص المحاصرة, وعلى بلدات بريف المدينة بينها القصير, والرستن التي سجلت فيها إصابات.
وفي إدلب, قتل صباح اليوم أربعة مدنيين في غارات جوية على بلدة معرشوين حسب لجان التنسيق المحلية التي تحدثت أيضا عن مقتل 12 شخصا في الرقة صباحا. وكان أكثر من 130 شخصا بينهم عشرات من الجنود النظاميين ومقاتلي الجيش الحر قتلوا أمس في القصف والاشتباكات بسوريا.
قوات النظام السوري المحاصرة في الرقة تطلب النجدة
الكتيبة الطبية للفرقة 17 تؤكد أنها بلا ماء أو طعام.. والجرحى يموتون لنقص الإسعافات
دبي- قناة العربية –
علمت “العربية”، الخميس، أن استغاثة صدرت عن الكتيبة الطبية للفرقة 17 من قوات النظام السورية بالرقة، أكدت فيها أن عدد قتلى الفرقة بلغ 80 والجرحى 250.
وطالبت الكتيبة، مركز قيادة النظام التدخل الفوري في الأربع والعشرين ساعة القادمة. ووصفت الكتيبة الطبية الوضع بالخطير، وذكرت أنها على وشك الانهيار، قائلة: “نحن بلا ماء وطعام وكهرباء، والجرحى يموتون من الغرغرينا بسبب نقص الإسعافات”.
والفرقة السابعة عشرة هي أقوى فرق النظام في الرقة، ويقع مقرها على بعد كيلومترين من شمال محافظة الرقة، وتبلغ مساحة المنطقة التي تسيطر عليها ما يقارب خمسة كيلومترات، وهي محاصرة من الجهات الأربعة، ولا يتم إنزال الطعام إلا عن طريق الطيران المروحي والمظلات.
ويسيطر الثوار على ما يقارب من ثلاثة أرباعها، بينما يتحصن جنود النظام حالياً في القيادة والباب الشرقي وكتيبة المدفعية .
وفي تطور سابق، سيطر الجيش الحر، الأربعاء، على الكتيبة 49 دفاع جوي في ريف درعا، بعد انسحاب قوات النظام منها، وذلك بعد حصار دام عدة أيام تخللته اشتباكات ضارية، وتكمن أهمية الكتيبة 49 في أنها تتوسط محافظة درعا، بين بلدتي علما وخربة غزالة. وتحوي هذه الكتيبة مخازن تضم عدداً كبيراً من كافة أنواع الأسلحة.
واتخذ النظام من الكتيبة 49 قاعدة عسكرية انطلقت منها هجماته الجوية والصاروخية على أغلب أرجاء محافظة درعا، لاسيما بلدتي علما وخربة غزالة اللتين تسبب فيهما القصف بدمار واسع وحركة نزوح قوية بين الأهالي وصلت إلى حد تهجير كامل لسكان البلدتين البالغ عددهم ثلاثين ألف نسمة.
كذلك عرفت الكتيبة 49 بكتيبة الموت، لشدة ما ارتكب ضباطها وشبيحتها من عمليات قتل وتعذيب بحق أهالي القرى المحيطة والقريبة منها.
وأسهم إغلاق الجيش الحر للطريق الدولي الرابط بين دمشق وعمّان منذ نحو شهر، في قطع إمدادات النظام عن الكتيبة 49 وتمكن من السيطرة عليها.
وتتبع الكتيبة 49 اللواء 38 الذي نجح الجيش الحر في السيطرة عليه قبل شهر تقريباً ضمن معركة جسر حوران التي أعلنها لتحرير محافظة درعا مهد الثورة السورية.
قناصة قاتلة من 1800 متر تظهر مع الثوار السوريين
البندقية المفضلة للمجموعة التي قتلت بن لادن ثمنها 10 آلاف دولار ومزودة بمنظار
لندن- كمال قبيسي –
ظهرت بندقية AS-50 المعروفة بأنها إحدى أكثر أسلحة القنص والفتك تطوراً بحوزة مقاتلين من كتيبة “أحفاد الرسول”، وهي السلاح المقتصر عادة على فرق خاصة في عدد قليل جدا من الجيوش، فثمنها مرتفع ومنظارها يسمح لرصاصتها بإصابة الهدف من مسافة 1800 متر قاتلة.
البندقية التي اطلعت “العربية.نت” على المعلومات عنها من مصادر مختصة، أهمها موقع World Guns.ru الإنجليزي- الروسي، هي بريطانية وبدأ إنتاجها بوزن 14 كيلوغراما وطول 140 سنتيمترا في 2006 وبنظام للإطلاق نصف أوتوماتيكي عيار 12.7 x 99 ملم.
وطلقة البندقية قاتلة لأن رصاصتها “تقتل الفيل وتخترق التحصينات” بحسب ما يصفونها، وهي مزودة بمخزنين للذخيرة من 5 و10 رصاصات، لذلك هي المفضلة لعناصر “نيفي سيل” الذين أغاروا على معقل بن لادن منذ عامين وقتلوه، كما وللقوات الخاصة في الجيشين البريطاني والتركي، بحسب ما قرأت “العربية.نت” من موقع الشركة ومبيعاتها منها إلى عدد من الجيوش.
والبندقية التي تصنعها شركة Accuracy International محاطة بأمجاد قتالية اشتهرت معها دوليا فصنفوها بين الأفضل للقنص، خصوصا عندما أكد جندي في “سلاح الفرسان البريطاني” المتواجد في أفغانستان أنه قتل العام الماضي اثنين من حركة طالبان من مسافة 2300 متر، ضاربا بما زعم رقما قياسيا، مع أنه لا دليل على ما قال.
أما ثمن AS-50 التي يمكن تفكيكها في 3 دقائق من دون استخدام أي أدوات، فهو 10 آلاف دولار، لذلك فهي الأغلى سعرا بين القناصات، ومن غير المعروف متى ومن أين حصلت كتيبة “أحفاد الرسول” على عدد منها، ولا الكمية التي بحوزتها الآن.
لكن الفيديو المرفق بهذا الخبر، وهو من يوم 30 مارس/آذار الماضي، يؤكد وجودها مع المقاتلين السوريين ودخولها إلى ساحة القتال حيث لا يأمن منها أحد إذا كان ضمن مدى رصاصها. ويمكن ملاحظة نوعية الضغط الذي يحدثه إطلاق رصاصة منها في الشريط، حيث تبدو الطلقة كما كأنها قذيفة هاون انطلقت إلى هدف بعيد.
متطوّع بالهلال الأحمر السوري أفقده التعذيب ذاكرته وجسده
منظمات إنسانية تطالب بالإفراج عنه والكشف عن مصيره ولقاء أسرته ومحاميه
دمشق – جفرا بهاء –
حكايات الاعتقال والتعذيب في سوريا تتشابه في النتيجة وتختلف في التفاصيل، وإن كان السوريون يتمنون الموت على الاعتقال، فإن الكثير منهم لا يتحقق له ما يتمناه، فيتم اعتقاله وتعذيبه لتكون النتيجة إما الموت ألماً وضرباً وتشويهاً، وإما الحياة مع عاهات مستديمة جسدية ونفسية.
محمد عطفة ذو الـ20 عاماً فقط، شاب حمصي كبر كغيره خلال الثورة السورية سنوات وسنوات، إذ إنه تطوّع في الهلال الأحمر، وعمل كعضو في “برنامج الدعم النفسي والاجتماعي” الذي يقدمه الهلال الأحمر العربي السوري للأطفال المحتاجين في حمص.
محمد الآن يقبع في فرع الأمن العسكري، منذ شهرين فقط كانا كافيين لإفقاده معالم جسده ووجهه بحيث يصعب التعرف إليه الآن، وكانا كافيين لإفقاده الذاكرة بحيث إنه غاب عن العالم الذي نعيشه.
“العربية نت” تحدثت مع صديقه الذي أكد أن المعلومات الموثقة تشير إلى أنه محتجز لدى مركز الاعتقال التابع للأمن العسكري في حمص، ويوجد تقارير تؤكد أنه تعرض لتعذيب بدني وذهني شديد إلى المستوى الذي أصبح فيه غير قادر على تمييز الناس الذين هم معه في الاعتقال.
وطالبت منظمات إنسانية وحقوقية السلطات السورية بالكشف عن مصير محمد، والإفراج عنه، أو على الأقل السماح بمقابلته من قبل أسرته ومحاميه.
متطوعو الهلال الأحمر مُستهدفون
لا تبدو منظمة الهلال الأحمر السوري بخير، خصوصاً في حمص، إذ إن فرع حمص توقف تماماً منذ أسبوعين عن العمل، لكثير من الأسباب لا تعتبر طريقة تعامل النظام معها السبب الوحيد.
إذ إن متطوعي الهلال الأحمر يعتقلون مؤخراً بكثرة، ومنذ 10 أيام تم اعتقال فريق كامل في حمص مؤلف من 4 متطوعين وسائق، ليتم ضربهم على مدى ليلة كاملة ومن ثم إطلاق سراحهم، دون أن يعرف الإعلام شيئاً عن هذا، عدا عن احتجاز الصيدلاني جمال التلاوي المتطوع في الهلال من قبل الأمن العسكري منذ أسبوعين تقريباً.
ولا تنتهي بالطبع سلسلة أخذ موافقات للمرور على الحواجز التابعة للنظام، خصوصاً الحواجز التي يقف عندها الشبيحة وهي أغلبية في حمص، إذ إن الشبيحة الواقفين عند الحاجز يحاولون سرقة المساعدات التي يحاول الهلال الأحمر تمريرها، ومضايقتهم أو اعتقال بعضهم بحجة أنهم يساعدون الثوار في الداخل.
ويعاني فريق الهلال الأحمر في دوما وحرستا وإدلب ودير الزور من نفس المعاناة من اعتقالات تعسفية ومضايقات وسرقة للمساعدات، ليفقد الهلال الأحمر معناه وغاية إنشائه، وليتفنن النظام في تعذيب وقتل حتى متطوعي الهلال الذي كرّسوا جهدهم وحياتهم لمساعدة منكوبي قصف النظام السوري.
15 صحافياً وناشطاً إعلامياً قضوا في سوريا خلال مارس
153 ضحايا الإعلام خلال الثورة السورية وثقتهم لجنة الحريات الصحافية
العربية.نت –
ارتفعت حصيلة ضحايا الإعلام خلال الثورة السورية إلى 153 صحافياً وناشطاً إعلامياً خلال عامين من الثورة، حيث وثّقت لجنة الحريات الصحافية في رابطة الصحافيين السوريين، والمعنية برصد الانتهاكات التي تطال الصحافيين والإعلاميين، مقتل 15 صحافياً وناشطاً إعلامياً خلال شهر أذار/مارس الماضي، 10 منهم في دمشق وريفها، و3 في درعا، و2 في حمص.
وأطلقت السلطات السورية بتاريخ 05-03-2013 سراح الصحافي الألماني بيلي سيكس بعد احتجازه شهرين ونصف الشهر.
وبتاريخ 11-03-2013 تم تحويل الصحافية شذى المداد إلى محكمة قضايا الإرهاب للاستجواب، حيث اعتقل فرع أمن الدولة المداد بتاريخ 01-11-2013، بعد التحقيق معها حول زيارتها إلى الولايات المتحدة الأميركية.
كما أصيب الناشط الإعلامي محمد فواز الشرع بجروح بليغة في خربة غزالة بمحافظة درعا بتاريخ 14-03-2013، وذلك أثناء تغطيته الاشتباكات بين الجيش السوري الحر وجيش النظام السوري.
واعتقلت وحدات الحماية الشعبية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (جناح ب ك ك في سوريا)، الناشط الإعلامي سردار أحمد، في مدينة عفرين في حلب، بتاريخ 16-03-2013.
وأعلنت قناة التلفزيون العامة الألمانية “إي آر دي” بتاريخ 30-03-2013، أن مراسلها يورغ أرمبروستر أصيب بجروح خطيرة بالرصاص، أثناء تصوير تحقيق تلفزيوني في مدينة حلب شمال سوريا.
وعن ضحايا الإعلام خلال مارس/أذار، فقد قتل وليد جميل عميرة، مصور وناشط إعلامي أثناء تصويره إحدى العمليات العسكرية بين الجيش السوري الحر وجيش النظام في حي جوبر، وصقر أبو نبوت، ناشط إعلامي، قتل أثناء تغطيته الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في منطقة درعا البلد، ومحمد بشير شخشيرو، ناشط إعلامي، قتل أثناء تغطيته الاشتباكات بين الجيشين في حي جوبر بدمشق، وغياث عبدالجواد وعامر بدر الدين جنيد، قتلا بعد استهداف المكتب الإعلامي في حي القابون في العاصمة دمشق بقذائف الهاون.
وفي حمص، قتل أسامة عبدالباسط الطالب أثناء تغطيته القصف على بلدة القصير، وأحمد خالد شحادة، صحافي ومدير تحرير جريدة “عنب بلدي” الذي قتل بقصف صاروخي على بلدة داريا، بالإضافة لأنس البطش، قتل برصاص قناص بينما كان يصور الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في منطقة حرستا بدمشق، ومحمود النتوف الذي قتل أثناء تصويره استهداف جيش النظام السوري لبلدة معضمية الشام في ريف دمشق.
وقتل محمود عبدالكريم الأقرع أثناء تغطيته الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في بلدة دوما، وقتل ليث محمد الحمصي أثناء تغطيته الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في بلدة الشيخ مسكين في درعا، وحامد أبو ياسر بقذيفة صاروخية أثناء تغطيته الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام، ومحمد إبراهيم العاسمي قتل أثناء تغطيته الاشتباكات بين الجيش السوري الحر وجيش النظام السوري في بلدة داعل في درعا.
وأخيراً قتل عامر دياب أثناء تغطيته الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في بلدة في العتيبة بريف دمشق، ووليد خلد الجلخ قتل في كمين من قبل قوات النظام في منطقة قلعة الحصن في حمص مع 14 شخصاً آخرين.
“واشنطن بوست”: منطقة عازلة بين سوريا والأردن قريباً
أكدت أن مقاتلين سيُديرون المنطقة الحدودية لتكون ملاذاً للمنشقين
لندن – محمد عايش –
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن كلاً من الولايات المتحدة والأردن قد كثفتا من تدريب القوات التابعة للثورة السورية، وذلك بهدف إقامة منطقة عازلة على الحدود الجنوبية لسوريا، وهي الحدود مع الأردن، على أن الثوار السوريين الذين يتم تدريبهم هم الذين سيقومون بإدارة هذه المنطقة وليس قوات دولية أو عربية.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين أميركيين وأردنيين تأكيدهم أن التدريبات التي بدأت العام الماضي لمقاتلين تابعين للثورة السورية تم توسيعها مؤخراً بعد الانتصارات التي حققها الثوار السوريون في المناطق الجنوبية من بلادهم، بما في ذلك وصولهم الى الحدود مع الأردن وسيطرتهم على مناطق واسعة هناك.
وقال مسؤولون أمنيون أردنيون إن الجدول الذي كان موضوعاً في السابق كان يقتضي أن يكون قد تم تدريب 3000 مقاتل من الجيش السوري الحر مع نهاية شهر يونيو/حزيران المقبل، إلا أنه مع تسريع وتوسيع التدريبات فإن هذا العدد سينتهي من التدريبات مع نهاية شهر إبريل/نيسان الحالي.
وأوضح المسؤولون الذين تحدثوا للصحيفة الأميركية أن الهدف من إنشاء المنطقة العازلة في جنوب سوريا سيكون استقبال آلاف العسكريين المنشقين عن النظام السوري، وكذلك إيواء المدنيين المشردين الذين فقدوا منازلهم في مناطق القتال، إضافة إلى إيجاد منطقة توفر وصولاً آمناً وسهلاً للمساعدات الإنسانية التي يتم تقديمها للمنكوبين السوريين.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 470 ألف لاجئ سوري عبروا إلى الأردن حتى الآن منذ بدأت الثورة السورية، إلا أن الأمم المتحدة تتوقع أن يتجاوز هذا الرقم المليون قبل نهاية العام الجاري مع ارتفاع وتيرة القتال الدموي في سوريا.
لكن “واشنطن بوست” تقول إن المسؤولين في الولايات المتحدة والأردن يحذرون من فشل تطبيق فكرة المنطقة العازلة على الحدود مع الأردن، أو التعثر في تنفيذها، وذلك بسبب استمرار رفض القوى الدولية، بما فيها الولايات المتحدة، لفكرة توفير غطاء جوي، أو فرض حظر طيران على سوريا، وهو ما يعني أن نظام بشار الأسد ربما يحتفظ بالقدرة على سنّ هجمات تستهدف المقاتلين في هذه المنطقة.
وقال دبلوماسي أميركي إن “الشيء الذي لا يريد أي شخص أن يراه هو أن يجد تنظيم القاعدة موطئ قدم له في جنوب سوريا بالقرب من إسرائيل.. هذا سيناريو يوم القيامة”، وذلك في تعبير عن المخاوف الأميركية من استمرار الصراع في سوريا.
وتقول الصحيفة إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ومعها العديد من الحكومات في المنطقة تخشى من أن يتوسع القتال الى دول أخرى في حال استمراره بسوريا.
وقال الباحث الأردني محمد ارديسات إن “المنطقة العازلة هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تحافظ على الأردن بعيداً عن الصراع في سوريا”.
المنسق الإعلامي للجيش الحر: أسر عدد من ميليشيا الباسيج الإيرانية شمال سورية
روما (4 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
كشف المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر عن أن مقاتلي الجيش الحر أسروا “عدداً من مقاتلي ميليشيا الباسيج الإيرانية في سورية”، وهي ليست المرة الأولى التي يعلن فيها مقاتلو المعارضة أسر “مقاتلين وعناصر إيرانية” في سورية
وأوضح المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر لؤي المقداد لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن مقاتلي المعارضة أسروا مقاتلي الباسيج في “عملية نوعية” بشمال سورية (إدلب) يوم البارحة، وأعلن أن تسجيلات الفيديو لاعتقالهم واعترافاتهم سوف تُنشر اليوم الخميس، ولم يُفصح عن عدد المقاتلين الإيرانيين الأسرى
وكان مقاتلو المعارضة السورية قد أعلنوا أكثر من مرة عن أسرهم إيرانيين، يحمل بعضهم بطاقات تعريف بأنهم “عناصر من الحرس الثوري الإيراني” على الرغم من نفي طهران لذلك، وقام بمبادلة نادرة لعدد منهم في كانون الثاني/يناير الماضي
وكان لواء البراء التابع للجيش السوري الحر قد أعلن في آب/أغسطس الماضي احتجاز 48 إيرانياً وأظهر مقاطع فيديو لهم يحملون بطاقات شخصية تثبت أنهم من الحرس الثوري الإيراني أُرسلوا لمساعدة قوات النظام لسحق المعارضة، ونجحت هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي بمبادلتهم بـ 2130 معتقلاً سورياً، وأُطلقت سلطات دمشق سراحهم، في خطوة أثارت استياءً عاماً بمبادلة مواطنيها بأسرى إيرانيين.
والتدخل الإيراني في سورية ليس خفياً ولا سراً، وكان رجل الدين الإيراني مهدي طائب رئيس مقر (عمّار الاستراتيجي) لمكافحة الحرب الناعمة الموجهة ضد إيران قد قال إن سورية “هي المحافظة الإيرانية رقم 35” ومنحها أهمية استراتيجية قصوى بين المحافظات الإيرانية، وأضاف “لو خسرنا سورية لا يمكن أن نحتفظ بطهران”، وأكّد أن إيران اقترحت تكوين قوات تعبئة لحرب المدن قوامها 60 ألف عنصر لتستلم مهمة حرب الشوارع من الجيش السوري
وكانت تقارير سياسية اتهمت إيران وحزب الله بتشكيل شبكة “ميليشيات عسكرية” داخل سورية مكونة من خمسين ألف مسلح لحماية مصالح إيران في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأشارت إلى أن هذه الميليشيات تخوض حالياً “معارك قتالية” جنباً إلى جنب مع القوات الحكومية على أمل الحفاظ على النظام، كما أعلنت إيران الشهر الماضي أيضاً عن رغبتها بوضع الأزمة السورية على طاولة حوار دولية (مجموعة 5+1) في إطار المفاوضات على ملفها النووي
وتقول المعارضة السورية إن طهران تحاول “بكل ثقلها الحفاظ على القاعدة السورية الخلفية” لها، وتلتزم بالاستمرار في “الدعم المالي والعسكري الضخم للنظام السوري وللميليشيات المسلحة غير النظامية التابعة له”، على حد وصفها
العنف في دمشق يجبر السوريين على الفرار من بيوت الاهل وذكريات الطفولة
دمشق (رويترز) – يجري نزوح جماعي جديد من سوريا مع اقتراب القتال من وسط دمشق واصبح من أقسموا انهم لن يفروا أبدا يبيعون مقتنياتهم للهرب من معركة تستعر الان على اعتاب منازلهم.
وأكد كثير من السوريين في العاصمة لوقت طويل ان الانتفاضة التي تحولت الى حرب اهلية لن تصل الى وسط المدينة. كما أكد آخرون انهم سيبقون مهما كانت العواقب.
لكن الخوف بدأ يسيطر حتى على أكثر السكان إصرارا.
وبالنسبة لكثيرين كانت النقطة الفاصلة هي وابل من قذائف المورتر والصواريخ التي هزت دمشق على مدى أيام الشهر الماضي مع قيام مقاتلي المعارضة وقوات الرئيس السوري بشار الاسد بتبادل القصف في قلب العاصمة.
وكان شهر مارس اذار أكثر الشهور عنفا في الحرب الاهلية المستمرة في سوريا منذ عامين مع تقديرات بأن عدد القتلى بلغ 6000 شخص بعد اشتداد القتال حول دمشق ومحافظة درعا الجنوبية.
وفي ظل هذه الاوضاع تقوم الاسر التي كانت في وقت من الاوقات مصممة على البقاء في المدينة بحزم حقائبها والرحيل. وتتدافع اسر اخرى لجمع مواردها المحدودة بقلب كسير وتخطط لغياب لاجل غير مسمى من المنزل الوحيد الذي عرفوه.
وقال ابراهيم الذي يمتلك شركة للمنسوجات تديرها عائلته منذ عدة أجيال في هذه المدينة القديمة “إن زوجتي لا تحب حتى الذهاب بعيدا في عطلة. والان من كان يعتقد اننا سنحزم حقائبنا للرحيل.” واضاف “الله وحده يعرف متى سنعود.”
ورحل أكثر من مليون لاجيء سوري بالفعل فيما يفر الاف الاشخاص يوميا. وتقول منظمات الاغاثة العاملة في سوريا ان نحو أربعة ملايين آخرين أصبحوا مشردين داخل البلاد يتعين عليهم في الغالب الانتقال من مكان الى آخر مع انتشار العنف.
ويقيم ابراهيم وزوجته لانا اللذان طلبا حجب اسم العائلة لاسباب امنية في حي ركن الدين الذي تقطنه الطبقة المتوسطة حيث قاما بتربية اربعة أطفال.
وفي الاسابيع القليلة الماضية هزت نيران قذائف المورتر والصواريخ حيهم الذي كان هادئا في وقت ما. وأسفر انفجار ضخم عن مقتل العديد من المارة خارج منزلهم وحطم زجاج بعض النوافذ.
وقالت لانا “الامور تزداد سوءا. في بعض الاحيان أسمع قذائف النظام تمرق بجوار المبنى في طريقها الى المعارضين. ثم أجلس وأصلي وأفكر في ان القصف الانتقامي سيقتلنا.”
وأضافت “معنا ابنتنا التي تبلغ عشر سنوات وهي دائما خائفة الان. لا يمكنني ان أتحمل هذا الوضع أكثر من ذلك.”
ولانهما يحتاجان للمال باع الاثنان سيارتيهما لدفع تكاليف تذاكر الطيران وربما ايجار منزل لبضعة اشهر في مصر.
وقالت لانا “ربما خلال بضعة اشهر تصبح الامور أهدأ هنا ونتمكن من العودة. الله أعلم.”
وأخذت لانا معها مجوهراتها التي تقدر قيمتها بحوالي 3000 أو 4000 دولار “تحسبا لان نحتاج لمزيد من النقد.”
ولانا وابراهيم أكثر حظا من البعض.
ويسعى زوجان اخران هما ميادة وياسر الى الفرار مرة اخرى بعد عدة اشهر من مغادرة منزهما في حي قدسيا خارج دمشق والذي اصبح الان مدينة أشباح وساحة قتال.
وقرارهما البقاء مع الوالدين في وسط دمشق هو القرار الذي اتخذه الاف السوريين الذين فروا من القتال على مشارف المدينة ليجدوا العنف يقترب منهم باطراد.
والبؤس يلوح لاشخاص مثل ياسر وهو اخصائي تغذية ومدرب خاص لم يحقق سوى دخل ضئيل في العامين الاخيرين. ويقول انه كان على بعد أمتار من انفجار قذيفة مورتر مرتين.
وقال ياسر “زوجتي وأنا نرعى والدينا المسنين ونحن قريبان جدا من اخوتنا.” واضاف “عندما تزوجنا وعدنا بعضنا البعض بأننا لن نسافر الى الخارج لهذه الاسباب. لكن الان الامور سيئة للغاية ووالدانا يتوسلان الينا لكي نرحل.”
وتوافق ميادة قائلة “حياتنا متوقفة منذ عامين الان. الى متى يمكننا ان نتحمل ذلك؟”.
وهما يأملان في السفر جوا الى الاردن أو الامارات العربية المتحدة حسب التاشيرات التي يمكنهما الحصول عليها. وتزمع ميادة بيع مجوهراتها للمساعدة في تغطية تكاليف الحياة بضعة اسابيع.
حتى الايسر حالا يواجهون متاعب الان. وفاء وزوجها رشيد وهو طبيب تلقى تعليمه في الولايات المتحدة هربا يوم الخميس من حي ابو رمانة الراقي الذي نشآ فيه.
وقالت وفاء وهي ام صغيرة لطفلين “اعتقدنا اننا يمكننا ان ننتظر حتي تنتهي هذه الحرب؟ وأضافت “الى أين سنذهب؟ منزلنا هنا. ووالدانا هنا. وذكريات طفولتنا. العيادة. لم نعتقد أبدا اننا سنعيش في أي مكان آخر.”
لكن القصف ضرب حي أبو رمانة أربع مرات على الاقل الشهر الماضي. وانفجرت قذيفة مورتر في حديقة منزلهم وسقطت قذيفة اخرى على قبة مسجد قريب.
وقالت وفاء وهي تجلس في منزل مستأجر متواضع في حي في بيروت “كان الامر مرعبا لنا ولاطفالنا.”
ويتردد صدى صوتها في الشقة قليلة الاثاث وهي تقول “حتى الحياة في كوخ أفضل من الرعب الذي تحملناه.”
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)