أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 14 نيسان 2013

«الائتلاف» يحذر «النصرة» ويدعوها للبقاء «في الصف الوطني»

القاهرة – جيهان الحسيني

دمشق، بيروت، لندن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – أبدى «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ريبته في توقيت صدور بيانات «جبهة النصرة» وتنظيم «القاعدة» حول إقامة دولة إسلامية، مؤكداً أنها تخدم نظام الرئيس بشار الأسد، وحذر الجبهة من «أي سلوك يتناقض مع خيارات الشعب السوري» داعياً إياها إلى البقاء «في الصف الوطني»، في حين دعت هيئات إسلامية «النصرة» إلى التراجع عن بيعتها لزعيم «القاعدة» أيمن الظواهري.

وشنت الطيران الحربي سلسلة غارات على أنحاء متفرقة من البلاد أمس موقعاً بشكل خاص قتلى وجرحى نصفهم من الأطفال في قرية كردية بمنطقة الحسكة وفي حي القابون بضاحية دمشق، ونجحت القوات النظامية في فك الحصار عن موقعين مهمين لها في ريف معرة النعمان.

وأعرب «الائتلاف» في بيان عن ريبته الشديدة في مبايعة «جبهة النصرة» الظواهري ودعوة الأخير إلى «إقامة دولة إسلامية في سورية»، وأكد رفضه «كل ما يمس بتطلعات الشعب السوري أو يتجاوز أهداف ثورته العظيمة ومبادئها»، إضافة إلى «استنكاره» كل موقف أو اتجاه يرفض حرية الفكر والرأي والاعتقاد أو «يصادر حق السوريين في تقرير مستقبلهم»، وداعياً «النصرة» إلى المحافظة «على مكانها في الصف الوطني السوري، وأن تتابع بذل جهودها في محاربة نظام الأسد، ودعم حرية الشعب السوري بكل أطيافه».

وكان رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب دعا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي واشنطن إلى «إعادة النظر» في قرارها في وقت سابق من الشهر نفسه، إدراج «جبهة النصرة» على اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية.

من جهتها، أصدرت «الروابط العلمية والهيئات الإسلامية السورية» بياناً علقت فيه على مواقف «النصرة» و «القاعدة» بشأن إقامة دولة إسلامية في سورية، وقالت إنها «تدين شرعاً أن تعلن جهة ما، لا تملك دولةً، ولا تحكم أرضاً، إقامةَ دولة في مكان آخر، وتبعيتها لها، وفرض البيعة على شعبها، من دون استشارة لأحد من أهلها، فضلاً عن إشراك علمائها ومجاهديها، ومن دون حساب لمآلات الكلام وعواقبه».

ودعا البيان «النصرة» إلى «التراجع» عن بيعة الظواهري وإلى توضيح «منهجها من قضايا التكفير والتعامل مع المخالفين بكافة تنوعاتهم، ومع الكتائب الأخرى، ومن إقامة الدولة الإسلامية، وألا تدع هذا الأمر للإشاعات والتخرصات، مع عرض هذه المسائل للبحث والحوار مع أهل العلم».

في هذا الوقت، وقال ناشطون في المعارضة إن الطيران الحربي شن سلسلة غارات دامية على قرية حداد الكردية جنوب بلدة القحطانية في الحسكة فقتل 16 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في لندن إن الغارة استهدفت على ما يبدو تجمعاً للمعارضة في المنطقة لكنها أخطأته وأصابت منازل المدنيين.

وشن الطيران غارة أخرى على حي القابون في ضاحية دمشق فقتل 12 شخصاً على الأقل بينهم تسعة أطفال وأصاب عدداً آخر بعضهم بحال الخطر. كذلك تعرضت بلدة بيت سحم للقصف من دون أن ترد معلومات عن الخسائر. وقصف الطيران أطراف حي الحجر الأسود في جنوب دمشق، بحسب المرصد الذي أشار إلى غارة على بلدة السبنية أيضاً. وإلى الجنوب الغربي من دمشق، أفاد المرصد عن تعرض مدينة داريا لقصف براجمات الصواريخ، مع استمرار محاولة القوات النظامية فرض سيطرتها عليها.

وأشار المرصد من جهة ثانية إلى أن القوات النظامية استطاعت فك الحصار عن معسكري وادي الضيف والحامدية المستمر منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، اثر التفاف القوات النظامية في بلدة صهيان على مقاتلي الكتائب المقاتلة في بلدة بابولين أول من أمس، وباتت تسيطر على هضبتين على جانبي الطريق الدولي ما أتاح لها إرسال إمدادات للمعسكرين. وأدت الاشتباكات في هذه البلدة القريبة من طريق دمشق حلب الدولي، والواقعة إلى الشرق من بلدة حيش، إلى سقوط 21 مقاتلاً معارضاً على الأقل.

وأعلن التلفزيون السوري الرسمي أن 18 شخصاً أصيبوا بجروح بينهم ثلاثة من صحافييه في انفجار سيارة ملغومة استهدفت مركزاً أمنياً في حلب. وقال المرصد السوري من جهته إن الهجوم استهدف حاجزاً للجيش النظامي قرب نادي الضباط في حي الفرقان غرب المدينة.

وفي القاهرة، استقبل الرئيس المصري محمد مرسي المبعوث الدولي – العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، وانتقدا ضمناً إعلان «جبهة النصرة» مبايعة تنظيم «القاعدة»، وشددا على «أهمية وحدة المعارضة السورية، والنأي بها عن أي إجراء يُهدد تماسكها، لما لذلك من مردود سلبي من شأنه إطالة أمد الصراع».

وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن الإبراهيمي «أطلع الرئيس على تطورات الأوضاع على الأرض، وتقويمه لآفاق الحل السلمي، والجهود الإقليمية والدولية المبذولة من أجل وقف نزيف الدم السوري، مؤكداً ضرورة التكامل والتنسيق بين مختلف المبادرات، والإعداد الجيد لها بحيث تُسهم في شكل بناء في الحل المنشود».

وأضافت أن «الإبراهيمي عرض الوضع الراهن للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في أعقاب قرارات القمة العربية الأخيرة في الدوحة، مؤكداً أهمية الحفاظ على تماسك هذا الائتلاف ودعمه، وأن تصب القرارات كافة في هذا الاتجاه».

واعتبر مرسي أن «تحقيق الانفراجة المرجوة في الأزمة السورية يتطلب بداية وجود رغبة سورية وإقليمية ودولية جادة وسريعة للتحرك نحو الحل، وأن يضطلع مجلس الأمن بمسؤولياته، مع ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضى السورية، والانتقال المُنظم للسلطة، بعيداً من الخيار العسكري».

وطرح مرسي تطوير الآلية الرباعية التي اقترحتها مصر وتضم إلى جانبها السعودية وتركيا وإيران لتضم أطرافاً أخرى. وأثنى الإبراهيمي، بحسب البيان، على هذا الطرح، وعرض أفكاراً لتطوير صيغة جنيف، مؤكداً «أهمية البدء الفوري في مفاوضات جادة بين النظام والمعارضة». وشدد مرسي على أن «الملف السوري سيظل يتصدر أولوية مُتقدمة في السياسة الخارجية المصرية».

الائتلاف السوري ينتقد مبايعة “النصرة” لـ”القاعدة

القوات النظامية فكّت الحصار عن معسكرين بإدلب

    (و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)

شنت الطائرات الحربية السورية غارات دامية على حي القابون بشمال شرق دمشق وقرية حداد ذات الغالبية الكردية في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا، فقتل 12 طفلا على الاقل، بينما تبادل النظام والمعارضة الاتهام بتدمير مئذنة المسجد العمري في درعا، وأحرزت القوات النظامية تقدماً ميدانياً بفكها حصارا متواصلا منذ اشهر على معسكري وادي الضيف والحامدية في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد. (راجع العرب والعالم)

وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان اربعة اشخاص قتلوا وان 20 آخرين جرحوا في سقوط قذائف على ضاحية جرمانا ذات الغالبية المسيحية والدرزية جنوب شرق دمشق. وادت اعمال العنف في حصيلة موقتة اوردها المرصد الى مقتل 116 شخصا هم 69 مدنيا و25 مقاتلا معارضا و22 جنديا.

في غضون ذلك، رأى “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” ان مبايعة “جبهة النصرة” الاسلامية المتشددة لتنظيم “القاعدة” تعد خدمة لنظام الرئيس بشار الاسد.

سياسياً، استقبل الرئيس المصري محمد مرسي في القاهرة الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي، قبل توجه الأخير إلى نيويورك في نهاية الأسبوع الجاري لإحاطة مجلس الأمن بتطورات الأوضاع في سوريا في ضوء التطورات الأخيرة، والجهود الرامية إلى تحقيق انفراج في الأزمة السورية.

وجاء في بيان صحافي للرئاسة المصرية ان “الإبرهيمى أطلع الرئيس مرسي على تطورات الأوضاع على الأرض، وتقويمه لآفاق الحل السلمي، والجهود الإقليمية والدولية المبذولة من أجل وقف نزف الدم السوري، مؤكداً ضرورة التكامل والتنسيق بين مختلف المبادرات والإعداد الجيد لها بحيث تُسهم بشكل بناء في الحل المنشود. كما عرض الابرهيمي للوضع الراهن للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عقب قرارات القمة العربية الأخيرة في الدوحة، مؤكداً أهمية الحفاظ على تماسك هذا الائتلاف ودعمه، وأن تصب كل القرارات في هذا الاتجاه”.

أضاف ان مرسي “أشاد بالدور الذى يضطلع به المبعوث العربي الأممي المشترك، مؤكداً موقف مصر الداعم للابرهيمي، وعزمها على مُواصلة هذا الدعم لإنجاح مهمته. وأوضح الرئيس مرسي أن تحقيق الانفراج المرجو في الأزمة السورية يتطلب بدايةً وجود رغبة سورية وإقليمية ودولية جدية وسريعة في التحرك نحو الحل، وأن يضطلع مجلس الأمن بمسؤولياته، مع ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضى السورية، والانتقال المُنظم للسلطة، بعيداً من الخيار العسكري. كما اتفق الرئيس مع ما ذكره الابرهيمي حول أهمية وحدة المعارضة السورية، والنأي بها عن أي إجراء يُهدد تماسكها، لما لذلك من مردود سلبي من شأنه إطالة أمد الصراع”.

من ناحية أخرى، أشار مرسي إلى “الجهود التي تقوم بها مصر من خلال الآلية الرباعية التي تضم أيضاً كلاً من تركيا والسعودية وإيران، والأفكار المصرية المطروحة لتطوير هذه الصيغة لتضم أطرافاً آخرين. وقد أثنى الابرهيمي على الطرح المصري، وعرض أفكاره بالنسبة الى تطوير صيغة جنيف، مُؤكداً أهمية البدء الفوري في مفاوضات جدية بين النظام والمعارضة”.

وفي مدينة جدة السعودية، اجتمع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو على هامش مشاركة الوزيرين في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في شأن أوضاع مسلمي ميانمار، وتبادل الوزيران الرأي في مستجدات الملف السوري وسبل التوصل إلى حل سياسي للأزمة الراهنة.

وأكد عمرو أن مصر حريصة على التوصل الى حل يضمن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ونسيجها المجتمعي ومؤسساتها الوطنية.

واتفق الوزيران على مواصلة التنسيق بينهما خلال الاجتماع الوزاري المقرر عقده في اسطنبول السبت المقبل لمجموعة الدول الرئيسية الداعمة لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” والذي يأتي متابعة للاجتماع الذي عقدته المجموعة في القاهرة على مستوى المسؤولين الكبار في 7 نيسان الجاري.

القاهرة تؤكّد دعمها للإبراهيمي وطهران لا ترى حلاً عسكرياً

سوريا: محاور مشتعلة واختراق ناجح للجيش في إدلب

أحرزت القوات السورية تقدما ميدانيا مهما، أمس، وتمكنت من فك الحصار عن معسكرَين كبيرَين في ريف ادلب، كان المسلحون يحاصرونهما منذ أشهر، ويمنعون مرور التعزيزات عبر طريق دمشق – حلب، فيما كانت الاشتباكات الضارية تتواصل بين القوات السورية والمسلحين في القصير في ريف حمص. واحبطت القوات السورية محاولة تفجير انتحاري في حي الفرقان في حلب، وقتل 16 شخصا في غارة جوية استهدفت قرية حداد، ذات الغالبية الكردية، في محافظة الحسكة.

في هذا الوقت، اكد المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ضرورة بدء مفاوضات جادة بين السلطات السورية والمعارضة، داعيا إلى «التكامل والتنسيق بين مختلف المبادرات» المطروحة للحل، في حين وجه تحذيرا مع الرئيس المصري محمد مرسي، من خطوات من شأنها المس بوحدة ائتلاف المعارضة السورية.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات: «استطاعت القوات السورية فك الحصار عن معسكرَي وادي الضيف والحامدية في محافظة ادلب، اثر التفاف الجنود في بلدة صهيان على المقاتلين في بلدة بابولين أمس» الأول، مضيفا: «أدت الاشتباكات في هذه البلدة القريبة من طريق دمشق ـ حلب الدولي، والواقعة إلى الشرق من بلدة حيش، إلى سقوط 21 مقاتلا على الأقل».

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن القوات السورية «باتت تسيطر على هضبتَين على جانبَي الطريق الدولي في بابولين وحيش، ما أتاح لها إرسال إمدادات للمعسكرين». وكان المسلحون حاصروا المعسكرَين بعد سيطرتهم على مدينة معرة النعمان في تشرين الأول الماضي، ما أدى إلى إعاقة طرق الإمداد المتجهة من دمشق إلى حلب.

وذكر التلفزيون السوري ووكالة الأنباء السورية (سانا)، أمس، إن «18 شخصا، بينهم ثلاثة صحافيين في التلفزيون السوري، أصيبوا في هجوم انتحاري استهدف مركزا امنيا في حي الفرقان في مدينة حلب». يشار الى ان الفرقان هو من الأحياء التي لم تكن تعرضت الى هجمات المسلحين حتى الآن. (تفاصيل صفحة 13)

وكان «المرصد» ذكر، أمس الأول، إن «طفلَين وامرأة قتلوا اثر استنشاق غازات ناتجة من إلقاء قنبلتَين على منزلهم في حي الشيخ مقصود في شمال حلب، في حين أصيب 16 شخصا، وبدت عليهم علامات الهلوسة والإعياء الشديد وسيلان انفي غزير وحرقة في العين».

وأشار «المرصد» إلى «مقتل 16 شخصا، بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان، في غارة جوية استهدفت قرية حداد، ذات الغالبية الكردية في محافظة الحسكة». واوضح ان القرية «تضم تجمعا للمقاتلين في نقطة تعرف بمحطة تسخين البترول، لكن القصف طال منازل صغيرة يقطنها مدنيون».

وذكرت «سانا» ان «وحدات من جيشنا نفذت عمليات نوعية ضد تجمعات وأوكار إرهابيي جبهة النصرة في قرى السودا وبيت حاميك ودويرشان والوادي في ريف اللاذقية دمرت خلالها سياراتهم وأدوات إجرامهم». واضافت: «استشهد 4 مواطنين، وأصيب 20، جراء سقوط ثلاث قذائف هاون أطلقها إرهابيون على كراج البولمان في مدينة جرمانا بريف دمشق».

وكان «المرصد» ذكر، امس الاول، ان «الطيران الحربي أغار على مناطق عدة، فيما تتواصل الاشتباكات في ريف القصير على الحدود مع لبنان». وتحدثت تقارير اعلامية، امس، ان الجيش السوري تمكن من قتل أبرز قادة المسلحين في ريف القصير المعروف بـ«منير أبو السوس».

وتبادلت السلطات السورية و«المجلس الوطني السوري» أمس الاتهام بالمسؤولية عن تدمير مئذنة الجامع العمري في مدينة درعا الذي يتمتع بقيمة دينية وأثرية. وقال مصدر مسؤول في محافظة درعا لوكالة «سانا» إن «إرهابيي جبهة النصرة الذين ينتشرون في منطقة درعا البلد هم من استهدف مئذنة الجامع العمري الذي يعد من أقدم المساجد في العالم الإسلامي». وأضاف إن «جميع الأدلة تؤكد قيام الإرهابيين بتفجير المئذنة»، سائلا: «كيف تتواجد كاميرات تصوير مستعدة مسبقا لتصوير لحظة سقوط المئذنة؟».

وذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية، أمس الأول، إن «علماء تابعين للجيش البريطاني عثروا على أدلة طبية – شرعية أن أسلحة كيميائية قد استعملت في النزاع السوري». ونقلت عن مصادر في وزارة الدفاع البريطانية قولها إن «عينة من التراب أخذت من منطقة قريبة من دمشق، ووصلت بشكل سري إلى بريطانيا حملت التأكيد أن نوعا من الأسلحة الكيميائية قد استعمل»، من دون تحديد الجهة المستخدمة له.

الإبراهيمي ومرسي

وذكرت الرئاسة المصرية، في بيان، إن الإبراهيمي اطلع الرئيس المصري محمد مرسي، في القاهرة، «على تطورات الأوضاع على الأرض، وتقييمه لآفاق الحل السلمي والجهود الإقليمية والدولية المبذولة من أجل وقف نزيف الدم السوري، مؤكدا ضرورة التكامل والتنسيق بين مختلف المبادرات والإعداد الجيد لها، بحيث تسهم بشكل بناء في الحل المنشود».

وأضاف البيان: «عرض الإبراهيمي الوضع الراهن للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في أعقاب قرارات القمة العربية في الدوحة، مؤكدا أهمية الحفاظ على تماسك هذا الائتلاف ودعمه، وأن تصب كل القرارات في هذا الاتجاه».

وتابع: «أشاد مرسي بالدور الذي يضطلع به الإبراهيمي، مؤكدا موقف مصر الداعم له وعزمها مواصلة هذا الدعم لإنجاح مهمته. وأوضح مرسي أن تحقيق الانفراجة المرجوة في الأزمة السورية يتطلب بداية وجود رغبة سورية وإقليمية ودولية جادة وسريعة للتحرك نحو الحل، وأن يضطلع مجلس الأمن بمسؤولياته، مع ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والانتقال المنظم للسلطة بعيداً من الخيار العسكري. كما اتفق الرئيس مع ما ذكره الإبراهيمي حول أهمية وحدة المعارضة السورية والنأي بها عن أي إجراء يهدد تماسكها، لما لذلك من مردود سلبي من شأنه إطالة أمد الصراع».

وذكر البيان: «أشار مرسي إلى الجهود التي تقوم بها مصر من خلال الآلية الرباعية، التي تضم مصر والسعودية وتركيا وإيران، والأفكار المصرية المطروحة لتطوير هذه الصيغة لتضم أطرافاً أخرى. وأثنى الإبراهيمي على الطرح المصري، وعرض أفكاره بالنسبة لتطوير صيغة جنيف، مؤكدا أهمية البدء الفوري في مفاوضات جادة بين النظام والمعارضة».

وقال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، خلال لقائه رئيس مجلس الشورى العُماني خالد بن هلال بن ناصر المعولي، في طهران، إن «لا حل عسكريا للازمة السورية»، معلنا «استعداد طهران للتهيئة للحوار بين النظام السوري والمعارضة»، معتبرا أن «التدخل الأجنبي في سوريا يصب في خدمة المآرب السياسية للكيان الصهيوني».

واعتبر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، في بيان، أن مبايعة «جبهة النصرة» لتنظيم «القاعدة» تخدم النظام، داعيا الجبهة إلى البقاء «في الصف الوطني السوري».

وكانت وزارة الخارجية الروسية ذكرت، أمس الأول، إن موسكو ستصوت في الجمعية العامة للامم المتحدة ضد قرار جديد حول سوريا. ولفتت إلى أن «مشروع القرار مليء بالتناقضات، فمن ناحية يؤيد قرار الجامعة العربية في نزع الشرعية عن الحكومة السورية القانونية وتقديم الدعم للمعارضة المسلحة، ومن ناحية أخرى يوجه القرار إلى هذه الحكومة مطالبات عدة، ما يعني الاعتراف بشرعيتها. إن هذه التناقضات تقوض تفويض الإبراهيمي، الذي يجب أن يقوم باتصالات بين جميع المشاركين بهدف إيجاد معادلة سياسية للتسوية».

(«سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

الغارديان: الأردن وافق على فتح حدوده أمام حملة تقودها السعودية لنقل أسلحة إلى جنوب سورية

لندن ـ (يو بي اي) قالت صحيفة (الغارديان) اليوم الاثنين، إن الأردن وافق على فتح حدوده أمام حملة تقودها السعودية لتسليح المعارضة في جنوب سوريا، في إطار خطوة قالت إنها تتزامن مع حصوله على أكثر من مليار دولار من الرياض.

وقالت الصحيفة إن هذا التطور يمثل تغيراً كبيراً في موقف الأردن من سياسة محاولة احتواء التهديد الناجم عن انتشار الحرب في سوريا عبر حدوده إلى العمل بنشاط لوضع حد لها قبل أن يغوص فيها، وجعله يبرز الآن كقناة لنقل الأسلحة في الشهرين الماضيين مع توجه السعودية وبعض دول الخليج العربية وبريطانيا والولايات المتحدة لزيادة دعم بعض جماعات المعارضة السورية في محاولة لوقف تزايد نفوذ الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة بين أوساطها.

وأضافت أن دحر تنظيم القاعدة بدلاً من محاولة الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد هو القوة الدافعة وراء التوجه الأخيرة للأردن، مع أن مسؤولين في عمّان اعترفوا بأن هذا التوجه يزيد من مخاطر تعرّض بلادهم لرد انتقامي من قبل جارتهم سوريا.

وذكرت الصحيفة، نقلاً عن دبلوماسيين غربيين وعرب، أن الأردن يتعامل مع تزايد بروز تنظيم القاعدة لاعتقاده بأنه يشكل تهديداً على وجوده، في حين يخشى المسؤولون الأمنيون في عمّان أيضاً من تزايد نفوذ جماعة الأخوان المسلمين، والتي كانت على خلاف طويل مع النظام الملكي وقاطعت الانتخابات البرلمانية هذا العام.

وقالت إن الملك الأردني، عبد الله الثاني، كان متردداً حتى هذا العام في اتخاذ موقف مباشر حيال الأزمة في سوريا، واختار فتح حدود بلاده في وجه اللاجئين والمنشقين السوريين، لكنه لم يسمح لهم باستخدامها كقاعدة لشن الهجمات أو المحاولات الرامية للإطاحة بنظام الرئيس الأسد.

وأضافت أن مصادر في المعارضة السورية وأخرى غربية أكدت أن حسابات الملك الأردني تقوم على أن التعجيل بحل الأزمة في سوريا سيوفّر فرصة أفضل لإقامة نظام معتدل في دمشق.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤول غربي لم تكشف عن هويته القول إن ما يجري حالياً في سوريا هو “سباق بين تنظيم القاعدة والمتمردين، ولن يكون من مصلحة أحد أن يفوز الأول بهذا السباق”.

وكشفت أن “أسلحة خفيفة ومتوسطة وأموالاً جرى إرسالها مؤخراً عبر الحدود الأردنية إلى المتمردين في سوريا بعد فحصها من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه)، التي تدير برنامج تدريب داخل الأردن منذ أوائل 2012، وكانت كرواتيا مصدر بعض هذه الأسلحة ونقلها من هناك سلاح الجو الأردني”.

وأشارت الغارديان إلى أن المتمردين السوريين حققوا مكاسب كبيرة في الأسابيع الستة الماضية بالقرب من مدينة درعا الواقعة جنوب البلاد وفي منطقة حوران، وقام الأردن على اثرها بإغلاق معبر القنيطرة مع سوريا القريب من مرتفعات الجولان ذات الأهمية الاستراتيجية.

وكانت الصحيفة نفسها كشفت الشهر الماضي أن دولاً غربية تدرب متمردين سوريين في الأردن، في محاولة لتقوية العناصر العلمانية في المعارضة السورية وجعلها حصناً في مواجهة التطرّف الإسلامي، والبدء في بناء قوات الأمن للحفاظ على الانضباط في حال سقوط نظام الرئيس الأسد.

وقالت نقلاً عن مصادر أمنية أردنية إن “مدربين بريطانيين وفرنسيين يشاركون في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لتعزيز الفصائل العلمانية في المعارضة السورية”.

الإئتلاف السوري يوظّف دبلوماسياً بريطانياً سابقاً كمستشار

لندن- (يو بي اي): كشفت صحيفة (اندبندانت) الاثنين، أن “الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، وظّف دبلوماسياً بريطانياً سابقاً كمستشار، لمساعدته على اسماع صوته على الساحة العالمية.

وقالت الصحيفة إن، كارني روس، الذي استقال من منصبه الدبلوماسي بسبب حرب العراق بعد اتهامه حكومة، طوني بلير، بالفشل في النظر بالخيارات الأخرى بدلاً من العمل العسكري، أكد أن المجموعة الإستشارية التي أسسها “الدبلوماسي المستقل” تلقت طلباً لمساعدة الإئتلاف السوري المعارض.

واضافت أن الدبلوماسي البريطاني السابق مثّل بلاده في مجلس الأمن الدولي كخبير في شؤون الشرق الأوسط قبل استقالته، وعمل في السابق لتسليط الأضواء على أسباب التهميش في كوسوفو، والصومال، والصحراء الغربية.

ونسبت الصحيفة إلى روس، قوله إن دوره الجديد “يتمثل في تقديم المشورة للإئتلاف السوري المعارض حول سبل اسماع صوته في الولايات المتحدة، وبشكل خاص في الأمم المتحدة بنيويورك”، حيث مقر مكتبه.

واضاف روس أن مؤسسته الاستشارية “تعمل مع الدول والجماعات السياسية التي تعرضت للتهميش والإقصاء عن النقاشات الدبلوماسية لأي سبب من الأسباب، ويقوم أساس فلسفتها على تمكين الممثلين الشرعيين للشعب من المشاركة في المناقشة الدبلوماسية، والائتلاف السوري المعارض يقع ضمن هذا التعريف”.

واشار إلى أن التركيز الرئيسي في مهمته الجديدة “سيكون في الأمم المتحدة حيث يستمر النقاش بشأن سوريا، جراء الإحباط الشديد للمعارضة السورية من الموقف الدبلوماسي حيال بلادها”.

وقال الدبلوماسي البريطاني السابق، إن الوقت “أُتيح مؤخراً للحكومات الدولية للبحث عن سبل جديدة للتدخل في سوريا من خلال أساليب غير عنيفة، مثل العقوبات أو تعطيل الأنظمة الالكترونية لامدادات الجيش السوري، لكن هذه الاقتراحات اصبحت شخصية”.

واضاف أنه “لن يقدم المشورة للائتلاف السوري المعارض في المسائل الداخلية، لكنه سيساعده على إيصال رسائله عبر الدوائر الدبلوماسية”.

واشارت اندبندانت، إلى أن “الإئتلاف السوري المعارض”، يواجه مشاكل جراء الاستقالات والخلافات الداخلية ومخاوف اختطافه من قبل الجماعة الجهادية، وخاصة “جبهة النصرة”.

12 طفلا بين الضحايا.. والنظام يخول الجيش سلطات المخابرات في ادارة العمليات

غارات في دمشق والحسكة وقذائف على شرق لبنان

تبادل اتهامات بتدمير مئذنة ‘العمري’.. والائتلاف يندد ببيعة ‘النصرة’ للظواهرى

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: شن الطيران الحربي السوري غارات دامية الاحد على حي في شمال شرق دمشق وقرية ذات غالبية كردية في شمال شرق سورية، راح ضحيتهما 12 طفلا على الاقل، في حين تبادل النظام والمعارضة الاتهام بتدمير مئذنة المسجد العمري في درعا.

جاء ذلك فيما قتل شخصان الاحد واصيب اربعة آخرون بجروح في سقوط قذائف على منطقتين ذات غالبية شيعية في شرق لبنان على الحدود مع سورية، في حوادث قال الجيش اللبناني على اثرها انه اتخذ اجراءات ‘للرد (…) بالشكل المناسب’.

وقالت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان، تعرضت بلدة القصر الحدودية في منطقة الهرمل لسقوط عدد من قذائف المدفعية مصدرها الأراضي السورية، ما أدى الى استشهاد أحد المواطنين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح’، اضافة الى ‘أضرار مادية في بعض منازل البلدة’. واضافت انه اثر ذلك ‘استنفرت وحدات الجيش ونفذت انتشارا واسعا في المنطقة، كما اتخذت الإجراءات اللازمة لحماية الأهالي والرد على مصادر الاعتداء بالشكل المناسب’.

في غضون ذلك، اعتبر الائتلاف الوطني المعارض ان مبايعة جبهة النصرة لتنظيم ‘القاعدة’ تعد خدمة لنظام الرئيس بشار الاسد، فيما حققت قوات الاخير اختراقا ميدانيا بفكها حصارا متواصلا منذ اشهر على معسكرين مهمين في شمال غرب البلاد.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بـ’استشهاد 16 شخصا اثر القصف من طائرة حربية استهدف قرية حداد التي تقطنها غالبية كردية والواقعة جنوب مدينة القحطانية’، بينهم ثلاثة اطفال على الاقل.

ولم يتخذ الاكراد المقيمون في مناطق واسعة من شمال البلاد اي موقف منحاز الى جانب طرفي النزاع السوري منذ عامين، وبقيت مناطقهم في منأى عموما من اعمال العنف.

وبث ناشطون على ‘يوتيوب’ شريطا يظهر جثث اطفال موضوعة داخل اكياس زرقاء كبيرة. ويظهر في الشريط رجل ينحني منتحبا فوق جثث اربعة من اولاده، قبل ان يقبل طفلته المسجاة قائلا ‘انشالله حقك بتاخديه عند ربك. آه يا بابا. الله يرضى عليك’.

جاء ذلك فيما اتهم المجلس الوطني السوري وناشطون النظام بتدمير مئذنة الجامع العمري الذي انطلقت منه اولى التظاهرات المعارضة منتصف آذار (مارس) 2011.

واظهرت اشرطة فيديو بثت على موقع ‘يوتيوب’ تعرض المئذنة لقصف متكرر خلال الايام الماضية. واظهر احد الاشرطة الذي عرض السبت، المئذنة وهي تهوي وتتحطم باستثناء قاعدتها. ويسمع المصور يقول ‘قوات الاسد تقوم بهدم مئذنة الجامع العمري’، مضيفا ‘عمر بن الخطاب بنى هذا المسجد رضي الله عنه، وبشار الاسد لعنه الله هدمه’.

وقال المجلس ‘بالدبابات قصف نظام الهمجية المنفلتة مئذنة الجامع العمري، ليصيب مكانا حافلا بالرموز الحضارية والروحية والإنسانية’.

واشار الى ان المسجد ‘أول مكان احتضن الثورة السورية وهي في مهدها، من ابوابه خرجت الموجة الأولى من مظاهرات العزة والكرامة، وعلى جدرانه سقط أول الشهداء، وعلى بساطه عولج أول الجرحى’.

وقال الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك في مقالة له بصحيفة ‘اندبندنت’ إن قوات الأمن العسكرية، بدأت للمرة الأولى التعامل بصورة مباشرة مع المدنيين، وإعطاء أوامر حتى لرؤساء أجهزة المخابرات.

وأضاف جيش بشار الأسد هو من يدير العملية الأمنية في المعركة، وذلك بعد أن كانت المخابرات هي من تعطي التعليمات للجيش، متابعا أن القادة الميدانيين للجيش هم من يتخذون القرارات في البلاد.

ومن جهتها حذرت صحيفة ‘صنداي تايمز′ البريطانية من الجهاديين في سورية، لافتة الى أن ‘الحقائق على الأرض تبرر بصورة مؤكدة النهج الدبلوماسي الحذر الذي يتبناه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومعظم رؤساء حكومات الاتحاد الأوروبي إزاء دعم المعارضة المسلحة وعدم التحمس لدعوات بريطانيا وفرنسا ‘لفعل شيء ما’ للحد من أعمال العنف في سورية.

فيسك: الجيش السوري يحاول الامساك بزمام المبادرة وتقييد سلطة المخابرات

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: كتب الصحافي روبرت فيسك، مراسل صحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية من دمشق عن تراجع دور الامن والمؤسسة الاستخباراتية في سورية حيث ظلت هذه الاجهزة البعبع الذي يتحكم بحياة المواطنين السوريين، ويرى ان الحرب الاهلية التي تدور منذ عامين ادت الى ظهور لاعبين جدد داخل النظام الحاكم الذي يقاتل من اجل البقاء في السلطة.

ويصف فيسك لقاء تم بين الرئيس الاسد وقادة عشائر كانت بينهم امرأة واحدة في فندق دماس روز في العاصمة دمشق، حيث نقلوا للرئيس مظاهر القلق والمشاكل التي يواجهونها والكيفية التي يتحدثون فيها مع الشباب الذين حضروا الى قراهم واقناعهم بعدم تدمير الارض والسيطرة على القرى.

ونقل عن شيخ قبيلة قوله: ‘نحاول التحدث مع المخربين واقناعهم بالعودة لبناء البلاد’، مضيفا: ‘نحاول اقناعهم بتسليم اسلحتهم والتوقف عن العنف، فقد كان بلدا آمنا’.

ويقول الكاتب ان الرجال معظهم في منتصف العمر يعتبرون خط الدفاع الاول للرئيس الاسد، فهم من ملاك الاراضي واصحاب الاملاك والفلاحين ممن انتفعوا من الثورة البعثية الاصلية وممن تتعرض مصالحهم للتهديد من الانتفاضة الحالية. وقال ان الممثلين عن العشائر والقرى والارياف جاءوا من كل مكان من درعا وطرطوس وريف دمشق ومن حماة واللاذقية وكلهم يتحدثون بنفس لغة الرئيس الاسد ولكن الى حد معين، حيث يقولون ان سورية بلد متنوع على خلاف الدول الاخرى، ويقول سلمان الحمدان احد الحضور ان ‘الخلاف الطائفي ليس موجودا في بلدنا، المسلمون والمسيحيون هم سواء، والحديث عن انقسام هو مؤامرة، وهناك البعض ممن اختار الاخلاص لوطنه واخرون ليسوا كذلك ولكن لاسباب شخصية’.

نرفض الاضطهاد

ويقول فيسك ان المرأة الوحيدة التي كانت جالسة اعطته ورقة فيها قائمة من المطالب جاء فيها: ‘ جئنا من كافة قطاعات الحياة السياسية’ وتمضي بالقول: ‘نرفض العنف والاضطهاد والمذابح الطائفية وتدمير التراث الثقافي السوري’. مشيرا الى ان كلمة القمع يعرف الجميع انها كانت وراء النار التي تشتعل في سورية. وينقل ما قاله احد الحاضرين ‘كل حكومة ترتكب اخطاء’، معلقا انه يقصد في ذلك المخابرات التي ادت تصرفاتها المتغطرسة ضد اطفال وصبيان درعا الى اندلاع الانتفاضة. ويتساءل الكاتب هنا عن السبب الذي يجعل هؤلاء الموالين للرئيس يقولون له ان مخابراته هي التي جلبت الكارثة على البلاد؟ لان هذه الاجهزة لم تلوث فقط حزب البعث والرئيس بل و’الجيش العربي السوري’ الذي يحاول التصدي للمشاكل التي سببها العنف المشرعن الذي قام به رجال بالزي المدني اي المخابرات. ونقل عن كاتب في ‘محكمة الارهاب’ قوله ان هناك الف ملف يأتي للمحكمة يوميا وهو عدد كبير يعطي فكرة عن اعداد المعتقلين داخل سجون النظام، ولكن العدد، حسب مصدر سوري مطلع، هو مثل حساب في البنك، ويعبر فيسك عن الخوف الذي يرتفع وينخفض بناء على المرات التي يقوم فيها الامن بالتفتيش والاعتقال. فان تم اعتقال الف شخص كل يوم فهناك الف اخر يتم الافراج عنهم غدا. ويشير الى ان اجهزة الامن في الدولة تقوم بعملية ضبط النفس وتقييد عمليات الاعتقال للاشخاص الذين يعتقدون انهم يمثلون خطرا مباشرا عليهم وعلى الاسد وعلى النظام، فلم يعد لدى الاجهزة هذه الوقت الكافي او المصادر لملاحقة المتظاهرين، ولا تقع المناطق الريفية الواسعة تحت سيطرتهم التي كانوا يتجولون فيها بحرية.

محاكمة رجال المخابرات

ويضاف الى هذا ان الجيش كما تشير بعض الادلة يقوم بدفع رجال الخوف الى الوراء للتأكيد على اهمية دوره باعتباره حجر الاستقرار الذي تقوم عليه الدولة. ويضيف ان الاستخبارات العسكرية التي تقوم ولاول مرة بالتعامل مع المدنيين تقوم باصدار اوامر متجاوزة قيادات الاجهزة الامنية، فالجيش اليوم هو الذي يقود العملية الامنية، خلافا للسابق حيث كانت الاجهزة العسكرية الامنية تعطي الاوامر للجيش، فالجيش الآن هو في مقعد القيادة، حيث يقوم القادة الميدانيون وليس الشرطة باصدار الاوامر. وينقل عن اشخاص لهم علاقة بالموضوع قولهم ان هناك الكثير من الحالات التي تم فيها اعتقال مخابرات بالزي المدني شهدوا عمليات ترويع للمدنيين وتم تقديمهم لمحاكم عسكرية.

وقال فيسك إن’هذا يعني ان الجنرالات والعقداء ليس لديهم اي استعداد للعب دور الممثل الغبي امام بلطجية النظام. وعلى الرغم من كل هذا فالجيش هو مؤسسة شرسة والاسد لا يزال القائد العام له ولا احد يشك في ولاء الجيش له. مشيرا الى ان الامم المتحدة لديها عدد هائل من الملفات عن جرائم تقول ان جنودا نظاميين ارتكبوها. ومن هنا ففكرة تخلي الرئاسة عن الاجهزة الامنية تظل اسطورة، لان الدولة العسكرية تحتاج دائما الى حراس من البوليس السري، يضاف الى هذا ان اعداء الاسد داخل الاجهزة الامنية لن يقبلوا بسيطرة الجيش عليهم وعلى قرارهم، لان الجيش يمثل خطرا عليهم اكبر من الاسد نفسه، فالمخابرات تذهب وتعود ولكن الجيش باق.

راقبوا الجيش

وبناء عليه يقول فيسك ان شائعات او قصصا تدور في دمشق تتحدث عن ابعاد الجيش نفسه عن الاستخبارات الجوية وعن الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق الاسد ماهر. فعندما قتل 45 جنديا على حواجز التفتيش حول منطقة للمعارضة في دمشق قبل ثلاثة اشهر، اتخذ القادة العسكريون قرارهم. وفي الوقت الذي خسرت فيه الحكومة السيطرة على معظم الارياف زاد’ دور الجيش في المدن. ويتحدث الكاتب هنا عن شيء لافت وهو ان تاريخ سورية الحديث اظهر ان الخطر دائما ينبع من المدن، مشيرا الى تهديد الاخوان المسلمين للنظام في القرن الماضي في كل من دمشق وحماة، ولكن الخطر او الانتفاضة تزحف من الريف الى المدن، وما حصل هو ان ابناء الريف الذين هاجروا للمدن انضموا للمقاتلين وهذا يفسر سقوط مدينة الرقة بشكل سريع في يد المعارضة في 4 من شهر اذار (مارس) الماضي. ويختم بالقول ان النظام الذي ولد من حضن الفلاحين يكتشف الان ان اعداءه من داخلهم وهي لحظة رهيبة في تاريخ البعث، وان دولة دستورها غير طائفي تأكلها الطائفية هي لحظة اخرى رهيبة. وفي النهاية يقول فيسك ان على الجميع مراقبة شيء واحد في سورية في قابل الايام، ليس المخابرات ولا الاسد ولا الجيش الحر بل ‘الجيش العربي السوري’.

حرب الهواتف النقالة

وكتب فيسك يوم السبت عن حرب الهواتف النقالة قائلا ان رجلا اوقفه الجنود على حاجز على الطريق السريع في درعا، وصادروا منه الهاتف. ووجد الجندي عليه رسالة تقول ‘انا في المستشفى، بدأ اطلاق النار’، واعتقد الجندي ان هذا الرجل مقاتل يرسل رسالة مشفرة لزملائه فقام باعتقاله.

‘وفي حالة اخرى اوقف شخص هذه المرة على حاجز للمعارضة ـ ووجد المقاتلون صورة لوالد السائق على هاتفه، ولسوء حظه كان والده في كامل زيه العسكري بصفته ضابط، واختفى السائق والحالة هذه. ويشير الى ان الحرب هذه ليست جديدة فقد استخدمت في العراق وافغانستان فطالبان كانت تعدم اي شخص تجد ان هاتفه استخدم للاتصال مع منظمات غربية، ونفس الوضع الان يحدث في سورية.

فمن خلال الهاتف يتم الاتصال مع عائلة المخطوف وتطلب الفدية منهم، مشيرا الى خطف ابن اخ مسؤول سوري اتصل قائلا ان الخاطفين يضربون طالبا توقف عمه عن الظهور في التلفزيون. ويرى فيسك ان الحرب في سورية تتغير، حيث يعمد كل طرف على تغيير اساليبه لاعتقاده انها طويلة ولن تتوقف في القريب العاجل. ويقول ان كتابا سوريين مقربين من الجيش ولكنهم يلتقون ايضا قادة المعارضة هم مصدر هذا التغير. ويقول فيسك ان الجيش السوري لا يتحمل الآن فقدان اي جندي لان مقتله يترك فراغا من الصعب ملؤه. وحتى لو وجد الجنود فان التحايل والتهرب من الجندية اصبحت معلما في حد ذاته، كما ان مجندا جديدا غير مدرب لا يعادل من قضى اوقاتا طويلة في الميدان. ومن هنا بدأ قادة الجيش يعتمدون على الوحدات القتالية الخاصة المكونة من 60 شخصا، خلافا للتكتيك السابق حيث كان يعتمد على كتائب بكاملها. فالجيش السوري لا يواجه فقط قوات من المعارضة العلمانية المفضلة للغرب بل مقاتلين اسلاميين من جبهة النصرة المسلحين بعتاد جيد.

مثلث ادلب

يواجه الجيش السوري نفس المشكلة التي واجهت الامريكيين في العراق سابقا، اي السيطرة على نفس المنطقة التي اخرجوا منها المقاتلين في السابق، فمثلا استعاد الجيش دوما قرب دمشق من المقاتلين ثلاث مرات في خلال 18 شهرا الماضية وعاد المقاتلون اليها خلال شهر حسب جندي سابق في القوات الخاصة، حيث قال ‘في الماضي كان الجيش الحر يقول انه انسحب تكتيكيا، ولم يعد الوضع كهذا فالجهاديون جاءوا ليموتوا’.

ويشير الى مشاكل الجيش الذي رضي بوضع نقاط تفتيش وحواجز حول المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون الذين سايروا الجيش على خطته، ثم قام المقاتلون في حرستا وقبل ثلاثة اشهر بهجوم قتلوا فيه كل الجنود على نقاط التفتيش هذه مما شكل ضربة قوية للجيش واستراتيجيته. ويشير الى انه منذ ان تبنى الجيش استراتيجية ‘الشجرة’ للدفاع وهي الحفاظ على المدن والشوارع الرئيسية والانسحاب من الارياف، فانه يواجه نفس المشكلة التي واجهها الجيش السوفييتي في افغانستان الذي اكتشف ان الارياف واسعة وفوق قدرتهس للحفاظ على الشوارع الرئيسية مفتوحة.

ويختم بالقول ان الحكومة السورية عملت في السابق مع الاسلاميين الذين تمركزوا في ادلب، حيث كانت سي اي ايه تشير عام 2005 الى ‘مثلث القاعدة’ في ادلب من اكثر المناطق قوة لنقل المقاتلين لداخل العراق.

والساخر في الامر ان مثلث ادلب يقع تحت سيطرة المقاتلين. ويشير الى نكتة في النهاية حيث يقول ان قوات الحكومة كانت تقاتل المعارضة في حرستا من غرفة لغرفة حيث صرخ احد المقاتلين ‘ان كنتم سنة من ادلب تعالوا وانضموا الينا’ فتلقى شتيمة من جندي عن امه، فرد الاخر لم اشتم امك اترك امي لوحدها.

مبايعة جبهة النصرة للقاعدة تثير حفيظة المجموعات الاسلامية في سورية

بيروت ـ ا ف ب: اثار اعلان جبهة النصرة الاسلامية الناشطة في قتال النظام السوري مبايعتها زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري حفيظة المجموعات الاسلامية المقاتلة الاخرى التي وجهت للمرة الاولى انتقادات علنية لهذا التنظيم.

واتت هذه الخطوة غير مسبوقة بعدما سعت هذه المجموعات الى حجب تبايناتها مع الجبهة المتطرفة. لكن مبايعة هذه الاخيرة صراحة للقاعدة فتح باب التباين واسعا.

وقالت ‘جبهة تحرير سوريا الاسلامية’ في بيان الجمعة ‘نحن في سوريا عندما خرجنا وأعلنا جهادنا ضد النظام الطائفي خرجنا لإعلاء كلمة الله وليس لأن نبايع رجلا هنا او رجلا هناك، ونفتئت على بقية اخواننا المجاهدين وشعبنا (…) او ان نفرض عليه شيئا فوق ارادته’.

وتضم الجبهة نحو عشرين لواء وكتيبة ومجموعة اسلامية ممثلة في القيادة العسكرية العليا للجيش الحر. ومن ابرزها لواء التوحيد ولواء الاسلام والوية صقور الشام وكتائب الفاروق التي تعتبر من ابرز المجموعات المقاتلة ضد النظام.

ووجهت الجبهة انتقادات الى الظواهري من دون ان تسميه، مبدية ‘استغرابنا لهذا النهج الحزبي الضيق لاناس بعيدين عن ساحات جهادنا ولا يدركون واقعنا ومصالح ثورتنا المباركة، فيقيمون علينا دولة ونظاما من دون استشارتنا وأميرا لم نؤمره ولا نعرفه ولم نسمع عنه الا في وسائل الاعلام’.

واتى البيان بعد يومين من اعلان زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني، مبايعة الجبهة لزعيم القاعدة ايمن الظواهري، متنصلا في الوقت نفسه من اعلان ابو بكر البغدادي زعيم الفرع العراقي للتنظيم، جمع ‘دولة العراق الاسلامية’ وجبهة النصرة تحت راية ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’.

وفي حين لم يصدر تعليق عن الجبهة السورية الاسلامية التي تعد كتائب احرار الشام مكونها الرئيسي، الا ان ‘الاب الروحي’ للجبهة ابو بصير الطرطوسي، اعتبر ان اي ارتباط مع القاعدة ينعكس بالضرر على الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال ‘الثوابت الاسلامية نحافظ عليها، قيام دولة اسلامية، في سبيل الله، قائدنا محمد، الشريعة (…) لكن المسميات لمجموعات او جماعات تثير العالم على الشام او اهل الشام، اجتنبوها’، وذلك في حديث الاربعاء الى قناة ‘الحوار’ التي تتخذ من لندن مقرا لها.

اضاف ‘لا داعي لان تقول انا انتمي لهذا الاسم واقاتل تحت هذا الاسم. انت لست ملزما به لا شرعا ولا عقلا ولا سياسة، وتعلم انه سيجلب عليك وعلى اهل الشام ضررا، وسيساعد هذا الطاغية من حيث لا تدري’، في اشارة الى الرئيس السوري.

ووجه الطرطوسي في حديثه انتقادات لاذعة الى اسلوب العمليات الانتحارية التي تشكل احدى الوسائل التي تستخدمها النصرة في عملياتها التي استهدفت غالبيتها مقارا امنية وعسكرية.

بحسب ارون لوند، الخبير في النزاع السوري المستمر منذ عامين، تشكل مبايعة جبهة النصرة لطرف غير سوري، موضع الانتقاد الرئيسي الذي تواجهه بها المجموعات المعارضة الاخرى.

ويقول لوكالة فرانس برس ‘هذه نقطة اساسية لانه اذا امكن للنواة الصلبة في النصرة ان تكون مسرورة بمبايعة الظواهري، فان هذا الامر سيصعب عليها استقطاب متعاطفين جددا’.

يضيف ‘ربما يشكل هذا الامر فرصة للمجموعات الاخرى للكف عن الدفاع عن سمعة النصرة’.

وبقيت التباينات بين المجموعات المعارضة المقاتلة والجبهة التي لم تكن معروفة قبل بدء النزاع السوري، مستترة نظرا الى قوة الدفع التي مثلتها ‘النصرة’ في الهجمات الميدانية.

لكن ذلك لم يحل دون حصول مناوشات بين الجبهة ومقاتلين معارضين من كتائب اخرى، لا سيما في منطقة تل ابيض في محافظة الرقة (شمال)، حيث دارت مناوشات بين عناصر الجبهة وافراد من كتائب الفاروق، وهي ايضا اسلامية التوجه.

ويقول الخبير الفرنسي في الشؤون الاسلامية توما بييريه انه ‘بالنسبة الى الاسلاميين السوريين، تعكس تصريحات الظواهري والبغدادي رغبة في ان تتحول جبهة النصرة من مجموعة مقاتلة ضمن مجموعات اخرى، الى +قائد سياسي+ للتمرد، وهذا طبعا امر غير مقبول بالنسبة اليهم (الاسلاميون الآخرون)’.

يضيف ‘للمرة الاولى لدى الاسلاميين لوم ملموس ضد القاعدة في سورية، وهذا يمكن اختصاره بالآتي +من انتم لتعلنوا دولة اسلامية طالما ان الاسد لم يسقط بعد، وعلى وجه التحديد من انتم بتنصبوا انفسكم قادة؟+’.

النظام السوري والمعارضة يتبادلان الاتهامات حول تدمير مئذنة الجامع العمري في درعا

بيروت ـ ا ف ب: تبادل النظام السوري والمعارضة الاحد الاتهام بالمسؤولية عن تدمير مئذنة الجامع العمري في مدينة درعا في جنوب البلاد، والذي يتمتع بقيمة دينية واثرية، وخرجت منه قبل عامين اولى التظاهرات المطالبة برحيل النظام.

وعرض ناشطون معارضون على شبكة الانترنت اشرطة مصورة تظهر تعرض مئذنة الجامع الاثري الواقع في المدينة القديمة بدرعا (والمعروفة بدرعا البلد) للقصف قبل ان تهوي وتتحطم باستثناء قاعدتها.

وقال المجلس الوطني السوري، وهو احد ابرز مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، ‘بالدبابات قصف نظام الهمجية المنفلتة مئذنة الجامع العمري، ليصيب مكانا حافلا بالرموز الحضارية والروحية والإنسانية’.

اضاف ‘انه الجامع الذي بناه الخليفة العادل عمر بن الخطاب، ومئذنته التي هدمها جنود الطاغية هي أول مئذنة تبنى في بلاد الشام قاطبة’. واشار الى انه ‘أول مكان احتضن الثورة السورية وهي في مهدها، من ابوابه خرجت الموجة الأولى من مظاهرات العزة والكرامة، وعلى جدرانه سقط أول الشهداء، وعلى بساطه عولج أول الجرحى’.

واعتبر المجلس ان هذه ‘الجريمة النكراء’ تزيد لدى السوريين ‘العزم على الخلاص من نظام لا يمت الى الحضارة والإنسانية بصلة’، داعيا ‘كل عربي ومسلم وكل من ينتمي الى الحضارة الانسانية’ الى مواجهتها ‘بالغضب والاستنكار الشديد والادانة الصادقة’.

وشكلت درعا مهد الاحتجاجات المعارضة للنظام السوري التي اندلعت منتصف آذار/مارس 2011، وفيها خرجت اولى التظاهرات السلمية التي كانت ابرزها تنطلق من المساجد بعد صلاة الجمعة واستخدم النظام القمع في مواجهتها.

واعتبرت لجان التنسيق المحلية ان ‘هذا العمل الهمجي (…) يضيف جريمة جديدة لقائمة جرائم الاسد (…) الذي لم يدمر احجارا فقط، انما دمر تراثا دينيا وتاريخيا يعتز به الشعب السوري’.

واشارت الى ان المسجد ‘قيمة دينية في حد ذاته، وهو رمز سياسي بالغ الاهمية لحركة الثورة السورية كلها، فعلى منبره القى شيخ الثوار احمد الصياصنة اول كلمات الثورة ومن رحابه انطلقت اولى تظاهرات الكرامة والغضب’.

واعتبرت ان ‘بشار الاسد وفريقه الاجرامي، باتوا يشكلون خطرا جديا لكل الوجود الحضاري والانساني على الارض السورية، ومن حق السوريين الدفاع وبكل الوسائل الممكنة عن هذا الوجود وجميع ما ينبع عنه من مفاهيم عميقة وقيم كبرى’.

من جهتها، نقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) بعد ظهر اليوم عن مصدر مسؤول في محافظة درعا قوله ان ‘ارهابيي جبهة النصرة الذي ينتشرون في منطقة درعا البلد هم من استهدف مئذنة الجامع العمري الذي يعد من اقدم المساجد في العالم الاسلامي’.

وقال المصدر ان ‘جميع الادلة تؤكد قيام الارهابيين بتفجير المئذنة’، سائلا ‘كيف تتواجد كاميرات تصوير مستعدة مسبقا لتصوير لحظة سقوط المئذنة؟’.

واظهرت اشرطة فيديو بثت على موقع ‘يوتيوب’ تعرض المئذنة لقصف متكرر خلال الايام الماضية.

وتبدو المئذنة وهي تهوي قبل ان يتصاعد من ركامها غبار كثيف، في حين تعالت صيحات رجال لا يظهرون في الشريط، وهم يهتفون ‘الله اكبر، الله اكبر’.

ويسمع المصور وهو يقول ‘قوات الاسد تقوم بهدم مئذنة الجامع العمري’. يضيف ‘عمر بن الخطاب بنى هذا المسجد رضي الله عنه، وبشار الاسد لعنه الله هدمه’.

ويعود تاريخ بناء المسجد الى القرن السابع ميلادي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وبايعاز منه. كما خضع مرارا لعمليات ترميم.

مبادرات موسكو وواشنطن للحل السلمي تحبس المعارضة السورية في خانة اليك

بهية مارديني

تلوح بوادر توجّه أممي لإصدار قرار جديد يعيد الأزمة السورية إلى سكة الحلّ السياسي بحسب خطة جنيف للمرحلة الانتقالية، لكن الفيتو الروسي سيكون بالمرصاد، وكذلك تشتت الائتلاف المعارض الذي لا يملك قرار الذهاب إلى الحوار لأن لا تأثير ميداني له.

بهية مارديني من لندن: بعد أخذ ورد في موضوع التسليح الغربي للمعارضة السورية، وما بين الوعود والاجتماعات للبحث عن إمكانية تسليحها على طريق الحسم العسكري في معركتها ضد النظام، وفي ظل انسداد أفق الحل السياسي، تبدو هذه المعارضة عاجزة عن الخوض في المسارين معًا.

وبحسب ما جرى في اجتماعات دول الثماني، فشلت المعارضة في إقناع المجتمع الدولي بتسليحها نوعيًا، فحسم وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله الأمر، متحفظًا على هذا التسليح.

وقال: “أنا متحفظ إزاء موضوع التوريد المباشر للأسلحة إلى سوريا، لأنني لا أرى حتى الآن كيف يمكن منع وصول تلك الأسلحة إلى الأيدي الخطأ”، لافتًا إلى أن الحل السياسي هو الحلّ الجيد للمسألة السورية.

سعي أميركي روسي

في الإطار عينه، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده، وبالاتفاق مع الولايات المتحدة، ستسعى إلى حمل المعارضة السورية على تشكيل فريق لإجراء مفاوضات مع الحكومة السورية. ولفت إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد أنه سيرفد المسعى الروسي لتحقيق هذا الهدف.

وبالرغم من التسريبات، التي تقول إن جماعة الإخوان المسلمين داخل الائتلاف الوطني المعارض ترفض الحوار والحل السياسي، بادرت هذه الجماعة إلى نشر بيان توضيحي مفاجىء، على موقعها الالكتروني، أكدت فيه أنها لا تملك أي فصيل مسلح داخل سوريا، وأنها مع الحل السياسي، الذي يعيد بناء المجتمع المدني الموحد، على قاعدة السواء الوطني، وتتمثل أطرافه في كل القوى المكونة للشعب السوري، وليس منها أحد يمثل القاتل أو من يمت إليه بصلة.

قرار أممي جديد

في موازاة ذلك، تلوح بوادر مشروع قرار عن الأزمة السورية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ترعاه قطر، بالتعاون مع السعودية وبريطانيا وفرنسا، ويتردد أنه يلقى دعم الولايات المتحدة، بغية مباركة قرارات جامعة الدول العربية الأخيرة منح الائتلاف الوطني مقعد سوريا في الجامعة العربية، باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري.

ويطالب القرار كل الأطراف السوريين بالعمل مع الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي من أجل تنفيذ الخطة الإنتقالية الواردة في بيان جنيف، بطريقة منفصلة عمّا جرى في الماضي. كما يطلب من أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون توفير الدعم والمساندة اللازمين لتطبيق هذه الخطة الانتقالية.

إلا أن الخارجية الروسية أكدت أن موسكو لن تؤيد القرار الأممي، وستصوّت ضده، معتبرة أن صانعي هذا القرار يسعون إلى التوصل عبر الجمعية العامة إلى أهدافهم الأحادية، المتمثلة في إسقاط النظام، مع تجاهل التداعيات الإقليمية والسياسية لهذا السيناريو.

خلافات متصاعدة

تضع هذه التحركات السابقة المعارضة السورية في خانة اليك، فالائتلاف الوطني غير جامع، ولا يبدو ناويًا أن يكون جامعًا، بالرغم من تصريحات رئيسه معاذ الخطيب عن الرغبة في توسيعه، إذ أكد أكثر من حزب وهيئة خارج الائتلاف عدم وجود أي اتصالات جدية بينهم وبين قادته.

إضافة إلى ذلك، الائتلاف مرهق بسبب الاختلافات السياسية في داخله، حتى لو حاول البعض تجاهلها، وبسبب خلافه مع الجيش الحر، كما بدا أخيرًا في وسائل الإعلام من بيانات متلاحقة على هامش تعيين غسان هيتو رئيسًا لحكومة المعارضة.

أمراء حرب

تزيد هذه الأنباء السوريين حنقًا على المعارضة، التي تتحرك تبعًا للخطوات الدولية، ببطء تارة، وجمود تارة أخرى، بينما اللغة الوحيدة داخل البلاد هي القتل والتدمير والمجازر، وبينما تزداد أساليب الأسد بشاعة مع كل تراجع عسكري تمليه الضربات الموجعة التي يوجّهها الجيش الحر، والانتصارات التي يحققها على الأرض، وتقوى شكيمته مع كل بيان يصدره أيمن الظواهري أو قادة جبهة النصرة.

ويبدو الوضع ذاهبًا باتجاه الأسوأ، ولا حلّ يلوح في الأفق قريبًا. فالنظام ماض في حله العسكري عبر القصف والقتل والترويع وتشويه جثث الشهداء، وقد أفرزت السنتين الماضيتين فرقًا من الشبيحة ورجال الأمن، الذين من مصلحتهم استمرار الفوضى، وسط أنباء عن تنازعات مالية بين ضباط كبار، وظهور أمراء حرب وتجار مخدرات ومافيات تهريب آثار.

وهم الحوار

يرى معارضون أن الائتلاف يبدو واهمًا أو يريد أن يتوهم بأنه يعمل من أجل حوار من الممكن أن ينجح، أو تفاوض من شأنه أن يثمر. كما إن هناك ممن يتحركون في الداخل من شأنهم أن يحبطوا مثل هذا الحوار.

هكذا، يتلخص الوضع بمعارضة غير قادرة على لمّ صفوفها، حتى إن اتجهت نحو الحوار والتفاوض والحلّ السياسي، وجلست على طاولة ترسم معالمها كلّ من واشنطن وموسكو. فلن تستطيع السيطرة على الفصائل المقاتلة على الأرض، لأنها لا تملك زمامها، وإن دعت إلى وقف القتال في وجه النظام، فلن يسمعها أحد.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/805927.html

معركة دمشق آتية لكنها ليست وشيكة

عبدالاله مجيد

يجاهد النظام السوري ليوحي بأن الحياة طبيعية في عاصمته دمشق، لكن دوي القصف المستمر وانفجار السيارات المفخخة يطيحان بكل جهوده. ويعيش الدمشقيون على أمل حصول حلّ سياسي لأزمة بلادهم قبل أن تصل شرارة المعارك إلى العاصمة فتهدمها، كما حلب.

قد يكون صعبًا تحديد مصدر الصوت، لكن من المستحيل ألا يسمعه أحد أينما كان في دمشق. فطيلة ساعات النهار والليل، يمكن سماع هدير المدافع أو الصواريخ أو الطائرات تدكّ مواقع المعارضة. إنه صوت الحرب، الذي يقترب من العاصمة السورية.

تقع أهداف النظام السوري على قوس، يمتد من ضاحيتي دوما والقابون في الشمال، حيث قال فصيل معارض إن عشرة أطفال قُتلوا في غارة جوية يوم الأحد، إلى داريا في الجنوب، حيث خلّف هجوم يوم الجمعة عمودًا من الدخان الأسود فوق التضاريس المغسولة بأشعة الشمس. وقالت وسائل إعلام النظام إن أوكارًا إرهابية فقط أُصيبت في الهجوم.

اعتادوا الدويّ

بعد ما يربو على عامين من الأزمة السورية، أطول الانتفاضات العربية وأشدها دموية، أصبح تجاهل صوت الموت والدمار هو الوضع الطبيعي في دمشق. فالقابون لا تبعد إلا 20 دقيقة عن وسط العاصمة السورية. وما زال بالإمكان رؤية رجال يستظلون أشجار النخيل، ويدخنون الشيشة في إحدى الحدائق، وأطفال يلعبون بين الزهور، وأزواج يتبادلون الحديث على المصاطب، فيما يخترق سكون العاصمة دوي الانفجارات الشديدة على بعد كيلومترات قليلة، ويتصاعد الدخان بين المآذن المرتفعة. ولكن يبدو كأن الدمشقيين لا يلاحظون ذلك.

وقال جورج، وهو فني متخصص في تكنولوجيا المعلومات، من قرية ساحلية ذات غالبية علوية، إن المرء يعتاد مثل هذا الوضع. وأضاف لصحيفة غارديان: “لكنك لا تعرف أبدًا ماذا يقصفون على وجه التحديد”. فعادة ما يتضح الموقع المستهدف من أشرطة الفيديو، التي يبثها إعلام المعارضة على يوتيوب، وتعرض مباني متضررة وجثثًا وصوتًا معلقًا يحدد المكان والتاريخ، مرددًا عبارة “الله أكبر”.

على ما يرام

النظام يعمل جاهدًا للإيحاء بأن الوضع طبيعي في عاصمته المحصنّة. وقال ضابط في الجيش النظامي: “كل شيء هنا على ما يرام، لكن علينا أن نضرب الإرهابيين والمتطرفين”.

ونقلت غارديان عن مسؤول سوري، هاجم مقاتلو المعارضة منزله في داريا، قوله: “لو كنتُ خائفًا، لأغلقتُ بابي، وبقيت في الداخل، ولكن عليّ أن أعمل، وأنا لستُ خائفًا، وإذا لم أدافع عن بلدي فمن يدافع عنه؟”.

لكن مواطنين آخرين لا يتكلمون بلغة التحدي هذه في أحاديثهم الخاصة. وفي وسط إحدى البلدات، قال صاحب متجر بحزن إن طفلته تصرخ عند سماعها صوت القصف.

وتخشى زينة، وهي طالبة في عشرينياتها، أن تفقد إحساسها بالمعاناة، وربما بالخطر أيضًا. قالت: “في البداية، أي حين بدأت الانفجارات في العام الماضي، كانت تنتابني الكوابيس، لكنني الآن أستطيع النوم بالرغم من كل الأصوات”.

الخطر داهم

تزداد المخاطر في وسط العاصمة. ففي ساحة السبع بحرات، الواقعة في منطقة دمشقية تعتبر آمنة نسبيًا، انفجرت سيارة مفخخة الاثنين الماضي، متسببة في وقوع أضرار مادية بمبنى البنك المركزي الذي إسودَّت واجهته وتحطمت نوافذه من جراء الانفجار.

وأُلصقت على الجدار المقابل لافتات تنعي اثنين من الضحايا الخمسة عشر، الذين قُتلوا في الانفجار، هما محمد الصوفي ومنال الطحان. ويتجول شبيحة مسلحون بالرشاشات في الساحة، التي كثيرًا ما كانت تشهد اجتماعات حاشدة تأييدًا للنظام، يُنقل إليها الموظفون بالحافلات، مرددين هتافات تحت لافتات عملاقة تحمل صور بشار الأسد.

لم يكن انفجار ساحة السبع بحرات أسوأ ما تعرّضت له دمشق مع تردّي الوضع في الأشهر الأخيرة. ففي شباط (فبراير)، أفادت تقارير عن مقتل 80 شخصًا، بينهم تلاميذ قرب مقر حزب البعث في منطقة المزرعة. وما زالت الحفرة التي خلفها الانفجار على حالها.

أُلقيت المسؤولية عن هذا التفجير على جبهة النصرة، التي أعلنت انتماءها إلى تنظيم القاعدة، لتصبّ الماء في طاحونة النظام، الذي سعى منذ البداية إلى تصوير الانتفاضة على أنها مؤامرة، ينفذها إسلاميون متطرّفون وإرهابيون بدفع من دول عربية وغربية.

اختراق الطوق

صار سقوط قذائف الهاون سمة جديدة من سمات الحياة في دمشق خلال الأسابيع الماضية، تُطلق من مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وضعوا العاصمة في مرمى مدافعهم، ما ينذر بمزيد من سفك الدماء. فهذه القذائف قتلت 15 طالبًا في مطعم كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق في 28 آذار(مارس) الماضي، ويُعتقد أن الهدف المقصود كان مبنى حكوميًا.

وكان النظام كثف إجراءاته الأمنية منذ تفجير مبنى الأمن القومي في تموز (يوليو) 2012، ومقتل أربعة من قادته العسكريين والأمنيين. وتنتشر اليوم حواجز أسمنتية مطلية بألوان العلم السوري لحماية المباني الحكومية، بوصفها أهدافًا بديهية.

ونقلت صحيفة غارديان عن دبلوماسي غربي قوله إن النظام تمكن من إقامة طوق فولاذي حول دمشق، “لكن الاختراقات بدأت تحدث في الطوق لسبب ما، وهذا ينقل واقع الحرب إلى العاصمة”.

ويعني هذا كله أن التنقل بات صعبًا، ويستغرق وقتًا طويلًا. فحواجز التفتيش تعطّل حركة المرور. ولا يستطيع استخدام الممرات السريعة لتفادي الانتظار إلا من يحمل تراخيص أمنية خاصة.

الصيف الحار

يحذر السوريون من أن الكثير من سائقي سيارات الأجرة يكتبون تقارير للمخابرات، وأن الثرثرة يمكن أن تؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه. ويبدو من الأسلم الاكتفاء بالتحدث عن الطقس وأجواء الربيع المعطرة بشذى الياسمين على خلفية مثل هذا الصورة السياسية والأمنية القاتمة.

لكن من الصعب تفادي السؤال، الذي يدور في أذهان الجميع، وهو ما إذا كانت معركة ستندلع من أجل دمشق، على غرار المعركة التي ألحقت أضرارًا فادحة بمدينة حلب. وتبدو بعض مناطق العاصمة من الآن وكأنها ساحة حرب. فأفخر فنادقها مهجور، بالرغم من استخدام العديد من غرفه مكاتب لوكالات الأنباء الأجنبية، وتتكدس الخوذ الزرقاء والستر الواقية من الرصاص في صالة الاستقبال، وهي من مخلفات مراقبي الأمم المتحدة مع سياراتهم البيضاء مركونة وراء حواجز أسمنتية في الخارج. وتقفر شوارع دمشق بعد الساعة التاسعة مساء.

خلصت صحيفة غارديان إلى أن معركة دمشق آتية، ولكنها ليست وشيكة، فربما تحصل في الصيف، كما يتوقع البعض، بعدما تكون قوات المعارضة قد عززت مكاسبها في الجنوب. ويرى آخرون أنه من المستبعد أن يُعقد النصر الحاسم لأي طرف، مراهنين على حلّ سياسي يُفرض من الخارج. ولكن قلة من الدمشقيين تتوقع تحسنًا في الوضع.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/805896.html

مراقب الإخوان في سوريا يدعو «النصرة» إلى الابتعاد عن الولاءات الخارجية

في رد فعله على مبايعة الجبهة للظواهري الائتلاف السوري ناشدها الحفاظ على مكانها في الصف الوطني

لندن: «الشرق الأوسط»

دعا المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة (أبو حازم) في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» عناصر «جبهة النصرة» إلى «الابتعاد عن الولاءات الخارجية، والتعاون من كل فصائل الشعب السوري على الأرض». وقال الشقفة: «ندعو أبناء (النصرة) إلى وضع خطط مشتركة مع القوى الثورية لإنهاء نظام الطاغية المستبد». وأكد أن «أبناء (النصرة) هم من أبناء الشعب السوري، وهناك قلة جاءوا من الخارج انضووا تحت راية (النصرة)». وقال إن «سوريا سيحررها أبناؤها إن شاء الله، وليس (القاعدة) هي التي ستحرر أراضينا». وعن أعداد عناصر «النصرة» الذين جاءوا من الخارج، قال: «من الصعب في مثل هذه الظروف تحديد أعدادهم». بعد تأخر طال أربعة أيام، جاءت ردود فعل أطراف المعارضة السورية رافضة لقرار جبهة النصرة يوم الأربعاء الماضي، مبايعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. من جانبه عبر الائتلاف الوطني السوري عن رفضه «كل ما يمس بتطلعات الشعب السوري أو يتجاوز أهداف ثورته العظيمة ومبادئها، ويستنكر كل موقف أو اتجاه يرفض حرية الفكر والرأي والاعتقاد أو يصادر حق السوريين في تقرير مستقبلهم»، وقال الائتلاف الوطني في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إنه «ينظر بمنتهى الريبة إلى الرسائل والبيانات التي صدرت في الآونة الأخيرة حاملة تصورات وأفكارا لا تتوافق مع الحقائق التاريخية والاجتماعية والفكرية لشعب تضرب حضارته جذورا تعود إلى آلاف السنين». ويجد الائتلاف أن «من صميم واجبه ومسؤوليته أن ينبه إلى خطورة ما تضمنته تلك الرسائل والبيانات من نقاط، متمنيا من كتائب (جبهة النصرة) أن تحافظ على مكانها في الصف الوطني السوري، وأن تتابع بذل جهودها في محاربة النظام الأسدي، ودعم حرية الشعب السوري بكل أطيافه».

وأضاف الائتلاف في بيانه أن «العديد من أعضاء الائتلاف الوطني عبروا في ما سبق عن رفضهم لقرار وضع جبهة النصرة على لائحة الإرهاب الأميركية، وأصروا على اعتبارها جزءا من الجانب المسلح الذي فرضته وحشية النظام على الثورة السلمية. لكننا في الائتلاف الوطني السوري نعتقد أن أي سلوك يتناقض مع خيارات الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة لن يخدم سوى نظام (بشار) الأسد، وسيلحق الضرر بثورة السوريين وبحقوقهم ومصالحهم، وعليه فإنه سيعتبر سلوكا مرفوضا بالمطلق، من قبل الائتلاف الوطني السوري ومن قبل الشعب السوري على السواء». واختتم الائتلاف بيانه بالقول «خرج السوريون في مارس (آذار) من عام 2011 مطالبين بالحرية ودولة العدل والمساواة، دولة حرية العقيدة وحرية الفكر وحرية التعبير، وهي الغاية التي يطمحون لها».

وأما «جبهة تحرير سوريا الإسلامية» فقالت في بيان الجمعة «نحن في سوريا عندما خرجنا وأعلنا جهادنا ضد النظام الطائفي خرجنا لإعلاء كلمة الله وليس لأن نبايع رجلا هنا أو رجلا هناك، ونفتئت على بقية إخواننا المجاهدين وشعبنا، أو أن نفرض عليه شيئا فوق إرادته». وانتقدت الجبهة الظواهري من دون أن تسميه، مبدية «استغرابنا لهذا النهج الحزبي الضيق لأناس بعيدين عن ساحات جهادنا ولا يدركون واقعنا ومصالح ثورتنا المباركة، فيقيمون علينا دولة ونظاما من دون استشارتنا، وأميرا لم نؤمره ولا نعرفه ولم نسمع عنه إلا في وسائل الإعلام».

وفي حين لم يصدر تعليق عن الجبهة السورية الإسلامية التي تعد كتائب أحرار الشام مكونها الرئيس، فإن الزعيم الروحي أبو بصير الطرطوسي اعتبر، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية، أن أي ارتباط مع «القاعدة» ينعكس بالضرر على الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال إن «الثوابت الإسلامية نحافظ عليها: قيام دولة إسلامية، في سبيل الله، قائدنا محمد، الشريعة. لكن المسميات لمجموعات أو جماعات تثير العالم على الشام أو أهل الشام، اجتنبوها».

المجموعات الإسلامية المقاتلة في سوريا

اثنتان منها معتدلتان والثالثة تربط نفسها بـ«القاعدة»

بيروت : «الشرق الأوسط»

تنتمي المجموعات الإسلامية الأساسية التي تقاتل ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى تيارات مختلفة، منها المستقل والقريب من الإخوان المسلمين وصولا إلى السلفيين والمقاتلين «الجهاديين» المنتمين إلى جبهة النصرة التي بايعت زعيم تنظيم القاعدة أنور الظواهري. ويبلغ عدد هذه الجبهات 3 هي:

– جبهة تحرير سوريا الإسلامية تشكلت هذه الجبهة المؤلفة من 20 لواء وكتيبة، في سبتمبر (أيلول) 2012. وتضم مجموعات قريبة من جماعة الإخوان المسلمين المعارضة، كلواء التوحيد الذي يعد أبرز المجموعات المعارضة المقاتلة في محافظة حلب شمال سوريا. كما تنتسب إليها مجموعات إسلامية مستقلة مثل كتائب الفاروق الناشطة في حمص (وسط) والمناطق القريبة من الحدود التركية.

ويرتبط عدد كبير من هذه المجموعات بالجيش السوري الحر الذي يشكل مظلة لغالبية المقاتلين المعارضين للنظام السوري. – الجبهة السورية الإسلامية تعد هذه الجبهة التي تشكلت في ديسمبر (كانون الأول) 2012، الأصغر في المجموعات الإسلامية لكنها أكثر تنظيما وهيكلة من «جبهة تحرير سوريا الإسلامية». وتتوزع هذه الجبهة ذات التوجه السلفي في مختلف الأراضي السورية، وتقودها كتائب أحرار الشام.

وأدت الجبهة دورا مهما في السيطرة على مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب شمال غرب سوريا في يناير (كانون الثاني) الماضي، إضافة إلى دور محوري في السيطرة على مدينة الرقة (شمال) في مارس (آذار) الماضي.

وتؤكد الجبهة سعيها للوصول إلى دولة مرتكزة على الشريعة الإسلامية. وفي حين تضم الجبهة عددا من المقاتلين الأجانب، إلا أن قادتها هم سوريون ويشددون على أنهم مرتبطون حصرا بالنزاع في سوريا.

– جبهة النصرة هي المجموعة الإسلامية الأكثر شهرة في سوريا، لكنها ليست الأكبر حجما. تنتمي الجبهة إلى تيار «الجهاد العالمي». وفي حين تشدد المجموعات الإسلامية الأخرى على أن اهتمامها محصور بالقتال في سوريا، أعلنت هذه الجبهة يوم الأربعاء الماضي مبايعتها زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

غارات تستهدف قريتين كرديتين بالحسكة.. والمعارضة تحمل النظام مسؤولية استهداف «العمري»

دمشق: سيارة «إرهابية» استهدفت مركزا أمنيا بحلب وأوقعت 18 جريحا بينهم 3 صحافيين

بيروت: «الشرق الأوسط»

في تطور لافت أمس، شنت القوات السورية النظامية، غارات جوية على قريتين كرديتين متجاورتين في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، وفق ما أعلنه ناشطون معارضون، مما أدى إلى مقتل قرابة 26 شخصا وجرح عشرين آخرين على الأقل.

وذكر ناشطو «شبكة شام» المعارضة أن الغارة أسفرت عن سقوط 17 قتيلا في قرية تل حداد الكردية وإصابة 20 جريحا، بينما قتل 9 آخرون وأصيب عدد من الجرحى، في قرية مجاورة. وتقع البلدتان، جنوب مدينة القحطانية بمحافظة الحسكة.

وفي سياق متصل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 16 شخصا على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان، قتلوا في الغارة التي استهدفت تل حداد.

وفي مدينة حلب، كبرى مدن الشمال السوري، استهدف مقاتلون معارضون أمس حاجزا نظاميا في حي الفرقان، غرب المدينة، وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، مما أدى إلى إصابة 18 شخصا بجروح بينهم ثلاثة صحافيين سوريين. وأعلن التلفزيون السوري الرسمي أن «هجوما انتحاريا» استهدف مركزا أمنيا في مدينة حلب، مما أسفر عن إصابة مراسله في حلب شادي حلوة والمصورين يحيى موصللي وأحمد سليمان في «عمل إرهابي جبان»، قال إنه «كان محاولة هجوم بسيارة مفخخة يقودها إرهابيان انتحاريان على أحد المراكز الأمنية بحلب، وتم قتل الإرهابيين وإصابة 18 بينهم فريق الأخبار».

وأوضحت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن عناصر من القوات النظامية «اعترضوا سيارة الإرهابيين المفخخة قبل نحو 500 متر من المقر الأمني، وتمكنوا من قتل أحد الانتحاريين، بينما قام الآخر بتفجير السيارة»، من دون أن تحدد المركز الأمني المستهدف.

وتزامن هذا الهجوم مع إعلان «الجيش السوري الحر» السيطرة على حاجز استراتيجي في مدينة القصير في حمص، المجاورة للحدود اللبنانية، وذلك بعد اشتباك مع حزب الله. وأكد قياديون في «الجيش الحر» استهداف مواقع تابعة لحزب الله داخل الأراضي السورية في القصير، لا سيما قرى زيتة والعقربية وحاويق والفاضلية ومواقع له خارج سوريا من جهة الحدود اللبنانية، عقب اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وعناصر من قوات النظام وحزب الله وصفها ناشطون بأنها «الأعنف منذ بدء الثورة السورية».

ويواصل «الجيش الحر» اتهام عناصر من حزب الله بالقتال في سوريا إلى جانب القوات النظامية، ويشيع الحزب بين الحين والآخر عناصر حزبية وسط تكتم شديد، يعلن أنهم قضوا خلال أداء «واجبهم الجهادي». وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد برر في وقت سابق مشاركة عناصر من حزبه بالقتال في سوريا بقوله إنهم يدافعون عن القرى الشيعية الحدودية.

إلى ذلك، اتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتدمير مئذنة الجامع العمري، في مدينة درعا، الواقعة جنوب سوريا، وهو ما أثار غضب السوريين نظرا لما يتمتع به الجامع من قيمة دينية وأثرية، حيث يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع الميلادي، عدا رمزية هذا الجامع، باعتبار أن أولى شرارات الثورة السورية انطلقت منه في منتصف شهر مارس (آذار) 2011.

وبث ناشطون معارضون على الإنترنت أمس أشرطة مصورة تظهر تعرض مئذنة الجامع الأثري للقصف قبل أن تهوي وتتحطم. وأعلن «المجلس الوطني السوري» أن «نظام الهمجية» قصف بالدبابات مئذنة الجامع العمري، ليصيب «مكانا حافلا بالرموز الحضارية والروحية والإنسانية»، موضحا أن المئذنة هي المكان الأول الذي «احتضن الثورة السورية وهي في مهدها، ومن أبوابه خرجت الموجة الأولى من تظاهرات العزة والكرامة، وعلى جدرانه سقط أول الشهداء، وعلى بساطه عولج أول الجرحى».

وشدد المجلس، في بيان صادر عنه، على أن هذه «الجريمة النكراء» تزيد لدى السوريين «العزم على الخلاص من نظام لا يمت إلى الحضارة والإنسانية بصلة»، داعيا «كل عربي ومسلم وكل من ينتمي إلى الحضارة الإنسانية إلى مواجهتها بالغضب والاستنكار الشديد والإدانة الصادقة».

من ناحيتها، وصفت «لجان التنسيق» المحلية في سوريا هذا العمل بـ«الهمجي» لأنه يضيف «جريمة جديدة لقائمة جرائم بشار الأسد الذي لم يدمر أحجارا فقط، إنما دمر تراثا دينيا وتاريخيا يعتز به الشعب السوري». وأشارت إلى أن «الأسد وفريقه الإجرامي باتوا يشكلون خطرا جديا على كل الوجود الحضاري والإنساني على الأرض السورية، ومن حق السوريين الدفاع وبكل الوسائل الممكنة، عن هذا الوجود وجميع ما ينبع عنه من مفاهيم عميقة وقيم كبرى».

ميدانيا، عاودت القوات النظامية أمس قصفها العنيف على أحياء القابون ومخيم اليرموك وجوبر والقدم والحجر الأسود في أطراف دمشق، مستخدمة المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وسط اشتباكات عنيفة، فيما أفاد ناشطون معارضون «استمرار وصول التعزيزات العسكرية إلى مدخل مدينة داريا».

ونجحت القوات النظامية أمس في فك الحصار عن معسكرين كبيرين في محافظة إدلب هما وادي الضيف والحامدية، حيث كان مقاتلو المعارضة يحاصرونهما منذ أشهر. وذكر المرصد السوري أن «القوات النظامية فكت الحصار عن المعسكرين، إثر التفاف جنود القوات النظامية في بلدة صهيان على مقاتلي الكتائب المقاتلة في بلدة بابولين». وأفاد بتوجه شاحنتين عسكريتين «تحملان مواد غذائية وجنودا نظاميين، من صهيان إلى معرحطاط، وذلك للمرة الأولى منذ شهرين». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن قوله إن القوات النظامية «باتت تسيطر على هضبتين على جانبي الطريق الدولي في بابولين وحيش، مما أتاح لها إرسال إمدادات للمعسكرين الواقعين إلى الشمال من البلدتين المذكورتين».

“الجيش الحر” يعترف بقصف لبنان: نردُّ على “حزب الله”

تحت القصف السوري لبلدات لبنانية حدودية، من بينها بلدة القصر في قضاء الهرمل، بادرت السلطات اللبنانية إلى عقد اجتماع أمني وزاري سريع في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس ميشال سليمان، خرج بنتيجة مفادها تقديم شكوى لبنانية إلى مجلس جامعة الدول العربية ضد الخرق السوري. إلا أن الميدان لا يزال أقوى من حديث صالونات السياسة، فالصواريخ السورية لا تزال تسقط على القرى اللبنانية في ظل تراشق للاتهامات حول الجهة التي تقف خلف القصف، ما بين النظام السوري والمعارضة المسلّحة.

في هذا المجال رجّح مصدر ميداني في بلدة القصر أن يكون مصدر القصف مواقع “الجيش السوري الحرّ” الموجودة في ريف القصير في حمص”، لافتاً في تصريح إلى موقع “NOW” إلى أنَّ “الاحتمالات مفتوحة لتدهور أمني واسع على طول الحدود”.

مصدر أمني مطّلع أوضح من جهته لـ”NOW” أن “صاروخين جديدين سقطا في محلة إبش القريبة من الحدود السورية، والواقعة إلى جانب بلدة القصر في الهرمل”، من دون الإفادة عن وقوع أي أضرار، بعكس ما حصل باليومين الماضيين.

أحد فعاليات بلدة القصر المقرّب من “حركة أمل”، قال في حديثٍ إلى “NOW”، إنّ “عدداً كبيراً من الصواريخ سقط في الأحراج”، موضحاً أنَّ “ما تناقلته وسائل الإعلام هو عدد الصواريخ الذي سقط بين المنازل”، وأضاف: “في حال لم تأخذ الدولة أي موقف فإنّ أهالي القصر مضطرون للدفاع عن أنفسهم”، مؤكِّداً أنَّ “الصواريخ التي تسقط يطلقها الجيش الحرّ من قرية اسمها صقرجة في سوريا”.

واعتبر المصدر عينه أن الكلام عن وجود مقاتلين من “حزب الله” هو “لتوريط أهل البلدة وللتبرير لا أكثر ولا أقل”، وتابع: “عندما يريد “حزب الله” القتال فهو يذهب إلى الداخل السوري، لكن الوضع على ما يبدو ليس عسكرياً بحتاً، بل هو عسكري يميل إلى السياسي، وإلا لأخَذَ منحى آخر”. واتّهم المصدر المعارضين بأنهم “يريدون استدراجنا الى الدخول في صراع معهم، ويبدو أننا “سنأكل الكفّ”، إذ عندما يُحاول طرف أن يُصدّر مشكلته سيتفاقم الوضع وسيخرب البلد”. وسأل: “كيف يمكن المحافظة على البلد؟ فإن بدأت بالقصر لا أحد يعلم أين ستنتهي”.

وإذ لفت إلى أنَّ لهذه الصواريخ رسائل محددة، قال المصدر المقرّب من “أمل” إن”من الضروري ان يتدخل الجيش لأنه يحدّ من المشكلة”، وأكَّد أنه إلى الآن “لم يتم الردّ على مصادر النيران، لا من أهل القصر ولا من الجيش”. ورأى أنَّ من أطلق الصواريخ “يريد استفزازنا وكانوا ينتظرون ردّة فعل قوية من قبل القصر، لكنّ هناك وعياً من قبل الجميع، إنما في حال تطورت الأمور أكثر لا أحد يمكنه ردع أحد”.

في المقابل ردَّ المنسق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحرّ لؤي المقداد على الاتهامات الموجّهة لجماعته، وقال في حديثٍ إلى موقع “NOW”: “نحن حذَّرنا، وفي الوقت عينه قدّمنا مبادرة؛ حذَّرنا من أنَّ الجيش الحرّ سيردّ على مصادر النيران، وكان واضحاً هدفنا ألا وهو مرابض المدفعية ومنصّات إطلاق الصواريخ فقط، وبالوقت نفسه قدّمنا مبادرة إلى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية (ميشال سليمان) طالبناه بنشر الجيش اللبناني وبسحب مقاتلي “حزب الله” وراجمات صواريخهم من المناطق الحدودية، بالمقابل ينسحب “الجيش السوري الحرّ” من المناطق الحدودية السورية الموجود فيها باتجاه العمق السوري، ونعلن هدنةً ووقفاً لإطلاق النار ولا نجرّ المنطقة كلها الى هذا البلاء”.

وأضاف المقداد: “نحن حالياً ما زلنا نقول إنه من حقّنا الدفاع عن أنفسنا والردّ على مصادر النيران، لكن يجب أن يعلم اللبنانيون أن النظام السوري دخل على الخط، بمعنى أن أي عملية ردّ من “الجيش السوري الحرّ” على مرابض المدفعية أو مصادر النيران، فإنّ النظام السوري سيلجأ إلى قصف عشوائي من مواقع يسيطر عليها باتجاه المناطق اللبنانية لإيقاع مدنيين شهداء ويتهم الجيش السوري الحر بها”.

وإذ أكَّد المقداد أنَّ “الجيش السوري الحرّ لن يستهدف أي مدينة أو قرية أو منزل أو أي مكان مدني ولن يردّ إلَّا على مصادر النيران”، قال: “ليتفضّل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية والحكومة اللبنانية بنشر الجيش وسحب مقاتلي “حزب الله” وراجماته ووقف قتله للشعب السوري، والجيش السوري الحرّ مستعد لأي مبادرة لنشر أي نوع من القوات يريدونها، عربيةً، دولية، إسلامية، مسيحية، بوذية، التي يريدونها”. وأضاف: “نحن على استعداد للقبول بأي قوات توقف قتل السوريين. نحن نفضّل نشر الجيش اللبناني لكن في حال تعذّر ذلك ليتفضلوا ويختاروا أي قوات يريدون نشرها لوقف قتل الحزب للسوريين وقصفه من العمق اللبناني واحتلاله للقرى السورية، ويكفينا المجازر التي يرتكبها الحزب بالشام ولا داعي ليعمّمها على كل المناطق السورية”.

وتابع: “حزب الله في الـ72 ساعة الأخيرة شنّ هجوماً هو الأعنف من نوعه بقذائف المدفعية وصواريخ “مورتر”، ولم يترك سلاحاً إلا وقصفَنا به، حتى أنّه قصف بالـ”كاتيوشا” ونحن ردّينا على مصادر النيران، لكن القذائف التي سقطت في المناطق اللبنانية أطلقها النظام تزامناً مع قصف الحزب للعمق السوري وردّ الجيش الحرّ؛ النظام استهدف بلدة القصر ليوقع شهداء مدنيين”. وأكَّد “وجود مرابض مدفعية في منطقة حوش السيد علي، وفي مرتفعات الهرمل وفي القرى الـ8 التي احتلّها الحزب داخل سوريا”، مُشدداَ على أن “كل ما نطلبه هو وقف هذا الموضوع، لأن النظام والحزب يريدان أن يحوّلا هذه المنطقة إلى ساحة صراع مثل الذي جرى بالأمس”.

وختم المقداد: “نعوّل على رئيس الجمهورية اللبنانية أن يأخذ إجراءات لمنع هذه الأعمال، وفي الوقت نفسه ندعو أهالي مقاتلي “حزب الله” إلى الضغط على أبنائهم لعدم الانجرار إلى هذه الفتنة التي يسعى إليها الحزب، وليتذكروا أنهم أهلنا وهذه ثورة حرية وليست ثورة ضد أحد، وليست ثورة طائفية أو فئوية، هي ثورة بوجه (الرئيس السوري) بشار الأسد، (والأمين العام لـ”حزب الله” السيد) حسن نصرالله يريد جرّهم إلى القتال، يريد جرّهم إلى المحرقة، وهذه ليست وجهة سلاحهم، ليعرفوا وجهة سلاحهم الحقيقية وليستشهدوا من أجلها، وليس القتال في الداخل السوري”، كاشفاً أنَّ “قتلى الحزب في الاسبوع الماضي في مناطق الاشتباك داخل دمشق والقصير والقصر هم بالعشرات”.

اشتباكات بين “الحر” وحزب الله بحدود سوريا

                                            لليوم الثاني على التوالي

اندلعت مجددا اشتباكات بين كتائب المعارضة السورية المسلحة التابعة للجيش الحر وعناصر من حزب الله اللبناني في مدينة القصير بريف حمص، بالقرب من الحدود السورية اللبنانية.

وقال ناشطون سوريون إن قتلى وجرحى من حزب الله سقطوا في منطقة تل قادش, خلال الاشتباكات المستمرة لليوم الثاني على التوالي، بعد سيطرة الحزب على عدة قرى داخل الأراضي السورية.

احتجاج لبناني

جاء ذلك بينما رفض لبنان الاعتداءات على أراضيه “سواء أتت من النظام السوري أو المقاتلين المعارضين له”، وقرر رفع مذكرة إلى جامعة الدول العربية بشأن تكرار سقوط قذائف على مناطقه الحدودية.

وقد عقد اجتماع وزاري أمني في القصر الجمهوري بلبنان غداة مقتل شخصين في سقوط قذائف على قرى تعد معقلا لحزب الله في البقاع، مصدرها مواقع لمسلحي المعارضة في الجانب السوري، بحسب تقارير أمنية.

وقال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور إن “أي اعتداء من قبل أي طرف، سواء من الجيش السوري أو أطراف أخرى مرفوض وغير مقبول”.

وقال أبو فاعور إن التوجيه خلال الاجتماع كان واضحا جدا، حيث طلب من وزارة الخارجية توثيق الاعتداءات، ورفع مذكرة للجامعة العربية، وطلب المساعدة في مؤازرة لبنان لوقفها. واعتبر أن سلامة أي مواطن في لبنان “من مسؤولية الدولة حصرا، وأي اعتداء أو قصف مرفوض من أي جهة أتى”.

كما أعلن أن وزارة الخارجية ستقوم بالاتصالات اللازمة “من أجل تحميل الأطراف مسؤولياتها”، وأن القوى الأمنية بدأت إجراءاتها على الحدود من أجل حفظها، مشيرا إلى أن الجيش “لديه الجهوزية والقرار السياسي لحماية المواطنين من أي اعتداء، سواء من هذه الجهة أو تلك”. دون أن يوضح ما إذا كان سيتم الرد على مصادر النار.

ويأتي التحرك اللبناني في أعقاب سقوط صاروخ جديد الاثنين من الجانب السوري في ضاحية قرية القصر الواقعة في منطقة الهرمل المحاذية للحدود، من دون أن يوقع إصابات، فيما تسبب سقوط صواريخ -استهدفت الأحد نفس البلدة وقرية حوش السيد علي القريبة- في سقوط قتيلين وتسعة جرحى.

وقال الجيش اللبناني -في بيان أمس- إن وحداته استنفرت ونفذت انتشاراً واسعاً في المنطقة، كما اتخذت الإجراءات اللازمة لحماية الأهالي، والرد على مصادر الاعتداء بالشكل المناسب.

قلق دولي

من ناحية اخرى, أبلغ الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان -ديريك بلامبلي- المسؤول عن العلاقات الدولية في حزب الله -عمار الموسوي- قلق المنظمة الدولية لما يجري على الحدود اللبنانية السورية.

وقال بلامبلي -في بيان له بعد اجتماعه بالموسوي- إنه بحث معه الحوادث الأخيرة على الحدود بين سوريا ولبنان, موضحا تأكيد الأمم المتحدة على أهمية احترام سلامة أراضي لبنان وسيادته، وضرورة أن يحترم الكل سياسة النأي بالنفس عما يجري في سوريا.

من جهته، قال حزب الله -في بيان- إن الموسوي ندد أمام بلامبلي بما وصفه بالاعتداء السافر الذي نفذه مسلحون من داخل الأراضي السورية على بلدة القصر اللبنانية.

يشار إلى أن لبنان يتبنى سياسة “النأي بالنفس” عن الأزمة السورية، نظرا لتعقد المشهد السياسي اللبناني، وخشية امتداد الأزمة إليه.

النظام السوري يقصف الحدود مع تركيا

                                            يسعى لفك حصار إدلب

أفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات القوات النظامية السورية قصفت قرى على الحدود السورية مع تركيا، واستهدف بالخصوص بلدة سرمدا ومعبر باب الهوى. وأفاد ناشطون سوريون بأن عائلات سورية هربت باتجاه الحدود السورية مع تركيا.

 في غضون ذلك تواصل القصف الذي تشنه قوات النظام على عدد من البلدات السورية، في وقت أشارت معلومات إلى سعي القوات النظامية إلى فك الحصار الذي فرضته قوات المعارضة على معسكريين في إدلب بشمالي البلاد.

فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرة حربية نفذت غارة اليوم الاثنين على حي القابون في العاصمة دمشق تسببت في سقوط قتيل على الأقل، وبث ناشطون مشاهد على الإنترنت يظهر فيها دخان أبيض كثيف مع تعليقات من المصور تؤكد أن الموقع هو حي القابون، وسط صراخ أطفال وحالة ذعر واضحة.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن الأحياء الجنوبية لدمشق استهدفت بغارات نفذتها طائرات ميغ، وقالت إن جيش النظام قصف حي مخيم اليرموك “بالمدفعية الثقيلة”، بينما شهد حي جوبر اشتباكات عنيفة بين مسلحي المعارضة والقوات النظامية.

وفي ريف المدينة قتل ستة أشخاص اليوم إثر سقوط قذائف وقصف بالطيران الحربي على مدينة دوما، بحسب المرصد الذي أفاد أيضا عن اشتباكات في مناطق من مدينة داريا التي تمكنت القوات النظامية قبل فترة من دخول بعض أطرافها وتحاول استكمال السيطرة عليها منذ أشهر.

ووفقا لشبكة شام الإخبارية فإن قصفا براجمات الصواريخ استهدف مدينة الرقة، بينما أصاب قصف للطيران الحربي بلدة سرمدا بريف إدلب.

وتشهد مدينة القصير بريف حمص اشتباكات بين كتائب المعارضة المسلحة وعناصر من حزب الله اللبناني بالقرب من الحدود السورية اللبنانية. وقال ناشطون سوريون إن قتلى وجرحى من حزب الله سقطوا في منطقة تل قادش.

وتأتي هذه الاشتباكات لليوم الثاني على التوالي بعد سيطرة حزب الله على قرى زيتي والعقربية وحاويك والفاضلية داخل الأراضي السورية

كسر حصار

من جانب آخر قالت وسائل إعلام حكومية ومصادر من المعارضة إن القوات النظامية كسرت حصارا كان مفروضا على القاعدتين العسكريتين بوادي الضيف والحميدية بإدلب.

وذكرت صحيفة البعث أن قوات الجيش السوري التفت أمس الأحد حول قوات المعارضة وكسرت الحصار، وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان لرويترز إن كسر الحصار سمح للجيش بقيادة ست شاحنات محملة بالأسلحة إلى قاعدتي وادي الضيف والحميدية.

واعتبر عبد الرحمن أنه على الرغم من المكاسب التي حققها الجيش فإن كلا الجانبين لم يحققا تفوقا واضحا، وأشار إلى أن تقدم الجيش ليس نجاحا حاسما بعد، لكنه قد يفتح من جديد جبهات قتال في الشمال كان التفوق فيها حليفا للمعارضة.

وقال “سنرى الآن ما سيحدث لكن إذا استطاع مقاتلو المعارضة دفع النظام إلى الوراء فإنهم سيتفادون بذلك انتكاسة كبيرة، وإذا تمكن النظام من الإبقاء على هذه الثغرة فيمكنه استعادة السيطرة على الطريق بأكمله وسيكون لهذا تداعيات إستراتيجية كبيرة”.

ويقول مراقبون إن كسر الحصار حول القاعدتين اللتين تقعان خارج بلدة معرة النعمان سيمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى حلب، وتعزيز خطوط إمداده الهزيلة في قلب الشمال الذي تسيطر عليه المعارضة.

وأجبرت هجمات المعارضة الجيش السوري على التخلي عن العديد من القواعد في شمالي سوريا ومعظم الطرق حول محافظتي حلب وإدلب، مما جعل المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة في الشمال تعتمد على نقل الغذاء والسلاح جوا.

حلب القديمة في قلب المعركة

                                            الجزيرة نت-خاص

تحولت المدينة القديمة في حلب منذ دخول الثوار إليها في يوليو/تموز 2012 إلى ساحة اشتباكات تمتد بين الأسواق والخانات والمعالم التاريخية, حرب بأسلحة حديثة تتم داخل التاريخ, في مفارقة لعلاقة الأصالة بالمعاصرة لا يمكن لغير الحرب أن تظهر نتائجها بهذا الوضوح المرافق لمساحات الدمار.

وحلب القديمة مدينة من تسع بوابات بنصف قطر خمسة كيلومترات, هي إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم والتي استمرت تمارس وظيفتها مدينة منذ أكثر من 7000 عام.

وتمثل معالم المدينة وآثارها القائمة معرضا تاريخيا للحضارات التي تعاقبت عليها، يمتد من العثمانيين إلى أكثر من 4000 عام قبل الميلاد, وإن كانت معالمها الأهم التي تشكل طابعها التخطيطي تعود لزمن المماليك الذين أنشؤوا الأسواق الملتفة لغايات اقتصادية وعسكرية، دون أن يعرفوا أن حربا بأسلحة أعنف كثيرا مما تخوفوه ستكون هذه الأسواق نفسها جبهتها المفتوحة لأشهر طويلة.

أهمية رمزية

كانت الأهمية الرمزية لحلب القديمة باعتبارها تمثل هوية المدينة وامتدادها الحضاري في التاريخ مقدمة على الأهمية العسكرية للمكان, فالسيطرة على الماضي توحي بامتلاك الحاضر, تمثل قلعة حلب (تثبت الحفريات أن تاريخها يعود إلى الألف الأول قبل الميلاد) والمسجد الأموي (86هـ) أهم المعالم التاريخية في المدينة.

هاجم الثوار قلعة حلب بعد أن حولها النظام لموقع عسكري يتمركز عليه عشرات القناصة, وفجر باب القلعة الأثري, لكن النظام استعاد سيطرته عليها, وبسبب إشرافها على المدينة ما زالت -إضافة لموقع الإذاعة- تشكل أهمية إستراتيجية للقناصة كافية لمنع جزء كبير من سكان المدينة أن يظهروا على سطوح المنازل خشية الموت.

أما الجامع الأموي الكبير, مركز المدينة الذي تنتهي إليه الأسواق ورمزها الديني الأهم, والذي يعود بناؤه للخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك (96هـ), فقد استعاد الثوار سيطرتهم عليه قبل حوالي الشهر, ولا يمكن الوصول إلى الجامع إلا عبر ركام الأسواق المحيطة -التي كانت أشهر أسواق المدينة بسبب قربها من الجامع- قبل أن تنهب وتحرق ثم يدمرها القصف.

واستخدم النظام الجامع ثكنة عسكرية، إذ تمركز القناصة على مئذنته وتسبب الجنود المتحصنون فيه بقتل العشرات من الثوار والمدنيين, وبعد سيطرة الثوار عليه قصفت مئذنته وتضررت أجزاء كبيرة من زخارفه وعناصره المعمارية, وأحرقت نسبة كبيرة من محتويات المكتبة الوقفية, عدا ما نهب من الآثار في معالم المدينة المختلفة.

ومن أهم المعالم التي تضررت في المدينة خان الوزير 1093هـ(دمار شبه كامل), وخان الشونة 951هـ (حريق كبير), والبيمارستان الأرغوني 755هـ, وحمام نعيم, وجامع الأطروش 801هـ, والمدرسة العثمانيّة 1141هـ, وجامع العادلية 963هـ, وسوق إسطنبول 1304 هـ, وخان الجلبي 1338هـ, وجامع الكمالية, وسوق المدينة, وسوق العطارين, وساحة الحطب, وسوق الزهراوي وجادة الخندق.

ترميم إسعافي

يعمل الناشط والمهندس المعماري يوسف موسى على تأسيس مشروع لما يسميه الترميم الإسعافي لآثار ومعالم حلب القديمة, وهو “مشروع لتوثيق الدمار والخراب الحاصل في حلب القديمة بشكل منهجي ومنظم, طرحه طلاب هندسة معمارية وآثار، وبدأ التنسيق بشأنه مع جمعيات وهيئات سورية وعالمية لأجل تنظيم دورات لتدريب الشباب العاملين في المشروع على أسلوب التوثيق والترميم الإسعافي”.

وحسب يوسف، فإن أهمية المشروع  تكمن في أن حلب القديمة مدينة عمرها أكثر من عشرة آلاف سنة, وهي ليست حجارة فقط، بل حجارة تحمل أرواح كثير من البشر, وحتى لا تفقد المدينة هويتها, كان يجب طرح مشروع كهذا, للحفاظ على ما تبقى من الوثائق والمخطوطات والأبنية, التي لا تحتمل مناظر تهدمها.

2300 سوري قضوا تحت التعذيب بينهم 80 طفلاً و25 امرأة

الشبكة السورية لحقوق الإنسان تنشر إحصائية موثقة بأسماء القتلى وأساليب التعذيب

دبي- ربى أبو ضرغم –

نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إحصائية جديدة قالت إنها موثقة بالأسماء عن عدد القتلى، الذين قضوا في السجون السورية تحت التعذيب حتى آخر شهر مارس/آذار الماضي والذي بلغ 2300 مواطن، بينهم 80 طفلاً و25 سيدة، وأرفقت الشبكة وضعيات وأساليب التعذيب التي ترتكبها قوات النظام داخل المعتقلات.

ومع تصاعد وتيرة العنف في سوريا تعلو مجدداً أصوات المنظمات الحقوقية للحد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

إحصائية جديدة نشرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان تحدثت فيها عن أكثر من 2300 مواطن سوري تم تعذيبهم حتى الموت داخل المعتقلات على أيدي قوات النظام، التي لم تراع حسب المعارضة الطبيعة البشرية للنساء والأطفال على الأقل، إذ من بين المعتقلين القتلى 80 طفلاً و25 سيدة و51 رجلاً تزيد أعمارهم عن الستين عاماً و107 فقط من الثوار المسلحين أي أقل من 5% من إجمالي عدد ضحايا المعتقلات.

طرق التعذيب التي نشرتها الشبكة متعددة، أبرزها وضعية يطلق عليها اسم “الشبح” يربط فيها المعتقل من يديه خلف ظهره ويقف على كرسي يسحب من تحته ليبقى واقفاً على أطراف أصابعه.

ومن الطرق الشهيرة أيضاً وضعية الدولاب، إذ تربط يدا المعتقل مع رجليه ليصبح مثل الدولاب، ثم تبدأ عملية الضرب، ووضعية بساط الريح وفيها يوضع المعتقل على لوح خشبي مكون من قسمين ويتم تحريك القسمين باتجاه الداخل ما يسبب ألما قاتلاً في العمود الفقري، ما عدا وضعية التحطيم والصلب والصعق الكهربائي.

أما بالنسبة للأساليب فهي متنوعة تبدأ بالضرب ولا تنتهي بقلع الأظافر وانتزاع اللحم والاغتصاب، بالإضافة للتعذيب النفسي كإجبار معتقل على مشاهدة زميل له يتعرض للضرب حتى الموت أو الاغتصاب، حسب شهادات بعض المعتقلين والحوادث الموثقة لدى الشبكة السورية.

في المقابل أفادت الشبكة السورية بانتهاكات ارتكبتها بعض فصائل الجيش الحر تمثلت بتعذيب معتقلين من قوات النظام إلا أنها حسب الشبكة لم تكن ممنهجة وواسعة النطاق بل ظلت حالات فردية.

“العربية” تبث صوراً تظهر مقاتلين من حزب الله في سوريا

يطلقون على أنفسهم اللجان الشعبية وشكَّلوا أعداداً كبيرة لحماية القرى الشيعية

دبي – عمار الهندي –

بموافقة مسؤول حزب الله عن العمليات على الحدود السورية اللبنانية أخذت هذه الصور لتظهر لأول مرة مقاتلي الحزب داخل الأراضي السورية للقتال إلى جانب قوات الأسد علانية.

ويُطلق هؤلاء على أنفسهم اسم اللجان الشعبية التي شُكِّلت بأعداد كبيرة من عناصر الحزب لحماية القرى الشيعية على الجانب السوري .ويُعتبر هذا الإقرار الأول من نوعه من أحد عناصره بوجودهم داخل الأراضي السورية.

وتقول عائلات سورية من الطائفة الشيعية إن قوات حزب الله توجد في قراها لحمايتها من المسلحين، في إشارة الى قوات المعارضة السورية.

وكثيراً ما تدور معارك عنيفة في هذه المناطق بين عناصر حزب الله الجيش الحر الذي يتهم الحزب باحتلال ثماني قرى سورية واستخدامها كمركز لشنِّ هجمات ضده في محاولة لترسيخ شوكة قوات الأسد ومنع اتساع رقعة سيطرة المعارضة.

حي القابون بدمشق على شفا مجازر كبرى ونداءات من الناشطين

تعرض اليوم لأعنف قصف جوي وبري من قبل قوات النظام السوري

العربية نت –

تعرض اليوم حي القابون لأعنف قصف جوي وبري من قبل قوات النظام السوري، وتزامن ذلك مع حشد عدد كبير من جنود النظام على محيط داريا معززين بالدبابات والآليات العسكرية.

ويتخوف الناشطون في المنطقة من اقتحام الحي وارتكاب مجازر ضد المدنيين من قبل قوات الأسد، وقامت قوات الأسد باستهداف فرق الدفاع المدني في الحي لذلك أطلقت نداءات من منظمة هيومن رايتس ووتش وباقي المنظمات العالمية تدعو الأمم المتحدة للضغط على النظام السوري وتحذيره من اقتحام الأحياء وإيقاف المجازر التي يرتكبها، والتي تجاوزت 10 مجازر خلال 72 ساعة في عموم سوريا معظمها في دمشق وريفها.

كما أغلقت قوات النظام أوتوستراد دمشق حمص الدولي، وطوقت مداخل القابون، ومنعت الأهالي من الخروج من الحي يأتي ذلك بعد دقائق من القصف بالطيران والمدافع.

وأكد المكتب الإعلامي في حي القابون أن الحي تعرض اليوم لسقوط نحو 16 صاروخ غراد عدا القصف بالطيران الحربي.

يذكر أن أول مجزرة بحي القابون كانت بتاريخ 15 يوليو/تموز 2011 سقط فيها 14 قتيلا.

وارتكبت مجزرة في القابون بإعدامات ميدانية لنحو 50 شخصاً في 22-8-2012.

وأول اقتحام لحي القابون كان في تاريخ 17-7-2012 .. حيث حوصر الحي وفتحت عليه رشاشات المروحيات كأول حي بدمشق .. كانت حينها معركة دمشق الأولى وبقي محاصرا من 17-7-2012م إلى 20-7-2012 .. وبتاريخ 20 اقتحم حي القابون.

وقتل في القابون الذي يقع على بعد ٣ كم من ساحة المرجة، مركز مدينة دمشق إلى الآن 434 شخصاً منذ بداية الثورة السورية حتى اليوم.

“الحر” يستهدف مواقع لقوات الأسد على طريق مطار دمشق

قصف بالمدفعية وقذائف الهاون على أحياء عدة بالعاصمة السورية

دبي – قناة العربية –

أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل 112 شخصاً، بينهم أربعة وثلاثون طفلا معظمهم في دمشق وريفها.

وفي القلمون استهدف الجيش الحر كتيبة مستودعات الهندسة بصواريخ محلية الصنع وقصف مواقع لقوات النظام السوري على طريق مطار دمشق الدولي بالهاون.

وقصفت قوات النظام أحياء عدة في العاصمة دمشق بالمدفعية وقذائف الهاون، بينها مخيم اليرموك وجوبر.

كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط مبنى البلدية في شارع فلسطين وعلى الطريق الواصل بين جوبر والعباسيين.

وقصفت قوات النظام عددا من المناطق في ريف دمشق بينها معضمية الشام.

أما في بيت سحم في ريف دمشق، فتصدى الجيش الحر لمحاولة قوات النظام اقتحام البلدة من جهة طريق مطار دمشق الدولي.

كما اندلعت معارك في محيط فرع المخابرات الجوية في السبينة وفي درايا وببيلا.

وتجدد القصف على محيط مطار كويرس العسكري بالطيرا، وعلى ريف حلب الشرقي لا سيما دير حافر ورسم عبود والقرى المجاورة للمطار.

معارضون سوريون: الثورة لم تقم لأجل القاعدة وحزب الله اقتحم تل قادش

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — دعا المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين جبهة النصرة إلى التراجع عن موقفها بمبايعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، واعتبر عضو الأمانة العامة، مؤيد غزلان، أن موقف الجبهة يصب في صالح نظام الرئيس بشار الأسد، كما أكد سيطرة حزب الله على موقع “تل قادش” الاستراتيجي بعد معارك قاسية مع قوات “الجيش الحر.”

وأصدر المجلس الوطني بيانا قال فيه إن البيانات الصادرة مؤخرا “أسعدت أعداء الثورة السورية الإقليميين والدوليين، وفتحت الباب أمام المتربصين بها”، داعيا جبهة النصرة إلى “مراجعة موقفها لتظل البنادق كلها موجهة ضد نظام الدم والموت” وفق تعبيره.

وقال عضو الأمانة العامة للمجلس، مؤيد غزلان لـCNN بالعربية: “كنا ننتظر رد  الفعل الدولي لنتأكد من هذا الموضوع ولكي مكون على بيّنة بأنه الموقف الرسمي لجبهة النصرة ولمعرفة انعكاسات الموقف على الساحة الداخلية،” مضيفا أن عوامل داخلية وخارجية حتمت صدور البيان بعد إعلان مبايعة الظواهري.

وتابع غزلان بالقول: “الثورة لم تقم من أجل القاعدة ولا بسببها، وهذا الأمر مخالف لوثائق المعارضة والمجلس الوطني التي تعتبر أن سوريا المستقبل دولة متعددة وديمقراطية وليست دينية عابرة للحدود كما تقترح الجبهة والقاعدة لأن ذلك هو ما يريده النظام عبر تصدير أزمته،” مشيرا إلى الحرج الذي وقعت فيه المعارضة السورية بعد دفاعها الطويل عن جبهة النصرة إثر تصنيفها على قائمة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة.

وحول المعارك الدائرة في ريف حمص قال غزلان: “المعلومات التي لدينا أن قوات حزب الله دخلت في ساعات الفجر إلى تل قادش بعد يوم من نجاح الجيش الحر باستعادة السيطرة عليه، ومصدر القصف الذي استهدف معاقل الجيش الحر هو بلدة القصر اللبنانية، وأدت المعارك إلى استشهاد 40 عنصرا من الجيش الحر الذي ترك الموقع لمشاة حزب الله.”

وتابع غزلان بالقول: “المنطقة ستبقى منطقة نزاع طالما استمر تدخل حزب الله في الشأن السوري وإذا ما رد الجيش الحر على مصادر القصف في القصر فلا يمكن لومه، وهذا ما كان يجدر بالحكومة اللبنانية أن تتنبه إليه قبل استنكار القصف على البلدة، نحض الحكومة اللبنانية على دعوة حزب الله للانسحاب الفوري من سورياوإلا فإن لغة السلاح ستظل قائمة.”

درعا: فوسفور ومآذن

معتصم الديري

وللحرب هنا حرب حكام يجلسون مشاهدين أيضاً. هؤلاء يراقبون كأنهم يدونون وراء الاسد خطط حرب الشعوب، ودروس فاشلة وناجحة في تلك الحرب، او ربما تدوين اخطائه يوم تأتي شرارة الشعب عليهم ايضاً.  لكن كل المشاهدين حتى المناصرين للاسد يستغربون كيف يحلق طيار بقنابل عنقودية و فسفورية، وكيف يعطي قائد ما:”نار” لصاروخ يحمل موتاً أخضر الى المدن السورية.

فسفور على الخربة

خربة غزالة ام الطرق الطويلة، تجلس على كتف الاوتستراد الدولي بأكثر من ألف مقاتل من الثوار، الصامدين عليه لأكثر من خمسة وعشرين يوماً.

“الخربة” شبه فارغة من اهلها، وهدوئها. جالسة باختصار “مدينة حرب طريق طويل”،

والنظام الذي لم يضع كل قوته ليستعيد الاوتستراد الدولي”كتف المدينة”، الان يرسل كل يوم صواريخ أرض أرض لكل الطريق وما يحاذيه من مدن، كما سجل البارحة سقوط أكثر من ستين صاروخاً، وقصفاً من المدفعية هو الأعنف منذ بدء القصف على المحافظة، كما سجلت غارات جوية عنيفة على بلدات صيدا وخربة غزالة.

الاخيرة التي كان مثلها مثل العتيبة، وخان العسل كان لها طيار وفسفور.

يخرج الطيران السوري من مطار الثعلة بين محافظة السويداء ودرعا، والهدف تلك المدن على الطريق الطويل، يخيف مدناً صغيرة، ينخفض نحو “الخربة” وهناك يسجل الناشطون “حالات اختناق قليلة تعود قلتها لقلة السكان في المدينة”، الأمر الذي أكده أطباء المدينة باصابات قليلة نقلت الى الاردن، وبعضها عالجه المشفى الميداني.

المدينة زادت فسفوراً لم يكن فيها قبل خروج السيد الطيار والنظام الذي غير خططه الدفاعية من التمركز الجديد في مدينة ازرع والشيخ مسكين ونوى إلى الهجوم ومحاولة استعادة الطريق الدولي، وإيصال إمداداته العسكرية الى معبر نصيب وقلب المحافظة.

 دا أنه يخسر في أول اقتحام حقيقي للطريق. أول الرتل دبابتان وسيارات عسكرية، ينسحب الى كازية “الايمان”، الأمر الذي دفع الثوار للتقدم، وضرب بقية الرتل، وتفجير الكازية، الهجوم الاخير ترافق مع تفجير الثوار لجسر على الاوتستراد من جهة اللجاة جسر محجة، ليصبح الاوتستراد مقطوع الطرفين جنوباً وشمالاً، وفي الخربة انتهاك فسفور.

العمري يؤذن بلا مئذنة

المسجد الذي أخرج هو واهله ثورة، يؤذن العصر بلا مئذنة. من كرامة الثورة ورمزيتها، الى المسجد ذاته. هكذا عودنا النظام على المباشرة في استهداف رموز الثورة وسلميتها، ووحدتها ايضاً، وكل ما تحمله من معان كانت تطالها افكاره ويداه.

النظام الذي لفرط ما انتهك، لا تحصى كل انتهاكاته بذات الفترة.

هو حسب كل شيء يخرج من سوريا ينتهك بطائفية لا تحتاج أي تعب كي تراها وهو الذي يقصف كل يوم المساجد إن كان عشوائياً أو قصفا مركزاً، هو في النهاية ينتهكها، ولكنه الان يؤكد أنه ينتهك عمدا المساجد “العمرية”.

من المسجد العمري القديم في الحراك الذي تمت تسويته بالارض من قبل اللواء 52، والذي هو من الاثار المسجلة في سوريا، يعود بناؤه كمعظم المساجد العمرية لعهد عمر ابن الخطاب. وكذلك المسجد العمري في داعل الذي استخدمته قوات النظام كحمام ومشغل اغاني.

والمسجد العمري في محجة الذي قصفت مئذنته في الشهر التاسع من السنة الماضية وبعدها تم حرقه.

والمسجد العمري في الشيخ مسكين الذي تم ضربه عمداً حسب الثوار وذلك بعد ضرب الثوار لسيارة احد الضباط، جاء القصف خفيفاً “غير العادة”.

فقط قصفت مئذنة المسجد العمري في المدينة بصاروخ دقيق. على عكس كل القصف اليومي.

النظام يعرف رموز الثوار ويستغلها كبطاقات حرب من ملاجئ النساء والاطفال، إلى الرموز الدينية والمذهبية. والثوار يعرفون ولا يشابهون، من باب الثورة والاخلاق، فمثلا مساكن الضباط وعائلاتهم الموجودة في عدة قرى حوران لم تستهدف إلى الآن بشكل فعلي. رغم تجربة جدوى الفكرة التي طبقها ثوار الشيخ مسكين في آخر قصف كثيف وبدون سبب على المدينة، حين قاموا بقصف مساكن الضباط بقذائف أوقفت القصف عليهم مباشرة.

النظام الذي يخسر كل يوم، ما زال يعرف كيف يقاتل، ومن أين يثار الثوار ولكنه يخاف ويساوم حين يمسه الخطر شخصياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى