صفحات المستقبل

المخرج السوري فارس خاشوق: فيلمي مغامرة لم أتوقع أن تصل إلى مهرجان كان

 

روما (16 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال المخرج السوري فارس خاشوق، صاحب فيلم (الكلب) الذي يشارك في مهرجان كان السينمائي، إن فيلمه “ليس سياسياً بقدر ما هو إنساني، على الرغم من أن محوره الأساسي هو الثورة السورية”، مشيراً إلى فيلمه اعتمد على الرمزية كأداة فنية للتعبير والرابط بين عالمين حقيقي وتخيلي

وفيما إن استطاع التوفيق بين المحتوى السياسي والشكل الفني في فيلمه القصير (الكلب) الذي يشارك في مهرجان كان السينمائي، قال فارس خاشوق، المخرج السوري ـ الفرنسي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لا أعتبر الفيلم سياسياً بقدر ما هو إنساني، إنه يحاول تعرية اللامبالاة بالدم السوري، حتى عند بعض السوريين أنفسهم، أما عن التوافق بين الفكرة والشكل الفني، فالرمزية كانت هي الأداة الفنية للتعبير والرابط بين عالمين حقيقي وتخيلي”، غلى حد وصفه

والفيلم (الكلب) الذي اختير للعرض في ركن الأفلام القصيرة في مهرجان كان في دورته الجديدة لعام 2013، هو أول إنتاج سينمائي للمخرج الشاب، ومدته 20 دقيقة، وتم تصويره في دولة الإمارات العربية المتحدة في آذار/مارس العام الجاري

ويحاول المخرج خلال الفيلم “التغلغل واكتشاف العقلية السورية الموشومة بحكم الديكتاتور على مدى أكثر من أربعين عاماً، في ظل عنف غير مسبوق للنظام والمجازر اليومية والمتكررة التي لم تحرك شيئاً عند بعض السوريين الذين يجدون هذا الواقع المأساوي فرصة للحفاظ على مستوى حياتهم المريح”

وفيما إن كانت الجهات المموِّلة لأي فيلم يتحدث عن ثورة يمكن أن تكون خطراً على المحتوى السينمائي، وحول الجهات التي شاركت في تمويل إنتاج فيلمه، قال خاشوق “حتماً، التمويل قد ينتقص من موضوعية الطرح في كثير من الحالات، والأمر يعود للمخرج وخياراته، وفي حالة فيلم (الكلب) لم يكن هناك أي تمويل أو دعم مادي، فقد أنتجتُ الفيلم من حسابي الخاص المتواضع جداً” وفق تأكيده.

وقد تم تنفيذ الفيلم بميزانية متواضعة وتجهيزات تقنية منخفضة والكثير من الإرادة والتصميم.

ووفق المخرج، فإن عمليات التصوير انطلقت باستخدام كاميرا واحدة، واقتصرت الإكسسوارات على مجموعة إضاءة وميكرفون بسيطين، ومواقع التصوير هي منزله ومنزل الممثل في الفيلم، وتمت عمليات المونتاج ليلاً بالتوازي مع التصوير، فيما نفّذ المؤثرات في مشهد الغيوم بنفسه باستخدام برنامج تصميم ثلاثي الأبعاد

وحول المشاكل التي واجهها في إيجاد الرموز التي تحقق المعنى والهدف وبنفس الوقت تبتعد عن المباشرة، قال المخرج السوري المغترب “لم أواجه مثل هذه الإشكالات البتة، فالثورة من أجل الحرية تغصّ بالرموز بطبيعة الحال، فما بالك بالثورة السورية التي وبرأيي، تلد يومياً رموزاً جديدة ستبقى للتاريخ، ابتداء من أطفال درعا، لحمزة الخطيب، للقاشوش، لأبو فرات… والقائمة طويلة جداً” على حد تعبيره

ووفق المخرج فإن عنوان الفيلم يرتبط بسلوك شخصيات الفيلم وأسلوبهم المتهكم والمفردات التي تستخدم في حديثهم عن الثورة.

ويعتبر الكادر العامل في الفيلم صغير جداً، فالمخرج خاشوق هو صاحب سيناريو الفيلم ومُخرجه ومُنتجه، كما شارك أيضاً في التصوير والمونتاج والتمثيل، ويشاركه علياء خاشوق وبشار المقيد، وحول غاية المخرج من جمع كل هذه المهمات بيده، قال “السبب الأساسي هو غياب الدعم المادي الذي يمكنني من تشغيل فريق كامل، والفيلم في البداية عبارة عن مغامرة متواضعة، لم يخطر ببالي أنه سيصل لمهرجان كان السينمائي” وفق قوله.

وفيما إن تعرّض لمواقف محرجة نتيجة اصطفافه إلى جانب الثورة في بلده، قال المخرج السوري المغترب “نعم، لكن في الوقت الحالي لا أستطيع الحديث عنها في الإعلام، كي لا أعرّض حياة المعنيين للخطر” وفق قوله.

والمخرج الذي وُلد في مدينة حمص، التي يُطلق عليها لقب “عاصمة الثورة”، شارك فنياً في الاحداث الجارية من خلال مجموعة أعمال فنية غرافيكية تم نشرها في عدد من الصحف العربية والعالمية وتم تداولها بشكل واسع على صفحات التواصل الاجتماعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى