أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 7 حزيران 2013

«فتيات النظام» يدافعن عنه لاعتبارات اجتماعية وعاطفية!

بيروت – رويترز

كان والدا ولاء يجبرانها على البقاء في المنزل بمدينة حمص التي تئن تحت وطأة الحرب الأهلية حفاظاً على سلامتها لكنها الآن تمشي في الشوارع وهي تحمل بندقية كلاشنيكوف وترتدي زياً عسكرياً مموهاً.

وفي المناطق الموالية للرئيس بشار الأسد هناك الكثير من النساء مثل ولاء استطعن العودة إلى العالم الخارجي للمرة الأولى مع بداية الحرب الأهلية.

وتلعب هؤلاء السوريات دوراً في قوات الأسد شبه العسكرية على رغم إقامتهن في منطقة محافظة تقيد فيها القوانين والعادات حقوق النساء وتحد من فرصهن ما يعكس مدى تأثر سورية بالصراع الذي أعاد تشكيلها وأضفى عليها طابعاً عسكرياً.

وقالت ولاء (32 سنة) «كنت أعمل سكرتيرة في مكتب قبل عام 2011. وبعدئذ بدأت عمليات الخطف في حمص واندلعت الحرب هنا. ومنذ ذلك الحين بقيت في المنزل. كل ما كنت أفعله هو الاستماع إلى الأخبار والنقاش مع أبي وأمي». وأضافت «في منتصف عام 2012 بدأ الناس يتحدثون عن تشكيل قوات الدفاع الوطني. ظننت أن هذه قد تكون فرصتي للخروج من المنزل والحصول على عمل».

وتشكلت قوات الدفاع الوطني لتنظيم عمل الميليشيات المؤيدة للأسد. فالجماعات التي كانت المعارضة تتهمها بارتكاب مجازر وحشية باتت ترتدي الآن زياً رسمياً وتتقاضى أجوراً من الجيش وتصف نفسها بأنها نوع جديد من قوات الاحتياط.

وتلقت ولاء تدريبات على استخدام الأسلحة النارية والإسعافات الأولية وتدريبات عسكرية على مدار ثلاثة أسابيع. وتتقاضى ولاء 15 ألف ليرة سورية (150 دولاراً) أسبوعياً مثل الرجال وهو مبلغ ليس بضئيل في بلد ينهار اقتصاده.

ولا تشارك ولاء وغيرها من النساء الملتحقات بقوات الدفاع الوطني في الأعمال القتالية ولا يقتربن أبداً من الجبهة الأمامية لكن يعملن في نقاط التفتيش.

وبعيداً من المخاطر أو المزايا الاقتصادية التي ينطوي عليها الالتحاق بقوات الدفاع الوطني تحدثت معظم النساء خلال المقابلات التي أجريت معهن عن هذا الالتحاق باعتباره فرصة اجتماعية بل وربما فرصة عاطفية.

وقالت نسرين وهي من حمص وتعيش حالياً في دمشق «كثيرات من صديقاتي في قوات الدفاع الوطني، ذهبت إلى بلدتي قبل أسابيع قليلة لتفقدها وفي الحقيقة بدت هادئة… فقد ظهرت السعادة على جميع الفتيات وبدا المناخ ودوداً».

وأضافت مازحة «التحقت الكثيرات من فتيات عائلتي (بقوات الدفاع الوطني). ومن يعرف.. قد أجد لنفسي زوجاً».

غير أن الإقبال لا يزال ضئيلاً إذ يقول مقاتلون من قوات الدفاع الوطني إن عدد المجندات يقدر بالمئات لكنه في تزايد بل ويزيد عددهن على ذلك إذا شمل عدد النساء اللائي تقدمن للتدريب لاكتساب مهارة الدفاع عن النفس وليس للعمل.

ويقول بعض البائعين في معاقل الأسد إن الطابع العسكري صار من صيحات الموضة الرائجة. وقال ياسر صاحب متجر في طرطوس «اشتريت عدداً كبيراً من القمصان والسترات المموهة وتشتريها الكثير من الفتيات الآن». وأضاف «إنها حقاً تجارة جيدة لنا نحن أصحاب المتاجر الصغيرة».

وتفرض القوانين قيوداً أقل على النساء مقارنة بكثير من الدول الأخرى في الشرق الأوسط ولكن العادات الاجتماعية المحافظة مازالت تلعب دوراً كبيراً في تحديد أدوار الجنسين فيما حدت الحرب كثيراً من فرص المرأة. لكن قوات الدفاع الوطني أعادت إليها دوراً عاماً محدوداً.

وقال ضابط في الجيش طلب عدم ذكر اسمه «كان ذلك مقبولاً تماماً من البداية وفوجئت به. لم أكن أتوقع ذلك. وبدأنا في ترتيب الأمور بشكل أفضل».

وأضاف «هذا استثمار لعزتنا الوطنية. وليس بالضرورة أن تكون فعاليته ملموسة بل هو أمر يتعلق برفع الروح المعنوية».

وثمة نساء في وحدات قوة الدفاع الوطني في محافظتي حمص وحماة بوسط سورية وفي مدينتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين. وقال الضابط إن هناك خططاً أيضاً لتوسيع نطاق تدريب النساء كي يمتد إلى دمشق.

وتذكي المشاركة الرمزية للنساء في قوات الدفاع الوطني الانقسام الطائفي الذي زاد أثناء الحرب الأهلية. فأنصار الأسد الذي ينتمي معظمهم إلى أقليات مثل طائفته العلوية يرون أن ارتداء النساء الزي العسكري وعملهن في نقاط التفتيش يظهر الصورة الأكثر تحرراً وتسامحاً التي يريدون إظهارها.

وقال راكان (30 سنة) أحد مقاتلي قوة الدفاع الوطني في حمص «هذا يؤكد ما يقوله النظام من أننا دولة علمانية».

وأضاف أن هناك فوائد ملموسة أيضاً قائلاً «لقد ساعدنا ذلك كثيراً على الاستعانة بهن في نقاط التفتيش وتخفيف أعبائنا».

ويسجل مقاتلو المعارضة من حين لآخر تسجيلات مصورة تظهر فيها «مقاتلات» يرتدين الحجاب ويقلن إنه لم يعد أمامهن خيار سوى حمل السلاح. ويقر معظم نشطاء المعارضة أن هذه حيلة إعلامية لاستنهاض همم أنصارهم.

ويقول جوشوا لانديس محلل الشؤون السورية إن مشاركة النساء في العمل العسكري الذي اعتاد الرجال الانفراد به في سورية تعكس مدى الدور الذي يلعبه القتال حالياً في تحديد طبيعة هذا البلد الذي يقطنه 23 مليون نسمة.

وأضاف «كل مظاهر المجتمع تكتسب طابعاً عسكرياً هذا مهم جداً بالنسبة للدولة. فعدد العلويين يقارب ثلاثة ملايين شخص. وإذا كنت تحاول استخدام هذا العدد في تشكيل معظم قوتك القتالية فهو عدد محدود للغاية».

وتقول نساء أخريات شعرن بالقلق من تصاعد حدة التوترات الطائفية إنهن يتأهبن لحرب شاملة.

وفقدت فدوى، من سكان مدينة مصياف ذات الغالبية العلوية، شقيقها وابن عمها وشقيق زوجها في القتال.

وتخشى فدوى على أبنائها الأربعة وزوجها وتعتقد أن القتال قد يمتد يوماً إلى مدينتها التي يحصنها الجيش، نظراً لقربها من مناطق سنية موالية للمعارضة.

وتقول «العلويون مهددون. نحن مستهدفون. أقل ما يمكننا فعله هو أن نتعلم الدفاع عن أنفسنا».

وترى ولاء أن الالتحاق بقوات الدفاع الوطني أمر يتعلق باستعادة الكرامة التي تشعر بأنها فقدتها عندما تولى رجال مسلحون مسؤولية تأمين شوارع منطقتها.

وتقول «تغيرت الطريقة التي ينظر بها الناس إلي… أشعر كأنني استعدت صفحات قديمة من حياتي. واستعدت الشعور بالثقة والاحترام».

مواجهات معبر القنيطرة تفتح ملف «اندوف» بعد انسحاب النمسا

القدس المحتلة، الناصرة، فيينا، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب

أحكم النظام السوري سيطرته على معبر القنيطرة الحدودي في الجولان بعد هجمات شنها مقاتلو المعارضة السورية. وأدى تبادل اطلاق النار الى اصابة جنديين من القوة الدولية لمراقبة فك الاشتباك بين سورية وإسرائيل (أندوف) العاملة في الجولان، وإعلان النمسا عزمها على سحب جنودها من القوة، ما أثار قلق اسرائيل، وسلّط الاضواء على مصير «اندوف»، في وقت يُعد الأمين العام بان كي مون تقريراً سيقدمه الى مجلس الأمن عن «سيناريوات تعديل ولاية أندوف ومستقبلها».

ولمعبر القنيطرة أهمية استراتيجية، فهو يقع على طريق رئيس مؤد الى دمشق، كما انه المعبر الوحيد في المنطقة المنزوعة السلاح (خط فك الاشتباك) في هضبة الجولان، ويستخدمه الدروز وقوات حفظ السلام الدولية.

وكانت الاذاعة الاسرائيلية أعلنت ان «معبر القنيطرة سقط في أيدي المقاتلين» السوريين، قبل ان يؤكد مصدر أمني إسرائيلي لوكالة «فرانس برس» ان «الجيش السوري استعاد السيطرة على المعبر». واعرب المصدر عن «القلق»، اذ من جهة «هناك الجهاديون والاسلاميون الذين يقاتلون… ومن ناحية اخرى قوات الحكومة التي تتحالف مع حزب الله». واضاف: «نتخوف من ان يقع المعبر في ايدي عناصر ذات اجندة غير معروفة بحيث لا نعرف ما اذا كانت معنا او ضدنا».

وطمأنت الاذاعة المستوطنين في الجولان الى ان الجيش السوري استعاد سيطرته على المعبر، في وقت اكدت الاذاعة ان الجيش رفع حال التأهب وعزز وجوده، خصوصا من المشاة، في الجولان قرب الحدود «ليكون مستعداً للرد الفوري والصارم ان اقتضت الحاجة ذلك». وكانت اسرائيل تقدمت بشكوى الى الامم المتحدة ضد الجيش السوري على نشره دبابات وناقلات جنود مدرعة في المنطقة المنزوعة السلاح الحدودية في الجولان بحسب اتفاق «فض الاشتباك» لعام 1974.

من جانبه، اعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان احداث القنيطرة تأتي «ضمن هجمات بدأتها الكتائب المقاتلة على حواجز للقوات النظامية في محافظة القنيطرة»، مشيراً الى ان مواجهات دارت بينها وبين رتل دبابات للقوات النظامية على «اوتوستراد السلام» بين دمشق والقنيطرة كان متجهاً نحو المعبر، قبل ان تمتد الاشتباكات الى بلدة خان ارنبة، في حين تعرضت قرى بير عجم وبريقة وجباتا في ريف القنيطرة الى قصف من القوات النظامية. كما لفت الى حصول اشتباكات قرب بلدة القحظانية القريبة، وسيطرة المقاتلين على حاجز للقوات النظامية على خط فك الاشتباك في الجولان، مشيرا الى ان قصف قوات النظام طاول بلدات جباتا الخشب وطرنجة والقنيطرة القديمة.

في هذه الاثناء، قال مسؤول في الأمم المتحدة إن «قسم عمليات حفظ السلام يجري اتصالات مع الحكومة النمسوية لتحديد آلية سحب وحداتها العاملة في أندوف وإطاره الزمني»، في وقت «تبحث الأمم المتحدة مع دول أخرى إمكان المساهمة في أندوف بدلاً من الدول التي انسحبت منها حتى الآن، وهي كرواتيا وكندا والنمسا».

وأكدت مصادر الأمم المتحدة أن الجنديين أصيبا «نتيجة سقوط قذائف هاون قرب مخيم زيواني في القنيطرة أثناء اشتباك بين القوات الحكومية والمعارضة»، وان حال الجنديين الصحية «مستقرة». وفيما أعلنت فيجي عزمها على إرسال جنود للمشاركة في «أندوف» اعتباراً من مطلع تموز (يوليو) المقبل، فإن «سيناريوات عمل أندوف ومصيرها أصبحت مصدراً لقلق كبير للأمم المتحدة والدول المساهمة فيها، وهو ما سيناقشه مجلس الأمن في وقت لاحق الشهر الجاري، إذ من المقرر أن يمدد ولاية القوة الدولية في قرار يفترض التصويت عليه في ٢٦ الشهر الجاري». وأعلن الناطق باسم الأمين العام مارتن نيسركي أن النمسا ستسحب كل جنودها وعددهم ٣٧٧ من أصل ٩١١ جندياً هم عديد القوة الدولية. وكانت فيينا ابلغت الاتحاد الاوروبي انها ستسحب جنودها من القوة الدولية في حال قررت رفع حظر السلاح عن تصدير السلاح الى سورية. واعربت عن انزعاجها من عدم تجديد الحظر الاوروبي في الاجتماع الوزاري الاخير.

نازحون يروون لـ «الحياة» وقائع من القصير: أبناؤنا قاتلوا فيها والجيش و «حزب الله» أخرجونا منها

بيروت – ناجية الحصري

زارت «الحياة» أمس بعض النازحين السوريين من بلدة القصير الذين تمكنوا من العبور الى بعض القرى البقاعية واطلعت على أحوالهم المأسوية. وروى بعضهم أحوال ما عاشوه أثناء الحصار على القصير وفي طريق الهروب منها.

ولا تزال بلدة عرسال الحدودية اللبنانية تشكل المنفذ الوحيد للسوريين الهاربين من مدينة القصير بعد اقتحامها من قبل القوات النظامية السورية يساندها مقاتلون من «حزب الله». وهي استقبلت منذ مساء اول من امس، اي بعد اعلان سقوط المدينة، نساء وأطفالاً وبضعة رجال تمكنوا من الوصول اليها بعد السير كيلومترات طويلة في العراء وقد أدمت اشواك البراري اقدامهم وغطت الاتربة والغبار اجسادهم وأعياهم التعب والجوع.

القادمون رووا لـ «الحياة» كيف امضوا الاسبوعين الأخيرين في القصير خلال القصف المتواصل على منازلهم حتى سويت بالأرض أو اصبحت أطلالاً. وتحدث الرجال عن الدماء التي «تسيل من اجساد القتلى كالماء». وعن الضحايا الذين دفنوا على عجل في حفر من دون شواهد. وعن نساء تعرضن للضرب من قبل الجنود النظاميين، وراح احدهم يتهكم على إحداهن ويقول لها: «انثري الرز على مقاتلي الجيش الحر» ويضربها حتى تورم جسدها ثم اطلقها. وقالت إحدى النساء إن الطعام خلال حصار القصير كان يقتصر على البرغل وعلى ذبح الأبقار التي يملكونها ويعتاشون من تربيتها…

النازحون أكدوا مسؤولية مقاتلي «حزب الله» الى جانب الجنود السوريين في إخراجهم من منازلهم وإطلاق النار عليها وقالوا إنهم كانوا يلبسون زياً أسود وقبعات سوداً وكانوا حاضرين في المعارك والاقتحامات، ونفوا في المقابل أن يكون في المدينة مقاتلون من «جبهة النصرة»، وأكدت النسوة أن من يدافع عن القصير هم «ابناؤنا وأزواجنا». وذكرن أن إحدى القرى المسيحية في ريف القصير استضافت بعض النازحين وقدم أهاليها لهم الخبز والمياه وقام سكانها بإيواء بعضهم في منازلهم.

وعرسال المفتوحة على المزيد من النزوح تعاني في المقابل من «هجرة المؤسسات الدولية والمحلية التي تعنى بالاغاثة لها، وتواجه وضعاً مأسوياً، في وقت بقيت البلدة عرضة للقصف السوري المصدر، فيما سجل اشتباك بين مسلحين سوريين عبروا الحدود و»تاهوا» داخل عرسال، مع حاجز للجيش اللبناني ما ادى الى مقتل اثنين من المسلحين.

وكانت مدينة بعلبك تعرضت ليل أول من أمس للمرة الأولى لقذائف هاون أسفرت عن جرح امرأتين.

وبينما شهد لبنان سجالاً حول سقوط القصير بين قواه السياسية فاعتبره «حزب الله» تحولاً استراتيجياً على الصعيد الإقليمي واتهمت الأمانة العامة لقوى 14 آذار الحزب بأن مشروعه هو إعادة إنتاج الحرب الأهلية، بقي الوضع الأمني في طرابلس في صدارة اهتمام المسؤولين بعد أن حصلت انتكاسة أمنية في المدينة أمس حين استفاقت على قيام مجموعات من الشبان بقطع طرقات فيها. وظهر مسلحون في بعض الشوارع. إلا أن الجيش أعاد فتح الطرقات وحصلت عمليات قنص على محاور القتال بين جبل محسن وباب التبانة تولى الجيش الرد على مصادرها فتوقفت، بعد إصابة مواطن بجروح، خصوصاً أن اشتباكاً توسع الى خارج المناطق التقليدية.

وأعلن الجيش الذي عزز انتشاره في مناطق الاشتباكات عن دهمه مخزناً للأسلحة في محلة سوق القمح (باب التبانة) في طرابلس وصادر منه، عبوات ناسفة ومدافع هاون محلية الصنع وبنادق حربية وذخائر. كما دهم مخزناً للسلاح في جبل محسن، ونفى الجيش إشاعات عن دخوله أحد الأماكن الدينية، كذلك نفت فاعليات في المدينة.

وترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً في سراي المدينة لبعض نوابها والفاعليات، فيما عقد اجتماع آخر لفاعليات المدينة في دار الفتوى في عاصمة الشمال، واجتمع اللقاء الوطني الإسلامي في منزل النائب محمد كبارة حضر جانباً منه وزير الداخلية مروان شربل.

وشددت البيانات كافة الصادرة عن هذا الاجتماع على تأييد تدابير الجيش. واتهم كبارة المجموعة المسلحة في جبل محسن بتهديد أمن المدينة لمصلحة النظامين السوري والإيراني. وأكد الوزير شربل أن انتشار الجيش سيكتمل في طرابلس خلال 48 ساعة.

وكان النائب العام التمييزي حاتم ماضي طلب من وزير العدل شكيب قرطباوي إحالة كتاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان بملاحقة كبارة على اتهاماته رئيس الجمهورية بتسهيل اعتداءات دول أجنبية على لبنان. ورد كبارة قائلاً إنه يؤيد المواقف الأخيرة التي أخذها الرئيس سليمان، لكنه طالبه بتحريك النيابة العامة بملاحقة «حزب الله» على اجتيازه الحدود للقتال على الأراضي السورية.

القمة الروسية – الأميركية: تفاؤل في موسكو ورسائل ودٍ من واشنطن

موسكو – رائد جبر

احتاج الكرملين إلى أكثر من شهر لإعداد رؤية شاملة لمستقبل العلاقات الروسية – الأميركية وسبل تسوية عشرات الملفات الخلافية العالقة بين البلدين.

ولم تكشف موسكو الكثير عن مضمون رسالة الرئيس فلاديمير بوتين التي سُلمت أخيراً إلى واشنطن في اطار «ديبلوماسية الرسائل الرئاسية» التي يسعى الجانبان من خلالها إلى وضع تصورات مشتركة لتقريب وجهات النظر في القضايا المستعصية.

لكن المؤكد أن الطرفين اظهرا حرصاً على وضع المقدمات اللازمة لتحديد «قواعد جديدة» تقوم عليها العلاقة بين البلدين، تمهيداً للقمة الروسية – الأميركية المقررة بعد أقل من اسبوعين، في إرلندا الشمالية على هامش قمة البلدان الصناعية الثماني الكبرى.

رسالة بوتين التي سلّمها أخيراً في البيت الأبيض، سكرتير مجلس الامن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، جاءت رداً على رسالة مماثلة كان الرئيس باراك اوباما أرسلها إلى نظيره الروسي منتصف شهر نيسان (أبريل) الماضي.

وتضمنت كما قال حاملها «دعوة الى تطوير العلاقات الثنائية على اساس الحوار الصادق لتقريب وجهات النظر في كل المجالات والتوصل إلى اتفاقات كاملة على ملفات خلافية على رأسها موضوع الدرع الصاروخية».

لكن خبراء مقربين من الكرملين، يرون أن رزمة الملفات الخلافية الموضوعة على طاولة الحوار تضخمت كثيراً، خلال العامين الأخيرين. ولم تعد تقتصر على قضايا الامن الاستراتيجي وتقليص الاسلحة ومحاولات حلف شمال الاطلسي «تطويق» روسيا من خلال ضم اعضاء جدد من جمهوريات الفضاء السوفياتي السابق.

تلك القضايا على رغم أنها باقية بقوة على جدول اعمال اللقاءات، لكن حدّتها تراجعت كثيراً، أمام سخونة تطورات الموقف في الشرق الأوسط عموماً، وسورية خصوصاً.

بعبارة أخرى، كما قال احد الكتاب الروس أخيراً، فإن الوضع الملتهب في المنطقة العربية، ووصول الامور إلى حدود هاوية الانفجار الشامل «وفرا فرصة نادرة لإطلاق عملية اعادة النظر بشكل كامل في كل التركيبة التي يقوم عليها النظام الدولي، ما يعني أن العالم قد يكون واقفاً على اعتاب يالطا 2»، في اشارة إلى مؤتمر يالطا في العام 1945 الذي اتفق فيه المنتصرون في الحرب العالمية على حصص تقاسم النفوذ في العالم.

بهذا المعنى، يشكل الوضع في سورية الذريعة المباشرة الصالحة من وجهة نظر الكرملين للتقدم نحو هدف أساسي عمل على تحقيقه الرئيس فلاديمير بوتين يقوم على إعادة النظر بنتائج «الحرب الباردة» والنتائج التي كرستها على تركيبة عمل النظام الدولي وآلياته. وهذه النتيجة كما يؤكد خبراء روس باتت ممكنة الآن بعدما نضجت ظروفها خلال السنوات العشر الأخيرة.

بهذا المعنى، يمكن فهم اللهجة الجديدة التي طرأت على الخطاب الديبلوماسي الروسي، في القضايا المتعلقة بالأمن الاستراتيجي.

وبالتوازي مع مسار الأجواء الايجابية التي يحرص الكرملين على اشاعتها تمهيداً للقمة الروسية – الأميركية المقبلة، كان لافتاً عودة صقور المؤسسة العسكرية الروسية إلى فتح النار على «خطط تطويق روسيا» والتشديد على جاهزية القدرات العسكرية لاختراق وإحباط أي «درع صاروخية» تستهدف روسيا.

في الوقت ذاته، صعّدت الديبلوماسية الروسية لهجتها في شكل قوي، وباتت توجه دعوات لواشنطن لإعادة النظر بمجمل استراتيجيتها الدفاعية في الفضاء الاوروبي، بما في ذلك القيام بنزع ترسانة الاسلحة النووية التكتيكية المنشورة في القارة.

هذه الدعوات أطلقها نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أخيراً، واعتبر أن «المهمة الأولية، تتمثل في نقل هذه الأسلحة النووية التكتيكية الى أراضي الولايات المتحدة وإزالة البنية التحتية التابعة لها التي تسمح بإعادتها في هذه الحال أو تلك إلى أراضي الحلفاء». كما شدد على ضرورة «وضع حد لتدريبات الاطلسي على استخدام الأسلحة التكتيكية بمشاركة دول غير نووية».

وأعلن ريابكوف أن روسيا والولايات المتحدة تجريان حواراً مكثفاً في موضوع الدرع الصاروخية، لكنهما لم تتمكنا إلى حد الآن من تقريب مواقفهما إلى حد ملحوظ. وقال: «نحن نعرف بدقة موقف شركائنا الأميركيين، ونعرض عليهم بالتفصيل موقفنا محاولين إيجاد إمكانات مختلفة وكيفية التقريب بين مواقف البلدين. لكن لم نحرز نجاحات بارزة في هذا المجال إلى حد الآن».

اللافت أن هذا الديبلوماسي تحديداً هو من تصدى لتأكيد عزم موسكو مواصلة العمل على تزويد نظام الرئيس بشار الأسد بصواريخ «اس300» المثيرة للجدل.

ولا يخفى مغزى تكليفه بالحديث عن هذا الملف، وهو السياسي الروسي المسؤول عن ملف العلاقة مع واشنطن وعن قضايا التسلح والامن الاستراتيجي. فإعلان موسكو في هذا التوقيت تحديداً اصرارها على تزويد دمشق بهذه الصواريخ بات يدخل كما يقول محللون روس في اطار الضغوط الروسية الممارسة لحمل واشنطن على اعادة النظر بخططها العسكرية الاستراتيجية في اوروبا.

على هذه الخلفية ذاتها، يمكن فهم التحركات العسكرية الروسية أخيراً، بوصفها رسائل مباشرة إلى الادارة الأميركية وشركاء روسيا في الغرب… بدءاً بالإعلان عن مرابطة السفن الحربية الروسية في المتوسط في شكل دائم، وصولاً إلى اعادة الحياة لتقليد سوفياتي بإجراء مناورات عسكرية مفاجئة في مناطق مختلفة «تهدف إلى المحافظة على حال الاستعداد الدائم لصد مخاطر وتهديدات خارجية»، كما قال عسكريون روس.

ويدخل في الاطار ذاته الإعلان عن فرض حال التأهب الدائم في قطعات نووية تكتيكية.

هكذا وضعت موسكو مباشرة كل اوراق التصعيد الممكنة على الطاولة، استعداداً لقمة حاسمة. لكنها في المقابل جهزت رزمة من الاقتراحات «الايجابية» التي تتعلق بملفات ملحّة بالنسبة إلى ادارة الرئيس اوباما، مثل الدور الروسي في تسهيل انجاز الانسحاب من افغانستان، الذي يعول عليه الأميركيون كثيراً.

ولا يخفي خبراء روس أن الخلاف الروسي – الأميركي في الشأن السوري على اهميته وسخونته لا يعدو كونه الجزء الظاهر من القضايا الاساسية التي تتطلع موسكو إلى التوصل إلى آليات مع واشنطن لتسويتها.

فالسجال الجاري حول «جنيف2» واختلاف الرؤيتين الروسية والاميركية لشكل التمثيل فيه بالنسبة إلى اطراف المعارضة السورية والنظام، وكذلك مصير الأسد خلال المرحلة الانتقالية المنتظرة وبعدها، والدور «الاساسي» من وجهة نظر روسيا لإيران في المؤتمر ذاته، وفي كل قضايا المنطقة بعد ذلك، والموقف من تسليح النظام او المعارضة كلها امور «يمكن الاتفاق عليها بسهولة إذا تم وضع آلية شاملة لتنظيم العلاقة وإدارة المسائل الخلافية الاستراتيجية» كما قال خبير قريب الصلة بمطبخ القرار «الديبلوماسي- العسكري» أخيراً.

ويعكس ما رشح عن مضمون رسالة بوتين إلى اوباما صحة هذا الكلام.

إذ أكد الرئيس الروسي، في رسالته كما قال باتروشيف أن «اليوم وأكثر من اي وقت مضى، مطلوب القيام باًعمال محددة، تحسن مناخ الحوار، وتمنع ظهور منغصات جديدة تؤثر سلباً في علاقاتنا».

وأوضح باتروشيف أن «هذه الوثيقة تعكس رؤية القيادة الروسية لسبل بناء الحوار مستقبلاً والعمل المشترك لمواجهة التهديدات والمخاطر. الفكرة الاساسية تكمن في ضرورة تعزيز التعاون الروسي – الاميركي وتطويره في كل المجالات، وتوسيع الحوار الصادق المبني على الثقة المتبادلة بين البلدين في مختلف المجالات». وأشار الكرملين إلى ان حيزاً كبيراً من الرسالة تم تخصيصه لمسألة منظومة الدرع الصاروخية وقضايا مراقبة التسلح. واشتملت الرسالة على مقترحات محددة في خصوص عدد من المسائل المختلف عليها. بينها كما اشار مساعد الرئيس الروسي يوري اوشاكوف عدد من المقترحات حول استعداد روسيا لتنفيذ بعض المشاريع في مجال الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل كبديل من تمديد العمل ببرنامج مشترك يحمل تسمية «نان لوغار» اعلنت موسكو انسحابها منه العام الماضي، علماً أن سريان مفعول الاتفاق الموقّع بين البلدين بشأنه ينتهي منتصف الشهر الحالي.

وكانت واشنطن تأمل في اقناع الروس بتمديد العمل بالاتفاق الموقّع اصلاً في العام 1992 ويعد واحداً من ابرز تجليات نهاية حقبة «الحرب الباردة» و «الانتصار» الأميركي فيها.

ويشكل هذا الملف مثالاً واضحاً لسعي موسكو إلى فرض اعادة النظر بآليات التعامل معها بصفتها طرفاً مهزوماً في «الحرب الباردة» واستئناف تعاونها مع الغرب عموماً والولايات المتحدة بخاصة على أسس جديدة تقوم على الندية والشراكة الكاملة.

بهذا المنطق، فإن موسكو تقترح كبديل عن البرنامج السابق الذي مولته واشنطن وساعد الروس في التخلص من الترسانة الكيماوية ومن اسلحة دمار شامل كثيرة، صيغة جديدة للتعاون تستند إلى تنفيذ عدد من المشاريع المشتركة مع الولايات المتحدة مثل تفكيك الغواصات الذرية المنقضية فترة خدمتها، وبرامج تخزين الوقود النووي المستنفد، وتحديث منظومة الرقابة الجمركية الخاصة بالمواد المشعة. اضافة إلى اقتراحات اخرى تتعلق بتعاون روسي – اميركي في مسائل الحد من الانتشار في بلدان ثالثة، باستخدام الخبرة والامكانات المتوافرة.

ولا يخفي الكرملين تطلعه لتثبيت هذه الرؤية في بيان مشترك يصدر عن الرئيسين خلال الزيارة التي سيقوم بها باراك اوباما الى موسكو في شهر ايلول (سبتمبر) المقبل.

وهذا يعني ان القمة المنتظرة هذا الشهر، ستكتفي بوضع اسس عريضة للتوصل إلى تفاهمات حول القضايا الاساسية، لتنطلق عملية بلورة الاتفاقات وإنضاجها قبل الاعلان عنها في قمة ايلول.

اللافت أن واشنطن، قابلت التوجهات الروسية بإشارات ايجابية مماثلة، ومع رسالة اوباما التي حملت الرؤية الاميركية لتسوية ملفات الخلاف في القضايا الاستراتيجية، حرصت واشنطن اخيراً على توجيه رسائل تطمين بأن القضايا الاصعب وبينها «الدرع الصاروخية» يمكن التوصل إلى حلول وسط في شأنها. مثل اقتراح وجود دائم لخبراء روس داخل منشآت «الدرع» لمراقبة نشاطها.

ومعلوم ان موسكو تصر على الحصول على «ضمانات مكتوبة» من جانب «الاطلسي» بألا يتم استخدام مكونات الدرع الصاروخية او المتخصصة بالرصد والمراقبة منها ضد روسيا. ويستند «العناد» الروسي في هذا الملف إلى تجربة مرة تسعى روسيا الجديدة التي تشعر بقوتها حالياً، إلى منع تكرارها. ففي وقت كان الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشيف يضع مبادرة هدم جدار برلين على الطاولة، تلقى وعوداً من «الاطلسي» بألا يتم ضم اعضاء إلى الحلف من بلدان المنظومة الشرقية سابقاً. لكن لم تمر سنوات قليلة بعد ذلك حتى كانت كل اوروبا الشرقية في الحلف الغربي.

وعلى رغم صعوبة الملفات الخلافية المطروحة على طاولة الحوارات الروسية – الأميركية، اظهر خبراء مقربون من الكرملين تفاؤلاً بشأن مضمون «الرسائل الرئاسية» بين الجانبين، فهي منحت المستويين السياسي والعسكري مادة دسمة للمناقشة وإنضاج افكار وحلول لمسائل مستعصية كما قال بعضهم.

يكفي أن الكرملين تعمد إعلان أن رسالة بوتين اشتملت على اجوبة لكل «المواضيع الملحّة في العلاقات الروسية – الأميركية بدءاً بقضايا التعاون بين الأجهزة الخاصة في البلدين وصولاً إلى المسائل الإنسانية».

ويرى كثيرون في روسيا ان الاتفاق على قضايا الامن الاستراتيجي الاساسية وآليات التعاون في «النظام الدولي الجديد» يشتملان تلقائياً على التوصل إلى رؤى مشتركة لتسوية ملفات اقليمية ساخنة على رأسها سورية وإيران وكوريا الشمالية.

الأمم المتحدة: نصف سكان سورية سيحتاجون مساعدات في نهاية العام

جنيف – رويترز

أعلنت وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، في خطة محدثة للتعامل مع الوضع في سورية نشرت اليوم، أن المنظمة الدولية تتوقع أن 10.25 مليون سوري، أي نصف السكان سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية بحلول نهاية العام الحالي بتكلفة تتجاوز خمسة بليون دولار.

وتشمل التوقعات الجديدة زيادة أعداد اللاجئين على مدى الأشهر الستة المقبلة إلى أكثر من المثلين.

نازحون من القصير إلى عرسال يروون أهوال هروبهم: لا «نصرة» عندنا ومقاتلو «حزب الله» أخرجونا من بيوتنا

عرسال (البقاع الشمالي) – ناجية الحصري

حينما كانت «أم علي» تشرح كيف هربت وعائلتها المؤلفة من ثلاثة أطفال مع زوجها من مدينة القصير السورية مع بدء معركة فجر أول من امس، وصولاً إلى بلدة عرسال الحدودية اللبنانية ليلاً، استخدمت مصطلح أن الناس «انهزمت كل واحد راح بديرة». لكن المرأة التي لم يتجاوز عمرها الـ 22 سنة ويغطيها الغبار الأبيض من رأسها إلى أخمص قدميها المثقلتين بشوك البراري، لم تقصد بالهزيمة سوى مصـطلح «الـهرب»، فمديـنة القصـير، كـما يُـجمع الهاربون الجدد منها بسبب الهجوم المباغت الذي قامت به القوات السورية النظامية يساندها مقاتلون من «حزب الله»، لم تسقط، ويؤكدون: «هم استولوا على حارة الكنيسة والجامع والساعة، لكن هناك أحياء كثـيرة لا تزال في قبضة ثوار الجيش الحر».

«أم علي» جلست وعائلتها على رصيف خلف سيارة مركونة على الطريق المؤدي إلى مبنى البلدية في عرسال، بعد يوم شاق من النزوح من مكان إلى آخر وقضاء ليلة يتيمة في خيمة تقيم فيها عائلة سورية أخرى في عرسال لتبدأ رحلة البحث على مكان يؤويها، ولا تجده.

يقول نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي، إن «البلدة المكتظة بالنازحين السوريين أصلاً يكاد عددهم يتساوى مع عدد سكان البلدة نفسها (27 ألف نازح سوري مقابل 35 ألف لبناني) إذا ما استمر النزف البشري من المناطق السورية المحاذية لعرسال ومنطقتها الحدودية الشاسعة، فالمنازل فاضت بسكانها وجمعيات الإغاثة الدولية والمحلية، لا سيما في مثل هذا اليوم بالذات، غائبة عن البلدة وتراجعت معوناتها للمحتاجين اليها إلى الصفر، ولا عجب إذا كان جوابنا للنازحين الشاكين: «إن وضعكم مثل وضع غيركم» كما قال الفليطي.

أهوال القصير

الذين تمكنوا من الانتقال من القصير إلى عرسال سيراً على الأقدام لمسافات تصل أحياناً إلى 40 كلم، وتارة بسيارات «بيك أب» أمّنها مقاتلو «الجيش الحر» لم يتعدَّ عددهم حتى صباح أمس أفراد بضع عائلات وصلوا متفرقين. ورحلة نزوحهم يختلط فيها الإنهاك الجسدي بالأهوال التي خبروها وتعجز ذاكرتهم عن استرجاعها، فيلخصون الكلام عن الموت والدماء التي تسيل يومياً بأنها «أشياء عادية».

قالت «أم علي»: «كنا نياماً حين هجم علينا الجيش والشبيحة ومسلحو «حزب الله» في الخامسة فجراً، أطلقوا النار على البيوت والنوافذ والأبواب، حملنا الأطفال وطلعنا نركض في كل الاتجاهات، على الطريق فقدنا أناساً كثراً كانوا يُقتلون أمام اعيننا، وصلنا إلى «حسية» ومن هناك أركبونا سيارة إسعاف إلى «قارة» ومنها إلى هنا. أثناء هروبنا رمونا بالقذائف وسقط 15 جريحاً. نعم، فوجئنا بالهجوم، لأننا لم نكن نتوقعه. كنا نسمع أن «حزب الله» متواجد خلف نهر العاصي لكننا كنا مطمئنين إلى أنه لن يعبره باتجاهنا، لكن حصل العكس».

أمام مبنى البلدية توقفت شاحنة انحشرت فيها عـشرات الأطـفال والنـسوة ورجـل واحـد غطت الرمال ثيابهم وجلودهم واختفت رموشهم وحواجبهم خلف الغبار الكثيف واتسعت أحداقهم من كثرة الخوف. مشهد لبشر يشبهون أولئك الذين كانوا ينجون بأرواحهم من انفجارات نيويورك، هل تذكرون؟ رفضوا التكلم لأنهم عاجزون عنه. قال الرجل كلمة واحدة: «اننا متعبون». لم ينزل احد من الشاحنة التي أكمل سائقها الطريق بحثاً عن مكان يؤويهم.

دار البلدية تكاد تقتصر مهماتها على معالجة أمور النازحين السوريين. قال محمود الآتي من القصير قبل يوم واحد من معركة فجر الأربعاء: «ابلغنا ضباط من «الجيش الحر» بضرورة إخلاء المدينة من النساء والأطفال والجرحى، بعدما اشتد القصف الجوي على المنازل والأحياء، فغادر النساء والأطفال عن طريق الحاجز النظامي، أما الرجال فعن طريق «حسية». تهت عن عائلتي ثم وجدتها في مسجد «حسية»، ولدي ابنة تعاني من إعاقة».

حصار الجرحى

وأضاف محمود: «الناس الذين هربوا من القصير باتجاه قراها الشمالية، مثل الضبعة والبويضة الغربية والصالحية، هم الآن محاصرون في هذه القرى بفعل طوق محكم من الجيش النظامي ومقاتلي «حزب الله»، الناس عزل من السلاح، وهناك نحو ألف جريح موزعين على المنازل والله وحده يعلم مصيرهم».

ويروي أنه حين «كانت القذائف تسقط على القصير كنا نتعاون نحن الرجال على انتشال الضحايا، وفي أحيان كثيرة كانت أجساد الجرحى مقطعة الأوصال، وكنا حين نحمل الضحايا تسيل منها الدماء كما يسيل الماء. نلف قتلانا بالشراشف البالية وندفنهم في جور نحفرها على عجل ولم نعد نضع شواهد عليها لافتقارنا لها، نكتفي فقط بطمر التراب فوق الضحية ونمضي».

ويقول «أبو محمد» وهو من النازحين من القصير فجر الأربعاء، إنه مشى سيراً على أقدامه من القصير إلى «حسية» في البساتين وبين الأشواك. ويشير إلى أنه شاهد مقاتلي «حزب الله» قبل 15 يوماً: «كانوا يلبسون اللون الأسود ويضعون قبعات على رؤوسهم وهم مدربون تدريباً متقدماً وأفضل من تدريب جيشنا النظامي، الواحد منهم حين يُقتل رفيقه يتركه خلفه ويتابع القتال ولا يأبه للموت. لا أدري ما إذا كانوا هم من يرتكب المجازر بحق الناس، لكنهم كانوا هناك بالتأكيد».

وتحدث «أبو عبدو» عن بداية تدخل «حزب الله» في معركة القصير قبل 15 يوماً، وقال نقلاً عن ابنه وهو مقدم منشق قتل قبل يومين في القصير، إن مسلحي «حزب الله» دخلوا أرضاً لا يعرفون طبيعتها، وكانوا في صدارة المتقدمين، إذ إن الجيش النظامي كان في الخطوط الخلفية، ما أفسح المجال أمام ثوار «الجيش الحر» للانقـضـاض عليـهم وسـقط منهم نحو 300 قتيل».

أبناؤنا يقاتلون لا «جبهة النصرة»

ويؤكد «أبو عبدو» أن «من يقاتل في القصير هم أبناؤنا ولا يوجد لدينا «جبهة النصرة»، أبناء البلد هم الثوار وليس من غرباء بيننا، وأولادنا ليسوا من «جبهة النصرة»، وصرنا نتمنى ان تأتي هذه الجبهة لتخلصنا من الجيش النظامي». ويوضح أن الكتائب التي كانت تتشكل من الثوار «كانت تختار الاسم الذي تريد أن تُعرّف به بطريقة عشوائية، فهناك كتيبة «أبو الوليد» نسبة لاسم قائدها، وهناك كتيبة «لا إله إلا الله» وكتيبة «الفاروق»، لكن لا علاقة للأمر بـ «جبهة النصرة» أو «القاعدة». إنها اسماء من وحي معتقداتنا وحياتنا ومعاناتنا».

ويصر «أبو عبدو» على تأكيد «حسن العلاقة مع القرى الشيعية المجاورة لقرانا، فلم يحصل أي شيء بيننا أباً عن جد». ويسأل: «من قال إن هناك حاجة لمن يدافع عنهم؟ ومن قال إنهم أعداؤنا؟ ومن قال إن «الست زينب» للشيعة فقط؟».

الحياة في القصير خلال معارك الأسبوعين الماضيين كانت تقوم على «أكل البرغل»، كما قال «أبو محمد»، ويضيف: «صرنا نذبح البقر التي نملكها في غياب أي طعام آخر، حتى وصل سعر كيلو اللحمة إلى مئة ليرة سورية فقط، بسبب وفرته، وإذا توافر الخبز كنا نصنع لطميات على وقود الحطب أو من حطام الأبواب والنوافذ التي هشمتها صواريخ الطائرات والتي كانت تواصل قصفها على مدار الساعة، ضربت المساجد ودمرت المنازل التي سويت بالأرض، أما الكنيسة فضربت قبل أسبوعين، وليس من جانب «الجيش الحر» بل من جانب القوات النظامية، لأنها ضربت من الجهة التي دخلت منها هذه القوات».

ويضيف أن «الجيش الحر» طلب من الناس المغادرة قبل عشرة أيام، وقالوا لنا: «المقاتلون أولى بالقطن والشاش من الأطفال، فخذوا أولادكم وغادروا»، لكننا رفضنا، و «أم حسن» المرأة المسنة المعروفة في القصير، رفضت المغادرة وتشبثت بمنزلها، لكنهم أصروا على وضعها في الشاحنة، التي أقلَّتها إلى قرى مجاورة، مثل الدمينة الشرقية وهي قرية مسيحية احتضنت أبناء القصير النازحين بل لاقت النازحين بالماء والخبز، علماً أن في القرية قوات نظامية، لكن السكان أبوا إلا استضافة الناس في منازلهم، كتّر الله خيرهم».

ويَعُدّ «أبو محمد» عائلات كثيرة من القصير فقدت العديد من شبابها في القتال، ويسمي عائلات: الزهوري وغندور ومطر والعتر، مشيراً إلى أن امرأة قضى أولادها السبعة دفعة واحدة.

وتؤكد «أم دياب» التي وصلت لتوها من القصير وخاضت المعاناة نفسها مع أولادها الستة وهي حامل الآن بتوأم، أن «حزب الله والجيش النظامي احتلوا المنطقة الشرقية من القصير ولم يحتلوا المدينة كلها، أخذوا نصف السوق حيث الجامع الكبير، هناك أناس لا يزالون يقاومون».

وتصف ما يحصل بأنه «مذبحة، زوجي تركته في القصير لأنه مصاب في خاصرته ولا أعرف مصيره، قالوا لنا ابقوا في الملجأ لكنني لا أستطيع، ابني يعاني من الربو وأنا حامل لا نستطيع تحمل رطوبة الملجأ. قالوا غادروا البلدة ، مشينا نحن النساء مع أطفالنا إلى «قارة» في طريق ترابية وبرفقة الثوار وركبنا السيارة ووصلنا إلى عرسال».

وتضيف: «نحن أناس فلاحون، كنت أحلب البقرة في الخامسة صباحاً حين قالوا لنا غادروا البيوت، حملت طنجرة الحليب ووضعتها على الموقد لأطعم أطفالي ولم أتمكن. غادرنا على عجل وأطفالي الآن من دون طعام».

تبكي «أم دياب» أمام أطفالها الحفاة والمرضى، وتعينها قريبة لها ملثمة جاءت معها إلى البلدية للبحث عن إعانات، فتقول: «تأتي المنظمات الإنسانية يوزعون المساعدات ويلتقطون الصور وحين ينتهي التقاطها يقولون: سكّرنا. رمونا في الجبل، يعتقدون أننا شحاذون، نحن لم نغادر القصير إلا غصباً عنا، عندما اقتحمها «حزب الله» والنظام، تحملنا الراجمات والطائرات، لكن الحزب أخرجنا من بيوتنا، إنهم يقتلون أزواجنا وأخواتنا، ليس منهم أحد من جبهة النصرة كما يدّعون، وإذا كانت طالعة ذقونهم فلانهم غير قادرين على حلاقتها».

تكفكف «أم دياب» دموعها وتقول: «تركت كل شيء في البيت على حاله، ولا أعرف مصير البقرة، هل ما زالت حية أم ماتت».

10 صواريخ تستهدف بعلبك واشتباك بين مسلحين سوريين وحاجز للجيش في عرسال

البقاع الشمالي يتابع حياته على وقع الحرب السورية

الطريق إلى عرسال محفوفة، بحسب الأخبار التي تتوالى على المحطات التلفزيونية والإذاعية، بالمخاوف من القصف الفجائي الذي ترد الأنباء العاجلة بأنه طاول وسط البلدة (ذات الغالبية السنية) أو قلب مدينة بعلبك (المختلطة طائفياً)، لكن حركة الناس الصباحية البطيئة في المكانين تطمئن إلى أن ما حصل ربما كان عابراً أو أنه مضخم بالنسبة لمن يرصد واقعاً غير ذلك الذي نراه عبر الشاشات.

غير أن صور «شهداء حزب الله» التي تعلو على أوتوستراد بعلبك – الهرمل واللافتات التي تحمل صور أمينه العام السيد حسن نصر الله وإحداها مذيلة بعبارة «الروح ترخص لك يا حارس عزتنا»، تـشـير إلى أن الـحيـاة في هذه المـنطقة لم تعد كما كانت، فعلى هـذه الطـريق مـواكـب تعـبر باتـجاه الهرمل حاملة صـور «شـهيد» جـديد يـستـعد ركابهـا لتـشـيـيعه. واـلقذائف العـشـرة التـي سـقـطت في بعلبك ليل أول من أمس، وأدت إلى جرح شخص وأضرار مادية، تولد قنـاعة مـتضاربة لدى الـناس عـن قـبول ما يـحصل بـوصفه ضـريبة أو القلق منه.

وكانت قيادة الجيش اللبناني- مديرية التوجيه أعلنت في بيان أن عشرة صواريخ سقطت على بعلبك مصدرها الجانب السوري، وجال رئيس بلدية بعلبك محمد حسن على رأس وفد من المجلس البلدي على أماكن سقوط الصواريخ في الحي الغربي لبعلبك في الشراونة، والتل الأبيض، ومحطة تحويل الكهرباء والمنازل المتضررة في البساتين.

أما في عرسال، فسقوط القذائف السورية عليها يولد قناعة مختلفة، أنه الإحساس باليتم المتعمد من جانب الدولة اللبنانية تمهيداً لتوريطها في المعركة المقبلة بعد القصير، معركة المنطقة المحاذية لعرسال وامتداداتها شمالاً وجنوباً.

ويروي شبان عراسلة بغضب شديد أن مسلحين سوريين من الثوار «تاهوا على الطريق ووصلوا إلى عند حاجز للجيش اللبناني عن طريق الخطأ فجرى اشتباك مع الجيش ما أدى إلى مقتل مسلحين اثنين»، وكان رئيس البلدية علي الحجيري تابع الحادث ليلاً من موقع الجيش نفسه.

أوضحت قيادة الجيش لاحقاً تفاصيل ما حصل بـ «أن مسلحين يستقلون سيارة نوع بيك آب هاجموا حاجز الجيش في منطقة وادي حميد – عرسال ليل أول من أمس، وأطلقوا النار باتجاه عناصره، واشتبك عناصر الحاجز مع المعتدين، ما أدى إلى مقتل مسلحين اثنين أحدهما من التابعية السورية، فيما لاذ الباقون بالفرار. وعند الساعة 2,30 فجراً، اشتبك عناصر الحاجز مع مجموعة مسلحة أخرى أقـدمت على إطـلاق النار باتجاههم من دون وقوع إصابات في الأرواح. وضبطت الـسـيارة المذكورة وفي داخلها كمية من الأسلحة الحربية والذخائر».

وشهدت عرسـال في اليوم نفـسه سقوط خمسة صواريخ من طوافة تابعة للقوات السورية باتجاه محلتي البابين وطريق الجمالة في منطقة عرسال، انفجرت ثلاثة منها.

القصير ‘مدينة اشباح’.. والجيش السوري يسيطر على القنيطرة والضبعة

سوريون يحاولون اللجوء لاسرائيل هربا من المعارك

‘سي اي ايه’: 3 سفن روسية تنقل أسلحة لسورية

بيروت ـ دمشق ـ وكالات: استولى مقاتلو المعارضة الخميس على معبر حدودي مع هضبة الجولان المحتلة من اسرائيل، قبل ان يستعيده الجيش السوري مجددا، وذلك غداة سيطرة قوات النظام وحزب الله على مدينة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص، في الوقت الذي عززت فيه اسرائيل قواتها على الحدود مع سورية.

دبلوماسيا، اعلنت موسكو ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيرأس وفد بلاده الى مؤتمر جنيف-2 المرتقب لايجاد تسوية للازمة السورية.

ولجأت مجموعة من عشرات السوريين إلى معبر القنيطرة، الخميس، هرباً من المعارك بين قوات الجيش السوري والمعارضين في محيط بلدة القنيطرة في الجولان.

وذكر موقع ‘يديعوت أحرونوت’ الإلكتروني، أن عشرات السوريين حضروا إلى معبر القنيطرة الحدودي مع سورية ظهر الخميس، وطلبوا الدخول إلى إسرائيل.

وأضاف الموقع أن قوات الجيش الإسرائيلي عند معبر القنيطرة استوعبت مجموعة السوريين وأجريت فحوصاً لهم، وبعد عدة ساعات أبلغهم الجيش أن الخطر قد زال في المنطقة وأعادهم إلى الأراضي السورية.

واكد مصدر امني اسرائيلي ان قوات النظام السوري استعادت الخميس السيطرة على المعبر الواقع ضمن منطقة وقف اطلاق النار بين اسرائيل وسورية في مرتفعات الجولان بعد ان كان مسلحو المعارضة السورية سيطروا عليه قبل ساعات.

واكد رئيس عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة ايرفيه لادسو لصحافيين وقوع ‘حوادث’ عند معبر القنيطرة، مضيفا ‘نتابع بأكبر قدر من الاهتمام الوضع في الجولان، المنطقة الحساسة. وقمنا بتعديل مواقع قوة الامم المتحدة (المتمركزة في الجولان) واخذنا في الاعتبار خصوصا امن عاملينا’.

وتنبعث رائحة من البارود والحريق لدى دخول مدينة القصير في محافظة حمص التي سيطرت عليها قوات النظام السوري وحزب الله الاربعاء: ابنية مهدمة، متاجر تحمل آثار القنابل والشظايا، وركام في كل مكان في مدينة خالية من اي ساكن، بحسب ما يروي شهود لوكالة فرانس.

ويقول شاهد يرفض الكشف عن اسمه كان من اوائل الذين دخلوا المدينة بعد سماح الجيش السوري بذلك، ‘للوهلة الاولى بدت كمدينة اشباح لا يوجد فيها الا جنود سوريون مع آلياتهم وسط دمار هائل، مع ابنية منهارة بالكامل’.

في ساحة المدينة الرئيسية التي كانت مركزا لحركة تجارية ناشطة قبل الحرب، تعمل جرافات على ازالة الركام الذي يغطي كل طريق وزاوية ومكان.

ويمر جنود سوريون في المكان، مع ابتسامات عريضة، يعلقون هنا وهناك اعلاما سورية تحمل صورة الرئيس بشار الاسد، وهم يهتفون ‘ بالروح بالدم نفديك يا بشار’.

وكانت المدينة تضم قبل بدء المعركة عليها حوالى 25 الف شخص، بحسب المرصد السوري. والقت قوات النظام قبل شن الهجوم عليها مناشير تدعو المدنيين لمغادرتها.

ويرجح المرصد ان كثيرين غادروها قبل تطور المعركة. ووصفها الذين دخلوها امس بعد سقوطها بـ’مدينة الاشباح’.

وأعلن التلفزيون السوري، الخميس، أن قوات الجيش السوري سيطرت على بلدة الضبعة. وقال التلفزيون في خبر مقتضب، إن ‘بواسل قواتنا المسلحة يعيدون الأمن والاستقرار إلى قرية الضبعة بريف القصير’.

في موسكو، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيمثل دمشق في المؤتمر الدولي حول سورية ‘جنيف-2′.

واضاف ان المعارضة السورية لم تقرر بعد من يمكن ان يمثلها في المؤتمر الذي يمكن ان يعقد في تموز (يوليو).

ويأتي هذا الاعلان غداة اجتماع تحضيري شارك فيه مسؤولون روس وامريكيون ومن الامم المتحدة في جنيف. وقال لافروف ان الائتلاف السوري المعارض ‘يطرح شروطا مسبقة’ للمشاركة في المؤتمر: ‘اولا رحيل النظام وبعد ذلك الاتفاق. اعتقد ان هذا الموقف غير منطقي’.

الى ذلك تقوم الولايات المتحدة حاليا بدرس المعلومات التي ارسلتها فرنسا بشأن احتمال استخدام اسلحة كيميائية في سورية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جنيفر بساكي ‘اؤكد اننا تلقينا المعلومات التي ارسلها الفرنسيون’، في وقت اعلنت الخارجية الفرنسية الخميس انها ارسلت الى الولايات المتحدة ‘كل المعلومات’ التي في حوزتها بشأن استخدام غاز السارين في سورية.

من جهة اخرى ذكر مسؤول من ‘البنتاغون’ الأمريكي ان وكالات الاستخبارات الأمريكية تعتقد ان 3 سفن حربية روسية موجودة في البحر الأبيض المتوسط الآن تنقل شحنات أسلحة للنظام السوري.

ونقلت شبكة ‘سي إن إن’ الأمريكية عن المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، قوله ان أمريكا تراقب السفن الحربية الروسية الـ3 منذ غادرت مرافئ روسية قبل أيام.

وأشار إلى انه بالرغم من انه ليس مؤكداً، إلا ان وكالات الاستخبارات الأمريكية تعتقد ان هذه السفن تنقل أسلحة من بينها عناصر من نظام الدفاع الجوي الصاروخي ‘إس 300′ إلى النظام السوري. وذكر المسؤول ان الولايات المتحدة لم تر أية مروحيات عسكرية على متن السفن.

حوالى 200 اسلامي روسي يقاتلون مع القاعدة في سورية

موسكو ـ ا ف ب: يقاتل حوالى مئتي اسلامي من القوقاز الروسي في سورية تحت راية تنظيم القاعدة، وفق ما اعلن الخميس رئيس الاستخبارات الروسية الكسندر بورتنيكوف في تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية.

وقال بورتنيكوف اثر اجتماع مع مسؤولين في الاجهزة الامنية في كازان عاصمة تترستان في منطقة الفولغا الروسية ان ‘روسيا قلقة لكون قرابة 200 متمرد من ‘امارة القوقاز′ يقاتلون تحت راية القاعدة ومنظمات اخرى تدور في فلكها’. وامارة القوقاز اعلنت نفسها ‘دولة’ في القوقاز الروسي في العام 2007 من جانب الزعيم المتمرد الشيشاني دوكو عمروف، وتسعى الى اقامة حكم الشريعة في القوقاز الروسي.

وبعد حرب الشيشان الاولى بين العامين 1994 و1996 بين القوات الفدرالية الروسية وانفصاليين، اتخذ التمرد طابعا اسلاميا واتسع خارج الحدود الشيشانية ليتحول في اواسط العقد الاول من القرن الحالي الى حركة اسلامية مسلحة تنشط في سائر مناطق شمال القوقاز.

وكان موقع اسلامي شيشاني اشار في اب (اغسطس) الى ان نجل زعيم شيشاني متمرد سابق هو رستم غويلاييف قتل في سورية خلال قتاله الى جانب مقاتلي المعارضة.

واضاف الموقع ‘نشهد حاليا زيادة في انشطة المقاتلين الذين يتوجهون’ الى سورية.

واشار بورتنيكوف الى ان ‘ما هو خطير، هو ان هؤلاء الارهابيين سيعودون الى بلدهم. ماذا علينا فعله، اي عوائق نخلقها (…) هي اسئلة تم بحثها’ خلال الاجتماع.

وبحسب المسؤول الروسي فإن الامر يمثل ‘تهديدا جديا جدا لكل الدول وليس فقط روسيا ومجموعة الدول المستقلة (الاتحاد السوفييتي السابق باستثناء بلدان البلطيق وجورجيا)، لكن ايضا للدول الاوروبية والقارة الامريكية’.

وتدعم روسيا نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي تزوده بالسلاح وتعارض اي تدخل اجنبي في هذا البلد.

الظواهري يدعو السوريين الى الاتحاد في مواجهة الاسد وأمريكا

دبي ـ ا ف ب: دعا زعيم تنظيم القاعدة في تسجيل صوتي تم بثه على الانترنت الخميس المجموعات الجهادية المقاتلة في سورية الى الاتحاد للحؤول دون اقامة نظام موال للولايات المتحدة في البلاد.

وقال الظواهري في رسالته التي نقلتها المواقع الاسلامية ‘يا اسود الاسلام في الشام اجتمعوا واتحدوا وتوافقوا وتعاهدوا على الا تلقوا سلاحكم ولا تغادروا خنادقكم حتى تقوم في الشام الرباط والجهاد دولة اسلامية تسعى لاعادة الخلافة’.

وحذر المقاتلين الجهاديين من ان ‘امريكا وعملاءها واحلافها يريدون منكم ان تسفكوا دماءكم… لتسقطوا الحكم العلوي المجرم ثم ينصبوا من بعده حكومة موالية لهم محافظة على امن اسرائيل تتمرد على الشريعة الاسلامية وتخضع للشرعية الدولية’.

وتابع في الرسالة التي حملت عنوان ’65 عاما على قيام دولة الاحتلال الاسرائيلي’ ان ‘الجهاد في الشام يسعى لاقامة خلافة اسلامية مجاهدة تواصل تضحياتها وعطاءها وبذلها حتى ترفع راية الاسلام والجهاد… فوق قمة جبل المكبر في القدس′.

واضاف ‘يا اسود الاسلام في شام الرباط والجهاد ان فلسطين التي سلبت منا منذ 65 عاما يعود الامل في استرجاعها بجهادكم المبارك’.

واشاد الظواهري بالمقاتلين الجهاديين في سورية الذين يحاربون ‘البعث العلماني المتحالف مع التمدد الايراني الصفوي’.

وقال ‘هنيئا لمجاهدي الشام فقد فضحوا الوجه القبيح لايران وعملائها واظهروا مدى بشاعة جرائمها واستعدادها لان تتعدى على كل الحرمات في سبيل اقامة امبراطوريتها’.

وتزامن نشر رسالة الظواهري مع استعادة القوات السورية السيطرة على القصير القريبة من الحدود مع لبنان من ايدي المقاتلين المسلحين مدعومة من مقاتلي حزب الله اللبناني.

ومن بين المجموعات السنية المقاتلة في سورية جبهة النصرة التي اعلنت في 10 نيسان (ابريل) ولاءها للظواهري.

وتولى الظواهري المصري الجنسية زعامة تنظيم القاعدة في حزيران (يونيو) 2011 بعد مقتل اسامة بن لادن في هجوم لفرقة كوماندوس امريكية في باكستان.

الجيش الاردني يحبط تهريب اسلحة من سورية الى المملكة

الاردن يوجه ‘انذارا نهائيا’ لسفير دمشق ‘لتجاوزه الاعراف الدبلوماسية’

عمان ـ ‘القدس العربي’: وجه الاردن الخميس ‘انذارا نهائيا’ لسفير دمشق مهددا باعتباره ‘شخصا غير مرغوب به’ بعد تصريحات نسبت له انتقد فيها استضافة المملكة لاجتماع اصدقاء سورية وطلبها نشر صواريخ باتريوت.

وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة في تصريحات لوكالة الانباء الرسمية (بترا) ان ‘سفير سورية بهجت سليمان قد تجاوز كافة الاعراف والممارسات الدبلوماسية من خلال تصرفاته ولقاءاته المعلنة وغير المعلنة وتصريحاته المرفوضة والمدانة’.

واضاف ان عليه ‘ان يعتبر هذا بمثابة انذار نهائي للالتزام بقواعد العمل الدبلوماسي والكف عن اي لقاءات وتصرفات وتصريحات من شأنها ان تمس الاردن بكافة مكوناته ومؤسساته الدستورية كالتصريحات الاخيرة المسيئة ضد المؤسسات الحكومية والعسكرية والبرلمانية وممثلي الشعب الاردني وانتقاد السياسات الاردنية’.

وحذر جودة سليمان من ان ‘اي تصرف قادم يصدر في هذا الاطار من قبله سينتج عنه فورا اتخاذ الاجراءات الدبلوماسية حسب الاعراف والممارسات المتبعة بما في ذلك اعتباره شخصا غير مرغوب به على الاراضي الاردنية’.

واشار جودة الى انه ‘سبق وان تم تحذير السفير من الاستمرار في هذه التصرفات والتصريحات الصحافية والتعليقات والمقالات بما فيها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والتي يسيء فيها للدولة التي تستضيفه’.

واوضح ان السفير اطلق ‘اساءات متكررة للمؤسسات المدنية والعسكرية في المملكة والتي نرفضها جملة وتفصيلا من قبل سفير يبدو انه يفتقر الى ادنى متطلبات العمل الدبلوماسي واسس التمثيل في دول اخرى’.

من جانبه، قال النائب بسام المناصير لوكالة فرانس برس ان سليمان هدد الاردن وانه ‘تجاوز غير مرة حدود الادب والاعراف الدبلوماسية وسبق ان انتقد المملكة لاستضافتها اجتماع اصدقاء سورية الشهر الماضي والذي كانت تسعى من خلاله لتقريب وجهات النظر بين المعارضة والنظام السوري’.

وتابع ‘ما ان جاء موضوع طلب الاردن صواريخ باتريوت لحماية حدودها وهي صواريخ دفاعية، قال السفير السوري عبر فيسبوك ان الاردن بلد جاهل وعلى سورية ان تعلمه ان لديها صواريخ اسكندر وهي قادرة على علاج الباتريوت وبشكل ناجح جدا جدا’.

وطالب المناصير بخروج سليمان من الاردن ‘فورا لانه شخص غير مرغوب فيه’ مشيرا الى ان ‘سليمان وجه اهانة للاردن وحكومته ونوابه وجيشه وساتظاهر امام السفارة السورية في عمان حتى خروجه من المملكة’.

ويستضيف الاردن نحو 540 الف لاجىء سوري، وصفهم سليمان الشهر الماضي ب’ارهابيين’.

الى ذلك اعلنت القوات المسلحة الاردنية الخميس ان حرس الحدود احبط محاولة لتهريب كمية كبيرة من الاسلحة من سورية الى المملكة.

وقال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية (بترا) ان ‘قوات حرس الحدود احبطت فجر (الخميس) عملية تهريب كمية كبيرة من الاسلحة من سورية الى الاراضي الاردنية’.

واضاف ان ‘قوات حرس الحدود القت القبض على مجموعة من الاشخاص على الحدود الاردنية السورية اثناء محاولة التهريب’.

الا ان المصدر لم يعط مزيدا من التفاصيل حول جنسيات المهربين او نوع الاسلحة التي تم ضبطها.

وقد شدد الاردن، الذي يقول انه يستضيف نحو 540 الف لاجىء سوري، من اجراءاته على حدوده مع سورية واعتقل وسجن العشرات من الجهاديين لمحاولتهم التسلل الى الجارة الشمالية للقتال هناك.

ورفضت المملكة غير مرة اتهام دمشق لها بالسماح للجهاديين بعبور حدودها للقتال الى جانب المعارضة المسلحة في سورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

تسليح الجيش الحر فتنازيا تحرف الانظار عن التسوية السلمية وبسببه يواجه كاميرون تمردا في البرلمان

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ ‘سقطت القصير’ وزعت الحلوى، واعلن التلفزيون السوري انتهاء قوات ‘حفظ النظام’ تطهيرها من ‘الجماعات الارهابية الموالية للصهيونية’.

في الوقت نفسه اعلنت المعارضة السورية نعي المدينة وحذرت من كارثة انسانية وقالت ان المقاتلين يستعدون ليوم آخر. فهل سيؤرخ للثورة السورية لما قبل القصير وما بعد القصير، وهل سيؤدي الدور الذي لعبه حزب الله في المعركة التي استمرت ثلاثة اسابيع الى توسيع الحرب الطائفية وتورطه في حرب اقليمية، واين صار الحل السلمي، هل مات مؤتمر جنيف ـ 2 في مهده؟ هذه اسئلة كثيرة طرحتها صحف بريطانية عن مآلات الثورة السورية بعد استعادة النظام السوري للمدينة، وتدميرها بالكامل كما اظهرت تقارير تلفازية بثتها قنوات في بريطانية.

وفي الاجواء الاحتفالية التي شاعت الضاحية الجنوبية ببيروت ودمشق يعيش من تبقى من سكان القصير معاناة انسانية كبيرة، مع ان مصادر مقربة من زعيم حزب الله حسن نصر الله قالت انه لا يريد الظهور بمظهر المنتصر كما في حالات المواجهة مع اسرائيل الا ان الانتصار كان ضروريا لتبرير التدخل العسكري والقتلى في صفوف قواته، حيث يعتقد انه خسر في المعركة حوالي 200 مقاتل وهو رقم لم يكن يتوقعه عندما قرر الدخول في المعركة. واللافت للانتباه ان دخول قوات النخبة على المعركة في الايام الاخيرة كان اشارة لاقتراب نهايتها على الرغم من المقاومة الشديدة التي ابداها المقاتلون، وهو ما لم يتوقعه حزب الله. فقد دافع عن المدينة مقاتلون من الجيش الحر معظمهم انشق عن الجيش سابقا، وبمساعدة تعزيزات جاءت من حلب وحمص، وكتيبة من 200 مقاتل من جبهة النصرة. ويعتقد ان عدد المقاتلين الاجمالي وصل الى 3 الاف مقاتل.

هزيمة وضربة

وفي ضوء الدمار والقتل والحديث عن ارتكاب النظام مجازر تمثل معركة القصير هزيمة مهمة للمعارضة التي كانت تفتقر للسلاح، وتعاني من فرقة داخل صفوفها خاصة تلك التي في الخارج، وتواجه ترددا دوليا وجدلا حول تسليحها.

ومع انه من الباكر لاوانه الحديث عن رجوح كفة الميزان لصالح الاسد الا ان القصير تمثل جزءا من سلسلة انتصارات حققها النظام في الاشهر الاخيرة، بعد انجازاته حول دمشق، في الغوطة وجوبر وفي ادلب وفي خربة غزالة، قرب درعا.

وايا كان الحال فالرئيس بشار الاسد سيشعر بالثقة بالنفس والاستعداد لمواجهة طويلة، مع ان الانتصار هذا لم يكن ممكنا بدون حزب الله وكتيبة ابو الفضل العباس التي جاء مقاتلوها من الخارج، خاصة من العراق وايران. وفي هذا الاتجاه نقلت صحيفة ‘الغارديان’ عن دبلوماسي غربي يراقب الازمة السورية عن قرب قوله ‘وصفت القصير بالمهمة استراتيجيا، وهي وان كانت ضربة قوية للمقاتلين وتعزيزا لقوة النظام الا انها ليست حمص او حلب، حيث يرتفع ميزان الحرب وينخفض’. ولكن اهمية المعركة الاخيرة تنبع من اثرها على الحل السلمي، ففي اليوم الذي اجتمع فيه الدبلوماسيون الامريكيون والروس والمبعوث الدولي لسورية، الاخضر الابراهيمي للاتفاق على اجندة مؤتمر جنيف-2 الذي سيعقد الشهر المقبل بدلا من هذا الشهر، تقدم النظام في القصير مما يجعل من فرص المحادثات ابعد. فالمعارضة خسرت مدينة تقع على خط الامدادات من لبنان، وظلت معبرا للمقاتلين من والى سورية. وتشير الصحيفة الى ان انتصار النظام يظل ناقصا لانه بحاجة الى السيطرة على المناطق المحيطة بها، وسيجد صعوبة في دخولها لانها منتشرة على مناطق واسعة مما يعني انتشار الجيش السوري على طول هذه المناطق. وتظل القصير انتصارا معنويا للاسد، فقد جاءت بعد فشل ‘معركة الحسم’ على دمشق، والجمود العسكري على جبهة حلب، وفشل حملة الجنوب بمال وسلاح سعودي، ومن هنا يقول رجل اعمال مقرب من الاسد ‘ في المدى القريب فاننا ندفع ثمنا باهظا، ولكن على المدى المتوسط سنقول ان الاسد كان مصيبا’. ولا يعني هذا استعادة الاسد زمام المبادرة، فلا تزال امامه معارك اخرى في الشمال والشرق التي تقع بيد جماعات مختلفة وحول العاصمة والجنوب.

ليس نقطة تحول

وعليه ففي المنظور الاستراتيجي لا يعتبر سقوط القصير نقطة تحول كما قالت ‘الغارديان’ في افتتاحيتها. وقالت ان المعركة الاخيرة تحمل في طياتها كل عناصر ‘المأساة’: الالاف من المدنيين المحاصرين داخلها، مقاتلون بعتاد قليل يواجهون آلة حرب متفوقة ولاسابيع، والنتيجة بلد ممزق ومنقسم اكثر. فالقصير التي كانت تقع على خط الانقسام السني- الشيعي- العلوي نظرا لموقعها الاستراتيجي لن تكون ايا منها. وتوقعت الصحيفة معارك اخرى مشيرة الى انها اول نصر يحققه حزب الله في سورية مشيرة الى ان العناد الذي ابداه الحزب في القصير ربما ارتبط لكونها قريبة من الحدود اللبنانية ومناطق هيمنة الحزب في سهل البقاع. ولا نعرف ان كان حسن نصرالله مستعدا لخسائر اخرى في حلب حيث يعتقد ان جنوده ذهبوا. وتضيف الصحيفة ان الحقائق على الارض لم تتغير، فالاسد خسر معظم البلاد، حيث لا تزال الحدود الشمالية مفتوحة لتدفق المال والسلاح الخليجي، ولا يستبعد ان يتغير رقاص الساعة لصالح المعارضة من جديد، ولكن ما يختفي وبسرعة هو حلم بلد موحد بعد التحرير، كما ان الحدود تتلاشى اولا مع تهديدات الجيش الحر لنقل المعركة للبنان، ان صدقنا تهديدات اللواء سليم ادريس، رئيس هيئة اركان الجيش الحر. وثانيا بسبب وجود اكثر من 800 فصيل صار توحيده تحت قيادة واحدة حلما وليس حقيقة، واخيرا لان الحرب اصبحت طائفية. وليس مفاجئا ان يؤجل مؤتمر جنيف -2 وسط تصريحات فرنسية وبريطانية عن استخدام النظام السوري لغاز السارين، وسواء استخدمه ام لا فيجب على لندن وباريس البحث عن بديل حقيقي لحل الازمة، مشيرة الى ان رفع الحظر عن تسليح المعارضة لن يغير من معادلة القوة كثيرا، ولكنه يؤكد على استمرار وصول السلاح المتقدم للاسد ونظامه.

انتصار وبثمن

وتتفق الصحف الامريكية على ان سقوط القصير يعزز ثقة الاسد بنفسه ويؤثر على فرص نجاح جنيف الذي ترفض المعارضة المشاركة فيه طالما ظلت قوات ‘الغزاة’ من ايران وحزب الله في سورية. ونقلت ‘واشنطن بوست’ عن محمد عبيد المقرب من حزب الله ان الاولوية الان للحزب هي مساعدة الجيش السوري للسيطرة على مناطق جديدة في سورية’. فيما يقول بيتر هارلينغ، الخبير في الشؤون السورية ان الحزب قد يزود النظام بالجانب العسكري المتميز لكن على حساب تحويل النزاع الى نزاع بين السنة والشيعة في كل المنطقة. وقرأت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ ما حدث بطريقة مختلفة حيث تساءلت عن الكيفية التي ستستعيد فيها المعارضة الدفع القتالي بعد الهزيمة في القصير، خاصة ان ما تتلقاه من دعم عسكري لا يوازي ما يحصل عليه النظام، اضافة لغياب الوحدة والقيادة القادرة على حسم المعركة من جانب المعارضة. ونقلت عن باحث في مركز الدراسات الامريكية الاستراتيجية ببيروت قوله ‘اعتقد انها بداية النهاية، على الرغم من عدم نهاية الحرب’ مشيرا الى ان انتصار القصير استراتيجي لكن ‘الحكومة السورية بحاجة الى حل سياسي ليطابق هذا الانجاز′. ويرى باحث اخر نقلت عنه ‘لوس انجليس تايمز′ ان الحزب سيحتفل اليوم بما حققه ولكن عليه القلق لما سيحصل غدا، لانه سيجر اكثر الى النزاع السوري، فهو موجود في دمشق، وقواته متمركزة في حلب، لقد اصبح حزب الله جزءا رئيسيا في الحرب’. وفي الوقت نفسه يقلل الباحث من امكانية عودة الحرب الاهلية للبنان بعدما جرب اللبنانيون الحروب في السبعينات والثمانينات مشيرا ‘ لا ارى نزاعا في لبنان، وحزب الله ليس مهتما بالحرب الاهلية’. والسؤال الان هل سينسى المقاتلون ما حدث لهم في القصير؟ وقد اجاب عليه ابو زيد (40) احد المقاتلين في القصير ‘ لن ننسى ما فعله حسن نصر الله’ و’سننتقم منه ومن منظمته حتى لو بعد مئة عام’. ومن هنا تقول صحيفة ‘نيويورك تايمز′ ان الانتصار في القصير قد يكون مفيدا للاسد لكنه اشكالي للمنظمة اللبنانية التي طالما حظيت بالدعم والاعجاب من السوريين بسبب دورها في مواجهة اسرائيل، والان وقد تحولت في عيون المعجبين هؤلاء الى قوة احتلال. وقالت ان مراسلا لها تنقل في الايام الاخيرة من القتال في القرى المحيطة بالقصير ووجدت ان المقاتلين لم ينفثوا نار غضبهم على الاسد بل على حلفائه ايران وحزب الله. وعبر المقاتلون عن شعور بالمرارة تجاه الشيعة عامة وبشكل خاص تجاه حزب الله وزعيمه نصر الله.

صب الزيت على النار

وفي افتتاحية ‘اندبندنت’ قالت ‘ضغطنا نحن وفرنسا بشدة باتجاه رفع الحظر عن تسليح المعارضة، ولكن وعندما قامت المعارضة نفسها بمقاطعة مؤتمر جنيف-2 الذي كان سيعقد هذا الشهر تاركة علامة سؤال على بارقة الامل الاولى للسلام منذ 12 شهرا، تراجع وزير الخارجية قائلا مؤكدا ان قرار ‘التسليح’ سيتخذ بعد المؤتمر’. وفي الوقت الذي يعاني وضع الائتلاف السوري من تذبذب، حيث بررت مقاطعتها للمؤتمر بسبب دخول حزب الله على المعركة ، لكن خلافات المعارضة نفسها هي سبب اخر وراء عدم الذهاب لجنيف، وعليه فان الحديث عن منظور لتسليح المعارضة لايشجعها على التفاوض. وترى الصحيفة ان حلا سياسيا عبر التفاوض هو الافضل على الرغم من وحشية بشار الاسد. وتضيف الصحيفة بالقول ان التكتيك الذي استخدم لدفع النظام السوري لطاولة المفاوضات ارتد سلبا حيث اعلنت روسيا عن مواصلة تسليحها لدمشق من اجل منع التدخل الخارجي. واشارت الصحيفة الى ان التشوش في الموقف البريطاني من التسليح يخفي وراءه فوضى في داخل الحكومة، فالرأي العام البريطاني وان لا يزال ضد التدخل العسكري الا ان حكومة ديفيد كاميرون منقسمة على نفسها، فكاميرون نفسه الذي طار رأسه فرحا بالاستقبال البطولي له في ليبيا بعد الاطاحة بنظام القذافي يعتبر من كبار مؤيدي التدخل العسكري في سورية ويلقى دعما قويا من وزير التعليم مايكل غوف، وبشكل اقل من وزير الخارجية ويليام هيغ، فيما يدعم وزير الدفاع فيليب هاموند التدخل ولكنه قلق على التكاليف. ويقف امام كاميرون، نائبه نيك كليغ، وكريس غريلينغ، وزير العدل، وجاستين غريننيغ، وزيرة التطوير والتنمية الدولية والبارونة وارسي، وهؤلاء هم محقون وكاميرون هو المخطىء كما تقول الصحيفة.

معارضة برلمانية

وكانت الصحيفة قد اشارت الى الخلافات الحادة داخل حكومة كاميرون حول تسليح المعارضة قائلة ان خمسة وزراء عبروا عن تحفظاتهم، وجاء هذا في الوقت الذي تزايد فيه عدد النواب المحافظين الذين حذروا الحكومة من تمرد حالة طلب منهم التصويت على تحرك بهذا الاتجاه.ونقلت عن مصادر في الحكومة قولها اجبار الاسد عسكريا على التفاوض يعني التزاما بريطانيا لمدة 18 شهرا. وكان كليغ وغيره قد حذروا في اجتماع لمجلس الامن القومي ان تسليح المعارضة سيزيد الحرب بدون اي منظور للطرفين للانتصار، وقالوا ان هناك ‘استحالة كاملة’ للتأكد من عدم وقوع السلاح البريطاني بيد الجهاديين. ويقول مسؤولون ان كاميرون بات مقتنعا بضرورة لعب بريطانيا دورا بارزا في سورية فيما وصفوه ‘بحملة يقودها شخص واحد’. وقال اخر ‘هو الشخص الذي يحرك ويعتقد انها سياسة صحيحة وان تجربة ليبيا اظهرت نجاعة التدخل الخارجي، والمشكلة كما حدث مع بلير هي ان النزاعات ليست متشابهة’. وتقول الصحيفة ان مشكلة كاميرون تبرز في معارضة كليغ حيث يملك حزبه ‘فيتو’ مؤثرا على اي قرار خاصة بعد ان قال حزب العمال انه سيصوت ضد اي تحرك. ونقل عن مصدر في الحكومة قوله ان كليغ ‘لا يؤمن بوجود حل عسكري فقط للازمة السورية’. ويضاف الى هذا معارضة شديدة لكاميرون في صفوف حزبه حيث وقع نواب على رسالة دعوا فيها لنقاش مفتوح قبل اتخاذ اي قرار بتسليح الجيش الحر.

تصريحات سليمان تجاوزت الأعراف الدبلوماسية وإحباط تهريب أسلحة

الأردن يهدد للمرّة الاولى علانية بطرد سفير بشّار

نصر المجالي

بعد أن حذر السفير السوري في الأردن بهجت سليمان، من أن صواريخ سورية قد تستخدم ضد بطاريات باتريوت التي من المنتظر نشرها قريبًا في المملكة، هدّد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة بطرد سفير سوريا إذا كرر هذا النوع من التصريحات.

عمّان: مع تصاعد المواجهة الكلامية فصولاً مع السفير السوري، وتهديد الأردن بطرده على خلفية تحذيره للمملكة، من أن صواريخ سورية قد تستخدم ضد بطاريات باتريوت التي من المنتظر نشرها قريبًا في المملكة، تمكّنت السلطات الأردنية من إبطال عملية تهريب كمية كبيرة من الأسلحة كانت بصدد الدخول إلى البلاد من سوريا، كما تم إلقاء القبض على عدد من المتورطين.

وفي موقف علني وهو الأول من نوعه يصدر عن مستوى كبير، هدد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة بطرد السفير السوري بهجت سليمان من بلاده، على خلفية كتابات هذا الأخير في المواقع الاجتماعية، خاصة تلك التي ذكر فيها أن دمشق “قد تستهدف المملكة بصواريخ اسكندر السوفياتية عندما ينشر الجيش الأميركي صواريخ باتريوت في الأردن”.

وقال الوزير الأردني إن “أي تصرف قادم يصدر في هذا الإطار من قبل السفير، سينتج عنه فوراً اتخاذ الإجراءات الدبلوماسية حسب الأعراف والممارسات المتبعة بما في ذلك اعتباره شخصاً غير مرغوب به على الأراضي الأردنية.”  وقال: “السفير بهجت سليمان انتهك قواعد العمل الدبلوماسي”.

يذكر أن اللواء سليمان رئيس سابق لجهاز الأمن الداخلي في المخابرات السورية وأحد اعضاء الدائرة المصغرة الحاكمة من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الأسد.

تجاوز الأعراف الدبلوماسية

وقال جودة: “السفير السوري تجاوز كافة الأعراف والممارسات الدبلوماسية من خلال تصرفاته ولقاءاته المعلنة وغير المعلنة وتصريحاته المرفوضة والمدانة، والتي يفترض أنه يمثل سياسة بلاده فيها”.

وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني بسام المناصير دعا حكومة بلاده إلى طرد السفير السوري بهجت سليمان، لما وصفه بتجاوزه الأعراف الدبلوماسية، وتماديه في إطلاق تصريحات وتعليقات اعتبر أنها تتضمن “تهديدات مبطنة” للأردن.

وجاءت مطالبة البرلماني الأردني بطرد سليمان بعد نشر تعليق للسفير السوري على مسألة نشر صواريخ “باتريوت” الأميركية في الأردن، وفيه قال: “إذا كان البعض يجهل، فمن حقه أن يعرف، ومن واجبنا أن نعلمه، بأن داء صواريخ (باتريوت) له علاج ودواء ناجع جداً جداً، وهذا العلاج والدواء، هو صواريخ (اسكندر) الموجودة بكثرة ووفرة في سوريا.”

وقال وزير الخارجية الأردني: “سبق وتم تحذير السفير من الاستمرار في هذه التصرفات والتصريحات الصحفية والتعليقات والمقالات بما فيها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والتي يسيء فيها إلى الدولة التي تستضيفه وتحتضن مئات الآلاف من مواطني بلاده في مدنها وقراها ومخيمات اللاجئين فيها.”

وأضاف قائلا: “على السفير سليمان أن يعتبر هذا بمثابة إنذار نهائي للالتزام بقواعد العمل الدبلوماسي والكف عن أي لقاءات وتصرفات وتصريحات، من شأنها أن تمس الأردن بكافة مكوناته ومؤسساته الدستورية.”

ومضى الوزير الاردني قائلاً: “أي تصرف قادم يصدر في هذا الاطار من قبل السفير سينتج عنه فورًا إتخاذ الاجراءات الدبلوماسية حسب الاعراف والممارسات المتبعة، بما في ذلك اعتباره شخصًا غير مرغوب به على الاراضي الاردنية.”

ويحتفظ الاردن بسفارة في دمشق ويتفادى إعلان التأييد لمقاتلي المعارضة السورية الذين يقاتلون للاطاحة بالاسد ويدعو بدلاً من ذلك الى حل سياسي لحرب قتل فيها أكثر من 80 ألف شخص.

وإتهم سليمان الاردن باستضافة آلاف من الاسلاميين المتشددين “الارهابيين” ارسلوا لمقاتلة قوات الاسد، وتقديم ملاذ آمن لمئات من المنشقين عن الجيش السوري وتدريبهم كي ينضموا إلى مقاتلي المعارضة.

ودأب الأردن على نفي استضافة تدريبات بقيادة أميركية لمقاتلين معارضين سوريين، وتقول مصادر أمنية إن المملكة في حالة تأهب دائم للتصدي للاسلاميين المتشددين الساعين الى عبور الحدود.

تعليقات سليمان

ومن بين تعليقات سليمان، التي أثارت غضب المسؤولين الأردنيين تلك التي أقام فيها مقارنة بين النشر المرتقب لصواريخ باتريوت في الاردن ونشرها في تركيا في وقت سابق من هذا العام.

وقال سليمان “نشر الباتريوت في تركيا ونصبه على الحدود السورية- التركية كان نذير شؤم على حكومة (رئيس الوزراء التركي) رجب طيب أردوغان… ولا نتمنى لمن يعولون على الباتريوت مصيراً مشابهاً لما هو عليه الحالي في تركيا”، في إشارة الى الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عدة مدن تركية.

وصواريخ باتريوت، سلاح إعتراضي لإسقاط الصواريخ المعادية. ويريد الأردن حماية نفسه من أي هجوم صاروخي من سوريا، وطلب مساعدة من واشنطن لتعزيز الأمن، خاصة مع وقوع اشتباكات عنيفة في سوريا على مقربة من الحدود.

وقالت واشنطن إنها ستتيح بطاريات باتريوت ومقاتلات متطورة إف-16 لمناورات سنوية من المقرر اجراؤها في الأردن في وقت لاحق هذا الشهر. كما كانت اعلنت في نيسان (ابريل) عن إرسال أكثر من 200 مخطط عسكري إلى الأردن.

وإلى ذلك، قال الجيش الأردني يوم الخميس دون أن يذكر تفاصيل إحباط محاولة لتهريب كمية كبيرة من الأسلحة من سوريا إلى الاردن.

وأضاف مصدر عسكري أن قوات حرس الحدود ألقت القبض على مجموعة من الاشخاص على الحدود الأردنية السورية اثناء محاولة التهريب.

ولم يقدّم التقرير الذي بثّته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية أية تفاصيل أخرى عن طبيعة هذه الأسلحة وأنواعها أو عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم لحين كتابة هذا التقرير.

القصير مدينة أشباح يسكنها جنود الأسد وعناصر من حزب الله

أ. ف. ب.

أبنية مهدمة ومتاجر تحمل آثار القنابل في مدينة خالية من أي ساكن، هذا ما تبدو عليه مدينة القصير بعد سيطرة القوات السورية عليها. وفي المدينة أيضًا، مقاتلون من حزب الله باللباس العسكري، يبقون بعيدين عن آلات التصوير والصحافيين.

بيروت: تنبعث رائحة من البارود والحريق لدى دخول مدينة القصير في محافظة حمص في جنوب سوريا التي سيطرت عليها قوات النظام السوري وحزب الله الاربعاء: أبنية مهدمة، متاجر تحمل آثار القنابل والشظايا، وركام في كل مكان في مدينة خالية من أي ساكن.

ويقول شاهد يرفض الكشف عن اسمه كان من أوائل الذين دخلوا المدينة بعد سماح الجيش السوري بذلك، “للوهلة الأولى بدت كمدينة أشباح لا يوجد فيها إلا جنود سوريون مع آلياتهم وسط دمار هائل، مع أبنية منهارة بالكامل”.

 في ساحة المدينة الرئيسية التي كانت مركزاً لحركة تجارية ناشطة قبل الحرب، تعمل جرافات على ازالة الركام الذي يغطي كل طريق وزاوية ومكان. ويمر جنود سوريون في المكان، مع ابتسامات عريضة، يعلقون هنا وهناك اعلاماً سورية تحمل صورة الرئيس بشار الاسد، وهم يهتفون “بالدم، بالروح، نفديك يا بشار”.

مقاتلو حزب الله

ويقول الشاهد إن الطلقات الرشاشة في المكان لم تتوقف. “للوهلة الاولى، تظن انك في ميدان معركة… لكن الجنود كانوا يعبرون عن فرحتهم ويطلقون الرصاص ابتهاجًا”. في المدينة ايضًا، مقاتلون من حزب الله باللباس العسكري، يبقون بعيدين عن آلات التصوير والصحافيين من وسائل الاعلام التابعة للنظام، وتلك المتحالفة مع حزب الله التي كانت اول من دخل المدينة الاربعاء بعد سقوطها.

إلا أنّ المدينة التي يحتفي النظام بدخولها، ويدعو سكانها للعودة اليها، هي مدينة شبه ميتة.  في وسط البلدة، مبنى البلدية الذي كان يتمركز فيه مقاتلو المعارضة والمؤلف من طبقات عدة، منهار على الارض نتيجة قصف من الجو على الارجح. على اطراف الساحة، تتدلى اغصان مكسرة من اشجار نخيل لم توفرها شظايا القنابل والصواريخ.

ولا تزال ساعة القصير المعروفة تنتصب على عمودها الحجري، لكنها تحمل آثار شظايا وحريق. وبثت قناة “الاخبارية” السورية الخميس صورًا لحشد من الرجال يصلون سيراً على الاقدام في مجموعة واحدة الى مدينة القصير، مشيرة الى أنهم من سكان المدينة العائدين.

آثار العنف

إلا أن ظروف الحياة في القصير لا يمكن أن تستقيم في رمشة عين. ويروي الشاهد أن كل منزل، كل متجر يحمل آثار العنف والقصف. والملفت أن المتاجر والمنازل خالية من كل شيء حتى من الاثاث والادوات المنزلية الاساسية، ما يعطي انطباعًا بأن العديد من ابناء هذه المدينة التي حوصرت لمدة سنة نظموا خروجهم منذ فترة طويلة، أو غادروا المدينة مع اغراضهم الشخصية على مراحل.

على الطرق التي حفرتها سلاسل الدبابات، اختفى الزفت، وحل الحصى والردم والتراب. وفي احد الشوارع ايضًا، كنيسة لا تزال قائمة، لكنها تحمل آثار المعارك. اما الجسر المعلق عند مدخل المدينة من جهة لبنان، فتملأه الدشم والمتاريس، ما يوحي أنه كان خط قتال.

خروج الجرحى

في مشفى المدينة، بقع دماء على الارض وبعض الشاش والقطن، لكن لا أجهزة ولا أدوية ولا تجهيزات. ويقول ناشطون إن مئات الجرحى عولجوا في هذا المكان. ويروي جاد يماني عبر سكايب أن “الجرحى اخرجوا من مدينة القصير امس على دفعات، عبر ممرات لا يعرفها الا الجيش الحر”، رافضاً اعطاء مزيد من التفاصيل.

ويقول جاد الموجود حاليًا في منطقة قرب القصير رفض أن يحددها: “تم إخراجهم سيرًا على الاقدام، وقد ساروا طيلة الليل” الذي سبق سقوط المدينة. ويشير إلى أنّ بعض الجرحى وصلوا إلى البويضة الشرقية الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من القصير، الا أن البعض الآخر الذي كان يسير ببطء اكبر، اضطر للتوقف خشية التعرض للقصف، ثم واصل طريقه ليلاً.

ويضيف “في الوقت الذي كان فيه المقاتلون يخرجون من المدينة مع الجرحى، كان القصف عنيفًا ومتواصلاً”. ويؤكد جاد أن الساعات الاخيرة قبل سقوط المدينة “كانت لا تحتمل”، ثم يضيف “كان الثوار ممزقين بين واجبهم العسكري بالبقاء على الجبهة، وواجبهم الاخلاقي بإخلاء الجرحى”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/6/816907.html

النظام يقصف بلدة البويضة في القصير.. والمعارضة تخشى على مصير ألف جريح

قيادي في «الحر»: استهدفنا قائد عمليات الجيش النظامي بالغوطة الشرقية

بيروت: «الشرق الأوسط»

قصفت القوات النظامية السورية أمس بلدتي الضبعة والبويضة، شرق مدينة القصير، وذلك بعد يوم واحد على إعلان نظام الرئيس بشار الأسد، مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني، استعادة السيطرة على القصير الحدودية. وقال ناشطو الثورة إن «مقاتلي المعارضة يخوضون معارك شرسة للدفاع عن القريتين اللتين يحتمي بهما آلاف النازحين وما يقارب من ألف جريح يعانون من ظروف مأساوية نتيجة انعدام المواد الطبية» بحسب الهيئة العامة للثورة السورية.

وتقع الضبعة على بعد 5 كيلومترات شمال شرقي القصير والبويضة على مسافة 7 كيلومترات أخرى في نفس الاتجاه. وحمّل لؤي المقداد، المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش السوري الحر في اتصال مع «الشرق الأوسط» المجتمع الدولي «مسؤولية حماية المدنيين الموجودين في بلدتي الضبعة والبويضة»، مشيرا إلى أن «ريف القصير مهدد بارتكاب مجازر ضد الإنسانية». وأوضح المقداد أن «القصير لم تسقط كما يحاول إعلام النظام وحلفاؤه تصوير الأمر بهدف تحقيق نصر إعلامي لتعويض فشلهم في الميدان».

ووصفت روسيا أمس سيطرة الجيش السوري على مدينة القصير بأنها «نجاح لا شك فيه»، مشيرة في الوقت عينه إلى أن استخدام القوة لا يحل النزاع في سوريا. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاتشيفيتش، في بيان، إن «هذا النجاح غير المشكوك فيه للقوات الحكومية يجب ألا يخلق أي أوهام حيال إمكان حل كل المشاكل التي تواجهها سوريا بوسائل عسكرية».

وفي العاصمة دمشق، تعرض حي برزة والقابون للقصف بالمدفعية وقذائف الهاون، في ظل اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي على الطريق الدائري المحيط بدمشق من ناحية المنطقة الصناعية في القابون. وأضاف ناشطون أن «انفجارا هز المناطق الجنوبية لمدينة دمشق وسمع دويه في بلدتي السبينة ويلدا بريف دمشق وحي الحجر الأسود بمدينة دمشق».

وفي ريف دمشق، ذكر ناشطون أن «عددا من الجرحى سقطوا جراء قصف بالطيران الحربي على الطريق الواصل بين زملكا وعين ترما، بالتزامن مع استهداف مقاتلين معارضين لعدة مناطق في السيدة زينب». في موازاة ذلك، أعلن «الجيش السوري » مقتل العقيد سلمان إبراهيم، قائد القوات النظامية في الغوطة الشرقية وأحد أبرز الضباط في الفرقة الرابعة، التي يرأسها ماهر الأسد. وقال النقيب المنشق علاء الباشا لـ«الشرق الأوسط»، أحد القياديين الميدانيين جنوب العاصمة، إن «استهداف إبراهيم جاء في سياق عملية نفذها الجيش الحر ضد أحد تجمعات النظام وأسفرت عن مقتله إضافة إلى عناصر كانوا يتولون حمايته». ولفت إلى أن «جثة إبراهيم موجودة حاليا في مستشفى الأمن العسكري وقد تم التأكد من هويته».

قوات النظام تسترد معبر القنيطرة بعد سيطرة المعارضة عليه لساعات

قنبلة يدوية في جيب جريح سوري تثير الذعر في مستشفى إسرائيلي

تل أبيب: نظير مجلي

أكد مصدر أمني إسرائيلي أمس أن القوات النظامية السورية استعادت السيطرة على المعبر الوحيد في خط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان بعد أن كان مسلحو المعارضة السورية سيطروا عليه في وقت سابق. وعلى أثر تلك الاشتباكات العنيفة، أعلنت القوات الإسرائيلية رفع حالة التأهب في صفوفها تحسبا «لوقوع المعبر بأيدي عناصر ذات أجندة غير معروفة».

واعتبرت القيادة العسكرية الإسرائيلية المعارك بين الجيشين الحرّ والنظامي في المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات الجولان تطورا دراميا يضاعف التهديدات على أمن حدودها ومستوطناتها الواقعة في الجزء المحتل من الهضبة. وعمد الجيش الإسرائيلي إلى اتخاذ إجراءات احتياطية تحسبا لتدهور الوضع على الجانب السوري، فعمد إلى إغلاق مزارع المستوطنين في عين وزان وأعلنها منطقة عسكرية مغلقة، ومنع المزارعين من دخول الأراضي، كما أغلق شوارع تربط بين المستوطنات الواقعة في المنطقة، وبشكل خاص القريبة من معبر القنيطرة.

ولمنطقة القنيطرة ومعبرها أهمية استراتيجية نظرا لقربها من العاصمة السورية دمشق. وكان الجيش الإسرائيلي أكد صباح أمس سيطرة مقاتلين من المعارضة السورية المناهضة للرئيس بشار الأسد على المعبر لفترة وجيزة.

من جانبه، أكد كيران دواير المتحدث باسم قوة السلام التابعة للأمم المتحدة أن «2 من جنود حفظ السلام أصيبا بجروح طفيفة ناجمة عن نيران الأسلحة الثقيلة في المنطقة». وأعلنت حكومة النمسا أمس أنها ستسحب قواتها من بعثة حفظ السلام بالجولان نظرا لاشتداد القتال بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة. وهناك نحو 380 نمساويا في قوة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة في الجولان، وقوامها ألف فرد، وبالتالي فإن انسحاب القوات النمساوية سيضر كثيرا بالبعثة.

وقال مستشار النمسا فيرنر فايمان ونائبه مايكل سبندلجر في بيان مشترك «في واقع الأمر لم تعد هناك حرية تحرك في المنطقة. وتصاعد الخطر الداهم الذي يهدد الجنود النمساويين ويصعب تجنبه إلى مستوى غير مقبول». وأضاف البيان النمساوي «تظهر التطورات التي وقعت صباح اليوم أنه لم يعد هناك مبرر لمزيد من التأجيل لسحب الجنود».

ومع سقوط قذائف هاون في موقع القوات الدولية المرابطة في المنطقة الحدودية قرب المعبر وإصابة جنود أمميين، رفع الجيش حالة التأهب في المستشفى الميداني القريب من البلدات السورية لاستيعاب كمية كبيرة من المصابين بجراح من السوريين. وقامت طواقم طبية عسكرية بتقديم الإسعافات الأولية لعدة مصابين من المعارضة وتم نقل 3 منهم في ساعات الصباح إلى مستشفى صفد للعلاج لأن جراحهم خطيرة. وفي المستشفى انتشر الهلع، إثر اكتشاف قنبلة يدوية في جيب أحد الجرحى، الذي تبين أنه كان يحارب مع المعارضة ولم يتمكن من إلقاء القنبلة على القوات النظامية.

وأعادت المواجهات التي شهدتها القنيطرة المنطقة الحدودية السورية إلى رأس أولويات الإسرائيليين، إذ رفع الجيش حالة استنفاره على طول الحدود، تحديدا في منطقة القنيطرة التي تبعد فيها القوات الإسرائيلية عن السورية مسافة 70 مترا لا أكثر. وأصدر قائد اللواء الشمالي للجيش أوامره بالرد على مصدر النيران، أيا كان، في حال سقوط صواريخ أو قذائف في الجانب الإسرائيلي من الحدود. وتقدمت إسرائيل بشكوى رسمية إلى الأمم المتحدة ضد الجيش السوري في أعقاب نشره دبابات وناقلات جنود مدرعة في المنطقة منزوعة السلاح، واعتبرت هذه التحركات خرقا لاتفاقيات الهدنة. وأقامت اتصالات مع الدول التي تتمثل في القوات الدولية التي تفصل بين الجيش الإسرائيلي والجيش السوري في المنطقة، متعهدة بتقديم كل ما يلزم لها في حال تعرضها لهجمات من الطرفين السوريين المتقاتلين.

يشار إلى أن قوات المعارضة المسلحة فاجأت الجيش النظامي بهجوم شامل على عدة مواقع على طول حدود وقف النار مع إسرائيل، منذ ساعات الفجر الأولى أمس. ودارت معارك كر وفر بين الطرفين، توجت بسيطرة المعارضة على معبر القنيطرة، الذي يعتبر المعبر الرسمي الوحيد بين البلدين. وهو يستخدم لتنقلات قوات الأمم المتحدة ولعبور مواطنين سوريين من سكان الجولان للدراسة أو لزيارة الأماكن المقدسة. لكن قوات النظام أمطرت المعبر بالقذائف وأجبرت قوات المعارضة على التراجع، وهو ما أكدته القوات الإسرائيلية التي تابعت المشهد بالعين المجردة.

شمال حلب يعيش على صفيح الصراع الطائفي.. وأكراد المنطقة «يطعنون في الظهر»

أكثر من 20 قتيلا في مواجهات بين مقاتلي قريتين شيعيتين مواليتين ومحيطهما السني الثائر

حلب: وائل عصام

على مدى الأيام القليلة الماضية قتل أكثر من 20 شخصا في مواجهات بين مقاتلين من الجيش الحر من جهة، ومسلحين شيعة وأكراد في ريف حلب الشمالي، فقد صد مقاتلو المعارضة المسلحة في مدينة عندان هجوما من جيرانهم في الجغرافيا وخصومهم في الطائفة، بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، بعدما حاولوا التسلل ليلا ورفعوا علم النظام على تلال قرب عندان كبرى مدن الريف الحلبي الثائرة قبل أن تتدخل ثلاثة فصائل معارضة، هم أحرار سوريا والتوحيد ورجال الله، ينتمي مقاتلوها لعندان وحريتان وبيانون، وتجبر المسلحين الشيعة على التراجع.

ويعيش سكان عندان في أجواء انعدام الثقة والترقب من أي طعن في خاصرتهم من جهة القريتين الشيعيتين، والجديد انضمام الجيران الأكراد إلى معادلة الصراع، فقد وجهت اتهامات لقرية الزوق المجاورة لنبل بأن مقاتليها أمنوا طريق انسحاب لمقاتلي نبل وحموا ظهورهم، على عكس الاتفاق المبرم معهم بعدم التدخل في الصراع والتزام الحياد. ويقول محمد بلو الناطق باسم لواء أحرار سوريا: «لم نتأكد بعد إن كان الأكراد قد ساندوا شبيحة نبل، لكن الكثير من المقاتلين في الجبهة قالوا إن رصاصا جاءهم من الخلف. لقد التقينا بقائد عسكري كردي من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (بي واي دي) ونفى أن يكون مقاتلوه قد تعاونوا مع مرتزقة نبل والزهراء. إنهم يصرون على وقوفهم محايدين».

ولكن شكوك السكان حول دور خفي للأكراد لها ما يبررها؛ فقبل أيام قتل مسلحون أكراد ينتمون لـ«وحدات الحماية الكردية في سوريا» (يو بي جي) المقربة من حزب العمال الكردستاني قائدا ميدانيا بارزا في لواء التوحيد، عندما ساور الأخير الشكوك بخصوص تسهيل حاجز للأكراد مرور إمدادات لداخل بلدة الزهراء المحاصرة، فنشب اشتباك أدى لمقتل محمود حافظ عيسى الملقب بـ«شامل» و9 من عناصر مجموعته، مما أثار ردود فعل غاضبة بين فصائل الجيش الحر ودفعها لإعلان حملة عسكرية لمهاجمة المقاتلين الأكراد في بلدتي عقيبة والزيارة متهمين إياهم بأنهم «عملاء حزب العمال الكردستاني والنظام السوري»، وأنهم كانوا «متواطئين» مع بلدتي نبل والزهراء. ويقول أحمد عفش، قائد لواء أحرار سوريا، إن لديه تأكيدات ودلائل حول دعم إيراني بالتسليح والتدريب لسكان نبل والزهراء، ويحدد 3 شروط لفك الحصار عن البلدتين هي: «تسليم شبيحة آل البج، وتسليم السلاح القادم من النظام إلى نبل والزهراء، وتسليم الرهائن المختطفين من قرانا في إطار صفقة تبادل»، وإلا، يضيف عفش، «فلن نرفع الحصار أبدا. نستطيع أن ندمر البلدتين بقذائف المدفعية والهاون، لكننا نعرف أن فيها سكانا مدنيين ولا نريدهم أن يذوقوا ما تذوقنا إياه عصابات الأسد الذي يدعمونه».

ولكن رجل الدين الشيعي علي الزم، من قرية نبل، والذي كان يدير مفاوضات لتسليم الرهائن قبل أشهر مع عفش، يقول إن هذه الشروط مستحيلة، مضيفا أنه «لا يمكن لي أن أسلم ابن عمي أو أحد سكان بلدتي. سنقاتل للدفاع عن مدينتنا. إنهم يحاصروننا منذ أشهر. واستنفدنا معهم كل الوسائل الممكنة للحل السلمي».

بدا الحاج الزم حازما وغاضبا هذه المرة؛ فقبل أشهر عندما كنت أتحدث معه عبر الهاتف الأرضي كان أكثر دبلوماسية وليونة، كان يعول على إيجاد حل سلمي ويركز على ضرورة «التعايش مع الجيران». وربما ما جعله أكثر تشددا هو حادثة خطفه شخصيا، فقبل أشهر اتصلت به، لكن من رد على الاتصال هو ابنه الدكتور مرتضى، الذي يدير مكتبا إعلاميا لنبل. سألته أين الحاج علي؟ فأجاب أن «الحاج علي مخطوف في بلدة حيان». وبعدها بأيام أطلق سراحه ليروي لي ما حصل معه: «لقد ذهبت للتفاوض حول تبادل للرهائن بيننا وبين بلدة حيان، ولكنهم احتجزوني وصادروا أموالا كانت معي وبعد أيام من الاحتجاز أطلقوني ولكنهم لم يعيدوا سيارتي إلى الآن».

ومن ذلك الحين انقطعت الاتصالات بين الطرفين وأصبحت المواقع الاجتماعية لنبل والزهراء تهاجم بشدة ثوار القرى المحيطة وتضع صور بشار الأسد وحسن نصر الله في واجهات صفحات «فيس بوك» التابعة لهم. أجواء الاحتقان هذه تشير إلى تحول النزاع إلى حرب طائفية؛ بين الأكثرية السنية من جهة، والأقلية العلوية وحلفائهم الشيعة من جهة أخرى.. فمنذ بداية الثورة السلمية في أشهرها الأولى أعلن سكان البلدتين الشيعيتين تأييدهم للنظام، على عكس القرى والبلدات السنية التي تحيط بهم والتي خرجت عن سيطرة الجيش النظامي، الأمر الذي جعل نبل والزهراء مأوى لنحو 200 «شبيح سني» هربوا من القرى المجاورة في الريف الشمالي ولجأوا إليهم، ونقصد هنا شبيحة آل البج الذين فروا من مدينة حيان المجاورة. رفض وجهاء نبل والزهراء تسليم شبيحة عائلة البج للجيش الحر، وبدأ مقاتلو البلدات السنية المجاورة بضرب حصار خانق على البلدتين. وبحكم أن الطريق البري في ريف حلب الشمالي تحت سيطرة الثوار، اضطر نظام الرئيس بشار الأسد لاستخدام المروحيات لإيصال كميات كبيرة من الذخائر والطعام للقريتين.

ويتندر سكان عندان المجاورة بالمروحيات التي تهبط يوميا ويسمونها بـ«سرفيس (سيارة أجرة) نبل»، في إشارة إلى عجز النظام عن الوصول إليهم.

مصادر عربية لـ «الشرق الأوسط»: الأسد باق حتى 2014 «لكن من دون صلاحيات»

الأمين العام للجامعة: خلو مقعد سوريا يرجع لتأخر المعارضة في تشكيل حكومة

القاهرة: سوسن أبو حسين – لندن: «الشرق الأوسط»

قالت مصادر عربية في العاصمة المصرية القاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يقود نظامه حربا ضد المعارضة، باق في منصبه حتى 2014 «لكن من دون صلاحيات»، مشيرة إلى أن صلاحيات الحكم في سوريا سوف تذهب إلى «حكومة كاملة الصلاحيات، بما في ذلك توليها شؤون الأمن والدفاع». وسادت أجواء طبيعية في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد الليلة قبل الماضية في القاهرة، لكن خلو مقعد سوريا من ممثل للمعارضة أثار تساؤلات المراقبين، خاصة أن المعارضة السورية جرى تمثيلها في القمة العربية بالدوحة مطلع هذا العام.

وأجاب الأمين العام لجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، عن هذه النقطة بقوله إن خلو مقعد سوريا يرجع لتأخر المعارضة في تشكيل حكومة.

وبعد 4 ساعات من الجلسة المغلقة، أصدر الاجتماع الوزاري العربي 10 نقاط لتوضح الموقف من مؤتمر جنيف وأجندته. وقالت المصادر العربية إن الأسد باق بعد «جنيف 2» المفترض عقده خلال الشهر المقبل، وأن الرئيس السوري «سيظل باقيا حتى 2014. لكن من دون صلاحيات»، مشيرا إلى أن هذه الصلاحيات «ستذهب لحكومة كاملة الصلاحيات بما في ذلك مسؤوليتها عن الأمن والدفاع».

وعقب الاجتماع، عقد العربي الليلة قبل الماضية مؤتمرا صحافيا مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو. وحذر العربي من التداعيات الخطيرة للوضع المأساوي الذي تشهده سوريا، خاصة في ظل تدخل أطراف خارجية على خط الصراع، قائلا إن «جنيف 2» ربما يكون الفرصة الأخيرة للأطراف السورية للخروج بحل سياسي يسهم في وقف المأساة الإنسانية في سوريا.

وحول ما تردد بشأن خلافات عربية خلال «الوزاري العربي»، قال العربي: «لم تكن هناك خلافات، بل وجهات نظر مختلفة، وانتهى الأمر بالتوافق حول الإدانة الشديدة للتدخل الخارجي في سوريا بما فيه تدخل حزب الله، فيما جدد لبنان موقفه بالنأي بنفسه».

وفي رده على سؤال بشأن الاتهامات الموجهة للجامعة العربية بفشلها بشأن إصدار قرار لوقف إطلاق النار في سوريا، قال العربي إن الجامعة استنفدت جميع الوسائل في التعامل مع الأزمة في إطار ميثاقها بل وأكثر من ذلك، مضيفا أن الجامعة منظمة إقليمية وليست عالمية، وأن مجلس الأمن هو الذي يمتلك الحق في إصدار قرار لوقف إطلاق النار في إطار الفصل السابع من ميثاقه، وهو الأمر الذي فشل في تحقيقه حتى الآن، متسائلا: كيف تنجح الجامعة فيما فشل فيه مجلس الأمن. وردا على سؤال عما إذا كان هناك تراجع في موقف الجامعة العربية بالنسبة لشغل المعارضة لمقعد سوريا، قال العربي: «لا يوجد تراجع، وشغل المقعد مرهون بتشكيل حكومة أو ممثلين عنها، وهذا قرار تم اتخاذه على مستوى القمة العربية».

من جهته، أكد وزير الخارجية المصري أن قرارات «الوزاري العربي» جاءت بتوافق عربي، معتبرا التباين في وجهات النظر أمرا طبيعيا من أجل التوصل إلى اتفاق، لافتا إلى أنها المرة الأولى التي لم تسجل أي دولة تحفظا على أي فقرة من فقرات القرار، مما يعكس رغبة عربية جماعية بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، باستثناء لبنان الذي نأى بنفسه.

ولفت إلى أن الحكومة الانتقالية المقترحة في سوريا ستكون لديها سلطات كاملة، بمعنى أن الأسد لن يكون له دور في هذه الفترة، وسيتم نقل سلطاته في الدفاع والأمن والأمور الأخرى. ونفى محمد كامل عمرو في رده على أسئلة الصحافيين وجود تراجع في الموقف العربي تجاه سوريا، قائلا: «إن هذا واحد من أشد القرارات في المسألة السورية، ويتضمن الدعوة إلى نقل السلطة، وأن تتمتع الحكومة الانتقالية، بسلطة تنفيذية كاملة على الجيش والأجهزة الأمنية».

في غضون ذلك، اعتبر مصدر مسؤول في الخارجية السورية أن «ما يصدر عن الجامعة من قرارات لا يعني سوريا»، متهما إياها بأنها طرف أساسي ورئيس في الحرب على سوريا. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المصدر قوله إن «الجامعة العربية طرف أساسي في الحرب على سوريا. وما يصدر عنها وعن اجتماعاتها المتكررة سواء على مستوى القمة أو على مستوى وزراء الخارجية لا يعني سوريا من قريب ولا من بعيد». واعتبر المصدر كل الاجتماعات واللقاءات التي تعقدها الجامعة العربية على أي مستوى كان ما هي إلا «محاولة من الجامعة العربية لشرعنة وجودها الذي سقط لدى الرأي العام العربي».

الحرب السورية تهدد مصير القوات الدولية في الجولان

الأمم المتحدة: انسحاب النمسا سيؤثر على عمليات حفظ السلام في الهضبة

في ظل الخشية في  إسرائيل من أن من تتحول هضبة الجولان المحتلة إلى نقطة إنطلاق لهجمات ضد جنود من بعثة المراقبة الدولية في الجولان بعد اندلاع معارك بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة، الأمر الذي يوجه ضربة إلى مهمة أبقت الجبهة السورية الإسرائيلية هادئة على مدى 40 عاماً.

وكانت وكالة “فرانس برس” نقلت عن المتحدث باسم قوات السلام التابعة للامم المتحدة كيران دواير قوله أمس إن “عنصرين من (جنود حفظ السلام) اصيبا بجروح طفيفة ناجمة عن نيران الاسلحة الثقيلة في المنطقة”، من دون أن يشير إلى مصدر النيران، وما إذا كان من الجيش السوري أم من المسلحين.

وأكد رئيس عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة ايرفيه لادسو وقوع حوادث عند معبر القنيطرة على خط وقف اطلاق النار بين سورية واسرائيل.

وأكدت قيادة الجيش الفيليبيني في مانيلا أن أحد عناصر الكتيبة الفيليبينية جرح اثر اصابته بشظايا الاشتباكات بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة، مشيراً إلى أن الجندي “يخضع حالياً للعلاج من قبل فريق طبي في ملجأ وهو في حالة مستقرة وجيدة”. وأضافت أن الشظايا أصابت الجندي في ساقه فوق كاحله الايمن. وأوضحت أن “نيراناً غير مباشرة” سقطت على معسكر زيوني التابع لقوة حفظ السلام في الساعة 0545 تغ، مشيرة إلى أن المعسكر يبعد ما بين 3 و4 كيلومترات عن موقع القتال.

وأفاد المتحدث باسم الجيش الفيليبيني البريغادير جنرال دومينغو توتان وكالة “فرانس برس” أن عناصر حفظ السلام الفيليبينيين الـ340 سيبقون في مرتفعات الجولان بانتظار قرار حكومي حول المشاركة في المهمة الدولية. وقال إنه بحسب معلوماته، فان الحكومة لم تتخذ قراراً نهائياً بعد.

ودافعت النمسا عن قرارها قائلة أنها لم يعد باستطاعتها تبرير بقاء قواتها. وقال المستشار النمسوي فيرنر فايمان ونائبه مايكل سبندلغر في بيان مشترك “إن حرية الحركة في المنطقة لم تعد موجودة في واقع الأمر. وتصاعد الخطر الداهم الذي يهدد الجنود النمسويين ويصعب تجنبه إلى مستوى غير مقبول”.

وأعربت إسرائيل عن أسفها لقرار النمسا بسحب جنودها من الجولان، وأملت الا يجلب الانسحاب مزيدا من التصعيد الى الحدود مع سوريا. وعلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان بالقول: “مع التقدير لمساهمة النمسا منذ وقت طويل وإلتزامها بحفظ السلام في الشرق الاوسط نأسف، لهذا القرار ونأمل ألا يسهم في المزيد من التصعيد في المنطقة”. واضافت: “تتوقع إسرائيل من الامم المتحدة أن تدعم التزامها وفقاً لقرار مجلس الامن رقم 350 (لعام 1974) الذي على أساسه شُكلت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك”.

لكن رحيل الجنود النمساويين الذين يصل عددهم إلى 380 عنصراً في قوة مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة في الجولان والبالغ قوامها ألفا سيوجه ضربة للعملية برمتها. وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة جوزفين غيريرو إن انسحاب القوات النمسوية من قوة حفظ السلام الدولية في الجولان سيؤثر على قدرة العمليات لهذه القوة التي تراقب وقف اطلاق النار المستمر منذ عقود بين سوريا وإسرائيل. وأوضحت “أن النمسا ظلت أساساً للبعثة وانسحابهم سيؤثر على قدرة عمليات البعثة. ونحن نجري نقاشات معهم بشأن التوقيت، ومع الدول الاخرى التي تساهم بقوات لتوفير قوات بديلة”.

هذه الاجواء، دفعت إسرائيل إلى إعلان حال الاستنفار في الجولان، ونصبت بطاريات صواريخ “سهم – 2” على الحدود مع سوريا، وأوعزت للمزارعين في المنطقة المحاذية للحدود مع سوريا بمغادرتها.

مجلس الامن الدولي أعرب في بيان عن “القلق العميق للخطر الذي تشكله جميع الانشطة العسكرية في المنطقة العازلة من جانب أي طرف على وقف اطلاق النار المستمر منذ وقت طويل والسكان المحليين”.

وسيجتمع مجلس الأمن اليوم الجمعة لبحث انسحاب النمسا. وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت الذي يتولى الرئاسة الدورية للمجلس هذا الشهر، إن المسؤولين عن عمليات حفظ السلام سيجتمعون مع الدول المشاركة ليروا ما إذا كانت هناك دول مستعدة لتقديم جنود ليحلوا محل النمساويين. واضاف: “نرى أن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك مهمة على قدر بالغ الأهمية… نحن ندعمها ونريد استمرارها”.

ويشار إلى سيطرة مقاتلي المعارضة السورية لفترة قصيرة على معبر القنيطرة الوحيد بين سوريا وإسرائيل في مرتفعات الجولان، ما دفع جنود الامم المتحدة لحفظ السلام إلى الهرع إلى مخابئهم قبل أن ينجح الجنود السوريون في صد مقاتلي المعارضة وتأكيد سيطرتهم على القنيطرة.

وكان الهجوم الذي شنه مقاتلو المعارضة، محاولة على ما يبدو لاستعادة قدراً من قوة الدفع بعدما سيطرت قوات الأسد مدعومة بمقاتلين من “حزب الله” الشيعية على مدينة القصير.

وفي واشنطن، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين باسكي “لقد اوضحنا بجلاء مخاوفنا من عدم الاستقرار الاقليمي الناجم عن الازمة في سوريا. بالطبع هذا مثال آخر لذلك ونحن نواصل دعوة جميع الاطراف إلى تفادي أي إجراء من شأنه أن يعرض للخطر وقف إطلاق النار القائم منذ وقت طويل بين إسرائيل وسوريا”.

وتراقب إسرائيل بقلق هضبة الجولان وتبادلت إطلاق النار بشكل متقطع مع مسلحين في الأسابيع الماضية، وحذرت من رد سريع إذا تعرضت قواتها لهجوم. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس في بيان إنها تتوقع أن تبقي الامم المتحدة بعثة المراقبة في الجولان.

ويشار إلى أن القوات اليابانية والكرواتية انسحبت من صفوف القوة الدولية في الأشهر القليلة الماضية، بينما أعلنت الفيليبين، وهي المساهم الرئيسي الآخر في القوة الدولية، أنها قد تنسحب بعد تكرار حوادث احتجاز أفراد من قواتها على أيدي مقاتلي المعارضة السورية.

اشتباكات بالقصير وحلب ودمشق

                                            تتواصل المعارك في مدينة القصير التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها قبل يومين، وبينما اندلعت اشتباكات في محيط مبنى القيادة بمطار منغ العسكري، تحدث ناشطون عن معارك عنيفة بين القوات النظامية والجيش السوري الحر في دمشق.

ووفقا للجيش الحر فإن المعارك مستمرة على المحورين الشمالي والجنوبي لمدينة القصير الواقعة بريف حمص والقريبة من الحدود اللبنانية.

وسعت القوات النظامية إلى تعزيز انتصارها في القصير ووجهت نيرانها إلى القرى الواقعة شمال شرقي المدينة حيث يتحصن المئات من مسلحي المعارضة والمدنيين، وقال التلفزيون السوري في وقت سابق إن الجيش أعاد “الأمن والاستقرار” إلى قرية الضبعة القريبة من القصير.

وفي ظل هذه الأوضاع، وجّه ناشطون نداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه “والله صمدنا وسنصمد لكن إلى متى الله أعلم، أرجوكم التحرك بأسرع وقت لنجدتنا، نعم أوقعنا بهم خسائر كبيرة لكنهم كثر، وخطّ الإمداد عندهم مفتوح ويستطيعون التحرك بحرية، أما نحن كان الله بنا عليما”.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تتفاوض مع السلطات السورية للوصول إلى المناطق المحيطة بالقصير لتوصيل مساعدات طبية للجرحى، وقدرت جماعات المساعدات الإنسانية أن ما يصل إلى 1500 شخص ربما يحتاجون للمساعدة.

اشتباكات بحلب

وفي حلب ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة تدور حاليا بين مسلحي المعارضة والقوات النظامية في محيط مبنى القيادة بمطار منغ العسكري والذي تتحصن فيه القوات النظامية، موضحا أن قوات المعارضة قصفت المبنى بقذائف الدبابات.

وأضاف المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له، أن اشتباكات أخرى تدور بين مقاتلين من المعارضة والقوات النظامية عند أطراف قرية خان طومان، في محاولة من القوات النظامية لاقتحام البلدة.

من جانبه قال مراسل الجزيرة حسن الشوبكي في درعا إن المدينة شهدت قصفا عنيفا من قوات النظام، واشتباكات بينها وبين كتائب الجيش السوري الحر. وأوضح المراسل أن الأوضاع الإنسانية في مدينة  درعا صعبة للغاية جراء القصف والاشتباكات، وأن بعض المناطق تشهد نزوحا متزايدا للسكان.

وأكد الجيش السوري الحر أنه شن هجوما على ثلاثة محاور استهدفت آخر ثلاثة حواجز في درعا البلد، وهي حواجز البنايات وبلال والخزان، مستخدما السلاح الثقيل من مدفعية ودبابات. وأفاد بأنه تمكن بعد ذلك من السيطرة على الحواجز الثلاثة.

وبينما قال المركز الإعلامي السوري إن القوات النظامية قصفت مناطق في زملكا وحرستا بريف دمشق، تحدث الجيش السوري الحر أمس الخميس عن اندلاع معارك وصفها بأنها الأعنف مع قوات النظام على طريق مطار دمشق الدولي، وقال إنه قتل 45 جنديا نظاميا، كما أكد أنه قتل قائد عمليات النظام في الغوطة الشرقية العقيد سلمان إبراهيم مع ثلاثة آخرين من عناصر النظام.

معارك للسيطرة على القنيطرة بالجولان

                                            تتواصل في معبر مدينة القنيطرة في الجولان اشتباكات بين قوات النظام السوري و الجيش السوري الحر الي قال إنه سيطر على معبر ومدينة القنيطرة وبلدة القحطانية،

وأفاد مراسل الجزيرة أن هناك مؤشرات ميدانية على استعادة قوات النظام السوري سيطرتها على المعبر الواقع في المنطقة المنزوعة السلاح بالجولان المحتل.

وقال مراسل الجزيرة إن الجيش السوري استعاد السيطرة على معبر القنيطرة، وأشار إلى أن العلم السوري الذي شاهده مرفوعا في المدينة يدل على سيطرة قوات النظام عليها.

وأكد أن الاشتباكات التي وقعت فجر اليوم قد انتهت، وأن ما يتم هو إطلاق نار من جانب واحد باتجاه أطلال القنيطرة التي هدمها الاحتلال، وأن الجيش النظامي الذي يقصف بالدبابات والمدافع الثقيلة منطقة القنيطرة القديمة يستهدف مناطق يظن أن مقاتلين من الجيش الحر يختبئون فيها.

وأوضح أن مدينة القنيطرة الجديدة المأهولة في يد النظام ولا معارك فيها، وأشار إلى أن كل القرى المجاورة للجولان المحتل هي في يد النظام.

كما أكد مصدر أمني إسرائيلي أن قوات النظام السوري استعادت السيطرة على معبر القنيطرة.

غير أن قائد لواء أبو دجانة أبو صلاح الجولاني نفى أي سيطرة للقوات النظامية على المعبر، وقال إن الجيش الحر يسيطر عليه، وإنه دمر سبع دبابات للنظام.

وقال إن الاشتباكات ما تزال مستمرة مع قوات النظام، وإنهم سيعلنون في المساء السيطرة على قرى وبلدات بالمنطقة.

جريحان أمميان

في هذه الأثناء قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن اثنين من جنود القوات الدولية جُرحا في الجولان، وهو ما أكده مراسل الجزيرة الذي قال إن أحد المراقبين الدوليين في الجانب الإسرائيلي أصيب بشظية قذيفة هاون.

وأضاف المراسل أن هناك مسلحين اثنين وصلا إلى مستشفى في الجليل، في وقت دفعت فيه قوات الاحتلال بتعزيزات طبية تحسبا لتجدد عمليات الاقتتال، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا بين إسرائيل والصليب الأحمر لافتتاح مستشفى ميداني في حال تطور الأمور.

وأفاد المراسل أن القوات الإسرائيلية تدفع بتعزيزات عسكرية إلى مواقع مشرفة على القنيطرة، مؤكدا إرسال دبابات محمولة على شاحنات، كما طلب الجيش الإسرائيلي من المستوطنين عدم الاقتراب من المنطقة.

وكان الجيش السوري الحر قد أعلن سيطرته على مدينة القنيطرة في الجولان المحتل على الحدود مع إسرائيل، كما أعلن سيطرته على معبر القنيطرة في النقطة الحدودية مع المنطقة المنزوعة السلاح بين إسرائيل وسوريا، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.

ويعتبر هذا المعبر هو الوحيد عند الخط الفاصل بين إسرائيل وسوريا في الجولان، وهي المرة الأولى التي يتمكن الثوار السوريون فيها من السيطرة عليه.

وفي تطور ذي صلة أعلنت الحكومة النمساوية أنها ستسحب قواتها من بعثة حفظ السلام بالجولان نظراً لاشتداد القتال بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة.

وقال كيران دواير المتحدث باسم قوات حفظ السلام الدولية إن بعثة الأمم المتحدة في الجولان ستستمر في عملها حاليا.. وأضاف أنه تجري مناقشات مع عدد من الدول لزيادة عدد قواتها لتعويض انسحاب القوات النمساوية.

واحتلت إسرائيل قسما كبيرا من هضبة الجولان في 1967 وضمته في 1981، وهو ما لم تعترف به الأسرة الدولية، ولا تزال سوريا وإسرائيل في حالة حرب.

لافروف يعتبر أن الدعم الغربي للمعارضة السورية عدمي

تقنية فرنسية للتحكم بالأسلحة الموجهة لسوريا

                                            تسعى الحكومة الفرنسية إلى توظيف التقنية من أجل التحكم في الأسلحة التي قد ترسلها الدول الغربية إلى مسلحي المعارضة في سوريا، وذلك بهدف إبقائها بعيدة عن أيدي من تصفهم بالجماعات “المتطرفة”. يأتي ذلك في وقت اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الدعم الغربي للمعارضة السورية المسلحة بذريعة استعادة توازن القوى هو “طريق إلى العدم”.

 ومن شأن هذه التقنية التقليل من المخاوف التي تعبر عنها الدول الغربية من وقوع الأسلحة التي ستوجهها إلى مسلحي المعارضة في أيدي “جماعات متطرفة”.

 فقد أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في وقت سابق أن الجهات المعنية بالأزمة مطالبة بالعمل -موازاة مع البحث عن حل سياسي للأزمة- على تعديل كفة الصراع ميدانيا، وذلك في أعقاب سيطرة القوات الموالية للرئسس السوري بشار الأسد على مدينة القصير بريف حمص.

وقال فابيوس إن هناك وسائل وإمكانيات للتحكم في الأسلحة الموجهة إلى مسلحي المعارضة، من دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل، غير أن دبلوماسيا فرنسيا رفض الكشف عن هويته قال لأسوشيتد برس إن هناك ثلاثة خيارات للتعامل مع هذه القضية، وهي تزويد المسلحين بأسلحة تتوقف عن العمل خلال فترة معينة، أو أسلحة يمكن تعقبها باستخدام تقنية نظام تحديد المواقع (جي بي أس)، أو أسلحة يمكن تعطيلها عن بعد.

ونقلت الوكالة عن عدد من الخبراء بشركات تصنيع السلاح تأكيدهم إمكانية استخدام هذه التكنولوجيا وتوفرها كحل لدى المصنعين، وكشف أحدهم بأن الغرب يمكنه أيضا اعتماد تقنية على مستوى الصواريخ المضادة للطائرات تسمح بتعطيلها إن اقتربت من الطائرات المدنية أو تزويد تلك الصواريخ ببطاريات لا تعمل إلا بشفرة محددة.

تحذير روسي

وفي مقابل المساعي الغربية -وخاصة بداخل الاتحاد الأوروبي- لتزويد المعارضة المسلحة في سوريا بالأسلحة، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هذا الدعم المقدم بذريعة استعادة توازن القوى هو “طريق إلى العدم”.

وأعرب لافروف في مؤتمر صحفي مشترك في موسكو مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو عن قلق بلاده إزاء تصريحات قادة الجيش السوري الحر وبعض ممثلي الولايات المتحدة، التي تتحدث عن استمرار دعم المعارضة المسلحة بهدف استعادة التوازن العسكري على الأرض.

ووصف لافروف الدعوة لإدانة عملية القصير باعتبارها عملية ضد السكان المدنيين “بالنفاق”، وقال إن هناك معلومات عن وجود خبراء أجانب كانوا يساعدون المعارضة المسلحة بالقصير.

وفي سياق متصل، قال القائد الأعلى لقوات الحلف الأطلسي في أوروبا الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف إن الحلف لا يخطط في الوقت الراهن لتدخل في سوريا.

وذكر الجنرال الأميركي الذي يقوم بزيارة إلى كوسوفو -حيث تنتشر قوة حفظ سلام تابعة للحلف- أن الحلف تحرك مع ذلك لحماية “حليفه الكبير تركيا” مع نشر صواريخ باتريوت على مقربة من الحدود مع سوريا في بداية هذه السنة.

اضغط للدخول إلى الصفحة الخاصة بالثورة السورية

جنيف 2

وبخصوص مؤتمر جنيف 2 المؤمل منه أن يفتح مجالا أمام التوصل لحل للصراع في سوريا، قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي إن المؤتمر سيفضي لإنشاء هيئة انتقالية توافقية من الحكومة السورية والمعارضة الوطنية، مشدداً على أن هذه الهيئة يجب أن تمتلك كافة الصلاحيات التنفيذية في المرحلة الانتقالية.

واعتبر أن المعارضة التي يجب أن تتمثل في هذه الهيئة هي المعارضة الوطنية التي تتمتع بنفوذ في المجتمع السوري، مشيراً إلى أن جميع القوى “الراديكالية المتطرفة” التي تقاتل على الأراضي السورية يجب ألا يكون لها أي مكان في عملية التسوية المستقبلية في البلاد.

وأعرب عن أمله في أن يتمكن الجانب الأميركي من إقناع الائتلاف السوري المعارض بتحديد وفده التفاوضي إلى جنيف 2 قبل اللقاء التشاوري المقبل بجنيف في 25 يونيو/حزيران الجاري.

من جانب آخر، دعا الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين إلى “يوم غضب ودعم” لمسلحي المعارضة السورية، وطلب اليوم الجمعة من جميع المسلمين الخروج في مظاهرات سلمية، وتنظيم فعاليات للتضامن يوم الجمعة القادم. وأدان الاتحاد “الجرائم البشعة” المرتكبة من قبل النظام السوري بدعم من إيران وحزب الله في القصير.

الأمم المتحدة تطلب 5 مليارات كمساعدات عاجلة للسوريين

المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تتوقع أن يرتفع عدد النازحين إلى 3.45 مليون

جنيف – فرانس برس

وجهت الأمم المتحدة، الجمعة 7 يونيو/ حزيران، نداء لجمع 5.2 مليار دولار (3.9 مليار يورو) حتى ديسمبر/ كانون الأول في رقم قياسي تاريخي، لمساعدة أكثر من عشرة ملايين سوري أي قرابة نصف عدد سكان سوريا، تضرروا جراء النزاع في بلادهم.

ويعد هذا المبلغ هو أكبر نداء لجمع التبرعات توجهه الأمم المتحدة على الإطلاق من دون احتساب مرحلة إعادة الإعمار بفارق كبير أمام العراق والسودان وأفغانستان وباكستان وحتى الزلزال المدمر في هايتي في 2010 والتسونامي الذي ضرب المحيط الهندي في 2004.

والأموال المطلوبة تعادل احتياجات حوالي 100 منظمة إنسانية، والأمم المتحدة التي طلبت في كانون الأول/ديسمبر 1.5 مليار دولار لسوريا، لا تملك في الوقت الحاضر سوى مليار واحد.

ومن أصل 5.2 مليار دولار مطلوبة لتغطية مجمل العام، ستذهب حوالى 3.81 مليار دولار لمساعدة نحو 3.45 ملايين لاجئ، وستسمح 1.4 مليار دولار للأمم المتحدة بمساعدة حتى 6.8 ملايين سوري بقوا في بلادهم (بينهم 4.25 مليون نازح).

وفي الوقت الحالي، فإن حوالي أربعة ملايين شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية في سوريا، وتعتبر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن حوالي 1.6 مليون سوري فروا من بلادهم إلى الدول الخمس المجاورة في المنطقة.

وتتوقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن يرتفع عدد اللاجئين إلى 3.45 مليون (بينهم مليون في لبنان ومليون في الأردن ومليون في تركيا و350 ألفا في العراق و100 ألف في مصر) في نهاية 2013.

وقال مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي أمير عبدالله إن “الأرقام المقدمة في هذه الخطة مذهلة، إنها مأساة لسوريا”.

لافروف: تصوير عملية القصير على أنها ضد المدنيين نفاق

أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكد أن الصراع السوري بدأ يأخذ طابعاً طائفياً

العربية.نت

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة 7 يونيو/حزيران أن ما جرى في القصير من تحريف للأحداث وتصويرها على أنها عملية ضد السكان المدنيين نفاق غير مقبول. وأضاف خلال مؤتمر صحافي جمعه بالأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو في موسكو، أن “الدعوات التي أطلقت في الآونة الأخيرة لإدانة ما جرى في القصير على أنه عملية ضد السكان نفاق كبير”. كما أعاد إلى الأذهان كلام وزير الخارجية الأميركي عندما أعلن الأخير في وقت سابق أن قوات النظام السوري تعاني صعوبة في القتال مع المعارضة، موضحاً أن كلام الأخير يعني “منطقياً أن قوات النظام يواجهون كتائب مسلحة ومدربة بشكل جيد”، مضيفاً “وهناك معلومات أن خبراء أجانب يساعدون تلك الكتائب”.

إلى ذلك، شدد الوزير الروسي على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، مشيراً إلى أن هناك الآلاف من المسلحين من جنسيات أجنبية يقاتلون في صفوف قوات المعارضة السورية. واعتبر أن تقديم الدعم للمعارضة السورية من أجل تغيير ميزان القوى على الأرض في سوريا، لن يفضي إلى شيء. وقال لافروف: “يجب أن نحدد موقفنا. هل نريد دعم العملية السياسية، وفي هذا الحال علينا أن نجعل جميع الأطراف يجلسون الى طاولة الحوار، أو إننا نريد دعم تغيير النظام. ولهذا نحن قلقون من التصريحات التي تطلقها قيادة الجيش السوري الحر وبعض ممثلي الولايات المتحدة والزاعمة بأن دعم المعارضة السورية المسلحة سيستمر حتى استعادة التوازن العسكري على الأرض. إنه طريق لا يفضي الى شيء”.

تحذير من الطابع الطائفي

من جانبه، أكد إحسان أوغلو أنه بحث مع المسؤولين الروس التطورات في سوريا، وأعلن تأييد منظمته لفكرة عقد مؤتمر “جنيف 2” لحل الأزمة السورية، إلا أنه شدد على أن المؤتمر يجب أن يساعد في وقف العنف في سوريا وأن يضمن انتقال السلطة. ووصف أوغلو الوضع في سوريا بأنه “يزداد صعوبة ما يؤثر سلباً على دول الجوار”، مشيراً إلى أنه تقدم بعدة مبادرات لإيجاد تسوية في سوريا، وأن الصراع السوري بدأ يأخذ طابعاً طائفياً في الآونة الأخيرة. وأضاف أن الوضع في سوريا حرج جدا والضحايا في ارتفاع، مشيراً إلى أن عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي قد تم وقفها.

ماكين يدعو أوباما إلى ضرب دفاعات الأسد

أكد أن دعم المعارضة السورية سيضع حداً لتدخل إيران وحزب الله

واشنطن – منى الشقاقي

هاجم السيناتور الأميركي، جون ماكين، سياسة الرئيس أوباما بشأن سوريا، وقال إن الأزمة في الشرق الأوسط تتجه نحو الطائفية، إذ تقوم إيران وحزب الله بمد النظام السوري بآلاف المقاتلين، وأضاف: إن دعم المعارضة السورية يضع حدا لتدخل إيران وحزب الله وإن لم تقم واشنطن بتزويد المعارضة بالسلاح فإن هناك طرفا آخر سيفعل ذلك.

وطالب ماكين القيادة العسكرية للولايات المتحدة بضرورة وقف الدفاعات الجوية التابعة لنظام الأسد، وقال إن لم تستطع القيادة فعل ذلك، فإنهم بالتالي يسرقوا أموالنا في تطوير الأسلحة، وفق تعبيره.

وقال: “آمل أن يعمل فريق الأمن القومي على إعادة النظر في مختلف قضايا المنطقة وأمل من القيادة العسكرية ذلك، طالما حملت احتراماً كبيراً لتلك القيادات لكن هناك مئات الأسباب التي تدفعهم لإعادة التفكير وأن يعملوا على وقف الدفاعات الجوية السورية وإن لم نستطع وقف الدفاعات الجوية التابعة لنظام الأسد، فلماذا إذن ندفع مليارات الدولارات على تطوير أسلحتنا وإن لم يفعلوا ذلك فأعتقد أنهم يسرقوا أموالنا في تطوير الأسلحة”.

استراتيجية أميركية جديدة في الشرق الأوسط

رسم السيناتور ماكين في خطابه الخطوط العريضة لاستراتيجية أميركية جديدة في الشرق الأوسط، تشمل‫ دوراً قيادياً أكبر للولايات المتحدة، محذراً من أن الصراع في سوريا سيتحول إلى صراع طائفي على مستوى المنطقة يؤدي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط إن لم تتدخل الولايات المتحدة.

قال ماكين، عضو مجلس شيوخ جمهوري: “الشرق الأوسط دائماً أهم من مجرد البترول. للولايات المتحدة أصدقاء وحلفاء في الشرق الأوسط يعتمدون على الولايات المتحدة لأمنهم ويساهمون في أمن واستقرار أميركا بشكل أكبر مما يعرفه الأميركيون. لكنهم سيدركون هذا الدور، صدقوني، إن تأثرت الملاحة في قناة السويس أو إن فقدنا شركاء أميركيين مهمين مثل الأردن”.

أهم أعضاء مجلس الشيوخ

ألقى ماكين الخطاب بعد رحلته إلى الشرق الأوسط التي التقى فيها مع المعارضة المسلحة في سوريا. ماكين من أهم أعضاء مجلس الشيوخ ومرشح جمهوري سابق للرئاسة ومن الأصوات التي طالما نادت بتسليح المعارضة وبفرض حظر على الطيران في سوريا.

أضاف ماكين: “كلما انتظرنا لاتخاذ خطوة ما زاد مستوى التدخل المطلوب. ليس علينا أن ندمر كل جهاز دفاعي، أو أن نرسل جنوداً أميركيين. لدينا خيارات محدودة، نستطيع أن نستخدم صواريخ كروز لنستهدف الطائرات الحربية للنظام، والصواريخ الباليستية على الأرض، ونستطيع أن ندعم حكومة مؤقتة”.

لكن تصريحات ماكين تأتي في وقت تشير فيه الاستطلاعات إلى انعدام الشهية الأميركية للتدخل عسكرياً من جديد في الشرق الأوسط. يقول ماكين إن المسؤولية تقع على عاتق أوباما الذي يجب أن يقنع الشعب الأميركي بالمصلحة الوطنية الأميركية في المنطقة.

وعلّق برايان كاتوليس، من مركز التقدم الأميركي، قائلاً: “رأي ماكين في الأقلية الآن ليس فقط في الكونغرس وواشنطن بل في الولايات المتحدة ككل، هذا لا يعني أن رأيه غير مهم، ولكنه غير شعبي”.

‫وقال ماكين إن انعزال الولايات المتحدة سيؤدي إلى دخول أطراف أخرى في الصراع لتملأ الفراغ. وقال إن ‫ايران أصبحت تشكل تهديداً أكبر على استقرار الشرق الأوسط من تهديد تنظيم القاعدة.

وزير الخارجية المغربي: سوريا تدخل حرباً طائفية

اعتبر أن ما يحدث انحرافاً خطيراً في المنطقة سيؤدي إلى تأثيرات سلبية

لوكسمبورغ – نور الدين الفريضي

أكد وزير الخارجية والتعاون المغربي، سعد الدين العثماني، “أن سوريا دخلت حربا طائفية، في انحراف خطير سيؤدي إلى تأثيرات سلبية على صعيد المنطقة”.

وقال في تصريح خاص لـ”العربية”، على هامش توقيعه اتفاقية شراكة تنقل الأشخاص مع الاتحاد الأوروبي، الجمعة، في لوكسمبورغ، “إن الوضع قد يخرج عن السيطرة حيث تجاوزت المأساة الحدود كافة”.

ووقع المغرب والاتحاد الأوروبي، الجمعة، اتفاقية شراكة بشأن الهجرة والأمن.

وأثار سقوط مدينة القصير في حمص بوسط سوريا، الأربعاء الماضي، في أيدي عناصر حزب الله اللبناني والجيش السوري، مخاوف من اشتعال حرب طائفية، على خلفية تدخل الحزب الشيعي بقوة لأول مرة في سوريا.

وظلت المدينة تحت سيطرة الجيش السوري الحر لفترة طويلة، ولكن اضطرت عناصره للانسحاب من المدينة في ظل تعرضها لهجوم عسكري شامل.

نصف السوريين سيحتاجون عونا بنهاية العام

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة الجمعة، إن المنظمة الدولية تتوقع أن 10.25 مليون سوري – أي نصف السكان – سيحتاجون مساعدات إنسانية بحلول شهر ديسمبر نهاية العام الجاري.

وتشمل التوقعات الجديدة زيادة أعداد اللاجئين على مدى الأشهر الـ 6 المقبلة إلى أكثر من الضعفين، وذلك في خطة محدثة للتعامل مع الوضع في سوريا نشرت الجمعة.

ووجهت الأمم المتحدة نداء لجمع 5.2 مليار دولار في رقم قياسي تاريخي، لتأمين المساعدات حتى ديسمبر، لسكان سوريا الذين تضرروا جراء النزاع في بلادهم.

ومن أصل هذا المبلغ سيخصص نحو 3.8 مليار لمساعدة نحو 3.4 ملايين لاجئ، وستسمح 1.4 مليار دولار للأمم المتحدة بمساعدة ما يصل إلى نحو 6.8 ملايين سوري بقوا في بلدهم (بينهم 4.2 مليون نازح).

وهو أكبر نداء لجمع التبرعات توجهه الأمم المتحدة على الإطلاق (دون احتساب مرحلة إعادة الإعمار) بفارق كبير أمام العراق والسودان وأفغانستان وباكستان، وحتى الزلزال المدمر في هايتي في 2010 و”تسونامي” الذي ضرب المحيط الهندي في 2004.

والأموال المطلوبة تعادل احتياجات حوالى 100 منظمة إنسانية.

ولا تملك الأمم المتحدة التي طلبت في ديسمبر مليار ونصف دولار لسوريا، في الوقت الحاضر سوى مليار واحد.

وفي الوقت الحالي، فإن حوالى 4 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية في سوريا، وتعتبر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن حوالى 1.6 مليون سوري فروا من بلادهم إلى الدول الخمس المجاورة في المنطقة.

وتتوقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن يرتفع عدد اللاجئين إلى 3.4 مليون (بينهم مليون في لبنان ومليون في الأردن ومليون في تركيا و350 ألفا في العراق و100 ألف في مصر) في نهاية 2013.

وقال مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي أمير عبدالله إن “الأرقام المقدمة في هذه الخطة مذهلة. إنها ماساة لسوريا”.

وأدت الأزمة، التي بدأت قبل أكثر من عامين وتحولت إلى حرب بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، إلى مقتل ما يزيد على 80 ألف شخص، حسب تقديرات للأمم المتحدة.

بوتن: مستعدون لإرسال قوات للجولان

ومن جهة أخرى، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الجمعة استعداد بلاده لأن ترسل قوات حفظ سلام إلى الجولان، لتحل محل قوات النمسا بعد أن أعلنت فيينا أنها ستسحب قواتها من قوة فض الاشتباك هناك نظرا لاشتداد القتال في سوريا.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بوتن قوله: “يمكن أن نحل محل القوات النمساوية المنسحبة في هذه المنطقة على الحدود بين القوات الإسرائيلية والجيش السوري”.

سوريا.. حكايات نزوح

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تبث سكاي نيوز عربية تقريرا مطولا عن نزوح السوريين بعنوان “سوريا.. حكايات نزوح”، يوم السبت الساعة 14:35 بتوقيت الإمارات، 10:35 بتوقيت غرينتش.

لقد أجبرت الحرب الدائرة في سوريا ملايين الأسر على الفرار من ديارها واللجوء إلى دول الجوار، أو النزوح للعيش في مناطق أقل خطورة.

واضطرت أعداد كبيرة من النازحين إلى العيش في كهوف أو بين الأطلال الأثرية والمنازل المحطمة.

ولم تقتصر معاناة هؤلاء على التشرد أو الجوع، إنما امتدت لتشمل جروحا وإصابات تعرضوا لها دون أن يجدوا من يعالجها.

“حكايات النزوح”.. تروي الجانب الإنساني من معاناة هؤلاء النازحين، وتسلط الضوء على حياتهم اليومية في ظل ظروف بالغة الصعوبة.

شاهد لـCNN: لا أثر لمقاتلي “الحر” أو مدنيين بالقصير

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أكد أحد شهود العيان في بلدة القصير عدم وجود أي أثر لمقاتلي الجيش السوري الحر في لمنطقة، وذلك بعد إعلان الجيش السوري النظامي فرض سيطرته على البلدة الإستراتيجية، القريبة من الحدود مع لبنان.

وقال الشاهد، وهو الصحفي علي هاشم، في تصريح لـCNN: “لم أشاهد أي مقاتل من الثوار أو الجيش السوري الحر في القصير، رغم أنني قمت بجولة واسعة ذهبت فيها إلى المعاقل السابقة للجيش السوري الحر، حتى أنني لم أسمع دوي إطلاق نار أو أي دلائل أخرى على وجود جيوب مقاومة لازالت موجودة حالياً.”

وأضاف هاشم: “بلدة القصير من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها هي مدينة أنقاض، وخلال جولتي لم أستطع أن أجد مكاناً واحداً لم يصله الدمار.”

أما بالنسبة للمدنيين، قال الصحفي: “من المعروف أن سكان بلدة القصير يبلغ عددهم 50 ألفاً.. حالياً لا يوجد أثر لأي مدني في المدينة.”

وعند سؤاله عن إمكانية قيام قوات الأسد بالتوجه إلى مدينة حلب، قال هاشم: “بالأخذ بعين الاعتبار ما يجري حالياً في تركيا، يبدو أن الأسد يتحلى بثقة عالية، ومن الممكن أن يتمكن من السيطرة ليس على مدينة حلب فقط، بل على المناطق الحدودية مع تركيا.”

تأتي هذه الأنباء بعد أن تحدث معارضون سوريون عن وجود أحياء بأكملها بمدينة القصير لا تزال تحت سيطرة الثوار، بعد أيام على إعلان الجيش السوري، الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد، سيطرته الكاملة على المدينة.

قناص سوري لـCNN: لن أطلق الرصاص على الأسد.. بل سأشرب دمه

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– في الوقت الذي تحتدم في المعارك بين الجيش السوري النظامي وبين الثوار في مختلف المناطق السورية، تمكن الصحفي روبيرت كينغ من مقابلة أحد القناصة التابعين للجيش السوري الحر في مدينة حلب.

عند سؤال كينغ للقناص ماذا كان ليفعل إذا رأى بشار الأسد عبر منظار بندقيته؟ قال: “تأكد أنني لن أقتلة بالرصاص، سأقفز إلى عنقه وأمتص دمه، وذلك عن كل الأطفال الذين زهقت أرواحهم أمام أعيننا.”

عن أول مرة أطلق النار فيها النار على أحد كانت إجابة القناص الذي فضل عدم ذكر اسمه: “في منطقة الجندوة، على حافلة داخلها عناصر الميليشيات الموالية للنظام أو ما يعرف بـ’الشبيحة’ حيث قمت بإطلاق النار على أول شخص نزل من الحافلة وعند سقوطه على الأرض علمت أنها إصابة قاتلة،” مضيفا “قمنا بإطلاق الرصاص على من تبقى بالحافلة.”

وأضاف القناص: “استشهد ولداي وأنا مستعد لتقديم حياة أولادي التسعة من أجل الحرية والكرامة.”

وبعد ساعات من إجراء هذه المقابلة، بالفعل، قتل القناص في سبيل هدفه.

الائتلاف الوطني السوري ينتقد تشكك روسيا بشأن مواقفه حيال جنيف2

روما (7 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى الائتلاف الوطني السوري المعارض أن “موافقة نظام الأسد المبدئية على المشاركة في مؤتمر لا معنى لها مالم يلتزم النظام بالهدف الأساسي من اتفاقية جنيف، وبالتحديد انجاز التحول الديمقراطي وإنهاء حكم الفرد”

ونوه الائتلاف في بيان بأن “تصريحات المتحدثين باسم النظام غير مشجعة حتى الآن فهم يتمسكون بكل فرصة للمراوغة وكسب الوقت وفرض وقائع جديدة على الأرض”

وقال “هذه المناورات المكشوفة تترافق مع تصريحات روسية متناقضة، تشكك في مواقف الائتلاف من مؤتمر جنيف 2، وتشترط بقاء الأسد حتى عام 2014 ولو على بحر من دماء الأبرياء، مع عجز مفرط عن إدراك الإصرار الذي يحرك الشعب السوري على الاستمرار في ثورته حتى رحيل الطاغية”

وقال إن “ما يقوم به النظام اليوم من اتباع منهجية واضحة في إرهاب المدنيين وفي تخريب وتدمير مقدرات البلد ومؤسساته لا يدل على وجود أي نية في إنهاء الأزمة وهو ما يمثل الإعاقة الحقيقية لأي حل يمكن تصوره”

وأعلن الائتلاف الوطني السوري أنه “يجدد مواقفه المبدئية والجادة”، مؤكداً “الاستعداد للنظر في أي حل سياسي، يضع حداً لجميع أشكال العنف ويحافظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة التي تعود ملكيتها للشعب، ويضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري التي خرجت ثورته من أجلها”، وفق البيان

الأمم المتحدة توجه أكبر نداء في تاريخها لجمع مساعدات لسوريا

تتوقع الأمم المتحدة زيادة عدد اللاجئين السوريين إلى ما يقارب 3.5 مليون شخص بحلول نهاية 2013.

وجهت الأمم المتحدة أكبر نداء في تاريخها لجمع مبلغ 5 مليارات دولار لتقديم مساعدات إنسانية للمتضررين من النزاع في سوريا.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 10 ملايين من السوريين، أي ما يعادل نصف سكان البلاد، يحتاجون إلى المساعدة بحلول نهاية هذا العام.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) إن نحو أربعة ملايين طفل سوري يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة.

وأشار مسؤولون أمميون في شؤون الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى أنهم قد يعملون على زيادة كمية المبالغ المالية التي يسعون لجمعها في هذا الصدد.

ويقول مراسل بي بي سي نك تشايلدز لقد انتقدت الحكومات لبطء استجابتها في الالتزام بتقديم مبالغ المساعدات البالغة 1.5 مليار دولار التي سعت الأمم المتحدة إلى جمعها للأشهر الستة الأولى من هذا العام.

وأضاف أن مسؤولين أمميين يقولون إن معظم هذه الأموال، أي نحو 1.2 مليار تم الالتزام بها الآن.

جيل ضائع

بيد أن الأمم المتحدة قالت في جنيف الجمعة، إنها أعادت النظر في كميات الأموال التي تحتاجها بسبب تدهور الأوضاع الامنية في سوريا.

وتتوقع زيادة عدد اللاجئين، وهو 1.5 مليون شخص حاليا، إلى ما يقارب 3.5 مليون شخص بحلول نهاية 2013.

وقال أنتونيو غوتيريس المفوض السامي لشؤون اللاجئين في مؤتمر صحفي بأن مخيمات اللاجئين تستقبل حاليا 7 آلاف لاجئ جديد يوميا، مما يضع ضغطا هائلا على الدول المجاورة لسوريا.

ويقدر المسؤولون الأمميون أن نحو 7 ملايين شخص في داخل سوريا نفسها سيعتمدون على المساعدات بعد أن أجبروا على النزوح من بيوتهم.

وعانى العديد من هؤلاء داخل سوريا من أعمال العنف أو شهدوها، وفقدوا أعضاء من عوائلهم ويعيشون بدون طعام ومأوى وعناية طبية ومدارس.

وتحذر اليونسيف مما تقول إنه جيل ضائع من الشباب السوريين.

وسيغطي مبلغ الـ 5 مليارات دولار الذي تسعى الأمم المتحدة لجمعه معظم الحاجات الأساسية فقط التي يحتاجها السوريون حتى نهاية هذا العام.

ويقول عاملون في مجال الإغاثة إنه حتى وإن توقف القتال غدا فأن سوريا وشعبها سيحتاجون إلى سنوات للتعافي من آثاره.

BBC © 2013

بوتين: روسيا مستعدة لان تحل محل النمسا في قوة حفظ السلام في الجولان

موسكو (رويترز) – قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة ان روسيا مستعدة لان ترسل قوات حفظ سلام الى الجولان لتحل محل قوات النمسا بعد ان اعلنت فيينا انها ستسحب قواتها من قوة فض الاشتباك هناك نظرا لاشتداد القتال في سوريا.

ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن بوتين قوله “يمكن ان نحل محل القوات النمساوية المنسحبة في هذه المنطقة على الحدود بين القوات الاسرائيلية والجيش السوري.”

النمسا تنسحب من قوة الامم المتحدة في الجولان بسبب العنف في سوريا

بيروت (رويترز) – أعلنت النمسا يوم الخميس أنها ستسحب جنودها من بعثة المراقبة الدولية في الجولان بعد اندلاع معارك بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة وهو ما يوجه ضربة الي مهمة أبقت الجبهة السورية الإسرائيلية هادئة على مدى 40 عاما.

وتحرص إسرائيل على بقاء بعثة الأمم المتحدة وتخشى أن تتحول الجولان إلى نقطة إنطلاق لهجمات على الإسرائيليين من متشددين إسلاميين يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان “مع التقدير لمساهمة النمسا منذ وقت طويل وإلتزامها بحفظ السلام في الشرق الاوسط نأسف لهذا القرار ونأمل ألا يسهم في المزيد من التصعيد في المنطقة.”

لكن رحيل الجنود النمساويين الذين يصل عددهم إلي 380 فردا في قوة مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة بالجولان والبالغ قوامها ألفا سيوجه ضربة للعملية برمتها.

وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة جوزفين جيريرو “ظلت النمسا أساسا للبعثة وانسحابهم سيؤثر على قدرة العمليات بالبعثة.”

وقال مجلس الامن التابع للامم المتحدة في بيان “عبر اعضاء مجلس الامن عن القلق العميق للخطر الذي تشكله جميع الانشطة العسكرية في المنطقة العازلة من جانب أي طرف على وقف اطلاق النار المستمر منذ وقت طويل والسكان المحليين.”

وسيجتمع مجلس الأمن يوم الجمعة لبحث انسحاب النمسا. وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت الذي يتولى الرئاسة الدورية للمجلس هذا الشهر إن المسؤولين عن عمليات حفظ السلام سيجتمعون مع الدول المشاركة ليروا ما إذا كانت هناك دول مستعدة لتقديم جنود ليحلوا محل النمساويين.

وقال ليال جرانت “نرى أن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك مهمة على قدر بالغ الأهمية… نحن ندعمها ونريد استمرارها.”

وسيطر مقاتلو المعارضة المناهضون للأسد لفترة قصيرة على المعبر الوحيد بين سوريا وإسرائيل في مرتفعات الجولان مما دفع قوة الامم المتحدة لحفظ السلام إلى الهرع إلى مخابئهم قبل أن ينجح الجنود السوريون في صد مقاتلي المعارضة وتأكيد سيطرتهم على القنيطرة.

والهجوم الذي شنه مقاتلو المعارضة كان محاولة فيما يبدو لاستعادة قدرا من قوة الدفع بعد أن سيطرت قوات الأسد مدعومة بمقاتلين من جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية على القصير وهي بلدة تقع على طريق إمداد حيوي قرب لبنان.

وفي واشنطن قالت جين باسكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية “لقد اوضحنا بجلاء مخاوفنا من عدم الاستقرار الاقليمي الناجم عن الازمة في سوريا. بالطبع هذا مثال اخر لذلك ونحن نواصل دعوة جميع الاطراف الي تفادي اي اجراء من شانه ان يعرض للخطر وقف اطلاق النار القائم منذ وقت طويل بين اسرائيل وسوريا.”

ومن ناحية اخرى أعلنت روسيا أنها أرسلت وحدة بحرية إلى البحر المتوسط في خطوة قال الرئيس فلاديمير بوتين إنها للدفاع عن أمن روسيا لكنها تأتي في وقت تدخل فيه موسكو في مواجهة مع الغرب بسبب سوريا.

وقال بوتين “هذه منطقة لها أهمية استراتيجية ولدينا مهام ننفذها لضمانر الأمن الوطني لروسيا الاتحادية.”

وحققت قوات الحكومة السورية وحلفاؤها سلسلة من النجاحات في الأسابيع القليلة الماضية وهو ما يعزز وضع الأسد في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة وروسيا الي عقد مؤتمر للسلام يهدف لإنهاء الحرب الأهلية التي سقط فيها أكثر من 80 ألف قتيل.

وسعت قوات الأسد لتعزيز انتصارها ووجهت نيرانها إلى القرى الواقعة شمال شرقي القصير حيث يتحصن مئات من مقاتلي المعارضة والمدنيين مما دفع مجموعة من النشطاء إلى إصدار نداء يائس طلبا للمساعدة من المقاتلين.

وجاء في رسالة بثها نشطاء في مواقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت “والله صمدنا وسنصمد لكن إلى متى.. الله أعلم أرجوكم التحرك بأسرع وقت لنجدتنا. نعم أوقعنا بهم خسائر كبيرة لكنهم كثر وخط الإمداد عندهم مفتوح ويستطيعون التحرك بحرية أما نحن كان الله بنا عليم.”

وأعلن التلفزيون السوري بعد فترة قصيرة أن الجيش أعاد “الأمن والاستقرار” إلى قرية الضبعة القريبة.

وقالت فرنسا يوم الأربعاء إن الوضع على الأرض بحاجة إلى “إعادة التوازن” بعد سقوط القصير لكنها لم توضح كيف يمكن تحقيق هذا.

واتهمت فرنسا الأسد في وقت سابق هذا الأسبوع باستخدام غاز الأعصاب في الحرب الأهلية.

وعبرت روسيا عن قلقها يوم الخميس من إحتمال استخدام المزاعم عن هجمات بأسلحة كيماوية كذريعة تبرير تدخل خارجي.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو مع نظيريه الالماني والفنلندي “لا أستبعد أن أحدا ما يريد استغلالها ليقول إنه تم تجاوز خط أحمر وإن التدخل الخارجي ضرورة.”

ولم تظهر الدول الغربية حتى الآن رغبة تذكر في الانخراط في الصراع السوري لكن من الواضح ايضا أن لا أحد يرغب في السماح بخروج الأسد المدعوم بقوة من إيران وحزب الله منتصرا.

وحثت فرنسا وبريطانيا الشهر الماضي الاتحاد الأوروبي لكي يلغي حظر السلاح على المعارضة. ولم تقل لندن وباريس حتى الآن ما إذا كانتا تعتزمان تسليح مقاتلي المعارضة لكنهما تقولان إنهما رغبتا في رفع الحظر للضغط على الأسد.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تتفاوض مع السلطات السورية للوصول إلى المناطق المحيطة بالقصير لتوصيل مساعدات طبية للجرحى. وقدرت جماعات المساعدات الإنسانية أن ما يصل إلى 1500 شخص ربما يحتاجون للمساعدة.

وقال رئيس عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأوسط روبرت مارديني “الحرب الآن مجزأة للغاية وهذا أحد أكبر التحديات التي تواجه عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر.”

وتقع القصير على محور يمر عبر محافظة حمص في وسط البلاد يربط العاصمة دمشق بمعقل الطائفة العلوية على ساحل البحر المتوسط.

وفر كثير من مقاتلي المعارضة والمدنيين من القصير المدمرة في وقت مبكر يوم الأربعاء باتجاه قريتي الضبعة والبويضة اللتين تبعدان خمسة وسبعة كيلومترات على الترتيب شمال شرقي القصير.

وقال ناشط من القصير يدعى محمد “يوجد عدد كبير من المدنيين والجرحى في البويضة.”

وحذرت روسيا -التي ألقت بثقلها وراء الأسد- دمشق اليوم الخميس من أن الصراع لا يمكن حله إلا من خلال الوسائل الدبلوماسية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “نرى أنه لا ينبغي لأحد أن يستغل الانتصار العسكري غير المشكوك فيه للقوات الحكومية لخلق وهم بامكانية حل جميع المشكلات التي تواجهها سوريا بالقوة.”

ومع تزايد الانقسام الطائفي في المنطقة حث زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري السوريين على الوحدة ضد الأسد وإحباط ما وصفها بأنها خطط أمريكية لإقامة دولة عميلة لحماية أمن إسرائيل.

وانزعجت واشنطن وحلفاؤها الذين أيدوا المعارضة المسلحة في سوريا في الأشهر القليلة الماضية من صعود جماعة للمعارضة المسلحة تعهدت بالولاء للقاعدة.

وكلما طالت الحرب الأهلية في سوريا زاد امتداد اثارها الي الدول المجاورة.

ولقي رجلان حتفيهما بعد اشتباك باسلحة نارية مع جنود لبنانيين قرب الحدود السورية في وقت مبكر يوم الخميس في حين أعلن الجيش التركي أن جنديا تركيا أصيب في اشتباك مع مسلحين كانوا ضمن مجموعة من 500 شخص يحاولون الوصول إلى تركيا.

وتراقب إسرائيل بقلق هضبة الجولان وتبادلت إطلاق النار بشكل متقطع مع مهاجمين في الأسابيع الماضية وحذرت من رد سريع إذا تعرضت قواتها لهجوم.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم الخميس في بيان انها تتوقع ان تبقي الامم المتحدة بعثة المراقبة في الجولان.

ودافعت النمسا عن قرارها قائلة إنها لم يعد باستطاعتها تبرير بقاء قواتها.

وقال المستشار النمساوي فيرنر فايمان ونائبه مايكل سبندلجر في بيان مشترك “في واقع الأمر فان حرية الحركة في المنطقة لم تعد موجودة. وتصاعد الخطر الداهم الذي يهدد الجنود النمساويين ويصعب تجنبه إلى مستوى غير مقبول.”

وانسحبت القوات اليابانية والكرواتية من صفوف القوة الدولية في الأشهر القليلة الماضية بينما قالت الفلبين -وهي المساهم الرئيسي الآخر في القوة- إنها قد تنسحب بعد تكرار حوادث احتجاز أفراد من قواتها على أيدي مقاتلي المعارضة السورية.

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير وجدي الالفي)

من كريسبيان بالمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى