بلاغ من لجنة التنسيق من أجل التغير الديمقراطي في سورية
تحييِّ لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية البلاغ الصادر في يوم الثاني من حزيران/يونيو الحالي عن تجمع اليسار الماركسي في سورية (تيم)، والذي يؤكد أن المؤتمر الذي انعقد لبعض المعارضين السوريين في مدينة أنطاليا التركية يومي الأول والثاني من حزيران/يونيو هو “مؤتمر انعزالي عن حركة المعارضة السورية في الداخل”، وأن أيا من قوى المعارضة في الداخل “لم تعلِن” عن مشاركتها فيه. وتثمِّنُ لجنة التنسيق ما جاء في هذا البلاغ من نقض لمساعي مؤتمر أنطاليا والتي ترمي إلى “تشكيل مركز خارجي للمعارضة السورية.. يصبُّ ماءه في طاحونة الأجندات الأجنبية.”
وتُعرب أيضا لجنة التنسيق عن تقديرها لما جاء في هذا البلاغ من دعوة موجَّهة إلى القوى الوطنية السورية من أجل “الإٍسراع في إنجاز الائتلاف العام للتغيير الوطني الديمقراطي نحو وحدة النشاط المعارض.. للتلاقي مع الحراك الشعبي والوصول إلى إنجاز مهام التغيير المنشود.”
إن لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية تشير إلى أن هذا البلاغ الصادر عن تجمع اليسار الماركسي يتضمن تطورا هاما لليسار في سورية ما بعد انطلاقة ثورة 15 آذار/مارس، ويَستحق من اليساريين والديمقراطيين وقفة نقدٍ ولو كانت سريعة ووجيزة. فهو يدعو بصورة صريحة القوى الوطنية والديمقراطية، ليس فقط إلى تشكيل الائتلاف العام للتغيير، وإنما إلى “تلاقي” الائتلاف، من جهة، مع الحركة الاجتماعية والسياسية للجماهير الشعبية – وهو على هذا النحو يلتحق بالثورة الجماهيرية بلا تردد – ويَتبنى، من جهة ثانية، الهدف المنشود من وراء الحركة الشعبية، ألا وهو “التغيير”. إن البلاغ الصادر عن تجمع اليسار الماركسي يُسجِّل لأول مرة تخلي أحد أطراف المعارضة بصورة عامة، واليسار بصورة خاصة، عن شعار “الإصلاح التدريجي” ليرفع محله استراتيجية “التغيير”. إلا أن “تيم”، حسب ما يتضح من عبارات النص، وإن كان ينبذ ما دَرَجت القوى السياسية المعارضة على استخدامه من مصطلحات، كحركة “الاحتجاج” أو “الانتفاضة”، فإنه لم يدرك بعد كما يبدو أن يوم الخامس عشر من آذار الماضي 2011 يؤرِّخ لانطلاقة “الثورة” من أجل تشييد دولة الديمقراطية الاجتماعية والسياسية والحريات العامة.
إن تجمع اليسار الماركسي “تيم” قاب قوسين أو أدنى من العثور عما قريب على موقعه في قلب الثورة، وإن لجنة التنسيق إذ تنضم إلى “تيم” لتدعو من جهتها أيضا إلى تشكيل هذا الائتلاف الوطني الديمقراطي الواسع، فإنها تشير، عهدها في الماضي القريب والبعيد، إلى أن التأسيس لجبهة يسارية في سورية من شأنه أن يكون عاملا إيجابيا في بناء الائتلاف الوطني والديمقراطي الواسع، ويضاعف من سرعة الوقت اللازم لالتئامه في القريب العاجل، ويكون في الوقت نفسه حاميا له من انجراره وراء أوهام التدخل الخارجي والحرب الأهلية، ويُحبِط علاوة على ذلك كل محاولة لسرقة الثورة الشعبية من قبل المُستَغِلِّين والظالمين.
لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية