أحداث السبت 2 تشرين الثاني 2013
الإبراهيمي: لا «جنيف 2» بلا المعارضة
لندن، دمشق، بيروت، القدس – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
واصلت الآلة العسكرية للنظام السوري هجماتها العنيفة على معاقل المعارضة، في جهد واضح لتحقيق تغيير ميداني لمصلحتها، في ظل تكثّف الجهود الدولية لعقد مؤتمر «جنيف 2». وغداة انسحاب مقاتلي المعارضة من مدينة السفيرة الاستراتيجية في ريف حلب حيث تقع معامل ضخمة لوزارة الدفاع، بينها مواقع أسلحة كيماوية، سعت قوات النظام إلى إقامة «فكي كماشة» تفصل جنوب دمشق عن ريفها، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس.
ولزم النظام الصمت أمس حيال معلومات سربتها واشنطن عن قيام إسرائيل بتوجيه ضربة لقاعدة جوية سورية في اللاذقية تحوي صواريخ روسية متطورة. والتزمت إسرائيل، من جهتها، صمتاً مماثلاً، رافضة تأكيد أو نفي المعلومات الأميركية عن أن طائراتها ضربت صواريخ متوجهة إلى «حزب الله»، في حين اكتفى وزير إسرائيلي بالقول إن الدولة العبرية ملتزمة سياستها القاضية بمنع وصول صواريخ متطورة إلى الحزب الشيعي اللبناني. وقال مسؤول إسرائيلي إن بلاده لا تتوقع رداً من الأسد.
وعلى الصعيد السياسي، قال الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي في ختام زيارته دمشق، التي انتقل منها إلى بيروت، إنه يأمل في أن ينجح بعقد مؤتمر «جنيف 2» خلال أسابيع، رافضاً التكهنات بإرجائه حتى العام المقبل. لكنه ألقى بظلال من الشك حول المؤتمر برمته، قائلاً إنه لن يُعقد إذا لم تشارك فيه المعارضة السورية. ومعلوم أن «الائتلاف» السوري المعارض يرفض حتى الآن المشاركة في «جنيف 2» ما لم يتلق تأكيدات حول نتائجه، وهي إنهاء حكم الرئيس بشار الأسد وتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية. ومن المقرر أن يعقد «الائتلاف» اجتماعاً لقيادته في إسطنبول في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري يحسم فيه موقفه من المؤتمر.
وفي إطار مرتبط، لفتت تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، ولمح فيها إلى إمكان إيجاد صيغة «تطمئن» الأسد إلى أنه لن يواجه مصيراً مماثلاً لما حل بالرئيس المصري السابق حسني مبارك أو العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
وقال ميدفيديف إن رحيل الأسد لا يمكن أن يكون شرطاً مسبقاً لمؤتمر «جنيف 2»، مشيراً إلى أن الرئيس السوري «ليس مجنوناً»، لكن «مزاجه لن يتحسن» إذا ما فكّر بمبارك الذي سُجن وحوكم بعد تنحيه، وبالقذافي الذي قُتل بوحشية على ايدي الثوار.
ميدانياً، نقلت وكالة «رويترز» عن وسائل إعلام سورية رسمية وجماعة مراقبة، أن القوات الحكومية سيطرت على مدينة السفيرة في شمال البلاد والقريبة من موقع له صلة ببرنامج الأسلحة الكيماوية بعد قتال عنيف استمر أياماً عدة.
وإلى الجنوب، اندلع قتال بين القوات الحكومية داخل العاصمة دمشق وحولها، حيث تشن القوات الحكومية هجوماً منذ شهور لاستعادة السيطرة على الأحياء التي استولت عليها المعارضة.
وقال المرصد إن بلدة سبينة الريفية الواقعة على بعد ستة كيلومترات جنوب دمشق تعرضت للقصف وشهدت اشتباكات بين قوات المعارضة وقوات حكومية تدعمها ميليشيات مؤيدة للرئيس السوري وقوات «حزب الله» اللبناني.
إلى ذلك، نقلت «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي، أن الدولة العبرية لن تسمح بوصول أسلحة متقدمة إلى «حزب الله»، وذلك بعد هجوم وقع في سورية ذكرت مصادر في المعارضة أنه استهدف قاعدة جوية تحوي صواريخ روسية الصنع يُعتقد أنها كانت في طريقها إلى الحزب اللبناني، وذلك بعد أن ذكرت مصادر أميركية أن إسرائيل شنت هجوماً على سورية. وامتنعت إسرائيل عن التعليق على هذه التسريبات.
وقال جلعاد إردان وزير حماية الجبهة الداخلية الإسرائيلي: «قلنا أكثر من مرة إننا لن نسمح بوصول أسلحة متقدمة إلى حزب الله». وأضاف لراديو إسرائيل: «نحن ملتزمون بهذه السياسة وأقول هذا من غير أن أنفي أو أوكد هذا التقرير».
وقال آفاق أحمد، وهو ضابط منشق عن المخابرات السورية يعيش في فرنسا لـ «رويترز» الخميس، إن مصادره في محافظة اللاذقية أبلغته أن صواريخ باليستية روسية كانت موجودة في الموقع الذي هوجم.
تركيا وإيران قلقتان من تزايد «الطابع الطائفي» للنزاع السوري
إسطنبول – رويترز
قالت إيران وتركيا أمس الجمعة إن لديهما بواعث قلق مشتركة في شأن تزايد الطابع الطائفي للحرب الأهلية الدائرة في سورية، في ما يشير إلى تحسّن في العلاقات التي توترت بسبب خلافات جراء هذا الصراع.
وإيران حليف قوي للرئيس السوري بشار الأسد منذ بدء الانتفاضة المستمرة منذ 32 شهراً على حكمه في حين كانت تركيا من أشد منتقديه وتؤيد المعارضة وتؤوي مقاتلين معارضين. لكن انتخاب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في حزيران (يونيو) الماضي جدد الآمال في التقارب. فهو معتدل نسبياً يقول إنه يريد تحسين علاقات إيران بالغرب ويشاركه القلق من ظهور تنظيم «القاعدة» في سورية.
وقال أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي في مؤتمر في إسطنبول: «بالجلوس هنا مع وزير الخارجية الإيراني يمكن التأكيد على أننا سنعمل معاً على مكافحة مثل هذه السيناريوات التي تهدف إلى أن يكون الصراع طائفياً».
وأدلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي أجرى محادثات مع الرئيس التركي عبدالله غل في إسطنبول وسيجتمع مع رئيس الوزراء اردوغان في وقت لاحق في أنقرة، بتصريحات مشابهة قائلاً إن الاضطرابات الطائفية تشكل خطراً أكبر حتى من استخدام السلاح الكيماوي. وقال ظريف «أعتقد ان الصراع الطائفي يمثل خطراً أكبر وليس قاصراً على منطقة واحدة». وقال في المؤتمر «إذا اندلعت نيران الطائفية في الشرق الأوسط سترون نتائج ذلك في شوارع لندن ونيويورك وروما ومدريد». وقال مسؤول تركي بارز «وصلت كل من إيران وتركيا إلى نقطة تريان فيها أن بإمكانهما العمل معاً في ما يتعلق بسورية». وقال لـ «رويترز»: «يعتقد البلدان أن الوضع يحتاج لحل عاجل. لكن السؤال المهم هو كيف؟».
وقال مصدر قريب من الحكومة التركية: «لكي يكون «جنيف2» مجدياً يجب أن تكون هناك استراتيجية سياسية واضحة ويجب أن تكون روسيا وإيران إلى مائدة المفاوضات. كلاهما يجب أن يشارك وكذلك العراق».
وقال مصدر ديبلوماسي إقليمي طلب عدم كشف هويته: «مواقف تركيا وإيران تقاربت وأعتقد أن ذلك يرجع إلى أن تركيا أيضاً أدركت الخطر من وجود هذه العناصر المتشددة على حدودها»، في إشارة إلى استيلاء مقاتلين جهاديين بعضهم مرتبط بتنظيم «القاعدة» على أجزاء من شمال سورية على الحدود مع تركيا.
لافروف: هناك مساع لتشويه مبادرة مؤتمر “جنيف 2“
موسكو – أ ش أ
صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن “هناك محاولات لتشويه مضمون المبادرة الروسية الأميركية لعقد مؤتمر “جنيف-2″ حول سورية”.
وقال لافروف، في مؤتمر صحفي في ختام مباحثات وزراء خارجية ودفاع روسيا واليابان في طوكيو أوردته قناة “روسيا اليوم” إن “هناك الكثير من المحاولات التى تهدف لإفشال هذه المبادرة، وترمي إلى تشويه مضمونها وتوجيهها إلى مسار غير واقعي سيؤدي بالوضع إلى مأزق”.
من جهته، أكد وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا أن موسكو أيدت فكرة مشاركة طوكيو في “جنيف-2”.
نائب رئيس الوزراء السوري المقال: سأعود الى سورية ولست خائفاً
بيروت – رويترز
بدد نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل المقال من منصبه شائعات بأنه انشق على النظام، وقال إنه سيعود من الخارج ليتحدث باسم المعارضة في البرلمان.
وأقيل جميل من منصبه هذا الأسبوع لأنه أغضب على ما يبدو الحكومة السورية باجتماعه مع مسؤولين امريكيين لبحث مؤتمر “جنيف” المقترح للسلام، الذي يهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية في سورية.
ويعتبر جميل نفسه عضواً في المعارضة السورية رغم أنه لا يؤيد الانتفاضة المستمرة منذ عامين ونصف ضد الرئيس بشار الأسد. لكن المعارضة تمقته بشدة وتعتبره “ألعوبة” بيد الحكومة.
وقال جميل من موسكو حيث أجرى مزيدا من المحادثات حول مؤتمر جنيف “أنا سأعود إلى دمشق أول ما تنتهى النشاطات الدولية المتعلقه بتحضير “جنيف 2″ سأعود إلى دمشق لأن نحن معارضة الداخل ثانيا أنا عضو مجلس شعب وأنا لا أخاف، أنا الذي يحميني شعبي”.
لبنان إلى مؤتمر جنيف – 2… إذا دُعي سليمان لـ”النهار”: التحييد سياستنا والنأي خيار
أتاحت زيارة الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي لبيروت امس، للمسؤولين اللبنانيين الاطلاع على تعقيدات المناخ الاقليمي المتصل بالازمة السورية عن قرب من خلال المساعي التي يبذلها الابرهيمي لتأمين ظروف انعقاد مؤتمر جنيف – 2، فيما تبلّغ الممثل الاممي العربي بدوره الموقف اللبناني المبدئي من إمكان مشاركة لبنان في المؤتمر.
واوضحت مصادر رسمية لـ”النهار”، ان الابرهيمي لم يحمل الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اي دعوة للمشاركة في المؤتمر، كما لم يجزم نهائياً بموعد انعقاد المؤتمر، نظراً الى مضيه في مزيد من المشاورات واللقاءات من أجل بلورة صورة واضحة عن هذا الموعد النهائي، والاتفاق مع المعنيين على آلية توجيه الدعوات اليه وتحديد الجهات والدول التي ستدعى اليه. وقالت المصادر، ان بت موعد المؤتمر وآلية توجيه الدعوات اليه يتوقف الى حد كبير كما فهم من الإبرهيمي على اجتماع سيعقد الثلثاء المقبل في جنيف ويضم الممثل الخاص المشترك والجانبين الاميركي والروسي، ومن ثم يجري التشاور مع ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن لتقرير الخطوات النهائية.
وأشارت الى ان ثمة اتجاهين محتملين سيتبين من خلالهما ما اذا كان لبنان سيدعى الى المؤتمر، وهما اما اعتماد حصر الدعوات بدول الجوار السوري تجنبا لدعوة ايران والسعودية اذا تبينت صعوبة اقناع المملكة العربية السعودية بالحضور، واما ايجاد اطار موسع آخر للدعوات تبعا لنتائج الجولة التي يقوم بها الابرهيمي وكذلك نتائج مساع ديبلوماسية اخرى يبذلها أفرقاء آخرون من ابرزها زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري للسعودية. واذ اكد الابرهيمي في محادثاته مع الجانب اللبناني رغبة عدد من الدول في عقد المؤتمر والمشاركة فيه تحدث عن عقبات وشروط يضعها الاطراف المتنازعون في سوريا يعمل على تذليلها. وأوضحت ان الابرهيمي سمع لغة رسمية متجانسة حيال موضوع مشاركة لبنان في المؤتمر، اذ أيدها الرئيس سليمان وكذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من حيث المبدأ على ان يتخذ القرار النهائي والرسمي بعد توجيه الدعوات في حال دعوة لبنان اليه. وأفادت ان سليمان اعرب مجددا عن تأييده الحل السياسي في سوريا قائلاً: “نحن نادينا بذلك منذ اندلاع الازمة في سوريا ورفضنا الحل العسكري”، لافتا الى ان الحل السياسي “ينعكس ايجابا على لبنان ويخفف اعباء النازحين السوريين اليه ويمكّن هؤلاء من العودة الى ديارهم”.
وعلمت “النهار” ان الرئيس بري شدد لدى لقائه الابرهيمي على ضرورة التقارب السعودي – الايراني الذي يساعد في تسهيل انعقاد المؤتمر وخروجه بنتائج ايجابية لانهاء الازمة السورية، كما شدد على ضرورة دعوة لبنان الى المؤتمر وأهمية معالجة ملف النازحين السوريين في لبنان. وبدوره ابلغ الرئيس ميقاتي الابرهيمي تأييد لبنان انعقاد المؤتمر وانه سيتخذ قراره بالمشاركة او عدمها في ضوء توجيه الدعوة اليه، مؤكداً وجوب ان يحضر لبنان اي اجتماع يناقش مستقبل سوريا “لاننا من اكثر الدول تأثرا بتداعيات النزاع السوري على كل المستويات”.
سليمان: التحييد
في هذا السياق، حرص الرئيس سليمان في حديث الى “النهار” على التركيز على سياسة تحييد لبنان عن التداعيات السلبية للازمة السورية كما نص عليه “اعلان بعبدا”، مؤكدا ان ذلك لا يعني ان لبنان ينأى بنفسه عن سوريا. وقال ان “النأي بالنفس ليس سياستنا بل تحييد لبنان وفق اعلان بعبدا (…) بما يعني اننا نعتمد تحييد لبنان عن التداعيات السلبية لهذه الازمة وهو ما سرنا بموجبه في المواقف التي اتخذناها من مؤتمرات ذات صلة بالازمة السورية”، في إشارة الى مؤتمرات شارك فيها لبنان واخرى لم يحضرها. واضاف: “نحن لا ننأى بأنفسنا عن مؤتمرات جامعة لكل الاطراف ولكن النأي بالنفس يكون مع القرار الذي يتخذ في هذه المؤتمرات فاما علينا ان نكون معه او ضده او ان هناك حلا ثالثا هو النأي بالنفس كخيار لتأمين تحييد لبنان”. كما حرص على تبديد اللغط بين التحييد والحياد، قائلاً إن اعلان بعبدا لا يلحظ حياد لبنان “الذي يحتاج الى مؤتمر تأسيسي (…) لكن التحييد هو خطوة نحو الحياد”. ص 2
وعلمت “النهار” ان الاتصالات لا تزال جارية بين رئاسة الجمهورية والمملكة العربية السعودية منذ تأجيل زيارة الرئيس سليمان للمملكة في نهاية ايلول الماضي للاتفاق على موعد جديد ملائم للجانبين ولكن الموعد النهائي لهذه الزيارة لم يحدد بعد.
الانسداد الحكومي
الى ذلك، بدا الانسداد في أفق الازمة الحكومية في ذروته اذ قالت مصادر معنية “النهار”، ان ايا من الاحتمالات والصيغ التي يجري تداولها لم يصل الى اي نتيجة ايجابية وخصوصا بعدما تسبب الموقف الاخير للامين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله بردود متصلبة من قوى 14 آذار، مما اعاد الازمة الى نقطة الصفر على مشارف طي مأزق تشكيل الحكومة الجديدة الشهر السابع.
وتفيد المعلومات ان تيار “المستقبل” لا يرى بديلا من استجابة مطلبه خروج “حزب الله” من سوريا والتزامه اعلان بعبدا من اجل تشكيل حكومة سياسية بصرف النظر عن الجدل حول توزيع الحصص، والا فإن البديل هو الذهاب الى تشكيل حكومة حيادية يتفق كل من 8 و14 آذار على ترشيح الشخصيات التي ستضمها، وفي غير هذه الحال فليمضِ فريق 8 آذار بقيادة “حزب الله” الى تشكيل حكومة اللون الواحد اذا كان ضامنا الاكثرية المؤيدة لها.
قضية علي عيد
على صعيد آخر، قالت مصادر مواكبة للتحقيق في قضية تفجير المسجدين في طرابلس لـ”النهار” ان مسار استدعاء الامين العام للحزب العربي الديموقراطي علي عيد للادلاء بافادته سيتضمن بعد امتناع الاخير عن تلبية طلب شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي تكرار الدعوة ثم اصدار بلاغ بحث وتحر في حال عدم العثور عليه لتبليغه الى ان يحال الملف بحاله الحاضرة على القضاء وختم التحقيق الاولي على ان يتخذ القضاء القرار المناسب وهو اصدار مذكرة توقيف في حال استمرار عيد في الامتناع عن استجابة الدعوات للادلاء بافادته.
وقال المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي لـ”النهار” ان ما أثاره مسؤول العلاقات السياسية في الحزب رفعت علي عيد حول معرفته بشخص يدعى حيّان رمضان الذي ورد اسمه في سياق قضية التفجيرين هو لـ”ذر الرماد في العيون”، مشيرا الى انه التقى رمضان مرة واحدة بصفته رجل دين علوي زاره قبل خمسة اعوام للتوسط لاحد معارفه من اجل تطويعه في قوى الامن الداخلي ولم يلتقه مذذاك.
“السفيرة” تعزز فرص النظام
فادي الداهوك
سقطت مدينة السفيرة في حلب. خبر تناقله النشطاء في ما يشبه النعوة. الأسباب كثيرة، والاتهامات كذلك، هل يشبه هذا ما حصل في القصير وباقي الريف الحمصي في ما بعد، أم أن حسابات الجيش الحر حول استراتيجية المدينة وأهمية الاحتفاظ بها أقل مما يهم النظام، الذي فعل كل ما بوسعه من أجل استعادتها؟
في حديث سبق سقوط السفيرة بأيام، كشف قائد غرفة عمليات السفيرة، عن خطورة الوضع في المدينة وعجز المقاتلين فيها عن الصمود أكثر في وجه طائرات ودبابات النظام. ولفت إلى أن شح الدعم سيقود إلى سقوط المدينة التي كان الحر قد فرض سيطرته عليها في نيسان العام الحالي.
تمثّل السفيرة نقطة استراتيجية لم يستطع الجيش الحر الحفاظ عليها. وعلاوة على كونها قريبة من معامل هامة جداً للسلاح تابعة لوزارة الدفاع السورية، فهي أحد خطوط الإمدادات الرئيسية للجيش الحر في حلب، اذ تقع الى جانب طريق سلمية (في محافظة حماة في وسط البلاد) -حلب.
قائد المجلس العسكري في حلب، العقيد عبد الجبار العكيدي، قال في تصريحات تناقلها نشطاء في حلب، تعقيباً على سقوط السفيرة، إن المدينة لم تكن بحاجة إلى الذخيرة، بل إلى الرجال. وهو ما ذكره أيضاً قائد غرفة عمليات السفيرة قبل سقوطها عندما تحدث عن عدم قدوم مؤازرات من فصائل أخرى إلى جبهة السفيرة. واتهم هيئة أركان الجيش الحر برفضها تقديم دعم قوي للمقاتلين بحجة أن أميركا ترفض دعم كتائب إسلامية.
الآن، أصبحت حلب المدينة مفتوحة أمام النظام، وربما ستشهد خلال أيام انتكاسات جديدة تمهيداً للسيطرة عليها من قبل قوات النظام، في سيناريو مشابه لما حصل في حمص، ولا سيّما أن السفيرة تعتبر بوابة حلب الشرقية، وبسقوطها يصبح الجيش الحر محاصراً من الجبهة الجنوبية والشرقية.
تطور ما كان ليحدث لولا مجموعة من الأسباب، كانت الخلافات داخل الفصائل المسلحة أبرزها، اذ انشغلت عن الهم الأكبر المتمثل في مواجهة النظام، بمعارك جانبية مع مثيلاتها في مناطق أخرى للتحكم بمناطق معينة.
فرصة النظام في استعادة المناطق من الجيش الحر في حلب، بما في ذلك السفيرة، تعاظمت مع دخول الجيش الحر في صراعٍ مع “داعش”، نهش قدراته وامكان انتقاله من منطقة إلى أخرى لمؤازرة بعض الكتائب في المواجهات مع النظام، خوفاً من استغلال هذا الأمر من قبل “داعش”، ولا سيما أن سطوة التنظيمات الجهادية على إنجازات الجيش الحر في كثير من المناطق التي حررها، وخصوصاً في الريف، جعلته الطرف الأضعف بين تلك التنظيمات من جهة وعلى رأسها “داعش”، والنظام السوري من جهة أخرى.
يضاف إلى ذلك دخول حزب الله ولواء “أبو الفضل العباس” على خط الأحداث في حلب، في حين أن فصائل كثيرة كانت منصرفة عن تقديم يد العون للسفيرة، وهو ما أدى إلى خسارتها من قبل المعارضة واعادة بروز تساؤلات من أهالي حلب حول جدوى كل ما يحدث من حولهم.
منذ انطلاق الثورة السورية كانت حلب تبدو مترددة في انخراطها في الثورة، ويعلل البعض ذلك بأن الثورة فرضت عليها فرضاً، أو على الأقل أن المدينة أُقحمت في صراع مسلح مع النظام كانت بغنىً عنه قبل نضوج الحالة الثورية فيها، ولا سيما أن جامعة حلب كانت الحامل الوحيد للحراك الثوري في المدينة ولأشهر طويلة، عندما كانت حلب صامتة، بل تجاوزته لتكون مضرب مثلٍ في الحراك المدني السلمي في سوريا كلها، ليطلق عليها النشطاء اسم جامعة الثورة.
التردد عند الحلبيين سرعان ما تزايد مع تنامي التنظيمات الجهادية في المحافظة، فبعد اشتداد المعارك بين الجيش الحر وقوات النظام، هجر ما يقارب المليون شخص منازلهم إلى خارج حلب، وسجل نحو سبعمئة ألف نازح داخلي في المحافظة نفسها من أصل 4.6 ملايين نسمة. تلك الأرقام يصعب التحقق منها، لكن نظرة بسيطة على حجم الدمار الذي تعرضت له حلب يجعل من هذه الأرقام منطقية.
مشاهد جثث المدنيين في أحياء الصاخور، معبر كراج الحجز، ولون المياه في نهر قويق الذي طاف بجثث الحلبيين مراراً، وممارسات “داعش”، كل ذلك يحاصر ذاكرة الثورة في حلب، يحاصرها على حساب ذكريات جامعة الثورة، وتظاهرات حي بستان القصر، التي كانت مقصداً لأبناء المحافظات الأخرى الراغبين بالمشاركة في تظاهرات الحي. وهي التظاهرات التي كان يحرص قائد المجلس العسكري في حلب، عبد الجبار العكيدي، في كل جمعة على ترك سلاحه والهتاف مع المتظاهرين.
«جنيف 2 لن يعقد إذا رفضته المعارضة السورية»
الإبراهيمي ضيفاً على «الفراغ اللبناني»: أين الجمهورية؟
في مثل هذه الأيام قبل 24 عاماً، كان الأخضر الإبراهيمي مزهواً باتفاق الطائف، ويصول بين عاصمة وأخرى سعياً لتثبيت الإصلاحات الدستورية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.
بالأمس، وجد الإبراهيمي رؤساء يزورهم، وأولهم رئيس جمهورية يعد أسابيعه وشهوره الأخيرة. وجد رئيساً ولم يجد جمهورية. استشعر فراغاً آتياً قد يعيد إنتاج تجربة ما قبل اتفاق الطائف. نعم، لا مرشح للرئاسة الأولى يمكن أن يتوافق عليه اللبنانيون، لا اليوم، ولا في مهلة الستين يوماً التي تسبق تاريخ انتهاء الولاية في الخامس والعشرين من أيار العام 2014.
وجد الإبراهيمي رئيس مجلس نيابي بلا مجلس نيابي، برغم التمديد الذي كرّس بطالة نواب الأمة على حساب المكلف اللبناني. وجد الموفد الدولي الحامل على كتفيه ملف أزمة سوريا رئيس حكومة تصريف أعمال يداوم منذ سبعة شهور في السرايا… ولا حكومة من حوله. وجد رئيساً مكلفاً اسمه تمام سلام قد ملّ الانتظار، فقرر أن يمضي إجازة طويلة في جنيف.
باختصار، وجد الإبراهيمي في لبنان كل شيء إلا «الجمهورية الثانية» التي اعتقد أنه كان عرّابها وسيجد اللبنانيون في ظلها ما ينشدونه من إصلاح وإنماء وتغيير نحو الأفضل.
وجد الإبراهيمي «جمهورية موز». وجد لبنان ما قبل الطائف بعقود وربما بقرون. لبنان الذي صار عاجزاً عن إدارة ذاته، لشدة اتكاله على الخارج، فلمّا ولّى الخارج وصارت له فرصته الحقيقية للاستقلال، أعلن استسلامه للعجز والفراغ.
وجد الإبراهيمي مجلساً نيابياً يبحث عن قانون نيابي من زمن العصور الوسطى وحكومة تنقب عن قشور صلاحيات وتشريعات وضعت أصلا لخدمة الناس فصارت وظيفتها مقلوبة.
وجد الإبراهيمي في لبنان كثرة من السياسيين ولا سياسة. تخمة في أهل الأمن ولا أمن راسخاً. تخمة في الاقتصاديين ولا اقتصاد حقيقياً يحمي لبنان وشعبه.
باختصار، وجد الإبراهيمي في لبنان كل شيء إلا الجمهورية المشتهاة.
برغم تلك الصورة، لم يجد الديبلوماسي العربي العتيق إلا أن يتمنى وينصح… أصلاً عندما سئل هذا الخبير عن صورة لبنان في الأسابيع الأولى للأزمة السورية، كان جوابه أن الصورة قاتمة جداً.
من هذه الزاوية، قال للبنانيين، بحكم علاقتهم التاريخية بسوريا، «أنتم أصحاب مصلحة، مثل السوريين أنفسهم، بالتسوية السياسية السلمية للأزمة السورية في أسرع وقت ممكن، لأن لا شيء يحمي لبنان أكثر من إخماد بركان الدم والموت والدمار المستمر في سوريا منذ حوالي ثلاث سنوات والذي بات يهدد المنطقة بأسرها».
تمنى الإبراهيمي لرئيس الجمهورية رحلة موفقة الى السعودية التي أقفلت أبوابها في وجه المبعوث الأممي الى سوريا، وأن يجد فيها ضالته عندما تحدد له المملكة موعداً رسمياً للزيارة السليمانية المؤجلة منذ شهر تقريباً.. والآتية، على الأرجح، في غير أوانها.
لا شيء كان خارج المألوف في المحطة اللبنانية للمبعوث الأممي، باستثناء تأكيد المؤكد، فمصير «جنيف 2» سيتقرر من قبل الأمين العام للأمم المتحدة في الأسبوع المقبل.
وفيما ثمن الإبراهيمي، في لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية عدنان منصور، موقف لبنان من الأزمة السورية، تلقى من الجانب اللبناني تأييداً لفكرة عقد المؤتمر، ورغبة في مشاركة لبنان فيه اذا ما وُجهت الدعوة إليه، «فلبنان الذي جهد في تطبيق سياسة النأي بالنفس عن الازمة السورية بتداعياتها السلبية، ليس بوارد أن ينأى بنفسه عن الحل السياسي السلمي للأزمة السورية بعيداً عن العنف وأي تدخل عسكري خارجي، وهو معني أيضاً بالحفاظ بقوة على وحدة الأراضي السورية»، بحسب ما تبلغ الإبراهيمي من رئيس الجمهورية.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«السفير» إن الإبراهيمي وضع المسؤولين اللبنانيين في أجواء اللقاءات التي عقدها خلال جولته الحالية وما سمعه من القيادة السورية ينحو باتجاه الإيجابية، وأشارت الى أن الموفد الدولي «بات الآن في مرحلة تقييم وليس في مرحلة توجيه دعوات الى جنيف2». وأشارت الى أن الإبراهيمي استعرض أمام المسؤولين اللبنانين موقف قوى المعارضة السورية من انعقاد المؤتمر، طارحاً أمامهم فكرة ان تتمثل المعارضة السورية بثلاثة وفود، فاقترح احد المسؤولين على الإبراهيمي التركيز على تأليف وفد موحد للمعارضة السورية، «لأنّ تعدد الوفود سيرفع منسوب المزايدات وبالتالي التطرف والتصعيد في الخطاب والممارسات».
وفي اللقاء مع الرئيس نبيه بري، لمس الإبراهيمي رغبة واضحة بحضور «جنيف 2 « وفرصة لإطفاء نار الأزمة في سوريا. وأشاد الموفد الأممي بتجاوب النظام السوري مع مبدأ عقد المؤتمر، مشيراً إلى أنه سمع من المسؤوليين السوريين استعدادهم للمشاركة في المؤتمر والالتزام بقرارات الأمم المتحدة.
وقال الإبراهيمي، بحسب ما نقل عنه في اللقاء مع بري، إن عقدة انعقاد المؤتمر ليست مع النظام السوري بل مع المعارضة لأنها غير موحدة، مجدداً دعوته للمعارضة من أجل تشكيل وفد مقنع، وكاشفاً عن ان هناك دولاً من خارج المنطقة ستشارك في «جنيف 2 « مثل أندونيسيا والهند والبرازيل.
وقال الإبراهيمي، بعد اللقاء مع الرئيس نجيب ميقاتي، إن «لبنان برؤسائه الثلاثة، يؤيد فكرة عقد مؤتمر جنيف 2، والرؤساء يحبذون توجيه الدعوة إليه، وعندما توجه الدعوة اليهم سيقررون ما إذا كانوا سيحضرون، وأعتقد أنهم ميالون إلى الحضور».
وقال وزير الخارجية عدنان منصور لـ«السفير» إنه أبلغ الإبراهيمي أن لبنان يقف مع الحلّ السياسي في سوريا وهو مع استقرارها وسلامها وأمنها».
أضاف منصور، الذي سيسافر غداً الى القاهرة لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية، «لقد أبلغنا الموفد الأممي أن لبنان سيحضر المؤتمر عندما يُدعى اليه، لأنه ضرورة وطنية وأمنية وسياسية واجتماعية وإنسانية، نظراً الى تداعيات الحوادث في سوريا على الوضع اللبناني الخطر، والذي علينا مواجهته ونقل الصورة كما هي للمؤتمر، ودعم هذا المؤتمر من أجل الحلّ السياسي العاجل لأنه سيكون مريحاً للبنان ولكل المنطقة ولاستقرار سوريا وأمنها
وكان الإبراهيمي قد عقد مؤتمراً صحافياً في دمشق، قبل انتقاله الى بيروت، ظهر أمس، وقال إن مؤتمر «جنيف 2» لن يعقد في حال رفضت المعارضة المشاركة فيه. وأضاف «حضور المعارضة أساسي، ضروري، مهم»، مشيراً إلى أن «كل الذاهبين لحضوره سيأتون فقط من اجل مساعدة السوريين على الاتفاق في ما بينهم ومعالجة قضاياهم».
وتابع الإبراهيمي، أن المؤتمر المزمع عقده، مبدئياً، في 23 تشرين الثاني الحالي ستدعى إليه «دول ومنظمات إقليمية ودولية، والأطراف السورية». وأشار إلى أن «الحكومة السورية أكدت قبولها المشاركة في المؤتمر، في حين أن المعارضة، سواء كان الائتلاف (الوطني) أو الأطياف الأخرى من المعارضة (في الداخل)، لا يزالون يبحثون عن وسيلة تمثيلهم في مؤتمر جنيف».
موسكو تتمسّك بموقفها .. واجتماع وزاري عربي غداً
القوات السورية تتقدم في حلب ودمشق
يبدو أن التقدم السريع في عملية إتلاف الأسلحة الكيميائية السورية، وضبابية الرؤية بشأن مؤتمر «جنيف 2»، قد وفرا للنظام السوري هامشاً كبيراً من المناورة، مكنته من استعادة زمام المبادرة على الأرض، وهو ما ترجم في التقدم الواضح الذي حققته القوات السورية في الميدان خلال الأيام الماضية، وكانت نتائجه الأولية إعلانها، يوم امس، إحكام السيطرة على بلدة السفيرة، ذات الأهمية الإستراتيجية، في ريف حلب، والمضي قدماً في العملية العسكرية الهادفة الى إحكام «فكي كماشة» على البلدات التي يسيطر عليها المسلحون في ريف دمشق.
وفي موازاة الحراك الديبلوماسي الذي يقوم به المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في المنطقة، الذي يهدف اساساً إلى الترويج لعقد مؤتمر «جنيف 2»، وقبل يومين من وصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى السعودية، واجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة لمناقشة بند وحيد هو المؤتمر الدولي حول سوريا، تمسكت موسكو بموقفها من الأزمة السورية، مع إعلان رئيس الحكومة ديمتري ميدفيديف انه من غير الممكن وضع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد شرطاً مسبقاً للمحادثات.
ميدانياً، وبعد فترة من الجمود استمرت طويلاً ـــ أقله منذ الهجوم الكيميائي المثير للجدل في الغوطة الغربية وتهديد واشنطن بضربة عسكرية تم احتواؤها بتسوية «الكيميائي» بين الولايات المتحدة وروسيا ـــ عادت القوات السورية
لتحقق تقدماً بطيئاً في مناطق حساسة في دمشق وحلب.
ووجهت القوات السورية ضربة قوية إلى المسلحين، عبر سيطرتها على السفيرة في ريف حلب، وذلك في عملية عسكرية تشبه إلى حد بعيد ما حصل في القصير في ريف حمص. وقال متحدث باسم الجيش السوري، في بيان، إن «القوات المسلحة تسيطر سيطرة كاملة على بلدة السفيرة بعد سلسلة من العمليات»، مضيفاً «أهمية هذا الانتصار الجديد تكمن في أهميته الإستراتيجية عند البوابة الشرقية لحلب». وتقع السفيرة على طريق حماه ـــ حلب، وهو أهم طرق الإمداد بالنسبة للقوات السورية إلى مدينة حلب.
ويطرح سقوط السفيرة علامة استفهام كبيرة حول قدرة الفصائل الكبيرة على الصمود في مواجهة القوات السورية، خاصة أن الثلاثي المقاتل في المنطقة هو الأقوى والأكثر تنظيماً وقدرة تسليحية.
وعلى جبهة أخرى، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «تتعرض الأحياء الجنوبية لدمشق والمناطق المحيطة بها لقصف عنيف من القوات السورية التي تحاول فرض فَكَّي كماشة للفصل بين هذه المناطق التي تعد معاقل للمسلحين». وأوضح أن «القوات السورية حققت تقدماً في بلدة السبينة وسيطرت على مناطق فيها». ويأتي ذلك بعد أيام من سيطرة القوات السورية على عدة بلدات في ريف العاصمة، أبرزها الحسينية والذيابية. (تفاصيل صفحة 13)
وفي المواقف الدولية من تطورات الأزمة السورية، أعرب رئيس الحكومة الروسية ديميتري ميدفيديف عن أمله عقد مؤتمر «جنيف 2» قبل نهاية العام الحالي، موضحاً انه «يجب على الجميع تقديم تنازلات بمن في ذلك بالطبع زعماء المعارضة والحكومة السورية». وقال ميدفيديف: «أعتقد أن الأفكار التي تطرح في بعض الأحيان – دعونا نضع الرئيس الأسد جانباً ثم نتفق بعد ذلك على كل شيء – غير واقعية ما دام الأسد في السلطة. هو ليس مجنوناً. يجب أن يحصل على بعض الضمانات أو بأي حال نوع من المقترحات بشأن تطوير الحوار السياسي داخل سوريا نفسها بخصوص الانتخابات المحتملة ومصيره الشخصي».
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن مجلس الأمن القومي الروسي، برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين، أكد أن «المحاولات الرامية إلى نسف عملية التحضير لمؤتمر جنيف 2 غير مقبولة».
وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعلنت انتهاء كل الاستعدادات لاستضافة الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة غداً. وأوضحت أن «الاجتماع سيناقش بنداً واحداً هو تطورات الأوضاع في سوريا، في ضوء المساعي التي يبذلها الإبراهيمي من أجل تهيئة الأجواء لعقد جنيف 2 الخاص بسوريا، خاصة في ظل تزايد التكهنات بإمكانية تأجيله».
وقال المتحدث باسم الجامعة نصيف حتي إن «الجامعة تقوم بتحضيرات مهمة لهذا الاجتماع الوزاري الذي سيناقش عدداً من الخطوات التي تستهدف تهيئة الأجواء لعقد جنيف 2، وكذلك محاولة التغلب على العراقيل الكثيرة التي تعترض عقد هذا المؤتمر»، مكرراً «موقف الجامعة العربية الداعي لضرورة عقد المؤتمر الدولي لإيجاد حل سياسي للأزمة باعتباره المخرج الوحيد لها».
في هذا الوقت، أعرب وزيرا الخارجية التركي احمد داود اوغلو والإيراني محمد جواد ظريف، في أنقرة، عن قلقهما بشأن تزايد الطابع الطائفي للحرب السورية، وهو قلق مشترك ربما يشير إلى تحسن في العلاقات التي توترت بسبب خلافات بشأن الأزمة السورية، أو على الأقل إلى توافق عام على ضرورة إيجاد حل للصراع في أسرع وقت ممكن.
وقال ظريف، الذي أجرى محادثات مع الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، إن «الاضطرابات الطائفية تشكل خطراً أكبر حتى من استخدام السلاح الكيميائي». وأضاف «أعتقد أن الصراع الطائفي يمثل خطراً أكبر وليس قاصراً على منطقة واحدة»، مضيفاً «إذا اندلعت نيران الطائفية في الشرق الأوسط، سترون نتائج ذلك في شوارع لندن ونيويورك وروما ومدريد».
وقال داود أوغلو، من جهته، «بالجلوس هنا مع وزير الخارجية الإيراني يمكن التأكيد أننا سنعمل معاً على مكافحة مثل هذه السيناريوهات التي تهدف إلى أن يكون الصراع طائفياً».
وبشأن التقارير عن شن إسرائيل هجوماً على اللاذقية، اعتبر ظريف أن «أي هجوم يستهدف سوريا لن يؤدي سوى إلى تأجيج التوتر وسيخدم مصالح الأطراف التي تريد استمرار الحرب وسيعرقل أي محاولة من اجل السلام».
(«روسيا اليوم»، رويترز، ا ف ب، ا ب)
استعادة القوات السورية للسفيرة تُعيد الريف الحلبي إلى الواجهة
طارق العبد
نقطة تحول كبيرة رسمتها القوات السورية، أمس الأول في الشمال، مع استعادتها للسفيرة في ريف حلب عبر عملية عسكرية تشبه إلى حد بعيد ما حصل في القصير بريف حمص. وكالعادة غاب أي تفسير منطقي عن أسباب خسارة المسلحين، وسط معلومات عن دور خفي قام به تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في المعركة التي دامت قرابة الشهر.
ضربة قاسية وجهها الجيش السوري إلى المسلحين اثر السيطرة على بلدة السفيرة في جنوب شرق الريف الحلبي، اثر مواجهات وحصار دام 27 يوماً مع فصائل عدة، أبرزها «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» و«لواء التوحيد» من دون أن يصدر أي بيان يفسر أسباب هذه الخسارة.
وكان «مركز السفيرة الإخباري» قد أعلن عن تعرض البلدة إلى قذائف مدفعية وراجمات صواريخ وغارات بالطيران الحربي، محملا المسؤولية إلى تخاذل «قيادة أركان الجيش الحر وتقاعس الجيوش والألوية والكتائب والدولة (الإسلامية)».
وأشار «مركز حلب الإعلامي» إلى أن «غرفة العمليات القتالية قد وجهت عشرات النداءات بضرورة نصرة الفصائل في الريف الجنوبي، وإيقاف تقدم قوات النظام، لكن القليل من الكتائب استجابت للنداء».
ويطرح سقوط السفيرة علامة استفهام كبيرة حول قدرة الفصائل الكبيرة على الصمود في مواجهة القوات السورية، خاصة أن الثلاثي المقاتل في المنطقة هو الأقوى والأكثر تنظيماً وقدرة تسليحية. كما أن علامة استفهام أخرى ترتسم حول دور «داعش» في المعركة، حيث أشارت مصادر إعلامية عدة إلى انسحاب مبكر لمقاتلي «الدولة الإسلامية»، ما فتح ثغرة واسعة في الدفاعات، وهو بدوره يعني رسائل إضافية قد تعني تكتيكاً جديداً بأضعاف الفصائل المقاتلة لمصلحة فرض نفوذها تدريجياً.
ولكن المحصلة في المجمل كانت في مصلحة القوات السورية، التي شنت هجوماً من ثلاثة محاور، ما فرض على المسلحين الانسحاب من السفيرة الواقعة على طريق حماه – حلب، وهو أهم طرق الإمداد بالنسبة للقوات السورية إلى المدينة. وتعتبر خناصر، بالإضافة للسفيرة، ابرز المحطات على الطريق. وكانت الأخيرة مركز تجمع للمسلحين من مختلف الفصائل وتنطلق منها عمليات عسكرية لاستعادة خناصر وأيضا للشمال لتعزيز الحصار على مطاري كويرس والنيرب العسكريين، بالإضافة لمطار حلب الدولي، ومحاولة السيطرة على معامل الدفاع التي تعتبر أهم المنشآت العسكرية بالريف الحلبي والتي ما زالت بقبضة القوات السورية.
كما يسمح تأمين الطريق بضخ الدعم بكل أشكاله إلى داخل مدينة حلب التي يسيطر «داعش» على جزء منها، وتطوق الجزء الآخر الخاضع لسيطرة مسلحين آخرين.
وفي ريف دمشق، استمر خروج المدنيين من بلدة المعضمية جنوب العاصمة، ليرتفع العدد الكلي إلى أكثر من ألفي شخص، وسط أنباء تداولها ناشطون عن أعداد إضافية لم تستطع المغادرة، أو رفضت الخروج خشية تعرضها للاحتجاز أو لان أبناءها هم مقاتلون.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «تتعرض الأحياء الجنوبية لدمشق والمناطق المحيطة بها لقصف عنيف من القوات السورية التي تحاول فرض فَكَّي كماشة للفصل بين هذه المناطق التي تعد معاقل للمسلحين». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «القوات السورية مدعومة بعناصر من حزب الله ومسلحين موالين لها حققت تقدما في بلدة السبينة وسيطرت على مناطق فيها، وسط قصف عنيف تتعرض له البلدة».
غارتان استهدفتا صواريخ روسية مرسلة لحزب الله
صمت سوري بعد اعتداء اسرائيلي على مواقع عسكرية ومسؤول حكومي ينتقد دعوة السعودية وتركيا لجنيف 2
دمشق ـ ا ف ب: ذكرت وسائل اعلام ومصادر رسمية ان مقاتلات اسرائيلية شنت غارة على قاعدة عسكرية جوية في شمال غرب سورية قصفت خلالها شحنة اسلحة مرسلة الى حزب الله الشيعي اللبناني، بينما ما زال الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي يسعى الى تحقيق توافق لعقد مؤتمر للسلام.
ووفيما التزمت سورية الصمت، اكد مسؤول امريكي حصول ‘ضربة اسرائيلية’ قرب مدينة اللاذقية الساحلية السورية، لكنه لم يحدد الهدف من الضربة، بينما أكد مسؤول استخباراتي امريكي آخر انها استهدفت صواريخ إس 125 روسية.
ورفض مسؤولون في الحكومة الاسرائيلية التعليق على هذه المعلومات، كما لم تؤكد الحكومة السورية الخبر.
وجاءت الضربة في وقت أعلن فيه ان النظام السوري التزم حتى الآن بالمواعيد المحددة من الأمم المتحدة في اطار تسليم وتدمير أسلحته الكيميائية.
ونقلت قناة ‘العربية’ عن مصادر لم تسمها ان ‘غارتين إسرائيليتين استهدفتا مساء الاربعاء دمشق واللاذقية وتحديدا شحنات من صواريخ سام 8 كانت في طريقها من سورية إلى حزب الله’.
بدورها اكدت شبكة ‘سي ان ان’ الامريكية نقلا عن مسؤول في الادارة الامريكية لم تسمه ان الهجوم شنته طائرات حربية اسرائيلية واستهدف صواريخ ومعدات تابعة لها يعتقد الاسرائيليون انها قد تنقل الى حزب الله.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد الخميس عن وقوع انفجارات قوية فجر الاربعاء في قاعدة للدفاع الجوي في جبلة قرب اللاذقية على الساحل السوري.
وكان مصدر امني سوري اكد لفرانس برس سقوط صاروخ قرب قاعدة عسكرية في هذه المنطقة، مؤكدا انه لم يؤد الى اضرار.
وتعليقا على التقارير عن الغارة، ندد الائتلاف السوري المعارض الجمعة في بيان ‘بأي اعتداء على التراب السوري’، محملا النظام ‘المسؤولية الكاملة عن اضعاف الجيش السوري والدولة السورية وجر البلاد الى هذا الصراع الدموي الهائل وتركها مكشوفة امام اعتداءات سافرة، بدون ان يتجرأ على الرد’.
ورأى ان النظام ‘تمكن من تحويل الجيش السوري الى اداة تقتل الشعب الذي دفع ثمنها بدل ان تحميه، وواظب على غض الطرف عن اعتداءات العدو المحتل وافعاله’.
ومطلع ايار/مايو اكد مسؤول اسرائيلي كبير ان سلاح الجو شن غارتين في سورية في غضون ثلاثة ايام استهدفتا شحنات اسلحة مرسلة الى حزب الله.
وكان المسؤول الاسرائيلي نفسه توعد بضرب اي شحنة اسلحة يجري نقلها الى الحزب الذي اقر منذ اشهر بقتاله الى جانب القوات السورية.
القوات المسلّحة السورية، من جهتها، لم تقم بالرد على الهجوم الاسرائيلي على مواقعها، وهو رد الفعل نفسه على هجومين لاسرائيل في كانون الثاني (يناير) وأيار (مايو) الماضيين.
من جهة اخرى، عبر الابراهيمي الجمعة في ختام زيارة لدمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار الاسد، عن امله في ان يعقد مؤتمر جنيف-2 ‘خلال الاسابيع المقبلة وليس العام القادم’.
وقال الابراهيمي ‘سأعود الى جنيف بعد استكمال هذه الجولة، ويوم الثلاثاء سيكون لنا لقاء مع وفد روسي وامريكي لمواصلة التحضير لهذا المؤتمر’ الذي يسعى الى عقده ‘خلال الاسابيع المقبلة وليس العام القادم’.
كما اكد ضرورة مشاركة المعارضة في المؤتمر. وقال في مؤتمر صحافي ‘لنبق متفائلين ونقل ان الجميع سيحضر. تقديري الشخصي انه اذا لم يكن ثمة معارضة اطلاقا لن يكون هنالك مؤتمر. المؤتمر معقود للسوريين، ليس للدول ولا للامم المتحدة’.
واضاف ان ‘حضور المعارضة اساسي، ضروري، مهم’، مشيرا الى ان ‘كل الذاهبين لحضوره سيأتون فقط من اجل مساعدة السوريين على الاتفاق في ما بينهم ومعالجة قضاياهم’. وجاءت تصريحات الابراهيمي في ختام زيارته لدمشق قبل الانتقال الى بيروت لبضعة ساعات، حيث التقى مسؤولين لبنانيين، في محطته التاسعة ضمن جولة اقليمية هدفها التحضير لمؤتمر جنيف 2، شملت دولا عدة ابرزها تركيا وقطر وايران.
وبعد ساعات على مغادرته سورية، وجهت دمشق انتقادات لاذعة للابراهيمي، معتبرة انه يملك ‘اكثر من لغة’.
وقال وزير الاعلام عمران الزعبي في اتصال هاتفي مع قناة ‘الميادين’ التي تتخذ من بيروت مقرا لها، ان الابراهيمي ‘قال ان مؤتمر جنيف للسوريين وليس للدول (…) اذا لم يكن مؤتمرا للدول فما فائدة الجولة على تلك الدول، ولماذا توجه الدعوات الى تلك الدول لا سيما السعودية وتركيا اللتين تساهمان بشكل مباشر في العدوان على سورية؟’.
وتدور اشتباكات بين ‘اللجان الشعبية’ الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد ومقاتلي المعارضة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، حسب المرصد.
وقد اعلن مقاتلو المعارضة السورية مساء الخميس انسحابهم من كامل مدينة السفيرة الاستراتيجية الواقعة شرق حلب والقريبة من معامل ضخمة للسلاح ومنتجات اخرى تابعة لوزارة الدفاع، وذلك بعد مواجهات عنيفة استمرت 27 يوما مع الجيش السوري .
رسالة مسربة من المعلم إلى منظمة الكيمياوي تثير مخاوف
لندن- القدس العربي: بعد إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية أن جميع مصانع إنتاج السلاح السوري المحظور تم تفتيشها وختمها بالشمع الأحمر، قالت صحيفة (فورن بوليسي) الأمريكية إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أرسل طلباً إلى المنظمة يطلب فيه عدم تدمير كل تلك المصانع، لرغبة سوريا في تحويلها إلى صناعات مدنية.
وكشفت رسالة منسوبة لوزير الخارجية السوري عن محاولات تمارسها دمشق لإقناع منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية كي لا تخسر كل مصانع إنتاج السلاح المحظور.
الرسالة سربتها صحيفة (فورن بوليسي) ويطلب فيها المعلم من المدير العام لوكالة حظر انتشار الأسلحة الكيمياوية، توجيه المفتشين الدوليين الموجودين في سوريا بالامتناع عن تدمير حوالي 10 مصانع كيمياوية.
وقال المعلم في الرسالة إن السلطات السورية تريد تحويل المصانع إلى مؤسسات للاستخدام الكيمياوي المدني.
وفي حالات مماثلة، سمحت المنظمة لدول تطوعت بالقضاء على أسلحتها الكيمياوية بتحويل بعض المصانع إلى إنتاج الأمصال والأدوية، وهو أمر يجب التصديق عليه بالإجماع من قبل الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية.
ويجب على هذه الدول أولا أن تقدم سببا مقنعا لتبرير الحفاظ على مثل هذه المصانع، ولكن الخطاب السوري لم يتضمن أي تفاصيل حول ماهية هذا الاستخدام المدني، بحسب مسؤول اطلع عليه.
وأثار طلب المعلم القلق بين خبراء المنظمة والمسؤولين الغربيين، في ظل مخاوف من سعي دمشق إلى الحفاظ على قدرتها الصناعية لإعادة تأسيس ترسانتها الكيمياوية في مرحلة لاحقة.
وأثنت منظمة حظر الكيمياوي على تعاون دمشق الكامل معها في عملية التفتيش على الأسلحة المحظورة.
الائتلاف الوطني: نظام الأسد يحشد لاقتحام المناطق الجنوبية من دمشق
دمشق- (د ب أ): قال الائتلاف الوطني السوري المعارض، أكبر تشكيلات المعارضة السياسية السورية إن قوات النظام السوري تنفذ “هجوما غير مسبوق” على أحياء دمشق الجنوبية وريفها الغربي.
وأوضح الائتلاف في بيان صادر عنه الجمعة، تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أن النظام السوري حشد عشرات الدبابات و”أعداد كبيرة من الجنود وأفراد عصابات الشبيحة والميليشيات القادمة لمساعدته على قتل السوريين” في “هجوم غير مسبوق باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة”.
وذكر البيان أن النظام السوري مهد “لهذا الهجوم من خلال قصف عنيف استخدم فيه الراجمات وصواريخ أرض- أرض”.
وأشار الائتلاف إلى أنه وسبق وأعلن عددا من بلدات ومدن وضواحي جنوب دمشق “مناطق منكوبة”، مشددا على ضرورة فتح ممرات إنسانية إليها.
وحذر البيان “من قيام النظام بارتكاب مجزرة جديدة ضد المدنيين المحاصرين في تلك المناطق، تتويجا للحصار الخانق المستمر منذ عام تقريبا، والذي حرم المدنيين من الكهرباء والماء والغذاء والدواء”.
وطالب البيان “بتكثيف الجهود الدولية بهدف منع نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد من استخدام أي نوع من أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية وحتى البدائية في حربه التي يشنها ضد الشعب السوري المطالب بالحرية”.
وفي بيان آخر، شدد الائتلاف الوطني السوري على ضرورة أن تقدم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تقاريرها “بدقة وأمانة دون أن تترك فسحة يتمكن نظام الأسد من خلالها من إخفاء بعض أسلحته وتجهيزاته وصولا إلى استخدامها مجددا مع إلقاء اللوم على جهات أخرى كما هي عادته دائما”.
واعتبر الائتلاف أن “التراخي في تنفيذ الواجبات والمهام الموكلة” إلى المنظمة قد يؤدي إلى “نتائج كارثية وخيمة”، مؤكدا “على ضرورة ابتعاد المنظمة عن أي تجاذبات سياسية أو الرضوخ لضغوطات من أي جهة من أجل إبراز جانب وإهمال جانب آخر من جوانب المهمة المنوطة بهم”.
وجدد البيان “تذكير المجتمع الدولي بأنه لا يجوز أن تتم عملية تأمين وتسليم وتفكيك الأسلحة الكيميائية على حساب السعي لتحقيق العدالة وتقديم مرتكبي الهجمات باستخدام تلك الأسلحة إلى محاكمات عادلة ينالون بموجبها الجزاء العادل على ما ارتكبته أيديهم”.
الذبح في سورية مستمر لأن الحل بيد بوتين وهو القادر على وقف آلة الاسد العسكرية
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ كيف نتعامل مع إعلان المنظمة الدولية لحظر السلاح الكيماوي أن سورية قد اكملت بنجاح تدمير كل المنشآت التي تستخدم لانتاج الأسلحة الكيماوية، معلنة في ذلك بداية مرحلة طويلة قد تنتهي في صيف العام المقبل لتدمير الترسانة الكيماوية التي كانت بحوزتها؟ وكيف نفهم مسارعة إسرائيل لاستهداف مخازن للصواريخ الروسية في مدينة اللاذقية.
والأهم من كل هذا كله لم يقتل السلاح الكيماوي (2 بالمئة) الذي استخدمه نظام بشار الاسد سوى عدد قليل من الضحايا مقارنة مع الأعداد الهائلة التي سقطت جراء السلاح التقليدي الذي يملكه النظام حيث وصل عدد القتلى حتى الآن 115 الفا تقريبا.
بعيدا عن التصريحات التي ستصدر عن الحكومة السورية في أنها تحتفظ بحق الرد على ‘العدوان’ الإسرائيلي في المكان والزمان المناسب، وهو ما رددته الحكومة في مناسبتين سابقتين عندما استهدف الطيران الاسرائيلي مخازن في دمشق بداية السنة الحالية، فالسؤال المطروح كيف يمكننا وقف العنف ونزيف الدم السوري؟ وهل هناك فرصة لتحقيق هذا؟ في البداية من السهل تلخيص المنطق الذي تعاملت به الدول الغربية خاصة أمريكا مع الحرب في سورية ‘ضوء أحمر على استخدام الأسلحة الكيماوية، ضوء أخضر لاستخدام الأسلحة التقليدية’.
فالنقاش يدور حول اهتمام الولايات المتحدة فقط بالتخلص من أسلحة سورية الكيماوية ولم تكن معنية بالضرورة بانقاذ حياة آلاف السوريين.لكن الاتفاق الروسي- الأمريكي في حد ذاته والذي وافقت من خلاله الحكومة السورية على تدمير ترسانتها العسكرية يظل إنجازا في نظر الباحث القانوني كينث روث (المدير التنفيذي لهيومان راتيس ووتش)، فقد أدى إلى منع تورط عسكري أمريكي جديد في المنطقة، وهو أمر ليس بالسهل.
فمع أن دعم الكونغرس الأمريكي لباراك أوباما الذي طلب منه المصادقة على العملية العسكرية لم يكن مضمونا، إلا أن روسيا كانت تخشى من احتمال تمرير العملية من قبل نواب الكونغرس، أو أن يقوم الرئيس الأمريكي بالتحرك بدون الحصول على دعم من الكونغرس. والأكثر من هذا فالهجوم بالكيماوي على ضواحي في دمشق ليلة 21 آب (أغسطس) قتل في ليلة واحدة 1400 فيما تقتل الحرب السورية المستمرة 5 آلاف في الشهر.وعلى الرغم من نفي الحكومة السورية مسؤوليتها عن العملية إلا أن تقرير منظمة ‘هيومان رايتس ووتش’ الأمريكية أكد أن الأسلحة الكيماوية قد اطلقت من جانب الجيش السوري.
وبدون رد دولي على العملية فهناك امكانية استخدام الأسد هذه الأسلحة مرة ومرات أخرى.
ويناقش روث في مقالته التي نشرتها المجلة الأمريكية المتخصصة بمراجعة الكتب ‘نيويورك ريفيو اوف بوكس′ أن حالة السلاح الكيماوي السوري مختلفةـ ليس لأنها ممنوعة ويملكها النظام كما ناقش جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، فأمريكا تمتلك اسلحة ممنوعة من مثل الألغام، والقنابل العنقودية والتي منعت بموجب معاهدات دولية لم تصادق عليه الولايات المتحدة، بل لأن السلاح الكيماوي قادر على قتل أعداد كبيرة في ضربة واحدة، كما ظهر من هجوم الغوطة.
وقد يقوم النظام بحسب روث بالاحتفاظ بأسلحة كي يستخدمها في المستقبل لكن النظام سيفكر مرتين في استخدامها لأن روسيا التي تعتبر الراعي لسورية عسكريا ودبلوماسيا تدعم الإتفاق.أما إيران فيجب على الأسد معرفة حساسية هذا الحليف لاستخدام السلاح الكيماوي بسبب ذكريات الحرب العراقية ـ الإيرانية التي استخدم فيها صدام حسين الأسلحة الكيماوية ضدها، مع أنها مثل روسيا ترددت في إلقاء اللوم على النظام وتحميله مسؤولية الغوطة.
اتفاق مهم
وفي الوقت الذي يتواصل فيه القتل إلا أن الإتفاق الأمريكي ـ الروسي كان مهماـ ومن هنا تنبع أهمية رسم خط واضح بين هجوم الغوطة والقتل المستمر في كل أنحاء سورية، مما يجعلنا لا نقلل من أهمية الإتفاق الأمريكي ـ الروسي، خاصة من ناحية أثاره الدبلوماسية.ومنها أنه انهى حالة الإنسداد في القرار داخل مجلس الأمن.
فقد تأثرت القرارات الدولية بسبب حق النقض (الفيتو) الذي تحتفظ به كل دولة منها، وقد استخدمت أمريكا هذا الحق بشكل دائم لحماية إسرائيل، وفي حالة روسيا فانها كما يقول الكاتب كانت مصممة على استغلال هذا الحق لمنع أي قرار ضد النظام السوري، مشيرا الى أن الصين كانت تتبع في هذا الأمر روسيا.مما يعني استمرار الذبح في سورية وعجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرار او قرارات.
وحتى بعد الاتفاق رفضت روسيا صيغة القرار الداعي لالتزام سورية بالبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة والذي يشرع لاستخدام القوة او العقوبات حالة فشل سورية تطبيق مقتضيات القرار.وأدى مزاج التعامل الايجابي في مجلس الأمن بعد الاتفاق الى الالتفات للوضع الإنساني، فالهجوم الكيماوي كان يمثل عملا فائقا اولا حول الكيفية التي استخدمت فيها الأسلحة، وثانيا كان يمثل صورة عن الطريقة التي يخوض فيها الجيش السوري الحرب التي لا تفرق بين المدني والمسلح.وهي حرب شرسة يهدف من خلالها النظام الى حرمان المقاتلين من المناطق الآمنة بتحويل حياة المدنيين فيها الى بؤس وشقاء.
وتهدف استراتيجية القسوة هذه أيضا لتوجيه رسالة لكل السوريين أنهم سيواجهون مصيرا بائسا حالة دخل المقاتلون إلى مناطقهم.ولهذا استخدم الجيش السوري كل الأسلحة المتوفرة لديه من القذائف الصاروخية، العنقودية، والفراغية والقصف الجوي، والى جانب هذه استخدم الجيش السوري الأسلحة العادية مثل البنادق والسكاكين التي استخدمها لقتل 250 مدنيا في أيار (مايو) كما وثقت ذلك منظمة ‘هيومان رايتس ووتش’.
ويقول روث أن المقاتلين المعارضين للأسد ارتكبوا هم أيضا مجازر ولكن على قاعدة مصغرة خاصة تلك التي ارتكبتها عناصر في جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام المواليتان لتنظيم القاعدة اضافة إلى ‘جيش المهاجرين والأنصار’، وكانت هذه الجماعات مسؤولة عن مقتل 190 شخصا واختطاف 200 في قرى محافظة اللاذقية، ويضيف الكاتب أن هناك تقارير غير مؤكدة عن استخدام ‘محدود’ لغاز السارين من قبل الجماعات المقاتلة هذه.
ويضيف روث أن نتائج هذه المجازر كانت كارثية على البلاد حيث أجبرت ملايين المدنيين على الرحيل من بيوتهم ودمرت معظم البنية التحتية للبلاد.
ويعيش في الدول المحيطة بسورية مليوني لاجىء واعدادهم في تزايد مستمر.وهناك خمسة ملايين سوري مهجرون في داخل البلاد وهم في حاجة ماسة للعون والمواد الأساسية.
قسوة قلب
ويقول الكاتب أن الحكومة السورية تعاملت بقسوة قلب مع احتياجاتهم واضعة الكثير من المعوقات امام وصول المواد الإغاثية لهم.ورفضت السماح لعمل المنظمات الدولية إلا عددا قليلا منها، ولم تسمح بخروج المواد الطارئة من الموانىء والجمرك بسبب البيروقراطية.
وزاد من الأزمة الإنسانية مطلبها لإرسال المواد الغذائية عبر الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة.فالطرق المباشرة للمناطق المتضررة تمر عبر الحدود التركية والأردنية واللبنانية لكن الحكومة السورية تصر على مرورها من طرق طويلة وتنتشر عليها نقاط التفتيش.
ويضاف الى المعوقات التي تفرضها الحكومة فالجماعات المقاتلة التي لا تحبذ التعامل مع المنظمات الأجنبية تعوق هي الأخرى وصول الدعم الإنساني للمحتاجين.ويقول الكاتب إن هناك حاجة ماسة لعملية كبيرة تشرف عليها الأمم المتحدة مشيرا إلى قيام بعض الحكومات مثل الولايات المتحدة بدعم منظمات خاصة لنقل المواد الإغاثية عبر الحدود ولكن قدرتها تظل محدودة بسبب حجم المعاناة والوضع الأمني.وفي هذا السياق يقول أن سورية ترفض السماح لمرور المواد الإغاثية للمناطق التي يسيطر عليها المقاتلون لأن سماحها يعني نهاية استراتيجية تحويل حياة المناطق هذه الى حجيم.والطريقة الوحيدة هي طلب مجلس الأمن من سورية السماح بمرور المواد عبر الحدود.وبسبب الرفض الروسي فقد كان من غير الممكن التوصل الى اتفاق.
ولكن اتفاق السلاح الكيماوي جعل من مهمة التصدي للازمة الانسانية أمرا سهلا، فقد دعت روسيا الحكومة السورية تسهيل وصول المواد الغذائية وتوسيع عمليات الإغاثة شاملة لتلك التي تمر عبر الحدود.
ويرى الكاتب ان الفرصة سانحة للامم المتحدة كي تنتهز هذه التطورات وتطالب بمعابر للمواد الإغاثية، وإحالة أي رفض من سورية الى مجلس الأمن حيث يأمل أن يقوم بمساعدة الأمم المتحدة للقيام بمهامها.
الذبح يتواصل
ومع الجهود لوقف المأساة الإنسانية إلا أن القتل يتواصل في سورية، فمع تطور الأساليب القتالية للمعارضة فإن معدل القتل تراجع بين المقاتلين لكن هذا لم يؤد الى انخفاض مستوى أعداد الضحايا حيث يموت في الشهر ما معدله ألفا شخص معظمهم من المدنيين.فماذا نفعل؟ يتساءل الكاتب.
والجواب من الإدارة الامريكية هو التوصل لتسوية سلمية، حيث قام كيري بإحياء مؤتمر جنيف-2 الذي سيبني على جنيف -1 الذي عقد في حزيران (يونيو) 2012.لكن منظور انعقاد المؤتمر غير مؤكدة على الرغم من تحديد موعده في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي.فالمعارضة غير متحدة وتقول انها ليست مستعدة للتفاوض مع الأسد، والأخير يقول أنه لا يريد التفاوض مع معظمها.ويرى الكاتب ان التفاوض حول سلمي هو أحسن طريقة لتجنب انهيار كامل للدولة السورية.
وهو أمر لا يريده حتى عتاة المعارضين لنظام الأسد ممن يتمنون نهايته.كما ويقول روث ان حلا سلميا للازمة يعني تأمينا لحياة معظم السوريين بدون النظر إلى انتماءاتهم الطائفية التي تقسم البلاد اليوم.
ومع ذلك فهناك قلة تؤمن بامكانية تحقيق الحل التفاوضي هذا مما يعني استمرار الذبح، والمخرج من الأزمة موجود في موسكو.فقد أظهر اتفاق الأسلحة الكيماوية أنه حالة طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الأسد أن يفعل أمرا فإنه ينفذه.وتشي سرعة الإتفاق بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وكيري أنه لم تتم استشارة دمشق إلا بقدر.
الحل بيد روسيا
والسؤال إذا كان بمقدور موسكو وقف القتل بالأسلحة الكيماوية فلماذا لا تريد وقفه بالأسلحة التقليدية؟ فلماذا لا تصر موسكو على خط احمر يوقف القتل الذي لا يميز بين المدنيين والمقاتلين، ولماذا لا تطلب من الأسد ان يقتل فقط المقاتلين بدلا من الجميع؟ ويجيب الكاتب أن موسكو لا تملك إجابة واضحة فهي تحمل المعارضة المسؤولية، كما تنسب زيادة أعداد القتلى لتصاعد قوة الجهاديين.فروسيا قلقة من تحول سورية الى مركز جذب للجهادية العالمية، لكن هذه المخاوف لا تبرر كما يقول المجازر التي يرتكبها النظام.
ويرى ان روسيا في الحادث الكيماوي رفضت الاقتناع بالأدلة التي قدمتها ‘هيومان رايتس ووتش’ ولامت المعارضة مستندة في هذا على آراء راهبة ليست متخصصة بالسلاح الكيماوي، ومن هنا فلو امتنعت روسيا من الوقوف في وجه مجلس الأمن الذي يريد التصدي لمسألة القتل العشوائي الذي يقوم به الأسد فان عدد المدنيين سينخفض.
ويقترح الكاتب طريقة أخرى لوقف المجازر من خلال تجنيد محكمة جرائم الحرب الدولية، ولأن سورية لم تنضم إلى المحكمة فإنه لن يتم وضعها ضمن صلاحيات المحكمة إلا من خلال قرار يصدره مجلس الأمن.وهو المكان الذي تمارس فيه روسيا حق الفيتو، ولارضائها يمكن للمحكمة ان تتصدى للجرائم التي ارتكبها مقاتلون في المعارضة، ومع ذلك فروسيا لم تقتنع لان أي قرار في الوقت الحالي ليس مناسبا وستكون له آثار سلبية حسب الموقف الروسي.
الجولان سبب تردد أمريكا
ويرى الكاتب ان هناك سببا أخر لفتور إدارة أوباما تجاه خيارالمحكمة هو إسرائيل، فإحالة مجلس الأمن لسورية الى المحكمة يعني أنه يشمل جميع أراضيها بما فيها الجولان المحتلة من إسرائيل منذ عام 1967.
ومع ان منظور قيام المحكمة بملاحقة المستوطنين في الجولان بعيدة خاصة انها ستكون مشغولة بملاحقة قضايا كثيرة في سورية الا ان الأثر القانوني يخيف أمريكا، مع ان الحاجة الملحة لمواجهة مخاوف إسرائيل يجب ان لا تكون مدعاة للوقوف امام وقف المجازر في سورية.
وفي نهاية مقاله يقترح روث البحث عن طرق للضغط على روسيا كي توقف دعمها للأسد بشكل يوقف القتل، وهذا يكمن في إشعارها بأنها تدفع الثمن، ويتحقق هذا الأمر من خلال التأثير على صناعتها العسكرية ‘روزبورن اكسبورت’ فمع أن الولايات المتحدة لا تقوم بالإستيراد مباشرة من موسكو إلا أنها استوردت أسلحة للجيش الأفغاني الذي وبسبب سنوات من الإحتلال يعرف أكثر استخدام السلاح الروسي، كما أن بريطانيا وفرنسا تسمح لمجمع الصناعات العسكرية عرض أسلحته في معارض السلاح في لندن وباريس، ومنع روسيا من المشاركة فيها يعتبر طريقة للضغط.وهناك طريقة أخرى وهي استخدام الغرب المقاطعة المالية كما فعل مع إيران أي عدم السماح للمصارف الدولية بمن فيها الروسية بالتعامل مع المصارف السورية، مما سيدفع النظام للاعتماد على المال النقدي.
ويقول الكاتب ان الحكومات الغربية فشلت في استخدام الدبلوماسية العامة لفضح الدعم الروسي للمذابح التي يرتكبها الأسد ضد المدنيين ولم تقم هذه الا قلة منها بشجب الدور الروسي.وتنبع المشكلة في هذا الخيار هو اعتماد أمريكا على روسيا لتنفيذ اتفاق نزع الأسلحة الكيماوية.
الجامعة العربية عاجزة
وبالنسبة للجامعة العربية فانها منقسمة، ومتأثرة بالخلاف الطائفي في سورية، فالدول السنية مثل قطر والكويت والسعودية تدعم المقاتلين فيما يدعم العراق الذي تسيطر عليه حكومة شيعية النظام السوري.وترفض في الوقت نفسه انظمة قمعية مثل السودان والجزائر اية خطوات لوقف الانتهاكات التي يمارسها نظام الأسد، أما مصر فهي منشغلة بمشاكلها كي يكون لها تأثير.
ويحذر الكاتب من امكانية تحول النزاع في سورية الى أسوأ مما كان في لبنان مما يعني عقدا من القتل والتدمير والتشريد والمعاناة وكلما طال أمد الحرب كلما بات من الصعب وقفها.وفي النهاية لن يتم وقف آلة الحرب الا من خلال جهد دولي متماسك يقوم بالضغط على روسيا كي توقف دعمها أو تضغط على الأسد.
الإبراهيمي يؤكد ان جنيف 2 لن يعقد في حال رفضت المعارضة المشاركة
سعد الياس
بيروت – ‘القدس العربي’ أجرى مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي محادثات في بيروت حول آفاق الازمة السورية ومؤتمر جنيف من دون أن يحمل أي دعوة رسمية للبنان بالمشاركة، لكنه أكد أن ‘رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب في لبنان يؤيدون مؤتمر جنيف 2 حول سورية ويحبّذون توجيه دعوة لهم لحضوره، وكلهم يميلون للحضور’،معتبراً ‘ أن لبنان يتحمّل أعباء كثيرة نتيجة الوضع في سورية’.
ولفت إلى أن ‘زيارته الى دمشق كانت جيدة وحصل لقاء مع المسؤولين السوريين وفي مقدمتهم الرئيس السوري بشار الاسد وايضاً اطياف كثيرة من الاحزاب السياسية والمجتمع المدني’، مشيراً الى ‘أن الحكومة والمعارضين في الداخل كلهم يقبلون بالمؤتمر والحكومة السورية مستعدة لحضوره 2 دون قيد او شرط’.
وفي كلمة له بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، لفت إلى أن ‘كل دولة عندها رأيها ومخاوفها وآمالها بما يمكن ان يحصل في المؤتمر، والكل يدرك ان الازمة السورية خطيرة جداً ولا تهدد فقط الشعب السوري بل كل المنطقة وهذا الكلام الذي سننقله في 5 من الشهر الى شركائنا الروس والاميركيين ثم الى الدول الخمس وغيرهم من الدول التي ستشترك بالمؤتمر’، مؤكداً أن ‘الدولة الإسلامية وفي العراق والشام’ غير مهتمة بهذا المؤتمر ولا تسأل عنه وليس هناك اي كلام عن الاتصال بها’، مشدداً على ‘أن المعارضة هي المعارضة الوطنية السورية المسلحة او غير المسلحة، وهناك اتصال بها للمشاركة بمؤتمر جنيف’.
وأوضح أن ‘الرهان هو على ان على الشعب السوري ومن يدعي انه يمثله، ان يدرك خطورة الوضع ويتداعى الجميع لانقاذ سورية والتعاون مع المنطقة وخارجها لانقاذها’، لافتاً إلى أن ‘المشاورات ما زالت مستمرة لتحديد موعد لمؤتمر جنيف 2 والامين العام للامم المتحدة بان كي مون سيعلن موعده’، مضيفاً: ‘هناك اتفاق على ان حضور جنيف 2 يكون من غير شروط مسبقة من اي فريق والهدف تطبيق بيان 30 حزيران (يوينو) من السنة الماضية، وهذا البيان فيه نقاط واضحة جداً مفادها ان الجهات السورية بالتوافق بينها تتفق على تشكيل هيئة حكم انتقالية ستعمل على التحضير لانتخابات في نهاية المطاف، وستتمتع هذه الهيئة بصلاحيات كاملة، والطرفان سيجلسان على الطاولة وفي اليوم الثاني للمؤتمر سيدرسان كيفية الانتقال من الازمة القاتلة الى ظروف بناء الجمهورية السورية الجديدة’.
ورداً على سؤال حول إمكان قيامه بزيارة السعودية، أكد الإبراهيمي أنه ‘لن يزورها’.
وعن امكان طمر السلاح الكيميائي السوري في لبنان، قال الإبراهيمي: ‘لا دور لي بموضوع الكيميائي السوري لكن ما اعلمه ان مؤسسة الامم المتحدة المتخصصة بالموضوع لا تواجه الا مشكلات مادية طبيعية ولا تخوف من اي فريق’.
ورداً على سؤال حول إمكانية دعوة ‘داعش’ لجنيف،’نفى الإبراهيمي إمكانية مشاركة ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’، (داعش)، بـ’جنيف 2′، ‘قائلاً ‘داعش’ أصلاً غير مهتمة بهذا المؤتمر، وليس هناك أي كلام عن الاتصال بها لدعوتها’، موضحاً أن’المعارضة السورية هي المعارضة الوطنية السورية”المسلحة وغير المسلحة’، ويجري التواصل معها للمشاركة في المؤتمر.وعن إمكانية بشار الأسد للانتخابات الرئاسية القادمة، أوضح أن الجهات السورية بالتوافق في ما بينها ستشكل بعد جنيف 2 هيئة حكم انتقالية ستعمل على التحضير لانتخابات، وقال ‘في نهاية المطاف ستتمتع هذه الهيئة بصلاحيات كاملة، والطرفان سيجلسان على الطاولة، وفي اليوم الثاني للمؤتمر سيدرسان كيفية الانتقال من الأزمة القاتلة إلى ظروف بناء الجمهورية السورية الجديدة’.من جانبه، اكد ميقاتي ‘أن لبنان حريص على أفضل العلاقات مع كل الدول العربية ويتمنى لها الخير، لكنه يعطي الأولوية لتحصين جبهته الداخلية ومنع إرتدادات الأحداث الخارجية عنه، ولذلك فإن الحكومة اللبنانية انتهجت سياسة النأي بالنفس عن الأحداث في سورية ولا تزال متمسكة بها، وقد شكل هذا الموقف محور تأييد عربي ودولي، وأثبتت هذه السياسة جدواها في تخفيف انعكاسات واضرار الصراع في سورية على وطننا’. وأبلغنا الأبراهيمي أن ‘لبنان يتمنى الخير لسورية وأن يوّفق الاشقاء السوريون في التوصل الى حل ينهي أعمال القتل ويوقف دوامة العنف التي خبرناها نحن في لبنان في مراحل أليمة سابقة’.
وشدد على أن ‘لبنان يؤيد عقد ما يسمى مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة في سورية، وسيتخذ قراره بالمشاركة أو عدمها في ضوء توجيه الدعوات اليه، ليس بهدف التدخل في الشأن السوري الداخلي، بل لاقتناعنا بضرورة حضور أي اجتماع يناقش مستقبل سورية، لأننا من أكثر دول الجوار تأثراً بتداعيات النزاع السوري على كل المستويات، ولا سيما موضوع النازحين السوريين الى لبنان’.
بدوره، وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري الاجتماع مع الإبراهيمي بـ’المفيد والبناء’، لافتاً إلى أنه ‘جرى التركيز على ضرورة انجاح جنيف 2، واستعادة سورية عافيتها لأن في ذلك الكثير من استعادة المنطقة هذه العافية’، مؤكداً ‘ضرورة دعوة لبنان لحضور جنيف 2′.
وأشارت معلومات إلى أن ‘بري تكلم خلال اللقاء عن حجم أزمة النازحين السوريين والأعباء التي يتحملها لبنان وكم هو مهم إنعقاد مؤتمر جنيف 2 وصولاً لحل سياسي في سورية والذي سيكون لبنان المستفيد الأول منه’.
كذلك، التقى الابراهيمي وزير الخارجية عدنان منصور الذي ردّ على رفض قوى 14 آذار تمثيله لبنان في مؤتمر جنيف بسبب انحيازه الى النظام السوري فرأى ‘ان اعتراض قوى 14 آذار على تمثيله لبنان في مؤتمر ‘جنيف 2′ نابع من خلفية سياسية، وشدد على انه من حق وزير الخارجية المشاركة، داعياً إلى الوثوق به لأنه اعتبر منذ البداية ان الحل في سورية لن يكون الا سياسياً’.’
وأعلن منصور ‘ ان وزارة الخارجية ليست لفئة أو جهة أو حزب، بل تمثل السياسة اللبنانية التي ترسمها الحكومة’، مشيراً إلى ‘ان الدولة اللبنانية لم تتدخل منذ البداية بالشأن الداخلي السوري ولكن للأسف الفريق الاخر لم يتبع سياسة النأي بالنفس′.
ورأى ان ‘جنيف 2′ ينجح فقط في حال حضور الدولة السورية والمعارضة الوطنية التي تريد إخراج سورية من الأزمة، ولفت إلى’ ان لبنان غير بعيد من دمشق وهو بالتالي يدفع الثمن شاء أم أبى، لأن للأزمة السورية لديها تداعيات عليه’.
مسؤول روسي: معظم الاسلحة الكيميائية السورية يمكن ان يدمر في الخارج
موسكو ـ ا ف ب: اعلنت روسيا الجمعة ان معظم الاسلحة الكيميائية السورية قد ينقل الى خارج البلاد لكي يدمر بسبب العنف المستمر بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد ومسلحي المعارضة.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله ‘الكثير يميلون لتاييد فكرة نقل معظم المواد السامة الموجودة في سورية خارج هذا البلد’.
وكان ريابكوف يتحدث بعدما تلقى عرضا من سيغريد كاغ الدبلوماسية الهولندية التي ترئس البعثة الدولية للقضاء على ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية، حول مهمة فريقها الذي ينفذ خطة للتخلص من هذه الاسلحة اعدتها موسكو وواشنطن في ايلول/سبتمبر.
واعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الخميس ان كل مخزون سورية المعلن من الاسلحة الكيميائية وضع تحت الاختام.
لكن كيفية تدمير هذه الاسلحة بحلول منتصف 2014 تبقى موضع جدل.
وتمنع منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الدول من نقل مخزونها الى دول اخرى.
لكن بموجب القرار 2118 الذي اعتمد الشهر الماضي في مجلس الامن الدولي، سمح للدول الاعضاء في المجلس بالمساعدة في نقل مخزونات الاسلحة لكي يمكن تدميرها ‘في اسرع وقت ممكن وبالطريقة الاكثر امانا’.
وسبق ان اعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان بعض مخزون سورية المعلن من الاسلحة الكيميائية والتي تقدر باكثر من الف طن من المواد السامة يمكن ان يدمر في الخارج.
وقدر ريابكوف كلفة تدمير مخزونات الاسلحة الكيميائية بحوالى 300 الى 400 مليون دولار.
وقال الدبلوماسي الروسي ‘لكن هذا شرط عدم حصول اعمال ترهيب والا يتم استهداف الاشخاص الضالعين حاليا في هذه العملية’.
ونقلت صحيفة ‘كومرسانت’ الروسية الجمعة عن مصدر دبلوماسي روسي لم تكشف اسمه قوله ان القوى الكبرى قد تتفق في وقت قصير على نقل الاسلحة لكي تدمر في البانيا.
وقال التقرير ان تركيا والاردن رفضا طلبات امريكية بقبول هذه الشحنات الخطيرة.
واضافت صحيفة كومرسانت ان واشنطن تجري حاليا محادثات حول هذه المسالة ‘مع دولتين او ثلاث دول’.
وقالت كاغ الجمعة ان اتصالات لا تزال جارية مع حكومة الاسد حول كيفية تدمير الاسلحة الكيميائية.
مقابلة “العربية” مع قدري جميل تطرح تساؤلات
نصر المجالي
ايلاف
بدد نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل، المقال من منصبه يوم الجمعة الماضي، شائعات بأنه انشق عن النظام، قائلًا إنه سيعود من الخارج ليتحدث باسم المعارضة في مجلس الشعب (البرلمان).
نصر المجالي: كشف جميل في مقابلة حصرية مع قناة “العربية” من موسكو، حيث يوجد بعد إقالته من منصبه كنائب لرئيس الوزراء السوري، أن “التوافق الدولي وصل إلى اتفاق على عدم فرض تنحّي الأسد قبل جنيف 2”.
وكشف جميل لـ”العربية” أيضًا أن “النقاش الذي جرى في الأيام الماضية كان حول الحكومة ونسب تشكيلها بين النظام والمعارضة، وكان السؤال: كيف ستشكل الحكومة مع المعارضة؟، وما الصلاحيات الحقيقية للمعارضة داخل الحكومة التوافقية؟”. وأضاف أن “مؤتمر جنيف اهتمّ بموضوع توزيع الصلاحيات بين رئيس الجمهورية والحكومة”.
استغراب مقابلة العربية
ورغم أن قدري جميل أجريت معه مقابلات تلفزيونية وإذاعية عديدة منذ إقالته، إلا أن وكالة رويترز استغربت مقابلة قناة “العربية” معه، باعتبار القناة مموّلة من الحكومة السعودية، التي تدعم المعارضة، والتي لا يظهر عليها تقريبًا أي مسؤول سوري، إلا إذا كان انشق عن حكومة الأسد.
وكانت الإذاعية اللبنانية المعروفة نيكول تنوري أجرت المقابلة مع جميل من مقر العربية في دبي إلى مكان تواجده في موسكو. وقال جميل: “مطلوب من كلهم (الجميع) إعادة تقويم وإعادة الصياغة في مواقفهم، حتى تتوافق مع المرحلة الحالية، وهي ضرورة الخروج من الأزمة السورية وإنقاذ الشعب السوري”.
وقال التلفزيون السوري يوم الثلاثاء إن “إعفاء جميل جاء نتيجة غيابه عن مقر عمله من دون إذن مسبق، وعدم متابعته لواجباته التي كلف بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعانيها البلاد، إضافة إلى قيامه بنشاطات خارج الوطن من دون التنسيق مع الحكومة، وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة”.
وكانت مصادر أميركية وشرق أوسطية أكدت أن جميل اجتمع مع السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد يوم السبت في جنيف. لكن مسؤولًا شرق أوسطي قال إن الاجتماع كان “طويلًا، لكن بلا طائل”.
المعارضة غير مستقرة
وقال جميل لـ”العربية” إن “العلاقة مع المعارضة في الخارج غير مستقرة”، مؤكدًا أن” مؤتمر جنيف 2 مهم جدًا”، لكنه عبّر عن رأيه الشخصي في الموضوع بقوله إن “مؤتمر جنيف منعقد منذ مدة طويلة من خلال النقاش الدولي الدائر حول سوريا الآن، والسؤال المهم هو: متى ينتهي؟”.
ودافع عن خيار عقد مؤتمر جنيف ومسار الحوار السياسي، معتبرًا أن حركة الجبهة الشعبية كانت من أوائل الداعين إلى الحوار بين النظام والمعارضة منذ عام 2011.
وأجاب جميل عن ظروف تنحيته بأنه غير مهتم بالمنصب، ولكن يهمّه الشعب السوري، قائلًا: “لا تعنيني الحكومة، وإنما يعنيني وقف سفك الدماء في سوريا”.
مغادرة رسمية
وأوضح أنه “غادر سوريا بجواز سفر دبلوماسي وبصفة خروج رسمية”، بالقول: “أبلغت رئيسي بأنني سأغادر البلاد لعقد لقاءات رسمية”. ولفت نائب رئيس الوزراء السوري السابق إلى أنه “يتحدث باسم الجبهة الشعبية المعارضة التي ينتمي إليها”، وأنه قد “دخل حكومة الأسد من أجل تحقيق حكومة الوحدة الوطنية الشاملة”، داعيًا الجميع إلى “تغيير سلوكهم اليوم وإعادة تقويمه لإنقاذ سوريا”.
في سياق متصل، رفض قدري جميل الإجابة عن بعض الأسئلة التي وجّهتها إليه “العربية”، خصوصًا ما تعلق بمضمون الاتصالات التي جمعته بسفير أميركا في سوريا، كما رفض الإجابة عن سؤال يخصّ مدى خوفه على حياته عندما يعود إلى سوريا، ورفض كذلك الإجابة عن سؤال يخصّ هوية “أصدقاء هنّأوه بخروجه من الحكومة”.
مقابلة فرانس 24
وفي مقابلة أخرى مع قناة “فرانس24″، شدد جميل على أن “موضوع تنحي الأسد قد شطب من جدول الأعمال، وهو باق إلى نهاية ولايته الرئاسية”، معتبرًا أن حزبه هو “قوة سياسية، ولا يسمح بأية وصاية عليه”، ووصف الحديث عن انشقاقه بـ”الكلام السخيف”.
في الختام، أكد جميل أنه لم يغادر سوريا بشكل نهائي، وإنما سافر إلى روسيا، حيث يتواجد اليوم، في إطار مهمة رسمية، كما أكد أنه لم يكن له علم بقرار إقالته من منصبه، وأن الخبر تلقاه عبر وسائل الإعلام.
قلق إيراني تركي مشترك بشأن الاضطرابات الطائفية في سوريا
«جنيف 2» يتصدر جدول المباحثات بين ظريف وأوغلو
لندن: «الشرق الأوسط»
لاحت بوادر قلق مشتركة بين إيران وتركيا، أمس، بشأن تزايد الطابع الطائفي للحرب الأهلية الدائرة في سوريا فيما يشير إلى تحسن في العلاقات التي توترت بسبب خلافات بشأن هذا الصراع.
وقال أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي في مؤتمر في إسطنبول «بالجلوس هنا مع وزير الخارجية الإيراني يمكن التأكيد على أننا سنعمل معا على مكافحة مثل هذه السيناريوهات التي تهدف إلى أن يكون الصراع طائفيا».
وأدلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي أجرى محادثات مع الرئيس التركي عبد الله جول في إسطنبول وسيجتمع مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في وقت لاحق في أنقرة بتصريحات مشابهة قائلا إن الاضطرابات الطائفية تشكل خطرا أكبر حتى من استخدام السلاح الكيماوي.
وقال ظريف «أعتقد أن الصراع الطائفي يمثل خطرا أكبر وليس قاصرا على منطقة واحدة».
وقال في المؤتمر «إذا اندلعت نيران الطائفية في الشرق الأوسط سترون نتائج ذلك في شوارع لندن ونيويورك وروما ومدريد».
وما زالت هناك خلافات كبيرة بين أنقرة وطهران بشأن الصراع الدائر في سوريا خاصة فيما يتعلق بدور الأسد في أي حكومة انتقالية لكن الدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين يقولون إن البلدين يريدان تحسين العلاقات وهو ما يمكن أن يكون ضروريا لجهود دبلوماسية أوسع نطاقا للتوصل إلى حل للصراع.
وقال مسؤول تركي بارز «وصلت كل من إيران وتركيا إلى نقطة تريان فيها أن بإمكانهما العمل معا فيما يتعلق بسوريا».
وفي تصريح لـ«رويترز» أضاف «تعتقد البلدان أن الوضع يحتاج لحل عاجل. لكن السؤال المهم هو كيف».
وقالت مصادر حكومية إن مؤتمر «جنيف 2» سيتصدر قائمة المواضيع التي سيبحثها ظريف مع أردوغان.
وقال مسؤولون عرب وغربيون إنه من المستبعد أن تحقق القوى الدولية هدفها هذا الأسبوع، بعقد مؤتمر جنيف 2 في أواخر الشهر الحالي فيما يرجع بدرجة كبيرة إلى الخلافات بشأن من سيمثل المعارضة السورية. وقال مصدر دبلوماسي إقليمي طلب عدم الكشف عن هويته «مواقف تركيا وإيران تقاربت وأعتقد أن ذلك يرجع إلى أن تركيا أيضا أدركت الخطر من وجود هذه العناصر المتشددة على حدودها». وأضاف «ما زالت هناك خلافات لكنني أعتقد أن هذه الخلافات يمكن بل يجب التغلب عليها لأن تركيا وإيران قوتان مهمتان للاستقرار في المنطقة». في غضون ذلك قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إنه من غير الممكن وضع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد شرطا مسبقا للمحادثات.
وناشد في مقابلة حصرية مع «رويترز»، طرفي الصراع في الحرب الأهلية السورية تقديم تنازلات وأعرب عن أمله في عقد مؤتمر دولي للسلام حول سوريا قبل نهاية هذا العام.
ومن المقرر أن يلتقي مبعوثو الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة في جنيف يوم الثلاثاء المقبل في إطار الاستعداد للمؤتمر الذي تأخر طويلا والذي اقترحته موسكو وواشنطن في بادئ الأمر في مايو (أيار).
ومن المرجح تأجيل آخر موعد مستهدف معلن للمؤتمر وهو 23 نوفمبر (تشرين الثاني). وذكرت مصادر قريبة من المفاوضات أن نقطة الخلاف الرئيسة هي دور ائتلاف المعارضة السورية الذي يدعمه الغرب.
وتقول دول غربية وعربية معارضة للأسد إنه يجب أن يكون هناك «وفد واحد ممثل للنظام السوري ووفد واحد للمعارضة» يقوده الائتلاف الوطني السوري المعارض. في الوقت الذي ترى فيه روسيا أن الائتلاف هو مجرد جزء من المعارضة واقترحت وجود عدة وفود منها وفد لشخصيات مقيمة في دمشق تغض الحكومة عنها الطرف لتمثل خصوم الأسد.
وقال ميدفيديف «أعتقد أن الأفكار التي تطرح في بعض الأحيان – دعونا نضع الرئيس الأسد جانبا ثم نتفق بعد ذلك على كل شيء – غير واقعية ما دام الأسد في السلطة.. هو ليس مجنونا. يجب أن يحصل على بعض الضمانات أو بأي حال.. نوع من المقترحات بشأن تطوير الحوار السياسي داخل سوريا نفسها بخصوص الانتخابات المحتملة ومصيره الشخصي».
وذكر ميدفيديف أن الأسد ربما يكون قلقا بسبب المصير الذي لقيه الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية وقدم للمحاكمة أو الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي قتل بوحشية بعد الإطاحة به.
وقال ميدفيديف «عليك أن تتفق على أنه حين يتذكر مصير مبارك أو العقيد معمر القذافي.. لن يتحسن مزاجه على الأرجح. ولذلك لا يمكن أن تقول فقط (ارحل وبعدها سنتفق على كل شيء) إنها عملية صعبة وعلى الجميع تقديم تنازلات بمن في ذلك بالطبع زعماء المعارضة والحكومة السورية».
معارك السيطرة على المعابر الحدودية السورية تشغل المعارضة والنظام
النظام يمسك بحدوده مع لبنان بعد سقوط معظم المعابر التركية.. والعين على الحدود مع الأردن
بيروت: «الشرق الأوسط»
سعى «الجيش السوري الحر» منذ بدء الصراع العسكري في سوريا للسيطرة على المعابر الحدودية بهدف تأمين طرق الإمداد اللوجستي ومواصلة المعارك ضد القوات النظامية. وأثار هذا الواقع هواجس بعض الدول المجاورة لسوريا لا سيما العراق والأردن. التي تزايدت مخاوفها بعد تصدّر الكتائب الإسلامية المتشددة (داعش) و(النصرة) المشهد الميداني في المناطق المحاذية للمعابر.
وإذا كان لكل من العراق والأردن هواجسهما، فإن هذا الواقع لا ينطبق على لبنان برغم تكرار المسؤولين فيه تطبيقهم لإجراءات أمنية مشددة على المعابر الرسمية، وهو ما لا ينسحب كذلك على المعابر الحدودية مع تركيا، إذ لا تمانع الحكومة التركية من فتح الحدود مع سوريا في بعض الأحيان رغم سيطرة المجموعات الإسلامية عليها بحسب ما يؤكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، متهما «الدولة التركية بتسهيل مرور عناصر (دولة العراق والشام الإسلامية) إلى الأراضي السورية». وتضم الحدود التركية – السورية البالغ طولها نحو 900 كيلومتر، عدة معابر، بعضها رئيسية وأخرى عبارة عن مخافر حدودية صغيرة. ويعتبر «باب السلامة» أهم هذه المعابر، فهو يؤمن دخول كميات كبيرة من المواد الغذائية والإغاثية لريف حلب. وبعد أن كان لواء «عاصفة الشمال» التابع للجيش الحر يدير هذا المعبر وفق اتفاق غير معلن مع الحكومة التركية، شن مقاتلون إسلاميون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هجوما على المعبر ما دفع مقاتلي لواء «عاصفة الشمال» للانسحاب وتسليم المعبر لـ«لواء التوحيد» أكبر التشكيلات العسكرية المعارضة في حلب. هذه التغيرات الميدانية دفعت الحكومة التركية لإغلاق المعبر لفترة زمنية قصيرة قبل أن تعود وتفتحه جزئيا لإدخال شاحنات المواد الإغاثية، بحسب ما أكدعضو قيادة الثورة السورية في حلب، ياسر النجار.وإضافة إلى معبر باب السلامة فإن «لواء التوحيد» يسيطر أيضا على معبر «جرابلس» الحدودي مع تركيا، بحسب ما يؤكد النجار، لافتا إلى أن «الحكومة التركية تمنع دخول الشاحنات الإغاثية من هذا المعبر من دون أن ينسحب هذا المنع على الأفراد الذين يعبرون إلى أراضيها». وسقط معبر «جرابلس» بيد المعارضة في منتصف العام الفائت بعد اشتباكات عنيفة أدت إلى انسحاب القوات النظامية منه. وفي حين بقي معبري «باب السلامة» و«جرابلس» هادئين بعد سيطرة المعارضة عليهما، شهد معبر «باب الهوى» الخاضع كذلك لسيطرة «لواء التوحيد» انفجار عدد من السيارات المفخخة في فترات متباعدة. ووجهت الحكومة التركية أصابع الاتهام بالوقوف وراء هذه الحوادث للنظام السوري.
وفيما تحرص الدولة التركية على التعاون مع القوى المعارضة التي تسيطر على المعابر الحدودية، يفرض العراق إجراءات مشددة على معبر «البوكمال» الذي تسيطر عليه قوات المعارضة السورية، ويشير رئيس المجلس العسكري في دير الزور، مهند الطلاع لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «حركة الدخول والخروج في هذا المعبر شبه معدومة بسبب عرقلة الجهة العراقية لها».
ويشكل معبر (اليعروبية) الواقع في مدينة الحسكة من الجهة السورية متنفسا لأكراد سوريا، لا سيما أن معبر (سيمالكا) الحدودي (غير الرسمي) مع إقليم كردستان العراق ظل مغلقا. كما تقلصت حركة النقل والتجارة بين الحسكة ودمشق لدواع أمنية، ما أدى إلى شح الأدوية والمواد الغذائية الضرورية، وفقدان بعضها في محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية.
وعلى الحدود اللبنانية – السورية، تحكم القوات النظامية سيطرتها جميع المعابر الحدودية، إلا أن الكثير من المعابر غير الشرعية تنتشر على طول المنطقة الحدودية بين البلدين، ما يسمح لمقاتلي المعارضة بإدخال المصابين والجرحى لعلاجهم في مناطق البقاع وعكار، لا سيما تلك المتعاطفة مع (الثورة) السورية.
تجدد القتال حول آبار النفط السورية والنظام يصارع للحفاظ على حقل رميلان
يتقاسمها الإسلاميون والأكراد و«العصابات» في المناطق المحررة
بيروت: نذير رضا
يتصدر الصراع على منابع النفط واجهة التطورات الميدانية في شمال سوريا، مع اتهام ناشطين سوريين لمقاتلي وحدات «حماية الشعب الكردي» بالقتال للسيطرة على منابع النفط في محافظة الحسكة. وتأتي هذه الاتهامات في أوساط المعارضة، على خلفية القتال المستمر بين مقاتلين أكراد والمقاتلين الإسلاميين في منطقة اليعربية الحدودية مع العراق، نظرا لوجود واحد من أكبر الحقول النفطية شمال شرقي سوريا.
وقال الناشط الإعلامي في الحسكة سالار الكردي لـ«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات في هذه المنطقة «لم تهدأ حتى الآن، ما أجبر العاملين في استخراج النفط على التوقف عن إنتاجه من آبارها، بحكم المعارك العسكرية»، مشيرا إلى أن «مقاتلين إسلاميين وآخرين تابعين للجيش السوري الحر كانوا يسيطرون على المنطقة وآبار النفط فيها، ويستخرجون النفط وينقلونه إلى مناطق شرق وشمال سوريا، حيث تسيطر المعارضة».
ونفى المتحدث باسم حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» نواف خليل لـ«الشرق الأوسط»، أن يكون هدف القتال مع المقاتلين الإسلاميين السيطرة على آبار النفط في اليعربية، مؤكدا أنه «لا صحة لتلك الاتهامات». وأشار إلى أن تلك الاتهامات «جزء من الحرب الإعلامية التي تشن علينا». وإذ أكد «أننا لا نتصرف بالنفط، ولن نتصرف به لأننا نعتبره ثروة وطنية»، قال إن «المقاتلين الإسلاميين الذين كانوا يسيطرون على اليعربية أحرقوا عددا من آبارها، واستخرجوا النفط من آبار أخرى تتميز بأنها ذاتية الدفع».
وأوضح خليل أن القتال في اليعربية «جاء على خلفية اتخاذ تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) المدينة منصة للهجوم على المنطقة الكردية، وكانت قاعدة انطلاق للعمليات الانتحارية ضد هذه المناطق»، مشيرا إلى أن «العشائر العربية، وفي مقدمها عشيرة (شمر) التي يتحدر منها رئيس الائتلاف أحمد الجربا، ساعدت وحدات حماية الشعب الكردي في القتال ضد هذه المجموعات، إضافة إلى مقاتلين آخرين». وأكد: «إننا جزء من المعارضة الساعية لإسقاط النظام السوري».
ويسيطر مقاتلو المعارضة السورية على معظم منابع النفط في شمال وشرق البلاد، بعدما اضطرت القوات الحكومية للانسحاب من عدد كبير من المواقع النفطية، أهمها حقول «الورد» و«رحيم» و«خشان» في دير الزور، فضلا عن مواقع في ريف الحسكة الجنوبي، وحقول اليعربية على الحدود العراقية، في محافظة الحسكة.
وتقول مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط» إن آبار النفط التي لا تزال عاملة شرق البلاد «تخضع لسيطرة كتائب مسلحة تابعة للجيش السوري الحر وفصائل إسلامية، فضلا عن عشائر تسكن المنطقة وتجار و(عصابات بيع النفط في السوق السوداء المحلية)»، مشيرة إلى أن القوات النظامية «فقدت السيطرة على معظم الحقول».
وتعد الحسكة الخزان النفطي لسوريا، كونها تضم أكبر الحقول النفطية في البلاد، وأهمها حقلا «السويدية» و«رميلان» شرق المدينة. ويسيطر مقاتلو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «بي واي دي» على هذه المنطقة منذ صيف عام 2012 بعد انسحاب القوات النظامية من المنطقة، قبل أن تبدأ المعارك بين الأكراد والإسلاميين في المنطقة، ما اضطر النظام السوري لتعزيز حضوره العسكري في المنطقة، ليؤازر المقاتلين الأكراد في معركة الدفاع عن أكبر حقول النفط، وهو حقل الرميلان.
ويقول الناشط الإعلامي في الحسكة سالار الكردي لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الحماية الشعبية الكردية تحكم السيطرة على رميلان الذي يعد الآن بعهدة حزب الـ«بي واي دي»، وهي المدينة النفطية الأولى على مستوى سوريا، مشيرا إلى أن «القوات النظامية لا تزال تحتفظ بمواقع عسكرية لها في المنطقة للحفاظ عليها، وإبقائها في عهدة الحزب الكردي المقرب من النظام». وتعود أهمية هذا الحقل الاستراتيجية إلى أنه الحقل الوحيد الذي يغذي مصافي النفط في حمص وبانياس، اللتين تقعان في نطاق سيطرته على الساحل ووسط سوريا، وهو المصدر الوحيد لنفط النظام في سوريا. ويشير الكردي إلى أن النظام السوري «أمر في صيف 2012 بتسليم الحقل إلى قوات (بي واي دي)، قبل عودة القوات النظامية لمساندة القوات الكردية في القتال للاحتفاظ بالحقل».
وخلافا لهذا الحقل، يسيطر مقاتلو الجيش السوري الحر وجبهة النصرة وكتائب «أحرار الشام» على حقول الريف الجنوبي للحسكة، وأهمها حقول منطقة الشدادة. ويقول الكردي إن مقاتلي المعارضة «ينتجون النفط بطريقة بدائية، ويوزعونها على المناطق المحررة، حيث يجري تكريرها بطريقة بدائية في المصافي اليدوية المنتشرة في دير الزور وريف حلب».
ورغم أهمية مواقع النفط شمال سوريا، تعد دير الزور من أوائل المحافظات المنتجة للنفط منذ عام 1977، قبل أن تتسع دائرة التنقيب مع تلزيم حقول لشركات جديدة، أميركية وكندية وأوروبية وآسيوية وروسية، في عامي 1985 و1990.
ويوضح قائد المجلس العسكري لثوار دير الزور، المقدم مهند الطلاع، لـ«الشرق الأوسط» أن القوات النظامية «لا تسيطر إلا على حقل العمر (شرقي مدينة دير الزور) الذي توقف عن الإنتاج، نتيجة لضربات المعارضة التي قطعت خطوط الإمدادات النفطية منه»، مشيرا إلى أن القوات النظامية «قصفت حقل رحيم الذي تسيطر عليه المعارضة، ما أدى إلى تعطله عن الإنتاج». ويعتبر حقل الورد، أبرز حقول النفط في دير الزور التي لا تزال تعمل. ويشير الطلاع إلى أن هذا الحقل «يسيطر عليه الجيش السوري الحر، وبعض الكتائب الإسلامية، حيث يستخرج منه النفط، وينقل عبر صهاريج إلى المناطق المحررة في الحسكة وحلب لتأمين حاجاتها من الطاقة». ويشير إلى أن حقلي «خشان كونيكو» للغاز وحقل «العزبة» للنفط، خاضعان لسيطرة الجيش الحر ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، ويستخرجون النفط منه ويصدرونه إلى المناطق المحررة.
وتراجع الإنتاج الكلي للنفط السوري منذ اندلاع الانتفاضة السورية في مارس (آذار) 2011 بنحو 60 في المائة، ليصل إلى 153 ألف برميل يوميا في أكتوبر (تشرين الأول) 2012 بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
هجوم واسع لقوات النظام على جنوب دمشق
قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن قوات النظام تنفذ هجوما غير مسبوق على أحياء دمشق الجنوبية وريفها الغربي. وأوضح الائتلاف في بيان أن النظام السوري حشد عشرات الدبابات وأعدادا كبيرة من الجنود وأفراد الشبيحة في هجوم غير مسبوق باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، على حد تعبيره.
وحذر البيان من ارتكاب النظام مجزرة جديدة ضد المدنيين المحاصرين في تلك المناطق، تتويجاً للحصار الخانق المستمر منذ عام تقريبا، والذي حرم المدنيين من الكهرباء والماء والغذاء والدواء.
وطالب بتكثيف الجهود الدولية بهدف منع نظام الأسد من استخدام أي نوع من أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية وحتى البدائية في حربه التي يشنها ضد الشعب السوري المطالب بالحرية، حسب البيان.
من جانب آخر، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام تدور في منطقة دروشا وتل الكابوسية واللواء وحاجز 68 في منطقة خان الشيح في ريف دمشق.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم مقتل 15 شخصاً -بينهم طفلة- في محافظات سورية مختلفة. وكانت نصف الحصيلة في حلب إلى جانب إدلب ودير الزور وحمص وحماة ودرعا.
وأفادت شبكة سانا الثورة بأن الجيش الحر بدأ معركة جديدة أسماها “معركة الصافات” يسعى من خلالها لتخفيف ضغط الحصار على مدينة معضمية الشام، والسيطرة على حواجز النظام المنتشرة على جسر السلام الرابط بين دمشق والقنيطرة، في حين قالت شبكة شام إن قوات النظام قصفت مدن وبلدات خان الشيح ومعضمية الشام ويبرود وداريا في ريف دمشق.
قصف واشتباكات
وذكر المركز الإعلامي السوري أن أربعة من عائلة واحدة قتلوا جراء القصف الذي استهدف أحياء درعا البلد، وقال المجلس المحلي لمدينة داريا إن المدينة تشهد قصفاً متقطعاً بالمدفعية الثقيلة من جبال الفرقة الرابعة يستهدف أحياء المدينة, بينما تشهد جبهات المدينة عمليات قنص متقطعة بين الجيشين الحر والنظامي، وذلك في ظل أوضاع إنسانية مأساوية تعيشها المدينة.
وأشار المركز الإعلامي السوري إلى قصف القوات النظامية مدينة معرة النعمان في ريف إدلب مما خلف قتيلا وعددا من الجرحى بينهم أطفال.
كما شن الطيران الحربي غارة جديدة على بلدة سبينة في ريف دمشق بالتزامن مع قصف عنيف من قوات النظام، كما طال القصف كلا من مدينة الرستن بريف حمص وأحياء في مدينة دير الزور يسيطر عليها الثوار، فضلا عن قصف بلدة عتمان بريف درعا.
وفي ريف حلب، قال المركز نفسه إن الجيش الحر يستهدف تجمعات حزب العمال الكردستاني في محيط قرية الزارة.
وذكر ناشطون أن كتائب الثوار تمكنت أمس الجمعة من التصدي لمحاولة قوات نظام بشار الأسد اقتحام حي القصور وسط مدينة حمص المحاصرة. وقد أسفرت المعارك هناك عن مقتل سبعة جنود نظاميين. وعلى إثر ذلك ردت قوات الأسد بقصف عشوائي وعنيف بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، كما دارت في حي الوعر اشتباكات بين الطرفين أدت إلى مقتل جندي نظامي على الأقل.
وكان الجيش السوري النظامي قد أعلن الجمعة سيطرته الكاملة على بلدة السفيرة الواقعة في ريف حلب الشرقي. وتقع البلدة على طريق إستراتيجي، وقد شهدت منذ فترة طويلة قتالا شديدا بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.
تحذير أممي من مجاعة أطفال بسوريا
حذر برنامج الغذاء العالمي الجمعة من حدوث “مجاعة أطفال” في المناطق المحاصرة في سوريا جراء النقص الحاد في إمدادات المواد الغذائية، وأضاف أنه يراقب بقلق التقارير التي تتحدث عن انتشار سوء التغذية بين الأطفال في المناطق المحاصرة.
وقالت إليزابيث بيرس المتحدثة باسم البرنامج للصحفيين في جنيف إن المنظمة التابعة للأمم المتحدة قلقة بشأن مصير العديد من السوريين المحاصرين في مناطق الصراع الذين لا يزالون بحاجة لمساعدات غذائية عاجلة.
فيما أشار صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى أن المزيد من الأطفال ينقلون إلى المستشفيات في دمشق ومناطق أخرى للعلاج من سوء التغذية، وهي حالة تصيبهم بالضعف وتجعلهم عرضة للإصابة بأمراض أخرى.
ونبهت المتحدثة باسم اليونيسيف ماريكسي مركادو إلى تسجيل زيادة في عدد الأطفال الذين ينقلون للمستشفيات وهم يعانون من حالات معتدلة أو حادة من سوء التغذية وجرى الإبلاغ عن معظم هذه الحالات من مستشفيين في دمشق، هما مستشفى الأطفال ومستشفى دمشق”.
اتجاه متصاعد
وأضافت أن وكالات الإغاثة الشريكة مع اليونيسيف في حماة وحمص وحلب وريف دمشق والقنيطرة ودير الزور وريف درعا وإدلب أكدت هذا الاتجاه المتصاعد في عدد حالات سوء التغذية بين الأطفال.
وذكرت مركادو أن هناك نقصا في الأطباء المهرة الذين يتعاملون مع حالات الإصابة الحادة بسوء التغذية، وهي حالة تحتاج إلى علاج طبي”، محذرة من أن “هؤلاء معرضون للإصابة بالمرض والوفاة بدرجة أكبر من الأطفال الذين لا يعانون من سوء التغذية”.
وقال برنامج الغذاء العالمي الجمعة إنه نجح الشهر الماضي في إيصال معونات غذائية لعدد قياسي من المحتاجين في سوريا بلغ 3.3 ملايين شخص مقارنة بنحو 2.7 مليون في سبتمبر/أيلول الماضي.
في سياق متصل، قالت اليونيسيف الجمعة إن أكثر من 400 ألف طفل سوري لاجئ في لبنان يحتاجون إلى مساعدة ملحة لا سيما مع بدء فصل الشتاء القارس، ويعيش في لبنان 805 آلاف لاجئ سوري نصفهم من الأطفال، حسب إحصائيات الأمم المتحدة.
وقال المدير التنفيذي لليونيسيف أنتوني ليك “إنه لا يقع على عاتق المجتمع الدولي الالتزام الإنساني تجاه الأطفال فقط، ولكن أيضا مسؤولية وفاء لبنان بتقديم المعونة للاجئين، من خلال الاستثمار في المزيد من الخدمات التي تعود بالمنفعة على كل طفل في هذا البلد، سواء اللاجئون منهم ومن هم في المجتمعات المُضيفة”.
الإبراهيمي متفائل بجنيف2 في ختام جولته
ربط عقده بمشاركة المعارضة السورية
أنهى المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي زيارته لدمشق في ختام جولة بالمنطقة قادته إلى لبنان أمس الجمعة، وأعلن في ختامها أنه لمس استعدادا من جميع الأطراف للمشاركة في مؤتمر جنيف2، مؤكدا أن مشاركة المعارضة أمر أساسي وأن المؤتمر لن يعقد إذا لم تشارك فيه.
ووصف الإبراهيمي زيارته لسوريا التي التقى خلالها الرئيس بشار الأسد ومسؤولين آخرين وقياديين من معارضة الداخل بأنها جيدة، وقال في تصريحات أدلى بها في دمشق إن المعارضة لا تزال تبحث عن وسيلة لتمثيلها في المؤتمر.
كما أعلن أن الحكومة السورية وافقت على المشاركة في المؤتمر “دون قيد أو شرط مسبق”، قائلا “لم نجد معارضة لفكرة المؤتمر، ولمسنا استعدادا من قبل الجميع لحضوره”.
ووصف الإبراهيمي الأزمة في سوريا “بالخطيرة جدا جداً” وأنها لا تهدد الشعب السوري فقط وإنما كل المنطقة، مضيفا أنه سينقل هذا يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى الشركاء الروس والأميركيين والدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن وغيرها من الأطراف التي يتوقع أن تشارك في المؤتمر.
الموعد النهائي
وأكد الإبراهيمي أن الموعد النهائي للمؤتمر سيعلن قريبا، مشيرا إلى أن هناك مواعيد جرت مناقشتها من بينها 23 و24 من الشهر الجاري، مشيرا إلى “أن المشاورات ما زالت مستمرة، وأن الأمين العام للأمم المتحدة سيعلن عن هذا الموعد عند تحديده بصورة نهائية”.
ولفت إلى أن “الدولة الإسلامية في العراق والشام غير مهتمة بهذا المؤتمر ولا تسأل عنه، وليس هناك أي كلام عن الاتصال بها”، مشددا على أن المعارضة التي ستشارك في المؤتمر هي المعارضة الوطنية السورية المسلحة أو غير المسلحة، وهناك اتصالات بها للمشاركة بوفد موحّد.
وذكر الإبراهيمي أن “الرهان هو أن يدرك الشعب السوري ومن يدعي أنه يمثله خطورة الوضع، ويتداعى الجميع إلى إنقاذ سوريا”.
في المقابل كان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قد اتهم المبعوث العربي الدولي قبيل وصوله إلى دمشق بعدم فهم الواقع العسكري والميداني في سوريا، وبامتلاك أكثر من لغة لإرضاء طرف على حساب آخر، داعياً إيّاه إلى أن يكون وسيطاً حيادياً ونزيهاً في الأزمة السورية. وقال إن الإبراهيمي لم يملك الجرأة لتسمية الأشياء بمسمياتها كالقاعدة وجبهة النصرة.
وأمس الجمعة أعلن الإبراهيمي في ختام لقاءاته في لبنان مع الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أن القادة اللبنانيين يؤيدون مؤتمر جنيف2 حول سوريا.
وبدوره قال ميقاتي إن لبنان يؤيّد عقد مؤتمر جنيف2 لحل الأزمة السورية، مشيراً إلى أن بلاده ستعلن قرارها بالمشاركة في المؤتمر من عدمه عندما توجه إليها الدعوة.
إيران وتركيا
من جهته قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن بلاده تتفق مع إيران حول المرحلة الانتقالية في سوريا، والتي يجب أن تكون فيها حكومة انتقالية تمثل جميع أطياف الشعب السوري.
وأضاف أوغلو أثناء مؤتمر صحفي مشترك في أنقرة مع نظيره الإيراني جواد ظريف، أن على الجميع العملَ معا على مساعدة الشعب السوري المنكوب بكافة أطيافه.
أما ظريف فأعلن استعداد بلاده للمشاركة بفعالية ودون شروط مسبقة في مؤتمر جنيف2 إذا دُعيت إليه.
غير أن سفير الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في تركيا خالد خوجة قال للجزيرة إن هناك اختلافا واضحا بين أنقرة وطهران بشأن دور الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، وإن تركيا والمنظومة العربية المؤيدة للثورة تدعم المعارضة السورية في ضرورة تنحي الأسد.
وأضاف خوجة أن مؤتمر أصدقاء سوريا الأخير في لندن كان واضحا في بيانه الختامي بأن الائتلاف الوطني هو مظلة المعارضة السورية، وأن أي مشاركة في أي مؤتمر لإنهاء الأزمة السورية ستكون بالتوافق بين كل أطياف المعارضة خارج سوريا وداخلها على وفد موحّد يمثل الجميع.
وتكرر تأجيل جنيف2 الذي يهدف إلى جمع الأطراف المتصارعة في سوريا على مائدة التفاوض، بسبب النزاعات بين القوى العالمية والانقسامات في صفوف المعارضة والمواقف غير المرنة التي يبديها الطرفان، في حين استبعد مسؤولون عرب وغربيون هذا الأسبوع عقد المؤتمر في الشهر الجاري كما تسعى القوى العالمية.
وتتركز بعض الخلافات بشأن المؤتمر حول توجيه الدعوة إلى إيران -الحليف الرئيسي للأسد- لحضور المحادثات، وقد عبرت طهران عن استعدادها للمشاركة.
المعارضة السورية تحذر من مجازر في أحياء دمشق الجنوبية
الائتلاف الوطني قال إن قوات النظام تحشد جنوداً وعشرات الدبابات والأسلحة الثقيلة
دبي – قناة العربية
حذر الائتلاف الوطني السوري المعارض من تنفيذ قوات النظام هجوماً غير مسبوق على أحياء دمشق الجنوبية وريفها الغربي، بحسب قناة “العربية”، السبت.
وقال الائتلاف إن قوات النظام حشدت عشرات الدبابات وأعدادا كبيرة من الجنود والقوات الموالية له ومختلف أنواع الأسلحة الثقيلة.
وذكر الائتلاف في بيان أن النظام مهد لهذا الهجوم باستخدامه صواريخ أرض-أرض وراجمات ضد الأحياء الجنوبية.
وأشار إلى مخاوف من احتمال ارتكاب النظام مجزرة جديدة ضد المدنيين المحاصرين في تلك المناطق والأحياء، والذين يعانون من حصار خانق مستمر منذ قرابة عام.
ويحاول نظام بشار الأسد تحقيق مكاسب ميدانية بالتزامن مع التحضيرات التي تجري لإطلاق مؤتمر جنيف 2 حول السلام في سوريا.
وقبل يوم سيطرت قوات النظام على بلدة السفيرة في ريف حلب، وانسحبت قوات الجيش السوري الحر منها، عقب تعرض البلدة لقصف متواصل استمر قرابة الشهر.
معارك بريف دمشق.. وقصف مخيم اليرموك
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
استمرت الاشتباكات بين قوات المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في عدة مناطق بريف دمشق، السبت، في حين تعرض مخيم اليرموك في العاصمة السورية لقصف مدفعي إثر المعارك التي شهدتها المنطقة.
وقال ناشطون إن مواجهات وصفوها بالعنيفة اندلعت بين الجيشين الحر والنظامي على جبهة “تاميكو” وحاجز النور في منطقة المليحة التي شهدت في الأيام السابقة تقدما لقوات المعارضة.
كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن المعارضة المسلحة اشتبكت مع القوات النظامية المدعومة بميليشيات “لواء أبو الفضل العباس” وحزب الله.
وقال المكتب الإعلامي المعارض في دمشق إن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين تعرض لقصف مدفعي بعد أن “قتل عشرات الأشخاص من القوات الحكومية والقيادة العامة إثر كمين تعرضوا له بعد استدراجهم من قبل مقاتلي المعارضة”.
وفي حماة، قتل 4 أطفال جراء قصف بالبراميل المتفجرة على بلدة التريمسة، بالتزامن مع قصف مدفعي على كفرنبودة.
واندلعت اشتباكات بين الجيش الحر وعناصر حزب العمال الكردستاني في قرية الملوح في غربي تل أبيض في الرقة وفقا لمصادر المعارضة.
من جهتها نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مصدر عسكري أن الجيش السوري “دمر تجمعات وأوكارا للإرهابيين بما فيها من أسلحة وذخيرة في عدرا والنبك وشمال يبرود بريف دمشق”، وفق تعبير الوكالة.
دبلوماسي أمريكي: روسيا تدعم سوريا عسكريا أكثر من إيران
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قال روبيرت فورد، سفير الولايات المتحدة الأمريكية بسوريا، إن حجم المساعدات العسكرية الروسية للنظام السوري ازداد بشكل كبير خلال العام الماضي وبحجم تجاوز المساعدات العسكرية التي تقدمها إيران.
وزير سوري يعلن “انتصار” بلاده بفضل روسيا
ونقلت وكالة انباء ريا- نوفوستي الروسية على لسان السفير قوله خلال جلسة استماع للدنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي،: “هناك عمليات توصيل إضافية، وتجاوزت الكميات التي كانت قبل عام واحد.”
الأسد: لولا روسيا لما قبلت مناقشة الأسلحة الكيماوية
وأشارت الوكالة إلى أن فورد نقل على لسان قائد الجيش السوري الحر، سليم إدريس قوله إن طائرات سلاح الجو السورية يتم إعادة تجديدها في روسيا وإرسالها مرة أخرى للأسد، وهو الأمر الذي “يحدث فرقا كبيرا” بحسب ما نقله السفير على لسان إدريس.
هل أوجدت روسيا مخرجاً لأوباما من أزمة سوريا؟
والقت الوكالة الروسية الضوء على أن المسؤولين الروس لازالوا يؤكدون على أن هذه الأسلحة التي يتم إرسالها لسوريا ما هي إلا جزء من صفقات أسلحة تم التوقيع عليها في وقت سابق ولا تتعارض مع القوانين الدولية.
الائتلاف الوطني تعليقا على الغارة الاسرائيلية: نظام الأسد لا يتجرأ على الرد
روما (1 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
تعليقا على تقارير صحفية عن تنفيذ غارة إسرائيلية على قاعدة عسكرية في اللاذقية، ندد الائتلاف الوطني السوري المعارض بـ”أي اعتداء على التراب السوري”، محملاً نظام الرئيس بشار الأسد “المسؤولية الكاملة عن إضعاف الجيش والدولة” السورية
واتهم الائتلاف الوطني السوري نظام الاسد بجر البلاد إلى صراع داخلي وصفه بـ”الدموي الهائل” و”تركها مكشوفة أمام اعتداءات سافرة، دون أن يتجرأ على الرد”، حسبما جاء في بيان
وأضاف منوها بأنه “لقد تمكن نظام الأسد من تحويل الجيش السوري إلى أداة تقتل الشعب الذي دفع ثمنها بدل أن تحميه، وواظب على غض الطرف عن اعتداءات العدو المحتل وأفعاله، ومكرراً عقب كل اعتداء جملة من التهديدات الخاوية”. ورأى أن النظام في دمشق ينتهك بذلك “سائر معاني الممانعة والمقاومة، ومقدماً من خلال سلوكه الإجرامي تعريفاً جديداً للسيادة الوطنية باعتبارها حماية مصالح الطغمة الحاكمة عبر استقدام عصابات إرهابية طائفية لإعانته على قتل السوريين”، وفقا للبيان
كما أعرب الائتلاف الوطني عن “الأسف” إزاء “العجز الكامل للمجتمع الدولي، أمام انتهاكات على مختلف المستويات يمارسها النظام الأسدي ويستغلها الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ أهداف لا تخفى على أحد”، مطالبا مجلس الأمن ومن ورائه المجتمع الدولي بـ”أداء واجبهم المتمثل بإنقاذ الشعوب وقت الأزمات الكبرى، ومجدداً نداءه بضرورة القيام بكل ما من شأنه حماية المدنيين السوريين”، حسب البيان
هيئة التنسيق السورية تستنكر الدعوة لإعفاء الابراهيمي من مهمته
روما (1 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
استنكرت هيئة التنسيق الوطنية السورية الاقتراح المنسوب إلى المجلس الوطني السوري والذي يطالب خلاله وزراء خارجية الدول العربية في اجتماعهم غير العادي الاحد المقبل بإعفاء المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي من مهمته
وقالت هيئة التنسيق الوطنية في بيان إنها “والحلفاء في مؤتمر الإنقاذ الوطني، وبقية القوى الديمقراطية التي تتشاور معها لتعزيز فرص الحل السياسي في مؤتمر جنيف2 تستنكر هذا الاقتراح وتعتبره محاولة يائسة لقطع الطريق على جهود السيد الإبراهيمي المبعوث العربي والأممي لتعزيز التوافق الدولي والإقليمي والعربي والوطني لعقد مؤتمر جنيف2 ولحضور جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية وأبعادها الخطيرة بهدف تنفيذ بيان وقرارات جنيف1”
ورأت هيئة التنسيق الوطنية أن الاقتراح المعني “يهدف إلى رفض الحل السياسي، واستمرار الصراع والعنف والفوضى والقتال والاقتتال وتعزيز التطرف الديني والعرقي والطائفي والمذهبي ويعرض الوطن السوري للتقسيم”، وفق بيانها
وأضافت “إن هيئة التنسيق الوطنية تؤكد على تمسكها بمهمة الأخضر الإبراهيمي ودوره الهام في خدمة الشعب السوري لإنهاء الأزمة وتحيي جهود البعثة ومدير مكتبه في دمشق، مختار لماني وتطالب الأمانة العامة للجامعة العربية ووزراء خارجية الدول العربية برفض هذا الاقتراح الذي يتعارض مع المصلحة الوطنية العليا للشعب السوري والمصلحة القومية للأمة والعمل العربي المشترك”
الابراهيمي: لا شروط مسبقة لعقد مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا
بيروت (رويترز) – قال مبعوث الامم المتحدة إلى سوريا الأخضر الابراهيمي يوم الجمعة إنه لن تكون هناك شروط مسبقة لعقد محادثات سلام تأجلت مرارا وهو تصريح سيغضب على الأرجح المعارضة التي تقول إنها لن تشارك الا لو كان الهدف من المحادثات إزاحة الأسد عن السلطة.
وعبر الابراهيمي عن أمله في عقد المؤتمر المعروف باسم جنيف 2 في الاسابيع القليلة القادمة على الرغم من العقبات التي حالت دون عقده لعدة شهور.
وتكرر تأجيل المؤتمر الذي يهدف إلى جمع الأطراف المتحاربة في سوريا على مائدة التفاوض بسبب الخلافات بين القوى العالمية والانقسامات في صفوف المعارضة والمواقف المتصلبة من جانب الطرفين.
كان الابراهيمي قد صرح في وقت سابق بأنه يعتقد أن الاسد لن يكون جزءا من حكومة انتقالية سيحاول مؤتمر جنيف 2 تشكيلها. لكن قال يوم الجمعة إن آراءه في هذا الشأن لا تؤثر على المؤتمر.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقد في بيروت “رأيي مش مهم. هناك اتفاق على أن حضور جنيف 2 سيكون بغير شروط مسبقة من اي طرف من الأطراف.”
ومضى يقول “الطرفان عندما يجلسوا على الطاولة… سيتباحثوا كيف يمكن أن ننتقل من هذا الوضع. من هذه الازمة الخانقة القاتلة للشعب السوري. كيف ننتقل من هنا الى الظروف التي يمكن فيها بناء الجمهورية السورية الجديدة.” واستبعد مسؤولون عرب وغربيون هذا الأسبوع عقد المؤتمر في نوفمبر تشرين الثاني كما تسعى القوى العالمية.
ولم يخفف اي من الجانبين من حدة موقفه على الرغم من الضغوط الدولية لعقد المحادثات التي تعتبرها بعض جماعات المعارضة المسلحة خيانة لأهداف الانتفاضة التي بدأت منذ عامين ونصف العام لإنهاء حكم عائلة الاسد الممتد منذ أربعة عقود.
وقال الابراهيمي في مؤتمر صحفي في دمشق في وقت سابق الجمعة بعد جولة لحشد التأييد للمحادثات إنه سيتوجه إلى جنيف للاجتماع بممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا.
وسينضم إليهم في وقت لاحق ممثلون عن الدول الثلاث الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي -بريطانيا والصين وفرنسا- للاعداد للمؤتمر والاتفاق على موعد.
وعند سؤاله عن الموعد المحتمل للمؤتمر قال الابراهيمي “نأمل أنه يكون في الأسابيع المقبلة مش في السنة الجاية ولا بعد ذلك.”
كانت سوريا وداعمتها الرئيسية في المنطقة ايران قد قالتا إنه يجب الا تكون هناك شروط مسبقة. وعبرت حكومة الاسد عن عدم رضاها.
واتهم وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في مقابلة مع قناة الميادين الابراهيمي باستخدام اكثر من لغة قائلا “ليس لديه لغة واحدة ويملك اكثر من لغة وكان يريد ان يرضي الجميع على حساب الحقيقة.”
وانتقد الابراهيمي لتركيزه على القضايا الانسانية وقال “تحدث بمؤتمر صحفي حول المساعدات الانسانية في سوريا والوضع الانساني. هذه القضية هي اساسا ليست من اختصاص الابراهيمي. لم يكلف بها اساسا عندما خلف كمبعوث اممي.”
كما انتقد توجيه الدعوة للمشاركة في محادثات السلام للدول التي تساهم في العدوان على سوريا “خاصة الى السعودية وتركيا”.
وقال المعارض السوري الكبير ملهم الدروبي عضو المجلس الوطني السوري المعارض وجماعة الاخوان المسلمين إنه ليس مندهشا من تصريحات الابراهيمي بأنه لا توجد شروط مسبقة.
وأضاف “لا يدهشني ولا يثير اهتمامي هذا النوع من التصريحات التي يدلي بها الابراهيمي… فرعنا وهو المجلس اجتمع بالفعل وقرر أننا لن نحضر (مؤتمر) جنيف.”
وقال إن الائتلاف الوطني السوري الذي تنضوي تحت لوائه جماعات المعارضة في الخارج لم يتخذ قرارا بعد وأضاف “لكن المزاج العام يميل لرفض الحضور في الوقت الحالي.”
ولاتزال هناك خلافات بين القوى العالمية بشأن ما اذا كان سيتم توجيه الدعوة لايران لحضور المحادثات. وتقول طهران إنها مستعدة للحضور.
وقال الابراهيمي ان الامم المتحدة تفضل أن تحضر ايران لكن لم يتم الاتفاق على هذا بعد. وعبر عن أمله في أن يمثل المعارضة وفد واحد.
وتسعى أحزاب داخل سوريا يصفها الاسد “بالمعارضة الوطنية” وتعتبرها حركة المعارضة أداة في يد الحكومة لحضور المحادثات كجزء من المعارضة.
ودبت خلافات مريرة في صفوف المعارضة وهو ما يهدد اتخاذ موقف موحد.
وترفض بعض جماعات المعارضة المسلحة سلطة الائتلاف الوطني السوري وتقول إنها ستحاكم من يحضر مؤتمر جنيف 2 باعتباره خائنا.
من اريكا سولومون
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
الجيش السوري يسيطر على بلدة استراتيجية على مشارف حلب
بيروت (رويترز) – قالت القوات المسلحة السورية يوم الجمعة إنها سيطرت على بلدة على المشارف الشرقية لحلب العاصمة التجارية السابقة للبلاد والتي تشهد منذ فترة طويلة قتالا عنيفا بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة.
وتقع بلدة السفيرة على طريق استراتيجي قال الجيش انه سيتم إرسال الادوية والمؤن للمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب من خلاله. كما توجد بها منشأة للاسلحة الكيماوية تحت سيطرة الحكومة وتم إخلاؤها من المعدات.
وللسيطرة على السفيرة أهمية خاصة نظرا لأن ذلك يمثل انتصارا نادرا لقوات الاسد في شمال البلاد الذي تسيطر جماعات المعارضة على معظمه. وأكدت جماعات معارضة سيطرة الجيش على البلدة الواقعة جنوب شرقي حلب.
وقال متحدث باسم الجيش السوري في بيان بثه التلفزيون إن القوات المسلحة تسيطر سيطرة كاملة على بلدة السفيرة بعد سلسلة من العمليات وأضاف البيان إن أهمية هذا الانتصار الجديد تكمن في اهميته الاستراتيجية عند البوابة الشرقية لحلب.
ومر الصراع السوري الذي بدأ منذ اكثر من عامين ونصف العام بحالة من الجمود استمرت طويلا لكن قوات الاسد تحرز تقدما بطيئا في وسط البلاد وقرب العاصمة منذ سيطرت على بلدة استراتيجية قرب لبنان بمساعدة حزب الله اللبناني.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية سيطرت على البلدة صباح الجمعة بعد قتال دام اكثر من ثلاثة أسابيع.
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تنشر فرقا في سوريا لتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية إن فرقها لم تتمكن من الوصول لموقعين لخطورتهما.
وقال مصدر مطلع على عمليات التفتيش إن احد الموقعين يقع في السفيرة.
وقالت المنظمة إن موقع الاسلحة الكيماوية نفسه كان تحت سيطرة الحكومة لكنه أخلي من معداته بسبب القتال الدائر على مقربة منه.
وإلى الجنوب اندلع قتال داخل العاصمة دمشق وحولها حيث تشن القوات الحكومية هجوما منذ شهور لاستعادة السيطرة على الأحياء التي استولت عليها المعارضة.
وقال المرصد إن بلدة سبينة الريفية الواقعة على بعد ستة كيلومترات جنوبي دمشق تعرضت للقصف وشهدت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات حكومية تدعمها الميليشيات الموالية للرئيس بشار الأسد وقوات حزب الله اللبناني.
يأتي الهجوم في إطار محاولة حكومية لاستعادة السيطرة على البلدات الريفية خارج دمشق عن طريق القصف المكثف عن بعد بالتزامن مع حصار بطيء يمنع دخول الغذاء والامدادات للمنطقة.
وقال دبلوماسيون إنه تم إخلاء مستشفى في القلمون يوم الجمعة بينما اغلقت الجامعة هناك يوم الخميس. وقالت رسالة على موقع الجامعة على الانترنت إن الاغلاق سيستمر لعشرة ايام لإصلاح شبكة المياه.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)