أحداث الجمعة، 16 أيلول 2011
بان يدعو إلى «تحرك دولي موحد» ضد الأسد وسورية تحتج على استقبال العربي معارضين
دمشق، اسطنبول، نيويورك، لندن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى «تحرك دولي موحد» ضد الرئيس السوري بشار الأسد الذي اتهمه بأنه لم يف بالوعود الكثيرة التي قطعها. وقدمت دمشق أمس احتجاجاً رسمياً «شديد اللهجة» لدى الجامعة العربية على استقبال الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي وفداً من المعارضة السورية، واتهمته بـ «إيحاءات ضمنية تشجع وتحرض على تدخل خارجي».
وأعلنت في اسطنبول أمس تشكيلة «المجلس الوطني السوري» بهدف «إسقاط النظام خلال ستة أشهر»، عشية تظاهرات «جمعة ماضون حتى إسقاط النظام» التي دعا إليها ناشطون اليوم، فيما سقط ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى في عمليات نفذتها قوات الأمن والجيش في مدن سورية عدة، خصوصاً في ريف دمشق حيث اشتبكت مع جنود منشقين.
وقال بان في مؤتمر صحافي أمس إن الأسد «لا يفي بوعوده. كفى. لقد طفح الكيل من نكوثه المتكرر بوعوده. على المجتمع الدولي فعلاً اتخاذ إجراءات موحدة والتحدث بصوت واحد… حان الوقت لتقوم الأسرة الدولية بأكثر مما تقوم به الآن بعد ستة شهور من الوعود غير المنفذة».
ووصف إجراءات الأسد بأنها «بالغة القمع في التعاطي مع المتظاهرين». وأضاف أن « عليه الآن أن يلبي الدعوات الملحة، وأن يتوقف عن قتل شعبه. قلت له مرات عدة أن يتخذ إجراءات حاسمة قبل فوات الأوان، وكان دائماً يعد بوقف القمع، لكنه نكث بوعوده». ورأى أن نوعية «الإجراءات المحددة» التي دعا الى القيام بها «تقررها الدول الأعضاء في مجلس الأمن».
إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن مندوب سورية لدى الجامعة العربية يوسف الاحمد قدم أمس إلى الأمين العام للجامعة «مذكرة احتحاج رسمية شديدة اللهجة» على لقاء العربي معارضين أول من أمس وتسلمه منهم مطالب «تستهدف استحضار جميع أشكال التدخل الخارجي السافر، بما فيها العسكري، في الشأن السوري الداخلي».
وقالت المذكرة إن هذه الخطوة «سابقة خطرة… وتصرف غير مدروس يتجاوز (به العربي) صلاحياته وتفويضاته ومهامه التي حددها ميثاق الجامعة». وأعربت عن «الاستياء الشديد» من إقدام العربي في هذا «التوقيت الحساس» على تسريب بعض وقائع اللقاء مع الأسد الأسبوع الماضي، معتبراً أن «التسريبات أساءت في شكل كبير إلى الثقة التي من المفترض أن تكون قائمة بين الحكومة السورية والأمانة العامة للجامعة وأضرت بمهمة امينها العام في التواصل مع القيادة السورية والتعاون والتنسيق معها من أجل مساعدة سورية على الخروج من الأزمة الحالية».
وانتقدت سورية «إيحاءات ضمنية» من كلام العربي «تشجع وتحرض على تدخل خارجي في الشأن السوري، خصوصاً لجهة اعتباركم أن ما يحدث في سورية لم يعد شأناً داخلياً». واستغربت «أن تصدر مثل هذه المواقف غير المتوازنة، إن كانت صحيحة كما نسبت إليكم، عن رجل قانون مشهود له دولياً بالكفاءة والخبرة والصدقية، لا سيما تشجيعكم على التدخل الخارجي في سورية وتحميلكم الحكومة السورية المسؤولية عن وقف العنف».
وفي اسطنبول، قدم معارضون سوريون أمس تشكيلة «المجلس الوطني» الذي يضم 140 عضواً، بهدف تنسيق التحرك ضد النظام لإسقاطه «خلال ستة شهور»، كما عبروا عن وحدتهم على اساس ثلاثة مبادئ هي «مواصلة النضال إلى حين سقوط نظام الأسد، واللجوء إلى وسائل سلمية، والحفاظ على سلامة أراضي سورية».
ويضم المجلس إسلاميين بينهم أعضاء في جماعة «الإخوان المسلمين» ويساريين وقوميين ومستقلين، إضافة إلى ممثلين لمختلف الجماعات الدينية والعرقية في سورية. ويقيم في سورية 60 في المئة من أعضائه، والباقون من المنشقين في المنفى. ولم يعلن المنظمون سوى أسماء 72 عضواً «لأسباب أمنية»، كما لم يعين المجلس رئيساً له.
ميدانياً، دعا ناشطون إلى تظاهرات في مختلف أنحاء سورية اليوم في ذكرى مرور ستة شهور على بدء الانتفاضة الشعبية، تحت شعار «جمعة ماضون حتى إسقاط النظام». وواصلت قوات الأمن عملياتها أمس في مدينتي الزبداني وحرستا في ريف دمشق واعتقلت العشرات. وذكرت شبكة «أوغاريت» المعارضة أن شاباً يدعى أحمد عبدالعزيز حمدان قُتل أمس برصاص الأمن في الزبداني.
وتوفي شابان في حمص أمس متأثرين بإصابتهما خلال عمليات أمنية اليومين الماضيين. وشهدت أمس بلدة حرستا في ريف دمشق «مداهمات وإطلاق نار واشتباكات بين الأمن وعناصر منشقين عن الجيش، وسقوط عدد من المصابين في حي السيل لم يستطع الأهالي إسعافهم بسبب الحصار والانتشار الأمني الكثيف». وأكد «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» سقوط «15 جريحاً على الأقل في حرستا».
من جهة أخرى، بث التلفزيون الرسمي السوري «اعترافات» مؤسس «لواء الضباط الأحرار» المقدم حسين هرموش المنشق عن الجيش الذي اختفى الشهر الماضي في تركيا. وقال هرموش إنه تلقى من غالبية قادة المعارضة في الخارج، وأبرزهم نائب الرئيس السابق عبدالحليم خدام والمراقب العام لـ «الإخوان المسلمين» رياض الشقفة ومكتب رفعت الأسد، اتصالات ووعوداً بالدعم «المادي واللوجستي وبالسلاح من أجل التحرير وحماية المدنيين»، لكنه أشار إلى أن هؤلاء «لم يفوا بهذه الوعود».
ولفت إلى أنه اتصل بـ «رؤساء مجموعات مسلحة في حمص لتزويدهم بالسلاح». وأضاف أن «محمد زهير الصديق أرسل سلاحاً إلى سورية، والإخوان قالوا إنهم أرسلوا دفعات إلى حمص وادلب وحماة وحي الرمل الفلسطيني في اللاذقية عن طريق تجار عبر الحدود مع تركيا». وأكد أن الصديق «كان من أوائل المتصلين بي بعد وصولي إلى تركيا… وأرسل لي ألف دولار وكومبيوتر مستعمل. وعلمت لاحقاً من شخص آخر أن مبالغ أكثر من ذلك بكثير حولت، لكنها لم تصل».
واشنطن دعت رعاياها إلى مغادرة سوريا
هرموش: وعدتني المعارضة ولم تدفع
بعد ستة أشهر من انطلاق حركة الاحتجاج في سوريا، أعرب الناشطون السوريون عن تصميمهم على التظاهر الى حين اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي يواصل عمليات القمع. وبث التلفزيون السوري ما قال انه “اعترافات” للضابط المنشق عن الجيش السوري المقدم حسين هرموش، أكد فيها أن كثيرين من أركان المعارضة السورية في الخارج اتصلوا به لتوفير الدعم والمساندة له، بينهم المراقب العام لـ”الاخوان المسلمين” رياض الشقفة وعبد الحليم خدام ورفعت الأسد وبرهان غليون، ولكن لم “يصلني أي شيء منهم” وأن “المبلغ الوحيد الذي تلقاه” كان 1000 دولار اميركي من محمد زهير الصديق. ص 11 وفي تطور لافت، دعت الادارة الاميركية رعاياها الى مغادرة سوريا فورا وقالت إن الحملة الحكومية العنيفة على الاحتجاجات السلمية أوجدت وضعا متقلبا.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية في تحذير أصدرته: “تحض وزارة الخارجية جميع المواطنين الاميركيين في سوريا على الرحيل فورا مع توافر وسائل النقل التجارية”. ونصحت المواطنين الأميركيين بإرجاء أي خطط مستقبلية للسفر الى سوريا.
شعبان: مخاوف روسيا وسوريا متطابقة … وموسكو لم تعرض وساطة
المقدم المنشـق الهرموش يظهـر على التلفزيون السـوري: تلقيت وعوداً بالمال والعتاد من «الإخوان» وخدام والصدّيق
زياد حيدر
اعترف المقدم المنشق حسين الهرموش في شهادة عرضها التلفزيون السوري، مساء أمس، بأنه تلقى بعيد انشقاقه في حزيران الماضي اتصالات من المرشد العام للإخوان المسلمين رياض الشقفة ونائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام وولديه ومكتب نائب الرئيس السوري الأسبق رفعت الأسد، إضافة للداعية المتطرف عدنان العرعور والمعارض السياسي برهان غليون، كما اتصل به الشاهد الزور محمد زهير الصديق، وقدم له هؤلاء وعودا كبيرة بالمال والعتاد، لكنه لم يحصل على شيء.
من جهتها، قالت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان ان لقاء سيجمع وزير الخارجية وليد المعلم ونظيره الروسي سيرغي لافروف في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة، وذلك في سياق التنسيق الروسي – السوري، مشيرة إلى أن زيارتها موسكو كانت «مفيدة». وقالت لـ«السفير» ان موسكو لم تطرح نفسها وسيطا على مستوى الأزمة في سوريا، وإنها تتفهم عمق الأزمة في البلاد وأبعادها.
واتهم (ا ف ب، ا ب، رويترز) الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، الرئيس السوري بشار الأسد بأنه لم يف بالوعود الكثيرة التي قطعها، ودعا إلى القيام بعمل دولي «موحد» ضد النظام السوري. ودعت الولايات المتحدة رعاياها إلى «مغادرة سوريا فورا ما دامت وسائل نقل تجارية لا تزال متوفرة». وجاء في مذكرة تحذيرية من وزارة الخارجية الأميركية انه «بعد ستة أشهر من الاحتجاجات والقمع العنيف، يتعين على الأميركيين الذين سيبقون في البلد العمل على الحد من تنقلاتهم غير الأساسية».
وانتقدت دمشق، أمس، بشدة حصول لقاء بين الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووفد من المعارضة السورية، معتبرة أن هذه الخطوة تزعزع الثقة بين الطرفين ومخالفة لميثاق الجامعة، متهمة العربي بتنفيذ أوامر بعض الأطراف بغض النظر عن النتائج.
الهرموش
وعرض التلفزيون السوري اعترافات المقدم الهرموش الذي أعلن أنه «تلقى وعودا بالدعم» من شخصيات المعارضة من دون جدوى. وقال، في اللقاء التلفزيوني، ان عددا كبيرا من الشخصيات المعارضة اتصل به ومنهم المرشد العام للإخوان المسلمين رياض الشقفة ونائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام وولداه ومكتب نائب الرئيس السوري الأسبق رفعت الأسد، إضافة للداعية المتطرف عدنان العرعور والمعارض السياسي برهان غليون، كما اتصل به المثير للجدل زهير الصديق وعرض عليه المساعدة.
وقال الهرموش ان أيا من الوعود التي تلقاها لم تلب، مشيرا إلى أن العملية «تحولت إلى تجارة» وأنه تلقى خمسين ألف ليرة سورية (ألف دولار أميركي) على شريط الفيديو الذي يعلن انشقاقه، ليعلم لاحقا أن من اشترى الفيديو باعه بمليوني ليرة (40 ألف دولار أميركي) للفضائيات.
وتحدث الهرموش عن كميات سلاح وصلت بعلمه إلى كل من حمص وحماه وبعض مناطق إدلب كما إلى الرمل الفلسطيني (اللاذقية) عبر تجار ومهربين من تلك المناطق. وقال ان «الصديق وجماعة الاخوان المسلمين يدخلان السلاح الى سوريا، وهو قال بنفسه انه ارسل سلاحا وارسل وارسل… وقالت جماعة الاخوان المسلمين انهم ارسلوا الى حمص دفعة والى حماه دفعة، كما ارسلوا قسما الى ادلب والى الرمل الفلسطيني في مدينة اللاذقية».
وقال في ختام اللقاء انه كان يفكر بالعودة إلى سوريا في 15 رمضان (المتزامن بـ15 آب الماضي)، مضيفا انه «تفاجأ بالتجارة التي تجري على اسمي والوعود التي لا تنفذ وأصبحت بين ثلاثة حدود (نسبة لحدي السيف) كخارج عن الدولة وفار وخارج عن مجتمعي وأسرتي وخارج عن الناس التي أنسق معها».
وعرض التلفزيون متزامنا مع اللقاء تصريحات سابقة للهرموش على فضائيتي «الجزيرة» و«المشرق» يتحدث فيها عن عمليات عسكرية في جسر الشغور، وذكر فيها أن معه 200 عنصر وضابط من الجيش لينفي ذلك في المقابلة، مشيرا إلى أن «الأمر كان تمثيلية». كما نفى تلقيه أوامر لقتل المدنيين أثناء خدمته أو مشاهدة هذا الأمر.
وحملت «حركة الضباط الأحرار»، في بيان، «الحكومة التركية المسؤولية الكاملة عن اعتقال المقدم حسين الهرموش وتسليمه» إلى دمشق. وأضاف «كون الهرموش تحت حماية الحكومة التركية فان من مسؤوليتها الكاملة الكشف عن مصيره أو سنضطر للجوء للقوانين الدولية ولمنظمة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان للوقوف على الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها الحكومة التركية بحق اللاجئين السوريين عامة، والضباط والجنود خاصة من خلال تسليمهم او تضييق الخناق عليهم».
وأوضح الضباط أنهم «لجأوا الى تركيا لتأمين الحماية لهم فغدوا مهددين من قبلها»، مضيفين انه «اذا كانت الحكومة التركية عاجزة عن تأمين الحماية للاجئين السوريين فاننا نطالب بنقل اوضاعنا لتكون تحت اشراف الامم المتحدة الكامل».
شعبان
وقالت شعبان، بعد زيارة قامت بها إلى موسكو بناء على دعوة من وزارة الخارجية الروسية، ان «الروس يشاطروننا الكثير من المخاوف لما يجري في المنطقة ككل، وليس فقط في سوريا»، مشيرة إلى «الخوف من التطرف» كأحد الأمثلة.
وأعلنت أنها سمعت كلاما «داعما للإصلاح في سوريا، بما فيها الخطوات التي اتخذت والتي ستتخذ»، مشيرة في هذا الصدد إلى قرب الإعلان عن تشكيل لجنة من القانونيين لإعادة النظر بالدستور إضافة للقوانين التي صدرت «وتحتاج الى وقت للمتابعة». وأضافت ان روسيا مقتنعة «بأن الرئيس الأسد يتقدم بلا عودة في مسيرة الإصلاح، وأن ستة أشهر لتنفيذ البرنامج ليست مدة طويلة»، موضحة أن «مسيرة التحول الديموقراطي في روسيا بدأت في التسعينيات ولم تنته بعد».
وقالت شعبان، ردا على سؤال لـ«السفير»، ان الروس يرغبون في رؤية سوريا تعددية، وتعميق عملية الحوار الوطني، وإنهم لم يطرحوا في اي مناسبة أن يكونوا وسطاء بين السلطة وما يسمى المعارضة.
وأشارت شعبان إلى أن وفدي المعارضة اللذين زارا روسيا قدما لوائح بأسمائهم تبين دين ومذهب كل شخص كما سموا بعض الممثلين عن العشائر، الأمر الذي يوضح برأيها التوجه الذي لدى هذه المعارضة، مبينة أن هذا يتفق مع تريده إسرائيل والولايات المتحدة من إنشاء «دول شيعية وسنية وعلوية وكردية باسم الديموقراطية لتبرير الدولة اليهودية».
وأضافت شعبان ان سوريا وجهت دعوة لوفد من مجلس الشيوخ الروسي يترأسه نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية والذي سيلتقي الأسد وسيقوم بجولة في المحافظات. وقالت ان لقاء ثنائيا سيعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك بين وزيري خارجيتي البلدين. وأعلنت أن سوريا، في هذا الظرف، «تخوض معارك استقلال ثان، ليس في اتجاه الغرب فقط وإنما في اتجاه أخطائنا»، مشيرة إلى أن التحرك الداخلي للإصلاح يتزامن مع تصعيد اللهجة الخارجية.
وقال نائب محافظ المصرف المركزي السوري محمد تيسير العربيني، على هامش حضوره الدورة الـ35 لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية في الدوحة، إن بلاده تواجه موضوع العقوبات الدولية «بحكمة وإدارة جيدة». وأضاف إن «حجم احتياطات سوريا تقدر حاليا بنحو 18 مليار دولار». واستبعد أن تلجأ بلاده إلى احتياطاتها الأجنبية لتمويل أعمالها اليومية في حال استمرت الأزمة. وقال «لا، نحن في وضع جيد».
بان كي مون
وقال (ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا) بان كي مون، في مؤتمر صحافي في نيويورك، انه يجب القيام بعمل بعد أن تجاهل الأسد «الدعوات الملحة» من الجامعة العربية وغيرها من المنظمات الدولية. وأوضح «انه لا يفي بوعوده. لقد طفح الكيل. على المجتمع الدولي فعلا اتخاذ إجراءات موحدة والتحدث بصوت واحد». وأعرب عن قلقه بشكل خاص بشأن ما وصفه «بالطريقة القمعية المفرطة في التعامل» مع الاحتجاجات.
وكان بان كي مون أجرى العديد من المحادثات الهاتفية مع الأسد منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف آذار الماضي. وقد وعد الأسد مرات عديدة خلال تلك المحادثات بتطبيق إصلاحات عاجلة. وقال الأمين العام «لقد تم النكث بالوعود التي قطعها». وأكد أن على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي اتخاذ قرار حول العمل الذي يجب القيام به حيال سوريا بعد أن تجاهلت «الدعوات العاجلة» التي أطلقها المجتمع الدولي.
وتدعو الدول الغربية إلى إصدار قرار من مجلس الأمن يفرض عقوبات ضد النظام السوري، إلا أنها تلقى معارضة من روسيا والصين وعدد آخر من الدول.
وأعلن مدير الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني ميخائيل ديميترييف، في موسكو، أن «أي عقوبات دولية بشكل عام تفرض قيودا على التعاون العسكري التقني، وإذا فرضت عقوبات على سوريا فسيتم تعليق التعاون معها فورا»، مشددا على أن موسكو تلتزم بكافة قرارات مجلس الأمن.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن ممثل روسيا لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيكوف تأكيده، في بروكسل، أن «التصعيد وزيادة الضغوط على سوريا بواسطة العقوبات لن يكونا أمرا مثمرا، لا سيما أن تجربة البلدان الأخرى أثبتت أن العقوبات الاقتصادية لا تعود بأي نتائج عملية، إضافة إلى أن ذلك لا يعكس الوضع الفعلي في سوريا».
وكررت وزارة الخارجية الصينية أن «مفتاح حل التوترات في سوريا يكمن في الدولة نفسها»، معربة عن أملها في أن «يتبع المجتمع الدولي مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويحترم تماما الاستقلال السيادي لسوريا وسلامة أراضيها». واعتبر البرلمان الأوروبي أن الرئيس السوري بشار الأسد «فقد شرعيته» ودعاه إلى «التنحي فورا».
المعارضة في اسطنبول
قدم معارضون سوريون، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، تشكيلة «المجلس الوطني» الذي يضم 140 عضوا و«الهادف إلى تنسيق تحركهم ضد النظام». وعبروا عن «وحدتهم خلف ثلاثة مبادئ: مواصلة النضال إلى حين سقوط نظام الأسد، واللجوء إلى وسائل سلمية، والحفاظ على سلامة أراضي سوريا».
ولم يعلن المنظمون سوى أسماء 72 عضوا وفضلوا إبقاء أسماء بقية الأعضاء غير معلنة لأسباب أمنية. وقالت المتحدثة باسم المعارضين بسمة قضماني، في مؤتمر صحافي، «بعد انجاز أول شق من الاجتماعات التشاورية، قررت مجموعات شباب الثورة والحركات والشخصيات السياسية والناشطون والتكنوقراط تشكيل المجلس الوطني السوري». ولم تستبعد تدخلا عسكريا أجنبيا في سوريا، إلا أنها قالت إن التركيز الآن على تكثيف الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على الأسد. وقال أديب شيشكلي إن الخطوة التالية ستكون الاعتراف الدولي بالمجلس الذي سيعمل بما يتفق مع رغبات الشعب السوري.
وتستقبل وزارة الخارجية الفرنسية اليوم أعضاء من المعارضة السورية من اجل تطوير اتصالاتها مع المعارضين للنظام. وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو، في بيان، «كانت لنا على الدوام اتصالات مع المعارضة، في سوريا والخارج. وكما أكد وزير الخارجية (الان جوبيه) إن نيتنا هي تطوير هذه الاتصالات». ورفض الكشف عن هوية الأشخاص الذين سيتم استقبالهم في وزارة الخارجية لأسباب تتعلق «بأمنهم».
إلى ذلك، دعا المعارضون إلى التظاهر اليوم تحت شعار «جمعة ماضون حتى إسقاط النظام». وكتبوا على صفحتهم على فيسبوك «عندما نقتل نزداد إصرارا، عندما نعتقل نزداد إصرارا». وأضافوا «الثورة انطلقت ولن يوقفها سوى إسقاط النظام».
وميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان «لليوم الثالث على التوالي تنفذ قوات أمنية وعسكرية حملة مداهمات واعتقالات في مدينتي الزبداني ومضايا اسفرت عن اعتقال 126 شخصا خلال الايام الثلاثة الماضية». واضاف «توفي شابان متأثرين بإصابتهما خلال عمليات امنية خلال اليومين الماضيين في حمص».
أردوغان: من يمارسون القمع على الشعب السوري لن يبقوا
رئيس الوزراء التركي خلال حضوره صلاة الجمعة في طرابلس
طرابلس- (رويترز): قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الجمعة خلال زيارة إلى ليبيا إن من يمارسون القمع على شعب سوريا لن يبقوا.
وأضاف أمام حشد من المواطنين الليبيين في ميدان عام بالعاصمة طرابلس “أنتم من أظهرتم للعالم بأسره أنه ما من إدارة يمكنها أن تقف أمام قوة الشعب وإرادته”.
وتابع “لا تنسوا هذا: من يمارسون القمع على الشعب في سوريا لن يمكنهم الوقوف على أقدامهم”.
مصادر سورية: القبض عليه تم بمجهود استخباراتي وليس بصفقة مع أنقرة
المنشق هرموش يكشف عن تلقيه ألف دولار فقط واتصالات من كافة اطراف المعارضة
دمشق ـ ‘القدس العربي’ـ من كامل صقر: قال المقدم السوري المنشق عن الجيش حسين هرموش ان الكثير من قوى المعارضة السورية في الخارج اتصلوا به لاجل تقديم الدعم والمساندة من بينهم المراقب العام للاخوان المسلمين رياض الشقفة وعبد الحليم خدام ورفعت الاسد وبرهان غليون. وأضاف لكن لم ‘يصلني اي شيء منهم ‘.
وقال هرموش الذي انشق في بداية شهر حزيران )يونيو( الماضي في اعترافات بثها التلفزيون السورية مساء امس الخميس انه انشق عن الجيش السوري ‘بعد ما شهدته سورية من احداث دامية في الشوارع’.
وأضاف هرموش الذي اعلن عن تشكيل لواء الضباط الاحرار ‘اتجهت الى الحدود التركية لاجل تأمين منطقة عازلة على الحدود ولدى وصولي الى المخيمات التركية تلقيت اتصالات من المراقب العام للاخوان المسلمين رياض الشقفة ومن عبد الحليم خدام وولديه ومن رفعت الاسد ومن برهان غليون وعدنان العرعور ومحمد زهير الصديق ومن اغلب المشاركين في مؤتمر انطاليا الذي عقد في تركيا’.
واكد ان جميع من اتصلوا به لاجل التنسيق معه ‘طلبت ماذا عندكم اعرضوه علي وانا اجاوبكم وبناء عليه هل اعمل معكم او مع غيركم’.
وأشار الى انه بقي قرابة ثلاثة اشهر وهو يتلقى وعودا فقط .وأوضح هرموش أن الشاهد الملك في قضية اغتيال الحريري زهير الصديق اتصل به فور وصول هرموش إلى تركيا إلا أن الصديق ووفق ما قاله هرموش اختلس أموالاً كانت مرسلة له ولم يعطه سوى 1000 دولار من مجموع المبالغ.
وكشف هرموش انه نسق مع ‘رؤساء مجموعات مسلحة في حمص وحماة وادلب لاجل نقل السلاح’.
ونفى انه لم يطلق النار على الجيش ‘انا لو اطلق علي أي جندي النار فلن اطلق النار عليه’.
وختم هرموش الذي لم يذكر كيف تم القاء القبض عليه ان ‘العمل الذي قام به لم يثمر سوى عن الشنططة والبهدلة والوعود الكاذبة وانه اصبح تحت ثلاثة حدود انه خارج عن الدولة والقانون وعن المجتمع واسرته وبين الذين نسقوا معه ولم يثمر عن تنسيقهم شيء’.
كما كشف هرموش أن الشيخ السوري المقيم في السعودية عدنان العرعور اتصل به هو الآخر ليستفسر عما سيفعله هرموش في المستقبل ويسأله أيضاً عن الجيش السوري وعديد قواته البرية والبحرية والجوية.
في السياق ذاته، علم مراسل ‘القدس العربي’ في دمشق من مصادر سورية مواكبة لعملية إلقاء القبض على المقدم المنشق حسين هرموش أن العملية تمت بجهد استخباراتي سوري بحت وعبر متابعة دقيقة لتحركاته بين الأراضي السورية والتركية، وأن العملية وفق ما كشفته تلك المصادر قادها العميد نوفل الحسين رئيس فرع الأمن العسكري شخصياً في محافظة إدلب شمالاً وأن تمويهات عديدة نفذها العناصر المشتركون في العملية لم تكشف المصادر النقاب عنها لكنها ألمحت لاستخدام الأمن العسكري سيارات قديمة تابعة لمؤسسة الإسكان التي تقل عادة الموظفين.
المصادر السورية قالت أيضاً أن لا صفقة تمت بين دمشق وأنقرة بخصوص هذه العملية ولا دور لأجهزة المخابرات التركية في إلقاء القبض على هرموش، وزادت المصادر: ثمة سوريون يستخدمون الأراضي التركية الحدودية شمالاً كمجال جغرافي لشن هجمات على الجيش السوري بعلم بعض الجهات التركية.
وكانت مصادر في المعارضة السورية رجحت لوكالة فرانس برس أن تكون المخابرات السورية قامت باختطاف هرموش في تركيا، وحمّل إبراهيم هرموش شقيق المقدم السوري المنشق، السلطات التركية في وقت سابق مسؤولية اختفاء شقيقه، وقال إن شقيقه اختفى بعد لقائه أحد الضباط الأتراك في أحد مخيمات اللاجئين السوريين في الأراضي التركية.
فيما قالت صحيفة ‘الوطن’ السورية الأحد الماضي، إنه تم إلقاء القبض على المقدم المنشق هرموش مؤسس ما يسمى ‘لواء الضباط الأحرار’ مع مجموعة تضم 13 ضابطاً وعنصراً، في عملية وصفتها الصحيفة بـ’النوعية’، ونفذها الجيش في إدلب شمال سورية.
وقد شككت مصادر بالمعارضة السوررية بالرواية الرسمية، كما قالت المصادر في اتصال مع مكتب ‘القدس العربي’ في لندن انه من الواضح ان ما سميت اعترافات هرموش تمت تحت الضغط والتعذيب وقدم هرموش الرواية التي لقنها له المحققون.
هدفه إسقاط النظام.. والمتحدثة باسمه لا تستبعد تدخلا عسكريا أجنبيا
معارضون سوريون يعلنون من إسطنبول تشكيلة المجلس الانتقالي
الإخوان والاكراد لم يسموا مرشحيهم.. وغياب معظم اعلان دمشق
لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ من احمد المصري: أعلن القائمون على تشكيل المجلس الوطني الانتقالي امس الخميس عن أسماء 71 عضواً من أعضاء المجلس الوطني، الذين يبلغ عددهم 140 عضواً، حيث يمثل الحراك الثوري وشباب الثورة 52′ من مجموع أعضاء المجلس الوطني.
ووفق المعلومات الواردة على صفحة المجلس الوطني السوري على موقع ‘فيسبوك’ فإن إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي كان قد قام بتسمية ممثليه في الخارج، كما من المفترض تسمية ممثليه في الداخل في الأيام القادمة.
الا ان مهتمين بالشأن السوري يرون ان المجلس لم يشتمل على اسماء مهمة في المعارضة السورية، امثال عارف دليلة، هيثم المالح، ميشيل كيلو، مأمون الحمصي ومنتهى الأطرش، ويؤكد المراقبون ان ميشيل كيلو كان رافضا لفكرة انشاء هذا المجلس.
وغاب عن القائمة المعارض البارز برهان غليون والذي تمت تسميته سابقا رئيسا للمجلس الوطني السوري في اواخر اب (اغسطس) الماضي، وسارع غليون انذاك اضافة الى اعضاء اخرين إلى نفي علمهم باختيارهم، وقالوا إنهم لم يستشاروا او علموا بالتعيينات من وسائل الإعلام، كما استنكرت بعض الهيئات ورود اسمها ضمن الجهات التي تمت مشاورتها بشأن المجلس.
جاء ذلك فيما لم تعلن جماعة الإخوان المسلمين، والكتلة الوطنية الكردية في الداخل عن أسماء ممثليها بعد، كما أكدت الهيئة المعنية بالقرارات الإستراتيجية للمجلس، والتي ستعلن اسماء اعضائها في وقت لاحق، ‘بأن هذا المجلس مفتوح للقوى السياسية والشخصيات الوطنية.
وقالت بسمة قضماني وهي سورية تعيش في المنفى في فرنسا متحدثة في مؤتمر صحافي في ختام محادثات اسطنبول التي استمرت أربعة أيام إن المجلس الوطني يستهدف المساعدة في الإطاحة بنظام حكم الأسد الاستبدادي خلال ستة أشهر وتشكيل حكومة مؤقتة بعد ذلك. وقالت إن الرؤية السياسية للمجلس ستعطي دفعة لتصعيد العمل الثوري. وأضافت أن المجموعة تدعو إلى الإطاحة بالنظام وجميع أطرافه استنادا إلى مبادرات سابقة وإلى ما يطالب به الشارع في سورية.
وقال أديب شيشكلي وهو ابن لأسرة سياسية بارزة في سورية لـ’رويترز’ في ختام اجتماع اسطنبول إن الخطوة التالية ستكون الاعتراف الدولي بالمجلس الذي سيعمل بما يتفق مع رغبات الشعب السوري.
وقال ياسر طبارة، وهو أحد أعضاء المجلس، لوكالة الانباء الفرنسية إن المؤسسين لم يحددوا بعد رئيسا له، معتبرا أن ما تم هو ‘اجتماع افتتاحي’، ومشيرا إلى أنه سيتم انتخاب رئيس للمجلس في وقت لاحق.
ونقلت الوكالة عن عبيدة نحاس، وهو عضو آخر في المجلس، قوله إن كندا وهولندا واليابان والسودان أرسلوا دبلوماسيين بصفة مراقبين إلى المؤتمر.
ولم تستبعد قضماني تدخلا عسكريا أجنبيا في سورية حيث يطالب عدد متزايد من المحتجين بحماية دولية إلا أنها قالت إن التركيز الآن على تكثيف الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على الأسد.
وفي اول رد رفض الكاتب والمعارض السوري صبحي حديدي انشاء مجلس وطني سوري، محذرا من ان مضاره ستكون كبيرة على الثورة السورية، وقال حديدي لـ’القدس العربي’ في اتصال هاتفي، ‘ان هذه المجالس لا تفضي الى شيء وتوقيتها مستعجل تماما ومضارها قد تكون اكثر من فوائدها المحتملة، اضافة الى ان ان هذه المجالس ليس لها رؤى او خطة عمل واضحة، والخشية هنا تكمن في ان يعول الشارع السوري كثيرا على هذا المجلس ثم يصاب بخيبة امل نتيجة عمل هذا المجلس خاصة في الخارج’. وقال الحديدي ‘الخطر الاكبر هو امكانية ان يقع هذا المجلس في مصيدة اللجوء الى القوى الدولية، ويصبح ممهدا للتدخل الخارجي وهو ما يرفضه الشارع السوري’.
الحريري يأمل نقل سورية الى صوت الديمقراطية لا الى صوت المخابرات
عناصر من القوات السورية تخطّت الحدود… وتوتر محدود مع الجيش
بيروت – ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: دخلت عناصر من الجيش السوري الاراضي اللبنانية لدقائق عدة قبل ظهر امس. وفي التفاصيل، ان 15 عنصراً سورياً واثناء تعقبهم لرعاة عند الحدود اللبنانية – السورية الى الجهة الشمالية الشرقية المقابلة لبلدة المونسة، تخطّت الحدود لتدخل الاراضي اللبنانية لمسافة تزيد على 300 متر ولتعود بعد دقائق معدودة الى داخل الاراضي السورية، مع الاشارة الى ان الحدود اللبنانية – السورية في هذه المنطقة هي حدود برية متداخلة جداً.
وبعد الظهر إتجهت قوة من المشاة في الجيش اللبناني نحو الحدود اللبنانية – السورية الى الجهة الشمالية الشرقية المقابلة لبلدة المونسة، متفقدة المنطقة التي دخلتها العناصر السورية، فأطلقت القوات السورية المتواجدة على التلال المشرفة رشقات نارية عدة للتأكد من هوية القوة نتيجة الالتباس بهوية الدورية، وبعد اتصالات جرت وتوضيح هوية الدورية عاد الوضع الى طبيعته.
تزامناً مع الازمة في سورية، اصدر رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري بياناً لمناسبة ‘يوم الديمقراطية العالمي’، رأى فيه أنه ‘يكتسب هذا العام أهمية خاصة ومميزة، في الوقت الذي تعيش الشعوب العربية حراكاً مفصلياً وتاريخياً في اتجاه العبور إلى حياة ديمقراطية متجددة، تنهي أزمة طويلة من عهود الاضطهاد والقمع، وتؤسس لمرحلة جديدة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون مضيئة في تاريخ أمتنا’. أضاف ‘إننا في لبنان نتطلع باهتمام كبير إلى حركة التغيير في محيطنا العربي، ونتوجه في هذه المناسبة بتحية خاصة إلى الشعوب الشقيقة في مصر وتونس وليبيا، التي حققت خطوات متقدمة، نأمل أن تتكلل بالاستقرار وإرساء قواعد سليمة للممارسة الديمقراطية التي ناضلوا في سبيلها. وأخال أن جميع اللبنانيين من دون استثناء يتطلعون في هذا اليوم إلى الشعب السوري الشقيق الذي يدفع في كل يوم ضرائب باهظة من الدم والأرواح فداء لحرية أصبحت هدفا يراهن عليه ونظام ديموقراطي يسعى إليه بكل جهد وثبات’.
ورأى الحريري ‘أن الشعب العربي السوري الشقيق بكل فئاته الروحية والوطنية، يشكل في هذا اليوم عنواناً للكرامة العربية ونموذجاً للشعوب التي تناضل في سبيل حقوقها وتحقيق طموحاتها في إقامة نظام ديمقراطي تعددي يحقق آمال الشعب السوري في تداول السلطة ونقل سورية إلى مرحلة يعلو فيها صوت الديمقراطية على صوت أنظمة المخابرات’.
وأكد ‘أن رهاننا على حراك الشعوب العربية ينبثق من التزام لبنان التاريخي قضايا الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو ليس رهاناً ولن يكون مجرد موقف ظرفي يتعلق بمسار العلاقات اللبنانية السورية الذي شهد على مدى عقود طويلة مراحل من التجاذب وعدم الثقة والارتباك. فاللبنانيون يراهنون على اتساع المدار الديمقراطي في أمتهم العربية وعلى نجاح تجربة الشعب السوري في خياراته الجديدة، انطلاقاً من اقتناعات راسخة ومن الدور الذي يضطلع به لبنان كمرتكز أساسي للحريات العربية.
ومن المؤسف أن يكون الحراك العربي الذي يحقق اندفاعاته نحو الديمقراطية، في الوقت الذي يتعرض فيه النظام الديمقراطي في لبنان لنكسات متعددة نتيجة الإمعان في سياسات الاستئثار ومحاولات إلغاء الآخر’. وختم: ‘إننا في هذا اليوم، نعبر عن مخاوف حقيقية على النظام الديمقراطي، ومصدر هذه المخاوف معلوم لدى جميع اللبنانيين وجميع المؤتمنين على رسالة لبنان الديمقراطية في المشرق العربي. مصدر هذه المخاوف، كان وسيبقى غلبة السلاح في كل المراحل، فالسلاح هو عدو الديمقراطية الأكبر وعدو الاستقرار الذي يفترض أن يشكل الحصن المنيع للنظام الديمقراطي. لكننا برغم كل ذلك، نؤكد ثقتنا الكاملة بقدرة الشعب اللبناني على الدفاع عن نظامنا الديموقراطي الحضاري المتقدم في مواجهة كل محاولات النيل منه أو استهدافه من أي دولة أو جهة خارجية’.
لؤي حسين: لم يكن النظام جادا في دعواته للحوار سابقا أم حاضرا وحوار المحافظات الآن يجري بمنطق مكاتب الشكاوى
تيار بناء الدولة السورية في مؤتمر صحفي دعم أهداف الانتفاضة وتبنى سلمية نضالاتها
دمشق ‘القدس العربي’ ـ من أنور بدر: تحت شعاري ‘وحدة وطنية – عدالة اجتماعية’ جرى توزيع بيان صحفي بتاريخ 10/9/2011 للإعلان عن إطلاق ‘تيار بناء الدولة السورية’ والذي حدد رؤيته السياسية بالقول: ‘ بناء دولة ديمقراطية مدنية تحقق العدالة الاجتماعية بالتشارك مع جميع القوى والشرائح الاجتماعية دون اقتسام المستقبل السوري بين منتصرين وخاسرين، ليكون جميع السوريين رابحين فيه بغض النظر عن خلافاتهم السياسية أو اختلافاتهم الثقافية’.
وقد جاء توزيع البيان كتمهيد للمؤتمر الصحفي الذي عقد في الساعة الثانية عشرة من صباح لثلاثاء 13/9 في دمشق، بحضور كثيف من الصحفيين في الإعلام الرسمي والخاص في سوريا، إضافة لعدد من مراسلي وكالات الأنباء والفضائيات المتواجدين في العاصمة السورية، حيث تمّ التعريف بلجنة العمل المؤقتة للتيار والتي تتألف من المحامي بهاء الدين الركاض وهو عضو سابق في حركة القوميين العرب، وعضو سابق في اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعضو مؤسس في جمعية حقوق الإنسان في سوريا وفي هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين في سوريا، الدكتورة منى غانم طبيبة ورئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة سابقا، كما عملت في مؤسسات مختلفة للأمم المتحدة آخرها مديرة إقليمية لصندوق الأمم المتحدة للمرأة. السيد لؤي حسين ناشر وناشط سياسي ومعتقل رأي سابق، السيد حسن كامل ناشط سياسي ومعتقل رأي سابق. إضافة للمهندس أكرم إنطاكي شيوعي سابق، كاتب وعضو مؤسس لهيئة تحرير مجلة ‘معابر’ الإلكترونية التي تهتم بموضوع اللاعنف، وهو الوحيد الذي تغيب عن المؤتمر.
الدكتورة منى غانم في كلمتها الافتتاحية قالت: ‘سوريا الحبيبة جريحة… تنزف منذ أكثر من ستة شهور…. ولكن رغم الألم الذي يعتصر قلوبنا من مرارة الموت الذي يطوف بيننا، ورغم الخوف القاتل على مستقبل بلدنا الحبيب، فإن هذه الأزمة قد وحدت بين جميع السوريين على اختلاف مشاربهم السياسية، وحدتهم على أن سوريا هي أغلى ما نملك وأنه لابد من العمل على إنقاذها بأسرع ما يمكن…وبقي لجميع الأطراف أن تتفق على كيفية إنقاذها’.
السيد لؤي حسين قال أنه ‘آن الأوان للبدء ببناء الدولة الديمقراطية المدنية السورية على أنقاض النظام الاستبدادي الذي بدأ ينهار أمام حركة التظاهر واتساع الاحتجاج، وأمام إفلاسه التاريخي…
نحن ننظر إلى النظام الاستبدادي على أنه بحكم المنتهي تاريخيا وسياسيا، رغم مكابرة السلطة، ولهذا تداعى العشرات من السويين والسوريات لتشكيل هذا التيار والمساهمة..لإزالة جميع العقبات التي تحول دون انتقال بلدنا إلى رحاب الحريات والديمقراطية، وعلى رأسها آليات القمع.وأضاف حسين..’فلا أمل لنا ببناء دولتنا الديمقراطية إن احتكر فريق ما السلطة واعتبر نفسه صاحب الحق المطلق بتصميم حياتنا السياسية على هواه. داعيا إلى الاستثمار في الانتفاضة الشعبية ‘وليس استثمارها وكأنها مجرد صراع على السلطة، فهي صراع على الحرية’
يُذكر أن البيان الموزع سبق وحدد أهداف التيار في بناء الدولة المدنية الديمقراطية من خلال: إنهاء الوضع الراهن، وتحقيق الديمقراطية والحكم الرشيد، وتحقيق التنمية المستدامة.
مضيفا ‘أن إطلاق تيار بناء الدولة السورية في هذه الأثناء يأتي ليؤكد تبنيه لأهداف الانتفاضة الشعبية في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ويدعمها في سلمية نضالها بكل السبل المتاحة، ويدافع عن حقوقها في التظاهر والاحتجاج السلميين’.
*- أما فيما يخص بعض الأسئلة فقد نفى لؤي حسين أن يكون النظام جادا في دعواته للحوار سابقا أم حاضرا، وبخصوص حوار المحافظات الذي يجري الآن بإشراف النظام فهو يجري بمنطق مكاتب الشكاوى برأي حسين، بينما قالت الدكتورة منى غانم أنه مهم في خلق إثارة سياسية في سوريا، وأضافت أننا يجب أن نكون قد تجاوزنا الحوار إلى ضرورة البحث عن حلول، فالحوار المطلوب الآن ليس من أجل تبادل وجهات النظر بقدر ما هو حوار بين جميع الأطراف من أجل اكتشاف تلك الحلول وآليات التقدم بها.
*- بخصوص الخارج أكد المشاركين بالمؤتمر أن الجميع يرفضون التدخل الخارجي بمعناه العسكري في هذه اللحظة، لكنهم أضافوا أنه كلما تأخرت المعارضة والسلطة بإيجاد حلول سياسية، فإن ذلك سوف يفسح المجال أمام الراغبين بالتدخل الخارجي.
*- وأجاب لؤي حسين فيما يتعلق بالمحاولات الحثيثة لإيجاد مجلس انتقالي، بأن البلد في اعتقاده ليست بحاجة إلى مجلس انتقالي، لأننا لسنا في صراع على السلطة السياسية، بل نحن في صراع على الحريات، وهذا الصراع يجب أن يحسم لصالح الجماهير فقط.
*- وحول إمكانية توقف الحراك في الشارع لصالح أي عملية سياسية، أجاب الحقوقي بهاء الدين الركاض بصيغة استنكارية: ولماذا يتوقف ذلك الحراك؟ وهو الضامن الوحيد لاستمرارية التقدم بالشكل الصحيح، نحن كتيار منفتح على كل القوى السياسية والاجتماعية من اليسار الديمقراطيين وصولاً إلى الإسلاميين المعتدلين، ونحن لا نشكل حزبا سياسيا الآن، وقد يكون ذلك لاحقاً، أو قد تظهر بعض التعبيرات الحزبية من رحم هذا التيار.
حديث عن صفقة تركية سورية لتسليم الضابط المنشق هرموش
لميس فرحات من بيروت
بيروت: انشق مسؤول رفيع المستوى عن الجيش السوري في حزيران الماضي ليشكل “حركة الضباط الأحرار” في مسعى لحشد شخصيات عسكرية أخرى ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
في ذلك الوقت، قال العقيد حسين هرموش في مقابلة مع صحيفة الـ “تايم” أن استقالته تعود لأسباب أخرى، من بينها تلقيه أوامر بإطلاق النار على المدنيين المحتجين.
لكن بعد ثلاثة اشهر على هذا الحديث، ظهر هرموش في 15 سبتمبر على شاشة التلفزيون السوري الرسمي، “معترفا” بأنه لم يكن هناك مجموعة من المنشقين وأن جهات معينة دفعت له المال مقابل ان يكذب حول هذا الموضوع، من ضمنها جماعة الاخوان المسلمين، نائب الرئيس السابق المنفي عبد الحليم خدام وأبنائه، رفعت الاسد (عم الرئيس السوري ومرتكب مجزرة حماة الشهيرة عام 1982، يعيش حاليا في لندن)، إضافة إلى “معظم أعضاء اجتماع انطاليا ” وهو واحد من أكبر التجمعات المعارضة للأسد.
ونفى العقيد بأنه تلقى أوامر بإطلاق النار على المدنيين. وقال ان المجموعة الأولى التي بادرت إلى الاتصال به كانت حركة الاخوان المسلمين، واضاف “سألوني: ماذا تريد؟ قلت: “أعرضوا علي ما لديكم، لأعرف ما إذا كنت سأعمل معكم”.
وأشار هرموش إلى أنه تلقى الكثير من العروض وقد وعده الجميع بالأسلحة والمال “لكن لم يقدموا له شيئاً”، واصفاً المعارضة بأنها “عديمة الفائدة”.
واعتبرت الـ “تايم” أنه ليس من الواضح كيف انتهى المطاف بهرموش في قبضة النظام، ففي الأشهر القليلة الماضية كان يعيش في مخيم للاجئين في تركيا على مقربة من السورية، لكن وفقا لعدد من الاشخاص الذين كانوا على اتصال يومي بالعقيد، فقد اعتاد على الخروج من المخيم عدة مرات للتسلل عبر الجبال والعودة الى سوريا.
وفقد أثر هرموش منذ أكثر من أسبوع عندما ظهر على شاشة التلفزيون السوري الناطقة بإسم نظام الأسد، التي انتزعت منه اعترافات، يعتبر معظم الناشطين أنه أقر بها عن طريق التعذيب والتهديد.
وحذر العقيد رياض الأسعد، زعيم ما يسمى بالجيش السوري الحر، النظام السوري في شريط فيديو بث على موقع يوتيوب من الإساءة لهرموش، مطالباً بإعادته فوراً إلى تركيا “وإلا سنرد بقسوة وعبر العمليات العسكرية”.
ما ان أطلّ هرموش على شاشة التلفزيون السوري حتى بدأت التحليلات حول كيفية القبض عليه وتسليمه إلى السلطات السورية، ومدى صحة الاعترافات التي أدلى بها.
في هذا السياق، تناولت صحيفة الـ “غارديان البريطانية” الاتهامات التي طالت تركيا بكونها مسؤولة عن تسليم العقيد المنشق لنظام الأسد، ونقلت عن وسام طريف، عضو في منظمة حقوق الإنسان قوله أن “تركيا سلمت هرموش للسلطات السورية مقابل تسعة أعضاء من حزب العمال الكردستاني، جماعة كردية متشددة تعتبرها تركيا منظمة إرهابية.
وأضاف “لقد سمعنا من الأكراد أنه تم التوصل الى اتفاق”، مشيراً إلى أن الأتراك مهتمون بالعثور على تعريف واضح للدور الكردي داخل المجلس الانتقالي للمعارضة السورية.
وقال متحدث باسم الحكومة التركية انه لا يملك اي معلومات عن هرموش، كما ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سئل يوم الخميس عن الضابط المفقود، لكنه لم يقدم إجابة.
والقبض على منشق رفيع المستوى من الجيش السوري يعتبر ضربة للمعارضة السورية، في محاولة لإضعاف معنوياتها وإثارة الرعب في صفوف الجيش لمنع حدوث انشقاقات اخرى.
عوامل صمود الأسد: قيادات الجيش وأسواق روسيا والصين
لميس فرحات من بيروت
بيروت: يقول ديبلوماسيون غربيون أن نظام الأسد مستمر على الرغم من العقوبات ذات الأثر المحدود التي فرضتها الأمم المتحدة، مشيرين إلى أن سوريا تبحث عن مصادر جديدة لتصريف نفطها وتستفيد من انقسام مجلس الأمن حول عقوبات إضافية أكثر شدة.
في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ “وول ستريت جورنال” إلى أن إدارة الرئيس أوباما وحلفاءها الأوروبيين يخططون لمواجهة مطولة مع الرئيس السوري بشار الأسد، بعد مرور ستة أشهر على اندلاع الثورة السورية.
وشكك العديد من الدبلوماسيين الأميركيين والأوروبيين بإمكانية الأسد في الصمود هذه السنة، مع امتداد الاحتجاجات من جنوب سوريا في المناطق الريفية إلى المدن الكبرى مثل حماة وحمص. وقد فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حظراً على النفط السوري، الأمر الذي يهدد ثلث عائدات الحكومة.
لكن مسؤولين اميركيين واوروبيين يعتقدون أن القيادات العسكرية التي تنتمي بمعظمها إلى الطائفة العلوية، تبقى موحدة إلى حد كبير في دعم الرئيس بشار الأسد. وفي الوقت نفسه، لا تزال المعارضة منقسمة على خلفيات دينية وعرقية وجغرافية، بينما تعمل دمشق على إعادة توجيه تجارتها بعيداً عن أوروبا للحد من تأثير العقوبات.
وقال مسؤول أوروبي رفيع المستوى: “اعتقدنا أن نظام الأسد سيسقط مع انتهاء شهر رمضان المبارك. لكن لم نصل إلى ذلك حتى اليوم، فبشار يمكن أن يستمر لفترة طويلة”.
وما يساعد دمشق في جهودها لتجنب العزلة الدولية هو الانقسام في مجلس الأمن للأمم المتحدة، وتحديداً عرقلة فرض العقوبات من قبل روسيا وجنوب أفريقيا والصين والهند والبرازيل.
وفي حين يناقش مجلس الأمن فرض عقوبات أكثر شدة، يتريث مسؤولون أوروبيون وأميركيون في اتخاذ هذه الخطوة خوفاً من أن يؤثر ذلك على المدنيين السوريين.
أما الخيار العسكري، فتستبعده الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وتسعى بدلاً من ذلك إلى اقناع تركيا والدول العربية بفرض عقوبات من جهتها على النظام السوري.، كما انها تحاول ممارسة ضغط دبلوماسي ومالي لتقسيم طبقة رجال الأعمال في سوريا، وأفراد الجيش، لإبعادهم عن النظام.
ويقول مسؤولون سوريون أن حكومتهم تعمل على اتخاذ خطوات لإعادة تركيز التجارة بعيدا عن أوروبا، التي كانت الشريك الاقتصادي الرئيسي لدمشق في السنوات الأخيرة. وقال هؤلاء انهم لا يتوقعون مشاركة معظم الدول العربية والآسيوية في العقوبات، مشيرين إلى أن روسيا والصين يمكن أن تحلا محل الأوروبيين في شراء النفط السوري.
في المقابل، يشك مسؤولون أميركيون بقدرة سوريا على تحويل مبيعات نفطها إلى آسيا، وذلك بسبب عدم وجود خطوط الأنابيب وارتفاع كلفة الشحن.
وقال مسؤولون اميركيون أن هذه العناصر مجتمعة قد تجعل فترة الصراع في سوريا طويلة، إلا إذا تحركت العناصر العسكرية الرئيسية ضد الأسد، مشيرين إلى أن الأخير قادر على الاستمرار في السلطة في المستقبل المنظور، في ظل ازدياد القمع الذي يمارس على المعارضين.
مقتل 10 اشخاص واصابة العشرات برصاص الأمن
السوريون “ماضون حتى إسقاط النظام” بمزيد من الإصرار
خرج الناشطون السوريون في تظاهرات جديدة الجمعة تحت شعار “جمعة ماضون حتى إسقاط النظام” حيث سقط عدد كبير من القتلى والجرح برصاص الأمن، فيما يتم التحضير لتظاهرات أمام السفارات الروسية في جميع أنحاء العالم تنديداً بدعم موسكو للأسد.
دمشق: قتل عشرة اشخاص الجمعة في سوريا برصاص اجهزة الامن التي تواصل عملياتها في انحاء البلاد لقمع الاحتجاجات، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي تحدث من جهة اخرى عن العثور على ثماني جثث.
وقال المرصد “قتل أربعة أشخاص وأصيب 11 بجروح ثلاثة منهم بحالة حرجة خلال عملية مداهمات وملاحقات امنية في مدينة حلفايا” التي تبعد 17 كلم من مدينة حماة.
كذلك قتل شخص في قرية خطاب في محافظة حماة “خلال عمليات مداهمة”، وفق المصدر نفسه.
وفي مدينة حماة، قام عناصر امنيون بمحاصرة مسجد سعد بن ابي وقاص استباقا لتظاهرة مناهضة للنظام وفق ما افاد ناشطون في المكان، لافتين الى ان طائرات حلقت في اجواء المدينة.
وشهدت حماة في تموز/يوليو تظاهرات كبيرة ضمت مئات الالاف وطالبت باسقاط النظام السوري، لكن هذه التحركات قمعت في عمليات امنية واسعة النطاق.
من جهة اخرى، قتل ثلاثة اشخاص في قريتي سرجة وكفر عويد في منطقة جبل الزاوية (شمال غرب) برصاص قوات الامن التي قامت بعمليات دهم في هذه المنطقة شمال غرب سوريا.
وفي حمص (وسط) قتل متظاهران برصاص عناصر الامن خلال تجمعات في بضعة احياء شارك فيها الاف الاشخاص، كما ذكر المرصد السوري وناشطون.
على صعيد آخر، تحدث المرصد السوري عن العثور على ثماني جثث، ست في جبل الزاوية واثنتان في حمص. وقتل القسم الاكبر من هؤلاء الاشخاص في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة خلال عمليات شنتها قوات الامن.
واعلن التلفزيون السوري من جهته ان عنصرا من قوى الامن قتل وان اربعة آخرين اصيبوا في محافظة درعا (جنوب) خلال هجوم شنته “مجموعات ارهابية مسلحة” على قوات الامن.
وما زالت الاتصالات الهاتفية مقطوعة الجمعة في مدينة الزبداني التي “تشهد منذ فجرالثلاثاء الماضي عمليات مداهمات وملاحقات امنية اسفرت عن مقتل شاب واعتقال 153 شخصا” كما اضاف المرصد.
وفي حمص (وسط) توفي الجمعة شاب في حي الحمرا متأثرا بجروح اصيب بها الخميس لدى اطلاق الرصاص على سيارته، فيما توفي شابان الخميس متاثرين باصابتهما خلال عمليات امنية اليومين الماضيين.
ودعا الناشطون إلى التظاهر اليوم الجمعة تحت شعار “جمعة ماضون حتى اسقاط النظام”. وكتبوا على صفحتهم على فايسبوك “عندما نقتل نزداد اصرارا، عندما نعتقل نزداد اصرارا” واضافوا “الثورة انطلقت ولن يوقفها سوى اسقاط النظام”. واضافوا “جيل جديد ولد في سوريا خلال ستة اشهر من الثورة، جيل لا يقبل الخنوع لطاغية ولا السجود لصوره”.
ودعا الناشطون على صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011” الجاليات السورية للتظاهر يوم السبت أمام السفارات الروسية في العالم تنديداً بدعم موسكو لنظام، على غرار تظاهرة يوم الثلاثاء التي أطلق عليها اسم “ثلاثاء الغضب من روسيا”.
وشدّد المنظمون على أن الداخل السوري يوم الثلاثاء الماضي قام بـ50 في المائة بتحركه لتبقى 50 في المائة أخرى يتممها المغتربون السوريون يوم السبت المقبل. وعمم الناشطون شعارات بالعربية والروسية ليتم حملها خلال التظاهرة.
ميدانياً تواصل قوات الامن عملياتها الامنية والعسكرية في مختلف المدن، وقال المرصد السوري لحقوق الانسان “لليوم الثالث على التوالي تنفذ قوات امنية وعسكرية سورية حملة مداهمات واعتقالات في مدينتي الزبداني ومضايا واسفرت الحملة عن اعتقال 126 شخصا خلال الايام الثلاثة الماضية”.
وتتواصل عملية عسكرية واسعة النطاق ايضا في جبل الزاوية (شمال غرب) بعد مقتل ثمانية اشخاص الاربعاء بحسب المرصد الذي اشار الى ان خطوط الهاتف لا تزال مقطوعة في مدينة سراقب. وفي حمص (وسط) توفي شابان الخميس متاثران باصابتهما خلال عمليات امنية اليومين الماضيين.
ومنذ بدء حركة الاحتجاج في منتصف اذار/مارس اوقعت حملة قمع الاحتجاجات اكثر من 2600 قتيل غالبيتهم من المدنيين بحسب الامم المتحدة. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فان اكثر من 70 الف سوري اوقفوا خلال هذه الفترة. وقال عبد الرحمن “ما زال عدد المعتقلين حتى الان يربو عن 15 الف معتقل” مضيفا “وهناك الالاف من المتوارين لا يعرف اذا هم متوارون او معتقلون”.
واضاف عبد الرحمن “استخدمت المدارس والملاعب الرياضية كمراكز اعتقال”. ويقول برهان غليون مدير مركز دراسات الشرق في جامعة السوربون ان شباب الثورة ولو انهم يتبعون هدفا محددا وهو اسقاط النظام، الا انهم “غاضبون من عجز المعارضة الرسمية على الاتحاد”. وقد عين غليون في 29 اب/اغسطس بدون علمه رئيسا للمجلس الوطني الانتقالي السوري من قبل لجان تنسيق الثورة.
من جهته يواصل النظام السوري تجاهل الادانات الدولية. وقالت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان في تصريحات نشرتها الصحافة المحلية ان “الاولوية الان في سوريا هي لاستعادة الامن والاستقرار والسير قدما بالاصلاحات التي بدات بشكل حثيث”. واضافت “ما تواجهه سوريا من ضغوط غربية ياتي كجزء من مخططات كبرى في الغرب من اجل تفتيت العالم العربي”.
دبلوماسياً، اعتبر البرلمان الاوروبي الخميس ان الرئيس السوري “فقد شرعيته” بسبب استعمال القوة ضد المتظاهرين ودعاه الى التنحي “فورا”. وفي قرار صادق عليه في ستراسبورغ، دعا البرلمان الاوروبي “الرئيس بشار الاسد ونظامه الى التنحي فورا عن الحكم”. وادان النواب ايضا في قرارهم “التصعيد في استعمال القوة ضد المتظاهرين المسالمين والمطاردات العنيفة والمنهجية بحق الناشطين المطالبين بالديمقراطية والمدافعين عن حقوق الانسان والصحافيين”.
وفي باريس، تستقبل وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة اعضاء من المعارضة السورية من اجل تطوير اتصالاتها مع المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد كما اعلن المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو. وقال فاليرو في تصريح صحافي “كانت لنا على الدوام اتصالات مع المعارضة، في سوريا والخارج. وكما اكد وزير الخارجية (الان جوبيه) ان نيتنا هي تطوير هذه الاتصالات”.
ولم يشأ المتحدث الكشف عن هوية الاشخاص الذين سيتم استقبالهم في وزارة الخارجية لاسباب تتعلق بـ “امنهم”. وقد اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس انه يهدي الزيارة التي قام بها الى طرابلس برفقة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى كل “الذين يتطلعون الى سوريا حرة”.
اردوغان للاسد: ولى عصر القادة “الطغاة“
وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي يزور ليبيا الجمعة، انتقادات حادة الى الرئيس السوري بشار الاسد الذي يعمد نظامه الى قمع تظاهرات الاحتجاج منذ ستة اشهر، مؤكدا ان عصر القادة “الطغاة” قد ولى.
وقال اردوغان الذي اشاد بانتصار الثورة في ليبيا التي اطاحت القذافي عن السلطة، “لقد اثبتم للعالم انه لا يوجد نظام يمكن ان يسير ضد ارادة شعبه. وهذا ما يتعين ان يفهمه اولئك الذين يقمعون الشعب في سوريا”.
واضاف من دون ان يشير الى الرئيس السوري بالاسم “على هذا النوع من القادة ان يفهم ان زمنه قد ولى لان عصر انظمة الطغيان قد ولى”.
وقد ترجمت تصريحاته من التركية الى العربية.
وتقول الصحافة التركية ان اردوغان طلب من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وقف دعمه للنظام السوري الذي يقمع الثورة بعنف.
وتفيد الامم المتحدة ان اكثر من 2600 شخص معظمهم من المدنيين قد قتلوا في سوريا لدى قمع حركة الاحتجاج التي بدأت في 15 اذار/مارس.
وتركيا التي تقيم منذ سنوات علاقات ودية مع سوريا، ابتعدت عن النظام في دمشق بعد فشل جهودها الدبلوماسية من اجل الوقف الفوري للقمع.
وكان اردوغان قال قبل ايام ان “الشعب السوري لا يصدق الاسد، وانا ايضا”.
“خارطة طريق من سبع نقاط على النظام تنفيذها”
قالت مصادر سورية معارضة من اللجنة التحضيرية لمؤتمر هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سوريا إن المجلس الوطني الموسع المرتقب انتخابه غداً السبت بعد المؤتمر الأول للهيئة سيضع خريطة طريق على النظام السوري اتباعها “لتجنب سيناريوهات كارثية”.
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن الخطوط العامة لمهام ووثائق المجلس الوطني الموسع مازالت حتى اللحظة قيد الدراسة والتعديل للحصول على أوسع توافق عليها من أحزاب المعارضة السورية والشخصيات المعارضة المستقلة”، وأشارت إلى وجود “توافق عام عليها، ومن المرتقب أن يتم التوصل لصيغة نهائية لها قبل المؤتمر لأن لا خلاف عليها بشكل عام”.
ووصفت المصادر ما يجري في سورية بأنه “انتفاضة ـ ثورة”، وقالت إن وثائق المجلس الوطني ستشدد على أن “لا طريق للتراجع في الثورة السورية بعد وجود شهداء بالآلاف وجرحى ومعتقلون بعشرات الآلاف وملاحقون لا يعرف عددهم من أبناء الشعب، وصور تنكيل وإهانات وإذلال، وجيش جرار يترك ثكناته ليتوجه نحو الداخل لقمع شعبه، واقتصاد منهوب يتدهور بسرعة، وثروات تُهدر على القتل والقمع، ونظام يمعن في إنكار حق الشعب في الحرية والكرامة”.
وستشدد على ضرورة عدم الفصل بين قوى الفعل الميداني الثائرة وبين خزان الخبرة السياسي والنضالي والتنظيمي الذي تمثله قوى المعارضة، كما ستؤكد على ثلاثة لاءات (لا عنف، لا تدخل عسكري، لا طائفية).
ورجّح أن يتم التوافق على خارطة طريق من سبعة نقاط تسلسلية ضمن مهلة زمنية لتجنب سيناريوهات كارثية في سورية. وتشمل النقاط، أولاً اعتراف النظام بالحراك الشعبي ومشروعية أهدافه، وحق الشعب ببناء النظام السياسي الديمقراطي التعددي، ثانيا وقف العنف والتعامل الأمني العسكري وسحب الجيش وقوى الأمن من المدن، وإسناد مهمة حفظ الأمن إلى قوى الأمن الداخلي فقط، ثالثا إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والموقوفين جميعاً، وتكريس كل من فقد حياته في الحراك شهيداً، رابعا إحالة المسؤولين عن الخيار العسكري ـ الأمني ومرتكبي جرائم القتل والتعذيب إلى المحاكم. وتكمن النقطة الخامسة في الاعتراف بحق التظاهر السلمي وتنظيمه دون أي شروط، والسادسة بتعليق العمل بالمادة الثامنة من الدستور حتى إقرار دستور جديد، والسابعة والاخيرة هي إعلان دخول البلاد في مرحلة انتقالية تتولى السلطة التنفيذية فيها حكومة وحدة وطنية تتمتع بكل الصلاحيات اللازمة لقيادة مرحلة الانتقال نحو النظام الجديد المنشود، وما يتطلبه من إجراءات سياسية واقتصادية وقانونية وثقافية وإعلامية.
وفي حال لم تتحقق هذه الخطوات (الشروط) أعلن أن المجلس الوطني “سيقوم بالتصعيد بكل السبل السياسية والقانونية والدبلوماسية السلمية، وسيدعو إلى الإضراب العام والعصيان المدني الشامل.
الحريري: الشعب السوري يشكل عنوانا للكرامة العربية
من جانبه، اعتبر رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري في بيان صاد عن مكتبه الإعلامي يوم أمس أن الشعب السوري يشكل “عنوانا للكرامة العربية ونموذجا للشعوب” التي تسعى إلى الديمقراطية.
وقال الحريري في بيانه: “من المؤسف أن يكون الحراك العربي الذي يحقق اندفاعاته نحو الديمقراطية، في وقت يتعرض النظام الديمقراطي في لبنان لنكسات متعددة نتيجة الإمعان في سياسات الاستئثار ومحاولات إلغاء الآخر”. وأضاف: “إننا (…) نعبر عن مخاوف حقيقية على النظام الديمقراطي»، متابعا: «مصدر هذه المخاوف كان وسيبقى غلبة السلاح في كل المراحل. فالسلاح هو عدو الديمقراطية الأكبر وعدو الاستقرار”.
الصليب الاحمر يدين الهجوم على الخدمات الطبية في سوريا
دانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الجمعة الهجمات على الخدمات الطبية في سوريا مؤكدة ان فرق الاغاثة وسيارات الاسعاف تعرضت لاطلاق النار مرارا في البلاد.
وقالت بياتريس ميغيفاند-روغو رئيسة اللجنة الدولية للصليب الاحمر للعمليات في الشرقين الادنى والاوسط “من غير المقبول بالمرة ان يفقد المتطوعون حياتهم اثناء مساعدتهم اخرين لانقاذ حياتهم”.
وكان متطوع بالهلال الاحمر العربي السوري توفي هذا الاسبوع جراء اصابات لحقت به اثناء تأديته واجبه، بحسب ما اشارت اللجنة الدولية.
واصيب متطوعان اخران في الحادث نفسه حين تعرضت سيارة الاسعاف التي كانوا فيها لنيران كثيفة اثناء نقل احد الجرحى الى المستشفى.
وقال الصليب الاحمر “ليست هذه المرة الاولى التي يتعرض فيها افراد تابعون للهلال الاحمر وسيارات تابعة له لنيران او لهجمات اخرى منذ بداية العنف في سوريا”.
وحضت المنظمة كل الاطراف المعنيين على “احترام وتسهيل” عمل الصليب الاحمر لمساعدة المحتاجين.
ويتظاهر الاف السوريين يوميا منذ ستة اشهر ضد نظام بشار الاسد الذي ترد قوات امنه بعنف على المتظاهرين ما اسفر عن مقتل 2600 شخص بحسب الامم المتحدة.
معارضون: الرئيس السوري أكثر دموية من الحرس القديم
لميس فرحات من بيروت
أجمعوا على أنّ هذا الشبل من ذاك الأسد
يجمع معارضون سوريون التقتهم إيلاف على أنَّ الرئيس بشار الأسد يحمل كل مورثات والده الراحل من عدوانية وشراسة ووحشية. ويقولون إنّ الأسد الابن هو الناظم لإيقاع آلة القتل، لافتين إلى أنّ إيران وحزب الله يؤازران جيشه المنهك بمدّه بالمقاتلين.
مع إندلاع شرارة الثورة بسوريا في 15 آذار (مارس) الماضي، كثر الحديث عن وجود أجنحة تحكم البلد. بداية الأمر بدا أنه يمكن وقف هذه “الاحتجاجات” بتسوية ما تقضي بإقصاء هذا أو ذاك من منصبه لحل “الأزمة”.
لكن الوقائع المتلاحقة قطعت بأن الكلام عن تعدد مراكز القوى مجرد رغبات أو تكهنات، ذلك أنّ أكثرية المعارضين، أو أبرزهم، تجزم بأن الرئيس بشار الأسد هو الحاكم الفعلي والأول، في حين أن الآخرين هم من المساعدين ويقعون في موقع “خليَّة الأزمة” التي تدير المواجهة مع الشعب السوري.
يُرجِع عمر إدلبي ممثل لجان التنسيق المحلية، في حديث لـ “إيلاف” سبب تماسك النظام إلى وجود “خلية أزمة” يديرها الأسد ومستشاروه. والأمر عينه يؤكده رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون من باريس، قائلاً لـ”إيلاف” إنَّ “الأسد هو المسؤول عن كل ما يجري”، وهو “ليس بحاجة الى حرس قديم”.
ثورات “الربيع العربي” التي أدت إلى سقوط زين العابدين بن علي وحسني مبارك ومعمر القذافي، مستمرة في سوريا، على ما يؤكد عبد الرزاق عيد رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر، ونجيب الغضبان استاذ العلوم السياسية في جامعة اركنساس.
الأسد يحمل موروثات والده العدوانية
يجمع المعارضون السوريون الذين تحدثوا إلى “إيلاف” على ان الأسد هو الحاكم الفعلي لبلده، فضلاً عن كونه ناطقاً باسم خلاصة سياسية واقتصادية لمجموعة من المعاونين، لكنه يبقى المسؤول الأول والأخير عن كل ما يجري سياسياً وعسكرياً وأمنياً.
يرى عبد الرزاق عيد، العضو المؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق أن العناصر الثلاثة المكوّنة من الحرس القديم و بشار الأسد و التدخل الخارجي ممكن أن تكون مكمّلة لبعضها. وأضاف “لكني أعتقد أن بشار الأسد كشف على المستوى الشخصي أنه شخص يحمل مورثات أبيه من عدوانية وشراسة ووحشية، إضافة إلى الإطار الذي أحيط به من الجنرالات والجلاوزة والعتاولة القدامى”.
سوريا… ملعب على خط الزلازل
عملياً وقعت سوريا على خط الزلازل والهزات، وبات مستقبلها مفتوحاً على احتمالات عدة جراء الحملات العسكرية والأمنية التي أودت بحياة المئات.
مع سقوط عشرات القتلى في البداية، حاولت السلطات الرسمية التملص من المسؤولية، لكن غليون، مدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون بالعاصمة الفرنسية باريس شدد على أن الأسد هو “المسؤول عن كل ما يجري، وهو ليس بحاجة إلى حرس قديم، لأن بشار الأسد اكثر دموية منهم وهذا الأمر ظهر من خلال ممارساته”.
وأـضاف: “بشار الأسد مسؤول عن أعمال العنف والقتل والمجازر التي تحصل بحق المواطنين، والتي لم تعد خفية على أحد بعد ان رآها الناس ويروها كل يوم على الشاشات وبالصوت والصورة”.
الأسد ناظم إيقاع آلة القتل
ويتقاطع الناشط السياسي في مجال نشر الديموقراطية الغضبان مع غليون لجهة تأكيد مسؤولية الأسد الشخصية والمباشرة عما يحصل، فضلاً عن رفضه وتشدده بإزاء أية مطالبة بفعل ديموقراطي يعبر بسوريا إلى شاطىء الأمان والاستقرار.
وقال الغضبان لـ “إيلاف” إنَّه “منذ بداية الثورة وحتى قبلها، كنا كنشطاء نناشد الأسد بالانتقال الى الديموقراطية بشكل هادىء وتدريجي، لكنه لجأ إلى طريق آخر واختار الحل الأمني عبر القتل والقمع، وبالتالي فهو من يتحمل مسؤولية القرار لأنه المسؤول الأول والمباشر عما يجري”.
ويذهب إدلبي في حديثه أبعد من ذلك لجهة تحميل الأسد ومساعديه المسؤولية قائلاً:” الأسد يتحمل المسؤولية القانونية والسياسية عن كل قرار يُتخذ، وهو المسؤول عن أعمال العنف والقتل بحق المدنيين السلميين الذين يطالبون بالديموقراطية”.
ويضيف: “من المعروف في سوريا أن ضباط الأركان والأمن موالون تماماً للنظام الحاكم، وربما بعض القيادات العليا والوسطى تدين له بالولاء، وهم غير مغلوب على أمرهم. أما الغالبية العظمى من العسكر وصغار الرُّتَب فهم مضطرون لتنفيذ الأوامر”.
ويتابع: “بالنسبة إلى استعانة الأسد بجنرالات والده، أعتقد أن هذه المعلومة ليست جدية ودقيقة بشكل كامل، فأولئك ليسوا أفضل وأكثر اجراماً من الجنرالات والمستشارين الموجودين اليوم قربه”.
إيرانيون في جيش الأسد
يتوسع الحديث عن الوقائع الأمنية ليطال إيران وحزب الله، مع تأكيد البعض على وجود أدوار حقيقية ووازنة للطرفين في قمع السوريين، إذ إن عيد يعتبر “الدور الخارجي الايراني جزءا من الداخل السوري ومن النظام، والدليل على ذلك هو المقاتلين الايرانيين الذين استقدموا لقتل المتظاهرين”.
وما قاله عيد سبقته إليه دول كثيرة، خصوصاً الولايات المتحدة لجهة تأكيد التدخل الايراني لمؤازرة النظام ودعمه. والمعروف ان النظامين – السوري والايراني – يرتبطان بعلاقة تحالف وثيق منذ قيام ثورة الخميني عام 1979، وخلال الحرب العراقية – الايرانية. وقد عبرت هذه العلاقة عن متانتها سياسياً في لبنان واثناء الكثير من الأزمات الأمنية والعسكرية، واحياناً القضائية خصوصاً في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط عام 2005.
في كل الأحوال، يبقى الحديث عن التدخل الايراني وحزب الله في قمع المتظاهرين همساً في بيروت، إذ يقول احد المعارضين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، وهو يقيم في العاصمة اللبنانية إن “تدخل الطرفين كان مؤذياً جداً، لأنهما قدما مساعدات تقنية إليه ومداه بالمساعدة العملانية خصوصًا أن جيشه منهك، وهو في أعلى درجات استنفاره منذ آذار الماضي”.
وهم إستعادة تجربة مجزرة حماة
المثير للقلق بالنسبة للمعارضة هو “الوهم” الذي يعيشه الأسد في محاولته لاسترجاع تجربة “مجزرة حماه” إثر انتفاضة اندلعت عام 1982 بوجه والده الراحل حافظ الأسد، متناسياً الأسد الابن انه سيعيد التجربة من دون وعي وإدراك أن السياقات باتت مخالفة. فاليوم هناك اهتمام دولي بما يجري في سوريا، والمجزرة لم تعد محصورة في حماه كما قبل، بل باتت في سوريا كلها. وفي السابق كان حافظ الأسد يحظى بدعم دولي من الغرب والشرق (الحلف الأطلسي – حلف وارسو). أما اليوم فلا أحد يدعم سوريا سوى روسيا هذه الدولة السخيفة التي تبني سياساتها الخارجية على اساس صفقة سلاح، وايران الدولة التي ترسم سياساتها وفق عقلية العجوز، على ما يقول عيد.
بالإضافة إلى الإجماع على تحميله مسؤولية كل ما يحصل في سوريا، يرى المعارضون الذين تحدثت إليهم “إيلاف” أن الحديث عن أجنحة أو حرس قديم يدعم الأسد هو مجرد شائعات هدفها “تمييع” المسؤولية لإيجاد مخرج للحاكم الفعلي.
على هذا يصرّ الجميع على ان آلية اتخاذ القرارات الرئيسية هي في يد الأسد وحده، وان المساعدين والمعاونين هم “ادوات لا قدرة لهم” على المبادرة الى اي شيء.
الآن اصبحت سوريا في دائرة الخطر، وتحولت من لاعب اساسي في المنطقة، إلى “ملعب” قد ينزل الجميع إلى ارضه إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه. والأمر بدأ مع تركيا وقد لا يتوقف عند حدود الولايات المتحدة مروراً بدول الاتحاد الاوروبي، فضلاً عن دول عربية عدة.
الانتفاضة السورية في داريا تتحول إلى مواجهة قاتمة
أشرف أبو جلالة من القاهرة
رغم اثبات الحكومة السورية قدرتها على اختراق خلايا المتظاهرين في داريا وغيرها من المدن يواصل المعارضون تنظيم الاحتجاجات وتعلموا تكتيكات للتكيف مع بعضهم.
القاهرة: برزت مدينة داريا التي تقع على مشارف العاصمة السورية دمشق، والتي تشتهر بأعمال النجارة وحقولها الخصبة، باعتبارها نموذجاً يوضح وجهين للانتفاضة السورية بكونها: مرنة جداً لأن تفشل، وضعيفة جداً لأن تُحتمل.
فمع مرور ستة أشهر بالتمام والكمال على تلك الثورة التي بدأت من أجل الإطاحة بنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، تعلم المتظاهرون والأفراد المنتمون إلى قوات الأمن “تكتيكات يمكنهم الاستعانة بها من أجل التكيف مع بعضهم البعض في تلك المواجهة”.
وأكدت في هذا السياق اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية أن “المأزق” الذي أعقب ذلك ليس إلا تعبير لطيف للغاية لوصف حصيلة الضحايا الذين قدرت أعدادهم، وفقاً لإحصاء الأمم المتحدة، بـ 2600 متوفياً. غير أن أزمة من هذا النوع قد برزت، بعدما أثبتت الحكومة قدرتها على اختراق خلايا المتظاهرين في داريا وفي غيرها من المدن المنتشرة بجميع أنحاء البلاد. ومع هذا، واصل المتظاهرون نشاطاتهم على الرغم من حملة الاعتقالات والقوة الساحقة التي استخدمت ضدهم.
وعلى حسابها الشخصي على موقع التدوين المصغر “تويتر” عقب انتهاء تظاهرات يوم الجمعة الماضي، كتبت الناشطة السورية مهجة كهف ” قوات الأمن في داريا تعيش في حالة ذهول”. وقال ناشط آخر بالقرب من داريا يدعى بشير جودت سعيد :” اعتقل أكثر من 20 ناشطاً ميدانياً وآخرين ينظمون الاحتجاجات، وتظاهرت المدينة كما هي العادة. وبدا الأمر وكأن شيئاً لم يحدث”. ورأت النيويورك تايمز أن التساؤل الذي يطرح نفسه الآن هو : إلى متى قد يستمر هذا المأزق غير المريح، ومتى ستتحول بالفعل حالة المد والجزر الحاصلة الآن، وإلى أين ستذهب؟
وأوضح الناشطون أنه على مدار الأسابيع الماضية، قامت قوات الأمن في داريا باعتقال أكثر من 20 شخصاً شاركوا في تخطيط وتوثيق الانتفاضة، التي بدأت في منتصف آذار/ مارس الماضي، في مدينة درعا الجنوبية الفقيرة. وكان آخر من ألقي القبض عليهما غياث مطر ويحي شربجي، الذين اعتقلا الأسبوع الماضي، بعد أن تم استدرجهما من منزل آمن كانا يختبئان فيه. وقد تعرضا بعدها للتعذيب، وفقاً لروايات ناشطين.
وبعد مرور 4 أيام، توفي غياث، وأظهر مقطع مصور حقيقة تعرضه لحروق وضربه عن طريق الجَلد فضلاً عن آثار الطلقات النارية التي ظهرت على جسده. وإلى الآن، لا يزال مصير شربجي غير معلوم. وفي بيان لها هذا الأسبوع، قالت منظمة العفو الدولية إن شربجي في خطر استثنائي. فيما نقلت الصحيفة عن أقرباء وأصدقاء له قولهم إنهم يعتقدون أنه (شربجي) قد نُقِل للمستشفى العسكري رقم 601 في منطقة المزة بدمشق، لكن حين حاولت مجموعة مكونة من 15 شخصاً أن تتأكد إذا ما كان موجوداً بالمستشفى أم لا، أنكر الحراس هناك وجوده، ومنعوهم من الدخول.
وتابعت الصحيفة حديثها بنقلها عن إياد شربجي، وهو ناشط سياسي، قوله :” حياة الناشطين السوريين أضحت في خطر متزايد. فهم يواجهون خطر الموت والتعذيب والإذلال في كل مرة يغامرون فيها وينزلون إلى الشارع. وهو نفس حال أسرهم كذلك”.
وقال أيضاً أحد أقرباء غياث ويدعى أبو عمر، ويبلغ من العمر 35 عاماً :” غياث كان يحرج النظام بمبادئه وأخلاقه العالية، بينما يحب النظام التعامل مع الأشخاص المتطرفين كي يبرر حملته العسكرية القمعية. لكن مع غياث، عرف النظام أنه سيكون الخاسر”.
وأخبرت الحكومة أسرة غياث بأنه تعرض لعملية إطلاق نار من جانب “عصابات مسلحة”، وهي الجملة التي أضحت كناية تستخدمها الحكومة عند وصف قوى المعارضة. وبعد أن لفتت الصحيفة إلى ذلك الاتجاه الجديد الذي بدأ يظهر بين المعارضين والناشطين، مع تزايد أعداد القتلى والمعتقلين في ظل استمرار الانتفاضة، بخصوص ترك وصاياهم، تحسباً لاحتمال تعرضهم للموت في أي لحظة، مثلما فعل الناشط غياث مطر، نقلت عن سيدة تدعى حنان، تشارك مجموعة من الناشطين البحث عن شربجي، قولها ” الشعب السوري مبدع بما فيه الكفاية لإيجاد سبل يمكنه أن يتغلب من خلالها على القمع ومواصلة المسيرات الاحتجاجية”.
وقال لؤي حسين، الناشط السياسي البارز في دمشق “يعتمد المستقبل على الوضع الحاصل على أرض الواقع. فكلما زاد قمع النظام، كلما كانت فرص العنف أكبر”.
اتصالات روسية “تحت الطاولة”.. ودمشق زوّدت العربي “بملف موثّق” وتجري اتصالات مع قيادات تركية من “معارضي أردوغان“
الأسد مدعو أوروبيًا “للتنحي فورًا” والأميركيون “لمغادرة سوريا فورًا”..والنظام مطمئن “لإنجازاته”
مع مضي ستة أشهر على انطلاق الثورة السورية بزخم تصاعدي وتصميم ثابت اختصره مسمى هذا الجمعة: “ماضون حتى إسقاط النظام”.. تواصل المعارضة السورية حراكها “السلمي” باتجاه تحقيق مطلبها وفق تأكيد “المجلس الوطني السوري” الذي أعلن من اسطنبول تشكيلته المكوّنة من 140 عضوًا “بحضور دبلوماسيين من كندا وهولندا واليابان والسودان شاركوا في المؤتمر بصفة مراقبين” حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية “أ.ف.ب”، في وقت أعلنت الخارجية الفرنسية عقد سلسلة اجتماعات في باريس مع وفد من المعارضة السورية من “أجل تطوير الإتصالات مع معارضي” نظام الأسد، وفق ما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو من دون أن يفصح عن أسماء الشخصيات المعارضة التي ستستقبلهم خارجية بلاده، لأسباب تتعلق بـ”أمنهم”.
إلى ذلك، وفي حين سارعت واشنطن على لسان المتحدث باسم خارجيتها مارك تونر إلى إعلان ترحيبها بتشكيل المعارضة السورية “المجلس الوطني” الذي يهدف “وسط صعوبات كبيرة” إلى تنسيق تحركات السوريين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، برزت دعوة الولايات المتحدة في مذكرة تحذيرية صادرة عن الخارجية الأميركية رعاياها إلى “مغادرة سوريا فوراً طالما أن وسائل نقل تجارية لا تزال متوفرة”، مشددة في الوقت عينه على أنّه يتعين على الأميركيين الذين سيبقون على الأراضي السورية “الحد من تنقلاتهم غير الأساسية”، ولفتت الإنتباه في هذا السياق إلى أنّ رفض الحكومة السورية السماح للدبلوماسيين الاميركيين بالتنقل في البلاد “يحد بشكل خطير من قدرة الموظفين القنصليين على مساعدة المواطنين الاميركيين خارج دمشق”.
في غضون ذلك، وإذ اتّهم أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الأسد بأنّه “لم يفِ بالوعود الكثيرة التي قطعها”، ودعا في المقابل إلى القيام “بعمل دولي موحّد” ضد النظام السوري “بعد تجاهله الدعوات الملحّة من جامعة الدول العربية وغيرها من المنظمات الدولية، لوقف “الطريقة القمعية المفرطة في التعامل” مع الاحتجاجات في سوريا.. أكد البرلمان الأوروبي أن “الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته بسبب استعمال القوة ضد المتظاهرين”، ودعاه إلى “التنحّي فورا”، وذلك قبيل إقرار الإتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل حزمة عقوبات جديدة على النظام السوري تحظر بشكل أساس على الشركات الأوروبية المشاركة بأعمال التنقيب واستخراج المواد النفطية في سوريا.
أما على الضفة المقابلة، فيقف النظام السوري واثقًا من خروجه من أزمته الداخلية، في ظل ما حققته أجهزته من “إنجازات أمنية نوعية خلال الفترة الأخيرة” وفق ما أكد مصدر معني في دمشق لموقع “NOW Lebanon” مشيرًا في هذا السياق إلى أنّ “بعض هذه الإنجازات كُشف عنها، لكن هناك الكثير منها لن يتم الكشف عنه في هذه المرحلة”.
وعلى المستوى السياسي، قال المصدر إنّ “أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي خرج من زيارته دمشق متفهمًا لواقع الأزمة السورية بعد أن سلّمته السلطات السورية ملفا موثّقا عما يجري على أراضيها، في ظل القبض على عدد كبير من المجموعات الأمنية المناهضة للنظام”، كما كشف المصدر من جهة ثانية عن “إتصالات تجريها موسكو من “تحت الطاولة” مع أطراف معنية بالوضع السوري، بالتوازي مع مفاوضات حثيثة تجريها السلطات الروسية مع قوى المعارضة السورية بغية إطلاق حوار، في دمشق، بينها وبين النظام”.
أما على صعيد العلاقات السورية – التركية، فقد كشف المصدر المعني في دمشق عن “اتصالات أجرتها قيادات سياسية تركية بالسلطات السورية أكدت لها وجود تباين في وجهات النظر في تركيا حيال الموقف من سوريا”، موضحًا في هذا المجال أنّ “رئيس حزب الشعب التركي المعارض عبّر خلال اتصالاته مع المسؤوليين السوريين عن امتعاض شخصيات تركية عسكرية وسياسية من مواقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تجاه سوريا، وأكد أنّ الوضع بات مربكًا للحكومة التركية في ظل اتجاه هذا الامتعاض التركي نحو مزيد من التفاعل في الفترة المقبلة”.
“المجلس الوطني السوري”: نرفض التدخل العسكري الأجنبي لكننا نطالب بحماية المدنيين
لفت عضو “المجلس الوطني السوري” المعارض من اسطنبول نجيب الغضبان إلى أنَّ “الانتفاضة السورية دخلت شهرها السابع، وعملية النضال تستمر سلمية”. وفي إتصال مع قناة “أخبار المستقبل”، قال الغضبان: “نحن سنستمر في النضال السلمي حتى إسقاط النظام السوري لكن عمليات القتل والقمع والتعذيب والقتل تحت التعذيب وإنتهاك الحرمات والبيوت وقصف المأذن قد تأخذ الأمر لدى بعض النشطاء والشباب إلى أن يفقد الجميع السيطرة وتبدأ الناس بالدفاع عن النفس ونصبح في اتجاه آخر نحن لا نريده”.
وأضاف الغضبان: “نحن ضد التدخل العسكري الأجنبي الذي يؤدي إلى إحتلال البلاد بل لدينا مطالب بحماية المدنيين، والمجتمع الدولي يمتلك عدة تصورات لحماية المواطنين، ونعتقد أن المجتمع الدولي يمكن أن يعزل النظام السوري دبلوماسياً وأن يفرض حصاراً على شخصيات النظام”، وفي هذا السياق لفت الغضبان إلى أنَّ “الشعب السوري ليس لديه مشاعر مودّة نحو تدخل أجنبي، ولا يريد أن يستدعي الاجنبي ليحل له مشاكله، لكن هذا شيء مرتبط بحقوق الانسان، والشعب السوري الذي يقتل بدم بارد من حقّه أن يطالب بالحماية”.
ورأى الغضبان أنّ “الموقف العربي كان الموقف الأضعف بالنسبة للمواقف الدولية”، مضيفاً: “رأينا كيف أن جامعة الدول العربية قدّمت مبادرة لا تلبّي طموحات الشعب السوري بأي شكل من الأشكال”. وختم بالقول: “الأمر واضح فإن الشعب السوري مصمم على تحقيق مطالبه ولا عودة عن ذلك”.
قتلى بجمعة “إسقاط النظام” بسوريا
سقط 20 قتيلا برصاص قوات الأمن السوري في يوم خرجت فيه مظاهرات عارمة بعدة بلدات ومدن واختار له الناشطون شعار “جمعة ماضون حتى إسقاط النظام”، في إشارة إلى إصرار المتظاهرين على المضي في الاحتجاجات التي دخلت شهرها السابع وتطالب برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد القتلى برصاص الأمن السوري ارتفع إلى 20 جلهم سقطوا في ريف حماة (وسط) وحمص (وسط) ومحافظة إدلب والعاصمة دمشق.
وأوضحت الهيئة العامة والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن القتلى سقطوا خلال المظاهرات التي خرجت في مناطق مختلفة بحماة وحمص وجبل الزاوية في محافظة إدلب.
وأفاد ناشطون أن قوات الأمن ومن يسمون بالشبيحة مدعومة بالجيش اقتحمت بصر الحرير وخربة غزالة وتسيل في محافظة درعا، وذكروا أن هذه القوات هدمت مئذنة مسجد مصعب بن عمير في بصر الحرير. كما سجل إطلاق نار كثيف في كفر زيتا بريف حماة، كما تمت محاصرة المصلين في مسجد البلدة.
وقد خرجت المظاهرات في عدة مناطق سورية بعد صلاة الجمعة رغم ما اتخذته السلطات السورية من تدابير وإجراءات استباقية، إذ نشرت دبابات ووحدات عسكرية بطول البلاد وعرضها ترقبا لمظاهرات اليوم الجمعة.
وإلى جانب تلك التدابير واصلت قوات الأمن السورية شن حملات دهم وتفتيش واسعة النطاق بحثا عن المنشقين، شملت أيضا محيط الحدود اللبنانية السورية.
وقال ناشطون في الكسوة في ريف دمشق إن مظاهرات حاشدة خرجت في المنطقة رغم الانتشار الكثيف لقوات الأمن التي لم تطلق النار على المتظاهرين الذين رددوا عدة شعارت تعبر إحداها عن التضامن مع الضابط المنشق حسين هرموش.
وفي جبل الزاوية بمحافظة إدلب قال الناشط علاء الدين في اتصال هاتفي مع الجزيرة إن مظاهرات واسعة خرجت في المنطقة، وإن السلطات تابعت الموقف باستعمال الطائرات نظرا لوعورة المنطقة.
وقال المتحدث باسم “لجان التنسيق المحلية في سوريا” الناشط السوري عمر إدلبي إن المسيرات والمظاهرات لن تتوقف مهما كانت الوسائل الوحشية التي يستخدمها النظام ضد المتظاهرين.
مظاهرات واسعة
وفي بعض تفاصيل المظاهرات التي خرجت بمختلف أنحاء سوريا، أفادت الهيئة بأن مظاهرة خرجت في حي كفرسوسة بالعاصمة دمشق من جامع الشيخ علي الدقر.
وفي حي الميدان بدمشق فرضت قوات الأمن حصارا خانقا على المساجد وبالأخص جامع الدقاق أقدم جوامع الميدان وأكبرها، ورغم ذلك خرجت مظاهرة حاشدة في نهر عيشة بعد صلاة الجمعة.
وفي حي النازحين بمدينة حمص أطلقت قوات الأمن النار عند جامع الرفاعي، كما جرى إطلاق نار على المتظاهرين في حي الخالدية بالمدينة، وفي تلبيسة بمحافظة حمص أطلقت قوات الأمن النيران لتفريق المتظاهرين. كما شهدت مدينة الرستن بنفس المحافظة مظاهرة حاشدة.
وفي مدينة دير الزور (شرق) خرجت مظاهرات عارمة من مسجد التوبة في الجورة جوبهت بالرصاص الكثيف.
وشهدت محافظة دير الزور مظاهرات في بلدة القورية حيث خرجت مظاهرة حاشدة رغم التواجد الأمني والتعزيزات من أكثر من جامع، أبرزها جامع الإيمان وجامع الفاروق في جمعة “ماضون حتى إسقاط النظام”. كما خرجت مظاهرات حاشدة من منطقة العرفي والبوسرايا والجبيلة.
وفي ريف دمشق انطلقت مظاهرة في الزبداني رغم التواجد العسكري المكثف والحواجز، وردد المتظاهرون شعارات ينددون فيها بخيانة الجيش.
وفي حماة سُجل إطلاق رصاص كثيف وتصاعد الدخان عند جسر سلمية شرقي المدينة. كما خرجت مظاهرات في الحسكة (شمال شرق).
وكان سبعة أشخاص قتلوا أمس الخميس في جبل الزاوية بإدلب ومنطقة مضايا بريف دمشق وحي باب السباع في حمص.
غموض حول منشق
على صعيد آخر لا يزال الغموض يلف ملابسات ظهور المقدم السوري حسين هرموش على التلفزيون السوري بعد انشقاقه مطلع يونيو/حزيران الماضي ودخوله إلى الأراضي التركية وتشكيل “لواء الضباط الأحرار” الذي يضم عددا من ضباط الجيش المنشقين.
وتردد أن المقدم هرموش تعرض للاختطاف من جانب عملاء المخابرات السورية أثناء وجوده في تركيا وأعادوه مجددا إلى سوريا. غير أن وسائل إعلام لبنانية ذكرت أن تركيا سلمته إلى بلاده عقب اتفاق بين البلدين في هذا الصدد، وذلك دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وفي ظهوره على التلفزيون السوري قال هرموش في اعترافاته “لم يأمرني أحد خلال خدمتي في الجيش السوري بإطلاق النار على المدنيين أو غيرهم.. لم أر أو أسمع أي قائد في الجيش أعطى أوامر بإطلاق النار على المدنيين”.
وقال هرموش عقب هروبه من الجيش إن عددا من رموز المعارضة في الخارج تواصلوا معه.
وأشار إلى أنه اكتشف بعد ذلك أن أغلبية رموز المعارضة منحوه وعودا “من بينها مساعدات مادية ولوجستية وأسلحة وغير ذلك، لكن لم يتم الوفاء بأي منها”.
3272 قتيلا في الثورة السورية
أعلن موقع (شهداء سوريا) الإلكتروني المتخصص بإحصاء عدد قتلى المظاهرات في سوريا أن حصيلة ستة أشهر من الاحتجاجات ضد النظام في دمشق بلغت أكثر من 3200 قتيل ناهيك عن آلاف الجرحى والمعوقين والمعتقلين والنازحين.
وبحسب الأرقام التي أعلنها الموقع والذي يعرف نفسه بـ”قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية” فإن ضحايا ستة أشهر على الثورة السورية التي انطلقت في 15 مارس/آذار حتى التاسع من الشهر الجاري، بلغ 3272 قتيلا، بينهم 198 طفلا و143 امرأة.
وتتصدر محافظة حمص لائحة المحافظات من حيث أعداد القتلى بـ915 تليها درعا وإدلب بـ677 و423 قتيلا على التوالي.
أما بشأن أيام الجمعة التي باتت تشكل حجر الزواية لثورات الربيع العربي، جاءت “جمعة العشائر” في 10/6/2011 في المرتبة الأولى بـ209 قتلى، أما الأشهر الأكثر دموية فكان أبريل/نيسان حيث سقط في “جمعة الغضب” في التاسع والعشرين منه 163 قتيلا وفي “الجمعة العظيمة” في الثاني والعشرين منه سقط 153 قتيلا، وفي أول أسبوع منه “بجمعة الصمود” قتل 74 شخصا.
ورغم أن الحراك الثوري والتغطية الإعلامية دائما ما يركزا على أيام الجمعة فإن أرقام هذا الموقع المتخصص تشير إلى أن القتلى يسقطون بشكل شبه يومي وبالعشرات حيث تظهر إحصائيات الموقع أنه في “أحد مجزرة دير الزور” في السابع من أغسطس/آب قتل 144 شخصا وفي “أحد مجزرة هلال رمضان” نهاية يوليو/تموز سقط 140 قتيلا.
معوقون ومعتقلون ونازحون
في المقابل،أعلنت دمشق -التي تتهم “عصابات مسلحة” بقتل المدنيين والعسكريين السوريين- على لسان بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد من موسكو أن أعداد القتلى لا تتجاوز 1400 قتيل، 700 من رجال الأمن ومثلهم من “المتمردين”.
كما أشارت لجان التنسيق المحلية نقلا عن مركز توثيق الانتهاكات في سوريا إلى أن بين القتلى منذ انطلاق الاحتجاجات 481 عسكريا، لم تذكر كيف قتلوا. إضافة لنحو 2500 مدني حتى شهر أغسطس/آب الماضي.
وبين الأرقام الرسمية و”الثورية” تأتي أرقام مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لتشير إلى أن عدد القتلى بلغ 2600 قتيل حتى الحادي عشر من الشهر الجاري.
كما سقط آلاف الجرحى والمعوقين بسبب القمع والتعذيب الممنهج التي تمارسه قوات الأمن والشبيحة ضد المتظاهرين.
العمليات الأمنية والاقتحامات التي نفذتها القوات السورية صاحبتها حملات دهم واعتقالات، حيث بلغ عدد المعتقلين سبعين ألفا منذ بداية الأحداث بقي منهم 15 ألفا وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
فيما قدر مركز توثيق الانتهاكات في سوريا عدد المعتقلين بعشرات الآلاف وثق المركز أسماء 9885 منهم، من بينهم 107 نساء ومئات الأطفال والفتية الذين لم يبلغوا سن الرشد بعد.
أضف إلى كل هذه الحصيلة آلاف النازحين واللاجئين داخل وخارج سوريا الذين فروا إلى تركيا ولبنان.
أردوغان للأسد: عصر الطغاة ولى
صعّد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لهجته الحادة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا أن عصر من وصفهم بـ”القادة الطغاة” قد ولى، في وقت أشاد فيه بانتصار الثورة في ليبيا التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي من السلطة.
وقال أردوغان -في كلمة أمام حشد من المواطنين الليبيين بالعاصمة طرابلس، وهي آخر محطة له في من جولته في بلدان “الربيع العربي”- إن الشعب الليبي بإطاحته بالقذافي أصبح قدوة للآخرين الساعين للتخلص من القمع، كما أثبت للعالم أنه لا يوجد نظام يمكن أن يقف ضد إرادة شعبه.
وأكد أن هذه الحقيقة يتعين أن يفهمها أولئك الذين يقمعون الشعب في سوريا، مشددا على أن هؤلاء لن يتمكنوا من الوقوف على أقدامهم، لأن القمع والازدهار لا يستقيمان معا.
وأضاف أن “على هذا النوع من القادة أن يفهم أن زمنه قد ولى، لأن عصر أنظمة الطغيان قد ولى”، من دون أن يشير إلى الرئيس السوري بالاسم.
وكان أردوغان طالب الأسد مرارا بإنهاء حملة العنف ضد المحتجين، وزادت انتقاداته للأسد في الآونة الأخيرة، لكنها لم تصل إلى حد مطالبته بالرحيل.
وقال أردوغان الثلاثاء في القاهرة إنه لم يعد لدى الشعب السوري ولا هو أي ثقة في الأسد.
إشادة بالليبيين
وفي كلمة أخرى له بعد أداء صلاة الجمعة في ساحة الشهداء التي كان اسمها سابقا الساحة الخضراء في طرابلس، أشاد أردوغان بانتصار الشعب الليبي، داعيا آخر معاقل قوات القذافي إلى إلقاء السلاح.
وقال أردوغان إنه سعيد بأن يكون شاهدا على النصر وقيام الديمقراطية في ليبيا، وأشاد “بذكرى الشهداء الليبيين الذين استشهدوا من أجل وطنهم ودينهم كما فعل عمر المختار”، الشخصية الليبية الرمز في مقاومة الاستعمار الإيطالي، والذي يُحتفل هذه السنة بالذكرى الثمانين لإعدامه شنقا على يد الجيش الإيطالي.
ودعا أردوغان أهالي بني وليد وسرت غربي ليبيا إلى الانضمام لبقية الليبيين، مشددا على أن توحيد الصفوف سيساعد في تنمية ليبيا ليجعل منها أفضل بلدان المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل، أكد أردوغان أن ليبيا لكل الليبيين الذين سيقررون مستقبلها، مشددا على أن هذا البلد لن يكون عراقا جديدا.
ووعد بمساعدة الليبيين في إعادة إعمار المدارس ومراكز الشرطة وبناء مستشفى ومقر البرلمان المقبل ودار للأيتام في مصراتة.
وأضاف أن بلاده سترسل غداً مساعدات إنسانية إلى سرت وبني وليد وسبها، حيث يهاجم مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي فلول نظام القذافي.
وقال عبد الجليل “نتطلع إلى دولة ديمقراطية إسلامية تستلهم نموذجها من تركيا، إن الإسلام قادر على النهضة والتنمية”.
وسيتوجه أردوغان إلى مصراتة التي كانت في طليعة المناطق المناهضة لنظام القذافي وتكبدت خسائر جسيمة.
اتفاقات ثنائية
وكان في استقبال أردوغان في مطار طرابلس عبد الجليل ورئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي محمود جبريل، ثم تباحث مطولا مع القادة الليبيين بشأن مختلف مجالات التعاون بين البلدين، ومساهمة تركيا في عملية إعادة إعمار ليبيا.
وعقب انتهاء المباحثات، قال مسؤول المالية والنفط في المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي علي الترهونى -في تصريح صحفي- إن المباحثات تناولت مختلف مجالات التعاون بين البلدين، بينها المجالان الاقتصادي والاجتماعي، إلى جانب المواصلات والاتصالات والكهرباء والطاقة.
وأشار إلى أنه من المقرر إعادة تشغيل مطار طرابلس خلال الأيام القليلة القادمة، وسيستقبل مطار معيتيقة أيضا الرحلات الدولية.
ومن جهته، قال مسؤول ملف الكهرباء في المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي عوض البرعصي إنه سيتم خلال الأسبوع المقبل إرسال فرق تركية إلى ليبيا للعمل مع الطواقم الليبية لإعادة تشغيل وتوصيل الكهرباء إلى جميع الشبكات التي تشهد انقطاعا منذ فترة، خاصة في مناطق وسط وجنوب البلاد.
وقال مسؤول ملف الاقتصاد في المكتب التنفيذي عبد الله شامية إن “تركيا دولة قوية اقتصاديا، ولدينا معها العديد من اتفاقيات التعاون المشترك”، وأكد احترام كافة الاتفاقيات التي تصب في مصلحة الشعب الليبي، معربا عن أمله في عودة الشركات التركية سريعا للعمل واستكمال مشروعاتها.
وأشار إلى أنه سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشترك في مجاليْ الاستثمار والعمالة.
وكان أردوغان وصل إلى ليبيا قادما من تونس التي انطلقت منها شرارة الانتفاضات العربية، وذلك بعد محطة أولى في مصر. وأطاحت انتفاضات شعبية بنظام هذه الدول الثلاث منذ مطلع العام.
ويحظى أردوغان -الذي استقبل بحفاوة في مصر- بشعبية كبيرة في الدول العربية، خصوصا لمواقفه من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مقارنة بغالبية قادة دول المنطقة الذين يعتبرون عاجزين أمام إسرائيل.
وتأتي زيارته لليبيا غداة زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون لها.
36 قتيلا بجمعة “إسقاط نظام الأسد”
ارتفع عدد قتلى اليوم الذي أطلق عليه الناشطون السوريون “جمعة ماضون حتى إسقاط النظام” إلى 36 قتيلا في مختلف أنحاء سوريا.
ونزل المتظاهرون -في أكثر من مائة بلدة ومدينة في سوريا- إلى الشوارع متحدين القبضة الأمنية المشددة للنظام، حيث شهدت كل من ريف حماة وحمص وجبل الزاوية قرب إدلب ومنطقة نهر عيشة في ريف دمشق مظاهرات طالبت بإسقاط النظام في اليوم الأول من الشهر السابع للثورة.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل 15 شخصا في جبل الزاوية بإدلب. كما قتل سبعة آخرون في حماة، وأربعة في حمص، وثلاثة في درعا، وشخص واحد في دير الزور.
كما ذكرت المصادر حملة دهم واعتقالات قامت بها قوات الأمن السوري والجيش في كل من إدلب وحمص وريف دمشق.
وأفاد ناشطون للجزيرة بأن الجيش اقتحم منطقة بصر الحرير في درعا وهدم مئذنة مسجد مصعب بن عمير، وسط أنباء عن وقوع انشقاقات في الجيش. ولكن نشطاء سوريين قالوا إن قوات الجيش قتلت ستة مزارعين عندما داهمت المنطقة ضمن عمليات عسكرية متصاعدة تعقبا لمنشقين عن الجيش. وأضافوا أن الهجوم بدأ قبل صلاة الجمعة مباشرة في المنطقة قبالة الطريق السريع المؤدي إلى الأردن.
وفي المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن “قوات حفظ النظام في بصر الحرير بدرعا تعرضت لهجوم من مجموعات مسلحة من جهات عدة، بينها إطلاق نار من مئذنة أحد الجوامع في المنطقة، مما أسفر عن “استشهاد عنصر وإصابة أربعة آخرين”.
كما أفاد ناشطون من محافظة اللاذقية بوجود انتشار أمني مكثف وإغلاق لبعض الطرق لمنع مصلي الجمعة من الوصول إلى المساجد.
مظاهرات واحتجاجات
وخرجت مظاهرة في مركز مدينة إدلب شمال سوريا تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس بشار الأسد.
وفي إدلب أيضا خرجت مظاهرتان عقب صلاة الجمعة في مدينتيْ بنش ومعرة النعمان، طالب المتظاهرون فيهما برحيل النظام السوري.
وفي محافظة دير الزور، تظاهر مواطنون سوريون في مدينة البوكمال، وطالبوا بإسقاط النظام وتنحي الرئيس الأسد. كما خرجت مظاهرات عارمة من مسجد التوبة في الجورة جوبهت بالرصاص الكثيف.
كما شهدت محافظة دير الزور مظاهرات في بلدة القورية، حيث خرجت مظاهرة حاشدة رغم الوجود الأمني والتعزيزات من أكثر من جامع، أبرزها جامع الإيمان وجامع الفاروق. كما خرجت مظاهرات حاشدة من منطقة العرفي والبوسرايا والجبيلة.
وفي حماة سُجل إطلاق رصاص كثيف، وتصاعد الدخان عند جسر سلمية شرقي المدينة. كما خرجت مظاهرات في الحسكة شمال شرق البلاد.
وقد أظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت قوات للجيش والشبيحة تقوم بإطلاق مباشر للنار على المتظاهرين في مدينة دوما.
كما بث ناشطون على الإنترنت صورا لشخص كان قد قتل برصاص الأمن اليوم بعد صلاة الجمعة في مدينة تسيل في محافظة درعا.
وخرج معارضون سوريون من أهالي حي الوعر بمدينة حمص في مظاهرة، بحسب صور بثها ناشطون على الإنترنت.
وقد تظاهر المصلون بعد خروجهم من مسجد الحسن في حي الميدان بدمشق مطالبين بالحرية وإسقاط النظام.
وفي دمشق أيضا تظاهر أهالي حي القدم بعد صلاة الجمعة منادين بإسقاط النظام.
وشهدت مدينة حرستا بريف دمشق مظاهرة بعد صلاة الجمعة وطالب المتظاهرون بإسقاط النظام ورحيل الرئيس الأسد، بحسب صور بثها ناشطون على الإنترنت.
وفي ريف دمشق أيضا انطلقت مظاهرة في الزبداني رغم الوجود العسكري المكثف والحواجز، وردد المتظاهرون شعارات ينددون فيها بخيانة الجيش.
نازحون إلى لبنان
من ناحية ثانية، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان أن عدد النازحين السوريين إلى الأراضي اللبنانية ارتفع في سبتمبر/أيلول الجاري إلى 3580 نازحا، سلك معظمهم معابر شرعية لدخول لبنان، معظمهم من مناطق تلكلخ والعريضة وبابا عمرو والهيت والقصير.
وهذه القرى والمدن متاخمة للحدود مع منطقة وادي خالد شمال لبنان.
وقالت المفوضية في تقرير صدر الجمعة إن “معظم السوريين الذين نزحوا من قراهم في الأسابيع الأخيرة دخلوا لبنان عبر معابر شرعية، وذلك بسبب تشديد السلطات السورية رقابتها على المعابر غير الشرعية”.
وحذر التقرير من أن ذلك “قد يحول دون خروج أشخاص من سوريا، بسبب خوفهم من تقديم أسمائهم للسلطات السورية” على المعابر الشرعية.
مقتل 34 برصاص الأمن السوري في جمعة “ماضون حتى إسقاط النظام“
اقتحام وإطلاق نار في ريف درعا
دبي – العربية
أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط 34 قتيلاً وعشرات الجرحى في تظاهرات اليوم والتي أطلق عليها جمعة “ماضون حتى إسقاط النظام”.
وتوزع القتلى في عدة مدن، حيث سقط ستة في حماة وأربعة في حمص وتسعة في إدلب، وثلاثة في حوران ومثلهم في دمشق.
وشهدت معظم المناطق السورية مظاهرات حاشدة خصوصاً في دوما وحماة وحمص وريف دمشق.
مداهمات في ريف درعا
وقال نشطاء إن القوات السورية اقتحمت حلفايا بحثاً عن منشقين عن الجيش وسعياً لمنع خروج احتجاجات منتظمة تطالب بالديمقراطية بعد صلاة الجمعة.
كما اقتحم الأمن السوري بلدة بصر الحرير في ريف درعا وسط إطلاق نار كثيف. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن المظاهرات نشبت في الزبداني بريف دمشق رغم الانتشار الأمني الكثيف.
وذكر ناشطون أن الطيران السوري اخترق حاجز الصوت فوق معرة النعمان، في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وقد دعا ناشطون سوريون إلى التظاهر اليوم في جمعة سمّوها “ماضون حتى إسقاط النظام”.
وفي حمص، أفاد ناشطون أمس الخميس بأن إطلاق نار كثيف دوى في شارع القاهرة، كما تعرض حي الخالدية لأمر مماثل من قبل الجيش، وتعرض المتظاهرون في حي كرم الزيتون أيضاً لإطلاق الرصاص.
وفي محافظة إدلب، شهد حي بنش انقطاعاً في الاتصالات الأرضية والخلوية والإنترنت بشكل كامل، كما سُمع دوي إطلاق نار كثيف جنوبي جبل الزاوية حيث واصل الجيش عمليته العسكرية هناك لليوم الثاني على التوالي.
أما في ريف دمشق وتحديداً في حيي الزبداني ومضايا، فأفاد ناشطون أن شخصا على الأقل قُتل برصاص قوى الأمن أثناء حملة مداهمات ترافقت مع إطلاق نار كثيف.
وفي حرستا سقط عدد من الجرحى بعضهم وُصفت حالته بالخطيرة إثر إطلاق النار الذي شهدته المنطقة الشرقية من المدينة.
وفي درعا، أفاد ناشطون أن قوى الأمن شنت حملة مداهمات للبيوت واعتقلت عدداً من قاطنيها.
تركيا تنفي تسليمها المقدم “المنشق” هرموش للسلطات السورية
جدّدت دعوتها للنظام لوقف العنف وتحقيق إصلاحات
دبي – العربية.نت
نفت تركيا، اليوم الجمعة، أن تكون قد قامت بتسليم المقدم السوري المنشق حسين هرموش للسلطات في دمشق.
وجدّد بيان للخارجية التركية رغبة أنقرة في أن تقوم سوريا بإنهاء العنف وإيجاد حل للمشكلة بالطرق السياسية وتحقيق الإصلاحات التي ستلبي المطالب المشروعة للشعب بالمعنى الحقيقي.
وأشار البيان إلى أن الآلاف من السوريين دخلوا للأراضي التركية منذ بداية الانتفاضة في مارس/آذار الماضي، وأن تركيا عملت على إيوائهم وتوفير الحماية لهم.
محاولات تضليل
ومضى البيان للقول إنه شوهد في الفترة الأخيرة أنه يتم طرح الادعاءات المختلفة المتعلقة بالسوريين والمخيمات التي يتم فيها استضافة النازحين السوريين لتركيا. ويُلاحظ أن هذه الادعاءات تشكل في الأساس جزءاً من نشاطات التضليل التي تقوم
بها المصادر السورية إزاء قضاياها الداخلية. ولأجل تقييم الموضوع في أرضية صحيحة لوحظ أنه من المفيد عرض بعض الأمور على الرأي العام.
وأضح البيان أن الأشخاص الموجودين في المخيمات هم من المواطنين السوريين الذين لجأوا إلى تركيا بسبب التجارب السيئة والمخاوف التي عاشوها في سوريا. ولأجل إزالة الأسباب التي يتواجد بسببها هؤلاء الأشخاص في تركيا يتعين إزالة الأسباب التي دفعت بهم للهروب من سوريا. وأن هذا الأمر تقع مسؤوليته على الحكومة السورية.
وشدد البيان على أنه من غير الممكن إعادة أي شخص أتى إلى تركيا بهدف اللجوء من قبل تركيا، وذلك لأسباب إنسانية ووجدانية، بالإضافة الى عدم إمكانية ذلك من ناحية القوانين والمسؤوليات الدولية أيضاً، مبيناً أنه تم تسخير كافة الإمكانيات من أجل
استضافة الضيوف السوريين في المخيمات على أفضل وجه ولتوفير الراحة والأمن لهم. وقد تم تأييد هذا الوضع عدة مرات من قبل الخبراء المحايدين والأطراف الثالثة بما في ذلك المؤسسات التابعة للأمم المتحدة أيضاً، كما أنه يتم تلبية طلب الأشخاص الذين يرغبون في العودة الى سوريا دون تأخير. ولأجل تحقيق هذا الهدف يتم إجراء التنظيمات اللازمة بما في ذلك النقل.
وأضاف البيان أنه في ظل الظروف الراهنة فإنه ليس مدار الحديث ان تقوم تركيا بإعادة أي مواطن سوري الى سوريا أو أي دولة أخرى على عكس رغبته. وفي هذا الاطار يتعين التأكيد بشكل خاص على أن الادعاءات المطروحة في الأيام الأخيرة والمتعلقة بالمواطن السوري المسمى حسين همروش عارية عن الصحة.
انشق احتجاجاً على المجازر
وذكر الموقع الفارسي للإذاعة الألمانية “دويتشه فيلة” في نبا له، أن حسين هرموش انشق عن الجيش السوري في يونيو هذا العام احتجاجاً على المجازر في جسر الشغور، والتحق بالمعارضين وشوهد هذا الضابط قبل 15 يوماً في مخيم اللاجئين السوريين بتركيا وعاد بعد ذلك إلى جسر الشغور ولكن حوصر واعتقل هناك.
وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قد تطرقت إلى الاتهامات التي طالت تركيا بكونها مسؤولة عن تسليم هرموش لنظام الأسد، ونقلت عن وسام طريف، عضو في منظمة حقوق الإنسان قوله إن “تركيا سلمت هرموش للسلطات السورية مقابل تسعة أعضاء من حزب العمال الكردستاني”.
اعترافات هرموش
وكان التلفزيون السوري قد بث أمس الخميس صوراً تظهر اعترافات المقدم حسين هرموش، أول ضابط في الجيش السوري أعلن انشقاقه، وذلك بعد أيام من اختفائه وسط جدل حول تمكّن السلطات السورية من القبض عليه.
وتناول هرموش خلال لقاء اللقاء مسيرته منذ الانضمام للجيش السوري، والدورات التي تلقاها ، حتى ترقيته لرتبة مقدم، ثم انشقاقه عن الجيش السوري في شهر يونيو /حزيران الماضي.
وقال إن أسباب انشقاقه هو الأحداث الدامية التي شهدتها سوريا وقال إن عصابات مدينة كانت تقتل المدنيين، وقال إنه لم يتلق أي أوامر بقتل المتظاهرين، كما أنه لم يشاهد أي عسكرييين يطلقون النار على مدنيين.
وأشار إلى أنه كان يتواصل مع معارضين في الخارج، ولكن جميعهم كانوا يقومون بذلك من أجل أغراض ومصالح خاصة.. ونفى هرموش أن يكون قد قام بإطلاق النار على عسكريين.
وقال إن حديثه عن انضمام عدد كبير لهم في جسر الشغور كان عبارة عن دعاية فقط.
وأشار هرموش إلى أنه تلقى اتصال من العديدين وكان أولهم الإخوان المسلمين، وأوضح أن بعض المعارضين اقترحوا إقامة منطقة عازلة على الحدود بين سوريا وتركيا، وأن اسماء عديدة عرضت المساعدة من أموال وأسلحة، ولكن لم يتم تقديم اي شيء فعلياً.
وتطرق لاتصال عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق به، وأنه أيضاً لم يقدم له شيئاً من الدعم، وأن ما جرى هو مجرد كلام واتصالات.
“آزادي”.. فيلم يوثق الثورة في المناطق الكردية السورية يفوز بجائزة “روتردام”
يتميز بلقطات حصرية لم تبث عبر وسائل الإعلام
دبي – العربية.نت
فاز الفيلم الوثائقي “آزادي” بالجائزة الفضية بمهرجان روتردام المصري بعد أن جسّد يوميات من الثورة السورية.
وقد صوّر فيلم “آزادي”، وتعني (حرية) باللغة الكردية، في شهر أغسطس/آب الماضي في منطقة القامشلي والمناطق الكردية الأخرى الواقعة شمال سوريا.
واستغرق العمل في الفيلم 5 أيام، وتضمن مشاهد حية من مظاهرات مناهضة للنظام، مصورة أثناء الثورة، وموثقة بتواريخ حدوثها، إضافة إلى مقاطع فيديو لتشييع الشاب زردشت وائلي في حي ركن الدين بدمشق، أو حي الأكراد الثائر منذ انطلاقة شرارة الثورة.
وقد قام بتصوير الفيلم 5 أشخاص، اعتقل اثنان منهم في دمشق، وتم التصوير بحماية التنسيقيات، وباستخدام كاميرات صغيرة، يسهل إخفاؤها.
وتتميز اللقطات المصورة في الفيلم بأنها حصرية، لم تبث عبر الإعلام، ولن تحمل عبر الإنترنت.
شاب من حمص يروي معاناته وكيفية هروبه من بطش الأسد إلى لندن
أصيب برصاصة في ساقه وأكمل العلاج في بريطانيا
لندن – مصطفى زارو
قصص معاناة المتظاهرين السوريين بسبب القمع كثيرة، واحد من هؤلاء داني عبدالدايم الذي تمكن من الهرب الى لندن بعدما أصيب برصاصة خلال تقديمه المساعدات الانسانية للمحتجين.
داني عبدالدايم طالب سوري يحمل الجنسية البريطانية ومن الشهود على ما عانته مدينته حمص وسكانها من قمع وقتل على ايدي قوات الامن والجيش والشبيحة بسبب تظاهر ابنائها من اجل الديمقراطية في البلاد.
داني فر من حمص برفقة عائلته بعد إصابته برصاصة اطلقها احد رجال الامن واخترقت جسده ولكنه نجا بأعجوبة وأكمل علاجه في لندن.
ابن الثانية والعشرين عاماً رفض التصرفات الوحشية لقوات الامن السورية واعتقال الاطفال والقتل العشوائي فغير موقفه من الحكومة السورية ونشط في مساعدة المحتجين والمصابين وساهم في إيصال الغذاء والدواء الى احياء حاصرتها القوى الامنية السورية.
من لندن, يتابع داني أخبار الانتفاضة السورية ويتواصل مع أصدقائه والمحتجين وينتظر سقوط نظام بشار الاسد ليعود فوراً الى وطنه للمساهمة ببناء سوريا دولة ديمقراطية تنعم بالحرية.
سورية: قتلى وجرحى في “جمعة ماضون حتى اسقاط النظام“
قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن تسعة عشر شخصا قتلوا حتى الآن بأيدى قوات الأمن فى أنحاء متفرقة من البلاد وذلك خلال الاحتجاجات التى خرجت عقب صلاة الجمعة للمطالبة بإسقاط النظام.
وقال المرصد إن بين القتلى تسعة أشخاص فى محافظة ادلب اثنان منهم في قرية سرجة كانا اُعتقلا صباح اليوم وعثر عليهما لاحقا جثتين.
كما قال المرصد إن خمسة مواطنين قتلوا فى ريف حماة خلال عمليات دهم امنية.
ولم يتسن التأكد من هذه الأرقام من مصادر مستقلة.
وجرت مظاهرات اليوم تحت شعار “ماضون حتى اسقاط النظام”.
“3000 قتيل”
نشرت منظمة (إنسان) لحقوق الإنسان، والمنظمة العالمية للحملات (آفاز) الجمعة تقريرا محدثا، تظهران فيه بالتفصيل عدد وأسماء الضحايا الذين قتلوا على يد القوات السورية حسب قولهم منذ بدء المظاهرات في سوريا.
ويظهر التقرير الجديد أن عدد الضحايا ارتفع من 2600 إلى ما يزيد قليلا على ثلاثة آلاف قتيل.
واشار المرصد الى انه تم العثور على جثث خمسة قتلى في الاحراش قرب قرية جوزف كانوا اختفوا الخميس.
“جمعة ماضون”
وكانت المظاهرات انطلقت بعد صلاة الجمعة في غير مدينة وبلدة سورية، إذ خرج المتظاهرون في احياء بمدينة حمص وريفها حيث انطلقت المظاهرات في حي البياضة وحي دير بعلبة وفي القصور حيث تجمع المتظاهرون بأعداد كبيرة من عدة مساجد، حسب المرصد نفسه.
كما خرجت مظاهرة في باب الدريب وهو الحي الذي شهد حملة امنية وحملة اعتقالات واسعة خلال أيام الأسبوع الفائت.
وشهد حي الحمرا مظاهرة حاشدة انطلقت من جامع عمر بن الخطاب رغم التواجد الامني الكثيف.
وفي منطقة الغوطة المجاورة للحمرا خرجت عدة مظاهرات من مساجد الغوطة وتجمعت في أحد الشوارع الرئيسية في المنطقة.
خرجت مظاهرات الجمعة تحت شعار “جمعة ماضون حتى اسقاط النظام”
وشهد حي بابا عمرو مظاهرة حاشدة قدرها المرصد بالآلاف حيث هتف المتظاهرون لاسقاط النظام، وفي جورة الشياح خرجت مظاهرة كبيرة انطلقت من مسجد الحي.
وفي حي كرم الزيتون الذي شنت قوات الامن فيه قبل يومين حملة اعتقالات مكثفة خرجت مظاهرة كبيرة ، الى جانب مظاهرة اخرى بحي النازحين المجاور.
أما في محيط حمص فشهدت بلدة الرستن مظاهرة طالبت باسقاط النظام، وشهدت تلبيسة مظاهرة حاشدة في منطقة المسجر الجنوبي حيث تعرض المتظاهرون لإطلاق النار الكثيف من القوات الامنية المتواجدة هناك مما تسببب بسقوط عدة جرحى.
وفي اللاذقية اشار شهود عيان من سكان المدينة الى أن قوات الأمن و”الشبيحة” اطلقوا الرصاص الحي في الهواء بقصد ترهيب الناس بعد صلاة الجمعة أمام معظم مساجد المدينة وتقوم الآن بالتجول في شوارع المدينة.
مجلس وطني
وكان الناشطون السوريون المعارضون اكدوا تصميمهم على التظاهر بعد مرور ستة شهور على بدء الاحتجاجات، ودعوا الى التظاهر اليوم الجمعة تحت شعار “جمعة ماضون حتى اسقاط النظام”.
جاء ذلك بعد أن أعلنت بعض قوى المعارضة السورية تشكيل مجلس وطني يهدف الى ان يكون الواجهة التي تمثل المعارضة السورية في الداخل و الخارج.
وجاء في الاعلان اثناء المؤتمر الذي عقدته المعارضة في مدينة اسطنبول التركية أن نحو نصف اعضاء المجلس هم من معارضي الداخل ولكن لم يُعلن عن اسمائهم لاسباب امنية.
ووزعت خلال المؤتمر قائمة بأسماء 72 عضوا، لكن حجبت اسماء الأعضاء المقيمين داخل سورية خوفا من تعرض الأجهزة الأمنية لهم.
وقال مشاركون إن تشكيل المجلس يهدف إلى تنسيق تحركات المعارضين المطالبين بإسقاط النظام .
قالت بسمة قضماني اني، المعارضة السورية المقيمة في باريس “إن الرؤية السياسية للمجلس ستمنح دفعة للعمل الثوري الذي نراه الآن”.
وتم تشكيل المجلس من مختلف التيارات السياسية والطوائف الدينية والمجموعات العرقية في سورية.
وقال أديب الشيشكلي المعارض السوري “إن الخطوة القادمة ستكون الاعتراف الدولي”، مضيفا أن المجلس سيعمل من أجل “امنيات الشعب السوري”.
وكان معارضون سوريون ينضوون تحت لواء “تنسيقيات الثورة” شكلوا مجلسا آخر اطلقوا عليه اسم “المجلس الانتقالي السوري” وعينوا على رأسه برهان غليون مدير مركز الدراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون بباريس.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
سورية: المقدم “المنشق” حسين الهرموش يتراجع عن أقواله
تراجع المقدم حسين الهرموش ، الضابط بالجيش السوري والذي كان قد انشق وفر إلى تركيا، عاد إلى دمشق وتراجع عن دعاواه السابقة بشأن الانتفاضة في سورية.
وكان الهرموش قد فر إلى تركيا في شهر يونيو حزيران الماضي، ولكنه اختفى قبل أسبوعين من معسكر تركي مخصص للاجئين.
وفي اضغط هنا مقابلة أجريت معه تراجع الهرموش عن تصريحاته السابقة بأن الجيش قد تلقى أوامر بإطلاق النار على معارضي الحكومة.
وقالت وسائل الأعلام السورية إن الهرموش قد اعتقل في سورية، ولكن نشطاء اتهموا تركيا بتسليمه.
وقد نفت وزارة الخارجية التركية هذا الإتهام ، وقالت إن مثل هذا الإجراء مستبعد بالكامل.
وتعيش سورية في ظل احتجاجات شعبية عارمة ومواجهات بين القوات الحكومية والمتظاهرين المطالبين بالإصلاح.
وتقول مصادر الأمم المتحدة إن أكثر من 2000 قتيل سقطوا في تلك المواجهات حتى الآن.
جماعات مسلحة
واضغط هنا ظهر المقدم الهرموش على شاشة التلفزيون السوري الخميس حيث أكد أنه انشق بالفعل ولكنه نفى أن تكون الحكومة السورية قد ” أمرت جيشها بإطلاق النار على المدنيين” ، كما اتهم نشطاء المعارضة السورية في تركيا بتقديم وعود كاذبة.
وقال ” خلال فترة خدمتى في الجيش السوري لم يصدر أحد لي أمرا بإطلاق النار على المدنيين أو غيرهم. ولم أشاهد أو أسمع أي قائد في الجيش يصدر أوامر بإطلاق النار على المدنيين”.
وأضاف أن النشطاء في تركيا كانوا وعدوا بمساعدته في تسليح المدنيين السوريين، ولكن كل ذلك كان مجرد وعود، لقد وعدوا بتزويدي بالسلاح والمال من أجل التحرير ، ولكنها كانت وعودا فارغة”.
وكانت تكهنات كثيرة قد ثارت بشأن انشقاق الهرموش عن الجيش في منطقة جسر الشغور.
ولكن الحرموش قال إن جماعات مثل الإخوان المسلمين أبلغته بأنهم قد هربوا أسلحة إلى مناطق حمص وحماة وإدلب واللاذقية.
وفي إشارة إلى القتلى الذين سقطوا في المدن السورية قال الهرموش “أنا واثق من أن القتلة من الجماعات المسلحة”.
ويذكر أن الحكومة دأبت على القول إن “جماعات مسلحة” هي المسؤولة عن العنف.
ولم يتطرق الهرموش بصورة مباشرة إلى كيفية عودته، واكتفى بالقول “كنت أفكر في العودة منذ منتصف شهر رمضان (15 أغسطس/ آب)، بعد أن صدمت من استغلالي كبضاعة وكيف أن البعض كان يتسول الأموال مستغلا اسمي ولا يقدمون لي سوى وعود لم يتحقق أي منها”.
واضغط هنا لا تزال التساؤلات تدور حول كيفية انشقاق الهرموش عن الجيش والوقت الذي قضاه في تركيا وكيفية عودته.
وقد ترددت أنباء في البداية أنه فر من الجيش مع 30 آخرين بعد أن بدأ الجيش يقصف بلدة جسر الشغور في يونيو حزيران الماضي.
ونشر موقع “يوتيوب” شريط فيديو للهرموش وهو يحمل شارته العسكرية ويقول “أعلن انشقاقي عن الجيش”.
ولكنه صرح لبي لبي سي في وقت لاحق بأنه لم يكن موجودا في جسر الشغور في الوقت الذي وقع فيه القصف وأنه ترك الخدمة بعد أربعة أيام ولم يكن معه أحد.
وانضم الهرموش إلى “حركة الضباط الأحرار” ، والتي تدعو الجيش السوري إلى تأييد الشعب، وليس نظام بشار الأسد.
ولكن بعد أن نشرت صحيفة الوطن السورية تقريرا عما قالت إنه “عملية خاصة” لم تكشف عن تاريخها في محافظة إدلب، تم اعتقال الهرموش.
ويقول جوناثان هيد مراسل بي بي سي في اسطنبول إن النشطاء في معسكر اللاجئين يلقون باللوم على السلطات التركية في تسليم الهرموش، ويؤكدون أنه ما كان يمكن أن يعود لسورية بإرادته.
ويقول الناشطون إن المرة الأخيرة التي شاهدوه فيه كانت عندما كان في طريقه لاجتماع مع مسؤولين من المخابرات التركية.
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن وسام طريف العضو في منظمة “آفاز” قوله إن الأتراك قايضوا المقدم الهرموش بتسعة من مسلحي حزب العمال الكردستاني، ولكن مثل هذا القول لا يمكن تأكيده.
كما أعلنت وزارة الخارجية التركية أنه لم تتم إعادة أي لاجئ سوري ضد إرادته.
ويقول مراسلنا في أنقرة إن المسؤولين الأتراك يعتقدون أن المتسللين الموالين للحكومة السورية والذين يدخلون معسكرات اللاجئين ربما نجحوا في إقناع المقدم الهرموش طوعا أو قسرا بالعودة إلى سورية.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
مصادر لـ آكي: تنسيقات الثورة السورية تشارك لأول مرة بمؤتمر لأحزاب المعارضة
روما (16 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر من المعارضة السورية إن أكثر من ناشط سوري معارض من لجان التنسيق المحلية للثورة السورية (التنسيقيات) سيشاركون في المؤتمر الذي تنوي هيئة التنسيق الوطنية لأحزاب المعارضة الديمقراطية عقده غداً السبت قرب دمشق لانتخاب مجلس وطني لها، وأكّدت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن هذا العدد من شبان التنسيقيات يشكّل نحو 30% من عدد المشاركين
وأشارت المصادر إلى “حرص هيئة التنسيق بما تمثّل من أحزاب معارضة ديمقراطية عربية وكردية، على أن يكون من بين صفوفها شبان من التنسيقيات الناشطة على الأرض من المتحمسين للعمل الوطني الديمقراطي، ليقوموا برسم مستقبل سورية يداً بيد مع السياسيين المعارضين المخضرمين الذين قضوا عمرهم في النضال للوصول إلى الدولة المدنية الديمقراطية التعددية التي يتم فيها تداول السلطة دائماً وأبداً بالدستور والقانون”
وحول البنود التي سيتم بحثها خلال المؤتمر قالت المصادر “سيكون هناك جدول أعمال للمجلس يضم ثلاثة بنود، البند الأول إقرار الوثائق المتعلقة بأهداف المجلس الوطني وهيكليته التنظيمية الداخلية وميثاق الشرف (عهد الكرامة والحقوق)، أما البند الثاني فهو كلمة افتتاحية قصيرة يلقيها المنسق العام للهيئة المحامي حسن عبد العظيم، والبند الأخير هو إصدار بيان ختامي عن أعمال المجلس
ومن المرتقب أن تعقد الهيئة مؤتمرها (مجلسها الوطني) غداً في إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق بعد أن تعذّر عقده في مدينة دمشق بحضور نحو 300 شخصية تمثل الأحزاب المنتمية للهيئة وممثلين عن الحراك الشعبي (التنسيقيات) وشخصيات سورية معارضة ومستقلة
وسيَنتخب المجلس مجلساً تنفيذياً من المتوقع أن يضم 60 عضواً مناصفة بين ممثلي الأحزاب والمستقلين، وهو مخول أن ينتخب من بين أعضائه مكتباً تنفيذياً، وسيكون 60% من أعضاء المكتب التنفيذي من أحزاب الهيئة و40% من المستقلين
أوروبا تنظر بـ”إيجابية” للمجلس الوطني للمعارضة السورية
بروكسل (16 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكد مصدر أوروبي أن الإتحاد الأوروبي ينظر بـ”إيجابية” إلى تشكيل مجلس وطني للمعارضة السورية
وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن الإتحاد الأوروبي يرحب بكل الجهود المبذولة من أجل توحيد صفوف المعارضة السورية، وقال “نحن بصدد البحث للحصول على مزيد من المعلومات بشأن هذه المبادرة”، على حد تعبيره
وشدد على قناعة التكتل الأوروبي أن الهدف يبقى هو التوصل لطرف سوري معارض يتمتع بـ”المصداقية ويكون مؤهلاً لتمثيل مختلف الأطياف السورية”
ورفض المصدر التكهن فيما إذا كان هذا المجلس سيكون محاوراً لأوروبا في المستقبل، فـ”لا نستطيع التكهن بهذا الأمر الآن، ولكننا بشكل عام نريد التحدث مع المعارضة السورية”، على حد تعبيره
يذكر أن أطراف من المعارضة السورية قد أعلنت من إستانبول عن تشكيل مجلس وطني للمعارضة، حاز، حتى الآن ، على ترحيب الولايات المتحدة الأمريكية
وعلى خط آخر، أكد مسؤولو الإتحاد الأوروبي أنهم ماضون في طريقهم نحو فرض مزيد من العقوبات ضد النظام السوري، حيث من المنتظر أن يتم الإعلان عن حزمة جديدة منها خلال الأسبوع القادم تطال، حسب مصادر مطلعة، الإستثمارات النفطية
فرنسا ترحب بتشكيل المجلس الوطني السوري
باريس (رويترز) – قالت وزارة الخارجية الفرنسية يوم الجمعة ان فرنسا ترحب بتشكيل ناشطين سوريين للمجلس الوطني السوري الذي يضع اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد هدفا له.
واشارت الوزارة الى أن مسؤولين فرنسيين التقوا الاسبوع الماضي في باريس بمعارضين سوريين.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية ان باريس — التي كانت فعالة في الحصول على دعم الغرب للانتفاضة الليبية — “تطور اتصالاتها” مع المعارضة السورية بينما تصعد ضغوطها على حكومة الاسد.
وعلى صعيد منفصل تعقد حركة معارضة سورية علمانية مؤتمرا في باريس يومي السبت والاحد مع ناشطين واكاديميين وكتاب لمناقشة الانتفاضة السورية.
وتسعى باريس الى استصدار قرار من مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة يفرض عقوبات على سوريا ويدين استخدامها للعنف ضد المدنيين بعد مقتل نحو 2600 شخص في واحدة من اسوأ عمليات القمع الامني التي شهدتها احتجاجات “الربيع العربي” التي تجتاح الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
واعلن ناشطون سوريون معارضون في اجتماع عقدوه في اسطنبول يوم الخميس ان تشكيلهم لمجلس وطني سوري موحد يقدم الدعم للانتفاضة السورية واساسا للمناقشات مع المجتمع الدولي.
وقال فاليرو للصحفيين “فرنسا ترحب بتشكيل المجلس الوطني السوري في اسطنبول… أي مبادرة لتوحيد المعارضة وتمهيد الطريق لسوريا ديمقراطية تحترم مواطنيها امر ايجابي.”
ورفض فاليرو الكشف عن الشخصيات المعارضة التي التقت بمسؤولين فرنسيين هذا الاسبوع معللا ذلك بأسباب أمنية.
ويسعى المجلس الوطني السوري الذي يجمع اعضاء من عدد من الجماعات السياسية والدينية والعرقية الى سد الفراغ الذي تخلفه المعارضة غير الموحدة.
ويحضر أعضاء المجلس الوطني السوري خلال اليومين القادمين اجتماعا لجماعة العلمانيين الديمقراطيين السوريين يناقش موضوعات مثل امكانية صعود الجماعات الاصولية الاسلامية في سوريا في المرحلة الانتقالية.
من جون ايرش
اسماء لبعض من أعضاء المجلس الوطني السوري في الداخل والخارج
تم تشكيل المجلس الوطني السوري ومن أعضاء المجلس من الداخل 60%، و40 % من الخارج- 52 % من أعضاء المجلس يمثلون الحراك الثوري وشباب الثورة- سمى إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي ممثليه في الخارج وننتظر تسمية ممثليه في الداخل في الأيام القادمة – جماعة الإخوان المسلمين سوف تسمي مرشحيها لعضوية المجلس، وننتظر تسمية ممثلي الكتلة ال…وطنية الكردية في الداخل أيضاً.- هذا المجلس مفتوح للقوى السياسية والشخصيات الوطنية.- عدد أعضاء المجلس الحالي: 140 عضواً، والمُعلنة أسماؤهم 71 عضواً من الداخل والخارج.- يرجع المجلس في قراراته الإستراتيجية إلى هيئة للحكماء تضم 10 إلى 15 من الشخصيات التي هي محل التوافق الوطني، تُعلَن أسماؤها في وقت لاحق. لأسماء المعلنة من أعضاء المجلس الوطني السوري في الداخل والخارج هي:1
. إبراهيم اليوسف2. أحمد رمضان3. أحمد شاكر4. أديب الشيشكلي5. أسامة الشربجي6. أسامة المنجد7. أسامة قاضي8. أنس العبدة9. أنس عيروط 10 . بدر الدين بحرو11. بدر جاموس12. بسام جعارة13. بسمة قضماني14. بشار العيسمي15. بشار حسن الحراكي16. جان عبد الله17. جمال الوادي18. حسام القطلبي19. حسان الشلبي20. حسان الهاشمي21. خالد الحاج صالح22. خالد خوجه23. خليل كرو24. رامي نخلة25. رضوان العلمي26. رضوان زيادة27. رياض الحسن28. ريمون معجون29. ريمون يوخنا30. ريناس سينو31. زِيوَر العمر32. سالم المسلط33. سامر كيلاني34. سداد عقاد35. شادي جنيد36. عبد الإله ثامر الملحم37. عبد الباسط سيدا38. عبد الباقي يوسف39. عبد الرحمن الحاج40. عبيدة نحاس 41. عفراء جلبي42. عماد الدين الرشيد43. عمار الحداوي44. عمار قربي45. عمر إدلبي46. عمرو العظم47. فداء المجذوب48. كاميران حاجو49. لؤي صافي50. مأمون نقار51. محمد العبد الله52. محمد ثامر المهيد53. محمد سرميني 54. محمد ياسر تبارة55. محمد ياسين النجار56. محمود الكيلاني57. محمود عثمان58. مصطفى الصباغ59. مصطفى كيالي60. مصطفى محمد61. مطيع البطين62. معاذ السباعي63. منى محمد64. موسى موسى65. نجيب الغضبان66. نذير حكيم67. هبة الفوز68. هشام مروة69. هيثم رحمة70. وائل مرزا
العقوبات الأميركية وصلت إلى المواقع الإلكترونية السورية
(تقرير خاص- الاقتصادي)
تتكشف يوماً بعد يوم تفاصيل العقوبات الأميركية التي فرضتها ضد سورية في 18 آب الماضي، وينشر موقع الاقتصادي المعلومات التفصيلية التي ترجمها القسم المختص في موقع الاقتصادي من النسخة الأصلية للعقوبات كما أصدرتها السلطات الأميركية.
وفي المعلومات الجديدة أن العقوبات بنصها الأصلي الصادر في 18 آب أغسطس سمحت للشركات الأميركية أن تقدّم خدمات الإنترنت لسورية بطرق “التواصل الشخصي على الإنترنت، والرسائل الفورية (Instant Messaging)، الدردشة والبريد الإلكتروني، الشبكات الاجتماعية، مشاركة الصور والأفلام، تصفح الإنترنت، والتدوين، طالما أن هذه الخدمات هي متاحة للعامة بشكل مجاني”.
ولم تسمح العقوبات للمؤسسات والشركات الأميركية بـ: “التزويد المباشر أو غير المباشر، لخدمات الاستضافة لأغراض تجارية، أو خدمات حجز النطاقات (Domain name registration)” لأي شخص أو شركة في سورية.
غير أنّ القرار حظر تزويد الحكومة السورية والشخصيات المشمولة بالعقوبات، بأية خدمة انترنت سواءً كانت مجانية أو تجارية.
وبحسب المحلل الاقتصادي لموقع الاقتصادي فإنّ العقوبات تعني أن أي موقع إلكتروني سوري يعمل لأغراض تجارية أو يتبع للحكومة السورية، حجز نطاقاً مع شركة أجنبية أوأميركية بالتحديد، وأدخل عنوانه على أنه مقيم في سورية، قابل لإيقاف موقعه في أي لحظة وتعرّضه لتوقّف عمله ريثما يبحث عن بديل.
ومن خلال دراسة أجراها موقع الاقتصادي، تبيّن أن موقع الحوار السوري معرّض لإلغائه بسبب المقاطعة المذكورة، كذلك موقع غرفة صناعة حمص.
بينما هناك خطر غير مؤكد على موقع المكتب المركزي للإحصاء والمؤسسة العامة للنفط وموقع مجلس مدينة جبلة، الذي حجز موقعه عن طريق مزود خدمة الإنترنت في الجمعية المعلوماتية السورية، ويظهر عنوانها على الإنترنت كما يلي: المدينة دمشق، الدولة: لبنان. أما غالبية المواقع السورية، فقد اختارت عنوان إقامتها في لبنان أو الإمارات أو الأردن، أو أدخلت عنواناً وهمياً في دولة أجنبية.
النطاق الوطني
ويؤكد المحلل الاقتصادي لموقع الاقتصادي أنّ هذه المشكلة التي يفرضها قرار العقوبات الأميركية، ينبغي أن تدفع السوريين لتحويلها إلى فرصة تهدف لتفعيل استخدام النطاق الوطني (.sy و.سورية) بشكل مكثّف أكثر، نظراً لأنه سيبقى النطاق الأكثر حماية، حيث قامت معظم المواقع الحكومية، والكثير من الشركات والمواقع الإعلامية بالانتقال إلى النطاق الوطني.
لكنّ تساؤلات كبرى تظهر مع عدم استخدام النطاق الوطني بشكل أكبر من قبل شركات الاستضافة وتصميم مواقع الإنترنت في سورية.
مصدر في الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة أكد للاقتصادي، أنّ السبب الذي يقف وراء تخفيض أسعار حجز النطاق /sy./ لـ 3 آلاف ليرة هو عدم ملائمة السعر السابق باعتباره مرتفعاً، ويعد الأعلى عالمياً، لذا جرى تخفيضه أملاً بعدد أكبر من المسجّلين”. وأوضح المصدر “أنّ الهيئة ستبدأ بتلقي طلبات الحجز على الأسعار الجديدة بدءً من 28 أيلول الجاري”.
وأفاد المصدر بأن خدمة الحجز على النطاق /sy./ انطلقت منذ عام وبلغ عدد المسجلين السوريين على هذا النطاق نحو 2000 شركة خاصة ومؤسسة وفرد حتى تاريخه.
مدير عام شركة “كرييتف لينك” مازن عرفات ردّ السبب في عدم الإقبال الكبير على التسجيل في النطاق العلوي /sy./ لارتفاع سعر الحجز، وأشار في حديثه لموقع الاقتصادي إلى أنّ السعر الحالي بد التخفيض والذي قدره 3 آلاف ليرة مرتفع أيضاً، وكذلك يرغب الناس بالحجز على النطاق .com لأنه عالمي وله سمعة أقوى. لكن عرفات عاد وأكد بأن النطاق الأول /sy./ المحلي محمي مئة بالمئة ومن المستحيل قرصنته على عكس النطاق العالمي .com الذي تكون درجه حمايته من القرصنه خارج سورية أقل بدرجة بسيطة.
وكانت الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة قامت خلال شهر أيلول (سبتمبر) بتخفيض سعر حجز النطاق من المستوى الثاني تحت /sy./ من /8000 / ليرة سورية إلى / 3000/ ليرة سنوياً وسعر حجز النطاق من المستوى الثالث إلى 1500 ليرة بدلاً من2000 ليرة، وبقي سعر حجز النطاقات باللغة العربية تحت النطاق /.سورية/ 2000 ليرة سنوياً و400 ليرة سنوياً.
بينما يتراوح سعر حجز نطاقات .com مثلاً ما بين خمسة دولارات (حوالي 250 ليرة) حتى 20 دولار (ألف ليرة) سنوياً، مع إمكانية الحسم في حال الحجز لأكثر من عام.
ويهدف النطاق العلوي العربي السوري (.سورية) بحسب مدير عام الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة ماهر سليمان في تصريحه للاقتصادي “إلى تشجيع المستخدم العربي على استخدام الإنترنت، حيث تكسر حاجز اللغة وتسّهل استخدام اللغة العربية في أسماء المواقع ومحتوياتها. حيث أنه من المفيد لأصحاب المواقع الحكومية والتجارية مخاطبة عملائها العرب بلغتهم الأم دون الحاجة لتعلم الانكليزية.
بالإضافة إلى استعمال اللغة الأم في كافة التطبيقات والخدمات ومنها أسماء النطاقات على الانترنت وخدمات البريد الالكتروني. مما يساهم بتعريب الإنترنت وزيادة المحتوى العربي فيها.والمحافظة على اللغة العربية وعراقتها وأصالتها وعدم التخلي عنها بل تغيير وتطوير التقنية والوسائل الفنية المستخدمة لتخدم اللغة العربية”.
أرقام ومعلومات
والهيئة مسجلة عالمياً لتقديم النطاقات: .edu.sy (للمؤسسات التعليمية), .gov.sy (للمؤسسات والهيئات الحكومية), .net.sy (لكافة المؤسسات) , .mil.sy (للمؤسسات العسكرية) , .com.sy (للشركات), .org.sy (للمنظمات) , .news.sy (للمواقع الإخبارية).
وفي المرحلة الأولى والتي استمرت شهرين اعتباراً من 15/3/2011 وحتى 15/5/2011، بلغ عدد الأشخاص والجهات الذين سجلوا أسماء مواقعهم الإلكترونية باللغة العربية تحت النطاق السوري (.سورية) أكثر من 170 شخصاً ومؤسسة.
وبلغ عدد عناوين الإنترنت الموجودة حول العالم (النطاقات المحجوزة) وفق بيانات يوم 14 أيلول (سبتمبر) 132,606,947 موقع.
معارضون سوريون: خارطة طريق من سبع نقاط على النظام تنفيذها
موقع أخبار الشرق
قالت مصادر سورية معارضة من اللجنة التحضيرية لمؤتمر هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سورية إن المجلس الوطني الموسع المرتقب انتخابه غداً السبت بعد المؤتمر الأول للهيئة سيضع خريطة طريق على النظام السوري اتباعها “لتجنب سيناريوهات كارثية”، على حد وصفها.
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن الخطوط العامة لمهام ووثائق المجلس الوطني الموسع مازالت حتى اللحظة قيد الدراسة والتعديل للحصول على أوسع توافق عليها من أحزاب المعارضة السورية والشخصيات المعارضة المستقلة”، وأشارت إلى وجود “توافق عام عليها، ومن المرتقب أن يتم التوصل لصيغة نهائية لها قبل المؤتمر لأن لا خلاف عليها بشكل عام”.
ووصفت المصادر ما يجري في سورية بأنه “انتفاضة ـ ثورة”، وقالت إن وثائق المجلس الوطني ستشدد على أن “لا طريق للتراجع في الثورة السورية بعد وجود شهداء بالآلاف وجرحى ومعتقلون بعشرات الآلاف وملاحقون لا يعرف عددهم من أبناء الشعب، وصور تنكيل وإهانات وإذلال، وجيش جرار يترك ثكناته ليتوجه نحو الداخل لقمع شعبه، واقتصاد منهوب يتدهور بسرعة، وثروات تُهدر على القتل والقمع، ونظام يمعن في إنكار حق الشعب في الحرية والكرامة”.
وستشدد على ضرورة عدم الفصل بين قوى الفعل الميداني الثائرة وبين خزان الخبرة السياسي والنضالي والتنظيمي الذي تمثله قوى المعارضة، كما ستؤكد على ثلاثة لاءات (لا عنف، لا تدخل عسكري، لا طائفية).
ورجّح أن يتم التوافق على خارطة طريق من سبعة نقاط تسلسلية ضمن مهلة زمنية لتجنب سيناريوهات كارثية في سورية. وتشمل النقاط، أولاً اعتراف النظام بالحراك الشعبي ومشروعية أهدافه، وحق الشعب ببناء النظام السياسي الديمقراطي التعددي، ثانيا وقف العنف والتعامل الأمني العسكري وسحب الجيش وقوى الأمن من المدن، وإسناد مهمة حفظ الأمن إلى قوى الأمن الداخلي فقط، ثالثا إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والموقوفين جميعاً، وتكريس كل من فقد حياته في الحراك شهيداً، رابعا إحالة المسؤولين عن الخيار العسكري ـ الأمني ومرتكبي جرائم القتل والتعذيب إلى المحاكم. وتكمن النقطة الخامسة في الاعتراف بحق التظاهر السلمي وتنظيمه دون أي شروط، والسادسة بتعليق العمل بالمادة الثامنة من الدستور حتى إقرار دستور جديد، والسابعة والاخيرة هي إعلان دخول البلاد في مرحلة انتقالية تتولى السلطة التنفيذية فيها حكومة وحدة وطنية تتمتع بكل الصلاحيات اللازمة لقيادة مرحلة الانتقال نحو النظام الجديد المنشود، وما يتطلبه من إجراءات سياسية واقتصادية وقانونية وثقافية وإعلامية.
وفي حال لم تتحقق هذه الخطوات (الشروط) أعلن أن المجلس الوطني “سيقوم بالتصعيد بكل السبل السياسية والقانونية والدبلوماسية السلمية، وسيدعو إلى الإضراب العام والعصيان المدني الشامل”.
(المصدر: وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء)