أحداث وتقارير اخبارية

أجداث الخميس، 01 أذار 2012

سورية: هجوم بري على بابا عمرو وقطع طريق إمداد سري إلى حمص

دمشق، بيروت، عمان -»الحياة»، أ ف ب، رويترز – بعد حصار دام نحو شهر، وقصف مدفعي عنيف سوى غالبية مباني الحي بالأرض وشرد غالبية السكان وأدى لسقوط الآلاف بين قتيل وجريح، بدأ الجيش السوري أمس عملية برية تهدف إلى اقتحام حي بابا عمرو في حمص وتطهيره من كل أشكال المعارضة. وتحدث مصدر أمني سوري في دمشق عن «اقتحام» بابا عمرو، موضحاً أن «هذه المنطقة تحت السيطرة. قام الجيش بعملية تطهير للحي، بناء تلو البناء، ومنزلاً تلو المنزل». وأضاف: «يقوم الجنود بتفتيش كل الأقبية والأنفاق بحثاً عن الأسلحة والإرهابيين». وتابع: «لا تزال هناك بعض البؤر التي يجب تقليصها»، إلا أن ناشطين ومنظمات حقوقية سورية نفت أن يكون الجيش اقتحم بابا عمرو، موضحين أن قوات النظام «لم تدخل حتى هذه اللحظة بابا عمرو… إنهم يطوقون الحي، وهناك اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر لا سيما من ناحية حي الإنشاءات وشارع الملعب». وجاءت العملية البرية بعد استقدام القوات النظامية تعزيزات من الفرقة الرابعة في الجيش السوري إلى محيط حمص لا سيما بابا عمرو. وأفاد ناشطون: «وصلت تعزيزات جديدة إلى حمص لا سيما محيط بابا عمرو، معظمها من الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد». وأشاروا إلى أن القوات النظامية أخلت «حاجزين كبيرين على أطراف الخالدية هما حاجزا المطاحن والإطفائية… هذا الإخلاء يجعلنا نتخوف من تعرض الخالدية لقصف عشوائي مثل بابا عمرو»، مشيرين إلى أنه «تم توجيه نداءات عبر المساجد إلى الأهالي للنزول إلى الطبقات الأرضية».

يأتي ذلك فيما واصل الجيش السوري عملياته في درعا، وإدلب وريف دمشق وحماة وحلب ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح. وقال ناشطون إن 8 عناصر من قوى الأمن قتلوا أمس وجرح آخرين في الطيبة بدرعا في مواجهات بين منشقين والجيش النظامي، كما تحدثوا عن انشقاق نحو 37 جندياً وضابط عن الجيش السوري ووصولهم إلى تركيا.

وعن العملية البرية في بابا عمرو، قالت مصادر في المعارضة السورية إن قتالاً عنيفاً تفجر أمس قرب المعقل الرئيسي للمعارضين في بابا عمرو عندما بدأت القوات السورية هجوماً برياً في محاولة لدخول الحي الذي تسيطر عليه قوات المعارضة والذي يواجه حصاراً وقصفاً عنيفاً منذ 25 يوماً.

وقال الناشط محمد الحمصي لـ «رويترز» من حمص: «الجيش يحاول إدخال مشاته من ناحية ساحة الباسل لكرة القدم وهناك مواجهات شرسة بالبنادق والأسلحة الآلية الثقيلة». وأضاف أن الجيش قصف بابا عمرو بضراوة خلال الليل قبل أن يبدأ هجومه البري. وقال مصدر آخر بالمعارضة إن المئات من مقاتلي «الجيش السوري الحر» صامدون في المنطقة الواقعة بين بابا عمرو وحي الإنشاءات الذي تفرض عليه القوات الحكومية حصاراً أيضاً.

كما أعلن المرصد السوري في بيان أن «اشتباكات تدور في محيط حي بابا عمرو بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة تمنع محاولة اقتحام الحي، في وقت تسمع أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في أحياء أخرى بالمدينة». وأفاد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله من حمص أن قوات النظام «لم تدخل حتى هذه اللحظة بابا عمرو»، مضيفاً «إنهم يطوقون الحي، وهناك اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر لا سيما من ناحية حي الإنشاءات وشارع الملعب».

وقال العبد الله إن «الجيش السوري الحر» وناشطين مدنيين يعملون على «إجلاء العائلات من أماكن يستهدفها القصف»، مشيراً إلى أن «قصفاً جنونياً يطاول حتى الأماكن التي كنا نعتبرها آمنة». وأشار إلى صعوبة بالغة في الحصول على معلومات بسبب انقطاع الاتصالات.

وقال العبد الله: «حمص كلها مستهدفة، والمؤشرات على ذلك كثيرة، منها انقطاع الاتصالات والكهرباء وإخلاء الحواجز الأمنية واستهداف كل الأحياء بالقصف». وأضاف: «إذا لم يحصل تدخل خارجي، ستحصل كارثة ومأساة حقيقية في كل حمص».

ولم يتسن التحقق من التقارير الواردة من بابا عمرو بسبب القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة على الإعلام.

كما لم يتمكن هشام حسن الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تأكيد الهجوم لكنه قال إن العنف يزيد صعوبة الوضع الإنساني. وقال لرويترز في جنيف: «هذا يزيد أهمية أن نكرر دعوتنا لوقف القتال».

وأضاف أنه تم توصيل إمدادات غذائية لحمص وإدلب أول من أمس لكن من الصعب توزيعها بسبب الظروف على الأرض.

وبموازاة العملية البرية تجدد القصف المدفعي والصاروخي على بابا عمرو بعد ليلة هادئة، فيما تمكنت قوات النظام من قطع طريق إمداد سري إلى بابا عمرو كان يتم إدخال الأدوية والمواد الغذائية منه، بحسب ناشطين.

وقال الناشط هادي العبد الله موضحاً أن «القصف على بابا عمرو تجدد في شكل متقطع، بعد ليلة هادئة نسبياً»، مشيراً إلى أن قذائف تسقط أيضاً في حيي الخالدية والبياضة. كما أكد المرصد السوري تجدد القصف. وذكر العبد الله أن قوات النظام «كشفت طريق إمداد سرياً كان يتم عبره إدخال المواد الطبية والغذائية إلى بابا عمرو، وعمدت إلى تفجيره بالديناميت».

وأشار إلى أن عدداً من الأشخاص كانوا في داخله أصيبوا بجروح لدى حصول عملية التفجير الذي دمر الأنبوب.

وأوضح العبد الله أن الطريق عبارة عن «أنبوب ماء بطول 2700 متر قطره 105 سنتم ويفترض التقدم فيه على الركبتين، وكان المرور فيه صعباً جداً». والأنبوب جزء من الخط المعروف بخط «ساريكو» الذي يربط بين نهر العاصي في حمص وحماة وقد استغرق بناؤه سنوات طويلة، لكن لم يستخدم بعد.

وكان الناشطون يستخدمون جزءاً منه يربط بين بساتين بابا عمرو وبساتين قرية مجاورة، من أجل إدخال الغذاء والأدوية، وكذلك «من أجل إخراج الجرحى». وقال العبد الله: «كان هذا منفذنا الوحيد إلى خارج الحي، وقد كشف، ونبحث الآن عن طريق آخر».

وأكد العبد الله من جهة ثانية أن مدينة الرستن في محافظة حمص تتعرض للقصف منذ الصباح «من ثلاث جهات». وأشار المرصد السوري إلى أن «قصف المدينة المحاصرة أدى إلى سقوط شهداء وجرحى». وكانت القوات النظامية انسحبت من مدينة الرستن قبل أكثر من عشرين يوماً، بحسب ناشطين.

كما قال نشطاء إن القوات السورية وميليشيا موالية للنظام هاجمت بلدة حلفايا وهي معقل للمعارضة قرب مدينة حماة واحتجزت أشخاصاً وداهمت وأحرقت منازل. وأظهرت لقطات نشرها نشطاء على موقع يوتيوب حشداً من الناس في بلدة كرناز المجاورة تجمعوا تضامنا مع حلفايا. ورقص المتظاهرون ولوحوا بالأعلام السورية التي كانت موجودة قبل عهد حزب البعث.

وفي دمشق، قال نشطاء إن الجنود وأفراد الميليشيا شنوا حملة أمنية في ضاحية حرستا بشرق دمشق حيث تم قطع خدمات الهواتف طوال الشهر الماضي. ونفذت قوات الأمن السورية صباح أمس حملة اعتقالات في مناطق في ضواحي وريف دمشق التي شهدت ليلاً تظاهرات تضامناً مع «المدن السورية المحاصرة».

وقال المرصد السوري في بيان إن قوات الأمن نفذت «حملة مداهمات واعتقالات في الأحياء الغربية من مدينة حرستا أسفرت عن اعتقال 18 مواطناً على الأقل، كما نفذت حملة مداهمات واعتقالات في مدينة دوما».

وذكر موقع «شبكة شام الإخبارية» على موقع فايسبوك أن عشرات الناشطين اعتقلوا في حرستا في ظل انتشار أمني كثيف. وشهدت مناطق في دمشق وريفها تظاهرات ليلية تضامناً مع المدن السورية المحاصرة، بحسب ما أفاد ناشطون الأربعاء، كما أشاروا إلى رفع علم كبير لسورية بعد الاستقلال على جبل قاسيون أمس.

وخرجت ليلاً تظاهرة في شارع الثورة في حي الحجر الأسود في دمشق «نصرة لبابا عمرو وحمص وحماة ودرعا» التي تتعرض للحصار والقصف والمداهمات من قوات النظام، بحسب ما أوردت صفحة «الثورة السورية2011» على صفحتها على موقع فايسبوك الإلكتروني. ووزع ناشطون شريط فيديو عن التظاهرة يؤكد أنها من تنظيم «أحرار الجولان المباع».

وأظهر شريط آخر شباناً يقطعون ليلاً بالسيارات والحرائق ساحة الشهبندر في دمشق، ما أدى إلى توقف السير لبعض الوقت في شارعي السبع بحرات وعرنوس المؤديين إلى الساحة، قبل أن يسمع صوت صفارات سيارات الإطفاء.

في ريف دمشق، سارت تظاهرة مسائية في الشارع الرئيسي في ببيلا «نصرة لبابا عمرو وكفرسوسة»، بحسب الناشطين. وهتف المتظاهرون، بحسب شريط الفيديو، «ما رح نركع، ما رح نركع»، و «يا درعا، نحن معك للموت»، «يا كفرسوسة، نحن معك للموت». ووقعت اشتباكات ليلاً في حي المعضمية في ريف دمشق بين القوات النظامية ومجموعات منشقة، بحسب ما أفاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريف دمشق عمر الشامي.

وفي إدلب تواصل المواجهات العنيفة بين منشقين والقوات النظامية، وتحدث ناشطون أمس عن مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة عدد آخر بجروح فيما وصفها سكان «بمذبحة» خلال هجوم أثناء الليل على بلدة سرمين قرب إدلب في سورية. كما تحدثوا عن انشقاق نحو 37 جندياً وضابط عن الجيش السوري ووصولهم إلى تركيا وعن تشكيل كتيبة من المنشقين باسم «كتيبة حمد بن جاسم»، شكراً لدور قطر في الأزمة.

وفي حلب تظاهر آلاف الطلاب أمس في جامعة حلب تضامناً مع المدن السورية المحاصرة وللمطالبة بإسقاط النظام، وتصدت القوى الأمنية للمتظاهرين، بحسب ما أفاد ناشطون والمرصد السوري.

وقال فارس الحلبي العضو في تجمع الطلبة الأحرار في جامعة حلب: «خرجت تظاهرة لطلاب معارضين من كلية هندسة الميكانيك في جامعة حلب، وانضم إليها مئات الطلاب من كليات عدة».

وقال المرصد السوري إن «حوالى ألفي طالب تظاهروا في جامعة حلب… في ما يؤشر إلى نشاط احتجاجي مستمر في الجامعة»، مشيراً إلى قمع التظاهرة، و «انفضاضها من دون وقوع إصابات».

وبدأت خلال الأسابيع الماضية تتسع دائرة التحرك الاحتجاجي في حلب لا سيما في الجامعة التي تشهد تظاهرات متواصلة منذ أكثر من أسبوع. وقال فارس الحلبي إن عناصر من الأمن «اعتقلوا أربعة من الطلاب المتظاهرين الذين كانوا يهتفون للمدن المحاصرة والجيش السوري الحر»، مشيراً إلى عزم الطلاب على تنظيم مزيد من التظاهرات.

هجوم الجيش السوري يدفع حمص إلى “كارثة

“المجلس الوطني” ينشئ مكتباً عسكرياً للمقاومة

واشنطن – هشام ملحم / نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات

كلينتون: تجب محاسبة النظام السوري على الوضع الرهيب في سوريا

الصحافي الإسباني خافيير اسبينوزا تمكّن من الخروج من بابا عمرو إلى لبنان

بعد اكثر من 25 يوماً من الحصار، هاجمت القوات السورية حي باباعمرو في حمص التي باتت رمز الانتفاضة على الرئيس بشار الاسد، في ظل تضارب الانباء عن مدى التقدم الذي احرزته القوات على الارض، بينما قال ناشطون ان “الجيش السوري الحر” تعهد الدفاع عن الحي حتى آخر رجل. ومع تسارع الاحداث الميدانية، اعلن “المجلس الوطني السوري” المعارض انه قرر تشكيل مكتب عسكري لمتابعة “شؤون المقاومة المسلحة” تحت الاشراف السياسي” للمجلس.

 وقال مصدر امني في دمشق: “هذه المنطقة تحت السيطرة. قام الجيش بعملية تطهير للحي، بناء تلو بناء، ومنزلا تلو منزل”. واضاف: “يقوم الجنود بتفتيش كل الاقبية والانفاق بحثا عن الاسلحة والارهابيين”. واشار الى انه ” لا تزال هناك بعض البؤر التي يجب تقليصها”.

 أما “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له فأعلن ان “اشتباكات تدور في محيط حي بابا عمرو بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة تمنع محاولة اقتحام الحي،  وقت تسمع اصوات انفجارات واطلاق رصاص في احياء اخرى بالمدينة”.

 وحذر عضو “الهيئة العامة للثورة السورية” هادي العبد الله من انه “اذا لم يحصل تدخل خارجي، ستحصل كارثة ومأساة حقيقية في كل حمص”.

واوضح ناشطون ان قصف بابا عمرو هو الاعنف حتى الآن.

واشنطن

 استدعت وزارة الخارجية الاميركية القائم باعمال السفارة السورية في واشنطن زهير جبور، كي ” تعبّر عن استهجانها للحملة الوحشية والعشوائية التي استهدفت مدينة حمص بالقصف”. وحض مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان الذي اجتمع مع الديبلوماسي السوري، “النظام على تنفيذ التزامه في تاريخ الثاني من تشرين الثاني لجامعة الدول العربية انهاء العنف وسحب قواته العسكرية من المدن والمناطق السكنية، اضافة الى قبول خطة الجامعة العربية المتعلقة بعملية الانتقال السلمي للسلطة في سوريا”.

 وفي هذا السياق، قالت الوزيرة هيلاري كلينتون انه “يجب محاسبة النظام السوري على الوضع الرهيب في سوريا”، لكنها اشارت الى ان التدخل العسكري الخارجي الذي حدث في ليبيا ليس عمليا في سوريا، لانه في حال ليبيا كان هناك تفويض دولي، عدا ان قوات معمر القذافي كانت ضعيفة وتعتمد على المرتزقة، كما انه كان للمعارضة الليبية وجه يمكن التفاوض معه، واراض ليبية تحت سيطرة المعارضة. وذكرت في شهادة ادلت بها امام اللجنة الفرعية للاعتمادات في مجلس النواب انه لا تفويض دولياً للتدخل في سوريا، فضلعن ان سوريا هي من اكثر الدول “عسكرة” في العالم، ولديها منظومة دفاع جوي قوية. وكررت كلينتون موقفها المشكك في تسليح المعارضة السورية الذي اعلنته خلال “المؤتمر الدولي لاصدقاء الشعب السوري” في تونس في نهاية الاسبوع الماضي، أي القلق من وقوع الاسلحة في ايدي تنظيم “القاعدة”. وبعدما اشارت الى ان  زعيم تنظيم “القاعدة” ايمن الظواهري اعلن تأييده للمعارضة السورية، واضافت: “عليك ان تسأل نفسك، اذا سلحّنا، من سنسلح؟ وكيف يمكن ايصال الاسلحة اليهم، وما هي جدوى الاسلحة الاوتوماتيكية في مواجهة المدفعية والدبابات؟”

 لندن

وفي لندن، حذّر وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ الأسد من الهجوم على مدينة حمص. وقال: “هالني سماع التقارير التي تفيد أن نظام الأسد يستعد لشن هجوم بري واسع النطاق على شعب حمص، وأحضه على وقف أي خطط من هذا القبيل والسماح عوض ذلك للوكالات الإنسانية بتوزيع المساعدات الحيوية على المتضررين من جراء أعمال العنف في جميع أنحاء المدينة فوراً ودون عوائق”.

اسبينوزا

وغداة الاعلان عن تمكن الصحافي البريطاني الجريح بول كوروني من الانتقال من حمص الى لبنان بواسطة ناشطين سوريين قتل بعضهم خلال عملية انقاذه، اعلنت الصحافية مونيكا غارسيا بريتو زوجة الصحافي الاسباني خافيير اسبينوزا الذي كان عالقاً في باباعمرو ان زوجها تمكن من العبور امس الى لبنان سالماً. واضافت ان الصحافيين الفرنسيين اديت بوفييه المصابة ووليم دانيالز لا يزالان في الحي.

جثث بين حمص وطرطوس

من جهة أخرى، نشرت صحيفة “البعث” السورية “أن مجموعة مسلحة قامت بارتكاب مجازر جماعية في حق أشخاص وإلقاء جثثهم بعد تعذيبهم والتمثيل بهم على طريق حمص – طرطوس قرب قرية مرج القطا حيث اكتشفت الأجهزة المختصة مجزرتين في المنطقة المذكورة إذ عثرت على 47 جثة معرضة للذبح ومعذبة ومنكلا بها وجميعها مجهولة الهوية حتى الآن”.

 ونقلت عن مصادر في الطب الشرعي “إنه تم العثور على 14 جثة اخرى في منطقة جوبر مصابة بطلق ناري ومعرضة للتعذيب وجميعها أيضاً مجهولة الهوية، كما عثر على ثلاث جثث اخرى في حي القرابيص ومعرضة للتعذيب والتنكيل الشديدين، ووصلت جثة اخرى من قرية الفرحانية ليصير مجموع الجثث الموجودة في الطب الشرعي بحمص 65 جثة”.

رفض استقبال آموس

وعقب اعلان رفض السلطات السورية منح وكيلة الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية منسقة الشؤون الانسانية والمعونات الطارئة البارونة فاليري آموس تأشيرة دخول الى سوريا، قدمت دول غربية مشروع بيان الى مجلس الامن للتنديد بالقرار السوري.

وفسّر ديبلوماسي واسع الإطلاع على دينامية العمل الجارية حالياً في مجلس الأمن خطوة بريطانيا وفرنسا تقديم مشروع البيان عقب انتظار آموس طويلا في بيروت، بأنه عملية “جس نبض” من الدول الغربية لروسيا والصين قبل تقديم أي مشروع قرار في شأن تدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا.

وبينما طلب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين ونائب المندوب الصيني الدائم وانغ مين “مراجعة” المسؤولين في موسكو وبيجينغ في شأن مشروع البيان الصحافي، أفاد الديبلوماسي الواسع الإطلاع أن اصدار البيان “يعتبر مؤشراً” لـ”الوجهة التي ستعتمدها موسكو وبيجينغ خلال الأيام القليلة المقبلة، وخصوصاً بعدما سمعنا تصريحات روسية وصينية تعبر عن تأييد لوقف العنف وايصال المساعدات الإنسانية”. ولاحظ أن عدم سماح سوريا بدخول آموس “يشكل تعارضاً بصورة خاصة مع الطلب العلني الذي قدمته موسكو الى السلطات في دمشق، من أجل التعاون مع آموس”.

 سفير الفاتيكان

* في روما، اتهم سفير الفاتيكان لدى دمشق ماريو زيناري في تصريح لاذاعة الفاتيكان، قوات النظام السوري بأنها تطلق النار على الأطفال السوريين، محذرا من أن دوامة العنف تزداد يوما بعد يوم والشعب السوري هو من يدفع الثمن. وأشار الى إحصاء صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “اليونيسيف” الذي أكد أن عدد الأطفال الذين قتلوا منذ بداية الصراع بلغ نحو 400.

اجتماع عقد على هامش مؤتمر تونس

استخبارات عربية وغربية تبحث خيار «الانقلاب» على الأسد

محمد بلوط

اجتماعان «لأصدقاء سوريا» في تونس، الأسبوع الماضي، وليس اجتماعاً واحداً: الأول دبلوماسي، والآخر في مكان مجاور، ولكن استخباراتي.

الانقلاب العسكري على النظام، كمخرج من مأزق عجز المعارضة السورية عن ترحيل النظام بعد 11 شهراً من انطلاق الحراك الشعبي في سوريا، عاد إلى الطاولة. وعلى صورة مؤتمر تونس «لأصدقاء سوريا» عقد ممثلون عن استخبارات غربية وعربية اجتماعاً موازياً للاجتماع السياسي في تونس نفسها.

الخبر جاءت به صحيفة «الكنار الآنشينه» في عددها الأسبوعي الصادر بالأمس. الصحيفة التي نقلت خبرها عن مصادر في وزارة الخارجية الفرنسية والاستخبارات العسكرية قالت إن اجتماعاً أمنياً على أعلى المستويات عقد في العاصمة التونسية، حضره ممثلون عن الاستخبارات العسكرية الأميركية والبريطانية والفرنسية والتركية والسعودية والقطرية، وبحثوا بشكل خاص خيار تنظيم انقلاب عسكري في سوريا ضد الرئيس بشار الأسد.

وقال ضابط في هيئة الأركان الفرنسية «إنه الحل الأمثل. من غير الممكن أن نكرر السابقة الليبية وأن نقصف جيشاً سورياً اصلب وأقوى من جيش (العقيد الليبي معمر) القذافي، تتحرك مدرعاته بحرية في المدن المتمردة، كما أن الأمم المتحدة لن تمنحنا الضوء الأخضر هذه المرة». يبقى في مواجهة الفيتو الروسي في مجلس الأمن تسليح المعارضة. يقول مصدر في الاستخبارات العسكرية الفرنسية إن شحنات من الأسلحة المتطورة قد بُرمجت، بالإضافة إلى خبراء غربيين في حرب المدن. وتصل الأسلحة والخبراء من بلدان عربية، لا سيما قطر.

وقال أحد ضباط الاستخبارات الفرنسية إن الفكرة تقوم على تغير محتمل في موقف ضباط سوريين كانوا لا يزالون على ولائهم للأسد وقد بدأوا يرون أن لا مخرج من الأزمة إلا بالقطيعة مع الأسد وأسرته. ويبدي الأمراء السعوديون استعداداً كاملاً لوضع المال اللازم لذلك على الطاولة لمساعدة هؤلاء الضباط على استكمال تمردهم مستقبلاً.

ويدعم تحليل للاستخبارات العسكرية الفرنسية الاتجاه إلى تعميق البحث بخيار الانقلاب «لأن المعارضة السورية الحالية منقسمة على نفسها عرقياً وإيديولوجياً واستراتيجياً»، فمن جهة يقف المجلس الوطني السوري «كقناع لحركة الأخوان المسلمين»، ومن جهة أخرى هناك هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي، التي تجمع مثقفين وناشطين يؤيدون حلاً داخلياً سورياً، فضلاً عن عناصر «الجيش الحر» الذين يختلفون حول مسألة التدخل العسكري الخارجي، ومستقبل سوريا ما بعد الأسد.

سوريا تشترط توضيحاً مسبقاً لطبيعة مهمة أنان قبل استقباله

غلاف «إنساني» لمشروع قرار أميركي … لا تتبناه موسكو

كثفت السلطات السورية أمس من عملياتها الأمنية في حمص، فيما اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن عدم تأييد روسيا خطة المساعدات لسوريا «مخيب للآمال»، وذلك في اشارة أولية الى ان موسكو قد ترفض مشروع قرار أعدته واشنطن حول سوريا، لم يتم طرحه رسميا بعد في مجلس الأمن الدولي، يطالب بدخول «مساعدات إنسانية إلى البلدات المحاصرة وإنهاء العنف في سوريا».

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أن دمشق اشترطت على الأمم المتحدة توضيح طبيعة مهمة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان وحدود هذه المهمة قبل الموافقة على تحديد موعد له لزيارتها، مشيرا إلى أن سوريا لن توافق على «استقبال مساعدات إنسانية» في إشارة لمشروع القرار المطروح على مجلس الأمن ما لم يكن ذلك «تحت مظلة الدولة السورية». ولفت إلى «أن التصريحات القطرية والسعودية الداعية لتسليح المعارضة عمل عدائي»، يتسبب بـ«هدر الدم السوري».

وأشار مراسل «السفير» في باريس محمد بلوط إلى انه تم على هامش اجتماع «أصدقاء سوريا» في تونس الجمعة الماضي عقد اجتماع لممثلين عن الاستخبارات العسكرية الأميركية والبريطانية والفرنسية والتركية والسعودية والقطرية تم خلاله بحث موضوع «تنظيم انقلاب عسكري» ضد الرئيس السوري بشار الأسد. يشار إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حثت لمرات، خلال الأيام الماضية، القوات السورية على «الانقلاب» على الأسد. ونقلت صحيفة «الكنار الآنشينه» الفرنسية عن احد ضباط الاستخبارات الفرنسية قوله إن الفكرة تقوم على تغير محتمل في موقف ضباط سوريين كانوا لا يزالون على ولائهم للأسد، وأن الأمراء السعوديين يبدون استعدادا كاملا لوضع المال اللازم لذلك على الطاولة لمساعدة هؤلاء الضباط على استكمال تمردهم مستقبلا.

وكشف موقع «سي أن أن» الإلكتروني نقلاً عن مصادر أميركية أن البنتاغون قد انتهى من وضع «خطط تفصيلية» لتنفيذ عمليات عسكرية تستهدف النظام السوري، موضحاً أن الخطط تكون جاهزة للتطبيق في حال أوعز الرئيس الأميركي باراك أوباما بذلك. ونقلت مراسلة «سي أن أن» في البنتاغون باربارا ستار عن هذه المصادر قولها إن لكل خيار «مجموعة من المخططات التفصيلية التي تتضمن مفاهيم دقيقة للطرق التي ستنفذ بها العمليات، كما لعدد العناصر الضرورية لكل عملية، فضلاً عن طبيعة الوحدات والمعدات العسكرية وأنواع الأسلحة المناسبة لكل خيار».

وأعلن المجلس الانتقالي الليبي أن السلطات الليبية ستمنح المعارضة السورية مساعدات إنسانية بمئة مليون دولار، وتسمح لها بفتح مكتب في العاصمة طرابلس، في علامة أخرى على دعمها القوي للمعارضة.

مجلس الأمن

واعتبرت كلينتون، خلال جلسة استماع أمام مجلس النواب

الاميركي، ان عدم تبني روسيا خطة مساعدات لسوريا «مخيب للآمال» نظرا للعلاقات «القديمة والعميقة» التي تقيمها موسكو مع عائلة الأسد والبلاد. وقالت «انه وضع مقلق جدا ومخيب للآمال» معربة عن أسفها لكون الروس «لا يقدمون خطة يمكن أن يوقعها الأسد».

وتابعت «نعلم أننا إذا تمكنا من إقناع الروس بالعمل معنا على الأقل على الصعيد الإنساني فسيكون بإمكانهم الوصول إلى الأسد الذي لا يمكن لأحد غيرهم الوصول إليه، على الأقل في الغرب».

وقالت «ربما بعد الانتخابات المقبلة (الرئاسية الأحد) سيكون بإمكانهم التفرغ لمعالجة الوضع الإنساني في سوريا». وأضافت «لسنا مكتوفي الأيدي ونعمل لإيجاد سبل أخرى لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا وأيضا إلى الحدود لان السوريين يفرون من بلادهم». وأوضحت «إنها أزمة رهيبة تستدعي أن يعيرها العالم بأسره الاهتمام. آمل أن تنضم روسيا الينا وأن تعمل معنا في العمل لحلها».

وقال مبعوثون غربيون، في نيويورك، إن الولايات المتحدة أعدت مسودة قرار جديد لمجلس الأمن يطالب بدخول عمال الإغاثة إلى البلدات المحاصرة في سوريا وإنهاء العنف. وأوضحوا أنه من خلال التركيز على الوضع الإنساني تأمل القوى الغربية والعربية أن تصعب على موسكو وبكين نقض أي إجراء من المجلس بشأن دمشق للمرة الثالثة.

وقال دبلوماسي غربي «هناك نص، وإن لم تكن بعد مسودة قرار رسمية صاغها الأميركيون. لم تعرض على المجلس بكامل هيئته، بل على دائرة صغيرة من الدول ذات التفكير المتماثل»، لكنه رفض التكهن حول موعد التصويت عليها.

وأشار دبلوماسيون إلى أن فكرة تبني مثل هذا القرار طرحت في اجتماع «أصدقاء سوريا» في تونس. وقالوا إنه إلى جانب «الدعوة لإنهاء العنف والمطالبة بدخول عمال الإغاثة الإنسانية إلى البلدات المحاصرة مثل حمص وحماه، سيلمح القرار إلى أن سياسة القمع التي تقوم بها الحكومة هي سبب الأزمة».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، ردا على سؤال عن فكرة مسودة قرار جديدة لمجلس الأمن، «أعتقد أن علينا التركيز على تلك الإجراءات التي ستكون لها اكبر فرصة للنجاح».

وقال دبلوماسيون إن روسيا أشارت إلى أنها ستدعم القرار الذي يركز فقط على الأزمة الإنسانية من دون أي ذكر للوضع السياسي، لكن دبلوماسيين عربا وغربيين يقولون إن مثل هذا القرار سيكون غير مقبول بالنسبة لهم. واعتبروا أن «المبادرة الأميركية الجديدة من الممكن أن تنجح لأن الصينيين أشاروا إلى أنهم قد لا يرغبون في مواصلة استخدام الفيتو ضد القرارات المتعلقة بسوريا في مجلس الأمن». وقال دبلوماسي غربي «من خلال قراءة ما بين السطور وتفسير كل البيانات والإعلانات وترتيبات سفر المبعوثين يمكن أن نقول إن الصينيين أصبحوا مستائين بشكل متزايد من موقف العزلة الذي وضعوا أنفسهم فيه مع روسيا».

وعبر وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي عن تأييده لإرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا، وذلك في اتصالات هاتفية مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعدد من نظرائه في العالم العربي، كما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

لكن يانغ جيتشي لم يعبر عن قبوله بفكرة دخول الأمم المتحدة ووكالات العمل الإنساني إلى سوريا بحرية ومن دون عراقيل. وذكر بموقف بكين الذي يطالب الحكومة السورية والمعارضين على حد سواء «بوقف أعمال العنف فورا من اجل بدء حوار سياسي مفتوح». وأضاف «على الأسرة الدولية خلق الظروف الملائمة في هذا الشأن وتقديم المساعدة الإنسانية لسوريا».

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل تلقى اتصالا هاتفيا من جيتشي بحثا خلاله العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما اتصل جيتشي بنظيره المصري محمد كامل عمرو. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية عمرو رشدي إن «الوزير أكد ضرورة التوصل إلى حل سريع للأزمة لوقف إراقة دماء المدنيين السوريين وتطبيق المبادرة العربية».

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية إن المحادثات بين وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي وجيتشي «دارت حول ضرورة التوصل إلى وقف فوري لجميع أعمال العنف في سوريا والبدء في حوار سياسي بين جميع الأطراف الفاعلة قصد إيجاد حل دائم سلمي يحترم اختيارات الشعب السوري ووحدة البلاد وسيادتها بعيدا عن كل تدخل أجنبي».

مقدسي

وأكد مقدسي، في مؤتمر صحافي في دمشق، أن سوريا اشترطت على الأمم المتحدة توضيح طبيعة مهمة أنان وحدود هذه المهمة قبل الموافقة على إعطائه موعدا لزيارة سوريا. وكشف عن اتصال أجراه انان مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، مشيرا إلى أن الوزير طلب منه توضيحا لطبيعة مهمته. وقال «نحن بانتظار توضيح الأمم المتحدة لهذه المهمة وأن نعرف إلى ماذا تريدون الوصول؟»، مشيرا إلى أن الخارجية بانتظار وصول هذه الرسالة التوضيحية لدراستها والرد عليها.

ورداً على تصريحات ودعوات بعض الدول العربية والغربية لتسليح المعارضة السورية، قال مقدسي «إن الخارجية السورية ليست بوارد المبارزة مع أحد، والرد السوري على هذا الكلام كان متحفظا، فمنذ بداية الحراك كان هناك تسليح لبعض الجهات، الأمر الذي أثر على المطالب المحقة للشعب السوري»، لافتاً إلى «أن التصريحات القطرية والسعودية الداعية لتسليح المعارضة عمل عدائي»، محملاً إياها «مسؤولية هدر الدم السوري».

وقال «نحن نود من الأشقاء في قطر والسعودية، أو أي كان، المساهمة في عقلانية وعقلنة المعارضين ودفعهم إلى طاولة الحوار وليس تسليح الحراك وسفك الدم السوري الذي يتحملون مسؤوليته بالكامل طالما يستبيحونه وهم يعلمون ذلك».

وحول موضوع الصحافيين الأجانب المصابين في مدينة حمص التي تشهد أعمال عنف، أكد مقدسي «أن هؤلاء الصحافيين دخلوا إلى سوريا متسللين كما أن بعضهم خرج متسللا أيضا». وقال «لا يوجد معلومات حول الصحافيين، سوى خروج الصحافي البريطاني بول كونروي ووصوله إلى لبنان»، مشيراً إلى «أن الحكومة السورية قامت بثلاث محاولات بالتعاون مع الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدولي لإجلاء الصحافيين الموجودين بحمص إلا أنها باءت بالفشل بسبب رفض المجموعات المسلحة»، موضحا أن ذلك تم «بذرائع اشتراط سيارات دبلوماسية»، معتبرا أن «هذا يعزز الشكوك بمصداقيتهم».

وأضاف مقدسي، ردا على سؤال لـ«السفير» حول مشروع قرار مجلس الأمن الذي سيطرح للنقاش الأسبوع المقبل، أن «سوريا لن تقف بوجه مساعدات إنسانية توزع عبر منظمة الهلال الأحمر السوري»، مشيرا الى أن اية مساعدات يجب ان «توزع تحت المظلة الرسمية أو عبر مثل هذه المنظمات»، مضيفا «إذا كان المطلوب تسييس الأزمة أو الحراك فهذا مرفوض، وعلى كل الشيطان يكمن في التفاصيل».

أنان

وأعلن انان إنه سيجري محادثات في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والدول الأعضاء بشأن سوريا، فيما أعلنت روسيا أنها دعت انان لزيارة موسكو لإجراء مشاورات.

وقال انان، في بيان في جنيف حيث يوجد مقره، إنه سيجري سلسلة مشاورات في نيويورك حتى الغد ثم يتوجه إلى القاهرة للقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. ويعتزم بعد ذلك زيارة دول أخرى في المنطقة.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن انان بحث مع رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو «آخر التطورات المتصلة بالوضع السوري».

وطالب العربي، في بيان، «الحكومة السورية بسحب المظاهر والآليات العسكرية حتى يكون هناك وقف لإطلاق نار إنساني يتيح حقن الدماء وإدخال المساعدات الطبية والاغاثية العاجلة للمناطق المحاصرة والمتضررة». وناشد السلطات في دمشق «بسرعة الاستجابة إلى هذه الدعوة لإفساح المجال أمام تحرك انان المكلف ببذل المساعي الحميدة من أجل إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة السورية».

وأعرب العربي «عن قلقه البالغ من استمرار أعمال العنف واستخدام الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين السوريين العزل»، محذرا «من مخاطر استمرار مثل هذه الأعمال التي لن تؤدي إلا إلى تعقيد الموقف والانزلاق نحو الفتنة والاقتتال الأهلي». وأكد «ضرورة أن تتحمل جميع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية وخاصة الدول الأعضاء في مجلس الأمن مسؤوليتها لوقف حالة التدهور ونزف الدماء، وذلك باستصدار قرار من مجلس الأمن يدعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار أيا كان مصدره مع الاتفاق على آلية مناسبة للإشراف على تنفيذه، الأمر الذي من شأنه أن يخلق الأجواء المناسبة الداعمة لانطلاق جهود أنان لمعالجة الوضع في سوريا وفق المبادرة التي أقرتها الجامعة العربية».

وقالت مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري اموس، في بيان، إن «دمشق رفضت السماح لها بالدخول إلى سوريا لتقييم الأزمة المتفاقمة في البلاد».

وأعلن وزراء خارجية ألمانيا غيدو فسترفيله وفرنسا آلان جوبيه وبولندا رادوسلاف سيكورسكي، في بيان مشترك، معارضتهم إفلات المسؤولين عن «انتهاكات حقوق الإنسان» في سوريا من العقاب، مطالبين بإحالتهم على القضاء. وأعربوا عن «أسفهم الشديد للتعثر في مجلس الأمن» حيال سوريا، علما أن ثمة «توافقا دوليا متزايدا ضد نظام الأسد».

ميدانيات

وصل الصحافي الاسباني خافيير اسبينوسا الذي يعمل في صحيفة «ال موندو» إلى لبنان من حمص كما أعلنت الصحيفة على موقعها الالكتروني. وكتبت الصحيفة ان مراسلها «خرج من سوريا، وهو موجود في لبنان وحالته الصحية ممتازة».

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان «فرنسا تحشد قواها لإنجاح عملية إجلاء لمواطنيها الاثنين العالقين في حمص مع السلطات السورية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر»، في اشارة الى الصحافيين اديت بوفييه ووليام دانيلز.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «قتل 15 مدنيا في مدينة حمص وريف دمشق وإدلب ودير الزور. وقتل ثمانية من عناصر القوات الحكومية في مواجهات وهجمات في محافظتي حلب ودرعا».

وتضاربت التقارير حول الوضع في حي بابا عمرو في حمص. وقال مصدر أمني في دمشق لوكالة «فرانس برس» إن منطقة بابا عمرو «تحت السيطرة»، مضيفا «قام الجيش بعملية تطهير للحي بناء تلو بناء ومنزلا تلو منزل».

وأكد معارضون ان الجيش لم يدخل بابا عمرو. وقال «ابو عطا» من حمص ان «الجيش لم يدخل بابا عمرو. هذه شائعات لبث الرعب»، مضيفا ان «الجيش السوري الحر سيدافع عن الأحياء حتى آخر رجل».

وأعلن عضو «الهيئة العامة للثورة السورية» هادي العبد الله ان قوات النظام «تطوق الحي، وهناك اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر لا سيما من ناحية حي الإنشاءات وشارع الملعب»، مشيرا الى ان قوات النظام «كشفت الثلاثاء طريق إمداد سرياً كان يتم عبره إدخال المواد الطبية والغذائية إلى بابا عمرو، وعمدت إلى تفجيره بالديناميت».

وجدد العبد الله مخاوفه من حصول اقتحام لبابا عمرو أو من «مجازر وقصف في حيي الخالدية والبياضة بعد التعزيزات العسكرية من الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد التي استقدمت خلال الساعات الماضية إلى محيط هذه الأحياء وبعد إخلاء ثلاثة حواجز أمنية كبيرة بين البياضة والخالدية».

 («السفير»، سانا، قنا، أ ف ب، أ ب، رويترز)

وزير إسرائيلي: المعارضة السورية أبلغتنا أنها تريد صداقتنا

أعلن الوزير في الحكومة الإسرائيلية اسحق هرتزوغ، امس، ان قادة المعارضة السورية أبلغوه أنهم يريدون السلام مع اسرائيل بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وقال هرتزوغ، الوزير عن «حزب العمل» في القدس المحتلة، إن المعارضة السورية تريد ان تكون «صديقة» لإسرائيل. ورفض الكشف عن قادة المعارضة الذين ابلغوه هذا الامر بحجة انه يتخوف على حياتهم، لكنه اشار الى انهم من المعارضة الرئيسية.

وأشار هرتزوغ، العضو في لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست الاسرائيلية، الى انه يجب على الدولة العبرية تقديم مساعدات طبية وانسانية الى المتمردين السوريين، لكنه شدد على رفض تقديم اسلحة لهم.      (ا ب)

غليون: المجلس الوطني السوري يريد تنظيم تسليم الأسلحة للمعارضين

باريس- (ا ف ب): أعلن المجلس الوطني السوري أبرز هيئات المعارضة السورية تنظيم تسليم الاسلحة للمعارضين من خلال “مكتب استشاري عسكري” تم انشاؤه مؤخرا، حسبما قال رئيس المجلس برهان غليون في باريس.

وصرح غليون أمام صحافيين “قرر المجلس الوطني “انشاء مكتب استشاري عسكري مؤلف من عسكريين ومدنيين (…) لمتابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة المختلفة وتنظيم صفوفها وتوحيد قواها ضمن قيادة مركزية واحدة”.

واضاف غليون أن المجلس سيعمل على “توفير كل ما تحتاجه المقاومة والجيش الحر من اجل القيام بواجباته الدفاعية على أكمل وجه وتأمين الحماية اللازمة للمدنيين ورعاية الثوار”.

وتابع ان المجلس “سيعمل على الحيلولة لمنع حالة التشتت والفوضى في انتشار واستعمال السلاح، ومنع أي اختراقات أو تجاوزات لا تصب في مصلحة الثورة السورية والمصلحة الوطنية العليا”.

القوات السورية النظامية تسيطر على بابا عمرو وسقوط 17 مدنيا

دمشق- (ا ف ب): أكد مصدر أمني في دمشق بعد ظهر الخميس أن الجيش السوري سيطر بالكامل على حي بابا عمرو في حمص فيما اعلن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الاسعد أن قواته نفذت انسحابا “تكتيكيا” من هذا الحي.

وقال المصدر الأمني في اتصال مع وكالة فرانس برس “سيطر الجيش على كامل مناطق بابا عمرو بعدما سقطت آخر جيوب المقاومة فيه”.

واضاف المصدر ان عناصر الجيش النظامي “يقومون بتوزيع الطعام على السكان ويجلون الجرحى” ويقومون بالبحث عن الصحافية الفرنسية اديت بوفييه التي اصيبت قبل اسبوع.

وتابع المصدر “المسلحون ما زالوا في احياء الحميدية والخالدية والعمليات متواصلة لاخراجهم” منها.

ومن جهته أكد قائد الجيش السوري الحر في اتصال مع وكالة فرانس برس في بيروت ان قواته نفذت انسحابا “تكتيكيا” من حي بابا عمرو “حفاظا على ما تبقى من الاهالي والمدنيين”.

ومن جهة اخرى، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 17 مدنيا قتلوا الخميس في “بساتين حي بابا عمرو التي اقتحمتها القوات النظامية السورية وبدات حملة مداهمات واعتقالات فيها”.

رئيس الوزراء القطري: علينا أن ندرس كل الخيارات لانقاذ الشعب السوري

بروكسل- (ا ف ب): أكد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم ال ثاني الخميس استعداد بلاده لدرس “كل الخيارات” لانقاذ الشعب السوري.

وقال رئيس الوزراء القطري في ختام لقاء في بروكسل مع رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز “علينا ان ندرس كل الخيارات لانقاذ الشعب السوري”.

وقد اعلنت قطر تأييدها انشاء قوة عربية لحفظ السلام في سوريا.

ونفى رئيس الوزراء القطري الذي اعلن الاثنين تأييده تزويد المعارضة السورية بالاسلحة للتصدي لنظام الرئيس بشار الاسد، نفيا قاطعا وجود جنود قطرييين في الاراضي السورية. وقال “هذا ليس صحيحا”.

واكد حمد بن جاسم ان “سوريا تطرح مشكلة مهمة بالنسبة لنا وللمنطقة ومشكلة مهمة من وجهة نظر انسانية”. وقال “من المهم جدا وقف المجازر”.

واعتبر رئيس الوزراء القطري ان الحل الوحيد لسوريا هو القبول بتوصيات الجامعة العربية.

واشاد شولتز من جانبه بـ”الدور البناء” الذي تضطلع به قطر.

وتقول الامم المتحدة ان حوالى 7500 شخص قتلوا في سوريا منذ بدء القمع في اذار/ مارس 2011.

بريطانيا تسحب جميع دبلوماسييها من دمشق وتعلّق خدمات سفارتها لأسباب أمنية

لندن- (يو بي اي): أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الخميس، سحب جميع الدبلوماسيين البريطانيين من دمشق، وتعليق خدمات السفارة البريطانية في العاصمة السورية.

وقال هيغ في بيان مكتوب إلى مجلس العموم البريطاني (البرلمان) “أود أن أبلغ النواب بأني اتخذت القرار لأسباب أمنية لوقف الخدمات التي تقدمها السفارة البريطانية في دمشق وسحب جميع الدبلوماسيين من هناك، بعد أن حافظنا على عملها رغم العنف لمساعدتنا في التواصل مع جميع الأطراف في سوريا وتوفير نظرة ثاقبة للأوضاع على الأرض”.

وأضاف “طوال هذا الوقت أبقينا الوضع الأمني لموظفينا ومباني السفارة قيد المراجعة المكثفة والمستمرة، وقررنا الآن أن الوضع الأمني في دمشق يضع موظفينا ومباني سفارتنا رهن الخطر واتخذنا القرار وفقاً لذلك”.

وقال هيغ إن “سفيرنا ودبلوماسيينا غادروا دمشق أمس (الأربعاء) وسيعودون إلى المملكة المتحدة قريباً، ويتعيّن على المواطنين البريطانيين الذين لا يزالون في سوريا، على الرغم من نصائحنا المستمرة بمغادرة البلاد، الإتصال بسفارة أي دولة عضو في الإتحاد الأوروبي ما تزال في سوريا إذا كانوا بحاجة إلى مساعدة قنصلية”.

وشدّد وزير الخارجية البريطاني على أن قراره سحب الموظفين من سفارة بلاده في دمشق “لا يقلل وبأي شكل من الأشكال من إلتزام المملكة المتحدة بالدبلوماسية النشطة لمواصلة الضغط على النظام السوري من أجل وضع حد للعنف”.

وأضاف “سنواصل العمل بشكل وثيق مع الدول الأخرى لتنسيق الضغوط الدبلوماسية والإقتصادية على النظام السوري من خلال مجموعة أصدقاء سوريا والإتحاد الأوروبي، والبناء على الجولة الجديدة من العقوبات التي فرضها الأخير في 27 شباط/ فبراير الماضي، والتي تحد بصورة أكبر من مصادر النظام إلى العائدات”.

وقال هيغ “سنقدم الدعم الكامل للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان في مهمته الجديدة كبمعوث خاص مشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، وسنستمر أيضاً في العمل مع المجلس الوطني السوري (المعارض)، وتشجيع المعارضة السورية على أن تكون متحدة أكثر وتتبنى رؤية لسوريا سلمية وأكثر ديمقراطية ومتعددة الأعراق”.

نزوح جماعي من بابا عمرو الى لبنان.. وواشنطن تستدعي القائم بالاعمال السوري للاحتجاج

اشتباكات واقتحامات و’عمليات تطهير’ في حمص

ليبيا تمنح المعارضة السورية مساعدات بمئة مليون دولار

دمشق ـ عمان ـ بيروت ـ وكالات: دارت اشتباكات عنيفة في محيط حي بابا عمرو في حمص (وسط) حيث افاد مصدر امني عن اقتحام الجيش للحي وبدء ‘عمليات تطهير’، وهو ما نفاه ناشطون معارضون، في وقت اعلن في نيويورك عن مشروع قرار جديد لمجلس الامن الدولي لادخال مساعدات انسانية طارئة الى سورية، وفي الوقت الذي استدعت واشنطن القائم بالاعمال السوري للاحتجاج على هجمات حمص.

وفي محادثات اجراها مع القائم بالاعمال السوري زهير جبور في وزارة الخارجية الامريكية، دعا مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان سورية الى الوفاء بالتزامها للجامعة العربية في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) بانهاء العنف.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الامريكية ان الاجتماع عقد بهدف ‘الاعراب عن الاستياء الشديد من الحملة الوحشية والقصف العشوائي لمدينة حمص منذ نحو شهر’.

الى ذلك زار ممثلون للمجلس الوطني السوري المعارض طرابلس هذا الاسبوع بعدما عرض مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي في وقت سابق من هذا الشهر استضافة مكتب للمجلس السوري في ليبيا.

وكانت الحكومة الليبية الجديدة إحدى أول الحكومات التي اعترفت بالمجلس الوطني السوري باعتباره السلطة الشرعية في سورية وذلك في تشرين الأول (اكتوبر) في لفتة قالت إنها تظهر التضامن بعد الصراع الليبي الذي أطاح بمعمر القذافي وأنهى حكمه الذي استمر 42 عاما.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت ليبيا التي تواجه احتياجات هائلة بشأن إعادة الاعمار قادرة على تحمل مثل هذه المساعدات قال محمد الحريزي المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي لرويترز إنه لا توجد مشكلة.

غير انه قال إن من السابق لأوانه تحديد كيفية تسليم المساعدات التي تشمل ادوية وأغذية. وكان الحريزي قال في مؤتمر صحافي سابق إن المجلس اتخذ قرارا بتقديم دعم مالي للاحتياجات الانسانية بما يعادل 100 مليون دولار.

وقال إن مكتب رئيس الوزراء سيحدد آلية تقديم المساعدات بالتعاون مع هيئة المساعدات الليبية والصليب الأحمر الليبي، مضيفا أنه ينبغي لليبيين أيضا التبرع ودعم الثورة السورية على الصعيد الدولي.

وطردت ليبيا القائم بالأعمال السوري والعاملين معه من طرابلس في وقت سابق هذا الشهر احتجاجا على الحملة ضد المعارضين للأسد.

ومن جهتها دعت فرنسا الاربعاء سورية الى اقرار وقف لاطلاق نار في حي بابا عمرو للسماح بـ’اجلاء آمن وسريع’ للصحافية الفرنسية اديت بوفييه التي اصيبت الاسبوع الماضي في القصف، معلنة بذلك ضمنا ان هذه الاخيرة لا تزال في حمص بعد اللغط الذي حصل حول خروجها من سورية الثلاثاء.

وقالت فاليري اموس مسؤولة المساعدات الانسانية في الأمم امس الأربعاء إنها تشعر ‘بخيبة امل شديدة’ لرفض سورية السماح لها بزيارة البلاد حيث كانت تأمل في تقييم حاجة السكان للاغاثة الطارئة في بلدات محاصرة.

وقال دبلوماسي غربي كبير مشترطا عدم الكشف عن اسمه إن رفض السماح لاموس بزيارة سورية يأتي ‘رغم جهود روسيا من أجل السماح لها بالدخول’.

وقال مصدر امني في دمشق لوكالة فرانس برس ان منطقة بابا عمرو ‘تحت السيطرة’، مضيفا ‘قام الجيش بعملية تطهير للحي بناء تلو البناء ومنزلا تلو المنزل’.

واكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله من جهته ان قوات النظام ‘تطوق الحي، وهناك اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر لا سيما من ناحية حي الانشاءات وشارع الملعب’.

وقال العبد الله ان الجيش السوري الحر وناشطين مدنيين يعملون على ‘اجلاء العائلات من اماكن يستهدفها القصف’، مشيرا الى ان ‘قصفا جنونيا يطال حتى الاماكن التي كنا نعتبرها آمنة’.

واضاف ‘حمص كلها مستهدفة، والمؤشرات على ذلك كثيرة، منها انقطاع الاتصالات والكهرباء وانسحاب القوات النظامية من ثلاثة حواجز بين الخالدية والبياضة’.

ووصلت خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية 22 عائلة نازحة من بابا عمرو الى لبنان عبر الحدود الرسمية وعبر معابر غير شرعية، بحسب ما افاد المتحدث باسم تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان الذي قال انهم ‘في حالة نفسية سيئة جدا’.

واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء ان ‘فرنسا تحشد قواها لانجاح عملية اجلاء لمواطنيها الاثنين العالقين في حمص مع السلطات السورية واللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر’، في اشارة الى الصحافيين اديت بوفييه ووليام دانيلز.

وقالت انها ‘تتوقع من حكومة دمشق العمل على توافر كل الشروط لاجلاء آمن وسريع وخصوصا عبر وقف فوري لاطلاق نار في بابا عمرو’.

واكدت سورية الاربعاء ‘التزامها الانساني’ بإجلاء الصحافيين الغربيين من حمص.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي ان ‘سورية لن تتهرب من التزاماتها الانسانية، وقمنا في هذا السياق بثلاث محاولات لاجلاء الجثامين باءت بالفشل (..) لان المسلحين رفضوا تسليم الجثث والصحافيين تحت ذرائع مختلفة’.

وذكر ان ‘الجانب السوري خصص طائرة مروحية لنقل الصحافيين لكنهم رفضوا’، مضيفا ‘نحن ملتزمون انسانيا ونريد تأمين اجلائهم’، مشددا على ان ‘التعطيل ليس من الجانب السوري’.

وفي نيويورك، افاد دبلوماسيون ان الولايات المتحدة تعد لمشروع قرار سيركز على دخول المساعدة الانسانية الى المدن السورية و’سيقول ان الحكومة هي سبب الأزمة’.

وتأمل الدول الغربية في ان يقنع التركيز على الأزمة الانسانية روسيا والصين بالامتناع عن استخدام حق النقض في مجلس الامن لتعطيل تبني القرار، كما حصل ضد مشروعين سابقين.

وعبر وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي في اتصالات هاتفية مع الامين العام للجامعة العربية وعدد من نظرائه في العالم العربي، عن تأييده ارسال مساعدات انسانية الى سورية.

في الكويت، اقر مجلس الامة الكويتي الاربعاء بأغلبية كبيرة توصية تدعو الحكومة الى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري. وصوت 44 عضوا لصالح التوصية غير الملزمة، فيما صوت خمسة نواب ضد هذه التوصية.

في برلين، اعلن وزراء خارجية المانيا وفرنسا وبولندا الاربعاء في ختام اجتماع انهم لن يدخروا ‘اي جهد لكي نحيل على القضاء المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان الواسعة النطاق التي يمكن ان تشبه جرائم ضد الانسانية’، بحسب ما جاء في ‘اعلان حول سورية’ صدر عنهم.

محللون: النظام السوري يسعى الى قمع انتفاضة حمص بأي ثمن خوفا من تحولها الى ‘مصراتة’ جديدة

بيروت ـ ف ب: يرى محللون ان النظام السوري يسعى الى قمع انتفاضة مدينة حمص بأي ثمن، خوفا من تحول هذه النقطة الاستراتيجية الى ‘مصراتة’ جديدة، المدينة الليبية التي ادى استيلاء المتمردين عليها الى الايذان بقرب سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي.

ويقول مسؤول الابحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس كريم بيطار لوكالة فرانس برس ان ‘سقوط مصراتة اعلن سقوط القذافي في سرت’. وقتل القذافي في سرت، مسقط رأسه، على ايدي الثوار الليبيين في تشرين الاول (اكتوبر).

ويضيف بيطار ‘اذا لم يتمكن النظام السوري من خنق الانتفاضة في حمص، فان دمشق وحلب ستبدآن بالتحرك بشكل اوسع’. وبدأت تتسع خلال الاسابيع الماضية دائرة الاحتجاجات في العاصمة حيث يزداد عدد التظاهرات وحجم المشاركين فيها يوما بعد يوم، وفي حلب (شمال)، لا سيما التحرك الطلابي في جامعة المدينة.

وتعرضت احياء عدة في حمص على مدى اكثر من ثلاثة اسابيع للحصار ولقصف مدفعي وصاروخي.

وافاد مصدر امني في دمشق الاربعاء ان الجيش السوري بدأ عملية اقتحام لحي بابا عمرو. وقال ‘هذه المنطقة تحت السيطرة. قام الجيش بعملية تطهير للحي، بناء تلو البناء، ومنزلا تلو المنزل’، مضيفا ان ‘هناك بعض البؤر التي يجب تقليصها’.

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان ‘اشتباكات تدور في محيط حي بابا عمرو بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة تمنع محاولة اقتحام الحي، في وقت تسمع اصوات انفجارات واطلاق رصاص في احياء اخرى بالمدينة’.

وابدى الناشطون منذ فترة تخوفهم من حصول اقتحامات، الا انهم بدوا واثقين من صعوبة الامر.

وقال قائد الجيش السوري الحر رياض الاسعد الثلاثاء لفرانس برس ان النظام يعتبر انه ‘اذا سيطر على حمص يحرز تقدما في اتجاه اجهاض الثورة’.

ويضيف ‘لكننا ندافع عن حمص ومقاومتنا عنيفة’، مشيرا الى ان الجيش الحر يستخدم الاسلحة الخفيفة والمتوسطة في مواجهة امكانات هائلة للجيش النظامي، لكن هذا الاخير ‘يخشى حرب الشوارع’.

ويوضح فابريس بالانش، مدير مجموعة الابحاث والدراسات حول المتوسط والشرق الاوسط في ليون في فرنسا، ان الجيش السوري يعرف ان ‘مجرد دخوله الى الحي يعني تعرضه لاطلاق نار من كل الجهات، وان لا بد له من احتلال منزل وراء منزل’.

ويقول ‘العام 1982، كانت حماة هي الرمز. اليوم بابا عمرو هي الرمز’، في اشارة الى تمرد قام به الاخوان المسلمون قبل ثلاثين عاما على النظام السوري بقيادة الرئيس الراحل حافظ الاسد، وتم قمعه بشكل دموي ما تسبب بمقتل عشرين الف شخص.

ويضيف بالانش، الخبير في الشؤون السورية، ‘سيذهب النظام حتى النهاية، لكن لن يصل الامر الى قتل عشرين الف شخص كما حصل في حماه. لذلك، فهو يقصف ليرهب المدنيين ويخرجهم من الحي. عندما لا يبقى غير المنشقين، سيكون في امكانه القضاء على بابا عمرو’.

وقدر بالانش ان ثلثي سكان بابا عمرو البالغ عددهم اربعين الفا خرجوا من الحي.

وحمص هي المدينة السورية الثالثة من حيث الحجم، وتشكل مركزا صناعيا مهما بمصافيها النفطية، وهي على تقاطع طرق بين دمشق وشمال البلاد. وهي مدينة ذات تركيبة طائفية متنوعة. وينتمي السكان في ريف حمص بغالبيتهم الى الطائفة السنية المتعاطفة مع الانتفاضة.

كما ان حمص منطقة عبور حيوية للسلع المصدرة الى تركيا ودول الخليج، ولانابيب الغاز والنفط. وبسبب موقعها الاستراتيجي، طرحت ايام الانتداب الفرنسي مسألة جعلها عاصمة لسوريا.

وترى الخبيرة في شؤون الشرق الاوسط انياس لوفالوا من باريس ان ‘سيطرة المعارضة على حمص تقسم البلاد الى قسمين. لهذا يشن النظام هجوما مركزا على المدينة’.

وتضيف ‘اذا استعاد النظام حمص، فانه سيعيق حركة الجيش السوري الحر’. ويقول عدد من الخبراء والناشطين ان اسلحة تهرب من لبنان الى الجيش الحر في سوريا عبر منطقة حمص الحدودية.

ويؤكد بالانش ان من مصادر قلق النظام ‘تشكل محور سني بين حمص وطرابلس’ في شمال لبنان.

ويشير الى ان العلويين يشكلون 25 بالمئة من سكان حمص، ويسيطرون على المراكز الادارية الاساسية في المحافظة، ما يثير استياء الطبقات السنية الشعبية التي تعيش معظمهما من عمليات التهريب عبر الحدود مع لبنان، على حد قوله.

ويقول ان ‘الانتفاضة انطلقت من الاحياء السنية والفقيرة وكانت انتفاضة ضد الفقر’.

سوريا: مجلس حقوق الإنسان يدعو إلى «وقف الانتهاكات»

جدد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم، تبنيه لقرار يدعو مرة أخرى الحكومة السورية إلى «وقف انتهاكات حقوق الإنسان»، والرئيس السوري بشار الأسد، إلى السماح للأمم المتحدة وللوكالات الإنسانية بـ«الوصول من دون عائق» إلى البلاد. من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية السورية، اليوم، استعدادها «للتشاور بشأن موعد» لزيارة مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري أموس، لدمشق، وذلك بالتزامن مع تأكيد وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، سحب كل الموظفين الدبلوماسيين البريطانيين من سوريا وتعليق عمل السفارة هناك «لأسباب أمنية».

وتبنى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم، قراراً يدعو مرة أخرى الحكومة السورية إلى «وقف انتهاكات حقوق الإنسان»، ويدعو نظام الرئيس بشار الأسد إلى السماح للأمم المتحدة وللوكالات الإنسانية بـ«الوصول من دون عائق» إلى البلاد.

وقامت الدول الـ47 الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان بالتصويت على مشروع القرار الذي جرى تبنيه بتأييد 37 صوتاً ومعارضة ثلاثة هي الصين وروسيا وكوبا، فضلاً عن امتناع ثلاث دول هي الإكوادور والهند والفيليبين.

ويدعو القرار النظام السوري إلى السماح «بالوصول بحرية ومن دون عائق للأمم المتحدة والوكالات الإنسانية للقيام بتقويم كامل لاحتياجات حمص ومناطق أخرى»، الأمر الذي من شأنه أن «يتيح للوكالات الإنسانية تسليم مواد ذات احتياجات أولية وتقديم خدمات لكل المدنيين المتضررين من جراء العنف، ولا سيما في حمص ودرعا والزبداني ومناطق أخرى تحاصرها قوات الأمن السورية».

وتؤكد الوثيقة «ضرورة تلبية بشكل عاجل الاحتياجات الإنسانية للشعب»، وتندد «بعدم وصول المواد الغذائية والأدوية الأساسية والمحروقات وكذلك التهديدات واعمال العنف التي تطاول الطواقم الطبية والمرضى والمنشآت الصحية».

وكانت قطر وتركيا قد عرضتا القرار، الذي يحمل عنوان «انتهاكات تتزايد خطورة لحقوق الإنسان وتفاقم الوضع الإنساني في سوريا»، في مطلع الأسبوع الحالي، ليوقّعه في ما بعد نحو 60 دولة بينها دول غير أعضاء في المجلس.

وفي السياق، انتقدت وزارة الخارجية السورية ما صدر عن وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤؤن الإنسانية، فاليري آموس، التي قالت إن سوريا رفضت استقبالها والتعاون مع مهمتها.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السورية في تصريح اليوم الخميس إن «الوزارة اطلعت بكل أسف على الادعاءات التي جاءت في بيان صحافي أصدرته فاليري اموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأن سوريا رفضت استقبالها والتعاون مع مهمتها»، مضيفاً إن «وزارة الخارجية تود أن توضح في هذا المجال أنها كانت قد رحبت بزيارة اموس وباستقبالها في دمشق، واستعدادها لمناقشة مهمتها والتعاون معها، على أن يجري الاتفاق على موعد مناسب للطرفين لزيارتها، لكن فوجئنا بوصولها إلى المنطقة، وطلبها القدوم إلى سوريا في موعد لم يكن مناسباً لنا».

وأكد الناطق أنه «لوضع الأمور في نصابها فإن الجانب السوري على استعداد لمتابعة التشاور مع آموس بشأن الموعد المناسب للطرفين لبدء زيارتها إلى دمشق».

من جهة أخرى، قررت بريطانيا سحب كل موظفيها الدبلوماسيين من سوريا وتعليق عمل سفارتها «لأسباب امنية»، بحسب ما جاء في بيان صادر عن وزير خارجيتها، وليام هيغ، اليوم.

وقال هيغ: «أود أن أبلغ مجلس العموم بأنني اتخذت القرار بتعليق خدمات سفارة بريطانيا في دمشق وسحب كل الموظفين الدبلوماسيين لأسباب أمنية».

من جهته، أكد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم ال ثاني، اليوم، استعداد بلاده لدرس «كل الخيارات» لإنقاذ الشعب السوري.

وقال رئيس الوزراء القطري، في ختام لقاء في بروكسل مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، إنه «علينا أن ندرس كل الخيارات لإنقاذ الشعب السوري»، نافياً وجود جنود قطريين في الأراضي السورية.

وأكد بن جاسم أن «سوريا تطرح مشكلة مهمة بالنسبة إلينا وإلى المنطقة، ومشكلة مهمة من وجهة نظر إنسانية»، مشيراً إلى أن الحل الوحيد لسوريا هو قبول توصيات الجامعة العربية.

على صعيد آخر، أعلن المجلس الوطني السوري تنظيم تسليم الأسلحة للمعارضين من خلال «مكتب استشاري عسكري» أُنشئ أخيراً، بحسب ما أكد رئيسه برهان غليون في باريس.

وفي تصريح للصحافيين أعلن غليون أنه «قرر المجلس الوطني إنشاء مكتب استشاري عسكري مؤلف من عسكريين ومدنيين (…) لمتابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة المختلفة وتنظيم صفوفها وتوحيد قواها ضمن قيادة مركزية واحدة»، مضيفاً أن المجلس سيعمل على «توفير كل ما تحتاجه المقاومة والجيش الحر من أجل القيام بواجباته الدفاعية على أكمل وجه وتأمين الحماية اللازمة للمدنيين ورعاية الثوار».

وتابع غليون بالقول: «سيعمل على الحيلولة لمنع حالة التشتت والفوضى في انتشار واستعمال السلاح، ومنع أي اختراقات أو تجاوزات لا تصب في مصلحة الثورة السورية والمصلحة الوطنية العليا».

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، سانا)

دمشق تؤكد «التزامها الإنساني» بإجلاء الصحافيّين الأجانب من حمص

تدور اشتباكات عنيفة في محيط حي بابا عمرو في حمص، حيث أفاد مصدر أمني عن اقتحام الجيش للحي وبدء «عمليات تطهير»، وهو ما نفاه معارضون، فيما طالبت فرنسا بوقف لإطلاق النار بهدف تأمين «إجلاء آمن وسريع» للصحافية إديت بوفييه

ينفذ الجيش السوري عملية اقتحام لحي بابا عمرو في حمص، بحسب ما أفاد مصدر أمني في دمشق أمس. وقال المصدر «هذه المنطقة تحت السيطرة. نفذ الجيش عملية تطهير للحي، بناءً تلو البناء، ومنزلاً تلو المنزل». وأضاف «يعمل الجنود على تفتيش كل الأقبية والأنفاق بحثاً عن الأسلحة والإرهابيين». وتابع «لا تزال هناك بعض البؤر التي يجب تقليصها». في المقابل، اعترف نشطاء في المعارضة السورية «بأن قادة كتيبة الفاروق غادروا بالفعل بابا عمرو، بعدما خاضوا قتالاً عنيفاً مع قوات الجيش». وقال الناشط محمد الحمصي من حمص «الجيش يحاول إدخال مشاته من ناحية ساحة الباسل لكرة القدم، وهناك مواجهات شرسة بالبنادق والأسلحة الآلية الثقيلة». وقال مصدر آخر في المعارضة إن المئات من مقاتلي الجيش السوري الحر صامدون في المنطقة الواقعة بين بابا عمرو وحي الإنشاءات الذي تفرض عليه القوات الحكومية حصاراً أيضاً.

من جهة ثانية، ذكر المعارض السوري هادي العبد الله أن قوات النظام «كشفت الثلاثاء طريق إمداد سرياً كان يجري عبره إدخال المواد الطبية والغذائية، ويربط بابا عمرو بالخارج، وعمدت إلى تفجيره بالديناميت». وأشار إلى أن عدداً من الأشخاص كانوا في داخل الأنبوب أصيبوا بجروح لدى حصول عملية التفجير، وقد دمّر الأنبوب. وأوضح العبد الله أن الطريق عبارة عن «أنبوب ماء بطول 2700 متر قطره 105 سنتم ويفترض التقدم فيه على الركبتين، وكان ذلك صعباً جداً». وكان الناشطون يستخدمون جزءاً منه يربط بين بساتين بابا عمرو وبساتين قرية مجاورة، من أجل إدخال الغذاء والأدوية، وكذلك «من أجل إخراج الجرحى».

وقال العبد الله «كان هذا منفذنا الوحيد الى خارج الحي، وقد كُشف، ونبحث الآن عن طريق آخر». ولم يتمكن هشام حسن، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من تأكيد الهجوم، لكنه قال إن العنف يزيد من صعوبة الوضع الإنساني. وقال في جنيف «هذا يزيد أهمية أن نكرر دعوتنا إلى وقف القتال».

وعلى وقع مستجدات حمص، استدعت الولايات المتحدة القائم بالأعمال السوري في واشنطن، زهير جبور، للإعراب له عن «استيائها الشديد» من الهجمات التي يشنّها النظام على مدينة حمص. ودعا مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان سوريا إلى الوفاء بالتزامها تجاه لجامعة العربية. وبالتزامن مع اقتحام بابا عمرو، أكدت سوريا أمس «التزامها الإنساني» بإجلاء الصحافيين الغربيين من حمص، مبررة فشل محاولات الإجلاء برفض «المسلحين» تسليمهم. وقال نشطاء إن أوديت بوفييه عادت إلى بابا عمرو مع المصور الفرنسي وليام دانيل بعد محاولة فاشلة لتهريبهما، فيما وصل الصحافي الاسباني خافيير اسبينوسا الى لبنان، حسبما أعلنت صحيفة «آل موندو» التي يعمل لديها.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها مستعدة للقيام بعملية إجلاء، لكنها تنتظر أن ترتّب الحكومة السورية الظروف المناسبة، خاصة الوقف الفوري لإطلاق النار في بابا عمرو. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، أن «سوريا لن تتهرب من التزاماتها الإنسانية، وقمنا في هذا السياق بثلاث محاولات لإجلاء الجثامين باءت بالفشل». وأضاف «فوّضنا إلى الهلال الأحمر التفاوض بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لكنها (المفاوضات) باءت بالفشل، لأن المسلحين رفضوا تسليم الجثث والصحافيين تحت ذرائع مختلفة، ورفضوا إيجاد حل لهذه المأساة الإنسانية». وأشار إلى أنهم «طلبوا سيارات دبلوماسية وأموراً أخرى» لم يسمّها. وذكر أن «الجانب السوري خصص طائرة مروحية لنقل الصحافيين، لكنهم رفضوا»، مضيفاً «نحن ملتزمون إنسانياً ونريد تأمين إجلائهم»، مشدداً على أن «التعطيل ليس من الجانب السوري». ولفت إلى أن الصحافيين «استعجلوا الدخول إلى مناطق غير آمنة، وهم يتحملون مسؤولية ما حدث لهم»، إلا أن بلاده «تودّ المساعدة بغض النظر عن هذه المغامرة السيّئة». ورداً على سؤال عمّا يحكى من تخوّف الصحافيين من الخروج بواسطة الهلال الأحمر، أجاب مقدسي «هذه التخوفات غير مبررة»، متسائلاً «ممن يتخوّفون، ليتخوّفوا ممن يحمل السلاح ضد شرعية الدولة». وأضاف «لا يجري إرسال منظمة دولية لمساعدة الناس ثم يُغدر بهم بعد ذلك»، مشيراً إلى أن «جهود منظمة الهلال الأحمر هي بالتعاون مع لجنة الصليب الأحمر وليست جهوداً منعزلة». وفي ردّه على سؤال عمّا يشاع عن وجود ضباط فرنسيين في بابا عمرو، قال مقدسي «ما لم يصدر شيء رسمي عن الجهات السورية فهو أمر غير مؤكد، وهناك من يلعب بأمن سوريا».

وفي تطور لافت، أعلن المجلس الوطني السوري المعارض أنه قرر إنشاء مكتب عسكري لمتابعة «شؤون المقاومة المسلحة» تحت «الإشراف السياسي» للمجلس.

بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات السورية قصفت بلدة الرستن المحاصرة على بعد نحو 20 كيلومتراً إلى الشمال من حمص، وقتلت عدداً من الأشخاص عندما سقطت قذيفة على أحد المنازل. وقال نشطاء أيضاً إن القوات السورية هاجمت بلدة حلفايا، وهي معقل للمعارضة قرب مدينة حماة، واحتجزت أشخاصاً ودهمت وأحرقت منازل. وأظهرت لقطات نشرها نشطاء على موقع يوتيوب حشداً من الناس في بلدة كرناز المجاورة تجمعوا تضامناً مع حلفايا. وسارت في دمشق وريفها تظاهرات ليلية تضامناً مع المدن السورية المحاصرة، حسبما أفاد ناشطون أمس تحدثوا عن رفع علم كبير للمعارضة على جبل قاسيون. كذلك تظاهر آلاف الطلاب في جامعة حلب وتصدّت القوى الأمنية للمتظاهرين، بحسب ما أفاد ناشطون.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن الضابطة الجمركية في إدلب تمكنت من مصادرة أسلحة بعد اشتباك مع مسلحين عند نقطة باب الهوى على الحدود السورية ـــ التركية. وذكرت أن مجموعة إرهابية مسلحة سرقت ممتلكات عامة وخاصة في حماة، كما سطت مجموعة أخرى على مديرية الخدمات الفنية في إدلب، وسرقت رواتب العمال. وأعلنت «سانا» مقتل ممرّض بهجوم على المشفى العمالي في حمص.

(سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)

خطة أميركيّة لاستدراج الصين وعزل روسيا في مجــلس الأمن

بدأ الدبلوماسيون الغربيون والعرب في نيويورك بتنفيذ خطة تمكّنهم من الحصول على تأييد الصين، أو على الأقل وعد من بكين بالامتناع عن التصويت على قرار جديد في مجلس الأمن يصعّب للغاية على الروس أن يتخذوا موقفاً منفرداً ويستخدموا حق النقض

قال مبعوثون غربيون إن الولايات المتحدة أعدّت مسوّدة قرار جديد لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطالب بدخول عمال الإغاثة إلى البلدات المحاصرة في سوريا وإنهاء العنف هناك. وتأتي أحدث محاولة لاتخاذ إجراء إزاء سوريا من مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) مرتين.

وقال مبعوثون من الأمم المتحدة إنه من خلال التركيز على الوضع الإنساني، تأمل القوى الغربية والعربية أن تصعّب على موسكو وبكين نقض أي إجراء من المجلس بشأن دمشق للمرة الثالثة. وأضافوا أن مساندة روسيا والصين لأي قرار يتخذه المجلس ستكون ضربة للرئيس السوري بشار الأسد.

وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه إن المجلس يعكف على قرار ثالث يركز هذه المرة على تصاعد الأزمة الإنسانية التي سبّبتها العمليات العسكرية.

وقال دبلوماسي غربي، طلب عدم نشر اسمه، «هناك نص، وإن لم يكن بعد مسوّدة قرار رسمية، صاغها الأميركيون، لم تعرض على المجلس بكامل هيئته.. بل على دائرة صغيرة من الدول ذات التفكير المتماثل». وعندما سئل متى ستكون المسوّدة جاهزة ليقترع عليها المجلس بكامل هيئته، أضاف «ليست لدي فكرة عن التوقيتات».

وقال المبعوثون إنه إلى جانب الدعوة إلى إنهاء العنف والمطالبة بدخول عمال الإغاثة الإنسانية إلى البلدات المحاصرة مثل حمص وحماة، سيلمّح القرار إلى أن سياسة القمع التي تنفذها الحكومة هي سبب الأزمة. وعندما سئل المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، عن فكرة مسوّدة قرار جديدة لمجلس الأمن، قال للصحافيين «أعتقد أن علينا التركيز على تلك الإجراءات التي ستكون لها أكبر فرصة للنجاح». وقال مبعوث غربي إن القرار الإنساني هو بالضبط نوعية النص الذي «يمكن أن يحتشد» حوله المجلس بأكمله. وقال دبلوماسيون من الأمم المتحدة إن روسيا أشارت إلى أنها ستدعم القرار الذي يركز فقط على الأزمة الإنسانية من دون أي ذكر للوضع السياسي. لكنّ دبلوماسيين عرباً وغربيين يقولون إن مثل هذا القرار سيكون غير مقبول بالنسبة إليهم. وهم يقولون إن المبادرة الأميركية الجديدة من الممكن أن تنجح لأن الصينيين أشاروا إلى أنهم قد لا يرغبون في مواصلة استخدام الفيتو ضد القرارات المتعلقة بسوريا في مجلس الأمن.

بدوره، قال وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي إن الصين تساند الجهود الدولية لإرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا. ولم يتضح هل تعليقات يانغ تعني أن الصين ستدرس القرار المقترح الجديد في مجلس الأمن. وأضاف يانغ قائلاً «ينبغي للمجتمع الدولي أن يهيّئ الظروف لهذا، وأن يقدم مساعدة إنسانية لسوريا».

وقالت وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا)، أمس، إن يانغ أدلى بتصريحاته أثناء اتصال هاتفي الليلة قبل الماضية مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وقال تشو «أي مشروع قرار جديد في مجلس الامن سيكون فرصة لإحياء المشاورات الدولية بشأن سوريا». وأضاف «أكبر قلق للصين هو أن اوروبا والولايات المتحدة لا تزالان تتبنيان التدخل العسكري في سوريا مثلما حدث في ليبيا». وأضاف «بالنسبة للصين، هذا هو المفتاح. ليس لها مصلحة مباشرة في سوريا مثل روسيا».

وفي الرياض، أعلن مصدر رسمي أن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل تلقّى أمس اتصالاً هاتفياً من نظيره الصيني يانغ جيه تشي، ولم تكشف وكالة الانباء السعودية عن تفاصيل المحادثة.

في هذا الوقت، قال مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا، كوفي أنان، إنه يجري محادثات في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والدول الأعضاء بشأن سوريا، فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، على صفحته في موقع تويتر الالكتروني إنه جرى توجيه الدعوة لأنان لزيارة موسكو، لكن لم يتحدد موعد للزيارة.

وفي دمشق، كشف الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي عن اتصال أجراه أنان مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي طلب منه توضيحاً لطبيعة مهمته. وقال «نحن بانتظار توضيح الأمم المتحدة لهذه المهمة». وبشأن الدعوات لتقديم مساعدات إنسانية، قال المقدسي «هناك آلية تحكم العمل الإنساني والتوزيع يجري عبر الهلال الأحمر، ويجب أن يكون تحت المظلة الرسمية، وتسييس الحراك مرفوض». وعن الدعوات السعودية والقطرية لتسليح المعارضة السورية، قال المقدسي «هناك تسليح لهذا الحراك، وما قام به القطريون والخليجيون وضع الأمور في سياق جديد، ونعتبر تصريحاتهم عملاً عدائياً لسفك الدم السوري، وعليهم المساهمة في عقلنة المعارضة السورية ودفعها إلى طاولة الحوار، ويتحملون مسؤولية الدم السوري بتسليحهم للمعارضة». وعن مغادرة قادة حركة «حماس» لدمشق، قال المقدسي «سواء غادرت حماس أم لم تغادر، هي ليست ورقة بيد سوريا بل سوريا ورقة بيد القضية الفلسطينية، وسوف نستمر بدعم القضية الفلسطينية».

بدورها، قالت فاليري أموس، مسؤولة المساعدات الانسانية في الأمم المتحدة، أمس، إنها تشعر «بخيبة أمل شديدة» لرفض سوريا السماح لها بزيارة البلاد حيث كانت تأمل بتقييم حاجة السكان للإغاثة الطارئة في بلدات محاصرة. وقالت أموس، في بيان، إن الرفض جاء «رغم طلباتي المتكررة لمقابلة مسؤولين سوريين على أعلى مستوى لبحث الوضع الانساني وضرورة السماح بالوصول إلى المتضررين من العنف من دون معوقات».

لكنّ مصدراً دبلوماسياً قال لـ«الأخبار» إن أموس تتعاطى مع سوريا كإحدى جمهوريات الموز. فهي في عمّان وتريد الدخول إلى سوريا من دون ترتيبات واضحة مسبقة. وهذا لن يكون مقبولاً. وهي تعتقد أنها بإصدار البيانات تمارس ضغطاً معنوياً على الحكومة السورية، وهذا من شأنه أن يقلّل فرصها في الدخول.

وفي برلين، أعلن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا، في بيان مشترك أصدروه أمس، معارضتهم إفلات المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان في سوريا من العقاب، مطالبين بإحالتهم على القضاء. وأكد غيدو فسترفيلي وألان جوبيه ورادوسلاف سيكورسكي، في إعلان بشأن سوريا أصدروه في ختام اجتماع لمثلث فيمار، «لن ندّخر أي جهد لكي نحيل على القضاء المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان الواسعة النطاق التي يمكن أن تشبه جرائم ضد الانسانية».

(سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)

مبادرة مصريّة لحلّ الأزمة: حوار إقليمي وانتقال سلمي للسلطة

تشهد أروقة البرلمان المصري آخر المراحل لوضع النقاط على حروف مبادرة جديدة لحل الأزمة السورية، على قاعدة وقف العنف لإجراء انتقال سلمي للسلطة، بعد حوار مع روسيا والصين وإيران خصوصاً

محمد الخولي

القاهرة | أملاً في إنهاء الأزمة السورية، أعلنت لجنتا الشؤون العربية والشؤون الخارجية في مجلس الشعب المصري الانتهاء من الإعداد لمبادرة مصرية، بالتنسيق مع وزارة الخارجية، لوقف العنف والعمل على الانتقال السلمي للسلطة هناك، والحؤول دون حصول تدخل أجنبي في سوريا، ومساندة المطالب الشعبية بالحرية والديموقراطية. وقال رئيس لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري، الدكتور محمد السعيد إدريس، إنه يجري الإعداد حالياً لصياغة المبادرة المصرية بالتنسيق مع لجنة العلاقات الخارجية في المجلس، مؤكداً أنه جرى التفاهم بشأنها مع وزارة الخارجية المصرية، على أن يكون الهدف منها «الوصول إلى حل للأزمة السورية، ووقف إراقة الدماء والتكفل بالانتقال السلمي للسلطة للحفاظ على سوريا كدولة مستهدفة من جانب قوى دولية».

وأوضح إدريس، عضو حزب «الكرامة» ذات التوجه القومي العروبي، أن المبادرة تدور حول الإعداد لحوار برؤية مصرية مع كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية، وخصوصاً الدول التي تساند نظام الرئيس بشار الأسد، أي «روسيا والصين وإيران»، بالإضافة إلى تركيا، للوصول مع هذه الدول إلى «أجندة لإنقاذ سوريا على قاعدة وقف العنف والإعداد لمرحلة الانتقال السلمي للسلطة». حلّ يقوم، بحسب إدريس، على «لغة المصالح التي تحكم علاقات الدول»، بما أن «استمرار العنف في سوريا سيضر بمصالحهم أيضاً».

وفي حين كشف إدريس أنه سيتم التحرك بشأن هذه المبادرة «فور الانتهاء من صياغتها»، فقد التقى أول من أمس وزير الخارجية المصري، محمد عمرو، لمناقشة المبادرة وسبل تفعيلها، وإمكانيات نجاحها. وقال إدريس عقب اللقاء، إنه في حال فشل هذه المبادرة، فـ«ليس بإمكان أحد أن يعارض تسليح الثورة، أو يدافع عن عدم التدخل الأجنبي في سوريا»، مشيراً إلى أن «رفضها يعني العسكرة والحرب الأهلية». وحذّر من وجود «أطراف تدرك أن التغيير غير المنضبط في سوريا سيكون نكبة كبيرة على مصالحها»، كإيران التي ترى أن «سقوط سوريا تحت هيمنة أميركية ـــــ إسرائيلية معناه تمكين إسرائيل من حزب الله في لبنان والقضاء على حركة حماس في فلسطين، وبعدها يصبح الوضع مهيأً لضربها». وضع يقلق روسيا وفق إدريس، وهي التي تشعر بأنها «تفقد حلفاءها في المنطقة». وفي السياق، كشف إدريس لـ«الأخبار» أن من غير المقرّر أن يسافر وفد مصري إلى سوريا في الوقت الراهن بسبب الأوضاع الأمنية هناك، وأيضاً بسبب قرار البرلمان المصري قطع العلاقات مع البرلمان السوري. وعن الفترة الزمنية اللازمة للانتهاء من المبادرة المصرية، أجاب النائب المصري عن حزب «الكرامة» أن ذلك قد يحصل «في نهاية الأسبوع المقبل»، لافتاً إلى أن وفداً برلمانياً مصرياً سيُطلع مؤتمر اتحاد البرلمانات العربية المنعقد في الكويت على تفاصيل المبادرة.

وكان وفد من المعارضة السورية قد زار البرلمان المصري، الأسبوع الماضي، وحضر جلسته العامة، في ظل ترحيب رئيس المجلس محمد سعد الكتاتني، وباقي الأعضاء. وصرح الكتاتني في حينها ما حرفيته أن «الشعب المصري يتابع المجازر الوحشية التي تحدث للشعب السوري حالياً، والبرلمان المصري يدعم الثورة السورية حتى تنتصر».

اعتقال الممثل وكاتب السيناريو السوري عدنان زراعي

أ. ف. ب.

بيروت: أعلنت “تنسيقيات الثورة السورية” اعتقال الممثل وكاتب السيناريو عدنان زراعي الذي استعار منه الناشطون عبارة “الرجل البخاخ”، الأحد قرب منزله في حي ركن الدين في دمشق.

واتى خبر الاعتقال على صفحة فايسبوك التابعة ل “تنسيقية حي ركن الدين”.

وزراعي من خريجي قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكاتب سيناريو للعديد من حلقات المسلسل المعروف “بقعة ضوء”، من بينها حقلة “الرجل البخاخ” التي استعار الناشطون اسمها لوصف الملثمين الذين يكتبون شعارات مناهضة على الجدران.

كذلك، ساهم زراعي في رمضان الماضي بكتابة مجموعة من الحلقات لمسلسل “فوق السقف” الذي أراد التلفزيون السوري أن يقارب عبره الأوضاع التي تمر بها البلاد، لكن سرعان ما جرى ايقاف المسلسل.

ويتحدر زراعي، الذي يعيش ويعمل في دمشق، من حي بابا عمرو في مدينة حمص، وكانت اسرته تعيش فيه حتى فترة قصيرة على ما جاء على صفحته على فايسبوك.

الجيش السوري الحر انسحب “تكتيكيا” من بابا عمرو

أ. ف. ب.

بيروت: نفذ الجيش السوري الحر الخميس انسحابا “تكتيكيا” من حي بابا عمرو في حمص، بحسب ما اعلن قائده العقيد رياض الاسعد. وقال الاسعد بعد ظهر الخميس ان قواته “انسحبت من بابا عمرو انسحابا تكتيكيا حفاظا على ما تبقى من الاهالي والمدنيين”.

وأعلن مصدر امني في دمشق بعد ظهر الخميس ان الجيش السوري سيطر على حي بابا عمرو في حمص بالكامل. وقال المصدر “سيطر الجيش على كامل مناطق بابا عمرو بعدما سقطت آخر جيوب المقاومة فيه”. واضاف المصدر ان عناصر الجيش النظامي “يقومون بتوزيع الطعام على السكان ويجلون الجرحى” ويقومون بالبحث عن الصحافية الفرنسية اديت بوفييه التي اصيبت قبل اسبوع. وتابع “المسلحون ما زالوا في احياء الحميدية والخالدية والعمليات متواصلة لاخراجهم” منها.

وقتل 17 مدنيا في محيط حي بابا عمرو بمدينة حمص الذي اقتحمته القوات النظامية، بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان “استشهد 17 مواطنا في بساتين حي بابا عمرو التي اقتحمتها القوات النظامية السورية وبدات حملة مداهمات واعتقالات فيها”.

وفي وقت سايق اليوم قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله  إن عناصر الجيش السوري الحر تمكنت حتى ظهر الخميس من صد هجوم الجيش النظامي على حي بابا عمرو بحسب ما اكدت مصادر متقاطعة، فيما اكد مصدر امني في دمشق سيطرة القوات النظامية على الحي.

وقال العبدالله إن “عناصر الجيش السوري الحر تمكنوا من صد محاولة اقتحام بابا عمرو، وهم صامدون فيه”. واضاف “لم يدخل الجيش النظامي الحي، الاشتباكات تدور في الخارج”. من جهة اخرى، اكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس ظهر الخميس ان “المعارك بين الجيش النظامي والمنشقين عنه تدور في اطراف حي بابا عمرو وليس في داخله”.

واكد عبد الرحمن ان الصور التي بثها التلفزيون السوري اليوم على انها في بابا عمرو “هي لمنطقة جورة العرايس خارج الحي”. واضاف عبد الرحمن ان الجيش النظامي “مصمم على اقتحام بابا عمرو مهما كلف الامر”. وتمكن عناصر من الجيش الحر من اجلاء عائلات من سكان الحي بحسب هادي العبد الله. ويتعرض هذا الحي في مدينة حمص وسط سوريا الى قصف مستمر لليوم السابع والعشرين على التوالي.

لكن مصدرا امنيا في دمشق اكد لوكالة الأنباء الفرنسية ظهر الخميس ان “الجيش يسيطر على 90 بالمائة من بابا عمرو، وان كثيرا من المسلحين فروا الى لبنان” مشيرا الى وجود “جيوب مقاومة” لاسيما في جنوب الحي.

وكان مصدر امني في دمشق اكد لفرانس برس الاربعاء ان حي باب عمرو اصبح تحت سيطرة القوات النظامية مضيفا “قام الجيش بعملية تطهير للحي بناء تلو البناء ومنزلا تلو المنزل”. غير ان ناشطين معارضين في حمص اعتبروا ان هذه الانباء هي مجرد “شائعات لبث الرعب” في قلوب السكان.

واكد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الاسعد لوكالة فرانس برس ان عناصره يواجهون القوات النظامية بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة. وبدأت محاولة اقتحام بابا عمرو الاربعاء غداة توجه وحدات من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري بشار الاسد، بحسب ناشطين.

وبحسب عدد من قادة وحدات الجيش السوري الحر المرابطة حول مدينة حمص، فإن كل المسالك المؤدية الى المدينة باتت مقطوعة تماما.

عملية دامية لاخراج كونروي من حمص وفاشلة لبوفييه

أ. ف. ب.

باريس: لم تتم عملية إجلاء الصحافي البريطاني بول كونروي الى لبنان بدون إراقة دماء على ما يبدو بالنسبة للناشطين الذين نظموها، فيما فشلت باخراج الصحافيين الثلاثة الاخرين بينهم الفرنسية اديت بوفييه التي لا تزال على الارجح محجوزة في حمص.

وغداة يوم تضاربت فيه المعلومات عن مصير الصحافيين الغربيين في حمص مركز الحركة الاحتجاجية السورية، اصبح من الممكن استعادة جزء من احداث ليل الاثنين الثلاثاء التي سمحت باخراج بول كونروي مراسل صاندي تايمز سرا الى لبنان. فبعد الفشل المتكرر لمحاولات الهلال الاحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الاحمر اجلاء الصحافيين الغربيين قرر الناشطون السوريون القيام بمحاولة لاخراجهم سرا خلال الليل.

وقد لعبت منظمة افاز غير الحكومية الناشطة على الانترنت والتي تأسست في 2007 وتشتهر بحملاتها من اجل الدفاع عن حقوق الانسان، دورا محوريا في هذه العملية مع الناشطين السوريين ومتمردي الجيش السوري الحر. فمع حلول الليل غادر الجرحى السوريون والصحافيون الغربيون والناشطون حمص في موكب.

وقال ريكن باتل رئيس افاز ردا على اسئلة وسائل اعلام عدة “ان موكب الصحافيين تعرض للقصف فتفرقوا الى موكبين”. “المجموعة الامامية” مع بول كونروي تمكنت من مغادرة حمص والوصول الى الحدود اللبنانية على بعد نحو ثلاثين كيلومترا.

فيما عاد الصحافيون الثلاثة، اديت بوفييه المصابة بجروح خطيرة في الساق، ومواطنها وليام دانييلز والاسباني خافيير اسبينوسا ادراجهم. وكانت الصحافية الفرنسية “تحمل على نقالة وكان الذهاب بها ابعد امر في غاية الخطورة”.

وبحسب افاز قتل 13 ناشطا سوريا على الاقل في عملية اخراجهم سرا. وقد التقت شبكة سي ان ان الاميركية ثلاثة ناشطين من مجموعة بول كونروي نقلوا الى مستشفى في طرابلس بشمال لبنان. وروى احمد وهو شاب سوري ملتح “ان جميع اصدقائي وقعوا في كمين”. وتابع “اصيب بول كونروي بالذعر ثم قال الجميع لن يخرج احد”.

واكد ناشط سوري ثالث يدعى ابو بكر (24 عاما) ان خافيير اسبينوسا الموفد الخاص من صحيفة ال موندو انقذه. وروى “كنت جريحا لا استطيع المشي. خافيير ساعدني ونقلني الى احد المنازل وهناك السكان ساعدوني على الخروج”.

واكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق صالح دبابكة “ان موت اناس امر محزن دوما. كان يمكن انقاذ حياة هؤلاء لو استطاعت سيارات الاسعاف التابعة للهلال الاحمر العربي السوري وفريق اللجنة الدولية للصليب الاحمر اجلاء الصحافيين والاشخاص الاخرين”.

ويوم الاثنين بقي عشرون متطوعا من الهلال الاحمر السوري مع اربع سيارات اسعاف وعربة موتى في حي بابا عمرو لقرابة ثلاث ساعات بينما كان مندوبو اللجنة الدولية للصليب الاحمر ينتظرون في الخارج.

ثم جاء بحسب رئيس الهلال الاحمر السوري عبد الرحمن عطار، وسيط من بابا عمرو “ليقول ان صحافية لوفيغارو اديت بوفييه ترفض الخروج ان لم يستجب للشروط التي تطرحها”. واضاف “لا نعلم ان كانت ترفض فعلا لاننا لم نتمكن من اجراء اتصالات مباشرة معها”. وفي ذلك المساء نفسه جرت عملية الاجلاء السرية.

واكدت السلطات الفرنسية ان الصحافية اديت بوفييه لا تزال في مدينة حمص.

ففي فرنسا ساد جو من البلبلة اثر الاعلان عن عملية اخراج بول كونروي الجريح منذ 22 شباط/فبراير سرا الذي ترافق مع تصريحات مسؤول لبناني عن وجود بوفييه في لبنان. واعلن الرئيس نيكولا ساركوزي انها “سالمة” في لبنان قبل ان يعتذر ويتراجع عن كلامه.

وقد اصيبت الصحافية التي تعمل في صحيفة لوفيغارو بجروح خطرة في 22 شباط/فبراير اثر قصف ادى الى مقتل الصحافية في صاندي تايمز ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك. والثلاثاء شن الجيش السوري هجوما بريا على حي بابا عمرو بعد قصفه بشكل متواصل خلال 25 يوما، وقام بتفتيش “كل قبو ونفق بحثا عن اسلحة وارهابيين”، كما قال مصدر امني في دمشق.

هذا وأعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون اليوم الخميس ان الصحافية الفرنسية كانت الاربعاء في “مكان امن”. وصرح غليون خلال مؤتمر صحافي في باريس “لقد تلقيت رسالة من داخل (سوريا) مفادها انها كانت في مكان آمن. لا اعلم اليوم ما اذا كانت لا تزال في مكان آمن”.

تحول جذري في سياسة الحركة بعد دعمها المعارضين السوريين

حماس توحي بقطيعة مع طهران بعد توتر علاقتها مع دمشق

لميس فرحات

إعلان يوم الثلاثاء بأن قيادة حماس قد انتقلت رسمياً من دمشق، والتصريحات العلنية بدعمها للمعارضين في سوريا، تشير إلى تحوّل جذري سياسي مع إيران، وضع حداً لأي أمل كانت تملكه طهران من شأنه التأثير على التيار العربي الثوري.

لميس فرحات: لطالما اعتبرت واشنطن أن الجمع بين الحوافز والعقوبات قد ينجح في “نزع” الرئيس السوري بشار الأسد عن محور المقاومة الإيراني، لكن أحداً لم يتوقع أن تكون حركة “حماس الفلسطينية” الحلقة الأضعف في هذا التحالف.

استقر زعيم حماس خالد مشعل الآن في العاصمة القطرية، الدوحة، في حين انتقل نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق إلى القاهرة. وخلال صلاة الظهر يوم الجمعة الماضي، أعلن اسماعيل هنية علناً عن احترامه ودعمه لـ “الشعب السوري البطل، الذي يسعى بجهد إلى الحرية والديمقراطية والإصلاح”.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ “تايم” أن حماس على علم بأن إيران لن ترحّب بهذا الإعلان، إلا أن الحركة لا تكترث كثيراً لذلك. وبدأت العلاقة بالتوتر بين حماس والأسد، حليف طهران الرئيس، عندما أعلنت المجموعة الفلسطينية عن رفضها تنظيم تظاهرات موالية للأسد في المخيمات الفلسطينية في سوريا.

وقال المرزوقي في حديث لوكالة الـ “أسوشيتد برس”: “موقفنا في سوريا هو أننا لسنا مع الحل الأمني الذي ينتهجه النظام، ونحن نحترم إرادة الشعب”، معترفاً بأن “الإيرانيين ليسوا سعداء بموقفنا من سوريا، وعندما تكون طهران غير مسرورة تغير معاملتها”.

“طريقة معاملتها” في هذا السياق تعني “الدعم المالي”، وعلى الرغم من أن إسرائيل تعتبر حماس واحدة من أذرع إيران في المنطقة، إلا أن لمحة في تاريخ المنظمة الأيديولوجي والاجتماعي والسياسي تشير إلى أن علاقة الحركة بطهران كانت عبارة عن “زواج قناعة” بالنسبة إلى حماس، التي كانت تعاني اليأس قبل 6 سنوات من اليوم.

وعدلت حماس خياراتها السياسية في ضوء انعكاسات المد الثوري، الذي اجتاح بعض الأنظمة الاستبدادية العربية الرئيسة، ووضع المجموعات الإسلامية في سدة الحكم، مثل “الإخوان المسلمين” وغيرها من المجموعات القريبة أيديولوجياً من حماس.

يقف الجمهور الفلسطيني بقوة وراء الثورة السورية، التي يعتبر الإخوان المسلمون العنصر الرئيس فيها. وفازت مجموعات إسلامية مشابهة في الانتخابات، التي جرت في تونس ومصر، ويبدو أن هذه المنظمات ستكون المستفيد الرئيس من موجة الديمقراطية في أنحاء العالم العربي كافة.

وفي الوقت الذي تمكن فيه الربيع العربي من إسكات إيران بصفتها “المتحدثة باسم الجمهور العربي المقموع”، فقد تمكنت الثورات من وضع حد للمخطط، الذي رُسم في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، بهدف توحيد الأنظمة العربية المعتدلة (بما في ذلك السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس) في تحالف ضد إيران ومحورها.

نجح الربيع العربي في إسقاط بعض هذه الأنظمة، من ضمنها النظام المصري في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، فيما يشنّ ملوك الخليج حرباً إقليمية باردة ضد إيران، التي تقسم المنطقة على أسس طائفية، بدلاً من وضع الخطوط المعتدلة في مقابل الحركات الراديكالية.

كما إن الحلفاء العرب للولايات المتحدة لا يتبعون التعليمات الأميركية، لاسيما وأن قطر وتركيا تبرزان كلاعبين إقليميين، لا يشاركان الولايات المتحدة وإسرائيل في نفورهما من حماس، ولا يؤيدان استراتيجية واشنطن لعزل إيران، على الرغم من أنها بمثابة منافس سياسي لهما في كل أنحاء المنطقة.

ذهبت قطر في عكس جهود الولايات المتحدة وإسرائيل لسحق حماس، بعدما توصلت إلى اتفاق وحدة وطنية بين حركة حماس وحركة فتح المنافسة، على الرغم من أن تنفيذ هذه المصالحة ما زال بطيئاً في ظل المنافسات عميقة والانقسامات الداخلية في حماس على شروطها.

وتعتقد حماس أنها لم تعد حركة معزولة بين حكومات المنطقة، وبالتالي لم تعد تعتمد على الدعم الإيراني، ومن المرجّح أن قطر سوف تعمل على سد العجز المالي الذي سينتج من ابتعاد الحركة عن طهران.

وعلى الرغم من أن جهود الإخوان المسلمين ستنصبّ على محاولة بسط سلطتها في المجتمعات المعقدة والصعبة، الأمر الذي سيشغلها عن شنّ حرب على إسرائيل، إلا أنها لن تقوم بفرض ضغوط على غزة، كما فعل الرئيس السابق حسني مبارك، وفقاً للصحيفة.

وقد يكون ثمن انضمام حماس إلى هذا التيار السياسي هو احتضان شروطه، التي تدعو إلى وضع استراتيجيات سياسية، وليست عسكرية، لإحراز تقدم في القضية الفلسطينية. ويبدو مشعل مستعداً لهذه الخطوة، إذ أعطى تلميحات في أكثر من مرة إلى التحوّل من الأسلحة نحو “المقاومة الشعبية”، على الرغم من أن مثل هذه الأمور قد تكون مسألة خلاف داخل حماس.

أما من ناحية إسرائيل، فمن غير المتوقع أن يلقى رحيل حماس هتافات ترحيب من تل أبيب، وذلك لأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعتمد منذ فترة طويلة على الإدعاء بأن حماس هي وكيل إيران، حتى لا يتوقع أحد من إسرائيل أن تقدم تنازلات إقليمية مع الفلسطينيين في أي وقت قريب.

كما إن حماس، التي تتحرك نحو التيار الإسلامي المعتدل، قد لا تفرض تهديداً عسكرياً على إسرائيل، إلا أنها يمكن أن تشكل تحديًا سياسيًا لها، على الرغم من عدم وجود أي مؤشر إلى أن حركة حماس أو أي فصيل فلسطيني آخر سيقدم رؤية استراتيجية متماسكة في الوقت الحاضر.

من خلال قفزها ببراعة في سفينة الثورة السورية، تضمن حماس – وإن كانت ستعاني أزمة مالية على المدى القصير – أنها ستستطيع في نهاية المطاف أن تقدم أداءً أفضل بعد الثورات العربية، مقارنة بحركة فتح المنافسة لها. وهذا هو الاحتمال الذي لن يرضي إسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء.

مجلس حقوق الإنسان يعتمد قراراً يدين الانتهاكات في سوريا

المجلس الوطني يريد تنظيم تسليح المعارضة و”توحيد صفوفها”

وكالات

تبنى مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة الخميس قرارا يدعو مرة اخرى الحكومة السورية الى وقف انتهاكات حقوق الانسان في سوريا ويدعو نظام الرئيس بشار الاسد الى السماح للامم المتحدة وللوكالات الانسانية ب”الوصول بدون عائق” الى البلاد.

جنيف: أعلن المجلس الوطني السوري أبرز هيئات المعارضة السورية المجلس الوطني السوري أنه يريد تنظيم صفوف المعارضة و”توحيد قواها” وتنظيم تسليم الاسلحة اليها من خلال “مكتب استشاري عسكري” تم انشاؤه مؤخرا، حسبما قال رئيس المجلس برهان غليون في باريس.

وصرح غليون امام صحافيين “قرر المجلس الوطني “انشاء مكتب استشاري عسكري مؤلف من عسكريين ومدنيين (…) لمتابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة المختلفة وتنظيم صفوفها وتوحيد قواها ضمن قيادة مركزية واحدة”.

واضاف غليون ان المجلس سيعمل على “توفير كل ما تحتاجه المقاومة والجيش الحر من اجل القيام بواجباته الدفاعية على أكمل وجه وتأمين الحماية اللازمة للمدنيين ورعاية الثوار”. وتابع ان المجلس “سيعمل على الحيلولة لمنع حالة التشتت والفوضى في انتشار واستعمال السلاح، ومنع أي اختراقات أو تجاوزات لا تصب في مصلحة الثورة السورية والمصلحة الوطنية العليا”.

وقال انه تباحث مع العقيد رياض الاسعد قائد الجيش السوري الحر والعميد مصطفى الشيخ الذي يتزعم “المجلس العسكري الثوري الاعلى وهما “موافقان على الانضمام الى المكتب”. ويتخذ المسؤولان العسكريان تركيا مقرا لهما. وكان الاسعد اول من انشق ضد نظام الاسد وشكل الجيش السوري الحر. واعلن الشيخ في 6 شباط/فبراير تشكيل “مجلس عسكري ثوري اعلى” لتحرير سوريا من نظام الاسد وحدد هدفه الاول تحسين تنظيم المعارضة المسلحة.

إلى ذلك، وافق مجلس حقوق الانسان اليوم على اصدار قرار يدين انتهاكات حقوق الانسان في سوريا بأغلبية 37 دولة ومعارضة روسيا والصين وكوبا وامتناع ثلاث دول هي الإكوادور والهند والفلبين.

وجاء في بيان المجلس ان القرار يعرب عن “قلق مجلس حقوق الانسان البالغ إزاء تدهور الوضع هناك وبخاصة استمرار انتهاكات حقوق الإنسان واستخدام السلطات السورية العنف ضد سكانها ما أدى إلى أزمة إنسانية”. وصدر القرار في ختام جلسة نقاش عاجل ضمن فعاليات الدورة ال 19 لمجلس حقوق الانسان حول الاوضاع في سوريا بناء على مقترح تركي دعمته الكويت وقطر والسعودية.

واوضحت تركيا ان مضمون مشروع القرار تمت مناقشته بحضور عدد كبير من الدول وان هذا القرار هو استجابة المجلس لتدهور حقوق الانسان والحالة الانسانية في سوريا ولفت الرأي العام الدولي الى ما يحدث في سوريا وتذكير السلطات السورية بمسؤولياتهم ومساءلتهم. ودعت تركيا الحكومة السورية الى وضع حد لانتهاكات حقوق الانسان ووقف فوري للعنف والسماح الحر لوكالات الاغاثة للوصول الى كل السوريين المتضررين.

ويدين القرار بشدة استمرار الانتهاكات واسعة النطاق والمنهجية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية على يد السلطات السورية مثل استخدام القوة ضد المدنيين والإعدام التعسفي والقتل واضطهاد المتظاهرين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري ومنع الحصول على العلاج الطبي واللجوء الى التعذيب والعنف الجنسي وسوء المعاملة بما في ذلك ضد الأطفال.

ويستنكر القرار تصرفات النظام السوري الوحشية على مدى الأشهر ال 11 الماضية مثل استخدام النظام المدفعية الثقيلة والدبابات لمهاجمة المناطق السكنية في المدن والبلدات ما تسبب في وفاة الآلاف من المدنيين الأبرياء واحداث دمار على نطاق واسع. ويستنكر كذلك اجبار عشرات آلاف السوريين على الفرار من ديارهم ورفع من معاناة الشعب السوري على نطاق واسع ما أدى إلى أزمة إنسانية.

ويعرب القرار عن القلق الشديد ازاء الوضع الإنساني في سوريا بما في ذلك عدم الحصول على الخدمات الأساسية الغذاء والدواء والوقود فضلا عن التهديدات وأعمال العنف ضد الطاقم الطبي والمرضى والمرافق ذات الصلة. ويؤكد القرار من جديد على الحاجة الملحة الى معالجة الاحتياجات الإنسانية وتسهيل طريقة فاعلة لإيصال المساعدات وضمان وصول آمن إلى العلاج الطبي.

ويدعو القرار الحكومة السورية إلى وضع حد فوري لجميع انتهاكات حقوق الإنسان والهجمات ضد المدنيين ووقف كافة اشكال العنف والسماح لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لإجراء تقييم كامل للاحتياجات في مدينة (حمص) وغيرها من المناطق بالوصول بحرية ودون عائق.

ويطالب القرار الحكومة السورية بالسماح للمنظمات الإنسانية ووكالات الاغاثة للعمل على توفير السلع والخدمات الحيوية للمدنيين المتضررين من أعمال العنف خصوصا في مدن حمص ودرعا والزبداني والمناطق الأخرى الواقعة تحت حصار قوات الأمن السوري. ويعترف القرار بوجود عبء خطير ومتزايد يحمله جيران سوريا في استضافة لاجئين من سوريا ما يستوجب تقديم الدعم المناسب والمساعدة في هذا الصدد.

ويدعو القرار الى ان تبقى المسألة السورية قيد نظر مجلس حقوق الانسان لاتخاذ مزيد من الإجراءات. وعارضت روسيا والصين عقد جلسة نقاش عاجل واعتماد قرارين حول بلد واحد في دورة واحدة لمجلس حقوق الانسان.

واعتبر هذان البلدان ان اصدار القرار “مثال صارخ على تسييس مجلس حقوق الانسان لاسيما وان القرار غير متوزان ويضع اللوم كله على الحكومة السورية فيما يتعلق بالعنف ولا يقترح اية حلول بناءة للأزمة”. وترى الصين وروسيا ان “التقييم التعسفي” للوضع الانساني في سوريا المشار اليه في النص يعقد التعامل مع تلك المسألة وجاء موقف فنزويلا وكوبا متفقا معهما.

دمشق مستعدة لمتابعة التشاور حول زيارة مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة

من جهة أخرى اعلنت وزارة الخارجية السورية الخميس استعدادها “للتشاور حول موعد” لزيارة مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس الى سوريا. ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن وزارة الخارجية والمغتربين ان “وكيلة الامين للامم المتحدة للشؤون الانسانية طلبت القدوم في موعد لم يكن مناسبا لنا ومستعدون لمتابعة التشاور معها حول موعد مناسب للطرفين لبدء الزيارة”.

وكانت دمشق رفضت الاربعاء السماح لفاليري اموس بالدخول الى سوريا لتقييم الازمة المتفاقمة في البلاد بسبب حملة القمع التي يشنها النظام ضد مناهضيه، بحسب اموس. وقال دبلوماسيون ان اموس، مساعدة الامين العام للامم المتحدة، متواجدة في بيروت بانتظار حصولها على تاشيرة لدخول دمشق. الا ان حكومة الرئيس بشار الاسد لم تستجب لطلبات الامم المتحدة السماح لها بالزيارة.

تأثير العقوبات الأوروبية ظهر مباشرة

الدولار يحطم أرقاماً قياسية في سوريا ويصل إلى 80 ليرة

ملهم الحمصي من دمشق

الليرة السورية تنخفض أمام الدولار

بدأت آثار العقوبات تظهر على الإقتصاد السوري، بعد أن واصل الدولار تحطيمه لأرقام قياسية أمام الليرة السورية حيث وصل إلى 80 ليرة للدولار الواحد.

دمشق: لم تمض ساعات على إعلان الاتحاد الأوروبي سلسلة عقوبات جديدة على النظام السوري شملت البنك المركزي السوري وتعاملات الذهب مع الحكومة السورية، وعدداً من الوزراء المتهمين بتمويل قمع المظاهرات، حتى اندلع سعر صرف الدولار في السوق الموازية أو السوداء ليبلغ أرقاماً قياسية لم يصلها في تاريخه.

وبعد هدوء تجاوز الشهرين في سوق الصرف، استعاد المضاربون من صرافيي السوق السوداء شهيتهم لخلق أرباح جديدة من خلال المضاربة بالدولار الأميركي. فصرف الدولار في السوق السوداء كسر حاجز 74 ليرة أول من أمس، في سابقة منذ كانون الأول ديسمبر بعد أن استقر نوعاً ما بين 70-73 ليرة، وجاءت تداولات أمس لتقذف به فوق مستوى 77 ليرة ضربة واحدة.

السياسة التي اتبعت أمس ليست بجديدة أبداً، حيث عاود تجار العملة الصعبة شراء الدولار فقط، مع تمنع شديد عند البيع خلال التداولات النهارية، أي إنهم يحتكرون الدولار ويعملون على «قشه» -بلغة السوق- وهنا يخرجون من دائرة انخفاض السعر عملاً بارتفاع العرض من قبل من يحتفظون بالدولار، وفي التداولات المسائية بدأ التجار ببيع الدولار بحدود 80 ل.س ما يعطيهم ربحاً بين 2-3 لليرة لكل دولار واحد خلال اليوم.

هذه الأسعار أثرت بشكل مباشر على المصارف وشركات الصرافة الملتزمة بتسعيرة البنك المركزي (70-71 ليرة)، ما يعطي إشارة إلى مرحلة جديدة في توازن الدولار فوق مستوى 77 ليرة لمنع خسارة من يشتري اليوم بهذه الأسعار المرتفعة، والتي لا تشجع سوى على البيع.

يتزامن هذا الارتفاع الملحوظ مع انتهاء مصرف سورية المركزي من إعادة صياغة مشروع النص التشريعي المتضمن تعديل المادة 25 من القانون 24 لعام 2006 بصيغة مرسوم تشريعي، تعاقب كل من يخالف القانون ويمارس مهنة الصرافة دون ترخيص بما في ذلك القيام بالحوالات الخارجية بعقوبة جنحية حدها الأقصى الحبس مدة سنة، وتعديلها بتشديد العقوبة من عقوبة جنحية إلى جنائية، تجرم من يقوم بمزاولة مهنة الصرافة وتحويل الأموال بين سورية والخارج دون ترخيص وتعاقبه بالعقوبات المحددة للجريمة التامة، وتضاعف العقوبات في حال التكرار.

وفيما يبدو محاولة للالتفاف على العقوبات الدولية، وضعف في سيولة العملة الصعبة لدى الحكومة، وافقت الحكومة السورية على مبدأ التعامل بالمقايضة في تبادل السلع والمواد الغذائية مع بعض الدول الأوروبية وغير الأوروبية التي أبدت استعدادها لذلك، بحسب بيان صادر عن الحكومة.

الحكومة وافقت على ما سمته “طلب إحدى الشركات الأوروبية” مقايضة بعض السلع كالقمح الطري والشعير العلفي والرز مع القمح السوري القاسي والقطن والقطن الخام والفوسفات.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الشركة السويسرية الإيرانية «بلاك هوك المحدودة» طلبت أيضاً مقايضتها مع بعض السلع التي حددتها، بحيث شملت القمح الخبزي الطري والرز والسكر الأبيض المكرر، اليوريا، الشعير مقابل إعطائها النفط الخام السوري الخفيف.

حمص كلها تحت نيران الأسد

القوات السورية تشن هجوما بريا بالمدرعات على بابا عمرو.. و«الجيش الحر» يتصدى * انتفاضة جامعة حلب مستمرة.. ومظاهرات ليلية في دمشق

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح القاهرة: عمرو أحمد واشنطن: هبة القدسي

صبت القوات السورية نيرانها باستخدام المدفعية الثقيلة والصواريخ على مدينة حمص أمس، فيما حاولت فرقتها الرابعة المدرعة بقيادة ماهر الأسد اقتحام حي بابا عمرو المحاصر منذ 25 يوما، مما أسفر عن تفجر قتال عنيف بين القوات المهاجمة و«الجيش السوري الحر»، الذي استطاع صد الهجوم القائم على 4 محاور حتى وقت متأخر من مساء أمس.

وأفادت أنباء في وقت متأخر أمس باستعانة الجيش السوري بالدبابات في اقتحام الحي.

أما في حلب، فقال ناشطون إن آلاف الطلاب في جامعة حلب استمروا في انتفاضتهم وخرجوا تضامنا مع المدن السورية المحاصرة، وللمطالبة بإسقاط النظام. وأشار الناشطون إلى أن عناصر الأمن اعتقلت 4 من الطلاب المتظاهرين. وشهدت دمشق عشرات المظاهرات الليلية سارت ليل الثلاثاء – الأربعاء، والتي قامت برفع علم الاستقلال على جبل قاسيون، تضامنا مع المدن السورية المحاصرة، حسبما أفاد ناشطون.

من جهة أخرى كشف العميد حسام عواك، قائد عمليات الجيش السوري الحر، أمس، ولأول مرة، عن وجود لواء مدرعات إيراني يقاتل مع قوات الرئيس بشار الأسد ضد الشعب السوري، إلى جانب 3 كتائب لحزب الله أيضا تؤازر النظام السوري بالقنص وحرب الشوارع.

إلى ذلك، استدعت الولايات المتحدة أمس القائم بالأعمال السوري في واشنطن للإعراب له عن «استيائها الشديد». بينما أعلنت السلطات السويسرية أمس إغلاق سفارتها في دمشق. الى ذلك اعتبرت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، أن موقف دمشق «مخز» بعد رفضها السماح لمفوضة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فالري إيموس بزيارة سوريا. وأضافت أمس أن «نقص الغذاء وصل إلى درجة أن الناس في حمص، سيموتون جوعا قريبا». ولفتت إلى أن «عدم مبالاة نظام الأسد باحتياجات الشعب غير مفاجئ، ولكن يجب التنديد به».

معارك شرسة بين «السوري الحر» وقوات الأسد في بابا عمرو

النظام يستعد لـ«تطهير» الحي والمظاهرات تعم حلب ودمشق.. وسويسرا تغلق سفارتها مؤقتا

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

أكد ناشطون سوريون أن القوات السورية تشن هجوما بريا عنيفا منذ ليل الثلاثاء – الأربعاء على حي بابا عمرو بحمص، مع الاستعانة بالآليات الثقيلة والصواريخ والمدفعية، مما أدى إلى تفجر قتال عنيف بين القوات المهاجمة و«الجيش السوري الحر»، وذلك بعد أسابيع من القصف المتواصل على المدينة.

وأوضح نشطاء أن معارك عنيفة تدور في السوق القديمة بمحيط حي بابا عمرو تشارك فيها مروحيات الجيش النظامي، مؤكدين أن «الجيش السوري الحر» المعارض يحكم سيطرته على الحي، وأنه استطاع صد هجوم وحدات خاصة من الجيش السوري على 4 محاور. وقالت مصادر قيادية في «الجيش السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط»، إن «عناصره لا تزال تتصدى لقوات الأسد التي لم تتمكن من دخول سوى أطراف للحي».. بينما أفادت أنباء واردة في وقت متأخر أمس باستعانة الجيش السوري بالدبابات في اقتحام حي بابا عمرو، ولكن انقطاع الاتصالات لم يسمح بمتابعة الأوضاع ميدانيا.

وأوضح الناشط محمد الحمصي أن الجيش السوري يحاول إدخال مشاته من خلال ساحة الباسل لكرة القدم، لافتا إلى أن هناك مواجهات شرسة بالبنادق الآلية والمدفعية الثقيلة. وأضاف أن الجيش قصف ليل أول من أمس المنطقة بضراوة قبل أن يبدأ هجومه البري. وقد أكد هذه المعلومات أيضا الناشط عمر الحمصي بقوله إن قوات ماهر الأسد (شقيق الرئيس بشار وقائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري) تحتشد على مداخل بابا عمرو والخالدية استعدادا لاقتحامها، فيما تحاول كتيبة الفاروق التابعة لـ«الجيش السوري الحر» صد الهجوم. وقال ناشطون إن الكثير من نقاط التفتيش التابعة للجيش التي كانت مقامة على مداخل الحيين أزيلت الليلة الماضية، ما يعني أنها نقلت إلى أماكن أخرى.

وفي هذا السياق، بثت وسائل إعلام موالية للنظام معلومات أكدها مصدر أمني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية عن أن «منطقة بابا عمرو باتت تحت السيطرة، وقام الجيش بعملية تطهير للحي، بناء تلو البناء، ومنزلا تلو المنزل.. ويقوم الجنود بتفتيش كل الأقبية والأنفاق بحثا عن الأسلحة والإرهابيين»، مضيفا أنه «ما زال هناك بعض البؤر التي يجب تقليصها».

في المقابل، نفى هادي عبد الله، عضو الهيئة العامة للثورة السورية، دخول أي جندي سوري إلى حي بابا عمرو، كاشفا عن أن قوات النظام كشفت أول من أمس (الثلاثاء) طريق إمداد سريا كان يتم عبره إدخال المواد الطبية والغذائية ويربط بابا عمرو بالخارج، وعمدت إلى تفجيره بالديناميت.

وأوضح عبد الله أن «الطريق عبارة عن أنبوب ماء بطول 2700 متر قطره 105 سنتمترات ويربط بين بساتين بابا عمرو وبساتين قرية مجاورة، كان يستخدمه الناشطون من أجل إدخال الغذاء والأدوية، وكذلك من أجل إخراج الجرحى». وأصاب القصف، أيضا بحسب عبد الله، حيي الخالدية والبياضة، موضحا أن هناك مخاوف حقيقية من ارتكاب مجازر في هذين الحيين بعد انسحاب ثلاث نقاط تفتيش عسكرية كبيرة منهما وقدوم تعزيزات وانقطاع للكهرباء. ولفت عبد الله إلى أن «الجيش السوري الحر» وناشطين مدنيين يعملون على «إجلاء العائلات من أماكن يستهدفها القصف»، مشيرا إلى أن «قصفا جنونيا يطال حتى الأماكن التي كنا نعتبرها آمنة، فضلا عن صعوبة بالغة في الحصول على معلومات بسبب انقطاع الاتصالات». وأضاف عبد الله: «حمص كلها مستهدفة، والمؤشرات على ذلك كثيرة، منها انقطاع الاتصالات والكهرباء وإخلاء الحواجز الأمنية واستهداف كل الأحياء بالقصف، وإذا لم يحصل تدخل خارجي، ستحصل كارثة ومأساة حقيقية في كل حمص».

من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات تدور في محيط حي بابا عمرو بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة تمنع محاولة اقتحام الحي، في وقت تسمع فيه أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في أحياء أخرى بالمدينة».

هذا وقصفت قوات الجيش التابعة للنظام السوري مدينة الرستن من ثلاث جهات، وقد سقطت عدة قذائف مدفعية على منزل آل فرزات الواقع بالقرب من مدرسة علي سعد الدين، مما أدى إلى مقتل العائلة بالكامل. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ثلاثة قتلى على الأقل سقطوا في قصف «عنيف» على مدينة الرستن بمحافظة حمص إضافة إلى عائلة كاملة لا تزال جثث أفرادها تحت أنقاض منزلها.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن القصف الذي تعرضت له الرستن من قبل القوات النظامية السورية المحاصرة للمدينة أدى إلى سقوط شهداء وجرحى إثر سقوط قذيفة على أحد المنازل، لافتة إلى أنه وفي قرية جوسية التابعة لمدينة القصير قتل رجل متأثرا بجروح أصيب بها قبل أيام. وفي تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية، أفيد عن سقوط ثلاثة قتلى جراء سقوط قذيفة «هاون» على أحد المنازل بالحي الشرقي إلى جانب مؤسسة الأعلاف.

أما من جهة حلب، فقال ناشطون إن آلاف الطلاب في جامعة حلب خرجوا تضامنا مع المدن السورية المحاصرة وللمطالبة بإسقاط النظام. وفي هذا الإطار، قال العضو في تجمع الطلبة الأحرار في جامعة حلب فارس الحلبي، في اتصال مع وكالة «فرانس برس»: «خرجت مظاهرة لطلاب معارضين من كلية هندسة الميكانيكا في جامعة حلب، وانضم إليها مئات الطلاب من كليات عدة»، مشيرا إلى أن عناصر من الأمن «اعتقلوا أربعة من الطلاب المتظاهرين الذين كانوا يهتفون للمدن المحاصرة والجيش السوري الحر»، مشيرا إلى «عزم الطلاب على تنظيم مزيد من المظاهرات».

من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «نحو ألفي طالب تظاهروا في جامعة حلب (أمس) الأربعاء، في ما يؤشر إلى نشاط احتجاجي مستمر في الجامعة»، مشيرا إلى أن «مجموعات من الشبيحة سعت لقمع المظاهرة واعتقلت 4 من الطلاب».

بدورها، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بخروج مظاهرة طلابية حاشدة في حي الصاخور في حلب من المدارس الابتدائية والإعدادية هتفت بإسقاط النظام ومحاكمة الأسد. وفي ريف حلب، أفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» بسقوط قتلى وجرحى في قصف استهدف مدرسة ومبنى البلدية في منغ بريف حلب.

وبالتزامن، خرج المئات في مظاهرة طلابية من أمام مدرسة زين العابدين في حي الميدان في العاصمة دمشق هتفت للحرية وطالبت بإسقاط النظام، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن العثور على الشاب أحمد الحسين من درعا مصابا وملقى على جسر المزة، وذلك بعد اعتقاله أمس من كلية الهمك بجامعة دمشق.

وكانت عشرات المظاهرات الليلية سارت في دمشق ليل الثلاثاء – الأربعاء تضامنا مع المدن السورية المحاصرة، حسبما أفاد ناشطون تحدثوا برفع علم كبير لسوريا بعد الاستقلال على جبل قاسيون. وفي غضون ذلك، أعلنت السلطات السويسرية أمس في بيان لدائرة الاتحادية للشؤون الخارجية السويسرية أن «سفارة سويسرا في دمشق قد أغلقت بصورة مؤقتة لأسباب أمنية».

وفي ريف دمشق، نفذت قوات الأمن السورية حملة مداهمات واعتقالات صباح أمس في المناطق الأحياء الغربية من مدينة حرستا أسفرت عن اعتقال 18 مواطنا على الأقل، كما نفذت حملة مداهمات واعتقالات في مدينة دوما. بالمقابل وفي التل، خرجت مظاهرة طلابية في حزنة الغربية رغم الثلوج المتساقطة هتفت للمدن المحاصرة وطالبت بمحاكمة الأسد.

أما في ريف حماه، فبدأت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات وتفتيش للمنازل في مدينة حلفايا ترافقت مع تخريب وإحراق لمنازل مواطنين متوارين عن الأنظار.

وفي مدينة بصر الحرير بدرعا، اعتقل الأمن السوري العشرات من ناشطي الحراك الشعبي في حملة بدأت في الـ18 من الشهر الماضي وهي متواصلة حتى اليوم بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان. واقتحمت قوات عسكرية ترافقها آليات عسكرية مدرعة مدينة الحراك وسط إطلاق رصاص كثيف، فيما نفذت قوات الأمن في قرية غباغب حملة مداهمات واعتقالات أسفرت عن اعتقال 12 مواطنا. أما في إدلب، فقد تعرضت قرى خان شيخون ومعرة النعمان للقصف منذ الساعات الأولى لصباح أمس، كما أكد ناشطون أن الجيش السوري طلب من سكان عدد من القرى إخلاء منازلهم. هذا وقد أدى إطلاق الرصاص العشوائي لمقتل طفل يبلغ من العمر 13 عاما صباح يوم أمس في حي العمال في دير الزور.

قائد عمليات الجيش السوري الحر: لواء مدرعات إيراني يقاتل مع الأسد

العميد حسام عواك لـ«الشرق الأوسط»: كتائب لحزب الله تؤازر النظام بالقنص والتفجير وحرب الشوارع

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: عمرو أحمد

كشف العميد حسام عواك، قائد عمليات الجيش السوري الحر والعميد السابق بالمخابرات الجوية، أمس، ولأول مرة، عن وجود لواء مدرعات إيراني يقاتل مع قوات الرئيس بشار الأسد ضد الشعب السوري، قائلا إن كتائب لحزب الله أيضا تؤازر النظام السوري بالقنص والتفجير وحرب الشوارع، لكنه أشار مع ذلك إلى تزايد أعداد المنضمين للجيش السوري الحر، الساعي لإسقاط النظام.

وقال عواك، خلال مقابلة أجرتها معه «الشرق الأوسط» أثناء مروره بالقاهرة، إن عدد المنشقين عن النظام السوري وعدد الفصائل الشعبية المسلحة في صفوف الجيش الحر في تزايد، إلا أنه قال إنه في الوقت الراهن لا يمكنه الإفصاح عن الأعداد حتى ولو بشكل تقريبي، مضيفا أن «الأعداد مُرضية وكثيرة»، وأن فصائل المقاومة الشعبية التي تعمل كدعم ورديف للجيش السوري الحر، تقوم بتنفيذ عمليات خطيرة، وتمكنت من إثبات جدارتها في ساحة المعركة.

وعن مصادر تمويل الجيش السوري الحر، قال عواك: «ما زلنا نعتمد على علاقاتنا الخاصة عبر تجار سوريين وجمعيات خيرية، وتجار سلاح داخل سوريا وأحيانا خارجها»، مشيرا، فيما يخص الدعم الخارجي، إلى أنه كان هناك دعم ليبي مسلح لفترة وتوقف بسبب الأوضاع الداخلية التي تمر بها ليبيا. وعن صور الدعم الخليجي للجيش الحر، قال عواك: «قمت بزيارة لعدد من الدول الخليجية.. وعدنا خيرا ولكن حتى الآن لا يوجد جديد، ولكن وعدتنا بعض الدول الخليجية بالفترة القادمة سوف يكون هناك دعم ونحن ننتظر». وتابع قائلا حول الموقف المصري من الثورة السورية: «ما زلنا ننتظر الدعم المصري الحقيقي الذي سيحسم الوضع في سوريا.. نحن نعتبر أنفسنا جزءا من الجيش المصري منذ أيام الوحدة المصرية السورية في عهد جمال عبد الناصر. ما زال ما يسمى الجيش الأول الذي يتبع الجيش المصري في سوريا، ونحن راضون بأي دعم تقدمه مصر».

وتابع عواك قائلا عما يتردد عن وجود مقاتلين عرب داخل صفوف الجيش السوري الحر: «المعروف أن سوريا بلد لكل العرب تضم العديد من الجنسيات العربية العاملة أو المقيمة في سوريا، من مصريين وليبيين وتونسيين، فهؤلاء الأشخاص ممن كانوا في سوريا رأوا بأم أعينهم كيف كان جيش الأسد يقتل المدنيين»، مشيرا إلى أن «ما يحدث في سوريا لا يرضاه عربي لديه ضمير»، وأن أولئك العرب الموجودين في سوريا «انتفضوا مع إخوانهم السوريين»، نافيا وجود عناصر منتمية لـ«القاعدة» كما يزعم البعض.

وعن التقارير التي تشير إلى تدخل الحرس الثوري الإيراني للقتال مع قوات الأسد، أوضح عواك قائلا: «ألقينا القبض، أكثر من مرة، على ضباط من عناصر الحرس الثوري الإيراني وخبراء إيرانيين يعملون في مناطق عسكرية إيرانية.. لدينا على الأراضي السورية لواء مدرعات كامل من الحرس الثوري الإيراني وموجود باتجاه منطقة دير العشاير في معسكرات أحمد جبريل على الحدود اللبنانية السورية، وهذه معلومات يتم الإفصاح عنها للمرة الأولى، حيث إنها كانت توجد منذ عام 2007 عقب حرب حزب الله مع إسرائيل».

وتابع العميد حسام عواك أن حزب الله موجود على الأراضي السورية من خلال كتائب 101 و102 و103، والأخيرة كتيبة شيعية إرهابية متخصصة في الاغتيالات وعمليات التفجير، وهي تعمل الآن على الأرض لصالح بشار.. «أما الكتيبة 101 فتمتاز بقدراتها على حرب الشوارع وعلى القنص ويستخدمها بشار أيضا ضد الشعب السوري».

وعن الاستراتيجية التي يتبعها الجيش الحر مقارنة باستراتيجية نظام الأسد، أوضح العميد عواك بقوله: «نحن نتبع تكتيكا يختلف عن تكتيك المدرسة الروسية التي يتبعها جيش الأسد وهي التركيز على منطقة محددة حتى فرض السيطرة التامة عليها، لكننا نستخدم أساليب مختلفة تقوم على المراوغة والمناورة.. فمن الممكن أن تكون المعركة في منطقة معينة ونقوم بفتح جبهة في منطقة أخرى يكون لنا النصر فيها».

وعن الطريقة التي ينظر بها إلى مواقف الحكومة العراقية للثورة السورية، قال العميد عواك إن «الأخبار المبشرة من كردستان العراق (تشير إلى أنهم) يتفهمون الثورة السورية، أما بالنسبة لحكومة نوري المالكي فنحن لا نعرف حقيقة المواقف ولكن يبدو أنها حكومة تتبع إيران، لكن كاحتكاك مباشر لم تصدر أي مواقف مضادة من قبل النظام العراقي، ولكن نتمنى أن يتفهموا وضعنا لأنهم عانوا من صدام حسين والبعث العراقي حتى وإن كانوا يتبعون إيران».

لكن العميد عواك أضاف قائلا إن «الكتائب الشيعية العراقية التي تصل لسوريا؛ نتعامل معها قبل الدخول إلى سوريا، ونحذرهم للمرة المائة لا تتدخلوا في الشأن السوري». وأشار إلى وجود كتائب نائمة في دمشق مشكلة وموزعة.. «سوف تقوم بعمليات نوعية لاحقة، تنتظر الأوامر لتفزع نظام الأسد وتوقظه من غفلته، قريبا ستنفذ عمليات في دمشق، وقريبا سنغلق المطارات في سوريا».

وعن رؤيته للخروج من الأزمة، قال عواك إنها «لا تحل إلا بشقين؛ سياسي وعسكري، ونحن سوف نعمل في المرحلة القادمة.. أولا: لا نريد تكرار السيناريو الليبي بعدد الشهداء والجرحى، نحاول حقن الدم، لهذا أشركنا السياسيين معنا، ولكن إذا تطلب الأمر الحسم العسكري سنحسم المواجهات عسكريا وأفضل السيناريو الليبي وحتى لا يتهمنا أحد بعد ذلك بأننا استخدمنا الحرب فها نحن نقول طالبنا بشار بتسليم السلطة وقتلنا ويستمر بقتل أبنائنا».

نازح سوري: «الحولة» على مشارف كارثة إنسانية.. وأبناؤها يحولون أسرتهم إلى حطب

قال لـ «الشرق الأوسط»: قوات النظام تقتحم المنازل وتخربها.. ولا يحمينا إلا قليلين من المنشقين

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

يجلس أبو يامن القرفصاء مدخنا سيجارة تلو الأخرى، يبدي في بادئ الأمر، حماسة للإفصاح عما يختلج قلبه من خوف ومآس حملها معه من قريته «حولة» في حمص إلى لبنان، الذي وصل إليه قبل أيام باحثا عن لقمة عيش لأطفاله السبعة.

لكن هذا الشعور يتبدل بعد لحظات معدودة حين يعرف أن كلامه هذا يأتي على مسمع أحد الصحافيين، فيمتنع عن الكلام معلنا صراحة «يكفينا ما نعانيه».. إلا أن هذه المخاوف تتبدد شيئا فشيئا ليترك العنان عندها لهذه المآسي كي تخرج إلى العلن ويفصح عن 4 أشهر من «الذل والحرمان» عاشها هو وعائلته، قبل أن يغامر بحياته ويقرر العودة إلى إحدى مناطق جبل لبنان، حيث كان يعمل قبل بدء الثورة، باحثا عن أي عمل يعود إليه بالقليل من المال ليرسله إلى عائلته في الحولة.

لم تكن رحلة أبو يامن وصولا إلى لبنان بالأمر اليسير، فهي التي امتدت إلى أكثر من 12 ساعة، كلفت أكثر من 100 دولار أميركي، بدلا من 20 دولارا، نظرا للمبالغ التي كان عليه دفعها إلى عناصر الأمن على الحواجز السورية ليتمكن من الوصول إلى الحدود اللبنانية.. ويقول لـ«الشرق الأوسط» هذه الخسارة لم تقتصر على المادية، فكان الأكثر منها «ثقلا» هي الإهانات اللفظية التي كان عليه تحملها والتي تبدأ بـ«الكلب» ولا تنتهي بـ«ابن الحرام»..

ويضيف: «إذا بقيت الحالة كما هي عليها الآن في الحولة لـ15 يوما إضافية، فهذا يعني أن كارثة إنسانية ستقع في هذه المنطقة التي يعاني أهلها من شح في المواد الغذائية والطبية، وسيذهب ضحيتها أكثر من ألفي عائلة». ويتابع «حولت خزانة الثياب وأسرة أطفالي إلى حطب للتدفئة؛ بعدما أصبح الحصول على المازوت مستحيلا. يموت المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة إما بسبب عدم قدرة أهلهم على الحصول على الدواء الذي يستولي عليه التابعون للنظام، أو بسبب الأدوية المغشوشة التي تبيعها الصيدليات من دون حسيب أو رقيب. أما المصابون على يد القناصة المنتشرين على أسطح المباني، فمصيرهم لن يكون أفضل، لا سيما أن أهلهم يفضلون عدم إدخالهم إلى المستشفى خوفا من اعتقالهم أو قتلهم».. ويؤكد أبو يامن أن ضابطا منشقا، يدعى الرائد سليمان، أصيب خلال إسعافهم المصابين فتم وضعه في براد بأحد المستشفيات وهو لا يزال على قيد الحياة إلى أن توفي.

ويصف أبو يامن «حياة من لا يزال صامدا من أبناء الحولة – بعد نزوح عدد كبير من عائلاتها – بالسجن»، ويقول «لا تزال الدبابات تحاصر بلدتنا منذ نحو 4 أشهر. الحواجز تراقب الداخلين والخارجين، وتعتقل كل من كان اسمه مدرجا على لائحة المطلوبين». و«المداهمات التي يقوم بها شبيحة النظام، لا تقتصر فقط على البحث عن معارضين، بل إنها تشمل عمليات السرقة وتخريب لموجودات المنزل».

وفي حين يناشد أبو يامن «الجيش الحر» والمجلس الوطني السوري مساعدة أهالي الحولة، ودعمها بالمساعدات، يؤكد أن «من يدافع عن أهالي هذه المنطقة المنسية من قبل كل أطراف المعارضة، هم نحو 150 عنصرا منشقا من الجيش لا يحملون إلا أسلحتهم الخفيفة، لكن الأمر لا يفي بالغرض المطلوب في مواجهة الأسلحة الثقيلة والدبابات التي يقتل فيها النظام أبناء المنطقة». وهنا يلفت إلى أن الضابط المنشق فايز العبدالله، وهو أحد أبناء المنطقة، «كان قد عمد بعد إعلانه انشقاقه إلى جمع الأموال من المواطنين، بحجة أنه سيشتري الأسلحة لحمايتهم، حصل منهم على 120 مليون ليرة سورية، وغادر من دون أن يعود أو يعرفوا عنه أي خبر».

وأخيرا، كان لا بد على أبو يامن أن يبدي خشيته من بقاء الحولة التي تقع على مسافة 20 كيلومترا شمال غربي مدينة حمص، ويصل عدد سكانها إلى أكثر من 130 ألف نسمة، بعيدا عن أخبار وسائل الإعلام التي تركز على أخبار مناطق أخرى في حمص.. لا سيما أن أحد الناشطين المعارضين الذي كان يتولى مهمة تصوير المظاهرات والتحركات الشعبية والوضع الإنساني في حمص إلى وسائل الإعلام، وعلى موقع «فيس بوك»، قد أصيب منذ فترة ولم يعد بإمكانه القيام بهذا العمل من دون أن يتمكن غيره من سد هذه الثغرة مكانه.

المراسلون الأجانب يهربون إلى لبنان بعد منتصف الليل

باريس تسعى لاستعادة صحافييها من حمص بالتعاون مع السلطات السورية .. والاعلان عن وصول الصحافي الإسباني إلى لبنان

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: سوسن الأبطح باريس: ميشال أبو نجم لندن: «الشرق الأوسط»

تضاربت الأنباء أمس حول دخول الصحافية الفرنسية المصابة في بابا عمر، إديت بوفييه إلى لبنان، بعد إصابتها في سوريا، منذ عدة أيام، وعدد آخر من الصحافيين الغربيين الذين غادروا حمص. وقال ناشطون لبنانيون من وادي خالد يرابطون على الحدود، لمساعدة الواصلين من سوريا، إن 6 صحافيين أجانب كان يتم نقلهم إلى لبنان يوم أمس، بينهم جرحى. وحتى بعد ظهر أمس كان صحافيان أجنبيان فقط قد تم إدخالهما إلى لبنان أحدهما جريح وجروحه طفيفة. والاثنان تم نقلهما إلى عكار في لبنان وتحديدا من جهة قرية أكروم القريبة من وادي خالد.

ومساء أمس، أفادت معلومات صحافية لبنانية عن خروج الصحافي الإسباني خافيير إيسبينوزا من حمص ودخوله إلى لبنان.

ومن جهتهم قال الناشطون بعد ظهر أمس «إن 4 صحافيين آخرين بينهم جرحى، ومن ضمنهم الصحافية الفرنسية إديت بوفييه، لا يزالون داخل الحدود السورية، لكنهم على مقربة من لبنان. وينتظر الذين ينقلون الصحافيين أن يحل منتصف الليل أو بعد ذلك، ليعبروا الحدود، حيث تضعف حركة الجيش السوري». وأضاف أحد الناشطين السوريين أن المعلومات التي وصلته تؤكد أنه «تم إخلاء الصحافية الفرنسية من بابا عمر بالفعل، لكن نقلها إلى لبنان لا يزال متعذرا نظرا للمخاطر الأمنية الكبيرة على الطريق، لذلك يتم التمهل بإجلائها».

ويدخل الصحافيون الغربيون إلى سوريا تهريبا من الحدود اللبنانية أو التركية، لكن شمال لبنان وتحديدا وادي خالد، بات منطقة جذب لهم، نظرا لقربها الشديد من حمص، المدينة المحاصرة والأكثر سخونة.

ويروي أحد الناشطين السوريين الذين ساعدوا الصحافيين الأجانب – بينهم البريطاني والفرنسية اللذان أصيبا منذ أيام – على الدخول إلى حمص من شمال لبنان «أن الصحافيين كان عددهم 5، ووصلوا إلى مدينة طرابلس منذ نحو 15 يوما، بناء على تنسيق بينهم وبين بعض نشطاء التنسيقيات. لكن بعد وصول الصحافيين إلى طرابلس اكتشفوا أن النشطاء الذين ينسقون معهم لا إمكانية لهم لمساعدتهم، فبقوا في الفندق لأيام قليلة بانتظار من يساعدهم، وأجروا اتصالات عدة دون جدوى، وغضب الصحافي البريطاني بول كونري الذي كان أكثرهم حماسة من تقاعس الناشطين عن مساعدته، واتهمهم بالكذب والنفاق وأنهم ليسوا أهلا للتعامل معهم».

ويقول الناشط السوري من حمص الذي يروي لـ«الشرق الأوسط» ما حدث بعدها، رافضا الكشف عن اسمه: «عندما وجدت أن الصحافي مستشيط إلى هذا الحد، أجريت اتصالا مع نشطاء أعلم أنهم متخصصون في هذا المجال، تكفلوا بنقل الصحافيين إلى حمص، بالطرق التي يعرفونها».

وعن الأساليب المتبعة يقول: «باتت هناك فرق تخصصها نقل الصحافيين ومساعدتهم للوصول. أولا العبور من لبنان إلى سوريا ليس سهلا بالتأكيد، لكن هناك من يرافق المنتقلين وبينهم من هو متخصص في إبطال مفعول الألغام المزروعة على شكل مربعات. والخبير غالبا ما يقطع سلكا واحدا ليبطل مفعول مجموعة من الألغام المرتبطة به. الأمر خطر وقد تنفجر الألغام بالخبير، لكن ثمة من باتوا متمرسين بالأمر. الناشطون لهم مراكز وبيوت، يلجأون إليها ويختبئون مع الصحافيين، لتأمين الطريق، واجتياز المراحل واحدة بعد أخرى».

وعند سؤالنا كيف يمكن إدخال الصحافيين إلى بابا عمر المنطقة المحاصرة بالكامل يقول: «هناك طرق سرية، وهناك أيضا الرشوة التي يمكنها فعل كل شيء. لا مشكلة في رشوة ضابط حين يكون المبلغ المدفوع مرتفعا ليغض الطرف عن دخول صحافي أو أكثر».

وحين نسأل كيف يتم إجلاء الصحافيين المصابين وإعادتهم إلى لبنان يقول: «نحن أخذناهم ولكننا لسنا المسؤولين عن إعادتهم، هناك فريق آخر في سوريا هو الذي يتكفل بالأمر».

وأكد مصدر في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن عناصره تقوم بإجلاء الصحافيين من سوريا ولا سيما من حمص، وفي حين رفض المصدر إعطاء أي تفاصيل عن عمليات الإجلاء، قال: «الصحافيون جاءوا إلى سوريا لنقل الحقيقة وبالتالي لن نتركهم مصابين من دون مساعدتهم، ونحن ساهمنا في إدخال عدد كبير منهم، لذا نعتبر أنفسنا مسؤولين عن حمايتهم وتأمين إخراجهم بطريقة تؤمن لهم سلامتهم كي يصلوا إلى الحدود الدولية حيث تتولى جهات أخرى مسؤولية حمايتهم ونقلهم إلى مكان آمن لعلاجهم».

وعاد الغموض حول مصير الصحافية الفرنسية إديت بوفييه بعد التناقضات التي ظهرت أول من أمس واستعجال الرئيس ساركوزي تأكيد إخراجها من حمص إلى لبنان ليعود بعدها للاعتذار عن الخطأ بحجة الوضع «المعقد» و«سوء الاتصالات». وذهبت الناطقة باسم الحكومة الوزيرة فاليري بيكريس إلى تبرير المغالطات في تصريحات الرئيس الفرنسي بالقول إنه استند إلى «معلومات صحافية» غير مؤكدة.

ومن جانبها، وتفاديا لمزيد من التناقضات، تحاشت إدارة صحيفة «لو فيغارو» التي تعمل الصحافية الفرنسية لصالحها عن تسريب أي معلومات عن الاتصالات الجارية فيما تساءلت مصادر استخبارية عن «فعالية» أجهزة المخابرات التي لم تنجح في تحقيق ما أنجزته الأجهزة البريطانية في الأوضاع نفسها حيث نجحت في إخراج الصحافي البريطاني من حمص وأوصلته إلى لبنان.

لكن الأمر الثابت، حتى عصر أمس، أن إديت بوفييه ما زالت موجودة في حمص وهو ما أكدته وزارة الخارجية الفرنسية بشكل غير مباشر. وفي المؤتمر الصحافي الإلكتروني، قال برنار فاليرو إن باريس «تنتظر من الحكومة السورية أن توفر كل الشروط لإجلاء آمن وسريع (للصحافية بوفييه) وتحديدا وقف فوري لإطلاق النار في منطقة بابا عمرو (في حمص)» ما يعني بشكل قطعي أن المعلومات التي تحدث عنها الرئيس ساركوزي وتلك التي راجت في العاصمة الفرنسية أول من أمس كانت مغلوطة.

وازداد قلق المسؤولين الفرنسيين على بوفييه بعد الأخبار المتواترة الواردة من حمص عن اشتداد القصف واقتحام حي بابا عمرو الذي تتواجد فيه بوفييه. كذلك تتخوف باريس من الوضع الصحي لبوفييه التي أصيبت في القصف الذي أودى بحياة الصحافية الأميركية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك.

وقالت الخارجية إن باريس «معبأة» من أجل إجلاء الصحافيين الفرنسيين وهما إديت بوفييه والمصور ويليام دانيالز الذي ظهر إلى جانب بوفييه في الفيديو وذلك «بالتواصل مع السلطات السورية والصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر».

وتعكس تصريحات الخارجية الفرنسية رغبة باريس في إجلاء الصحافيين الاثنين بالتعاون مع السلطات السورية وليس بعيدا عنها كما حصل مع الصحافي البريطاني بول كونروي الذي أخرج من حمص وهرب إلى لبنان بعيدا عن السلطات السورية.

وعكست تصريحات الناطقة باسم الحكومة الفرنسية «حذر» باريس إذ قالت للصحافيين أمس إن الحكومة «تتابع ساعة بساعة» موضوع إجلاء الصحافيين الفرنسيين لكنه «ليس بوسعها» الإفصاح عن المعلومات التي تملكها.

من جهته صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن المصور البريطاني بول كونروي الذي نجح في الخروج من مدينة حمص السورية إلى لبنان بمساعدة معارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، تمكن من الوصول إلى سفارة بريطانيا في بيروت وهو «في أمان».

وقال رئيس الحكومة للنواب «يمكنني أن أقول لمجلس (العموم) أن بول كونروي بات في أمان. توجه إلى سفارتنا في بيروت حيث تم الاهتمام به وأنا على قناعة أنه يود العودة قريبا إلى البلاد».

ومن جانبها اتهمت الحكومة السورية «المسلحين في مدينة حمص» بإفشال 3 محاولات لإخراج الصحافيين الأجانب الجرحى والقتلى من بابا عمرو، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إن «المسلحين» وضعوا شروطا خلال «مفاوضات كانت السلطات السورية جزءا منها إلى جانب منظمتي الهلال والصليب الأحمر» مؤكدا أن الصحافيين الأجانب «دخلوا متسللين وخرجوا متسللين».

كلام المقدسي جاء خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في دمشق في ظل أنباء متضاربة عن عملية تهريب للصحافيين الأجانب من حمص إلى لبنان لم تحقق نجاحا تاما.

«الصحافي المواطن».. مراسل الفضائيات الخاصة في سوريا

يشترط توافر مقاطع فيديو معه.. ويعتبر بديلا لإرسال الأطقم الإعلامية

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: هيثم التابعي

خلال عام من الثورة السورية قتل نحو 7 صحافيين أثناء تغطيتهم للأحداث، منهم ثلاثة أجانب، فيما أصيب نحو 12 آخرين، فيما بدا أنه استهداف من جانب السلطات السورية لعمل الصحافيين، ومع ازدياد وتيرة القمع وانفجار حمام الدم بحق الجميع، قررت العديد من القنوات الفضائية العربية والأجنبية الاعتماد على مراسلين سوريين من الداخل، وهو ما عزز من ظاهرة «الصحافي المواطن». ويقول مسؤول بقناة «الجزيرة» إن الصحافي المواطن يشكل أفضل بديل في الوقت الراهن، خاصة مع صعوبة تأمين إدخال صحافيين تابعين للمحطة.

ومنذ بداية الثورة في مارس (آذار) 2011، حظرت السلطات السورية عمل كافة الصحافيين الأجانب؛ لكنها بدأت مؤخرا في إصدار تأشيرات لمدد محدودة وتصريحات للتجول في مدن معينة وبصحبة مرافقين من الحكومة، لكن ذلك التصريح لم يشكل حماية للصحافي الفرنسي، جيل جاكييه، مراسل قناة «فرانس 2» التلفزيونية الفرنسية الذي قتل في يناير (كانون الثاني) الماضي بصاروخ حكومي رغم أخذه تصريحا من الحكومة لتغطية الأحداث في حمص، وكان جاكييه حينها أول صحافي أجنبي يقتل منذ بدء الثورة قبل نحو عام، وتلاه مقتل صحافية غربية أخرى.

ويقول مسؤول بقناة «الجزيرة»، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، إن القناة تريد بطبيعة الحال إرسال أطقم لتغطية الأحداث لكن الوضع الأمني في سوريا جد خطير ومختلف تماما عما حدث في ليبيا، وقال المسؤول، الذي شارك في تغطية الحرب في ليبيا: «في ليبيا كانت الأمور واضحة، هناك زحف باتجاه الغرب، وظهورنا مؤمنة بشكل كبير.. أما في سوريا فالقتل في كل مكان وليس هناك تأمين لأي شيء»، متابعا «وجدنا مسألة تأمين مراسلينا عملية معقدة وربما تكون مستحيلة، لذا نبحث عن صوت من الشارع ينقل لنا ما يحدث بشرط التأكد من اطلاعه على الواقع عن قرب» متابعا أن «الصحافي المواطن يشكل أفضل خيار لنا في تلك الظروف الأمنية الصعبة».

ومنذ بداية الأحداث تقوم القنوات الإخبارية العربية باستخدام مواطنين سوريين موجودين في المدن المشتعلة لتغطية الأحداث، كما تستخدم تلك القنوات مقاطع الفيديو نفسها التي يصورها الناشطون بأنفسهم بعدما تتأكد من صحتها وزمنها وفقا للمسؤول الذي قال «أهم شيء أن يوفر لنا المواطن الصحافي مقطع فيديو يؤكد صحة كلامه.. وأغلبية الناشطين يوفرون ذلك».

وعبر عام من الثورة، تطور تنظيم «المواطن الصحافي» في سوريا، حيث قسم الناشطون أنفسهم إلى فريقين: فريق إعلاميي الداخل وفريق إعلاميي الخارج، كما تم تأسيس شبكة أخبار النشطاء في القاهرة والتي تقوم على نقل أخبار النشطاء والتنسيقيات.

ويقول وليد فارس، (28 عاما)، وهو اسم مستعار لمواطن صحافي يظهر باستمرار على قناة «الجزيرة» وقناة «العربية» وغيرهما من القنوات، إن تنسيق العلاقة بينه وبين الجزيرة يتم عبر إعلاميي الخارج الذين يذهبون للقنوات الفضائية ويخبرونهم بوجود ناشطين على الأرض قادرين على نقل الحقيقة، مضيفا أن القنوات تستفسر عن مقاطع الفيديو التي يصورها «المواطن الصحافي» ومكان وجوده، ولغاته ومدى لباقته في الحديث لاعتماده مراسلا، حيث يتم التواصل بعدها مع القنوات عبر برنامج «سكايب» على الإنترنت أو عبر تليفونات «الثريا».

وقال فارس، الذي يعيش في حي الخالدية المحاصر في حمص، في اتصال عبر الإنترنت لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أنهم يقومون بالتأكد من معلوماتي عبر آخرين».

ويقول مسؤول «الجزيرة» «نحن نبحث عن المصداقية بطبيعة الحال.. ولا يمكن تصديق كل ما يأتينا إلا بعد التأكد منه»، مشيرا إلى معضلة أن المواطنين يمثلون وجهة نظر واحدة، لكن هذا يعود إلى أن دمشق لا توفر لهم خيار الاستماع لكل وجهات النظر عبر السماح لها بالعمل في سوريا في ظروف مناسبة.

وقبل شهر، أبلغ فارس قناة «الجزيرة» أنه تسلم أربع جثث لأطفال رضع، لكنه أوضح أن «الجزيرة» أبلغته بضرورة توافر فيديو للواقعة قبل إذاعة الخبر، وهو ما تم لاحقا فعلا ليظهر الخبر مساء مصحوبا بمقطع الفيديو الذي صوره بنفسه.

ويقول فارس، الذي يظهر فضائيا بالصوت فقط: «أستخدم اسما مستعارا خشية تعرض أسرتي للخطر»، كاشفا عن أن المواطن عبد الباسط الساروت يظهر باسمه الحقيقي على قناة «العربية»، مما جعل السلطات تستهدف خاله وعمه وأخاه، مضيفا أن قوات الأمن تقتحم بيوت أقاربه باستمرار.

ووفقا للعديد من النشطاء ولمسؤول «الجزيرة» نفسه فإن الناشطين الذين يظهرون فضائيا لا يتقاضون أموالا نظير خدماتهم. وقال فارس «نحن لا نتقاضى أموالا، فنحن نفعل ذلك من أجل ثورتنا»، قبل أن يضيف: «أتمنى أن يصل صوت حمص للخارج.. نحن يمكن أن ندفع أموالا لمن ينقل معاناتنا»، لكن ناشطا سوريا مطلعا على الأمر أبلغ «الشرق الأوسط» أنه من الصعب تأكيد أن المواطنين لا يتلقون أموالا نظير خدماتهم.

وقال الناشط عمر شاكر، الذي يظهر باستمرار على القنوات الأجنبية ومنها «الجزيرة الدولية» للتحدث بلغة إنجليزية: إن فكرة المواطن الصحافي لم تكن لتنمو بهذا الشكل لولا الحظر الذي تفرضه السلطات على دخول الصحافيين الأجانب، وقال شاكر: «ما لا يعرفه الناس أننا شبكة كبيرة ومترابطة الأوصال ولسنا بالداخل فقط». وقبل أسبوع خرج شاكر مهربا خارج حمص بعدما تقرر إجلاؤه من المدينة المحاصرة للحفاظ على حياته وعلى الكثير من مقاطع الفيديو التي لم تظهر بعد فضائيا، والتي يقول نشطاء إنها ستستخدم لرفع قضية جنائية ضد نظام الأسد، ليواصل شاكر الحديث فضائيا من موقعه الجديد خارج سوريا.

ويقول عروة، (25 عاما) وهو ناشط سوري باسم مستعار، إن فضائية «العربية» عرضت عليه مبلغا ماديا مرتفعا للعمل معها كمراسل من حلب، بعد إرسال تقريرين مصورين للقناة لاختباره، لكن عروة، المنتمي أصلا لحماه والمطلوب أمنيا، فضل العمل عبر فضائية «أورينت» السورية بمبلغ أقل كجزء من نشاطه الثوري.

وتقوم الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالتنسيق بين 230 من ناشطيها في مختلف المدن السورية. وقال سامي إبراهيم، المتحدث باسم الشبكة، إنه يتم مد ناشطي الشبكة بأجهزة الثريا بالإضافة إلى أرقام تجوال دولية للتواصل مع الإعلام.ويقول ناشطون إن السلطات السورية تستهدف المواطنين المصورين بشكل متعمد حتى لا تصل مقاطع الفيديو للقنوات الفضائية، ومنذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي تم قتل المصور الحر باسل السيد، برصاصة في الرأس عند نقطة تفتيش في حمص، وتلاه مقتل المصور مظهر طيارة، وهو مصور صحافي كان يعمل لحساب وكالة الأنباء الفرنسية بالإضافة لعدد من وسائل الإعلام الدولية بنيران القوات الحكومية في حمص، وهو ما تواصل بمقتل الناشط المصور رامي السيد في حمص قبل أسبوع.

لكن رامي جراح، أحد مؤسسي شبكة أخبار النشطاء، يقول إن الشبكة تعمل على إرسال المزيد من الكاميرات عالية الجودة إلى ناشطيها في حمص، موضحا أن العديد من أشهر الشبكات العالمية تتلقى تقارير شبكته وتبثها باسم مصادره.

وفيما يقول وليد فارس، الذي يظهر فضائيا مرتين على الأقل يوميا من حمص، إنه لا يتلقى أي توجيهات معينة من قبل القنوات التي يظهر عليها بخصوص تغطياته لها، قال جراح، الذي يشرف على نحو 300 ناشط مواطن صحافي، إنه يحرص على توجيه ناشطيها وإعطائهم نصائح تتعلق بكيفية التصوير من زوايا معينة.

ويقول ضياء دغمش، أحد المؤسسين في شبكة أخبار النشطاء، إن السلطات قتلت نحو 15 من المواطنين الصحافيين المتواصلين مع الشبكة، لكنه أوضح أن استهداف المواطنين الصحافيين لا يمنع آخرين من امتهان نفس المهمة لتبقى في النهاية تغطية أخبار الثورة السورية مستمرة حتى ولو لم يوجد الصحافيون المهنيون.

الأماكن الأثرية تدفع الثمن في عملية قمع الثورة السورية

بينها مساجد تاريخية وقلاع وكنائس

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: «الشرق الأوسط»

نشر ناشطون معارضون على مواقع الإنترنت صورا لكنيسة القديس إليان الحمصي في حي بستان الديوان وسط مدينة حمص وقد تعرضت لقصف عنيف بمدفعية الجيش السوري النظامي الذي يحاصر المدينة منذ أشهر.

والكنيسة الأثرية التي يتوافد إلى زيارتها الآلاف من السياح سنويا، ليست المكان الأثري الأول الذي يعمد النظام إلى قصفه وتدمير معالمه.. فقد هدمت قذائف الجيش أجزاء من مساجد وقلاع وأمكنة كثيرة تمتلك بعدا تاريخيا وتعد من التراث الحضاري لبلد يمتد عمره نحو 6 آلاف عام.

ففي بداية الثورة التي اتقدت شرارتها الأولى في مدينة درعا جنوب سوريا، قام النظام السوري بقصف الجامع العمري الذي يقع وسط المدينة، حيث كان المتظاهرون الدرعاويون يخرجون من أروقته لينادوا بإسقاط النظام.

ويعد المسجد من أهم الآثار الإسلامية القديمة التي ما زالت تحتفظ بتفاصيلها المعمارية وهيكلها الأصلي، وهو أول مسجد بناه المسلمون في سوريا عند الفتح الإسلامي أيام الخليفة عمر بن الخطاب، ويعرف بالجامع العمري نسبة إليه؛ وقد كان من قبل هيكلا وثنيا. وهو المسجد الوحيد الذي شيد في عهد الإسلام الأول، وحافظ على طراز واجهته القديمة إلى وقتنا الراهن، حيث اقتحمته قوات النظام السوري وتم قصفه أكثر من مرة، الأمر الذي ألحق أضرارا بالغة في واجهته الأمامية بعد تعرض أعمدتها إلى الانهيار خلال الهجوم العسكري على المدينة.

إضافة إلى المسجد العمري في درعا، استهدفت آليات النظام جامع خالد بن الوليد في مدينة حمص، والذي يعود بناؤه إلى العهد العثماني في القرن التاسع عشر أيام السلطان عبد الحميد الثاني.. كما استهدف مسجد السرجاوي الأثري في مدينة حماه.

كما عمد النظام السوري خلال حملته ضد الناشطين والمنشقين المعارضين له إلى السيطرة على قلعة المرقب الأثرية، التي تطل على بانياس ويعود تاريخ بنائها إلى العام 1062، وقام باستخدامها في قصف قرى بانياس المنتفضة. كما قامت مدفعية النظام بقصف قلعة المضيق التي تقع على تل مرتفع في الجهة الشرقية من سهل الغاب، الذي يمر منه نهر العاصي بالقرب من مدينة أفاميا الأثرية، وتعود جذورها إلى ما قبل العهد السلجوقي، وتحوي في داخلها عددا من الأقبية القديمة الأيوبية والعثمانية، إضافة إلى تسعة عشر برجا تتميز بضخامتها وقوة تحصيناتها.

وفي مدينة إدلب شمال سوريا، تم التعرض بالقصف لبلدتي سرجيلا والبارة اللتين تحتويان على مجموعة من الخرائب الأثرية التي تعود إلى الفترة الرومانية والبيزنطية، وتضم أبنية سكنية وكنائس وحمامات ومعاصر زيت وقبورا بنيت على نمط واحد تقريبا، حيث نشر ناشطون معارضون شريط فيديو على موقع «يوتيوب» في منتصف شهر يوليو (تموز) من العام الماضي يظهر آثار القصف على البلدتين القديمتين.

ويقول عماد، وهو أحد الناشطين في الحراك الشعبي ويعمل مهندسا معماريا، إن «النظام السوري لا يتورع عن قتل البشر، فكيف سيحافظ على الحجر حتى لو كان هذا الحجر أثريا وله دلالة تاريخية». ويضيف «هذه ليست المرة الأول التي يدمر فيها نظام الأسد آثار سوريا بهدف سحق حركة شعبية معارضة له، ففي الثمانينات قامت الدبابات بأمر من (الرئيس السوري السابق) حافظ الأسد بجرف أحياء أثرية بكاملها في مدن اللاذقية وحلب وحماه بحجة ملاحقة عناصر إرهابية، وهذا ما يتكرر اليوم عبر قصف أمكنة تعود بتاريخها لمئات السنين».

يذكر أن الأماكن الأثرية التي تنتشر في معظم المدن السورية من قلاع وكنائس ومساجد ومعابد قديمة، تجتذب كل عام الكثير من السياح العرب والأجانب، الأمر الذي كان يشجع السياحة ويرفد الاقتصاد السوري برافد مالي مهم.

كلينتون: الوضع السوري مختلف عن ليبيا لأن الجيش يملك أفضل الأنظمة الدفاعية

أنان إلى نيويورك ثم القاهرة.. ودمشق ترفض السماح لمسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بزيارتها

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»

في الوقت الذي استدعت فيه الولايات المتحدة الأميركية أمس القائم بالأعمال السوري في واشنطن للإعراب له عن «استيائها الشديد» من الهجمات التي يشنها النظام السوري على مدينة حمص منذ ما يقارب الشهر، أكدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أنه لا يجوز مقارنة الوضع السوري بما حدث في ليبيا، قائلة إن الجيش السوري يملك أفضل الأنظمة الدفاعية، مما لا يسمح بسرعة الاستجابة للتدخل على الأرض.. فيما يجري كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا محادثات في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والدول الأعضاء حول الشأن السوري قبل التوجه يوم غد الجمعة إلى القاهرة للقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وعقب انتقاد أحد النواب بمجلس النواب الأميركي أمس لموقف الإدارة الأميركية الصامت تجاه المذابح في سوريا، ومقارنته بين سرعة استجابة الولايات المتحدة للتدخل في ليبيا وبطء استجابتها لمساعدة السوريين، أوضحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الموقفين مختلفان، وقالت: «في ليبيا اجتمع المجتمع الدولي بأكمله وأصدر التفويض بالتصرف، وقامت الولايات المتحدة والناتو بذلك. وبدون هذا الإجماع الدولي والتفويض بالقيام بتصرف فإن الموقف صعب، ولا تملك ليبيا جيشا بينما يعد الجيش السوري من أفضل الجيوش تنظيما وعدة ولديهم نظام دفاع جوي عالي التقدم. كما أن المعارضة الليبية كانت مركزة في بنغازي وأمكننا التواصل معهم».

وأضافت كلينتون «عندما يخرج الظواهري ويعلن تأييده للثورة السورية، فهذا يجعلنا نسأل: من نساند، وما يحدث في سوريا مروع ويجب محاسبة النظام عنه»، وأوضحت أن ما تقوم به الولايات المتحدة هو محاولة توصيل المساعدات الإنسانية والطبية والعمل مع المعارضة والدفع لتحقيق الانتقال للسلطة ومساعدة السوريين، وقالت «لقد أخذ الأمر عاما في اليمن حتى يحدث الانتقال في السلطة لكنه حدث في النهاية».

وفي غضون ذلك، استدعت الولايات المتحدة أمس القائم بالأعمال السوري في واشنطن للإعراب له عن «استيائها الشديد» من الهجمات التي يشنها النظام السوري على مدينة حمص منذ ما يقارب الشهر. وفي محادثات أجراها مع القائم بالأعمال السوري زهير جبور في وزارة الخارجية، دعا مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان سوريا إلى الوفاء بالتزامها للجامعة العربية في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بإنهاء العنف.

من جهة أخرى، وبينما قال مبعوثون غربيون إن الولايات المتحدة أعدت مسودة قرار جديد لمجلس الأمن بشأن سوريا يطالب بالسماح بدخول عمال المساعدات الإنسانية إلى البلدات التي دمرها الصراع وإنهاء العنف. يجري كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا محادثات في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والدول الأعضاء حول الشأن السوري قبل التوجه يوم غد الجمعة إلى القاهرة للقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، إلى جانب دول أخرى في المنطقة طبقا لما ورد في بيان مقتضب صادر عن كوفي أنان يوم أمس. وأعلنت دمشق أن أنان اتصل بوزير الخارجية السوري وليد المعلم بعد تعيينه موفدا لسوريا، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، إن دمشق «طلبت توضيحات عن مهمة كوفي أنان إلى سوريا»، وأن «المعلم طلب منه توضيحات خطية عن مهمته»، مشيرا إلى أن «دمشق بانتظار هذه التوضيحات التي لم تصل بعد».

إلى ذلك، قالت فاليري أموس مسؤولة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة أمس إنها تشعر «بخيبة أمل شديدة» لرفض سوريا السماح لها بزيارة البلاد، حيث كانت تأمل في تقييم حاجة السكان للإغاثة الطارئة في بلدات محاصرة.

وقالت أموس في بيان إن الرفض جاء «رغم طلباتي المتكررة لمقابلة مسؤولين سوريين على أعلى مستوى لبحث الوضع الإنساني وضرورة السماح بالوصول إلى المتضررين من العنف دون معوقات». وأضافت «في ضوء التدهور السريع للوضع الإنساني مع زيادة الحاجة إلى المساعدة الطبية والأغذية والإمدادات الأساسية، فإن تسهيل الدخول، حتى يمكن أن تصل المساعدات إلى من تمس حاجتهم إليها، مسألة لها الأولوية القصوى».

وقال دبلوماسي غربي كبير، مشترطا عدم الكشف عن اسمه، إن رفض السماح لأموس بزيارة سوريا يأتي «رغم جهود روسيا من أجل السماح لها بالدخول». ولم يتضح على الفور تأثير الرفض السوري على موقف روسيا التي شجعت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأسبوع الماضي على إرسال ممثل للتواصل مع كل الأطراف من أجل المرور الآمن لقوافل المساعدات.

وقال الدبلوماسي إنه من الواضح أن سوريا لا تريد أن تشاهد أموس العنف في حمص وغيرها من المناطق، وأضاف «كل الدلائل القادمة من حمص تشير إلى أنهم يحاولون الإجهاز عليها. من الواضح أنهم يشعرون أن السماح لها بالدخول الآن سيدمر صورتهم».

اتصالات صينية ـ عربية لوقف نزيف الدم السوري

العربي يحذر من «الاقتتال الأهلي»

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: عبد الستار حتيتة وسوسن أبو حسين

بينما كشفت مصادر مطلعة في القاهرة عن مشاورات بين البرلمان والحكومة بمصر للتعامل «بحسم» مع الأزمة السورية، جرت أمس اتصالات مكثفة بين الصين ودول عربية لوقف نزيف الدم السوري، في وقت حذر فيه الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي من الاقتتال الأهلي، داعيا إلى ضرورة الوقف الفوري لكافة أعمال القتل والعنف الدائرة في سوريا، وخاصة في مدينة حمص. وطالب العربي الحكومة السورية مجددا بسحب المظاهر والآليات العسكرية حتى يكون هناك وقف لإطلاق النار يتيح حقن الدماء وإدخال المساعدات الطبية والإغاثية العاجلة للمناطق المحاصرة والمتضررة. وناشد في بيان أمس الحكومة السورية سرعة الاستجابة إلى هذه الدعوة لإفساح المجال أمام تحرك كوفي أنان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وللأمين العام لجامعة الدول العربية المكلف ببذل المساعي الحميدة من أجل إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة السورية.

وأعرب العربي عن قلقه البالغ من استمرار أعمال العنف واستخدام الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين السوريين العزل. وحذر من مخاطر استمرار مثل هذه الأعمال التي لن تؤدي إلا إلى تعقيد الموقف والانزلاق نحو الفتنة والاقتتال الأهلي. وأكد ضرورة أن تتحمل جميع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية وخاصة الدول الأعضاء في مجلس الأمن مسؤولياتها لوقف حالة التدهور ونزيف الدماء وذلك باستصدار قرار من المجلس يدعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار أيا كان مصدره، مع الاتفاق على آلية مناسبة للإشراف على تنفيذه، الأمر الذي من شأنه أن يخلق الأجواء المناسبة الداعمة لانطلاق جهود أنان لمعالجة الوضع في سوريا وفق المبادرة التي أقرتها الجامعة العربية.

وقالت مصادر مصرية مطلعة في البرلمان والحكومة بمصر لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن مشاورات بين النواب، وغالبيتهم من التيار الإسلامي، ومسؤولين عن الملف الخارجي في الحكومة المصرية، يدرسون مشروع مبادرة لحل الأزمة السورية، يتضمن إشراك أطراف جديدة فيها من حلفاء الرئيس بشار الأسد، منها إيران والصين وروسيا. وأنه «لا بد من الإسراع لوقف المذابح، وحسم عملية الحل في سوريا».

وأضافت المصادر المصرية أن «مشاورات لأطراف بالبرلمان والحكومة تم اقتراحها من جانب لجنتين برلمانيتين يقودهما نواب من جماعة الإخوان والسلفيين، وترمي إلى وقف العنف والإعداد لمرحلة انتقالية سلمية في سوريا».

يأتي هذا بعد أيام قليلة من اتخاذ البرلمان المصري لغة متشددة تجاه الحكومة التي يرأسها الدكتور كمال الجنزوري، واتهامها بأنها لم تحدد مواقف واضحة من موقف الحكومة من نظام الأسد، خاصة بعد أن أعلنت القاهرة الإبقاء على سفيرها لدى مصر دون الإعلان عن سحبه بشكل صريح أو الإعلان عن طرد السفير السوري من القاهرة بشكل قاطع.

ومن مواقف البرلمان المتشددة تجاه سوريا دعوته للحكومة لقطع علاقتها مع نظام الأسد، الأمر الذي علق عليه أمس الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي بقوله، وفقا لوكالات الأنباء، إن العلاقات السورية – المصرية «تمر باهتزازات أحيانا لكن لا يمكن الاستغناء عنها».

«المجلس الوطني» السوري يلتقي أوغلو غدا بطلب للتدخل

سرميني لـ«الشرق الأوسط»: لواء كامل في إدلب مستعد للانشقاق إذا أقيمت المنطقة العازلة

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ثائر عباس

يجتمع غدا وفد من «المجلس الوطني السوري» مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في العاصمة التركية لبحث التحضيرات الجارية للمؤتمر الثاني لأصدقاء سوريا.. وهو لقاء سوف تستغله المعارضة السورية لمطالبة الجانب التركي بـ«خطوات عملية لدعم الثورة السورية وعدم اقتصارها على المواقف المشكورة»، كما أكد عضو المجلس محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط»، في وقت دافع فيه الوزير داود أوغلو عن موقف بلاده، معتبرا أن «أيا من الدول لم تبذل جهودا بقدر تركيا لحل الأزمة السورية».

ونفى داود أوغلو أن «يكون لدى بلاده أجندة سرية حيال سوريا»، وأشار في حديث إلى قناة «TRT» التركية، ردا على كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى أن اختلاف وجهة نظر دمشق وأنقرة بشأن جماعة الإخوان المسلمين هو سبب التوتر بين الجانبين، إلى أن «العرب السنّة والإخوان المسلمين ليسوا بندا واحدا على جدول الأعمال»، مؤكدا أن «بلاده لم تجر مشاورات مع أي دولة أو جماعة سياسية ضد مصلحة سوريا»، مشيرا إلى أنه «عندما نطوّر موقفا من أي مسألة، نفعل ذلك في إطار القيم الأخلاقية».

وعن التدخل في الأحداث السورية شدد أوغلو على أنه «لم يكن بالإمكان البقاء في موقف المتفرج أمام الظلم»، معتبرا أن «أيا من الدول لم تبذل جهودا بقدر تركيا لحل الأزمة السورية»، واصفا في سياق آخر الاستفتاء حول الدستور في سوريا بـ«المبادرة المتأخرة».

ومن المتوقع أن يحمل وفد المعارضة السورية لائحة مطالب إلى الوزير التركي، بينها إقامة منطقة عازلة على الحدود قرب منطقتي إدلب وجبل الزاوية، كما كشف سرميني، مشيرا إلى وجود لواء كامل في تلك المنطقة مستعد للانشقاق عن النظام والانضمام إلى الثورة بمجرد إعلان المنطقة العازلة. معتبرا أن هذه الخطوة من شأنها «كسر ظهر النظام وإحداث تحول استراتيجي في الصراع معه».

وفي إشارة إلى ضيق صدر المعارضة السورية، أشار سرميني إلى أن تعمد النظام السوري إبادة مدن وقرى بأكملها هو رد صريح على تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي حذر فيها النظام من حصول «حماه ثانية»، قائلا إنه «رغم التحدي الصريح من قبل النظام لتركيا، فإنها لم تتحرك على أرض الواقع بعد».

وأضاف: «رسالتنا إلى تركيا، أن هناك مسؤولية تاريخية عليها، مستمدة من تاريخ طويل»، مشيرا إلى أن «المطلوب منها القيام بتحرك على الأرض لتوفير ممرات آمنة في المناطق المنكوبة المحاذية للحدود التركية»، وموضحا أن «مدينة عندان المحاذية للحدود التركية قصفت بالطيران الحربي، وهي رسالة واضحة لأردوغان».

وأشار سرميني إلى أن «أهالي بابا عمرو سوف يسلمون مدينتهم للنظام وأردوغان لا يزال ينتظر.. وسؤالنا هو ما الذي ينتظره؟»، وأضاف: «كنا نتوقع من الحكومة التركية أن تكون أول دولة تعترف بالمجلس الوطني، ولم تفعل. وكنا نتوقع منها أن تكون أول دولة تقدم الدعم المالي والإغاثة ولم تفعل».. معددا مطالب المجلس من الحكومة التركية بالاعتراف بالمجلس الوطني، وقطع العلاقات مع النظام، وسحب السفير من دمشق، وإقفال القنصليات التركية وطرد السفير السوري من أنقرة، وتنفيذ حملة إغاثة فورية وضخمة وتقديم الدعم المالي والإغاثي لإنقاذ المناطق المنكوبة وتسهيل أمور الناشطين في الأراضي التركية.

وردا على ما يقوله المسؤولون الأتراك من أن بلادهم تتصرف كدولة، قال: «في الثورات لا يمكن التعامل بالنفس الطويل والحكمة، وعلى من يريد أن يماشي الثورات أن يمشي بنبضها»، وأضاف متوجها إلى أوغلو: «إن سياسة النفس الطويل لا تنفع مع النظام (السوري)، والدماء التي تسيل يتحمل مسؤوليتها كل من يساهم في إعطاء المزيد من العمر للنظام».

وكان أوغلو تلقى أمس اتصالا هاتفيا من المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، شرح فيه الوزير التركي موقف بلاده من الأزمة السورية، وتبادل معه الرأي حول تطورات الوضع واجتماع «أصدقاء سوريا» في تونس والاجتماع المقبل في اسطنبول.. كما اتصل هاتفيا برئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن مصادر دبلوماسية تركية أن «البحث تناول نتائج مؤتمر تونس والتحضيرات لمؤتمر اسطنبول».

«المجلس الوطني» ينظم المقاومة المسلحة ضد الأسد

شكل مكتبا عسكريا مهمته إدارة تمويلها وعملياتها.. بعد اعتراف الاتحاد الأوروبي

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب بروكسل: عبد الله مصطفى بيروت: «الشرق الأوسط» بغداد: حمزة مصطفى

أعلن «المجلس الوطني السوري»، أمس، عن تشكيل مكتب عسكري مهمته «متابعة شؤون المقاومة المسلحة وتنظيمها»، ومن مهام المكتب المؤلف من ضباط منشقين ومدنيين معارضين «إدارة تمويل المقاومة وعملياتها».

وقال بيان للمجلس تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنه «في ضوء التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا، وإيمانا بأهمية ضبط المقاومة المسلحة في سوريا، ودعما للجيش الحر، فقد قرر المجلس الوطني السوري إنشاء مكتب عسكري مؤلف من ضباط ومدنيين، يكون هذا المكتب مسؤولا عن متابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة وتنظيم صفوفها ودراسة احتياجاتها وإدارة تمويلها وعملياتها، ووضعها تحت الإشراف السياسي للمجلس الوطني. ويستعين أعضاء المكتب بمن يرونه مناسبا من الخبراء والمساعدين، ويخصص له موازنة معتمدة».

وسيعقد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون، مؤتمرا صحافيا اليوم بنادي الصحافة الدولية في باريس يشرح فيه أبعاد الخطوة وأهدافها.

وفي الوقت الذي يستمر فيه الملف السوري في فرض أهميته على دول الاتحاد الأوروبي، وفيما يلتقي رئيس الوزراء القطري اليوم مع رئيس البرلمان الأوروبي على هامش اجتماعات قادة دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، ويشمل اللقاء استعراض تطورات الملف السوري.. رحب المجلس الوطني السوري بإعلان الاتحاد الأوروبي الاعتراف به وتجديد الدعم لمطالب الشعب السوري في وجه القمع والمجازر الشرسة.. ودعا رئيس المجلس برهان غليون «من بقي من فصائل المعارضة السورية الأخرى، للعمل مع المجلس الوطني السوري»، قائلا: «علينا ألا ننسى أننا جميعا كسوريين لدينا هدف مشترك واحد، وهو إسقاط نظام الأسد المجرم وإعادة بناء سوريا الديمقراطية والمدنية».

وأعلن غليون أن المجلس الوطني السوري اتخذ مؤخرا عددا من الخطوات الملموسة تعكس صوت الشارع السوري، بما في ذلك تكثيف الدعوات للتدخل الدولي لضمان وصول الإغاثة الإنسانية للمدنيين المحاصرين في سوريا. وأضاف: «نحن نستخدم كل الوسائل السياسية والدبلوماسية الممكنة لضمان اتخاذ إجراءات سريعة وملموسة بما في ذلك تقديم الدعم للجيش السوري الحر. وسيسهم الاعتراف الرسمي للاتحاد الأوروبي بالمجلس الوطني السوري في إعطائه زخما إضافيا لمواصلة العمل».

واعتبر عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني أحمد رمضان، أن «اعتراف الاتحاد الأوروبي رسميا بالمجلس، يأتي تكملة للاعتراف الذي أعلن عنه في مؤتمر (أصدقاء سوريا) في تونس». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أننا في المجلس الوطني ومن خلال تواصلنا مع الاتحاد الأوروبي كمنظومة دولية، ومن خلال تواصلنا مع الدول الأوروبية بشكل ثنائي، نعتبر أن هذا الاعتراف جاء ليشكل خطوة إيجابية نحو الأمام تؤسس لإقامة علاقات رسمية أكثر وضوحا كبديل للسلطة القائمة في سوريا، وكإطار تمثيلي للشعب السوري، ونقلة إضافية ستكون بصورة أوضح في مؤتمر (أصدقاء سوريا الثاني) الذي سيعقد في إسطنبول خلال شهر مارس (آذار) الحالي وفي غضون الأسبوعين المقبلين».

وردا على سؤال عن تفسيره للاعتراف الأوروبي بالمجلس الوطني حتى قبل أن تعترف به الدول العربية، أجاب رمضان «الاعتراف الذي حصل عليه المجلس الوطني من الدول المشاركة في مؤتمر تونس، كان بإقرار كافة الدول العربية وباعتراف الجامعة العربية ومنظمة العمل الإسلامية». مؤكدا أن «الاعتراف الأوروبي يؤسس لانتقال الآلية الدبلوماسية لتلك الدول من النظام الذي بات معزولا سياسيا ودبلوماسيا وحتى اقتصاديا، إلى المجلس الوطني كإطار بديل، وهذا سيتجلى في مرحلة انتقالية لن تأخذ أكثر من ثلاثة أسابيع»، مشددا على أن «المؤتمر الثاني لأصدقاء سوريا المقرر في إسطنبول سيليه مؤتمر ثالث في باريس وسنشهد خطوات عملية تشعر النظام السوري أنه بات بحكم المنتهي، ولا شك أن شعور النظام بالعزلة يدفعه إلى ارتكاب المزيد من المجازر».

وأعلن رمضان أنه «في ضوء التطورات الجارية وجهنا دعوة لكل دول العالم، وطالبنا باتخاذ قرار على مستوى مجلس الأمن الدولي لوقف تزويد النظام السوري بالأسلحة التي يرتكب بها المجازر». وقال «نحن نعتبر الدول التي تزود النظام بهذه الأسلحة شريكة مع النظام في هذه المجازر، وستكون موضع مساءلة أمام المحاكم الدولية».

وفي غضون ذلك، أعلن البرلمان الأوروبي أن حمد بن جاسم بن جبر رئيس وزراء قطر سيلتقي اليوم مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، على هامش اجتماعات قادة دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وأفادت مصادر بروكسل بأن تطوير العلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي وقطر بشكل خاص ومع مجلس التعاون الخليجي بشكل عام ستكون في أجندة المحادثات، إلى جانب استعراض تطورات الملف السوري والأوضاع التي تشهدها المنطقة في أعقاب الربيع العربي. وقالت مصادر خليجية إن الشيخ حمد سيجتمع إلى عدد من مسؤولي الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية كما سيعقد لقاءات مع عدد من مسؤولي حلف شمال الأطلسي (ناتو) وسيجتمع كذلك إلى مسؤولين بلجيكيين. ومن المقرر أن يلقي الشيخ حمد كلمة مهمة أمام مجلس العلاقات الأوروبية الخليجية اليوم.

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية النمساوي ميشائيل شبندليغر أمس «يجب تمكين المنظمات الإنسانية من الوصول الفوري والكامل إلى المناطق المتضررة»، وأوضح شبندليغر في تصريحاته أن وفد بلاده في مجلس حقوق الإنسان بجنيف طلب إدراج قرار أممي يطالب بوقف فوري للعنف والسماح للمنظمات الإنسانية بالعمل، وأضاف «إن عيون العالم على سوريا، كما أن انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة من قبل النظام السوري لن تمر دون عقاب، وقد شددت النمسا على ضرورة أن يذكر بوضوح في هذا القرار عدم الإفلات من العقاب لمرتكبي الجرائم».

إلى ذلك، أقر مجلس الأمة الكويتي أمس بأغلبية كبيرة توصية تدعو الحكومة إلى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري، وقال النائب المعارض مسلم البراك: «إنه نظام جزار (في سوريا) يقتل شعبه وقد فقد كل شرعية»، كما تقدم 33 نائبا بطلب لمناقشة المسألة السورية اليوم بهدف تقديم «الدعم المعنوي والمادي» للشعب السوري.

من جهة أخرى، نفت الحكومة العراقية صحة تقارير أشارت إلى اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي السوري وبدئها بتقديم المساعدات والأسلحة الخفيفة للثوار. وقال تحسين الشيخلي نائب الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الموقف العراقي لم يطرأ عليه تغيير بشأن ما يجري في سوريا»، مشيرا إلى أنه «لا صحة لأي أنباء بشأن اعتراف العراق بالمعارضة السورية أو تقديم أي مساعدات من أي نوع».

من جهته، أكد القيادي في دولة القانون عدنان السراج والمقرب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن «هذا الأمر لا صحة له على الإطلاق، وأن قضية من هذا النوع لا تقرر من طرف واحد، وإنما تعرض على مجلس الوزراء وتأخذ سياقات أصولية وهو ما لم يحصل».

ومن جانبه دعا رئيس وفد المجلس الوطني السوري لليبيا عماد الدين الرشيد، المجتمع الدولي إلى «اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين في سوريا»، وقال: «سئمنا من التصريحات.. نحن بحاجة إلى أفعال»، مشيرا إلى أن «الوضع المعقد في سوريا يفرض اتخاذ خطوات مدروسة».

كما أعلن الرشيد عن افتتاح مكتب لـ«المجلس الوطني» في العاصمة الليبية طرابلس.

وفي السياق ذاته، قال المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، في تصريح صحافي، عقب اجتماع له مع أعضاء من المجلس الوطني السوري المعارض، نقلته قناة «روسيا اليوم» على موقعها الإلكتروني إن «المجلس الانتقالي سيقدم إلى إخواننا في سوريا كل ما هم بحاجة إليه، في المجالات الإنسانية والطبية، دون الإشارة إلى أي مساعدة عسكرية»، معتبرا أن «مأساة إخواننا السوريين تفوق ما عانينا منه في ليبيا».

مشروع قرار أميركي جديد أمام مجلس الأمن و100 مليون دولار للمعارضة من ليبيا

إسرائيل تطالب واشنطن بالتمهل في إسقاط الأسد

حضر الملف السوري بقوة أمس على طاولة المحادثات الأميركية الإسرائيلية بين وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ونظيره الإسرائيلي إيهود باراك في مقر وزارة الدفاع الأميركية، حيث طالب باراك واشنطن بالتخفيف عن الرئيس السوري بشار الأسد بانتظار جلاء صورة البديل المحتمل للنظام في دمشق.

وإلى مجلس الأمن يعود مجدداً الملف السوري عبر مشروع قرار أميركي يجري التسويق له قال ديبلوماسيون غربيون إنه يطالب بإنهاء العنف ودخول فرق إغاثة إلى البلدات المحاصرة، في ظل رفض دمشق السماح لمسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس بالدخول إلى سوريا لتقييم الأزمة التي يعانيها الشعب، ومعارضة وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا إفلات المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان في سوريا من العقاب مطالبين بإحالتهم على القضاء.

ميدانياً، لا تزال مدينة حمص تقاوم دبابات وصواريخ قوات الأسد ولا سيما عناصر النخبة في الجيش السوري التي استقدمت أخيراً من الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد التي تحاول من خلال قصف بري جوي وعمليات إبادة حقيقية وتدمير شامل لحي بابا عمرو السيطرة على المدينة المنكوبة حيث يسقط أكثر من مائة بين قتيل وجريح يومياً.

وفي تطور عربي بارز، أعلنت ليبيا انها ستمنح المعارضة السورية مساعدات إنسانية قيمتها مئة مليون دولار وأنها ستسمح لها بفتح مكتب في العاصمة طرابلس.

وفي واشنطن حيث التقى مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان القائم بالأعمال السوري وأعرب له عن الاستياء البالغ إزاء حملة وحشية دامت أشهراً والقصف العشوائي لمدينة حمص، بحث وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس مع نظيره الإسرائيلي أيهود بارك في مقر وزارة الدفاع الأميركية الأوضاع في سوريا، وطالب الوزير الاسرائيلي الطرف الأميركي بالتخفيف عن النظام السوري وعدم تقديم أيّ مساعدة إلى المعارضة بانتظار تحديد ملامح البديل المحتمل للأسد.

وأفادت مصادر قناة “العربية” التي نقلت الخبر، أن اللقاء المقبل الذي سيعقد بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، سيشهد ضغطاً من الطرف الإسرائيلي باتجاه التمهل في إسقاط الأسد بانتظار تبلور البدائل بين الأطراف المعارضة للأسد وبسبب تخوف الإسرائيليين من انتقال صواريخ كيميائية بحوزة النظام السوري إلى “حزب الله”، أضافت المحطة الفضائية ان اسرائيل أبلغت الولايات المتحدة أن ذلك سيعتبر إعلان حرب.

ويعود ملف سوريا مجدداً أمام مجلس الأمن عبر مشروع قرار أميركي يجري التسويق له. وقال مبعوثون غربيون إن الولايات المتحدة أعدت مسودة قرار جديد لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطالب بدخول عمال الإغاثة إلى البلدات المحاصرة في سوريا وإنهاء العنف هناك.

وتأتي أحدث محاولة لاتخاذ إجراء إزاء سوريا من مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا بعد أن استخدمت روسيا والصين الفيتو مرتين ضد قرارين كان من شأنهما إدانة قمع الحكومة السورية للاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية والدعوة لإنهاء العنف. وقالت موسكو وبكين إن دولاً غربية وعربية تسعى لتغيير النظام في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا.

في سياق متصل، قال مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا كوفي أنان إنه سيجري محادثات في نيويورك اعتباراً من يوم امس مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والدول الأعضاء بشأن سوريا.

وأوضح أنان في بيان صدر في جنيف إنه سيجري سلسلة مشاورات في نيويورك إلى الغد ثم يتوجه إلى القاهرة للقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ويعتزم بعد ذلك زيارة دول أخرى في المنطقة وفقاً للبيان الذي لم يذكر أسماء تلك الدول أو يتضمن مزيداً من التفاصيل.

وقال وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا في بيان مشترك أصدروه امس في برلين، معارضتهم إفلات المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان في سوريا من العقاب، مطالبين بإحالتهم على القضاء.

وأكد غيدو فسترفيلي وآلان جوبيه ورادوسلاف سيكورسكي في اعلان حول سوريا أصدروه في ختام اجتماع لـ”مثلث فيمار”، “لن ندخر أي جهد لكي نحيل على القضاء المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان الواسعة النطاق التي يمكن ان تشبه جرائم ضد الانسانية”. واعرب الوزراء الثلاثة ايضا عن “اسفهم الشديد للتعثر في مجلس الامن” حيال سوريا، علما ان ثمة “توافقا دوليا متزايدا” ضد نظام الاسد.

ووجه وزراء الخارجية الثلاثة أيضاً نداء الى السلطات السورية “للسماح الفوري ومن دون عقبات بالوصول الى جميع الاشخاص الذين يحتاجون الى مساعدة” في سوريا، مشيرين من جهة اخرى الى “مقتل اكثر من 600 طفل واختفاء عدد اكبر بكثير”. وأعربوا عن “استيائهم” من رد فعل السلطات السورية على “المطالب المشروعة” للشعب السوري الذي يتطلع الى الحرية، وقالوا انهم “لا يمكن ان يتغاضوا عن العنف والاعتقالات التعسفية والمجازر والتعذيب واجراءات الترهيب التي ترتكب في سوريا وفي الخارج”.

ورفضت دمشق امس السماح لمسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس بالدخول الى سوريا لتقييم الازمة الانسانية هناك. وقالت آموس في بيان “اشعر بخيبة امل عميقة لعدم تمكني من زيارة سوريا برغم طلباتي المتكررة للقاء مسؤولين سوريين على اعلى المستويات لبحث الوضع الانساني وضرورة الوصول دون عراقيل الى المتضررين من العنف”.

وأكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ضرورة الوقف الفوري لكافة أعمال القتل والعنف الدائرة حاليا في انحاء مختلفة من سوريا وخاصة مدينة حمص.

وطالب العربي في بيان له ظهر امس الحكومة السورية بسحب المظاهر والآليات العسكرية “حتى يكون هناك وقف لاطلاق نار انساني يتيح حقن الدماء”، كما أعرب عن قلقه البالغ من استمرار أعمال العنف واستخدام الاسلحة الثقيلة ضد المدنيين السوريين العزل محذراً من مخاطر استمرار مثل هذه الاعمال التي لن تؤدي الا الى تعقيد الموقف والانزلاق نحو الفتنة والاقتتال الأهلي.

ميدانياً، تصدى “الجيش السوري الحر” أمس لأخطر عملية اقتحام تقوم بها قوات نظام بشار الأسد لحي بابا عمرو في حمص وسط سوريا.

وفيما قال مصدر أمني تابع للنظام ان بابا عمرو “تحت السيطرة وأن الجيش قام بعملية تطهير للحي بناء تلو البناء، ومنزلا تلو المنزل”، وأضاف “يقوم الجنود بتفتيش كل الاقبية والانفاق بحثا عن الاسلحة والارهابيين”، قال الناشط المعارض ابو عطا الحمصي من حمص عبر الاقمار الصناعية: “الجيش لم يدخل بابا عمرو. هذه شائعات لبث الرعب”، مضيفا ان الجيش السوري الحر “سيدافع عن الاحياء حتى آخر رجل”.

واضاف ان الجيش السوري نصب مدافع جديدة في محيط بابا عمرو والخالدية منذ عصر الثلاثاء، وانه وجه امس انذارات عبر مكبرات الصوت الى السكان لاخلاء منازلهم والشوارع والاحياء”. واشار الى ان الجيش أرسل بواسطة اشخاص رسائل مفادها انه سيقصف بقوة هذه الاحياء والشوارع، وانه “سيقتحم المدينة”، الا ان ابو عطا اشار الى انها ليست المرة الاولى التي توجه فيها مثل هذه الانذارات، وذكر ان القصف الصاروخي مستمر على بابا عمرو، مشيرا الى “ان اسرائيل لم تفعل بنا ما يفعله النظام”.

وافادت الهيئة العامة للثورة السورية ان قوات النظام “تطوق الحي، وهناك اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر لا سيما من ناحية حي الانشاءات وشارع الملعب”. وان “الجيش السوري الحر” وناشطين مدنيين يعملون على “اجلاء العائلات من اماكن يستهدفها القصف”، مشيرا الى ان “قصفا جنونيا يطال حتى الاماكن التي كنا نعتبرها آمنة”. وتابعت الهيئة “حمص كلها مستهدفة، والمؤشرات على ذلك كثيرة، منها انقطاع الاتصالات والكهرباء واخلاء الحواجز الامنية واستهداف كل الاحياء بالقصف”.

واعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان “اشتباكات تدور في محيط حي بابا عمرو بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة تمنع محاولة اقتحام الحي، في وقت تسمع اصوات انفجارات واطلاق رصاص في احياء اخرى بالمدينة”.

وحذرت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ الرئيس السوري أمس من الهجوم على مدينة حمص في أعقاب ورود تقارير عن أن قوات نظامه تستعد لشن هجوم بري على المدينة.

وقال هيغ “هالني سماع التقارير التي تفيد أن نظام الأسد يستعد لشن هجوم بري واسع النطاق على شعب حمص.. وأحثه على وقف أي خطط من هذا القبيل والسماح بدلاً من ذلك للوكالات الإنسانية بتوزيع المساعدات الحيوية على المتضررين جراء أعمال العنف في جميع أنحاء المدينة فوراً ودون عوائق”.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمام مجلس العموم “يمكنني ان اقول للمجلس ان بول كونروي (المصور الصحافي البريطاني الذي هربه معارضون من حمص) بات في امان. انه في سفارتنا في بيروت في لبنان حيث يحظى بالرعاية وانا على قناعة انه سيرغب في العودة قريبا الى البلاد”.

واشاد كاميرون بشجاعة كونروي والنشطاء الذين ساعدوه على مغادرة حمص حيث اصيب في هجوم بصاروخ على مركز مؤقت للاعلام اقيم في حي بابا عمرو قتلت فيه الصحافية الاميركية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي اوشليك.

وذكرت منظمة “آفاز” غير الحكومية ان 13 ناشطا قتلوا اثناء محاولتهم مساعدة كونروي الذي يعمل لحساب صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية على الخروج من حمص. وقال كاميرون “اود ان اشيد بكونروي، وكذلك بالاشخاص الشجعان الذين ساعدوه على الخروج من سوريا والذين دفع العديد منهم ثمنا غاليا للغاية مقابل ذلك”.

وقال ناشط من جماعة “أفاز” المدافعة عن حقوق الإنسان أمس إن الصحافي الاسباني خافيير اسبينوزا الذي كان ضمن عدد من الغربيين المحاصرين في حي بابا عمرو في مدينة حمص عبر الحدود من سوريا إلى لبنان.

وقال الناشط وسام طريف دون أن يتطرق للتفاصيل “خافيير اسبينوزا موجود الآن على الأرض اللبنانية لكن لم يصل بعد إلى الأمان الكامل.” وأضاف أن الصحافية الفرنسية إديث بوفييه والمصور الفرنسي وليام دانييل ما زالا في حمص التي تعاني من الحصار والقصف على أيدي القوات السورية منذ 25 يوما.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية سقوط 26 شهيداً أمس، منهم أحد عشر شهيداً في حمص منهم خمس أفراد من عائلة البحلاق وثلاثة شهداء في كل من ريف دمشق و درعا، وشهيدان في كل من دير الزور وادلب وشهيد في كل من حماه واللاذقية.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، ا ش ا، “العربية”)

تضارب أنباء حول اقتحام “بابا عمرو” في حمص وعمليات في مناطق أخرى

مشروع قرار امريكي حول سوريا وسيناريو عسكري

بدأت الولايات المتحدة الإعداد لطرح مشروع قرار يطالب بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، اعتبر دبلوماسيون أنه قد يحوز إجماعاً في مجلس الأمن الدولي، بالتزامن مع تصريحات عن إعداد خطط لسيناريو تدخل عسكري أمريكي، في حال طلبه الرئيس باراك أوباما، في وقت تضاربت الأنباء بين تأكيد السلطات السورية اقتحام حي بابا عمرو في حمص (وسط)، ونفي المعارضين، وإشارتهم إلى قصف شديد يتعرض له الحي وأحياء أخرى في المدينة . في حين قررت الكويت الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض، ودعت الجزائر إلى التمسك بحل سلمي للأزمة .

وأعلن دبلوماسيون أن واشنطن تعد مشروع قرار جديداً لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، يطالب بالسماح بدخول المساعدات إنسانية إلى المدن التي تشهد احتجاجات . وقال دبلوماسي إن “هذا القرار سيركز على دخول المساعدات الإنسانية إلى المدن، لكنه سيقول إن الحكومة هي سبب الأزمة” . وأكد آخر “حاليا هناك مجرد اتصالات بشأن النص” . وقال آخرون إنه من خلال التركيز على الوضع الإنساني تأمل القوى الغربية والعربية أن يصعب على موسكو وبكين نقضه .

وصرح مسؤول أمريكي ل “سي .إن .إن” بأن وزارة الدفاع “البنتاغون” أعدت خططاً تفصيلية لعمل عسكري ضد النظام السوري، إذا أمر الرئيس باراك أوباما، تشمل العمليات وتقديرات القوات وأنواع الوحدات والمعدات والأسلحة”، مؤكداً أن “استخدام القوات صعب مع استمرار العنف”، لكن عبارة “مجموعة كاملة من الخيارات” تعني التفكير في كل السيناريوهات .

وأعلن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا، غيدو فسترفيله وآلان جوبيه ورادوسلاف سيكورسكي، معارضتهم إفلات المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا من العقاب، وطالبوا بإحالتهم إلى القضاء .

عربياً، أقر مجلس الأمة “البرلمان” الكويتي توصية رفعها للحكومة “للاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض، ممثلاً للشعب السوري”، بأغلبية 44 نائباً ووزيراً ومعارضة 5 نواب، ووافقت عليها الحكومة . فيما دعت الجزائر إلى وقف جميع أعمال العنف بسوريا وفتح حوار سياسي شامل من دون تدخل أجنبي .

ميدانياً، أكد الناشط أبو عطا الحمصي أن “الجيش لم يدخل بابا عمرو . هذه شائعات لبث الرعب”، وقال إن “الجيش السوري الحر سيدافع عن الأحياء حتى آخر رجل” . وإن الجيش السوري نصب مدافع جديدة في محيط بابا عمرو والخالدية، ووجه إنذارات عبر مكبرات الصوت إلى السكان لإخلاء منازلهم والشوارع والأحياء” . وأشار إلى أنه (الجيش السوري) أرسل بواسطة أشخاص رسائل مفادها أنه سيقصف بقوة الأحياء والشوارع، و”سيقتحم المدينة” . وكان مصدر أمني في دمشق أفاد بأن الجيش السوري ينفذ عملية اقتحام . وقال “هذه المنطقة تحت السيطرة . قام الجيش بعملية تطهير للحي، بناء تلو البناء، ومنزلاً تلو المنزل”، مضيفاً “لا تزال هناك بعض البؤر التي يجب تقليصها، يقوم الجنود بتفتيش كل الأقبية والأنفاق بحثا عن أسلحة وإرهابيين” .

وأفاد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله من حمص بأن قوات الجيش “تطوق الحي، وهناك اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر لا سيما من ناحية حي الإنشاءات وشارع الملعب” . وقال إن الجيش الحر وناشطين مدنيين يعملون على “إجلاء العائلات من أماكن القصف” . وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “اشتباكات تدور في محيط بابا عمرو” .

من جهة ثانية، قال المرصد إن الرستن في حمص “تعرضت لقصف أدى إلى سقوط قتلى وجرحى” . وذكر أن “قوات عسكرية ترافقها آليات عسكرية مدرعة اقتحمت مدينة الحراك في درعا (جنوب)” . وفي ريف حماة، “اقتحمت قوات عسكرية أمنية مشتركة بلدة حلفايا وبدأت حملة اعتقالات ترافقت مع تخريب وإحراق منازل”، وأفاد عن مقتل طفل (13 عاماً) “إثر إطلاق رصاص عشوائي في حي العمال في دير الزور (شرق)، وعن مقتل معتقل من قرية المغارة في إدلب” (شمال غرب) . (وكالات)

إصابة عضو بـ “المجلس الوطني” المعارض في حمص

أعلن عضو في المجلس الوطني السوري المعارض، أمس، أنه أصيب بنيران القوات السورية في مدينة حمص المحاصرة التي تسلل إليها لتوثيق قصف الجيش للمدينة . وقال ملهم الجندي من حمص مسقط رأسه، إنه كان يوزع أعلاماً في كرم الزيتون مع نشطاء آخرين استعداداً لتجمع حاشد، عندما أتى جنديان في سيارة أجرة ونزلا منها وأخذا يطلقان النار .

وأضاف الجندي الذي صور نفسه في عيادة مؤقتة في المدينة أنهم أصابوه في ساقه، وأن اثنين آخرين أصيبا بجروح بالغة .

وتسلل مهندس الشبكات الذي يعمل في السعودية، إلى حمص قبل أسبوعين وينشر منذ ذلك الحين صوراً ولقطات فيديو على صفحته على موقع “فيسبوك” بشأن الدمار وضحايا القصف . وقال إن القصف المدفعي والصاروخي اشتد على أنحاء حمص في الأيام القليلة الماضية . ووصفه بأنه “جنوني” . (رويترز)

عدة مدن سورية ما تزال تحت النيران ومشروع قرار جديد في مجلس الامن الدولي

دمشق – تدور اشتباكات عنيفة في محيط حي بابا عمرو في حمص (وسط) حيث افاد مصدر امني عن اقتحام الجيش للحي وبدء “عمليات تطهير”، وهو ما نفاه ناشطون معارضون، في وقت اعلن في نيويورك عن مشروع قرار جديد لمجلس الامن الدولي لادخال مساعدات انسانية طارئة الى سوريا.

ودعت فرنسا الاربعاء سوريا الى اقرار وقف لاطلاق نار في حي بابا عمرو للسماح ب”اجلاء آمن وسريع” للصحافية الفرنسية اديت بوفييه التي اصيبت الاسبوع الماضي في القصف، معلنة بذلك ضمنا ان هذه الاخيرة لا تزال في حمص بعد اللغط الذي حصل حول خروجها من سوريا الثلاثاء.

وقال مصدر امني في دمشق لوكالة فرانس برس ان منطقة بابا عمرو “تحت السيطرة”، مضيفا “قام الجيش بعملية تطهير للحي بناء تلو البناء ومنزلا تلو المنزل”.

وقال ابو عطا من حمص لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من حمص عبر الاقمار الصناعية ان “الجيش لم يدخل بابا عمرو. هذه شائعات لبث الرعب”، مضيفا ان الجيش السوري الحر “سيدافع عن الاحياء حتى آخر رجل”.

واضاف الناشط ان الجيش النظامي السوري “نصب مدافع جديدة في محيط حيي بابا عمرو والخالدية منذ عصر امس، وانه وجه اليوم انذارات عبر مكبرات الصوت الى السكان لاخلاء منازلهم والشوارع والاحياء”. واشار الى ان الجيش أرسل بواسطة اشخاص رسائل مفادها انه سيقصف بقوة هذه الاحياء والشوارع، وانه “سيقتحم المدينة”.

واكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله من جهته ان قوات النظام “تطوق الحي، وهناك اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر لا سيما من ناحية حي الانشاءات وشارع الملعب”.

وقال العبد الله ان الجيش السوري الحر وناشطين مدنيين يعملون على “اجلاء العائلات من اماكن يستهدفها القصف”، مشيرا الى ان “قصفا جنونيا يطال حتى الاماكن التي كنا نعتبرها آمنة”.

واضاف “حمص كلها مستهدفة، والمؤشرات على ذلك كثيرة، منها انقطاع الاتصالات والكهرباء وانسحاب القوات النظامية من ثلاثة حواجز بين الخالدية والبياضة”.

وعبر الناشط الاعلامي عمر شاكر الذي خرج من حمص قبل ايام وهو موجود في لبنان، عن اعتقاده بان “حمص مقبلة في الساعات القادمة على وضع سيء جدا”.

وقال “ما يحصل في حمص كبير جدا (…)، هناك عمليات وحشية يقوم بها عناصر النظام لا يتخيلها عقل”.

وتابع “انا مقطوع عن رفاقي في المركز الاعلامي (في بابا عمرو)… آخر ما قالوه لي ان بطاريات اجهزة الكومبيوتر تنفد وان حمص تغرق في الظلام، وطلبوا مني ان نواصل الدعاء لهم”.

ووصلت خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية 22 عائلة نازحة من بابا عمرو الى لبنان عبر الحدود الرسمية وعبر معابر غير شرعية، بحسب ما افاد المتحدث باسم تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان الذي قال انهم “في حالة نفسية سيئة جدا”.

واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء ان “فرنسا تحشد قواها لانجاح عملية اجلاء لمواطنيها الاثنين العالقين في حمص مع السلطات السورية واللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر”، في اشارة الى الصحافيين اديت بوفييه ووليام دانيلز.

وقالت انها “تتوقع من حكومة دمشق العمل على توافر كل الشروط لاجلاء آمن وسريع وخصوصا عبر وقف فوري لاطلاق نار في بابا عمرو”.

واكدت سوريا الاربعاء “التزامها الانساني” باجلاء الصحافيين الغربيين من حمص.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي ان “سوريا لن تتهرب من التزاماتها الانسانية، وقمنا في هذا السياق بثلاث محاولات لاجلاء الجثامين باءت بالفشل (..) لان المسلحين رفضوا تسليم الجثث والصحافيين تحت ذرائع مختلفة”.

وذكر ان “الجانب السوري خصص طائرة مروحية لنقل الصحافيين لكنهم رفضوا”، مضيفا “نحن ملتزمون انسانيا ونريد تامين اجلائهم”، مشددا على ان “التعطيل ليس من الجانب السوري”.

واصيبت الصحافية الفرنسية اديت بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي في قصف على بابا عمرو في حمص في 22 شباط/فبراير ادى ايضا الى مقتل الصحافية الاميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك.

ووصل كونروي الى لبنان الثلاثاء، واعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء انه في سفارة بلاده في بيروت “في امان”.

ولم يعرف بعد مصير جثتي كولفن واوشليك، ولا مكان وجود بوفييه وصحافيين اجانب آخرين.

في نيويورك، افاد دبلوماسيون ان الولايات المتحدة تعد لمشروع قرار سيركز على دخول المساعدة الانسانية الى المدن السورية و”سيقول ان الحكومة هي سبب الازمة”.

وتأمل الدول الغربية في ان يقنع التركيز على الازمة الانسانية روسيا والصين بالامتناع عن استخدام حق النقض في مجلس الامن لتعطيل تبني القرار، كما حصل ضد مشروعين سابقين.

وعبر وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي في اتصالات هاتفية مع الامين العام للجامعة العربية وعدد من نظرائه في العالم العربي، عن تأييده ارسال مساعدات انسانية الى سوريا.

وقالت وكالة انباء الصين الجديدة الحكومية الاربعاء ان وزير الخارجية الصيني ذكر بموقف بلده الذي يطالب الحكومة السورية والمعارضين على حد سواء “بوقف اعمال العنف فورا” من اجل “بدء حوار سياسي مفتوح”.

في الكويت، اقر مجلس الامة الكويتي الاربعاء باغلبية كبيرة توصية تدعو الحكومة الى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري.

وصوت 44 عضوا لصالح التوصية غير الملزمة، فيما صوت خمسة نواب ضد هذه التوصية.

في برلين، اعلن وزراء خارجية المانيا وفرنسا وبولندا الاربعاء في ختام اجتماع انهم لن يدخروا “اي جهد لكي نحيل على القضاء المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان الواسعة النطاق التي يمكن ان تشبه جرائم ضد الانسانية”، بحسب ما جاء في “اعلان حول سوريا” صدر عنهم.

في الاخبار الامنية الاخرى من سوريا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل طفل (13 عاما) “اثر اطلاق رصاص عشوائي صباح اليوم في حي العمال في مدينة دير الزور (شرق)، وعن مقتل “شخص داخل المعتقل من قرية المغارة في محافظة ادلب” (شمال غرب).

وذكر المرصد ان “قوات عسكرية ترافقها اليات عسكرية مدرعة اقتحمت الاربعاء مدينة الحراك في محافظة درعا (جنوب) وسط اطلاق رصاص كثيف”.

في ريف حماة “اقتحمت قوات عسكرية امنية مشتركة بلدة حلفايا وبدات حملة مداهمات واعتقالات ترافقت مع تخريب واحراق منازل مواطنين متوارين عن الانظار”، بحسب المصدر نفسه.

في مدينة حلب (شمال)، افاد ناشطون عن خروج تظاهرة طلابية في حي الصاخور، وتظاهرة في حلب الجديدة ردد المشاركون فيها هتافات مناهضة للنظام عمدت قوات الامن الى اطلاق النار لتفريقها.

وفي جامعة حلب، خرج حوالى الفي طالب في تظاهرات تضامنية مع المدن المحاصرة. وقال فارس الحلبي العضو في تجمع الطلبة الاحرار في الجامعة ان عناصر من الامن “اعتقلوا اربعة من الطلاب المتظاهرين”.

وفي دمشق، افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي وكالة فرانس برس بخروج تظاهرات في احياء الميدان والحجر الاسود، اضافة الى تظاهرات طلابية عقب انتهاء الدوام المدرسي في عدد من مدارس كفرسوسة وفي معضمية الشام.

واضاف الشامي في اتصال من دمشق ان “تشييعا كبيرا خرج في منطقة التل لجندي منشق وصل الى اهله امس”، مشيرا الى “حملة مداهمات واعتقالات كبيرة في حرستا ودوما (ريف دمشق) وفي معضمية الشام التي خرجت فيها تظاهرة طلابية”.

وقتل اكثر من 7500 شخص في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في آذار/مارس 2011، بحسب الامم المتحدة.

17 قتيلاً في محيط حي بابا عمرو الذي اقتحمته القوات السورية

قُتل 17 مدنياً اليوم الخميس في محيط حي بابا عمرو بمدينة حمص السورية الذي اقتحمته القوات النظامية، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان: “استشهد 17 مواطنا في بساتين حي بابا عمرو التي اقتحمتها القوات النظامية السورية وبدأت حملة مداهمات واعتقالات فيها”.

(أ.ف.ب)

المعارضة تشكًّل مكتبا عسكريا

جيش سوريا الحر يتصدى لهجوم باباعمرو

قال ناشطون سوريون إن الجيش النظامي واصل صباح اليوم الخميس قصفه العنيف على حي بابا عمرو في حمص سعيا لاقتحامه في إطار ما وصف بأعنف هجوم منذ اندلاع الثورة، كما أفادت لجان التنسيق بأن دبابات الجيش النظامي اقتحمت مدينة الضمير بريف دمشق واشتبكت مع وحدات الجيش السوري الحر.

وأضاف الناشطون أن وحدات من الجيش السوري الحر في الحي تمكنت حتى الآن من منع أكثر من سبعة آلاف من جنود الجيش النظامي من اقتحامه. ونقلت رويترز عن مسؤول في الجيش الحر قوله إن وحداته ستصعّد هجماتها على الجيش النظامي في مناطق مختلفة من البلاد لتخفيف الضغط عن حمص التي تتعرض لقصف متواصل بالمدفعية والصواريخ منذ 26 يوما.

وقال مهيمن الرميض لرويترز من منطقة في تركيا قرب الحدود السورية “ستكون بابا عمرو هي التي تقصم ظهر النظام.. النظام يظن أنه سيخمد ثورة سوريا في بابا عمرو. كل مدينة سورية ستكون بابا عمرو”.

واعترف الرميض، وهو عضو بالمجلس العسكري الثوري الأعلى الذي يشرف على الجيش السوري الحر، بأن المعارضين المسلحين في بابا عمرو يواجهون قوات تفوقهم كثيرا من حيث التسليح مع استخدامهم الرشاشات وقذائف المورتر، في مواجهة قوات مدرعة تدعمها المدفعية الثقيلة والصواريخ، لكنه قال إنهم يتشبثون بمواقعهم.

وقالت مصادر بالمعارضة إن مقاتليها “دحروا” محاولة للقوات الحكومية للتقدم إلى بابا عمرو من منطقة حكورة على المشارف الشمالية للحي، لكن دبلوماسيين قالوا في وقت سابق إن الفرقة المدرعة الرابعة بالجيش السوري يبدو أنها عاقدة العزم على اجتياح الحي.

ومن جهته، قال المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله في لقاء مع الجزيرة إن حدة الاشتباكات بين كتائب الجيش النظامي والجيش السوري الحر تراجعت قليلا في الساعات الأخيرة بسبب العاصفة الثلجية التي تتعرض لها مدينة حمص، حيث توقف القصف عن باقي أحياء المدينة فيما تدور اشتباكات متقطعة بين الحين والآخر.

وأضاف العبد الله إن حمص تتعرض لمأساة حقيقية بسبب العوائل التي أصبحت بلا منازل في ظل العواصف الثلجية، في وقت يستمر فيه انقطاع المياه والكهرباء عن المدينة، كما أن الغذاء شبه معدوم في حمص وتماما في بابا عمرو.

وطالب المتحدث كافة الدول بالتدخل بشكل سريع وتحمل مسؤولياتها، كما طالب “السوريين الشرفاء” بالتصعيد في كافة المدن والمحافظات لتخفيف الضغط على بابا عمرو، مؤكدا أن القصف أوقع عددا من القتلى والجرحى في حيّ كرم الزيتون.

وقال قائد الجيش الوطني الحر العقيد رياض الأسعد إن عناصره أجلت عددا كبيرا من المدنيين والصحافيين من حي بابا عمرو.

وفي السياق ذاته، اتهم المجلس الوطني السوري الجيش النظامي بارتكاب إبادة جماعية في حمص، وتحديدا في حي بابا عمرو عبر استهدافه بصواريخ سكود وقصفه بالطائرات الحربية.

وفي إدلب أفاد مراسل الجزيرة في مدينة سرمين بأنه بعد أيام على قصف المدينة بدأت تتكشف آثار الدمار والخراب حيث عثر الأهالي على جثث قتلى في المزارع وأحياء المدينة.

تسليح المعارضة

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه المجلس الوطني السوري عن تشكيل مكتب عسكري لمتابعة ما سماها “شؤون المقاومة المسلحة” تحت الإشراف السياسي للمجلس.

وأعلن رئيس المجلس برهان غليون في مؤتمر صحفي بالعاصمة الفرنسية باريس اليوم الخميس، أن المكتب العسكري مؤلف من ضباط ومدنيين، وسيكون مسؤولا عن متابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة وتنظيم صفوفها ودراسة احتياجاتها وإدارة تمويلها وعملياتها، ووضعها تحت الإشراف السياسي للمجلس الوطني.

وأشار إلى أن هذا الأمر يأتي “في ضوء التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا وإيمانا بأهمية ضبط المقاومة المسلحة في سوريا ودعما للجيش الحر”.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير مكتب الإعلام في المجلس الوطني محمد السرميني قوله إن إنشاء المكتب “يأتي بالتنسيق مع الجيش السوري الحر”.

وفي سياق متصل أظهرت صور على الإنترنت بثها ناشطون انشقاق عدد من الضباط والجنود في مدينة الرستن بحمص عن الجيش النظامي. وقال المنشقون إن ما دفعهم إلى الانشقاق هو ما شاهدوه من قصف ودمار وارتكاب مجازر من قبل الجيش النظامي. وأعلن ضابط قال إنه ينتمي إلى الطائفة العلوية، انشقاقه عن الجيش النظامي وانضمامه إلى الجيش السوري الحر.

فيسك: التنظيف ينذر بقتل جماعي بسوريا

علق الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك على تعبير “تنظيف” الذي تستخدمه السلطات السورية لدى هجومها على مدينة حمص، قائلا إن هذا التعبير تقشعر له الأبدان، ولا سيما أنه عادة ما يسبق الكثير من القتل.

ودلل على ذلك في مقاله بصحيفة ذي إندبندنت باستخدام الإسرائيليين لمرادف ذلك التعبير بالإنجليزية عندما اجتاحوا لبنان عام 1982، وسقط أكثر من 17500.

وهو ما تكرر قبل ذلك بخمسة أشهر، عندما اجتاحت القوات السورية حماة (إلى الشمال من حمص) وسقط ما بين عشرة آلاف و15 ألفا.

ويشير فيسك إلى أن السلطات السورية قالت حينها إنها تفتش المنطقة وتحقق، وكانت الكلمة المستخدمة “البحث”. ويقول إن تلك الكلمة بمثابة حلاوة الكلام الذي تستخدمها الجيوش عندما تعتزم التخلي عن الحقوق الإنسانية.

فالبريطانيون استخدموا كلمة “تمشيط” في الحرب العالمية الثانية، فسقط نحو ستين مليونا، وكذلك فعل الروس.

كما استخدم الألمان كلمة “تطهير” اليهود بالشوارع عام 1944، وهي الكلمة التي استخدمها اللواء ستروب يورغن في تقرير الشرطة حين قتل خمسين ألفا، كما يقول فيسك.

ويخلص الكاتب البريطاني إلى أن التنظيف والبحث والتمشيط والتطهير كلمات تعبر عن قتل جماعي معفي من المسؤولية.

ويعلق على ما هدد به مسؤول سوري من أن “شهر الحسم” قد بدأ، قائلا إن كل شهر في سوريا كان شهر حسم، ولكن ذلك امتد إلى عام حتى الآن.

ويذكر الكاتب بأن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين تحدث عن “شهر الحسم” في الحرب مع إيران، ولكن تلك الحرب امتدت ثماني سنوات، وقتل فيها نحو مليون ونصف المليون.

ويختم فيسك بالقول: للأسف، إن جميع العطور العربية لن تجمل تلك الأيدي المتورطة في عمليات القتل.

قوات الأسد تحكم سيطرتها على بابا عمرو

أعلن المجلس الوطني عن إنشاء مكتب استشاري عسكري يعنى بتنظيم صفوف المقاومة المسلحة

بيروت – محمد زيد ميستو ،العربية.نت

أعلن الجيش السوري الحر أنه انسحب “انسحاباً تكتيكياً” من حي بابا عمرو، عازياً ذلك الى نقص في الذخيرة والسلاح، فيما أعلن مصدر أمني في دمشق بعد ظهر اليوم الخميس ان الجيش السوري سيطر على حي بابا عمرو في حمص بالكامل، قائلا “سيطر الجيش على كامل مناطق بابا عمرو بعدما سقطت آخر جيوب المقاومة فيه”.

وأفاد معارضون سوريون يدافعون عن حي بابا عمرو المحاصر في مدينة حمص السورية بوقوع مزيد من القتال خلال الليل، وقالوا إنهم يواجهون ما لا يقل عن سبعة آلاف جندي موالين للرئيس بشار الأسد.

وقال مهيمن الرميض، وهو مسؤول كبير بالجيش السوري الحر المنشق، لـ”رويترز”، في وقت مبكر من اليوم الخميس؛ إن أوامر صدرت إلى قوات المعارضة في مناطق أخرى في سوريا لتصعيد القتال ضد القوات الحكومية، من أجل تخفيف الضغط على حمص، التي تتعرض لقصف متواصل بالمدفعية والصواريخ منذ 26 يوماً.

وقال الرميض، وهو عضو بالمجلس العسكري الثوري الأعلى، الذي يشرف على الجيش السوري الحر، إن “القصف مستمر… لمحاولة إنهاك قوى الجيش الحر واستنزاف طاقاته.. والجيش الحر لديه أسلحة خفيفة.. قذائف الهاون والرشاشات المتوسطة والخفيفة.. هذا أقصى ما يعتمد عليه الجيش السوري الحر”.

وأضاف قائلاً: “ستكون بابا عمرو هي التي تقصم ظهر النظام من القامشلي شرقاً إلى درعا جنوبا، وإلى إدلب شمالاً.. اليوم جميع كتائب الجيش السوري الحر اتصلت بنا، وتتوعد بعمليات عسكرية للانتقام من الهجوم على بابا عمرو، وعمليات لتعطيل وصول الإمدادات إلى حمص”.

وقال الرميض الذي كان يتحدث من منطقة في تركيا قرب الحدود مع سوريا، إن الأسد يعول على اجتياح بابا عمرو التي أصبحت رمزاً للانتفاضة لإرسال رسالة بأنه سيخمد الثورة في أنحاء سوريا.

وأضاف قائلاً: “يوجد ما لا يقل عن 7000 جندي أسدي… لا يمكنني إعطاء رقم دقيق عن أعداد الجيش السوري الحر في بابا عمرو”.

ومضى قائلاً: “كنت في القوات الخاصة قبل أن أنشق، ورأيت كيف أن مقاتلاً واحداً يستطيع أن يصد فوجاً كاملاً… المدافع دائماً أقوى من المهاجم، والروح القتالية عند أبطالنا في الجيش السوري الحر أقوى من الجيش النظامي”.

لكن الرميض اعترف بأن المعارضين المسلحين في بابا عمرو يواجهون قوات تفوقهم تسليحاً، قائلاً: “عندما يطلق الثوار طلقة في بابا عمرو يردون عليهم بالدبابات، وهذا يدل على ضعف النظام… النظام يظن أنه سيخمد ثورة سوريا في بابا عمرو.. كل مدينة سورية ستكون بابا عمرو”.

وقال دبلوماسيون في وقت سابق إن الفرقة المدرعة الرابعة بالجيش السوري تشن هجوماً من أجل القضاء على المعارضة المسلحة في بابا عمرو.

واكتسبت الفرقة المدرعة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، الشقيق الأصغر للرئيس السوري، سمعة سيئة، لاستخدامها القوة بلا رحمة، في محاولة لسحق الانتفاضة المناهضة للحكومة على مدى العام المنصرم.

ادانة مجلس حقوف الانسان

دان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، سوريا، اليوم الخميس، بارتكاب انتهاكات في أنحاء البلاد قد تصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية، ودعا إلى وقف الهجمات على المدنيين.

وفي تطور آخر، قال دبلوماسي إن بريطانيا قررت سحب كل دبلوماسييها من سوريا لأسباب أمنية.

وخلال جلسة طارئة، أيد مجلس حقوق الإنسان، الذي يضم 47 دولة، القرار الذي قدمته دول خليجية وساندته دول غربية، وذلك بأغلبية 37 دولة ومعارضة ثلاث دول هي: الصين وروسيا وكوبا، وامتناع ثلاث عن التصويت هي: الأكوادور والهند والفليبين، نقلاً عن وكالتي “رويترز” و”فرانس برس”.

وندد المجلس بـ”الانتهاكات التي تزداد خطورة لحقوق الإنسان” في سوريا، ودعا النظام السوري إلى السماح للأمم المتحدة وللوكالات الإنسانية بـ”المرور دون عائق”.

إنشاء مكتب استشاري عسكري

هذا وأعلن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون عن إنشاء مكتب استشاري عسكري يعنى بأن ينظم صفوف المقاومة المسلحة ضد نظام الأسد.

وقال غليون في مؤتمر صحفي في باريس إن الواقع أجبر المواطنين على حمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم وأعراضهم، كما أنه أجبر العديد من العسكريين إلى الانشقاق عن الجيش النظامي.

وأضاف: “في ضوء هذه التطورات الميدانية المتسارعة وبالنظر إلى الأهمية القصوة التي يكتسيها ضبط المقاومة المسلحة المتزايدة في سوريا، وفي سبيل تعزيز قدرات الجيش الحر، قرر المجلس الوطني السوري إنشاء مكتب استشاري عسكري مؤلف من عسكريين ومدنيين، يكون هذا المكتب مسؤولا عن متابعة شؤون المقاومة المسلحة المختلفة وتنظيم صفوفها وتوحيد قواها ضمن قيادة مركزية واحدة ووضعها تحت الإشراف السياسي للمجلس الوطني السوري”.

وأكد غليون أن المكتب، الذي سيكون من عسكريين ومدنيين، سيعمل على توفير كل ما تحتاجه المقاومة الشعبية والجيش الحر من أجل الدفاع عن المدنيين، كما سيستعين بمن يراه مناسباً من الخبراء والمساعدين.

وشدد أن الهدف من إنشاء هذا المكتب هو الحلول دون ان يكون هناك تشتت وفوضى في استعمال السلاح ومنع أي تجاوزات لا تصب في مصلحة الثورة، وأضاف “إننا لسنا بصدد الاستعداد لحرب”، مشدداً على المهمة “الدفاعية” للمقاومة المسلحة.

كما أكد غليون أنه تم التنسيق مع الجيش الحر وأطراف المقاومة المختلفة التي أبدت استعدادها للعمل مع المجلس الوطني السوري.

وفي المقابل شكك المعارض السوري البارز وعضو الأمانة العامة في المجلس كمال لبواني في نوايا رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون بتشكيل المجلس العسكري ودعم الجيش الحر، متهماً إياه بعدم تبني خيار المعارضة المسلحة لإسقاط النظام السوري.

وهاجم اللبواني غليون بشدة، واتهمه بتبني أجندات مواقف دولية بعينها حيال الوضع بسوريا، وهو ما دفع بالتجديد لنفسه برئاسة المجلس ورفض هيكلته حسب زعم اللبواني.

وأوضح لـ”العربية.نت” عبر الهاتف أن ما أعلن عنه غليون قبل ظهر اليوم في مؤتمر صحفي هو مجلس استشاري وليس مجلساً عسكرياً يتبنى استراتيجية واضحة لإسقاط النظام وفق العمل المسلح.

وأضاف، أنه اكتفى خلال مؤتمره الصحفي، بالحديث عن قيام الجيش الحر بحماية المتظاهرين، دون تبني استراتيجية واضحة لطريقة دعمه، مطالباً إياه بتوضيح موقفه حول تبني العمل المسلح لإسقاط النظام الحاكم في سوريا وبناء دولة جديدة.

مصدر غربي: أنان سيبحث حلول سياسية للأزمة السورية بما فيها مرحلة انتقالية

روما (1 آذار/ مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال دبلوماسي أوربي إن كوفي أنان ممثل الأمم المتحدة والجامعة العربية لسورية سيقوم ببحث إمكانية |يجاد حل سياسي للأزمة السورية بما فيها إمكانية الحوار بين المعارضة والنظام السوري على بنود تتضمن الاتفاق على مرحلة انتقالية لتسليم السلطة

وقال الدبلوماسي الغربي في اتصال هاتفي من دمشق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لاشك أن أنان سيناقش إمكانيات حل الأزمة السورية مع القيادة سياسياً وفق الخطة العربية، إن كانت توافق الحكومة السورية على ذلك، بما فيها إمكانية إجراء حوار مع المعارضة السورية على بنود واضحة غالباً تتضمن تحديد المرحلة الانتقالية لتسليم السلطة وطبيعتها وفق ما اقترحته الخطة العربية” حسب قوله

وتقضي خطة الجامعة العربية التي تم إعلانها في نوفمبر الماضي بوقف العنف فوراً وسحب الجيش والأمن من المدن السورية وإطلاق سراح المعتقلين وبدء حوار فوري مع المعارض

ولم تحدد الحكومة السورية موعداً لأنان لزيارة سورية، وقال الناطق باسم الخارجية السورية إن بلده تنتظر توضيحاً من الأمم المتحدة حول طبيعة هذه المهمة لتتم دراستها أصولاً وماذا يراد من خلال هذا التعيين

ورجّح المصدر أن تضع الحكومة السورية “شروطاً على مهمة أنان لتضمن عدم تطرقه لمرحلة انتقالية أو تسليم للسلطة”، وهو الأمر “الذي سيصعّب من مهمة أنان ويفرغها من مضمونها” على حد تعبيره

الجيش السوري الحر: انسحاب تكتيكي من باباعمرو بسبب تفاقم الوضع الإنساني

روما (1 آذار/مارس ) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت “كتيبة ثوار باباعمرو” التابعة لما يسمى “الجيش السوري الحر” في مدينة حمص، أنها قررت “القيام بانسحاب تكتيكي من الحي ،وذلك بسبب تفاقم الوضع الإنساني” هناك

وأوضح البيان الصادر أن السكان في الحي المذكور يفتقرون “للغذاء والدواء وفي ظل انقطاع تام للمياه والكهرباء وكافة وسائل الاتصال مما زاد في معاناة أهلنا فضلاً عن قلة في السلاح والذخيرة” حسب تعبيره

وتابع “لقد دمرت قوات الجيش الأسدي معظم بيوت الحي، الذي تعرض للقصف بصواريخ سكود أرض أرض واستخدمت المروحيات في عمليات القصف و الاستطلاع والرصد ،كذلك تم قصف الحي بالمدفعية الثقيلة واستخدمت قذائف الهاون عيار 120 مل” على حد قوله

ودعا البيان “منظمة الصليب الأحمر الدولية وجميع المنظمات الدولية الإنسانية إلى دخول حي باباعمرو وتوفير الحاجات الإنسانية لأهلنا في الحي الذين رفضوا مغادرته وأصروا على البقاء في منازلهم المدمرة بالكامل بسبب القصف الفاشي والوحشي على الحي ويبلغ عددهم حوالي 4000 شخص فالأرض لنا وهم الغزاة” كما حذر “النظام من أي أعمال انتقامية تطال المدنيين ونحمله المسؤولية الكاملة عن سلامة الأهالي” و “أي فعل طائش من هذا النظام وأزلامه سيكلف النظام غالياً ، ونؤكد لأبناء شعبنا في سوريا بأن باباعمرو سوف تبقى عيناً وقلباً للثورة السورية حتى تحقيق النصر بإذن الله مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات، وانا عائدون بإذنه تعالى” حسب تعبيره

مصدر أوروبي: نرفض خيار تسليح المعارضة السورية

بروكسل (1 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عبر الإتحاد الأوروبي عن رفضه لخيارات تسليح المعارضة السورية، داعياً كافة أطراف المعارضة إلى الالتزام بالخيار السلمي

هذا ما أكده مصدر أوروبي مطلع اليوم في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، حيث شدد على ضرورة تشجيع المعارضة على الالتزام بالخيار السلمي، فـ”على كافة أطراف المعارضة الاستمرار في العمل السلمي للوصول إلى أهدافها”، حسب كلامه

وأعرب المصدر عن قناعة الإتحاد الأوروبي بضرورة التمسك بخيار ضرورة عدم اللجوء إلى العنف، حيث “تبقى الأولوية لوقف العنف في سورية، وهم أمر يجب أن يتم بوسائل سلمية وجهود دولية”، على حد تعبيره

وشدد على تصميم الإتحاد الأوروبي الاستمرار في العمل من أجل الحصول على إجماع دولي لممارسة مزيد من الضغط على نظام في دمشق، مؤكداً أن هذا الضغط سيتم عبر “عمل أوروبي مشترك” مع كل من مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان

يذكر أن الإتحاد الأوروبي كان أبدى تأييدا لمهمة المبعوث الدولي العربي كوفي عنان حول الأزمة السورية، وكذلك دعم مخطط الجامعة العربية

وكان رئيس الوزراء القطري قد لوح بضرورة عدم استبعاد أي خيار من أجل حل الأزمة السورية، في وقت عبر فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن رفضه لفكرة تسليح المعارضة السورية

سوريا: مسلحو المعارضة ينسحبون من حي بابا عمرو بحمص

قال ناشطون سوريون إن معظم مسلحي المعارضة قد انسحبوا من حي بابا عمرو المحاصر بمدينة حمص، وذلك بعد ثلاثة اسابيع من القصف الحكومي.

وقال هؤلاء في تصريحات اوردتها وكالة رويترز إن عددا محدودا من المسلحين بقي في الحي “لتغطية انسحاب رفاقهم التكتيكي” منه.

وجاء في تصريح اصدرته “كتائب بابا عمرو” ان قرار الانسحاب اتخذ لتجنيب سكان الحي الـ 4000 الذين اصروا على البقاء في دورهم الاذى.

وحذر المسلحون في التصريح القوات الحكومية من اتخاذ اي اجراء انتقامي ضد المدنيين، قائلين إن ذلك “سيكلف النظام غاليا.”

وفي وقت لاحق، قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون للصحفيين في باريس إن المسلحين قد انسحبوا من بعض المناطق “ولكن المقاومة في بابا عمرو ما زالت قوية.”

وكانت الحكومة السورية قد تعهدت يوم امس الاربعاء “بتطهير” الحي من المسلحين.

بريطانيا تسحب دبلوماسييها

اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بريطانيا قررت سحب كافة دبلوماسييها من العاصمة السورية دمشق وتعليق كل الخدمات التي تقدمها السفارة.

وقال هيغ إن القرار لا يعني قطع العلاقات الدبلوماسية، بل ان السفارة ستبقى مفتوحة كنقاة اتصال ولمراقبة سير الاحداث في سوريا.

وقال الوزير إن الوضع الامني المتدهور في سوريا اصبح يشكل خطرا على حياة الدبلوماسيين البريطانيين.

في غضون ذلك، واصلت القوات السورية الحكومية قصفها لحي بابا عمرو المحاصر في مدينة حمص.

وقال ناشطون إن الثلوج التي كست المدينة تعرقل تقدم القوات الحكومية، ولكنها تزيد اوضاع المدنيين المحاصرين سوؤا.

ونقلت وكالة رويترز عن احد الناشطين في حمص قوله “لم نر هذا الكم من الثلوج في حمص منذ عدة سنوات. القصف مستمر لبابا عمرو وغيره من الاحياء، ولكن حدة القتال خفتت بعد ان تم دحر تقدم للجيش يوم امس.”

وقال الناشط إن الجانبين تكبدا خسائر كبيرة في القتال الذي دار الاربعاء.

مجلس حقوق الانسان

وفي جنيف، دعا مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة سوريا يوم الخميس الى وضع حد للانتهاكات التي تمارسها اجهزتها بحق المعارضين، والسماح لوكالات الاغاثة بالوصول الى المدنيين المحاصرين بشكل حر ودون عراقيل.

وادان قرار اعتمده المجلس “الانتهاكات المستمرة والممنهجة لحقوق الانسان” في سوريا وحث السلطات السورية على السماح للمنظمات الانسانية بدخول البلاد من اجل ايصال المعونات لمستحقيها.

وصوتت كل من روسيا وكوبا والصين ضد القرار، بينما امتنعت الهند والفلبين واكوادور عن التصويت.

وقد شاركت في التصويت 37 من الدول الاعضاء في المجلس، بينما لم تشارك اربع.

وهذه هي المرة الرابعة التي يدين فيها المجلس انتهاكات حقوق الانسان التي يرتكبها النظام السوري منذ اندلاع الاحتجاجات ضده في العام الماضي.

كوفي انان

قال المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان إن مهمته يجب أن تكون هي الوساطة الدولية الوحيدة لإنهاء العنف الدائر هناك.

وأضاف أنان في مؤتمر صحفي بنيويورك إنه إذا كانت هناك أكثر من مبادرة دبلوماسية واحدة، فإن موقفه سيضعف قائلا إن على المجتمع الدولي أن يتحدث بصوت واحد كي يكون قويا.

وقال الأمين العام السابق للأمم المتحدة إنه يأمل في التوجه قريبا إلى دمشق وتسليمها رسالة واضحة مفادها أن ” المجازر وأعمال العنف يجب ان تتوقف وان تصل وكالات الإغاثة الإنسانية إلى السكان”.

واشار أيضا إلى “ضرورة قيام حوار بين جميع الأطراف الفاعلين في الأزمة السورية في أقرب وقت ممكن.

وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في المؤتمر الصحفي المشترك مع انان إلى تقديم الدعم الدولي الكامل لمهمة المبعوث بما في ذلك دعم مجلس الأمن.

وكانت السلطات السورية قد رفضت أمس الاربعاء السماح للمسؤولة عن العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس الدخول الى سوريا لتقييم الوضع الإنساني.

وأعرب بان كي مون عن “احباطه الشديد” من هذا الرفض ودعا السلطات السورية إلى احترام تعهداتها بموجب القوانين الدولية.

كما طلب من السلطات السورية “التعاون كليا” مع كوفي انان الذي يغادر نيويورك بعد ظهر الجمعة متوجها الى الشرق الاوسط على أن تكون القاهرة محطته الاولى حيث سيلتقي الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

جاء ذلك بنيما تقود الولايات المتحدة وفرنسا الجهود لوضع مسودة قرار جديد لمجلس الامن حول الازمة يطالب بانهاء العنف والسماح بالمساعدات الانسانية.

ويقول دبلوماسيون غربيون ان مسودة القرار تتضمن ايضا اعتبار الرئيس الاسد مسؤولا عن الازمة.وقال مسؤول غربي ان مسودة القرار وزعت على “دائرة ضيقة من الدول المتفقة في الرأي” حول سوريا.

ويركز مشروع القرار على المساعدات الانسانية على امل ان توافق عليه الصين وروسيا.

حمص تتعرض لقصف مكثف منذ أسابيع

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي يلتقون نظيرهم الروسي

سيلتقي وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بنظيرهم الروسي سيرجي لافروف في العاصمة السعودية الرياض الأسبوع القادم، حسب ما صرح وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الصباح. الذي قال إن موعد الاجتماع سيكون السابع من شهر مارس/آذار.

واضاف أن وزراء الخارجية سيعبرون عن “خيبة أملهم” من الموقف الروسي من الأزمة السورية.

وكانت روسيا والصين قد أعاقتا مرتين صدور قرار في مجلس الأمن يدين تعامل النظام السوري مع الاحتجاجات، مرة في شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي، واخرى في شهر فبراير/شباط.

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي التي تضم البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة قد قررت قبل شهر سحب سفرائها المعتمدين في العاصمة السورية دمشق وطرد السفراء السوريين المعتمدين لديها.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

قوات الاسد تهاجم بابا عمرو وسط ادانة دولية لسوريا

بيروت (رويترز) – قصفت قوات سورية تابعة للرئيس بشار الاسد تحاول القضاء على قوات المعارضة في حمص المحاصرة حي بابا عمرو يوم الخميس مجددا رغم الادانة الدولية لمحنة المدنيين المحاصرين هناك.

وأدان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة يوم الخميس حكومة الاسد بسبب الانتهاكات التي ترتكب في سوريا التي قال انها قد تصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية ودعا إلى وقف الهجمات ضد المدنيين.

وقال نشطاء على اتصال بمقاتلي المعارضة إن أغلبهم انسحبوا من بابا عمرو بعد أن قصفتها قوات الاسد على مدى اكثر من ثلاثة أسابيع. وأضافوا أن بضعة مقاتلين بقوا لمحاولة تغطية “الانسحاب التكتيكي” لزملائهم.

وذكر نشطاء أن الثلوج غطت مدينة حمص مما أبطأ الهجوم العسكري لكنه سبب أيضا تدهورا في ظروف المدنيين.

وقال النشط أبو عماد من حمص “لم نر هذه الكمية من الثلوج في حمص منذ سنوات. قصف بابا عمرو وأجزاء اخرى من المدينة مستمر لكن القتال انحسر بعد صد الجيش امس.”

وأضاف أن الخسائر البشرية من الجانبين كبيرة لكن لم تتوفر أرقام محددة بسبب القتال وسوء الاحوال الجوية.

وأصبح الاسد منعزلا بصورة كبيرة في سعيه للقضاء على المعارضة المسلحة التي أصبحت حاليا الملمح الرئيسي للانتفاضة المستمرة منذ 11 شهرا ضد حكمه.

لكن روسيا والصين وكوبا رفضت القرار الذي وافقت عليه الاغلبية العظمى في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة والمؤلف من 47 عضوا في جنيف والذي أدان سوريا بسبب انتهاكات تصل الى حد جرائم ضد الانسانية.

وقال مسؤول رفيع في الجيش السوري الحر لرويترز ان مقاتلين في بابا عمرو يحاولون صد أكثر من سبعة الاف فرد من القوات الحكومية. ووعدت قوات معارضة بتكثيف الهجمات في أماكن أخرى من سوريا لمحاولة الحد من الضغط.

وقال مهيمن الرميض من منطقة في تركيا قرب الحدود السورية “ستكون بابا عمرو هي القشة التي تقصم ظهر النظام.”

وأضاف “النظام يظن انه سيخمد ثورة سوريا في بابا عمرو .. كل مدينة سورية ستكون بابا عمرو.”

وقالت مصادر بالمعارضة إن القصف المدفعي العنيف استؤنف خلال الليل بعد قصف متقطع استمر بضع ساعات.

وأعلن المجلس الوطني السوري المعارض يوم الخميس تشكيل مجلس عسكري للاشراف على الوحدات المسلحة المناهضة للاسد وتنظيمها تحت قيادة واحدة.

وقال برهان غليون زعيم المجلس الوطني السوري في مؤتمر صحفي عقد بباريس ان كل القوى المسلحة في سوريا اتفقت على تشكيل المجلس العسكري. وأضاف أنه سيكون بمثابة وزارة للدفاع.

ويتعرض المجلس الوطني السوري لضغط من داخل سوريا لعدم تأييده صراحة الكفاح المسلح الذي يقوده الجيش السوري الحر والذي يتكون من منشقين عن الجيش ومسلحين اخرين.

ومع تطويق قوات الاسد للمقاتلين في حمص ناشد المجلس الوطني السوري في وقت متأخر الاربعاء المجتمع الدولي تقديم المساعدة وحث كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا على التوجه الى بابا عمرو “الليلة”.

وقال عنان في نيويورك انه يتوقع أن يزور سوريا قريبا وانه حث الاسد على السعي لانهاء الاضطرابات.

واتخذت سوريا -التي منعت فاليري اموس وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية من دخول البلاد- موقفا متحفظا من دور عنان.

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن جهاد المقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله ان الحكومة تنتظر توضيحا من الامم المتحدة حول طبيعة مهمته.

وقالت وزارة الخارجية أيضا ان اموس طلبت المجيئ “في موعد لم يكن مناسبا” لكن الجانب السوري “على استعداد لمتابعة التشاور مع اموس حول الموعد المناسب للطرفين لبدء زيارتها لدمشق.”

وجاء الهجوم البري على بابا عمرو بعد أكثر من ثلاثة أسابيع قصفت فيه قوات الاسد التي تحاصر المدينة الحي ومناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة بالصواريخ والقذائف.

لكن الرميض وهو عضو في المجلس العسكري الاعلى الذي يشرف على الجيش السوري الحر قال ان المقاتلين الذين ليس لديهم ما يكفي من السلاح ويستخدمون البنادق والمورتر والمدافع الالية صامدون.

وأضاف أن معارك المشاة ما زالت مستمرة.

ولم يتسن على الفور التحقق من التقارير الواردة من حمص بسبب القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة على الاعلام في سوريا حيث يواجه الاسد أكبر تحد لحكمه المستمر منذ 11 عاما.

وقال نشطاء من حمص ان المدينة في حالة مزرية دون كهرباء أو خدمة هاتفية. كما أن امدادت المياه والوقود والطعام شحيحة.

وقال نشط في بيان “حمص منقطعة عن العالم الخارجي… الشهداء يدفنون في الحدائق والمتنزهات بسبب وجود قناصة للجيش مما يمنع نقلهم الى المقابر.”

وأضاف أن المستشفيات لا تعالج سوى أفراد الميليشيات الموالية للاسد بينما نفدت الادوية من المستشفيات الميدانية.

ومضى البيان يقول “الاطباء والممرضات الذين كانوا يعملون في المستشفيات الميدانية توقفوا عن العمل بسبب الهجوم على منشاتهم وتهديدهم بقتل أسرهم.”

وأبدت دول غربية وعربية التي دعت الاسد الى التنحي وانهاء العنف قلقا متزايدا على مصير المدنيين المحاصرين في حمص.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج “أشعر بقلق بالغ من تقارير عن أن نظام الاسد يتأهب لهجوم بري كامل على سكان حمص.”

وقال دبلوماسي بريطاني ان لندن سحبت كل العاملين الدبلوماسيين من سوريا وعلقت الخدمات في سفارتها بدمشق نتيجة تدهور الوضع الامني في البلاد.

وأصبحت روسيا طرفا محوريا في الدبلوماسية التي تهدف الى وقف العنف والتخفيف من محنة المدنيين المحاصرين داخل مناطق الصراع.

ودعت روسيا عنان لاجراء محادثات حول سوريا وقال مسؤولون كويتيون انها ستوفد وزير الخارجية سيرجي لافروف لمقابلة نظرائه بدول الخليج في الرياض الاسبوع المقبل.

وقادت المملكة العربية السعودية وقطر مطالب لتسليح قوات المعارضة السورية بعد حق النقض (الفيتو) الذي استخدمته كل من روسيا والصين ضد مسودة قرار في مجلس الامن التابع للامم المتحدة بشأن سوريا.

وقال المقدسي لقناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني “نرى اخوتنا العرب مثلا رئيس وزراء قطر.. والاخوة في السعودية يتناغمون مع تصريحات لايمن الظواهري لدعم تسليح الحراك في سوريا.” وكان الظواهري زعيم القاعدة قد حث العرب والمسلمين على دعم المعارضة المسلحة ضد نظام الاسد.

وقال البرلمان الكويتي الذي يهيمن عليه اسلاميون انه وافق على دعم الجيش السوري الحر وحث الحكومة الكويتية على قطع علاقاتها مع سوريا.

وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها الى اصدار قرار جديد في مجلس الامن حول سوريا قال مبعوثون غربيون انه سيركز على المشكلات الانسانية في محاولة للحصول على تأييد روسيا والصين لكنه سيلمح الى أن الاسد هو المسؤول عن الازمة وهو ما تعارضه موسكو.

وتقول الامم المتحدة ان قوات الامن الموالية للاسد قتلت اكثر من 7500 مدني منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار. وقالت الحكومة السورية في ديسمبر كانون الاول ان “ارهابيين مسلحين” قتلوا أكثر من ألفين من الجيش والشرطة خلال الاضطرابات.

من اليستير ليون

سوريا: مصير هرموش بين “لعبة تركيا” وغموض دمشق

تقرير: مصطفى العرب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — يبرز بتاريخ كل حراك شعبي لحظات مفصلية تحرك المياه الراكدة وقد يدفع أصحابها لاحقاً ثمن مواقفهم من داخل الثورات نفسها، من عملية القتل الغامضة للواء عبدالفتاح يونس بليبيا، إلى ظروف اختطاف ومن ثم اعتقال أول ضابط منشق بالجيش السوري، المقدم حسين هرموش.

فالضابط الذي ظهر بيونيو/حزيران الماضي في تركيا من مخيمات اللاجئين السوريين القادمين من مدينة جسر الشغور ليعلن انشقاقه عن النظام بسبب أعمال القتل وتأسيس حركة “الضباط الأحرار”، افتتح مرحلة الخروج من صفوف القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، في وقت كان فيه الحراك الشعبي بأمس الحاجة لتطور مماثل.

غير أن حادثة الاختفاء الغامض في تركيا، برفقة الناشط مصطفى قسوم – الذي كان الوجه الإعلامي المدني للاجئين- ومن ثم ظهوره على التلفزيون السوري بسبتمبر/ أيلول الماضي للإدلاء بـ”اعترافاته”، سببت وما تزال الكثير من الجدل حول طريقة “استدراجهما” خارج مخيمات بتركيا، ووصولهما إلى سجون المخابرات السورية.

وتتنوع الاتهامات حول القضية، فهناك من يشير لعملية استخباراتية سورية معقدة انتهت باعتقالهما، عبر استخدام مجموعات تنشط في الجانب التركي من منطقة المخيمات، خاصة بسبب الروابط السياسية والعائلية والدينية التي تربط تجمع بعض سكان محافظة “هاتاي” التركية بأركان النظام السوري.

إلا أن هناك على الجانب الآخر من يتحدث عن دور خفي لجهات تركية رسمية في الملف، إذ تؤكد أسرة هرموش وجهات مطلعة على قضيته بأنه غادر المخيم يوم اختفائه للقاء مسؤول أمني تركي يعرفه شخصيا بصفة رسمية، في وقت كانت فيه أنقرة تصعّد سياسياً ضد نظام الأسد وتفتح حدودها لتأمين اللاجئين.

جهات متابعة للقضية، طلبت من CNN بالعربية عدم ذكر اسمها، قالت إنها كانت تتواصل دائما مع شخصيات سياسية مقربة من مراكز القرار بأنقرة بعد اختفاء هرموش وقسوم، وقبل ظهور الأول على شاشة التلفزيون السوري، مشددة على أنها كانت في كل مرة تتلقى تطمينات بأنهما “في مأمن” ولن يتعرضا لسوء، قبل أن يتضح مكانهما الحقيقي.

وقد عاد الملف إلى الأضواء بقوة بعد إعلان وسائل إعلام تركية عن اعتقال عناصر أمنية مؤخراً بتهمة الضلوع بتسليم هرموش وقسوم، وإظهار صور لبعضهم عبر وسائل الإعلام، بالتزامن مع الحديث عن تحقيقات تجريها أنقرة مع قيادات بالمخابرات والأجهزة الأمنية التركية واعتقالات لأمنيين على صلة بـ”مؤامرات” ضد الحزب الحاكم.

وفي هذا السياق، اتصلت CNN بالعربية بـ”أم البراء” زوجة هرموش التي لجأت معه إلى تركيا برفقة أولادهما قبل أشهر، حيث قالت إن الأمن التركي استجوبها مؤخراً “لمجرد الاطلاع” على موقفها، ولكنه رفض تقديم معلومات حول تحقيقاته، كما رفض عرض الصور الخاصة بالمتهمين.

وأضافت: “أكدت لعناصر الأمن قدرتي على التعرف على الذين اختطفوا زوجي، غير أنهم لم يقدموا الصور، وعادت وسائل إعلام تركية لعرض بعض الصور، لكنها غطت الوجوه بحيث يستحيل التعرف على أصحابها.”

ورأت “أم البراء” أن الموضوع برمته “عبارة عن لعبة وليس هناك من شيء جدي” في قضية زوجها، واستغربت أن تنشر وسائل الإعلام التركية تفاصيل اختطاف هرموش وقسوم بصورة تتطابق مع شهادتها حول القضية، رغم التشكيك السابق بصحة ما أدلت به.

وأضافت: “ما يجري هو لعبة من الجانب التركي الذي سلم حسين هرموش ويقوم اليوم بالتلاعب في القضية خشية أن تتكشف الأمور أمام الإعلام يظهور بعض من هم على صلة بالقضية ليتحدثوا عنها.”

ولدى سؤالها عن إمكانية وجود دور لجهات معارضة بتسهيل تسليم زوجها قالت: “القضية أولا وآخراً من مسؤولية السلطات التركية، وهذه السلطات سبق لها أن ضايقت زوجي وطلبت منه توقيع وثيقة ترفع بموجبها مسؤوليتها عن سلامته وهذه كلها أمور اعتبرها زوجي مهينة له.”

وأضافت: “بالنسبة لإمكانية تعرضه لطعنة من جهات معارضة فكل الأمور ممكنة، ونحن في زمن يطعن فيه الأخ بأخيه، وأن لا أعرف الموقف من شخصيات المعارضة، غير أنني مصرة على وجود دور تركي لأن سلطاتها كانت تضيق على زوجي وتمنعه من الاتصال بأحد أو مغادرة المخيم، وراقبت حسابات الانترنت التي يستخدمها.”

واستبعدت “أم البراء” ضلوع شخصيات عسكرية منشقة أخرى في القضية، قائلة إن خلافات زوجها مع سائر الضباط الذين انشقوا عن الجيش، وبرزوا لاحقاً في الإطار الجديد الذي حمل اسم “الجش السوري الحر” كانت “عادية واقتصرت على اختلافات بوجهات النظر والآراء فقط.”

وتحدثت “أم البراء” عن ظروف نفسية صعبة يعيشها أبناء هرموش في تركيا، وخاصة نجلها الأكبر، وقالت إن كل المعلومات حول مصير زوجها، سواء ما يتعلق بسجنه أو إعدامه “مجرد أقاويل” لا يُعرف حقيقتها، وبدت عاتبة على قيادات “الجيش الحر” التي لم تتصل بها، رغم وجودها على بعد دقائق من مقرها.

من جانبه، قال المحامي التركي أورهان أوتش يلدز، الذي يتولى متابعة قضية هرموش وقسوم أمام القضاء التركي بتوكيل من عائلتيهما إن الملف “ما زال في مرحلة التحقيق ويخضع لمتابعة المدعي العام، وهو سري الطابع، ولا يوجد تفاصيل يمكن الإفصاح عنها حالياً.”

وحول الأخبار التي نقلتها وسائل الإعلام عن تفاصيل اختفاء هرموش وقسوم، قال أوتش يلدز: “هي روايات تستند لشائعات دارت بالمخيمات بعد اختفائهما العام الماضي، فمصدر المعلومات هو المخيمات نفسها، أما البيانات الرسمية فتظهر عند إعلان نتائج التحقيق الموجود لدى المدعي العام، الذي سيعلمنا بها فور حصول ذلك.”

وكشف أوتشيلدز عن لقاء جمعه قبل أيام بالمدعي العام المسؤول عن الملف، الذي أكد له اعتقال خمسة أشخاص على صلة بالقضية، كما أكد له صحة الصور التي عرضتها لهم وسائل الإعلام.

وأضاف المحامي التركي: “هناك شخص واحد من بين الموقوفين يعمل في جهاز أمني، ولديه مركز مرموق، فهو مسؤول بفرع المخابرات الخاصة بأمن المحافظة بأنطاكيا، أما من تبقى من الموقوفين، فهم من المدنيين، وما يمكنني قوله عنهم إنهم من الطائفة العلوية، وهناك ترجيحات بأن يكون المسؤول الأمني أيضاً من هذه الطائفة، ولكننا لم نتمكن من الحصول على معلومات دقيقة حول ذلك.”

وكشف المحامي، في حديثه لـCNN بالعربية، أن ظاهر الأمر يدل على وجود دوافع شخصية لدى المشتبه بهم، الذين نفذوا عمليتهم “لمصلحة مادية.”

ولكنه تابع بالقول، إن المدعي العام قال خلال الاجتماع معه إنه يحقق بإمكانية وجود دور مخابراتي، وأضاف:” يدور البحث حول إمكانية أن يكون للمخبرات التركية مصلحة فيما جرى.”

ونوه أوتش يلدز إلى أن الأدلة الموجودة بالملف حالياً تعتمد على اتصالات هاتفية أجراها المشتبه بهم مع هرموش وقسوم، وأضاف: “لا يوجد دليل آخر قوي، ولذلك فنحن بانتظار حصول تقدم مثل ظهور أحد المختفين للإدلاء بشهادته أو قدوم من ينوب عنه لفعل ذلك ليصار إلى تحويل الملف إلى القضاء، وإلا فإن القضاء قد يضطر للإفراج عنهم.”

وختم المحامي التركي بالقول: “لا يمكن الآن تحديد مواعيد قضائية للقضية لأنها ما زالت بمرحلة التحقيق وجمع الأدلة، وإذا حصل تطور، مثل ظهور حسين هرموش أو مصطفى قسوم أمام المدعي العام، فقد يفيد ذلك في رفع الدعوى للقضاء.”

وتؤكد الجهات المتابعة للقضية لـCNN بالعربية إنها ستواصل العمل على كافة الصعد لكشف حقيقة ما جرى لهرموش، وفاء لدوره المحوري كأول ضابط ينشق عن النظام السوري، ويقرر مواجهة النظام الذي تقول الأمم المتحدة إن عمليات القمع التي ينفذها منذ عام أدت لمقتل أكثر من 7500 شخص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى