صفحات الحوار

رياض سيف: السوريون ما عادوا يريدون تدخلاً أجنبياً

 

رياض سيف نائب سابق في البرلمان السوري. دخل سجون النظام أربع مرات. وهو ملهم “الائتلاف الوطني السوري”، الذي اعتُرف به كـ”ممثل شرعي” للشعب السوري من قبل أكثر من مئة دولة اجتمع ممثلوها مؤخراً في مراكش. هذا القيادي المعارض يحذر من لجوء النظام الى “إستخدام أسلحة تزداد تطوراً” في حال شعر باقتراب نهايته، وهو يؤكد أن الإسلاميين السوريين “معتدلين”. هنا نص مقابلة أجرتها معه صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية (14 كانون الأول 2012):

كيف ستحولون مكتسبات مؤتمر مراكش إلى نصر ضد نظام بشار الأسد؟

صار لدينا الكثير من الأمل بعدما حصلنا على هذا الاعتراف الدولي الواسع ونجحنا في توحيد مجموعاتنا المسلحة العاملة على الأرض. فبعدما التقينا وتوحدنا، ازدادت قوتنا. بفضل وحدتنا هذه، سوف يكون بوسعنا الحصول على سلاح نوعي مضاد للدبابات والطائرات. وخشية الغربيين من وقوع هذا السلاح بين أيادِ يصفونها بغير الأمينة هي خشية غير مبرّرة. من جهة أخرى فإن استخدام بشار الأسد لصواريخ سكود هو اعتراف بالضعف الذي أصابه. فالأرجح ان النظام قد يصل الى حدّ العجز التام عن استخدام الطائرات. انه في طريقه الى التلاشي. وكلما تلاشى، كلما أُرغم على استخدام أسلحة أكثر تطوراً.

حتى ضد دمشق؟

نعم، هو اضطر لسحب قواته العسكرية من الشمال ومن المناطق الأخرى من أجل الدفاع عن العاصمة. ولكن جبهته الجنوبية قد تكون هي العرضة للهجمات. لقد اقتربت ساعة النصر. حتى حلفاؤه الروس يبدو أنهم لاحظوا تقهقره.

لهذا السبب لم تعودوا تطالبون بتدخل عسكري خارجي؟

السوريون ما عادوا يريدون تدخلا خارجياً. هم يعتقدون بأن شروط النصر على وشك أن تتحقّق. كل ما نطلبه هو إقامة منطقة حظر جوي وسلاح نوعي ضد الدبابات والطائرات.

المعارضة السورية ترفض توضيح علاقتها بـ”جبهة النصرة”، تلك المجموعة التي وضعها الأميركيون مؤخراً على لائحة المنظمات الإرهابية. ألا تلعبون بالنار؟

الائتلاف الوطني يعارض كل الأعمال الارهابية. ولكن يجب أن لا ننسى أن النظام، ومنذ بداية الثورة، ارتكب جرائم مروعة، اتهم معارضين بتنفيذها.

عندما دخلتُ السجن، التقيتُ بأشخاص قالوا لي بأنهم تكلموا في شرائط الفيديو، التي “اعترفوا فيها بارتكاب هذه الجرائم”. اذا كان هناك من تطرف في صفوفنا، فهو محدود للغاية. لا يجب أن ننسى أن النظام قتل خمسين ألف سوري وانه ارتكب مجازر. وعلى الرغم من كل البشاعات، فانه لا دليل حتى الآن على ان “جبهة النصرة” منظمة إرهابية. فمعظم أعضائها ينفذون الأوامر التي يتلقونها وهم لا يؤذون احدا. على كل حال، فان الاسلاميين السوريين معروفين باعتدالهم. ولكن النظام استخدم من البداية الطائفة العلوية ليحمي نفسه، ما خلق شعورا بالاستياء عند أبناء الطائفة السنّة ضد ابناء الطائفة العلوية.

في مراكش، بادر معز الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السوري، الى مدّ يده للعلويين، ولكنه لم يقل كلمة واحدة الى مئات العلويين الذين قتلوا في عقرب. هل بهذه الطريقة تدار عملية المصالحة؟

لم يرتكب السنّة مجازر ضد العلويين. ومن المرجح جداً أن يكون الشبيحة أنفسهم هم الذين ارتكبوا مجزرة عقرب. أعرف معز الخطيب منذ سنوات، وفلسفته تقوم على السلام بين جميع الطوائف.

هل تعتقد بأن بوادر انهيار النظام قد تدفعه إلى الانسحاب للجيب العلوي؟

هناك إجماع عالمي على رفض تقسيم المنطقة إلى دويلات. إن تقسيم سوريا خط أحمر واضح جداً. فالشعب السوري، وحتى غالبية العلويين، يرفضون هذا السيناريو رفضاً باتاً.

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى