أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 24 أيار 3014

100 يتيم سوري بضيافة افقر رئيس فماذا عن القادة العرب؟
اعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان رئيس الاوروجواي خوسيه موخيكا سوف يستضيف في بيته الصيفي 100 يتيم سوري ممن اجبرتهم الحرب الاهلية في بلدهم الى اللجوء الى الدول المجاورة.

وقالت المفوضية ان كل طفل سوف يرافقه شخص بالغ من ذويه.

وموخيكا افقر رئيس في العالم حيث يبلغ مرتبه الشهري 12 الف و500 دولار امريكي لكنه يحتفظ بنسبة 10 بالمائة منه فقط ويتبرع بالباقي للجمعيات الخيرية في بلاده.

ويقول إن المبلغ الذي يتركه لنفسه يكفيه ليعيش حياة كريمة، بل يجب أن يكفيه، خاصة أن العديد من أفراد شعبه يعيشون بأقل من ذلك بكثير، لذلك حصل على اعتراف دولي وعلى لقب “أفقر رئيس في العالم وأكثرهم سخاء”.

ويعيش موخيكا منذ توليه الرئاسة في شهر مارس/اذار 2010، في بيت ريفي بمزرعته، ويرفض العيش في القصر الرئاسي، كما أنه لا يتمتع بالحراسة المشددة كبقية رؤساء العالم.
وعرض في شتاء العام الماضي على المصالح الاجتماعية في حكومته استعمال بعض أجنحة القصر الرئاسي المعروف باسم “كاسا سواريث إي رييس” في العاصمة مونتفديو لتوفير المأوى للمشردين في حالة عدم كفاية المراكز الموجودة في العاصمة.

يذكر ان الولايات المتحدة استقبلت 31 لاجئا سوريا خلال عام 2013 ورفضت طلبات لجوء اكثر من 135 الفا من اللاجئين السوريين.

وقالت زوجة موخيكا ان هذه المبادرة تهدف الى حث المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته اتجاه الكارثة التي تعيشها سوريا.

وقالت ان الرئيس كان يفكر في البداية الطلب من مجلس النواب الموافقة على هذه المبادرة لكنه تجاوز ذلك واتخذ هذا القرار.

يذكر ان بلاده استقبلت ستة من سجناء معسكر جوانتانمو السابقين الذين افرجت عنهم الولايات المتحدة.

ويقول موخيكا أن السنوات التي قضاها في السجن صقلت طريقة تفكيره وقيمه، مشيرا إلى أنه ليس فقيرا بل انه شخص متقشف لا يحتاج الكثير للعيش وان من يعشق المال لا مكان له في السياسة.

وأضاف أنه يعيش في نفس المنزل ونفس الحي وبنفس الطريقة قبل توليه الرئاسة، مؤكدا بأن أغلبية الشعب الذي صوت له من الفقراء، لذلك فإنه يجب أن يعيش مثلهم ولا يحق له عيش حياة الترف مثل الأقلية.

سورية: المعارضة تطلق معركة ربط درعا بالقنيطرة
نيويورك – «الحياة» – لندن، دمشق – أ ف ب
واصل النظام السوري أمس توسيع نطاق سيطرته في مدينة حلب بعدما تمكن من فك الحصار المفروض منذ أكثر من سنة على سجنها المركزي. لكن الثوار أطلقوا، من جانبهم، هجوماً جديداً في جنوب البلاد بهدف توسيع مناطق سيطرتهم بين محافظتي درعا والقنيطرة، بعدما شن النظام في الأيام الماضية، هجوماً معاكساً لوقف تقدمهم في هذه المناطق التي تحوي مراكز عسكرية بالغة التحصين كانت تُعتبر من الدفاعات السورية الأساسية في أي مواجهة مع إسرائيل. (للمزيد)

وبعد ساعات مع إعلان «لواء المهاجرين والأنصار» بالاشتراك مع ألوية وكتائب مقاتلة بدء معركة «فزعة حوران» بهدف تحرير تل أم حوران وكتيبة الدبابات (الحجاجية) وحاجز المضخة، أفيد أن قوات المعارضة سيطرت «سيطرة كاملة» على هذه المنطقة الواقعة بين مدينتي نوى وجاسم في ريف درعا.

وبالتزامن مع هذه التطورات الميدانية، واصل النظام إقامة مهرجانات شعبية تأييداً لترشح الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة مدتها سبع سنوات في الانتخابات المقررة في 3 حزيران (يونيو) المقبل التي وصفتها المعارضة ودول عدة بأنها «مهزلة» كونها ستعيد في شكل شبه محتم الأسد إلى الرئاسة في بلد بات مفككاً بعد أكثر من ثلاث سنوات من الثورة الشعبية التي أدى قمع النظام لها إلى تحويلها إلى حرب أهلية.

وبعد ساعات من مقتل 21 شخصاً وجرح عشرات بقصف مدفعي قامت به المعارضة ضد تجمع لمؤيدي الأسد في حي المطار بمدينة درعا، نظّم النظام تجمعاً آخر مؤيداً للأسد في إحدى ضواحي دمشق.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن الهجوم الذي شنه المعارضون على تجمع مؤيدي الأسد في درعا «رسالة واضحة من المقاتلين للنظام، انه لا توجد منطقة آمنة تستطيع أن تنظم فيها انتخابات»، مشيراً الى أن «المقاتلين هددوا باستهداف التجمعات المؤيدة في مناطق عدة».

وتلقى هذه الانتخابات انتقادات واسعة حتى من «معارضة الداخل». وأعرب المعارض لؤي حسين، رئيس «تيار بناء الدولة»، عن خشية من أن تؤدي الانتخابات الى تعميق الانقسام في البلاد وزيادة «عنجهية» النظام. وقال لـ «فرانس برس» إن الأخير قد يعمد الى تقسيم السوريين «الى عرقين، عرق سوري هو المشارك في الانتخابات، وعرق إرهابي الذي لم يشارك».

وبالنسبة إلى التطورات الميدانية في حلب، وواصلت القوات النظامية الجمعة التقدم في محيط السجن المركزي. وقال مصدر أمني سوري لـ «فرانس برس» إن التقدم في محيط السجن يأتي «ضمن خطة الجيش لتوسيع عملياته لتأمين المنطقة بشكل كامل، وقطع الامدادات عن مقاتلي المعارضة». واضاف: «خلال فترة قريبة، سيكون الوضع اكثر راحة لمدينة حلب».

الا أن المتحدثة باسم مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان سيسيل بويي حذرت من «وجود خطر حقيقي على سلامة المعتقلين، لا سيما 53 معتقلاً سياسياً». وبحسب أرقام الامم المتحدة، يضم السجن 2500 معتقل، بينهم عدد كبير ممن اتموا محكومياتهم.

وفي نيويورك، عزز الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موقف الدول المنخرطة في إعداد مشروع قرار جديد في مجلس الأمن ينص على دخول المساعدات الإنسانية الى سورية عبر الحدود مع الدول المجاورة دون الحاجة الى موافقة الحكومة السورية. وقدّم إلى المجلس أساساً قوياً للتحرك نحو إصدار القرار الجديد من خلال تقرير أكد فيه أن مرور المساعدات من الدول المجاورة لا يمس بالسيادة السورية.

وفي الوقت نفسه حمّل بان المجلس جزءاً من مسؤولية عدم وصول المساعدات الإنسانية الى سورية تطبيقاً للقرار ٢١٣٩ وطلب من المجلس «درس خطوات عاجلة لضمان تطبيق» ذلك القرار.

وتبحث الدول الغربية والأردن عناصر مشروع قرار يعطي المنظمات الإنسانية صلاحية «إدخال المساعدات الى سورية من ٤ معابر حدودية جديدة، ٣ من تركيا وواحد من العراق، خاضعة لسيطرة المعارضة»، مما يفتح الطريق أمام هذه المنظمات لتجاوز عقدة إيصال المساعدات مباشرة الى المناطق المنكوبة دون الحاجة الى المرور عبر هيئات الحكومة السورية.

الأسد يعرب عن تقديره الدعم الروسي
دمشق – ا ف ب
أعرب الرئيس السوري بشار الاسد عن “تقديره” لدعم حليفته روسيا ولا سيما في “الحرب ضد الارهاب” وذلك خلال استقباله اليوم (السبت) مسؤولا روسيا كبيرا، وفق أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”.

وأشارت “سانا” إلى أن الرئيس السوري شدد على أهمية الدور الروسي في حماية الاستقرار في العالم والوقوف في وجه محاولات الغرب الهيمنة على دول المنطقة”، وأنه بحث مع الجانب الروسي التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني.

ويـأتي موقف الاسد بعد يومين من استخدام موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) لرفض مشروع قرار تقدّمت به القوى الغربية في مجلس الأمن الدولي يقضي بإحالة النزاع السوري على المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل طرفي النزاع، وقبل أقل من اسبوعين على الانتخابات الرئاسية التي من المتوقّع أن تبقيه في منصبه.

يذكر أنها المرة الرابعة منذ بدء النزاع في سوريا، التي تستخدم الدولتان حق النقض ضد قرارات تدين نظام الأسد.

رئيس الاركـان الروسي لا يستبعد تدخلاً عسكرياً غربياً في سوريا
(و ص ف، رويترز، أ ش أ)
قبل أقل من اسبوعين من الانتخابات الرئاسية في سوريا، قتل 21 شخصاً في قصف مقاتلين معارضين تجمعاً مؤيداً للرئيس بشار الاسد في مدينة درعا، فيما واصلت القوات النظامية تقدمها في محيط سجن حلب المركزي غداة فك الحصار عنه. ونشر ناشطون من المعارضة السورية شريط فيديو قالوا انه يظهر انتشار غاز الكلور في شوارع قرية كفرزيتا بريف حماه في لقطات هي الاولى من نوعها لما يصفونه بأنه حملة لاستخدام الأسلحة الكيميائية يقوم بها الأسد.
ولم يستبعد رئيس الاركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف، قيام الغرب بعملية عسكرية ضد نظام الأسد. ونقلت عنه وسائل إعلام روسية خلال المؤتمر الدولي الثالث للأمن في موسكو، أن النزاع السوري الداخلي “تحول حرباً للقوى الإسلامية الراديكالية القادمة من العالم أجمع تقريباً على دولة ذات سيادة، من دون استبعاد إجراء عملية عسكرية ضد نظام الأسد”.
ورأى أنه لإيجاد الظروف الضرورية لعملية كهذه، ينبغي القيام بحملة دعائية شاملة مبنية على قرار مجلس الأمن 2118 عن سوريا والذي “يبرر إجراء عملية عسكرية في حال حصول مشاكل في عملية التخلص من الأسلحة الكيميائية”. ولاحظ أنه في حال سقط النظام الحالي في سوريا، فإن الراديكاليين الإسلاميين سيأتون إلى السلطة وستتحول البلاد مركزاً لتصدير الإرهاب والتطرف، والسلاح، والمخدرات من الشرق الأوسط إلى أوروبا، وغيرها من المناطق في العالم.
وأشار إلى أن الوضع في سوريا يختلف عن السيناريو الليبي، “فالاستعمال العلني للقوة من الدول التي تساند المعارضة لم يجر بعد”، و”الرهان هنا على التدفق الذي لا ينضب من المرتزقة الأجانب والمقاتلين الراديكاليين، وعلى توريد الأسلحة الى القوات المعارضة للحكومة”. وخلص الى ان سوريا حالياً بحسب تقويمه للأحداث “ميدان لتحضير الإرهاب والمقاتلين، ليس فقط من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بل من البلدان الأوروبية المزدهرة”.
وجدد وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف رفض بلاده التدخل الخارجي في سوريا ومحاولة فرض قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وقال في كلمة له أمام المؤتمر الدولي للأمن المنعقد حاليا في موسكو نقلتها قناة “روسيا اليوم”، إن روسيا ترحب بخطوات المصالحة الداخلية في سوريا كما جرى في حمص، لافتاً إلى أن مجموعة الثمانية تعهدت مساعدة سوريا في محاربة الإرهاب.

خطة لمنع تقدم الجيش السوري في حلب
استنفار في “غرفة عمليات انطاكيا”
محمد بلوط
بدأت الأجهزة الأمنية الغربية دراسة خطة استباقية لمواجهة تقدم الجيش السوري في الشمال، بعد استعادته سجن حلب المركزي.
وقالت مصادر عربية في باريس، لـ”السفير”، إن اجتماعاً مركزياً لمسؤولي الاستخبارات الفرنسية والأميركية والبريطانية والسعودية والقطرية سيعقد مطلع الأسبوع المقبل في مدينة إنطاكيا، لدراسة خيارات الرد على تقدم الجيش السوري في الشمال، من فتح جبهات جديدة لتأخير تقدمه في أحياء حلب الشرقية، أو التسريع ببناء خط دفاع جديد في الريف الحلبي، ورفع مستوى التسليح لمساعدة الجماعات “الجهادية” على احتواء هجمات الجيش السوري في الشمال.
وكان الاجتماع العسكري – الأمني مقرراً نهاية الأسبوع المقبل، لمتابعة دراسة إعادة الهيكلة الجارية داخل المعارضة السورية المسلحة، وتنظيم صفوف من وقعوا الأسبوع الماضي من الفصائل “الجهادية” على “ميثاق الشرف الثوري”، بحضور ممثلين عنها يتابعون منذ العام الماضي التنسيق مع غرفة عمليات إنطاكيا الأمنية والعسكرية.
وكان القطريون نجحوا، في أيلول الماضي، بضم قيادة “أحرار الشام” إلى غرفة عمليات إنطاكيا، وممثلين عن “الجبهة الإسلامية” و”جبهة ثوار سوريا”، في اجتماع عقد في أنقرة، حضره وزير الخارجية القطري خالد العطية والسفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد، وبقية سفراء الدول في “النواة الصلبة لأصدقاء سوريا”، باستثناء مصر.
ويثير استرداد الجيش السوري لموقع السجن المركزي في حلب، مخاوف كبيرة في الأوساط الأمنية والعسكرية، الغربية والتركية والخليجية، من أن يؤدي إلى ضرب عملية توحيد الجماعات “الجهادية” في الشمال السوري، قبل أن يكتمل إنشاء “أركان” حقيقية بين هذه المجموعات لتفعيل الحرب في الشمال ضد الجيش السوري، الذي يتجه للسيطرة على ممر الإمداد الأخير للجماعات المقاتلة في شرق حلب، مع الريف الحلبي وتركيا. ومن المتوقع أن يكتمل الطوق الذي بدأ الجيش السوري يعمل على فرضه منذ عام تقريباً، على معاقل المعارضة في حلب الشرقية، بعد أن استعاد جزءاً واسعاً من الريف الشرقي، ويقف على تخوم الريف الشمالي في حيان وحريتان.
وإذا ما نجح قائد العمليات في حلب العقيد سهيل حسن بالاستفادة من ديناميكية الهجوم في المسلمية المحيطة بسجن حلب، وقطع طريق الكاستيلو الذي ما يزال رابط الأحياء الشرقية الأخير، بطرق الإمداد مع تركيا، فستواجه المعارضة المسلحة سيناريو مشابهاً لما انتهت إليه حمص، من حصار أفضى إلى تسوية أخرجت المسلحين من المدينة القديمة، بعد إنهاكهم بحصار طويل، تجنباً لخسائر كبيرة يفرضها أي هجوم واسع في شوارع حمص القديمة.
وكانت العمليات العسكرية في الشمال السوري أفضت إلى تجفيف البيئة الحاضنة للمعارضة السورية المسلحة التي نزح أبناؤها بالآلاف إلى اللاذقية وأريافها، وتركيا القريبة ومخيمات لواء الاسكندرون. وهو نزوح تفاقم مع الاقتتال الداخلي الذي تشهده منذ أكثر من ستة أشهر، بين جماعات “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” من جهة وبين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، وقد يتفاقم في الأسابيع المقبلة، إذا ما نجح “داعش” في استكمال السيطرة على دير الزور، ونقل المعركة إلى الريف الحلبي، كما يهدد “أميرها” في المنطقة أبو محمد العدناني، واضعاً خصومه من الجماعات “الجهادية” بين فكي كماشة، طرفها الآخر الجيش السوري.
وبينت المعارك حول سجن حلب المركزي، وتطهير الحزام الريفي حول حلب الشرقية، قدرة الجيش السوري على التقدم بسرعة في الريف الحلبي، وهي قدرة ستتضاعف إذا ما تواصل تجريد البيئة الحاضنة من سكانها، وتحويلها إلى منطقة اشتباك، تسمح للجيش السوري باستخدام مزاياه العسكرية، التي تؤمن له تفوقاً كبيراً من كثافة النيران، في مناطق تقل فيه الكتل الإسمنتية، كما في حلب الشرقية.
ويقول مصدر سوري معارض في باريس إن اجتماع أجهزة الاستخبارات في إنطاكيا، سيدرس احتمال فتح جبهة جديدة ضد الجيش السوري، لإشغاله في الشمال، ومنعه من التقدم في الأحياء الشرقية، أو إغلاق طرق الإمداد مع معاقل المعارضة فيها.
ويقول المصدر إن خيارات فتح جبهة جديدة تصطدم برفض الأردنيين أي محاولة لإشعال الجبهة الجنوبية في حوران والجولان، لا يمكن استيعاب ارتداداتها مع توسع “النصرة” في المنطقة، واستنفار الجيش السوري جزءاً كبيراً من الفرق المدرعة لاستعادة نوى والتلال المحيطة بها، وصولا إلى إغلاق منطقة الفصل في الجولان المحتل، التي تتحرك فيها فصائل المعارضة.
ومن دون مبادرة تركية جديدة في الشمال السوري فإنه لا توجد خيارات كبيرة أمام المعارضة المسلحة، لا سيما بعد فشل عملية اختراق ريف اللاذقية من كسب، وتشتت “غرفة عمليات أهل الشام”، التي قادتها الاستخبارات التركية طيلة ثلاثة أسابيع في غرب حلب ضد مقر الاستخبارات الجوية في حي الزهراء، وثغرة إمداد الجيش في جنوب المدينة نحو مطار النيرب وخناصر.
وتقول مصادر المعارضة السورية إن الأتراك يريدون تدعيم خط دفاع قوي في الريف الحلبي، استعداداً لحصار طويل لمعاقل المسلحين في حلب الشرقية، ومنعاً لتقدم الجيش السوري نحو المناطق المحاذية مع تركيا. ويقول المصدر إن فكرة إنشاء منطقة حظر جوي في الشمال السوري تعود إلى الطاولة، وقد حاول الأتراك طرحها مجدداً في اجتماع مجموعة “أصدقاء سوريا” في لندن الأسبوع الماضي، قبل أن يدخل الجيش السوري السجن المركزي، وقد يعودون إلى طرح هذا الخيار في اجتماع إنطاكيا الأمني الأسبوع المقبل.
وتواجه المعارضة السورية أسابيع من الخيارات الصعبة، إذا ما تراجعت قدرتها عن حماية موقعها الحلبي، بعد خسارة “عاصمتها” في حمص. ولا يوجد ما يشجع على التفاؤل مع خفض أصدقائهم الأشد حماسة، كالفرنسيين والأميركيين، سقف المساعدات والتوقعات.
ويقول مصدر من الوفد “الائتلافي”، الذي التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء الماضي، إن الرئيس الفرنسي فوجئ بموقف “الائتلافيين”، الذين ابلغوه أن الهدف المقبل والقريب لم يعد إسقاط النظام السوري، ولكن تحسين شروط التفاوض معه، عبر تحسين ميزان القوى.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال للوفد “الائتلافي” برئاسة احمد الجربا إن أسباب تقدم الجيش السوري، ليست الدعم الروسي والإيراني كما يقولون، ولكن التفاف الضباط والجنود السنة حول قيادتهم العسكرية.

مهاجرون من ‘داعش’: تائهون في سوريا
علاء وليد- الأناضول: تمكن مقاتلون من جبهة “النصرة” والجيش الحر، من أسر عدد من عناصر “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) خلال الاشتباكات الدائرة بين الطرفين في ريف محافظة دير الزور شرقي سوريا.
وفي تسجيلات مصورة بثها ناشطون مؤخراً، تضمنت مقابلات مع العناصر الأسرى (بينهم ثلاثة من “المهاجرين” إضافة إلى عنصرين من محافظة حلب شمالي سوريا)، اطلع عليها مراسل (الأناضول)، أكد الأسرى أنهم جاؤوا إلى دير الزور “نصرة للشعب السوري ولقتال الجيش النصيري”، في إشارة إلى جيش النظام.
وفي الوقت نفسه، نفى العنصران السوريان و”المهاجرون” الثلاثة (تونسي ومغربي وجزائري) بحسب ما عرفوا بجنسياتهم في المقابلات، علمهم بأن الطرف الذي يقاتلونه من “النصرة” أو الجيش الحر كونهم جاءوا إلى دير الزور للمرة الأولى ولا يعلمون أن ريفها الشرقي “محرر”، أي خارج عن سيطرة النظام.
وحمّل عناصر “النصرة”، بحسب ما عرفوا أنفسهم في التسجيلات، الأسيرين الحلبيين مسؤولية أكبر من “المهاجرين” الثلاثة، كون الأخيرين قد يكونوا لا يعرفون أن ريف دير الزور “محرر” منذ عامين.
و”المهاجرون” تسمية تشترك الفصائل الإسلامية المعارضة للنظام السوري و”داعش” في إطلاقها على عناصرها من غير السوريين.
وبدليل التسجيلات المذكورة يرى مراقبون لتطورات الأوضاع شرقي سوريا، أن هناك 3 سيناريوهات محتملة تواجه أسرى “داعش”، بحسب ما ذكروا لمراسل “الأناضول”.
أولها أن مقاتلي “داعش” الأسرى خشوا من عقاب جبهة النصرة والجيش الحر لهم، فنفوا علمهم بهوية الجهة التي يقاتلونها على الرغم من أنه لا يفصل بين الطرفين خلال المعارك سوى أمتار قليلة بدليل أسرهم أحياء.
وقالت “تنسيقية شباب الثورة السورية في دير الزور”، أكبر التنسيقيات الإعلامية المعارضة شرقي البلاد الجمعة، إن تنظيمي (داعش) و”النصرة” تبادلا إعدام عشرات الأسرى من الطرف الآخر في دير الزور، وذلك في بيان أصدرته، وصل “الأناضول” نسخة منه.
وتكررت خلال الفترة الماضية، عمليات الإعدام لأسرى كل طرف لدى الآخر، وتشمل تلك العمليات قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث وحرقها.
أما السيناريو الثاني فهو يشير إلى أن عناصر “داعش” مغيبين تماماً عما يجري حولهم نتيجة القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام، لدرجة أنهم لم يعلموا أن معظم مساحة دير الزور تحت سيطرة المعارضة منذ عامين، وأن النظام لا يتواجد سوى في مناطق محدودة في المدينة.
واعتقل التنظيم خلال الأشهر الماضية عشرات الناشطين الإعلاميين والصحفيين سواء من السوريين أو الأجانب كونه يعتبرهم “مرتدين”، بحسب معارضين سوريين، كما يرفض قياديو التنظيم أو عناصره التعاطي مع وسائل الإعلام ولا يظهروا في أي مقابلة أو يدلون بأي تصريح.
أما السيناريو الثالث فيدل على أن مقاتلي (داعش) يخضعون لـ”غسيل دماغ” وتجييش كبيرين لتوجيههم لقتال الحر والنصرة والجبهة الإسلامية على أساس أنهم “صحوات ومرتدين عن الدولة الإسلامية التي ينادي التنظيم بإقامتها”، خاصة أن أحد العناصر الأسرى عمره لا يتجاوز الـ17 عاماً ومن ريف محافظة حلب.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، بحسب المراقبين أنفسهم، أنه في حال كان السيناريو الأخير صحيحاً، فمن له مصلحة في زج مقاتلي “داعش” في معركة ضد قوات المعارضة على أساس ديني وإيديولوجي، خاصة أنهم كانوا قبل شهرين في مختلف مناطق محافظة دير الزور ويشتركون في الحواجز والتشكيلات الخاصة بالفصائل الإسلامية كالنصرة والجبهة الإسلامية، التي يحاربونها اليوم.
ومنذ نهاية العام الماضي، بدأ الجيش الحر وحلفاؤه من الفصائل الإسلامية كـ”النصرة” و”الجبهة الإسلامية” عملية عسكرية واسعة ضد “داعش” في مختلف مناطق البلاد، كونهم يتهمون التنظيم بتشويه صورة الثورة والتعامل مع النظام، ومؤخراً اعتبروا عناصره “خوارج”.
في الوقت الذي يعتبر “داعش” خصومه “صحوات” مشابهة للتي شكلت في العراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003، لقتال تنظيم القاعدة الذي يتبع “الدولة الإسلامية” فكره ومنهجه، على الرغم من الخلافات التي ظهرت مؤخراً مع زعيم التنظيم أيمن الظواهري على خلفية دخول (داعش) إلى سوريا بعد اندلاع الثورة فيها مارس/ آذار 2011.
وسقط في الاشتباكات التي تدور أعنفها منذ أسابيع في ريف محافظة دير الزور، مئات القتلى والجرحى من الطرفين بينهم قياديين فيهما، كما تم طرد “داعش” من معظم المناطق في شمال وشرقي البلاد.

تنسيقية معارضة: 90 قتيلاً من قوات النظام في محيط سجن حلب
علاء وليد- الأناضول: قالت تنسيقية سورية معارضة السبت، إن 90 عنصراً من قوات النظام والميليشيات التابعة لها، قتلوا في ثلاث عمليات “استشهادية” نفذها مقاتلو المعارضة في محيط سجن حلب المركزي شمالي سوريا.
وفي بيان أصدرته، ووصل مراسل (الأناضول) نسخة منه، قالت “الهيئة العامة للثورة للسورية”، وهي تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة، إن ثلاث عمليات “استشهادية” نفذها مقاتلو جبهة “النصرة”، في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة، في محيط سجن حلب المركزي الذي أعلنت قوات النظام السوري فك الحصار عنه قبل يومين بعد عام ونصف من حصار مقاتلي المعارضة له.
وأشارت الهيئة إلى أن نحو 90 قتيلاً سقطوا في التفجيرات الثلاثة، بينهم ضباط وعناصر من قوات النظام إضافة إلى عناصر من ميليشات حزب الله اللبناني و”عصائب أهل الحق” العراقي؛ اللتين تقاتلان إلى جانب النظام السوري.
وذكرت الهيئة أن دبابة وآلية محملة بمدفع من نوع “دوشكا” تابعتين لقوات النظام تم إعطابهما في التفجيرات الثلاثة.
ولم تبيّن الهيئة الإعلامية طريقة تنفيذ العمليات التي وصفتها بـ(الاستشهادية)، وما إذا كان تنفيذها تم بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون أو بأحزمة ناسفة يحملونها.
ولم يتسنّ التأكد مما ذكرته الهيئة من مصدر مستقل، كما لم يتسنّ الحصول على تعليق رسمي من النظام السوري حول الموضوع بسبب القيود التي يفرضها على وسائل الإعلام.
وأعلن النظام السوري، الخميس الماضي، عن تمكن قواته من فك الحصار عن سجن حلب المركزي بعد عام ونصف العام من حصار قوات المعارضة له، كون الأخيرة تقول إن النظام يستخدم السجن كثكنة عسكرية ويتخذ من 4500 سجيناً فيه دروعاً بشرية.
وشككت المعارضة السورية، على لسان قياديين فيها، بإعلان النظام فك الحصار على السجن، مؤكدة أنها تستمر في حصاره وتوجيه ضربات لقوات النظام داخله وفي محيطه.
وتسيطر قوات المعارضة على معظم المدن والبلدات الواقعة في ريف حلب الشمالي منذ أكثر من عام ونصف العام، في حين تتقاسم السيطرة على أحياء مدينة حلب مع قوات النظام.
وكانت حلب تعتبر العاصمة الاقتصادية لسوريا، قبل بدء الأزمة في البلاد مارس/ آذار 2011، فيما تعد حالياً أبرز معاقل المعارضة.

الأسد يقرر منع “الخيم الوطنية” بعد مقتل العشرات في درعا
دمشق- بيروت- (د ب أ)- (أ ف ب): أصدر الرئيس السوري بشار الأسد قرارا بمنع “الخيم الوطنية” الداعمة لترشيحه لانتخابات الرئاسة في جميع المناطق بشكل كلي، بعد مقتل عشرات بدرعا بسقوط قذائف على إحداها.
وذكر الموقع الإلكتروني (البعث ميديا) التابع لحزب البعث الحاكم أن الأمين القطري للحزب بشار الأسد أصدر “تعميماً بمنع التجمعات الاحتفالية تحت اسم خيمة وطن كليا”.
وأضاف أن التعميم صدر على خلفية مقتل وجرح العشرات في مدينة درعا بعد ظهر الخميس خلال وجودهم في “خيمة احتفالية” أقامها أحد الوجهاء المحليين، بعد سقوط قذائف هاون عليها.
ولفت إلى أن “الخيمة التي تم استهدافها في درعا لا علاقة لها بحزب البعث العربي الاشتراكي”.
وارتفعت حصيلة القتلى في مدينة درعا إلى 37 نتيجة قصف قام به مقاتلو المعارضة على تجمع انتخابي موال للرئيس بشار الأسد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “ارتفعت حصيلة القتلى في درعا إلى 37، وهم 19 مدنيا بينهم اربعة اطفال، و12 عنصرا من اللجان الشعبية الموالية للنظام، وستة جنود”.
وقتل هؤلاء في قصف بقذائف هاون مصدره مواقع لمقاتلي المعارضة استهدف مساء الخميس خيمة في حي المطار في مدينة درعا كانت تشهد تجمعا في اطار الحملة الانتخابية المؤيدة لوصول الرئيس السوري بشار الاسد الى سدة الرئاسة، وذلك قبل اسبوعين تقريبا من موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من حزيران/ يونيو.
وكانت حصيلة سابقة للمرصد اشارت إلى وقوع 21 قتيلا.
واوقع القصف الذي استهدف حيا تسيطر عليه القوات النظامية عددا كبيرا من الجرحى.
واتهمت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) “المجموعات الارهابية المسلحة” باستهداف “مواطنين مدنيين فى خيمة وطنية في مدينة درعا”.
ولا يوجد منافس فعلي للرئيس السوري الذي يتوقع أن يبقى في منصبه نتيجة الانتخابات التي اعتبرتها دول عدة داعمة للمعارضة “مهزلة”، فيما نددت بها الامم المتحدة.
وينقل الاعلام الرسمي السوري باستمرار اخبار “مهرجانات شعبية حاشدة” مرفقة بصور تتم في مناطق سورية عدة دعما للاسد. وستقتصر الانتخابات الرئاسية على المناطق التي يسيطر عليها النظام.

21 قتيلا في هجوم على تجمع مؤيد للأسد في درعا
مشروع قانون امريكي لتدريب وتسليح الجيش السوري الحر
لندن ـ واشنطن ‘القدس العربي’: قتل 21 شخصا على الاقل في قصف لمقاتلين معارضين على تجمع مؤيد للرئيس السوري بشار الاسد، فيما صوتت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قانون تمويل وزارة الدفاع الذي يشير أحد بنوده الى تسليح وتدريب المعارضة السورية.
وأتى الهجوم على التجمع الانتخابي في مدينة درعا (جنوب) ليل أمس الأول وهو الاول من نوعه ضد تجمع انتخابي موال للنظام، قبل اقل من اسبوعين من الانتخابات الرئاسية التي يتوقع ان تبقي الرئيس الاسد في موقعه.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني ‘استشهد 11 مدنيا بينهم طفل على الاقل وقتل 10 آخرون بينهم ستة من عناصر اللجان الشعبية (المسلحة الموالية للنظام)، وأربعة آخرون لا يعرف ما اذا كانوا من المدنيين او المسلحين (…) اثر استهداف كتيبة إسلامية ليل أول أمس بقذيفة هاون، خيمة انتخابية في حي المطار بمدينة درعا، ضمن الحملة الانتخابية المؤيدة لرئيس النظام السوري بشار الاسد’.
وادى الهجوم، الذي وقع في حي تسيطر عليه القوات النظامية، الى سقوط 30 جريحا على الاقل، بعضهم في حال خطرة، بحسب المرصد.
وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) من جهتها ان ‘المجموعات الارهابية المسلحة استهدفت مواطنين مدنيين فى خيمة وطنية في مدينة درعا، ما ادى الى استشهاد عدد من المواطنين واصابة اخرين’.
وأتى الهجوم في وقت يستعد النظام لاجراء الانتخابات الرئاسية في الثالث من حزيران/ يونيو، في المناطق التي يسيطر عليها. ويتوقع ان تبقي الانتخابات الاسد في منصبه لولاية ثالثة من سبع سنوات.
وانتقدت المعارضة ودول غربية داعمة لها، اجراء هذه الانتخابات، معتبرة انها ‘مهزلة’ و’غير شرعية’، في ظل النزاع الدامي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الهجوم ‘رسالة واضحة من المقاتلين للنظام انه لا يوجد منطقة آمنة تستطيع ان تنظم فيها انتخابات’، مشيرا الى ان ‘المقاتلين هددوا باستهداف التجمعات المؤيدة في مناطق عدة’.
وأتى الهجوم بعد ساعات من تمكن القوات النظامية، مدعومة بعناصر من الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني، من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة منذ نيسان/ ابريل 2013 على سجن حلب المركزي، عند المدخل الشمالي لكبرى مدن شمال سوريا.
ووصفت مصادر المعارضة السورية في واشنطن فك النظام السوري الحصار عن سجن حلب واتجاهه لتطويق المدينة بالتطور ‘الخطير’، وربطت بين هجوم قوات النظام وخروج تنظيم ‘داعش’ منها بعد معارك مع الجيش الحرّ، وحذرت مصادر المعارضة من قيام تنظيم ‘داعش’ بتسليم ‘منبج’ لقوات النظام مما يمكن النظام السوري من السيطرة على المدينة وعلى مفترق طرق استراتيجي ويفصل منطقة الحسكة عن حلب وادلب في الغرب.
وتستعجل المعارضة السورية المساعدات العسكرية الضرورية وتقول إنها تحصل على أسلحة فردية، لكن وصول الذخيرة للجيش الحرّ في جبهات القتال يتأخّر، ولا أحد يعلم لماذا يُغلق الأتراك البوابات الحدودية التي تسيطر عليها المعارضة.
وقالت مصادر المعارضة انه رغم إبداء الرئيس الأمريكي باراك أوباما التزاماً تجاهها خلال لقائه أحمد الجربا ووفد الائتلاف في البيت الأبيض، لكن الإدارة الأمريكية لم تبدأ حتى الآن أي تحرّك لتحويل هذا الموقف إلى سلاح أو تدريب أو ذخيرة.
وقد بدأت المعارضة السورية باتباع استراتيجية جديدة مبنية على استمالة زعماء الكونغرس الاميركي للضغط على الإدارة الامريكية وهذا ما بدأه الجربا خلال زيارته لواشنطن. وفي أول مؤشّر على نجاح هذا المسعى صوّتت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قانون تمويل وزارة الدفاع الأمريكية ويشير في بنوده الى تسليح وتدريب المعارضة السورية ‘المعروفة’ من قبل الأمريكيين.
وإذا أقر الكونغرس الامريكي بمجلسيه القانون، فسيكون هذا انتصاراً كبيراً للمعارضة، فهناك أعضاء في الكونغرس ملتزمون بطلب تقديم مساعدات وتدريب المعارضة السورية، ومن بين الأعضاء الملتزمين كارل ليفن وجون ماكين وماركو روبيو وايد رويس، لكن سيكون الأهم منهم أعضاء ديموقراطيين مثل رئيسة لجنة الاستخبارات دايان فاينستين ورئيسة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي.
النائبتان الديمقراطيتان تمثلان ولاية كاليفورنيا، وهناك ضغط من قبل الجالية الأرمنية في الولاية عليهما لمنع أي مساعدة عن المعارضة متهمة الائتلاف والجيش الحرّ بالتحالف مع الجماعات الارهابية المتطرفة، لكن تغييراً ايجابياً طرأ على موقف السيدتين بعد زيارة وفد الائتلاف الذي أعلن نبذ التطرف والارهاب.

سجينة في ‘حلب المركزي’ عمرها 5 سنوات
لندن ـ ‘القدس العربي’: نشر شادي حلوة مراسل تلفزيون النظام السوري في حلب صورة لطفلة صغيرة يتراوح عمرها بين الخمس والست سنوات ‘سجينة ‘ داخل سجن حلب المركزي.
وأثارت الصورة جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، واستنكرت الصفحات والشبكات المعارضة وجود هذه الطفلة خلف القضبان، في الوقت الذي ساد فيه الصمت على وسائل الإعلام والصفحات المؤيدة.
وبالنظر إلى عمر الطفلة التقريبي (5 – 6 سنوات) فإن وجودها في السجن يعود إلى ما قبل الحصار الذي بدأ قبل حوالي ثلاثة عشر شهراً، أي أنها سجينة منذ أن كان السجن تحت سيطرة النظام بشكل كامل.
وتعرّضت منظمة الهلال الأحمر السوري للانتقاد لعدم ذكرها وجود الطفلة داخل السجن الذي شهد أقسى أنواع الحصار والمعارك.
جدير بالذكر أن مسؤولين عديدين للنظام ومنهم مندوبه للأمم المتحدة بشار الجعفري، أكدوا خلو السجون السورية من الأطفال.

كوفي أنان يعترف بتخلي المجتمع الدولي عن السوريين ونادم على عدم قدرته وقف غزو العراق
إبراهيم درويش
لندن ‘القدس العربي’: قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة ومبعوثها لاحقا لسوريا كوفي أنان إن الشعب السوري يدفع ثمن حرب بالوكالة تخوضها القوى الإقليمية على أرض بلاده. وتحدث أنان الذي سيصدر له كتاب جديد يضم خطاباته في الأمم المتحدة عن آثار التردد الدولي في التدخل في عدد من مناطق العالم وكيف أن هذا التردد يعرقل خطوات التوصل لسلام. وقال أنان في حديث خاص له مع صحيفة ‘الغارديان’ إن العالم تخلى عن الشعب السوري وسمح بوفاة عشرات الالاف منهم بسبب الحرب بالوكالة التي تخوضها القوى هذه على أرضه بدلا من القيام بمحاولات ووقف نزيف الدم الذي تعيشه سوريا منذ أكثر من 3 أعوام.
وقدم أنان تقييما قاتما للدور الدولي في سوريا وجنوب السودان وجمهورية وسط إفريقيا وأوكرانيا ونيجيريا. ويرى أنان أن المجتمع الدولي يبدو غير قادر على التركيز إلا على أزمة واحدة وعلى ما يبدو يكره التدخل العسكري. وكان أنان قد استقال من مهمة المبعوث الدولي الخاص لسوريا في آب/ أغسطس 2012 بعد أن وصف مهمته ‘بالمهمة المستحيلة’ بسبب تزايد مظاهر العسكرة وعدم اتفاق القوى الدولية فيما بينها.

لا يريدون التعاون
وقال الدبلوماسي الغاني الذي عمل أمينا عاما للأمم المتحدة في الفترة ما بين 1997- 2006 بأن عدم رغبة وقدرة القوى الإقليمية السعودية، إيران وتركيا على التعاون والعمل مع مجلس الأمن الدولي بشأن ‘الحرب بالوكالة’ التي تديرها كل من السعودية وإيران فيما بينهما أثرت على جهود البحث عن السلام ‘ يمكن للأمم المتحدة أن تكون قوية، كما يريدها المجتمع الدولي وهذا يعني توفير المصادر لها إن أرادوها قويةـ وعليهم اتخاذ القرارات ومتابعتها حتى النهاية’ أي المجتمع الدولي.
وأضاف ‘ألفنا الحديث عن الحرب بالوكالة التي تمولها وتشجعها كل من الولايات المتحدة وروسياـ ولكننا نشاهد الآن حربا بالوكالة تأخذ مكانها وتخوضها القوى الإقليمية، وكلما التفت حولي وجدت دولا تخشى من دول المنطقة أكثر من خوفها من الدول العظمى لان هذه الدول بعيدة- أي ليست مشتركة بشكل واسع- ويمكن أن تلعب القوى الإقليمية دورا معوقا في أي بلد إن أرادت فعله’.

لا يريدون التدخل
ومع أن أنان أكد أن التدخل العسكري ليس الحل لكل نزاع داخلي بما فيها سوريا إلا أنه قال أن دولا معينة باتت مترددة وتكره التدخل الداخلي. ورغم الحروب الدموية التي شنت في العراق وأفغانستان فقد توصلت عدة دول أن مهمة حفظ السلام وقوات تابعة للأمم المتحدة يجب أن تكون خالية من المخاطر ‘فعندما تتدخل في وضع مثل سوريا لا تجد دولة تريد الذهاب إلى هناك’، و ‘لم أر جيوشا تصطف وتقول ‘نريد التطوع والذهاب إلى هناك’ فيما تقول شعوب هذه الجيوش خاصة الولايات المتحدة- لا نريد مغامرات عسكرية جديدة’، وعليه فأي تدخل ‘سيكون بدون قوة عسكرية’.
وأضاف أنان أن المشكلة هي فشل الجهود الدبلوماسية والسياسية لحل الأزمة السورية ‘ فقد تعوقت الحلول بسبب الإنقسام على المستوى الوطني والأقليمي وفي مجلس الأمن’، مما يعني ‘أننا تخلينا عن الشعب السوري، ونحن منقسمون نشير إلى بعضنا بأصابع الإتهام، فيما يدفعون هم الثمن’.
ويقول أنان إن الوضع الحالي يذكره بالأوضاع التي مر بها العالم في منتصف التسعينات من القرن الماضي عندما اندلع العنف في الصومال، ويوغسلافيا السابقة ورواندا. فقد قررت الولايات المتحدة سحب قواتها من الصومال بعد مقتل 18 من المارينز في أثناء عملية دعمتها الأمم المتحدة لإلقاء القبض على أمير الحرب في مقديشو محمد فرح عيديد، وقد أسهم هذا في تردد المجتمع الدولي وسط مذابح وعمليات إبادة تحدث ‘فقرار الولايات المتحدة الإنسحاب وكل القوى الغربية، وكان موقفها قويا، وبهذا المعنى، انهارت العملية في الصومال، ومع انسحابهم بدأت أزمة رواندا، وعليه فإن كنت تهرب من المخاطر في الصومال فإنك لن تخاطر وتسرع بالذهاب لرواندا، ولم يكن هناك من يرغب في الذهاب، عليه كنا نواجه مشاكل في يوغسلافيا ورواندا والصومال ثم جاءت كوسوفو’.

الأبعاد الإقليمية
ويعتقد أنان أن المشاكل الحالية مثل سوريا تعقدت بسبب البعد الإقليمي، ‘فجمهورية وسط إفريقيا قريبة من جمهورية الكونغو الديمقراطية والتي تعاني من مشكلة حقيقية وهناك بالطبع جنوب السودان والسودان’، ‘ولديك أوكرانيا التي تعتبر مشكلة خطيرة’.
وكان خلف أنان في مهمة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي قد استقال هذا الشهر من منصبه بعد اعترافه بالفشل في تحقيق تقدم ووقف الحرب السورية معتذرا للشعب السوري، وعلى خلاف أنان الذي لم يمض سوى أشهرا، استمر الإبراهيمي في مهمته عامين.
وفي كل الأزمات التي يمر بها العالم فعدم جدية الدول الكبرى وضعف الأمم المتحدة والعامل الإقليمي يعقد من فرص الحل، فقد حذر هذا الشهر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من مخاطر أزمة في جنوب السودان حيث قال إن نصف سكان هذا البلد الجديد 12 مليون نسمة- إما سيتحولون لمشردين في بلادهم أو في دول الجوار أو سيموتون بنهاية هذا العام. أما العنف الذي مارسته الميليشيات المسيحية المسلحة ضد المسلمين فقد تركت مئات الآلأف منهم مشردين وهناك 2.2 مليون بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة.
ويرى أنه بعيدا عن الأبعاد الإقليمية في كل صراع فهناك مشكلة لتركيز انتباه العالم على كل مشكلة ‘تشعر أحيانا أن المجتمع الدولى وحتى القوى العظمى لا تستطيع التركيز إلا على أزمة واحدة’، ‘فقد تحركنا من سوريا لأوكرانيا، أنظر كيف أن التركيز على اوكرانيا قد غطى على ما يجري في سوريا ومناطق أخرى من العالم، والأزمة الوحيدة التي استطاعت الحصول على الانتباه وكسرت تسيد اوكرانيا للمشهد هي نيجيريا’.
ويعتقد أنان أن الأزمة في نيجيريا مثلها في سوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان لها تداعيات اقليمية وتؤثر على الحدود مما يعني ضرورة التعاون الدولي والإقليمي من أجل مكافحة جماعة بوكو حرام التي قامت في منتصف نيسان/ إبريل باختطاف 200 فتاة من مدارسهن في شمال البلاد.
ويقول أنان إن الرد على نيجيريا كان يجب أن يحدث مبكرا وليس ردا على بوكو حرام ولكن على اختطاف البنات’ مشيرا إلى ان كل شخص صحا وتنبه للخطر بعد 3 أسابيع. ويضيف أن مشكلة بوكو حرام دولية لأن الحركة لا تعمل في نيجيريا فقط بل في الكاميرون والنيجر.

نجاح وندم
وفي نهاية اللقاء يقول إن عمله في الأمم المتحدة لمدة عقد من الزمان قاده لتحقيق إنجازات وأهم ما يفتخر به هو قيادته للحملة الدولية ضد الفقر من خلال مشروع أهداف الألفية ودوره في دفع الدول للقبول بتحمل المسؤولية لحماية أبنائها من التعرض للإبادة وجرائم الحرب والتطهير العرقي وجرائم ضد الإنسانية. أما ما يندم عليه فهو فشله في منع غزو العراق ومقتل 23 من موظفي الأمم المتحدة في تفجير شاحنة على مقر الأمم المنظمة في بغداد.
‘لقد فقدنا زملاء رائعين في بغداد ذهبوا إلى هناك للمساعدة ولكنهم قتلوا في التفجير’ و ‘ تجربة بغداد، هي الفشل في وقف الحرب التي كنا نعرف أنها ستؤدي لمشاكل وهذا ما حصل، وأدت لتقسيم المنظمة الدولية، ولم يصوت المجلس عليها ولكنه فشل في وقفها ولا نزال نعيش آثارها’. وتواجه الولايات المتحدة تحديدا تحديات في سوريا جراء الموقف المتردد للرئيس باراك أوباماا، حيث يحذر المسؤولون الأمنيون كما كشف موقع ‘ديلي بيست’ قبل أيام عن وجود 100 جهادي أمريكي يقاتلون هناك عاد بعضهم وهم تحت المراقبة .
قانون سبتمبر 2001

وفي هذا السياق قال بوب كوركر، النائب الجمهوري عن ولاية تينسي وعضو لجنة الشؤون الخارجية إن هناك حاجة لقيام الكونغرس بتعديل قانون 9 تشرين الثاني/ نوفمبر حول تشريع استخدام القوة. وجاء فيه ‘بعد اسبوع من هجمات 9 تشرين الثاني/ نوفمبر منح الكونغرس الرئيس ‘استخدام كل القوة الضرورية والمناسبة ضد تلك الدول والمنظمات والأشخاص الذي يرى أنهم خططوا هجمات11 إيلول/ سبتمبر 2001′.
وبعد 12 عاما ‘لا يزال الرئيس يعتمد على هذا التشريع الذي لا يتجاوز 60 كلمة لمحاربة المنظمات الإرهابية حول العالم’. وأشار النائب إلى النقاش الذي عقدته لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس حول الموضوع وهي خطوة أولى لتأكيد دور الكونغرس ومراقبته على القضية والتي تغيرت طبيعتها من ملاحقة زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
ويشير الكاتب هنا إلى التقرير الذي صدر قبل فترة عن وزارة الخارجية والذي تحدث عن تراجع دور القيادة المركزية للقاعدة وتزايد دور الفروع الأخرى التي تتبع لها أو تستلهم أيديولوجيتها والتي أسهمت بنسبة 43 % من الهجمات الإرهابية العالمية التي حدثت عام 2013. ويعتقد كوركر أن الجماعات الإرهابية قد تستلهم أفكار القاعدة ولكنها تطورت بطريقة لم تعد الأرضية القانونية التي تقيم عليها الإدارة الأمريكية مبرراتها لاستخدام طائرات بدون طيار (درون) قديمة وعفا عليها الزمن.
ويشير الكاتب تحديدا إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام والتي أعلن أيمن الظواهري زعيم القاعدة عن طردها من التنظيم وهو ما دعا المحامون التابعون للإدارة المساءلة إن كان قانون9 تشرين الثاني/ نوفمبر لا يزال صالحا لملاحقة هذا التنظيم كونه أصبح خارج القاعدة، وفيما إن كان ‘الرئيس لا يزال يملك السلطة لاستهدافه، وبكلمات أخرى، هناك شك مشروع حول قدرة الرئيس اتخاذ القرارات الضرورية ضد أخطر تنظيم إرهابي في سوريا، في نزاع جذب أكثر من 7.000 مقاتل أجنبي من 50 دولة بعضهم لديه طموحات لتوجيه ضربات للولايات المتحدة.
وقد جاء هذا بعد شهادة لمارتن ديمبسي، رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي والذي اعترف أن الإرهابيون الذي قتلوا أربعة أمريكيين في بنغازي يشملهم القرار الحالي’. ويعتقد الكاتب مع ذلك أن بنغازي وغيره يقترح محدودية سلطات قانون إيلول/ سبتمبر 2001 ( منح السلطات لاستخدام القوة العسكرية) مما يقيد يد الرئيس ويجعله رهن تفسيرات نحوية وبلاغية. ويرى كوركر أن كلا من إدارتي بوش وأباوما توسعتا في استخدام الصلاحية حيث طال جماعات لا علاقة لها بهجمات مركز التجارة العالمي والبنتاغون.

قد يلغى
ونظرا لوعي إدارة أوباما بمحددات هذا القانون فقد ألمحت إلى إمكانية انتهاء صلاحية هذا القانون بنهاية العمليات العسكرية في أفغانستان وبداية انسحاب القوات الأمريكية منها. ولكن الإدارة لم تقدم أية تفسيرات قانونية حول الكيفية التي ستواصل فيها عمليات مكافحة الإرهاب في الصومال واليمن كما لم تقدم تفاصيل حول معتقلي غوانتانامو. وفي ضوء هذه القيود القانونية المعقدة رحب الكاتب بخطاب أوباما في أيار/ مايو 2013 الذي تحدث فيه عن التحول الذي طرأ على التهديد وهو مختلف عن ذلك ‘الذي جاء لشواطئنا في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر ‘ وتعهد بالعمل مع الكونغرس لمراجعة قرار عمره 12 عاما.
ومع ذلك يقول النائب إن الرئيس فشل حتى الأن بالعمل مع الكونغرس حول الموضوع. وقال محاميان من كبار فريقه القانوني أنهما كلفا للعمل مع النواب حول الموضوع ولكنهما رفضا مناقشته لاحقا. ولم تقل الإدارة إن كان الرئيس يعترف بحدود صلاحيته بناء على القانون وما هي الجماعات التي يغطيها وتلك التي لا يشملها.
وبدلا من ذلك فقد عرضت الإدارة بعض الدعم لإلغاء قانون استخدام القوة في العراق عام 2002 و ‘هذا لا يتصدى للتحديات المهمة التي تواجهنا في الصراع المتطور ضد القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى’.
وتحتاج الولايات المتحدة كما يرى الكاتب إلى نقاش جدي ونقدي يستجيب لمطالب الأمن القومي الأمريكي ويعكس القيم والقوانين الأمريكية ويحترم سلطات الرئيس. وهناك حاجة كما يقول الكاتب لتقليل صلاحيات الرئيس وقرار واسع يعطي الكونغرس صلاحية لمراقبة قرارات الرئيس والقدرة على إعادة النظر بالقانون مما يسمح بإضافة منظمات جديدة لم تشترك في هجمات إيلول/ سبتمبر والتي تهدد مصالح الولايات المتحدة.
وبدون مراقبة من الكونغرس فسيواصل الرئيس ممارسة سلطات واسعة بدون قيد والرئيس القادم سيفعل الأمر نفسه.
وكذا ستواصل الجماعات الإرهابية توسيع مدى عملها وتهديدها، وحتى يتم التغيير لا بد من تعاون الحزبين في الكونغرس، يدعو كوركر.

نظام دمشق يستخدم الأطفال في الدعاية الإنتخابية للأسد
منار عبد الرزاق
الشمال السوري ـ ‘القدس العربي’ في إطار الحملة الانتخابية التي يقوم بها الأسد ‘من أجل تبوؤ مقعد الرئاسة في جمهورية ‘الأسد’ كما يحب أن يُسميها معارضون لنظامه، يُسخرُ نظام دمشق كل إمكانيات الدولة لخدمة المرشح الرئيس في تلك الانتخابات والّتي من المقرر أن
تجري في الثالث من الشّهر المقبل، ومن تلك الإمكانيات تسخير أطفال منظمة طلائع البعث في تلك الحملة الانتخابية من خلال إقامة الحفلات والمسيرات والمهرجانات.
وتقول المدرسة ‘ملك، م’ من مدينة حلب شمالي البلاد لـ’القدس العربي’ إنّ تعميماً صدر عن وزارة التربية في البلاد بضرورة اقامة المهرجانات في جميع المدارس، والتركيز على صور الأطفال فيها وهم يحملون لافتات تظهر محبة ‘الأسد’ بالإضافة لرسومات على وجوههم تعبر عن ولائهم لقائد البلاد.
وتشير ‘ملك’ ‘إلى أنّ المهرجانات وحلقات الدبكة غلبت على وسائل التعليم والدروس في تلك المدارس من خلال إقامة المهرجانات المتعاقبة، الّتي تبرز محبة الأطفال للأسد، وعقد حلقات الدبكة من خلال حضور رسمي دائم فيها.
وتُشبه ‘ملك’ المدارس في المدينة بالمسارح ودور الثقافة في البلاد خلال فترة المهرجانات، حيث لا يخلو يوم من أيام الاسبوع من مهرجانات المديح للقائد ‘بشار’ وغزل القصائد وإقامة معارض الرسوم الّتي تُعبر عن محبة أولئك الأطفال للقائد ‘الأسد’.
ويُعرف عن منظمة ‘طلائع البعث’ الانتماء للأسد، ويغلب على المناهج التعليمية في المرحلة التعليمية الأولى، التعريف بالقائد ‘الأسد’ وتعديد انجازاته في مختلف المجالات، وترسيخ منهجه الأوحد، في شخص ‘الأسد’ من خلال تعليم الأطفال
في تلك المدّارس أنّ الفلاح والرياضي والمهندس والدكتور، ..إلخ؛ الأوحد في البلاد هو ‘بشار’.

حملة جيش النظام على حوران: استعداد للانتخابات ولـ”الأسد المتأهّب”
تحليل إخباري ــ عدنان عبد الرزاق
فتح جيش النظام السوري والميليشيات المساندة له، جبهات عدة متزامنة، وهو ما دفع البعض إلى طرح سؤال حول مغزى “الحكمة العسكرية” التي تقف خلف هذا القرار، نظراً لما لذلك “التشتّت” من إنهاك للجيش المنهك أصلاً، بعد نحو عامين من المعارك اليومية المستمرة، وهو ما أدّى إلى فقدانه أكثر من 60 ألفاً بين جندي وممّا يُعرَف بـ”الشبيحة”، بأقل تقدير. ففي ظل احتدام القتال في الجبهة الشمالية، واسترجاع السجن المركزي في حلب، يوم الخميس، زحف الجيش جنوباً باتجاه حوران، ليفتح جبهات عدة في درعا، بالقرب من الحدود السورية ـ الأردنية.

ويتساءل كثيرون عمّا إذا كانت خصوصية وأهمية جنوب ومدخل العاصمة، مبعث شرارة الثورة، هي ما تبرّر لنظام الرئيس بشار الأسد توسيع حربه، مستفيداً من الصمت الدولي، ومستغلاً “الفيتو المزدوج” الروسي ـ الصيني المتكرر، ليزيد إلى حملته الانتخابية إعلاناً آخراً عن أنه سيسعى “لاستعادة السيطرة على كامل سورية”.

وقد تكون أبرز دوافع النظام لفتح “معركة حوران”، التي انطلقت الجمعة، هي قطع الطريق إلى دمشق من جهة الجنوب، ومحاولة الوصول إلى البوابات الحدودية مع الأردن، كما فعل مع لبنان من جبهة القصير، وفتح محور الشيخ مسكين ـ القنيطرة، وصولاً إلى خط التماس مع الجولان المحتل، مضاف إلى ذلك الوصول لمدينة درعا لاستخدامها في الحملة الانتخابية كونها “مهد الثورة”.

بدأت الحملة بمحاولة استرجاع التلال المحيطة بمدينة نوى، لكن الجيش النظامي خسر، في أول الوقائع، تل أم حوران، وعجّل الثوار في إعلان “فزعة درعا”، بعد اجتماع قيادات ألوية عدة ناهز عددها العشرين، في اتحاد قلما حدث على صعيد مقاتلي الجنوب، نظراً ليقين الثوار بخطورة سعي النظام للوصول إلى حوران، وسده ثغرة خاصرة دمشق الجنوبية، والعزف على وتر الانتصارات، تمهيداً لـ”خديعة الهدنة” التي روجت لها، اليوم، طائرات النظام أثناء المعارك والقصف، عبر رميها مناشير من شأنها النيل من عزيمة المقاتلين وحضّهم على تسليم أسلحتهم خلال ساعات انتهت مساء الجمعة، لتتم تسوية أوضاعهم، وتأليب البيئة الحاضنة عليهم.

يرى البعض في “مناورات الأسد المتأهّب”، المقررة في الأردن، العامل الأهم في موسم هجوم النظام نحو الجنوب، وزج جيشه المنهك، مستعيناً بالفرقة الرابعة المتخصصة بحماية دمشق وأركان النظام. وسرّع قصف الثوار لخيمة انتخابية مؤيدة للنظام في درعا، ومقتل 21 وجرح نحو 30، بالهجوم، ليرسل النظام رسالتين في آن: الأولى لمناصريه، في درعا خصوصاً، وبقية المناطق المؤيدة عموماً، أنه قادر على حماية ناخبيه، وعلى التوسع والسيطرة على الأرض، ولا بد من استمرار الوقوف إلى جانبه في حربه “على الإرهاب” وإفشال “المؤامرة الكونية”.

أما الرسالة الأبلغ، التي يحاول إرسالها النظام إلى الخارج، فهي سيطرته على الحدود السورية ـ الأردنية قبل موعد المناورات العسكرية “الأسد المتأهب” 2014، المقرر إجراؤها في الأردن بين 25 مايو/ أيار الجاري وحتى 8 يونيو/ حزيران المقبل، والتي أعلنت تركيا مشاركتها فيها.

تبقى الاحتمالات جميعها مفتوحة، رهناً بمجريات الميدان أولاً في معارك “فزعة حوران”، ومرتبطة بمؤازرة مقاتلي المعارضة لدرعا، وعدم فتح خاصرتها النازفة من جهة السويداء، بعد تسلّل حزب الله اللبناني إلى القنيطرة، وربما التفافه ودخوله إلى جانب النظام في المعارك.

ويبقى مصير الحملة مرتبطاً بعوامل موضوعية، منها وصول الأسلحة “النوعية” الموعودة إلى الثوار لحسم المعركة بسرعة، ومدى مساهمة الميليشيات اللبنانية والعراقية في المعارك.
جميع حقوق النشر محفوظة 2014

الزعبي لـ’المدن’: نقاتل آخر معاقل النظام في درعا البلد
لا تهدأ المعارك في محافظة درعا جنوب البلاد. فما أن تهدأ واحدة حتى تندلع أخرى، وآخرها كانت معركة “شهداء الخندق” في حي المنشية. الجبهة الجديدة تهدف إلى تحرير آخر معاقل النظام في درعا البلد. وكذلك أطلقت المعارضة المسلحة معركة “الفاتحين” في مدينة نوى، القريبة من الجولان السوري المحتل. الجبهات الأخيرة تشارك فيها فصائل عديدة، وتزج بكل ثقلها العسكري فيها. وعلى رأسها فرقة اليرموك، التي تعد واحدا من أكبر تشكيلات المعارضة المسلحة في درعا، وأهمها.

وللوقوف على أخر التطورات الميدانية، التقت “المدن” قائد فرقة اليرموك، القائد الثوري للجبهة الجنوبية، بشار الزعبي، الذي تحدث عن الأعمال القتالية التي تقوم فيها الفرقة، فقال: “نشارك في جبهة المنشية في درعا البلد، منذ بداية التحضير للمعركة؛ من حفر الأنفاق تحت مقار قوات النظام، إلى زرع المتفجرات”. مجموعات الاقتحام تمكنت يوم الأحد الماضي، من استهداف بناء تتمركز فيه قوات النظام، وهو حاجز السلوم بالجهة الغربية من حي المنشية. وكذلك مجموعات القطع المشاركة في “المرابطة على تخوم الجبهة الأمامية في درعا البلد”.

وعن جبهة نوى، التي تدور فيها أعنف المواجهات حالياً، قال الزعبي: “لبّت فرقة اليرموك نداءات الاستغاثة من مدينة نوى، بعد الهجمة البربرية التي شنتها قوات النظام على المدينة، بالصواريخ والمدفعية”. حيث تمّ تدعيمها بمجموعات كبيرة من المقاتلين والسلاح، “لتخفيف الضغط على إخواننا في نوى. هناك مرابطة منذ فترة على تل الجموع ولازالت مستمرة”. خسائر قوات النظام تتزايد حول المدينة المنكوبة، هذا عدا عن الآليات والمدرعات. فالنظام بحسب الزعبي “يستهزئ بأرواح مقاتليه، وفي الأيام العادية من الاشتباكات الدائرة هناك، يصل عدد قتلاه إلى 50 بحسب التقارير التي ترد إلينا من أرض المعركة”.

ويضيف “لنا مرابطة كاملة في مدينة بصرى الشام في الريف الشرقي، وننتهج طرق حرب العصابات فيها”. حيث قام مقاتلو الفرقة بعمليات نوعية عديدة، خلال الأسابيع الماضية، ومنها قنص عدد من مقاتلي حزب الله اللبناني. وتفجير لغم بـ”عناصر حزب الله والمليشيات الشيعية هناك، مما أوقع عدداً من القتلى والجرحى في صفوفهم”. والعملية الأخيرة كانت منذ أيام، بتفجير أحد مقرات حزب الله في حي المغارة. يأتي ذلك بالتوازي مع تحركات كثيفة لحزب الله قرب درعا، في ما يبدو أنه تحضيرٌ لهجوم واسع تشارك فيه عناصر الحزب، بالثقل الذي شاركت فيه في القلمون مؤخراً، بحسب المعلومات التي يتناقلها النشطاء.

وعن المعوقات التي تواجه المعارضة المسلحة، أثناء تقدمها على الجبهات، قال الزعبي: “أبرز المشاكل تتجلى في نقص الإمداد، في المال والعتاد. أما من ناحية الإستراتيجية في الفرقة فهي ثابتة ولن تتغير، وسنكون في أي معركة تفتح في الجبهة الجنوبية”.

وعن قضية اعتقال قائد المجلس العسكري في درعا أحمد النعمة، على يد “جبهة النصرة”، أوضح الزعبي أن النعمة “تم اختطافه من فصيل مسلح على الأرض، وبالنسبة لنا نرفض أن يقوم أي فصيل بمحاسبة أي شخص مهما كان. وتوجد محاكم شرعية يجب أن يلتزم الجميع بها، ولا يحق لأحد أن يحاسب أحداً، بشكل فردي ومن دون الرجوع إلى الهيئات الشرعية”.

وتبقى محافظة درعا جنوب البلاد، هي الوحيدة التي تحافظ على المواقع التي حررتها كتائب المعارضة المسلحة، دون أي تراجع أو انسحابات تكتيكية خلال الأشهر الأخيرة. ذلك الثبات حقق لها فتح الطريق إلى القنيطرة، ما يعني بحسب الكثير من التحليلات،
اقتراب فتح جبهةٍ، تعد الأخطر والأكثر ترقباً، حيث ستكون الأرض ميداناً لمعركة طاحنة بين قوات النظام وقوات المعارضة،
أمام مدى نيران الاحتلال الاسرائيلي المترقب والمستنفر في مواجهة أي تطور خطير، قرب الجزء المحتل من سوريا.

البابا يدعو لانهاء الصراع السوري واحلال السلام بالمنطقة
دعا البابا فرانسيس الأول إلى خطوات عاجلة لانهاء الحرب الاهلية في سوريا والمستمرة منذ ثلاث سنوات وذلك خلال زيارته للأردن السبت في مستهل جولة في منطقة الشرق الأوسط.

وخلال لقائه بالعاهل الأردني الملك عبد الله، اشاد البابا بجهود المملكة الأردنية المدعومة من الدول الغربية “للسعي إلى سلام دائم في المنطقة كلها”.

وقال” إنه لهدف عظيم ويحتاج إلى حل سياسي عاجل من أجل الأزمة في سوريا وكذلك حل عادل للصراع الاسرائيلي- الفلسطيني”.

يذكر أن الصراع الدامي في سوريا أودى بحياة أكثر من 160 ألف شخص في سوريا وشرد الملايين.

وبعد لقائه العاهل الأردني وإقامة قداس في استاد بعمان، سيلتقي البابا مع لاجئين من سوريا والعراق في بيثاني بالاردن وهو المكان الذي عمد فيه المسيح وفقا للمعتقدات المسيحية.

وكان الباب قد وصل إلى عمان في وقت سابق وسط استقبال رسمي وشعبي احتفاء بالزياة الاولى له للمنطقة منذ توليه منصبه، حيث من المقرر أن يزور الحبر الأعظم الضفة الغربية المحتلة وإسرائيل أثناء الجولة التي تستمر ثلاثة أيام.

وتهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات مع المسيحيين الأرثوذوكس في الشرق الأوسط وبعث الأمل لدى المسيحيين في المنطقة.

وقد سرعت الصراعات في المنطقة والانتفاضات العربية، بما فيها الصراع السوري، في السنوات الاخيرة من التناقص المطرد لاعداد المسيحيين منذ أجيال في الشرق.

ويتطلع كثير من المسيحيين في اسرائيل والمناطق الفلسطينية المحتلة إلى المغادرة متهمين اسرائيل بالعمل على تآكل رفاههم الاقتصادي وفرض القيود على تحركاتهم.

وينوي البابا، وهو الزعيم الروحي لمليار ومئتي مليون مسيحي من الكاثوليك، توجيه نداء لمعتنقي المسيحية والإسلام واليهودية بالعمل من أجل تحقيق السلام.
BBC © 2014

موسكو لا تستبعد ضربة عسكرية غربية لنظام بشّار
نصر المجالي
مؤتمر الأمن الثالث ناقش سوريا وليبيا وأوكرانيا
لم تستبعد روسيا قيام الغرب بشن عملية عسكرية ضد نظام الحكم في سوريا، وكانت التطورات في سوريا وليبيا وأوكرانيا من الموضوعات الرئيسة على أجندة مؤتمر الأمن في موسكو.

خلال المؤتمر الأمني وهو الثالث من نوعه في موسكو أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف إنه في حال سقط النظام الحالي في سورية فان “الراديكاليين الاسلاميين” سيأتون إلى السلطة وستتحول البلاد إلى مركز لتصدير الإرهاب والتطرف والسلاح والمخدرات من الشرق الأوسط إلى أوروبا وغيرها من المناطق في العالم.

وأشار غيراسيموف إلى أن الحال في سورية على غير السيناريو الليبي، “الاستعمال العلني للقوة من قبل الدول التي تساند المعارضة لم يجر بعد.. الرهان هنا على التدفق الذي لا ينضب من المرتزقة الأجانب والمقاتلين الراديكاليين، وعلى توريد الأسلحة للقوات المعارضة للحكومة”.

ميدان لتجهيز الإرهابيين
وبحسب تقييم غيراسيموف للاحداث فان سورية حالياً “ميدان لتحضير الإرهاب والمقاتلين ليس فقط من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بل ومن البلدان الأوروبية المزدهرة”.
وأكد غيراسيموف أن النزاع السوري الداخلي تحول إلى حرب القوى المتطرفة القادمة من العالم أجمع تقريباً ضد دولة ذات سيادة، وفي الوقت ذاته “لا يمكن استبعاد إجراء عملية عسكرية ضد نظام بشار الأسد”.

وأشار غيراسيموف إلى أنه لخلق الظروف الضرورية لإجراء هذه العملية يتوجب القيام بحملة دعائية شاملة مبنية على قرار مجلس الأمن 2118 حول سورية الذي “يبرر إجراء عملية عسكرية في حال حدوث مشاكل في عملية التخلص من الكيميائي”.

كلام لافروف
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الأزمة الأوكرانية ومسائل الأمن في أوروبا باتت من جديد مركز اهتمام المجتمع الدولي لأسباب تعود في أغلبها إلى أن “الغرب فضّل كبح روسيا على التعاون الحقيقي معها”.
وأكد لافروف في كلمة أمام مؤتمر موسكو للأمن الدولي الذي بدأ فعالياته، الخميس، أنه “كان من المفترض أن يخصص المؤتمر اليوم لتحديد آفاق تسوية النزاعات في الشرق الأوسط و جنوب آسيا، لكن هذه الموضوعات اختفت مع الأسف في ظل الأزمة الأوكرانية”.

وقال:” القارة الأوروبية التي ولدت في القرن الماضي حربين عالميتين كارثيتين، تستقطب اهتمام المجتمع الدولي من جديد بدل أن تظهر للعام أجمع أنها مثال يحتذى في التطور السلمي والتعاون الواسع النطاق”
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن “هذا الوضع لايمكن ألا أن يثير القلق خاصة وأنه لم يكن وليد مصادفة محضة بل نتيجة طبيعية لتطور الأحداث في أوروبا خلال السنوات الـ25 الأخيرة”.

أوروبا بلا خطوط تقسيم
وأوضح لافروف:” أنا أقصد في المقام الأول أن شركاءنا الغربيين فضلوا المنطق الذي اعتادو عليه وهو التحرك نحو الشرق باتجاه الرحاب الجيوسياسية الخاضعة لسيطرتهم بدل اقتناص الفرصة التاريخية الحقيقية لبناء أوروبا دون خطوط تقسيم “.
وأعلن وزير الخارجية الروسي أن الغرب وضع أوكرانيا بين خيارين، معنا أو ضدنا، بدلا من تطوير مشاريع التكامل الطبيعية في أوروبا وأوراسيا.

ودعا لافروف إلى استخلاص العبر من الأزمة الأوكرانية وبدء تنفيذ مبادئ الأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة في منطقة أوروبا والأطلسي وتهيئة الظروف لإقامة فضاء اقتصادي وإنساني موحد بين لشبونة وفلاديفوستوك.

الأزمة السورية
وفي معرض حديثه عن الأزمة السورية اعتبر لافروف أن محاولات استغلال الأزمة الإنسانية في سوريا بغرض تبرير تدخل خارجي سيفضي الى نتائج عكسية.
وأضاف: ” لا بديل عن الحل السلمي في سوريا”.

وأشار لافروف إلى أن هذه المحاولات ما تزال تطبق حيال سوريا قائلا:” بالأمس فقط قدمت دول غربية مشروع قرار للتصويت في مجلس الأمن يستند الى الأزمة الإنسانية في سوريا ويدعو لوضع كامل الملف تحت البند السابع”.
وأضاف: “لا يوجد لدينا أدنى شك أن هذا ليس إلا خطوة أولى تمهيدا للتدخل الخارجي.. كان هذا واضحا من تعليقات واضعي القرار”، وأردف الوزير: “روسيا والصين استعملتا حق النقض الفيتو”.

دعوة للحوار
من جهة أخرى دعا لافروف الى مواصلة الحوار بين كافة الأطراف السورية عبر طريق مفاوضات جنيف ووضع جدول عمل يهتم بوقف العنف ومحاربة الإرهاب، مؤكدا على ضرورة توفر التمثيل الواسع لأطياف المعارضة.
وذكّر لافروف بالإعلان الصادر عن قمة الثمانية العام الماضي والذي دعا الى توحيد جهود الحكومة والمعارضة في محاربة الإرهاب وهو ما يتطلب جهدا عمليا نسعى إليه وخاصة على خلفية انتشار الجماعات الإرهابية الفاعلة في سوريا والعراق ولبنان ودول أخرى.

كذلك أشار لافروف إلى أن الوضع في ليبيا، يثير المزيد من القلق إذ بات واضحا أنه وصل الى طريق مسدود، معتبرا أن ” لا أحد من “أصدقاء ليبيا” يستطيع إخراج البلاد من هذه الأزمة لوحده.
وفي الختام، حذر لافروف من أن يؤدي تفكك ليبيا بشكل نهائي الى ظهور بؤرة جديدة للتوتر، وأن يصبح هذا البلد مصدرا دائما للخطر في منطقة الصحراء والساحل.

21 قتيلا في قصف خيمة انتخابية بدرعا.. والنظام يمهل معارضيه عشر ساعات لتسليم أسلحتهم
ناشطون يؤكدون قصفهم بالكلور في ريف حماه.. والتصعيد يتواصل بحلب
بيروت: «الشرق الأوسط»
توعد النظام السوري، أمس، المقاتلين المعارضين في درعا بالقتل، ما لم «يسلموا أسلحتهم خلال عشر ساعات»، بموازاة قصف جوي تعرضت له أحياء يقطنها نازحون في المدينة، واشتباكات اندلعت في منطقة درعا المحطة، في حين واصلت القوات الحكومية تقدمها في محيط سجن حلب المركزي شمال البلاد.

ويأتي ذلك بموازاة نشر ناشطين من المعارضة السورية تسجيل فيديو قالوا إنه يظهر انتشار غاز الكلور في شوارع إحدى القرى، وهي أول لقطات من نوعها لما يصفونها بأنها حملة لاستخدام الأسلحة الكيماوية يقوم بها الرئيس بشار الأسد.

وجاء في النص المرافق لتسجيل الفيديو الذي نشره أول من أمس مستخدم يدعى مصطفى جمعة أنه التقط يوم الخميس في كفر زيتا، بواسطة الهيئة العامة للثورة، وهي جماعة معارضة.

وأظهر التسجيل غازا لونه أخضر يضرب إلى الصفرة في شارع. ويركض رجل بعيدا عن سحابة الغاز مع امرأة تضع قطعة قماش على فمها. ويظهر رجل آخر يرتدي سروالا مموها ويضع قناعا واقيا من الغاز ينادي على سيارة لمساعدة المرأة. ويقول خارج الصورة: «قصف بغاز الكلور. دخان أصفر».

وقال مصور يعمل لحساب «رويترز» إنه وصل إلى مكان الهجوم بعد ساعة من قيام طائرة هليكوبتر بإسقاط القنبلة، وأضاف: «رائحة الكلور كانت واضحة جدا. كانت تشبه رائحة الخل أو المادة المبيضة للغسيل. بدأت أسعل وأعاني من ضيق في التنفس. شعرت بحرقة في عيني». وقال ناشطون إن كفر زيتا تعرضت لهجومين، أول من أمس (الخميس)، هي وقرية التمانعة في محافظة إدلب.

وفي حين تتواصل المعارك في حماه وإدلب وسط البلاد، أفاد ناشطون بمقتل 21 شخصا في درعا (جنوب البلاد)، في قصف لمقاتلين معارضين على تجمع مؤيد للأسد، في هجوم هو الأول من نوعه، قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الرئاسية.

وأتى الهجوم على التجمع الانتخابي في مدينة درعا (جنوب) ليل الخميس – الجمعة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتلى تنوعوا بين «11 مدنيا بينهم طفل على الأقل، وعشرة آخرين بينهم ستة من عناصر اللجان الشعبية (المسلحة الموالية للنظام)، وأربعة آخرون لا يعرف ما إذا كانوا من المدنيين أو المسلحين»، وذلك إثر استهداف كتيبة إسلامية خيمة انتخابية في حي المطار بمدينة درعا بقذيفة هاون.

وأدى الهجوم الذي وقع في حي تسيطر عليه القوات النظامية، إلى سقوط 30 جريحا على الأقل، بعضهم في حالات خطرة، بحسب المرصد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الهجوم «رسالة واضحة من المقاتلين للنظام بأنه لا توجد منطقة آمنة تستطيع أن تنظم فيها انتخابات»، مشيرا إلى أن «المقاتلين هددوا باستهداف التجمعات المؤيدة في مناطق عدة».

وفي أول رد نظامي على هذا الاستهداف، أفاد ناشطون سوريون بقصف الطيران الحربي بالصواريخ نقاطا سكنية في حي طريق السد وحي العباسة الذي تقطنه أعداد كبيرة من النازحين، في مدينة درعا، علما بأن معظم أحياء مدينة درعا، لا تزال خاضعة لسيطرة القوات الحكومية، في وقت تعم فيه الاشتباكات معظم المدن والبلدان الكبرى في المحافظة الجنوبية.

وبينما شهدت أحياء درعا اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام تركزت في منطقة السوق بدرعا المحطة، أمهل النظام قوات المعارضة عشر ساعات لاتخاذ قرار بتسليم أسلحتهم، متوعدا إياهم بما وصفه بـ«نداء الفرصة الأخيرة» بـ«الذهاب إلى جهنم وبئس المصير»، ما لم «يعودوا إلى حضن الوطن»، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن «الطيران المروحي ألقى منشورات كتب فيها: (ماذا حققتم من تدمير وتخريب التحصينات التي بناها الشعب والجيش لمواجهة الكيان الصهيوني وصد عدوانه عن أرضنا وشعبنا.. لا شي سوى خدمة العدو، وستدفعون الثمن غاليا إذا بقيتم على ضلالكم)».

وأشار المرصد إلى أن البيان تضمن عبارة: «إن قرار القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى الوطن لا رجعة فيه ولا تهاون.. والضربات القادمة ستكون أشد وأقسى وأكثر قوة.. وإن لدينا من القوة ما يكفي لسحق الإرهاب ومحوه عن وجه الأرض».

في غضون ذلك، أعلنت دمشق أنها واصلت التقدم في محيط سجن حلب المركزي، إذ ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة على معمل السيف ومبنى مديرية الزراعة ومطعم سومر وجامع الجبيلة ومحطة (إم تي إن) ومزرعة الرعوان».

وأفاد مصدر أمني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية بأن هذه المناطق «مجاورة للسجن في الريف الشمالي الشرقي، وتأتي ضمن خطة الجيش لتوسيع عملياته لتأمين المنطقة بشكل كامل، وقطع الإمدادات عن مقاتلي المعارضة»، لافتا إلى أنه «خلال فترة قريبة، سيكون الوضع أكثر راحة لمدينة حلب».

وأتى الهجوم بعد ساعات من تمكن القوات النظامية، مدعومة بعناصر من الدفاع الوطني و«حزب الله» اللبناني، من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة منذ أبريل(نيسان) 2013 على سجن حلب المركزي، عند المدخل الشمالي لكبرى مدن شمال سوريا.

في المقابل، أفاد المرصد بقصف قوات النظام مناطق في حي مساكن هنانو، ترافق مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حيي بستان الباشا وبني زيد والسكن الشبابي بحي الأشرفية، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة اندلعت في حلب القديمة والمنطقة الصناعية في الشيخ نجار، كما فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في محيط حي جمعية الزهراء ودوار بعيدين وحي الإنذارات، وهي أحياء شهد محيطها اشتباكات امتدت إلى محيط مبنى المخابرات الجوية بحي الزهراء.

إلى ذلك، أفاد ناشطون بتنفيذ الطيران الحربي غارات جوية على مناطق في بلدة المليحة وبلدات في الغوطة الشرقية بريف دمشق، في حين قصف الطيران الحربي مناطق في مدينة الزبداني ومناطق أخرى بين مدينتي داريا ومعضمية الشام في الغوطة الغربية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما شهدت المليحة اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية من جهة أخرى، وترافق ذلك مع تجديد الطيران الحربي قصفه على مناطق على البلدة، كما قصفت قوات النظام أطراف مخيم خان الشيخ.

الهيئة السياسية في الائتلاف تبدأ اجتماعاتها اليوم وتعد بـ«إنجازات ميدانية» خلال ثلاثة أسابيع
الحكومة المؤقتة تقر خطوات الدعم العسكري واللوجيستي العاجل في حلب
بيروت: نذير رضا
تلتئم الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اليوم، في إسطنبول التركية، لدراسة مجموعة من الملفات المرتبطة بالداخل السوري، أهمها تقويم نتائج زيارة رئيسه أحمد الجربا إلى الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، والوقوف عند التطورات الميدانية في الداخل، بعد تمكن القوات الحكومية السورية من فك الحصار الذي فرضته قوات المعارضة على سجن حلب المركزي منذ سنة، ومحاولتها فرض حصار على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

ويأتي الاجتماع الذي يعقد على مدى يومين، بدءا من اليوم، غداة اجتماع طارئ عقد أمس في غرفة أزمة خاصة أنشأتها الحكومة السورية المؤقتة، لدراسة كيفية تقديم الدعم للمقاتلين المعارضين في حلب. وترأس الاجتماع رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، وحضره عدد من كبار المسؤولين في الائتلاف. وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط» إن المجتمعين أقروا «مجموعة خطوات لتقديم الدعم العاجل للمقاتلين المعارضين في حلب، تنوعت بين الدعم العسكري واللوجيستي»، معربا عن توقعاته أن يساهم هذا الدعم «بتحقيق تغيير كبير في الواقع الميداني».

وكانت القوات الحكومية السورية تمكنت، الخميس، من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة على سجن حلب المركزي لنحو 13 شهرا، ما ساعدها على قطع طريق إمداد رئيس إلى كتائب المعارضة. وتصدر هذا الواقع سلم أولويات الائتلاف الوطني السوري، إذ ستكون مناقشة الوضع الميداني في البلاد أساسا في اجتماع هيئته السياسية الذي يبدأ اليوم.

ويأتي الاهتمام بالوضع الميداني بعد «زيارتين مثمرتين» أنجزهما الجربا في واشنطن وباريس. ووعد رمضان بحصول «خطوات كبيرة على الصعيد الميداني لصالح المعارضة في حلب»، كما أمل أن «يحصل انفراج قريب في مسألة التسليح بشكل يوافق احتياجات الثوار الأساسية خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على أبعد تقدير»، لافتا إلى أن الأسلحة التي يأمل الائتلاف الحصول عليها «هي أسلحة مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات».

وكان ملف تسليح المعارضة بأسلحة نوعية من أبرز الملفات التي تطرق إليها وفد الائتلاف في لقاءاته بواشنطن وباريس. وقال رمضان إن زيارة فرنسا «كانت أكثر أهمية، رغم أهمية زيارة الجربا إلى واشنطن»، مشيرا إلى أن التفاؤل بالوضع الميداني «سيكون بالتأكيد على ضوء الزيارتين». وأضاف: «التطوير الميداني لصالح المعارضة بات أكثر إلحاحا في هذا الوقت، في ظل التصعيد العسكري للنظام، وتقدمه الميداني في بعض المناطق، مستفيدا من نقص الدعم العسكري للمقاتلين على الأرض».

وإلى جانب البحث في الوضع الميداني، كشفت مصادر الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» عن أن جدول أعمال اجتماع الهيئة السياسية «سيتضمن تقويما لنتائج زيارات الجربا إلى واشنطن وباريس، ولاجتماع المجموعة السياسية لـ(أصدقاء الشعب السوري) في لندن»، بالإضافة إلى دراسة تقرير عن المساعدات للخارجين من مدينة حمص مطلع الشهر الحالي. ويدرس المجتمعون أيضا مشروع تفاهم مع وحدة الدعم والتنسيق، إضافة إلى تعيين سفيرين للائتلاف في كل من النرويج وكرواتيا.

وقالت المصادر إن المجتمعين اليوم سيتناولون من خارج جدول الأعمال إمكانية الدعوة لاجتماع للهيئة العامة للائتلاف، قبل اجتماعها المقرر في الثلث الأخير من شهر يونيو (حزيران) المقبل الذي يعقد قبل انتخاب رئيس جديد للائتلاف، نظرا لانتهاء ولاية الجربا في آخر يونيو (حزيران).

وأوضحت المصادر أن البحث في هذه النقطة من خارج جدول الأعمال «يهدف إلى دراسة إمكانية استكمال التعيينات في الحكومة المؤقتة، بعد قبول استقالة وزير الدفاع فيها أسعد مصطفى قبل يومين».

ونفى رمضان البحث من خارج جدول الأعمال في قضية التعيينات، قائلا إن اجتماعات الهيئة العامة «يجب أن تكون دورية في الأساس، أما التعيينات فليست أولوية في اجتماع الهيئة السياسية اليوم، وليست محل نقاش الآن».

وكان رئيس الحكومة المؤقتة كلف نائب وزير الدفاع اللواء محمد نور خلوف بتسيير شؤون الوزارة إلى حين انتخاب وزير دفاع من قبل الهيئة العامة للائتلاف، بعد قبول استقالة أسعد مصطفى من منصب وزير الدفاع، احتجاجا على ضعف الدعم الدولي المقدم لمقاتلي المعارضة. وفي سياق متصل، أدان الجربا أمس استخدام روسيا والصين لحق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يقضي بإحالة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد إلى محكمة الجنايات الدولية، مؤكدا أن «هذا الفيتو نقض للعدالة، كما أن وجود أحد الناجين من هجمات الأسد بالغاز في قاعة التصويت في مجلس الأمن دليل على جرائم الحرب التي يرتكبها النظام، كما يعطي هذا الفيتو، الذي تستخدمه روسيا والصين للمرة الرابعة خلال السنوات الثلاث الماضية، النظام المجرم والمتطرفين رخصة للقتل في سوريا».

وطالب الائتلاف كلا من روسيا والصين بوقف دعمهما للنظام السوري عن طريق تعطيل الجهود الدولية الرامية لإحلال العدالة في البلاد. وأعرب عن تقديره للجهود التي قامت بها فرنسا في تقديم القرار، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأمن الـ12 الذين دعموا إحالة الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية، مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ عمل حاسم لضمان عدم إفلات المجرمين من العقوبة في سوريا.

جهاديو «القاعدة» يقتربون من إسرائيل قرب هضبة الجولان.. و«الحر» يتعهد بضبطهم
أنباء عن وصول عدد مقاتلي «النصرة» إلى ألفين بقدرات تنظيمية كبيرة
بيروت: «الشرق الأوسط»
بات مقاتلو التنظيمات الجهادية المتطرفة يتمركزون على بعد كيلومترات قليلة من الحدود الإسرائيلية في هضبة الجولان جنوب سوريا، الأمر الذي بات يشكل تهديدا جديا لإسرائيل، في حين تعهد الجيش السوري الحر بضبط هذه الجماعات باعتبار أن أولويته حاليا الصراع مع النظام السوري تمهيدا لحل المشكلات مع إسرائيل بعد سقوطه.

ويظهر شريط فيديو بث على مواقع جهادية مقاتلين إسلاميين على أعلى نقطة في التل الأحمر قرب الحدود مع إسرائيل وهم يرفعون علم تنظيم القاعدة ويثنون على زعيمهم أسامة بن لادن. ويشبّه أحد قادة جبهة النصرة التي تستلهم فكر القاعدة ساحة القتال، بـ«الكفاح الذي خاضه رفاقهم منذ سنوات في أفغانستان».

ويقول قائد المجموعة في الفيديو إن «هذا المشهد يذكره بأسد المجاهدين بن لادن في جبال تورا بورا». واللافت أن المقاتلين الجهاديين يظهرون في الفيديو على مرأى من سيارات من نوع «جيب» إسرائيلية وهي تقوم بدورياتها على الجبهة الجنوبية.

وأشارت وكالة «رويترز» في تقرير أمس إلى أن جماعات متشددة مثل «جبهة النصرة» وحركة «المثنى» و«أحرار الشام» يتزايد نفوذها مما يقلص من هيمنة ألوية أكبر تعرف باعتدالها.

وتضاعف تراجع نفوذ الألوية المعتدلة في الجبهة الجنوبية، عندما فشلت في الرد على خطف جبهة «النصرة» العقيد أحمد نعمة وهو من منتقدي المتشددين الإسلاميين ويرأس المجلس العسكري المدعوم من الغرب وله نحو 20 ألف مقاتل تحت سلطته الاسمية. وزاد من ضعف المقاتلين المعتدلين محاكمة العقيد نعمة هذا الشهر أمام محكمة عقدتها جبهة «النصرة» حيث اعترف في لقطات فيديو بأنه عطل وصول أسلحة لمقاتلي المعارضة امتثالا لرغبات قوى خارجية تريد إطالة الصراع.

ويعمل ما يقارب ألفي مقاتل من جبهة «النصرة» في المنطقة الجنوبية المحاذية للحدود مع إسرائيل، وهم يحظون بقدرات تنظيمية تفوق بكثير قدرات المجموعات المعتدلة. كما يدير مقاتلو جبهة «النصرة» عشرات من نقاط التفتيش عبر سهل حوران من حدود مرتفعات الجولان غربا إلى درعا على الحدود الأردنية ومدن أخرى على مسافة 60 كيلومترا شرقا.

ويقول مقاتلون معارضون إن «جبهة النصرة تدفع رواتب جيدة لرجالها كما أنها تضمن حصول أسرهم على دقيق (طحين) وسلع أساسية أخرى». وتنقل «رويترز» عن أحد السكان في المنطقة قوله إن «شعبية جبهة النصرة جاءت على حساب جماعات أخرى مقاتلة اكتسبت سمعة النهب».

وتتعامل محاكم «النصرة» راهنا مع عدد متزايد من القضايا من الخلافات الأسرية إلى تخصيص المساعدات المالية للمحتاجين. وفي الشهور الستة الأخيرة أقامت جبهة «النصرة» مكاتب لها في الحي القديم بمدينة درعا التي كان النفوذ فيها لفترة طويلة لمجموعة مختلفة من الألوية المقاتلة المشكلة على أساس قبلي.

في المقابل، يقلل عضو هيئة أركان الجيش الحر في الجبهة الجنوبية أبو أحمد العاصمي لـ«الشرق الأوسط» من أعداد الجهاديين الموجودين من المنطقة، مؤكدا أنهم «لا يتجاوزون المئات». ويجزم العاصمي بأن «الجيش الحر يستطيع ضبط هؤلاء الجهاديين»، موضحا أن «عدد مقاتلي الجيش الحر وصل في المنطقة الجنوبية بحسب الأسماء الموثقة إلى 21 ألف مقاتلي مقابل بضع مئات من الجهاديين».

ولفت إلى أن «صراع الجيش الحر حاليا هو ضد القوات النظامية، ما يعني أن وجهتها دمشق وليس أي وجهة أخرى»، مؤكدا أن «المشكلات مع إسرائيل تتعلق بالسياسيين في المعارضة وحلها يمكن أن يحصل بعد سقوط النظام».

وغالبا ما تبدي إسرائيل خشيتها من تمدد نفوذ الحركات الجهادية على حدودها مع سوريا، إذ كشف المعلق العسكري رون بن يشاي في صحيفة يديعوت أحرونوت مطلع العام الحالي أن «شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) دشنت وحدة خاصة تعنى بجمع وتحليل المعلومات عن الحركات الجهادية». ونبه إلى أن «تشكيل الوحدة جاء في أعقاب تعاظم المخاطر التي باتت تشكلها (الجماعات الجهادية) على (الأمن القومي) الإسرائيلي في أعقاب تفجر ثورات الربيع العربي».

ونقل بن يشاي عن أحد القياديين في الوحدة قوله إن «مشاركة الحركات الجهادية في القتال ضد نظام الأسد في سوريا زاد من فرص حدوث مواجهات بينها وبين إسرائيل»، موضحا أن «القاسم المشترك بين جميع هذه الجماعات هو العداء الكبير لإسرائيل، وهو ما يشكل بحد ذاته محفزا للاستعداد لمواجهتها».

رسالة المجتمع المدني الإيراني إلى المعارضة السورية: عدم تواصلكم مع الشعب الإيراني خطأ كبير!
إعداد: ي.ت.
«من حق الإيرانيين أن يعرفوا» عنوان الرسالة المفتوحة للمعارضة الإيرانية بوجه الملالي في إيران والتي تطالب فيها المعارضة من الشعب السوري تفهم موقف الغالبية من الشعب الإيراني التي تتضامن مع مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة الإنسانية وبالتالي وقف لغة التخاطب بالعنف الديني والمذهبي.

الرسالة رفعتها مجموعة كبيرة من المجتمع المدني الإيراني ومن العسكر السابقين ومن الإعلاميين والمواطنين الإيرانيين الذين يتعابون مجريات الثورة السورية على مدى 3 سنوات وهي تحمل وجهة نظر شعبية أخرى غير تلك التي يختزلها النظام الديني في إيران وتعبر عما يفكر فيه جمهور كبير إيراني يمثل حقيقة مصطلح الشعب الواسع.

وفي الرسالة دعوة لرسم استراتيجية تواصل جديدة بين الشعبين الإيراني والسوري خارج لغة العنف والكراهية وتتلاقى مع حركات الأفكار العالمية ما خلف الحرب القائمة في سوريا والتي تحفل بأعمال القتل والتهجير والجرائم والتي طالت بالقتل نحو أربع مليون سوري إلى الآن وتسببت بتهجير نحو 6 ملايين سوري، فيما يحتشد 4 ملايين سوري تحت خط الفقر.

الرسالة تعترف بالتقصير عن بذل جهود حثيثة لنصرة الشعب السوري خلال السنوات الثلاث الماضية وحتى الصمت عن الكلام وغياب مبادرات من المجتمع المدني الإيراني في هذا السياق، أخذاً في الاعتبار حجمم مشاركة الحكم في إيران في الحرب السورية والتي تشكل «خطيئة».

والنتيجة شعور غالبية الإيرانيين بالتعب والخجل مما يجري في سوريا ومع غياب المعلومات وسيطرة الملالي المفروضة على وسائل الإعلام وحجب نقل أخبار ما يجري على الساحة السورية وفق بروباغندا النظامين المتعاونين في كل من سوريا وإيران لإخفاء الحقائق وتشويهها.

وتلك الحقائق والمؤتمرات واللقاءات العديدة التي نظمتها المعارضة السورية في بلدان عربية ولم يسمع عن لقاءات أجرتها المعارضة وتخترق الدياسبورا الإيرانية في الخارج تحديداً في البلدان الغربية.

وتأخذ الرسالة على مواقع إلكترونية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي والإنترنت تتوجه نحو الأوروبيين ولأسباب تاريخية وتقنية لا تصل هذه الوثائق إلى الشعب الإيراني أو تحجب عنه مع الإشارة إلى وجود 24 مليون مستخدم إيراني لشبكة الـ«فيس بوك». والغريب أن عدداً كبيراً في تلك الوثائق تترجم إلى الروسية وعدد قليل منها إلى اللغة الفارسية. ثم إن التواصل مع المعارضة السورية يظهر عدم تمييز المعارضة ما بين النظام في إيران وما بين الشعب الإيراني، علماً أن الكثير من الإيرانيين يوافقون على سياسة بلدهم في سوريا، لأنهم إصلاحيين وتقدميين ويعارضون سياسة المحافظين من رجال دين ومن الحرس الثوري.

الرسالة تجزم و«لا تحكم»، تجزم بالسياسة أن التدخل العسكري الإيراني بالقتال في سوريا هو خطأ تكتيكي، كما أنه خطأ استراتيجي. كما يعتبر عدم تواصل المعارضة السورية مع الشعب الإيراني خطأ بدوره، علماً أن معاذ الخطيب رئيس الإئتلاف السابق التقى بعضاً من المسؤولين الرسميين في إيران، ولكن مع صعوبة إحداث تغيير في الموقف الإيراني الرسمي من الأزمة السورية، ولم يبق بالتالي سوى بصيص أمل بأن تجري المعارضة السورية لقاءات واتصالات مباشرة مع المعارضة السورية.

على المستوى التكتيكي، كل العالم يعرف أنه لولا الدعم الإيراني لا يصمد النظام السوري أكثر من 24 ساعة، والواقع أن قوة الجيش السوري في الحضيض، والمعلومات لدى المعارضة الإيرانية أن حزب الله اللبناني يتبع الحرس الثوري الإيراني وميليشيات أخرى ممولة من الحرس الثوري الإيراني. وهذا الدعم المالي الإيراني يثقل اقتصادياً ومالياً على الشعب الإيراني الذي يعيش ظروفاً اقتصادية صعبة جداً.

وإذا أرادت المعارضة السورية نزع النظام السوري من الرعاية الإيرانية، فيجب عليها التواصل المعلوماتي مع الشعب الإيراني وإطلاعه الدائم على ممارسات النظام الإيراني في سوريا، علماً أن الحرب السورية تهم أيضاً الكتلة الشعبية الكبيرة من المجتمع الإيراني لأسباب أخلاقية وسياسية ولأسباب أيضاً مادية. ثم هناك إيرانيون فقدوا حياتهم في الحرب، والتدخل الإيراني لدعم بشار الأسد يضغط على الاقتصاد الإيراني وطهران تتعرض لعقوبات غربية لدورها في سوريا إلى الملف النووي، وتخضع إيران لأكبر حملة استنزاف نتيجة تورطها في الحرب السورية.

وتوصي الرسالة المعارضة السورية بضرورة توقف استخدام لغة التحريض المذهبي واللغة المذهبية والطائفية.

الحرب في سوريا هي حرب سياسية وليست حرباً مذهبية، والإيرانيون ينتظرون لغة أخرى سياسية لا سيما وأنهم ينظرون إلى الثورة السورية نظرة سياسية وليست مظاهر إلغاء ما بين السنة والشيعة، أو أن الشيعة في إيران هم ضد السنة في سوريا. المشكلة هي مع النظام في إيران وليست مع الشعب الإيراني وليست بالتأكيد مع الشيعة.

ويجب حماية الثورة السورية فهي ثورة ديموقراطية في مواجهة نظام بعثي تكيف بفترات طويلة أو احتمى بشعارات علمانية واهية.

واعتبرت الرسالة أخيراً أن ما يجري بالحرب السورية أشبه بحرب فييتنام وتورط إيران فيها كان خطأ جسيماً ويختتم الموقعون على الرسالة مناشدين المعارضة السورية بالقول: «من حق الإيرانيين أن يعرفوا حقيقة ماذا يجري في سوريا».

الرسالة على موقع إنترنت Naam Shaam طهران إيران www.naamshaam.org ونشرتها مجلة لوكورييه إنترناشيونال في عددها الأخير 7 14 أيار.

مسؤول نرويجي: الكيميائي السوري لا يزال بالبحر
عمار الحمدان-أوسلو

قال سفين إيرك كفالفي نائب قائد الحملة النرويجية المشاركة في نقل مخزون الأسلحة الكيميائية السورية إنه لم تفرغ حتى اللحظة المواد التي نقلت من سوريا في سفينة الشحن الأميركية “كيب راي” بهدف تدميرها، مؤكدا أن تلك المواد لا تزال في سفينتي الشحن النرويجية والدانماركية في عرض البحر الأبيض المتوسط.

وأضاف كفالفي في حوار مع الجزيرة نت أنه جرى نقل أكثر من 93٪ من المخزون السوري خارج البلاد، وهو عبارة عن أنواع مختلفة من الأحماض والكحول التي تساهم في صنع مواد كيميائية سامة.

وبينما أكد أن غاز السارين لم يكن من بين تلك المواد المنقولة، أوضح أن المواد التي يصنع منها الغاز المذكور نقلت للخارج.

ولفت المسؤول النرويجي إلى أن التأخير في نقل الترسانة الكيميائية خارج الأراضي السورية وفق المواعيد المقررة حسب الاتفاقيات الدولية “لم يكن في الحسبان”، مما جعل العملية “تأخذ وقتا أطول مما كان متوقعا لها”.

وكلفت بهذه المهمة مجموعة عمل مشتركة تعرف بـ”مجموعة المهمة” والمؤلفة من سفينتي شحن عملاقتين وفرقاطتين حربيتين من النرويج والدانمارك بكامل تجهيزاتهما العسكرية وفرق تشغيل مختصة بالشحن، حيث وصل عدد أفرادها لـ300 عنصر، منهم سبعة خبراء فنلنديين مختصين بالمواد الكيميائية كانوا على متن السفن.

وعن التعاون الذي أبداه الطرف السوري، قال كفالفي “لم تكن هناك أي مشاكل حقيقية مع السطات السورية”، مشيرا إلى أن التنسيق معها -عبر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية- كان جيدا منذ وصولهم لميناء اللاذقية السورية في 7 يناير/كانون الثاني الماضي.

وصول التعليمات
وقبل هذا التاريخ يقول كفالفي كانت “سفينتا الشحن وطواقمنا العسكرية جاهزة في ميناء ليموسول القبرصي، وفي بعض الأحيان كنا نبحر نحو ميناء اللاذقية ونتواجد قريبا من المياه السورية الدولية على أمل وصول التعليمات للبدء بتنفيذ العملية”.

وأوضح في هذا الصدد أن الفرق المكلفة نقل السلاح الكيميائي كانت جاهزة ومتواجدة في عرض البحر لتنفيذ المهمة الموكلة إليها بعد الإجماع الدولي على نقل الترسانة السورية خارج سوريا منذ بداية ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.

وعن مشاركة دول أخرى في العملية، أفاد المسؤول النرويجي بوجود سفن حربية بريطانية وروسية وصينية، اقتصر دورها على تأمين عملية نقل هذه المواد مع السفن الأساسية المكلفة، وهي النرويجية والدانماركية، وأضاف “كنا على تواصل في ما بيننا، حيث حملت المواد الكيميائية من ميناء اللاذقية على 18 دفعة تقريبا”.

أما فيما يتعلق بأسباب التأخير في بدء تنفيذ مهمة نقل المخزون الكيميائي، فقد عزا نائب قائد الحملة النرويجية الأمر إلى “عوائق داخل سوريا” دون أن يفصل فيها.

ونفى سفين للجزيرة نت وجود أي دور أميركي عسكري في مهمة نقل المخزون رغم تواجد فرقاطة حربية أميركية في ميناء ليموسول القبرصي حيث كانت السفن الأخرى راسية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014

الجيش الحر يستعيد السيطرة على تل أم حوران بدرعا
العربية.نت
أحرز الجيش الحر تقدماً على أكثر من محور، لا سيما على جبهات حلب ودرعا، حيث استطاع أن يستعيد السيطرة على تل أم حوران الاستراتيجي قرب مدينة نوى.

كما تمكن من فرض طوق على فرع المخابرات الجوية في حلب، إضافة إلى سيطرته على عدة أبنية قرب كتيبة المدفعية بالزهراء.

إلى ذلك تستمر الاشتباكات في الحي الجنوبي لمدينة بصرى الشام في ظل استهداف الحر لتجمعات قوات الأسد في تل الجموع على أطراف بلدة تسيل بريف درعا الغربي.

وفي رد على عملية اقتحام سجن حلب المركزي من قبل قوات النظام والميليشيات التابعة لها قام الثوار بتنفيذ عملية نوعية أدت إلى مقتل العشرات من قوات الأسد في محيط السجن حسبما أكدت مصادر المعارضة.

أما على جبهة مورك في ريف حماه التي تحاول قوات النظام التقدم نحوها فقد نفذ الثوار عملية عسكرية واسعة استطاعوا من خلالها السيطرة على خمسة حواجز، امتدت من قرية بتيدى حتى قرية حيش، وذلك بهدف السيطرة على الطريق الدولي الممتد من حلب حتى ريف حمص الشمالي.

وتحدثت مصادر المعارضة عن حالات انشقاق كبيرة في صفوف قوات النظام التي استقدمت تعزيزات كبيرة بهدف اقتحام المدينة.

قائد فيلق القدس يزور عائلة هلال الأسد سراً في دمشق
العربية.نت

زار اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، عائلة زعيم الشبيحة المقتول هلال الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، في العاصمة السورية دمشق، للتعزية في موته.

وجاءت زيارة سليماني إلى عائلة هلال، على هامش زيارة خاصة جدا قام بها إلى دمشق لمتابعة التنسيق العسكري والاستخباراتي عالي المستوى بين نظامي بشار الأسد والملالي.

ونُشرت صورة تظهر سليماني مع زوجة هلال وابنه الصغير، دون أن يتضح التاريخ الحقيقي للصورة.

وقتل هلال الأسد، قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية، وما لا يقل عن 7 عناصر كانوا برفقته، خلال اشتباكات في بلدة كسب الحدودية مع تركيا خلال شهر مارس الفائت.

ويعد سليماني رجل طهران القوي، وأحد أكبر المشرفين على تنفيذ مخططاتها ومذابحها في العراق وسوريا.

وكان هلال الأسد رئيس الشرطة العسكرية في الفرقة الرابعة سابقاً، وتولى أيضا منصب مدير مؤسسة الإسكان العسكرية في اللاذقية أيضاً. وبعد تشكيل جيش الدفاع الوطني عين قائداً له في اللاذقية. يذكر أن “جيش الدفاع الوطني” هو الاسم الذي أطلقه النظام على “الشبيحة”.

واشتهر هلال الأسد في سوريا عامة واللاذقية خاصة، بأعماله التشبيحية المبالغ بوحشيتها، وعمل تحت إمرته أكثر الشبيحة شراسة في الساحل السوري.

لماذا “انتقمت” قوات الأسد من مدينة كفرزيتا بالكلور؟
بيروت – فرانس برس

أكد ناشطون معارضون وطبيب أن الجيش السوري النظامي استخدم الكلور في هجمات شنها الخميس على مقاتلي المعارضة في مدن بمحافظتي حماة وإدلب (شمال غرب). وقال محمد كرمان الناشط في اتحاد ثوار حماة إن “مدينة كفرزيتا في محافظة حماة تعرضت الخميس لقنابل ألقتها مروحية تحتوي على الكلور”. وأضاف أن “هذا الهجوم نفذ عقاباً للمدينة بعدما استخدمها مقاتلو المعارضة قاعدة لتنفيذ عمليات ضد الجيش في محافظة حماة”.

من جهتهم، وزع ناشطون في محافظة إدلب شريط فيديو يظهر مرضى بينهم أطفال يعانون على ما يبدو من أعراض اختناق ويتلقون العلاج في مستشفيات ميدانية. وقال الطبيب تاج الدين البكري الذي يعمل في المنطقة “نحن واثقون من استخدام النظام للكلور. يمكن تنشق الكلور على بعد كيلومترات والغاز الذي تسرب بعد الانفجارات كان أبيض يميل إلى اللون الأصفر”.

يذكر أنه سبق أن اتهم مسؤولون غربيون ومنظمات إنسانية النظام السوري باستخدام الكلور في هجمات على مناطق تسيطر عليها المعارضة.

إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة أنه في حال صحت هذه الاتهامات، فتلك الهجمات تتنافى مع معاهدة حظر الأسلحة الكيمياوية التي التزمت دمشق احترامها في إطار اتفاق حول تدمير الترسانة الكيمياوية السورية. وفي نهاية أبريل أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية أنها ستفتح تحقيقاً في ادعاءات بشن هجمات بالكلور.

هدنة جديدة بحمص.. ومعارك في إدلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
كثف الجيش السوري، السبت، قصفه على بلدتي دوما والمليحة في ريف دمشق، في وقت شهدت منطقة الوعر في حمص التي تسيطر عليها المعارضة هدنة بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية.

ففي دوما بالغوطة الشرقية، قال وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له إن سلاح الجو السوري قصف بلدة دوما المحاصرة، التي يسيطر عليها مسلحون معارضون، السبت فيما كانت قوافل الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري توزع المساعدات.

وأوضح ناشطون أن إحدى الغارتين استهدفت المنطقة المجاورة لأحد مستودعات تخزين المساعدات، مشيرين إلى أنه رغم الغارة فقد تم توزيع هذه المساعدات.

وقال الناشط حسن تقي الدين إنه تم توزيع 400 طرد من المساعدات “على كل الغوطة الشرقية”، موضحاً أن هذه الكمية تعد “قليلة جداً”.

وأشار تقي الدين إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها قوافل الأمم المتحدة والهلال الأحمر البلدة منذ مارس.

وفي المليحة، قال “اتحاد تنسيقيات الثورة” إن الجيش السوري استهدف البلدة الواقعة في الريف الدمشقي بثلاثة صواريخ “أرض-أرض” بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على محاورها.

كما تعرضت البلدة لاحقاً لأكثر من 10 غارات جوية شنتها الطائرات الحربية، وفقاً لناشطين.

وفي إدلب قال ناشطون إن الجيش الحر اقتحم حاجز بلدة كفر ياسين بريف المدينة الجنوبي، وسيطر على البلدة بعد مواجهات مع القوات الحكومية.

وبث ناشطون على الإنترنت مشاهد لتصدي مقاتلي المعارضة لطائرات الجيش السوري في بلدة الغنطو بريف حمص الشمالي.

وفي ريف حلب، تواصل القصف من الطيران الحربي بلدة تل رفعت، وسقط برميلين متفجرين على حي ‫‏مساكن هنانو وشن الطيران الحربي هجوما جويا على بلدة دارة عزة.‬

وشهد ريف اللاذقية اشتباكات بين مقاتلي “معركة الأنفال” من جهة والقوات الحكومية مدعومة بما يسمى “جيش الدفاع الوطني” من جهة أخرى في محيط المرصد 45 في جبل التركمان.

كما ارتفعت حصيلة القتلى في مدينة درعا في جنوب سوريا إلى 37 نتيجة قصف قام به مقاتلو المعارضة على تجمع انتخابي موال للرئيس السوري بشار الأسد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم السبت.

اتفاق هدنة بقرب حمص

على صعيد آخر، قال ناشطان سوريان إن مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية اتفقوا، الجمعة، على هدنة في منطقة تسيطر عليها المعارضة بالقرب من حمص.

وأضاف الناشطان أن الهدنة ستمكن الطرفين من التفاوض حول اتفاق يسمح للمعارضة بمغادرة منطقة الوعر، المقابلة لنهر العاصي من جهة حمص.

وفي بداية مايو، بدأ اتفاق هدنة سمح فيما بعد بإجلاء المئات من مقاتلي المعارضة من معاقلهم في حمص القديمة.

كيف يتعاطى السوريون مع ثلاث حملات انتخابية رئاسيّة لأوّل مرّة في تاريخهم؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — يصف بعض المتابعين المشهد الانتخابي السوري لـCNN بالعربية بـ”الغرائبي”، فإلى جانب مايعيشه اليوم من مآسٍ تحت ضغط ظروف الحرب، وتداعياتها الإنسانية والاقتصادية؛ وجد المواطن السوري نفسه للمرة الأولى يتجوّل بين عشرات الملصقات، والصور واللافتات، التي تحثّه على المشاركة بانتخاباتٍ رئاسية مرتقبة، في بلدٍ لمّ تنتهي أزمتها بعد، وتحاول إقناعه بالتصويت، والاختيار بين ثلاثة مرشحين رئاسيين، وهو ما لم يعهده من قبل، بعدما اعتاد العيش لسنوات “تحت ظل حكم حزبٍ واحد، وقائد واحد”، وكان عليه فقط أن يذهب للاستفتاء على استمراه بالحكم، أو “مبايعته” لسبع سنواتٍ جديدة، لكنّه اليوم، مطالب بالاختيار، الذي تراه الحكومة حقّاً وواجباً فرضه دستور سوريا الجديد 2012، فكيف يتلقى السوريون اليوم هذه الحملات الانتخابية؟ وهل تروق لهم فكرة الانتخابات ضمن الظروف الحالية؟ سؤالين حاولنا البحث عن إجاباتهما في دمشق، بانتظار موعد الاستحقاق الرئاسي في 3 حزيران/ يونيو 2014.

يقول وليد أحمد ، خرّيج علوم سياسيّة، للموقع، إن شعوره إزاء رؤية صور مرشحي الرئاسة الثلاث، وحملاتهم الانتخابية تملأ شوارع دمشق: “مختلف عن كل المرّات السابقة، خاصّة أننا كنّا نتعامل طيلة السنوات الماضية مع فكرة (الاستفتاء على مرّشح واحد)، وليس انتخابات يتنافس فيها عدة مرشحيّن، سابقاً لم نكن نرى سوى صورة (سيادته) في كل مكان، يبدو الشعور مختلفاً هذه المرّة، ليس سلبياً أو إيجابياً بالنسبة لي، لكنّه غريب، سيناريو جديد، لمسرحيّة جديدة، لم نعهدها من قبل.”

وحول تفاصيل تلك الحملات، وما لفته فيها، وصف وليد حملة المرشح الرئاسي حسّان النوري، بالـ”غبيّة”، على حد قوله، فرغم تركيزه على الوجع الاقتصادي، ورفعه شعاري الاقتصاد والتنمية، لكن هذا لا يعني أن يرفع شعارات تبدو غير مفهومة بالنسبة لنا كـ(الاقتصاد الحر الذكي).” على حد قوله، وبالمقابل يرى حملة ماهر حجّار: “أذكى لجهة مخاطبتها لمشاعر الناس”، ويوضح قائلاً: “استوقفتني كثيراً عبارة (من مات في سبيل غاية نبيلة فهو شهيد)، ربما استطاع حجّار من خلال هذا الشعار أن يثير بأذهاننا الأسئلة حول مفهوم الشهادة والتضحية في ظل الحرب التي تشهدها البلاد، فهل يبرأ بذلك كل ضحاياها؟ أم لا يعتبر أيّاً منهم شهيداً؟”

ويجد وليد أحمد أن حملة بشار الأسد الرسميّة: “احترافية، على مستوى التنظيم، وفي استفادتها من مواقع التواصل الاجتماعي، واستخدامها لشعار (سوا)، الذي يمكن أن يرتبط بالكثير من المرادفات، بدأت بالظهور تباعاً كـ(سوا أقوى)، (سوا بيرجع الأمان)… وهكذا.”، لكن لم يرق لوليد: “إدارج توقيع الأسد على الحملة، والصور الرسمية التي ظهر فيها مبدئياً ضمن إطار الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ينظر إمّا لليمين، أو اليسار، أو يضع النظّارات الشمسية، وكأنه لايريد النظر إلينا مباشرةً !!.”

ولازال وليد أحمد متردداً في اتخاذ قرار الاقتراع في الانتخابات الرئاسية السورية المقبلة، فبغض النظر عن إحساسه بأن “النتائج معروفة، ومرتبّة مسبقاً”، يتساءل: “منَ لديه وقت للمشاركة في الانتخابات وسط تفاصيل ما نعيشه يومياً من جرّاء الحرب؟، فبالنسبة لي كمواطن سوري أبحث عن ضمانةٍ لي في هذا البلد؛ لا أعوّل على النظام، بقدر ما تخيفني المعارضة التي يبدو وضعها كارثياً، ثمّ هل لدينا الوعي الكافي كشعب، لندخل في العملية الديمقراطية؟، بينما تتراكم لدينا رواسب المناطقية، والطائفية، أتمنى من أحد المرشحين الثلاث أن يخاطبني بصراحة، ويعترف بهذه المشاكل والعقد التي نعاني منها، ويكون لديه برنامج واضح، يخلصنا منها، وسأتوجه لانتخابه دون تردد، كما أرغب برؤية مرشحي الرئاسة في مناظراتٍ تلفزيونية، وإذاعيّة.”

ظهور مرشَّحَي الرئاسة الجديدين، لم يتأخر طويلاً على قنوات الإعلام المحلي السوري، حيث ظهر النوري في مقابلةٍ على الفضائية السوريّة، وتلاه ماهر حجّار بمقابلةٍ أجرتها معه قناة “الإخبارية السوريّة”، ثم تكرر ظهورهما على قنواتٍ سوريّة، وأخرى عربية، وعالمية من بينها شبكة CNN.

إلا أن الظهور التلفزيوني الأول لكلا المرشحين في المقابلتين على الإعلام الرسمي؛ حظي بالنصيب الأكبر من ردود الأفعال في أوساط السوريين، عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تراوحت بين “التندّر” حول ماقاله النوري، خاصةً حينما أعرب عن سعادته بتصديق الناس لكونه مرشّح رئاسي، و”الإعجاب” بجرأة إجابات حجّار، وطريقة تعاطيه “الحاسمة” مع أسئلة المذيعة التي تدير الحوار، واستفزازها المتكرر له، ومحاولات التقليل من شأنه، ورأى الكثير من المتابعين أن الظهورين التلفزيونيين الأولين للمرشحين الرئاسيين كان أقرب إلى “جلسات التحقيق” على الهواء، وقوبل بانتقادات شديدة اللهجة للإعلام السوري، حفلت بها تدوينات السوريين عبر “فيسبوك” بهذا الخصوص، ومن الملفت أن بينهم مؤيدون للأسد، وجدوا أنه من الواجب أن يعامل المرشحون الرئاسيون الثلاث، على ذات القدر من الاحترام، باعتبارهم يتمتعون بالحقوق ذاتها بحسب الدستور، وقانون الانتخابات، وتساءل البعض هل سيكون الحال مشابهاً فيما إذا استضافوا الأسد لسؤاله عن برنامجه الانتخابي؟

ويبدو السوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جريئين في تعاطيهم مع الحملات الانتخابية الرئاسية، سواءً بأخذها على محمل الجد، أو التهكّم منها… ذلك في العالم الافتراضي، ولكن ماذا عن العالم الحقيقي؟ يقول الصحفي ماهر المونس لـ CNN بالعربية: “أجريت مؤخراً استطلاعاً لآراء الشارع الدمشقي حول الانتخابات التي تجري للمرة الأولى، خلال سنواتي الست والعشرين التي قضيتها على تراب هذا البلد، واللافت هو تهرّب الكثيرين من الإجابة، البعض تحجج بالانشغال، وآخر قال إنه لا يحب السياسة، وثالث أدعى عدم مشاهدته لأي حملة انتخابية لأحد، وفي المحصّلة لاحظت من خلال رصدي ومتابعتي الصحفية نموذجين من الناس داخل مدينة دمشق؛ النموذج الأول هو المتحفظ، أو المتهرّب، أو من لا يريد الانتخاب، والثاني موالي ومؤيد للمرشح د. بشار الأسد، وبطبيعة الحال لا يمكن تعميم هذين النمطين على باقي المدن والمحافظات السوريّة.”

وهنا نشير إلى غياب لافتات الحملات الإنتخابية وصور مرشحي الرئاسة السورية الثلاث، على طول الطريق الدولي الرابط بين دمشق، وحمص، والذي شهد أحداثاً ساخنة، في معارك القلمون طيلة الأشهر الماضية، وكأن وهج الانتخابات ينطفيء بمجرد مغادرة العاصمة السورية، ليقتصر المشهد على نقاط التفتيش، وآثار الحرب، والدمار الذي خلفته، ثم تطالع المسافر الحملات الداعمة لـ بشار الأسد فقط لدى مروره بطرق التفافية حول حمص، وصولاً إلى مدينة حماة في وسط سوريا أيضاً، والتي تشهد حياة مستقرة نوعاً ما، وهنا يعود المشهد “الانتخابي التعددي” مجدداً، بظهور صور المرشحين جنباً إلى جنب، ولكنٍ بزخمٍ أقل من العاصمة، والحال يبدو مشابهاً في مدن الساحل السوري، مع بروز الدعم الكبير للأسد، عبر الحملات غير الرسمية التي تعبر عن دعمها له.

وحول ما إذا كانت فكرة المشاركة في الانتخابات الرئاسية تروق للشارع السوري اليوم؟ يجيب ماهر “من مشاهداته” كصحفي قائلاً: “فكرة الانتخابات تروق لأي مجتمع مستعد لها، لكن برأيي المناخ السياسي داخل البلاد ليس مهيئا لها بعد.” ويختم بالقول: “سمعت على إذاعة محلية محسوبة على الحكومة؛ رأياً لإحدى الشخصيات الموالية، قال فيه: (إن لم تكن هذه الانتخابات مقنعة، لكنها “بروفا” جيدة للمرات القادمة)، مع ذلك، برأيي لم تكن هذه “البروفا” معدّة بشكل جيد.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى