صفحات العالم

بوابة يمنية لخروج الأسد؟!

    راجح الخوري

يسعى الاميركيون في اجتماع روما مع المعارضة السورية الى ملاقاة الروس في نصف الطريق لحل للازمة السورية، وخصوصاً بعدما ادت الضغوط التي مارستها موسكو على دمشق الى الموافقة التي اعلنها وليد المعلم عن قبول دمشق بمحاورة جميع المعارضين بمن فيهم المسلحون.

هذا تطور مهم، اذ لم يعد هؤلاء مجموعات من “الارهابيين يجب القضاء عليهم” كما يقول النظام وكما كررت موسكو، ورغم ان هذا قد يمثل مدخلاً مفخخاً هدفه الفرز بين مسلحين من العسكريين ومسلحين من التنظيمات مثل “النصرة”، من الواضح ان موسكو والنظام يتعمدان اظهار حسن النية من خلال الرغبة في التفاوض.

قبل ايام قال جون كيري ان لديه افكاراً لن يفصح عنها الآن، لكنه في المؤتمر الصحافي مع نظيره البريطاني، لمح الى ما في ذهنه عندما قال انه يراهن على ان يغيّر الاسد موقفه. ليس واضحاً ما هو التغيير المقصود لكن المعارضة، سياسية وعسكرية، كررت رفض مفاوضة الاسد واصرت على اسقاطه.

هنا تكمن العقدة، لكن الاميركيين وربما الروس يراهنون على عامل نفاد الوقت بما يسمح بفتح باب ملائم لخروج الاسد على الطريقة اليمنية، بمعنى اننا الآن في الشهر الثالث من سنة 2013 ولأن ولايته تنتهي في 2014، فهذا يعني انه يبقى ثمانية اشهر هي اقل من كافية لترتيب الاوراق تمهيداً لاجراء انتخابات انتقالية، فاذا تمكن الروس من اقناعه بألا يترشح فان ذلك يمثل مخرجاً يحلّ عقدة خروجه بما قد يرضيه بعد حصوله على ضمانات بعدم الملاحقة، وبما يرضي المعارضة بعدم بقائه في السلطة، وهذا يتطلب فعلاً اكثر من ثمانية اشهر على اساس:

1 – تشكيل حكومة يرأسها نائب الرئيس وتضم حصصاً متفقاً عليها من المعارضين وعناصر الداخل بما يكفل عدم انهيار الدولة.

2 – تحديد بنود التفاوض واهدافها مثل روزنامة وقف النار وانسحاب المسلحين وتنظيم الاشراف على هذه العمليات.

3 – بدء عودة المهجرين وتنظيم عمليات الاغاثة ووصول المساعدات.

4 – وضع الاسس العامة للحل السياسي بالتعاون بين مكونات الحكومة الانتقالية المشكّلة ثلثاً من المعارضة وثلثاً من عناصر الدولة غير المتورطة في النزاع وثلثاً من الهيئات المدنية. وقد سبق للمعارضة ان اعلنت قبل يومين “ان مستقبل بلادنا المنشود يعني جميع السوريين بمن فيهم الشرفاء في الدولة والبعثيون وسائر القوى السياسية والمدنية والاجتماعية ممن لم يتورطوا في جرائم ضد الشعب”.

5 – الاتفاق على قانون انتخابي والتحضير للانتخابات وتحديد موعدها واطرها التنظيمية.

كل هذا يحتاج من الوقت ما يتجاوز عملياً موعد انتهاء ولاية الاسد، فهل تحلّ العقدة باقناعه بالخروج وعدم الترشّح، ام ان سوريا ستواصل الطريق الى الصوملة؟

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى