صفحات العالم

من يخاف علي مملوك وبثينة شعبان؟


    علي حماده

في واحدة من اهم العمليات الامنية في السنوات الاخيرة تمكن فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي من كشف مؤامرة تفجيرات كان يعد لها الوزير السابق ميشال سماحة بناء على طلب من رئيس مكتب الامن القومي السوري اللواء علي مملوك. كشفت المؤامرة ونجا شمال لبنان ومعه لبنان من شر مستطير. اعتقل ميشال سماحة واعترف بكل ما نسب اليه من تهم، بعدما ابرزت امامه تسجيلات صوتية وشرائط فيديو وصور فوتوغرافية تدعم كل التهم. انهار سماحة واعترف بدور علي مملوك الاساسي الذي سلمه المتفجرات في دمشق. وتكفلت بقية عناصر ملف التحقيق من تسجيلات، بكشف حقيقة دور المسؤول في النظام السوري، وهو يرئس مكتب الامن القومي المرتبط مباشرة بالرئيس بشار الاسد.

بحسب معلومات امنية، فقد صادر فرع المعلومات اقراصا صلبة تحوي آلاف الساعات من التسجيلات الهاتفية والمحادثات التي دأب سماحة على تسجيلها في لبنان وسوريا خلال لقاءاته واتصالاته مع اعلى المسؤولين السوريين ومعظم القيادات في ٨ آذار. وما تم تفريغه الى الآن من التسجيلات لا يتعدى المئة او المئة والخمسين ساعة. وهي تأخذ وقتا طويلا وجهدا لتحليلها. وآخر العنقود ما تم تسليمه بالامس الى القضاء العسكري من تسجيلات تثبت تورط مستشارة بشار الاسد الاعلامية بثينة شعبان في المؤامرة، وعلمها المسبق بها.

في الاساس، تحرك القضاء وما استطاع الفريق السياسي الذي ينتمي اليه سماحة ان يوقف عجلة الملاحقة القضائية لكون الملف اتى محكما. ومع ان القضاء لاحق سماحة، فإنه تحاشى ملاحقة علي مملوك واصدار استنابة قضائية كمتهم وليس كشاهد استماع.

اكتفت الدولة بمجموعة تصريحات لرئيس الحكومة لا طعم لها ولا لون. اما رئيس الجمهورية ميشال سليمان، فقال في احدى المناسبات العلنية انه ينتظر مكالمة من بشار الاسد يشرح له فيها خلفية القضية. وبالطبع لم يرد بشار، ولم يمنع سلوكه الرئيس سليمان من الاجتماع الى وليد المعلم في طهران على هامش مؤتمر عدم الانحياز.

لم يرد بشار، واستمر سفيره هنا في زيارة وزارة الخارجية رغما من انف ميشال سليمان، باعتبار وزير الخارجية عاملا عند الثنائي “امل” و”حزب الله” اولا وآخرا.

والى اليوم لم يتحرك القضاء اللبناني بجدية نحو المتورطين في سوريا. علي مملوك والان بثينة شعبان.

و السؤال: من يخيف القضاء؟ ومن يعرقل تحركه الطبيعي؟ ولماذا؟

هذه اسئلة نأمل ان نسمع اجابات عنها، كما نأمل ان تحض القضاء (نعرف ان بعضه خائف) على تجرع كأس الشجاعة واصدار مذكرات جلب بحق مملوك وشعبان وتسليمها عبر الانتربول.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى