صفحات العالم

تفكيك سورية و (اسرائيل العظمى)


  موفق محادين

لم تكن المعركة المفتوحة في سورية وعليها, معركة ديمقراطية وحقوق انسان وتداول سلطة، ولا معركة لتغيير النظام، ليس بدليل القوى السلفية والرجعية المحلية والعربية والامبريالية الامريكية التي قتلت مليون عراقي، وحسب، بل بدليل الاستحقاقات الصهيونية لهذه المعركة، وما تريد لكل المنطقة بما فيها الاردن..

ان معركة سورية اليوم، هي باختصار معركة (اسرائيل) بدليل حجم التجييش الدولي، السياسي والعسكري والاعلامي والمالي الذي يعكس النفوذ الصهيوني في كل هذه المحافل من الامم المتحدة، الى امبراطورية مردوخ الصهيونية الاعلامية واخواتها الى الصناديق المعروفة الى جماعات التكفير والجهاد الامريكي التي لم تطلق طلقة واحدة على هدف صهيوني.. الخ.

ولم تبدأ هذه المعركة منذ اشهر ولا مع ربيع الاسلام الامريكي وجماعات التمويل الاجنبي الليبرالية وثوراتها البرتقالية المشبوهة، بل منذ المؤتمر الصهيوني الاول في هرتزليا عام 2000 ثم المؤتمر الرابع الذي اعقب العدوان الاطلسي على العراق واحتلاله (مقررات كل مؤتمرات هرتسليا موجودة على الشبكة الالكترونية).

وبوحي هذه المقررات كتب اليهودي الامريكي،صديق الاسلام الامريكي وجماعات التمويل الاجنبي، روبرت ساتلوف (الطريق الى دمشق) كما انخرط المعهد الديمقراطي الامريكي (الوجه الاخر للوبي اليهودي) في الملف السوري واستضاف كل اطياف المعارضة السورية في البحر الميت.

اما ابرز ما جاء في المقررات المذكورة فهو استبدال مشروع اسرائيل الكبرى بمشروع اسرائيل العظمى وذلك في اطار محاولات العدو تجديد نفسه ودوره والسباق مع الزمن قبل ان تتبلور قوى اقليمية جديدة تتكامل مع دول البريكس خاصة روسيا والصين، حيث يتشكل العالم الجديد، ويمد ظلاله على خطوط النفط والغاز والطاقة الجديدة.

وكما تلاحظ المقررات فالمطلوب تحطيم العراق وسورية واستنزاف ايران ومصر في ازمات دورية لا تنتهي وتوظيف الصناديق والمنابر الاعلامية العربية الاخرى في خدمة هذا المشروع واعادة هيكلة العلاقة مع تركيا..

ويساعدنا التمييز والفرق بين اسرائيل الكبرى والعظمى على تبين وكشف ما بين السطور في الاستراتيجية الصهيونية المذكورة… فالاولى كانت مصممة للسيطرة على دول المنطقة في اطار سياسة ملء الفراغ الامريكية.. فيما الثانية تنطلق من صناعة الفراغ والفوضى الهدامة وتفكيك الدول الى كانتونات طائفية وجهوية متناحرة، والتعاطي مع الشرق الاوسط كجغرافيا حيوية (مجالات حيوية) تسمح بحضور صهيوني حول خطوط النفط والغاز وبتمرير الترانسفير والتوطين السكاني للاجئين (وليس التوطين السياسي) والتخلص نهائيا من (الخطر الديموغرافي الفلسطيني) عليها في اطار مشروع البنيلوكس (مركز اسرائيلي ومحيط عربي من الكانتونات).

العرب اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى