صفحات الحوار

لقاء مع الشيخ سعيد درويش عن “الهيئة الشرعية” في مدن الغوطة الدمشقية:

 

الشام دولة إسلام وأهلها أهل إسلام

دمشق ـ صبر درويش

ولد الشيخ سعيد درويش في مدينة سقبا في ريف دمشق، ودرس الفقه الاسلامي، وتخصص في جامعة الأزهر في القاهرة. ويُعدّ الشيخ درويش واحداً من أكثر علماء الدين في دمشق ممن دعموا ثورة الشعب السوري. عمل كإمام مسجد منذ ثلاثة عشر عاماً، وتنقل في مساجد الغوطة الشرقية، كمسجد العدنان والكبير في زملكا، ومسجد الحسن في جسرين. وهو اليوم يعد واحداً من أعضاء الهيئة الشرعية التي تشكلت حديثاً في مدن الغوطة المحررة.

مع الشيخ سعيد أجرينا الحوار التالي.

[متى قرر الشيخ سعيد الالتحاق بثورة الشعب السوري؟

ـ الثورة السورية ثورة مباركة، ثورة عظيمة، سيكون وراءها خير كبير إن شاء الله لكل أمة محمد (ص)، ولكل امم الأرض سواء، أكانوا مسلمين أو غير مسلمين، لأن هذا العمل الذي يعمله المجاهدون على الأرض لإزاحة هذا الظالم الطاغية، فيه من الخير ما يجعل كل من يسكن في الشام في أمن وأمان؛ فأنا فقبل الثورة السورية كنت احب ان اكون ثائراً وكل مسلم وكل إنسان صاحب منهج سوي لا يرضى الظلم، لأننا وكما قال ابن تيمية رحمه الله يقول: “إن الله ينصر دولة عادلة وإن كانت كافرة، ويهزم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة”. فالعدل أساس الملك، فكل عاقل وكل مسلم لا بد ان يثور على الظلم، الذي نعرفه منذ ان خلقنا على هذه الارض، ونحن منذ السبعينات والثمانينات والتسعينات نرى هذا الظالم يستبد ويستبيح المحرمات ويسرق المقدرات فكان لا بد ان نثور عليه.

[ هل ترددت بداية الامر في دعم الثورة السورية؟

ـ بفضل من الله عز وجل ما ترددت أبدا، لأنها أمر واضح للعيان، وكما يقول المثل العامي الذي لا يرى من الغربال أعمى؛ فمن اللحظة الاولى، ظهر ان هذا الشعب مقهور وفقير ضعيف، ينكل فيه هذا الظالم الغاشم، الذي إستباح حرمة الأطفال والنساء والمقدسات، أظن أنه لا يوجد إنسان عاقل يتردد في هذا العمل.

[ فضيلة الشيخ هل أنت راضٍ عن دور علماء الدين وأئمة الجوامع في دعمهم لثورة شعبهم ؟

ـ حسبنا الله ونعم الوكيل منهم من قام وقال كلمة الحق، ومنهم من لم يقل كلمة الحق، والأخيرون فئات فمنهم من هو خائف، ولا أظن ان مؤمناً يخاف غير الله عز وجل، قال تعالى “فلا تخشوهم واخشوني ان كنتم مؤمنين”. كثير من إخواننا ومشايخنا وعلماء أمتنا وعلماء شامنا تركوا الخطاب، ما فعلوا ذلك إلا خوفاً، أما من يقل “أنا ساكت من أجل درء الفتنة وما يحدث هو فتنة فهذا لا دليل له لا من قرآن ولا من سنة ولا من كلام أحد من السلف، وهم يعلمون ذلك ولكنهم خائفون، والخوف صفة تلازم ضعاف الإيمان.

[ يسعى الشعب السوري اليوم إلى إسقاط نظام الاسد ما البديل السياسي المقترح من وجهة نظرك؟

ـ انا كطالب علم، أقترح البديل، الأصل، أي ما هو في أصل الشعب. قال رسول الله (ص): (سلّ عامود الكتاب من خلف رأسي فأتبعته بصري فإذا هو بالشام)، والشام كنانة الله في أرضه يؤدي إليها خيرته من عباده. والشام شاء الناس أم أبوا شاءت دول العالم كلها أو أبت، لا بد أن يعود الإسلام إلى الشام، لأن تاريخ الأمة الإسلامية منذ أن كان أبو عبيدة بن الجراح (رضي الله عنه) قد فتح الشام إلى وقتنا هذا يقول ان الشام دولة إسلام وأهلها أهل إسلام ومن جلس معهم من هؤلاء من الطوائف أجمعين لا يرون من أهل الشام إلا الخير.

[ ما الذي منع كتائب الجيش الحر من التوحد حتى اللحظة الراهنة وهل للمال السياسي دور بذلك؟

ـ من أهم أسباب عدم توحد الإخوة المجاهدين، هو المال، النبي (ص)، وهو لا يتكلم إلا وحياً من الله عز وجل، قال: “إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال”. هذا الدعم الذي يأتي من الخارج إن لم يكن مضبوطاً ضبطاً سليماً ولم يوضع بأيدي أناس أمينين ووضع لأغراض سياسية معينة فهذا افتراء.

[ ما هو سبب وجود مؤيدين لنظام الاسد إلى هذه اللحظة بين أفراد الشعب السوري بعد هذا القتل الذي قام به؟ وما دور وجود العساكر المجندين في جيش الأسد؟

ـ المؤيدون إلى الآن نستطيع أن نجعلهم في خانات منهم من هو جاهل حقيقة الوضع، وهؤلاء قلة يجهلون حقيقة الوضع، والإعلام الأسدي مهيمن على رؤوسهم، لكن أغلبهم مرتزقة مستفيدون من النظام، أي يملكون المعامل والمتاجر والمصانع، كانوا يسيّرون مصالحهم مع النظام ويدفعون له ويبتزون الشعب، هم جزء من النظام، وهم لا يؤيدون بشار الأسد انما يؤيدون أنفسهم. الأسد على ما قاله المالكي، يقاتل بأبناء طائفته ونسائهم وأطفالهم، فلم يبقى لبشار من مؤيدين، حيث أن غالبيتهم من ابناء طائفته، ونسأل الله عز وجل ان يلهم هذه الطائفة رشدها فتعود إلى جادة الصواب. لأنها إذا ربطت مصيرها بمصيره، فمصيره معروف.

[ حدثنا عن المحكمة الشرعية؟ متى تم تأسيسها؟ وما الأعمال التي تقوم بها في الغوطة الشرقية أي منطقة محررة يحكمها الجيش الحر؟

ـ اولاً: المحكمة الشرعية تأسست من نحو ستة أو سبعة أشهر، على يد مجموعة من علماء الدين، وعلى رأسهم شيخنا أبو ثابت، ومن المؤكد أن للمحكمة الشرعية مرجعية لا بد أن نذكرها وهي تدعى الهيئة الشرعية، وهي بناء مؤسساتي كبير تتبع له لجان من كل بلد وهذه الهيئة الشرعية ينبثق منها مكتب قضائي، ومكتب تعليمي، ومكتب الدعوة والإرشاد، ومكتب البحث العلمي، ومكتب الفتوى، ومكتب إعلامي، ومكتب ذاتية، ومكاتب أخرى تحتاجه؛ كما ذكرنا من ضمن مكاتب الهيئة الشرعية:

المكتب القضائي: هو ابتدأ عمله منذ سبعة أو ثمانية أشهر وكانت فعاليته في عربين وزملكا وجوبر وعين ترما.

أما الهيئة الشرعية، فهي قديمة، أذكر أول إجتماع اجتمعنا فيه كان الشيخ أبو ثابت والشيخ زهران قائد لواء الإسلام الآن وأخ آخر معه اسمه أبو أسامة وأنا، في القابون في 13/11/2011 في ذلك الوقت تم طرح فكرة الهيئة الشرعية لدعم الثورة السورية، فقمنا باجتماعات عدة وكنا نجيب على بعض الأسئلة الفقهية والشرعية التي تأتينا من إخواننا المجاهيدين.

والحمد لله الآن المكتب القضائي (المحكمة) والذين يحكمون فيها هم أهل الاختصاص أي عندنا قضاة مجازون إجازات قضائية ومحامون محققون وكلهم أصحاب خبرة لكنهم لا يعملون بالخبرة وحدها فعندهم ايضا مراقبون شرعيون.

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى