أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 29 تشرين الأول 2015

اجتماع فيينا يختبر نيات روسيا وإيران

موسكو – رائد جبر ,باريس – رندة تقي الدين ,نيويورك، الرياض – «الحياة»

تتجه الأنظار يوم غد الجمعة إلى فيينا حيث ينعقد اجتماع دولي موسع مخصص لمناقشة سبل تسوية الأزمة السورية. وسيشكل الاجتماع اختباراً لـ «جدية» روسيا وإيران في التوصل إلى حل سياسي، وفق ما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، علماً أن الاجتماع سيكون الأول الذي سيجمع السعودية وجهاً لوجه مع إيران في خصوص سورية. واستبقت فرنسا وحلفاء غربيون وإقليميون اجتماع العاصمة النمسوية بموقف موحّد طالب بضرورة وضع جدول زمني محدد لمغادرة الرئيس بشار الأسد الحكم في إطار أي اتفاق على مرحلة انتقالية في سورية.

ويُفترض أن تستضيف فيينا مساء الخميس اجتماعاً رباعياً تمهيدياً يضم وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف والسعودية عادل الجبير وتركيا فريدون سينيرلي أوغلو، قبل الاجتماع الموسع الذي سينعقد الجمعة وتشارك فيه 10 دول معنية بالنزاع السورية، إضافة إلى مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني. وقال مصدر روسي إنه سينضم إلى هؤلاء الوزراء الأربعة الجمعة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف ووفد رفيع، وهذا ما أكدته طهران ووزيرا خارجية مصر سامح شكري ولبنان جبران باسيل ووكيل وزارة الخارجية العراقية.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض أمس، إن محادثات جنيف لن تكون مجدية إلا إذا دعي إليها كل الأطراف المعنية، مشيراً إلى أن مشاركة إيران يجب ألا تغطي على جهود إيجاد حل للأزمة السورية. ونقلت وكالة «رويترز» عن الناطق إريك شولتز قوله للصحافيين: «الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك روسيا وإيران لحل الصراع في سورية». ويتزامن انعقاد اجتماع في فيينا مع تصعيد روسيا حملتها الجوية في سورية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طيرانها «نفذ 71 طلعة في سورية خلال الساعات الـ24 الماضية، مستهدفاً 118 موقعاً تابعاً للإرهابيين». مشيرة إلى ضرب مواقع قيادة لـ «جيش الإسلام» قرب دمشق. لكن الضربات الروسية لم تمنع، كما يبدو، المعارضة من تحقيق تقدم ميداني، إذ أفيد أمس بأنها سيطرت على بلدة سكيك في ريف إدلب الجنوبي والتي كان النظام قد استولى عليها بعد أسبوع تقريباً من بدء الحملة الجوية الروسية.

سياسياً، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند في الرياض أمس: «إذا كانوا (الروس والإيرانيون) جادين فسنعرف ذلك، وإذا لم يكونوا جديين فسنعرف ذلك أيضاً ونتوقف عن تضييع الوقت معهم». وأضاف أن المحادثات في فيينا والتي ستستغرق يومين (مساء الخميس والجمعة) تشكل اختباراً «لنيات الإيرانيين والروس»، واعتبر أنها فرصة «لتضييق الفجوة» بين إيران وروسيا من جهة والدول الأخرى حول دور الرئيس السوري بشار الأسد. وقال الجبير: «يجب التأكد بشكل واضح من أن الأسد سيرحل».

من جهته، قال هاموند إن روسيا وإيران تؤكدان حق الأسد في الترشح لولاية رئاسة جديدة لكن «يديه ملطختان بالدم».

وفي برلين (أ ف ب)، قال وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير الأربعاء، إن من غير المرجح تحقيق اختراق خلال محادثات فيينا. وقال في تصريح عبر تويتر: «لا أتوقع تحقيق اختراق كبير، لأن الوضع في منطقة النزاع لا يزال مشتعلاً والاختلاف في المواقف كبير جداً». ورحب بجلوس وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية حول طاولة واحدة.

وانتقد هشام مروة نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أي مشاركة لإيران في المحادثات، وقال لـ «رويترز»: «إيران لا تعترف ببيان جنيف. مشاركة (إيران) في المحادثات تقوض العملية السياسية».

وفي بيروت، أكدت مصادر وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل أنه سيشارك في اجتماع فيينا. وقال باسيل: «سنقوم بكلّ ما علينا من أجل محاربة الإرهاب، والمساعدة في إعطاء الفرصة لشعوب المنطقة للتعبير عن رأيها والأخذ بخياراتها».

وفي نيويورك، قال ديبلوماسي أوروبي في مجلس الأمن إن اجتماع باريس في شأن سورية «يهدف الى تنسيق المواقف بين الدول ذات التفكير المشترك لتحديد كيفية الرد على العمل العسكري الروسي في سورية الذي يستهدف بنسبة ٨٠ في المئة منه المجموعات غير المتطرفة، قبل الانتقال الى اجتماعات فيينا». وشدد على ضرورة «عدم ترك الساحة لروسيا لتحدد كيفية رسم مسار العملية الانتقالية في سورية» مشيراً الى أن النقاشات الآن «تتركز على تحديد مدة المرحلة الانتقالية التي نريد نحن أن تكون أقصر ما يمكن للتوصل الى مستقبل لسورية من دون الأسد». وقال إن «ما نأمله من اجتماعات فيينا هو الخروج بنوع من خريطة طريق لتطبيق بيان جنيف وتحديد أسس المرحل الانتقالية».

وبدأت فرنسا وبريطانيا وإسبانيا مشاورات في مجلس الأمن حول مشروع قرار مشترك أعدته يهدف الى «حظر استخدام البراميل المتفجرة في سورية» ويهدد «بفرض عقوبات تحت الفصل السابع على مستخدميها» وينشئ آلية متابعة لتطبيق القرار.

 

مديرا الاستخبارات الأميركية والفرنسية: انتهى الشرق الأوسط ولا تسويات قريبة

واشنطن – أ ف ب

أعلن مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه في واشنطن خلال مؤتمر حول الاستخبارات عُقد أول من أمس، أن «الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة»، مؤكداً أن دولاً مثل العراق أو سورية لن تستعيد أبداً حدودها السابقة.

وقال باجوليه وهو مدير الإدارة العامة للأمن الخارجي «دي جي أس إيه» في المؤتمر الذي شارك فيه أيضاً مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» جون برينان، إن «الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى وأشك في أن يعود مجدداً». وأضاف: «نحن نرى أن سورية مقسمة على الأرض، النظام لا يسيطر إلا على جزء صغير من البلد: ثلث البلد الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية. الشمال يسيطر عليه الأكراد، ولدينا هذه المنطقة في الوسط التي يسيطر عليها داعش». وأكد أن «الأمر ذاته ينطبق على العراق»، مضيفاً: «لا أعتقد أن هناك إمكانية للعودة إلى الوضع السابق».

وأعرب باجوليه عن «ثقته» بأن «المنطقة ستستقر مجدداً في المستقبل، ولكن وفق أي خطوط؟ في الوقت الراهن، لست أعلم. ولكن في مطلق الأحوال، ستكون مختلفة عن تلك التي رُسِمت بعد الحرب العالمية الثانية». وأضاف أن «الشرق الأوسط المقبل سيكون حتماً مختلفاً عن الشرق الأوسط ما بعد الحرب العالمية الثانية».

بدوره أبدى مدير الـ «سي آي إيه» وجهة نظر قريبة من وجهة نظر نظيره الفرنسي.

وقال برينان: «عندما أنظر إلى الدمار في سورية وليبيا والعراق واليمن، يصعب علي أن أتخيل وجود حكومة مركزية في هذه الدول قادرة على ممارسة سيطرة أو سلطة على هذه الحدود التي رُسمت بعد الحرب العالمية الثانية».

من جهة ثانية، اعتبر المسؤول الأميركي أن «الحل العسكري مستحيل في أي من تلك الدول». واعتبر أنه من الخطأ الذهاب مباشرة في اتجاه البحث عن «تسوية نهائية» في الوقت الراهن، بل يجب اعتماد استراتيجية الخطوات الصغيرة عبر السعي أولاً إلى «خفض درجة الحرارة، وخفض حدة النزاع، بناء بعض الثقة بين الأطراف الموجودين هناك والراغبين فعلاً بالتوصل إلى تسوية سلمية».

وأدلى المسؤولان الفرنسي والي بهذه التصريحات، خلال مؤتمر حول الاستخبارات نظمته جامعة جورج واشنطن في العاصمة الفيديرالية الأميركية.

 

الجبير: الدول الأربع ستجتمع في فيينا بحثاً عن حل سياسي في سورية

الرياض – «الحياة»

بحث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند اليوم (الأربعاء) السبل الممكنة لوصول الدول الأربع المتحالفة في شأن سورية، وذلك خلال اجتماعهم المقرر انعقاده يومي الخميس والجمعة المقبلين.

وأفاد الجبير أن اجتماع فيينا في الأسبوع الماضي واجتماع باريس الذي شمل الدول الأربع اشتمل على مجموعة موسعة أكثر من الدول المتحالفة في دعم المعارضة السورية، ثم سيشمل الاجتماع دول أخرى من المنطقة لاختبار نوايا هذه الدول في ما يتعلق بإيجاد حل للازمة السورية، وعلى رأسها يكون موعد ووسيلة رحيل بشار الأسد، متمنياً أن تثمر هذه الجهود.

ولفت الجبير النظر خلال كلمته في مؤتمر صحافي جمعه  بهاموند في مقر وزارة الخارجية بالرياض، إلى أن اجتماعاته مع الوزير البريطاني تناولت موضوعات عدة مهمة، على غرار موضوع سورية الذي أكد فيه أهمية إيجاد حل يرتكز على مبادئ مؤتمر «جنيف 1» أساس له، وإنشاء مجلس انتقالي يدير أمور البلاد، ويحافظ على المؤسسات المدنية والعسكرية، ويهيئ سورية لمستقبل مشرق، ويسهم في توفير الأجواء الصحية المناسبة لوضع دستور جديد للبلاد، يؤهل لإجراء انتخابات عادلة، مشيراً إلى أن هذا الحل يجب أن لا يكون لبشار الأسد فيه أي حضور أو وجود.

وفي ما يتعلق في الشأن العراقي أوضح الجبير أنه تم شرح لهاموند كيفية دعم جهود الحكومة العراقية الرامية في تطبيق الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها في العام الماضي، بإشراك جميع الطوائف العراقية في اتخاذ القرار لتعزيز مواجهة الإرهاب، مبيناً أن الخطوات التي اتخذتها المملكة من أجل التواصل مع الأشقاء في العراق من أجل بناء علاقات أفضل بين البلدين، منوهاً بالجهود التي تقوم بها حكومة العبادي في مواجهة التحديات، مؤكداً دعم المملكة لجهود حكومة العبادي الرامية لتطبيق الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها في الصيف الماضي.

وأكد الجبير أنه تم بحث الأوضاع في اليمن وأهمية إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة، مشيراً إلى أن الخيار العسكري كان آخر الخيارات بالنسبة للمملكة وجاء نتيجة طلب من الحكومة الشرعية في اليمن وحماية للأراضي والمواطنين السعوديين من الصواريخ البالستية والأسلحة الثقيلة التي كانت بحوزة المتمردين «الحوثيين» والرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأنه جاء لفتح المجال للعملية السلمية في اليمن.

وهناك اتفاق الآن بين الأطراف اليمنية لعقد اجتماعات مع المبعوث الأممي لتطبيق قرار مجلس الأمن 2216، والسعودية ترحب بذلك وتؤيده، وشدد على أهمية العمل الإنساني في اليمن وتكثيف الجهود الرامية لإيصال هذه المساعدات، وأن جميع الموانئ اليمنية سواء في عدن أو على البحر الأحمر بالإمكان إرسال سفن لها لإيصال المساعدات الإنسانية. وأفاد الجبير أنه تم بحث مع وزير الخارجية البريطاني موضوع عملية السلام وأهمية إيجاد حل للنزاع العربي الإسرائيلي، الذي له أكثر من 60 عاماً على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وأهمية أن لا يتوسع هذا النطاق ويكون عنصر في دعم التطرف والإرهاب في المنطقة وفي العالم.

من جهته، أعرب هاموند عن سعادته بتواجده في السعودية، مبيناً أن الاجتماعات التي عقدت مع قيادات المملكة ناقشت قضايا كثيرة وموضوعات كثيرة ذات العلاقة الثنائية بين البلدين .

وأكد هاموند أن «بريطانيا والسعودية بينهما علاقة راسخة لمنفعة البلدين، وهناك تعاون في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب والدفاع والتجارة والاستثمار، وأيضاً العمل معاً في مجالات التنمية البشرية والتنمية الاجتماعية مثل توسيع النظم التعليمية في جميع المجالات التي ناقشناها أثناء الاجتماعات هذا الصباح»

وأوضح أنه «تم الاتفاق على تسريع المناقشات السياسية في اليمن لضمان أن قوات «الحوثيين» وصالح تحضر إلى مائدة المفاوضات وتكون راغبة في الدخول في مناقشات جدية حول تشكيل مرتكزات حكومية تفي بجميع المصالح في اليمن وتحترم الحكومة الشرعية لليمن التي تعمل الآن من السعودية»، مبيناً أنه تم البحث حول فتح موانئ البحر الأحمر لمزيد من الحركة التجارية، وأن تكون مفتوحة ليس فقط للمساعدة الإنسانية بل تشمل الشحنات التجارية للوقود والأغذية.

وأكداً استعداد بريطانيا لدعم أي عمل تقوم به التحالف لتعزيز الوصول إلى الموانئ اليمنية وتنشيط الحركة التجارية الدولية . وقال إنه «لدينا مناقشات منتظمة حول هذا الوضع في سورية منذ أربعة أسابيع، ويوم الجمعة سنجلس مع (3 + 1) والروس والقوى الإقليمية بما فيها إيران لبحث الممكن لردم الفجوة الموجودة الآن ما بيننا وبين الموقف الروسي والإيراني .

 

طائرات يعتقد أنها روسية قصفت درعا للمرة الأولى

بيروت – رويترز

قالت جماعة معارضة و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الخميس)، أن طائرات حربية يعتقد أنها روسية، قصفت أهدافاً في محافظة درعا جنوب سورية، للمرة الأولى مساء أمس.

وإذا ما تأكد هذا، فستكون الضربات الجوية على منطقة تل الحارة هي أعمق نقطة تقصفها الطائرات الروسية في جنوب سورية، منذ أن بدأت حملتها الجوية لمساندة الرئيس السوري بشار الأسد منذ نحو شهر.

وتقع تل الحارة على بعد أقل من 20 كيلومتراً من هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل.

ورجّح بشار الزعبي، رئيس المكتب السياسي لـ «جيش اليرموك»، أحد فصائل المعارضة في درعا، أن تكون الطائرات روسية هي من قصفت تلك الأهداف، مشيراً إلى أن سلاح الجو السوري لم يشنّ أي غارات خلال الليل.

 

روسيا ترفض مشروع قرار حول البراميل المتفجرة في سورية

نيويورك – أ ف ب

عارضت روسيا اليوم (الأربعاء) مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يرمي إلى «وقف عمليات القصف بالبراميل المتفجرة في سورية»، معتبرةً أن من شأنه أن يسيء إلى محادثات السلام الجارية.

وأعدت فرنسا وبريطانيا وإسبانيا النص الذي يهدف إلى منع استخدام الذخيرة البدائية الصنع، وفرض عقوبات على النظام السوري المتهم بإلقاء البراميل المتفجرة على المدنيين.

ورد نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة بيتر ايليشيف بـ «لا»، عندما سئل عما إذا كانت روسيا تؤيد النص، قائلاً: «خصوصاَ في هذا الوقت الدقيق للغاية»، ملمحاً إلى مساعي المجتمع الدولي لإيجاد حل سلمي للنزاع الذي يمزق سورية منذ أربعة أعوام وأسفر عن سقوط 250 ألف قتيل، إضافة إلى ملايين النازحين واللاجئين.

وشدد أمام الصحافيين بالقول: «يجب أن لا نعرّض المساعي المبذولة حالياً للخطر».

 

بوتين يحذر من الشرق الأوسط «مُصدّر الإرهابيين» إلى العالم

موسكو – «الحياة»

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع لرؤساء استخبارات بلدان رابطة الدول المستقلة في موسكو امس، من ان «الشرق الأوسط اصبح مركزاً لتصدير الإرهابيين الى مناطق اخرى». وشدد على ان «اي دولة في العالم لا تستطيع مواجهة الإرهاب وحدها، لذا لا يمكن لدولنا أن تتطور بلا تنسيق فاعل لعمل اجهزة الاستخبارات».

واعتبر ان «الأخطار التي تهدد بلدان الرابطة غدت اكبر مع تدهور الوضع في الشرق الأوسط وأفغانستان»، منبهاً الى ان «الإرهابيين يستغلون الشرق الأوسط كقاعدة لتدريب مقاتلين جدد قبل إرسالهم إلى مناطق أخرى لزعزعة الاستقرار».

وأعلن مدير هيئة الأمن الفيديرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف في الاجتماع أن انضمام جزء من المسلحين في افغانستان إلى تنظيم «داعش» يُفاقم خطر التغلغل الإرهابي في منطقة آسيا الوسطى. ورأى ان «السياسة المزدوجة» لدول كبرى تتسبب في تزايد قوة «داعش».

وكشف ان معلومات امنية تفيد بأن «40 في المئة من عناصر داعش مرتزقة أجانب يتحدرون من أكثر من مئة بلد، فيما تتألف نحو 10 مجموعات مقاتلة في سورية من روس وأوكرانيين وجورجيين ومواطنين من دول آسيا الوسطى».

 

مقتل 35 عاملاً طبياً ومريضاً في غارات استهدفت 12 مستشفى في سورية

بيروت – أ ف ب

قتل 35 عاملاً ومريضاً سورياً على الأقل في ضربات جوية استهدفت 12 مستشفى في ثلاث محافظات في سورية منذ نهاية أيلول (سبتمبر)، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان، وفق ما أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” اليوم (الخميس).

وقالت المنظمة في بيان “لقي ما لا يقل عن 35 عاملاً طبياً ومريضاً سورياً مصرعهم وجرح 72 آخرون في ظل زيادة كبيرة للضربات الجوية على المستشفيات في شمال سورية”.

وبحسب البيان “استهدفت الهجمات المتصاعدة التي بدأت أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي، وامتدت طيلة تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، 12 مستشفى في محافظات إدلب (شمال غربي) وحلب (شمال) وحماة (وسط)، بينها ستة مستشفيات تدعمها المنظمة”.

وبدأت روسيا شن ضربات جوية في سورية في 30 أيلول (سبتمبر)، وتقول إنها تستهدف مجموعات “إرهابية” لتضاف هذه الحملة الجوية إلى غارات لقوات النظام وأخرى يشنها الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن ضد متطرفي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وأعلن “اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية” أول من أمس، في بيان أن ثلاثة مستشفيات يدعمها، أحدها في في ريف حلب الشرقي واثنان في ريف حماة الشمالي، تعرضت لغارات جوية في غضون أسبوع.

وتسببت الغارات، وفق “اتحاد المنظمات”، بمقتل عشرة مرضى وإصابة ثمانية مدنيين بجروح وخمسة كوادر طبية في حالات حرجة.

ويوم الخميس الماضي، أعلنت “الجمعية الطبية الأميركية – السورية” أن طائرات روسية استهدفت في تسع ضربات جوية خمس مستشفيات ميدانية على الأقل في محافظات سورية عدة، ما أدى إلى مقتل مدنيين وعدد من الكوادر الطبية.

ولكن روسيا نفت بشدة صحة هذه التقارير، وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي “أريد أن أنفي كل هذه المعلومات”.

وقال رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” إلى سورية سيلفان غرو، في بيان اليوم “بعد مرور أكثر من أربع سنوات على الحرب لا أزال مذهولاً كيف أن جميع أطراف النزاع يخرقون القانون الإنساني الدولي بسهولة”.

وأفدت المنظمة “اضطر عشرات الآلاف من السكان إلى ترك منازلهم نتيجة للهجمات الواسعة في المنطقة (شمال سورية)، حيث التجأ بعضهم إلى الحقول والقرى القريبة وآخرون فروا إلى مناطق أبعد”.

وأحصت انضمام “قرابة 1700 أسرة إلى 110 آلاف نازح سوري في أربعة مخيمات منتشرة حول أطمة في محافظة إدلب”، مبدية خشيتها على مصيرهم “في ظل بدء انخفاض درجات الحرارة، ناهيك عن الصعوبة التي يواجهها هؤلاء النازحون في الحصول على الرعاية الصحية”.

وأعلنت الأمم المتحدة الاثنين أن 120 ألف شخص على الأقل نزحوا من جراء المعارك في محافظات حلب وحماة وادلب منذ مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.

 

أول اختراقات فيينا مشاركة إيران في محادثات سوريا السعودية تراها “اختباراً للنيّات” وواشنطن “فرصة للانفتاح

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

للمرة الاولى تشارك ايران، الحليف الأساسي للنظام السوري في الشرق الاوسط، غداً في فيينا في المحادثات الدولية في شأن النزاع السوري، الأمر الذي يعتبر منعطفاً ديبلوماسياً مهماً يلبي رغبة موسكو. وأعلنت السعودية ان المحادثات الدولية ستشكل اختباراً لمدى “جدية” روسيا وايران للتوصل الى حل سياسي في سوريا. ورأى وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان هذه المحادثات لن تؤدي الى حل سياسي فوري، لكنها قد تكون افضل فرصة لانقاذ سوريا من “الجحيم”.

 

ونقل التلفزيون الايراني عن الناطقة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية أفخم: “لقد تسلمنا الدعوة وتقرر ان يشارك وزير الخارجية (محمد جواد ظريف) في المحادثات”.

وأوضح مصدر ديبلوماسي روسي أن هذه “المحادثات الموسعة” سيسبقها مساء اليوم اجتماع رباعي يضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظراءه الاميركي والسعودي والتركي كيري وعادل الجبير وفريدون سينيرلي اوغلو. وكان لقاء رباعي أميركي – روسي – تركي وسعودي اول انعقد الجمعة الماضي في قصر بفيينا للبحث في آفاق تسوية النزاع في سوريا.

وستكون هذه المشاركة الاولى لطهران، ذلك انها في 2012 لم تشارك في مؤتمر جنيف-1 عن سوريا ودعوتها للمشاركة في محادثات جنيف-2 في 2014 وسحبها الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون اثر اعتراض الولايات المتحدة والسعودية.

وقد شددت روسيا من جهتها منذ بدء النزاع في سوريا على مشاركة ايران. لكن الولايات المتحدة رفضت بحزم هذه المشاركة، قبل ان تبدأ الثلثاء تليين موقفها بشكل مفاجئ.

ومن المتوقع أن يحضر محادثات فيينا إجمالا نحو 10 مشاركين. ولم يتضح ما اذا كانت وجهت أي دعوات للحضور إلى الحكومة السورية أو المعارضة مع أن أياً من الجانبين لم يحضر المحادثات السابقة في فيينا.

وأغضبت المشاركة الايرانية “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي يتخذ تركيا مقرا له ويسانده الغرب، معتبراً إن مشاركة إيران في المحادثات ستقوض الجهود السياسية. ولاحظ نائب رئيس الائتلاف هشام مروة ان “إيران لديها مشروع واحد فقط – الحفاظ على الأسد في السلطة… هم لا يؤمنون بمبدأ المحادثات”.

 

“جدول زمني لرحيل الاسد”

وهذه المرة ستنضم ايران “المدعوة من الولايات المتحدة” في فيينا الى وزراء الخارجية الروسي والاميركي والسعودي والتركي وكذلك اللبناني جبران باسيل والمصري سامح شكري. ولم يبلغ العراق بعد ما اذا كان وزير خارجيته سيحضر الى فيينا. كما سيحضر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند والفرنسي لوران فابيوس والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني.

وصرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني في الرياض: “اذا كانوا (روسيا وايران) جديين فسنعرف ذلك، واذا لم يكونوا جديين فسنعرف ذلك أيضاً ونتوقف عن تضييع الوقت معهم”. وقال إن المحادثات التي ستستغرق يومين تشكل اختباراً “لنيات الإيرانيين والروس”. وأضاف أن السعودية وحلفاءها سيعقدون اجتماعا منفصلا الجمعة قائلاً: “سيعقد اجتماع يوم الجمعة مع مجموعة موسعة من الدول الداعمة للمعارضة السورية كما سيشمل الاجتماع دولا أخرى من المنطقة لاختبار نيات هذه الدول في ما يتعلق بإيجاد حل للأزمة السورية وعلى رأسها يكون موعد ووسيلة رحيل بشار الأسد”.

وأمل هاموند أن يشجع الاجتماع على الحوار بين الفئات المتنافسة التي تساند أطرافاً متصارعين في الصراعات في أنحاء العالم العربي. وقال: “السعودية وإيران هم أهم وأقوى بلدين في هذه المنطقة ومما يحقق مصالح المنطقة على المدى الطويل أن يتمكن هذان البلدان أخيراً من التباحث وأن يتمكنا من مناقشة الخلافات وأن يتمكنا من البحث عن حلول سلمية”.

وقال مصدر ديبلوماسي في انقرة إن تركيا التي تساند المعارضة المناهضة للأسد ليس لديها اعتراض على مشاركة إيران في محادثات في شأن الأزمة السورية.

أما فرنسا، التي رحبت بالمشاركة الايرانية، فأكدت انها تريد ان تبحث خلال المشاورات في “جدول زمني محدد” لرحيل الاسد.

 

فرصة للخروج من “الجحيم”

وقال كيري في كلمة عن السياسة في الشرق الاوسط أمام معهد كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن قبيل سفره الى فيينا: “بما ان محاولة ايجاد سبيل للتقدم حول سوريا لن تكون سهلة، ولن تكون تلقائية، فنرى ان هذه اكثر فرصة واعدة للانفتاح السياسي”. واضاف ان “التحدي الذي نواجهه في سوريا اليوم هو تحديد طريق للخروج من الجحيم”.

وأكد ان ايران، ستشارك في هذه المحادثات للمرة الاولى الى جانب روسيا الداعم العسكري الرئيسي لدمشق.

وتعارض واشنطن موقف موسكو في الشأن السوري، وقد اتهمت القوات الروسية بتركيز الحملة الجوية على جماعات المعارضة المعتدلة المناهضة للاسد، عوض استهداف جهاديي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش). و”لكن من الواضح أيضاً ان لدى روسيا والولايات المتحدة أرضية مشتركة واسعة حول هذا الامر”، كما قال كيري، مؤكداً ان كلا الجانبين يريد “سوريا متحدة وعلمانية” حيث يمكن المواطنين اختيار رئيسهم من طريق الانتخابات. وأضاف: “نحن متفقان على انه يمكن تحقيق هذه الخطوات ويمكن انقاذ سوريا من خلال تسوية سياسية فقط”. وشدد على انه لا يمكن السماح لـ”رجل واحد” (الاسد) بالوقوف في طريق السلام. وخلص الى انه “في نهاية المطاف، لهزيمة داعش يجب انهاء الحرب في سوريا، وهذا هو هدف الولايات المتحدة”.

وقال البيت الأبيض إن محادثات فيينا لن تكون مجدية إلا إذا شارك فيها جميع الأطراف المعنيين، مشيراً إلى أن دعوة إيران للمشاركة لا تبرئها من أي دور لها في الأزمة.

الى ذلك، لا يزال مصير الرئيس السوري موضوعا خلافيا يثير الانقسام بين واشنطن وموسكو الداعم الاساسي لدمشق. وفي هذا المجال، اعرب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية “سي آي إي” جون برينان الثلثاء عن ثقته بأن الروس يريدون في نهاية المطاف رحيل الاسد لايجاد حل للنزاع في بلاده، ولكن السؤال هو “متى وكيف سيتمكنون من دفعه” الى الرحيل.

 

قطر

وفيما تنضم قطر الى محادثات فيينا، نقلت قناة “الجزيرة” الفضائية التي تبث بالإنكليزية عن وزير الخارجية القطري خالد العطية امس استبعاده إرسال قوات قطرية لمحاربة الحكومة السورية.

وكان العطية صرح قبل أسبوع بأن قطر – وهي من الداعمين الرئيسيين لقوات المعارضة التي تقاتل حكومة الرئيس بشار الأسد – قد تقوم بتدخل عسكري رداً على حملة جوية روسية تساند الأسد.

وقال أمس: “ما نشهده وما نخشاه هو صراع عربي- فارسي نريد تجنبه”. وحض إيران على “تهدئة خطابها… من أجل تيسير الحوار”.

 

لقاء أمريكي إيراني قبل المباحثات الموسعة حول سوريا في فيينا

فيينا- (أ ف ب): يلتقي وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري الخميس في فيينا نظيره الايراني محمد جواد ظريف قبل المباحثات الدولية حول سوريا التي تشارك فيها طهران وروسيا، ابرز حليفين للنظام السوري، وفق مصدر دبلوماسي.

 

وقال المصدر إن “كيري سيلتقي بعد ظهر اليوم في فيينا وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف”.

 

وتشارك طهران للمرة الاولى الجمعة في المباحثات التي يسبقها مساء اليوم لقاء بين وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والسعودية هو الثاني في خلال اسبوع.

 

السعودية: مشاركة إيران في مباحثات فيينا اختبار لجديتها وفرنسا تريد «جدولا زمنيا محددا» لرحيل بشار الأسد

تأكيد دعوة مصر والعراق ولبنان لمشاورات الأزمة السورية… وبرلين لا تتوقع اختراقا

عواصم ـ «القدس العربي» ـ وكالات: قال وزير خارجية السعودية عادل الجبير الأربعاء إن المحادثات الدولية في فيينا الخميس ستشكل اختبارا لمدى «جدية» روسيا وإيران للتوصل الى حل سياسي في سوريا.

وأوضح في مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند «إذا كانوا جديين فسنعرف ذلك، وإذا لم يكونوا جديين فسنعرف ذلك أيضا ونتوقف عن تضييع الوقت معهم».

وأضاف أن المباحثات التي ستستغرق يومين تشكل اختبارا «لنوايا السوريين والروس».

واعتبر أن المحادثات فرصة «لتضييق الفجوة» بين إيران وروسيا من جهة، والدول الأخرى حول دور الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال الجبير»يجب التأكد بشكل واضح من أن الأسد سيرحل».

من جهته، قال هاموند إن روسيا وإيران تؤكدان حق الأسد في الترشح لولاية رئاسة جديدة لكن «يديه ملطختان بالدم».

قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، أمس الاربعاء، إن وزير الخارجية سامح شكري سيشارك في محادثات دولية بشأن سوريا في فيينا بالنمسا غدا الجمعة.

ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الخارجية أحمد أبو زيد قوله إن شكري سيتوجه من العاصمة الهندية نيودلهي إلى فيينا مساء اليوم الخميس لحضور المحادثات التي يشارك فيها وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا.

وكانت روسيا طلبت توسيع المشاركة في المحادثات لتشمل مصر وإيران الحليف الإقليمي الأقرب للرئيس السوري بشار الأسد.

والقرار المصري بالمشاركة في المحادثات أحدث مؤشر على التقارب الواضح في العلاقات بين مصر وروسيا.

من جانبها أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، أن الوزير، محمد جواد ظريف، سيشارك في الاجتماع الذي تستضيفه مدينة فيينا النمساوية لبحث مستقبل سوريا.

وقالت أفخم في بيان نقله التلفزيون الإيراني، إن ظريف أجرى مباحثات هاتفية مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، أمس الأول وصباح أمس، حول الشأن السوري، والوضع في المنطقة.

واعلنت فرنسا الأربعاء مشاركتها في المحادثات الدولية التي ستجرى في نهاية الأسبوع في فيينا لبحث النزاع السوري. وأبدت تأييدها لوجود إيران في هذه المحادثات.

وأعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول أن باريس ستتمثل في العاصمة النمساوية بوزير الخارجية لوران فابيوس.

وأضاف المتحدث أمس أن «لوران فابيوس سيجري قبل ذلك اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية (الروسي) سيرغي لافروف». وقال إن «فرنسا تواصل حوارا مع الجميع وخصوصا مع الروس وإيران».

وأوضح ان «فرنسا تؤيد دعوة إيران، وتعمل من أجل حضور كل الأطراف».

الى ذلك تريد فرنسا وحلفاؤها الغربيون والعرب أن يبحث خلال المباحثات الدولية المقبلة حول سوريا «جدول زمني محدد» لرحيل الرئيس بشار الأسد، كما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأربعاء.

وقال فابيوس في بيان «تشاورنا حول سبل التوصل إلى مرحلة سياسية انتقالية تضمن رحيل بشار الأسد وفقا لجدول زمني محدد».

وقال مصدر ديبلوماسي روسي إن جلسة المحادثات في العاصمة النمساوية ستبدأ مساء الخميس بلقاء رباعي بين وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا.

وسينضم إلى هؤلاء الوزراء بعد ذلك، يوم الجمعة، وزير خارجية إيران، وهذا ما أكدته طهران، ووزراء مصر والعراق ولبنان، كما قال المصدر الروسي نفسه.

وكان آخر اجتماع لمناقشة مستقبل سوريا، عقد في فيينا مؤخرا، بمشاركة وزراء خارجية تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والسعودية. ومن المنتظر أن تشارك في الاجتماع المقبل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والأردن والإمارات العربية المتحدة، فضلا عن الدول الأربع المشاركة في الاجتماع السابق.

وقال وزير الخارجية الالماني فرانك – فالتر شتاينماير، الأربعاء، إنه من غير المرجح تحقيق اختراق خلال المباحثات الدولية الموسعة حول سوريا في فيينا الجمعة مع اعتبارها خطوة أولى نحو الحل السياسي للنزاع.

وقال الوزير في تصريح نشرته وزارته على تويتر «لا أتوقع تحقيق اختراق كبير، لأن الوضع في منطقة النزاع لا يزال مشتعلا والاختلاف في المواقف كبير جدا».

لكنه أضاف أن المباحثات يمكن أن «تقرّب الطريق نحو حل سياسي».

ورحب شتاينماير كذلك بجلوس وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية حول طاولة واحدة.

وقال «انطباعي أن الأمور تحركت نوعا ما، هذا جيد ويعطي الأمل، لأنه للمرة الأولى في فيينا ستجلس كل الأطراف التي نحتاجها لتهدئة الوضع في سوريا حول الطاولة نفسها».

 

الأسد واثق من أن الريح تلعب لصالحه… ولن يتعامل أحد بجدية مع الروس طالما لم يظهروا حرصا على وحدة سوريا ونجاة شعبها واستهدفوا تنظيم «الدولة»

أوباما يدرس استراتيجية الرمادي والرقة والقوات الخاصة… فهل سيستعيد النفوذ الضائع؟

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: سيقرر الرئيس الأمريكي في الأيام المقبلة ما إن كان سيرسل القوات الأمريكية الخاصة أو أصحاب القبعات الخضر للمشاركة في عمليات قتالية في العراق وسوريا.

وأخبر وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر لجنة القوات المسلحة أن القوات الأمريكية لن تتردد في المشاركة في عمليات مستقبلية سواء «كانت من الجو أو في إدارة عمليات على الارض».

وقام كارتر بإرسال المقترحات إلى البيت الأبيض بعد تلقيه طلبات من القادة الميدانيين الذين طالبوه بتدخل عسكري قوي.

وحاولت الولايات المتحدة كسر جمود المعركة ضد «تنظيم الدولة» من خلال زيادة تسليح الأكراد في شمال سوريا وهو ما أثار قلق الحكومة التركية الخائفة من بروز كيان كردي على حدودها. وحددت الولايات المتحدة أولوياتها في سوريا بالهجوم على مدينة الرقة عاصمة ما يسمى تنظيم «الدولة الإسلامية».

ويقول مسؤولون أمريكيون أن قوات المعارضة لا تبعد سوى 30 ميلا عن الرقة لكن الأكراد ليست لديهم حوافز للهجوم عليها.

 

حدود الاستراتيجية

 

وتعتبر السيطرة على الرقة من أهم ملامح التقدم في استراتيجية الولايات ضد «تنظيم الدولة» لو حدث، ولكن المحللين يشككون في دافعية القوات الكردية للهجوم على المدينة ونقلت صحيفة «التايمز» عن شانشك جوشي من المعهد الملكي للدراسات المتحدة قوله «وصلت الولايات المتحدة إلى أعلى حدود الاستراتيجية الكردية. فالأكراد يطلون على الرقة ولكنني أشك في أنهم مهتمون بالهجوم عليها».

وحذرت الصحيفة من مخاطر استخدام القوات الخاصة والتي برزت في الهجوم الأخير على بلدة الحويجة حيث قتل أحد أفراد المجموعة المهاجمة. وكان أول قتيل أمريكي في مهمة منذ انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011.

وكشف عن عدم شن الولايات المتحدة أية هجوم على سوريا منذ 22 تشرين الأول/أكتوبر مع أن وزارة الدفاع ـ البنتاغون أنكرت أن يكون لهذا علاقة بالغارات التي تشنها روسيا في داخل سوريا.

وقال الكابتن جيف ديفز، المتحدث باسم البنتاغون «ليس للأمرعلاقة بالروس» ورغم أكثر من 3.500 غارة على أهداف التنظيم منذ العام الماضي لم تستطع قوات الحكومة العراقية بعد تحرير الرمادي ولا الموصل.

وتقتضي الخطة الجديدة التي أرسلها كارتر بوضع مرشدين أماميين لإرشاد الطائرات الأمريكية.

وأدى ظهور الروس في الميدان إلى زيادة التعقيدات حيث شنوا حتى الآن أكثر من 1.000 غارة معظمها ضد أهداف المعارضة التي تقاتل نظام الأسد.

ويفهم من الخطط الأمريكية أنها محاولة لاستعادة النفوذ الذي فقدته واشنطن على الساحتين العراقية والسورية.

 

من التردد إلى التورط

 

وفي هذا الإطار كتبت كاثرين فيليب في صحيفة «التايمز» تقول إن أوباما يجد اليوم قادة الأمن القومي يدعونه للتدخل العسكري بعدما طالبه دعاة التدخل العسكري في إدارته به منذ وقت طويل.

وتقول إن الرئيس الأمريكي يفكر في هذا السيناريو الذي حاول تجنبه بعد سلسلة من الفشل التي قام هو وأفراد إدارته باتخاذها، فعندما وصل إلى السلطة كانت بلاده تعيش حربا طويلة في العراق استمرت 8 أعوام فلو لم يكن هو نفسه من دعاة التدخل فبلاده أيضا لم تعد لديها شهية للتدخل العسكري.

ولهذا السبب زادت شعبيته عندما جلب القوات الأمريكية من العراق. وفي المقابل تردد في ضرب الأسد بعد أن قام الأخير باستخدام السلاح النووي ضد شعبه وقرر عوضا عن ذلك تسليح المعارضة السورية بأسلحة خفيفة ولم يعمل على الإطاحة بالنظام في دمشق.

ولم يوسع أوباما الحملة العسكرية ضد «تنظيم الدولة» لتشمل سوريا إلا بعد ذبح الصحافيين الأمريكيين.

وفشل برنامج تدريب المعارضة السورية بسبب إصرار واشنطن على التزام المقاتلين من المعارضة بقتال «تنظيم الدولة» أولا ومن ثم بشار الأسد.

وبالمثابة نفسها يبدو البديل الجديد وهو تسليح المعارضة العربية والأكراد ضعيفا. خاصة أن أكراد سوريا لديهم أجندتهم الخاصة التي لا تشمل احتلال المناطق العربية ولديهم استعداد للتحالف مع روسيا.

وتقول فيليب إن أوباما متردد في الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة وهذا التردد أدى لخسارته أي نفوذ له على الجماعات الوكيلة له في سوريا والعراق والتي لم تكن مصالحها متناسقة دائما مع واشنطن. وعليه فتغيير مسار الاستراتيجية الأمريكية قد تكون المحاولة الأخيرة لاستعادة النفوذ.

 

تصعيد خطير

 

وتعلق صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها أن التفكير بتوسيع الحملة العسكرية في سوريا تعبير عن حالة إحباط أمريكي من تصميم «تنظيم الدولة» الذي ظل صامدا وبدلا من مواجهة أي تصعيد للحملة العسكرية في سوريا يقوم قادة بارزون في الكونغرس وبطريقة لا مسؤولة باتخاذ مواقف «صقورية» أكثر شدة. ووصف أشتون كارتر استراتيجية واشنطن الجديدة ضد «تنظيم الدولة» بأنها «استراتيجية الراءات الثلاثة» وهي «الرقة والرمادي والمداهمة».

فخطة الإدارة تتمحور حول الهجوم على المدينتين اللتين تعدان معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» بالاعتماد على قوى عربية وكردية وبسلاح أمريكي وسيضاف إليها عامل جديد وهو المداهمة. ففي الماضي ظلت البنتاغون تصف مهمتها في العراق بأنها «الاستشارة والمساعدة» وهو وصف ترى الصحيفة أنه كان «مضللا» في بداية الحملة وأصبح «سخيفا». فمن خلال الزيادة التدريجية للقوات الأمريكية في هذه المعركة المعقدة والواسعة «فقد جرت الولايات المتحدة إلى الحرب الجديدة في الشرق الأوسط.

وكل خطوة في هذا الإتجاه ستولد الرغبة لعمل المزيد». خاصة أن القادة يرغبون في زيادة النجاحات في الميدان عندما تصبح الأمور بيدهم ويندفعون للانتقام عندما لا يطلب منهم. وتعترف الصحيفة أن احتواء «تنظيم الدولة» يحتاج إلى رد دولي.

فلا يزال التنظيم يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا ووجد حلفاء في أفغانستان وليبيا واليمن. وتذكر الصحيفة الإدارة ونواب الكونغرس بأنه يجب عليهم مواجهة الحملة الحالية والتي تضم غارات جوية وتسليح جماعات معينة من المقاتلين والتي تفتقد الإطار القانوني والهدف الذي يمكن تحقيقه.

ويمكن حل المشكلة لو عبر البيت الأبيض وقادة الكونغرس عن استعدادهم للعمل معا ووضعوا محددات واضحة لما يمكن للبنتاغون عمله.

ومن الغرابة أن الحملة العسكرية التي أعلن عنها العام الماضي وكلفت 4 مليارات دولار لا تزال تشن من خلال الصلاحيات التي منحها الكونغرس لملاحقة منفذي هجمات أيلول/سبتمبر 2001.

وباستثناء قلة من النواب تبدو غالبية المشرعين غير مهتمة لشن الرئيس حرب بدون تفويض رسمي من الكونغرس.

وبدلا من ذلك هناك الكثير من النواب ممن يطالبون الإدارة باتخاذ خطوات جريئة تتراوح من إنشاء مناطق حظر جوي فوق سوريا إلى استخدام القوة الجوية الأمريكية للإطاحة بنظام الأسد. ويبدو البيت الأبيض في هاتين النقطتين متشككا. فمنطقة حظر جوي تحتاج إلى مصادر كبيرة وقوات من اجل تعزيزه.

وكما قال كارتر «ونحتاج للقتال من أجل تأمينه» و «تريد أن تفكر في كل حالة بمن يكون فيه أو خارجة وكيفية تعزيزه».

وترى أن الإطاحة بالأسد القاتل الذي فقد شرعيته له جاذبيته من الناحية المبدئية وفعل هذا من الناحية العملية سيكون كارثيا وسيضع أمريكا في مواجهة مباشرة مع كل من إيران وروسيا اللتين توفران الدعم العسكري المباشر به.

وحتى لو حققت أمريكا نجاحا وأجبرته على الخروج من السلطة فإنها لن تعمل إلا على منفعة تنظيم «الدولة الإسلامية» التي ستقود مذابح أخرى.

 

دور إيراني

 

ويترافق التصعيد العسكري الأمريكي مع زيادة في الجولات المكوكية التي تهدف إلى حل سياسي للأزمة في ضوء المقترحات الروسية.

ووافقت الإدارة الأمريكية على إشراك إيران في الجهود السياسية بعدما ظلت ترفض أي دور لطهران في العملية.

فدعوة الحكومة الأمريكية لطهران كي تشارك في محادثات متعددة الجوانب تشير في جانب منها لنجاحها بإقناع السعودية التخلي عن معارضتها لمشاركة الإيرانيين في جهود التسوية. وجاء الرفض السعودي السابق نظرا للعلاقة المتينة بين إيران والنظام السوري.

وتأتي دعوة الإيرانيين بعد عامين من دعوة مماثلة وجهها بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، لطهران كي تشارك في محاثات جنيف-2 واضطر لسحب الدعوى بضغط من الأمريكيين والبريطانيين والمعارضة السورية.

وترى صحيفة «الغارديان» أن حضور إيران إلى جانب روسيا وكلاهما حليف قوي للنظام السوري سيكون خطوة مهمة في تقارب اللاعبين الخارجيين المؤثرين في الأزمة السورية. وفي الوقت الذي تؤكد فيه واشنطن على أن الهدف الرئيسي للمحادثات هو التخلص من نظام الأسد الذي تحمله مسؤولية العنف والحرب الأهلية ومقتل مئات الألوف وتشريد الملايين من الشعب السوري إلا أن المسؤولين الأمريكيين لم يشيروا إلى موافقة الإيرانيين على هذه النقطة.

ورغم ذلك فحضور إيران في المحادثات يعتبر خطوة مهمة وصورة عن أثر الاتفاق النووي في كسر جمود المواقف.

ويرى إيان بلاك أن حضور الإيرانيين سيرضي النظام السوري ويعطيه إشارة أن الأمور تسير لصالحه بعد التدخل الروسي. ويعتقد بلاك أن إيران بقبولها الدعوة ولا يوجد ما يمنع من حضورها ستكون في وضع يؤهلها للعب دور مهم في تسوية الأزمة الدموية.

وباعتبارها حليف قوي للأسد فستكون متعاطفة مع موقفه. فعلى خلاف الدول الراعية لجماعات المعارضة السورية فقد تعاملت إيران مع بقاء النظام السوري من وجهة استراتيجية ووفرت له الدعم اللازم سواء كان اقتصاديا وعسكريا ووفرت له مليارات الدولارات على شكل قروض بالإضافة للنصيحة والخبرات.

ولعبت دورا من خلال الحرس الثوري بتوفير المستشارين والجنرالات الذين أشرفوا على تشكيل قوات الدفاع الشعبي.

ووفرت المتطوعين الشيعة من العراق وأفغانستان إلى جانب مقاتلي «حزب الله». وبرز الدور العسكري بشكل واضح في الأسابيع القليلة الماضية بعد ان حاولت طهران إخفاءه.

وبدا في المعارك التي جرت في حلب حيث وعانت القوات الإيرانية من خسائر أصبحت واضحة للعيان وقتل عدد من جنرالات الحرس الثوري.

ورغم حديث إيران عن الحل السياسي إلا أنها لم تعبر عن رأي واضح في نهاية تقود إلى عملية انتقال سياسي ومن دون الأسد.

وقال نائب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان في لقاء مع «الغارديان» الأسبوع الماضي «يعتبر الدور الذي يلعبه بشار الأسد مهما في أية عملية سياسية»، مضيفا «نحن لا نعمل من أجل بقاء الأسد في السلطة وللأبد ولكننا نفهم دوره في الكفاح ضد الإرهاب والوحدة الوطنية للبلاد».

وتفسر الصحيفة موافقة السعودية على حضور إيران بأنها تعبر عن موقف ضعف وتصميم أمريكي ومحاولات المجتمع الدولي اليائسة لحل الأزمة.

وأيا كان دور إيران فهناك شكوك في طبيعة ما تطرحه هي وروسيا خاصة الخطة التي تقدمت بها موسكو والتي يرى فيها ديفيد غاردنر من صحيفة «فايننشال تايمز» غير جادة خاصة فيما يتعلق بمواجهة «تنظيم الدولة».

 

لا أمل

 

ويعتقد أنه «لا توجد إشارة أكثر دفعا للأمل في هذا الأفق القاتم بدرجة تدفع الولايات المتحدة وشركاءها تفعل اسوأ من ملاحقة خداع موسكو فيما يتعلق بأهداف واضحة يراها الرئيس فلاديمير بوتين تتناقض تردد واشنطن في اتخاذ قرارات والدعم المغامر لجماعات المعارضة السورية».

وأشار غاردنر إلى تصريحات بوتين الذي قال في نهاية الأسبوع بسوشي إنه حصل على موافقة الأسد لدعم جماعات المعارضة إن أظهرت استعدادا لدعم جهاديي «تنظيم الدولة».

ولم يعرف ما جرى في اللقاء بينه والأسد لأن الأخير نقل سرا من دمشق على متن طائرة عسكرية روسية ومن دون مرافقين له.

ولهذا حصل بوتين على انتباه عندما قال إنه سيفتح الستارة قليلا عما جرى بينه والأسد. وهنا قال إنه سأل الأسد عن رأيه في الجماعات التي تعارضه ولكنها مستعدة لقتال «تنظيم الدولة»، وماذا سيكون موقفه لو دعمتها روسيا كما تدعم الجيش السوري. وكانت إجابة الأسد بأنه سيتعامل مع الوضع بطريقة «إيجابية».

وقال إنه يحاول البحث عن الجماعات المعارضة والبحث في إمكانية التعاون معها. وقام وزير خارجيته سيرغي لافروف لاحقا بالحديث عن «جماعات وطنية معارضة» وقدم خطة من 9 نقاط سيحملها معه إلى فيينا حيث يأمل بمناقشتها غداً الجمعة. ويعلق غاردنر أن المسعى الروسي ربما كان مقنعا لو لم يكن متناقضا مع الوقائع. فالخطة الروسية لا تحتوي على جوهر بقدر ما تفتقد الجدية، جدية غير كافية لجعلها أولوية للنقاش. فأولوية الروس هي قتال الجماعات المعارضة لنظام الأسد لا ضرب «تنظيم الدولة» الذي كان الهدف الرئيسي لقوات التحالف الذي تقوده واشنطن منذ عام 2014.

فبدلا من الإنضمام إلى التحالف تريد موسكة توسيع المساحات التي يسيطر عليها النظام وتعزيز حكمه على ما يتبقى من الدولة السورية.

ويقول المراقبون العرب والغربيون للغارات الجوية إن معظم الغارات الجوية استهدفت الجماعات غير «تنظيم الدولة».

وتضم فصائل الجيش السوري الحر المدعومة من الغرب والجماعات الإسلامية المدعومة من السعودية وقطر وتركيا.

ويعلق على تصريحات لافروف التي قال فيها إن الولايات المتحدة رفضت تقديم الدعم لمواقع تسيطر عليها ما يزعم أنها جماعات وطنية.

وإذا اخذنا بعين الاعتبار سهولة ضرب مواقع الجماعات غير الجهادية من قبل الطيران الروسي وقتل قادتها وتدمير مستشفياتها، فتصريحات لافروف إما ساخرة أو أنها ذر للرماد في العيون.

ويشير الكاتب إلى عدم الارتياح من الطريقة التي يتم فيها تصوير الجماعات المشاركة في الصراع.

فروسيا ترى في «أحرار الشام» المدعوم من تركيا و»جبهة النصرة» المدعومة من دول الخليج بأنها جماعات إرهابية فيما تقول روسيا إن «الجيش السوري الحر» غير موجود.

ولهذا السبب فخطة موسكو لن تلقى دعما خاصة أن النقطة الوحيدة التي تمت مناقشتها حتى الآن هي إصرار موسكو على بقاء الأسد في السلطة خلال العملية الانتقالية.

ويشير إلى أنه في حالة عدم اعتبار الكرملين جماعة جهادية ممولة جيدا مثل داعش تهديدا إقليميا ودوليا فإن خطة من ثلاث نقاط ستظهر جدية الروس. فعلى موسكو أن تبدأ أولا بضرب «تنظيم الدولة» الذي تقول إنه بديل عن الأسد وكما يقول دبلوماسي غربي «استهدفوا تنظيم الدولة أولا وعندما نرى أنكم دحرتموه فعندها سنقوم بالحديث عن العملية الانتقالية وبقاء الأسد لمدة معينة».

أما النقطة الثانية فيجب على الروس التوقف عن ضرب الجماعات الجهادية ورمي البراميل المتفجرة على مناطق المعارضة وهو ما سيحول مناطق الشمال لمناطق آمنة.

أما النقطة الثالثة فتتعلق بوحدة سوريا، فروسيا مثل بقية اللاعبين الخارجيين باستثناء «تنظيم الدولة»ملتزمة بوحدة البلاد الطبيعية ولكن ما تقوم به هو تكريس للانقسام.

وتعمل بتدخلها على تكريس دويلة صغيرة تحت سيطرة الأسد وعائلته في غرب سوريا. ويعتقد غاردنر أن النقاط الثلاث لا يمكن إخفاؤها بالدخان والمرايا وكلها تدور حول نجاة الشعب السوري وبقائه من جهة وهزيمة «تنظيم الدولة» من جهة أخرى.

 

الأمم المتحدة: عدد المحتاجين إلى حماية في سوريا ارتفع إلى أكثر من 13 مليونا

عبدالحميد صيام

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: في الجلسة الدورية لمجلس الأمن حول تنفيذ القرار 2139 (2014) والمتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية لسوريا قال ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، إن نحو 13.5 مليون شخص في سوريا من بينهم أكثر من ستة ملايين طفل يحتاجون إلى شكل من أشكال الحماية والمساعدة الإنسانية في أنحاء سوريا، بزيادة 1.2 مليون عما كان العدد عليه قبل عشرة أشهر.

وقال أوبراين إن فشل الأطراف في سوريا في الالتزام بأبسط قواعد القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان فاقم مستويات مأساة الشعب السوري ويأسه.

وجاء في كلمته في جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط، والتي ركزت على القضية السورية، أن المأساة السورية «واحدة من أكبر أزمات النزوح في العصر الحديث. لقد أجبر القتال والعنف أكثر من نصف سكان سوريا على الفرار من ديارهم خلال أربعة أعوام ومنهم من نزح عدة مرات.»

ويقدر عدد النازحين داخل سوريا بستة ملايين وخمسمئة ألف شخص، فيما لجأ حوالي أربعة ملايين إلى دول أخرى.

وأشار أوبراين إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2139 الصادر في شهر شباط/فبراير عام 2014، وقال إن التقرير العشرين للأمين العام المقدم إلى المجلس منذ صدور القرار يسلط الضوء على تجاهل الأطراف للقرار الدولي والحد الأدنى من التزاماتها وفق القانون الدولي.

وقال إن الوكالات الإنسانية غير قادرة على الوصول بشكل مستدام ومن دون إعاقات لملايين المحتاجين المتضررين من الصراع. ويعيش نحو أربعة ملايين وخمسمئة ألف شخص في مناطق يصعب الوصول إليها، ولم تتمكن وكالات الإغاثة من الوصول سوى إلى نسبة ضئيلة من هذه الملايين.

وقال ستيفن أوبراين إن أطراف الصراع ما زالت تستخدم الحصار كسلاح في الحرب في سوريا. وبعد مراجعة شاملة تقدر الأمم المتحدة عدد السكان في المناطق الواقعة تحت الحصار في سوريا بأربعمئة ألف شخص، منهم 200 ألف في دير الزور محاصرون من قبل داعش، ومئة وواحد وثمانون ألف من قبل الحكومة السورية في مواقع مختلفة.

وذكر أن العاملين في مجال الإغاثة يخاطرون بحياتهم، ولكنهم يواصلون العمل بكل إصرار. وشجع المانحين على زيادة دعمهم السخي للعمليات المنقذة للحياة وأنشطة التعافي وبناء الصمود خلال عام 2016.

وقال أوبراين أمام مجلس الأمن «إن الأولوية بالنسبة للمنظمات الإنسانية هي الوصول إلى جميع المحتاجين أينما كانوا. لذلك، يجب أن يتاح لنا التنقل بطريقة مستدامة وقابلة للتنبؤ ودون عوائق في جميع أنحاء البلاد، إنني أدعو مجددا السلطات السورية إلى الموافقة فورا على 46 طلب إذن بدخول القوافل المشتركة بين الوكالات قيد النظر حاليا»، مضيفا «أدعو أيضا الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة والجماعات الإرهابية إلى السماح بتوزيع المساعدات الإنسانية».

وأشار إلى أن الحل السياسي هو مسألة ملحة على نحو لم يسبق له مثيل «لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع والاستجابة لتطلعات الشعب السوري الذي عانى لفترة طويلة جدا.»

وفي ختام إفادته أكد منسق الإغاثة الطارئة أن الأمم المتحدة وشركاءها سيواصلون الاستجابة للاحتياجات المتزايدة في سوريا، ومحاولة توسيع نطاق المساعدة المنقذة للحياة في أنحاء البلاد في ظل بيئة معقدة وخطرة.

وقد تناول الكلمة بعد مداخلة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية الممثل الدائم لسوريا، بشار الجعفري، الذي قال إن حل الأزمة الإنسانية في سوريا يتطلب دعم الحل السياسي، لأن محاربة الإرهاب ستسهم في إنجاح هذا الحل الذي يجب أن يأتي عبر الحوار السوري – السوري وبقيادة سورية ودون تدخل خارجي، وبما يضمن سيادة البلاد واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.

وأضاف «وفي هذا الصدد أذكر بأن الحكومة السورية كانت قد أعلنت أمام الجمعية العامة وعلى لسان وزير خارجيتها موافقتها على المشاركة في مجموعات العمل التي اقترحها المبعوث الخاص للأمين العام، ستيفان دي مستورا، وذلك من منطلق إيماننا بالحل السياسي الذي أتحدث عنه، إلا أن المشكلة ما زالت تكمن لدى الأطراف الأخرى التي تصر على إفشال أي مسار سياسي وتراهن على التدخل الخارجي».

وفيما يخص الوضع الإنساني في سوريا، أكد السفير السوري على أن البعض يريد حل الأزمة الإنسانية في سوريا، ولكن يرفض إعطاء الأولوية لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أهمية التركيز على معالجة السبب الرئيسي لنشوء الأزمة وهو بروز ظاهرة الإرهاب المدعومة خارجيا، وأضاف: «يجب وضع حد لممارسات حكومات بعض الدول التي ما زالت تمول وتسلح وتدرب الإرهابيين. فلا يمكن الحديث عن إنهاء أوجاع وآلام السوريين في ظل السكوت عن استمرار تركيا والأردن في استخدام أراضيها مقرا وممرا للإرهابيين المرتزقة الأجانب، وفي ظل تفضيل نظامي الحكم في السعودية وقطر وغيرهما دعم الإرهاب بكل سخاء، على تمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي لم تزد نسبة تمويلها حتى الآن عن 37%، على الرغم من كل تلك المؤتمرات الاستعراضية التي عقدت هنا وهناك لهذا الغرض.»

 

مقتل ثمانية مدنيين بغارات جوية على مدينة دوما في ريف دمشق

بيروت- (أ ف ب): قتل ثمانية اشخاص على الاقل الخميس جراء غارات جوية استهدفت احداها مستشفى ميدانيا في مدينة دوما، احد ابرز معاقل الفصائل المقاتلة في محافظة ريف دمشق، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “شن الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، ما تسبب بمقتل ثمانية مدنيين على الاقل بينهم طفلة واصابة العشرات بجروح”، مضيفا ان “العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة”.

 

واستهدفت احدى هذه الغارات مستشفى ميدانيا في دوما وفق عبد الرحمن، الذي رجح ان تكون الطائرات الحربية تابعة لقوات النظام السوري.

 

وتحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا من جهتها عن “قصف طيران الاسد الحربي سوقا شعبيا” في المدينة.

 

ويظهر شريط فيديو التقطه مصور لوكالة فرانس برس في المدينة شبانا يعملون على نقل الجرحى إلى سيارة اسعاف داخل شارع شعبي ضيق تبدو فيه سيارات متضررة ودراجات هوائية متوقفة على جانبي الطريق بالاضافة الى بقع دماء على الارض بالقرب من محل لبيع الخضار.

 

وفي مقاطع اخرى، يظهر شارع سكني استهدفه القصف الجوي ما ادى الى دمار جزئي في بعض الابنية وتصدع واجهات بعضها الاخر وسيارات محترقة بالكامل.

 

وتخضع دوما في ريف دمشق منذ نحو عامين لحصار من قوات النظام، ما يتسبب بمعاناة السكان من نقص كبير في المواد الغذائية والادوية.

 

وتتعرض دوما ومحيطها باستمرار لقصف مصدره قوات النظام. وقتل 34 شخصا على الاقل بينهم 12 طفلا في غارات للنظام على المدينة في 22 اب/ اغسطس الماضي. كما قتل 117 شخصا في 16 اب/ اغسطس جراء قصف مماثل، ما استدعى تنديدا دوليا.

 

وتشهد سوريا نزاعا بدأ بحركة احتجاج سلمية ضد النظام منتصف اذار/ مارس 2011 قبل ان يتحول الى حرب دامية متعددة الاطراف، تسببت بمقتل اكثر من 250 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالاضافة الى نزوح ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

 

اجتماعات تمهيدية قبل مباحثات فيينا حول سورية

وكالات – العربي الجديد

يلتقي وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، نظيره الروسي، سيرغي لافروف، فضلاً عن لقاء آخر سيجمعه بوزير الخارجية الأميركي، جون كيري، وذلك قبل بدء مباحثات فيينا حول سورية، مساء اليوم الخميس.

ونقلت وكالات روسية للأنباء، عن مصدر في الوفد الروسي قوله إن “وزير الخارجية، سيرغي لافروف، سيلتقي مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، في فيينا قبل اجتماع وزاري موسع لبحث الأزمة السورية”.

كذلك، نقلت وكالة (فرانس برس) عن مصدر دبلوماسي، قوله إن “وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، سيلتقي ظريف قبل المباحثات”.

وتأتي هذه اللقاءات تزامناً مع تصريحات لأحد مستشاري الخارجية الأميركية، أكد فيها أن “كيري يسعى لاختبار استعداد الروس والإيرانيين لإقناع الأسد، بأنه سيتعين عليه الرحيل”.

وكان كيري قد وصل اليوم إلى فيينا، لإجراء محادثات دولية بشأن الصراع السوري، ستشارك فيها إيران للمرة الأولى.

كما يتوقع أن يشارك نحو 12 طرفاً في المحادثات، التي اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الهدف الرئيسي منها “إطلاق حوار سياسي”.

من جهتها، انتقدت المعارضة السورية، عدم دعوتها إلى هذه المحادثات.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، جورج صبرا، لـ(رويترز)، إن عدم توجيه الدعوة لسوريين “تعبير عن عدم جدية المشروع”، مضيفاً:”هذه نقطة ضعف كبرى في هذا اللقاء، لأن الأمر يبحث شأن السوريين في غيابهم”.

وجدد صبرا معارضته لمشاركة إيران في المحادثات، معتبراً أن طهران “ليست طرفاً محايدًا يمكنه أن يلعب دور الوسيط، لأنها طرف في القتال الدائر على أرض سورية. ضباطها يقاتلون ويقتلون كل يوم على الجبهات السورية”.

 

كم تنفق روسيا على عملياتها العسكرية في سورية؟

موسكو ــ العربي الجديد

ذكرت وكالة “إر بي كا” الروسية للأنباء الاقتصادية أن العمليات العسكرية الروسية في سورية تكلف موسكو أكثر من 2.5 مليون دولار يوميا.

ورغم أن تكاليف الطلعات العسكرية تعتبر سرا من أسرار الدولة، إلا أن الوكالة نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن كلفة ساعة طيران تراوح بين أربعة ملايين وسبعة ملايين روبل (ما بين 65 ألفا و110 آلاف دولار تقريبا).

ويشمل هذا الرقم تكاليف الوقود، وتوفير الأوكسجين للطاقم، وغاز النيتروجين لدعم الضغط في خزانات الوقود ومنع اشتعالها في حال إلحاق ضرر بها، والكهرباء من المولدات الموجودة على الأرض، إضافة إلى النفقات المتعلقة بالسيارات والمعدات بالقاعدة حميميم في محافظة اللاذقية.

وتشير البيانات الرسمية إلى أن 80% من الطلعات الجوية قصيرة المدى وتنفذ في محافظات إدلب وحماة وحمص وريف دمشق. أما نسبة الطلعات المتوسطة والبعيدة المدى في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، فلا تزيد عن 20%.

وأوضح مصدر مقرب من القوات الجوية الروسية أن مدة الطلعات القصيرة المدى لا تزيد عن 40 دقيقة، بينما تراوح مدة الطلعات المتوسطة بين ساعة وساعة ونصف الساعة.

وبالنسبة إلى الذخيرة، يتضح من المقاطع المصورة أن معظمها عبارة عن قنابل قديمة وغير موجهة. وبذلك، فإن تكلفة استخدامها ضعيفة جدا، لأنه في حال انتهاء فترة صلاحيتها، سيكون إتلافها عملية مكلفة ومعقدة.

وفي ما يتعلق بالقنابل الحديثة والموجهة، فقدر المصدر تكاليف الذخيرة المستخدمة في كل طلعة بما لا يزيد عن 500 ألف روبل (حوالي 8 آلاف دولار).

وبينما نفذ الطيران الحربي الروسي 934 طلعة قتالية من قاعدة حميميم الجوية خلال أول 25 يوما من العملية، أي بواقع 37 طلعة يوميا في المتوسط، قدرت “إر بي كا” تكاليفها الإجمالية بـ3.6 مليارات روبل (حوالي 61 مليون دولار) أو 146 مليون روبل (حوالي 2.4 مليون دولار) يوميا.

ويضاف إلى هذا الرقم ما لا يقل عن 160 ألف دولار يوميا تنفق على توفير وجبات الغذاء للعسكريين الذين قدر عددهم بحوالي 1600 فرد، وصرف البدلات لهم، وأيضا النفقات اللوجستية.

وخلصت الوكالة نفسها إلى أن العملية العسكرية في سورية تكلف روسيا أكثر من 2.5 مليون دولار يوميا غير شاملة نفقات تجهيز قاعدة حميميم، وإنشاء المباني المؤقتة، وعملية إطلاق صواريخ “كاليبر” المجنحة من بحر قزوين التي لا تقل تكلفتها عن 20 مليون دولار بأي حال من الأحوال.

ومع ذلك، تعتبر هذه المبالغ أقل كثيرا من النفقات الأميركية المتعلقة بالعمليات الجوية التي تقودها واشنطن ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسورية، إذ قدرتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في العام الماضي بحوالي 7 إلى 8 ملايين دولار يوميا.

وسبق لكبار المسؤولين الروس أن طمأنوا المواطنين فور بدء التدخل المباشر في سورية يوم 30 أيلول/سبتمبر الماضي، بأن العمليات تنفذ ضمن الميزانية العسكرية الروسية لعام 2015 والبالغة نحو 50 مليار دولار، وبالتالي، لن تشكل عبئا إضافيا على الاقتصاد الروسي.

 

لواء “ثوار الرقة”: معركة تحرير المدينة من “داعش” قريبة

وفا مصطفى

 

أعلن لواء “ثوار الرقة”، التابع للجيش السوري الحرّ، اليوم الخميس، محافظة الرقة منطقة عسكرية، محذّراً المدنيين من الاقتراب من مراكز وأماكن تواجد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، حفاظاً على حياتهم وسلامتهم.

وقال قائد لواء “ثوار الرقة”، الملقب أبو عيسى، في بيان مصوّر: “سنعلن ساعة الصفر قريباً لبدء معركة التحرير من الظلم والاضطهاد. نعلم أنكم انتظرتموها طويلاً وانتظرها السوريون والعالم كله. ستكون معركة تاريخية ومصيرية للرقة أولاً ولسورية ثانياً”.

وأمهل أبو عيسى من انتسبوا وتقرّبوا ممّا وصفه بتنظيم “داعش” الإيراني، مدة أقصاها خمسة أيام لتركه، مذكراً إياهم بمعركة تحرير تل أبيض التي تخلّى فيها التنظيم عنهم.

ودعا القيادي العسكري أهالي محافظة الرقة للتعاون مع اللواء والثقة به، لـ”التخلص من الاستبداد المتمثل بنظام الأسد والإرهاب المتمثل بداعش، وبناء وطن على أساس الحرية والعدالة والكرامة”.

وكان تنظيم “الدولة” قد فرض سيطرته على كامل مدينة الرقة، في شهر شباط/ فبراير 2014، بعد معارك عنيفة مع فصائل تابعة للجيش الحرّ وأخرى إسلامية.

ويأتي ذلك، بعد أكثر من أسبوعين على إعلان الولايات المتحدة عن إلقاء ذخائر جواً لمقاتلين من المعارضة يتصدون لتنظيم “الدولة” شمال سورية، موضحة على لسان الناطق باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط، الكولونيل باتريك رايدر، أنّ “هذه العملية الجوية الناجحة باسم التحالف، وفّرت ذخائر لمجموعات عربية سورية خضع المسؤولون عنها لعمليات تدقيق ملائمة من جانب الولايات المتحدة”.

وفي سياق آخر، نفى مدير العلاقات الخارجية في حركة “أحرار الشام” الإسلامية، لبيب نحاس، صحة الأنباء حول لقاء فصائل من الجبهة الإسلامية مع المبعوث الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط بوغدانوف، مؤكداً عبر حسابه الرسمي في تويتر، أنّه “لم يتم أي تواصل مباشر أو غير مباشر مع الروس”.

 

العلويون مع روسيا..لا مع إيران

منير الربيع

تساؤلات عديدة تطرح حول العلاقة بين الضباط العلويين و”الحرس الثوري الإيراني” في سوريا، في ظل إتهامات توجه إلى إيران بتصفية العديد من ضباط وقادة قوات النظام، خاصة من الطائفة العلوية، ممن لم يوافقوا على تزايد النفوذ الإيراني في جميع المفاصل السياسية والعسكرية في سوريا.

 

كان لإيران يد في إذكاء الحرب السورية، رغبة منها في إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل آذار/مارس 2011. واليوم بموازاة إطلاق تحرك سياسي دولي لإيجاد حل للأزمة السورية، تبدو إيران معرقلة لأي حل سياسي، إذ أنها مازالت تراهن على إمكان الحل العسكري. فأي تسوية سياسية قد تتسبب في خفض نفوذها في سوريا.

 

لماذا قد يكون الدور المستقبلي الإيراني في سوريا، منخفض الفاعلية، في إطار تسوية سياسية سلمية؟ أولاً، ليس لإيران بيئة شعبية أو أهلية حاضنة، على عكس جمهور الشيعة في لبنان، الداعمين لـ”حزب الله”، أو كالحوثيين في اليمن، والشيعة في العراق. في سوريا لا بيئة حاضنة لإيران، فالعلويون لا يميلون إلى إيران التي قرنت مساعدتها لهم، بفرض التشيّع، فيما ينظر العلويون إلى روسيا كمنقذ لهم ومخلص لمصيرهم، بعد كل ما اقترفوه من أعمال قتل مذهبي وطائفي. العلويون ارتموا في أحضان موسكو فور وصول ماكينتها العسكرية.

 

في بيان صادر عن الرئيس بشار الأسد، رداً على كل المساعي السياسية بما فيها الروس، جاء فيه أن لا حل سياسياً قبل القضاء على الإرهاب. من البديهي إعتبار موقف الأسد هو استمرار لموقف إيراني بحت، لأن إيران هي التي تمسك بالميدان العسكري والسياسي في سوريا، على الرغم من التدخل الروسي. ولذلك تحرص إيران على عدم التخلي عن هذه الورقة من يدها. من مصلحة إيران عدم انجاح أي تسوية سياسية في سوريا لأنها في النهاية ستخسر الكثير بعدما قدمت تضحيات مالية وبشرية وعسكرية، للحفاظ على النظام السوري بشخص رئيسه، لا للوصول إلى مرحلة التنحي أو المرحلة الإنتقالية.

 

أول بوادر استشعار إيران للخسارة في سوريا، هي محاولة عرقلتها أي حل سياسي، وتصعيد الصراع على الحلبة السياسية الدولية حول سوريا، خصوصاً بعدما جرى استبعادها من إجتماع فيينا الأول لمناقشة الأزمة السورية وسبل حلّها. ولذلك فقد تشددت إيران أكثر للحصول على دعوة وحضور المؤتمر الثاني.

 

اللافت أن روسيا، وليس أميركا، من وجه الدعوة إلى طهران، وهذا يفتح الباب أمام إحتمالين: أولاً، أن أميركا حريصة على التعاون مع إيران بعد توقيع الإتفاق النووي، إنطلاقاً من وجهة النظر الأميركية القائلة بالعمل مع الجميع، ولذلك لم تعترض واشنطن على دعوة طهران. ثانياً، قد يكون في عدم الاعتراض الأميركي، رغبة بزرع الشقاق بين روسيا وإيران، لأن تضارب وجهات النظر بين الطرفين واضح، خصوصاً أن المبادرة الإيرانية لحل الأزمة السورية متناقضة تماماً مع المبادرة الروسية.

 

على المدى الطويل ستبدو إيران، وكأنها معزولة، لأنها لن تستطيع تحقيق خرق لدى السنة، والعلويون يفضلون الروس، فهم كأقلية سيختارون من لا يطلب تغييراً ثقافياً وعقائدياً لقاء المساعدة، فضلا عن أن روسيا دولة عظمى.

 

كما أن مرحلة ما بعد الحرب وبداية التسوية، قد تحمل بعداً إضافياً لأهمية الدور الروسي، الذي بامكانه فتح آفاق المصالحة مع السنة والدول العربية، فيما إيران قد تشكل للعلويين عامل تصعيد ونفور وليس عامل مصالحة.

 

وإذا كان حلّ الأزمة السورية في نهاية المطاف، سيتخذ منحى مناطق النفوذ للدول الإقليمية واستتباع أقليات في سوريا، فإن خسارة إيران ستكون ملحوظة، فلا حضور بشرياً لها في سوريا، بنسبة شيعة فيها لا تتجاوز الواحد في المئة.

 

داعش” لأنصاره: “تغريداتكم سلاحكم”

كشف موقع “فوكاتيف” الأميركي عن أن “داعش” أصدر كتيباً دعائياً جديداً، يلقي نظرة ثاقبة على استراتيجية التنظيم المتبعة في وسائل الإعلام الاجتماعية، حيث يكشف هذا الكتيب عن كيفية استفادة “داعش” من شبكة مؤيديه في مواقع التواصل، خصوصاً “تويتر”.

 

الكتيّب الذي حصل عليه “فوكاتيف” من منتدى الكتروني يحمل اسم “شموخ الإسلام”، يشير الموقع إلى أنه يوفّر فرصة نادرة للإطلاع على جزء من خطط “داعش” الدعائية في ما يتعلق بأسلوب التعاطي مع مواقع التواصل واستغلالها في هذا المضمار. وفي حين يشير الموقع إلى مهارات التنظيم بالترويج لفكره في مواقع التواصل والمنتديات الالكترونية، فإن الكتيب يبين تركيز “داعش” في الوقت عينه على رصد كل ما يكتب وينشر عنه وسائل الإعلام العالمية.

 

إلى جانب ذلك، أبرز “فوكاتيف” فصلاً من الكتيب بعنوان “يا مراسل وسائل الإعلام، أنت المجاهد”، يحتوي على تعليمات لأنصار التنظيم في موقع “تويتر”، متوفرة باللغتين العربية والإنكليزية، كذلك في شكل فيديو مدته 16 دقيقة يمكن مشاهدته عبر الخدمات السحابية التي يستخدمها التنظيم، ويقدم لمحة عن آليات الدعاية المستخدمة في “تويتر” من قبل أنصار التنظيم المتواجدين في الموقع حالياً، وذلك بعد أن قامت إدارة “تويتر” بإلاق الحسابات الرسمية الخاصة بالتنظيم وتتبع مئات الحسابات الأخرى.

 

ويخاطب الكتيب أنصار “داعش” بالقول: “أخونا ومراسلنا، تغريداتك سلاحك. وآلاف من المسلمين في تويتر بانتظارك، وأفضل طريقة لتحافظ على أتباعك هي متابعتهم والبحث عن المزيد”. وينصح التنظيم أتباعه باستخدام هاشتاغات ناشطة واستغلالها لنشر فكره والترويج له، خصوصاً في الدول الغربية، لتصل إلى اكبر عدد من مستخدمي مواقع التواصل.

 

الكتيب أصدره أنصار “داعش” وليس الذراع الإعلام للتنظيم، على ما ذكر “فوكاتيف”، ياتي توزيعه بعد مرور أشهر قليلة على تسريب وثيقة من وزارة الخارجية الأميركية تقول إن “داعش”، وبقدراته التقنية والتكنولوجية الكبيرة، يحقق نجاحات في حربه الإعلامية والدعائية في مواقع التواصل. فيما تنتقد الوثيقة، التي أعدّها ريتشارد ستنغل، وكيل وزارة الخارجية للشؤون العامة والدبلوماسية ومدير التحرير السابق لمجلة “تايم”، الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى لعدم اتفاقهم على سياسة موحدة وخطة مركزية لمجابهة “داعش” والتصدي إليه.

 

من جهته، كان “فوكاتيف” قد لفت في وقت سابق إلى ان أنصار “داعش” يلجأون إلى هاشتاغات غربية ناشطة لدسّ موادهم الدعائية عبرها، ليصبح واحداً من المحتوى الإخباري والثقافي الذي يبحث عنه الناس في مواقع التواصل. ويشير الموقع إلى أن الكتيّب الذي حصل عليه مؤخراً، يستعرض أيضاَ كيفية التسلل إلى منصة “تويتر” في الدول العربية، فيما ينبه أنصار وأتباع “داعش” إلى ضرورة استخدام آليات الحماية والتخفي الرقمية مثل خدمة “تور” Tor و الشبكة الافتراضية الخاصة VPN.

 

داعش يفرض التجنيد الإلزامي في مناطق سيطرته

سالم ناصيف

بدأ تنظيم “داعش” باتخاذ جملة من الإجراءات التمهيدة، لفرض الجهاد الإلزامي ضمن مناطق سيطرته في سوريا. هادفاً بذلك إلى ضم أكبر عدد من الشبان، الواقعة أعمارهم بين 15 إلى 35 عاماً، للقتال على جبهات التنظيم في سوريا والعراق.

 

إجراءات تنظيم “الدولة” بدأت بتعميم، مطلع الأسبوع الحالي، يلزم جميع الذكور القاطنين ضمن مناطق سيطرته في سوريا بالتوجه إلى شعب التجنيد، أو ما يعرف بديوان التجنيد التابع لجيش الولاية، لتسجيل بياناتهم الشخصية وعناوين إقامتهم. وبالتزامن مع ذلك، بدأ التنظيم بتشديد إجراءات التفتيش على حواجزه الواقعة على الطرق السريعة ومخارج المدن، حيث أجبرت تلك الحواجز العديد من الشبان المسافرين إلى خارج مناطق التنظيم على العودة، لضرورة تتعلق بتسجيل بياناتهم لدى ديوان التجنيد. كما أصدر ديوان المساجد التابع لـ”داعش” كتاباً أوصى فيه أئمة المساجد المعيّنين من قبله، بضرورة حض الناس على الالتحاق بـ”الجهاد في خطبهم، بوصف الجهاد “فرض عين” والمتخلف عنه “يغضب الله”.

 

مسؤول التواصل في شبكة “حلب 24″ محمد الخالد، قال لـ”المدن” إنه تم رصد خطب دينية يوم الجمعة الماضي لأئمة مساجد في مدن الباب، ودير حافر، وجرابلس، ومسكنة في حلب، حض فيها الأئمة المصلين على وجوب الإلتحاق بـ”الجهاد”، وأبلغوا المصلين خلال خطبهم أن التنظيم سيفرض الجهاد الإلزمي ضمن مناطقه، وبأنه توعد المتخلفين عنه بالعقاب الشديد.

 

ولفت الخالد إلى أن سيارات تابعة لجهاز “الحسبة” بدأت قبل أسبوع تجوب مناطق في ريف حلب الشرقي والشمالي، لتذيع عبر مكبرات الصوت نداءات للرجال والشباب للالتحاق بجبهات القتال، وتحذير السكان من خطر تقدم النظام في مطار كويرس شرقي حلب.

 

وتأتي خطوة فرض “الجهاد الإلزامي” من قبل “داعش”، في الوقت الذي تشهد فيه جبهات التنظيم في ريف حلب الشرقي والشمالي الشرقي ضغطاً كبيراً، خاصة بعد هجوم قوات النظام المستمر على مطار كويرس منذ نحو ثلاثة أسابيع، حيث لازالت تدور معارك طاحنة يحاول فيها النظام فك الحصار الذي يفرضه التنظيم على المطار. ومن المتوقع أن تؤدي هزيمة “داعش” في مطار كويرس إلى فتح طريق التقدم أمام قواته باتجاه مدينتي الباب ومنبج، وبالتالي قد تصبح مناطق “داعش” المتبقية في الريف الشرقي، والشمالي الشرقي، بحكم الواقعة ضمن حصار مطبق.

 

وكان لقرارات التنظيم إرسال الآلاف من عناصره من سوريا للقتال في العراق خلال الأشهر الماضية، أثر بالغ في نقص عناصره المقاتلة على جبهاته في سوريا، خاصة أن ذلك حدث بالتزامن مع استنزاف قوات “داعش” على جبهات واسعة ضد القوات الكردية وقوات النظام، ما جعل قيادات التنظيم في تلك الجبهات تعتمد على مخزونها البشري من المقاتلين المتواجدين في مناطق سيطرتها في سوريا، لتعذّر استقدام تعزيزات للجبهات من خارج تلك المناطق.

 

ويشير الخالد إلى أن “داعش” أرسل 4500 عنصر من سوريا إلى العراق خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط. وكان التنظيم في الأشهر الأخيرة قد فقد القدرة على استقطاب المزيد من العناصر المنتسبة إلى صفوفه، ما أدى إلى انخفاض نسبة المنتسبين إلى ديوان التجنيد بمعدل 75 في المئة، بحسب أرقام النشطاء، مقارنة بما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر. أما النسبة المتبقية من المنتسبين فهي تقتصر على الأطفال واليافعين، الذين تم استقطابهم من خلال المغريات بالأموال أو النشاطات.

 

وكانت مناطق “داعش” قد شهدت خلال الأسبوع الأخير حالة من النزوح والهرب من قبل الشبان الواقعة أعمارهم في سن التجنيد في صفوف التنظيم، ما دفع الأخير إلى تشديد إجراءات التفتيش على الحواجز. وحدث قبل أسبوع أن أجبر أحد الحواجز جميع الشبان الخارجين من الرقة على العودة إلى مناطقهم.

 

«ناشيونال إنترست»: ما الذي يمكن أن تفعله واشنطن لتتمكن من إزاحة «الأسد»؟

ترجمة وتحرير فتحي التريكي – الخليج الجديد

يبدو أن الرئيس «أوباما» قد تعلم من سلفه أن الحسم ليس بالضرورة أن يكون فضيلة، لذا فإنه حتى الآن يتخذ نهجا حذرا أكثر من اللازم أمام تحديات السياسة الخارجية والتي ربما يكون لها عواقب مؤسفة على الأمن الوطني.

 

في سوريا، يمكن القول بأن الرئيس «أوباما» قد أخطأ بالتصرف على نحو حذر أيضا والمساهمة في وضع تكون فيه الفصائل الأكثر قدرة على البقاء هي من الإسلاميين من جانب، إضافة إلى الرئيس السوري، غير القابل للإصلاح، «بشار الأسد» على الجانب الآخر.

 

وقد دافع الرئيس «أوباما» عن سياسته غير الفعالة تجاه سوريا بحجة أنه من البداية، كان هناك عدد قليل جدا من المتمردين السوريين المتدلين القادرين على العمل على أرض الواقع، وبغض النظر عن كون هذا الأمر صحيح أم لا، فإنه ربما يكون نبوءة ذاتية التحقق بشكل كبير.

 

المتمردون السوريون المعتدلون الذين كانوا على استعداد للدخول في شراكة مع الولايات المتحدة في الحرب الأهلية في وقت مبكر كانوا مصرين على إبعاد «الأسد» عن السلطة، وقد كان الرئيس «أوباما» متحفظا على دعم هذا الهدف على الأقل علنا، وربما يرجع ذلك إلى خوفه من العواقب المحتملة للمفاوضات النووية مع إيران، بالإضافة إلى سائر القضايا المحددة للأمن الإقليمي.

 

ونتيجة لذلك، فإن المعتدلين صاروا مجبرين على نحو كبير للدخول في صفقة مع الإسلاميين الراديكاليين من أجل الحصول على أي فرصة لتحقيق هدفهم الأسمى. أي محاولة للقيام بخلاف ذلك يمكن أن تكون غير مجدية في أفضل الأحوال، وربما تزيد فقط من فرصهم في الذبح من قبل الجيش السوري المتفوق كميا ونوعيا بشكل ملحوظ.

 

أولئك الذين لم يحسبوا هذه المعادلة إما أنهم الآن في عداد القتلى أو أنهم قد قاموا بالانسحاب من ساحة المعركة أو أنهم لا يزالون يعيشون على أمل أنهم لن يقتلوا نتيجة الحسابات الجيوسياسية غير الحاسمة من قبل رعاتهم في الولايات المتحدة.

 

تدخل روسيا في سوريا يثير بدوره مسألة ما إذا كانت روسيا سوف تتمكن من إنقاذ «الأسد» أم أن مغامرة «بوتين» سوف تنتهي إلى نتائج أكثر مسؤولية، كما ذكر مسؤولون في إدارة «أوباما» أنهم يعتقدون أن «بوتين» سوف ينتهي إلى ذلك في نهاية المطاف. ولكن من المؤكد أن العمليات العسكرية السورية قد زادت من مخاطر تورط الولايات المتحدة في سوريا.

 

أخذا لهذه المخاطر بعين الاعتبار، يجب على إدارة «أوباما» زيادة المساعدات العسكرية للمعارضة السورية المعتدلة من أجل الضغط على «بوتين» كي يقوم بالتخلي عن «الأسد».

 

إذا لم تفعل إدارة «أوباما» ذلك فإنها من المرجح أن تجد نفسها تشاهد بأسى شركاءها الإقليميين، السعودية وتركيا وقطر على وجه الخصوص، يتخذون خطوات أحادية الجانب نحو دعم الفصائل الموالية لهم، ما يهدد بتفاقم البعد الطائفي في الصراع.

 

وسوف يعزز هذا التوجه الدينامية الحالية التي تجبر المعتدلين (من وجهة نظرهم)، على العمل مع المتشددين الإسلاميين.

 

تحت الوضع الراهن، إذا كان لتحالف المتمردين أن ينجح في نهاية المطاف فإن المتطرفين سوف يكونون في وضعية مميزة خلال مرحلة ما بعد «الأسد» في سوريا على حساب الجميع بما في ذلك روسيا وإيران. أما في حال وجود عناصر معتدلة أقوى، فإن ذلك يعطي فرصة أفضل في استيعاب المنافسة الراديكالية خلال مرحلة ما بعد «الأسد».

 

تواجه إدارة «أوباما» مجموعة من الخيارات القاتمة ولكنها واضحة على ما يبدو، إما أن تأخذ خطوة إلى الوراء وتسمح لروسيا وإيران بتقديم الدعم غير المشروط لنظام «الأسد» فيما يواصل ذبح شعبه، أو أن تعمل الإدارة على جعل اتخاذ هذه القرارات من قبل الخصوم أمرا مكلفا بما فيه الكفاية بما يدفعها، عاجلا وليس آجلا، نحو اتخاذ مسار أكثر حكمة من العمل عبر دفع «الأسد» عن السلطة أو تدبير انقلاب عليه.

 

على الولايات المتحدة أن تتخذ الاحتياطات اللازمة لمنع إسقاط الطائرات الروسية من أجل التخفيف من خطر المواجهة العسكرية المباشرة بين روسيا والولايات المتحدة أو أحد شركائها الإقليميين. يجب على إدارة «أوباما»، مع ذلك، أن تزيد بشكل ملحوظ في إمداداتها من الأسلحة المضادة للدبابات وغيرها من المعدات العسكرية التي يمكن أن تساعد ميدانيا. وعلاوة على ذلك، ينبغي أن تساعد في استهداف الطائرات الدوارة وثابتة الجناحين لجيش «الأسد» من أجل المساعدة في استنزاف موارده وموارد روسيا وإضعاف معنويات قواته على الأرض.

 

ونتيجة لبعثات استشارية واسعة، يجب أن تحصل كل من روسيا وإيران خلال الأشهر لمقبلة على صورة استخباراتية أكثر وضوحا تمكنهم من تحديد من سيكون في وضع أفضل لقيادة سوريا خلال مرحلة ما بعد «الأسد». وينبغي أن يكون هذا القائد قادرا على نيل ولاء الجيش السوري ويجب أن لا يكون متورطا بشكل كبير في انتهاكات حقوق الإنسان.

 

من شبه المؤكد أنه قد لا يكون من الممكن العثور على مرشح قوي مع سجل نظيف لا تشوبه شائبة. ولكن هذا الاعتبار يجب أن يكون له وزنه في مقابل أولوية استقرار الدولة السورية.

 

ربما تكون روسيا وإيران على حق في أن «الأسد» هو الشخص الوحيد الذي بإمكانه أن يبقي سوريا موحدة. ولكن على الأرجح، فإن كل منهما لم يبد استعدادا بعد لقبول مخاطر التنصل منه.

 

ربما إدارة «أوباما» محقة: قد لا يكون هناك ما يكفي من المعتدلين على الأرض لتشكل تحديا حاسما للأسد والإسلاميين الراديكاليين. على الأرجح، ومع ذلك، فإن العديد من المعتدلين نسبيا يتواءمون الآن مع المتشددين من أجل تحقيق هدفهم المشترك، وبعد ذلك سوف يتحولون ضد بعضهم البعض.

 

من مصلحة جميع الأطراف أن تدرك أن البعد الطائفي لهذا الصراع من المرجح أن يزداد سوءا مع مرور الوقت. وأنه ينبغي السعي إلى الهدف المشترك المتمثل في تحديد المواقع المعتدلين. كلما استمرت نيران الحرب الأهلية متقدة، كلما قلل ذلك من فرصة العثور على المعتدلين وتنظيم صفوفهم مرة أخرى. ينبغي أن يتم وضع حل ذي محصلة إيجابية في حين لا يزال هناك متسع من الوقت.

المصدر | ناشيونال إنترست

 

كيري يستكشف نوايا روسيا وإيران قبل مؤتمر فيينا  

قالت وزراة الخارجية الأميركية إن الوزير جون كيري سيحاول استكشاف نيات روسيا وإيران في إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالرحيل، وذلك في وقت تشهد فيه العاصمة النمساوية فيينا اليوم اجتماعات تمهيدية لاجتماع موسع يعقد غدا، بمشاركة إيران ودول أخرى بشأن الملف السوري لبحث مسألة رحيل الأسد.

 

وقال مستشار وزارة الخارجية توم شانون للمشرعين بشأن محادثات كيري مع إيران وروسيا ودول أخرى في فيينا هذا الأسبوع “يعتقد الوزير أنه حان الوقت لجمع الكل معا للتأكد فعليا من صدق مزاعمهم والتحقق من مدى جدية التزامهم العلني بمحاربة تنظيم الدولة والإرهاب.. ومعرفة إلى أي مدى هم مستعدون للعمل بشكل عام مع المجتمع الدولي لإقناع الأسد بأنه سيتعين عليه الرحيل في أي عملية انتقال سياسي”.

 

ويعقد مساء اليوم اجتماع رباعي بين وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سينيرلي أوغلو، تمهيدا لاجتماع موسع يضم 18 دولة، ويغيب عنه طرفا الصراع في سوريا.

 

وقال مراسل الجزيرة عيسى طيبي إن المحادثات في فيينا تهدف إلى تدشين حوار سياسي لإنهاء الأزمة السورية.

 

ونقل المراسل عن مصدر قريب من المفاوضات أنه سيتم بحث قضايا محددة من بينها الفترة الانتقالية والمدة التي ستستغرقها واعتماد إطار عمل لها وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة لتلبية متطلبات الشعب السوري.

 

من جانبها نقلت رويترز عن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الهدف من محادثات فيينا هو إطلاق حوار سياسي.

 

أما الصين وألمانيا فاتفقتا على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

 

ووفق مصادر إيرانية، فإن وزير الخارجية الروسي سيلتقي اليوم مع نظرائه من إيران ومصر ولبنان والعراق في فيينا قبيل اللقاء الموسع غدا.

 

ترحيب أميركي

بدورها أعربت واشنطن -أمس الأربعاء- عن استعدادها للعمل مع روسيا وإيران لحل الأزمة السورية، واستبعدت في نفس الوقت تحقيق اختراق في هذه المحادثات.

 

وفي إطار تعليقه على مشاركة إيران للمرة الأولى في مثل هذه المحادثات، قال المتحدث باسم البيت الأبيض إيريك شولتز إنه من المهم أن تكون إيران جزءا من هذا الحوار.

 

ولكن واشنطن لا تعلق آمالا كبيرة على الاجتماع لإحراز اختراق، إذ قال توني بلينكن -مساعد وزير الخارجية الأميركي- خلال زيارة إلى باريس “لا أعتقد أنه يجب أن نتوقع تقدما كبيرا في المحادثات بفيينا”، مؤكدا أن “هذه خطوة لنرى إذا كنا نستطيع التوصل إلى اتفاق حول شكل عملية الانتقال السياسي”.

 

من جانبه اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن عدم توجيه دعوة له “تعبير عن عدم جدية المشروع”.

 

واعترض عضو الائتلاف جورج صبرا على مشاركة إيران وقال إن “هذه نقطة ضعف كبرى في هذا اللقاء لأن الأمر يبحث شأن السوريين في غيابهم”.

 

وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال عضو الائتلاف بسام الملك إن “الائتلاف ينتظر نتائج الاجتماع، ولن يستبق الأحداث، ما إذا كانت ستتمثل في خارطة طريق جديد أو الدعوة لمؤتمر جنيف3”.

 

وفي حالة انتهاء اجتماع فيينا2 بالدعوة لجنيف3، اشترط الملك أن “يكون هناك اعتراف بمقررات جنيف1 (عام 2012) ونتائج مباحثات جنيف2 (عام 2014)، حتى لا يتم الرجوع لنقطة الصفر”.

 

من جانبه قال رئيس المكتب السياسي التابع لجيش اليرموك (أحد فصائل الجيش الحر) -في تصريحات لرويترز- إن إيران جزء من المشكلة وليس من الحل.

 

الإعلام الألماني: الأسد يتربح من تهجير السوريين  

خالد شمت-برلين

 

تحت عنوان “هل يكره نظام بشار الأسد السوريين على الهجرة الجماعية؟” نشرت القناة الأولى في التلفزيون الألماني تقريرا على موقعها الإلكتروني قالت فيه إن ما دعاها لاختيار هذا السؤال عنوانا للتقرير هو “الكرم الملفت والداعي للريبة الذي يظهره الأسد بسماحه لأعداد كبيرة من السوريين بمغادرة بلادهم بشكل طبيعي عبر منفذها الحدودي مع لبنان وبشكل مثير للريبة حول دفع مواطنيه للرحيل وتربحه ماليا من هذا التهجير الواسع”.

ويرى معد التقرير مارتين دورم -المراسل الإقليمي للموقع الإخباري لقناة “أي أر دي” شبه الرسمية- “أن التدفق الكبير للسوريين على المنافذ الحدودية الرسمية مع لبنان، يعزز الاتهام الموجه لنظام بشار بالاستفادة ماليا من فتحه بابا طبيعيا للهجرة من هذه المنطقة”.

 

وأضاف “الأسد خسر سلطته في معظم الأراضي السورية ولم يعد يتحكم إلا في ربع مساحة أراضيها، لكنه ما زال يحكم سيطرته على منفذ الحدود مع لبنان حيث تعبر أعداد كبيرة من السوريين يوميا للجوء إلى الخارج”.

 

ونقل الموقع عن ماريا سعادة -العضو في مجلس الشعب السوري- قولها “لا توجد تقديرات رسمية لأعداد من يغادرون البلاد عبر الحدود مع لبنان”، وأشارت إلى عدم رغبة النظام في منع خروج هؤلاء “في ظل صعوبة الحياة الناشئة عن سيادة اقتصاد الحرب ومعاناة الطبقات السورية البسيطة من الحصار الاقتصادي الخارجي”.

 

كما نقل التقرير عن صحيفة “الوطن” السورية الموالية لنظام الأسد أن عدد جوازات السفر التي يستخرجها السوريون بغرض مغادرة البلاد واللجوء إلى أوروبا ارتفع من ألف جواز سفر يوميا إلى خمسة آلاف جواز ووصل إجمالي جوازات السفر الصادرة منذ بداية العام الجاري إلى 829 ألف جواز سفر.

 

وذهب التقرير إلى القول إن الاتهام الموجه للنظام السوري بدفع مواطنيه لمغادرة البلاد وبأعداد كبيرة وبشكل طبيعي عبر الحدود مع لبنان للاستفادة من هذا في تحقيقه منفعة مالية “يتعزز إذا ما عُرف أن هذه الهجرة ستخلص هذا النظام من أعباء توفير مأوى وإعاشة لما بين ثلاثة إلى أربعة ملايين نازح وفدوا من مختلف المدن السورية إلى العاصمة دمشق وضواحيها”.

 

واعتبر أن هجرة هؤلاء النازحين إلى خارج البلاد ستتعدى التخفف من أعبائهم الكبيرة وتحولهم إلى مورد مالي مهم لنظام الأسد من خلال رسوم استخراج جوازات السفر التي ارتفعت بشكل قياسي في ظل الظروف الحالية، ونسب إلى صحيفة الوطن أن تلك الرسوم التي حصلتها الحكومة السورية وصلت 470 مليون يورو.

 

يذكر أن إحصائية للجهاز المركزي الألماني للهجرة واللجوء أفادت بأن السوريين يمثلون المجموعة الأكبر من اللاجئين الذين دخلوا البلاد، وأوضحت أن عددهم بلغ مئتي ألف لاجئ من بين 577 ألف لاجئ وصلوا ألمانيا منذ بداية العام الجاري حتى سبتمبر/أيلول الماضي.

 

اجتماع فيينا وسيناريوهات الاتفاق على مصير الأسد

اختتم في العاصمة النمساوية فيينا الاجتماع الرباعي حول الأزمة السورية بمشاركة الولايات المتحدة والسعودية وتركيا وروسيا، دون التوصل إلى اتفاق بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

حلقة الجمعة (23/10/2015) من برنامج “ما وراء الخبر” تساءلت عن التصورات التي انعقد على أساسها اجتماع فيينا، وإلى أي حد حقق الغرض المرجوّ منه، والسيناريوهات التي يمكن على أساسها التوصل إلى اتفاق بشأن مصير الأسد بين الأطراف المعنية بالأزمة السورية.

وضم الاجتماع -الذي عقد دون إيران- وزراء الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون “سني رلي” أوغلو.

وانتهى اللقاء دون التوصل إلى اتفاق بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، لكن وزير الخارجية الأميركي وصفه بأنه كان مثمرا، أما وزير الخارجية الروسي فقد استغل الاجتماع للدعوة إلى توسيع أي مشاورات مقبلة بشأن سوريا، بحيث تضم كلاً من إيران ومصر.

 

تجنب المواجهة

حول هذا الموضوع يقول الكاتب والباحث السياسي السعودي جمال خاشقجي إن هذا الاجتماع يأتي لأن الجميع دخلوا في ما يشبه المواجهة التي يحاولون تجنبها.

وأضاف أن الروس باتوا جزءًا من المشكلة ويحاولون المشاركة في رسم مستقبل شرق المتوسط.

وأوضح خاشقجي أن الحديث يتم حول مصير الأسد، لكن المسألة معقدة جدا ومرتبطة بصيغة النظام القادم، والمعضلة هي رغبة الروس والإيرانيين في تفصيل نظام لا يقوم على رغبة السوريين، وفي نفس الوقت يُرضي السعودية والولايات المتحدة.

ويرى أن الاجتماع يأتي في محاولة للاتفاق، مشيرا إلى أنباء عن استمرار الاجتماع غدا، لأن المسافات بين الأطراف لا تزال بعيدة.

وبشأن دعوة روسيا لتوسيع الاجتماع ليضم مصر وإيران، قال خاشقجي إن الروس يريدون الاستعانة بصديق لتعضيد موقفهم في ما يتعلق بمصير بشار الأسد.

محاولة اتفاق

ومن جهته، يرى أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الشرق الأوسط في جامعة لندن الدكتور فواز جرجس أن هناك تلازما بين المسارين الدبلوماسي والعسكري، فالأطراف تجلس مع بعضها البعض وفي نفس الوقت تحاول تحقيق إنجازات عسكرية على الأرض.

ولفت إلى ضرورة عدم الخلط بين التصريحات العلنية ومواقف الدول حين تجلس على طاولة المفاوضات، وقال في هذا الصدد إن الأشهر الستة الأخيرة شهدت “تدحرجا” في المواقف الإقليمية والدولية، خاصة في ما يتعلق بمصير الأسد.

ويرى جرجس أن اجتماع فيينا يأتي لإيجاد أرضية معينة، وردم الفجوة بين الأطراف، وجس النبض، ومحاولة تخطي العقبة الرئيسية.

ورأى أن إشراك إيران ضروري في دائرة التفاوض في ما يتعلق بمستقبل سوريا ومصير الأسد، محذرا من أنه إذا لم يتم التوصل لاتفاق خلال الأشهر المقبلة فقد يستمر الصراع لأعوام مقبلة.

 

فيينا: لقاء رباعي الليلة عشية لقاء موسع لبحث مصير الأسد

اجتماع موسع الجمعة يضم إيران ومصر والعراق ولبنان والأردن

دبي – بطرس موسى

بدأ المشاركون في اللقاء الرباعي الذي يعقد الليلة بشأن سوريا بالوصول إلى فيينا.

ويضم اللقاء وزراء خارجية كل من روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا، على أن يتبعه اجتماع موسع، غدا الجمعة، بمشاركة كل من إيران ومصر والعراق ولبنان والأردن.

وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اعتبر أن محادثات فيينا لن تؤدي إلى حل سياسي فوري، لكنها قد تكون أفضل فرصة لإنقاذ سوريا من الجحيم.

وكان وزير كيري اعتبر أن المحادثات الدولية حول الأزمة السورية التي ستعقد في فيينا الأسبوع الحالي لن تؤدي إلى حل سياسي فوري، لكنها قد تكون أفضل فرصة لإنقاذ سوريا من “الجحيم”، بحسب تعبيره.

تصريحات كيري لم تعنِ بأي شكل من الأشكال أن الحل بات مؤكداً مع اقتراب موعد اللقاء المرتقب غداً الجمعة، وهو ما أكد عليه كيري بأن اجتماعات فيينا لن تحمل حلاً سياسياً فورياً للأزمة، وهي لن تكون لا سهلة ولا تلقائية.

تصريحات كيري التي أدلى بها في كلمة حول السياسة في الشرق الأوسط قبيل مغادرته إلى فيينا للمشاركة في لقاء تحضيري اليوم يضم كلا من السعودية وتركيا وموسكو قبل لقاء موسع غداً.

السعودية استبقت الاجتماع بالتجديد على موقفها الثابت من الأزمة السورية، معتبرة أن البحث في موعد محدد لرحيل الأسد سيكون بنداً أساسياً في الاجتماع، الذي يختبر مدى جدية إيران وروسيا حول الحل في سوريا.

التفاؤل الأميركي بأن تحمل مباحثات جنيف مفتاح الحل السياسي في سوريا لم يخلُ من التشكيك بالرغبة الإيرانية للوصول إلى مثل هذا الحل.

الموقف الفرنسي الرافض لاستمرار وجود الأسد في السلطة كان واضحاً من خلال تصريحات لوران فابيوس، الذي أعلن صراحة أن فرنسا والحلفاء الغربيين والعرب يريدون أن يبحثوا خلال محادثات فيينا جدولاً زمنياً محدداً لرحيل الأسد.

وأوضح فابيوس أن البدء بعملية سياسية يجب أن يكون مصحوباً بتغيرات ملموسة على الأرض، تخدم مصلحة الشعب السوري.

يشار إلى أن فرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي أعلنوا مشاركتهم في اجتماع فيينا، كما سينضم إلى المحادثات كل من إيران ومصر والعراق ولبنان.

 

المعارضة السورية: لم نتلقّ دعوة لحضور #محادثات_فيينا

بيروت – رويترز

قال سياسي من المعارضة السورية وقائد لمقاتلي المعارضة المسلحة، إنه لم توجه دعوة للمعارضة السياسية الرئيسية في سوريا، ولا لممثلين عن المعارضة المسلحة لحضور المحادثات الدولية المقرر عقدها في فيينا لبحث الأزمة السورية.

ومن المقرر عقد اجتماع فيينا، غدا الجمعة، بحضور نحو 12 دولة، منها السعودية وإيران.

واعترضت المعارضة السورية على مشاركة إيران في المحادثات -والتي ستكون الأولى لطهران في محادثات تتعلق بسوريا- وذلك لدعمها العسكري لرئيس النظام السوري بشار الأسد.

وقال جورج صبرا، عضو التحالف الوطني السوري، إن عدم توجيه الدعوة لسوريين “تعبير عن عدم جدية المشروع”. وسئل إن كان التحالف قد تلقى دعوة لحضور المحادثات فأجاب قائلا: “لم يحصل”.

وأضاف: “هذه نقطة ضعف كبرى في هذا اللقاء، لأن الأمر يبحث شأن السوريين في غيابهم”.

وقال بشار الزعبي، رئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك -أحد فصائل الجيش السوري الحر- في تصريحات لرويترز، إنه “لم توجه الدعوة لممثلي المعارضة المسلحة للمشاركة في اجتماع فيينا”.

وقال أيضاً: “بالنسبة لإيران فهي جزء من المشكلة وليس الحل، ومشاركتها في الاجتماع ستثبت ذلك للعالم. هذا الاجتماع تم قبوله من طرف السعودية وتركيا لتعرية إيران”.

وكرر صبرا معارضته لمشاركة إيران قائلا: “إيران ليست طرفاً محايداً يمكنه أن يلعب دور الوسيط، لأنها طرف في القتال الدائر على أرض سوريا، فضباطها يقاتلون ويقتلون كل يوم على الجبهات السورية”.

 

روسيا: نتحدث مع المعارضة السورية يوميا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يستمع لنظيره السوري بشار الأسد خلال اجتماع في الكرملين في 20 أكتوبر 2015

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الخميس، إن موسكو تجري محادثات هاتفية مع المعارضة السورية يوميا تقريبا، وتعقد اجتماعات مع ممثليها في موسكو وباريس وإسطنبول.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بوغدانوف أن روسيا عقدت اجتماعات مع ممثلين عن الجيش السوري الحر، كما أنها على اتصال مع الأكراد.

 

ويأتي ذلك بينما قال سياسي من المعارضة السورية وقائد لمقاتلي المعارضة المسلحة لـ”رويترز” إنه لم توجه الدعوة للمعارضة السياسية الرئيسية في سوريا، ولا لممثلين للمعارضة المسلحة، لحضور المحادثات الدولية المقرر عقدها في فيينا لبحث الأزمة السورية.

 

ومن المقرر عقد اجتماع فيينا، الجمعة، بحضور نحو 12 دولة، منها السعودية وإيران، اللتان تدعم كل منهما أطرافا متصارعة في سوريا.

 

إيران: النظام السعودي “مجرم حرب” ومشاركته في مباحثات سوريا “غير شرعية”.. ونجاد في جنازة حارسه بعد مقتله في حلب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– اعتبرت السلطات الإيرانية، الخميس، أن مشاركة السعودية في مباحثات فيينا حول الأزمة السورية “مشبوهة وغير شرعية لأن النظام السعودي مجرم حرب”، على حد وصفها، مؤكدة في الوقت نفسه استمرار دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني اللواء حسن فيروز أبادي إن “النظام السعودي هو مجرم حرب لدعمه الشامل لداعش وممارساته الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان وإرهاب الدولة في البحرين فضلا عن جرائمه الكثيرة في اليمن جراء قصفه للمستشفيات والمدارس ومنازل الأهالي وتدمير البنية التحتية لهذا البلد”.

 

وأضاف أن “سجل النظام السعودي هذا يجعل مشاركته في مباحثات فيينا حول سوريا أمرا مشبوها وغير شرعي”، وتابع أن “النظام السعودي المتطرف من الناحية الأخلاقية والسياسية والعسكرية والتنفيذية يسخر أمواله وثرواته النفطية الكبيرة لشراء صمت الأسرة الدولية”، وفق ما نقلته وكالة أنباء “فارس” الإيرانية.

 

من جانبه، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن لا تغيير في سياسة دعم إيران لسوريا. وقال عبداللهيان إن اجتماع فيينا “يعد فرصة لدعم مكافحة الإرهاب والمسار السياسي في سوريا ومحاولة لإدراك الحقائق في هذا البلد والمنطقة”، وفق ما نقلته وكالة أنباء “إرنا” الإيرانية.

 

وأكد عبداللهيان أن “الذين يحاولون تجاوز الرئيس الأسد يجب أن يعلموا أنه في الحل السياسي الشعب هو من يقرر مصيره”، وقال إن “تجاوز الرئيس الأسد ممنوع وخط أحمر”.

 

في غضون ذلك، شارك الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، الخميس، في جنازة حارسه السابق عبدالله باقري الذي أعلنت السلطات الإيرانية الجمعة الماضية، مقتله “في مدينة حلب السورية خلال الدفاع عن حرم السيدة زينب”.

 

مستشار سابق لأوباما لـCNN: الرئيس الأمريكي لم يكن لديه رغبة حقيقية بإسقاط الأسد ولو عاد بالزمن لسلّح المعارضة

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قال السياسي الأمريكي فريد هوف، المستشار الخاص السابق للبيت الأبيض لشؤون الانتقال السياسي في سوريا، إنه لو قُدّر للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، العودة بالزمن إلى الوراء لقرر السير بالخيارات التي سبق لفريق الأمن القومي التابع له عام 2012 بتوفير السلاح للمعارضة السورية المعتدلة ومنحها التدريبات العسكرية الضرورية.

 

مواقف هوف جاءت في مقابلة مع CNN مع الإعلامية كريستيان أمانبور، أشار خلالها إلى التوصيات التي قدمها فريق الأمن القومي الأمريكي بتدريب وتسليح المعارضة السورية، والتي رفضها أوباما آنذاك، رغم دعم كل المسؤولين الكبار لها آنذاك، وعلى رأسهم وزير الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، ووزير الدفاع السابق، ليون بانيتا، ورئيس CIA السابق، جون دفتريوس، وقائد الأركان السابق، الجنرال مارتن ديمبسي.

 

واعتبر هوف في المقابلة أن محاولة النأي بالنفس عن الأزمة السورية كانت على أرض الواقع أشبه بصب الزيت على النار، مضيفا أن ما أصابه بالذهول حيال الموقف الأمريكي من سوريا هو قرار “عدم التحرك” رغم دعوة البيت الأبيض إلى تنحي الرئيس السوري، بشار الأسد.

 

وتابع هوف بالقول: “عندما قال الرئيس أوباما عام 2011 أن على الأسد التنحي، اعتبرنا في الإدارة الأمريكية أن هذا الموقف هو أمر إداري، لأن الرئيس الأمريكي لا يُصدر توصيات أو آراء، فهو الرئيس الأعلى للبلاد، وعندما يدعو لتنحي رئيس ما فعلى الإدارة أن تبدأ العمل لوضع الاستراتيجيات الكفيلة بتحقيق ذلك.”

 

وأضاف المسؤول الأمريكي السابق أنه بعد أشهر من العمل على خطط لتنفيذ دعوة أوباما إلى تنحي الأسد، اكتشف عدم وجود “رغبة حقيقية” لدى البيت الأبيض لتحقيق ذلك، معبرا عن ثقته بأن البيت الأبيض يدفع حاليا ثمن تلك السياسات قائلا: “على أوباما أن ينظر إلى الخيارات الحقيقية، فناهيك عن الضرورات الإنسانية، هناك ضرورات عسكرية، فكل برميل متفجر يسقط وكل مجاعة تحصل بسبب الحصار هي هدية لداعش تساعده على تجنيد مقاتلين.”

 

أمين عام الناتو السابق لـCNN: يجب إرسال قوات برية لسوريا ومشاركة السعودية وتركيا وإيران بالقتال ضرورية

يدعو الأمين العام السابق لحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن لاستراتيجية سياسية وعسكرية جديدة في سوريا.

 

ينظم إلينا مباشرة الآن من جامعة هارفارد في مدينة كامبردج بولاية ماساتشوست. شكراً جزيلاً لك سيد راسموسن على الإنضمام إلينا من بوسطن.

 

أحد الأمور التي قلتها مؤخراً هو أن مجرد حملة جوية لن تقوم بالمطلوب لهزيمة داعش، لأنك لا تستطيع السيطرة على الأرض. وإنه هناك حاجة أساسية للوجود على الأرض. هل يجب أن يكون هذا الوجود البري غربياً باعتقادك؟

 

– راسمسن: لا، لم أقل نعم لوجود غربي على الأرض. أعتقد أن على دول المنطقة أخذ مسؤولية الأمن ونشر قوات على الأرض. يمكنك فعل الكثير بالحملة الجوية، لكن لا يمكنك فعل كامل المهمة، ستحتاج لقوات على الأرض.

 

عندما تتحدث عن دول المنطة، أي دول هذه… السعودية.. الإمارات… تفكر في أي جيش بالتحديد؟

 

-راسميسن: لن أستبعد أي جيش سلفاً، لكن بالتأكيد.. الدول التي ذكرتِها، السعودية، الدول الخليجية، ستكون تركيا مرشحاً ممتازاً لتحالف دولي كهذا. نحن بحاجة لاستراتيجية جديدة في سوريا والعراق. ومن ضمن ذلك، جهود معززة لإيجاد حل سياسي، وقتال معزز ضد الدولة الإسلامية. ينبغي القيام بالمزيد لهزيمة وإزالة الدولة الإسلامية. ومن المهم أيضاً أن نظهر لأصدقائنا وشركائنا في المنطقة أننا حلفاء ملتزمون وجديرون بالثقة. فلو انفّك ارتباطنا أو بدى أنه قد انفّك، بعدها سيمتلئ الفراغ بالأشرار.

 

لكن، أعتقد أن ذلك يبدو جيداً من الناحية النظرية، أن تدعو دول مثل السعودية أو تركيا لإرسال قوات.. لكن كم من المجدي ذلك.. هناك الكثير من المصالح المعقدة والمتباينة في الدولة، وهي طائفية في هذه المرحلة. هل ستتوقع من قوات من هذه الدول التي لديها مواقف واضحة بالنسبة لمن تدعم، أن تبدأ معركة في تلك الدولة؟

 

– راسمسن: لن أقول إن الأمر سهل. في المقابل، الوضع معقد جداً. وفي الأساس، لا يوجد حل عسكري للمشاكل في سوريا والعراق، نحن بحاجة لحل سياسي. لكن لإيجاد حل سياسي، هناك شرط مسبق وهو هزيمة الدولة الإسلامية. ولذلك أشير لحقيقة أن حملة جوية لن تقوم بالمهمة. وأعتقد أن علينا أن نركز أكثر على إيجاد حل سياسي، وسيتطلب ذلك اجتماعا لجميع الأطراف المعنية الرئيسية في المنطقة. وشئنا أم أبينا، إيران هي إحدى الأطراف المعنية…

 

وهم مدعوون للمحادثات يوم الجمعة…

 

– راسمسن: نعم، وفي المقابل، أعتقد أن علينا تعزيز العلاقات مع أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة، ومن ضمن ذلك العلاقات الأمنية واحتواء مخاوفهم. لأنهم، وذلك حقيقي، قلقون جداً من نوايا إيران.

 

بشأن تركيا، تحدثتُ الى وزير الخارجية التركي أمس، عن استهداف تركيا لبعض مقاتلي مليشيات كردية شمال سوريا. وفي تقرير لصحفيتنا كلاريسا ورد، تحدثت لبعض مقاتلي وحدات حماية الشعب، وقالوا أنهم ليسوا مجهزين بما يكفي من قبل الدول الغربية حتى لا تُغضب هذه الدول تركيا، وتواصل تعاونها داخل تركيا لاستخدام بعض قواعدها مثلاً. إنه وضع معقد جداً، بحيث لا يمكن للولايات المتحدة أن تُرى وهي تسلّح هؤلاء ممن يسجل مكاسب ضد داعش. كيف لك تجاوز ذلك؟

 

– راسمسن: أعتقد أنه حان الوقت لفعل المزيد لتوفير أسلحة لمقاتلين أظهروا بالفعل أنه يمكن الإعتماد عليهم وأنهم ملتزمون في المعركة ضد الدولة الإسلامية. لذا دعنا ننسى كل النظريات، يجب أن ننظر الى الأمر من وجهة نظر عملية. وأعتقد أننا في الغرب، علينا أن نفعل المزيد لمساعدة المعارضة المعتدلة، حتى تقاتل الدولة الإسلامية ونظام الأسد أيضاً. لأنه من المهم استيعاب أنه لا يمكن للأسد أن يكون جزءاً لا يتجزأ من حل مستدام طويل الأمد، فهو الذي بدأ هذا الصراع من خلال الأعمال الوحشية، وقد استخدم أسلحة كيماوية ضد شعبه.

 

مصادر سورية: روسيا تطلق صواريخ من بوارجها بالمتوسط

روما (29 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت مصادر في المعارضة السورية وشهود عيان أن الجيش الروسي بدأ بإطلاق صواريخ تستهدف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من بوارج وسفن حربية روسية مرابطة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط قبالة الساحل السوري. وأشارت إلى أنها تستهدف مناطق في محافظات حماة وحلب.

 

وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو قد أعلن في وقت سابق أن سفنا روسية قصفت في السابع من الشهر الجاري مواقع تابعة لتنظيم “داعش” في سورية من بحر قزوين، حيث أطلقت تلك السفن 26 صاروخا “عالي الدقة” قطعت مسافة 1500 كلم. ولكن ناشطون سوريون نفوا حينها إطلاق مثل هذه الصواريخ وقالوا إنها مجرد “دعاية روسية”، فيما نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين بإدارة واشنطن أن بعض الصواريخ “سقطت في إيران بالخطأ”.

 

وتتهم جهات بالمعارضة السورية القوات الجوية الروسية بأنها لا تميز بين المناطق المدنية والعسكرية، وتستهدف فصائل المعارضة “المعتدلة” وليس تنظيم الدولة (داعش) والتنظيمات “المتشددة” المصنّفة بـ”الإرهابية”. ولكن الخارجية الروسية نفت مقتل مدنيين في الغارات، ورأت أن الحديث عن ذلك يأتي ضمن “حملة تشويه” للعملية العسكرية الروسية في سورية

 

المبعوث الأمريكي لسورية يلتقي معارضين في باريس

روما (27 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر في المعارضة السورية إن الدبلوماسي مايكل راتني، المبعوث الأمريكي الجديد إلى سورية سيلتقي معارضين سوريين في باريس.

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن راتني، ثالث مبعوث أمريكي إلى سورية، سيلتقي معارضين سوريين في باريس، ليتبادل معهم وجهات النظر حول آخر التطورات في الأزمة السورية.

 

وتأتي الإشارة إلى هذا اللقاء مع المعارضة السورية في وقت تستضيف فيه العاصمة الفرنسية مساء اليوم الثلاثاء “عشاء عمل” من أجل إيجاد تسوية سياسية للأزمة في سورية، تشارك فيه أطراف إقليمية ودولية، بغياب روسيا وإيران، كما لن تحضر هذ الاجتماع أي من قوى المعارضة السورية.

 

وقالت المصادر إن المبعوث الأمريكي منفتح على كافة قوى وتيارات المعارضة السورية، ويحاول بشكل دوري مع العديد من ممثلي قوى المعارضة والثورة

 

الجبير: يجب على إيران أن تقبل برحيل الأسد في أي تسوية للأزمة السورية

قالت السعودية إن إيران يجب عليها أن تقبل برحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، كجزء من أي حل للنزاع في سوريا.

وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إنه “لا شك أن الأسد يجب أن يرحل سواء عن طريق عملية سياسية أو يزاح بالقوة”.

وأدلى الجبير بهذا التعليق في ظل انعقاد الخميس مؤتمرا مصغرا في فيينا بمشاركة أربعة دول وهي الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا بهدف البحث عن حل للأزمة.

وستنضم إيران لأول مرة إلى المؤتمر الجمعة الذي سيعقد جلسة موسعة تضم بلدان أخرى معنية بالنزاع في سوريا.

وقال الجبير لبي بي بي سي إن بلاده ستواصل دعم المعارضة المسلحة السورية بالرغم من المساعي الدبلوماسية المكثفة التي تجري في فيينا.

وأضاف وزير الخارجية السعودي إن من الأهمية تغيير ميزان القوى على الأرض لضمان رحيل الأسد.

وردت الحكومة السورية على هذا الكلام قائلة إن “السعودية غير مؤهلة للاضطلاع بدور بناء في المحادثات لأنها تسفك دماء المسلمين في سوريا والعراق واليمن”.

وأعربت موسكو عن أملها في أن تساعد المحادثات الدولية في فيينا في بدء حوار سياسي بين السوريين وتحقيق تسوية سياسية للأزمة.

وعبرت ماريا ساخاروفا، المتحدثة باسم الوزارة، في مؤتمر صحفي الخميس، عن رضا موسكو لدعوة إيران ومصر إلى الانضمام إلى المحادثات ضمن مشاركين آخرين.

وأضافت أن استخدام إمكانات جميع الدول الفاعلة في المنطقة أمر ضروري لنجاح المحادثات، إذ إن نهج الطرف الواحد لن يثمر.

وعبرت عن الأمل في أن تكون المحادثات بناءة وصريحة.

أما المعارضة السورية في الخارج فقد رفضت أي دور للأسد، في مرحلة الانتقال السياسي، “حتى ليوم واحد”.

وتسعى الدول المؤيدة للأطراف المتصارعة في سوريا إلى تسوية الخلافات في محادثات الخميس التي تحضرها الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا.

وهذه هي الجولة الثانية التي تعقد من المحادثات خلال أقل من أسبوع بين روسيا الداعمة للرئيس السوري، والولايات المتحدة، والسعودية، وتركيا، المؤيدة للمعارضة المسلحة.

وقال دبلوماسي أوروبي “إن الحل الوحيد لإنهاء الصراع في الأزمة السورية هو جلوس عدد أكبر من الأطراف حول طاولة الحوار”.

هذه أول مرة تلتقي فيها الدول المؤيدة لأطراف الصراع في سوريا في غرفة واحدة

ويأتي لقاء الخميس قبل الاجتماع الأساسي الموسع الجمعة، عندما ينضم وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى ممثلي بريطانيا، ومصر، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، ولبنان، والاتحاد الأوروبي.

وستكون هذه هي المرة الأولى التي تلتقي فيها الدول الكبيرة الفاعلة في الصراع في الغرفة نفسها، ولكن لم يرد ذكر للحكومة السورية ولا للمعارضة.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن دولة الإمارات وقطر والأردن ستحضر اجتماع الجمعة.

ويعد انضمام إيران – وهي داعم أساسي للرئيس الأسد – علامة بارزة على تغير جوهري، بعد استبعاد طهران من المحادثات السابقة، بسبب معارضة واشنطن والرياض.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الذي وصل إلى فيينا صباح الخميس، متحفظا بشأن ما يمكن أن تسفر عنه المحادثات، وأنها لن تؤدي إلى حل سياسي فوري، لكنها تمثل أفضل الآمال المتاحة.

جون كيري بدا متحفظا إزاء ما قد تسفر عنه محادثات فيينا

وقال كيري قبل توجهه إلى النمسا “إذا كان إيجاد طريق يفضي إلى الأمام في سوريا أمرا غير سهل، ولن يكون تلقائيا، فإنه أفضل فرصة واعدة لانفراج سياسي”.

وأضاف “التحدي الذي نواجهه في سوريا اليوم ليس أقل من رسم خريطة للخروج من الجحيم”.

 

كيري: حل أزمة سوريا أشبه بـ”رسم طريق للخروج من الجحيم

وصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري محاولات حل الأزمة السورية بأنها أشبه بـ”رسم طريق للخروج من الجحيم.”

وشدد كيري على أن إنهاء الحرب الدائرة في سوريا هو السبيل لدعم الحرب الدائرة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وسيجتمع كيري مع أكثر من عشرة من وزراء الخارجية في فيينا الجمعة بغية تحقيق تقدم من أجل تسوية للصراع.

ويشارك وزير خارجية إيران، حليف الرئيس السوري بشار الأسد، في هذه المحادثات.

تجاوز ميديا بلايرمساعدة خاصة بميديا بلايرخارج ميديا بلاير. اضغط ‘enter’ للعودة أو tab للمواصلة.

ومن المتوقع أن تركز النقاشات على دور الأسد في أي حل انتقالي للأزمة السورية.

وتدعم روسيا وإيران الأسد.

لكن لا ترغب الولايات المتحدة وتركيا والسعودية ودول خليجية أخرى في أن يلعب الأسد دورا على المدى الطويل في مستقبل سوريا.

وقال كيري قبيل سفره إلى فيينا: “التحدي الذي نواجهه في سوريا اليوم أشبه برسم طريق للخروج من الجحيم.”

وأضاف – في كلمة بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي – أن تحقيق تقدم بشأن حل الأزمة السورية لن يكون سهلا، لكن “هذه أفضل فرصة لتحقيق انفتاح سياسي.”

وأكد على أن أفضل ما يمكن القيام به لدعم الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” هو “حل سياسي يهمش الأسد كي يتسنى الاتحاد بشكل أفضل في ضد التطرف.”

ومن المنتظر أن تجمع محادثات فيينا للمرة الأولى كافة الأطراف الدولية التي قد يكون لها دور في إنهاء الصراع.

ويشارك في المحادثات ممثلون عن الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والسعودية ومصر ولبنان.

 

كيري يسعى لاختبار مدى استعداد روسيا وإيران لإقناع الأسد بالرحيل

واشنطن (رويترز) – قال توم شانون مستشار وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس إن حكومة بلاده تسعى لاختبار مدى استعداد روسيا وإيران للضغط على الرئيس بشار الأسد لترك السلطة والتزامهما بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

وجاء تصريح شانون في معرض رده على سؤال لأحد أعضاء الكونجرس الأمريكي عن سبب لقاء وزير الخارجية جون كيري بمجموعة كبيرة من الدول بينها روسيا وايران اللتان تدعمان الأسد في فيينا هذا الأسبوع.

 

ويعتبر الاجتماع متعدد الأطراف في العاصمة النمساوية الأول الذي يضم ايران ضمن جهود البحث عن حل سياسي لإنهاء الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أربع سنوات ونصف وقتل فيها 200 ألف شخص على الأقل ونزح جراءها الملايين.

 

وقال شانون إن الغارات الجوية التي بدأت تشنها سوريا قبل شهر غيرت بشكل ملحوظ الظروف ووفرت فرصة لتقييم ما إذا كان لدى موسكو استعداد لمحاولة إقناع الأسد بأنه سيكون عليه في النهاية ترك السلطة.

 

وأضاف شانون خلال جلسة استماع مخصصة للتصديق على تعيينه في منصب وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية أي ثالث أكبر دبلوماسي أمريكي “يعتقد الوزير أنه حان الوقت لجمع الكل معا للتأكد فعليا من صدق مزاعمهم والتحقق مما إذا كان التزامهم العلني بمحاربة (الدولة الإسلامية) والإرهاب هو التزام جاد.. وإلى أي مدى هم مستعدون للعمل بشكل عام مع المجتمع الدولي لإقناع الأسد بأنه سيتعين عليه الرحيل في أي عملية انتقال سياسي.”

 

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

 

المرصد السوري: الضربات الروسية قتلت قرابة 600 شخص منذ بدايتها

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان يوم الخميس إن الضربات الجوية الروسية في سوريا قتلت قرابة 600 شخص ثلثهم من المدنيين منذ أن بدأت موسكو حملتها الجوية قبل نحو شهر.

 

وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويجمع معلومات عن الحرب من خلال شبكة مصادر على الأرض إن الضربات الروسية قتلت 185 مدنيا و410 مقاتلين من جماعات معارضة مسلحة مختلفة.

 

وتقول روسيا إنها تستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات متشددة أخرى في سوريا وتنفي سقوط قتلى مدنيين في ضرباتها.

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

 

منظمة: الضربات الجوية أصابت 12 مستشفى على الأقل في سوريا في الأسابيع الأخيرة

بيروت (رويترز) – قالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية يوم الخميس إن الضربات الجوية في شمال سوريا أصابت 12 مستشفى على الأقل في الأسابيع الأخيرة مما أسفر عن مقتل 35 من المرضى والعاملين بالقطاع الطبي في تصعيد جديد للقتال.

 

ولم تحدد المنظمة الدولة التي نفذت الضربات الجوية. وتشن طائرات روسية وسورية حملة جوية مكثفة في غرب وشمال غرب سوريا.

 

وقالت المنظمة في بيان إنه بالإضافة إلى العشرات الذين قتلوا أصيب 72 في الضربات التي قصفت خلالها المستشفيات في محافظات حلب وإدلب وحماة واضطرت ستة مستشفيات لإغلاق أبوابها.

 

واشتد القتال بين مقاتلي المعارضة والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد منذ تدخلت روسيا في الحرب دعما له بحملة جوية بدأت في 30 سبتمبر ايلول.

 

وقالت المنظمة إن في الأشهر الأخيرة انضمت 1700 اسرة إلى 110 آلاف أسرة أخرى تقيم في مخيمات في محافظة إدلب مما يصعب على جماعات الإغاثة التعامل مع هذه الأعداد الكبيرة.

 

وأدان سيلفان جرو رئيس بعثة أطباء بلا حدود في سوريا أفعال الأطراف المتحاربة.

 

ونقل البيان عن جرو قوله “بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب مازلت مذهولا من السهولة التي تنتهك بها كل أطراف هذا الصراع القانون الدولي الانساني.”

 

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير سها جادو)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى