أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 24 تموز 2012


العربي لـ «الحياة»: المطلوب نقل السلطة وحديث الاصلاح السياسي انتهى

الدوحة – محمد المكي أحمد؛ عمان – تامر الصمادي؛ دمشق، بيروت، بغداد، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب

شدد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على أن قرار مجلس وزراء الخارجية العرب في الدوحة في شأن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد «مهم جدا «.

وقال العربي، في حديث الى «الحياة» بعد اجتماع اللجنة الوزارية والمجلس الوزاري العربي في الدوحة: «لا كلام الآن عن الاصلاح السياسي بل انتقال سلطة»، داعيا المعارضة السورية الى التوحد وتشكيل حكومة انتقالية، ورأى أن «الخروج الآمن « للرئيس وأسرته يمكن الاسترشاد في شأنه بما حدث في اليمن ليشمل آخرين. واكد العربي انه لا بد من وقف العنف والافراج عن المعتقلين، واضاف: الآن لا نتحدث عن اصلاح سياسي، فالمجلس الوزاري يتكلم (حاليا) عن انتقال سلطة وليس اصلاح سياسي. تعدينا مرحلة الاصلاح السياسي بنحو سنة».

ورفضت الحكومة العراقية دعوة المجلس الوزاري العربي الرئيس الاسد الى التنحي. وقال وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي ان «هذه الدعوة ليست مناسبة في الوقت الحاضر لانها تعتبر تدخلا في سيادة دولة اخرى». واضاف ان هناك وسائل اخرى لتأمين الانتقال السلمي للسطة.

كما ابدت الجزائر تحفظها عن الدعوة. واوردت «وكالة الانباء الجزائرية» ان الحكومة اعتبرت مسألة تنحي الرئيس الأسد من الحكم «قرارا سياديا للشعب السوري الشقيق لا يندرج ضمن صلاحيات مجلس» وزراء الخارجية العرب.

وفي نيويورك، أطلقت مجموعة الدول العربية تحركاً تقوده المملكة العربية السعودية لترجمة قرار المجلس الوزاري العربي بالتوجه الى الجمعية العامة للأمم المتحدة لتبني قرار تحت بند «متحدون من أجل السلام» الذي يتم اللجوء إليه عند فشل مجلس الأمن في الاتفاق على تحرك لمعالجة أزمة تهدد السلم الدولي. وقالت مصادر عربية في نيويورك إن التحرك سيبدأ في اجتماع لسفراء الدول العربية كان مقرراً مساء أمس، «من دون مشاركة البعثة السورية في نيويورك لأنها لم تعد تدعى الى اجتماعات مجموعة الدول العربية». ولم تستبعد مصادر ديبلوماسية أن تطرح المجموعة العربية مشروع قرار في الجمعية العامة «يعيد تعريف مهمة كوفي أنان في ضوء القرار الاخير للمجلس الوزاري العربي». ونص قرار المجلس على أن مهمة أنان «تتطلب تفويضاً جديداً بما يتماشى مع متطلبات المرحلة الانتقالية لتحقيق الدولة المدنية الديموقراطية التعددية، دولة المساواة في المواطنة والحريات» في سورية.

وقال ديبلوماسيون إن التحرك الجديد قد يتضمن «طرح مشروع قرار في الجمعية العامة يقضي بتجميد عضوية سورية في الأمم المتحدة وقطع كل الاتصالات الديبلوماسية مع الحكومة السورية».

واتسعت امس ردود الفعل الدولية والمخاوف حيال احتمال استخدام النظام السوري الاسلحة الجرثومية والكيماوية الموجودة لديه، بعد تأكيد الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي امتلاك بلاده هذه الاسلحة. فقد حذر الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية جورج ليتل المسؤولين السوريين من ان عليهم «الا يفكروا حتى ولو لثانية واحدة باستخدام الاسلحة الكيميائية». فيما قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه «قلق للغاية من أن تقدم سورية على استخدام أسلحة كيماوية». واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ التهديد باستخدام الاسلحة الكيماوية «غير مقبول». كما دعا وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلله السلطات السورية «الى المساهمة في شكل مسؤول في تأمين سلامة اي مخزون للاسلحة الكيميائية».

وكان مقدسي اكد بصورة غير مباشرة وجود هذه الاسلحة في معرض نفيه نية استخدامها في الازمة «مهما كانت التطورات في الداخل السوري». وقال ان «هذه الأسلحة على مختلف انواعها، إن وجدت، فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية و بإشرافها المباشر، ولن تستخدم أبداً إلا في حال تعرضت البلاد لعدوان خارجي».

وقرر الاتحاد الاوروبي امس فرض حزمة جديدة من العقوبات على النظام السوري ووعد وزراء خارجية الاتحاد خلال اجتماع في بروكسيل بتقديم «مساعدة اضافية بما فيها مالية لمساعدة البلدان المجاورة خصوصا لبنان والاردن على استقبال عدد متزايد من اللاجئين». واعلنت المفوضية الاوروبية انها ضاعفت مساعدتها العاجلة الى اللاجئين، ما يرفع الى 63 مليون يورو مساعدتها الى السكان في داخل سورية او اللاجئين الى بلدان الجوار.

ميدانياً، قالت مصادر أمنية أردنية لـ «الحياة»، إن 3 قذائف سورية سقطت على مدينة الرمثا الحدودية شمال الاردن مساء أمس، عقب زيارة قام بها رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة لمخيمات اللاجئين السوريين في المدينة. وأضافت المصادر أن القذيفتين الأولى والثانية سقطتا في منطقة صحراوية غير مأهولة بالسكان، فيما سقطت القذيفة الثالثة على ساحة يستخدمها الإعلاميون والصحافيون بالقرب من الحدود مع سورية والحقت أضراراً مادية بالممتلكات العامة القريبة من المكان، لكنها لم تؤد إلى خسائر في الأرواح.

وكان رئيس الوزراء الأردني قال أمس إن الأردن في «حالة استنفار حيال تطورات الوضع في سورية». وذكر، أثناء تفقده سكن البشابشة الخاص باللاجئين السوريين في الرمثا، ان حكومته «تعطي الأولوية القصوى للملف السوري، فضلا عن محاولة تأمين اللاجئين السوريين بشكل إنساني لائق في ظل تزايد أعدادهم».

واستعاد الجيش السوري امس سيطرته على القسم الاكبر من دمشق بعد الاشتباكات العنيفة التي دارت على مدى اسبوع بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة. واكد مصدر معارض ان جيش النظام «اعاد السيطرة بشكل كبير على دمشق في حين ما زال عناصر الجيش الحر يتواجدون داخل المدينة بشكل غير ظاهر»، كما تستمر الاشتباكات في حي القدم. وقالت ناشطة في حي المزة الذي اعلنت السلطات «تطهيره من الارهابيين» ان الجيش النظامي منتشر تماما في كل المناطق، لكن من الصعب القول انه يسيطر اذ يعاني من ضربات «الجيش الحر» الذي ينفذ عمليات على طريقة «اضرب واهرب» في كل احياء العاصمة. ووصف شاهد آخر ما حصل في دمشق بانه «حرب كر وفر»، مشيرا الى ان عناصر «الجيش الحر ينسحبون من مكان الى آخر» بين عملية واخرى.

واكد مصدر امني سوري ان «الجيش انهى سيطرته» على العاصمة، «الا انه يقوم الآن بحملات دهم، لا سيما في كفرسوسة ومناطق اخرى لا يزال المسلحون المعارضون موجودين فيها». وقالت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان «القوات المسلحة اعادت الأمن والامان الى حي بساتين الرازي في منطقة المزة وطهرته من فلول المجموعات الارهابية المسلحة»، وكذلك فعلت في برزة.

واستمرت الاشتباكات في مدينة حلب بين القوات النظامية والمعارضين وخصوصاً في حي الحميدية كما وقعت مواجهات في احياء صلاح الدين والصاخور والشعار وشوهدت المروحيات تحلق في سماء المدينة». وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان احياء مساكن هنانو والحيدرية والصاخور تشهد حالة نزوح واسعة.

الجيش السوري الحر يتهم دمشق بنقل اسلحة كيميائية الى الحدود

ا ف ب

اتهم الجيش السوري الحر نظام الرئيس السوري بشار الاسد بنقل اسلحة كيميائية الى مطارات على الحدود، غداة تهديد دمشق باستخدام هذه الاسلحة في حال تعرضها لعدوان خارجي.

واعلن الجيش السوري الحر في بيان “نحن في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل نعلم تماما مواقع ومراكز تموضع هذه الاسلحة ومنشآتها ونكشف ايضا ان الاسد قام بنقل بعض هذه الاسلحة واجهزة الخلط للمكونات الكيماوية الى بعض المطارات الحدودية”.

اوباما يحذر الاسد من ان استخدامه الاسلحة الكيميائية سيكون “خطأ مأسويا

ا ف ب

حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين نظام الرئيس السوري بشار الاسد من ان استخدامه الاسلحة الكيميائية سيكون “خطأ مأسويا” سيحاسب عليه.

وقال اوباما في خطاب القاه امام مقاتلين قدامى في ولاية نيفادا: “بالنظر الى مخزون الاسلحة الكيميائية للنظام السوري، نسعى الى افهام الاسد واوساطه ان العالم ينظر اليهم وانه ينبغي محاسبتهم امام المجتمع الدولي والولايات المتحدة اذا ارتكبوا الخطأ المأسوي باستخدامها”.

الخارجية السورية: دعوة الأسد للتنحي «تدخل سافر» وتغيير مهمة أنان ليست بيد الوزراء العرب

دمشق، الدوحة – «الحياة»، أ ف ب

رفضت دمشق عرض جامعة الدول العربية تنحي الرئيس السوري بشار الاسد مقابل تأمين خروج آمن له ولعائلته، معتبرة ان هذا القرار يعود الى الشعب السوري، على ما اكد الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي.

وقال مقدسي في مؤتمر صحافي أمس إن «بيان الجامعة العربية الذي يدعو إلى التنحي وما إلى ذلك وسلطة انتقالية هو تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة ودولة مؤسسة للجامعة العربية».

وأضاف: «نأسف لانحدار الجامعة العربية إلى هذا المستوى اللاأخلاقي في التعاطي تجاه سورية عوضاً عن مساعدتها، انهم يؤزمون الموقف»، مضيفاً: «بالنسبة الى التنحي نقول للجميع، الشعب السوري سيد قرار نفسه وهو من يقرر مصير حكوماته ورؤسائه». وأكد ان «الشعب هو من يجتمع في طاولة حوار وطني وما يصدر عن طاولة الحوار نلتزم بمقرراته». ورأى ان كل «هذا الحرص الذي يدعونه (العرب) عار عن الصحة وهو دليل نفاق».

وقال مقدسي: «تغيير مهمة (المبعوث الدولي الى سورية كوفي) انان امر ليس بيد الوزراء العرب. هي امنيات يطرحونها في اجتماعات كهذه عنوانها الكبير نفاق سياسي».

كما أكد مقدسي ان السلطات السورية ستستعيد قريباً السيطرة على المعابر الحدودية التي استولى عليها مقاتلون معارضون خلال الايام الماضية.

وتابع: «هناك معبران خرجا عن السيطرة وهما من المعابر المعزولة والمتروكة وغير المستخدمة منذ حزيران (يونيو)».

وأضاف: «من السهل ارسال بعض المسلحين للسيطرة على حواجز. دخولها امر ممكن لكنهم لن يستمروا في الوجود فيها»، مؤكداً ان هذا الامر سيتغير «خلال ايام».

وكانت مصادر عراقية وتركية افادت عن سيطرة مقاتلين معارضين خلال الايام الماضية على ثلاثة معابر حدودية من اصل سبعة مع تركيا وواحد من اصل ثلاثة مع العراق.

وأكد مقدسي ان «الوضع في دمشق افضل بكثير»، مؤكداً ان كل شيء سيعود الى طبيعته في غضون يومين.

وقال رداً على سؤال حول المعارك التي اندلعت في دمشق في 15 تموز (يوليو) وتراجعت حدتها اول من امس بعد ان اعلنت السلطات استعادة السيطرة على معظم الأحياء التي دخلها الجيش السوري الحر: «الجيش السوري حالياً في حالة دفاع عن المواطنين والسوريين. نحن في حالة دفاع عن النفس».

وأضاف: «قد يحصل اشتباك في شوارع معينة وأحياء معينة، لكن الامر حالياً افضل بكثير… نطمئن الجميع».

وتابع ان «كل من يحمل السلاح ضد الدولة لا يمكن الرد عليه إلا بالطريقة نفسها وكل من يدعو الى الحوار ويتبنى الحوار السياسي الابواب مفتوحة له».

وأكد مقدسي ان الوضع في دمشق «طارئ ولن يطول اكثر من يومين وستعود الامور الى طبيعتها».

وعن المخاوف حول مصير ترسانة الاسلحة الكيماوية في سورية واحتمال استخدامها داخلياً، قال مقدسي إن «اي سلاح كيماوي او جرثويمي لم ولن يتم استخدامه» خلال الازمة في البلاد، لافتاً إلى ان هذه الاسلحة «ان وجدت، من الطبيعي ان تكون مخزنة ومؤمنة» وانها «لن تستخدم الا في حال تعرضت البلاد لعدوان خارجي».

وجاء في بيان اصدرته الخارجية السورية امس انها تابعت «مجريات الحملة الإعلامية والسياسية الموجهة ضد الجمهورية العربية السورية، التي تهدف إلى تبرير وتحضير الرأي العام الدولي لأي تدخل عسكري محتمل تحت ستار أكذوبة أسلحة الدمار الشامل»، مشيراً الى ان الوزارة «تود إعادة التأكيد على موقف الجمهورية العربية السورية المتمثل بأن أي سلاح كيماوي أو جرثومي لم ولن يتم استخدامه أبداً خلال الأزمة في سورية مهما كانت التطورات في الداخل السوري، وأن هذه الأسلحة على مختلف انواعها – إن وجدت – فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية

وبإشرافها المباشر، ولن تستخدم أبداً إلا في حال تعرضت البلاد لعدوان خارجي».

وتابع البيان ان الوزارة «سبق وأن أبلغت ذات مضمون وتفاصيل هذا الموقف إلى دول عبرت عن قلقها من موضوع وصول أسلحة غير تقليدية لأيدي طرف ثالث، وقد حذرت الوزارة بذات الوقت من موضوع آخر مثير للقلق وهو إمكانية وخشية تسليح الجماعات الإرهابية من الخارج – بضوء الإفلاس المتزايد لضرب النظام السياسي في سورية – بقنابل تكتيكية أو ألغام تحتوي مواد جرثومية تنفجر في إحدى القرى ثم يتم اتهام القوات السورية بذلك».

وأصدر مقدسي لاحقاً بياناً صحافياً آخر جاء فيه انه «تعقيباً على تعاطي بعض وسائل الإعلام السلبي مع مضمون بيان وزارة الخارجية والمغتربين وإخراجه المتعمد عن سياقه عبر تصويره على انه إعلان أمتلاك لأسلحة غير تقليدية من قبل الجمهورية العربية السورية، وتجنباً لأي سوء فهم مقصود،… الهدف من البيان الصحافي والمؤتمر الصحافي لم يكن للإعلان، بل كان للرد على حملة إعلامية مبرمجة تستهدف سورية لتحضير الرأي العام الدولي لإمكانية تدخل عسكري تحت شعار أكذوبة أسلحة الدمار الشامل واحتمال استخدامها في الداخل السوري ضد الجماعات الإرهابية المسلحة أو المدنيين أو احتمال نقلها لطرف ثالث».

وتابع أن هذه الإدعاءات «باطلة جملة وتفصيلاً إلا أننا لا نتجاهل خطورتها لأن الجهات التي تبرمج هذه الحملة في الصحافة العالمية هي ذات الجهات التي تتولى التجييش ضد سورية في الإعلام والمحافل الدولية وهي ذات الجهات التي فبكرت أكذوبة أسلحة الدمار الشامل العراقية التي تبين زيفها لاحقاً». وجاءت توضيحات المقدسي بعد اعلان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امس إن تهديد سورية باستخدام السلاح الكيماوي ضد التدخل الأجنبي «غير مقبول».

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة العربية المعنية بالملف السوري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قال عقب اختتام الاجتماع الوزاري العربي الطارئ في الدوحة إن «هناك الآن توافقاً عربياً لدعوة الرئيس السوري للتنحي سريعاً عن السلطة مقابل الخروج الآمن».

وقال الشيخ حمد: «هذه المرة الاولى تكون دعوة الرئيس الأسد للتنحي بشكل واضح وصريح من مجلس الجامعة العربية، إضافة إلى دعوة المعارضة والجيش السوري الحر لتشكيل حكومة انتقالية».

ووصف القرار بأنه «جيد لكنه يحتاج أن يكون متقدماً أكثر»، وسئل عما اذا كانت دولة عربية اعترضت على تنحي بشار، فأوضح أن «هناك دولة ربما ستعترض وفق معلوماتي» من دون ان يسميها.

واعتبر تنحي بشار «خطوة شجاعة وليست هروباً، ولا داعي لأن يحترق بلد من أجل شخص أو أشخاص». وتابع: «أنا متأكد من أن لدى الرئيس الأسد حساً وطنياً بأن يتخذ قراراً شجاعاً».

وقال إنه «آن الأوان للرئيس الأسد أن يتخذ خطوة شجاعة لإنقاذ بلده وشعبه ووقف نزيف الدم في شكل منظم لتجنب حدوث فوضى بسبب التشبث بسلطة زائلة».

وكشف الشيخ حمد أنه سيتوجه بصفته رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية إلى بكين وموسكو للتحدث مع مسؤولي البلدين «لأن الموقف يتطلب من البلدين الوقوف مع الشعوب العربية، ولأن الحل الوحيد هو وقف حمام الدم الذي يتطلب قراراً شجاعاً من القيادة السورية بالتنحي».

وعن السيناريوات المتوقعة في حال رفض الرئيس السوري التنحي، أجاب: «السيناريو سيكون محكوماً بإرادة الشعب السوري، وإرادة الشعب السوري واضحة». وقال: «سورية دولة عربية محورية ولا نريد ان نفقدها أو ان نفقد مقدراتها وقوتها».

وحول هل تنجح المعارضة في تشكيل حكومة انتقالية، أجاب الشيخ حمد «هذا القرار يخص المعارضة، وعليها ان تتوحد في الداخل والخارج لتشكيل حكومة انتقالية».

وأكد «أن الحكومة الانتقالية لن تبقى الى الأبد ويجب أن تتفق المعارضة في ما بينها على الخطوة المقبلة». وشدد على ضرورة «تطوير مهمة كوفي أنان لتكون في كيفية ترتيب الانتقال السلمي للسلطة». وتابع: «مبادرة أنان لم تطبق ببنودها الستة ونحن نرى الطائرات والدبابات والصواريخ تقصف»، معلناً ان الاجتماع أقر مبلغ مئة مليون دولار لمصلحة اللاجئين السوريين عبر الجامعة العربية.

إلى ذلك، رحب وزراء الخارجية بمقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز البدء فوراً بعملية وطنية لجمع التبرعات لنصرة الاشقاء في سورية.

وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري العربي الشيخ صباح الخالد الصباح في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عقداه في الساعات الأولى من صباح أمس إن قرار اللجنة العربية المعنية بالملف السوري الذي اعتمده وزراء الخارجية «يدين بشدة الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الحكومة السورية والميليشيات التابعة لها والتي كان آخرها جريمة التريمسة» ورأى أنها «ترقى الى الجرائم ضد الإنسانية وتقديم المسؤولين عنها للعدالة الجنائية الدولية». وأشار إلى أن القرار يطالب الحكومة السورية بالالتزام الفوري بتعهداتها وقف كل أشكال العنف.

ووفقاً للمسؤول الكويتي، يتضمن القرار تكليف المجموعة العربية في نيويورك بالدعوة الى عقد اجتماع طارئ للجمعية العامة للامم المتحدة تحت قرار الاتحاد من أجل السلام لإصدار توصيات بإجراءات جماعية لمواجهة الوضع المتدهور في سورية والذي يهدد استقرار سورية والمنطقة من حولها والسلم والأمن الدوليين.

وأضاف الشيخ صباح الخالد أن من بين الإجراءات المطلوب من الجمعية العامة للامم المتحدة اتخاذها انشاء مناطق آمنة في سورية لتوفير الحماية للمواطنين وتمكين منظمات الاغاثة الانسانية العربية والدولية من أداء اعمالها الى جانب قطع كل اشكال العلاقات الديبلوماسية والاتصالات مع النظام السوري.

وقال إن قرار وزراء الخارجية «يدعو فوراً الى تشكيل حكومة انتقالية سورية بالتوافق تتمتع بكل الصلاحيات وتضم قوى المعارضة داخل وخارج سورية والجيش الحر وسلطة الأمر الواقع الوطنية وذلك لتيسير الانتقال السلمي للسلطة».

ونوّه قرار المجلس الوزاري العربي بدول الجوار السوري لاستضافتها اللاجئين السوريين وإنشاء صندوق خاص للاغاثة الانسانية داخل سورية وفي دول الجوار بمبلغ 100 مليون دولار اميركي.

ابو حنا مسيحي سوري يقدم “النصائح” للمعارضين السنة

بيروت – «الحياة الإلكترونية» – ا ف ب

في مبنى تحوّل الى ثكنة عسكرية للمعارضة في ريف حماة، يقدم ابو حنا، المتمرّد المسيحي “منذ عام 1970″، النصائح لمسلحي المعارضة السنّة. ومع ان الطرفين يحاولان اظهار الود لبعضهما البعض، الا ان التصنّع يبقى ظاهراً في تصرفاتهما.

بصوت محشرج بسبب السجائر التي يدخنها بشراهة وببساطة ماكرة محببة يقول ابو حنا وهو مسيحي سوري في الستين من العمر “انا متمرد منذ 1970” مع تولي حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي، السلطة.

وفي المنطقة الريفية الخلابة المحيطة بمدينة حماة يقدم ابو حنا “النصائح” لنحو 30 معارضا مسلحا في مبنى يجسد خصائص كل معاقل حركة التمرد من قذارة وفوضى عارمة وتكدس للمقاتلين وللاسلحة والذخيرة التي تمتلىء بها ارجائه.

وفي الساعة الحادية عشرة يظهر ابو حنا بشاربه الكثيف وحجمه الصغير ليوقظ المعارضين الذين بدت على وجوههم اثار التعب نتيجة السهر حتى الفجر في شهر الصيام فيقول له احدهم متعجبا “كيف تصحو في هذا الوقت!” ليرد عليه هذا المعلم السابق للغة الانكليزية مبتسما “انا مسيحي ولا اصوم رمضان”.

ويوضح ابو حنا وهو اسم مستعار اتخذه لاسباب امنية “انا ضد الديكتاتوريات العسكرية. انا ناشط سياسي”.

ويؤكد ابو حنا انه “شارك في الثورة منذ اذار/مارس 2011” موضحا “في البداية كنا نتظاهر سلميا. لكنهم كانوا يطلقون علينا النار. ماذا كان امامنا سوى حمل السلاح؟”. وسرعان ما يستدرك قائلا “انا لست مقاتلا. فقد اصبحت اكبر سنا من ان استطيع ذلك، ولدي احفاد!”.

ويوضح ان دوره يتمثل في تقديم النصح قائلا “انا اوجه الثوار واقدم لهم النصائح. معظمهم شبان بلا خبرة في الحياة وفي حاجة لمن يرشدهم. وبدون التوجيه والنصح يمكن ان يرتكبوا افعالا سيئة”.

وردا على سؤال عن ماهية هذه “الافعال السيئة” يلزم ابو حنا الصمت قبل ان يجيب “لا شيء محدد. يمكن مثلا ان يتقاتلوا فيما بينهم”. وقد جلب عليه نشاطه السياسي المتاعب في عهدي الاسد الاب والابن: اعتقالات واستجوابات لكن كل مرة كان يخلى سبيله لكونه مسيحي الذي يمنحه نوعا من الحماية ويقول “لم اتعرض للتعذيب. اليوم يبحثون عني لقتلي والقاء التهمة على الثوار. لقد حاولوا ذلك مرتين بالفعل”.

حتى عائلته التي بقيت في المدينة الخاضعة لسيطرة القوات النظامية لم تتعرض لاي اضطهاد او مضايقات خلافا لما تتعرض له اسر المعارضين السنة الذين يشكلون غالبية السكان (80%) وبالتاكيد ايضا غالبية المعارضين.

ويقول ابو حنا ان “النظام يحرص بشدة على عدم اعتقال المسيحيين واظهار انهم يدعمونه. يريدون ان يظهروا ان كل المتمردين سنة. لذلك يقتلون المتمردين المسيحيين ويتهمون المجموعات الارهابية بقتلهم”.

ويؤكد انه “حتى وان كانت الاغلبية المسيحية بقيت بعيدة عن المعارك فذلك بسبب كونها اقلية (ما بين 5% و7% من السكان) ولخوفها من التعرض للذبح لكنهم لا يدعمون الاسد. انهم فقط يشعرون بالخوف. لكن هناك شبانا مسيحيين يقاتلون النظام في حماة وحلب وحمص”.

اما بالنسبة للمقاتلين السنة “فهم سعداء باظهار ان ثورتهم ليست حربا طائفية” كما يقول ابو حنا.

ويرد قائد مجموعة المقاتلين ويدعى ابو محمد “هو مسيحي لكن لا فرق بين المسلمين والمسيحيين بالنسبة للثوار”. ويضيف ابو عمر وهو اخواني ذو لحية حمراء طويلة ان “المسلمين والمسيحيين اخوة وسنبني معا سورية الجديدة” وهو يعانق ابو حنا في مشهد يبدو متصنعا الى حد.

ويرد ابو حنا التحية “السلفيون اناس مسالمون. قد يبدون جهلاء لكنهم اناس طيبون اعني في سورية ولا اتحدث عن القاعدة فهناك فارق كبير”.

ولابو حنا بالفعل تصوره بالنسبة للمستقبل “بعد انتصار الثورة بستة اشهر ستجرى انتخابات ديموقراطية. ساصبح عضوا في البرلمان وساعمل على قطع العلاقات الاقتصادية مع روسيا” التي تقدم السلاح للنظام.

دمشق تلوّح بالسلاح الكيميائي ضد الخارج

وأوباما يحذرها من “ارتكاب خطأ مأسوي”

    و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ

بوتين يتخوّف من حرب أهلية طويلة الأمد إذا أسقط الأسد “في شكل غير دستوري”

وزراء الخارجية العرب ناشدوا الأسد التنحي في مقابل خروج آمن له ولعائلته

هدد النظام السوري، الذي أخفق في إخماد حركة احتجاجات مستمرة عليه منذ اكثر من 17 شهراً، باستخدام ترسانته من الاسلحة الكيميائية ضد أي عدوان خارجي يتعرض له. وكان هذا التهديد بمثابة اقرار من النظام السوري بامتلاك هذه الاسلحة وقت كثرت التحذيرات في الايام الاخيرة من اسرائيل والولايات المتحدة من امكان  وقوعها في أيدي منظمات متشددة او انتقالها الى “حزب الله” في لبنان في حال انهيار النظام السوري. ورداً على تهديد دمشق سارعت واشنطن الى تحذير النظام السوري من مغبة التفكير و”لو ثانية واحدة” في استخدام السلاح الكيميائي.

ووقت أفاد ناشطون ان الجيش السوري استعاد مجمل احياء دمشق من مقاتلي المعارضة، وأكد مصدر أمني سوري ان “الجيش أنهى سيطرته” على العاصمة، “الا انه يقوم الآن بحملات دهم، ولا سيما في كفرسوسة (غرب العاصمة) ومناطق اخرى لا يزال المسلحون المعارضون فيها”. وفي مدينة حلب شبمال البلاد، أعلن قائد “المجلس العسكري لـ”الجيش السوري الحر” في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي في وقت متقدم امس “تحرير” عدد من أحياء مدينة حلب، وان الجيش النظامي يواصل قصف هذه الاحياء من خارج المدينة.

وناشد وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا الاحد استثنائياً في الدوحة الرئيس السوري بشار الاسد التنحي عن السلطة في مقابل منحه خروجا آمناً له ولعائلته، الامر الذي رفضته دمشق.

ورداً على تهديد النظام السوري باستخدام الاسلحة الكيميائية اذا تعرض لعدوان خارجي، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما في خطاب ألقاه امام المحاربين القدامى في رينو بولاية نيفادا انه ” نظراً الى مخزون الاسلحة الكيميائية للنظام (السوري)، نسعى الى افهام الاسد وأوساطه ان العالم ينظر اليهم وانه ينبغي محاسبتهم امام المجتمع الدولي والولايات المتحدة اذا ارتكبوا الخطأ المأسوي باستخدامها”.  واضاف: “نعمل لمصلحة (مرحلة) انتقالية ليكون للسوريين مستقبل افضل، حر من نظام الاسد”.

وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” جورج ليتل بأن على السوريين “ألا يفكروا حتى ولو ثانية واحدة في استخدام الاسلحة الكيميائية”، واصفا هذا الاحتمال بانه “غير مقبول”. وقال: “عندما يتطرق مسؤولون سوريون امام الصحافيين الى الاسلحة الكيميائية، فان الامر يثير القلق… نعارض بشدة اي تفكير قد يصل الى تبرير استخدام هذه الاسلحة من النظام السوري”.

وعلّق الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون خلال زيارة لبلغراد: “سيكون أمرا مدانا ان يفكر اي طرف في سوريا باستخدام أسلحة دمار شامل مثل الاسلحة الكيميائية”. وأقر بأنه ليس في وسعه “التحقق” مما اذا كانت سوريا تملك هذا النوع من الاسلحة، لكنه أبدى في الوقت عينه “قلقه” لان سوريا ليست من أعضاء “المنظمة لحظر الاسلحة الكيميائية”.

موسكو

وفي موسكو، تخوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اثر لقائه رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي من حرب اهلية طويلة الامد في سوريا في حال اسقاط الاسد “في شكل غير دستوري”.

ونقلت عنه وكالة “أنترفاكس” الروسية المستقلة: “نخشى اذا تم اسقاط القيادة الحالية للبلاد في شكل غير دستوري، أن تتبادل  المعارضة والقيادة الحالية الادوار ببساطة… هؤلاء سيتولون القيادة واولئك سيكونون في المعارضة”. ورأى انه في وضع كهذا “ستستمر الحرب الاهلية الى ما لا نهاية”.

وأضاف: “نحن نعتقد أن أسلوب العمل يجب أن يكون كالاتي : وقف العنف، فالمفاوضات، فالبحث عن حل، فتحديد الأساسات الدستورية للمجتمع المستقبلي، وبعد هذا كله، القيام بتغييرات جذرية، وليس العكس، فإذا تم الأمر على العكس فستعم الفوضى”. ولاحظ أن “القرارات التي تم الاتفاق عليها في مجلس الأمن في شأن تمديد عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، تؤكد أنه – على رغم وجود بعض الخلافات على الأولويات – من الممكن إيجاد حلول وسط والاتفاق مع جميع الأطراف، من أجل مصلحة سوريا”.

وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هاتفيا مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في الأوضاع في سوريا، واتفقا على مواصلة الاتصالات الروسية –  السعودية في هذا الشأن.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف اكد خلال الاتصال ضرورة وقف العنف في سوريا في أقرب وقت أيا كان مصدره وفتح الحوار الوطني الشامل بمشاركة جميع القوى السورية، مشدداً على وقوف بلاده مع الجهود المكثفة لتنفيذ خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية  الى سوريا كوفى أنان.

وفي بغداد، طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من القوات العراقية والهلال الاحمر استقبال النازحين السوريين بعد ثلاثة ايام من اعلان الحكومة رفضها السماح بدخول اي لاجىء.

وفي طهران، اقترح رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني اجراء انتخابات رئاسية في سوريا في محاولة لوضع حد للعنف، على ان تجري انتخابات نيابية في ما بعد.

بوتين يخشى حرباً أهلية لا تنتهي .. ولافروف يبلغ الفيصل ضرورة الالتزام بخطة أنان

دمشق ترفض البيان العربي .. وتثير جدلاً حول أسلحتها الكيميائية

أكدت دمشق أمس، رفضها القاطع لبيان الجامعة العربية الذي دعا قبل يومين إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد لمصلحة سلطة انتقالية، معتبرة أنه «تدخل سافر» في الشؤون السورية ووصفته بأنه «نفاق سياسي». وعلى صعيد الأسلحة الكيميائية التي كانت موضع تركيز الدول الغربية خلال الأيام الأخيرة، أكدت السلطات السورية أنها لن تستخدم أسلحتها تلك «إن وجدت»، إلا في حالة تعرضها لـ«عدوان خارجي».

أما من الجانب الروسي، فحذر رئيس الكرملين فلاديمير بوتين من «حرب أهلية إلى ما لا نهاية» في سوريا، إذا تم «إسقاط» النظام «بشكل غير دستوري»، فيما أجرى وزير الخارجية سيرغي لافروف محادثات هاتفية مع نظيره السعودي سعود الفيصل، في الشأن السوري.

وفيما اتجه العراق نحو الاصطفاف مع الموقف السـوري من البيان العربي الصادر في الدوحة أمس الأول، أعربت القوى الغربية عن قلقها ورفضها لما اعتبرته تهديدا ضمنيا من دمشق باستخدام ترسانتها الكيميائية والجرثومية، وفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات جديدة على سوريا.

وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما الرئيس السوري بشار الأسد من أن استخدامه الأسلحة الكيميائية سيكون «خطأً مأساوياً» سيحاسب عليه.

وقال أوباما في خطاب ألقاه أمام مقاتلين قدامى في رينو (نيفادا، غرب) «بالنظر إلى مخزون الأسلحة الكيميائية للنظام (السوري)، نسعى إلى إفهام الأسد وأوساطه أن العالم ينظر إليهم وأنه ينبغي محاسبتهم أمام المجتمع الدولي والولايات المتحدة إذا ارتكبوا الخطأ المأساوي باستخدامها».

وأضاف «نعمل لمصلحة (مرحلة) انتقالية ليكون للسوريين مستقبل أفضل، حر من نظام الأسد».

مقدسي

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، في بيان خلال مؤتمر صحافي إن دمشق تودّ «إعادة تأكيد موقف سوريا المتمثل بأن أي سلاح كيميائي أو جرثومي لم ولن يتم استخدامه أبداً خلال الأزمة في سوريا، مهما كانت التطورات في الداخل السوري، وأن هذه الأسلحة على مختلف أنواعها ـ إن وجدت ـ فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر، ولن تستخدم أبداً إلا في حال تعرّضت البلاد لعدوان خارجي».

وقالت وزارة الخارجية، في بيان آخر، «تعقيباً على تعاطي بعض وسائل الإعلام السلبي مع مضمون بيان وزارة الخارجية وإخراجه المتعمد عن سياقه عبر تصويره على انه إعلان امتلاك لأسلحة غير تقليدية من قبل سوريا، وتجنباً لأي سوء فهم مقصود، نوضح أن الهدف من البيان الصحافي والمؤتمر الصحافي أساساً لم يكن للإعلان بل كان للردّ على حملة إعلامية مبرمجة تستهدف سوريا».

ووصف مقدسي اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة أمس الأول وتصريحاتهم «بالنفاق السياسي»، منتقداً «التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا»، وعملهم «على تأزيم الموقف»، مكرراً أن «الشعب هو صاحب القرار عبر صندوق الاقتراع والحوار الوطني».

وقال إن «بيان الجامعة العربية الذي يدعو إلى التنحي (الرئيس السوري بشار الأسد) وما إلى ذلك، وسلطة انتقالية، هو تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة ودولة مؤسسة للجامعة العربية». وأضاف «نأسف لانحدار الجامعة العربية إلى هذا المستوى اللاأخلاقي في التعاطي تجاه سوريا عوضاً عن مساعدتها».

روسيا

وأعلن بوتين في مؤتمر صحافي أعقب محادثاته مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي التي أجراها في مدينة سوتشي الروسية أن «تمديد بعثة المراقبين في سوريا يؤكد إمكانية إيجاد حل وسط على ساحة الأمم المتحدة». وقال بوتين إن «روسيا تعارض تطور الوضع في سوريا حسب السيناريو الدموي للحرب الأهلية التي يمكن ان تستمر لسنوات طويلة، كما هي الحال في أفغانستان».

وقال بوتين «نخشى انه اذا تم إسقاط القيادة الحالية للبلاد في شكل غير دستوري، فإن المعارضة والقيادة الحالية يمكن ان تتبادلا الادوار ببساطة». وأضاف «هؤلاء (المعارضون) سيتولون قيادة (البلاد) وأولئك (أنصار النظام) سيكونون في المعارضة».

وأفادت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن لافروف أكد خلال اتصال هاتفي بسعود الفيصل «ضرورة وقف العنف في سوريا في أقرب وقت، مهما كان مصدره، وفتح الحوار الوطني الشامل بمشاركة جميع القوى السورية». كما شدد لافروف على «وقوف موسكو مع الجهود المكثفة من أجل تنفيذ خطة المبعوث الدولي والعربي المشترك كوفي أنان».

من جانبه أطلع الفيصل الوزير الروسي على نتائج الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد أمس الاول، في العاصمة القطرية وعلى قراراته. وأكد لافروف أن روسيا «تبدي احتراما دائما لمواقف الجامعة العربية حول البنود الملحة للأجندة الإقليمية، وذلك لثقتها العميقة بأن هذه المنظمة الدولية الموقرة قادرة على اتخاذ قرارات متزنة وقابلة للتحقيق، مع الأخذ في الاعتبار آراء جميع أعضائها».

وأشارت وزارة الخارجية الروسية في البيان إلى أن روسيا دعمت بقوة مبادرة الجامعة العربية التي أطلقتها في 2 تشرين الثاني الماضي للتسوية الديبلوماسية للأزمة السورية، كما ساعدت بتنفيذ الاتفاقات التي أسهمت في نشر بعثة المراقبين العرب في سوريا في كانون الأول الماضي. وأضافت الوزارة أن «المبادئ المشتركة التي وضعت في اللقاء الوزاري بين روسيا والجامعة العربية يوم 10 شباط الماضي في القاهرة أخذت بعين الاعتبار عند وضع خطة أنان».

واتفق لافروف والفيصل على مواصلة الاتصالات الروسية السعودية حول الملف السوري. أضاف البيان أن الطرفين «أكدا اهتمامهما بإجراء الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي في موسكو هذا العام».

وفي بغداد، قال وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي ان «هذه الدعوة ليست بالشيء المناسب في الوقت الحاضر لانها تعتبر تدخلا في سيادة دولة اخرى». وأضاف «هناك وسائل اخرى لتأمين الانتقال السلمي للسطة».

من جهته، قال قائد عراقي كبير على الحدود السورية العراقية ان رئيس وزراء العراق نوري المالكي امر مسؤولي الحدود العراقيين بالسماح بدخول اللاجئين السوريين.

أميركا وأوروبا

وردا على تصريحات مقدسي، قال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل ان على السوريين «الا يفكروا حتى ولو لثانية واحدة باستخدام الاسلحة الكيميائية»، واصفا هذا الاحتمال بأنه «غير مقبول». وأضاف ليتل «عندما يقوم مسؤولون سوريون بالتطرق امام الصحافيين الى الاسلحة الكيميائية فالامر يثير القلق» مضيفا «نعارض بشدة اي تفكير قد يصل الى تبرير استخدام هذه الاسلحة من قبل النظام السوري».

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للصحافيين اثناء زيارة لبلغراد «سيكون امرا مدانا ان يفكر اي طرف في سوريا باستخدام اسلحة دمار شامل مثل الاسلحة الكيميائية». وأضاف «آمل بصدق ان يبقى المجتمع الدولي يقظا لكي لا يحصل اي شيء من هذا النوع». وأكد الامين العام ان ليس بوسعه «التحقق» مما اذا كانت سوريا تملك هذا النوع من الاسلحة لكنه عبر في الوقت نفسه عن «قلقه» لان سوريا ليست من اعضاء «المنظمة لحظر الاسلحة الكيميائية».

وأضاف بان «يتوجب على جميع الدول عدم استخدام اي اسلحة دمار شامل، أكانت موقعة ام لا على معاهدة او اتفاق». وأوضح بان كي مون ان الامم المتحدة تجري مشاورات «مكثفة مع الاطراف المعنيين وبالدرجة الاولى مع الجامعة العربية». وتابع قائلا «سأبحث هذا الموضوع مع (نبيل) العربي الامين العام للجامعة العربية».

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «من غير المقبول القول انهم يستطيعون استخدام اسلحة كيميائية مهما كانت الظروف». وأضاف الوزير البريطاني في ختام اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل «ما يحصل في الواقع ان شعبهم يثور ضد دولة بوليسية دموية، هذا الامر لا علاقة له بعدوان من اي مكان في العالم».

وأكد نظيره الالماني غيدو فسترفيله ان «التهديد باستخدام اسلحة كيميائية امر وحشي»، لافتا الى ان هذا الامر يظهر الموقف «غير الانساني» لنظام بشار الاسد. ودعا فسترفيله في بيان «كل السلطات في سوريا الى المساهمة في شكل مسؤول في تأمين سلامة اي مخزون للاسلحة الكيميائية».

ونبّه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى ان «هذه المنشآت تخضع لمراقبة خاصة جدا».

وفي موازاة وعود برفع مستوى المساعدات الانسانية، فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات جديدة على النظام السوري.

وفي الاجمال باتت عقوبات الاتحاد الاوروبي تشمل 155 شخصا و52 شركة او ادارة سورية.

ميدانيات

وضاقت رقعة الاشتباكات في دمشق بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين لتتركز في القدم (جنوبي العاصمة) وكفرسوسة (غرب) بينما تتواصل عمليات القصف والاشتباكات في حلب وحمص خصوصا، ما ادى الى سقوط 52 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي مدينة حلب ذكر المرصد السوري ان «اشتباكات دارت في حي الحميدية بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة»، لافتا الى ان احياء مساكن هنانو والحيدرية والصاخور تشهد حالة نزوح واسعة.

(«السفير»، أ ف ب، أ ب، رويترز)

واشنطن تنشط سراً لمحاصرة سوريا: ضغوط على العراق لمنع شحنات إيرانية

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن واشنطن تعمل في الخفاء لمنع وصول ما تقول إنها شحنات من النفط والأسلحة متجهة من إيران إلى سوريا، وذلك بالاعتماد على قدراتها الاستخبارية والديبلوماسية.

ولفت هؤلاء المسؤولون، الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم، أن الجهود الأميركية تتركّز على الدفع بالعراق لإغلاق مجاله الجوي أمام الرحلات المتوجهة من إيران إلى سوريا حيث تشتبه أجهزة الاستخبارات الأميركية في أنها تحمل أسلحة إلى النظام السوري، وليس زهوراً كما يُقال. في الوقت ذاته، تجهد واشنطن في منع السفن، التي تشتبه كذلك في أنها تحمل أسلحة ونفطاً لسوريا، من عبور قناة السويس.

وتؤكد الجهود، التي تشارك فيها وكالة الاستخبارات المركزية ووزارتا الخارجية والخزانة والجيش من وراء الكواليس، إلى اضطلاع الولايات المتحدة بدور أوسع مما اعترفت به واشنطن سابقاً في الحملة ضد الرئيس بشار الأسد. وتصاعدت هذه الجهود مؤخراً إثر تحسن العلاقات مع فصائل سورية معارضة وازدياد حاجة النظام إلى الإمدادات.

وأوضحت الصحيفة أن الضغط الأميركي على العراق، والذي بدأ مطلع العام، تكثف في الآونة الأخيرة، مذكرة أن الخط الإيراني الجوي قد فتح بعد استكمال الانسحاب الأميركي من العراق في نهاية العام الماضي.

ونقلت عن المسؤولين قولهم إن “جهاز الاستخبارات الأميركي حصل على معلومات مؤكدة بعد الشهر الثاني على بدء الرحلات مفادها أن إيران تمدّ سوريا بالأسلحة عبر العراق، مستخدمة شركة “ياس” الخاصة بالشحن الجوي”. وأردف هؤلاء “مع فقدان الأميركيين نفوذهم الجوي على السماء العراقية، لم يعد بوسعهم مواجهة الأمر سوى بالضغط على المسؤولين العراقيين للتحرك. وفي شكوى رسمية إلى بغداد، طلب الأميركيون وضع حدّ للرحلات المسيّرة بشكل حازم”، حسبما يؤكد أحد المسؤولين البارزين.

وقال المسؤولون إن الشكوى الأميركية أقنعت العراقيين بالتحرك على ما يبدو، منوّهين بتوقف الرحلات الجوية. ولكن في أواخر كانون الثاني وأوائل شباط الماضيين، بدأ جهاز الاستخبارات يرصد رحلات جوية تقوم بها طائرات شحن سورية من طراز “إي أن ـ 76” بين سوريا وإيران، في تكتيك جديد.

وبحسب المسؤولين، فإن كلاً من سوريا وإيران حاولتا تمويه الرحلات التي تغادر إيران، أحيانًا بوثائق تقول إن حمولة الطائرات تتكون من زهور ومعدات زراعية. وقد خلص محللو جهاز الاستخبارات إلى أن الوثائق مزوّرة، لافتين إلى ضلوع الحرس الثوري الإيراني في هذه الرحلات، كما قالت مصادر مطلعة.

وعادت “وول ستريت جورنال” إلى سلسلة من المذكرات كانت أرسلتها واشنطن في شباط وآذار الماضيين، حذرت فيها حكومة نوري المالكي من أن تخاذلها في منع الرحلات الجوية يتعارض مع التزاماتها بقرارات مجلس الأمن الدولي. وفيما نفى العراقيون بداية الاتهامات، وعدوا بعد ذلك بفتح تحقيق بهذا الشأن.

وتضيف الصحيفة “في غمرة انهماك العراق بالتحضير لاستضافة القمة العربية، وفي وقت كانت بغداد تحاول استغلال الفرصة لتأكيد عودتها إلى الصف العربي، استغل الأميركيون الفرصة لتهديدها بكشف معلومات عن الرحلات وإحراجها أمام الدول العربية المعارضة للأسد، فرضخ القادة الإيرانيون واعدين بتفتيش الطائرات المريبة. وقبل أسبوعين على انعقاد القمة توقفت رحلات طائرات الشحن السورية بصورة مفاجئة”، كما يقول مسؤولون أميركيون.

من جهة ثانية، لفت المسؤولون إلى أن واشنطن عادت للتركيز مجدداً على حركة النقل البحري عن طريق قناة السويس. وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى السفن، التي تدعى “الأمين” وهي ملك لشركة شحن إيرانية، تنتظر حالياً إذناً لعبور القناة، بحجة أنها لا تحظى بتأمين دولي معترف به.

وكانت السفينة عبرت قناة السويس من قبل، الأمر الذي أثار غضب الولايات المتحدة، وأبحرت الشهر الماضي إلى ميناء بانياس السوري حيث تعتقد واشنطن أنها أفرغت حمولة من البنزين للنظام السوري وأخذت نفطًا خامًا سورياً إلى إيران. ويجري مسؤولون أميركيون، بحسب الصحيفة، محادثات مع الحكومة المصرية سعياً لمنع عبور السفينة.

وعلى الرغم مما سبق، يبقى هناك مشككون في مدى نجاح المساعي الأميركية. ويقول هؤلاء إن هذا الضغط قد يخطئ، كما أنه قد يأتي متأخراً بحيث تخسر أميركا نفوذها في سوريا ما بعد الأسد. وقد اعترف مسؤولون أميركيون بالتحديات المترتبة على امتناع إدارة أوباما عن الانخراط بدور أكبر في النزاع. وفي حين أن بعض الرحلات الجوية إلى سوريا أوقف، فإن مسؤولين يقولون إنه من الصعب جمع معلومات في هذا الشأن، وإن بعض الحكومات قد لا تبدي تعاونا، لافتين إلى نجاح بعض شحنات السلاح والوقود بالتسلل والوصول إلى وجهتها.

وفي وقت يؤكد قياديون في المعارضة السورية تكثيف الاتصالات مؤخراً مع مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية و”السي آي إيه”، لا سيما في جنوب تركيا، يرى قادة ميدانيون في المعارضة المسلحة أن أميركا كانت تستطيع العمل في وقت أبكر من أجل غلق الطرق الجوية والبحرية التي تمدّ القوات النظامية بالدعم.

وهذا الأمر تؤكده مقابلة أجراها الكاتب في مجلة “نيوزويك” إيلي لايك مع اثنين من قادة المقاتلين السوريين، الذين أكدوا أن مساعدة أميركا ضرورية لجهة مدّ المقاتلين بالأسلحة الثقيلة، ولا يفهمون لماذا تتلكأ حتى الآن في مجال الدعم العسكري. وفيما يصرّ هذان المسؤولان على قدرة القيادات حالياً على ضمان استخدام الأسلحة الثقيلة لتحقيق الغاية المرجوة منها، يجزمان أنه، بمساعدة أميركا، بالإمكان إسقاط الأسد في غضون شهر.

(“السفير”)

النازحون السوريون يختبرون تشدد عمّان: الانتقال من التعاطف إلى الشفقة.. والنفور

يواجه العديد من النازحين السوريين في الأردن مخاوف متزايدة لجهة التشدّد في مسألة خروجهم أو دخولهم إلى البلاد. وتنقل “لوس أنجلس تايمز” عن كاتب سوري يدعى حميد يعيش في عمان رواية يخبر فيها انه عندما أراد مغادرة المدينة إلى فرنسا لرحلة قصيرة، قيل له ان لا مشكلة في هذا الصدد.

ولكن عند عودته احتجز في مطار الملكة عليا لمدة أربع ساعات للتحقيق معه في أسباب دخوله إلى الأردن، ثم طلب منه الذهاب إلى بيروت أو القاهرة أو اسطنبول بدلاً من عمان. وتنقل عن حميد، الذي ترك سوريا مطلع العام بعدما لاحقه الامن، قوله “لقد أصبحت عمان كسجن ضخم. لا يمكنك الدخول إليها أو الخروج منها. يومياً نسمع عن عشرات السوريين الذين تمّ توقيفهم على الحدود”.

وفيما وافقت عمان على إنشاء مخيمات خاصة للنازحين السوريين، يبدو أن تصاعد موجات العنف قد أصبح بمثابة اختبار للصبر الأردني الرسمي. وفيما سمح له بالدخول بعد قيامه بالعديد من الوساطات، أكد حميد أن أربعة ممن كانوا محتجزين معه لم يسمح لهم بذلك، من بينهم امرأة وطفلها الصغير كانا قادمين لملاقاة زوجها في عمان.

وتلتقي قصة حميد مع قصة مبرمج الكومبيوتر علاء، البالغ من العمر 26 عاماً، الذي يقول إنه انتظر 10 ساعات في مطار عمان قبل أن يتم إرساله إلى لبنان. كما يروي عن آخرين كانوا معه على متن الطائرة، أخرجوا منها وأعيدوا إلى حلب.

وبدوره كتب الموسيقي السوري وائل، الذي أعيد من مطار عمان، على حائطه على “الفيسبوك” طالبا من الجميع عدم التوجه على مطار عمان، لان الجميع يُرفض دخولهم، ما عدا استثناءات قليلة.

في المقابل، نقلت الصحيفة عن رجل أمن أردني في المطار تأكيده ما سبق، وتحديدا في ما يخصّ النازحين الشباب، موضحاً “ليس هناك قرار رسمي، إنما مجرّد تعليمات”.

وهكذا يبدو، وفقاً لحميد، أن الموقف الأردني قد انتقل من “التعاطف إلى الشفقة ثم النفور”، ويضيف “هناك مخاوف من أن تنتقل عدوى الاحتجاج إلى داخل الأردن، كما أن السلطات الأردنية تحاول إبقاء السوريين تحت السيطرة”.

من ناحية ثانية، سلطت الصحيفة نفسها الضوء على “الكابوس” الذي يعيشه النازحون العراقيون داخل سوريا. هؤلاء كانوا هربوا من بلادهم إبان اندلاع الحرب المذهبية، التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق.

وأشارت “لوس أنجلس تايمز” إلى الصعوبات والمخاوف التي تواجه هؤلاء، حيث باتوا يتعرضون للسؤال الدائم عن مذهبهم والملاحقات الدائمة، مشيرة إلى حجم تدهور الوضع في سوريا مذهبياً، إذ بات يُنظر للعراق على أنه الملجأ الآمن مقارنة بسوريا.

وذكرت الصحيفة بحادثة مقتل سبعة عراقيين من عائلة واحدة، في شقتهم في دمشق، وخمسة آخرين بينهم صحافيان، في ظروف لا تزال غامضة.

(عن “لوس أنجلس تايمز”)

دمشق تتخوّف من تكرار سيناريو العراق: السلاح الكيميائي – إن وجد – للعدو الخارجي

حذرت دمشق، أمس، من نيات خارجية لتحويل موضوع الأسلحة الكيميائية السورية إلى ذريعة لتبرير التدخل الخارجي، كما حصل في العراق، وذلك بعد تقارير غربية رسمية وإعلامية عن تحريك الترسانة الكيميائية السورية، بشكل غير اعتيادي. وتفادت الخارجية السورية لاحقاً الاعتراف بوجود هذا السلاح، مؤكدة أنه في حال وجد فإنه لن يستخدم على الإطلاق في الصراع العسكري الداخلي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، في بيان خلال مؤتمر صحافي في دمشق أمس، “تابعت وزارة الخارجية والمغتربين مجريات الحملة الإعلامية والسياسية الموجهة ضد سوريا، والتي تهدف إلى تبرير وتحضير الرأي العام الدولي لأي تدخل عسكري محتمل تحت ستار أكذوبة أسلحة الدمار الشامل”.

وأوضح أن دمشق تودّ “إعادة تأكيد موقف سوريا المتمثل بأن أي سلاح كيميائي أو جرثومي لم ولن يتم استخدامه أبداً خلال الأزمة في سوريا، مهما كانت التطورات في الداخل السوري، وأن هذه الأسلحة على مختلف أنواعها – إن وجدت – فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر، ولن تستخدم أبداً إلا في حال تعرّضت البلاد لعدوان خارجي”.

ويعتبر موضوع الأسلحة الكيميائية من “أدوات الضغط” على دمشق تاريخياً، إلا أن كثرة التقارير وردود الأفعال التي تشير إلى تحركات داخلية في هذا القطاع، أعادت ضخ الدم في هذه الوسيلة، كما استحضرت السابقة التاريخية في العراق، ما دفع دمشق للتحسّب، ولكن من دون أن تعترف رسمياً بأي تحرك عسكري كالذي تشير إليه التقارير الغربية، والذي قد يكون ببساطة لتأمين هده الأسلحة في ضوء الفلتان الأمني الحالي، أو ربما كإجراء احترازي بسبب انشقاق نائب قائد الحرب الكيميائية في سوريا اللواء عدنان سلو منذ أسبوعين.

وأضاف بيان الخارجية أنه “سبق لوزارة الخارجية والمغتربين أن أبلغت مضمون هذا الموقف وتفاصيله إلى دول عبرت عن قلقها من موضوع وصول أسلحة غير تقليدية إلى أيدي طرف ثالث، وقد حذرت الوزارة في الوقت ذاته من موضوع آخر مثير للقلق وهو إمكانية تسليح الجماعات الإرهابية من الخارج والخشية منه- بضوء الإفلاس المتزايد لضرب النظام السياسي في سوريا- بقنابل تكتيكية أو ألغام تحتوي مواد جرثومية تنفجر في إحدى القرى ثم يتم اتهام القوات السورية بذلك”.

وحول هذه النقطة، أوضح مقدسي لاحقاً أن “هذه المخاوف ليست مبنية على معلومات أو معطيات”، وإنما بغرض التحذير.

وأكد البيان أن “هذه الحملة السياسية والإعلامية المبرمجة لن تفيد أبداً في مساعدة سوريا على تجاوز أزمتها، وننصح الدول القلقة على سوريا والسوريين أن توفر جهودها وحملاتها الإعلامية السلبية لإقناع من تدعمهم وتستضيفهم وتمولهم وتسلحهم كي يتمسكوا بالحل السياسي للأزمة، وفق ما نصت عليه خطة المبعوث الدولي كوفي انان”.

وقالت وزارة الخارجية، في بيان آخر، “تعقيباً على تعاطي بعض وسائل الإعلام السلبي مع مضمون بيان وزارة الخارجية وإخراجه المتعمد عن سياقه عبر تصويره على انه إعلان امتلاك لأسلحة غير تقليدية من قبل سوريا، وتجنباً لأي سوء فهم مقصود، نوضح أن الهدف من البيان الصحافي والمؤتمر الصحافي أساساً لم يكن للإعلان بل كان للردّ على حملة إعلامية مبرمجة تستهدف سوريا لتحضير الرأي العام الدولي لإمكانية تدخل عسكري تحت شعار أكذوبة أسلحة الدمار الشامل واحتمال استخدامها في الداخل السوري ضد الجماعات الإرهابية المسلحة أو المدنيين أو احتمال نقلها إلى طرف ثالث”.

وأضاف البيان “إننا إذ نؤكد أن هذه الإدعاءات باطلة جملة وتفصيلاً، إلا أننا لا نتجاهل خطورتها، لأن الجهات التي تبرمج هذه الحملة في الصحافة العالمية هي الجهات ذاتها التي تتولى التجييش ضد سوريا في الإعلام والمحافل الدولية، وهي الجهات ذاتها التي فبركت أكذوبة أسلحة الدمار الشامل العراقية التي تبين زيفها لاحقاً”.

وكرّر مقدسي تأكيد سوريا تمسكها بخطة المبعوث الأممي. وقال، رداً على سؤال لـ”السفير”، إن دمشق “تتمنى النجاح للبعثة الأممية (بعد تمديد فترة عملها شهراً). وإن أي تغيير أو تعديل في مهمتها منوط بها”، مؤكداً “الالتزام الكامل بإنجاح خطة أنان وتذليل العقبات”، والتي قال إنها ليس من سورية وإنما تأتي من أطراف أخرى “تموّل وتسلّح” المعارضة السورية.

ووصف مقدسي اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة أمس الأول وتصريحاتهم “بالنفاق السياسي”، منتقداً “التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا”، وعملهم “على تأزيم الموقف”، مكرراً أن “الشعب هو صاحب القرار عبر صندوق الاقتراع والحوار الوطني”.

وقال إن “بيان الجامعة العربية الذي يدعو إلى التنحي (الرئيس السوري بشار الأسد) وما إلى ذلك، وسلطة انتقالية، هو تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة ودولة مؤسسة للجامعة العربية”. وأضاف “نأسف لانحدار الجامعة العربية إلى هذا المستوى اللاأخلاقي في التعاطي تجاه سوريا عوضاً عن مساعدتها”.

وفي الموضوع الميداني، وصف مقدسي العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري في أنحاء البلاد بأنها عملية “دفاع عن النفس”، معتبراً أن الدولة “تردّ على من يحمل السلاح بالطريقة ذاتها”. وتساءل “هم (المعارضة) يقولون هذه معركة دمشق الكبرى، فكيف نردّ؟”.

وعن المعابر الحدودية التي استولت المعارضة على بعضها، قال مقدسي إن الاستيلاء عليها سهل في الظروف الحالية بسبب بعدها عن مركز البلاد ونوعية الحراسة التي عليها، مؤكداً أن هذا لا يعني أنها ستبقى تحت سيطرة المعارضة. وقال، موجهاً كلامه للصحافي الذي طرح السؤال، “سأذكرك بذلك خلال أيام”.

الأوروبيون كثّفوا عقوباتهم على النظام السوري…وأسقطوا «المجلس الوطني» المعارض

وسيم ابراهيم

بالنسبة للأوروبيين، مجلس الامن محطة أساسية سيمر عبرها الحل في النهاية. سيعودون إليه. ليس من صدى معتبر لطروحات من قبيل حكومة انتقالية تشكلها المعارضة (فرنسا)، أو تدخل من خارج مجلس الامن (بريطانيا). لكن مزيدا من الضغط يتم عبر العقوبات، واكثار الحديث عن مرحلة ما بعد بشار الاسد «ومن دون الرئيس الاسد» كما شدد أحد الوزراء الاوروبيين.

اللافت، وهو ما يحصل للمرة الأولى، أن المجلس الوطني السوري المعارض «سقط» من البيان المشترك للوزراء الاوروبيين. وذلك «السقوط» لم يكن سهوا.

وزراء الخارجية الاوروبيين أقروا أمس، عقوبات جديدة على النظام السوري. أضافوا 26 شخصية لقائمة المعاقبين، معظمهم شخصيات عسكرية وأمنية، وأيضا ثلاثة كيانات اقتصادية.

هكذا، ارتفع عدد المشمولين بحظر السفر وتجميد الاصول المالية إلى 155 شخصية، و52 كيانا اقتصاديا. وفي سياق العقوبات، عزز الاوربيون حظر الاسلحة المفروض على سوريا. تم الايعاز لدول الاتحاد الاوروبي بوجوب تفتيش السفن والطائرات المتجهة إلى سوريا، في الموانئ والمطارات والمياه الاقليمية، في حال الاشتباه بحمولة فيها أسلحة أو مواد تسخدم في القمع. ووفقا لذلك، ينبغي على السفن والطائرات أن توفر معلومات اضافية عن حمولاتها في مرحلتي ما قبل الوصول وما قبل المغادرة.

اللافت أن البيان المشترك هو الاول الذي يسقط أي إشارة إلى المجلس الوطني السوري المعارض.

لم يعد لا ممثلا ولا من بين الممثلين ولا غيره، بل صار الحديث يدور عن دعم «جميع المجموعات المعارضة». الاوروبيون ذكروا ما بدا أنه «البديل»، وهو «الميثاق الوطني» بالرؤية السياسية المشتركة للانتقال السياسي، الذي أصدرته أطياف المعارضة السورية خلال مؤتمرها في القاهرة في 2 و3 تموز الحالي.

أحد الديبلوماسيين العاملين على الملف السوري قال لـ«السفير» إن «الميثاق» هو بمثابة «المظلة» للمعارضة المدعومة من قبل الاوروبيين. وعلى الرغم من تجنب المطلعين على الملف اصدار تعليق ذي مغزى إزاء «اسقاط» المجلس الوطني، مفضلين القول إنهم يدعمون المعارضة ككل، إلا أن هناك من قال غير ذلك.

مصادر مطلعة على هذا الموضوع أكدت أن عدم ذكر الاوروبيين للمجلس الوطني يأتي تعبيرا عن «احباط كبير» منه، خصوصا بعد مؤتمر أصدقاء سوريا في باريس. حديث الاحباط يتناول «ذهنية» المجلس التي «فشلت»، عل الرغم من الفرصة الكبيرة التي أعطيت له، في ايجاد تحالف مقنع مع باقي أطراف المعارضة. لذلك، «اسقاط» ذكر المجلس لم يأت سهوا، بل جاء للاعلان صراحة أنه لم يعد له «الحظوة» التي كانت في صالحه لأشهر طويلة.

تلك «الخيبة» كان يمكن تلمّس مؤشراتها في بعض تصرحيات الاوروبيين. وعندما سألت «السفير» كارل بيلد، وزير خارجية السويد، عن الدعوات الفرنسية للمعارضة كي تشكل حكومة انتقالية، قال إنه رغم محاولاتهم المستمرة والمكثفة لتقريب أطراف المعارضة «حتى الآن لم نحقق نجاحا ساحقا»، وأضاف «لكننا سوف نواصل العمل مع المعارضة، وذلك لأنه كلما كانوا موحدين أكثر، كلما كان ذلك أفضل».

وحول الموضوع نفسه ، قال لـ«السفير» وزير خارجية بلجيكا ديديه ريندرز: «هذا ممكن في حال أمكن وجود معارضة موحدة»، وأضاف «حتى الآن هناك العديد من الانقسامات، ولذا نحاول الدفع إلى توحيد المعارضة». وفي بيانهم المشترك، اعتبر الاوربيون أن مجلس الامن فشل في تحمل مسؤولياته لدعم مهمة كوفي أنان، عندما أخفق في تبني قرار تحت الفصل السابع. وأكدوا على ضرورة أن تكون هنالك عواقب جدية تضمن الامتثال لقرارات المجلس.

وردا على سؤال لـ«السفير» حول الموقف الروسي، اعتبر وزير خارجية بريطانيا أن هناك ما تم بناؤه: «روسيا وقّعت، كما فعل بقيتنا، اتفاقات جنيف حول الخطط للحكومة الانتقالية في سوريا، وأنا متأكد من أنهم (يقفون) لصالح خطة أنان»، لكن وليام هيغ لم يقلل أبدا من شأن الخلاف المستمر: «ما نشعر بخيبة أمل حوله، هو أن روسيا لم تكن مستعدة لدعم قرار كان سيُبرز وزن مجلس الأمن وسلطته وبوجود عواقب في حال عدم الامتثال لخطة أنان».

في النتيجة، لن يتوقف التداول مع روسيا لكنه لن يكون مسارا وحيدا كما يؤكد هيغ: «سنواصل التحدث معهم حول ذلك (قرار في مجلس الامن)، ولكن بالطبع الوضع يتدهور بسرعة وعلينا، كما قلت، القيام بأفعال أخرى وأفعال أكثر».

هذه اللعبة تثير ضجرا في كلام بعض الوزراء. يتحدثون عما يرونه نوعا من «إستراتيجية عبثية» فيها. في سياق هذه الخلاصة جاء حديث وزير خارجية لوكسمبورغ جون أسلبورن لـ «السفير»، إذ قال: «أعتقد أن الروس لديهم إستراتيجية لدي صعوبة في فهمها، وأعني: هم مع خطة أنان، ولكنهم ضد فرض عقوبات عندما يتم انتهاك هذه الخطة».

مع ذلك، فما سبق قضية وما بني مع الروس قضية أخرى، إذ يتحدث أسلبورن عن ضرورة «عدم التخلي عن التقدم الذي حصلنا عليه في جنيف، عندما وافق الروس على تشكيل حكومة انتقالية. ينبغي التعاون بطريقة مكثفة أكثر حول هذه النقطة من كلا الجانبين». ولهذا التعاون مبادئ «مصلحة» يرى أسلبورن أن الموقف الروسي لن يعوزها، فهو يقول :«أعتقد أنه، في النهاية خاصة، ليست لدى روسيا مصلحة في دعم نظام يعيش في محنة، نظام لا يمكنه الحفاظ على نفسه»، مؤكدا أنه «سيأتي الوقت» الذي يجد كل من الغرب وروسيا «الطريقة» لمعالجة الازمة السورية.

التحولات الدراماتيكية في ساحة النزاع القائم لقيت اهتمام الاوروبيين، وحماسهم. وقال وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز لـ «السفير» إن هناك ما يمكن فعله غير العقوبات :«أنا متأكد من أننا سنحاول الضغط من أجل الانشقاقات، ليكون هناك اناس أكثر وأكثر يتركون الجيش ويتركون النظام، وهذا قد يكون ممكنا مع بعض المقترحات من أجل إعادة إعمار سوريا بعد الأسد، ومن دون الرئيس الأسد».

واستطرادا في حديثه عن «مرحلة جديدة في الصراع»، أعلنتها أحداث الاسبوع الماضي، قال كارل بيلدت: «سيسقط النظام، لكنه سيترك سوريا في وضع صعب للغاية، لذلك يجب زيادة التركيز على ما يمكننا القيام به في اليوم التالي لذلك»، وأضاف: «لا نعرف متى سيأتي ذلك اليوم، لكننا نعلم بالتأكيد أنه سيأتي، وعلينا أن نكون موجودين وعلى الاستعداد لتقديم المساعدة في مجالات سياسية واقتصادية كي نساعد هذا البلد ليعود مرة أخرى بعدما تم تدميره بأسره، أولا من قبل النظام وثم بسبب النزاع». مع تحميل النظام المسؤولية الرئيسية، حذر الاوروبيون في بيانهم من زيادة عسكرة الصراع ومن «العنف الطائفي». برأيهم أن ذلك لا يمكن إلا أن يسبب «المزيد من المعاناة لسوريا ومخاطر لها تأثير مأساوي على المنطقة». يأتي ذلك صدى لأصوات أوروبية عارضت بشدة، منذ البداية، عسكرة الصراع وحذرت من تبعاته.

أبرز المعارضين جون أسلبورن، الذي يبدي أسفه من الواقع الماثل الآن: «نحن نواجه حربا أهلية في سوريا». ومع ذلك لا يزال يردد: «أنا ضد السلاح، وإعطاء المزيد من الأسلحة للمعارضة السورية سيطيل الصراع وسيسبب الكثير من الضحايا الاضافية. لذلك يجب أن يبقى الضغط سياسيا».

لكن أين كوفي أنان ومهمته من كل ذلك؟ لم ينسه الاوروبيون، وأكدوا مجددا دعم مهمته باعتبارها الخطة الوحيدة المتوفرة للحل. لكن «حدة» الدعم بدا أنها تتراجع.

مثلا، بعضهم قال إن «التمديد التقني» للبعثة «جيد». حتى عند الممثلة العليا كاثرين أشتون. صحيح أنها أعطت «100 في المئة» لجهود أنان في ظل مهمة «شاقة»، وأكدت دعمه ما دام يريد المواصلة، لكنها استدعت إلى جانب ذلك مسارات أخرى. وهذا لافت بالنسبة لديبلوماسية شديدة التحفظ.

وردا على سؤال لـ«السفير» قالت آشتون في سياق اشارتها لمؤتمر «أصدقاء سوريا» إنه «حمل رغبة في رؤية التوصل إلى حل سلمي، ورغبة في رؤية الاعتراف بأن القيادة ليس لديها خيار آخر سوى المغادرة، ورغبة في المساعدة لاعادة اعمار البلاد». وأضافت إن «هذا جزء مهم من قوة المجتمع الدولي في التحرك إلى الأمام». كل ذلك قبل أن تضيف قائلة: «ولكن بالطبع نحن جميعا نريد النظر إلى مجلس الأمن، وجميعا نريد النظر إلى الأمم المتحدة وكذلك نريد دعم ما يحاول كوفي أنان وبان كي مون القيام به».

أمريكا تتحول من التركيز على الدبلوماسية لمساعدة المعارضة بسوريا

واشنطن- (رويترز): قالت مصادر أمريكية الاثنين إن حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تحول لبؤرة تركيز سياستها الخاصة بسوريا عن دبلوماسية الأمم المتحدة التي وصلت إلى طريق مسدود تبحث الآن عن سبل تقديم مزيد من الدعم لقوات المعارضة السورية ومن ذلك تزويدهم بالمزيد من معدات الاتصال وتبادل معلومات الاستخبارات.

ويأتي زيادة جهود الولايات المتحدة لمساعدة المعارضة السورية في وقت تتجه فيه واشنطن إلى من يشاطرونها توجهها من البلدان الغربية والعربية للمساعدة في تصعيد الضغط على الرئيس بشار الأسد الذي تكشف مدى ضعفه الأسبوع الماضي بعد التفجير المميت الذي استهدف الدائرة المقربة منه.

وقالت المصادر إن ذلك الهجوم الجرئ وهجمات المعارضين في أكبر مدينتين في سوريا والاعتراض بحق النقض الفيتو على قرارات تفرض عقوبات على سوريا في الأمم المتحدة جعلت المسؤولين الأمريكيين يكثفون خططهم الطارئة لاحتمال سقوط الأسد من السلطة.

ومع ان معاوني الرئيس أوباما يحجمون عن توقع المدة التي يمكن ان يبقاها الأسد في السلطة فإنهم يسعون جهدهم لوضع خطة تحمي مخزونات الأسلحة الكيماوية في سوريا والحيلولة دون تفكك البلاد على أسس طائفية.

غير ان واشنطن تستعد لتقديم معدات اتصال إضافية والتدريب لمساعدة المعارضة على تحسين قدراتها في القيادة والتحكم للتنسيق بين مقاتليها.

وقال مسوؤول امريكي رفيع لرويترز “نريد مساعدتهم على أن يصبحوا أكثر تجانسا من حيث قدرتهم على تقديم رؤية مشتركة وقدرتهم على الاتصال والتواصل فيما بينهم.”

ومع ان واشنطن ما زالت تشعر بالقلق بشأن دور العناصر الإسلامية في صفوف المعارضة المناهضة للأسد فإنه بدت علامات أيضا على ان بعض معلومات الاستخبارات عن تحركات قوات الأسد بدأت تصل إلى جماعات المعارضة. ولم يمكن معرفة تفاصيل تبادل مثل هذه المعلومات الاستخباراتية.

وقال احد المصادر “السياسة تغيرت قليلا.” واضاف المصدر المطلع على سياسة البيت الابيض بشأن سوريا وطلب ألا ينشر اسمه “إننا لا نفعل شيئا مميتا لكننا نقدم مزيدا من المساعدة.”

وقد اصبح مقاتلو المعارضة أفضل تنظيما وأكثر حركية في الأسابيع الأخيرة لكن قوات الأسد التي تملك قوة نيران أكبر كثيرا نجحت في إبطال بعض المكاسب التي حققتها المعارضة.

وحذر الرئيس اوباما يوم الاثنين الأسد من أن المجتمع الدولي “سيحاسبه” إذا ارتكبت حكومته “الخطأ المأساوي” باستخدام الأسلحة الكيماوية.

وجاء تحذيره بعد ان أقرت سوريا بانها تملك أسلحة كيماية وبيولوجية قائلة إنها لن تستخدمها لسحق المعارضة ولكنها قد تستخدمها إذا تدخلت بلدان أجنبية في سوريا.

ومع وصول الدبلوماسية في الأمم المتحدة إلى طريق مسدود بسبب اصرار روسيا والصين على حماية الأسد من العقوبات فإن حكومة أوباما تتجه إلى “أصدقاء سوريا” وهو تجمع للبلدان الحليفة لإيجاد سبل العمل مع المعارضة السورية لزيادة الضغط على حكومة الأسد.

وقال المسؤول الرفيع بالحكومة الأمريكية “مركز الجاذبية سيتحول الى اصدقاء سوريا وما زلنا نعتقد ان الاسد سيكون خارج السلطة ونعتقد انه يجب ان توجد خطة استعدادا لما قد يحدث بعد ذلك.”

وقال المسؤول ان واشنطن تحث ساسة المعارضة على وضع خطة انتقال “تشمل جميع الفئات المعنية” لمنع ان تتحول الاوضاع بعد الأسد إلى حرب أهلية طائفية.

ويقول بعض المحللين ان سوريا قد ينتهي بها الحال وقد تفككت الى كانتونات طائفية الأكراد في الشمال والعلوبيين على الساحل والدروز في التلال الجنوبية والسنة في مكان آخر. وهم يقولون ان الصراع قد يتسبب في مزيد من زعزعة استقرار جيران سوريا ومنهم لبنان والعراق وتركيا والأردن.

الجيش السوري الحر يرفض دعوة الجامعة العربية إلى تأمين خروج آمن للأسد

الجزائر- (د ب أ): قال قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد إنه لم يبق أي طريق للحل السياسي في سورية، مشيرا إلى أن 80 ألف عسكري بينهم ضباط كبار وعمداء وعقداء انشقوا عن الجيش النظامي.

وذكر الأسعد في تصريح لصحيفة (الخبر) الجزائرية في عددها الصادر الثلاثاء أن المعارك مستمرة حتى إسقاط نظام بشار الأسد، رافضا دعوة الجامعة العربية التي تقضي بتأمين خروج آمن للرئيس السوري مقابل تنحيه عن الحكم.

وقال الأسعد: “نحن نسعى بكل الإمكانيات من أجل إسقاط نظام الأسد والإعلان عن تحرير دمشق وسورية كلها من حكم الأسد، وأن يكون ذلك الآن وليس بعد أيام”. غير أن الأسعد اعترف في الوقت نفسه بالصعوبات التي تواجه الجيش الحر في التسلح.

وأضاف: “لا نقبل بتأمين خروج آمن للأسد، بل يجب أن يحاكم على المجازر التي اقترفها في حق الشعب السوري، وأن يحاسب على دماء السوريين التي سالت”.

ونفى الأسعد أن تكون قوات الجيش السوري الحر قد تراجعت في دمشق، وأرجع انسحابها من بعض المناطق التي كانت قد سيطرت عليها في وقت سابق إلى حسابات تكتيكية، وليس بفعل هزائم منيت بها على أيدي الجيش النظامي.

وأوضح قائلا: “الذي يجري هو عمليات كر وفر تفرضها حرب العصابات المنتهجة داخل المدن، ما دفع بعض الفصائل للانسحاب بفعل القصف الكثيف لقوات النظام في عدة مناطق وتجنبا لإسقاط المزيد من القتلى فقط”.

وأشار الأسعد إلى أن الجيش السوري الحر لا يتوقع حلا سياسيا في سورية، متهما النظام بإجهاض خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان.

كما نفى الأسعد أن يكون اللواء عمر سليمان ، رئيس المخابرات المصرية السابق، قتل في تفجير مكتب الأمن القومي بدمشق يوم الأربعاء الماضي.

ليبرمان: مستعدون لمناقشة تركيا وليس الاعتذار وعرضنا دعم المعارضة السورية ولكنها رفضت

أنقرة- (يو بي اي): قال وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان الثلاثاء إن إسرائيل مستعدة لإجراء محادثات لحل النزاعات العالقة مع تركيا ولكنها لن تعتذر عن اقتحام سفينة مافي مرمرة في مايو/ أيار 2010، وكشف أن إسرائيل عرضت على المعارضة السورية الدعم ولكنها ووجهت بالرفض.

وصرح ليبرمان في مقابلة مع صحيفة (حريت) التركية أن “إسرائيل مستعدة لمناقشة (مشاكلنا مع تركيا) في اجتماعات مفتوحة عالية المستوى أو متدنية”، مضيفاً “نحن مستعدون لمناقشة ليس مسألة مافي مرمرة ولكن أيضاً المشكلة الإيرانية ومسألة قطاع غزة أو الدعم لحركة حماس. ولكننا لسنا مستعدين لمناقشة ما هي الطريقة التي نحمي فيها مواطنينا”.

وقال الوزير الإسرائيلي إنه لا يوجد سبب يدفع إسرائيل إلى الاعتذار عن هجوم 2010 وهو أمر تعتبره الحكومة التركية شرطاً أساسياً لإعادة العلاقات مع إسرائيل إلى طبيعتها.

وأشار إلى أن الهجوم على مافي مرمرة “كان استفزازاً واضحاً وكان من حقنا أن نحمي حياة جنودنا، بصراحة ليس هناك من سبب يدفع إسرائيل إلى الاعتذار. وحتى لو اعتذرت إسرائيل عن الهجوم فهذا لن يغيّر شيئاً”.

وذكّر بأن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان قال في خطابات أمام البرلمان بشكل متكرر بأن الاعتذار لن يحسّن العلاقات وأن تركيا لديها شروط إضافية بينها رفع الحصار عن غزة والانسحاب إلى حدود ما قبل العام 1967 والتعويض، مضيفاً “لكن هذه ليست الطريقة الأفضل لتسوية الخلافات”.

وقال ليبرمان إن إسرائيل لا تضع شروطاً لتسهيل ذوبان الجليد في العلاقات الإسرائيلية التركية.

وإذ أكد حصول بعض الاتصالات بين تركيا وإسرائيل في الماضي لحل الأزمة، أقر بأنه حاول أكثر من مرة ترتيب لقاء مع نظيره الإسرائيلي أحمد داود أوغلو من دون أن ينجح في ذلك.

واعتبر ليبرمان إن تدهور العلاقات مع إسرائيل يعود إلى “قرار استراتيجي” اتخذه أردوغان، موضحاً بأن الأخير “يعتقد أن الطريقة الأفضل ليكون قائداً للعالم الإسلامي هو مواجهة إسرائيل. والأمر نفسه يتعلق بمسألة حصار غزة”.

وعوّل الوزير الإسرائيلي على الوقت لحل الأزمة بين البلدين قائلاً “في بعض الأحيان، يأخذ الأمر سنوات أكثر أو أقل” مجدداً انتقاد تركيا على تجميد العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل واستدعاء السفير رداً على الهجوم على مافي مرمرة الذي وصفه بالحادث.

وكشف الوزير الإسرائيلي أن تل أبيب عرضت دعم المعارضة السورية ولكن الأخيرة رفضت، وقال “عرضنا الدعم الإنساني ولكنهم رفضوا ذلك. والجميع قالوا لنا إنه من الأفضل أن نبقي على مسافة معهم”.

وأضاف “لا نريد أن نفرض أنفسنا على المعارضة السورية ومن المستحيل أن نفرض أنفسنا على أحد ولكن بإمكاننا أن نقترح و لا يمكننا أن نفرض شيئاً”.

مقتل ثمانية من سجناء سجن حلب المركزي برصاص وغازات قوات الأمن

بيروت- (ا ف ب): قتل ثمانية من سجناء سجن حلب المركزي الثلاثاء بعدما اطلقت قوات الامن الرصاص والغازات على السجن الذي يشهد حركة تمرد وانشقاق عدد من حراسه منذ ثلاثة ايام، بحسب بيان للمجلس الوطني السوري، اكبر فصائل المعارضة في الخارج.

واوضح المجلس انه “تم اليوم (الاربعاء) إطلاق النار والغازات على السجناء في سجن حلب المركزي بسبب قيام المعتقلين بعصيان تعبيرا سلميا عن رفض الظلم الفادح الذي يلحق بهم (…) وادى ذلك خاصة ضرب الغاز في أماكن محكمة الإغلاق الى سقوط ثمانية قتلى ونشوب حريق داخل السجن”.

عشيرة أردنية تكذب تلفزيون سوريا ووكيل الجهاديين يتحدث عن تنظيم أهل الشام

عمان- القدس العربي: أبلغ وكيل التنظيمات الجهادية في الأردن موسى العبدللات بأنه تلقى خبرا يفيد بأن أربعة أردنيين سقطوا في سوريا مساء الإثنين في معركة قتالية مع قوات الرئيس بشار الأسد.

وقال العبدللات لـ(القدس العربي) أنه تلقى مع زعيم التيار السلفي الجهادي في الأردن الشيخ أبو محمد الطحاوي معلومات تفيد بسقوط أربعة أردنيين ضمن شهداء للواجب الجهادي في سوريا الشقيقة.

وحسب العبدللات سقط هؤلاء الأربعة بعد أن توجهوا إلى سوريا لنصرة الشعب السوري ضد نظام الطاغية بشار الأسد مشيرا لصعوبة الإعلان عن أسماء الشهداء الأربعة قبل إبلاغ ذويهم في عمان.

وفي غضون ذلك كذبت عشيرة أردنية بارزة في منطقة البادية الوسطى بيان رسمي أذاعه التلفزيون السوري مساء الإثنين وقال فيه بأن الأردني فارس محمد الجازي سقط قتيلا إلى جانب مجموعة إرهابية.

ونشرت عشيرة الجازي التي تعتبر من أبرز عشائر بدو الوسط في الأردن بيانا فندت فيه الرواية الرسمية السورية حول مقتل إبنها محمد الجازي في سوريا.

ووفقا لبيان العائلة لم يكن المغدور عضوا في أي مجموعات مسلحة ولم يكن إرهابيا إنما إعتقلته السلطات السورية في وقت سابق من الشهر الجاري أثناء زيارة عادية لدمشق حيث كان يخطط لإعادة عائلته من سوريا.

وإتهمت عائلة الجازي التلفزيون السوري بالكذب والإفتراء وقالت بأن إبنها لم يغادر لسوريا أصلا من أجل القتال إنما في إطار زيارة إجتماعية وعائلية.

وتحدثت مصادر مستقلة عن سقوط أربعة أردنيين من أبناء عشائر أردنية بارزة في القتال ضد قوات بشار الأسد الأحد الماضي.

وأوضح العبدللات بأنه يقدر بأن 60 أردنيا جهاديا على الأقل تمكنوا من الإلتحاق بالحركة الجهادية ضد نظام بشار الأسد في سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية تقول السلطات بأن بعضهم مطلوب للقضاء الأردني.

وأبلغ العبدللات (القدس العربي) بأن السلطات الأردنية أوقفت مؤخرا 11 مواطنا أردنيا وهم يحاولون التسلل لسوريا للمشاركة في الجهاد فيما بلغ عدد الموقوفين بهذا الشكل 23 مواطنا أردنيا.

ويبدو أن السلطات الأردنية سمحت في بداية الثورة السورية لجهاديين وسلفيين بالعبور إلى سوريا لكنها عادت وأقفل باب الجهاد في سوريا وبدأت تعتقل الجهاديين الذين يتم إلقاء القبض عليهم أثناء محاولتهم العبور إلى سوريا من الحدود المشتركة.

ويؤكد العبدللات أن السلطات لا تتعامل بموجب القانون مع جميع موكليه من التنظيمات الإسلامية لكنه يقر بأن سوريا بدأت تستقطب جهاديين من العديد من بلدان العالم.

ووجد الأردنيون أنفسهم في عمق الأزمة السورية على أكثر من وجه وفي أكثر من جانب أبرزها يتعلق بأنباء عن وجود عشرات الجهاديين الأردنيين الذين يقال أنهم يشاركون في القتال مع قوات المعارضة السورية.

إلى ذلك أبلغ العبدللات القدس العربي بأن لديه معطيات تؤكد بأن التفجيرات الأخيرة التي شهدها مقر الأمن القومي السوري تحمل بصمات ولادة تنظيم جهادي قوي و جديد يحمل إسم {لواء بلاد الشام}.

وقال وكيل التنظيمات الإسلامية والجهادية في الأردن المحامي موسى العبدلالات بأن لديه قرائن تثبت بأن تفجير دمشق حمل بصمات جماعة لواء بلاد الشام متوقعا أن هذه المجموعة المسلحة الجهادية تشكلت مؤخرا وقررت الإعلان عن نفسها عمليا بعملية كبيرة من هذا النوع.

وشدد العبدللات في حديث للقدس العربي على أن تفجير دمشق يحمل بصمات تنظيم لواء أهل الشام وهو تنظيم ضخم من حيث العدد ولديه نوعيات من السلاح وخبرات في التفجير وإمكانات فنية رفيعة ولديه أيضا حسب العبدللات هوامش على الحركة في سوريا للتصدي للنظام السوري الغاشم.

وقال العبدللات بأن مئات الأحرار والشرفاء في سوريا والعالم العربي لن يقبلوا عدم معاقبة نظام متعسف كالنظام السوري الحالي.

ووفقا لمعلومات العبدللات فإن تنظيم لواء الشام يضم خبرات نوعية من الشبان الجهاديين الصلبيين وتشرف عليه خبرات جهادية عربية وفيه عناصر من دول عربية وبعض الدول الإسلامية وهو ينتشر بكثافة في بعض المدن السورية ذات الأغلبية السنية.

ويشار إلى أن وكالات الأنباء قد أشارت أمس إلى أن ظهور أجانب وعرب ضمن مجموعات إسلامية مسلحة سيطرت على الحدود السورية التركية فيما يقول العبدللات بأن تنظيم لواء بلاد الشام قد يعتبر المجموعة الجهادية الأبرز والأقوى في سوريا هذه الأيام.

ويعتبر العبدللات من الشخصيات الأردنية القريبة جدا من التيارات السلفية والجهادية وهو ممثلهم الوحيد تقريبا في الإطار القانوني.

الجيش السوري الحر يتهم دمشق بنقل أسلحة كيميائية إلى الحدود

بيروت- (ا ف ب): اتهم الجيش السوري الحر نظام الرئيس السوري بشار الأسد بنقل اسلحة كيميائية إلى مطارات على الحدود، غداة تهديد دمشق باستخدام هذه الاسلحة في حال تعرضها لـ”عدوان خارجي”.

واعلن الجيش السوري الحر في بيان “نحن في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل نعلم تماما مواقع ومراكز تموضع هذه الاسلحة ومنشآتها ونكشف ايضا أن الاسد قام بنقل بعض هذه الاسلحة واجهزة الخلط للمكونات الكيماوية الى بعض المطارات الحدودية”.

واعتبرت القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل ان نظام الاسد يستغل التهديدات الإسرائيلية ويلوح بأسلحة الدمار الشامل “عن ارادة وقصد وبشكل مبكر لادارة الازمة الداخلية من خلال التازيم الاقليمي والردع الاستراتيجي”.

ولفتت الى ان “معلوماتنا تؤكد ان النظام منذ أشهر بعيدة قد بدا اعادة تحريك لهذه المخزونات من أسلحة الدمار الشامل للعمل على هذين التكتيكين بغرض إدارة الضغط الإقليمي والدولي والتخفيف منه”، لافتا الى ان ان الجيش الحر يتفهم “المخاوف الغربية أمام نظام مستهتر”.

واضاف البيان “اننا على علم بان هناك حراك قوي ضمن المؤسسة العسكرية للثورة باعادة دراسة الاستراتيجية الدفاعية ووضع اسلحة الدمار الشامل وبما يتفق مع القانون والاعراف الدولية”.

وكانت وزارة الخارجية السورية اعلنت الاثنين في بيان صادر عنها تلاه المتحدث باسمها جهاد مقدسي أمام الصحافيين واقر فيه للمرة الاولى بامتلاك سوريا لاسلحة كيميائية انه “لن يتم استخدام اي سلاح كيميائي او جرثومي ابدا خلال الازمة في سوريا مهما كانت التطورات الداخلية. هذه الاسلحة لن تستخدم الا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي”.

واشار مقدسي إلى أن “هذه الأسلحة على مختلف انواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وباشرافها المباشر”.

الا ان الخارجية ما لبثت ان وزعت بيانا جديدا على وسائل الاعلام ادخلت فيه تعديلات على البيان السابق. وجاء فيه “ان أي سلاح كيميائي او جرثومي لم ولن يتم استخدامه أبدا خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات في الداخل السوري، وان هذه الأسلحة على مختلف انواعها -ان وجدت- فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من القوات المسلحة السورية”.

وجاء الرد من واشنطن من البيت الابيض حيث حذر الرئيس باراك اوباما الاثنين نظام الاسد من ان استخدامه الاسلحة الكيميائية سيكون “خطأ مأسويا” سيحاسب عليه.

ومن جانبه، حذر رئيس المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين في انقرة من أن نظام الرئيس بشار الأسد قادر تماما على استخدام مخزونه من الاسلحة الكيميائية بعيد اقرار دمشق بامتلاكها، وفق ما نقلت عنه وكالة انباء الاناضول.

وقال عبد الباسط سيدا لصحافيين اثر لقائه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان “النظام الذي يقتل الأطفال ويغتصب النساء من السهل جدا أن يستخدم الأسلحة الكيماوية”، مناشدا المجتمع الدولي أن يتخذ التدابير اللازمة لمنع حدوث مثل هذا العمل الذي قد يقوم به النظام السوري.

اعدامات ميدانية في معركة السيطرة على دمشق بين القوات الحكومية والمعارضة

دمشق ترفض تنحي الاسد وتلوح بأسلحتها الكيماوية ضد التدخل الخارجي

بوتين يطرح خطة تسوية.. ويحذر من حرب اهلية طويلة الامد

دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر ـ ووكالات: ضاقت رقعة الاشتباكات في دمشق بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين الاثنين لتتركز في القدم (جنوب العاصمة) وكفرسوسة (غرب) بينما تتواصل عمليات القصف والاشتباكات في حلب وحمص خصوصا، ما ادى الى سقوط 52 قتيلا، في الوقت الذي ذكر فيه المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية السورية نفذت ‘اعدامات ميدانية’ في حق 23 شخصا في حيي المزة وبرزة في دمشق اللذين دخلتهما امس قوات النظام بعد ثلاثة ايام من المعارك العنيفة.

الى ذلك اكدت السلطات السورية أن أي سلاح كيماوي أوجرثومي لن يتم استخدامه أبداً خلال الأزمة الجارية في البلاد مهما كانت التطورات في الداخل السوري، وقال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي ان ‘هذه الأسلحة ـ إن وجدت ـ على مختلف أنواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر، ولن تستخدم أبداُ إلا في حال تعرضت البلاد لعدوان خارجي’.

وقال مقدسي انه سبق لوزارة الخارجية وأن أبلغت ذات مضمون وتفاصيل هذا الموقف إلى دول عبرت عن قلقها من موضوع وصول أسلحة غير تقليدية لأيدي طرف ثالث، وأن الوزارة حذرت من إمكانية تسليح الجماعات الإرهابية من الخارج بضوء الإفلاس المتزايد لضرب النظام السياسي في سورية بقنابل تكتيكية أو ألغام تحتوي مواد جرثومية تنفجر في إحدى القرى ثم يتم اتهام القوات السورية بذلك.

ورداً على سؤال لـ ‘القدس العربي’ حول ما صدر عن اجتماع اللجنة الوزارية العربية في الدوحة قال مقدسي ان دعوة الوزراء العرب للرئيس السوري بشار الاسد للتنحي هي ‘تدخل سافر’ في شؤون سورية.

وأضاف أن تغيير مهمة المبعوث الدولي الى سورية كوفي عنان امر ليس بيد الوزراء العرب. هي امنيات يطرحونها بهكذا اجتماعات عنوانها الكبير نفاق سياسي.’

وأضاف: أنه من حيث المبدأ البيان الذي يدعو للتنحي وما الى ذلك وسلطة انتقالية هو تدخل سافر بالشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة مثل الجمهورية العربية السورية وهي دولة مؤسسة لهذه الجامعة العربية. نأسف لانحدار الجامعة العربية لهذا المستوى اللا اخلاقي في التعاطي مع دولة مؤسسة لها عوضا عن ان تساعد سورية.. هم يؤزمون سورية اكثر واكثر.’

وابدت الجزائر الاثنين تحفظها عن دعوة جامعة الدول العربية للرئيس السوري بشار الاسد للتنحي عن الحكم، معتبرة ان مسألة تنحيه ‘امر سيادي للشعب السوري’، كما رفض العراق قرار الدوحة واعتبره تدخلا في الامور الداخلية لسورية.

وكان رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن جاسم ال ثاني قال في اجتماع لوزراء الخارجية العرب في الدوحة ليل الاحد ان مهمة عنان يجب ان تتحول الى نقل سلمي للسلطة.

واثارت تصريحات مقدسي قلق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وقال بان كي مون للصحافيين خلال زيارة لصربيا ‘إذا استخدم أحد في سورية أسلحة للدمار الشامل فسيكون ذلك أمرا يستحق الادانة’.

ومن جهتها حذرت الولايات المتحدة الاثنين النظام السوري حتى ‘من التفكير ولو لثانية واحدة’ باستخدام اسلحته الكيميائية، ردا على تصريحات مقدسي.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل ان على السوريين ‘الا يفكروا حتى ولو لثانية واحدة باستخدام الاسلحة الكيميائية’، واصفا هذا الاحتمال بانه ‘غير مقبول’.

واضاف ليتل ‘عندما يقوم مسؤولون سوريون بالتطرق امام الصحافيين الى الاسلحة الكيميائية فالامر يثير القلق’، مضيفا ‘نعارض بشدة اي تفكير قد يصل الى تبرير استخدام هذه الاسلحة من قبل النظام السوري’.

من جهته أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين عن خطة لتسوية سلمية للنزاع في سورية.

وقال بوتين في اجتماع مع’رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي في مدينة سوتشي الروسية ‘نعتقد’أن مسار العمل يجب أن يكون على النحو الأتي: إنهاء العنف وإجراء مفاوضات والبحث عن حل ووضع أساس دستوري لمجتمع المستقبل وعندئذ فقط يتم إجراء تغييرات هيكلية وليس العكس. المسلك الآخر لن يكون غير الفوضى’.

وقال إنه إذا ما تمت الإطاحة بالرئيس الحالي بشار الأسد من السلطة بطريقة غير دستورية ، فإن الحرب الأهلية في البلاد سوف تستمر إلى ما لا نهاية.

وأضاف الرئيس الروسي أنه لا يتعين تقرير مستقبل سورية ‘بنصر عسكري أو هزيمة أحد الأطراف ولكن من خلال المفاوضات على أساس الحل الوسط والاتفاقيات التي يتم التوصل إليها’.

وتابع ‘موقفنا معروف جيدا وهو أن الشيء الأول الذي يجب عمله هو ضمان وقف العنف من جانب الحكومة والمعارضة المسلحة والدخول في مفاوضات’.

ورقة الاسد الاخيرة

صحف عبرية

التوتر السوري الداخلي يدفع باتجاه التدخل الرسمي للدول الغربية خوفا على مصير الترسانة غير التقليدية لدى الاسد. فقد أفادت صحيفة ‘لو فيغارو’ الفرنسية أمس بأن رجال الوحدات الخاصة في الجيش الامريكي المرابطين في شمالي الاردن أجروا مؤخرا توغلات الى داخل اراضي الدولة للتأكد من ان مخزونات السلاح الكيماوي لدى سوريا لا تزال توجد تحت السيطرة.

وحسب هذا المصدر، فان الامريكيين لم يعودوا يكتفون بمتابعة الاقمار الصناعية والتكنولوجية لمخزونات السلاح، ولهذا فقد زادوا عدد الرجال المرابطين في الاردن بل وأقاموا مع الاردنيين وحدة مشتركة تعنى بتنسيق المعلومات الاستخبارية.

بشكل طبيعي، ليست الولايات المتحدة فقط هي التي تعرب عن قلقها على املاك الاسد العسكرية. فجيران سوريا، بمن فيهم اسرائيل وتركيا، يرون هم ايضا صور الاقمار الصناعية التي تعرض كل تغيير في انتشار القوات السورية حول المواقع المشبوهة كمخزونات للسلاح الكيماوي والبيولوجي لدى سوريا. ويعتبر هذا المخزون هو الأكبر في الشرق الاوسط وأحد أكبر المخزونات في العالم، ولكن للدولة ليس فقط مخزونات بل وايضا مواقع لانتاج وتطوير السلاح غير التقليدي.

وتُدير سوريا هذه المواقع من خلال ‘وكالة البحوث العلمية’، مثابة صناعة عسكرية تشكل دفيئة للتطوير. ويجري النشاط بتعاون وثيق مع ايران، وبمساعدة علمية وتكنولوجية من كوريا الشمالية.

الصور التي التقطتها الاقمار الصناعية في بداية العام 2009، من جانب المعهد الامريكي لشؤون الجيش، السلاح والأمن ‘جينز’، كشفت النقاب عن انه في منشأة في السفيرة بُني مصنع لانتاج المواد الكيماوية. وكان واضح للخبراء استنادا الى منظومات التهوية والتنقية الخاصة التي جُهزت بها أسطح المنشأة، بأنها معدة لانتاج مواد خطيرة. اضافة الى ذلك، فقد رفع السوريون مستوى قاعدة الصواريخ المجاورة التي يفترض ان تشكل قاعدة للتخزين والاطلاق للرؤوس المتفجرة الكيماوية.

وقضت معاهد بحث مختلفة في العالم بأن ترسانة السلاح غير التقليدية لدى سوريا تقوم أساسا على انتاج وتخزين مئات الأطنان من غاز الاعصاب من نوع ‘سارين’ و’VX’، الى جانب كميات صغيرة من غاز الخردل وتسيانيد، الذي استلمته سوريا على ما يبدو من العراق قبل سنوات عديدة. ويتم تخزين المواد بشكل عام في حاويتين منفصلتين دمجهما فقط يُسلح الرؤوس المتفجرة الكيماوية. وحسب التقديرات، فان المواد مخزنة في أقبية محصنة في معظمها ضد الهجمات الجوية وعلى مقربة من مواقع الصواريخ، المطارات واحيانا بطاريات المدفعية. المواقع الكبرى توجد قرب مدن حماة، حمص، السفير، اللاذقية ودمشق.

من اجل حمل الاسلحة الفتاكة تنكب سوريا في السنوات الاخيرة على تطوير سلسلة من صواريخ ارض ارض من طراز ‘سكاد دي’ القادرة على حمل رؤوس متفجرة كيماوية الى مدى يصل حتى 700 كم وبمدى دقة تبلغ نحو كيلومتر. وحسب التقديرات، فان صاروخا واحدا مزودا برأس متفجر كيماوي يمكنه ان ينثر مادة في مدى بضعة شوارع في مدينة اسرائيلية متوسطة. وأغلب الظن تُعد ايران وسوريا هذه الصواريخ لغرض شل فعالية مواقع استراتيجية في اسرائيل عند الحرب، على قاعدة طيران عسكري مثلا.

الهجوم الوقائي أم الانتظار؟

التخوف الذي تعرب عنه الآن اسرائيل ودول اخرى هو انه في غياب الأمل لدى الحكم السوري، يقوم الاسد بنقل ذخائر تتضمن صواريخ سكاد متطورة ورؤوس متفجرة كيماوية الى حزب الله. وقد أعلنت اسرائيل انه في حالة كهذه ستنظر في احباط عملية نقل الاسلحة التي من شأنها ان تعرض أمنها للخطر. والى جانب ذلك يحتمل ان تختار احدى الدول التي تتابع الوضع هجوما وقائيا حتى قبل ان تُنقل الاسلحة الحساسة من مكانها.

وعُلم هذا الشهر بأن أحد الخيارات التي طُرحت في الولايات المتحدة هو السيطرة على مخزونات السلاح الكيماوي بالتعاون مع قوات اردنية خاصة. اضافة الى ذلك، قبل بضعة ايام أفادت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ بأن ‘محافل في البنتاغون بحثت مع محافل أمن اسرائيلية في امكانية ان تُبيد اسرائيل منشآت السلاح الكيماوي في سوريا’. وفي نفس اليوم عُلم برفع مستوى التأهب جزئيا في الجيش الاسرائيلي، وأجرى وزير الدفاع اهود باراك مقابلة مع قناتين تلفزيونيتين قال فيهما: ‘اسرائيل لن تسمح بتسريب سلاح كيماوي وصواريخ لحزب الله’.

ولكن هل الهجوم على منشآت تخزين السلاح الكيماوي والبيولوجي لدى سوريا ممكن على الاطلاق؟ برأي خبراء في هذا الشأن، الجواب ايجابي، بل وهو لا ينطوي على ضرر كبير. وحسب د. ديفيد فريدمان، الخبير في انتشار السلاح البيولوجي والكيماوي من معهد الامن القومي، فانه لا قيد عملياتي على الهجوم على منشآت كيماوية خوفا من تلوث محتمل للهواء. من يهاجم منشآت من هذا النوع، كما شرح يقول، سيرغب على ما يبدو في ان يضرب كل سلسلة انتاج السلاح ابتداءا من مرحلة الانتاج وحتى مرحلة التخزين. مثل هذا الهجوم لن يؤدي بالضرورة الى تلوث الهواء والاضرار بالبلدات البعيدة، وذلك لأن معظم المادة التي ستتضرر بالنار والحرارة ستحترق وستتبدد بسرعة.

رونين سولومون وجدعون كوتس

معاريف – 23/7/2012

خطط لرسم حدود الدولة العلوية وانهيار النظام كارثة لايران وفرحة للسعودية وراحة لاسرائيل على روسيا تحمل مسؤوليتها بحماية الاسلحة الكيماوية ومنع سورية من الانهيار

مجزرة في كل حي من حمص وكل لاجىء يحمل معه قصصا عن جرائم الشبيحة وقتل الاطفال

لندن ـ ‘القدس العربي’: نتنياهو قد يمتلك ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية، القوات النظامية تحكم سيطرتها على احياء في دمشق، والعنف مستمر لم يتوقف، هذه القصة اليومية عن سورية، والعامل الاهم فيها ان شهر تموز (يوليو) الجاري هو اكثر الشهور دموية حيث قتل فيه 2500 مما يرفع، عدد قتلى الثورة السورية الى اكثر من 19 الفا منذ اندلاعها قبل ستة اشهر.

ففي الوقت الذي تقول فيه صحيفة ‘ديلي تلغراف’ ان قوات الاسد قد احكمت سيطرتها على احياء دمشق الا ان العنف مستمر في دمشق ومدينة حلب الثانية التي لو خسرها الاسد فان حكمه قد انتهى فعليا.

وتقول الصحيفة ان العملية المضادة التي قام بها الجيش السوري انهت احلام الجيش الحر بالسيطرة على العاصمة. مشيرة الى ان المقاتلين السوريين ولاسبوع كامل قاتلوا بشراسة لـ ‘تحرير’ العاصمة حيث ارتفعت معنوياتهم بالعملية التي قتلت ثلاثة من رؤوس النظام المهمة للرئيس يوم الاربعاء الماضي.

وتقول الصحيفة ان الاسد استعاد تنظيم قواته، حيث شن هجوما مضادا كشف فيه عن سوء تسليح المعارضة وضعفها. ولكن الصحيفة تقول ان الاسد سحب قوات من مدينة حلب التي يقول المقاتلون انهم يعملون على تحريرها الآن، من اجل الدفاع عن دمشق.

وتعطي الاحداث صورة ان كل طرف في النزاع يزعم تقدما في المعركة على سورية، ولهذا اشارت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ التي قالت ان التلفزيون السوري عرض صورة لقطات عن عودة الحياة العادية في حي الميدان وصورت الجيش وكأنه يربح المعركة على كل الجبهات، فيما يدفع المقاتلون في حلب من اجل تحريرها، واشارت الى صور فيديو وضعتها المعارضة على يوتيوب وتظهر رتلا من الدبابات وهو يدخل احياء حلب، حيث رش الجنود البيوت التي كانوا يمرون بها.

الترسانة الكيماوية

ويلحظ في كل التغطيات الغربية للنزاع في الاونة الاخيرة التركيز على ضرورة حماية وتأمين السلاح الكيماوي الذي تملكه سورية وسط دعوة من الادارة الامريكية لاسرائيل بضبط النفس، وعدم التسرع والقيام بعملية لتدمير الترسانة الكيماوية. وفي هذا السياق ركزت صحيفة ‘اندبندنت’ على تصريحات ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي الذي تحدث فيها عن معلومات استخباراتية تؤكد حصول حزب الله على نظام اسلحة متقدمة، وقال ان اسرائيل لن تقف مكتوفة الايدي امام نقل هذه الاسلحة من سورية الى الحزب. وتأتي تصريحات باراك في ضوء دراسة اسرائيل للوضع في سورية، فهي ترى ان هناك خيارات ثلاثة يمكن فيها ان تقع الترسانة في يد حزب الله او جماعات متطرفة مثل القاعدة او كحل اخير ويائس ان تقوم الحكومة السورية باطلاقها على اسرائيل.

مسؤولية روسيا

وخصصت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ افتتاحيتها لموضوع الترسانة السورية حيث طالبت روسيا الداعم الرئيسي للاسد العمل على حماية الترسانة السورية، وجاء فيها انه في الوقت الذي اصبحت فيه خطة كوفي عنان قطعا ممزقة، ويقاتل كل طرف المعركة حتى النهاية تعيش سورية حربا اهلية تثير قلق القوى الدولية المنخرط بعضها في الحرب، حيث لا تزال روسيا وايران تقدمان الدعم للنظام فيما توفر قطر والسعودية وتركيا الدعم المالي والعسكرية واللوجيستي للمتمردين، فيما تقوم دول اخرى بتشديد العقوبات على الاقتصاد السوري المتداعي.

وتشير الى القلق المتزايد بين كل الاطراف من تفكك سورية الذي قد يؤدي الى وقوع ترسانتها الكيماوية في يد الجماعات الارهابية سواء لحزب الله الداعم للنظام في سورية او لجماعات ارهابية مثل القاعدة. وتضيف ان المسؤولين الامريكيين والاسرائيليين يعتقدون ان الاسد لا يزال يسيطر على الاسلحة والتي تضم غاز الخردل والاعصاب، لكن مخاوفهم زادت بعد التفجير في مقر قيادة الجيش مما يقترح ان السلطة بدأت تتسرب من يد الرئيس. وتتساءل عن الطريقة التي يتم فيها احتواء التهديد المتمثل بوقوع الاسلحة في اليد الخطأ. وتشير الى ان اسرائيل تدرس امكانية غزو سورية لتأمين الترسانة لكنها تخشى من هجوم صاروخي من حزب الله، ومن جهة اخرى فقد عززت امريكا وجودها في الخليج العربي كي تمنع ايران من القيام باية مغامرة عسكرية باغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي لمرور النفط للاسواق العالمية.

وتنهي بالقول ان الرابطة المفقودة في هذا النقاش هي روسيا التي ساعدت سورية في ثمانينات القرن الماضي على تطوير ترسانتها، مذكرة ان روسيا التي تواجه نفسها حركات تمرد اسلامي في جمهوريات القوقاز لها لا تريد ان تقع هذه الاسلحة في يد المتطرفين. وتختم بالقول ان فاعلية التدخل العسكري قليلة الآن، فاستمرار العناد الروسي والتصويت الدائم ضد قرارات مجلس الامن، سيضع على كاهل الكرملين مسؤولية ثقيلة لمنع تفكك سورية.

دمار ايران

وعن الاثار الاقليمية التي سيتركها رحيل الاسد وانهيار حكم العائلة كتب مالكوم ريفكيند، وزير الخارجية والدفاع البريطاني السابق في ‘التايمز’ قائلا ان اكثر شخص قلق في العالم على ما يحدث في سورية هو المرشد الاعلى للثورة الاسلامية، اية الله علي خامنئي. ويشير ريفكيند ان الاثار الكارثية على ايران ليس مبالغا فيها، لان ايران وسورية حليفان قديمان وحدتهما الاهداف المشتركة والمصالح ضد امريكا واسرائيل. ويقول ان العلاقة لم تكن حلفا بين طرفين بل كانت تمثل بالنسبة للايرانيين جزءا من استراتيجية ناجحة، للتأثير على منطقة شمال العالم العربي الممتدة على ساحل المتوسط. ويقول ريفكيند ان اهم عدو لايران هم السعوديون الذين اقسموا على منع ايران من التمدد في مناطق سيطرتهم التقليدية، وتعتمد السعودية في هذا التصميم على دعم كامل من قطر والامارات، حيث ترى السعودية وحلفاؤها ان انهيار نظام الاسد سيكون كارثة على ايران. ومع انه لا يمكن لاحد التكهن حول طبيعة النظام الذي سيخلف الاسد، علماني، اسلامي او تحالف بينهما لكن الشيء الوحيد الواضح هو ان قوة العلويين ستنكسر وسيعود السنة لحكم البلاد. وسيتعامل النظام الجديد مع ايران كعدو ساعد الاسد على ذبح شعبه، وستتم معاقبة روسيا لكن النظام الجديد سيرغب لاحقا باقامة علاقات قوية مع موسكو حتى لا يظهر بمظهر من يعتمد على الغرب. وبالمحصلة هزيمة ايران تعني عزلة حزب الله وابتهاجا سعوديا وارتياحا اسرائيليا. ولن تحزن تركيا على انهيار النظام السوري، فقد كان عليها ان تستوعب مئات الالاف من اللاجئين اضافة لمراقبتها للاكراد في سورية. كما ان سقوط الاسد لن يكون ضربة لمصالح ايران الاقليمية بل سيترك اثارا على مشروعها النووي. وينهي ريفكيند اننا نشهد تغيرا تاريخيا في ميزان القوة في المنطقة.

سيناريو التقسيم يتردد دائما في التعليقات الصحافية الغربية حيث تقترح كل هذه التحليلات ولادة دولة علوية ودرزية من انقاض النظام في دمشق. وقد تناول روبرت فيسك الموضوع من زاوية مختلفة، حيث قال ان الهجوم على مقر قيادة الامن القومي الاسبوع الماضي وان كانت مدمرة للنظام الا ان اندلاع المعارك في مدينة حلب اهم، فهي عاصمة الثروة واكثر ثراء من دمشق ووصول الثورة اليها تضرب عصب الحلف بين تجار المدينة السنة والحكام العلويين وفي حالة انهيار هذا الحلف فالاسد يواجه معضلة كبيرة. ويقول فيسك ان اهمية حلب لا تنبع من ثروتها فقط بل من سبب اخر، فهي ليست مهد الزراعة في التاريخ فقط بل يوجد فيها اهم مركز بحثي للعلوم الزراعية في العالم ‘ايكاردا’ حيث تسهم ابحاثه في زيادة الانتاج الزراعي في اسيا وافريقيا وتسهم في دعم ابحاثه دول من مثل كندا وبريطانيا والمانيا وهولندا والولايات المتحدة والبنك الدولي ويعمل فيه 500 خبير. وقد تعرضت محطته الرئيسية في تل هاديا التي لا تبعد سوى عشرين ميلا عن حلب الى هجوم من مجموعات المسلحين حيث سطوا عليها واخذوا منه عربات والالات زراعية واجهزة كمبيوتر، ومن حسن الحظ ان بنك الجينات الزراعية للمركز توجد منها عينات مستنسخة محفوظة في الخارج. ومع ان الجيش السوري قام بنقل نقاط التفتيش قريبا من المركز. ويقول انه مع توسع مجال الحرب ظهرت اشكال من عمليات يقوم بها حزب البعث بتدمير قرى سنية قريبة من مناطق العلويين ‘علويستان’ في السهل الزراعي القريب من حماة والواقع تحت جبال العلويين. واشار الى العملية التي تم فيها قصف بالمروحيات بلدة الحوش السنية التي لا يزيد عدد سكانها عن 7 الاف مزارع وقرى اخرى مما ادى الى تشريدهم، ولا يوجد في هذه القرى مقاتلون لكن هنا شكا متزايدا، كما يقول، ان هذه سياسة مقصودة من حزب البعث لتهيئة الاجواء للتقسيم حالة سقوط دمشق. ويقول ان هذه القرى تقع على نفس الخط الذي رسمته القوات الفرنسية عندما انشأت دولة العلويين في العشرينات من القرن الماضي. ويقول ان الشكوك ايضا تشير الى ان مذبحة الحولة في ايار (مايو) الماضي كانت ردا على محاولة تسميم آصف شوكت، نائب وزير الدفاع حيث قتلا معا في الاسبوع الماضي. ويتحدث فيسك عن عامل آخر، في جبال حوران التي يقطن فيه الدروز، حيث سجلت عمليات اختطاف خطيرة لم تحل الا بعد اتصالات من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مع عدد من القيادات الدرزية في سورية. ويتحدث فيسك عن علاقة جنبلاط المضطربة مع الاسد والذي اصدر منذ الازمة سلسلة من التصريحات المعادية في دمشق، ودعا في الاسبوع الماضي الدروز والعلويين لدعم الثورة، بل وهاجم حلفاءه الروس حيث وصف موقفهم بانه غير مقبول اخلاقيا وسياسيا. ولم يكن جنبلاط يتحدث بدون سبب فقد قتل ثلاثة من الدروز في الثورة. ويدعو جنبلاط الآن العلويين الانضمام للثورة والتأكيد على انهم سوريون اولا وعلويون ثانيا. وان تحقق هذا فالاسد قد انتهى ويختم بالقول ان الارقام عن العاطلين عن العمل تظهر ان 58 بالمئة من الشباب تحت عمر 24 عاما عاطلون عن العمل بنسبة اكبر من مصر، وماذا يفعلون الآن ـ انضموا للثورة كما يقول.

قصص المجازر

في تقرير كتبه مراسل صحيفة ‘التايمز’ من على الحدود الاردنية للاجئين فروا من قرى في محافظة درعا بعد ان دخلها الشبيحة في خمس حافلات وجمعوا النساء والاطفال في ساحة قرية منها ونادوا بالمكبر قائلين انهم سيقتلون الاطفال ان لم يسلموا المقاتلين.

ونقلت عن شادي الحريري، طالب جامعي انه كان مع عمته وابنيها عمر 16 عاما وشادي خمسة اعوام حيث امسك الشبيحة بابنيها وقالوا اي منهما تريدين ان نقتل ولم تكن قادرة على الاجابة فقتلوا الاكبر حيث فقدت الوعي. ويقول التقرير ان مثل كل اللاجئين على الحدود مع الاردن او تركيا او لبنان يحمل الخارجون من سورية قصصا عن القتل والذبح ولعل ابشع القصص تلك التي حملها معهم لاجئون من حمص، حيث قالوا ان كل حي في احيائها شهد مجزرة. ونقلت عن خالد عامل البناء قوله ان الجنود امسكوا اربع نساء من المدينة واخذوهن لاعلى بناية وعروهن من ملابسهن قبل رميهن، وقال ان جثثهن بقيت في الطريق قبل ان ينجح مقاتلو الجيش الحر باجبار القناصة على الانسحاب. ويقول ان حيا من الاحياء التي يتواجد فيها المقاتلون شهد اعتقال 240 شخصا قيدوا واطلق عليهم الرصاص. ويضيف ان نقاط التفتيش التي اقامها الجيش في الاحياء بدأت بعد الحادث باعتقال اي شخص تظهر هويته انه من سكان بابا عمرو. وينقل التقرير قصصا عن امرأة نسيت ابنها الصغير وهي تحاول الهرب للاردن، وتم العثور على ابنها من قبل الثوار.

‘الخوف من التنفس’ تتطرق لأكثر القضايا حساسية: حكايات مروعة عن الانتفاضة السورية في عرض مسرحي بلندن

لندن – (رويترز) – شهادات حية مباشرة عن أحداث مروعة من الانتفاضة السورية هي أساس الحوار في مسرحية جديدة افتتحت في لندن الأسبوع الماضي.

واستنادا إلى مئات الساعات من المقابلات التي أجراها المخرج زوي لافرتي (26 عاما) وصحفيان بريطانيان تغرق مسرحية ‘الخوف من التنفس’ الجمهور في الحياة اليومية للسوريين الذين يواجهون قمعا خلال الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من 16 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد.

وقال لافرتي لرويترز ‘الناس مليون صنف والمسرح يتيح جمعهم معا. هذه المسرحية تتيح لجمهور غربي التواصل مع ما يجري.’

وتتابع المسرحية تجارب سوريين شاركوا في الانتفاضة التي أسفرت عن سقوط 17 ألف قتيل طبقا لأرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في الخلفية يظهر عدد محدود من الملصقات الممزقة للرئيس السوري وسط الظلام وتومض عبارات على الشاشات تقول ‘القصص حقيقية.. الشخصيات واقعية. الكلمات هي طبق الأصل الكلمات الحقيقية.’

ويظهر قتابة الطالب والنشط أثناء تعذيبه وضربه في السجن لحمله شرائط فيديو تدعم الانتفاضة ضد حكم الأسد.

ويتحدث محمد وهو جندي سني عن التمييز الذي يلاقيه في جيش الأسد الذي يهيمن العلويون على قياداته وعن المدنيين الذين رآهم وهم يقتلون في الاحتجاجات السلمية.

وقال لافرتي ‘بالطبع المسألة صعبة لكن هناك متعة. هناك ضحكات ونكات ولحظات مثيرة وإيجابية.’

وأضاف ‘أحد الشخصيات يبدأ معنا حديثه بشرح مدى حبه لمانشستر يونايتد (نادي كرة القدم البريطاني) وينتهي بالحديث عن تعرض منزله للقصف.’

وأدى الحظر الذي تفرضه الحكومة السورية على الصحفيين الأجانب إلى جعل لافرتي وكذلك روث شيرلوك من ديلي تليجراف وبول وود من هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) وكلاهما الآن مراسل للشأن السوري يجوبون البلاد سرا طوال سبعة أسابيع أمضوها في جمع المادة اللازمة للمسرحية.

وللمسرحية وقع خاص الآن في الوقت الذي تشهد فيه العاصمة السورية دمشق قتالا عنيفا للمرة الأولى منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار عام 2011 مما أثار تكهنات بأن سيطرة الحكومة على البلاد تتراجع أسرع مما كان متوقعا.

وتقدم المسرحية وجهة نظر ثورية بدرجة كبيرة وتتطرق بعض القصص إلى أكثر القضايا حساسية في الانتفاضة السورية وهي البعد الطائفي.

وقال وود الذي يعمل مع البي.بي.سي ‘هذه المسألة موجودة دائما في الخلفية في سوريا لكن في مواجهة كاميرا التلفزيون أو حتى شخص يكتب في كراسة.. فإن الناس لا يريدون التحدث عنها مباشرة. وإذا فعلوا ذلك فإنهم يقولون ما يشعرون أنهم يجب أن يقولونه للأجانب.’

وأضاف ‘لهذا السبب فإن هذه المحادثات التلقائية التي كانت تجري في وقت متأخر من الليل قيمة للغاية.. كان المسجل يوضع على الأرض وسط المجموعة لكن سرعان ما كان يتم نسيانه.

‘بعد فترة وبينما كان الحديث يدور يبدأ الناس يقولون حقا ما يعتقدونه.’

ويشمل العرض مقابلات وقصصا ولقطات مصورة وسيستمر حتى 11 أغسطس آب في مسرح فينسباره بغرب لندن.

مسرح لجنون الطائفية والتطرف

محمد صالح, ليلى عواد

حمص | حمص التي تحتل المرتبة الأولى في سوريا من حيث المساحة، تحولت إلى أكبر مسرح لعرض الطائفية والتطرف برعاية أطراف الصراع كافة؛ النظام السوري، جوقة المستفيدين من الأزمة الحاليّة من أصحاب التوجهات الدينية المتطرفة وتجار الحروب. تلك المدينة، التي تعايش سكانها لآلاف السنين، كانت شرارة الطائفية فيها نقطة فاصلة للمستقبل غير المشرق والذي لا يمكن التفاؤل مطلقاً به. وعلى الرغم من التحليلات والمحاولة لتطبيق شعار «الشعب السوري واحد»، إلا أن انعكاس صورة الواقع تسحق ما يردد. ويرافق ذاك الانعكاس بعض الشعارات الطائفية بامتياز، برعاية دعاة الحقد والمتطرفين دينياً بشكل عام. وهو ما يطرح تساؤلاً عن استمرارية ردات الفعل الآنية وتحولها لمنهج واقع في ظل التوتر الشديد الذي يسيطر على المنطقة.

عند الغوص في تفاصيل بحر الدماء الحمصي، لا يتردد أهالي مدينة العاصي في شرح التقسيم الجغرافي وتوّزع الأحياء العلوية والسنية والمسيحية في حمص. أحياء الزهراء والنزهة تحتل المراكز الأولى للوجود العلوي، وتأتي بعدها المهاجرين وحي الأرمن ذات الطابع المختلط. وتفرد حيي بستان الديوان ووادي المسيحية بمسيحيي حمص، والوعر والقصور وحي الحميدية التي تعتبر اليوم من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان، مقابل باب السباع وبابا عمرو والخالدية ودير بعلبة ذات الطابع السني، والتي أصبحت تخلو من سكانها المهجرين قسراً إلى باقي المحافظات بفعل العمليات العسكرية، والمقتصرة على وجود المسلحين ممن يسمون أنفسهم الجيش الحرّ، لتخرج بنتيجة مفادها أن حمص باتت مقسمة إلى قسمين. قسم مدمّر تماماً وتسمى مناطق منكوبة، وقسم تعم فيه الحياة وشبه استقرار دائم، وأسواقه لا تخلو من جميع متطلبات الحياة.

وتتراكم قصص التمييز لتمتزج بطابع الهوية الدينية لقاطني الأحياء. فتكبر كرة الثلج من دون أن يستطيع أحد إيقافها وتعزز الحقد الطائفي على المدى البعيد ليصل إلى مرحلة يعجز فيها ابن حي عكرمة عن المرور بمنطقة كالوعر لأنه سيصبح صيداً سهلاً لرصاص المسلحين، فيما بات لدى آخرين حلم وحيد يتجسد في إبادة أبناء المنطقة الأخرى، والسبب طبعاً الطائفية.

وعند الانتقال إلى المشاكل، لا بل الأزمات المحوريّة، من قتل وتمثيل بالجثث واختطاف، فإن وقوف النظام في حالات كثيرة مكتوف الأيدي على ما يسميها تجاوزات وأخطاء أمنية قد زاد الطين بلّة. فبعد ارتكاب المجازر وازدياد الاحتقان الطائفي ووصوله إلى الذروة، لم يكن هناك أحياناً تصريح إدانة من الحكومة السورية. وهو ما فسره الكثيرون في حمص كأنه بطريقة غير مباشرة تأييد لهذه الأعمال الإجرامية. في المقابل، بدا الصوت المعارض والمنتقد للهجوم الطائفي باهتاً للغاية. وفي بعض الأحيان بدا محرضاً على التعنت الديني بدل تهدئته.

الأغلبية السنية المعارضة زاد إصرارها على تصفية النظام والذهاب في تطرفها إلى الأقصى. ويرفض الجرحى غالباً العفو ويصرون على القتل والانتقام بلغة لا تخلو من الغضب الطائفي. ولا يتردد كثيرون في الاحتفاء برموز السلفية والتطرف، وصولاً إلى الهتاف بأسمائهم في تظاهرات كثيرة، معتبرين أن الشارع الآخر هو من ارتكب عشرات المجازر في كرم الزيتون والخالدية والحولة وغيرها بدافع القتل الطائفي. في المقابل، لم يعد الطرف الآخر يحتمل جنون الطائفية الذي يضرب بين السوريين. وأخذت ميليشيات عديدة تتشكل بين أبنائه بهدف الخطف والمبادلة واقتحام الأحياء المعارضة، معتبرين بدورهم أن دعوات الجهاد التي تخرج في أحياء المعارضين وحالات القتل التي استهدفت شخصيات مدنية وعسكرية وأكاديمية من صفوفهم، لم تكن إلا بتحريض من شيوخ تدعو إلى الإبادة على أساس طائفي وبدعم من شخصيات دينية متطرفة لا يترددون هم أنفسهم في متابعتها لمعرفة حقيقة الشارع المقابل وفق قولهم. مع كل ما يجري، لا تغيب أصوات العقل في حمص. فقد تمكن ناشطون من السنة والعلويين من إعادة البعض إلى المنطقة الرمادية على الأقل وتهدئة النفوس ومحاولة إقناع الشارع بأن ما حدث هو كمين طائفي ربما أكثر رهبة من رعب المجزرة، في وقت تجهد فيه الماكينة الإعلامية لكل من النظام وبعض الجهات المعارضة للترويج للعصابات المسلحة الآتية لإبادة طائفة معينة. لكن ذلك لم يمنع بعض الناشطين من تبرير تصرفات ما يسمى الجيش الحر في ضرب قذائف هاون على القرى العلوية بالقول إنها ردات أفعال يُقصد منها الترهيب والرد ولو بجزء بسيط عن ممارسات النظام الوحشية. ومع تراجع عمليات الخطف، والتي كادت تؤدي إلى ضعفي المأساة التي تشهدها حمص حالياً، إلا أن الوضع لم يتحسن كثيراً. الطرفان لن يهدآ إلا بحل جذري للأزمة. السنة أصحاب الأغلبية المعارضة يرونه يتمثل في سقوط النظام وحل الأجهزة الأمنية. ويراه الطرف الآخر بالقضاء على العصابات المسلحة التي جرت البلاد إلى ما هي عليه اليوم.

اختفاء إيطاليين في سوريا

أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية، أمس، أنّ إيطاليا لم يعد لديها أنباء عن اثنين من رعاياها أوقفتهما الشرطة السورية يوم الجمعة. وصرح المتحدث بأن الرجلين يعملان لشركة تعمل لحساب مجموعة «انسالدو»، وأوقفتهما السلطات المحلية عندما كانا يستعدان لمغاردة البلاد. وتابع «بما أنه لم يعد لإيطاليا سفارة في دمشق، نعمل مع سفارتنا في بيروت لنقلهما الى إيطاليا في أسرع وقت ممكن». وقال «في الأوضاع الحالية التي تشهدها سوريا، نعمل بصعوبة»، وبحسب صحيفة «ال سيكولو 19» يعمل الإيطاليان في بناء محطة لتوليد الكهرباء في دير علي، لحساب شركة وطنية سورية.

(أ ف ب)

تونس تبرر قتل العسكريين السوريين

قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية عدنان منصر، خلال مؤتمر صحافي، إنه «يجب التفريق بين استهداف المدنيين السوريين وغيرهم من القادة العسكريين». وأوضح أن «كل عمل يستهدف مدنيين بطريقة عنيفة هو عمل مدان»، لكنه اعتبر في المقابل أنه «يجب التفريق بين العمل الذي يستهدف قادة اعتبَرَهم جزء كبير من الشعب السوري منظمي عمليات إبادة ضد السوريين، وبين استهداف مدنيين عاديين». وبدا منصر كأنه يؤيد تفجير مقر الأمن القومي السوري، ويُعتبر هذا الموقف الأول من نوعه لمسؤول تونسي رفيع. وكان الرئيس التونسي المؤقت، المنصف المرزوقي، قد دعا أكثر من مرّة إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد.

(يو بي آي)

«إيروفلوت» الروسية توقف رحلاتها إلى دمشق

قررت شركة «إيروفلوت» الروسية للطيران وقف رحلاتها بين موسكو ودمشق الشهر المقبل. وقال مسؤول في المكتب الصحافي بالشركة «اعتباراً من السادس من آب، سنوقف الرحلات إلى دمشق بسبب ضعف الإقبال». وتقوم الشركة بتسيير رحلتين من موسكو ورحلتين من دمشق أسبوعياً.

(رويترز)

معركة حمص تحدّد وجهة الأزمة

منذ انضمام حمص، أكثر المناطق السورية تنوعاً مذهبياً، إلى الاحتجاجات الشعبية في سوريا، تبدلت أحوال المدينة. طالت أشهر الأزمة وتشعبت معها العوامل. متظاهرون سلميون، مسلحون، قوات الأمن الجيش والشبيحة ومعارك مشتعلة لا تهدأ حوّلت بعض الأحياء إلى مجرد ركام. وفيما المعارك مستمرة، بات من شبه المؤكد أن معركة حمص ستحدد أي منحى سياسي ستذهب المقاربة الدولية للأزمة السورية، وأي مضمون اجتماعي سيأخذه الصراع داخل سوريا، وخصوصاً أن البعض يرى أنه بات يتوقف على مجرى الأمور في المدينة ضمان بقاء الأراضي السورية موحدة أو العكس

ناصر شرارة

يتحصن داخل حيّي الخالدية وأبو الدريب في مدينة حمص نحو خمسمئة مقاتل، وفي مقابلهما توجد أحياء يقطنها علويون. وترتفع بين هذه الأحياء خطوط تماس بات لها طابع مذهبي. منذ عدة أيام، تدير وزارة المصالحة الوطنية مفاوضات مع أهالي المقاتلين الخمسمئة، الذين ابتعدوا عن مسرح الاشتباكات في مدينتهم، وباتوا يقيمون كمهجرين في أماكن أكثر أماناً.

الدولة تطلب منهم إقناع أبنائهم داخل حيّي الخالدية والدريب بتسليم سلاحهم، مقابل ضمانة بألا تجري مساءلتهم أمنياً، لكن من غير المحتمل أن تؤدي هذه المحاولات إلى نتائج فورية. المسلحون داخل حمص يوجد بينهم «غرباء» من جنسيات عربية وآسيوية، وهؤلاء لديهم أسبابهم لإبقاء المواجهة مفتوحة. كذلك فإن موقع حمص في الأزمة السورية هو أبعد أثراً من مجرد التفاوض مع مسلحين لقاء ضمانات شخصية لهم. من وجهة نظر أميركية، فإن حمص، داخل الأزمة السورية، تشبه منطقة وسط بيروت خلال أحداث الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت في عام ١٩٧٥. فلقد قاد تدمير وسط بيروت التجاري خلال المشهد الأول من أحداث الحرب اللبنانية إلى تحديد وجهتها لسنوات طويلة قادمة، بوصفها حرباً طائفية، رسمت بين جزءي العاصمة الغربي المسلم والشرقي المسيحي تماساً طائفياً ملتهباً، محمياً من معادلات دولية وإقليمية.

واليوم ينظر إلى حمص بوصفها المدينة التي يؤدي القتال فيها إلى تفكيك النسيج الاجتماعي والوطني السوري على أساس مذهبي. ثمة مؤشرات تؤكد أن هوية الأزمة السورية، لجهة ماهيتها الداخلية، يجري إنتاجها داخل ما يحدث وسيحدث في حمص. عدد المهجرين داخل سوريا يبلغ اليوم مليوني مهجر، نصفهم من حمص وحدها. وانقسمت هجرة أهالي حمص على نحو مذهبي. فالمهجرون السنّة من أبناء المدينة قصدوا مناطق حماة وحلب، والعلويون تراجعوا باتجاه اللاذقية ودمشق.

لا يزال حتى اللحظة هناك إمكان لتجنّب تدمير اللحمة الوطنية السورية انطلاقاً من مدينة حمص التي تعتبر الأكثر اختلاطاً طائفياً من جميع مدن سوريا، بعد دمشق، وربما قبلها لناحية الميزات الاجتماعية والسياسية المهمة التي يرمز إليها اختلاطها. ويتوقف على الكيفية التي سيعالج بها العصيان الأمني داخلها تحديد مستقبل وحدة الأراضي السورية، ومستقبل إمكانية إعادة شد لحمتها الاجتماعية الوطنية.

موقع حمص في الهجوم الكبير

في متن تقرير صادر عن مركز أميركي قريب من البنتاغون حول سوريا، يركز التقرير على فكرة أساسية، وهي أنه تبعاً لنتائج «الهجوم الكبير» _ حسب تسميته _ الذي يشنه الجيش السوري منذ حوالى ثلاثة أسابيع، يتوقف ضمان بقاء الأراضي السورية موحدة أو العكس. وبحسب التقرير، فإن من شأن نجاح الهجوم في السيطرة على كل الأراضي السورية، أن يؤكد مركزية نظام الرئيس السوري بشار الأسد على كل البلد. أما إذا فشل، فإن الجيش السوري النظامي سيضطر إلى التراجع والاحتشاد في مناطق الساحل السوري ودمشق، بهدف حماية سلطة النظام في تلك المنطقة، وسيعني هذا أن سوريا ستدخل واقعياً مرحلة التقسيم إلى جزءين؛ جزء يسيطر عليه النظام، وجزء آخر تسيطر عليه أطياف المعارضة المسلحة، وهو باقي الأراضي السورية.

وعلى هذا، فإن معركة حمص ضمن استراتيجية الهجوم الكبير، لها هدفان: الأول ضمان السيطرة على المدينة وريفها، لأن ذلك يمنح الجيش «زمام مبادرة الهجوم»، بحيث ينطلق منها باتجاه المحافظات المتفلتة الأخرى، وبينها حماة، والمحافظات المتاخمة للحدود التركية والأردنية وغيرها. ولكن ضمن هذه الخطة، توجد اعتبارات على صلة بالتحسب للوضع الاستراتيجي للنظام في حال فشل الهجوم. ولذلك يخوض النظام معركة حمص وفق سلة أهداف: كخطوة أولى، السيطرة على خط حمص الواصل بين اللاذقية ودمشق. وكخطوة تالية، يجري التمهل بالحسم داخل المدينة، أخذاً في الاعتبار أن رمزية المدينة كمساحة للاختلاط المذهبي، تجعل من طريقة معالجة العصيان فيها محل مؤشر على إمكانية استمرار التعايش الطائفي في سوريا مستقبلاً من عدمه. ولهذا فإن التعامل مع حيّي الخالدية وأبو الدريب يجري حالياً بأسلوب «جزرة» التفاوض التي تقدمها وزارة المصالحة، و«العصا» التي يرفعها الجيش. وتجدر الملاحظة، في هذا السياق، أن النظرة الروسية تشترك في الجوهر مع النظرة الأميركية، لجهة أن معركة حمص ستحدد في أي منحى سياسي ستذهب المقاربة الدولية للأزمة السورية، وأي مضمون اجتماعي سيأخذه الصراع داخل سوريا. فالروس يشبّهون حمص بغروزني عاصمة الشيشان التي دست فيها الاستخبارات الأميركية، في بدايات تسعينيات القرن الماضي، مجموعات إسلامية متطرفة قامت بضرب خط الأنبوب الروسي الذي يأخذ النفط إلى شواطئ البحر الاسود، ما قاد الروس عام ١٩٩٤ إلى شن حملة عسكرية على المدينة بهدف تدميرها وتصفية المسلحين الإسلاميين فيها، وتهجير بيئتهم الشعبية الحاضنة، وتأمين طريق مرور النفط الاستراتيجي. طريق حمص الواصل بين اللاذقية ودمشق، هو شيء من معنى غروزني، ليس فقط لأن حمص هي خزان لمليونين ونصف مليون متر مكعب من الغاز، بل لأن السيطرة عليها، وطريقة هذه السيطرة، يمثّلان «ضمانة» لئلا يؤدي فشل الهجوم الكبير إلى إسقاط النظام، أو أن يؤدي نجاحه إلى إعادة لحمة الأرض والشعب السوري انطلاقاً منها.

ويعتقد النظام أن شكل الحسم الذي يجب اتباعه داخل المدينة تحدده نتائج الهجوم الكبير، فنجاحه سيقود مهجريها إلى العودة إليها، ما يحمي وحدة النسيج المذهبي والطائفي في سوريا، أما فشله فسيؤدي الى جعل «الديموغرافيا الحمصانية» المهاجرة لمناطق خارج قبضة النظام، تشكل مصدر جذب لمن تبقى من سنّة حمص داخل المدينة. وهذا يقود إلى نوع من الفرز المذهبي الديموغرافي الحاد في سوريا، سيكون له أثره البغيض على استمرار وحدتها.

الامتداد اللبناني

ضمن قضية حسم الوضع العسكري داخل حمص المدينة، يوجد اعتبار آخر مهم، قوامه أن الميدان الفعلي لمعركة مدينة حمص يتجاوز مساحتها العقارية، ويمتد على مساحة مئة كيلومتر مربع، من المدينة إلى منطقتي بساتينها والوعر، وصولاً إلى بحيرة حمص وامتداداتها داخل أراضي وادي خالد اللبنانية. وثمة ميل لدى الجيش النظامي لإحكام السيطرة على منافذ تهريب السلاح والأغذية للمسلحين في هذا الميدان الواسع، ثم بعد ذلك إدارة الظهر للتعامل مع حيّي الخالدية والدريب.

ضمن هذه الاعتبارات الآنفة جميعها، تأتي معركتا «القصير» و«تل كلخ» على الحدود مع لبنان، التي يكتفي الجيش السوري في هذه المرحلة بحصارهما لتعطيل قدرتهما على أن تكونا نقطتي تجميع السلاح المهرب من لبنان يجري منهما تنسيق توزيعه على المجموعات المسلحة المنتشرة في منطقة حمص.

ويعترف تقرير للـ«سي آي إيه»، بأن لبنان يعتبر من بين كل دول الجوار لسوريا أهم قاعدة خلفية لدعم المعارضة السورية المسلحة، بالسلاح والمؤن، وذلك بسبب قرب مناطقه الحدودية من قواعد المسلحين، سواءً في حمص أو في ريف دمشق، حيث إن أبعد نقطة داخل لبنان عن مواقع المسلحين السوريين في حمص لا تتجاوز ٣٠ كيلومتراً. ويتحدث عن أن مسالك تهريب السلاح من لبنان إلى حمص خاصةً وريف دمشق تمر بالسكك النشطة الآتية: خط من عرسال الى حمص عبر سعدنايل، خط زحلة _ مجدل عنجر _ وادي العرائش إلى ريف دمشق، خط بيروت باتجاه زحلة.

ويقول التقرير إنه يوجد حلقة ضيقة تدير عملية تهريب السلاح عبر هذه الخطوط إلى سوريا، من ضمنها مسؤول لبناني كبير، كانت الاستخبارات الأردنية سرّبت إليه خلال العام الماضي معلومات عن أن الاستخبارات السورية تُعدّ لتصفيته.

الحدود اللبنانية _ السورية

إن حسم معركة حمص _ المدينة المختلطة، مؤجل، في جزء من الأسباب الرئيسة، لما بعد إنهاء الوضع الداعم عسكرياً للمعارضة في القصير وتل كلخ وشمال لبنان. وعلى هذا، فمنذ وضع خطة الهجوم الكبير موضع التطبيق، أصبح للقتال في المناطق المحاذية للحدود السورية مع لبنان، ومن ضمنها بلدة القصير، مغزى استراتيجي، على صلة بتأمين خط اللاذقية _ دمشق. ولذلك جرى استبدال كتائب الهجانة السورية وحرس الحدود بقوات نظامية محترفة، وأعطيت إليها تعليمات مشددة بالرد الفوري على مصادر النيران والرد على الرصاصة المنطلقة من داخل الأراضي اللبنانية بكل أنواع الأسلحة. كذلك طلب منها تعقب المجموعات السورية المسلحة التي تقوم بأنشطة عسكرية، انطلاقاً من الأراضي اللبنانية إلى داخل هذه الأراضي.

قبل أيام زار وفد من أبناء عكار مرجعاً رسمياً كبيراً، وناشده أن يتدخل الجيش اللبناني لحماية أبناء القضاء. اشتكى الوفد من أن مجموعات من الجيش السوري الحر تدخل في الليل القرى وتطلق النار منها باتجاه الجنود السوريين وراء الحدود، فيردّ هؤلاء على نحو مفرط العنف. ويخشى عقلاء عكار من أن استمرار هذه الحال قد يؤدي إلى تهجير أبناء منطقتهم. وهم يخشون أنه في ظل ظروف الانقسام اللبناني، قد لا يجدون حاضناً شعبياً لبنانياً جامعاً لاستضافتهم. ومنذ حوالى شهر تقريباً، نقل الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اقتراحاً من القيادة السورية بإنشاء لجنة عسكرية سورية _ لبنانية مشتركة، تنسق عمليات وقف التهريب على الحدود، وتمنع استخدام الأراضي اللبنانية منطلقاً لتنفيذ هجمات ضد الجيش السوري. كانت قيادة الجيش قد نظرت آنذاك إلى هذا الاقتراح بإيجابية، ولفترة غير قصيرة اتخذت إجراءات لإنجاز تشكيلها، ولكن توقف هذا المسار. اليوم تعود الحياة إلى هذا الاقتراح، ويقر مجلس الوزراء نشر الجيش اللبناني على الحدود الشمالية. نائب وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز، خلال زيارته الأخيرة للبنان، امتدح سياسة النأي بالنفس، وشدد على مطلب الاستقرار، ورأى أن نشر الجيش يخدم هذا الهدف المطلوب دولياً. ولوحظ أن بيرنز لم يغص في تفاصيل الوضع اللبناني، خلافاً لأسلوب جيفري فيلتمان. فهو اكتفى كعادته برسم المعادلات المطلوبة، التي لخصها بعبارة: دعم الاستقرار.

السوري الحر يتهم دمشق بنقل اسلحة كيميائية و8 قتلى في سجن حلب

أ. ف. ب.

اتهم الجيش السوري الحر نظام الرئيس السوري بشار الاسد بنقل اسلحة كيميائية الى مطارات على الحدود، غداة تهديد دمشق باستخدام هذه الاسلحة في حال تعرضها ل”عدوان خارجي”، وقتل اليوم 8 قتلى في سجن حلب المركزي برصاص قوات الأمن.

بيروت: أعلن الجيش السوري الحر في بيان “نحن في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل نعلم تماما مواقع ومراكز تموضع هذه الاسلحة ومنشآتها ونكشف ايضا ان الاسد قام بنقل بعض هذه الاسلحة واجهزة الخلط للمكونات الكيماوية الى بعض المطارات الحدودية”، وذلك بعد تهديد دمشق باستخدام هذه الأسلحة الكيميائية في حال تعرضها لعدوان خارجي.

واعتبرت القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل ان نظام الاسد يستغل التهديدات الإسرائيلية ويلوح باسلحة الدمار الشامل “عن ارادة وقصد وبشكل مبكر لادارة الازمة الداخلية من خلال التازيم الاقليمي والردع الاستراتيجي”.

ولفتت الى ان “معلوماتنا تؤكد ان النظام منذ أشهر بعيدة، قد بدأ اعادة تحريك لهذه المخزونات من أسلحة الدمار الشامل للعمل على هذين التكتيكين بغرض إدارة الضغط الإقليمي والدولي والتخفيف منه”، لافتا الى ان الجيش الحر يتفهم “المخاوف الغربية أمام نظام مستهتر”.

وأضاف البيان “اننا على علم بأن هناك حراك قوي ضمن المؤسسة العسكرية للثورة باعادة دراسة الاستراتيجية الدفاعية ووضع اسلحة الدمار الشامل وبما يتفق مع القانون والاعراف الدولية”.

وكانت وزارة الخارجية السورية اعلنت امس في بيان صادر عنها تلاه المتحدث باسمها جهاد مقدسي امام الصحافيين واقر فيه للمرة الاولى بامتلاك سوريا لاسلحة كيميائية انه “لن يتم استخدام اي سلاح كيميائي او جرثومي ابدا خلال الازمة في سوريا مهما كانت التطورات الداخلية. هذه الاسلحة لن تستخدم الا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي”.

وأشار مقدسي الى أن “هذه الأسلحة على مختلف أنواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وباشرافها المباشر”.

إلا أن الخارجية ما لبثت أن وزعت بيانا جديدا على وسائل الاعلام ادخلت فيه تعديلات على البيان السابق. وجاء فيه “ان اي سلاح كيميائي او جرثومي لم ولن يتم استخدامه أبدا خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات في الداخل السوري، وان هذه الأسلحة على مختلف انواعها -ان وجدت- فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من القوات المسلحة السورية”.

وجاء الرد من واشنطن من البيت الابيض حيث حذر الرئيس باراك اوباما الاثنين نظام الاسد من ان استخدامه الاسلحة الكيميائية سيكون “خطأ مأسويا” سيحاسب عليه.

قتل ثمانية من سجناء سجن حلب المركزي الثلاثاء بعدما اطلقت قوات الامن الرصاص والغازات على السجن الذي يشهد حركة تمرد وانشقاق عدد من حراسه منذ ثلاثة ايام، بحسب بيان للمجلس الوطني السوري، اكبر فصائل المعارضة في الخارج.

واوضح المجلس انه “تم اليوم (الاربعاء) إطلاق النار والغازات على السجناء في سجن حلب المركزي بسبب قيام المعتقلين بعصيان تعبيرا سلميا عن رفض الظلم الفادح الذي يلحق بهم (…) وادى ذلك خاصة ضرب الغاز في أماكن محكمة الإغلاق الى سقوط ثمانية قتلى ونشوب حريق داخل السجن”.

ولفت البيان الى ان “الطيران يقصف محيط السجن بالصواريخ لمنع تقديم أي مساعدة للسجناء”.

وحذر المجلس في الوقت نفسه من “ارتكاب مجزرة كبيرة” في سجن حمص الذي شهد منذ ثلاثة ايام انشقاقا واطلاق نار بين الحراس الموالين والمنشقين قبل ان يسيطر السجناء على المبنى القديم ويمتد العصيان الى المبنى الجديد.

واضاف انه على اثر ذلك “طوقت المخابرات الجوية وقوات الامن السجن من كل الجهات مدعومة بمدرعات ودبابات الجيش”، موضحا انه “بعد ان فشلت وساطة قام بها المحافظ بدا اطلاق نار من الخارج على السجن ثم بدا إطلاق قنابل الغاز والرصاص باتجاه المساجين”.

ولفت الى ان “المساجين منعوا من الطعام والشراب اليوم وهم بدون أي غذاء”، مشيرا الى ان “السجن القديم فقط يضم بين ثلاثة وخمسة آلاف سجين”.

وناشد المجلس منظمات حقوق الإنسان التحرك العاجل لحماية السجناء نظرا لما للنظام السوري من “سجل مخز في التعامل مع السجناء من تدمر إلى صيدنايا”.

واشار الى ان المراقبين الدوليين “تعاملوا بسلبية كبيرة مع طلبات التدخل لوقف مذبحة محتملة في سجن حمص واكتفوا بالقول أنهم أخطروا قيادتهم بالأمر”.

النزاع السوري يجر المسيحيين إلى غماره

عبدالاله مجيد

يهدد النزاع السوري الذي كثيرًا ما يُصور حربًا طائفية بين المسلمين، بجر مسيحيي سوريا البالغ عددهم مليونان أيضًا إلى غماره، حيث أصبح على المسيحيين أن يتخذوا موقفًا مع أحد الأطراف مع توسع رقعة القتال وانتقاله الى مختلف المدن.

لندن: بعد أن امتدت رقعة الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة من العاصمة دمشق إلى حلب، أكبر مدينتين تعيش فيهما جماعات مسيحية كبيرة، يُجبر المسيحيون وأفراد الأقليات الأخرى على اتخاذ موقف مع هذا الطرف أو ذاك.

 ويقول العديد من المسيحيين والناشطين في دمشق إن النظام يسلح الآن موالين في مناطق من العاصمة ذات أغلبية مسيحية أو درزية أو شيعية.

وكان النزاع يدور حتى الآن بين الموالين للرئيس بشار الأسد الذي ينتمي غالبية أركان نظامه إلى الطائفة العلوية، ومعارضة غالبيتها من السنة الذين تُقدر نسبتهم بنحو 70 في المئة من سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليونًا. ويشكل المسيحيون زهاء الـ 10 في المئة من السكان، وهم بقوا عمومًا محايدين أو مؤيدين لنظام الأسد الذي قدم نفسه نظامًا علمانيًا يحافظ على وحدة سوريا بتنوعها المذهبي والقومي.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عن ناشطين أن النظام وزع ما لا يقل عن 200 كلاشنكوف في حي واحد من أحياء دمشق القديمة منذ يوم الخميس، بعد يوم على تفجير مبنى الأمن القومي ومقتل أربعة من أركان النظام بينهم وزير الدفاع المسيحي داود راجحة. وتقدم الموجة الأخيرة من أعمال الخطف والترهيب والقتل الثأري في بلدة القصير، التي كانت معروفة بتعايش السوريين على اختلاف مذاهبهم منذ قرون، مثالاً تحذيريًا على ما قد يحدث في مناطق مسيحية أخرى، وخاصة في المراكز المدينية.

وقتل يوم السبت اللواء نبيل زغيب، وهو ضابط مسيحي خبير بالصواريخ، مع زوجته وابنهما في منزلهما في حي باب توما المسيحي في دمشق. ويعتقد كثير من المسيحيين أنهم مستهدفون لوقوف غالبيتهم مع النظام.

وقال مسلمون من المنطقة إن النزاع في القصير اندلع عندما عمل بعض المسيحيين المحليين مخبرين للنظام. وخلال الأشهر التي مرت في هذه الأثناء قُتل عدة افراد من عائلة مسيحية معروفة، واختفى اكثر من 12 شخصًا  من سكان البلدة دون اثر ونزح غالبية مسيحيي القصير، كما أكد سكان من الطرفين.

وقال قس من مدينة حمص، حضر مؤتمرًا لحوار الأديان جمع شخصيات مسيحية وعلوية وسنية في جنيف قبل أيام “إن الوضع يتفاقم والناس يرفضون بعضهم بعضًا”.

ويبدو أن خطر مثل هذه المواجهات المذهبية آخذ في الازدياد. وفي منطقة تضم نحو 30 قرية غربي حمص، تُعرف بإسم وادي النصارى، قال سوريون من أهل المنطقة، إن عائلة مسيحية رفعت السلاح إلى جانب علويين موالين للنظام. ويخشى كثيرون أن يتكرر ذلك في مدن كبيرة حيث بدأ النظام يسلّح المدنيين الموالين من أفراد الأقليات الأخرى.

وقالت ناشطة مسيحية معارضة للنظام في دمشق لصحيفة وول ستريت جورنال “مناوشة واحدة وسيكون المسيحيون جزءاً من حمام الدم” معترفة بأنها المعارضة الوحيدة في عائلتها المسيحية الموالية النظام.

وتحدث عن الأحداث الأخيرة في القصير أكثر من 12 شخصًا بينهم مقاتلون مسلمون، وافراد عائلة مسيحية معروفة لجأت الآن إلى مدينة زحلة اللبنانية.

وكان الاحتقان الطائفي بدأ قبل أكثر من عام، بعد تحول الإحتجاجات الأولى ضد النظام إلى مواجهات عنيفة. وقال هؤلاء الأشخاص إن قوات النظام بدأت تداهم منازل مسلمين وتعتقل الناشطين والمحتجين المناوئين للنظام. وبحسب مقاتلين في المعارضة، ومدنيين من سكان المنطقة، فإن اشخاصًا موالين للنظام بينهم العديد من المسيحيين ساعدوا قوى أمن النظام.

وقال المقاتل السني محمود حربة، الذي فقد إحدى ساقيه في القتال، لصحيفة وول ستريت جورنال: “إذا خرجتَ للاحتجاج سيكتبون اسمك ويرسلون رسالة نصية إلى قوى الامن”.

وأضاف حربة ومسلمون آخرون من القصير، أن أسوأ المتعاونين مع النظام هم أفراد عائلة كسوحة المعروفة بين العشرة آلاف مسيحي في البلدة البالغ عدد سكانها 60 الف شخص.

وردت المعارضة المسلحة ضد المشتبه بأنهم مخبرون الصيف الماضي، بقتل احد افراد العائلة الثلاثة، كما يقول مسلمون مناوئون للنظام ومسيحيون من القصير.  وأضافوا أن حنة كسوحة شقيق المقتول، أقام حاجزاً أمنيًا قرب منزله وحمل السلاح بمساعدة قوات النظام.

في هذه الأثناء، انضم العديد من مسلمي المنطقة إلى صفوف المعارضة المسلحة بينهم عدد متزايد من الأصوليين الاسلاميين الذين يعتبرون النزاع جهادًا والعلويين كفارًا يجب سحقهم، بحسب هذه النظرة التي تتخذ الموقف نفسه عمليًا من المسيحيين.

 ونقلت صحيفة وول ستريت عن المقاتل السني حسن حربة، الذي عولج مؤخرًا في مستشفى داخل الأراضي اللبنانية بعد إصابته في اشتباك مع قوات النظام “إن جميع العلويين يجب أن يُذبحوا” وأضاف أنه ليس ضد المسيحيين ولكنه ضد الذين يساعدون النظام في حملته الدموية. وأكد حربة “أن المخبر يجب أن يموت”.

وبعد أن أقام حنة كسوحة حاجز التفتيش بمساعدة قوى الأمن السورية، خطف مقاتلون مسلمون عمه، بحسب مصادر من الطرفين. ورد كسوحة بخطف ثمانية مسلمين من سكان المنطقة.

 وفي مناسبات عدة خلال ذروة الأزمة في شباط (فبراير) أُطلقت إنذارات عبر سماعات مساجد في البلدة، بأن على المسيحيين أن يرحلوا ، كما قال مسلمون ومسيحيون على السواء.

وبدأ مسيحيون يغادرون البلدة منضمين إلى أعداد أكبر من المسلمين وغير المسلمين الذين انتقلوا إلى مناطق اخرى من سوريا أو سافروا إلى الخارج. واختفى آخرون دون أن يُعرف مصيرهم. وتحدث مسيحيو بلدة القصير عن أشقاء وأبناء عمومة وخؤولة وأقارب آخرين قائلين إنهم بين اكثر من 12 مسيحيًا مفقوداً.

وفي اواخر ايار (مايو) الماضي أمضى القس اليسوعي الإيطالي الأب باولو دالوغليو الذي يعمل في سوريا، ثمانية أيام في القصير، بطلب من عائلات مسيحية لمعرفة مصير 12 مسيحيًا مفقودًا. وقال الأب دالوغليو إنه التقى عددا من ممثلي أقوى فصائل المعارضة المسلحة في القصير لافتا إلى انهم كانوا ملتحين ويرتدون الزي التقليدي الافغاني. وتمكن القس الإيطالي، من تأمين الإفراج عن اثنين من المفقودين، ولكنه خلص إلى أن الباقين “قُتلوا على الأرجح”.

ويقول مسلمون من المنطقة إن المصالحة ما زالت ممكنة مع الذين يقفون الى جانب النظام. وأكد محمد ادريس وهو مزارع هرب من المنطقة، ويعمل الآن سائق تكسي “ليس لدينا شيء ضد المسيحيين والعلويين والنظام الغاشم هو الذي استغل ذلك”.

ولكن قلة في القصير يشاركون ادريس تفاؤله. ويعتقد المسيحيون الذين نزحوا إلى لبنان، بأنه لن يكون للمسيحيين مكان في سوريا ما بعد الأسد مشيرين إلى أن العداوات الأخيرة كشفت حقيقة المشاعر التي كان جيران سابقون يضمرونها نحوهم منذ سنوات.

الغرب يسعى لتكبيل نظام الأسد رغم أنف حلفائه.. ويضاعف المساعدات للاجئين

عقوبات أوروبية تشمل تفتيش الطائرات والسفن.. وواشنطن تحاول قطع إمدادات السلاح والنفط الإيرانية

بروكسل: عبد الله مصطفى لندن: «الشرق الأوسط»

في إطار محاولات الدول الغربية لفرض قيود عسكرية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بعد فشلها في إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي نتيجة استخدام روسيا والصين (أبرز حلفاء النظام السوري) حق الفيتو، ضاعف أمس الاتحاد الأوروبي من عقوباته لتشمل للمرة الأولى حق تفتيش الطائرات والسفن التي يشتبه في نقلها أسلحة إلى النظام السوري.. فيما تعمل الإدارة الأميركية بعيدا عن الأضواء لوقف شحنات الأسلحة والنفط من إيران إلى سوريا جوا وبحرا، سعيا منها لتسريع سقوط نظام الأسد، بحسب تقارير إخبارية. وبحسب ما جاء في البيان الختامي لاجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس، قال الاتحاد إن قائمة العقوبات الجديدة ضد النظام السوري تشمل شخصيات تعمل في الجيش والاستخبارات والأجهزة الأمنية. وقرر الاتحاد أمس مضاعفة التدابير التقييدية ضد النظام السوري والمتعاونين معه، وإضافة 26 شخصا و3 كيانات إلى قائمة العقوبات الأوروبية، على اللائحة التي تضم أصلا 129 شخصا و49 كيانا ممن طُبِّقت عليهم التدابير التقييدية بالفعل، سواء من حيث حظر دخولها إلى أراضي الاتحاد، أو تجميد أصولها وأرصدتها البنكية.

وقال مصدر في بروكسل إن الاتحاد الأوروبي قرر «تقليص التعامل مع الخطوط الجوية السورية، ومنعها من استخدام مطارات دول الاتحاد الأوروبي؛ سواء لغرض الشحن أو نقل المسافرين، والاقتصار في التعامل على الحالات الطارئة فقط»، وأضاف المصدر أن الأمر يتعلق أيضا بتشديد وتوسيع نطاق حظر توريد الأسلحة إلى سوريا.

ومن خلال البيان، عبر الوزراء عن شعورهم بـ«القلق العميق» إزاء إمكانية استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية وتحدثوا عن المخاوف المتعلقة بتدفق الأسلحة على سوريا، مذكرين أن الاتحاد كان فرض حظرا على توريد السلاح إلى سوريا منذ وقت طويل، وناشد الوزراء في بيانهم كل الأطراف حماية المدنيين والمجموعات المهمشة والأقليات الدينية وتحييدهم عن الصراع.

كما كرر الوزراء استمرار دعمهم لخطة المبعوث الدولي – العربي إلى سوريا كوفي أنان، مذكرين بمساندتهم لما جاء في مؤتمر جنيف في نهاية يونيو (حزيران) الماضي من حديث عن ضرورة البدء بمرحلة انتقالية في سوريا، وكذلك بما تم التوصل إليه في مؤتمر أصدقاء سوريا في باريس. واعتبروا أنه «أصبح من الواضح أن المرحلة الانتقالية يجب أن تبدأ فعلا، وأنه لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد في سوريا المستقبل». كما تحدث البيان عن شعور كل الدول الأوروبية بـ«الإحباط والأسف» نتيجة الفيتو المزدوج الروسي – الصيني في مجلس الأمن، محملين روسيا والصين مسؤولية ما سينتج عن هذا الفشل.

واختتم بيان الوزراء بالتنويه بأنه «عندما تبدأ المرحلة الانتقالية والتحول نحو الديمقراطية في سوريا، فإن أوروبا على استعداد لتطوير شراكة جديدة وطموحة مع السلطات السورية الجديدة».

وعلى هامش الاجتماعات، قال جان اسيلبورن، وزير خارجية لوكسمبورغ، إنه «إلى جانب العقوبات، يمكن أن نمارس ضغوطا دبلوماسية لمقاطعة النظام، وفي الوقت نفسه نستعد للمرحلة الانتقالية». ولمح إلى أن هناك تفاهما بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية على ممارسة أكبر قدر من الضغوط على النظام السوري، وأن ربما تكون هناك حالة جديدة في سوريا في غضون أيام أو أسابيع. ويمكن للاتحاد الأوروبي أيضا أن يلعب دورا مهما بالنسبة للمعارضة السورية التي عليها أن توحد صفوفها استعدادا للمرحلة المقبلة.

كما تشمل العقوبات أيضا الحظر على الأسلحة، عبر اعتماد الرقابة الإلزامية للسفن والطائرات التي يتشبه في نقلها أسلحة وعتادا يمكن أن يستخدم في عمليات القمع في سوريا. وسيطبق هذا الإجراء في مرافئ الاتحاد الأوروبي ومطاراته، وفي المياه الإقليمية الأوروبية.

وقبيل الاجتماع قالت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون: «هذه العقوبات مهمة لأنها ستمسح بتفتيش السفن، لمعرفة طبيعة الشحنات التي تحملها.. وهذا سيمنع – كما آمل – وصول أي أسلحة إلى سوريا».

كما وصفت آشتون الوضع في سوريا بـ«الرهيب»، داعية كل الأطراف للعمل على وقف العنف بشكل فوري وحماية حياة المدنيين. وشددت على ضرورة الاستمرار في فرض العقوبات على النظام في دمشق، مشيرة إلى أن العقوبات ليست إلا وسيلة من بين وسائل أخرى «الهدف منها هو تشديد الضغط على النظام، ونأمل أن تكون فعالة أكثر فأكثر».

من جانبه، عاد وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي للتشديد على «استبعاد احتمال تدخل عسكري في سوريا، حيث لا وجود لوضع مشابه لما حدث في ليبيا»، واختتم موضحا: «إننا نستبعد هذا الأمر كما يستبعده حلف شمال الأطلسي». واتفق معه وزير الخارجية في لوكسمبورغ، وقال إن «بعض فصائل المعارضة تطالب بتزويدها بالسلاح، وأنا أرى أن مزيدا من السلاح يعني مزيدا من العنف». كما أشار وزير الخارجية الهولندي أوري روزنتال إلى أن «المظاهرات بدأت سلمية في الشوارع، ولكن استعمال القوات النظامية العنف والقتل أدى إلى وقوع ضحايا.. والوضع في سوريا أصبح مقلقا للغاية، ويجب ممارسة الضغوط على الأسد للتنحي وتبدأ مرحلة الانتقال السلمي».

وعلى صعيد مواز، تعمل الإدارة الأميركية بعيدا عن الأضواء لوقف شحنات الأسلحة والنفط من إيران إلى سوريا، سعيا منها لتسريع سقوط نظام الأسد، على ما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلا عن مسؤولين أميركيين.

وقال المسؤولون للصحيفة، طالبين عدم ذكر أسمائهم، إن الجهود الأميركية تهدف إلى حمل العراق على إغلاق مجاله الجوي أمام الرحلات المتوجهة من إيران إلى سوريا، التي تشتبه أجهزة الاستخبارات الأميركية بأنها تحمل أسلحة إلى القوات النظامية السورية. وبحسب الصحيفة، فإن واشنطن تحاول منع السفن التي يشتبه بأنها تنقل شحنات من الأسلحة والنفط لسوريا، من عبور قناة السويس. وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى هذه السفن، التي تدعى «الأمين» وتنتظر حاليا إذنا لعبور القناة، مملوكة لأحد فروع شركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشحن.. ويجري مسؤولون أميركيون – بحسب الصحيفة – محادثات مع الحكومة المصرية سعيا منها لمنع عبور السفينة، متذرعين بأنها لا تحظى بتأمين دولي معترف به.

إلى ذلك، أعلنت المفوضية الأوروبية أمس أنها ضاعفت مساعدتها العاجلة للاجئين السوريين، لتبلغ 63 مليون يورو. وقالت المفوضية إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي دفعت من جهتها حتى اليوم 27.5 مليون يورو من المساعدات الإنسانية. وذكرت المفوضة الأوروبية للمساعدة الإنسانية كريستالينا جورجيفا إن «مئات آلاف السوريين يعيشون وضعا مملوءا باليأس. الحاجات كبيرة في البلاد، لكنها تزداد في البلدان المجاورة التي تواجه تدفقا كبيرا للاجئين». وأضافت أن «زيادة مساعدة الاتحاد هي التعبير الملموس عن تضامننا مع الشعب السوري المتضرر من النزاع».

ودعا عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين أمس إلى زيادة المساعدة الإنسانية للشعب السوري. وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ: «يتعين علينا الآن أن نزيد مساعدتنا الإنسانية للذين يفرون عبر الحدود خصوصا إلى الأردن». ودعا نظيره الفرنسي لوران فابيوس أيضا إلى «مساعدة دول الجوار (مثل لبنان والأردن) المضطرة لاستقبال كثير من اللاجئين».

واشنطن ستدعم المعارضة عبر التدريب والدعم الاستخباراتي

بعد عرقلة جهود الأمم المتحدة.. الولايات المتحدة تعدل خطتها للتخلص من الأسد

واشنطن: إيريك شميت وهيلين كوبر*

أوقفت إدارة الرئيس أوباما في الوقت الراهن جهودها الرامية إلى بلوغ تسوية دبلوماسية للنزاع الدائر في سوريا، وبدأت بدلا من ذلك زيادة المساعدات المقدمة إلى الثوار ومضاعفة الجهود المبذولة لتكوين تحالف من البلدان ذات التفكير المشترك كي يعمل على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد بالقوة، وذلك حسب ما صرح به مسؤولون أميركيون.

وقد دخل مسؤولو الإدارة الأميركية في محادثات مع المسؤولين في كل من تركيا وإسرائيل حول كيفية إسقاط النظام السوري، ومن المقرر أن يتوجه وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إلى إسرائيل خلال الأيام القليلة القادمة للالتقاء بنظرائه في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وذلك في أعقاب زيارة أخرى قام بها الأسبوع الماضي مستشار الأمن القومي للرئيس أوباما، توماس دونيلون، وكان من بين ما تضمنته هذه الزيارة مناقشة الأزمة السورية.

ويعقد البيت الأبيض حاليا اجتماعات يومية رفيعة المستوى لمناقشة مجموعة واسعة من خطط الطوارئ – ومن بينها حماية ترسانة الأسلحة الكيماوية الهائلة التي تمتلكها سوريا، وإرسال تحذيرات صريحة وواضحة إلى الطرفين المتحاربين بتجنب ارتكاب فظائع جماعية – في مؤشر لتصاعد خطورة الأزمة السورية عقب أسبوع من القتال المحتدم في العاصمة دمشق ومقتل كبار المساعدين الأمنيين للأسد في عملية تفجيرية.

وكشف مسؤولون في الإدارة عن أنها دأبت على إجراء مباحثات دورية مع الإسرائيليين حول كيفية تحرك إسرائيل لتدمير مواقع الأسلحة السورية، مضيفين أن الإدارة لا تحبذ شن هذا الهجوم خشية أن يمنح ذلك الأسد فرصة لحشد دعم ضد التدخل الإسرائيلي.

ويصر مسؤولو الإدارة على أنهم لن يقدموا أي أسلحة لقوات الثوار، وتتولى عدة دول (تركيا والسعودية وقطر) بالفعل تمويل تلك الجهود، غير أن المسؤولين الأميركيين يقولون إن الولايات المتحدة سوف تقدم المزيد من التدريب ومعدات الاتصالات للمساعدة على رفع الكفاءة القتالية لدى قوات المعارضة المتباينة في قتالها المتواصل والموسع ضد قوات الجيش السوري، كما لمحوا إلى إمكانية حصول الثوار على بعض الدعم الاستخباراتي.

ومن خلال تعزيز القيادة والسيطرة لدى تشكيلات الثوار، في الغالب عن طريق تحسين قدرتهم على الاتصال ببعضهم وكذلك بقادتهم وقدرتهم أيضا على تنسيق العمليات القتالية، يقول المسؤولون الأميركيون إنهم يسعون إلى زيادة وتطوير زخم النجاحات التي حققها الثوار مؤخرا في ساحات القتال.

وقد ذكر مسؤول كبير في إدارة الرئيس أوباما يوم الجمعة الماضي: «سوف تلاحظون خلال الشهرين الأخيرين أن المعارضة قد ازدادت قوة، ونحن الآن مستعدون لزيادة وتيرة ذلك». وأشار هذا المسؤول إلى أن المأمول هو أن يؤدي الدعم الذي تتلقاه المعارضة السورية من الولايات المتحدة والحكومات العربية وتركيا إلى قلب موازين الصراع.

ويقول مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية إن هذه التغييرات جاءت كرد فعل لسلسلة من الانتكاسات داخل مجلس الأمن، حيث تصر روسيا على رفض صدور أي قرار لإسقاط الأسد، بالإضافة إلى حالة الفوضى التي تركت النظام السوري يتحرك بحرية تامة، على الأقل في الوقت الراهن. ويقول أندرو تابلر، وهو خبير في الشأن السوري لدى «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»: «نحن نتطلع إلى الهدم الموجه لنظام الأسد. ولكن مثل أي عملية هدم موجه، قد يسير أي شيء على غير ما يرام».

وقد تعرض أوباما لانتقادات من بعض صقور الحزب الجمهوري، الذين يرون أن الولايات المتحدة ينبغي أن تتدخل عسكريا في سوريا، وكذلك من الجمهوري الطامح إلى الرئاسة ميت رومني، الذي وعد بتسليح المعارضة السورية، وهو مسار لم تتبناه الإدارة الأميركية، وبدلا من ذلك، كان أوباما يدعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، كما ظل يلح على روسيا كي تنضم إلى الولايات المتحدة في دعوة الأسد إلى التنحي عن السلطة، إلا أن روسيا والصين استخدمتا حق الفيتو يوم الخميس الماضي لمنع الأمم المتحدة من اتخاذ إجراء أكثر صرامة داخل مجلس الأمن. وقد دفع هذا سوزان رايس، السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، إلى القول بأن مجلس الأمن «خذل سوريا تماما»، والتعهد بأن تبدأ الولايات المتحدة من الآن العمل بدلا من ذلك «مع مجموعة متنوعة من الشركاء خارج مجلس الأمن» للضغط على نظام الأسد.

وكشف مسؤولو الإدارة عن أن الولايات المتحدة تتعاون أيضا مع الثوار السوريين لوضع خطة عملية انتقالية من أجل اليوم الذي سيسقط فيه نظام الأسد، بما في ذلك محاولة تشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلين من الطوائف المعارضة، وهم العلويون والسنة والمسيحيون. وقد برر أحد مسؤولي الإدارة ذلك يوم السبت الماضي قائلا: «لا بد أن نتأكد من أن ما سيأتي بعد ذلك يتضمن تمثيلا للعلويين».

وشدد مسؤولو الإدارة وخبراء في السياسة الخارجية الأميركية على أهمية التواصل مع العلويين إذا أريد للدولة السورية أن تظل قائمة بعد رحيل الأسد، وربما يكون من الضروري التعجيل بخروج الأسد من الحكم. فيقول مارتن إنديك، سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل: «التحدي الأكثر إلحاحا بكثير هو إجراء اتصالات مع جنرالات الأسد لحملهم على الانشقاق مع وحداتهم بالكامل».

ولكن كما تبين من التحول غير المتوقع في مسار الأحداث الأسبوع الماضي، فإن التخطيط لنهاية نظام الأسد، الذي يصر مسؤولو الإدارة على أنه سيحدث دون أن يحددوا متى بالضبط، أمر مستحيل من الناحية العملية. فكما يقول أحد كبار مسؤولي الدفاع: «ما النهاية؟ هذه هي المعضلة. لا أحد يعلم ما النهاية، لذا فإن كل ما نفعله ينحصر في تخفيف المخاطر».

وقد دفع تصاعد العنف حتى الآن ما يصل إلى 125 ألف شخص إلى الهروب عبر الحدود السورية إلى الدول المجاورة وهي لبنان والأردن وتركيا والعراق، بحسب وزارة الخارجية الأميركية. ويعرب المسؤولون الأميركيون عن مخاوف من أن تفجر النظام من الداخل قد يؤدي إلى انقسام سوريا، حيث ستنسحب طائفة الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد إلى معاقلها في الجبال الساحلية التي ما زالت مسلحة بأسلحتها الكيماوية.

ويقول روبرت مالي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى «مجموعة الأزمات الدولية»: «إنها محصلة تنطوي على بذور حرب لا نهاية لها. باقي سوريا لن يقبل بترك جزء من أراضيه تحت سيطرة من كانوا يقمعونه».

وقد بدأت سوريا هذا الشهر تحريك أجزاء من مخزونها الهائل من الأسلحة الكيماوية خارج المخازن، مما دفع المسؤولين الأميركيين إلى التحذير بشدة من استعمالها وإلا فسيكون على النظام السوري أن يتحمل العواقب. إلا أن بعض مسؤولي الاستخبارات الأميركيين رجحوا لاحقا أن تكون هذه التحركات تدبيرا احترازيا في ظل التردي السريع للأوضاع الأمنية في جميع أنحاء البلاد.

وسبق أن تحدث الأدميرال ويليام ماكرافين، قائد قوات العمليات الخاصة بالجيش الأميركي، أمام الكونغرس في شهر مارس (آذار) الماضي، قائلا: «سوف يتطلب الأمر جهدا دوليا حينما يسقط الأسد – وهو سوف يسقط – من أجل تأمين هذه الأسلحة».

وقد أعرب مسؤولون استخباراتيون أميركيون وغربيون عن قلقهم من أن تكون بعض تشكيلات الثوار التي تقاتل داخل سوريا، ويتجاوز عددها 100 تشكيل، لديها صلات بتنظيم القاعدة، وأنها قد تستغل هذه الصلات في حال تدهور الأمن في البلاد أو بعد انهيار النظام. فيقول تشارلز ليستر، وهو محلل لدى «مركز جينز لمكافحة الإرهاب والتمرد»: «إذا سقط نظام الأسد بالفعل، فإن هذا قد يتيح للمزيد من المسلحين الإسلاميين فرصة إقامة معقل جديد لهم في قلب الشرق الأوسط، كما أن الغياب المؤقت لأجهزة الدولة قد يمنح الإسلاميين المسلحين الطامحين منطقة آمنة للتدريب».

وهناك عدد صغير من ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الذين يعملون سرا في جنوب تركيا منذ عدة أسابيع، من أجل مساعدة الحلفاء على تحديد مَن مِن مقاتلي المعارضة السورية على الجانب الآخر من الحدود سيحصل على الأسلحة لقتال النظام. وأشار أحد كبار المسؤولين الأميركيين إلى أن من بين أهداف هذا الجهد الذي تبذله الوكالة منع وصول تلك الأسلحة إلى أيدي المقاتلين المتحالفين مع تنظيم القاعدة أو غيره من الجماعات الإرهابية. ومن خلال المساعدة على فحص ومراجعة جماعات الثوار، فإن ضباط الاستخبارات الأميركية الموجودين في تركيا يأملون أيضا التعرف أكثر على شبكة معارضة متغيرة ومتنامية داخل سوريا، وإقامة روابط جديدة مع مقاتلين قد يصبحون في يوم من الأيام قادة البلاد.

كما يلتقي دبلوماسيون أميركيون بانتظام ممثلين لمختلف جماعات المعارضة السورية خارج البلاد، للمساعدة على تشكيل حكومة محتملة تخلف الأسد بعد رحيله. وقد صرح باتريك فينتريل، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الأسبوع الماضي قائلا: «تركيزنا مع المعارضة ينصب على التعاون معهم حتى تكون لديهم خطة انتقال سياسي جاهزة للتطبيق في سوريا الجديدة».

* خدمة «نيويورك تايمز»

العقوبات الدولية على سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية

لندن: «الشرق الأوسط»

في ما يلي تذكير بالعقوبات التي فرضت على نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ بدء الأزمة السورية:

* الاتحاد الأوروبي: – 10 مايو (أيار) 2011: عقوبات ضد 13 شخصية أساسية في النظام بينهم ماهر الأسد الشقيق الأصغر للرئيس، وعدد من أقربائه. تقضي هذه العقوبات بتجميد أموال هذه الشخصيات ومنعها من السفر إلى بلدان الاتحاد الأوروبي. كما فرض حظر «على صادرات الأسلحة والعتاد التي يمكن أن تستخدم في القمع».

– 24 مايو: منع منح تأشيرات دخول وتجميد أرصدة شملت الرئيس الأسد وتسعة مسؤولين آخرين.

– 24 يونيو (حزيران): عقوبات على ثلاثة من مسؤولي الحرس الثوري الإيراني متهمين بمساعدة النظام السوري في عمليات القمع.

– 24 سبتمبر (أيلول): الاتحاد الأوروبي يحظر أي استثمار جديد في القطاع النفطي السوري.

– 1 ديسمبر (كانون الأول): حظر تصدير معدات مخصصة لصناعة الغاز والنفط أو برامج معلوماتية تتيح مراقبة الاتصالات الهاتفية.

– 27 فبراير (شباط) 2012: تجميد أرصدة البنك المركزي وحظر تجارة المعادن الثمينة، وحظر على الرحلات المستأجرة التي تشغلها سوريا.

– 23 مارس (آذار): عقوبات تستهدف زوجة الرئيس الأسد ووالدته.

– 23 أبريل (نيسان): الاتحاد الأوروبي يحظر صادرات السلع الفاخرة ويزيد من التدابير المخصصة للحد من تصدير المعدات المستخدمة في القمع.

 14 مايو: المجموعة الـ15 من العقوبات على قطاعي النفط والتبغ.

– 25 يونيو: فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على شركات جديدة وعلى وزارتي الدفاع والداخلية، وتوسع الحظر ليشمل بيع الأسلحة.

– 23 يوليو (تموز): الاتحاد الأوروبي يعزز عقوباته وإجراءات تطبيق الحظر على الأسلحة.

* الولايات المتحدة: – 29 أبريل (نيسان) 2011: عقوبات اقتصادية على ماهر الأسد وعلى أجهزة استخبارات ووحدة من الحرس الثوري الإيراني.

– 18 مايو (أيار): فرض عقوبات على الرئيس الأسد شخصيا وعلى مسؤولين آخرين.

– 10 أغسطس (آب): فرض عقوبات على أكبر مصرف تجاري تشرف عليه الدولة وعلى أول شركة مشغلة للهاتف الجوال في سوريا، «سيرياتل».

– 18 أغسطس: حظر استيراد المشتقات النفطية وتجميد أرصدة الدولة.

– 5 مارس (آذار) 2012: إدراج الإذاعة والتلفزيون على اللائحة السوداء.

– 30 مارس: فرض عقوبات على وزير الدفاع واثنين من كبار الضباط.

– 23 أبريل: واشنطن تجيز فرض عقوبات على شركات تزود سوريا بالتكنولوجيا.

– 1 مايو: الإعلان عن عقوبات على الشركات والأفراد الذين يحاولون الالتفاف على التدابير المتخذة.

– 30 مايو: الولايات المتحدة تعلن أنها ستقوم مع قطر بإغلاق نظامها المالي أمام البنك الإسلامي في سوريا.

– 18 يوليو (تموز): وزارة الخزانة تدرج على لائحتها السوداء 28 وزيرا وحاكم مصرف سوريا المركزي.

* سويسرا:

– 3 يوليو (تموز) 2011: بعد عقوبات على 23 شخصية، تجميد 31.8 مليون دولار (21.9 مليون يورو) من الأرصدة العائدة للنظام.

– 1 أكتوبر (تشرين الأول) و9 ديسمبر (كانون الأول): حظر الاستثمار في القطاع النفطي.

– 23 أبريل (نيسان) 2012: عقوبات على والدة الرئيس الأسد وعقيلته وعدد من أعضاء الحكومة.

– 9 يونيو (حزيران): سلسلة من العقوبات ضد قطاع المالية والنفط والمعادن الثمينة (العقوبات شملت نحو 128 شخصا و42 شركة).

* كندا: – 13 أغسطس (آب) 2011: كندا تجمد أرصدة كبار المسؤولين والشركات التابعة للنظام. – 30 مارس (آذار) 2012: فرض عقوبات على عائلة الأسد.

– 18 مايو (أيار): منع تجارة المواد الفاخرة (العقوبات تشمل 129 شخصا و44 كيانا).

* أستراليا: – 25 يونيو (حزيران) 2012: بعد الحظر على الأسلحة والعقوبات ضد أشخاص لهم صلة بالنظام، صدور إجراءات تحظر التعاملات التجارية في قطاعات النفط والاتصالات والمعادن الثمينة.

* الجامعة العربية: – 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011: الجامعة العربية تعلق عضوية سوريا.

– 27 نوفمبر: تجميد المبادلات التجارية مع الحكومة وحساباتها المصرفية.

* تركيا: – 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011: وقف الصفقات التجارية مع النظام. وعقوبات جديدة في ديسمبر (كانون الأول).

وأعلنت بلدان غربية عدة نهاية مايو طرد الدبلوماسيين السوريين المعتمدين لديها بعدما أغلقت سفاراتها في دمشق.

الحكومة العراقية تتراجع عن عدم استقبال اللاجئين السوريين عشية رفضها تنحي الأسد

رئيس مجلس محافظة الأنبار لـ «الشرق الأوسط»: بدأنا استعداداتنا لاستقبالهم

بغداد: حمزة مصطفى

خضعت الحكومة العراقية لضغوط عنيفة من قبل القوى والكتل السياسية، فضلا عن لجان البرلمان المتخصصة، بضرورة فتح الحدود العراقية أمام اللاجئين السوريين كجزء من رد الدين للشعب السوري الذي وقف مع الشعب العراقي أيام المحنة. وطبقا لما أعلنته القناة «العراقية» شبه الرسمية فإن رئيس الوزراء نوري المالكي أصدر توجيها لقوات «الجيش والشرطة والهلال الأحمر باستقبال السوريين النازحين ومساعدتهم وتقديم الخدمات لهم».

ويأتي قرار المالكي بعد يومين من إعلان الحكومة العراقية على لسان المتحدث باسمها علي الدباغ أنها غير قادرة على استقبال لاجئين من سوريا، على خلفية الأحداث وتصاعد وتيرة القتال بين القوات الحكومية والمعارضة، وذلك بسبب عدم وجود خدمات لوجستية على الحدود بين البلدين. كما يجئ هذا القرار عشية إعلان الحكومة العراقية تحفظها على القرار الذي اتخذه مجلس الجامعة العربية في الدوحة بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن منصبه. وقال الدباغ إن «الحكومة العراقية تتحفظ على قرار الجامعة العربية الخاص بتنحي الأسد عن منصبه، كون القرار سياديا وبيد الشعب السوري حصرا».

وعلى صعيد تنفيذ أمر المالكي أعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار سعدون الشعلان لـ«الشرق الأوسط» أن «مجلس المحافظة تبلغ شخصيا من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي بضرورة فتح الحدود أمام النازحين السوريين وتقديم كل أنواع المساعدات لهم»، وأضاف «وعليه، اتخذنا مجموعة من الإجراءات العاجلة في هذا الصدد، منها التوجيه بنصب الخيم الموجودة عندنا على الحدود من جهة القائم، وعددها 60 خيمة لكي تباشر باستقبال النازحين. كما اتصلنا بالهلال الأحمر لكي يوفر المساعدات الغذائية والإنسانية والطبية.

إعدامات ميدانية في حيي «المزة» و«برزة».. و«حرب عصابات» في دمشق وحلب

قذيفة كل دقيقة في درعا وقصف مستمر ومداهمات واشتباكات في مناطق عدة

بيروت: كارولين عاكوم وليال أبو رحال

لا تزال كل من العاصمة دمشق ومدينة حلب، تحت مجهر القصف العشوائي الذي تشنه قوات النظام على مناطق سورية عدة، في ظل استمرار «حرب العصابات» والاشتباكات المتنقلة. وفي حين أعلنت لجان التنسيق المحلية عن وصول عدد قتلى أمس إلى نحو 100 شخص، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القوات النظامية السورية نفذت إعدامات ميدانية بحق 23 شخصا في حيي المزة وبرزة في دمشق اللذين دخلتهما قوات النظام بعد ثلاثة أيام من المعارك». وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «16 شخصا، معظمهم لا يتجاوز عمره 30 عاما، أعدموا ميدانيا برصاص القوات النظامية الأحد خلال مداهمات في المزة غرب العاصمة السورية».

وأضاف أن سبعة آخرين أعدموا بالطريقة عينها في حي برزة شمال شرقي دمشق، معلنا أنه لم يتم معرفة ما إذا كان هؤلاء من المدنيين أو من المقاتلين المعارضين. وأوضح عبد الرحمن أن ثلاثة من الضحايا وجدوا مقيدين، بينما تعرضت جثث أخرى للطعن.

وقال سكان ونشطاء بالمعارضة إن المقاتلين المعارضين طردوا من حي المزة الدبلوماسي في دمشق، وإن أكثر من ألف من القوات الحكومية وعناصر الميليشيات الموالية لها تدفقت على المنطقة تدعمها العربات المصفحة والدبابات والجرافات.

وقال مصدر في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»: «النظام يستخدم الأسلحة الثقيلة في مواجهتنا في كل المناطق، والإعلام أظهر كيف تستخدم الدبابات والطائرات ضد عناصرنا الذين لا يملكون إلا الأسلحة الخفيفة»، لافتا إلى أن «الجيش الحر» ينسحب أحيانا ويتراجع تكتيكيا من بعض المناطق، لكنه ينتهج طريقة حرب العصابات القائمة على «الكر والفر»، ويعتمد هذا الأسلوب منذ بداية الثورة من أجل إنهاك قوة النظام، مؤكدا أن كل المناطق السورية ساخنة ولا تخلو من اشتباكات بين الطرفين.

وفي حين نقلت وكالة «رويترز» أن أغلب المحال التجارية في دمشق أغلقت أبوابها وعادت قوات الأمن لترابط مرة أخرى عند بعض نقاط التفتيش التي كان الجنود قد تركوها قبل أيام، لافتة إلى إغلاق محطات وقود كثيرة لنفاد الوقود منها ووقوف السكان في طوابير طويلة أمام المخابز – قالت مصادر معارضة لوكالة «رويترز» إن مقاتلي المعارضة في العاصمة ربما يفتقرون إلى خطوط الإمداد التي تساعدهم على البقاء هناك لفترة طويلة وربما يقومون بعدة «انسحابات تكتيكية».

وقال ناشط بالمعارضة يدعى أبو قيس من حي البرزة: «دخلت ما لا يقل عن 20 دبابة تابعة للفرقة الرابعة ومئات الأفراد حي البرزة بعد ظهر أمس». وأضاف قائلا: «رأيت قوات تدخل منزل عيسى العرب البالغ من العمر 26 عاما. تركوه ميتا برصاصتين في الرأس».

ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر إعلامي نفيه أن طائرات هليكوبتر أطلقت النار على العاصمة. وقال إن الوضع في دمشق طبيعي، لكن قوات الأمن تطارد فلول «الإرهابيين» في بعض الشوارع.

وفي حين أعلن التلفزيون السوري «تطهير» أحياء العاصمة من المسلحين وفرض الجيش سيطرته على العاصمة، كشف الناشط السوري عمر القابوني، في حديث إلى وكالة «فرانس برس»، أن الجيش النظامي السوري «أعاد السيطرة بشكل كبير على دمشق في حين ما زال عناصر (الجيش الحر) يوجدون داخل المدينة بشكل غير ظاهر»، مشيرا إلى استمرار الاشتباكات في حي القدم بجنوب العاصمة. ومن جهتها، قالت الناشطة لينا الشامي، من حي المزة (في غرب دمشق) الذي أعلنت السلطات الأحد «تطهيره من فلول الإرهابيين»، إن «الجيش النظامي منتشر تماما في كل المناطق، لكن من الصعب القول إنه يسيطر، إذ يعاني ضربات (الجيش الحر) بشكل يومي»، كاشفة أن «الجيش الحر» ينفذ عمليات على طريقة «اضرب واهرب» في كل أحياء العاصمة تقريبا.

أما أحمد، وهو ناشط من حي الميدان القريب من وسط العاصمة الذي أعلنت السلطات استعادة السيطرة عليه، فأكد أن معركة تحرير دمشق التي أعلنها «الجيش الحر» الأسبوع الماضي «مستمرة»، مشيرا إلى استمرار الاشتباكات.

ووصف المتحدث باسم تنسيقية دمشق وريفها، «أبو عمر»، ما يحصل في دمشق بأنه «حرب كر وفر»، مشيرا إلى أن عناصر «الجيش الحر» ينسحبون من مكان إلى آخر بين العملية والأخرى.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري تأكيده أن «الجيش أنهى سيطرته على دمشق»، لافتا إلى أنه «يقوم الآن بحملات دهم، لا سيما في كفرسوسة (غرب العاصمة) ومناطق أخرى لا يزال المسلحون المعارضون موجودين فيها».

وفي دمشق أيضا، ذكر ناشطون أنهم عثروا على جثث 20 شخصا في حي المزة بدمشق قالوا إنهم مدنيون عزل أعدمهم الجيش النظامي اشتباها في مساعدتهم الثوار.

وبث ناشطون صورا على مواقع الثورة تظهر جثثا ملقاة على الأرض في شوارع عدة بالمزة، منها الإخلاص والزيات والفاروق وحواكير الصبارة والبساتين. كما تحدث مجلس قيادة الثورة بدمشق عن «حالة مروعة» في حي تشرين المجاور لحي برزة و«مجزرة» من قبل الشبيحة، حيث وجدت الكثير من الجثث بالطرقات وحالة من الهلع يعيشها سكان هذا الحي.

كذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام، نفذت حملة مداهمات في منطقة بساتين الرازي بحي المزة، وحي نهر عيشة ومنطقة اللوان بحي كفرسوسة، وتترافق الحملة مع عملية تنكيل بأصحاب المحال والمنازل المداهمة. وفي ريف دمشق، فقد ذكر المرصد أنه عثر صباح أمس على 15 جثة مجهولة الهوية في بساتين منطقة السلم ببلدة معضمية الشام.

وفي مدينة حلب حيث تنقلت الاشتباكات بين مناطق عدة فيها، تعرض حي مساكن هنانو للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها على الحي، وفي حي الصاخور الذي شهد اشتباكات عنيفة اليوم وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل مواطنان على الأقل إثر إطلاق نار وسقوط قذائف على الحي.

وذكر المرصد السوري أن اشتباكات دارت في حي الحميدية بين القوات النظامية السورية و«الجيش الحر» سقط خلالها ما لا يقل عن 6 عناصر من الجيش النظامي، كما سمعت أصوات إطلاق رصاص في أحياء صلاح الدين والصاخور والشعار وشوهدت الطائرات الحوامة تحلق في سماء المدينة، الأمر الذي أدى إلى نزوح العائلات. كذلك، دارت اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الأحد/الاثنين بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في أحياء الزيدية والفرقان، كما سمع صوت انفجار تبعه إطلاق نار في حي طريق الباب، بينما خرجت مظاهرات صباحية في أحياء السكري والميسر وحلب الجديدة وبستان القصر طالبت بإسقاط النظام.

كما تجددت الاشتباكات أيضا بحي صلاح الدين، وشوهد إطلاق نار كثيف وبشكل عشوائي على المنازل من الدبابات وعمليات تخريب المحال التجارية وتكسير السيارات، بحسب ما أفاد ناشطون، لافتين إلى تسجيل حركة نزوح كثيفة لعائلات المنطقة.

كما أعلن الجيش السوري الحر أن إحدى كتائبه تمكنت من إعطاب دبابتين لقوات النظام في مدينة حلب. وبث ناشطون صورا تظهر قيام عناصر «الجيش الحر» بمهاجمة دبابة وإعطابها في حي الصاخور وتبين السيطرة على دبابة أخرى.

وقال منشق عسكري كبير في تركيا ومصادر للمعارضين داخل سوريا لـ«رويترز»، إن المعارضين سيطروا أيضا على مدرسة للمشاة في بلدة المسلمية الواقعة على بعد 16 كم شمال حلب وأسروا الكثير من الضباط الموالين للنظام، في حين انشق آخرون. وقال العميد مصطفى الشيخ لـ«رويترز» إن لهذه العملية أهمية استراتيجية ورمزية، فهذه المدرسة بها مستودعات ذخيرة وتشكيلات مدرعة وتحمي البوابة الشمالية لحلب.

أما في درعا التي أعلنت لجان التنسيق المحلية أنها كانت تتعرض لقصف بالقذائف بمعدل قذيفة كل دقيقة واحدة، تعرضت عدة بلدات في ريفها، مستهدفا مناطق الحراك ونوى واللجاة وتل شهاب ومحجة والطيبة وخربة غزالة والنعيمة، وفي بلدة جاسم نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات بعد منتصف الليل.

وذكر المرصد أن مدينة درعا شهدت اشتباكات بين قوات النظام و«الجيش الحر»، كما تعرض حي العباسية الذي دارت فيه اشتباكات أيضا، لسقوط قذائف. وقد أعلن المجلس الوطني السوري مدينة «طفس» في درعا (مهد الثورة السورية)، منطقة منكوبة، لافتا إلى تعرضها لقصف بمدافع الهاون والمدفعية الثقيلة منذ ثلاثة أسابيع، مما أدى إلى إلحاق تدمير كبير في المنازل وسقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، كثير منهم في حالة خطرة، مشيرا إلى أنه في الأيام الأخيرة بدأ النظام قصف المدينة بالصواريخ الحرارية، مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى والمصابين إلى أرقام كبيرة تشير إلى ارتكاب مجازر وجرائم إبادة.

وأشار البيان إلى أن أهل المدينة يعانون الحصار والحرمان من كل مقومات الحياة وعلى رأسها الأدوية والأغذية، وخدمات العلاج والصحة والتعليم، ووسائل الاتصال والماء والكهرباء، وهناك نقص حاد في الأدوية الأساسية المستخدمة في إسعاف الجرحى، مشيرا إلى نزوح أكثر من 12 ألف مواطن بسبب القصف الهمجي والعشوائي.

وناشد البيان «الجيش السوري الحر والشعب السوري البطل والمنظمات الإغاثية السورية والعربية والدولية، التحرك لرفع الحصار عن هذه البلدة ووقف قصف البيوت الآمنة ودخول المواد الأولية والأدوية والسماح بإسعاف الجرحى ودفن الشهداء».

وفي إدلب، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى تعرض بلدة سرمدا للقصف من قبل القوات النظامية المنتشرة في ساحة معبر باب الهوى على الحدود السورية – التركية، بينما أفاد بمقتل ثلاثة مواطنين بعد منتصف ليل الأحد/الاثنين في مدينة دير الزور، بينهم مقاتلان من «الجيش الحر» سقطا خلال اشتباكات في المدينة.

وفي حمص، تجدد القصف على أحياء حمص القديمة، جورة الشياج والصفصافة وباب دريب وباب هود. وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بسقوط عشرات الجرحى جراء تجدد القصف المدفعي العنيف على أحياء الحميدية وباب الدريب وبستان الديوان والصفصافة بشكل مفاجئ بمدافع الدبابات وقذائف الهاون، وسط الحصار الخانق لليوم الخامس والأربعين على التوالي.

وشهدت مدينة الرستن اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» والجيش النظامي، وأدى القصف العنيف بالطيران المروحي إلى سقوط قتيلين على الأقل. كما قصف الطيران المروحي مدينة تلبيسة بشكل عنيف وتصاعدت أعمدة الدخان في سماء المنطقة.

أما في حماه، فقد سجل انتشار أمني كثيف في حي الحوارنة تخللته مداهمات للبيوت مع إطلاق نار، بينما تجدد القصف العنيف على قرية الحواش بالطائرات المروحية.

وفي الرقة، أفادت لجان التنسيق بانشقاق العميد أديب أحمد الشلاف مدير منطقة الطبقة وقائد شرطة المدينة، والرائد علي شيخ علي نائب مدير المنطقة ومدير ناحية دبسي عفنان، والملازم أول عدنان الخلف مدير مكتب الأمن الجنائي في المدينة، والملازم أول حسين خليفة رئيس قسم المرور. كما أغلقت القوات النظامية سجن الطبقة بسبب انشقاق الضابط المسؤول عنه، ومنع دخول عناصر الشرطة من ذوي الوظائف الإدارية إليه وكذلك الزوار.

أكراد سوريا بين إعادة تجربة إقليم كردستان العراق أو الانضمام إلى دولة المواطنة

قيادات المناطق الكردية تحسم أمرها.. وبارزاني يعترف بتدريبهم وإعادتهم للدفاع عن مناطقهم

أربيل: شيرزاد شيخاني

تشهد المناطق الكردية التي يسميها سكانها بـ«كردستان الغربية» على اعتبار أنها جزء من كردستان الكبرى المنقسمة منذ بدايات القرن الماضي، تطورات متسارعة خلال الأيام الأخيرة، حيث مع تحرير مدينة كوباني من دون أي مقاومة من قوات النظام السوري، تستعد المنطقة إلى الإعلان عن تحرير كامل الأراضي الكردية هناك في غضون الساعات القادمة والذي سيبدأ من مدينة القامشلي كبرى مدن المنطقة الكردية، فيما حسمت القيادة الكردية بكردستان العراق أمرها وأخذت في اتجاه معاكس للحكومة العراقية تتدخل بشكل مباشر لدعم الشعب الكردي بسوريا، بعد أن أعلن الزعيم الكردي مسعود بارزاني أن هناك المئات من الشباب الكردي السوري الذين تم تدريبهم في إقليم كردستان العراق وهم يتهيئون حاليا للعودة إلى مناطقهم بهدف حماية الشعب وملء الفراغ الأمني الحاصل في الكثير من المدن الكردية جراء انسحاب قوات وأجهزة النظام السوري.

من جانبه أكد برهم صالح نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني أن «المنطقة تشهد تطورات كبيرة، والكرد أصبحوا جزءا منها إلى جانب الشعوب الأخرى، وأن قيادة الاتحاد الوطني ومن منطلق إيمانها بحق الشعوب في التحرر والخلاص والتنعم بالديمقراطية تدعم جهود ونضال الشعب الكردي في سوريا والذي كان وما زال يسير ضمن النهج السلمي البعيد عن العنف، وتعتبر قيادة الاتحاد بأن الحراك الشعبي في سوريا يجب دعمه بكل الأشكال، لأن زمن التبعيث والتعريب والقمع والاستبداد قد ولى إلى الأبد مع نهضة الشعوب، وأنه لا بد من توفير نظام مدني ديمقراطي للشعوب في المنطقة بدل أنظمة القمع والاستبداد والديكتاتورية».

في غضون ذلك تترقب المنطقة الكردية لأول مرة منذ تاريخها تطورات دراماتيكية لم تشهدها من قبل، حيث إن السيناريو العراقي يكاد يتكرر بنفس تفاصيله في المنطقة الكردية بسوريا، عندما انسحب النظام العراقي عام 1991 من جميع المناطق الكردية المعروفة حاليا بإقليم كردستان التي كانت تقع في ذلك الوقت داخل خط العرض 36 الذي تم حظر الطيران عليه من قبل النظام البعثي، فتحررت كردستان بمجملها ما دفع قيادة الجبهة الكردستانية في حينها إلى إعلان تنظيم انتخابات برلمانية حرة لأول مرة في المنطقة الكردية انبثق عنها تشكيل أول حكومة إدارة ذاتية بإقليم كردستان ما زالت قائمة لحد اليوم وتحظى باعتراف من الدستور العراقي الدائم.

ويتطلع أكراد سوريا إلى تكرار نفس السيناريو عبر تحرير المدن الكردية المتبقية بيد النظام السوري من أهمها مدينة القامشلي وهي العاصمة الإدارية والسياسية للأكراد في سوريا، فبعد تحرير مدن كوباني وعفرين وديركي وعامودا ورأس العين، تتوجه الأنظار حاليا نحو القامشلي التي إذا تم تحريرها فإنها ستشكل نقطة تحول بارزة في تاريخ الأكراد، وكما يقول قيادي كردي سوري «إن تحرير القامشلي يساوي تحرير محافظة كركوك من قبل قوات البيشمركة الكردية بالعراق عام 1991 أثناء انتفاضتهم الشعبية، فتلك المدينة ظلت لقرون كثيرة تحت سيطرة الأنظمة العراقية، وكان تحريرها بمثابة فتح كبير للشعب الكردي في العراق، والقامشلي تحتل نفس الأهمية لأنها ستكون أول مرة في تاريخها تخرج عن سيطرة الحكومة السورية، وهذا سيكون له تأثير معنوي على دعم نضال الشعب الكردي في سوريا».

ويسيطر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري المعروف أنه جناح سوري لحزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا على معظم المدن والمناطق الكردية في سوريا وهي القوة المسلحة الوحيدة من بين عشرات الأحزاب والقوى السياسية العاملة على ساحة المعارضة الكردية بسوريا، ويتقاسم هذا الحزب مع المجلس الوطني الكردي السوري النفوذ في جميع المناطق الكردية، وسبق للطرفين أن وقعا في أربيل اتفاقية عرفت باتفاقية (هولير) تنص على تنسيق جهودهما حول قيادة الحراك الشعبي الكردي، ووقعت الاتفاقية برعاية الرئيس مسعود بارزاني الذي رعى تلك الاتفاقية وهيأ الأجواء أمام انطلاق جهد مشترك وموحد يحظى بدعمه لتحرير مدن كردستان سوريا. وهذا ما تجلى بوضوح في إعلانه الأخير عن وجود قوات مدربة من الشباب السوري سيرسلهم إلى الداخل في غضون الأيام القليلة القادمة للسيطرة على الوضع الأمني.

يذكر أن الأحزاب الكردية الـ11 التي ائتلفت بجبهة المعارضة الكردية والتي شكلت المجلس الوطني الكردي السوري كانت منذ البداية تدعو إلى إعطاء فرصة للإصلاحات السياسية في البلاد، وتهادن إلى حد ما النظام الحالي، وذلك خوفا من تكرار الضربات التي سبق أن وجهها هذا النظام عام 2004 و2008. وحملة الاعتقالات الواسعة التي طالت نشطاءهم، وكان الأكراد يأخذون على القوى العربية عدم الدفاع عنهم عندما كان النظام يبيدهم ويقتلهم في مناطقهم عبر انتفاضاتهم، ولذلك اتخذوا في الثورة الحالية موقف المهادن للنظام، إلى أن تحول النظام إلى أكثر وحشية بارتكاب جرائمه اليومية ضد المواطنين، حيث تصاعدت وتيرة التصريحات المعارضة للنظام السوري من قبل القيادات الكردية، وإن بقيت الجبهة الداخلية هادئة إلى حد ما، فالأكراد يتخوفون من شيئين، الأول هو تحول المواجهات في المنطقة الكردية إلى صدامات عرقية أو حرب أهلية، والثاني هو إعطاء مبرر للنظام لإعادة قمعهم وإبادتهم.

أجهزة الرعب السورية.. السلسلة تتفكك

حصدت «خبرة» في التعامل مع الناس.. وسمعتها الوحشية سلاحها الأول

بيروت: «الشرق الأوسط»

منذ وصوله إلى السلطة اعتمد الرئيس حافظ الأسد (الأب) على تدعيم سلطاته وركائز حكمه عبر الأجهزة الأمنية. وحسب الأصول الدولية كان من المفترض أن تخضع هذه الأجهزة الرقابية لرقابة مؤسسات الدولة وتنفذ رؤيتها في حماية الوطن من أي اختراق خارجي، لكنها في ظل النظام البعثي حولت سوريا إلى بلد أمني، تحصى فيه أنفاس المواطنين وتراقب سلوكياتهم.

فالأمن الذي من واجبه أن يبعث الطمأنينة في نفوس الناس تحول في سوريا إلى أداة مرعبة تعمل على تدجينهم وإسكات صوتهم. لكن الثورة التي اندلعت في 15 مارس (آذار) من العام الماضي، كسرت حاجز الصمت ومعه حاجز الخوف، وتحولت هراوات التعذيب في الأقبية إلى أسلحة بيد رجال الأمن يتصدون بها للمتظاهرين. ومع وقوع التفجير الذي وقع بمبنى الأمن الوطني وحصد أرواح عدد من أهم رجالات الأمن في البلاد، بينهم وزير الدفاع ونائبه، ووزير الداخلية، ومعاون أمني لنائب الرئيس.. بات واضحا أن أجهزة الرعب بدأت سلسلتها في التفكك.

كان اعتماد النظام في سوريا بشكل كامل على الأجهزة الأمنية لإيقاف المد الشعبي للحراك الثوري من محافظة إلى أخرى. في درعا كان الصدام الأول مع أجهزة الأمن عندما قام عاطف نجيب، رئيس فرع الأمن السياسي وابن خالة الرئيس الأسد، بتوجيه إهانات إلى أهالي أطفال طالبوا بإطلاق سراح أبنائهم الصغار بعد كتابتهم لشعارات مناهضة للنظام على جدران مدارسهم. وخلال أيام وشهور الانتفاضة وجد السوريون المحتجون أنفسهم يتعرفون عبر الاعتقالات الأسبوعية أو اليومية أحيانا على مختلف فروع الأمن وأقبية التعذيب وأوكارها.

وقد عاش السوريون لعقود من الزمن خلال حكم البعث تحت وطأة 16 جهازا أمنيا يتدخلون بأبسط تفاصيل حياة المواطن العادي من حفلات الأعراس وتجمعات المقاهي، مرورا بافتتاح المطاعم ومحلات الألبسة. وشاركت الأجهزة الأمنية بفعالية في كل نواحي الحياة في سوريا من إعلام ودبلوماسية وسلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية وسائر الفعاليات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وقد اكتسبت المخابرات السورية عبر تراكم معرفتها خلال مدة طويلة مهارات في التعامل مع الشعب السوري كأفراد وكعائلات وعشائر وطوائف وقوميات، بالإضافة إلى خبرتها في إدارة كل مؤسسات الدولة والمنظمات الوسيطة بين الدولة والمجتمع بطرق غير مباشرة.

ومن أبرز هذه الأجهزة وأكثرها نفوذا وقوة، المخابرات العسكرية (الأمن العسكري) التي كان لها دور كبير من ملاحقة المنشقين عن الجيش السوري النظامي وتصفيتهم، ويتبع لهذا الجهاز «فرع فلسطين 235» السيئ السمعة. هذا كان من المفترض أن يتولى مهمة مكافحة التجسس الإسرائيلي، إلا أنه وفقا لناشطين في الحراك الثوري فإنه تفرغ لقمع الثورة وتعذيب المتظاهرين واشتهر بتسليم أكبر عدد من جثث المعتقلين إلى أهاليهم بعد قتلهم تحت التعذيب. كما يتبع لهذا الجهاز فرع أمن الضباط و«فرع 211» المتخصص بقضايا الإنترنت والاتصالات، إضافة إلى فرع الدوريات الذي حصل بالقرب منه انفجار القزاز الكبير.

ويترأس اللواء علي ملوك جهاز أمن الدولة المعروف باسم المخابرات العامة ويتبع لهذا الجهاز «فرع 252»، حيث يقوده العميد حافظ مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد وأخو رجل الأعمال المعروف رامي مخلوف. وقد تضاربت الأنباء عن مصير العميد حافظ مخلوف بعد حضوره لاجتماع خلية الأزمة في مقر الأمن القومي الذي تعرض للتفجير أول من أمس. كما يتبع لجهاز المخابرات العامة «فرع 279» وهو متخصص بشؤون الإعلام والصحافة يقوم بمراقبة الكتاب والصحافيين ووسائل الإعلام ومواقع الإنترنت ويترأسه العميد غسان خليل.

أما جهاز الأمن السياسي الذي يتبع نظريا لوزارة الداخلية ويعتبر الأكثر وجودا وتغلغلا في المجتمع السوري. فيقوده اللواء ديب زيتون. ويتولى قادة الفروع الأمنية التابعة لهذا الجهاز مسؤولية الأمن في كل محافظة سوريا ويعد فرع الفيحاء في دمشق من أهم فروع هذا الجهاز وأكثرها نفوذا.

وفي حين يتولى جهاز أمن الرئاسة تأمين الأمن الخاص للرئيس بشار الأسد، حيث يتبع له شخصيا، فإن جهاز المخابرات الجوية التي يترأسها حاليا اللواء جميل حسن وتتبع للقوات المسلحة، وتحديدا الجوية، يعد أكثر الأجهزة وحشية ودموية في التعامل مع المحتجين على النظام الحاكم، حيث رصدت المعارضة السورية الكثير من ممارسات هذا الجهاز وضحاياه، أبرزها جريمة اقتلاع حنجرة الناشط السوري غياث مطر وقتله في أحد أقبية هذا الجهاز. كما تلعب فرقتان عسكريتان في الجيش النظامي دورا أمنيا داخليا في عمليات القمع ضد المتظاهرين. هما الحرس الجمهوري الذي يهيمن عليه أقرباء الرئيس السوري والفرقة الرابعة التي يقوده شقيقه ماهر.

ولم تكتف الثورة السورية بكسر حاجز الخوف، لا سيما بعد اتخاذها لخيار العسكرة في مواجهة نظام الأسد، فأصبحت الأجهزة الأمنية هدفا للثوار، وبدأت عمليات تصفية ضباط النظام المتورطين بأعمال القتل. كما استهدف الثوار فروع الأمن أكثر من مرة في أكثر من مدينة، وجرى خطف لبعض ضباط وصف ضباط وعناصر الأمن شمل أحيانا قيادات أمنية كبيرة قديمة وحديثة، مع محاولات لاغتيال البعض بطرق مختلفة. وجاءت عملية تفجير مقر الأمن القومي في حي الروضة المحصن أمنيا، تتويجا لسلسلة ضربات وجهت إلى القيادة الأمنية للنظام الحاكم. هذه العملية أسفرت عن مقتل قادة أمنيين كانت أسماؤهم تزرع الرعب في صدور السوريين لعقود من الزمن، أبرزهم آصف شوكت، صهر بشار الأسد، ومن أكثر الشخصيات التي تستقطب غضب وبغض المعارضين للنظام.

ويقول خبير مهتم في الشؤون الأمنية في سوريا «إن الأجهزة الأمنية في سوريا قد لعبت دورا رئيسيا في قمع المحتجين المطالبين بإسقاط النظام، فخلية الأزمة التي سربت وثائقها السرية إلى الإعلام مؤخرا، كانت قد شكلت في بداية الأزمة لإدارة المهمات الأمنية في كافة المحافظات السورية». ويشير الخبير في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الخلية تضم كبار القادة الأمنيين في البلد، إضافة إلى شقيق الرئيس ماهر الأسد المسؤول عن قيادة الفرقة العسكرية الرابعة، وترسل هذه الخلية بعد كل اجتماع تقريرا مفصلا إلى مكتب الرئاسة لإعلام الرئيس بآخر التطورات الميدانية. ويلفت الخبير إلى أن هناك اختلافا كبيرا في آراء قادة الأجهزة الأمنية مما ينعكس على قراراتهم ويخلق تضاربا في آليات عملهم، إلا أنهم يتفقون على شيء واحد هو قمع الشعب السوري، كما يشير إلى أن «المعارضة السورية حاولت بشقها العسكري تنفيذ عملية ضد أعضاء هذه الخلية، لكنها فشلت». وقد كانت إشاعات سرت في سوريا خلال الأسابيع الماضية تشير إلى تعرض أعضاء الخلية للتسمم، إثر عملية أعلن عنها «الجيش الحر»، لكن وزير الداخلية السوري خرج إلى الإعلام آنذاك ونفى الخبر.

وتضم هذه الخلية، التي تعد الرأس الأمني للنظام، كبار القادة والمسؤولين الأمنيين في سوريا ويترأسها اللواء هشام بختيار، الذي يحظى بثقة الرئيس الأسد. وكانت تضم كلا من: وزير الداخلية اللواء محمد الشعار، ووزير الدفاع العماد داود راجحة، ومدير إدارة أمن الدولة اللواء علي مملوك، ورئيس شعبة المخابرات العسكرية اللواء عبد الفتاح قدسية، ورئيس شعبة المخابرات الجوية اللواء جميل الحسن، ورئيس شعبة الأمن السياسي اللواء محمد ديب زيتون. وكان ينضم إليها عند اتخاذ القرارات المصيرية كل من نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء آصف شوكت، وقائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري ماهر الأسد (شقيق الرئيس السوري)، واللواء محمد ناصيف والعميد حافظ مخلوف.

وأشار رئيس «تجمع الضباط الأحرار» في الجيش السوري الحر العميد حسام العواك لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه الخلية كانت تسمى قبل الثورة مكتب الأمن الوطني، وتتبع مباشرة لحزب البعث برئاسة اللواء هشام بختيار. وكشف عن جانب من القرارات التي اتخذتها هذه الخلية في إطار قمعها للثورة وترهيب المدنيين، ومنها إشاعة القلق والخوف والتهديد بإثارة الحرب الطائفية في سوريا، وإشاعة روح العدوان والهزيمة لدى المعارضة، وبث الشائعات عن المنافع المادية وتشكيل لوبي يساوم المعارضة ماليا لصالح النظام، وإنتاج أنواع من الدخان المسرطن والمواد المخدرة التي كانت توزع في المناطق الثائرة، وتعطيل إنتاج المصانع الخاصة والعامة وحرق المحاصيل الزراعية، رفع الروح المعنوية لدى كتائب الأسد. وترفع الخلية اقتراحاتها إلى الرئيس الأسد «الذي يوافق عليها وتوضع موضع التنفيذ»، ويؤكد معارضون سوريون أن استهداف خلية الأزمة التابعة مباشرة للرئيس الأسد يعد بمثابة ضربة قاصمة لظهر النظام المتربع على عرش السلطة بحكم قبضته الأمنية.

ويرجع الخبير السوري الذي غادر البلاد بعد سنوات قليلة من استيلاء عائلة الأسد على السلطة في البلاد إلى أزمة الثمانينات التي انتهت بهزيمة «الإخوان المسلمين» فيشير إلى أن «الأجهزة الأمنية لعبت دورا كبيرا في عمليات القمع ضد الحركة المتمردة آنذاك، حيث أطلق الأب يدها في المجتمع السوري لتصبح شريكة في عملية الحكم بالمعنى الوظيفي أي حماية النظام وتوطيد أركانه، حيث منح رؤساء هذه الأجهزة الأمنية وتابعيها سلطات وصلاحيات واسعة في المجتمع. وأصبح من بديهيات الحصول على الوظائف وفرص العمل أن يلجأ المواطن إلى الواسطة التي عمادها ضباط أمنيون واسعو النفوذ في الدولة». ويضيف: «وزع الأسد قيادة الأجهزة الأمنية على أقربائه وبعض الموثوقين من رجالات الجيش والأمن»، كما يرى أن «رؤساء الأجهزة الأمنية كانوا يعتقدون أنهم في حال نجحوا في إخماد الثورة الشعبية سيحصلون على مكاسب جديدة من النظام الحاكم، وربما يصبحون الحكام الفعليين للبلاد، مما يجعلهم يزدادون شراسة في قمع المظاهرات المطالبة برحيل النظام، إلا أن تفجير مقر الأمن القومي وقتل أبرز هؤلاء القادة المسيطرين على القرار الأمني في البلاد غير المعادلة». ويضيف «هذه الأجهزة من دون القيادات القائمة على قرارها وخططها مرشحة للانهيار، لأن العمل الأمني في سوريا ليس مؤسساتيا مثل الدول المتقدمة، وإنما يعتريه الكثير من الشخصنة والمصالح والفساد، فرئيس أي جهاز أمني بعد وصوله إلى مركز القرار يبني شبكة من المصالح والزبائنية، الأمر الذي يجعل مقتل رئيس الفرع انهيارا للمنظومة التي بناها. بمعنى آخر تفجير الأمن القومي هو مثابة ضربة قاصمة لهرمية الأجهزة التي يرأسونها».

ويؤكد ناشطون معارضون أن هذه الأجهزة فقدت الكثير من قوتها بسبب التفجير الذي أصاب أبرز قادتها في وسط دمشق. ويضيف الناشطون «النظام يستطيع أن يبدل وزير الدفاع أو يعين بدلا عنه، لكن من الصعوبة بمكان أن يعين رؤساء جددا لأجهزته الأمنية يتمتعون بذات الكفاءة التي كان يتمتع بها من اغتيلوا، إضافة إلى مسألة الولاءات التي يهتم بها نظام الأسد كثيرا، والتي صار أمر تحقيقها صعبا في ظل تزايد الانشقاقات وتفكك نواة النظام الأسدي». ويصف الناشطون المناهضون لنظام الرئيس بشار الأسد العملية التي تبناها «الجيش الحر» وأسفرت عن مصرع بعض من قيادات الأجهزة الأمنية بضربة المعلم «النظام السوري الذي وضع أجهزته الأمنية في مصاف الآلهة التي لا يستطيع أحد التغلب عليها كان من الضروري ضربه عبر هذه الأجهزة». ويتابعون «هذا النظام يتكون من العسكر والأمن ولتحقيق هدف سقوطه بشكل سريع لا بد من ضرب هاتين الركيزتين». ويتوقع الناشطون توجيه ضربات أخرى للأجهزة الأمنية عبر «الجيش الحر»، جازمين بأن «هذا الطريق هو الأقصر لهزيمة نظام البعث وتدمير معنوياته». ويلفت الناشطون إلى أن «تفجير مقر الأمن القومي في حي الروضة شكل صدمة للموالين للنظام، كما للمعارضين، فحين يغتال آصف شوكت وحافظ مخلوف فمعنى ذلك أن بشار الأسد في دائرة الاستهداف». ويبقى أن أجهزة الأمن السورية التي اعتمدها نظام الأسد في عهده أداة لقمع المجتمع وإخضاعه أصبحت بعد الثورة السورية وإصرار المنخرطين فيها، مؤشرا يدل على اقتراب سقوط هذا النظام، هذا ما ينبئ به تفجير دمشق المدوي.

المجلس الوطني السوري يوافق على مرحلة انتقالية تقودها شخصية من النظام

رأى المجلس الوطني السوري أن كل الخيارات لقيادة المرحلة الانتقالية في سوريا “قيد الدرس” ومن ضمنها تنحي الرئيس السوري بشار الاسد ونقل صلاحياته الى احد شخصيات النظام، وقال الناطق باسم المجلس جورج صبرا في اتصال مع وكلة “فرانس برس”: “نحن موافقون على خروج الاسد وتسليم صلاحياته لاحد شخصيات النظام لقيادة مرحلة انتقالية على غرار اليمن”، معتبراً أن “سوريا مليئة بالشخصيات الوطنية وحتى من قبل الموجودين في النظام وبعض الضباط في الجيش السوري التي يمكن ان تلعب دورا” في هذا المجال.

واعلن صبرا موافقة المجلس، احد اكبر تشكيلات المعارضة في الخارج، على المبادرة العربية الاخيرة التي عرضت على الاسد تامين مخرج آمن له ولعائلته مقابل تنحيه عن الحكم. وأضاف: “نوافق على هذه المبادرة لان الاولوية حاليا هي لوقف المجازر وحماية المدنيين السوريين وليس لمحاكمة الاسد التي تبقى حقا قانونيا لا يمكن لاحد ان يحرم اي مواطن سوري منه”، لافتاً إلى أن المجلس يوافق “على اي خطوة توقف اعمال القتل وتفسح المجال امام بداية مرحلة انتقالية لانتقال سلمي وآمن للسلطة من دون هذا القدر من الضحايا”.

وإذ لفت إلى أن بلورة الصيغة الامثل لقيادة المرحلة الانتقالية “ما تزال قيد الدرس” بين جميع مكونات المعارضة، رأى صبرا أن جميع الخيارات مفتوحة بما في ذلك ان “يقود مجلس عسكري انتقالي المرحلة الانتقالية”، معتبراً أن “هذا النظام يرفض كل المخارج السلمية مدعوما سياسيا وعسكريا من روسيا والصين وايران ومستفيدا من العجز العربي والدولي”، منتقدا في الوقت نفسه مؤتمر اصدقاء سوريا “الذي يكتفي بالتفرج واصدار البيانات”.

154 قتيلا بسوريا واعتصام بسجن حلب

                                            قال ناشطون سوريون إن 154 قتيلا سقطوا أمس الاثنين بنيران قوات النظام السوري، معظمهم في دمشق وريفها وفي حلب ودرعا، كما قتل 15 سجينا أثناء اعتصام في سجن حلب المركزي، في حين يتواصل قصف قوات النظام على مناطق عدة، وتتزايد الاشتباكات في حلب بين القوات النظامية والجيش الحر.

وأضاف الناشطون أنهم عثروا على جثث 24 شخصاً مجهولي الهوية في بساتين داريا الشرقية بريف دمشق، مع وجود آثار للتعذيب ولأعيرة نارية في أجسادهم تظهر أنهم أعدموا ميدانياً، واتهموا قوات الأمن والشبيحة بارتكاب “المجزرة” بحقهم بعد قيامها مؤخرا باعتقال بعض الأهالي في المنطقة.

معارك حلب

ومن جهة أخرى، أفاد ناشطون بأن نحو 15 شخصا على الأقل قتلوا منذ الليلة الماضية عندما أطلقت قوات الأمن النار على السجناء في سجن حلب المركزي أثناء اعتصامهم.

وبث الناشطون صورا -على مواقع الثورة على الإنترنت- تم تهريبها من داخل السجن وتظهر عددا من الجرحى المصابين في الحادثة، وأضافوا أن السلطات قطعت الاتصالات والكهرباء عن السجن.

وفي الأثناء، قال ناشطون إن الاشتباكات ما زالت مستمرة في حي صلاح الدين بحلب، وشوهد إطلاق نار كثيف وعشوائي على المنازل وعمليات تخريب للمحال التجارية وتكسير للسيارات، وسط عمليات نزوح للأهالي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حي مساكن هنانو تعرض لقصف القوات النظامية، في محاولة للسيطرة على الحي. وفي حي الصاخور قتل مواطنان على الأقل إثر إطلاق نار وسقوط قذائف على الحي الذي شهد اشتباكات عنيفة اليوم.

وأفادت شبكة شام الإخبارية بتواصل القصف بقذائف المدفعية والطيران المروحي على مناطق سيف الدولة وبستان القصر وصلاح الدين والزبدية والمشهد والصاخور وهنانو.

ومن جانبه، أعلن الجيش الحر أن إحدى كتائبه تمكنت من إعطاب دبابتين لقوات النظام في حلب، كما بث ناشطون صورا تظهر مسلحي الجيش الحر وهم يهاجمون دبابة ويعطبونها في حي الصاخور، وكذلك وهم يسيطرون على دبابة أخرى.

اشتباكات وقصف

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام شنت الاثنين غارات في منطقة الرازي بالمزة وفي نهر عيشة وكفر سوسة والقدم بدمشق، وهي مناطق تشهد مواجهات منذ خمسة أيام.

وفي المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” إن الجيش “أعاد الاستقرار” إلى منطقة الرازي، وألقى القبض على عدد من “الإرهابيين”، وصادر بنادق آلية وقذائف صاروخية ووسائل اتصال وأدوية وصفتها بالمسروقة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بعض السكان قولهم إنهم سمعوا خلال الليل أصوات طلقات نارية وانفجارات فجرا في المزة تبعتها سحب من الدخان الكثيف، كما ذكرت شبكة شام أن قوات النظام هدمت منازل حول جامع المصطفى بالحي.

وفي محافظة درعا، يتواصل القصف على قرية الشيخ مسكين، كما دارت اشتباكات عنيفة بحي السبيل وفي حي الكاشف بالقرب من فرع الأمن السياسي، في حين انشق أفراد من كتيبة المدفعية بكامل عتادهم في مدينة نوى، حسب شبكة شام.

وأضافت الشبكة أن القصف العشوائي تواصل أمس على بلدة الزبداني في ريف دمشق، وقرى القساطل في ريف اللاذقية، ومدينة الباب في ريف حلب، وخان شيخون وسراقب في إدلب، والحولة والرستن في حمص.

قضية المخطوفين

من جهة أخرى، قال مصدر أمني لبناني إنه تم أمس الاثنين خطف ثلاثة يعتقد أنهم من المعارضة السورية وهم في طريق عودتهم إلى سوريا، حيث أوقفت مجموعة مسلحة حافلة كانت تقلهم في البزالية بالبقاع الشمالي بلبنان، وسألت ركابها من منهم من مدينة حماة السورية، وعندما أجاب الثلاثة بالإيجاب اختطفوهم.

وأضاف أن عملية الخطف تأتي ردا على اختطاف مجموعة من الثوار في مايو/أيار الماضي 11 زائرا شيعيا خلال مرورهم بمحافظة إدلب السورية قادمين من إيران عبر تركيا.

ووزعت مجموعة تطلق على نفسها اسم “المختار الثقفي” بيانا على موقع إلكتروني تطالب فيه بإطلاق سراح الزوار اللبنانيين مقابل الإفراج عن السوريين الثلاثة.

العراق يقرر استقبال النازحين من سوريا

                                            طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من القوات العراقية والهلال الأحمر استقبال النازحين السوريين, وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان الحكومة رفضها السماح بدخول أي لاجئ.

وذكرت قناة العراقية الحكومية في خبر عاجل أن رئيس الوزراء نوري المالكي يوجه قوات الجيش والشرطة والهلال الأحمر العراقي باستقبال النازحين السوريين ومساعدتهم وتقديم الخدمات لهم”.

كان العراق قد أعلن رسميا يوم الجمعة الماضي أنه غير قادر على استقبال لاجئين من سوريا على خلفية الأحداث وتصاعد وتيرة القتال بين القوات الحكومية والمعارضة.

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح لقناة العراقية الحكومية “نحن نأسف عن عدم القدرة على إغاثة أي شخص لأنه لا توجد لدينا أية خدمات لاستقبال أي عدد من اللاجئين السوريين لأنه لدينا حدود برية صحراوية قاحلة لا يمكن توفير الخدمات فيها”.

وأضاف المتحدث “نقول إننا نعتذر لأننا لا نستطيع بسبب ظروفنا الأمنية والخدمية توفير الخدمات للاجئين السوريين مثلما يجري الآن في تركيا والأردن لأن المناطق الحدودية بينهم وسوريا تضم مدنا آمنة بالسكان”. وذكر أن مطار دمشق الدولي يشهد حاليا تدفقا كبيرا من العراقيين المقيمين في سوريا.

يشار إلى أن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أعلن في وقت سابق أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا وافقت على تقديم معونة قدرها مائة مليون دولار للاجئين السوريين.

كما تستعد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لتدفق اللاجئين من سوريا بأعداد كبيرة وضاعفت الشهر الماضي عدد اللاجئين الذين تتوقع خروجهم هذا العام إلى 185 ألفا. وناشدت جيران سوريا استمرار فتح حدودهم حتى يتمكن الفارون من الصراع من التماس الأمان في أراضيهم مع استمرار القتال.

صبرا: نقبل “انتقالية” برئيس من النظام

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكد الناطق باسم المجلس الوطني السوري جورج صبرا الثلاثاء موافقة المجلس على تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، ونقل صلاحياته إلى إحدى شخصيات النظام التي لا تزال تمارس مهامها حتى الآن.

وأوضح صبرا لـ”سكاي نيوز عربية أن المرحلة الانتقالية ستبدأ برحيل الأسد، وتنتهي بانتخابات حرة، وبرلمان شرعي، وحكومة تنبثق عن الإرادة الشعبية.

وأضاف: “موافقون على خروج الأسد وتسليم صلاحياته لأحد شخصيات النظام لقيادة مرحلة انتقالية على غرار اليمن”، معتبرا أن سوريا تمتلك عديد من الشخصيات الوطنية، وبعض الضباط في الجيش الذين يمكن أن يلعبوا دورا في هذا المجال.

واعتبر صبرا أن موافقة المجلس، وهو أحد أكبر تشكيلات المعارضة في الخارج، لا تخرج عما جاءت به المبادرة العربية الأخيرة التي عرضت على الأسد لتأمين مخرج آمن له ولعائلته مقابل تنحيه عن الحكم.

ووجه قرار عربي اتخذه المجلس الوزاري للجامعة العربية فجر الاثنين في الدوحة نداء إلى الرئيس السوري بشار الأسد “للتنحي السريع عن السلطة” فيما “الجامعة العربية ستساعد بالخروج الآمن له ولعائلته”.

وردا على سؤال من “سكاي نيوز عربية” بشأن إمكانية طرح اسم العميد المنشق مناف طلاس، قال صبرا أن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن أسماء بعينها، مضيفا أن طلاس لم يظهر حتى الآن ما يشير إلى انخراطه في صفوف المعارضة.

وأشار إلى أن “الأولوية الآن لوقف المجازر وحماية المدنيين السوريين وليس لمحاكمة الأسد التي تبقى حقا قانونيا لا يمكن لأحد أن يحرم أي مواطن سوري منه”.

وشدد صبرا على أن المجلس يوافق  “على أي خطوة توقف أعمال القتل وتفسح المجال أمام بداية مرحلة انتقالية لانتقال سلمي وآمن للسلطة من دون هذا القدر من الضحايا”، مشيرا إلى أن بلورة الصيغة الأمثل لقيادة المرحلة الانتقالية “ما تزال قيد الدرس” بين جميع مكونات المعارضة.

أوروبا تبحث أزمة 115 ألف لاجئ سوري

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي الاثنين إن عدد اللاجئين السوريين الفارين من الصراع في بلدهم بلغ 115 ألفا، وينبغي لوكالات الإغاثة أن تضع خطة للتصدي للأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وقالت وزيرة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي سيسليا مالمستروم للصحفيين عقب اجتماع لمسؤولي الإغاثة في قبرص “إنه وضع مروع يتغير كل ساعة”.

وحضر الجلسة غير الرسمية وزراء العدل والشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي، حيث أبلغتهم المفوضة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 115 ألف سوري فروا بالفعل إلى تركيا والأردن ولبنان والعراق.

وقال مسؤولون إن قبرص التي ترأس الاتحاد الأوروبي حاليا وضعت بالتشاور مع الاتحاد خطة عاجلة لإجلاء حملة جوازات سفر دول الاتحاد الأوروبي، ورعايا دول أخرى في حالة تحقق أسوأ التوقعات، ويقرب عدد هؤلاء من 200 ألف شخص.

وشدد المسؤولون القبارصة على ان الخطط التي يجري وضعها ستقتصر على تسهيل إعادة الفارين من العنف إلى بلدانهم ولن تتضمن قبول لاجئين سوريين.

ومن ناحية أخرى قالت مالمستروم إن وزراء الاتحاد الأوروبي ناقشوا ما وصفته بإقامة “برنامج حماية إقليمي بمواصفات خاصة” يركز على المساعدات الإنسانية وعودة النازحين ودمجهم في مجتمعاتهم الأصلية وإعادة توطينهم.

وأضافت في مؤتمر صحفي “كان هذا اجتماعا غير رسمي، وأول مرة نناقش فيها هذا السياق الوضع المروع في سوريا ولذا فقد كان استكشافيا بدرجة أكبر”.

وتابعت “هذا أمر نحن ندرسه وسنعود إليه، لأن من غير المرجح للأسف أن يتوقف الصراع في الأسابيع المقبلة”.

وقالت وزيرة الداخلية القبرصية إيليني مافرو إن تقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تفيد بأن 42 ألف سوري لجأوا إلى تركيا، وفر إلى كل من الأردن ولبنان ما بين 30 ألفا و34 ألف لاجئ، وعبر 8 آلاف الحدود إلى العراق.

أغنياء سوريا يفرون.. على أكف الراحة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بينما كانت أغلب السيارات المغادرة لسوريا عن طريق معبر المصنع الحدودي مكتظة بأبناء الأسر الفقيرة وعلى سقوفها أكداس من الحقائب والأمتعة تميزت بينها سيارة مكيفة رباعية الدفع من طراز “لاند كروزر” كانت نوافذها معتمة وتحمل لوحات ترخيص من دمشق.

وقال السائق باقتضاب في مزاج لا يسمح له بالحديث إنه سائح، مضيفاً “لا شيء يحدث في سوريا. جئنا للاستجمام ستة أيام في بيروت”.

وكان أغلب السوريين الذين فروا من الصراع في سوريا على مدى الشهور الستة عشر الماضية مزارعين بسطاء يجدون لهم ملجأ لدى أسر لبنانية متعاطفة معهم أو في خيام مؤقتة أو في مبان مهجورة.

لكن بعدما أضر الصراع في سوريا حتى بأغنى ضواحي دمشق، بدأت فئة أخرى من اللاجئين بشكل راق تتدفق على لبنان حيث يفرون في سيارات من نوع “بورشه”، ويقيمون في مساكن فاخرة ببيروت ويتواجدون بكثرة في نواديها الليلية ويتناولون الطعام في مرسى اليخوت.

وخلال الأسبوع الماضي، الذي شهد أحداث عنف غير مسبوق في العاصمة دمشق، فر عشرات الآلاف من اللاجئين بالفعل إلى لبنان، حيث أفاد مسؤولون لبنانيون بأن نحو 20 ألف شخص عبروا الحدود يومياً، وفقاً لوكالة رويترز.

وظلت النخبة في دمشق موالية إلى حد كبير للرئيس بشار الأسد في الوقت الذي تسعى فيه قواته لإخماد انتفاضة بالقوة.

ويميل السوريون من أبناء الطبقة الغنية والمتوسطة الذين غادروا إلى لبنان إلى توخي الحذر ورفض الخوض في الأمور السياسية.

ورفض من تحدثت معهم رويترز نشر اسمائهم لحماية أسرهم في سوريا أو لتجنب التعرض للانتقام عندما يعودون.

وكان وجود الأثرياء السوريين في بيروت واضحاً بالفعل منذ شهور حيث التحق أطفالهم بمدارس راقية في حين كانت السيارات من طراز “بي. إم. دبليو”، التي تحمل لوحات معدنية من دمشق، تجوب شوارع المدينة.

وفي منطقة الحمراء وهي مركز لمتاجر الأزياء والمقاهي الكبرى يمكن حالياً مشاهدة فتيات يرتدين غطاء الرأس الأبيض الشائع في دمشق وسط اللبنانيات اللاتي ترتدين الصنادل والسراويل القصيرة.

وجلست مجموعة من الرجال السوريين في مقهى خارج فندق ميد تاون سويت في الحمراء، الذي يتجاوز سعر الليلة فيه 100 دولار، يناقشون الأحداث في بلادهم.

وقال أحدهم، رافضاً الكشف عن هويته “الوضع في الحقيقة ليس طيباً في دمشق. جئنا إلى هنا لكن نأمل في العودة خلال أيام قليلة”، لكنه لم يشأ التحدث بمزيد من التفصيل عن الوضع السياسي في سوريا.

وفي مكان آخر بالشارع خرج رجل دمشقي وزوجته من سيارتهما وسارا ببطء في شارع الحمراء الرئيسي يتفرجان على نوافذ العرض بالمتاجر.

وقال الرجل “اضطررنا للمجيء إلى بيروت. أنت تعلم كيف هو الحال هناك.. عليك أن تشاهد التلفزيون وترى”.

ويمكن أن يخفف وصول الأثرياء السوريين إلى لبنان بعض الضغوط الاقتصادية التي فرضتها على لبنان تكلفة استيعاب السوريين الأشد فقرا من أبناء القرى.

وترحب الفنادق والمطاعم والحانات بالنشاط في القطاع السياحي الذي تضرر من الحرب في الدولة المجاورة والتي منعت الزوار الأثرياء من دول الخليج العربية من زيارة المنتجعات الجبلية اللبنانية والأندية الشاطئية هذا الصيف.

وقال إبراهيم سيف الخبير الاقتصادي لدى معهد كارنيجي الشرق الأوسط إن هناك سوريين ميسورين يأتون إلى لبنان ممن يملكون حسابات مصرفية في بلادهم وموارد تمكنهم من دفع الايجارات ونقل أولادهم إلى المدارس. وأضاف أن هؤلاء يساهمون في قطاع السياحة في لبنان ويدعمونه جزئيا. ويستغل بعض سماسرة العقارات في بيروت بالفعل تدفق السوريين في مساوماتهم.

وقال سمسار مخاطباً زبوناً كان يصطحبه في حي الأشرفية الراقي إنه سيكون عليه زيادة ما يتوقع أن يدفعه، مضيفاً “الأسعار مرتفعة الآن لأن السوريين أخذوا الشقق السكنية”.

ناشطون: اشتباكات عنيفة في أحياء حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت مصادر المعارضة السورية أن القوات النظامية تحاصر المعتقلين داخل السجن المركزي في حلب، وأن اشتباكات عنيفة تدور في محيط السجن وباب النيرب والمرجة، بينما ذكرت أن 175 شخصاً قتلوا في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين.

وقالت المعارضة إن عناصر أمن السجن وقوات الجيش تصدت للغضب داخل السجن المركزي بإطلاق الرصاص وقنابل غازية ما أدى إلى وقوع العديد من الإصابات بالغازات والرصاص، مشيرة إلى أنباء عن سقوط قتلى في “برج” السجن المركزي المعروف بسجن المسلمية في حلب.

كذلك أفادت المعارضة بأن اشتباكات عنيفة دارت مساء الاثنين وفجر الثلاثاء بين الجيش الحر والجيش النظامي في باب النيرب والمرجة في حلب.

وفي حلب أيضاً، شهدت مناطق سيف الدولة وبستان القصر وصلاح الدين والزبدية والمشهد والصاخور وهنانو والباب قصفاً من قبل قوات الجيش النظامي، فيما سمع دوي انفجار قوياً في السجن وأنباء عن قنص 6 من المعتقلين داخله.

وشهد ريف حماة قصفاً مدفعياً وصاروخياً من منطقة دير القديس جارجيوس، الذي يعتبر مركز تجمع للقوات النظامي في محردة، بينما ذكرت المعارضة أنه سمع دوي انفجارات قوية في عدد من أحياء مدينة حماة.

وفي الأثناء، أفادت المعارضة بانشقاق أفراد من كتيبه المدفعية بكامل عتادهم في منطقه عابدين التابعه للواء 61 في درعا، وكذلك انشقاق 7 من أفراد الجيش على الحاجز المتمركز عند البلدية في معرة النعمان بمحافظة إدلب، موضحة أنهم انشقوا بعتادهم الكامل.

175 قتيلا في سوريا

ارتفع عدد القتلى في برصاص قوات الأمن السورية الاثنين إلى 175 شخصاً، أغلبهم في محافظة دمشق وريفها، حيث أفاد معارضون بمقتل 90 شخصاً على الأقل في هذه المحافظة.

وأوضحت لجان التنسيق المحلية في أحدث تقاريرها أنه تم العصور على 25 جثة في برزة و12 جثة مجهولة الهوية بدت عليها آثار تعذيب وحرق في معضمية الشام، كما تم العثور على 12 جثة أخرى في بساتين داريا حملت هي الأخرى آثار التعذيب.

وقالت إن محافظة دمشق وريفها شهدت مقتل 90 شخصاً، بينما قتل 25 في درعا، و15 في حلب ومثلهم في إدلب في حين قتل 10 في دير الزور و9 في حمص و7 في حماه و3 في اللاذقية وواحد في الرقة.

اختطاف سوريين في لبنان

من ناحية ثانية، اتهمت المعارضة السورية حزب الله اللبناني باختطاف عدد من السوريين أثناء مرور الحافلة التي كانت تقلهم في منطقة البقاع في لبنان.

وقالت لجان التنسيق السورية إن عناصر من حزب الله اختطفوا الاثنين عدداً من الركاب السوريين كانوا على متن حافلة قادمة من حماة على الطريق بين العين واللبوة في البقاع اللبناني.

وحملت اللجان الحكومة اللبنانية وأجهزتها الأمنية مسؤولية سلامة المختطفين وكل الرعايا السوريين المقيمين في لبنان الذين يكفل لهم القانون الدولي حق الحماية والتنقل الآمن.

مقتل 5 أردنيين

وعلى صعيد آخر، أعلنت وكالة الأنباء السورية “سانا” الاثنين مقتل 5 أردنيين خلال اشتباك مع قوات النظام السوري في منطقة خربة غزالة.

وأضافت الوكالة السورية أن قوات حرس الحدود أحبطت محاولة تسلل مجموعة “إرهابية” مسلحة من الأراضي الأردنية غربي معبر نصيب على الحدود الأردنية السورية.

ونقلت عن  مصدر بمحافظة درعا أن الاشتباك مع المجموعة أسفر عن مقتل عدد من الأردنيين.

وتابعت وكالة الأنباء السورية أنه في بلدة خربة غزالة اشتبكت الجهات المختصة مع مجموعة مسلحة اعتدت على قوات حفظ النظام في البلدة المذكورة.

وذكر المصدر أن الاشتباك أسفر عن إلحاق خسائر في صفوف المجموعة ومصادرة ما بحوزتها من أسلحة، مشيراً إلى أن من بين القتلى اثنان من جنسيات عربية.

قصة هسام “صاحب المقالب” بجريمة اغتيال الحريري

الحلاق وعضو الاستخبارات الكردي السوري يظهر شبيها بـ “غوار الطوشة” بعد غياب 7 سنوات

لندن – كمال قبيسي

كما كان “غوار الطوشة” يظهر للمشاهدين كصاحب “مقالب” شهيرة في مسرحيات دريد لحام، هكذا أطل السبت الماضي في فيديو على “يوتيوب” عنصر المخابرات والحلاق السوري، هسام هسام، المعروف بلقب “الشاهد المقنع” وأحيانا “كنز الفضائح” أو “الصندوق الأسود” المتضمن معلومات حاسمة عن قتلة رئيس وزراء لبنان الحقيقيين.

ظهر هسام في الفيديو وسط مجموعة سمت نفسها “كتائب عملية اقتحام دمشق” وقالت على لسان قائدها، أبو علي الروماني، إنها من “الجيش السوري الحر” وستسلمه هدية لرئيس وزراء لبنان السابق، سعد الحريري، لما لديه من معلومات تكشف عن قتلة أبيه.

أما هو فقام بتعريف نفسه بأنه “الشاهد” على قضية الاغتيال وبأنهم “اعتقلوه” عند جسر المزة في دمشق، ثم قال: أنا عندي معلومات. لما جيت لعندكم قلت أوصلوني الى بيروت. فقط أوصلوني الى بيروت وسوف أعطيكم مفاجآت كبيرة، لم تحلموا بها.. فقط أوصلوني الى بيروت.

لكن الغريب هي عبارته “وعندما جئت إليكم” التي استغلها المتحدث باسم الخارجية السورية، جهاد مقدسي، في مؤتمر صحافي عقده أمس بدمشق، فقال إنها توحي بوجود تناقض بحديثه يدل بأنه هو من سلم نفسه ولم يتم اعتقاله. ثم قال مقدسي انه لن يفسد مفاجآت هسام التي أشار اليها في الشريط “انما سننتظر لنرى” على حد تعبيره.

وليس مقدسي وحده من شكك بهسام الذي تحدثت “العربية.نت” بشأنه الى وزير الداخلية اللبناني مروان شربل، كما والى عضو “كتلة المستقبل” النائب أحمد فتفت، فقد أبدى فتفت مخاوفه من أن يقوم بمقلب جديد كما فعل حين قدم إفادته قبل 7 سنوات في بيروت للجنة التحقيق بالجريمة ثم تراجع عنها بدمشق ونجح الى حد ما ببلبلة وتضليل التحقيق بجريمة الاغتيال.

وهسام، الذي جمعت “العربية.نت” معلومات عنه من مصادرة متنوعة، هو كردي ولد في 1975 بقرية “تل خنزير فوقاني” في محافظة الحسكة بالشمال الشرقي السوري، ويعتقدون أن والدته زينب حسن هي من الطائفة العلوية ولها غيره 8 أبناء، بينهم 6 بنات ممن ما زال بعضهم يقيم في القرية القريبة 35 كيلومترا من مدينة المالكية عند مثلث حدودي لسوريا مع تركيا والعراق، ومعروفة بقرية “الأربعين مخبرا” لكثرة ما اشتغل أهلها مع الاستخبارات

كما المعروف أنه غير متعلم تقريبا، وبالكاد أنهى المرحلة الإعدادية المتوسطة فقط، ثم التحق في 1996 بالتجنيد الإلزامي، فنقلوه للخدمة لدى الفرقة العاشرة بلبنان، حيث عمل حاجبا لدى اللواء محمد قاسم الشمالي، ومن بعده كحاجب أيضا لدى اللواء عادل زهر.

ثم عاد حين أنهى خدمته في منتصف 1998 الى قريته لفترة قصيرة، انتقل بعدها الى لبنان “بناء على طلب رئيس له سابق بالجيش” وفي بيروت نشط كعنصر مخابرات وأقام عاملا بالوقت نفسه كحلاق، ثم خطب لبنانية كانت برفقته في منطقة لا تبعد أكثر من كيلومترين عن موقع اغتيال رفيق الحريري حين دوّى الانفجار القاتل.

أول “مقلب” أعده هسام للجنة التحقيق الدولية بجريمة اغتيال رفيق الحريري هو إفادة أدلى بها في بيروت ثم تراجع عنها في دمشق، وفي الإفادة قال إنه عمل مع عدد من كبار الضباط السوريين، ومنهم القتيل الأسبوع الماضي، آصف شوكت، ومع رئيس جهاز الاستخبارات سابقا في لبنان، رستم غزالة الذي رافقه قبل يوم من اغتيال الحريري لاستكشاف موقع الجريمة، وعندما سأل غزالة عن سبب الاستكشاف أخبره الأخير بوجود معلومات عن محاولة اغتيال قد يتعرض لها الحريري.

ذكر أيضا أن رئيس جهاز الاستخبارات السورية سابقا في بيروت، العميد جامع جامع، كان ينتظر في سيارته في منطقة قريبة من موقع الجريمة لحظة وقوعها للتأكد من مقتل الحريري، لافتا الى أنه تلقى منه اتصالا قبل ربع ساعة من وقوع الجريمة، طالبا منه ترك المنطقة.

كما ورد في تقرير تضمن اعترافاته بأنه ضابط سابق في المخابرات السورية وانشق عنها، وأن آصف شوكت هو من أعطى الأوامر بتصفية أحمد أبو عدس، الفلسطيني الذي ظهر على شاشة إحدى الفضائيات العربية بعد الجريمة معلنا مسؤولية منظمة أصولية غير معروفة عن جريمة الاغتيال.

بعدها “قصد سوريا في مرحلة معينة ومعه 60 ألف دولار وعقد صفقة مع بعض الضباط، بينهم سميح القشعمي، وعاد بوثائق وتسجيلات ترتبط باجتماعات التحضير لاغتيال الحريري” طبقا للوارد في التقرير.

المقلب الثاني: ينفي في دمشق إفادته في بيروت

ولم يمر شهر تقريبا على الإفادة إلا وظهر هسام في إحدى الصور التي تم التقاطها لموقع اغتيال القيادي والأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني، جورج حاوي. كما ظهر في صورة ثانية هي التي تنشرها “العربية.نت” مع هذا التقرير، وهو في جنازة حاوي وبين أفراد أسرته، فانكشف أمره واستشعر الخطر وغادر سريعا الى دمشق، وفيها أدلى بمعلومات متناقضة في مؤتمر صحافي أعدته له السلطات السورية.

في المؤتمر الذي عقده في أكتوبر/تشرين الثاني 2005 فاجأ هسام الجميع بمقلب آخر من إعداده حين زعم أن إفادته في بيروت تمت تحت الضغط والتهديد، متهماً هاني حمود، المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، بالتزوير. كما زعم أن قيادات في “تيار المستقبل” أغرته بالمال.

وبتراجعه في دمشق عما قاله في بيروت تهاوت معظم حيثيات وموجبات التحقيقات الأولى لأن الافادة احتلت مكانة بارزة في أول تقرير أعده رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة الاغتيال، القاضي الألماني ديتليف ميليس، الذي بنى معظم نتائج استطلاعاته على المعلومات التي أوردها، والتي ما إن تراجع عنها هسام حتى عاد التحقيق الى نقطة الصفر تقريبا.

وفي ذلك المؤتمر الصحافي زعم هسام أيضا أن خطيبته اللبنانية ثروت الحجيري في خطر هي وعائلتها، لكنها أطلت على لجنة التحقيق بمفاجأة قالت فيها إنها ليست كما يزعم وأن اعترافاته السابقة أمام اللجنة هي الصحيحة، ودحضت الادعاءات التي قدمها في مؤتمره الصحافي عن تعرضه للضغط والترغيب والترهيب للإدلاء بمعلومات تدين مسؤولين أمنيين سوريين بالجريمة.

وأهم ما أوردته ثروت الحجيري خلال الاستماع إليها هو أنه قبيل الانفجار الذي استهدف موكب الحريري بربع ساعة، وفيما كانت تتنزه برفقته في منطقة عين المريسة ببيروت، حيث وقع الانفجار قرب فندق سان جورج، تلقى خطيبها اتصالا على هاتفه الجوال طلب فيه المتصل أن يغادر المنطقة فوراً لأن “انفجارا مزلزلا” سيقع على مقربة منه.

سريعا أخذ هسام بيدها وركضا مسرعين صعودا باتجاه شارع الحمراء، وعندما وصلا الى “طلعة جنبلاط” الواقعة أول منطقة كليمنصو، وهي في منتصف الطريق بين شارع الحمراء وموقع الجريمة، دوّى الانفجار الذي أودى بالحريري و22 آخرين، عندها أبلغها هسام أن العميد السوري جامع جامع هو من اتصل به وأنقذ حياته وحياتها.

ثم كانت الافادة “المقلب” من هسام، وبعدها ظهوره في موقع اغتيال حاوي ومغادرته الى دمشق التي بقي فيها برعاية وحماية سلطاتها غائبا عن الأنظار طوال 7 سنوات تقريبا، الى أن ظهر “معتقلا” ومتحدثا السبت الماضي في الفيديو الذي طلب فيه نقله الى بيروت ليأتيها كما وعد بـ “مفاجآت” تتعلق بالكشف عن ذيول وملابسات الاغتيال.

وسألت “العربية.نت” وزير الداخلية اللبناني، مروان شربل، عما إذا كانت السلطات اللبنانية ستعتقل “الشاهد المقنع” حال وصوله الى بيروت (من تركيا كما يقال) فذكر عبر الهاتف من بيروت أنه يشك بوصوله بالسرعة التي يتصورها البعض، وقال إن القضاء اللبناني هو المكلف بقضيته، وسيحقق معه عند وصوله وقد يقوم بتسليمه مباشرة للمحكمة الدولية التي تقرر مصيره.

أما النائب أحمد فتفت، فقال عبر الهاتف أيضا ان “حركة 14 آذار” لن تتعاطى مع هسام “ولا أتصور أن الشيخ سعد (الحريري) سيتعاطى شخصيا بقضيته أيضا”. ثم شكر الجيش السوري الحر على البادرة بتقديمه كهدية، وقال: “لكن هسام غير مطلوب من القضاء اللبناني وبإمكانه أن يدخل لبنان متى أراد، والأفضل أن يبقوه معهم حتى تتسلمه الأجهزة المسؤولة” وفق تعبيره.

وراجعت “العربية.نت” ردود الفعل من سياسيين لبنانيين آخرين على طلة “الصندوق الأسود” الجديدة بعد 7 سنوات من الغياب عن مسرح الجريمة، وممن شكك بهسام هو النائب جمال الجرّاح، من “كتلة المستقبل” أيضا، فشدد على ضرورة التأكد من أن اعتقاله تم فعلا على أيدي “الجيش السوري الحر” ولم يكن مفبركا من النظام السوري” بحسب ما قال أمس الاثنين لإذاعة “صوت الفجر” المحلية اللبنانية.

كما حذر النائب مروان ن حماده من “أن لا يتحفنا هسام هسام مجددا بأكاذيب من النوع التي أدلى بها سابقا في بيروت ودمشق، لأنه محترف كذب من الدرجة الأولى وثبت أنه يعمل مع المخابرات السوريّة” على حد تعبيره لاذاعة “صوت لبنان” مضيفا ان إلقاء القبض عليه مهم جدًا للمحكمة الدولية.

وشكك النائب بطرس حرب بأهمية ما سيقدمه هسام، وقال إن ما تم الإعلان عنه حتى الآن لا يعني شيئًا لأن المهم أن يمثل أمام المراجع المعنية في لبنان أو لدى المحكمة الخاصة. والنائب حرب هو آخر الناجين من محاولة اغتيال استهدفته الشهر الماضي بعد فشل محاولة تفخيخ المصعد الذي يؤدي الى مكتبه في منطقة بدارو في بيروت.

ودعت التي يصفونها بـ “الشهيدة الحية” وهي الإعلامية اللبنانية مي شدياق التي حاول هسام دخول غرفتها في المستشفى بعد نجاتها في أواخر 2005 من محاولة اغتيال، مدعياً أنه يعمل لدى الانتربول، الى تسليمه للمحكمة الدولية.

كما طالب عدد من الصحافيين اللبنانيين في مقالات لهم عنه بضرورة سؤاله عمن ورطه من المسؤولين السوريين ليتعمد تقديم معلومات ضللت التحقيق في إفادته الأولى ببيروت، فيما كتب آخرون أن المحكمة الدولية باغتيال الحريري تجاوزت مرحلة هسام عبر إصدارها أحكاما ضد 4 من عناصر حزب الله، ممن لا زالوا يسرحون ويمرحون بحماية الحزب وبعيدا عن أي اعتقال.

إعدامات ميدانية في المزة بدمشق بطرق انتقامية

جثث مشوهة وقصف مدفعي مع تحليق مكثف من الطيران فوق المنطقة

دمشق – جفرا بهاء

يبدو أن النظام السوري قرر ازالة اي منطقة قد تحتوي على جيش حر، فاتجهت اليوم البلدوزرات إلى المزة في دمشق وتحديداً خلف الرازي ومنطقة الصبارة، حيث أنها احرقت تلك جزء كبير من تلك المنطقة قبل يومين وهاهي اليوم تستعد لإتام مهمتها بالقضاء على الجزء المتبقي من الصبارة والبيوت.

كما أعطيت اليوم إنذارات بإخلاء المناطق في كفر سوسة لحد يوم الأربعاء، وفي هذا إشارة إلى نية النظام بتدمير المنطقة أيضاً.

نفذت قوات النظام السوري في حي المزة بدمشق أمس الأول إعدامات ميدانية، وبحسب ناشطين فإن الشباب الذين تم إعدامهم ميدانيا هم مدنيون لا علاقة لهم بالجيش الحر لا من قريب ولا من بعيد.

ومع رائحة الجثث التي انتشرت في المزة وصعوبة التنقل بعد القصف العشوائي وانتشار شبح الموت تم توثيق حالات الإعدام الميدانية التي جرت، لتأتي نتيجة ذلك التوثيق صادمة للحس الإنساني إذ ربطت أيدي ثلاثة من القتلى خلف ظهورهم، وتم دهس رأس اثنين آخرين بالسيارات، بالإضافة لآثار حروق واضحة على أجساد قتلى المزة.

وتبدو آثار تكسير الأطراف والسكاكين الواضحة التي حملتها الأجساد أقرب لعملية انتقامية، حيث لم يكتف رجال النظام السوري برصاصة واحدة كافية لقتل أي إنسان، بل حملت أجساد القتلى ما لا يقل عن 8 رصاصات.

اقتحامات وتكسير

وتلقى حي المزة الغضب الأعنف من النظام، وكأن معركة دمشق حطت رحالها في الميدان والمزة والقابون، فاقتحامات المزة لا تهدأ، وبدء الاقتحام يوم الأحد برفقة دبابتين عند الرازي ودبابتين عند الاخلاص عند مجلس رئاسة الوزراء ودبابات على المتحلق وحشد كبير من الجنود عند الرازي استعدادا للاقتحام وإغلاق جميع مداخل المزة بساتين ومداخل الحواكير و منع الدخول و الخروج منها، لينتشر أكثر من 300 عنصر أمني من شارع الفارابي.

وانتشرت القناصة على أسطح البنايات، عدا عن التحليق الكثيف للطيران فيما مازالت أكثر من 10 دبابات متمركزة ومحاصرة للحي.

رائحة الموت

تتسابق رائحتان مختلفتان في المزة، تطغى واحدة على الأخرى، لتعود الثانية لتحتل الهواء، فرائحة الجثث الملقاة على الأرض والتي لا تتوفر إمكانية سحبها لأكثر من 12 ساعة ودرجة الحرارة العالية جعلت رائحة الموت تنتشر في الجو.

وعندما نجح الأهالي بانتشال تلك الجثث من النهر والطرقات، قاموا بدفنهم ليلاً وسط الحصار الأمني الكثيف.

وأما الرائحة الثانية فهي رائحة القمامة التي تعمد النظام تركها وإجبار الأهالي على تركها لعدم قدرتهم على تنظيف الأحياء خوفاً من القناصة، ما دعا بعض الناشطين لإطلاق نداءات تحذيرية من انتشار الأمراض والأوبئة.

تعيش المزة نهارها وليلها في سواد الحزن والخوف، وتتلقى انتقام النظام السوري لأنها لم تقف مكتوفة الأيدي أمام مجازره، فخرجت إلى الشوارع ونادت بالحرية وبنصرة باقي المدن السورية. وبعدما كانت المزة محتلة كلياً من مؤيدي النظام، متفرغة لمسيراتهم المؤيدة، ها هي تتحول إلى منطقة أشباح تهرب الحياة منها.

حملة التبرع لسوريا تتجاوز 121 مليون ريال

افتتحها خادم الحرمين الشريفين بـ20 مليون ريال

الرياض – خالد الشايع

تجاوزت حصيلة الحملة الوطنية لإغاثة الشعب السوري التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بإشراف الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية عبر وسائل الإعلام 121.771.811 ريال في يومها الأول.

وافتتح الملك عبدالله الحملة بالتبرع بمبلغ 20 مليون ريال، كما تبرع ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز بمبلغ 10 ملايين ريال للحملة والأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس مجلس البيعة بمبلغ خمسة ملايين ريال لتتوالى بعدها التبرعات للحملة التي تستمر حتى الساعة الثالثة من فجر يوم الجمعة القادم من مختلف المؤسسات والشركات والمواطنين والمقيمين في جميع مناطق ومحافظات السعودية استجابة لتوجيه خادم الحرمين الشريفين لنصرة الأشقاء في سوريا.

وتغطي القناة الأولى في التلفزيون السعودي التبرعات في عموم مناطق السعودية, بالإضافة إلى الإذاعة عبر البرنامج العام من الرياض والبرنامج الثاني من جدة وإذاعة القرآن الكريم وإذاعة نداء الإسلام.

وخصصت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا حساباً موحداً في البنك الأهلي التجاري بفروعه في السعودية كما شاركت شركات الاتصالات العاملة في السعودية في الحملة من خلال تخصيص رقم للرسائل النصية يتم من خلاله استقبال التبرعات المالية.. فيما حددت ملاعب ومباني الإمارات والمحافظات لتلقي التبرعات العينية والمالية.

وأشاد المدير التنفيذي للحملة مبارك بن سعيد البكر بالتجاوب الكبير من الشعب السعودي بكافة فئاته العمرية والاقتصادية مع فعاليات الحملة.

وأكد البكر أنه يتم استقبال التبرعات العينية الثمينة كالمجوهرات والذهب، والسيارات، والعقارات، والمواد الغذائية، والطبية، والإغاثية وغيرها في المواقع المحددة لاستقبال التبرعات في إمارات المناطق ومحافظاتها، مشيرا إلى تشكيل لجان متخصصة لعمليات الفرز والمعاينة وبيع الممتلكات الثمينة وإيداعها في حساب الحملة.

تدفق جموع المواطنين والمقيمين في مختلف مناطق السعودية استجابة لدعوة خادم الحرمين إلى أماكن استقبال التبرعات منذ بدء الحملة بعد صلاة العشاء لصالح الأشقاء في سوريا.. فوصل إجمالي التبرعات النقدية المقدمة للحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب السوري من المنطقة الشرقية، أكثر من مليونين ونصف المليون ريال.

وخصصت قاعة الأندلس للاحتفالات لاستقبال التبرعات وشهدت القاعة تبرع عاملة إندونيسية بكامل مرتبها للشهر الماضي لسوريا.

وبدأت الحملة في محافظة جدة بعد صلاة العشاء.. وتوافد المواطنون والمقيمون في محافظة جدة للتبرع لنصرة الأشقاء في سوريا بإشراف مباشر من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وبمتابعة من الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة.

وشهد موقع استقبال التبرعات النقدية والعينية بالملعب الرياضي التابع لإدارة التربية والتعليم بالمحافظة إقبالاً من قبل المواطنين والمقيمين لتقديم تبرعاتهم في إطار الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا.

وأكد وكيل محافظة جدة محمد الوافي أن اللجنة الرئيسية للحملة بالمحافظة: “قامت بتجهيز موقع جمع التبرعات حيث سهلت عملية الدخول للموقع من جميع الاتجاهات حتى يتمكن المتبرع من تقديم تبرعه وهو موجود في سيارته سواء كان التبرع نقديا أو عينيا”, مبيناً أن مقر جمع التبرعات شهد إقبالاً كبيراً من المتبرعين من المواطنين والمقيمين.

بلغت قيمة التبرعات المالية العينية والنقدية في منطقة المدينة المنورة في اليوم الأول أكثر من نصف مليون ريال.. وشهدت مواقع استقبال التبرعات النقدية والعينية في المنطقة إقبالاً من قبل المواطنين والمقيمين لتقديم تبرعاتهم.

كما شهد مقر الغرفة التجارية الصناعية بجازان توافدا كبيرا من قبل المواطنين بمختلف فئاتهم وأعمارهم لتقديم المساعدة والمشاركة في الحملة.. وعملت اللجنة الخاصة بجمع التبرعات على توفير كافة وسائل إنجاح الحملة سواء في المقر الرئيسي بغرفة جازان أو في بقية المراكز الفرعية بمختلف محافظات ومراكز المنطقة.. ولفت النظر توافد أعداد كبيرة من شباب منطقة جازان إلى جانب كبار السن مصطحبين معهم أطفالهم الصغار الذين بادروا بتقديم المبالغ النقدية للجنة التبرعات.. هذا وبلغت المساعدات النقدية المقدمة عبر المقر الرئيسي للحملة بجازان أكثر من 600,000 ريال.

أما في عسير فكشف مدير إدارة الشؤون المحلية بإمارة منطقة عسير عبدالله القيسي أن إجمالي التبرعات في المنطقة بلغت أكثر من مليون وأربعمائة ألف ريال.

وفي الباحة شهد المكتب الرئيسي ومكاتب المحافظات الخمسة إقبالاً كبيراً من المواطنين والمقيمين.. وأكد المشرف العام على المكتب الرئيسي لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بمنطقة الباحة حسن الربيعي أن مكاتب الهيئة جنّدت جميع موظفيها يشاركهم عدد من المحتسبين لاستقبال التبرعات, مشيراً إلى أن العمل بالمكاتب سيكون طيلة أيام الحملة من الساعة العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساءً, ومن بعد صلاة التراويح وحتى الساعة الثانية فجراً.

وفي تبوك وبمتابعة من الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك شهدت مواقع استقبال التبرعات النقدية والعينية في منطقة تبوك مساء اليوم إقبالاً كبيرا واستهلت التبرعات بتبرع من أمير منطقة تبوك بمبلغ 250 ألف ريال.. وأعلنت stc أن عملاءها تبرعوا بأكثر من مليون ريال للحملة في يومها الأول.

وفي الطائف شهدت مواقع استقبال التبرعات النقدية والعينية في المحافظة إقبالاً كبيرا من قبل المواطنين والمقيمين وكشف محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر أنه جرى تشكيل لجنة لجمع التبرعات بالمحافظة لهذا الغرض لاستقبال المتبرعين وتسهيل أمورهم, داعيا المواطنين ورجال الأعمال بالمحافظة إلى المبادرة لنيل الأجر والثواب من الباري عز وجل في هذا الشهر الكريم بتقديم ما تجود به أنفسهم نصرة لإخوانهم في سوريا.

الجيش السوري الحر: دمشق نقلت اسلحتها الكيماوية الى مطارات قرب الحدود

قال “الجيش السوري الحر” المعارض إن الحكومة السورية تقوم بنقل اسلحتها الكيماوية الى مطارات قريبة من حدود البلاد، وذلك بعد يوم واحد من التحذير الذي اصدرته دمشق بأنها لن تستخدم ترسانتها الكيماوية الا في حال تعرضها “لعدوان خارجي.”

وجاء في بيان اصدره “الجيش السوري الحر” ان “قيادة الجيش تعلم جيدا اين توجد هذه الاسلحة.”

وجاء في البيان ايضا “نستطيع الكشف عن ان الرئيس الاسد قام بنقل بعض من هذه الاسلحة ومكوناتها الى مطارات قريبة من الحدود.”

وقال “الجيش السوري الحر” في بيانه إن نظام دمشق اتخذ هذه الخطوة في محاولة للضغط على المجتمع الدولي.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد حذر الحكومة السورية في وقت سابق مما سماه ارتكاب “خطأ مأساوي” باستخدام الاسلحة الكيميائية، مضيفا أنه يعمل من أجل “مستقبل أفضل للسوريين”.

وقال أوباما، أمام مجموعة من قدامى المحاربين في ولاية نيفادا، “بالنسبة إلى مخزون النظام من الأسلحة الكيميائية، فإننا سنواصل التأكيد للأسد ومن هم حوله أن العالم يراقب”.

وأضاف “سيحملون المسؤولية من قبل المجتمع الدولي والولايات المتحدة إذا أقدموا على الخطأ المأساوي باستخدام هذه الأسلحة”.

وكان المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي قد أعلن أن بلاده لن تستخدم أي سلاح كيميائي ضد مواطنيها خلال الأزمة في سوريا، إلا إذا تعرضت “إلى عدوان خارجي”.

وأضاف أن “هذه الأسلحة على مختلف أنواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر، ولن تستخدم أبدا إلا إذا تعرضت سوريا لعدوان خارجي”.

وأكد أنه يعمل من أجل مرحلة انتقالية حتى يكون “للسوريين مستقبل افضل”.

وفي فرنسا قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء إنه “لن يقبل أي استخدام لأسلحة كيميائية من قبل قوات الحكومة”.

وقال فابيوس في مقابلة مع التليفزيون الفرنسي “هذه الأسلحة تحت مراقبة صارمة من المجتمع الدولي”.

وكانت الأمم المتحدة وقوى كبرى اعربت عن رفضها لتلميح المتحدث باسم الخارجية السورية بإمكان استخدام الأسلحة الكيميائية.

ووصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تهديد سوريا باستخدام السلاح الكيماوي بأنه أمر “غير مقبول”.

وأضاف هيغ في مؤتمر صحفي على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أن “هذا نموذج لما يتوهمه هذا النظام من أنهم ضحايا عدوان خارجي”.

من جانبه اعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من احتمال ان تستخدم سوريا أسلحتها الكيماوية، بعدما حذرت من أنها قد تنشرها إذا شعرت أنها مهددة بالتدخل الخارجي.

وقال بان كي مون “إذا استخدم أحد في سوريا أسلحة للدمار الشامل فسيكون ذلك أمرا يستحق الادانة”.

عصيان

وجاء في بيان للمجلس الوطني السوري، أكبر فصائل المعارضة في الخارج، أن ثمانية من سجناء سجن حلب المركزي قتلوا الثلاثاء بعدما أطلقت قوات الأمن الرصاص والغازات على السجن الذي يشهد حركة تمرد وانشقاق عدد من حراسه منذ ثلاثة أيام.

وأوضح المجلس انه “تم إطلاق النار والغازات على السجناء في سجن حلب المركزي بسبب قيام المعتقلين بعصيان تعبيرا سلميا عن رفض الظلم الفادح الذي يلحق بهم، وأدى ذلك خاصة ضرب الغاز في أماكن محكمة الإغلاق إلى سقوط ثمانية قتلى، ونشوب حريق داخل السجن”.

ولفت البيان إلى أن “الطيران يقصف محيط السجن بالصواريخ لمنع تقديم أي مساعدة للسجناء”.

وحذر المجلس في الوقت نفسه من “ارتكاب مجزرة كبيرة” في سجن حمص الذي شهد منذ ثلاثة أيام انشقاقا وإطلاق نار بين الحراس الموالين والمنشقين قبل أن يسيطر السجناء على المبنى القديم ويمتد العصيان إلى المبنى الجديد.

وأضاف أنه على إثر ذلك “طوقت المخابرات الجوية وقوات الأمن السجن من كل الجهات مدعومة بمدرعات ودبابات الجيش”، موضحا أنه “بعد أن فشلت وساطة قام بها المحافظ بدأ إطلاق نار من الخارج على السجن ثم بدأ إطلاق قنابل الغاز والرصاص باتجاه المساجين”.

ولفت إلى أن “المساجين منعوا من الطعام والشراب اليوم وهم بدون أي غذاء”، مشيرا إلى أن “السجن القديم فقط يضم بين ثلاثة وخمسة آلاف سجين”.

وناشد المجلس منظمات حقوق الإنسان التحرك العاجل لحماية السجناء نظرا لما للنظام السوري من “سجل مخز في التعامل مع السجناء، من تدمر إلى صيدنايا”.

وأشار إلى أن المراقبين الدوليين “تعاملوا بسلبية كبيرة مع طلبات التدخل لوقف مذبحة محتملة في سجن حمص واكتفوا بالقول إنهم أخطروا قيادتهم بالأمر”.

وفي تلك الأثناء، بث التلفزيون السوري مشاهد دمار في أحد الاحياء الجنوبية بدمشق وعرض صورا لمن قال إنهم مرتزقة إرهابيون قتلوا هناك.

وأكد التلفزيون أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على غالبية المناطق التي سيطر عليها مسلحو المعارضة الأسبوع الماضي.

من ناحيته قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان -لدى مشاركته في حفل إفطار للسفراء في أنقرة- إن “انتصار الشعب السوري بات وشيكا.”

موقف روسيا

في هذه الأثناء قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الأزمة السورية يجب أن تحل من خلال المفاوضات وليس بقوة السلاح.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن بوتين قوله نخشى انه اذا تم اسقاط القيادة الحالية للبلاد بشكل غير دستوري، فإن المعارضة والقيادة الحالية يمكن أن تتبادلا الادوار ببساطة”.

وأضاف أن في وضع كهذا ” فإن الحرب الاهلية ستستمر إلى ما لا نهاية”.

وأوضح بوتين عقب محادثات مع رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي أن تصويت مجلس الأمن الاسبوع الماضي لتمديد مهمة المراقبين الدوليين أظهر إمكانية التوصل إلى حل وسط لكنه لم يُعط أي مؤشر على أن بلاده ستسقط معارضتها لفرض عقوبات أو للتدخل الخارجي.

BBC © 2012

العربي للحياة: النظام الحالي في سوريا “أيامه معدودة

القاهرة (رويترز) – قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إن النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد “لا يستطيع الاستمرار لفترة طويلة” مضيفا في مقابلة نشرتها صحيفة الحياة يوم الثلاثاء أن “أيامه معدودة”.

وتابع العربي متحدثا بعد اجتماع لجامعة الدول العربية دعا الأسد إلى التنحي أن وقت الحديث عن اصلاح سياسي انتهى واستطرد “لا كلام الآن عن الاصلاح السياسي بل عن انتقال السلطة.”

ودعا اجتماع وزاري للجامعة العربية عقد في الدوحة يوم الأحد الأسد إلى التنحي مضيفا أن الجامعة العربية ستوفر له ولعائلته خروجا آمنا.

وأجاب العربي على سؤال للحياة عن المدة التي يمكن للنظام السوري الصمود خلالها قائلا “لا أستطيع تحديد مدة لكن النظام لا يستطيع الاستمرار لفترة طويلة.”

ووفقا لقرارات الجامعة العربية التي اتخذت يوم الأحد قال العربي إنه سيسافر قريبا إلى الصين وروسيا مع وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي يرأس اللجنة الوزارية المعنية بسوريا.

وكانت الصين وروسيا استخدمتا حق النقض (فيتو) ثلاث مرات لعرقلة قرارات في مجلس الأمن تهدف إلى الضغط على الأسد لانهاء الصراع في سوريا.

وقال العربي “رسالتنا للروس ستكون بكل صراحة ووضوح أن قرار الفيتو الذي اتخذوه يعتبر ضد المصالح العربية ونرجو اعادة النظر في الموضوع خاصة أنهم يعلمون أن النظام الحالي في سوريا أيامه معدودة.”

وحث العربي أيضا المعارضة السورية على التوحد وتشكيل حكومة انتقالية.

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير عبد الفتاح شريف)

اردوغان يقول إن الشعب السوري “قريب من النصر

اسطنبول (رويترز) – قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد تقترب “أكثر من أي وقت مضى من النصر” وحذر من أن تركيا سترد بحسم على أي عداء من سوريا.

ودعت تركيا الأسد للتنحي بعد عدم استجابته لمطالب الإصلاح وتقوم بايواء مقاتلي المعارضة السوريين وعشرات الآلاف من اللاجئين بامتداد الحدود مع سوريا.

وتصاعدت بشدة الشهر الماضي التوترات بين البلدين -اللتين كانتا تتمتعان بعلاقات دافئة- عندما أسقط الدفاع الجوي السوري طائرة تركية.

وزادت انقرة لاحقا من وجودها العسكري وأرسلت صواريخ مضادة للطائرات للحدود ونشرت طائرات عندما اقتربت طائرات سورية من الأراضي التركية.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن اردوغان قوله خلال إفطار للسفراء في انقرة مساء أمس الاثنين “نعتقد أن الشعب السوري أقرب من أي وقت مضى من النصر.”

وانتقد رئيس الوزراء التركي خطة السلام المتداعية التي وضعها مبعوث السلام الدولي كوفي عنان بعد أن مدد مجلس الأمن يوم الجمعة فترة تفويض بعثة المراقبة في سوريا 30 يوما.

وقال “خطة عنان التي أيدها المجتمع الدولي بإخلاص بما في ذلك تركيا أصبحت وسيلة للاستغلال من جانب نظام الأسد في صورته الحالية. على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولية أكبر عندما يواجه تطورات متلاحقة.”

وأصدر اردوغان تحذيرا جديدا لسوريا ودعاها إلى الحذر من الرد التركي الحاسم على إسقاط طائرة الاستطلاع العسكرية التركية يوم 22 يونيو حزيران قبالة الساحل السوري.

وقال “إذا لم يتعلم النظام السوري الدرس من هذه التطورات واستمر في سلوكه العدواني فإن تركيا لن تتردد في الرد بالمثل.”

وتقول سوريا إنها أسقطت طائرة اف-4 دفاعا عن النفس دون ان تعرف أنها طائرة تركية بعد أن دخلت مجالها الجوي بسرعة كبيرة وعلى ارتفاع منخفض.

وتقول تركيا إنها دخلت المجال الجوي السوري بطريق الخطأ لدقائق معدودة لكنها تصر على أن صاروخا أسقط الطائرة دون تحذير في المجال الجوي الدولي قبالة الساحل السوري.

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى