أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 17 نيسان 2013

المعارضة تصد الهجوم على «طريق الموت» في إدلب

برلين – اسكندر الديك

لندن، بيروت، نيويورك، واشنطن – «الحياة»، رويترز – صد مقاتلو «الجيش الحر» تقدم الجيش النظامي في اتجاه «طريق الموت» الى الغرب من معسكرين كانت القوات النظامية كسرت الحصار عليهما قبل يومين في ريف ادلب. وفي المقابل، منع الجيش النظامي مقاتلي المعارضة في ريف دمشق من قطع طريق البوابة الشمالية للعاصمة التي تعرضت اطرافها لغارات جوية.

وقالت مصادر في المعارضة ان كتائب مقاتلة صدت تقدم القوات النظامية في ريف معرة النعمان بعدما كسر جيش النظام السبت الحصار المفروض منذ ستة اشهر على معسكري وادي الضيف والحامدية قرب المدينة، وتمكن من ايصال شاحنات تموين اليهما، قبل ان ينتقل الى الهجوم لمحاولة السيطرة على الطريق.

وقال نشطاء ان «الجيش الحر» تمكن من طرد قوات النظام من قرية التح واجبرها على التراجع إلى بلدة بابولين، واضافوا ان مقاتلي المعارضة يعملون على استعادة السيطرة على محيط المعسكرين و»احكام الحصار» عليهما مجددا.

ونقلت «شبكة اخبار ادلب» عن قائد عسكري قوله ان «المعركة كر وفر» وان مقاتلي المعارضة سيعملون على «احكام الحصار» على المعسكريين، مشيرا الى تمركزهم قرب قرية حيش في جبل الزاوية في ريف ادلب التي حاول النظام التقدم نحوها والسيطرة على ما بات يعرف بـ «طريق الموت».

في غضون ذلك، عقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل اجتماعاً مغلقاً تناول في شكل أساسي الأزمة في سورية وجهود تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط. وحصل اللقاء عشية توافد قيادات عربية إلى واشنطن بينها ولي عهد الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد الذي التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي يصل إلى واشنطن بداية الأسبوع المقبل. ويزور العاصمة الأميركية وفد من وزراء الخارجية العرب لبحث تطورات عملية السلام، إضافة إلى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يزورها منتصف الشهر المقبل.

وفي برلين، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل «إن الجميع يبحث عن حل (للأزمة السورية)، إلا أن الوضع هناك معقد للغاية». وأردفت في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن الرئيس السوري بشار الأسد «فقد شرعيته. ونسعى إلى تحقيق رغبات الشعب السوري وأهداف المعارضة، لكن الأسد غير مستعد للانفتاح على حل سياسي».

وأكدت مركل أن ألمانيا «لن تسلم المعارضة السورية أسلحة، وقد بحث الاتحاد الأوروبي هذا الأمر، لكن ثمة اختلافاً في الآراء حول الموضوع».

وعقدت أمس الهيئة السياسية لـ «لائتلاف الوطني السوري» اجتماعها الأول في اسطنبول بعد انتخاب أعضائها في الاجتماع الأخير. وتضم الهيئة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب ونوابه الثلاثة جورج صبرة ورياض سيف وسهير الأتاسي، والأمين العام مصطفى الصباغ والأعضاء لؤي صافي وعقاب يحيى وبرهان غليون وعلي صدر الدين البيانوني وحسين السيد وعبد الإله فهد.

وقال بيان إن التوتر الحدودي السوري – اللبناني وضع على جدول أعمال الاجتماع، إضافة إلى اختيار ممثل سورية في الجامعة العربية، وتقويم اللقاءات التي أجراها الوفد السوري في لندن على هامش انعقاد المجلس الوزاري لمجموعة الثماني.

وقال رئيس «الحكومة السورية الموقتة» غسان هيتو في اسطنبول رداً على سؤال يتعلق بتصريحات زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني: «نحن رفاق سلاح لإسقاط النظام»، داعياً إلى «توحيد» جهود الكتائب المقاتلة لـ «إسقاط النظام» وأن يكون لكل طرف بعدها حرية الدعوة لرأيه من دون فرض. وزاد أن الشعب السوري «معتدل ويرفض الإرهاب والتطرف»، مضيفاً: «نحن لا نحتاج مقاتلين من الخارج، بل نحتاج دعماً ولدينا من الرجال والمقاتلين والشيوخ ما يكفينا».

إلى ذلك، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس عفواً عاماً عشية عيد الجلاء اليوم تضمن تخفيف الأحكام عن الجرائم المرتكبة قبل هذا التاريخ. لكن رئيس «الائتلاف الوطني» دعا إلى إطلاق سراح الأبرياء البالغ عددهم 160 ألفاً وأن يبدأ بإطلاق الأطفال والنساء «خلال أيام معدودة». واعتبر نشطاء العفو «لفتة لا معنى لها من دون الإفراج عن آلاف المعتقلين السياسيين».

وفي نيوروك، يبدأ الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي اليوم اتصالاته ولقاءاته في نيويورك مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، استعداداً لتقديم إحاطة الى المجلس في جلسة مغلقة الجمعة.

وكان منتظراً بحسب ديبلوماسيين ان يتحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم امام جلسة مجلس الأمن الشهرية المخصصة لبحث الوضع في الشرق الأوسط، على أن «يركز في كلمته على تطورات الوضع في سورية وفلسطين».

وفي موازاة التحرك في مجلس الأمن واصلت المجموعة العربية في الأمم المتحدة التحضير لطرح مشروع قرار في الجمعية العامة «مطلع الأسبوع المقبل» يرحب بقرارات الجامعة العربية المتعلقة بسورية، في إشارة ضمنية الى منح مقعد سورية الى المعارضة.

واشار ديبلوماسيون عرب الى استمرار الجزائر في رفض القرار وابداء السودان والعراق تحفظاتهما عن فقرات فيه ونأي لبنان بنفسه عنه، واوضحوا ان نحو 45 دولة وافقت حتى الآن على رعاية مشروع القرار الذي يحتاج تبنيه الى الغالبية البسيطة أي 87 صوتا من أصل أعضاء الجمعية العامة الـ193.

“الإتحاد الأوروبي” سيسمح بشراء النفط من المعارضة السورية

بروكسل – رويترز

أكد دبلوماسيون ان “من المتوقع أن تتفق حكومات الاتحاد الأوروبي على السماح بشراء النفط من المعارضة السورية”.

وسيتفق وزراء خارجية الاتحاد في اجتماع يعقد يوم الإثنين المقبل على “رفع الحظر عن بيع المعدات النفطية إلى المعارضة والاستثمار في قطاع النفط”.

كان الاتحاد الأوروبي قد حظر على الشركات الأوروبية شراء النفط السوري عام 2011 بعد اندلاع انتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد.

لافروف: مجموعة أصدقاء سورية تلعب دوراً سلبياً في النزاع السوري

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من اسطنبول، أن “مجموعة أصدقاء سورية” تلعب دوراً “سلبياً” في النزاع السوري.

وصرّح لافروف أمام الصحافيين، في ختام لقاء مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو، أنه “في الوقت الحاضر نعتبر أن هذه العملية تسهم بطريقة سلبية في اتفاقات جنيف حول مبادىء مرحلة انتقالية في سورية”.

وقد بدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارة إلى تركيا، لإجراء محادثات حول الأزمة السورية الراهنة.

وسيجري الوفد المرافق لوزير الخارجية الروسي إلى اسطنبول، لقاء مع مجموعة التخطيط الاستراتيجي المشترك، وهي جزء من مجلس التعاون التركي – الروسي رفيع المستوى.

سعود الفيصل: لا حلّ مع حكومة الأسد

هيغ: سنزوّد المعارضة عربات مدرّعة

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

أكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي التقى وزير الخارجية الاميركي جون كيري في واشنطن امس، ان لا امكان لحل سياسي مع وجود الحكومة السورية الحالية. ودعا رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني الذي التقى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في برلين الى تقديم مزيد من الدعم الى المعارضة السورية المسلحة لوضع حد للنزاع في سوريا. واعلن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، أن حكومته ستزود المعارضة السورية عربات مدرعة ودروعاً واقية من الرصاص.

وقال سعود الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري: “ما يحدث في سوريا دليل على أنه لا إمكانية للحل في إطار الحكومة الحالية… لابد من انتخاب السلطة حتى يكون هناك أمل في حل سياسي للأوضاع في سوريا”. وأضاف: “نحن نسعى الى مساعدة الشعب السوري للوقوف أمام الهجمة الهمجية للحكومة السورية وبشار الأسد… ونتمني للشعب السوري التوفيق والنجاح”.

وفي برلين، رفض الشيخ حمد بن جاسم خلال مؤتمر صحافي مع ميركل الانتقادات التي توجه الى قطر بأنها تغامر بزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط من طريق دعم المعارضين في سوريا أو “الاخوان المسلمين”، موضحاً ان بلاده تساعد الشعوب ولا تتدخل في الحكومات.

وقال: “من المهم ان نجد في اسرع وقت حلاً لهذا النزاع… من المهم انهاء هذا الفصل وتحقيق تطلعات الشعب السوري وان يتحرك المجتمع الدولي بوضوح وفاعلية في هذا المعنى”. واضاف انه اذا كانت بلاده تدعم المعارضة السورية فذلك “بعدما فقدت الامل في ان يجري الاسد اصلاحات”. وذكر انه “بعد بدء الثورة، توجهت مرتين الى دمشق لكننا لم نلق أي صدى. لم نر سوى مناورات من جانب الاسد وبات لدينا اقتناع بان الحل الوحيد يكمن في الحل العسكري”.

واشار الى انه يعلم بالطبع كما يعلم الالمان ان دولاً مجاورة أو بعض الاشقاء وجهوا هذه الاتهامات الى قطر، وان هناك كثيراً من الشائعات، لكن العبرة في الافعال.

ولفت الى ان جماعة “الاخوان” المسلمين وصلت الى السلطة من طريق الانتخابات في تونس ومصر وليس بفضل قطر. على ان قطر بدأت دعم مصر قبل ان ياتي “الاخوان” الى السلطة، وانها بعد التغيير قدمت الدعم المالي والسياسي.

وقالت ميركل ان الاسد فقد شرعيته وانه “ليس منفتحاً في الوقت الحاضر على حل سياسي. وهذا يحدد مسار المانيا ومن هذا المعنى نعمل معاً مع قطر”.

وفي لندن، ابلغ هيغ مجلس العموم أن بريطانيا “ستمنح المعارضة السورية 34 عربة، بينها خمس عربات مصفحة رباعية الدفع، و20 مجموعة من الدروع الواقية من الرصاص”.

وقال إن بريطانيا ستسعى إلى “انهاء الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على الأسلحة لسوريا خلال الاجتماع الذي سيعقده وزراء الخارجية لدوله الشهر المقبل، من أجل اتاحة المجال لتزويد المعارضين في سوريا الأسلحة”. ودعا إلى “فتح تحقيق عاجل في استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، ومحاسبة الجناة”.

الوضع الميداني

ميدانياً، قال ناشطون من المعارضة السورية إن مقاتلي المعارضة صدوا تقدما لقوات الحكومة قرب الطريق السريع الاستراتيجي في محافظة ادلب والذي يؤدي الى مدينة حلب، وذلك خلال معارك شرسة من المتوقع أن تسفر عن اصابات بالغة في الجانبين.

وأورد ناشطون في صفحة للمعارضة بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” إن مقاتلي المعارضة تمكنوا من طرد قوات الأسد من قرية التح قرب معسكري وادي الضيف والحامدية لتعود القوات إلى بلدة بابولين جنوبا.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له: “اصيب عدد من المواطنين بجروح وتضرر عدد من السيارات إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارة في منطقة الفحامة في مدينة دمشق صباح اليوم (أمس)”.

وفي نيويورك، استبعد رئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة فوك يريميتش منح “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” حق تمثيل الدولة السورية في الأمم المتحدة. وقال إن موضوع منح عضوية تمثيل الدول للأفراد الديبلوماسيين، يعود الى أعضاء لجنة وثائق التفويض الأممية، المسؤولة عن مراجعة أوراق اعتماد الأفراد الديبلوماسيين وممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. لكنني سمعت في اليومين الاخيرين هنا في الأمم المتحدة أن هناك البعض الذي يخشى أن يرسي منح المعارضة مقعد تمثيل بلادها في الأمم المتحدة، سابقة ديبلوماسية، ولذلك فهم يتحدثون أيضا عن تداعياتها بالنسبة الى دول أخرى”.

لقاء روسي ـ تركي .. والأسد يطل اليوم ويصدر عفواً

القيادي الكردي صالح مسلم: لم نغيّر موقعنا السوري

محمد بلوط

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي يلتقي في اسطنبول اليوم نظيره التركي احمد داود اوغلو وذلك قبل ايام من اجتماع مجموعة «اصدقاء سوريا»، «استحالة المراهنة على الحل العسكري في سوريا».

وفي الوقت الذي حذر فيه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، امس، من ان «سوريا ستغيب عن الخريطة اذا تنحي الرئيس السوري بشار الاسد عن الحكم قبل أن يتفق جميع السوريين على خطة سياسية (للحل)»، أصدر الأسد الذي يطل في مقابلة تلفزيونية اليوم، قانون عفو جديداً، هو الثالث منذ بدء الأزمة، يستثني فيه من ارتكب «جرائم ارهابية». وسيؤدي المرسوم إلى إطلاق سراح نحو سبعة آلاف سوري.

وتدور معارك عنيفة بين المسلحين والقوات السورية في محيط مطار حلب الدولي، وذلك بعد ايام من اشتباكات في حي الشيخ مقصود في المدينة، ما اثار لغطا حول دور الاكراد فيها، وطبيعة موقفهم من مجمل الازمة السورية (تفاصيل ص 12)

لم يعقد الأكراد أي صفقة على حساب المعارضة السورية الداخلية، ولم يدخلوا في الحرب الحلبية من بوابة حي الشيخ مقصود ضد الجيش السوري، تسهيلا لاتفاق زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان في تركيا، أو تنفيذا لشق سوري غير معلن يقضي بان يتعاون الأكراد مع «الجيش الحر» أو تسهيل تحركاته.

«هناك سوء فهم لموقف الأكراد عموما في الشمال السوري» يعكف زعيم «الاتحاد الديموقراطي» الكردي صالح مسلم محمد على إعادة الأمور إلى نصابها بعد أن أوحى دخول «قوات الحماية الشعبية الكردية» معركة حلب إلى جانب «الجيش الحر» ضد الجيش السوري، في الشيخ مقصود، بانقلاب في موقف واظبت القوة الكردية الأولى على الحفاظ على مقوماته، والابتعاد عن التورط في القتال بأي ثمن.

وتحاشى «الاتحاد» الكردي ـ و«الحماية الشعبية» ـ صداما مباشرا مع النظام كي يتاح له الاستمرار في بناء قوته العسكرية وإدارته المحلية، موفرا على أكراد الشمال دفع أثمان المواجهة، ومصائر في القامشلي وعامودا والدرباسية وكوبانيه وعفرين مماثلة لمصائر حلب أو حمص أو درعا الدموية. وكي يحمي التجمعات السكانية الكردية، ابتعد «الاتحاد» الكردي دفعة واحدة عن خيارات المعارضة الخارجية و«الجيش الحر» وحروب المدن المريرة، واختار في المقابل خندق معارضة الداخل مع «هيئة التنسيق الوطنية» الأقل كلفة سياسيا، وهو ما حفظ، حتى الأسبوع الماضي، الشيخ مقصود والاشرفية من تجربة النزوح، التي بدأت بخروج ١٥٠ ألفا منهما نحو عفرين وكوبانيه الآمنتين.

«هناك سوء فهم لموقف حزب الاتحاد الديموقراطي. نحن جزء من الثورة، واستراتيجيتنا هي الحراك الجماهيري مع حق الدفاع عن النفس. فعندما تعتدي السلطة علينا ندافع عن أنفسنا كما فعلنا في الشيخ مقصود، وعندما يعتدي علينا الطرف الآخر، كما في رأس العين، نقاتله أيضا» كما يقول مسلم لـ«السفير».

فقبل انفجار المعارك في الحيين الكرديين الكبيرين في حلب منذ أسبوعين، كان الحزب الكردي الأقوى في الشمال السوري، قد أمضى عاما ونصف العام في التزام الدفاع الايجابي. بيد أن ذلك لم يمنع حزب مسلم محمد من الاستمرار في بناء «قوات الحماية الشعبية» وتعزيزها ونشر حواجزها ورسم حدود المنطقة التي يطمح لوضع اليد عليها في الشمال السوري عندما ينضج الرهان على تداعي قوى المتحاربين، لينجو المركب الكردي في الطوفان السوري.

«قاتلنا في الشيخ مقصود دفاعا عن أنفسنا»، يقول صالح مسلم محمد، مضيفا «لم يكن الأكراد في موقف الهجوم. عندما اعتدي علينا دافعنا عن أنفسنا، وسندافع عن أنفسنا وسنرد الصاع صاعين والبادئ اظلم».

البادئ في معارك الشيخ مقصود لم يكن قرارا سياسيا من «لجان الحماية الشعبية» ولا من «حزب الاتحاد الديموقراطي». الاشتباك وتغير الخريطة في الحي الاستراتيجي، الذي تحاول المعارضة و«الجيش الحر» دخوله لاستعجال إسقاط حلب، سببهما دخول كتائب كردية تعمل مع «الجيش الحر». ويوضح مسلم «في حلب جاء الجيش الحر بكتيبة يغلب عليها الطابع الكردي، أكرادها من ضواحي حلب، تمركزوا في الحي الغربي للاشرفية، لا يزيد عددهم على العشرات. وهناك كتيبة صغيرة تدعى لواء صلاح الدين الأيوبي، وهي خليط كردي – عربي، تعمل بإمرة حزب آزادي، وقد دخلت حي بني زيد في الشيخ مقصود، وبعضهم يقوم بقصف مواقع النظام من المناطق التي دخلها. النظام يرد، ونحن اضطررنا للرد، لندافع عن الأهالي».

لكن ما بدا هدنة غير معلنة مع النظام بشكل خاص طيلة عام ونصف العام، واتفاقا مضمرا بعدم الاعتداء بين الطرفين، صادف تصدعه. الصفقة التي عقدها اوجلان، سجين «ايمرالي» الكردي، مع رئيس الاستخبارات التركية حاقان فيدان، في آذار الماضي، لم تكن لتقتصر على مجموعة من الإجراءات الدستورية التركية التي تستجيب لمطالب سياسية وثقافية كردية، وخطة وقف إطلاق للنار وانسحاب مقاتلي «حزب العمال الكردستاني» إلى جبال قنديل العراقية، لكنها حملت في شقها السوري، سلسلة تحذيرات تركية من نشوء كيان كردي في الشمال السوري، وحملت أيضا على توقع انقلاب في تعاطي «الاتحاد الديموقراطي» مع المعارضة السورية المسلحة، من الاستنكاف والخصام نحو التعاون، في سياق التجاوب مع اتفاق أوجلان ـ اردوغان.

لكن الرهان كان في غير محله، فالقتال في الشيخ مقصود الحلبي ليس وليد صفقة أوجلان مع الأتراك. ويقول مسلم «إذا كان النظام السوري يعتقد أن اتفاق العمال الكردستاني مع تركيا يعني أن ننصاع لرغبات الأتراك فهو مخطئ، لا توجد أي صفقة مع الأتراك أبدا، ونحن لا نحارب أحدا من اجل احد آخر. ليكفوا بلاهم عنا. نحن نتفاهم مع الآخرين، لا النظام ولا المعارضة يعترفان بنا». القتال يجري إذاً «لان النظام يفكر بإفراغ أحياء مقصود والاشرفية (التي يقطنها نصف مليون كردي). الأكراد لم يتحالفوا مع النظام، ولم نتحالف مع المعارضة المسلحة، نحن جزء من المعارضة الوطنية التي تمثلها هيئة التنسيق. لم يحصل أي تغيير في موقفنا والنظام يخطئ في تقديراته. نحن ما زلنا ملتزمين بسياستنا الأولى واستراتيجية الدفاع عن النفس، بل الأتراك دفعوا بجبهة النصرة وغيرها لقتالنا في رأس العين».

والاتفاق التركي ـ «الكردستاني» لم يغير شيئا في موقف المعارضة السورية الخارجية من الأكراد. رئيس «الائتلاف الوطني السوري» احمد معاذ الخطيب عرف في لقاء مع صالح مسلم محمد في القاهرة أن الكردية لغة يمنع تعليمها في سوريا. لم تغير نعم أوجلان من سجنه في جزيرة ايمرالي شيئا في موقف «حزب الاتحاد الديموقراطي»، ولم تدفع إرادة اردوغان عقد صفقة شاملة مع الزعيم الكردي تضم إلى السلام في الأناضول الكردي ـ التركي، «الائتلاف» إلى الاعتراف بـ«الاتحاد الديموقراطي»، واستقباله في صفوفه، والكف عن فرض ممثلين على الأكراد من خارج المؤسسات والأحزاب الكردية التاريخية.

«الائتلاف» السوري الباحث عن ارض تستقبله في الشمال السوري، قد يكون خسر فرصة تاريخية بالحصول على معقل آمن لحكومته الموقتة. الفرصة كانت متاحة من خلال الحوار لعقد صفقة تدمج الأكراد في المعركة ضد النظام من خلال ترابط المصالح، لكن الوصاية التركية على «الائتلاف» أقوى من الرغبات بالتوصل إلى صفقة يحصل خلالها الأكراد على اعتراف بدورهم وموقعهم السياسي، ويحصل «الائتلاف» والمعارضة المسلحة على امتداد ارضي وقوات منظمة قادرة على الدفاع عنها، وتشكل معقلا وظهيرا لـ«حكومة مؤقتة».

لكن الصد الذي لقيه الأكراد، سواء من «المجلس الوطني» أو «الائتلاف» بعده، لم يتغير. خرج الأكراد من كل المؤتمرات التي عقدتها المعارضة في الخارج تباعا للسبب نفسه: عدم الاعتراف بموقعهم الخاص ودورهم ومستقبلهم في سوريا ما بعد الرئيس بشار الأسد. «لم يتغير الموقف بعد تشكيل الائتلاف، قالوا بالحوار، فذهبنا إلى الحوار، التقينا عدة مرات، لكن شيئا لم يتغير، لم يعترف الائتلاف بوجود الهيئة الكردية العليا، ولا بوجود المجلس الشعبي لغربي كردستان المنتخب، ولا حتى بالأكراد. يريدون أكرادا بمواصفات من عندهم، لا نقبل أن يعين الآخرون من يمثلنا» ولن يغير شيئا كثيرا أن يتحدر «رئيس الحكومة الموقتة: غسان هيتو من أصل كردي لدى صالح مسلم محمد، الذي يقول ان «كرديته تشبه عروبة أو إسلام (الرئيس الأميركي باراك) أوباما».

القرى الحدودية في البقاع الشمالي .. في مهب الحرب؟

سعدى علوه

ليس تاريخ الرابع عشر من نيسان 2013 كما قبله في قريتي حوش السيد علي والقصر الحدوديتين، وحتى في الهرمل، البعيدة نسبياً، عن ساحة المعركة الدائرة في ريف القصير السورية لناحية البقاع الشمالي.

لم يمر استشهاد الفتى عباس خيرالدين، والشاب علي قطايا مرور الكرام. يشعر أهالي المنطقة أنهم قاب قوسين أو أدنى من التأثر المباشر بالمعارك الدائرة في سوريا. شعور يستدرج السؤال المقلق:«إلى أين»؟.

قبل الأحد الماضي، كانت «الحوش» ومعها القصر تشهدان سقوط بعض القذائف والصواريخ بين الحين والأخر، ولكن الدم لم يكن قد سال على الأرض اللبنانية بعد. حتى بعد يومين من الحادث، ما زالت الحركة خفيفة، وقد اقفلت المدارس في القصر ونزح بعض أهلها نحو الجرود، وتريث بعض أصحاب المحال في فتح ابوابها. حتى عائلة الفتى خيرالدين لم تقم عزاءها في منزلها على الحدود بل لدى أقاربهم في عمق «الحوش». التأثير نفسه طال العمال السوريين في المنطقة الذين تجنبوا الخروج من منازلهم، في ظل تعرض بعضهم لاعتداءات إثر «فورة الدم» التي تلت سقوط ضحايا. مضايقات وإن وضعها البعض في إطار الحوادث والخلافات الفردية، لم تمنع تأكيد عمال عدة نيتهم المغادرة.

ويكتسب سؤال «إلى أين»، بالنسبة إلى الأهالي، مشروعية نتيجة التهديد المباشر الذي أطلقه مسلحو المعارضة السورية بقصف مدينة الهرمل نفسها، برغم المعطيات العسكرية التي تفيد بعدم امتلاكهم السلاح الذي يمكّنهم من الوصول إليها. فالصواريخ التي تطال «الحوش» والقصر، مصدرها وفق معلومات عسكرية، منطقتا سقرجا والبرهانية على خط التماس مع زيتا في الداخل السوري، واللتان تبعدان نحو سبعة كيلومترات عن الحدود اللبنانية.

في المقابل، تفيد المعطيات عينها سيطرة المسلّحين على صواريخ «فوزليكا» من الجيش السوري، في المواجهة التي خاضوها في محيط مطار الضبعة العسكري بالقرب من حمص. ويصل مدى الـ«فوزليكا» إلى نحو 15 كيلومتراً مما يضع الهرمل تحت مرمى نيرانه، في حال تم تثبيت قواعده في القرى الحدودية التي تقع تحت سيطرة المعارضة، ومنها النهرية الملاصقة لحوش السيد علي.

لكن أين الضبعة وأين سقرجا والبرهانية ومعهما النهرية؟ فالمسلحون، ووفق معلومات ميدانية، غير قادرين على التنقل بالسلاح الثقيل في القرى الحدودية كما يشاؤون، إذ يمسك الجيش السوري النظامي بمعظم المفاصل التي تربط القصير، وبعض المناطق التي يسيطرون عليها في منطقة حمص، بالقرى القريبة من الحدود. وبالتالي ليس التغيير في قواعد اللعبة العسكرية الحدودية بالأمر السهل، خصوصاً أن اللجان الشعبية في القرى الموالية للنظام تدرك خطورة مثل هذا التغيير.

ويأتي تهديد المسلحين بقصف الهرمل إثر المعركة الضارية التي خاضها شباب اللجان الشعبية في قرى الحوز والعقربية والسكمانية والناعم والسماقيات الشرقية لاستعادة «تل النبي مندو» الذي كان المسلحون قد سيطروا عليه خلال مواجهتهم مع الجيش النظامي. ويكتسب «التل» أهمية إستراتيجية تخول المسيطر عليه التحكم بجزء كبير من قرى الشريط الحدودي في الداخل السوري، سواء المعارضة منها أو الموالية. وليس نزوح بعض أهالي القرى الموالية للنظام إثر سقوط «النبي مندو» بيد المعارضة إلا الدليل على الأهمية اللوجستية للموقع، وتأثيره في المجريات الميدانية. ويذهب بعض المحللين في إبراز أهمية «التل» إلى القول بأن بقاء التل بيد «كتائب الفاروق» و«جبهة النصرة» كان من شأنه تسهيل السيطرة على القرى الموالية واحدة بعد الأخرى، تمهيداً إلى فتح المنطقة من «النبي مندو» إلى وادي خالد في شمال لبنان. كما يضع «الأوتوستراد» الساحلي نحو طرطوس واللاذقية، حيث يتموّن الجيش النظامي، تحت رحمتهم.

وتكتسب هذه المعلومات أهمية إضافية إذا ما علمنا أن «تل النبي مندو» موصول بـ«عرجون» التي يسيطر عليها المسلحون، والتي تقع على حدود البرهانية المعارضة أيضاً. وتقع البرهانية، وشقيقتها سقرجا، على خط التماس مع زيتا، «بيضة القبان» في القرى الموالية، وتالياً ينصبّ التركيز على إسقاطها مما يمهد لـ«تطهير» الشريط الداخلي السوري مذهبياً وسياسياً وعسكرياً. وبذلك تسهل استعادة معبر جوسيه لناحية مشاريع القاع فعرسال المفتوحة على الريف الدمشقي. من هنا يمكن فهم «الثقل» الذي وضعته الأطراف المتحاربة في معركة «تل النبي مندو»، ومعه الخسائر البشرية الكبيرة التي مني بها الجميع.

وفي ظل كل هذه المعطيات التي تقلق المدنيين من أبناء المنطقة، يسأل أهالي حوش السيد علي والقصر عن الدولة. يقولون إن بعض الدول الغربية استنكرت القصف الذي استهدفهم قبل بعض المسؤولين في وطنهم… أما دولتهم فتذهب بهم الى الجامعة العربية حيث تحتل معارضات النظام مقعد سوريا وتقوم الجامعة بقرار علني بتسليح «الجيش الحر» المشكو من قصفه للاراضي اللبنانية!

يشير مختار «الحوش» محمد ناصرالدين إلى نزوح نحو عشرين عائلة من الجزء السوري من الحوش التحتا إلى الحوش اللبنانية، ومع ذلك لا يسأل أحد عنهم . ويعاني أهالي الحوش من أزمة اقتصادية خانقة في ظل توقف التجارة الحدودية، وهو الوصف الشرعي لـ«التهريب» الذي كانوا يمارسونه قبل الأحداث السورية. كما تعذر عليهم الوصول إلى أراضيهم الزراعية التي يقع معظمها ضمن الأراضي السورية، وبالتالي يبست كعوب المشمش والتفاح (نحو خمسة آلاف كعب)، فقطعوها وحوّلوها وقوداً يردون به برد الشتاء. ومع نازحي الحوش السورية، فتح الأهالي بيوتهم لعشرات النازحين السوريين، ولنساء واطفال قرية الصفاصفة سورية الأرض ولبنانية السكان، والملاصقة لـ«النهرية» المعارضة، بعدما لجأوا إليها فيما بقي الرجال للدفاع عن ارزاقهم وبيوتهم هناك.

بدوره، يؤكد رئيس بلدية القصر السابق الدكتور علي زعيتر تخوّف المدنيين في القصر والحوش من تطور الأمور، مؤكداً نزوح بعض ابناء القصر، وخصوصاً الذين يمتلكون منازل في الجرود القريبة.

الجيش السوري ينقل حربه مع مقاتلي المعارضة إلى نمط المعارك التقليدية

دمشق ـ “القدس العربي” ـ كامل صقر ـ خلال الأسابيع الأخيرة من عمر المواجهات العنيفة التي تخوضها القوات السورية في مواجهة مليشيات المعارضة المسلحة استطاع الجيش السوري استدراج مقاتلي المعارضة إلى نمط حربي يناسبه ميدانياً ويلائم تكتيكه العسكري الذي يستطيع من خلاله تحقيق ضربات موجعة، كلام أفصح عنه لـ “القدس العربي” ضابط متقاعد في الجيش السوري لديه سنوات خدمة طويلة في الحرب البرية.

 مضيفاً أن “الجيش السوري ُرهق خلال فترات سابقة جرّاء مواجهات فوضوية مشتتة مثلت شكلاً دقيقاً لحرب العصابات، لكن المؤسسة العسكرية راجعت أوراقها التكتيكية واستدرجت كتائب المعارضة المسلحة وألويتها لمواجهته بطريقة أكثر تنظيماً وكأنه يحارب وحدات نظامية تمارس أشكال الحرب التقليدية لكنها أضعف منه بشرياً وتسليحياً وخبرة أيضاً.

 يتابع هذا الضابط قائلاً: الهجمات عبر طريقة العصابات غير المنظمة ترهق الجيوش المنظمة، لكن الجيش السوري استطاع أن يُجبر خصومه على اعتماد طرائق قتال تقوم على وضع الخطط والقيام باندماجات على مستوى الكتائب والألوية كما أجبرهم على القتال في المناطق المكشوفة وبأعداد كبيرة”، هذه الاستراتيجية الجديدة ـ حسب هذا الخبير ـ التي وجد مقاتلو المعارضة أنفسهم فيه أفادت الجيش السوري في جملة نقاط أساسية الأولى تكمن في أن جدوى اختراق اللوجستي والمعلوماتي للخصوم سيكون مضاعفاً بعشرات المرات لاسيما من خلال إفشاء خطط الهجوم التي تضعها كتائب المعارضة، كما أن ضرباته باتت توقع أعداداً كبيرة من المقاتلين بين قتيل وجريح استناداً للأعداد الكبير من المسلحين والتي باتت هجمات على مواقع للجيش، وأيضاً سمحت له باستخدام وسائل حرب أكثر تطوراً لكونه يقاتل ألوية وكتائب متحالفة وليس مجرد منشقين أو عدداً من حملة السلاح.

 الضابط المتقاعد الحبير في الحرب البرية يؤكد أن لهذا التطور الميداني أثر كبير في انكفاء قوات المعارضة وتقدم الجيش السوري في عدة محاور استراتيجية لاسيما في حلب وريف إدلب وحمص ولاحقاً في الرقة، في ريف إدلب انتقل الجيش السوري من الدفاع إلى الهجوم، وبدأ بفك الحصار عن قواعده العسكرية الاستراتيجية وتمكن من ذلك تحديداً في منطقة وادي الضيف حيث أحد أهم معسكرات الجيش السوري وقواعده الاحتياطية ثم أخذ يشن هجمات على مختلف محاور ريف إدلب وصولاً إلى قرية سرمدا الحدودية معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، هناك ضرب الجيش السوري أبرز معاقل المعارضة ملحقاً خسائر كبيرة في صفوفها حسب قول الضابط المتقاعد.

السفير السوري في لبنان يتهم جبهة النصرة بقصف بلدة القصر الحدودية

بيروت- (يو بي اي): نفى السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الأربعاء أن تكون بلاده قصفت الأراضي اللبنانية، قائلا انها ردت على مصادر النيران، متهماً “جبهة النصرة” بأنها مسؤولة عن سقوط قذائف في شمال شرق لبنان قبل أيام ومقتل مدنيين.

وقال علي بعد لقائه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور أن “سوريا لم تقصف أراض لبنانية بل ردت على مصادر النيران، وإذا وقعت بعض الطلقات في مناطق متنازع عليها فنحن حريصون على معالجة الامر بمنطق الدولتين وعلى لبنان أن يشتكي إلى أجهزته وليس الاستماع الى نصائح دولية مغلوطة”.

وتوجه إلى الاعلاميين بالقول “مسؤوليتكم أن تنقلوا الحقائق كما هي لا أن تجتزئوا منها”.

وأضاف “هناك لبنانيون قتلوا في الداخل السوري، أما ما جرى في بلدتي القصر وحوش السيد علي أنتم تعلمون على من تقع مسؤولية هذا الاعتداء، على جبهة النصرة وثمة لبنانيون في سوريا اعتدي عليهم وبالتالي عندما يدافع هؤلاء عن قراهم فهم مثل السوريين في الجيش الوطني واللجان الشعبية وهذا ليس خافيا على الأمم المتحدة ولا على إعلامكم”.

وقال السفير السوري إن “التواصل مستمر بين البلدين لتوضيح الصورة للمعالجة بمنطق أخوي وسوريا هي من يعتدى عليها من مسلحين وتقدم أضعافاً مضاعفة عما تتلقى وأنا لم أتلق ولم أسلم أي رسالة احتجاج”.

ورداً على سؤال قال “لم يبق شيء اسمه جامعة الدول العربية وهي نعت نفسها بعدما منحت خلافا لميثاقها مقعدا للمعارضة السورية وهي لم تعد مهيأة لتلقي اي شكوى، الجامعة العربية تمول المسلحين وبتقديري ان الدولة اللبنانية تناقش لمن توجه مسألة الحدود”.

وردا على سؤال آخر، أوضح علي انه “لم يستدع الى وزارة الخارجية”، وقال “أنا طلبت الموعد مع الوزير منصور، وجئت للتنسيق في قضايا مشتركة يجب التشاور فيها”.

وعن عدد المذكرات الاحتجاجية بين لبنان وسوريا وعما إذا بلغت ال24 مذكرة، قال “سلمت خلال الاشهر الماضية اكثر من 24 مذكرة وتكاد تكون يومية. وما يجري ليس مذكرات احتجاج، انما يدخل في اطار تبادل المعلومات والتعاون بين البلدين، طالما هناك ارهابيون عند الحدود المشتركة والمتداخلة”.

وشكر الجيش والأمن اللبناني “لما يبذل من اجل ضبط الحدود. ونحن حرصاء على اقصى درجات التعاون مع لبنان”.

وردا على سؤال عما اذا كان العفو الذي اصدره الرئيس بشار الاسد سيشمل معتقلين ومفقودين لبنانيين في سوريا، قال علي إن “سوريا كانت واضحة في موضوع المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وقدمت ما لديها في اللجان التي شكلت بين البلدين وبعض الذين اختطفوا او غيبوا ليسوا من مسؤولية سوريا وما حكي عن معتقلين في السجون السورية مجرد افتراضات”.

انفجار سيارة مفخخة في دمشق واشتباكات عنيفة في الشمال

سورية: عفو رئاسي مشروط .. وبريطانيا تزود المعارضة بمعدات دفاعية

بيروت ـ دمشق ـ لندن ـ وكالات: انفجرت سيارة مفخخة الثلاثاء في منطقة الفحامة في وسط دمشق، اسفرت عن وقوع جرحى، بينما تشهد مناطق واسعة في شمال سورية اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية، في الوقت الذي اصدر فيه الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء عفوا يشمل عددا من الجرائم، تستثني تلك المتعلقة بتنفيذ الاعمال الارهابية، ويمنع العقوبة عن العسكريين الفارين وحاملي السلاح في حال تسليم انفسهم وسلاحهم خلال مهلة محددة.

ويأتي ذلك لمناسبة عيد الجلاء (جلاء آخر جندي فرنسي عن سورية في 1946)، وعشية اطلالة اعلامية جديدة للرئيس السوري عبر قناة ‘الاخبارية’ السورية للحديث عن آخر تطورات الازمة المستمرة في بلاده منذ اكثر من سنتين.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الاسد اصدر ‘المرسوم التشريعي رقم 23 القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم’ المرتكبة قبل تاريخ اليوم. وهو في الواقع عفو انتقائي يشمل جرائم محددة ويتضمن تخفيضا للعقوبات على جرائم اخرى.

وينص المرسوم على ‘العفو عن كامل العقوبة’ للجرائم المتعلقة بالدعاية التي ترمي في زمن الحرب الى ‘اضعاف الشعور القومي او ايقاظ النعرات العنصرية او المذهبية’، ونقل ‘انباء يعرف انها كاذبة او مبالغ فيها من شأنها ان توهن نفسية الأمة’.

كما يشمل ‘كل فعل يقترف بقصد إثارة عصيان مسلح ضد السلطات القائمة’.

ونص المرسوم على ‘العفو عن ربع العقوبة في الجرائم’ المتعلقة بـ’المؤامرة التي يقصد منها ارتكاب عمل او اعمال ارهاب’ والتي قد تصل عقوبتها الى السجن عشرين عاما.

ويشمل العفو كامل العقوبة في حال ‘العلم’ بـ’جرائم ارهابية’ والسكوت عنها، بينما يحسم ربع العقوبة في حال ‘التآمر’ لارتكاب مثل هذه الجرائم، ومنها ‘ايجاد حالة من الذعر بين الناس… الاخلال بالامن والاضرار بالبنى التحتية… استخدام الاسلحة والذخائر… وتمويل الارهاب’. ويستثنى المرتكبون من العفو.

ويشمل العفو الكامل كل من حاز سلاحا او ذخيرة على ان ‘يبادر الى تسليم السلاح الى السلطات المختصة خلال 30 يوما’ من تاريخ المرسوم.

ويستفيد من العفو الرئاسي العسكريون الفارون داخل البلاد او خارجها، شرط ان ‘يسلموا أنفسهم’ خلال 30 يوما بالنسبة للفرار الداخلي و90 يوما للفرار الخارجي.

ويستثنى العسكريون الذين ارتكبوا عصيانا ضد مسؤوليهم او ‘أخذوا الأسلحة من دون اذن وعملوا خلافا لأوامر رؤسائهم (…) او اقدموا على العنف مع استعمال السلاح’.

ونقلت سانا عن رئيس الوزراء وائل الحلقي قوله خلال جلسة لمجلس الوزراء امس ان المرسوم ‘يؤدي الى اطلاق سراح نحو سبعة الاف مواطن، ممن ارتكبوا جنايات مختلفة’.

في غضون ذلك، اعلنت قناة ‘الاخبارية’ السورية انها ستبث الساعة التاسعة والنصف مساء الاربعاء (18.30 ت غ)، ‘حوارا حصريا’ مع الرئيس السوري.

في هذا الوقت، صرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لصحيفة ‘الغارديان’ البريطانية ‘انه لن تعود هناك سورية اذا استقال الاسد’.

في تداعيات النزاع على لبنان المجاور، دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض الحكومة اللبنانية الى منع حزب الله، حليف دمشق، من تنفيذ عمليات داخل سورية.

وامس، اعلن لبنان انه سيطلب اجتماعا طارئا لمجلس الامن الدولي، من اجل البحث في مشكلة اللاجئين السوريين الذين يتجاوز عددهم في اراضيه 400 الف شخص.

ومن جهته اعلن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أن بلاده ستزود المعارضة السورية بعربات مدرعة ودروع واقية من الرصاص، ودعا إلى فتح تحقيق عاجل حول استخدام أسلحة كيميائية في سورية ومحاسبة الجناة.

وابلغ هيغ، مجلس العموم (البرلمان)، حسب صحيفة ‘ديلي ميل’، الصادرة الثلاثاء، أن بريطانيا ‘ستمنح المعارضة السورية 34 عربة، بما في ذلك 5 عربات مصفحة رباعية الدفع، و20 مجموعة من الدروع الواقية من الرصاص’.

وقال إن بريطانيا ستسعى إلى ‘انهاء الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على الأسلحة إلى سورية خلال الاجتماع الذي سيعقده وزراء خارجية دوله الشهر المقبل، من أجل اتاحة المجال أمام تزويد المتمردين في سورية بالأسلحة’.

وميدانيا، افاد المرصد السوري باصابة عدد من الاشخاص في تفجير سيارة مفخخة في منطقة الفحامة في وسط دمشق، المدينة الشديدة التحصين ونقطة ارتكاز النظام السوري. واتهمت وكالة سانا ‘مجموعة ارهابية مسلحة’ بزرع العبوة في سيارة مركونة مقابل فرن، مشيرة الى انها ادت الى اضرار مادية فقط. كما افاد المرصد بقصف من القوات النظامية يطال حي جوبر (شرق)، في حين قصف الطيران مناطق في ريف دمشق، حيث تحاول القوات النظامية السيطرة على معاقل للمعارضين. وافادت سانا ان هذه القوات نفذت امس عمليات واسعة، وتمكنت من ‘بسط الامن في منطقة محطة الكهرباء في عدرا’ (شرق).

باحث: العداء لايران وحزب الله قاسم مشترك بين المعارضة واسرائيل

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: اتهم فيصل مقداد، نائب وزير الخارجية السورية فرنسا وبريطانيا بدعم القاعدة بطريقة مباشرة وغير مباشرة. وفي لقائه مع صحيفة ‘الغارديان’ هاجم من اسماهم العرب ‘الاغبياء’ ممن يدعمون المعارضة ويتحركون نيابة عن الغرب.

وفتح مقداد النار من كل الجهات حيث اتهم اسرائيل بالتدخل في سورية، وقال ان عملاء للموساد الاسرائيلي قتلوا في درعا التي قالت المعارضة انها سيطرت على اجزاء كبيرة منها.

وكرر مقداد حديثه عن ‘المؤامرة الكبرى على سورية لاجبارها على تغيير مواقفها من الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وتغيير مواقفها تجاه القضايا العربية، ولانشاء حكومة تخدم مصالح الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا’.

واكد مقداد ان حكومته لا تشك في ان المعارضة هي التي قامت باستخدام السلاح الكيماوي في خان العسل قرب حلب، قائلا ان حكومته لن توافق الا على تحقيق ‘حقيقي’ من الامم المتحدة وليس تكرارا لما حدث في العراق، مؤكدا ان المعارضة ‘تريد التغطية على ما حدث في حلب باختراع موضوع وهمي’.

وتحدث مقداد عن التناقض البريطاني والفرنسي حيث قال ان ‘سورية يتدفق اليها المقاتلون من اوروبا للقتال الى جانب القاعدة، ويريدونهم القدوم هنا كي يقتلوا، ولكن عندما يبدأون بالعودة الى بلادهم يغيرون تفكيرهم، فهم يتسامحون مع القتل في سورية ويبالغون فيما تقوم الحكومة بعمله، ولكنهم لن يستطيعوا الدفاع عن موقفهم للابد’ وذلك في تعليقه على مبايعة جبهة النصرة لتنظيم القاعدة. ووبخ مقداد بريطانيا التي تقول انها ترسل معدات غير قتالية الى المعارضة قائلا ‘اذا اردت السفر من هنا الى بلدتي درعا وقام بعض عملائهم (المعارضة) بالاتصال بهم عن سفري مستخدمين انظمة الاتصالات هذه، فانني سأقتل’، ‘وحتى لو لم تكن اسلحة فهي ادوات في الحرب’. وعبر مقداد عن امله في ان لا يعمق الاردن دوره في سورية من خلال السماح للاسلحة الممولة سعوديا بالمرور عبر اراضيه حيث قال ان ‘ نفس القوى التي تقتل الشعب السوري البريء موجودة في الاردن’، واضاف ‘لدينا عرب اغبياء ينفذون ما يخططه الاخرون للمنطقة، ولكن المؤامرة بدأت من الغرب’ واكد مقداد ان الحديث عن معركة قريبة في دمشق مجرد دعاية وان العاصمة ليست مهددة بل محمية.

تفكير اوباما

وتعتقد صحيفة ‘كريستيان ساينس مونيتور’ ان من يراقب الرئيس اوباما وينتظر منه اتخاذ خطوة قد يفهم انه يقف متفرجا على القتل في سورية، مشيرة الى ان شهر اذار (مارس) الماضي كان الاكثر دموية، والى ان عدد القتلى وصل الى 70 الفا او اكثر، واصبح خمس الشعب السوري مشردا، كل هذا يستدعي تدخلا عسكريا. ومع ذلك فالنظر لاوباما بهذه الطريقة خطأ كما تقول الصحيفة، فهو يعمل بشكل مستمر مع قادة الدول الحليفة والكونغرس ويواصل اطلاع الشعب الامريكي على الاوضاع كي يتحقق ان كانوا مستعدين لاتخاذ فعل ضد النظام السوري الشرس. وتقول ان هذا ليس فعل شخص يريد ‘القيادة من الخلف’.

كما ان الرئيس شاهد في حياته الكثير من الحروب التي اخطأت هدفها بسبب غياب التخطيط. وعليه فقبل التخطيط لمواجهة الافعال الشريرة للنظام الحالي وجرائمه ضد المدنيين يجب على الناس وليس الرئيس وحده فهم ما هو الخير الذي سيجلبه التدخل، ومن هنا يجب ان تكون الدوافع واضحة من اجل البحث عن الوسائل وتحشيد الناس.

وقالت الصحيفة ان البيت الابيض انتظر من الاعضاء الكبار في الكونغرس ومجلس الشيوخ اقتراح مشاريع للتدخل. وعليه فسيقوم الرئيس اوباما خلال الايام المقبلة بلقاءات منفصلة مع قادة اربع دول لها علاقة بالازمة السورية وهي: الامارات العربية المتحدة وقطر والاردن وتركيا، مشيرة الى ما المح اليه مسؤولون في البيت الابيض من ان عام 2013 سيكون عام التركيز على سورية. فالاجتماعات مع مسؤولي هذه الدول تهدف الى ايجاد هدف مشترك حول مستقبل سورية، قائلة ان النزاع في سورية لا يمثل صراعا بين القوى التي تدعم الديكتاتورية وتلك التي تريد الحرية والديمقراطية بل نزاعا اقليميا بين السنة والشيعة، مما يعني ان الولايات المتحدة لا يمكنها قيادة الطريق لحل صراع في داخل الاسلام.

وتشير الصحيفة الى ما قالته اليزابيث جونز، مساعدة وزير الخارجية الاسبوع الماضي ان ‘ما بدأ كمطلب سلمي للكرامة والحرية، تحول الى اكبر الصراعات المدمرة في القرن الحادي والعشرين’.

وتختم بالقول الى انه على الرغم من عدم تأكد واشنطن مما يجب فعله، هناك الكثير من الاقتراحات التي تتراوح من اقامة منطقة عازلة الى تسليح المعارضة. ومع ان امريكا واضحة في دعمها للمعارضة التي ترغب ببناء سورية مستقرة وديمقراطية، فيجب ان تتأكد من ان لا تصل اسلحتها الى الجماعات الجهادية. والمشكلة في وضع امريكا انه كلما ترددت في فعل شيء كلما زادت مخاطر انهيار نظام الاسد ووقوع اسلحته في ايدي الارهابيين. وفي الوقت الذي تقول فيه ان الخير سينتصر في سورية لكن قبل ذلك على الناس فهم ما يريدون فعله وكيفية تحقيقه، وهو ما يقوم اوباما بعمله الآن.

صفقة مع اسرائيل

ولا بد من الاشارة انه ودائما ما يتم استحضار اسرائيل في النقاشات الامريكية حول سورية، فكلما طال امد الحرب زادت فرص دخول اسرائيل على حلبة الصراع الداخلي، اما باقامة منطقة عازلة لمنع العناصر الجهادية الحاضرة في الجولان من تهديدها او بالاستيلاء على الاسلحة الكيماوية التي يملكها النظام وتدميرها. فاسرائيل ردت على اطلاق النار من الاراضي السورية بالمثل في اكثر من مرة كان اخرها يوم الجمعة الماضية، كما انها عالجت جرحى سوريين في مستشفياتها اصيبوا اثناء مواجهات داخل سورية. وفي 30 كانون الثاني (يناير) الماضي قامت الطائرات الاسرائيلية بضرب قافلة قالت انها كانت محملة باسلحة متقدمة في طريقها من سورية لحزب الله اللبناني.

ومع توتر الوضع في الجولان وسحب الجيش السوري 20 الفا من جنوده لتحصين دمشق التي تتعرض لهجمات المعارضة هناك امكانية لسيناريو تقوم فيه اسرائيل باقامة حزام امني على غرار ما فعلت في جنوب لبنان في نهاية السبعينات من القرن الماضي واتبعته بالاجتياح الكامل في العملية التي اسمتها ‘سلامة الجليل’ عام 1982، هذا مرهون بالطبع بوضع الوحدات الدولية العاملة في المنطقة منذ عام 1974 والتي تتعرض مهامها للتهديد، بشكل استدعى عددا من الدول للمشاركة مثل اليابان وكرواتيا سحب قواتها، فيما لم تقرر النمسا وهي الاكثر مشاركة في الوحدات انهاء مهامها بعد.

ومن اجل منع اسرائيل بالتوغل في الاراضي السورية اقترح ديفيد بولوك الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى على الولايات المتحدة التوسط بصفقة بين اسرائيل والعناصر المعتدلة في المعارضة السورية. وقال في مقاله الذي نشرته صحيفة ‘نيويورك تايمز′ يوم الاثنين انه على الرغم من عدم وجود ارضية مشتركة بين الطرفين الا انهما يشتركان بعدو مهم المتمثل بايران وحزب الله اللبناني، الداعمين للرئيس بشار الاسد. ويقول بولوك ان تلاقي المصالح بين اسرائيل والمعارضة يعطي واشنطن فرصة لعقد صفقة تقوم على امتناع اسرائيل من تسليح وكلاء لها في داخل سورية كي يقوموا بحماية حدودها وبالمقابل تقوم المعارضة بمنع الجهاديين من جبهة النصرة او اية جماعة اخرى وحزب الله من الاقتراب للحدود الاسرائيلية.

فوائد التعاون

ويكتب بولوك قائلا بمقابل عدم انشاء قوات وكيلة لاسرائيل داخل سورية فقد توافق الجمعيات الخيرية الامريكية والجمعيات اليهودية العالمية على زيادة جهوده الانسانية والتي تقوم بها الان للمدنيين السوريين ولكن على قاعدة مصغرة حيث تتم ادارة عمليات الدعم بطريقة هادئة ودون اثارة الانتباه خوفا من اثارة ردود افعال عنيفة.

مضيفا انه يمكن ان يتم تزويد المعارضة بمضاد حيوي ضد الاسلحة الكيماوية ‘اتروبين’ اضافة الى المساعدات الغذائية والدوائية. ويكتب بولوك قائلا ان الدعم هذا سيقف امام الادعاءات ونظريات المؤامرة التي تقول ان اسرائيل واللوبي اليهودي الامريكي يعملان بسرية كي يبقى الاسد في الحكم.

ويختم بالقول ان اي ترتيب يبعد المعارضة عن الجهاديين يمنع التدخل الاسرائيلي المباشر في سورية ويؤدي لتركيز الجهود على الاسد يجب ان يحظى بترحيب قادة المعارضة. كما انه سيؤدي لتحقيق اهداف عدة في وقت واحد وبدون التدخل الامريكي المباشر وهما العمل على استقرار جبهة متزعزعة، ومنع انتشار الحرب السورية لكل المنطقة، وتعزيز عمليات الدعم الانساني وفتح الباب امام مستقبل احسن فيما بعد الاسد. ويظل اقتراح بولوك صورة عن النقاشات الامريكية حول سورية، ففي الوقت الذي رفض فيه باراك اوباما العام الماضي خطة تقدم بها اربعة من اركان ادارته ثلاثة منهم اصبحوا خارج القرار، هيلاري كلينتون، وليون بانيتا وهيلاري كلينتون الا انه وافق على زيادة الدعم غير القتالي والانساني للمعارضة، واشارت ‘واشنطن بوست’ الى الجهود ‘السرية’ التي تقوم بها ‘يو اس ايد’ في حلب من توفير الدعم الطعام والغطاء للمشردين السوريين، في محاولة لمواجهة تسيد جبهة النصرة للساحة في الشمال. ويظل الدعم هذا غير مقنع لا للمعارضة ولا للسوريين العاديين ولا حتى للجمهوريين الذين يطالبون الرئيس بخطوات عملية وتسليح للمعارضة

ثمن تجاهل سورية

وعلى العموم حذر كاتب اخر وهو والي ناصر في ‘نيويورك تايمز′ الادارة من الثمن الذي ستدفعه لتجاهلها سورية. ويرى ان رفض الادارة الامريكية حتى الان التدخل في سورية نابع من ان الازمة تمثل تحديا لسياسة اوباما الخارجية التي تعمل على تخفيف بصمات امريكا على الشرق الاوسط، والتقليل من اهمية المنطقة على السياسة العالمية. وعليه فان التدخل في سورية يعني تراجعا عن هذه السياسة. واشار الباحث الكاتب وهو باحث في جامعة هوبكنز انه منذ ولاية اوباما الاولى ظلت الادارة تتعامل مع الاحداث المتجددة في المنطقة بطريقة تفاعلية اي مراقبة الاوضاع ثم الرد عليها. وقد ادى هذا الى اضاعة الكثير من الفرص امام واشنطن للتأثير على مسار الاحداث.

وقال ان جنرالات بورما حظوا بزيارة اوباما لاستعدادهم للاصلاح والتغير ولم تحظ ولا دولة عربية من دول الربيع بزيارة منه. وعليه فالرئيس يتعامل مع الازمة السورية كازمة انسانية بدون النظر الى اثارها التراجيدية على الولايات المتحدة، مشيرا الى ما تحدث به لمجلة ‘نيوريببلك’ بداية هذا العام. بل وعندما زار الرئيس المنطقة قرر التركيز على التسوية السلمية بين اسرائيل والعرب بدلا من الحديث عن سورية التي ليست على رأس اجندة جون كيري، وزير الخارجية بل اسرائيل وفلسطين. ومع ان مأساة الفلسطينيين مسألة حاضرة الا ان مستقبل المنطقة يعتمد على ما يحدث في سورية، وباختيار الادارة العملية السلمية لا يؤكد اهتمام الادارة بالمنطقة بل عزمها على تجاوزها.

ويقول ناصر ان واشنطن اضاعت وقتا ثمينا بعدم استخدام قوتها الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية للتأثير على الاحداث في سورية وهذا ادى الى توسع الازمة وصعود العناصر الراديكالية ووضع جيران وحلفاء امريكا في المنطقة امام مخاطر كبيرة. ومع انه ليس من حق الولايات المتحدة تقرير مصير المنطقة لكن عليها ان تكون واضحة حول ما تريده هناك ويجب ان لا تخجل من دفع الاحداث بطريقة تصب في صالحها خاصة ان المنطقة تواجه مرحلة من الخيارات وعليه فان المراقبة والانتظار امام هذه الاحداث يعتبر امرا خطيرا. ويقول ناصر ان القتل سيصل ذروته في نهاية هذا العام مع توقعات بوصول عدد اللاجئين الى 3 ملايين، وهذا في حد ذاته مأساة انسانية لكن ستكون له عواقب استراتيجية خطيرة. لان لامبالاة امريكا في وجه الدمار يؤدي الى زيادة المشاعر المعادية لامريكا، يضاف الى ان تدفق اللاجئين باعداد كبيرة سيكون عامل عدم استقرار ومركزا لتفريخ التطرف، خاصة ان جيران سورية ليست مهيأة للتعامل مع كارثة انسانية على قاعدة واسعة.

قصف ملجأ بحمص وتجدد المعارك

                                            جددت قوات النظام السوري اليوم الأربعاء قصفها لمناطق عدة في البلاد بالسلاح الثقيل والطيران الحربي، وكان أبرز العمليات سقوط صاروخ بريف حمص أدى إلى مقتل تسعة على الأقل وجرح آخرين.

فقد قالت شبكة شام إن تسعة قتلى، بينهم ثلاثة أطفال، وعدد كبير من الجرحى سقطوا إثر سقوط صاروخ أرض-أرض في بلدة البويضة الشرقية بريف حمص الجنوبي على أحد الملاجئ بالقرية كان يؤوي نازحين.

وأفاد ناشطون بأن قوات النظام أطلقت صاروخ أرض أرض على الملجأ مما تسبب أيضا بإصابة أكثر من عشرين شخصا. وأضاف الناشطون أن قوات النظام قصفت البلدة بعد ذلك براجمات صواريخ لمنع الأهالي من إسعاف الجرحى.

وتحدثت شبكة شام عن قصف عنيف من الطيران الحربي الذي يستهدف عددا من قرى ريف حمص الجنوبي بالتزامن مع قصف عنيف براجمات الصواريخ على المنطقة، وهو ما أكده اتحاد تنسيقيات الثورة.

وفي ريف دمشق، قالت شبكة شام إن قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة يستهدف بلدة جديدة عرطوز الفضل بالتزامن مع حصار البلدة بتعزيزات ضخمة يرسلها النظام من جهة مطار المزة استعدادا لاقتحام البلدة.

في المقابل، قال ناشطون إن الجيش الحر ما زال يستهدف معاقل للنظام بقذائف الهاون في حي سيدي مقداد في ببيلا بريف دمشق.

وأفاد المكتب الإعلامي التابع للمجلس المحلي لمدينة داريا بأن رتلا عسكريا توجه صباح اليوم إلى مدينة داريا من مطار المزة العسكري عبر المتحلق الجنوبي، مدعوما بأربع دبابات وسيارات مدرعة وأخرى تحمل رشاشات بالإضافة إلى سيارات إسعاف وعدد كبير من حافلات نقل الجند.

كما أفاد ناشطون بأن قوات النظام تكثف من قصفها بالمدفعية الثقيلة على حي جوبر وأحياء العاصمة دمشق الجنوبية مع تجدد اشتباكات في محيط حي مخيم اليرموك بين الجيش الحر وقوات النظام.

مناطق أخرى

من جانب آخر، جدد النظام قصفه لمناطق عدة في ريف إدلب، خاصة على مدن معرة النعمان وسراقب وحاس والجانودية وبلداتها، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الأشخاص، في حين شهد معسكرا وادي الضيف والشبيبة اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر.

وفي حلب، قال ناشطون إن القصف بالمدفعية الثقيلة تجدد على حي بعيدين، كما استهدف الطيران الحربي بالرشاشات الثقيلة حي طريق الباب.

من جهة ثانية قال الجيش الحر في وقت سابق إنه أسقط طائرة مقاتلة لقوات النظام في ناحية المنصورة بمحافظة الرقة، وهاجم مطار حلب الدولي، وقصفه بقذائف هاون.

وامتد القصف الجوي لريف دير الزور ليطول مدينة موحسن، في حين استهدف الجيش الحر مطار دير الزور العسكري بقذائف الهاون.

وفي ريف درعا، تعرضت بلدات خربة غزالة والكرك الشرقي ونامر لقصف عنيف من قبل المدفعية الثقيلة التابعة للنظام السوري.

روسيا تنتقد “أصدقاء سوريا” والجامعة العربية

                                            حذرت مجددا من التدخل العسكري

انتقدت روسيا الأربعاء مجموعة أصدقاء سوريا والجامعة العربية ووصفت دوريهما في الأزمة بالسلبي, وحذرت مجددا من التدخل العسكري في هذا البلد, في حين دعت تركيا إلى تدخل دولي أسرع لإنهاء الأزمة المستمرة في سوريا منذ أكثر من عامين.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في  مؤتمر صحفي مشترك بإسطنبول مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو متحدثا عن دور مجموعة أصدقاء سوريا الداعمة للمعارضة السورية “في الوقت الحاضر نعتبر أن هذه العملية تسهم بطريقة سلبية في اتفاقات جنيف”.

ويعني لافروف باتفاقات جنيف الاتفاق الذي توصلت إليه القوى الدولية الكبرى والجامعة العربية والأمم المتحدة وتركيا في يونيو/حزيران الماضي لتسوية الأزمة في سوريا بالسبل السياسية.

وينص الاتفاق بالخصوص على بدء انتقال سياسي بسوريا, لكنه لا يحدد ما إذا كان الرئيس بشار الأسد سيشارك أم لا بهذا الانتقال. وتعقد مجموعة أصدقاء سوريا اجتماعا جديدا بتركيا خلال أيام.

وفي إشارة إلى النظام السوري, قال الوزير الروسي إن عزل طرف ما في إطار آلية لحل نزاع يعني أنه لا توجد الأسس الضرورية للحوار.

كما اعتبر لافروف أن منح الائتلاف الوطني السوري المعارض مقعد سوريا بالجامعة العربية خلال قمة الدوحة نهاية مارس/آذار الماضي مخالف لاتفاق جنيف, ولا يسهم في حل الأزمة السورية, داعيا كل الأطراف إلى البحث عن حل على أساس تلك الاتفاق.

وحذر من أن تفضيل الحل العسكري سيفاقم المأساة الإنسانية في سوريا، ويزيد من تهديدها لدول الجوار. وتعارض روسيا بشدة الدعم الخارجي للمعارضة السورية, كما أنها ترفض اشتراط تنحي الأسد للتوصل إلى تسوية.

التعجيل بالحل

من جهته, قال وزير الخارجية التركي إن بلاده هي الأكثر تأثرا بالأزمة في سوريا على الصعيدين الإنساني والأمني, ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة لوقف إراقة دماء السوريين.

وقال أوغلو في المؤتمر الصحفي المشترك مع لافروف إنه سيلتقي المعارضة السورية لبحث حل لأزمة بلادهم. ويتوقع أن يعقد اللقاء بين أوغلو وقيادة الائتلاف الوطني السوري خلال اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا القادم بتركيا التي تؤوي نحو مائتي ألف لاجئ مسجلين لدى الأمم المتحدة.

وفي سياق متصل، قال دبلوماسيون أمميون الثلاثاء إن المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي يتطلع إلى تعديل دوره وسيطا دوليا للسلام بالصراع السوري ليصبح مبعوثا أمميا دون أي ارتباط رسمي بالجامعة العربية.

وأضافوا أن الإبراهيمي بات يستاء يوما بعد يوم من تحركات الجامعة العربية للاعتراف بالمعارضة السورية، والتي يرى أنها تقوض دوره وسيطا محايدا.

وسيقدم الإبراهيمي تقريرا جديدا إلى مجلس الأمن الدولي بعد غد الجمعة, وتوقع دبلوماسي أن يقدم المبعوث المشترك تقريرا قاتما آخر عن الوضع في سوريا.

سجال

من جهة أخرى, طالبت الحكومة السورية الأربعاء فرنسا بالكف عن التدخل في شؤونها الداخلية بعد تشكيكها أمس في عفو أعلنه الرئيس الأسد عن بعض الجرائم. وقالت الخارجية السورية في بيان إنه “ليس من حق فرنسا أن تقيم شأنا داخليا”.

وكانت باريس قالت أمس إن هذا القرار “لا يعفي” الأسد من وقف أعمال العنف، معربة عن خشيتها من أن يكون ذلك مجرد “مناورة لكسب الوقت”. كما شككت فيه الولايات المتحدة, وقالت إنها ليست المرة الأولى التي يعد فيها النظام بالعفو عن سجناء.

أما قطر فقد دعت على لسان رئيس وزرائها وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أمس في برلين المجتمع الدولي إلى تقديم مزيد من الدعم للمعارضة السورية المسلحة لوضع حد للنزاع بهذا البلد.

النظام السوري يقتل المعتقلين عبر سحب دمهم

“السجن السري الأول” في جبل قاسيون هو الأقسى من حيث التعذيب

دبي – قناة العربية –

قالت وكالة “سانا الثورة” إن وزارة الصحة السورية تستخدم المعتقلين في السجون التي تسيطر عليها قوات النظام كأشخاص احتياطيين لسحب دمائهم، بحسب ما أكدت مصادر عدة لشبكة “سانا الثورة”.

وأضافت المصادر أن النظام يلجأ إلى استخدام دماء المعتقلين بشكل إجباري عند نقصان الدم لدى عناصر قوات النظام خلال عملياتهم القتالية. وأشارت المصادر نفسها إلى أن الكثير من المعتقلين يتناقص وزنهم بشكل كبير، بسبب سحب الدماء منهم بشكل يومي وشبه مستمر.

وبحسب أبو القيس الشامي، الناطق الرسمي باسم “سانا الثورة” “لـ”العربية”، فإن هذا الكلام يستند إلى حالات شاهدوها وحصلت مع معتقلين خرجوا حديثاً من معتقلات السجون الأسدية.

وأضاف الشامي أن هناك “السجن السري الأول” الذي لا يعرفه أحد إلا منذ وقت قصير جداً، وهو موجود في جبل قاسيون، وبحسب معتقلين خرجوا من هناك فهو السجن الأقسى من حيث التعذيب، ويوجد “السجن السري الثاني” وهو مخصص لسجناء الرأي.

ويوجه الثوار الاتهام لوزير الصحة والمخابرات وكل المنظمات الحقوقية التي سكتت عن الموضوع.

وبحسب الشامي فإن مشفى المجتهد والمواساة التابعين للنظام تحولا ليصبحا ثكنتين عسكريتين وينفذ فيهما الكثير من الإعدامات الميدانية.

وشرح الشامي أن أطباء يقومون بسحب الدم من المعتقلين لإنقاذ جرحى النظام وإمدادهم بالدم، وهذا ما أدى لموت الكثيرين من المعتقلين، ويتم رميهم بالشوارع.

المعارضة تطلب مقعد سوريا بالأمم المتحدة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر في المعارضة السورية أنها تعتزم التقدم بطلب للحصول على مقعد سوريا في الأمم المتحدة أسوة بجامعة الدول العربية.

وتفيد أنباء بأن قطر تعتزم طرح مسودة قرار على الجمعية العامة يرحب بالائتلاف السوري المعارض بوصفه الممثل الشرعى للشعب السوري.

ومن جهة أخرى، يسعى المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى أن يكون مبعوثا للأمم المتحدة فقط، والتخلص من ارتباطاته بالجامعة العربية التي “اتخذت نهجا لم يعد يضمن حياده”، وفقا لدبلوماسيين بالمنظمة الدولية.

وأوضح دبلوماسيون بالأمم المتحدة أن الإبراهيمي “يشعر باستياء متزايد من تحركات الجامعة العربية للاعتراف بالمعارضة السورية وهو ما قوض دوره وسيطا محايدا”.

وقال أحد الدبلوماسيين: “الممثل المشترك يشعر أن نهج الجامعة العربية جعل من الصعب عليه أداء مهمته”، حسبما ذكرت وكالة أنباء “رويترز”.

وأضاف: “يشعر الإبراهيمي أنه سيكون من الأفضل أن يكون ارتباطه بالأمم المتحدة فحسب في هذه المرحلة لضمان حياده.”

ويقدم الإبراهيمي تقريرا إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة عن الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عامين.

ومن جانبها، سارعت هيئة التنسيق الوطنية المعارض لتوجيه نداء إلى المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بعدم تقديم استقالته.

وناشدت الهيئة التي تمثل ما يسمى “معارضة الداخل” الإبراهيمي بالتمسك بمهمته لـ”منع تفاقم الازمة”.

المعارضة السورية تدعو الجيش الحر لحماية الصحفيين السوريين والأجانب على حد سواء

روما (17 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دعا ائتلاف قوى المعارضة والثورة في سورية أفراد الجيش السوري الحر بمختلف كتائبه وتشكيلاته إلى “توفير الحماية” للإعلاميين الميدانيين وصحفيي وكالات الأنباء الذين يقتفون أثر الحقيقة في سورية ونوّه بـ “الجهود الجبارة” التي يبذلونها لنقلها إلى العالم

وشكر الائتلاف في رسالة مفتوحة الأربعاء “الصحفيين والمصورين الباحثين عن الحقيقة في سورية”، وكل صحفي ميداني “يخاطر بحياته ليلتقط الحقيقة على أرض سورية وينقلها إلى العالم بصدق وأمانة” رغم المصاعب الجمّة التي يتكبدونها

وحثّ الائتلاف أفراد الجيش السوري الحر بمختلف كتائبه وتشكيلاته على توفير الحماية لهؤلاء الصحفيين، السوريين منهم والأجانب على حد سواء، وتقديم العون اللازم لهم “ليتمكنوا من أداء رسالتهم بشرف وأمانة ونزاهة، ينقلون من خلالها الواقع ويساهمون في كشف الحقائق”، وفق نص الرسالة

وتأتي هذه المناشدة من المعارضة السياسية للمعارضة المسلحة بعد أيام من إطلاق كتائب مسلحة غير تابعة للجيش السوري الحر سراح أربعة صحفيين إيطاليين احتجزوا لعشرة أيام قرب إدلب في شمال سورية بالقرب من الحدود مع تركيا، ولم تُعلن تفاصيل احتجازهم وإطلاق سراحهم

وأشاد الائتلاف المعارض بـ “كل صحفي يقتفي أثر الحقيقة بين ركام الدمار الفظيع الذي تتعرض له سورية اليوم”، كما شكر “الجهود الصادقة التي تبذلها وكالات الأنباء المحترفة التي تمارس مهامها وأعمالها على الأرض السورية بمهنية تليق بشرف القلم الصحفي والعدسة الشفافة”

ووفق مراصد حقوقية وإعلامية دولية فإن أكثر من 83 صحفياً (محترفاً) قُتل في سورية خلال الثورة المستمرة منذ نحو عامين، كما تعرّض نحو 50 صحفياً للتعذيب، مع وجود نحو مائة معتقل منهم.

وتتهم المعارضة السورية النظام باستهداف الصحفيين والناشطين الإعلاميين بالذات، فيما تمنع السلطات وسائل الإعلام المستقلة من العمل بحرية في البلاد وتفرض عليها أخذ إذن مسبق وأن ترافق رسميا وتعمل ضمن سياستها في حال نشطت وسائل الإعلام هذه ميدانياً

أنباء عن اختطاف داعية بلجيكي في سورية

بروكسل (16 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أوردت تقارير صحفية نبأ إختطاف داعية بلجيكي شاب كان ذهب إلى سورية في محاولة لإقناع الشباب المتطوعين البلجيكيين هناك بالعودة إلى بلدهم

وأشارت صحيفة لوسوار التي أوردت النبأ اليوم، إلى أن الداعية المذكور، المعروف بتوجهاته السلفية، كان يسعى لدخول سورية لحث “المتطوعين” بالعودة إلى البلاد، وقالت “كنا تواصلنا معه الأسبوع الماضي في تركيا وعبر عن نيته دخول الأراضي السورية لثني الشبان البلجيكيين عن الاستمرار بالقتال في سورية، ثم إنقطعت أخباره ما يعزز القناعة بأنه قد إختطف من قبل مجموعة متطرفة هناك”، حسب الصحيفة

وأضافت الصحيفة أن النائب في البرلمان المحلي لمدينة بروكسل فؤاد أحيدر (من المجموعة الإشتراكية)، قد لفت إلى إحتمال أن يكون الداعية المذكور قد إختطف في سورية

وأوضح البرلماني أحيدر أن الداعية المذكور لم يخف عداءه للخلية المتطرفة الاسلامية المسماة “شريعة من أجل بلجيكا”، والتي يشك بأنها لعتب دوراً رئيسياً في تجنيد الشباب وإرسالهم إلى سورية

وألمح أحيدر إلى إحتمال ضلوع بعض الموالين لهذه الخلية في عملية اختطاف الداعية

ويذكر أن أمر اختطاف الداعية لم يتم تأكيده أو نفيه، حتى الآن، لا من قبل النيابة العامة ولا الشرطة الفيدرالية، كما امتنعت وزارة الداخلية عن التعليق على الموضوع

تنديد باقتحام قوات سورية لمقر المكتب العربي للشرطة الجنائية بدمشق

استنكر هيكل تابع لجامعة الدول العربية اقتحام قوة تابعة للداخلية السورية أحد مقراته في العاصمة دمشق، محملا نظام الرئيس بشار الاسد مسؤولية سلامة موظفيه

وقالت الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب الاربعاء والذي يتخذ من تونس مقرا له، ان اقدام قوة من وزارة الداخلية السورية، اول امس الاثنين على اقتحام مقر المكتب العربي للشرطة الجنائية التابع للمجلس والعبث بمحتوياته، ووضع يدها على كل موجوداته، واستيلائها على أرشيفه، وطرد جميع الموظفين، وأغلاق المبنى يمثل “عملا همجيا وغير مسؤول”

وحملت الأمانة العامة للمجلس نظام دمشق “المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عن هذا العدوان، وضمان حياة الموظفين وسلامتهم، والحفاظ على كافة مقتنيات المكتب ووثائقه”، ورأت ان ما اقدمت عليه القوات السورية هو “خرق واضح لكل الأعراف والمواثيق الدبلوماسية”، حسب نص البيان

وتستضيف سورية مثل بقية الدول العربية قرات هياكل تابعة لجامعة الدول العربية، التي قررت في قمتها الاخيرة بالدوحة منح المعارضة السورية المقعد المخصص لسورية

الإبراهيمي يتطلع لدور جديد كمبعوث للأمم المتحدة في سوريا دون ارتباط بالجامعة العربية

الأمم المتحدة (رويترز) – قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا يتطلع إلى تعديل دوره كوسيط دولي للسلام في الصراع السوري ليصبح مبعوثا للأمم المتحدة دون اي ارتباط رسمي بالجامعة.

وقال الدبلوماسيون الذين طلبوا ألا تنشر أسماؤهم لرويترز يوم الثلاثاء ان الإبراهيمي يشعر باستياء متزايد من تحركات الجامعة العربية للاعتراف بالمعارضة السورية وهو ما يشعر أنه قوض دوره كوسيط محايد.

وقال أحد الدبلوماسيين “الممثل الخاص المشترك يشعر ان نهج الجامعة العربية جعل من الصعب عليه أداء مهمته.”

وأضاف “انه يشعر أنه سيكون من الأفضل أن يكون ارتباطه بالأمم المتحدة فحسب في هذه المرحلة لضمان حياده.”

وأكد دبلوماسي آخر في الأمم المتحدة هذه التصريحات. وكانت ترددت منذ أسابيع شائعات مفادها أن الإبراهيمي قد يستقيل لكن دبلوماسيين قالوا إنه يفضل أن يواصل المشاركة في جهود السلام في سوريا من خلال الأمم المتحدة التي يعمل معها منذ عقود.

ويقدم الإبراهيمي تقريرا إلى مجلس الأمن يوم الجمعة عن الوضع في سوريا التي تشهد صراعا راح ضحيته أكثر من 70 ألف نسمة حسب تقديرات الامم المتحدة.

وقال أحد الدبلوماسيين “نحن نتوقع ان يعرض الإبراهيمي تقريرا كئيبا آخر.”

وعلقت جامعة الدول عربية عضوية سوريا فيها الشهر الماضي ودعت زعيما المعارضة معاذ الخطيب وغسان هيتو لحضور القمة العربية.

وافتتح تكتل المعارضة المجلس الوطني السوري -الذي تعترف به الجامعة العربية كممثل وحيد لسوريا- أول سفارة له الشهر الماضي في قطر في صفعة دبلوماسية للرئيس بشار الأسد.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي صرح الأسد أن الجامعة العربية ذاتها تفتقر للشرعية.

وتقول جماعات تراقب الوضع في سوريا إن نحو 200 قتيل يسقط يوميا في اغلب الاحيان في حين فر أكثر من مليون شخص من البلاد. وذكر الهلال الأحمر السوري أن نحو اربعة ملايين نازح موجودون داخل البلاد.

وقال دبلوماسيون ان الابراهيمي محبط للغاية لعجز مجلس الأمن عن الاصطفاف خلف دعوته لانهاء أعمال العنف واحداث تحول سياسي سلمي. وابدى سلفه الامين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان شكاوي مماثلة حين استقال في اغسطس آب الماضي.

ويعتري الجمود جهود مجلس الأمن منذ بدء الصراع إذ استغلت روسيا -حليفة سوريا الوثيقة- تساعدها الصين حق النقض (الفيتو) لمنع صدور اي إدانات او عقوبات ضد حكومة الأسد.

وبدأ الصراع في سوريا قبل عامين بتظاهرات سلمية ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ أربعة عقود وقمعت بعنف لتتحول المواجهة لصراع مسلح.

من لويس تشاربونو

(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى