أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 27 كانون الأول 2014

 

توقعات الخبراء مع اقتراب الحرب من إكمال عامها الرابع

بيروت (رويترز)

مع اقتراب الحرب في سوريا من إكمال عامها الرابع يتراجع شكل الدولة أكثر وأكثر لمصلحة مجموعة من الممالك المتحاربة مما يجعل القوى الأجنبية أكثر عزوفا عن التدخل في هذا البلد حتى مع تحوله بشكل أكبر إلى بؤرة لتقويض استقرار المنطقة.

 

ودخلت الولايات المتحدة الحرب في سوريا أخيرا هذا العام بعد ثلاث سنوات من قول الرئيس باراك أوباما إن على الرئيس بشار الأسد التنحي، لكنها فعلت ذلك على مضض خاصة بعد التقدم الخاطف لمقاتلي «داعش» في العراق وبشكل لا يمثل تحديا للأسد.

 

وبعد سقوط 200 ألف قتيل وتشرد الملايين، يمكن أن تزداد سوريا تمزقا لأسباب كثيرة أضيف إليها الانخفاض المفاجئ في أسعار النفط في ديسمبر، بما يشكل ضغطا اقتصاديا إضافياً سيجعل من الصعب على أي طرف إحراز تقدم حاسم.وتبددت محاولات إيجاد حل سياسي تقول القوى الدولية إنه الطريق الوحيد للمضي قدما ربما في صورة تسوية بين الأسد وخصومه.

 

بل ليس من الواضح الآن من سيكون طرفاً في أي حل مستقبلي.

 

فأقوى الجماعات المناوئة للأسد هي في الأساس جماعات المتشددين مثل «داعش» و«جبهة النصرة» التي تنتمي لـ«القاعدة»، والتي يكرهها الغرب تماما مثلما تفعل روسيا وإيران اللتان تدعمان الأسد.وتقول واشنطن إن دعم معارضي الأسد «المعتدلين» جزء من استراتيجيتها.لكنها بقصف مواقع «داعش» يوميا وشن بعض الغارات على مواقع «جبهة النصرة» أطلقت يد سلاح الطيران التابع للأسد لقصف معارضين آخرين في أماكن أخرى.

 

بينما انقسمت قوات المعارضة التي حظيت بدعم خجول من القوى الغربية إلى مئات الجماعات التي يتناقض كثير منها في الفكر والمصالح.

 

وتقاتل وحدات حماية الشعب الكردية ضد «داعش» بالتنسيق مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مثلما يحدث في المعركة المستمرة منذ ثلاثة أشهر في مدينة كوباني الحدودية مع تركيا.

 

وتلعب الميليشيات الموالية للأسد دوراً في الصراع أكبر من أي وقت مضى.

 

وقالت لينا الخطيب مديرة مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت «إن كثيرا من أمراء الحرب يبرزون على الساحة مما يجعل من الصعب على الحكومة السيطرة عليهم وهو ما يزيد الضغط على الأسد»، وأضافت «أنها تعتقد أن 2015 سيكون عام الفوضى الشاملة في سوريا». وقال محللون كثيرون «إن الضربات الجوية ضد داعش لن تفعل أكثر من كبح التنظيم الذي حصن نفسه جيدا في الأجزاء التي يسيطر عليها في سوريا». بينما يعلق بعض المعتدلين أو المتمردين غير المتشددين آمالهم على فكرة أن التدخل العسكري الأميركي يمكن أن يتحول ضد الأسد.وتخطط إدارة أوباما لتنفيذ برنامج يستمر سنوات لتدريب وتسليح المعتدلين.

 

وتريد تركيا أيضاً من الولايات المتحدة إقامة «منطقة عازلة» على حدودها مع سوريا لحماية المعارضين المعتدلين رغم أن المسؤولين الأميركيين قللوا من شأن تلك الفكرة.

 

وقال جوشوا لانديس الخبير في الشؤون السورية بجامعة أوكلاهوما «إنه حتى مع إقامة منطقة عازلة فإن الأمر سيحتاج إلى موارد أكثر بكثير مما تعهدت به الولايات المتحدة للأخذ بيد حفنة من الميليشيات المنقسمة التي تسيطر على واحد أو اثنين في المئة من سوريا وتحويلها إلى قوة تفتح كل الأراضي السورية». وأشار لانديس إلى إنفاق الولايات المتحدة مئات المليارات من الدولارات خلال سنوات من الاحتلال العسكري للعراق الذي ما زالت حكومته تكابد لتحقيق الاستقرار.

 

وقال «لن يفعل أحد ذلك من أجل سوريا..كل الأطراف..كل هذه الجيوش التي تحارب بالوكالة في سوريا يبدو أن داعميها مستعدون لإنفاق أموال تكفي فقط لجعلهم لا يخسرون لكن لن يقدموا ما يكفي لتحقيق مكاسب حاسمة». ويمكن أن يشكل الانخفاض الحاد في أسعار النفط هذا العام ضغطاً على مؤيدي الأسد (إيران وروسيا)، وإن كان من غير المرجح أن يوقف البلدان دعمهما تماما.

 

ويمكن أن يؤثر انخفاض الأسعار على أعداء الأسد أيضاً.

 

لكن مصير الأسد نفسه لا يبدو قريبا من الحسم، فقد استمر فترة أطول كثيرا مما توقع مراقبون عندما اندلع التمرد ولا يوجد أي مؤشر على أنه سيترك الحكم.

 

وحتى لو فقد الأسد الحظوة لدى داعميه الخارجيين فإنهم سيعملون جاهدين على إيجاد بديل.

 

أما مبعوث الأمم المتحدة للسلام في سوريا ستيفان دي ميستورا الذي شغل هذا المنصب بعد استقالة مبعوثين سابقين لشعورهما بالإحباط فيبدو أنه أدرك أن إيجاد حل شامل للصراع في هذه المرحلة أمر غير عملي.

 

وبدلا من حل شامل ركز على التوسط من أجل إيجاد مناطق مجمدة تتوقف فيها العمليات العسكرية أو اتفاقيات هدنة محلية في حلب وهي خطة يبدو أنها تقر بواقع دولة مقسمة بين مئات الجماعات المحلية.

 

ومع استمرار تفتت سوريا، فإن الأمر لا يفيد إلا لاعبا واحدا فقط هو تنظيم «داعش» .

 

«النصرة» تضرب في دمشق و500 غارة للنظام

لندن، عمان – «الحياة»، أ ف ب –

سجل النظام السوري تصعيداً يُعتبر سابقة بشن مقاتلاته ومروحياته نحو 500 غارة على مناطق في البلاد أوقعت حوالى 550 مدنياً بين قتيل وجريح. وطاول القصف أيضاً مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، في وقت أُفيد بأن «جبهة النصرة» شنت هجومين على حاجزين للقوات النظامية في العاصمة السورية، بالتزامن مع انتقادها خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لـ «تجميد» القتال في حلب شمالاً. (المزيد)

 

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأنه «وثّق تنفيذ طائرات نظام بشار الأسد الحربية والمروحية 474 غارة خلال الأيام الثلاثة الماضية، في أعلى معدل للغارات الجوية خلال ثلاثة أيام»، موضحاً أن مروحيات ألقت «براميل متفجرة» على مناطق في مدن وبلدات وقرى في محافظات مختلفة. وتابع «المرصد» أن الغارات أسفرت عن مقتل 115 مدنياً، بينهم 26 طفلاً، إضافة الى جرح 420 آخرين، بينهم عشرات حالهم خطرة».

 

وفيما ارتفع عدد ضحايا الغارات على مدينة الباب وريفها في ريف حلب شمالاً إلى 45 قتيلاً و 175 جريحاً، أشار «المرصد» أمس إلى مقتل وجرح عشرات بغارات على مناطق في مدينة سقبا وبلدة عين ترما في الغوطة الشرقية لدمشق.

 

وربط مراقبون التصعيد العسكري للنظام والذي يُعتبر سابقة بالتحرك الروسي للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، وإجراء المعارضة اتصالات لعقد مؤتمر تمهيدي في القاهرة في غضون أيام، وذلك لخلط الأوراق وتعقيد البحث عن تسوية.

 

وشن الطيران الحربي السوري غارتين على مناطق في محيط مسجد فلسطين في مخيم اليرموك جنوب العاصمة «أعقبهما قصف قوات النظام بقذائف هاون مناطق في المخيم، ما أدى إلى استشهاد طفلة وسقوط جرحى»، وذلك بعد توقف القصف على المخيم المحاصر لفترة طويلة.

 

الى ذلك، أعلنت «جبهة النصرة» أمس أن عناصرها نفّذوا «عملية نوعية استهدفت ثكنة سفيان الثوري ومحطة قطارات القدم» اللتين تشكلان مركزين لقوات النظام، لفرض الحصار على مخيم اليرموك. وأشارت إلى أن عناصرها «نفذوا عملية أسفرت عن مقتل جميع عناصر الحاجزين والاستيلاء على أسلحتهم الخفيفة، رداً على التضييق الذي تمارسه قوات النظام على المحاصرين في جنوب العاصمة، ومنع دخول المواد الغذائية إلى المنطقة».

 

وكانت «النصرة» وجّهت في بيان «رسالة» الى المبعوث الدولي، ورد فيها: «نقولُ لأهلنا في الشّام إنّ غزوات جبهة النصرة على النصيرية (إشارة الى النظام السوري) ومن والاهم، لن تتوقّف ولن يستطيعَ أحدٌ وقفها، ونقول للمدعو دي ميستورا وعملاءِ الغرب إنّهم – بإذن الله – لن يثنونا عَن طريقِنا في حمايةِ أهلِنا المستضعفين في الشام، وسنستمر في جهادِنا حتّى النصرِ أو الشهادة».

 

الى ذلك، نفى الأردن أمس أن تكون إحدى طائراته الحربية أُسقِطت بـ «نيران» تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقال مصدر مأذون له في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في بيان، إن «المؤشرات الأولية لحادثة سقوط الطائرة العسكرية الأردنية في منطقة الرقة (شمال شرقي) سورية تفيد بأنها لم تكن بنيران تنظيم داعش الإرهابي». وأضاف: «نظراً الى عدم امكان الوصول الى حطام الطائرة وعدم وجود قائدها، لا يمكن الآن تحديد سبب سقوطها». ونسب «المرصد» الى ناشطين في الرقة السورية أن خللاً فنياً كان وراء تحطم الطائرة.

 

ووجه الرئيس السابق لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض معاذ الخطيب خطاباً الى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في فيديو أمس، دعاه فيه الى «سحب قواته» من الأراضي السورية والعمل لـ «درء مصيبة مقبلة» عبر استمرار النزاع السني- الشيعي، في حال واصل انخراطه في سورية.

 

المرصد السوري: عطل أصاب مقاتلة الطيار الأردني قبل قفزه منها

عمان/بيروت – أ ف ب

 

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون سوريون لوكالة “فرانس برس” الجمعة، أن عطلاً فنياً أصاب مقاتلة الطيار الأردني الذي أسره تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الأربعاء في سورية قبل أن يغادرها إثر إطلاق النار وصواريخ في اتجاهها.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن “مصادر في المنطقة رأت الطائرة تحلّق على علو منخفض. كان هناك عطل فني. المصادر رأت بعد ذلك عناصر تنظيم ‘الدولة الإسلامية’ وهم يطلقون النار من أسلحة رشاشة ثقيلة وصواريخ محمولة على الكتف في اتجاه الطائرة”.

 

وأضاف: “الطيار غادر الطائرة بعدما منعه العطل الفني من أن يحلّق بها على مستوى أعلى”.

 

وشدّد ناشطون في الرقة على أن عطلاً فنياً أصاب الطائرة قبل أن يغادرها الطيار الأردني، من دون أن يؤكدوا ما إذا كانت هذه الطائرة أُصيبت بنيران أو صواريخ تنظيم “الدولة الإسلامية” قبل أن يقفز منها الطيار.

 

وسقطت الأربعاء طائرة حربية أردنية مشاركة في عمليات التحالف الدولي قرب مدينة الرقة، معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي أسر طيارها الأردني معاذ الكساسبة، في أوّل حادثة من نوعها منذ بدء غارات التحالف ضد هذه الجماعة المتطرفة في سورية قبل ثلاثة أشهر.

 

وأعلن التنظيم في حينها أنه أسقط الطائرة بصاروخ حراري.

 

لكنّ الأردن نفى أن تكون طائرته أُسقطت بـ”نيران” تنظيم “الدولة الإسلامية”، مؤكداً على لسان مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، أنه لا يمكن تحديد سبب سقوط الطائرة في الوقت الحالي، لعدم إمكان الوصول إلى حطام الطائرة أو الطيار.

 

وقال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في بيان نشر على موقع القيادة على شبكة الإنترنت، إن “المؤشرات الأولية لحادثة سقوط الطائرة العسكرية الأردنية في منطقة الرقة السورية لم تكن بنيران تنظيم داعش الإرهابي”.

 

وأضاف المصدر أنه “ونظراً إلى عدم إمكان الوصول إلى حطام الطائرة وعدم وجود قائدها، فإنه لا يمكن تحديد سبب سقوط الطائرة حالياً”.

 

وكان مجلس النواب الأردني شدّد الخميس في بيان، على “وقوفه ودعمه الكاملين لجهود القوات المسلحة الأردنية في الحرب على الإرهاب أينما وجد وتجفيف منابعه”.

 

وكانت الولايات المتحدة نفت الأربعاء أن يكون تنظيم “الدولة الإسلامية” أسقط المقاتلة الأردنية، وهي من طراز “إف – 16” في شمال سورية كانت تشارك في عمليات قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

 

وقالت القيادة الأميركية الوسطى إن “الأدلة تشير بوضوح إلى أن تنظيم داعش لم يسقط الطائرة كما يقول هذا التنظيم الإرهابي”. لكن بيان القيادة لم يكشف عن سبب “تحطم” الطائرة.

 

وهي المرة الأولى التي يتم فيها إسقاط طائرة للتحالف ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ بدء العمليات على الجهاديين في سورية في أيلول (سبتمبر) بعد العراق في آب (أغسطس).

 

وتشن طائرات التحالف باستمرار غارات على “داعش” حول الرقة “عاصمة” الجهاديين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في البلدين.

 

رواية غربية عن استعداد قوات خاصة لإنقاذ الطيار الأردني الأسير الطائرات الحربية السورية تشن 435 غارة في 60 ساعة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، “روسيا اليوم”)

لاتزال ملابسات سقوط الطائرة الاردنية التابعة للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قرب مدينة الرقة الاربعاء الماضي، غامضة ، بعدما نفت عمان أن تكون هذه الطائرة اسقطت بـ”نيران” تنظيم “الدولة الاسلامية”. وتحدث ناشطون عن عطل فني أصاب المقاتلة قبل ان يقفز منها الطيار الاردني اثر اطلاق النار وصواريخ في اتجاهها. وشنت الطائرات الحربية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد ما لا يقل عن 435 غارة على مناطق عدة خلال 60 ساعة، بينها 242 غارة استهدفت محافظات دمشق وريفها، وحلب والرقة، ودير الزور، وحمص، وحماه. وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له، أن 52 مدنيا على الاقل، قتلوا بينهم سبعة اطفال في الغارات على مدينتين يسيطر عليهما التنظيم المتشدد.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “مصادر في المنطقة (حيث سقطت الطائرة الاردنية) رأت الطائرة تحلق على علو مخفوض. كان هناك عطل فني. المصادر رأت بعد ذلك عناصر تنظيم الدولة الاسلامية وهم يطلقون النار من اسلحة رشاشة ثقيلة وصواريخ محمولة على الكتف في اتجاه الطائرة”. وأضاف أن “الطيار غادر الطائرة بعدما منعه العطل الفني من ان يحلق بها على مستوى أعلى”.

وقال ناشطون في الرقة ان عطلا فنيا أصاب الطائرة قبل ان يغادرها الطيار الاردني، من غير ان يؤكدوا ما اذا كانت هذه الطائرة اصيبت بنيران او صواريخ “الدولة الاسلامية” قبل ان يقفز منها الطيار.

وسقطت الاربعاء طائرة حربية أردنية مشاركة في عمليات الائتلاف الدولي قرب مدينة الرقة، معقل “الدولة الاسلامية” الذي أسر طيارها الاردني معاذ الكساسبة، في حادث هو الاول من نوعه منذ بدء غارات الائتلاف على هذه الجماعة المتطرفة في سوريا قبل ثلاثة اشهر. وأعلن التنظيم في حينه انه اسقط الطائرة بصاروخ حراري.

لكن السلطات الاردنية نفت ان تكون الطائرة أسقطت بنيران “الدولة الاسلامية”، مؤكدة بلسان مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية انه لا يمكن تحديد سبب سقوط الطائرة في الوقت الحاضر لعدم امكان الوصول الى حطام الطائرة او الطيار.

ونفت واشنطن بدورها الاربعاء مزاعم “الدولة الاسلامية” عن أنها اسقطت المقاتلة الاردنية، وهي من طراز “ف-16”. وقالت القيادة الاميركية الوسطى التي تشرف على عمليات الائتلاف فوق العراق وسوريا ان “الادلة تشير بوضوح الى ان تنظيم الدولة الاسلامية لم يسقط الطائرة كما يزعم هذا التنظيم الارهابي”.

 

عمان

ومنذ اليوم الاول لوقوع الطيار في الاسر، شكلت السلطات الأردنية غرفة عمليات على مستويات عدة في سياق عملها لتحرير طيارها. وبدأت مفاوضات سرية غير مباشرة عبر أكثر من قناة لضمان الإفراج عنه.

وتفيد وسائل اعلام اردنية أن خيار الدخول في المفاوضات واللجوء إلى وساطة لإطلاق الطيار، أمر مطروح وهو الأكثر احتمالا ً.

ونقل التيار السلفي رغبة “الدولة الاسلامية” في مبادلة الطيار الاردني بمعتقلين اثنين في السجون الاردنية يتبعان التنظيم المتشدد. وقال القيادي في التيار السلفي الجهادي في الاردن محمود الشلبي المعروف بـ”أبو سياف” في رسالة: “بالنسبة الى الاسير الطيار فالأمر عائد لقادة الدولة الإسلامية التي ترامى الى مسامعنا أنها ستطلب استبداله بالأسيرة ساجدة الريشاوي التي أرسلها ابومصعب (الزرقاوي) مؤسس الدولة الإسلامية… للقيام بمهمة وقبض عليها، وبالاسير زياد الكربولي أحد أفراد تنظيم الدولة”.

والعراقية الريشاوي مسجونة في الأردن منذ 2005 بعد ما عرف في حينه بأحداث تفجيرات عمّان التي راح ضحيتها 60 شخصاً تقريباً وجرح ما يزيد على 120 آخرين. وقد اعتقلت بعدما فشلت في تفجير حزامها الناسف وحكم عليها بالاعدام، غير أن الحكم لم ينفذ.

أما زياد الكربولي، فهو مدان بقتل السائق الأردني خالد الدسوقي في بغداد عام 2005 والانتماء الى تنظيم “القاعدة” ومحكوم عليه بالاعدام.

لكن صحفا غربية نشرت تكهنات مفادها أن قوات أردنية وأميركية ستسعى الى انقاذ الكساسبة من قبضة “داعش” بالقوة، وهو ما يضع حياة الطيار على المحك. وقالت صحيفة ” التايمس” البريطانية أن قوات ‏خاصة أردنية وأميركية تستعد لإنقاذ الطيار الأردني.

على صعيد آخر، يلتقي وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم في القاهرة رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” هادي البحرة ويبحث معه في مستجدات الأوضاع على الساحة السورية والجهود المبذولة دوليا للتوصل إلى حل للأزمة السورية.

 

عشرات القتلى والجرحى في غارات لطائرات النظام على الباب وقباسين الجيش الأردني ينفي أن تكون مقاتلته أسقطت بنيران “الدولة الإسلامية

أفاد أمس “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له وسكان في مدينة الباب السورية أن 45 مدنياً على الأقل بينهم سبعة أولاد قتلوا وأصيب نحو 175 آخرين عندما أغارت الطائرات الحربية على المدينة الواقعة في شمال سوريا والتي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية”، مع تكثيف قوات الرئيس بشار الأسد هجماتها.

 

روى سكان أن طائرات هليكوبتر وطائرات حربية أسقطت براميل متفجرة على مناطق سكنية وصناعية في مدينة الباب وبلدة قباسين المجاورة لها شمال حلب.

وقال يوسف السعدي الذي يقيم في قباسين والمتطوع مع جماعة الدفاع المدني المحلية في اتصال عبر “سكايب”: “خرج الناس سعياً وراء لقمة العيش ولم تكن هناك جماعات مسلحة في السوق… مجرد أناس بسطاء. لماذا يقتلنا الأسد؟ الله ينتقم منه”.

ولم تورد وسائل الإعلام الرسمية أنباء عن الغارات على مدينة الباب التي يقطنها نحو 100 ألف نسمة والتي كانت هدفاً لضربات حكومية قوية منذ بدء الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة على تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا أواخر أيلول.

وقال المرصد السوري إن 37 مدنياً قتلوا وان الجيش السوري كثف غاراته الجوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة خلال الأيام الثلاثة الاخيرة. وأضاف أن 110 مدنيين على الأقل قتلوا في أكثر من 470 غارة جوية استهدفت مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في الساعات الـ 72 الأخيرة، منها بلدات في الضواحي الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في دمشق حيث شدّد الجيش حملة مستمرة منذ سنتين لاستعادة المنطقة.

وأشار الى أن 11 مدنيا معظمهم من النساء والأولاد قتلوا برصاص قناصة موالين للنظام السوري عندما كانوا يحاولون مغادرة منطقة زبدين المحاصرة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف دمشق.

وأبلغ مدير المرصد رامي عبد الرحمن “رويترز”: “كانت هناك غارات جوية لم يسبق لها مثيل في أنحاء سوريا خلال الأيام الثلاثة الاخيرة حيث يسعى النظام لتحقيق مكاسب على الأرض لتحسين موقفه التفاوضي في المحادثات السياسية المستقبلية”.

وأوردت وسائل الإعلام السورية أن الجيش صد “هجمات إرهابية” في مناطق تسيطر عليها المعارضة وأوقع خسائر في صفوف الجهاديين الأجانب، لكنه لم يذكر أرقاما للقتلى المدنيين نتيجة الغارات الجوية.

واستناداً الى المرصد أيضاً، قتل نحو 60 جهادياً الخميس في معارك بين “الدولة الاسلامية” والقوات الكردية في شمال سوريا.

 

غارات الائتلاف

كذلك شن الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة 31 غارة جوية على مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” الجمعة، بينها 13 غارة على مدينة عين العرب (كوباني) الكردية السورية، كما أعلنت وزارة الدفاع الاميركية.

وادت غارات الائتلاف على عين العرب الى تدمير 19 موقعا قتاليا الى مبان تابعة لتنظيم “الدولة الاسلامية” ومناطق تجمع وعربة.

 

المقاتلة الاردنية

¶ في عمان، نفى الجيش الاردني ان تكون مقاتلته اسقطت بـ”نيران” تنظيم “الدولة الاسلامية”، موضحاً انه لا يمكن تحديد سبب سقوط الطائرة في الوقت الحاضر لعدم امكان الوصول الى حطام الطائرة او الطيار.

وقال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في بيان أورده موقع القيادة على شبكة الانترنت ان “المؤشرات الاولية لحادثة سقوط الطائرة العسكرية الاردنية في منطقة الرقة السورية لم تكن بنيران تنظيم داعش الارهابي”، وهو الاسم الذي يطلق على تنظيم “الدولة الاسلامية”. وأضاف انه “نظراً لعدم امكان الوصول الى حطام الطائرة وعدم وجود قائدها فإنه لا يمكن تحديد سبب سقوط الطائرة حاليا”.

وكانت واشنطن نفت الاربعاء ان يكون التنظيم المتطرف اسقط المقاتلة الاردنية وهي من طراز “ف – 16” في شمال سوريا التي كانت تشارك في عمليات قوات الائتلاف.

وكان التنظيم ادعى انه استخدم صاروخاً حرارياً لاسقاط الطائرة. ونشر في مواقع اسلامية صوراً قال إنها للطيار الاسير يحيط به مسلحون.

وظهر الطيار في احدى الصور وهو يرتدي قميصا أبيض ويحمله أربعة رجال يخرجونه من بقعة ماء.

كما نشر التنظيم بطاقة عسكرية قال إنها لهذا الطيار الذي يدعى معاذ صافي يوسف الكساسبة، وهو من مواليد عام 1988، وقد دخل السلك العسكري عام 2006، ويحمل رتبة ملازم أول.

 

الأمم المتحدة ترحب بالمبادرة الروسية لحل الأزمة السورية

“الائتلاف” يتطلع إلى دور فاعل للجامعة العربية

 

أعلنت الأمم المتحدة دعمها للمبادرة الروسية، الرامية إلى تنظيم لقاء في موسكو، في كانون الثاني المقبل، يجمع النظام والمعارضة السوريين، من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية، في وقت يتطلع “الائتلاف” إلى دور فاعل للجامعة العربية.

وأكدت الأمم المتحدة، في بيان، دعمها للحل السياسي الرامي لإنهاء الأزمة في سوريا “المدمرة”، معربة عن ترحيبها بكل أنواع المبادرات التي من شأنها تقليص العنف فيها.

وكان المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكساندر لوكاشفيتش أعلن أن أن بلاده ستدعو ممثلي المعارضة السورية إلى موسكو، قبل بدء اللقاء بين النظام والمعارضة الذي يتم الإعداد له بعد 20 كانون الثاني المقبل، كما أوضح أن ممثلي الحكومة السورية سينضمون إلى مفاوضات موسكو في وقت لاحق.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس “الائتلاف السوري” المعارض هادي البحرة أنه يتطلع إلى دور فاعل للجامعة العربية بشأن الأزمة السورية، داعياً أطراف المعارضة إلى تحمل مسؤولياتها.

والبحرة في القاهرة للقاء أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري سامح شكري، لمناقشة الأفكار المطروحة حول التوصل لحل سياسي للصراع في سوريا.

وتحدثت مصادر ديبلوماسية في القاهرة لقناة “العربية” عن وجود أفكار للحل، لكنها لم تتبلور بعد في صورة مبادرة روجت لها وسائل الإعلام قبل أيام، على الرغم من أن مصر لم تكشف رسمياً حتى الساعة عن أي معلومات تتعلق بتحركاتها حول الموضوع.

وستتم مناقشة الأفكار المطروحة، والتي من المفترض أن تتحول إلى مبادرة للحل في القاهرة، بحسب مصادر في الائتلاف بين أطراف من المعارضة والنظام السوري من دون تحديد الشخصيات أو الاتفاق عليها.

وأشارت التسريبات إلى أن المناقشات ستدور حول تشكيل مجلس عسكري من 15 شخصية لإعادة بناء الجيش وتشكيل مجلس من 100 شخصية من مختلف التوجهات لإدارة المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة تكنوقراط ووقف العمل بالدستور الحالي.

وعن النقطة الخلافية الأبرز وهي “مصير الأسد”، أفادت المصادر المصرية بأن الجهات الراعية لهذه المفاوضات تفضل أن يتم بحث هذه النقطة في حوار وطني بين الأطراف السورية.

(“موقع السفير”، “الأناضول”)

 

اضمحلال دور «الائتلاف».. ودعم روسي ـــ مصري لـ «الداخل»

3 اجتماعات لإعادة تشكيل المعارضة السورية

محمد بلوط

قد لا تشرق الشمس على سوريا من موسكو، بحسب ما قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» الأسبق معاذ الخطيب، مستقبلاً مبادرة روسيا لإحياء المسار السياسي السوري، لكنها، بانتظار ذلك، قد تبعث الحياة في المعارضة السورية، وتعيد ترتيب صفوفها.

العودة إلى الحياة تأخذ شكل الاستنفار السياسي، وتكاثر الدعوات إلى مؤتمرات للتشاور بين أطرافها يعكس أزمة القيادة السياسية الواسعة في صفوفها وانعدام وجود مركز ثقل أو زعامة وازنة قادرة على حل الخلافات أو حسمها.

وتهدف اللقاءات إلى التفاهم على صيغة الحضور إلى موسكو، التي ترفض دعوة الكيانات، وتسمح بالأشخاص، معطوفة على تحديد عناوين للنقاش مع الوفد الحكومي في الأسبوع الأخير من كانون الثاني المقبل.

وتُعدّ المعارضة السورية ثلاثة لقاءات في القاهرة وأوسلو ودبي، إذا ما سمحت الظروف، للوصول إلى أوراق عمل متقاربة، وتكوين أطر جديدة، تمهّد لتغيير واسع في صفوفها.

ويعكس ذلك إخراج «الائتلاف» من كل حصرية تمثيلية، بعد اضمحلال دوره، واحتلال المعارضة الداخلية السورية، بدعم روسي كبير، وكذلك بدعم مصري، قلب المسار السياسي، لا سيما «هيئة التنسيق»، و «تيار بناء الدولة»، و «جبهة التغيير والتحرير»، و «منتدى روما» السوري، وشخصيات «مؤتمر قرطبة»، التي يتقدمها معاذ الخطيب، وممثلون عن «الائتلاف».

وتختلف الأهداف من المؤتمرات المقبلة من فريق إلى آخر، وتعكس عدم الاكتفاء بيومي المشاورات التمهيدية للمؤتمر المزمع عقده في موسكو للتوصل إلى تصور مشترك، والحاجة إلى نقاش أوسع.

في اجتماع أوسلو، الذي لم يتم تحديد موعده حتى الآن، قد يذهب «الائتلافيون»، مع مَن سينجحون بإقناعه في المعارضة الداخلية، إلى الاتفاق على تبني ورقة بيان مبادئ الحل السياسي والمرحلة الانتقالية، والذي كان آخر ورقة تقدموا بها، بإشراف السفير الأميركي السابق روبرت فورد في «جنيف 2» قبل إطفاء الأنوار.

وتستبعد مصادر سورية معارضة، التقت قيادة «الائتلاف» في اسطنبول مؤخراً، أن يجد «الائتلافيون» معارضاً من خارج «الائتلاف» للموافقة على ورقتهم.

والراجح أن قيادة «الائتلاف» تستمر في الهروب إلى الأمام عبر تعزيز أوهام المعارضة السورية بأن هدف جنيف وأي مفاوضات، كما تشرح ورقتها، ينبغي أن يكون تسليمها السلطة من دون قيد أو شرط، وهي قراءة تأتي من خارج كل التطورات الدولية والإقليمية التي غيّرت موازين القوى في سوريا، وانهيار دور «الائتلاف» نفسه وتبدّد قدرته على قيادة أي عمل سياسي، في «الحكومة المؤقتة»، أو عمل عسكري جدّي في «الجيش الحر» الذي مزّقه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» و «جبهة النصرة».

ويمنع العمى السياسي المتراكم قيادة «الائتلاف» من رؤية انقلاب الأولويات في سوريا، منذ «غزوة الموصل» وصعود «داعش»، لمصلحة التوافق على الإبقاء على النظام ومكافحة الإرهاب.

ويبدو «الائتلاف» منازعاً سكرات الموت وسكاكين المصلحين معاً.

وخلال أسبوع واحد خرج مشروعان لوراثة هادي البحرة في رئاسته، تحت عناوين الإصلاح والإنقاذ. وهكذا تقدّم ميشال كيلو بورقة تعيد هيكلة «الائتلاف» بالتحالف مع جماعة «الإخوان المسلمين» الذين اختلف معهم وحاربهم في المرحلة الماضية.

وتقول مصادر في المعارضة إن كيلو هو الأوفر حظاً لوراثة البحرة في انتخابات رئاسة «الائتلاف» التي تجري الشهر المقبل.

كما تقدم الشيخ معاذ الخطيب، بالشراكة مع برهان غليون ورياض حجاب، بمشروع لإعادة الهيكلة، يستند إلى اقتراحات بتغيير ثلث الأعضاء في كل دورة، وترجيح التمثيل المستقل على الكتل.

أما لقاء دبي، الذي تُعدّ له شخصيات استقالت من «الائتلاف»، فلا تزال مسألة انعقاده مرتبطة بتعقيدات تقنية وتنظيمية وتمويلية، تؤجل البت به. لكن أهمية الاتجاه الذي يمثله أنه ينتمي إلى كتلة لا تزال تتمتع بمصداقية داخل المعارضة، وتعتبر أنه لا توجد ضمانات كافية لنجاح موسكو، وانه لا تنبغي المخاطرة بما تبقى لهذه الكتلة من مصداقية، وانتظار الجولات المقبلة من المفاوضات، والصعود إلى قطار المسار السياسي عند إقلاعه.

وهناك مؤتمر القاهرة، الذي يظلله مجلس العلاقات الخارجية، فالأرجح أن «هيئة التنسيق» تحاول عبر دعوتها لأكثر من 50 شخصية معارضة إيجاد كتلة سورية متجانسة، بناء على ورقة تعيد قراءة جنيف بطريقة أكثر واقعية، في الكثير من نقاطها، وتشكل خريطة طريق نحو الحل السياسي، وتندرج كما يردد «التنسيقيون»، تحت سقف العرض الروسي: إسقاط شرط البحث بتنحية الرئيس بشار الأسد كمدخل لأي مفاوضات، والتوسع في نقطة مكافحة الإرهاب.

ويبدو «التنسيقيون» في وضع أفضل من أي وقت مضى. إذ يظهر انقلاب الأدوار خلال عام واحد، وتقدمهم على «الائتلاف»، صحة رهانهم المستمر على الحل الداخلي أولاً، وعلى صواب رفض التبعية لأي قوة إقليمية، ورفض التدخل الخارجي، والتعاطي مع روسيا بإيجابية، والرهان عليها كقوة قادرة على تسهيل الحل السياسي، أو فتح الطريق إليه.

ويحفظ «التنسيقيون» لـ «الائتلاف» إقصاءه إياهم على الدوام من أي عملية سياسية، ونقض تفاهمات على برنامج عمل مشترك مع برهان غليون خلال رئاسته لـ «المجلس الوطني»، أو على وفد ثنائي إلى جنيف، خلال رئاسة احمد الجربا لـ «الائتلاف». لكن إخفاق التجارب السابقة لن يمنع الهيئة من إنقاذ «الائتلاف» من عزلته، خصوصاً انه لم يعد يتمسك بحصرية تمثيله للمعارضة السورية، وهو ما لم يكن ليحصل لولا تراجع موقعه.

ويقول مصدر في «هيئة التنسيق» إن النقاش مع «الائتلافيين» يتقدم شفهياً في نقاط عدة من «خريطة الطريق»، وإن «الائتلاف» لم يوافق إلا على بضع نقاط من الخريطة المعروضة كأساس للتفاهم المشترك، مع قوى أخرى ستُدعى إلى اجتماع القاهرة. وسيشكل تبني «الائتلاف» لخريطة الطريق، جزئياً أو كلياً، منعطفاً في عمل المعارضة السورية. فالخريطة تتعارض كلياً مع رؤية «الائتلاف» بطرقها دروب الحل تدريجياً في سوريا، وترتيب أولويات النقاش في عملية مديدة، تناقض مطلب «الائتلافيين» تفكيك النظام فوراً، على ما ردده برهان غليون مجدداً.

وتقدم الخريطة قراءة مرنة لعملية جنيف، إذ لا تضع زمن التعايش بين المعارضة والنظام في حكومة انتقالية رهن إنجاز لائحة من المهمات. وهي تبدأ بالقضايا الأقل تعقيداً، التي تتناول إصلاحات مقبولة من الجميع، كقوانين الانتخابات والإعلام والأحزاب، وتنتقل إلى إنشاء مجلس عسكري مؤقت، يخضع لحكومة انتقالية مثلثة من معارضين وحكوميين ومستقلين، ويشارك فيه ضباط الجيش السوري ومسلحون مؤمنون بالحل السياسي (وليس «الجيش الحر»).

وإذا ما كانت خريطة «التنسيق» تلتفّ على خطوط موسكو الحمراء، في ما يتعلق بالأسد وعدم الخوض بتنحيته، إلا أنها تصطدم بها في التمسك بنقل الصلاحيات كاملة خلال العملية الانتقالية، فيما يتمسك الروس ويشترطون مع الإيرانيين لدعم العملية، ليس بقاء الرئيس في موقعه مجرداً من الصلاحيات، وإنما احتفاظه أيضاً بجزء كبير من سلطاته في الدفاع والخارجية، مع التساهل في قضية الأمن الداخلي.

ويقول مصدر في «هيئة التنسيق»: «لقد اتفقنا مع الائتلاف على جزء واسع من الشق السياسي، وعلى المساواة في تمثيلية كل أطراف المعارضة، ونحن نحاول أن نسهّل اقترابهم من الحل السياسي، وبقي الإطار التنظيمي لهذه العلاقة مؤجلاً».

 

توسيع عمليات التحالف إلى جنوب سوريا قريباً

أوروبا تنفض يدها من «جبهة النصرة»

عبد الله سليمان علي

ثمّة معلومات أولية بأن التحالف العربي ــ الدولي يخطط لتوسيع عملياته بداية العام الجديد، كي تطال للمرة الأولى مناطق في الجنوب السوري، حيث الهيمنة لـ «جبهة النصرة».

وبالرغم من استمرار المساعي لتفادي هذا الخيار، نظراً لما يمكن أن ينجم عنه من تعقيدات إضافية على المشهد السوري، إلا أن تعنّت «النصرة»، الذي تمثل بإطاحتها بفصائل «الاعتدال» المدعومة غربياً في سبيل تكوين «إمارتها»، ساهم في تضخيم قلق العواصم الأوروبية التي وجدت نفسها مضطرة إلى حسم موقفها، ولو كان ثمن ذلك التضحية بالفوائد التي كانت تجنيها نتيجة الخدمات المتبادلة.

وكانت النظرة أوروبياً إلى «جبهة النصرة» أنها تنظيم يمكن العمل على تدجينه وتطويعه على نحو يخدم الأجندة الغربية في سوريا. ولا يمكن الفصل بين هذه النظرة وبين الجهود الحثيثة التي بذلت خلال الأشهر الماضية، خصوصاً من قبل قطر وتركيا، بهدف تغيير عقيدة وسلوك كل من «النصرة» و «أحرار الشام»، اللذين يعتبران من أقوى الفصائل الإسلامية على الأرض، تمهيداً لضمّهما إلى قائمة الفصائل المعتدلة، غير أن هذه الجهود كانت تصطدم دوماً بالصراع داخل التنظيمين، بين تيار متعاون وآخر متشدد.

وبالرغم من أن الاستخبارات القطرية نجحت في مرحلة ما بتغليب التيار المتعاون، إلا أن الاغتيال الجماعي لقادة «أحرار الشام»، وعلى رأسهم أبو يزن الشامي صاحب مشروع الابتعاد عن «السلفية الجهادية»، أدى إلى انحسار هذا التيار لمصلحة التيار المتشدد، من دون أن يتبين حتى الآن صاحب المصلحة الحقيقية الذي يقف وراء هذا الاغتيال.

ومنذ الاغتيال الجماعي لقادة «أحرار الشام» في أيلول الماضي، بدا واضحاً أن التيار المتشدد نجح في الإمساك بزمام القيادة، خاصةً في «جبهة النصرة» التي لم تخف مساعيها للاستفراد بالسيطرة، وإنشاء «إمارة» لها تطبق فيها فهمها الخاص للشريعة الإسلامية، وتجلى ذلك عبر طردها «جبهة ثوار سوريا»، أحد أهم الفصائل المدعومة غربياً من ريف إدلب، وكذلك الدخول في مواجهات في ريف درعا الغربي مع «لواء شهداء اليرموك» المعروف بعلاقاته مع الاستخبارات الأردنية والأميركية. كما برزت خلال اليومين الماضيين مؤشرات على احتمال اندلاع مواجهات بينها وبين «حركة حزم» صاحبة امتياز صواريخ «لاو» الأميركية في ريف حلب، بالإضافة إلى اقتحاماتها المستمرة ضد بعض الفصائل في ريف حمص، كما في الرستن، مستهدفة قيادات في «الجيش الحر» مثل حسن الأشتر وخالد دعاس.

هذه الوقائع مجتمعة ساهمت في ترسيخ صورة جديدة عن «جبهة النصرة» بأنها بدأت بالخروج عن السيطرة، وأن فرص تدجينها بدأت تتقلص، لكن في المقابل كانت «النصرة» تحاول إرسال رسائل إيجابية باتجاه الغرب بغية امتصاص نقمته، أو على الأقل عدم استجرار عدائه.

وتكثفت هذه الرسائل منذ آب الماضي عندما أطلقت سراح راهب فرنسيسكاني كانت اختطفته في ريف إدلب. ثم أقدمت على إطلاق سراح الصحافي الأميركي بيتر كويتس لتمييز نفسها عن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش» الذي كان أعدم أول رهينة أميركية في تلك الأثناء.

بعد ذلك، وتحديداً في أيلول، أعلنت «جبهة النصرة» للمرة الأولى عن اشتراطها حذف اسمها من قائمة المنظمات الإرهابية مقابل إطلاق سراح جنود فيجي الدوليين المحتجَزين لديها، لكنها أطلقتهم من دون أن يتحقق شرطها. والرسالة الأخيرة تشير بشكل واضح إلى وجود قناة تفاوض مفتوحة بين «جبهة النصرة» وبين بعض الدول الغربية.

وكانت الدول الغربية تريد الاستفادة من القدرات العسكرية التي تتمتع بها «جبهة النصرة» لتنفيذ أجندتها في سوريا، من دون أن تتلوّث علناً بلوثة التحالف مع تنظيم «القاعدة»، لذلك كانت تشترط عليها فك ارتباطها مع «القاعدة» لقاء إعادة تصنيفها وضمها إلى الفصائل «المعتدلة»، مع ما يعنيه ذلك من الاستفادة من امتيازات الدعم والتمويل التي تقدم إلى هذه الفصائل.

وفي المقابل، كان الجناح المتشدد داخل «جبهة النصرة» لا يمانع في تقديم خدماته إلى الغرب، لكن بشرط عدم مطالبته التخلي عن ولائه «القاعدي». وبغض النظر عن الأهمية العقائدية لهذا الولاء إلا أن المعطيات تؤكد أنه ليس بمقدور «جبهة النصرة» فك ارتباطها مع «القاعدة»، لأن ذلك يعني أنها قررت الانتحار رسمياً، لأنها بمجرد أن تتخلى عن مبايعة زعيم التنظيم أيمن الظواهري فإن المئات، إن لم يكن الآلاف، من مقاتليها سينضمّون إلى خصمها اللدود «داعش».

وفي حال صحت التصريحات التي نسبتها وكالة «آكي» الإيطالية إلى ديبلوماسي أوروبي رفيع المستوى حول استعداد بعض الدول الأوروبية للتدخل من أجل رفع اسم «النصرة» عن قائمة الإرهاب مقابل تغيير إيديولوجيتها وممارساتها، فإنها تمثل دليلاً إضافياً على وجود قناة تفاوض بين الطرفين.

وتشير تصريحات الديبلوماسي الغربي إلى أن المفاوضات بين الطرفين، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، وصلت إلى طريق مسدود، وأن الصبر الأوروبي تجاه «جبهة النصرة» بدأ بالنفاد، وبالتالي فإنها ستدفع ثمن ذلك قريباً، وهذا ما يدل عليه تحديده مهلة قصيرة للغاية، حيث قال «إذا أرادت (الجبهة) الاستفادة من بعض ما يمكن أن ينقذ مقاتليها، عليها التغيير السريع، ولن تكون مثل هذه الفرصة متاحة بعد شهر أو ربما بعد أيام معدودة». وتنبغي ملاحظة أن الديبلوماسي الغربي ربط بين التغيير السريع وبين إنقاذ مقاتلي «جبهة النصرة»، ما يعني أن عدم التغيير سيشكل خطراً على مقاتليها، فما هو هذا الخطر؟

وتتقاطع تصريحات الديبلوماسي الغربي مع معلومات حصلت عليها «السفير» من مصادر محلية في مدينة درعا، أن بعض الدول الغربية تتواصل مع قادة بعض الفصائل من جهة، ومع شيوخ بعض العشائر من جهة ثانية، بهدف العمل على تشكيل تحالف عسكري من الطرفين، تكون مهمته الأساسية محاربة «جبهة النصرة» في المنطقة الجنوبية، مع وعود بأن يتلقى هذا التحالف البري مساعدة من طائرات التحالف الدولي.

وأشارت المصادر، التي تحدثت إلى «السفير»، إلى أن الجميع سمع كلاماً واضحاً بأن عمليات التحالف الدولي ستتجه باتجاه الجنوب بعد بداية العام الجديد، في حال نجحت المساعي لتشكيل تحالف الفصائل والعشائر.

وقد يعزز من صحة ذلك ما حذر منه قبل أسبوع القيادي في «جبهة النصرة» أبو ماريا القحطاني من تلقي بعض الفصائل أسلحة من «غرفة عمليات الموك»، التي تشرف عليها واشنطن وبعض الدول من «مجموعة أصدقاء سوريا»، لتقاتل بها «جبهة النصرة»، إضافة إلى المعلومات التي أوردتها «السفير» في عدد سابق حول لقاءات مكثفة بين «غرفة الموك» وغالبية قادة «الجيش الحر» في المنطقة الجنوبية.

كما أن بعض الناشطين لا يخفون اعتقادهم بأن مسارعة «جبهة النصرة» إلى قتال «لواء شهداء اليرموك»، بذريعة مبايعته «داعش»، يعود في الحقيقة إلى قناعة راسخة لدى قيادة «النصرة» بأن هذا «اللواء» يجري إعداده ليكون رأس الحربة في قتالها، وبالتالي أرادت قطع الطريق على تشكيل تحالف عسكري ضدها، وهو ما يجعل التطورات في الجنوب السوري مفتوحة الاحتمالات، خصوصاً في ظل التسابق بين الطرفين لتجميع نقاط القوة بانتظار مواجهة قد لا تكون بعيدة.

 

مجموعات إسلامية تتحد في حلب

المسلحون يصعِّدون في ريف درعا

طارق العبد

عادت السخونة الى الجبهة الجنوبية، مع إطلاق المجموعات المسلحة معركة جديدة في القنيطرة، بعد التهدئة بين الفصائل في حوران، فيما تتسارع تحركات المجموعات المسلحة شمالاً لتشكيل جبهة تسعى للحيلولة دون محاصرة الجيش السوري المسلحين في حلب.

وأعلنت مجموعات مسلحة في الجنوب عن معركة «وأد الفتنة»، مشيرة إلى أنها تستهدف السيطرة على تل الكروم وتل بزاق وبلدة جبا في القنيطرة.

وأشار بيان صادر عن «ألوية الفرقان» إلى أن «كلاً من جبهة ثوار سوريا وأحرار الشام وغرفة فجر التوحيد والفتح المبين تشارك في العملية»، التي يسعى المسلحون من خلالها، بحسب مصدر ميداني معارض، إلى تطويق بلدة خان أرنبة، أحد أهم معاقل القوات السورية في المنطقة، ومن ثم التقدم نحو نقاط عسكرية تؤمن الحماية للبلدة وكذلك لمدينة البعث، ما يسمح بفتح الطريق باتجاه خان الشيح في ريف دمشق الغربي.

لكن مصدراً محلياً في القنيطرة أشار لـ«السفير» إلى أن حدة المعارك تراجعت بالأمس بفعل كثافة النيران والغارات الجوية التي استهدفت محيط التلال، مجبرة المسلحين على التراجع، بينما نشرت بعض صفحات الناشطين الموالين صوراً لجثث قالوا إنها لقتلى من «أحرار الشام» و«الجيش الحر».

ويأتي هذا التصعيد، بعد تمكن الفصائل في حوران من إنهاء حالة التوتر بين «جبهة النصرة» و«لواء شهداء اليرموك»، حيث سمحت التهدئة بفتح المواجهة إلى تلال القنيطرة التي تتصل جغرافياً بدرعا وريفها الغربي. وقبل الطرفان بمبادرة «حركة المثنى» الإسلامية، وتم إخلاء وادي اليرموك من المظاهر المسلحة بناء على ما أقرته «محكمة دار العدل»، التي اعتبرت أن «عدم الالتزام بالقرارات يعتبر بغياً، وعلى باقي الفصائل إلزام المخالف بالقرارات».

وفي حلب، أعلنت مجموعات مسلحة تشكيل تحالف يدعى «الجبهة الشامية»، ويضم «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«حركة نور الدين زنكي» وتجمع «فاستقم كما أمرت» بالإضافة إلى «جبهة الأصالة والتنمية».

وقال مصدر معارض إن «الهدف هو العمل على وقف تقدم الجيش السوري ومنع حصاره مناطق سيطرة المعارضة في المدينة، حيث عين قائد لواء التوحيد عبد العزيز سلامة قائداً للجبهة»، التي كان لافتاً استياء الداعية السلفي عبد الله المحيسني من تشكيلها، حيث دعا إلى إعلان تحالف آخر يجمع «أحرار الشام» و«النصرة».

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «قتل 37 مدنياً في غارات جوية سورية الخميس على مدينة الباب وبلدة قباسين في محافظة حلب الشمالية الخاضعتين لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ــ (داعش)».

وأضاف «قتل 44 عنصراً من الدولة الإسلامية في معارك مع قوات كردية في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا وفي مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا» أمس الأول، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية ــ «سانا» أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبي أعادت الأمن والاستقرار إلى ناحيتي أبو قصايب وتل غزال بريف القامشلي، بعد أن قضت على العشرات من إرهابيي داعش».

إلى ذلك، عاشت دمشق أياماً هادئة نسبياً في عطلة عيد الميلاد، في وقت أفادت فيه مصادر موالية أن الأجهزة الأمنية تمكنت من منع عدد من العمليات الانتحارية عند اوتوستراد الفيحاء ــ ركن الدين، حيث قتل المسلحون بينما فجر أحدهم نفسه من دون وقوع أضرار بشرية أو مادية.

وتبنت «النصرة» في بيان تفجير عبوة في منطقة عش الورور قرب حي برزة، ليتبع ذلك عمليات قنص وسقوط قذائف في الحي وفي مساكن برزة.

 

المقاتلون الاكراد يستعيدون اجزاء واسعة من مدينة عين العرب

بيروت – (أ ف ب) – استعاد مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية خلال الايام الاخيرة اجزاء واسعة من مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا من تنظيم “الدولة الاسلامية”، مدعومين بغارات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

 

وبدأ التنظيم الجهادي المتطرف في 16 ايلول/سبتمبر هجوما واسعا على عين العرب (كوباني)، وتمكن خلال اسابيع من الاستيلاء على اكثر من نصف المدينة. الا ان تقدمه توقف في بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر تقريبا، ثم استعاد المقاتلون الاكراد زمام المبادرة، مدعومين من مقاتلين اكراد عراقيين وآخرين سوريين من فصائل الجيش الحر دخلوا المدينة عبر الحدود التركية، ومن طائرات الائتلاف الدولي التي لم توقف غاراتها منذ ذلك الحين على مواقع “الدولة الاسلامية” في عين العرب ومحيطها وغيرها من مناطق سيطرة التنظيم في سوريا والعراق.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن السبت ان “اكثر من ستين في المئة من المدينة بات الآن تحت سيطرة المقاتلين الاكراد، علما ان تنظيم الدولة الاسلامية انسحب من مناطق اضافية لم يدخلها الاكراد بعد خوفا من المفخخات”.

 

واوضح الصحافي الكردي مصطفى عبدي الذي يتابع الوضع في المدينة عن قرب ان “تقدم الوحدات حصل على كامل خط الاشتباك في اتجاه الشرق”، مشيرا الى ان ذلك تم تدريجيا خلال الاسبوع الماضي.

 

وانسحب تنظيم “الدولة الاسلامية” مما كان يعرف سابقا ب”المربع الامني” لوحدات حماية الشعب والحكومة الكردية المحلية والواقع شمال شرق المدينة، بينما بات الحي الجنوبي بكامله والمركز الثقافي وتجمع المدارس في المنطقة الشرقية تحت سيطرة الاكراد.

 

وقبل يومين، تمكن مقاتلو الوحدات من الوصول الى مبنى البلدية في وسط المدينة الذي دمر بشكل شبه كامل بسبب المعارك، بحسب ما ذكر عبدي.

 

واكد مدير اذاعة “آرتا اف ام” الكردية الموجود في منطقة تركية حدودية مع كوباني ان تقدم مقاتلي الوحدات “تم في جزء كبير منه بفضل الغارات الجوية التي يشنها التحالف”، مشيرا الى ان “17 غارة من غارات التحالف ال31 المعلن عنها خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية، استهدفت مدينة كوباني” ومواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” فيها.

 

وذكر عبدي ان التنظيم “بات يعتمد في تحركاته على الانفاق المحفورة تحت الارض لتجنب الغارات، وهو السلاح الذي لجأ اليه بعد ان فشل اسلوب السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة”.

 

وفجر عشرات الانتحاريين من تنظيم “الدولة الاسلامية” انفسهم في مدينة عين العرب، في محاولة للسيطرة على ما تبقى منها، لكنهم فشلوا في احتلالها بكاملها. وسقط في معارك كوباني مئات القتلى من الطرفين.

 

واشار عبدي الى ان تنظيم “الدولة الاسلامية” بات يتحصن حاليا خصوصا في حيي كاني (شرق) قرب الحدود التركية، ومقتلة (جنوب شرق المدينة).

 

وقال عبد الرحمن ان التنظيم “يلجأ بانتظام الى تبديل مقاتليه في عين العرب حرصا على رفع معنوياتهم في ظل التراجع الحاصل على الارض”.

 

مؤيدون لـ”داعش” يدعون طياري التحالف الدولي للانشقاق والتوبة

القاهرة – الأناضول – تداول مؤيدون لتنظيم “داعش” على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” خلال اليومين الماضيين تغريدة تدعو طياري التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لـ”الانشقاق والتوبة”.

 

وتضمن نص “التغريدة” على عدد من الحسابات المنسوبة لمؤيدي لـ”داعش”، “تنويه إلى طياري التحالف الصليبي: مطار الطبقة (غرب مدينة الرقة شمالي سوريا) مفتوح لكم للانشقاق والتوبة”.

 

كما تضمنت التغريدة إحداثيات عسكرية مفترضة للمطار في حال كان هناك رغبة لدى طياري التحالف بالانشقاق والهبوط في المطار الذي سيطر عليه “داعش” قبل أكثر من 4 أشهر.

 

وجاءت هذه “التغريدة” بعد أسر “داعش” الطيار الأردني معاذ الكساسبة بعد سقوط طيارته الحربية التابعة للتحالف الدولي والتي كان يقودها الأربعاء الماضي فوق محافظة الرقة.

 

ولا يتسنى عادة التحقق بشكل جازم من صحة ما يرد على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي وعائديتها لمؤيدي “داعش”، كما لا يملك التنظيم حسابات رسمية باسمه على تلك المواقع.

 

ولا يتسنى الحصول على تعليق من “داعش” بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام.

 

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الأربعاء الماضي إن “هناك أدلة تشير إلى أن داعش لم يسقط الطائرة (الأردنية) كما تدعي المنظمة الإرهابية” في محيط مدينة الرقة، بحسب بيان للقيادة المركزية للجيش الأمريكي الذي لم يشر أيضاً إلى طريقة سقوطها، وهو الأمر الذي اشتركت به مع قيادة الجيش الأردني التي قالت في بيان نشرته، أمس الأول الخميس، إن سقوط الطائرة الأردنية لم يكن بنيران “داعش”.

 

ويشن الأردن بالتعاون مع دول التحالف العربي- الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، غارات مكثفة منذ حوالي 3 أشهر على معاقل “داعش” في العراق وسوريا.

 

ومنذ أكثر من عام يسيطر مقاتلو “داعش” على محافظة الرقة، بشكل كامل، وذلك بعد قيامهم بطرد مقاتلي جبهة النصرة والجيش الحر وفصائل إسلامية أخرى كانت قد سيطرت عليها من النظام السوري منذ عامين تقريباً.

 

والد الطيار الأردني الأسير لـ«القدس العربي»: ابني ضيف عند أخوة لنا في سوريا وعلى الحكومة إجراء مفاوضات

تبادل الأسرى يشمل إطلاق سراح الكربولي والجغبير وساجدة الريشاوي

عمان ـ «القدس العربي» من طارق الفايد: طالب والد الطيار الأردني، الذي أسره تنظيم الدولة الإسلامية، حكومة بلاده بالدخول دون إبطاء في مفاوضات مباشرة مع التنظيم لإطلاق سراح ابنه، وإطلاع عائلته على كامل مجريات المفاوضات، فيما اقترح ناشط سياسي أردني على حكومة بلاده الإفراج عن المعتقلة العراقية ساجدة الريشاوي مقابل إطلاق سراح الطيار معاذ الكساسبة الذي وقع أسيراً بأيدي عناصر تنظيم الدولة الاسلامية صباح الأربعاء.

وفي رسالة واضحة لـ«القدس العربي»، ناشد صافي الكساسبة الدولة الاسلامية للدخول في مفاوضات جادة مع الدولة الأردنية لتبادل السجناء وإطلاق سراح ابنه الذي كلف بمهمة عسكرية وشاءت الأقدار أن يكون رهينة بين أيدي التنظيم.

وعبر والد الملازم أول الطيار معاذ الكساسبة الذي أسره مقاتلو (داعش) بعد سقوط طائرته في سوريا عن أمله أن يلقى ابنه معاملة حسنة من محتجزيه، داعيا أن لا يكون ابنه أسيرا بل ضيفا عند الدولة الاسلامية.

وقال في مكالمة مع «القدس العربي»، «هو ضيف عند إخوان لنا في سوريا.. جماعة الدولة الإسلامية، أسالهم بالله وأسالهم بكرامة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يستقبلوه استقبال الضيف عند مضيفيه وأن يحسنوا إليه ولا يسيئون معاملته».

وأضاف «ابني الطيار معاذ من مواليد عام 1988 من أسرة متدينة تربى على الأخلاق الطيبة وهو من حفظة القرآن الكريم، وما عرف عنه إلا طيب الأخلاق، كلف بمهمة عسكرية وشاءت الأقدار أن يكون رهينة بين أيدي الدولة الاسلامية».

وقال الناشط السياسي البارز الشيخ محمد خلف الحديد في لقاء مع «القدس العربي» إن الدولة الإسلامية ملزمة بفك أسر ساجدة الريشاوي باعتبارها امتدادا للقائد الراحل لتنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي، كما ان الدولة الأردنية ملزمة أيضا بفك أسر طيارها معاذ الكساسبة»، معتبرا أن هذا هو الحل الوحيد المعقول بتبادل الأسرى بين الطرفين.

ورأى الحديد أن الدولة الإسلامية لن تكتفِ بإخراج الريشاوي، بل هناك غيرها ممن لهم تاريخ مع الزرقاوي والدولة الإسلامية. وعند سؤاله مثل من؟ قال: مثل معمر الجغبير وزياد الكربولي.

وقال إن هذا سيكون بداية للإفراج عن منظر التيار السلفي الجهادي الشيخ أبو محمد المقدسي، باعتباره الشخصية الوحيدة لدى الدولة الأردنية لإجراء هذه المفاوضات مع الدولة الإسلامية، وسيكون من الجيد الإفراج عنه وعن أبو محمد الطحاوي.

وألقت الأجهزة الأمنية القبض على ساجدة الريشاوي في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2005 إثر فشلها بتفجير نفسها برفقة زوجها في ثلاثة فنادق بالعاصمة عمان، في الحادثة الشهيرة التي راح ضحيتها عشرات المواطنين والأجانب.

وأسر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الطيار الكساسبة (27 سنة) بعد سقوط طائرته الحربية وهي من طراز (F16) في محافظة الرقة بشمال شرق سوريا صباح الأربعاء أثناء مهمة قصف ضد مقاتلي الدولة الاسلامية، وهو أول أسير من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد.

ونفى الأردن الجمعة ان تكون طائرته اسقطت بـ»نيران» تنظيم الدولة الاسلامية، مؤكدا أنه لا يمكن تحديد سبب سقوط الطائرة في الوقت الحالي لعدم امكانية الوصول الى حطام الطائرة او الطيار.

وقال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في بيان نشر على موقع القيادة على شبكة الانترنت إن «المؤشرات الأولية لحادثة سقوط الطائرة العسكرية الأردنية في منطقة الرقة السورية لم تكن بنيران تنظيم داعش الارهابي» الاسم الذي يطلق على تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف المصدر أنه «ونظرا لعدم إمكانية الوصول الى حطام الطائرة وعدم وجود قائدها فإنه لا يمكن تحديد سبب سقوط الطائرة حاليا».

وأعلنت أليس ويلز، السفيرة الأمريكية في الأردن أن حكومة بلادها تعمل مع الحكومة الأردنية لضمان عودة سالمة للطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أسره تنظيم «داعش» بعد سقوط طيارته الحربية التابعة للتحالف الدولي، والتي كان يقودها قبل يومين فوق محافظة الرقة شمالي سوريا.

وعبرت ويلز، على صفحة سفارة واشنطن في عمان على «فيسبوك»، عن تضامن بلادها مع قضية أسر الطيار الكساسبة من قبل «داعش» وقالت «إن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية والسفارة الأمريكية في عمان تعملان عن كثب مع الحكومة الأردنية لضمان عودة الكساسبة سالما»، دون أن تشير إلى طبيعة ذلك العمل.

وأضافت السفيرة «نحن نقف الى جانب بعضنا البعض في مواجهة التطرف، ونقدر دور الأردن في النهوض بالسلام والاعتدال في المنطقة، واليوم نشارككم المشاعر التي عبر عنها العديد منكم».

 

مقتل 37 مدنيا في غارات على معقلين لـ«داعش» وطائرات النظام تقصف محيط مسجد في «اليرموك»

النصرة» تهدد بحصار إدلب ما لم يفرج النظام عن 43 طالبة

عواصم ـ وكالات ـ إدلب ـ «القدس العربي» من أحمد عاصي: قتل 37 مدنيا على الأقل بينهم سبعة أطفال في غارات جوية للجيش السوري على مدينتين يسيطر عليهما تنظيم داعش في شمالي سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكانت غارات نفذتها طائرات النظام السوري استهدفت مناطق في مدينة الباب وبلدة قباسين الواقعتين في محافظة حلب الشمالية والخاضعتين لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية، وفقا للمرصد.

وأوضح المصدر ذاته ان عدد القتلى «ارتفع الى 37 على الأقل بينهم سبعة أطفال وامرأتان»، مضيفا أن عشرات الجرحى هم في حالة خطرة.

الى ذلك هدد محمد علوان القائد في جبهة النصرة، بفرض حصار خانق على مدينة إدلب، إذا لم يتم الإفراج عن 43 طالبة من ريف إدلب، قال إن «النظام اعتقلهن وهن متجهات إلى جامعة حلب بعد أن أوقف حافلة كانت تقلهن». وأوضح علوان أن «الجبهة قطعت الكهرباء عن مدينة إدلب»، متوعداً «بقطع المياه و منع دخول وخروج البضائع منها وإليها، في حال رفض النظام الإفراج عن الفتيات المعتقلات، بفرع الأمن الجوي داخل المدينة».

وكان النظام قد احتجز 8 نساء من مدينة كفرتخاريم قبل نحو شهر، في ريف إدلب الشمالي، فقامت الجبهة الإسلامية حينها بقطع المياه والكهرباء و الهواتف وجميع الطرق المؤدية إلى المدينة، كما أوقفت وصول منتجات الريف من زيت وزيتون وخضراوات إليها، ما أجبر النظام على إخلاء سبيلهن.

وتسيطر فصائل المعارضة المسلحة على معظم مناطق ريف إدلب، فيما تتمركز قوات النظام داخل المدينة. ويشير ناشطون إلى احتمال أن تقوم الفصائل المعارضة بافتحام المدينة، بعد تمكنها من السيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية، أكبر معقلين للنظام في ريف إدلب. وكانت النصرة حاولت قبل نحو شهرين اقتحام المدينة، وتواردت أنباء عن وصولها لقصر المحافظ فيها، لكنها لم تتمكن من السيطرة على المدينة، وانسحبت بعد اشتباكات مع قوات النظام، دامت عدة ساعات. جاء ذلك فيما قصفت طائرات النظام السوري الحربية، أمس الجمعة، محيط مسجد فلسطين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة السورية دمشق.

وأفاد بيان صادر عن لجان التنسيق المحلية، أن مقاتلات للجيش السوري شنت غارات على محيط المسجد الواقع في مخيم اليرموك المحاصر من قبل قوات النظام، لافتاً إلى وقوع عدد من الجرحى جراء القصف دون أن يذكر أي تفاصيل أخرى.

وأوضح الناشط المحلي رامي السيد، أن مقاتلات سورية قصفت محيط مسجد فلسطين، و»أن القصف حصل لدى ذهاب السكان لأداء صلاة الجمعة، ويتم التحقق من وجود قتلى أو جرحى تحت أنقاض الأبنية المدمرة في محيط المسجد جراء القصف».

 

موجة من العداء للإسلام تجتاح أوروبا… ومظاهرات ضد «الأسلمة» في ألمانيا

حرق مسجد في السويد.. وتعليق رأس خنزيرٍ على باب مسجد في النمسا

لندن ـ «القدس العربي»: بات المسلمون في أوروبا تحت نيران التهديد بفعل تعاظم تأثير الأحزاب اليمينية بشكل ملحوظ في العديد من الدول الأوروبية، وانتشار التنظيمات القومية الشوفينية بشكل أوسع، مستفيدة من القلق الذي يبديه الغرب إزاء ازدياد أعداد المهاجرين الذين يفدون إلى بلادهم من الدول الإسلامية.

ويرى مراقبون أن «الإسلاموفوبيا» باتت تتخذ طابعا مؤسساتيا ودستوريا، وأضحت تستعمل كأداة في السياسة الانتخابية، وفي السياق القومي والإقليمي على حد سواء في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ولم تعد تقتصر فقط على الأفراد والجماعات، وإنما امتدت إلى أجندات الأحزاب السياسية، الأمر الذي جعل المشاعر المعادية للمسلمين في أوروبا تأخذ شكلا أوضح في السنوات الأخيرة، سواء من خلال الإنترنت، أو من خلال مجموعات صغيرة تنظم احتجاجها في الشارع ضد ما تسميه «أسلمة أوروبا».

واعتدت مجموعة من العنصريين الرافضين لوجود المسلمين في النمسا، على مسجد تابع للاتحاد الإسلامي التركي، في العاصمة النمساوية فيينا، وعلقوا رأس خنزير على باب المسجد. وأوضح بيرم قرار، إمام جامع «قوجه تبه» في فيينا، أن الاعتداء الذي شهده المسجد يأتي بالتزامن مع تزايد الاعتداءات المرتكبة ضد المسلمين ومساجدهم يوما بعد آخر.

ووصف الاعتداء بـ»غير المقبول أبدا»، مشيرا إلى أنه تم قبيل صلاة الصبح عندما كان المصلون يهمون لأداء الصلاة، وأن إدارة المسجد قامت بإبلاغ الشرطة على الفور.

وأضرم مجهول النار في مسجد وسط السويد ما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص، بحسب الشرطة، فيما يعاني ذلك البلد من أزمة سياسية سببها تزايد انتشار انصار اليمين المتطرف. وصرح المتحدث باسم الشرطة لارس فرانزيل «القى شخص ما شيئا عبر نافذة مغلقة، وبعد ذلك اشتعلت النار في الداخل». وأضاف ان «ما بين 15 و20 شخصا في المكان».

أظهر بحث أجرته مؤسسة إكسبو السويدية، المناهضة للعنصرية، أن 12 اعتداء على الأقل استهدفت المساجد في السويد خلال العام الجاري، وشملت هذه الاعتداءات، خلال الأشهر الأخيرة، الإضرار بمباني المساجد، وكسر زجاج النوافذ، وحرق السجاد، ورسم صلبان معقوفة (شعار النازية) على مداخلها.

وشارك حوالى 17 الفا و500 شخص أوائل الأسبوع الحالي في تظاهرة في دريسدن شرق المانيا وهم يرددون ترانيم عيد الميلاد، تعبيرا عن رفضهم «لأسلمة الغرب»، وذلك بدعوة من حركة مناهضة للإسلام.

في المقابل، شهدت مدن المانية عدة تظاهرات شارك فيها حوالى عشرين ألف شخص احتجاجا على حركة «أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب» (بيجيدا) الشعبوية التي شهدت في الأسابيع الأخيرة صعودا سريعا في دريسدن بعد ان كان عدد مؤيديها بضع مئات فقط في تشرين الاول/اكتوبر.

وناشد رئيس وزراء ولاية بادن ـ فورتمبرغ الألمانية فيندفريد كريتشمان من اجل «تطهير ذاتي للإسلام».

وقال كريتشمان في تصريحات لصحيفة «تاجس شبيغل» الألمانية المقرر صدورها اليوم السبت إنه من واجب كل الأديان أن «تطهر نفسها باستمرار من تيارات معادية لحقوق الإنسان»، موضحا أن «هذا الأمر ينطبق أيضا على الإسلام».

وذكر كريتشمان المنتمي لحزب الخضر الألماني أن هناك تيارات أصولية انتشرت في العالم العربي، «مهد الإسلام»، وتحولت إلى العنف والإرهاب، مشيرا إلى أن ذلك يؤدي بسهولة إلى انتشار أحكام مسبقة ومخاوف تجاه الإسلام.

وحركة «الاوروبيين الوطنيين ضد أسلمة الغرب» في المانيا شعارها الرئيسي هو رفض الأسلمة والجهاديين او الأجانب الذين يرفضون الاندماج في المجتمع. أما أهدافها فهي الإسلام والأجانب ووسائل الاعلام (كلهم كاذبون) والنخب السياسية والتعددية الثقافية.. التي من شأنها إضعاف الثقافة المسيحية الالمانية.

 

مقتل 115 مدنيا في نحو 500 غارة جوية في سوريا خلال 3 أيام

منظمة حقوقية: حصيلة قتلى النزاع تجاوزت 39 ألفا في 2014

■ عواصم ـ وكالات: أفادت تقارير إخبارية أن 115 مدنيا فقدوا أرواحهم فيما يقرب من 500 غارة جوية شنتها القوات السورية خلال الأيام الثلاثة الماضية، في معدل يعد الأعلى للغارات الجوية خلال 3 أيام متتالية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له أن طائرات النظام الحربية شنت ما لا يقل عن 267 غارة استهدف مناطق في محافظات دمشق وريف دمشق والحسكة وحلب والقنيطرة والرقة ودير الزور وحمص وحماة وإدلب ودرعا واللاذقية.

وألقت طائرات مروحية تابعة للقوات السورية أكثر من 207 براميل متفجرة في مناطق في مدن وبلدات وقرى بمحافظات القنيطرة ودرعا وإدلب وحلب واللاذقية وحمص وحماة.

وأسفرت الغارات عن مقتل ما لا يقل عن 115 مدنياً، بينهم ما لا يقل عن 26 طفلاً دون سن الـ 18، و14 فتاة فوق سن الـ 18، و75 رجلاً، إضافة لإصابة أكثر من 420 آخرين بجراح، بينهم العشرات في حالات خطرة، كما أدت الغارات إلى أضرار كبيرة في ممتلكات المواطنين.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إنه مع اقتراب عام 2014 من نهايته، وثقت مقتل 39021 شخصا في سوريا هذا العام، قتل النظام وحده أكثر من 32 ألفا منهم، وجلهم من المدنيين.

وفي تقرير للشبكة بمناسبة نهاية العام، وصل الأناضول نسخة منه أمس الجمعة، فإن «قوات النظام قتلت ما لا يقل عن 32507 أشخاص، من بينهم 24430 مدنيا، و8077 مقاتلا من المعارضة المسلحة، وكان بين المدنيين 3629 طفلا، و3714 امرأة، لتصل نسبة القتلى من المدنيين 75 بالمئة، نسبة الأطفال والنساء منهم 30٪».

ولفتت إلى أن «النظام استخدم طرقا عديدة للقتل، فإضافة إلى القصف بالطائرات والصواريخ والمدفعية، فقد قتل 32 مدنيا برصاص قناصة، و48 مدنيا باستخدام الذخائر العنقودية، في 92 مرة قصفت بها بهذا السلاح، من بينهم نساء وأطفال، كما قتل سوريون باستخدام الغازات السامة، فضلا عن استهداف الكوادر الطبية والإعلامية، وقتلى سقطوا جراء التعذيب».

من ناحية أخرى، وثقت الشبكة «انتهاكات من قبل القوات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وذلك في المناطق الخاضعة لسيطرتها، كالقتل خارج نطاق القانون، والتجنيد الإجباري، والاعتقال بهدف عمليات التجنيد الإجباري، وعمليات الاعتقال التعسفي، حيث قتلت هذا العام أكثر من 110 أشخاص، منهم 102 مدنيا، و8 من مقاتلي المعارضة، ومن بين المدنيين 4 أطفال و8 سيدات».

وأشارت إلى أن «المنظمات المتطرفة، كان لها انتهاكات أيضا هذا العام، حيث قتل تنظيم داعش الذي شن عددا من الهجمات على مدن وبلدات في محافظة الرقة ودير الزور والحسكة وريف حلب، وبسط سيطرته على مناطق واسعة، 3557 شخصاً، وهم 915 مدنيا، من بينهم 132 طفلا، و79 امرأة، و11 ناشطا إعلاميا، فضلا عن قتله 2642 من مقاتلي المعارضة المسلحة».

كما قتل «تنظيم جبهة النصرة نحو 153 شخصاً، وهم 124 مدنيا، من بينهم 18 طفلا، و17 امرأة، فيما قتلت الجبهة 29 مقاتلا من فصائل المعارضة المسلحة».

وفي الإطار نفسه، أضافت الشبكة، ان فصائل المعارضة المسلحة، «ارتكبت العديد من الانتهاكات، تمثلت بقصف أحياء سكنية بشكل خاص عبر قذائف الهاون، حيث سجلت الشبكة مقتل 1257 شخصاً، وهم 1183 مدنيا، من بينهم 291 طفلا، و242 امرأة، وإعلاميا واحدا، فيما قتلت 74 مقاتلا، وكل ذلك خلال 2014».

كذلك وثقت مقتل 1397 شخصا من أطراف مجهولة، هم 1254 مدنيا، من بينهم 162 طفلا، و61 امرأة، ومقتل 143 مقاتلا من المعارضة، وهؤلاء صنفوا من مثل «ضحايا الغرق في مراكب الهجرة، وضحايا التفجيرات التي لم تستطع الشبكة التحقق من منفذيها، والضحايا الذين قتلوا على يد مجموعات مسلحة مجهولة بالنسبة لها»، على حد تعبيرها.

وأشارت الشبكة أيضا أن «قوات التحالف الدولي منذ بدأت حملتها العسكرية الموجهة ضد تنظيم داعش في 23 أيلول/سبتمبر الماضي، وشنت غارات عديدة على محافظات الرقة ودير الزور وإدلب، خلفت هذه الهجمات بحسب ما سجلته مقتل 40 مدنياً، من بينهم 8 أطفال، و6 سيدات».

وقد اقترب الصراع في سوريا من دخول عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلاً عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.

ومنذ منتصف آذار/مارس 2011 تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة، ما تزال مستمرة حتى اليوم.

 

النظام السوري يجبر شبان عائلات الغوطة المحتجزة لديه على التطوع في «جيش الوفاء»

هبة محمد

دوما ـ «القدس العربي» أكدت مصادر ميدانية خاصة أن النظام السوري لا يزل يحتجز 60 عائلة من أهالي الغوطة الشرقية داخل مدرسة في ضاحية قدسيا الخاضعة لسيطرة جيش النظام في العاصمة السورية دمشق.

وقال أبو المعتصم الناشط الإعلامي من داخل دوما في حديث خاص لـ»القدس العربي»: إن قرابة 600 شخص أغلبهم من النساء والأطفال، وهم من الدفعة الثالثة والرابعة الذين كانوا بمثابة طعم بعد وصول الدفعتين الأولى والثانية إلى داخل العاصمة دمشق بأمان، لا يزالوا محتجزين ضمن مدرسة، حيث يخضع الأهالي فيها وخاصة من هم في عمر الشباب إلى تدريس ممنهج وصفه المصدر «بغسيل الأدمغة» من قبل الإدارة السياسية التابعة لجيش النظام في محاولة منها لتطويع الشبان في ما يسمى بـ»جيش الوفاء».

وبين أن النظام لا يسمح للأهالي بالخروج من المدرسة ولا حتى زيارة أقاربهم، ويصف النظام السوري «جيش الوفاء» بالجيش الحيادي المكون من كتائب المعارضة المسلحة من جهة، وجيش النظام من جهة ثانية، في نية لتجيش أبناء الطائــفة الواحـــدة على جبهتين متضادتين على تخوم بلداتهم بحسب المصدر.

«جيش الوفاء» الذي أُنشئ حديثاً من قبل النظام، يتكون بشكل أساسي من شبان من الغوطة الشرقية الذين نزحوا إلى مدينة دمشق بسبب الظروف القاسية التي يعيشها أهالي الغوطة، فاعتقلتهم قوات النظام لتزج بهم قسراً على جبهات الغوطة الشرقية.

يشار إلى أن جيش النظام سمح لقرابة 120 عائلة من المحاصرين داخل بلدات الغوطة الشرقية بالخروج من داخل الريف المحاصر إلى مدينة دمشق في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر الماضي أي قبل شهر، وذلك عبر معبر مخيم الوافدين الخاضع للجيش، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها خلال فترة حصار ريف دمشق الشرقي التي زادت عن العام.

ولم يكن الاتفاق على إخراج الأهالي بصفة رسمية أو اتفاق مع نظام الأسد، ولم تشرف عليه كتائب المعارضة المسلحة، بل قامت به شخصيات من أهالي دوما الموالين لحكم الأسد، والذين يتعاونون معه في ملف يطلق عليه النظام اسم «تسوية الأوضاع»، ومن ضمن هؤلاء «عمر عيبور»، وهو مذيع في إذاعة دمشق الحكومية، و«محـــروس الشغري» وهو «شبيح لصالح جيش الأسد»، بحسب المصدر.

وتم فتح حاجز مخيم الوافدين العسكري أمام العائلات فقط مرتين، الأولى لمدة ساعتين، والثانية بعد يوم واحد من الأولى، وبشروط من قبل اللجنة الموكلة من نظام الأسد، حيث يربط هذا الحاجز ما بين مدينة دوما من الجهة الشمالية الشرقية، أكبر معاقل المعارضة المسلحة من جهة، ومخيم الوافدين الخاضع لسيطرة جيش النظام، بالقرب من سجن دمشق المركزي من جهة أخرى.

وبين المصدر ذاته أنه سمح بالخروج لكبار السن والأطفال والنساء فقط، وكان بانتظارهم حافلات نقل كبيرة بإشراف جيش النظام وشخصيات موالية من أهالي مدينة دوما، وتم نقلهم إلى بلدة «ضاحية قدسيا» حيث مراكز إيواء لحصر العائلات هناك، وتم التحقيق مع ذوي الشبان المطلوبين لفروع الأمن التابعة لبشار الأسد.

وكان السبب الأول لخروج الأهالي هو فرار الكثير من الأطباء والمسعفين القائمين على المشافي الميدانية والنقاط الطبية الموزعة في بلدات الريف الشرقي المحاصر، بسبب سوء الأوضاع المعيشية ولجوئهم إلى تسوية وضعهم مع جيش النظام، الأمر الذي أدى إلى إنهاك الكوادر الطبية المتبقية، واضطرارهم إلى تعليم أشخاص ليس لهم علاقة بالسلك الطبي لإجراء الإسعافات والإشراف على المرضى وأدويتهم وعلاجهم، الأمر الذي نتج عنه انتشار الكثير من الأمراض، عدا ندرة الأدوية المطلوبة لعلاج الجرحى والمصابين.

أما السبب الآخر فهو إغلاق جيش الأسد للمعبر الإنساني الوحيد المؤدي إلى الغوطة الشرقية مع بداية الشهر الحالي، وما نتج عنه من الارتفاع الهائل لأسعار المواد الغذائية إن توفرت، بعد أن كان يسمح لتجار النظام من أهالي المنطقة بالدخول إلى مناطق الحصار وبلدات الغوطة لمدة تقارب ستة شهور، وهم محملون بالمواد الغذائية والتموينية والخضار، بهدف بيعها في المناطق الخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة المسلحة والمحاصرة من قبل جيش النظام من أكثر من عام ونصف، مع إغلاق جميع المنافذ.

 

النظام السوري يجند 50 ألف متطوعاً لنشر الشائعات ومهاجمة المعارضين على مواقع التواصل الإجتماعي

أليمار لاذقاني

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» «أعطى النظام السوري كل متطوع لديه، لنشر المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي، بوابة دخول للإنترنت مجانية وبسرعة عالية، كما سمح للموظفين منهم بالتغيب عن العمل، أو بإحضار كمبيوتراتهم المحمولة إليه» على حد تعبير «خ. ك» أحد المتطوعين لدى النظام، مبينا أنه «كان يأخذ محموله إلى القطعة العسكرية التي كان يمنع فيها حتى الهواتف النقالة، ويعمل من هناك».

يقول «خ. ك» لـ «القدس العربي» إن: «عدد المتطوعين لهذا العمل يبلغ خمسين ألف شخص، يعملون بشكل متواصل تقريباً على وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك تعليمات واضحة بالأشياء التي يسمح لهم بنشرها أو الترويج لها في حساباتهم، مضيفا أنهم أنشأوا صفحات لدعم النظام وبشار الأسد، على مدى السنوات الثلاث الماضية، كما دعوا للدولة العلوية وهللوا لانتصارات وهمية وأكدوا بأن نصر النظام بات قريباً.

وأشار إلى أن الأمر يتعدى هذا إلى محاولاتهم المتواصلة للوصول لمعارضين داخل نطاق سيطرة النظام وخلف خطوطه الأمامية بشتى السبل، من أهمها إرسال رسائل تحمل فيروسات تجسس على الحسابات وعلى الكمبيوترات، وربطها مع شعبة مراقبة الإنترنت التي تضع ثقلها على هذه المواقع.

يقول «خ. ك»: «بتنا الآن نشعر بأننا نعمل للهباء من دون جدوى، فمن الصعب جداً أن تقنع أحداً بأية فكرة قد نحاول نشرها، إلا إذا كانت هذه الأخيرة مدروسةً بعناية، ولم تعد هناك حوافز كافيه للعمل، إذ إن النظام نفسه يشعر بعدم جدوى هذا العمل، لكنه يعرف جيداً مدى أهمية هذه المواقع في التنفيس عن الغضب الذي تشعر به الجماهير.

وحول مدى قدرة النظام على مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، أكد أنها محدودة للغاية فيما لو كان الجهاز الذي يدخل على الشبكة العنكبوتية محمياً من برامج التجسس، لكنه بين أن معظم برامج التشغيل مخترقة أصلاً في سوريا في ظل غياب النسخ الأصلية لبرامج التشغيل وانتشار البرامج المزورة التي توزع بشكل شبه مجاني في سوريا، وان هذا الأمر قد يسهل عمليات التجسس على أي شخص كان داخل سوريا إن لم يستطع الحصول على برنامج تشغيل غير مزور، ومع ازدياد عدد المسجلين في برامج التواصل الاجتماعي بشكل هستيري في السنوات الماضية أصبح الأمر أكثر تعقيداً، ويقتضي الأمر فقط عدم لفت الانتباه إلى هذا الحساب أو ذاك.

وأكد «خ. ك» أنهم رفعوا الكثير من المذكرات لمسؤولي النظام بحظر هذه الوسائل لعدم القدرة على ملاحقتها بشكل جيد، وأن شعبة متابعة الإنترنت لا تستطيع أن تفعل شيئاً كبيراً رغم كل الإمكانيـــــات المتوفــــرة لديهـــم، مبينا أن حساباً محصـــناً قد يأخــذ قرابة الشهرين مع عشرة كمبيوترات لنستطيع اختراق حسابه وستفشل العملية ما إن يقوم هذا الأخير بتغيير كلمة المرور خلال هذه الفترة.

يشار إلى أن النظام السوري عمد منذ انطلاقة الثورة السورية على الإبقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان من أهمها «الفيسبوك»، واعتمد بداية على ما يسمى الجيش السوري الإلكتروني وهم مجموعة هائلة من الشبان المندفعين للدفاع عن النظام من خلال بث الكثير من الشائعات واختراق حسابات المعارضين البارزين ومقاتلي الجيش الحر للحصول على المعلومات ولتشويه سمعتهم، لكن الجيش الإلكتروني خمد بعد الأشهر الأولى ليتولى النظام هذه المهمة بأسلوبه الخاص.

 

خيمة مخصصة لـ «المحتاجين» السوريين على الحدود التركية

عبدالله الجدعان

انطاكيا ـ «القدس العربي» : داخل مخيمات اللجوء على الحدود السورية التركية، وبالرغم من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها السوريون هناك، يفتتح عمار وهو أحد عناصر الجــــيش الحـــر، خيمــــة «تطوع» لكي يجلس فيها كل سوري عابر سبيل، وذلك بعد أن قام بفرشها ووضع فيها المأكل والمشرب اللذين تحتاجهما عائلة مؤلفة من سبعة أشخاص.

عمار المتزوج حديثا اتخذ إحدى الخيم مسكنا له ولزوجته، وهو يعمل في دكانه البسيط الذي افتتحه في المخيم، ليكسب منه قوت يومه، فيما يذهب للمرابطة ولخوض المعارك كلما استدعته الكتيبة التي يقاتل في صفوفها.

وعن هذه الخيمة يقول إن الكرم صفة تلازم كل سوري، وكيف لا وهي احدى القيم التي تحلى بها الإسلام والعرب، مضيفا «افتتحت هذه الخيمة لكل سوري يأتي إلى هنا وليس له أحد في هذا المخيم، أو لكل عائلة تصل هذا المخيم ولا تستطيع تأمين خيمة لعدة أيام».

يتابع «كثيرا ما أضطر للنوم في خيمة واحدة مع جيراني والذين هم أهل زوجتي لنستضيف من يقصدنا، حيث أقــــوم بافراغ خيمتي بالإضــــافة للخيمة التي افتتحتها لاســتقبال الضيوف إذا كانت عائلة كبيرة، وأغلب من يقصدنا هم إما قادمون من تركيا أو سوريا وتتقطع بهم الأوصال في المخيم.

بدوره، يخبرنا خالد كيف أصبح صديق عمار بعد ان استضافه ذات يوم، قائلا: «في يوم بارد وماطر من شتاء هذا العام كنت قادما من تركيا محاولا دخول الأراضي السورية بطريقة غير شرعية، أي تهريب، لأنني لا أملك هوية تركية أو جواز سفر، واستوقفني الجيش التركي وأجبرني على العودة للأراضي التركية بعد اعتقالي لمدة ساعات.

ويتابع «انتظرت حتى ساعات المساء وخيم الظلام، ونجحت في العبور إلى سوريا، كان المخيم المتواجد فيه عمار أمامي، ولم أكن أعرفه حينها، وقفت أتامل وأفكر كيف ساقضي اللية ومن سيستضيفني لعدم وجود سيارات تقلني إلى قريتي البعيدة عن المخيم مايقارب 150 كيلو مترا كون الوقت أصبح متأخرا».

يقول خالد: «سألت رجلا كان يقف على باب خيمة كانت بالقرب مني، هل يوجد مسجد أقضي فيه ليلتي فدلني إلى عمار، أكملت طريقي إلى الخيمة التي يسكن فيها، وعندما ناديته خرج الي بوجه بشوش واستقبلني أحسن استقبال، وخاصة بعد أن عرف أنني عابر سبيل».

ويبين «قدم لي عمار الطعام والشراب في خيمته، ثم اصطحبني إلى الخيمة التي وضعها في خدمة كل سائل لأقضي فيها تلك الليلة وأعود صباحا إلى قريتي، بعد إن أصبحت وعمار صديقين».

يشار إلى أن مئات العائلات السورية تنزح بشكل يومي إلى مخيــــمات اللجــــوء على الحـــدود السورية التركية، ومنها من تعبر إلى تركيا نتيجة القصف المكثف الذي يستهدف قراهم وبلداتهم من قبل قوات النظام السوري، ولا بد ان يكون لخيمة عمار نصيب من استقبال إحدى هذه العائلات.

 

كيف اختطف المقاتلون الأجانب الثورة؟.. دمروا سوريا وأصبحوا قوة «محتلة»… جاءوا من ليبيا وأوكرانيا وأوزبكستان

إعداد: إبراهيم درويش

لندن -»القدس العربي» بعد أربعة أعوام على اندلاع الحرب الأهلية في سوريا يشعر الكثير من أبناء سوريا ممن شاركوا في الانتفاضات السلمية المطالبة بالإصلاح والحرية والعدالة أو ممن حملوا السلاح للتصدي لقمع النظام وآلته الحربية أن بلدهم لم يعد كما كان ليس بسبب الدمار والتشريد الذي أصاب البنية التحتية والسكان لكن لأن الأمر يتعلق بإدارة الحرب في بلادهم.

فالمقاتلون الأجانب هم من يسيطرون وقد غيروا شكل الحرب الأهلية ومسارها كما تقول كونسانتز ليستش في تقرير لها من الريحانية واسطنبول ونشرته صحيفة «الغارديان». فمحمد المدرس من مدينة إدلب لم يعد قادرا على التعرف على بلده الذي غزاه الأجانب وأصبحوا من يصدرون الأوامر، ويقول «هناك الكثير من الأجانب، والتقيت رجالا من أوزبكستان وأوكرانيا وليبيا، وأشعر أنه لم يعد بلدي. وكنت اتمشى مرة حول بيتي عندما أوقفني رجل وطلب مشاهدة هويتي، كان تونسيا، ما دخله لكي يصدر لي الأوامر في بلدي وبلدتي؟».

ويتفق مع رأي محمد الكثير من السوريين الذين أجبروا على الرحيل من بلادهم في الوقت الذي تدفق عليها فيضان من الجهاديين والمتطوعين الذين لا يقاتلون في صفوف المعارضة ولكن في صفوف الميليشيات التي تقاتل إلى جانب بشار الأسد.

وراقب فيصل (27 عاما) الذي يعمل في مطعم في الريحانية، جنوب تركيا، كيف تدفق المتطوعون الأجانب على سوريا بدون أن يوقفهم أحد. ويقول «كان هناك عدد كبير منهم هنا ـ الريحانية – وكلهم كان متجها نحو بلدي، لقد دمرونا ودمروا سوريا».

 

التدخل الأجنبي هو السبب

 

واتهم فيصل القوى الأجنبية التي لعبت دورا في دعم أي شخص يقاتل ضد الأسد «هناك الكثير من اللاعبين الأجانب ممن تدخلوا في سوريا، فهم المسؤولون عن هذا، وأدعو الله كل يوم أن تصيبهم المشاكل نفسها «.

وبحسب تقرير أعده مجلس الأمن وجاء فيه أن هناك 15.000 مقاتل أجنبي سافرإلى سوريا والعراق من 80 دولة.

وفي الوقت الذي رحبت فيه القوى المسلحة أولا بالمقاتلين الأجانب إلا ان تزايد تأثيرهم وحماسهم الديني أدى لتهميش السوريين العاديين ممن ينظرون للجهاديين كجزء من خطة خارجية لزعزعة استقرار بلدهم.

فليس سرا قيام دول سنية بدعم فصائل مقاتلة ضد نظام الرئيس الأسد، وقد اضطر جوزيف بايدين، نائب الرئيس الأمريكي في تشرين الأول/أكتوبر للاعتذار عندما اتهم في كلمة ألقاها بجامعة هارفارد كلا من تركيا والسعودية والإمارات العربية بدعم حرب بالوكالة سنية- شيعية في سوريا من خلال تقديم دعم مالي وعسكري ولوجيستي للعناصر المتطرفة.

 

طريق الجهاد السريع

 

ولا يجد المقاتلون الأجانب صعوبة في دخول الأراضي السورية عبر تركيا حيث تمتد الحدود على طول 550 ميلا وهو ما دعا بعض المعلقين الأتراك لتسمية الحدود بـ «طريق الجهاد السريع»، فقد نشأت تجارة رابحة في مناطق الجنوب التركي حيث عمل وكلاء على إنشاء بيوت آمنة، واستقبال القادمين عبر المطارات المحلية ومن ثم تسليمهم لمهربين ينقلونهم بدورهم إلى سوريا عبر الحدود.

ويقول مهرب اسمه أحمد «كانت الحدود مفتوحة في العامين الأولين من الحرب»، فقد «كنا ندخل ونخرج كما نشاء، فلم تظهر الحكومة التركية اهتماما».

ويقول إنه في ذروة نشاطه عام 2012 كان ينقل في اليوم ثلاث رحلات من مطار هاتاي ومحطة نقل الحافلات فيها إلى سوريا.

ويقول أحمد وهو من عرب تركيا إن معظم من نقلهم إلى داخل سوريا لم يكونوا يتكلمون العربية ومعظمهم من المتدينين المحافظين. «لقد نقلت الكثير من المتدينين، وأحببت هذا لأنهم ذكروني بتقصيري في واجباتي الدينية».

وقامت الحكومة التركية بناء على ضغوط أمريكية لتشديد الرقابة على الحدود وقامت قوات الأمن بملاحقة المهربين وقيدت من حركة اللاجئين السوريين الراغبين في الدخول إلى تركيا. ويعترف أحمد أن طرق التهريب أصبحت صعبة «توقفت عن تهريب المقاتلين الأجانب لأن الوضع بدأ يتراجع، ولم أكن أعرف الأشخاص الذين انقلهم إلى سوريا وماذا يريدون عمله هناك»، وأصبح الوضع أكثر غموضا «فلم أكن متأكدا من الأشخاص الذين يدخلون» إلى سوريا.

ولم يكن تردد أحمد إلا انعكاساً لحالة من عدم الارتياح العامة، محلية ودولية حول الدور الذي بات المقاتلون الأجانب يلعبونه في سوريا والعراق، وزاد من مخاوف الدول الغربية الصعود السريع لتنظيم الدولة الإسلامية – داعش.

وأصدر مجلس الأمن الدولي هذا العام عددا من القرارات دعا فيها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تشديد القيود ووضع إجراءات رقابة فاعلة على الحدود لوقف تدفق الجهاديين الأجانب. ولم توقف هذه الجهود تدفق الجهاديين، ويسخر محمد المدرس من إدلب من هذه الجهود «بدون دعم خارجي لم تكن هذه الجماعات قادرة على النمو بقوة».

ويعيش محمد في الريحانية مع زوجته وأولاده ويسافر إلى سوريا لزيارة والديه اللذين رفضا الرحيل. ويقول إنه في رحلاته إلى هناك يلتقي بمقاتلين لا يعرفون العربية.

 

ماذا عن داعمي الأسد الأجانب؟

 

ورغم معارضته للجهاديين الأجانب في صفوف المعارضة إلا أنه يرى أن التركيز الدولي يظل عليهم وعلى من يقاتلون مع تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة في الوقت الذي يتم فيه التغاضي عن الميليشيات الشيعية والمقاتلين الأجانب في صفوف النظام «هناك الكثير من الأجانب في سوريا ممن يقاتلون في الجانب الآخر، هناك إيرانيون وروس ولبنانيون ممن يدافعون عن الأسد، وماذا عنهم، وجاء الأجانب للدفاع عنا لأن حكومات بلادهم لم تدعمنا». وعن الطريقة التي تحول فيها الجهاديون في صفوف المعارضة لمشكلة يقول أبو النور المقاتل السابق في تنظيم أحرار الشام إن المقاتلين رحبوا في البداية بالمتطوعين الأجانب «وقدموا دعما حاسما في الكثير من المعارك، كنا بحاجة ماسة لمن يقدم الدعم لنا ولكنه لم يأت، لا من الناتو أو الدول العربية، ولكن المقاتلين الأجانب جاءوا، وكان بعضهم جيدا حيث أراد بعضهم قتال الأسد ولكن الكثيرين منهم أصبحوا يتصرفون بطريقة غير جيدة، لقد جاءوا من أجل المال والنساء فدمروا الثورة».

ويشير أبو عبيدة الذي يقاتل في صفوف جبهة النصرة بمدينة حلب إلى ان معظم المقاتلين الأجانب تركوا النصرة وانضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية بعد الخلافات بين التنظيمين. ويرى المقاتل أن «معظم الأجانب لا يفهمون الواقع على الأرض في سوريا»، فهم «يسمعون عنها في إعلام التواصل الاجتماعي والإنترنت ولهذا فمن السهل على جماعات مثل داعش تعليمهم ما يريدون وغسل أدمغتهم».

ويقول إن الإعلام الغربي ظل يطبل لتنظيم الدولة مما جعله شهيرا مع أن جبهة النصرة وأحرار الشام لديهما حضور جيد على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أدت شهرة داعش لزيادة جاذبيته «لدى الأجانب ممن يرغبون بالانضمام لما يطلق عليه تنظيم الدولة الإسلامية ولكنهم لا يعرفون شيئا عن الواقع في سوريا».

ولهذا السبب فمعظم الأجانب الذي تدفقوا إلى سوريا انضموا لتنظيم الدولة وجبهة النصرة لكن من ينضم للجيش السوري الحر فهم من السوريين، فباستثناء قوات الحماية الشعبية الكردية التي تواجه مقاتلي داعش في عين العرب/كوباني التي انضم إليها أجانب ظلت الجماعات السورية الأخرى «المعتدلة» بعيدة عن تأثير الجهاديين.

وتنقل الصحيفة عن سمير وهو مقاتل في كتيبة تابعة للجيش الحر في مدينة اللاذقية يقاتل قريبا من الحدود مع تركيا قوله إن غياب الأيديولوجية القوية وقلة المكافأة كانت من أسباب تسيد السوريين للكتائب التابعة للجيش الحر «فالمقاتلون الأجانب يؤمنون بالجهاد لا بالثورة نفسها ولهذا يأتون إلى سوريا، وليس لدى الجيش الحر إلا القليل ليقدمه وهو لهذا السبب ليس جذابا».

 

كتيبة الأنصار

 

ويوافق أبو أيمن الأنصاري وهو مساعد جراح سابق من حماة ويعمل الآن مسؤولا طبيا في «كتيبة المهاجرين والأنصار» التي يتكون معظم أفرادها من الشيشان على ما قاله سمير ويعلق «يقاتل الجيش الحر من أجل الديمقراطية ولكن الجماعات الجهادية تريد تطبيق القانون الإسلامي وتحقيق الوحدة بين المسلمين، وهو هدف يلقى دعما من كل المقاتلين الأجانب».

ومثل بقية الجهاديين يرفض القومية وهو بهذه المثابة ليس منزعجا من وجود الجهاديين الأجانب «نحن معجبون بالقادة العسكريين الشيشان»، فهم يقاتلون وأبناؤهم جنبا إلى جنب على الخطوط الأمامية وهو ما يجعلنا نؤمن ونثق بهم.

ويضيف أبو أيمن أنه وزملاءه في الكتيبة يثقون بإيمان الشيشان «لقد شوه النظام إيماننا أما إيمانهم فهو صحيح وغير مشوه ولأنهم تعلموا الإسلام بدون تدخل وتأثير خارجي ، فهو أكثر نقاء وهم لهذا يدعمون المسلمين في أي مكان».

ومعظم أفراد الكتيبة التي كان يقودها في السابق أبو عمر الشيشاني الذي أصبح الآن قائدا بارزا في تنظيم الدولة الإسلامية جاءوا من دول القوقاز لكن هناك وحدات للجهاديين ممن جاءوا من الدول الغربية مثل بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة ممن يقاتلون مع بعضهم البعض لأسباب تتعلق باللغة.

ويقول أبو أيمن إن الجهاديين لا يرغبون بالعودة إلى بلادهم «يأتون إلى هنا لأن لديهم اعتقادا دينيا قويا، وهناك الكثير من الأجانب يتطوعون للقيام بمهام انتحارية ضد قوات الأسد».

 

تشديد الشروط

 

وفي الوقت الذي يؤكد فيه الجهاديون على مواصلة القتال إلا أن تركيز المجتمع الدولي على المقاتلين الأجانب أثار قلق شبكات تجنيدهم.

ويقول أبو عبيدة أن أي أجنبي يرغب بالقتال في سوريا يحتاج للحصول على توصية من عنصر أجنبي يقاتل في صفوف النصرة.

ويضيف إلى أن بعض الجماعات الجهادية شكلت لجانا لفحص ملفات الجهاديين القادمين من الخارج.

ويقول أبو عبادة إلى اعتقال عدد من المتطوعين الأجانب ممن جاءوا للتجسس. وبالنسبة لكتيبة المهاجرين والأنصار فهي تقوم بإرسال الجميع لجبهات القتال ومن يرفض الذهاب يصبح محلا للشك.

ولا ترسل التنظيمات الجهادية إلا الاشخاص الموثوق بهم لجمع التبرعات والقيام بالتجنيد وبناء الدعم اللوجيستي.

ويقول أبو أيمن أن من يسافر خارج سويا يكون من غير الملتحين، و «عادة ما يرتدون الملابس الجديدة والحلق».

ومن يأتي إلى سوريا من المقاتلين يتعرضون لرقابة جماعات ملاحقة الإرهاب والمنظمات الأمنية السرية. و «لهذا السبب لا نرسل مقاتلا جريحا للعلاج في تركيا، ويتم علاج معظمهم في داخل سوريا.

ورغم نقل العديد من الجنود والمقاتلين الجرحى للعلاج في المستشفيات والعيادات الخاصة داخل تركي إلا أن أبو أيمن يفضل علاج المقاتلين في سوريا وفي الحالات التي يضطر فيها لنقل بعضهم إلى تركيا يقول لحرس الحدود أنهم جرحى تابعون للجيش السوري الحر «فكل واحد أصبح قلقا حتى الأتراك».

أكره بعض السوريين

 

وبالنسبة لسمير فهو غاضب على المقاتلين الأجانب الذي وضعوا أنفسهم في موضع القيادة ويحاولون فرض رؤيتهم الدينية على السكان المحليين. ويرى أن التوانسة والسعوديين والعراقيين هم الأشرس.

وقال «هؤلاء الأشخاص لا يعرفون سوريا ولا يفهمون واقعها»، «ولماذا يجب على نسائنا ارتداء العباءة السوداء». كما أن سمير غير راض على الطريقة التي تطبق فيها جبهة النصرة أحكام الشريعة على أهل بلدته. ويقول «نرحب بمن يريد مقاومة داعش ولكن ديننا لا يسمح بالقتل العشوائي ولا يحرم التدخين.

ونريد مقاتلين للقتال معنا ولكن لا نريدهم أخذ مكاننا». ويقول سامي وهو صحافي من مدينة دير الزور إن داعش قام بتشكيل قوة شرطة كلها من النساء «ويقمن بمراقبة النساء ولباسهن وطريقة تصرفهن، وليس من بين قوة الشرطة هذه إمرأة سورية واحدة، ويعتقدن مع ذلك أنهن يعرفن أحسن منا».

ويرى سامي أن المقاتلين الأجانب في سوريا تحولوا إلى قوة احتلال. ويلوم إخوانه السوريين على فتح المجال لهم «لم يكن هؤلاء الأجانب قادرين على القدوم إلى هنا وفعل ما فعلوا بدون دعم من السوريين الذين يعرفون البلد» ويضيف «أكره هؤلاء السوريين أكثر من كراهيتي المقاتلين الأجانب، لماذا يساعدونهم على تدمير سوريا؟».

 

مفارقات

 

وهناك توتر بين السكان المحليين والمقاتلين الأجانب الذين يحصلون على رواتبهم بالدولار، فيما يتلقى السوريون رواتبهم حسب العملة المحلية.

وفي الوقت الذي يتلقى فيه المقاتلون العلاج في المستشفيات الميدانية الخاصة بهم يجبر السكان على الذهاب للعيادات المنهارة.

وهناك ملمح آخر من ملامح غضب السكان له علاقة بالتناقض بين أسلوب حياة المقاتلين الأجانب الذي يتناولون الغذاء الفاخر فيما تظهر صور السكان المحليين وهو يتسولون ويبحثون بين النفايات.

وترى صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير لها عن فشل تنظيم الدولة الإسلامية في إدارة المناطق الواقعة تحت سيطرته، من غياب الخدمات وانتشار الأوبئة بسبب فرار الأطباء والحرفيين. وفي التقرير الذي أعدته ليز سلاي أشارت فيه إلى انهيار الأوضاع المعيشية في المناطق التابعة للتنظيم مما يكشف عن مظاهر القصور لديه، خاصة أن التنظيم يكرس معظم وقته وجهده للمعارك وتطبيق قيود متشددة على السكان الذين يقعون تحت سيطرته.

وقالت إن هناك نقصا حادا في المواد الغذائية في المدن والبلدات التابعة «للخلافة» بشكل يناقض بيانات التنظيم الذي يقول إنه يقوم ببناء دولة ونموذج للحكم الإسلامي.

وتقدم أشرطة الفيديو والمواد الدعائية التي يوزعها التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن دولة فاعلة وحيوية صورة زائفة وواقعا مؤلما وطريقة غير منظمة وشاذة في إدارة الأمور. فلم يف التنظيم بوعوده بصك عملة خاصة للخلافة.

ويقول السكان إن المدارس لا تعمل بشكل جيد، وعدد الأطباء قليل فيما تنتشر الأمراض والأوبئة خاصة التهاب الكبد الوبائي. وفي مدينة الموصل، ثاني كبرى المدن العراقية لم يعد بإمكان السكان شرب الماء لنفاد مادة الكلور المستخدمة لتعقيمه. وأصبح الطحين الضروري لصناعة الخبز نادرا في الأسواق.

ويقول صحافي من الموصل «أصبحت المدينة شبه ميتة، وكأننا نعيش في سجن كبير». وفي مدينة الرقة التي تعتبر عاصمة الخلافة لا يتوفر الماء والكهرباء إلا لساعات قليلة وتتراكم النفايات أمام البيوت.

ويقول السكان إن الشوارع تزدحم بالباعة الذين يبيعون أي شيء تقع أيديهم عليه.

 

دعم أمريكي

 

وكشف التقرير عن مواصلة جمعيات الإغاثة الغربية دعمها وإن سرا للسكان في مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

ونقلت عن مسؤول أمريكي قوله إن الولايات المتحدة تدعم عيادات صحية وتوفر البطانيات والأغطية البلاستيكية والمواد التي يحتاجها السكان لمواجهة الشتاء البارد.

ولا يزال عمال الخدمة المدنية الذين يحافظون على ما تبقى من بنى تحتية يتلقون أجورهم من الحكومة السورية، حيث يسافرون كل شهر لأخذ رواتبهم من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. وبحسب المسؤول الأمريكي «فداعش لا يعرف كيف يدير المناطق»، و «عندما يحصل عطل يصاب التنظيم بحالة من القلق فليس لديه المهندسون والطاقم لإداة المدن ولهذا فالأمور تتداعى».

 

تراجع المعنويات

 

وتشير تقارير عن تراجع في المعنويات بين عدد من المقاتلين ممن بددت الغارات الجوية الأمريكية أمالهم بتحقيق نصر سريع وحاسم. وهو ما قاد التنظيم لتوزيع بيانات في الرقة تدعو المقاتلين الذين يتهربون من واجباتهم للذهاب إلى الجبهات، كما وشكل داعش قوة شرطة خاصة للبحث في البيوت عن المتهربين من الخدمة العسكرية. كل هذا لا يشي بثورة محتومة داخل التنظيم، فالخوف من العقوبات القاسية وغياب البديل يمنع المواطنين من رفع أصواتهم بالشكوى.

ولكن تدهور الأوضاع يؤثر على صورة التنظيم ومشروعه للخلافة. فقد أوقفت الغارات الجوية الأمريكية زخم التنظيم وأجبرته على التراجع في عدد من الجبهات من بلدة عين العرب/كوباني شمال سوريا إلى شمال العراق والمناطق الزراعية جنوبي بغداد. وفاقم هذا التراجع فشل التنظيم بتقديم الخدمات المهمة للمناطق التي لا يزال يحتفظ بها.

ويقول ناشط من دير الزور»لم يعد تنظيم الدولة الوحش الذي لا يقهر ويستطيع السيطرة على كل شيء ويهزم كل واحد»، وقال إن ما يقال عن تنظيمه وتماسكه ليس إلا صورة وهمية. وبحسب رجل أعمال سافر من الرقة إلى الموصل فإنه وجد الأخيرة في حالة أحسن من الرقة. نظرا لتعرض عاصمة «الخلافة» لضربات مستمرة من طيران النظام والتحالف الدولي.

وتقول الصحيفة إن فشل التنظيم في إدارة مناطق سوريا يلقي بظلال من الشك على قدراته. ويقول سوريون إن إدارة الدولة تتم عبر مجموعة من أمراء وقيادات ظل. ويتبعهم قادة الوسط من السوريين والمقاتلين الأجانب ممن يفتقدون في العادة للخبرات.

ويقول عامل إغاثة سوري «أصبح داعش كبيرا وغير قادر على حكم نفسه». ولا يقترح التنظيم تراجع قوة التنظيم العسكرية ولا المالية حيث تقدر ميزانيته الشهرية بحوالي 12 مليون دولار، حيث يواصل جمع الضريبة من السكان وفواتير الكهرباء والتلفون.

ويقول حسن حسن وهو محلل في معهد بأبوظبي «لو لم يدفع النظام الرواتب ويستمر بتزويد الاتصالات لم استمر داعش».

ويقوم التنظيم بأخذ المال من السكان على خدمات يقدمها النظام مما يعني إنه «ليس دولة قابلة للحياة».

 

قادة “شهداء اليرموك” سيسلمون أنفسهم..والمحاكمة تبدأ الليلة

مهند الحوراني

أكد رئيس “الهيئة القضائية الموحدة لكل من درعا والقنيطرة”، والمعروفة باسم “دار العدل في حوران”، الشيخ أسامة اليتيم، لـ”المدن”: امتثال قادة لواء شهداء اليرموك لأمر المحكمة، صباح الجمعة، مشيراً إلى أن المحاكمة ستبدأ ليل الجمعة. ويأتي ذلك بعدما رفض قادة شهداء اليرموك، الخميس، تسليم أنفسهم لدار العدل، بشكل قاطع.

 

وقال عضو مؤسسة يقين الإعلامية الناشط شعاع الحوراني، في حديث لـ”المدن”: “إن هناك ثقة مطلقة بأن محكمة دار العدل، ستنهي النزاع الحاصل سلمياً بما يرضي الله، وهذا ما يتمناه أهالي حوران”. وأشار الحوراني إلى أن الشارع في درعا، كان يعيش حالة ترقب في انتظار تدخل دار العدل لحل النزاع. وهذا ما حدث بالفعل، بعد أن أرسلت دار العدل، قوة تنفيذية، لفض الاشتباكات، ونجحت في ذلك في أول أيام الخلاف، بين جبهة النصرة ولواء شهداء اليرموك، الذي يُتهم مبايعته لتنظيم الدولة الإسلامية. وأكد الحوراني أن دار العدل تجنبت الوصول لأي حل للنزاع عن طريق التدخل العسكري، لأن “نتائجه ستكون سلبية للثورة، وإيجابية لنظام الأسد”.

 

وحول تأثير هذا النزاع على سير المعارك في حوران، قال الحوراني: “في حال استمرت نار الفتنة بين طرفي النزاع، سيؤثر ذلك سلبياً على سير المعارك في الجبهة الجنوبية، ما يجعلها تسير ببطء، لأن القوة الضاربة التي هزت نظام الأسد في الجنوب السوري، وجعلت المعارك والانتصارات في وتيرة متسارعة، كانت نتيجة للتعاون بين الفصائل الإسلامية والجيش الحر”.

 

ويأتي قرار تسليم قادة شهداء اليرموك للمحكمة، ليجنب حوران بحسب ناشطين، نار الاقتتال الداخلي، بعدما تواردت أنباء عن نية جبهة النصرة إخضاع قادة شهداء اليرموك للمحكمة بالقوة. هذا ويتهم موالو النصرة قادة لواء شهداء اليرموك، بالمماطلة وعدم تسليم أنفسهم لدار العدل، الأمر الذي أدى بحسب قولهم، إلى إراقة المزيد من الدماء البريئة بين المسلمين، وإطالة أمد النزاع.

 

الاتهامات حول بيعة لواء شهداء اليرموك لتنظيم الدولة الإسلامية، مازالت قائمة. يضاف إلى ذلك، عدم اشتراك شهداء اليرموك، منذ البداية، في تشكيل دار العدل، وعدم انتداب أي ممثل لها فيه، واكتفاء اللواء بمحكمة مستقلة تابعة له في الريف الغربي لدرعا.

 

مسؤول إعلامي يتبع لأحد الفصائل الإسلامية، قال لـ”المدن”: “قائد لواء شهداء اليرموك عدناني حوران، والمكنى بالخال، بايع تنظيم الدولة، ولكن البعض اعتبر الأمر وكأنه دمار وخراب لحوران. ولم يقتنع أحد بأن الخال طغی وتجبر وحاول زرع بذرة الدواعش في حوران، ليحرقها ويقضي علی انتصاراتها. بل راح البعض يتهم النصرة ودار العدل، بأن لهم غايات شخصية من موقفهم تجاه شهداء اليرموك”. وأضاف “علی القضاة في دار العدل تفعيل قانون بسجن وملاحقة كل من يثبت انتماؤه للدواعش، ومحاسبته. ولو كان الانتماء باللسان أو الترويج عبر الفيس بوك. وهذا القانون سيكون بمثابة حماية وصمام أمان لحوران كلها”.

 

وفي سياق متصل، خرجت مظاهرات بعد صلاة الجمعة، في قرى بالريف الشرقي لدرعا، طالب المشاركون فيها بانصياع أطراف النزاع لمقررات دار العدل في حوران، كونها الجهة الشرعية الوحيدة المخولة فض مثل هذه النزاعات.

 

ويأمل المتابعون للمشهد الميداني في درعا، أن يكون تسليم قادة شهداء اليرموك للمحكمة، قريباً، لكي تتجنب حوران نار الاقتتال، وتتفرغ بعد ذلك للمعارك التي أطلق أخرها، فجر الخميس، باسم “وأد الفتنة”. وذلك في محاولة من الفصائل المشاركة في ريف القنيطرة، للضغط على الفصائل المتنازعة، وعلى رأسها النصرة وشهداء اليرموك.

 

أسر الطيار الأردني: العين على معان.. ميزان حرارة الأردن

فادي الداهوك

لم توارب عمّان في موقعها من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. فأعلنت في وقت مبكر انخراطها بالعمليات العسكرية المباشرة ضد مواقع التنظيم في سوريا، من خلال مشاركتها في الغارات الجوية. وأول بيان صدر عن المملكة في هذا الخصوص، كان في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، أي الشهر الذي بدأت فيه عمليات التحالف في سوريا. لكن هل يمكن لحادثة الطيار الأردني، الذي وقع رهينة بيد تنظيم الدولة أن يغير شيئاً في موقف الأردن؟

 

العين الآن على مدينة معان، جنوبي الأردن. فالتيار السلفي المنضوي تحت الوجه البدوي لسكان المدينة، هو المسيطر الفعلي عليها، ودائماً ما كان يسبب المتاعب لدوائر القرار في العاصمة عمّان. حتى أن الباحث في مركز بيغن-السادات، للدراسات الاستراتيجيّة في جامعة بار إيلان الاسرائيلية، مردخاي كيدار وصفها مرة بأنها “ميزان حرارة” الأردن.

 

في حزيران/يونيو الماضي، خرجت مسيرة مؤيدة للدولة الإسلامية، في معان. ورفع المشاركون فيها راية التنظيم ولافتات صريحة، جاء في إحداها “نبارك للأمة الإسلامية بالفتوحات العمرية التي منّ الله على الدولة الإسلامية في العراق والشام”، ورافقها مظاهر مسلحة.

 

مؤيدو الدولة الإسلامية، لا يخشون غضب السلطات الأردنية، فالعلاقة بين الاثنين مضطربة أصلاً، إذ إن الحكومة والمسؤولين لا يحترمون وجهاء المدينة، ما جعل السكان مهمّشين، وبالتالي مع إعلان التنظيم، للدولة الإسلامية في العراق والشام، وجدوا موطىء قدم لذواتهم وشخصياتهم المهمّشة في المملكة.

 

بعد أسر الطيار معاذ الكساسبة، قد يختلف وضع معان. فالأقدار ساقتها إلى تعزيز موقعها، والحادثة ستفرض على المسؤولين احترام القاطنين في معان، لاسيما وأن وجوهاً بارزة من أهلها على صلة قوية بالسلفيين الجهاديين حول العالم. وهنا لا بد من ذكر زعيم التيار السلفي الجهادي في المدينة أبو محمد المقدسي، واسمه الحقيقي عصام البرقاوي، وهو عرّاب أبو مصعب الزرقاوي، الذي تحوّل التنظيم الذي أسسه في عام 2004 إلى “الدولة الإسلامية في العراق والشام” آنذاك، وإلى “الدولة الإسلامية” حالياً.

 

من المستبعد أن يقدم التنظيم على ذبح الطيار الأردني، فالكساسبة صيد ثمين، في مقابل ما تحتفظ به المملكة من صيد ثمين، قديم، في سجونها. ومنذ الإعلان عن أسر الكساسبة، ازداد تداول الأسماء التي من الممكن أن يطالب التنظيم بها مقابل الإفراج عن الطيار؛ وهذا يعني أن التفاوض قد يحدث في معان.

 

أولى إشارات اتجاه الوضع نحو التفاوض، جاءت من تصريحات لشخصية بارزة في أوساط الجهاديين، محمد الشلبي، المكنى “أبو سياف”، إذ يحاول الآن تعزيز موقع مدينته معان مستغلاً حادثة أسر الطيار، من خلال رمي طرف خيط للحكومة الأردنية ليدخل على خط الوساطة مع التنظيم.

 

الشلبي أرسل إلى وسائل إعلام، الخميس، رسالة قدّم فيها مقترحات جدية لاستعادة الطيار، من بينها دعوة صريحة لإجراء عملية تبادل مع التنظيم، تفرج فيها الحكومة الأردنية عن زياد الكربولي، أحد أعضاء تنظيم القاعدة، المحكوم بالإعدام بتهمة محاولة تفجير شاحنات أردنية تسافر إلى العراق، وساجدة الريشاوي، التي تواجه نفس حكم الكربولي، لاتهامها بالتخطيط لتفجيرات فنادق عمّان في نوفمبر/تشرين الثاني 2005، والتي استهدفت ثلاثة فنادق حينها، هي الراديسون ساس، وحياة عمان، ودايز إن. وراح ضحية التفجيرات أكثر من 57 قتيلاً من بينهم المخرج السوري العالمي، مصطفى العقاد وابنته ريما.

 

ظهر من رسالة الشلبي أنه على تواصل مباشر مع التنظيم، فهو طمأن الحكومة، ورمى معلومة بشكل علني، مفادها أن لا خطر على حياة الطيار، من خلال قوله في الرسالة، إنه سيكون “أسير حرب، وسيتم التعامل معه حسب التعاليم الإسلامية، وله حقوق كأسير”. وغمز إلى أن تنظيم الدولة، بإمكانه تعقيد المسألة وفرض شروط تعجيزية على السلطات الأردنية، إن حاولت المماطلة، كأن يُطلب انسحاب المملكة من التحالف الدولي. والإشارة إلى ذلك صريحة في رسالته، إذ قال “وقّع جمع كبير من العلماء، بالإضافة إلى المفكرين ودكاترة الجامعات، مناصحة ذكروا فيها تحذيرهم ومعارضتهم دخول هذا التحالف، وأن لا ناقة لنا فيها ولا بعير، إلا أن أصحاب القرار أصروا بحجة أنهم يعلمون ما لا نعلم”.

 

السلطات الأردنية أمام خيارات كلّها مرة. والتنظيم لن ينتظر طويلاً إذا ما وجد استهتاراً لدى المسؤولين الأردنيين بحياة الطيار، وهذا يعني احتمال حدوث اقتتال عشائري في المملكة، يضع تنظيم الدولة أمام مسؤولية الدفاع عن معان، موطن عدد كبير من أنصار “الخلافة”، الذين يقبع العديد منهم في سجون المملكة، ويتعرضون إلى حملات دهم كبيرة ومستمرة. لكن عمّ الطيار نقل عن العاهل الأردني عبد الله الثاني، تطمينه للعائلة خلال لقائه بهم، السبت الماضي، بحضور مسؤولين أردنيين، وقادة في التحالف الدولي. وتبدو هذه إشارة حول توجه المملكة إلى خيار التفاوض.

 

من المبكّر الحديث عمّا يمكن أن تصل إليه العملية التفاوضية، إلا أن مدينة معان، ستتغير من الآن فصاعداً.

 

سوريا: “طابع الشهيد” يخدم الجهد الحربي للنظام

جهاد اليازجي

ستفرض الحكومة السورية مطلع العام المقبل، رسم طابع جديدا يسمى “طابع الشهيد”، ستذهب عائداته الى عائلات الجنود القتلى وغيرهم من أفراد المليشيات المقاتلة الى جانب النظام. صدر المرسوم الذي سن هذا الرسم في ايلول الماضي، الا ان لائحة الوثائق التي يستوفى عنها الرسم نشرت الاسبوع الماضي.

ستكون قيمة الرسم 25 ليرة سورية، اي حوالي 0.10 دولار، وسيتم تحصيله من قرابة 60 نوعا من الوثائق والمعاملات المختلفة بما في ذلك فواتير الهاتف المحمول/ الخلوي والثابت، عقود الايجار، الاشتراك في المناقصات العامة، القروض التي تمنحها المصارف، تسجيل الشركات التجارية، التقارير الطبية… وغيرها. أما المبالغ المحصلة من هذا الرسم فسيتم ايداعها في صندوق خاص اسس لهذه الغاية. ولا تقدم الدولة اية تقديرات حول كمية الاموال المتوقع جمعها من هذه الضريبة، ولكن استنادا الى عدد المعاملات التي ستخضع لها، فإنها على ما يبدو ستكون كبيرة.

على الرغم من أن المبالغ التي ستحصّل من رسم الطابع هذا لن تستخدم في تمويل مشتريات الاسلحة أو لدفع رواتب الجنود، فإنه بالامكان النظر اليه كجزء من مجهود النظام الحربي، باعتباره تعويضا لعائلات الجنود الذين غالبا ما يكونون معيليها.

ويعتقد أن عشرات الآلاف من الرجال قد قتلوا وهم يقاتلون في سبيل النظام، سواء كانوا من جنود الجيش النظامي او من أفراد مليشياته العديدة، كقوات الدفاع الوطني. وتعتبر الحكومة جميع هؤلاء شهداء يتوجب دفع تعويضات لعائلاتهم.

وفي حين يكون من الصعوبة بمكان تقدير تأثير مجهود الحكومة الحربي على الاقتصاد السوري، فانه من الواضح أنه ضار جدا، حيث يبدد بشكل ما كميةّ كبيرة من الاموال، بدلا من انفاقها في تمويل المشاريع الاستثمارية الحكومية او لتغطية نفقات الحكومة الجارية، إذ قامت الحكومة عمليا، منذ نهاية 2011، بتجميد كل المشاريع الاستثمارية تقريبا، وتخفيض النفقات الجارية بشكل دراماتيكي.

 

 

إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الحكومة السورية تعتبر المستثمر والمنفق الرئيسيين في الاقتصاد السوري، فان تخفيض نفقاتها له تأثير كبير جدا على الاقتصاد ككل.

ومن ناحية اخرى، فإن فرض “رسم الشهيد”، الآن، وبعد ثلاث سنوات من بداية الثورة، يعتبر ردا “سياسياً” على تزايد القلق بين أنصار النظام، الذين يرون ازدياد عدد الرجال الذين يقتلون كل يوم، ويدركون أكثر فأكثر أن الحرب لن تنتهي في وقت قريب.

علاوة على ذلك، وبما أن هذا الرسم سيطبق على المعاملات التجارية الرئيسية، فإنه سيحصَّل، في الواقع، من كل شرائح السكان، وبينهم المعارضون للنظام. وبكلمة أخرى، ستبدأ عائلات مقاتلي المعارضة بدفع ضريبة تدعم عائلات مقاتلين للنظام.

وبالنتيجة، يظهر رسم الطابع أن الغرض من فرض الضرائب ليس ماليا فحسب، بل أداة للإكراه السياسي ايضا.

 

اسقاط الطائرة الأردنية.. انتصار إعلامي للتنظيم

جلال زين الدين

سقوط إحدى مقاتلات التحالف الدولي، وأسر طيارها الأردني، حقق لتنظيم الدولة الإسلامية مكسباً نوعياً على المستويين الإعلامي والعسكري، وإحراجاً للدول العربية المشاركة بالتحالف وخاصة الأردن.

 

استثمر التنظيم الحدث إعلامياً، وساعدته وسائل الإعلام في مسعاه، فظهر لمناصريه كقوة ضاربة قادرة على إسقاط أحدث الطائرات، والتصدي لـ”العدوان”. التنظيم أعطى إسقاط الطائرة بعداً دينياً، يقول أبو هاجر الأنصاري: “لا يمر أسبوع إلا ويكرمنا الله بإسقاط طائرة للنظام النصيري، أو طائرة استطلاع. واليوم طائرة للتحالف الصليبي”. يتابع أبو هاجر: “الصاروخ الحراري ليس إلا سبباً سخره الله، فالله هو من أسقطها ليوهن كيد الكافرين”، مستشهداً بالآية: “وما رميت إذ رميت ولكنّ الله رمى، وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم، ذلكم وأنّ الله موهن كيد الكافرين”. وما لا شك فيه أن سقوط الطائرة أعطى دفعاً معنوياً لمقاتلي التنظيم، وزاد من ثباتهم.

 

يُجمع المراقبون العسكريون، على أنّ الحادثة لن تؤثر في سير العمليات العسكرية، بل قد تزيد من كثافة الطلعات الجوية ضد التنظيم. وسقوط طائرة واحدة بعد أكثر من 1200 طلعة جوية على مدى شهور أمر متوقع عسكرياً. ورغم تأكيد التنظيم أنّ الطائرة سقطت بصاروخ حراري، تنفي الولايات المتحدة ذلك. يقول الضابط السابق في الدفاع الجوي السوري، أبو محمد: “قد تكون الطيارة سقطت بسبب عدم خبرة الطيار الأردني الشاب 26 سنة، ويبدو أنه كان يحلق على ارتفاع منخفض وهناك احتمال إصابتها بخلل فني، ولا سيما أن الطيار بقي على قيد الحياة، إضافة أن قطع الطائرة التي ظهرت على الأرض تُرجح احتمالية الخلل الفني”.

 

وعن عدم قدرة التنظيم على اسقاط طائرات النظام في الفترة الأخيرة، يتابع أبو محمد: “النظام يعتمد على القصف العشوائي، فهو يقصف من ارتفاعات عالية جداً، والدقة لا تهمه”. يستبعد أبو محمد، أية مصداقية عسكرية للرواية التي تتحدث عن دور ما للنظام السوري في اسقاط الطائرة، بغرض ارباك المشهد: “منظومة الصواريخ السورية، بوك، المضادة للطيران لا يصل مداها إلى مدينة الرقة، البعيدة عن أقرب قاعدة صواريخ سورية. ومن المستحيل تعاون النظام مع التنظيم في هذا المجال”.

 

الحادثة وضعت الحكومة الأردنية في موقف حرج، لا تُحسد عليه، فالطائرة لم تسقط عند الحدود السورية المحاذية للأردن، بل في أقصى الشمال السوري، في مدينة قتل فيها 50 مدنياً بغارات طيران النظام، قبل يوم واحد من اسقاط الطائرة. وبدأت المخابرات الأردنية فتح قنوات لفك أسر الطيار، فهي مضطرة للتفاوض مع “الإرهابيين” البارعين في هذه المسائل. ومن المؤكد أنّ التنظيم سيستخدم أقصى وسائل الضغط، مستغلاً “المظلومية” التي يتعرض لها أهل السنة. يقول المحامي حسن: “سيحاول التنظيم إظهار الحكومة الأردنية ومثيلاتها المشاركة بالتحالف، كشريكة في العدوان على المسلمين، وسفك دمائهم، ما يشكل عامل ضغط نفسي على المقاتلين العرب في التحالف”. ولا سيما أنّ طائرات التحالف تتجاهل نظام الأسد.

 

يبقى قرار إعدام الطيار، الخيار الأقسى على الحكومة الأردنية، ولا سيما إذا تمّ بالطريقة التي أُعدم بها الصحافيون الأميركيون. فالتنظيم ينظر للطيار على أنه كافر مرتد، وإن صلى أو صام. يقول المقاتل في تنظيم الدولة أبو الحارث: “ستتخذ الدولة الإسلامية ما تراه مناسباً، رغم أنّني أفضل ذبحه على الملأ، عند دوار النعيم، حتى يكون عبرة لكل المرتدين الذين باعوا دينهم من أجل إرضاء أميركا”. وعقلية التنظيم تجعل هذا الاحتمال سهلاً، فقد ذبح ضباطاً كباراً في الجيش السوري، ورفض التفاوض عليهم.

 

ويبقى خيار مبادلة التنظيم، للطيار بأسرى موجودين في الأردن، أو غيرها من دول التحالف، أمراً سهلاً للحكومة الأردنية، لأنه سيحفظ ماء وجه الحكومة. يقول المحامي حسن: “لا يمكن للتنظيم أن يبادل الطيار بأسرى عاديين، فالتنظيم سوف يبتز التحالف لأبعد مدى، فهو من يتحكم بعملية التفاوض، لأنه لا يملك شيئاً يخسره”. وهنا لا تستبعد مشاركة استخبارات دول التحالف، في عملية المبادلة.

 

من جهة أخرى، يخشى السوريون، تغير المزاج الشعبي الأردني تجاه النازحين في المملكة، ولا سيما القاطنين خارج المخيمات. الشعب الأردني وقف مع السوريين منذ بداية الثورة، كما يقول المقيم السوري في الأردن أبو خليل: “نأمل ألا يُحمّل الأردنيون السوريين أخطاء تنظيم الدولة وحكومتهم، فالسوريون ضحايا للتنظيم بقدر ما هم ضحايا للأسد”. وهذا ما يفسر عدم مبالاة السوريين عموماً بالحداثة، واعتقادهم بأنهم ليسوا طرفاً في هذا الموقف، باعتبار التنظيم لا يمثل الثورة السورية أو الشعب السوري. فالتنظيم عابر للوطنيات والقوميات والحدود، وهناك الكثير من الأردنيين في صفوفه.

 

في حين، أن قسماً من السوريين، تضايق من قصف طيران دولة عربية، للرقة، خدمة للمصالح الغربية. يقول الطبيب عمر، من ريف حلب الشرقي: “تجاهلت الحكومات العربية استغاثات السوريين، وأرسلت طياريها لا لوقف القتل بحق السوريين، بل لمساعدة أميركا في الحرب على تنظيم الدولة”.

 

أسر الطيار الأردني وإسقاط الطائرة لن يغير في استراتيجية التحالف، كما لن يغير موازين الصراع، وسيبقى أثره محصوراً في إطار الحرب النفسية لا غير.

 

غارات عنيفة بدمشق وريفها واستهداف فريق الجزيرة بحلب  

يواصل النظام قصفه الجوي على حيي مخيم اليرموك وجوبر في دمشق، بينما يخوض الثوار معارك في العاصمة وريفها، كما تمكنوا من التقدم في حلب التي أصيب فيها مراسل الجزيرة عمرو حلبي باستهداف مباشر لفريق القناة، مع تواصل المعارك بين تنظيم الدولة الإسلامية وكل من قوات النظام ومقاتلين أكراد وسط قصف جوي من التحالف.

 

وفي العاصمة دمشق، دارت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في مخيم اليرموك، كما تصدى ثوار حي جوبر لمحاولة جديدة من قوات النظام للتسلل، بينما شنت طائرات النظام غارات على الحيين مما أدى لسقوط عدد من الجرحى وحدوث دمار كبير، وفقا لشبكة شام.

 

ويعتبر مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري، ويبعد عن مركز دمشق نحو عشرة كيلومترات، وهو محاصر منذ 17 يوليو/تموز 2011 بإغلاق النظام جميع مداخله بسبب سيطرة فصائل المعارضة عليه، حيث يمنع النظام دخول المواد الغذائية والطبية إليه.

 

في الأثناء، شهد الريف الدمشقي اشتباكات متقطعة في كل من بلدة زبدين ومدينة الزبداني ومدينة داريا، في حين استمرت الاشتباكات بين الثوار وعناصر حزب الله اللبناني على القلمون.

 

وشن طيران النظام غارات جوية استهدفت بلدات عدة بريف دمشق، منها الزبداني وسقبا وحمورية وزبدين وبالا وعربين وزملكا، مما أدى لسقوط عشرات الضحايا معظمهم من الأطفال، كما سقطت براميل متفجرة على مخيم خان الشيح وأحياء الزبداني وداريا.

 

جبهات عدة

وفي حلب، قال مراسل الجزيرة عمرو حلبي إن أحد الصواريخ استهدف فجر اليوم منزله وتسبب في إصابته بيده وتدمير أجزاء من المنزل الذي يقطنه مع الفريق المرافق له، بينما أصيب عدد من الأشخاص بالقصف من قبل قوات النظام وتهدم عدد كبير من المنازل.

 

وتمكن الثوار من السيطرة بشكل كامل على منطقة معامل حندرات وقتلوا عددا من جنود النظام، واستهدفوا معاقلهم في حي العامرية بقذائف محلية الصنع.

 

وقال ناشطون إن البراميل المتفجرة قتلت أمس في مدينة الباب شرق حلب أربعة أشخاص، كما سقطت براميل أخرى في بلدة الضمان ومدينة عندان ومنطقة الملاح وحندرات وأحياء حلب القديمة، فضلا عن غارات على بلدات العريمة وباشكوي وحريتان.

 

أما حماة فشهدت معارك بمدينة السقيلبية، بينما أصاب القصف مناطق كثيرة منها كفرزيتا والصياد ولطمين والحويجة وقصر بن وردان، وكذلك الحال في إدلب التي شهدت قصفا بمناطق عدة وعلى رأسها خان شيخون وسراقب وحيش والتمانعة والفطيرة ومحيط مطار أبو الظهور العسكري.

 

وفي درعا، أصاب القصف بالبراميل المتفجرة مدن بصرى الشام ونوى وعقربا وكفرناسج، وسقط على الأقل خمسة قتلى وعدد من الجرحى في مدينة نوى، في حين تعرضت أحياء درعا البلد وطريق السد ومدن طفس وداعل والحراك وبلدات إبطع والكرك لقصف مدفعي.

 

تنظيم الدولة

على صعيد آخر، قال ناشطون إن تنظيم الدولة تمكن من صد محاولة قوات الأسد للتقدم نحو قرية الشنداخيات بحمص، بينما دارت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في بلدة الهلالية، مع استمرار القصف على حي الوعر وتلبيسة.

 

كما يخوض تنظيم الدولة معارك في محيط مطار دير الزور العسكري وحي الصناعة، مع قصف من طرف النظام، بينما يواصل التنظيم قتاله مع وحدات حماية الشعب الكردية في الريف الجنوبي لرأس العين.

 

من جهتها، قالت قوات التحالف إن طائراتها نفذت 39 غارة جوية على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية خلال اليومين السابقين، 19 منها في سوريا، والبقية في العراق.

 

وتركزت 17 غارة على منطقة قريبة من مدينة عين العرب (كوباني)، حيث دمرت عددا من المباني ومنطقة عمليات وعدة مواقع قتالية، كما أحدثت غارتان جويتان قرب الحسكة وغارة قرب الرقة أضرارا وأسقطت ضحايا.

 

حشر النظام بجيب ضيق في ريف إدلب  

محمد الناعوري-ريف حماة

بعد تحرير معسكري وادي الضيف والحامدية أصبح ريف إدلب الجنوبي في شمالي سوريا محررا بالكامل وتوقفت محاولات الجيش لاقتحام مدينة خان شيخون لفك الحصار عن المعسكرين، ومع هذا التطور النوعي بدأت المعارضة المسلحة في ريفي إدلب وحماة بالحشد لمعركة كسر عظم حتمية في ريف حماة الشمالي ثم مدينة حماة.

 

ونتيجة لذلك تحول الجيش النظامي في ريف حماة وبالأخص في بلدة مورك من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع بعد سقوط وادي الضيف والحامدية، اللذين كانا الهدف وراء هجومه على ريف حماة في المقام الأول.

 

وأصبحت قوات النظام تقاتل فقط للحفاظ على مواقعها ومنع المعارضة -التي أصبحت لها الأفضلية في معركة محمية الظهر من ثوار ريف إدلب- من التقدم على جبهات ريف حماة وبالمقابل أصبح تقدم النظام إلى ريف إدلب دون فائدة.

 

فبعد تحرير وادي الضيف بيومين قامت كتائب المعارضة في ريف حماة بتحرير قرية تل ملح الإستراتيجية وهاجمت قوات النظام في منطقة الجبين كما شنت هجوما صاروخيا على القوات المتمركزة في النقطة السادسة في مورك.

 

حواجز ضخمة

ويؤكد القائد الميداني أبو محمد الحسني -في لواء سور العاصي- أن تحرير وادي الضيف والحامدية وما يحيط بهما من حواجز ضخمة يعطي الأفضلية للثوار في معارك ريف حماة، مشيرا إلى أن الثوار يجمعون كل قوتهم التي كانت متفرقة لحصار المعسكرين ومهاجمة قوات النظام في ريف حماة الشمالي بعد أن أصبحت في موقع الدفاع، حسب قوله.

 

ويضيف في حديث للجزيرة نت قائلا “تقدر القوات التي كانت تتمركز في المعسكرين بما يقارب الألف عنصر لقوات الأسد وأكثر من خمسين مجنزرة -من بينها مدافع ثقيلة تتمركز في أربعين نقطة عسكرية- أي ما يعني جيشا مصغرا كانت تقصف حوالي ثلاثين قرية”.

 

ويتوقع أبو محمد أن تشهد المرحلة المقبلة تطورا كبيرا في العمل المشترك بين ثوار ريف إدلب وحماة على جبهات حماة بعد هذا الإنجاز.

 

تأثير معنوي

ومنذ ثلاثة أعوام تدور المعارك حول وادي الضيف والحامدية سقط فيها ما يقارب ألف قتيل من ثوار حماة الذين شاركوا ثوار إدلب في معاركهم فقد كانت جبهة وادي الضيف تشكل استنزافا كبيرا لثوار المنطقة حيث كان المعسكر يشكل ما يسميه النظام “أسطورة الصمود” فكان وجوده يشكل إحباطا للسكان وثوار المنطقة.

 

ولذلك شكل سقوط وادي الضيف دفعة معنوية كبيرة للناس في عموم المنطقة وللفصائل العسكرية المختلفة حسب أبو واصل، قائد سرية مقاتلة في ريف حماة.

 

ويضيف للجزيرة نت “لقد شعرنا بارتياح بعد تحرير معسكري وادي الضيف والحامدية لأننا انتهينا من استنزاف عسكري ضخم، كان يكشف ظهرنا في معارك ريف حماة ويدفع النظام للتقدم والمقاومة بشراسة، بعد سيطرتنا على كل منطقة في ريف حماة”.

 

وتابع “بسقوط المعسكرين ارتفعت معنويات المقاتلين واليوم يتجهزون جميعا للمعارك القادمة التي يأملون أن تكون بداية نصر كبير في ريف حماة بعد تحسن الظروف”.

 

الأكراد يستعيدون 60% من كوباني.. وداعش يلجأ للأنفاق

بيروت – فرانس برس

 

استعاد مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية خلال الأيام الأخيرة أجزاء واسعة من مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا من تنظيم “داعش”، مدعومين بغارات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

 

وبدأ التنظيم المتطرف في 16 سبتمبر الماضي هجوما واسعا على عين العرب، وتمكن خلال أسابيع من الاستيلاء على أكثر من نصف المدينة. إلا أن تقدمه توقّف في بداية شهر نوفمبر الماضي تقريبا، ثم استعاد المقاتلون الأكراد زمام المبادرة، مدعومين من مقاتلين أكراد عراقيين وآخرين سوريين من فصائل الجيش الحر دخلوا المدينة عبر الحدود التركية، ومن طائرات التحالف الدولي التي لم توقف غاراتها منذ ذلك الحين على مواقع “داعش” في عين العرب ومحيطها وغيرها من مناطق سيطرة التنظيم في سوريا والعراق.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لوكالة “فرانس برس” اليوم السبت، إن “أكثر من 60% من المدينة بات الآن تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، علما أن تنظيم الدولة الاسلامية انسحب من مناطق إضافية لم يدخلها الأكراد بعد خوفاً من المفخخات”.

 

ومن جهته، أوضح الصحافي الكردي مصطفى عبدي الذي يتابع الوضع في المدينة عن قرب أن “تقدم الوحدات حصل على كامل خط الاشتباك في اتجاه الشرق”، مشيراً إلى أن ذلك تم تدريجياً خلال الأسبوع الماضي.

 

وانسحب تنظيم “داعش” مما كان يعرف سابقاً بـ”المربع الأمني” لوحدات حماية الشعب والحكومة الكردية المحلية والواقع شمال شرق المدينة، بينما بات الحي الجنوبي بكامله والمركز الثقافي وتجمع المدارس في المنطقة الشرقية تحت سيطرة الأكراد.

 

وقبل يومين، تمكن مقاتلو الوحدات من الوصول إلى مبنى البلدية في وسط المدينة الذي دمّر بشكل شبه كامل بسبب المعارك، بحسب ما ذكر عبدي.

 

وأكد مدير إذاعة “آرتا إف. إم” الكردية الموجود في منطقة تركية حدودية مع عين العرب أن تقدم مقاتلي الوحدات “تم في جزء كبير منه بفضل الغارات الجوية التي يشنها التحالف”، مشيرا إلى أن “17 غارة من غارات التحالف الـ31 المعلن عنها خلال الساعات الـ48 الماضية، استهدفت مدينة كوباني” ومواقع تنظيم “داعش” فيها.

 

وذكر عبدي أن التنظيم “بات يعتمد في تحركاته على الأنفاق المحفورة تحت الأرض لتجنب الغارات، وهو السلاح الذي لجأ إليه بعد أن فشل أسلوب السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة”.

 

وفجر عشرات الانتحاريين من تنظيم “داعش” أنفسهم في مدينة عين العرب، في محاولة للسيطرة على ما تبقى منها، لكنهم فشلوا في احتلالها بكاملها. وسقط في معارك عين العرب مئات القتلى من الطرفين.

 

وأشار عبدي إلى أن تنظيم “داعش” بات يتحصن حاليا خصوصا في حيي كاني (شرقا) قرب الحدود التركية، ومقتلة (جنوب شرق المدينة).

 

ومن جهته، قال عبدالرحمن إن التنظيم “يلجأ بانتظام إلى تبديل مقاتليه في عين العرب حرصاً على رفع معنوياتهم في ظل التراجع الحاصل على الأرض”.

 

البحرة من القاهرة: لا جديد بشأن حل الصراع في سوريا

دبي – قناة العربية

 

التقى رئيس الائتلاف السوري المعارض، هادي البحرة، في العاصمة المصرية القاهرة عدداً من المسؤولين المصريين ومسؤولين في الجامعة العربية في إطار مساعي الوصول إلى حل للأزمة السورية.

 

وأكد البحرة، عقب مباحثاته مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أن الائتلاف السوري وبقية أطراف المعارضة يدرسون الآن وثيقة جنيف وبعض المقترحات الأخرى، موضحاً أن الائتلاف لم يتلق حتى الآن دعوة رسمية بشأن مبادرات الحوار المطروحة.

 

وكانت مصادر دبلوماسية في القاهرة قد تحدثت عن وجود أفكار للحل، لكنها لم تتبلور بعد في صورة مبادرة روجت لها وسائل الإعلام قبل أيام، رغم أن مصر لم تكشف رسمياً عن أي معلومات تتعلق بتحركاتها حول الموضوع.

 

وستتم مناقشة الأفكار المطروحة، والتي من المفترض أن تتحول إلى مبادرة للحل في القاهرة، بحسب مصادر في الائتلاف بين أطراف من المعارضة والنظام السوري من دون تحديد الشخصيات أو الاتفاق عليها.

 

وتقول التسريبات إن المناقشات ستدور حول تشكيل مجلس عسكري من 15 شخصية لإعادة بناء الجيش وتشكيل مجلس من 100 شخصية من مختلف التوجهات لإدارة المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة تكنوقراط ووقف العمل بالدستور الحالي.

 

أما عن النقطة الخلافية الأبرز “مصير الأسد”، تفيد المصادر في القاهرة أن الجهات الراعية لهذه المفاوضات تفضل أن يتم بحث هذه النقطة في حوار وطني بين الأطراف السورية. من جهتها عرضت مصر على روسيا أن تعقد المفاوضات المقبلة بين النظام والمعارضة في القاهرة بدلاً من موسكو، ما لم تنفها أو تؤكدها أي مصادر رسمية مصرية حتى الآن، حسب ما أفادت أنباء.

 

دمشق مستعدة للقاء يضم المعارضة بموسكو

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت الخارجية السورية، السبت، استعدادها للمشاركة في لقاء تمهيدي تشاوري، يضم المعارضة، تعمل موسكو على تنظيمه.

 

وقال مصدر مسؤول في الوزارة لوكالة الأنباء السورية “سانا” إنها “مستعدة للمشاركة في اللقاء، حرصاً على تلبية تطلعات السوريين لإيجاد مخرج للأزمة”.

 

وأضافت الوكالة نقلاً عن المصدر أنه “في ضوء المشاورات الجارية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية روسيا الاتحادية حول عقد لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم، دون أي تدخل خارجي، تؤكد الجمهورية العربية السورية استعدادها للمشاركة في هذا اللقاء”.

 

وتابعت أن ذلك يأتي “انطلاقاً من حرصها على تلبية تطلعات السوريين لإيجاد مخرج لهذه الأزمة مع تأكيدها على استمرارها بمكافحة الإرهاب أينما كان وفي أي بقعة على التراب السوري توازياً مع تحقيق المصالحات المحلية التي أكدت نجاعتها في أكثر من منطقة”.

 

وقال المصدر إن دمشق “تؤكد أنها كانت ومازالت على استعداد للحوار مع من يؤمن بوحدة سوريا أرضاً وشعباً وبسيادتها وقرارها المستقل بما يخدم إرادة الشعب السوري، ويلبي تطلعاته في تحقيق الأمن والاستقرار وحقناً لدماء السوريين كافة”.

 

وكانت موسكو قالت في الخامس والعشرين من ديسمبر الجاري إنها تعتزم استضافة اجتماع للمعارضة السورية أواخر يناير المقبل، قد تتبعه مفاوضات تضم معارضين سوريين وممثلين عن النظام السوري، حسبما أعلن المتحدث باسم الخارجية الروسية.

 

وقال ألكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحفي: “نتوقع عقد اللقاء في موسكو حوالى 20 يناير”.

 

وأضاف أن اللقاء سيكون “غير رسمي” بين مسؤولين من “المعارضة (السورية) الداخلية والخارجية”، موضحاً أنهم سيكونون “قادرين على خلق أفكار” تسمح بالتوصل إلى تسوية للنزاع السوري، بحسب المتحدث الذي لم يوضح أسماء المشاركين.

 

وفي وقت سابق، كشف نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف أن موسكو تسعى لتنظيم اجتماع بين الحكومة السورية وأطياف من المعارضة، في مفاوضات “جدية ومن دون شروط مسبقة”.

 

يذكر أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتهم في فبراير الماضي نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعرقلة مفاوضات السلام في جنيف، بعد فشل الجولة الثانية من “جنيف 2” بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة.

 

واعتبر كيري أن مفاوضات جنيف قد “علقت”، داعيا داعمي دمشق إلى الضغط على النظام السوري ليضع حدا “لتعنته في المفاوضات ولأساليبه الوحشية على الأرض”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى