صفحات سوريةعزيز تبسي

هل نادونا:حيوانات أم يا حمير!! ليست عروق ذهب…

                      عزيز تبسي

ليست عروق ذهب مطمورة في حماية المنجم الجيولوجي،وفي فجوات تضاريسه التي أنتجتها الطبيعة على مهل،في زمن مفتوح على حوائجه،ولم ينضبط بعد بأوراق التقويم،وهي مناسبة لنقدها،لكونها تأخرت في إنتاج فضاء مرح للبلابل وأشجار بأغصان قوية تحمل أعشاش تعبهم،وتكافئ على ذلك بالتغريد الطويل المثابر.

كل شئ ظاهر فوق التراب،لكن ليس كل ظاهر بيّن للحجا، سيستغل الناس اللغة التي لا يجمعهم بطغاتهم سواها،للتنبيه من العبث بالعامة،وتكسيرهم كحبات جوز صلبة إلى أغلبية مهشمة وأقليات أكثر تهشيماً،في إشارة رائقة أن الأغلبية هنا تصير بعد مائة ذراع أقلية،وهذا يعني أن الأقلية تغدو بعد مائة ذراع أغلبية،وهي من الحيل التاريخية للتكوين الإجتماعي في المشرق العربي تغلب بها على المستشرقين وعلماء الإناسة.وعن عدم جدوى إنتهاك المتون التاريخية،وإستدعاء رجالاتها،لخوض الحرب بين الحرية والعبودية.وتكون مناسبة كذلك لتبرئة علي بن أبي طالب وأسباطه من العلاقة بفاشيات القرن العشرين والقرن الذي يليه،كذلك هي مناسبة لكف سيف الحجاج بن يوسف الثقفي وزياد ابن أبيه عن أعناق أحرار القرن الحادي والعشرين.

لكن لا يمكن إيقاف الكلام عن علم الأولين اليقيني بالسلاح الكيماوي،والقنابل الفراغية،وتعقب الصواريخ الذكية لرغيف الخبز وبطانيات الصوف والبالونات الملونة والأغاني التي إعتاد غنائها الأطفال وهم في الأراجيح،أو هم يصنعون قطاراً من تلاصق أجسادهم في البرد،وعن الكيفيات التي تنتزع بها فرق الموت الآباء ولا تعيدهم رغم الرجاءات الحارة،إلا متفحمين وترميهم لضيق وقتها فوق أكوام الزبالة،أو على الطرقات العامة،لتكون درساً للعابرين.

ولا يمكن فهم الضرورات التي تسرد واقعة القشة التي قصمت ظهر البعير،ولاعن أهمية البعير والقشة في إنتفاضة شعبية والبرهان على ذلك بالعلوم الفيزيائية،وعدم جماهيرية أمراض الزهايمر والشذوذ الجنسي والسعال الديكي،وتصنيف مطالبة الشعب بالحرية والعدالة بسجلات الأمراض غير الشرعية….وعن المجموعات المسلحة التي تبدأ بذكر خلافتها لله في الأرض ثم تتحول هي ذاتها إلى آلهة صغيرة،تعمل بدأب عمال”القبالة”دون أن ترتح في اليوم السابع.

وضرورة الإصغاء للصوت الفاشي الراعد،بعد قطع الماء والكهرباء والطحين والهواتف…:أنتم السبب في هذا كله،إرحموا أنفسكم!!

ولذلك الصوت التي يلاحقنا في الحافلات الصغيرة:حذاري،لا أنت ولا أنا،ولا هؤلاء،مشيراً من النافذة للسابلة المسرنمين في الشوارع،من يسقط النظام،الله هو من يفعل ذلك.لكن من الضرورة إسماعه بعض الكلام المفيد من مثل،عدم جدوى إحضار الأدوية الإمبريالية لمعالجة أمراض الشعوب المضطهدة،لسبب بسيط أن تلك هي الأساس في توطين الأمراض وحمايتها،وعن ضرورة إبعاد الذات الإلهية عن الأوبئة التاريخية من مثل الحروب والمجاعات المنهجية والصراعات السياسية والإستعمار وكتابة الدساتير الثورية،وعن أهمية بناء المجتمعات لا على هيئة أقفاص الدجاج،بل على شكل الحدائق.

نحتاج من حين لآخر للتشريع الديني،لتوريط الله في تسويغ تناول لحوم القطط وسرقة الأهل وذبح الأشجار الفتية وسلخ لحائها في الجائحات الحربية وحصار المدن،وأكل لحوم بعضنا دون ملح،والسجود للرقييب أول حين يرأف الفاشيون ويحيلون الشعب مقيداً بسلاسل فولاذية،تكفي لقياس خصر الكرة الأرضية،إلى سجن تدمر،وتركه يتعفن هناك.

في الثورات يجب الإصغاء للجميع،لمن يعترضون على المناهج الدراسية لكونها تذكر الرئيس أكثر من الله،ويقترحون ضرورة تثبيت موقع الله في كل مكان،لا في السماء فحسب،وضرورة إتلاف هذه الكتب واليافطات الذي يسمونها على عجل بالكافرة،وللمسلحين الذين يدعون خلافة الله على الأرض.والناس الذي يخترعون الله،كما كان أجدادهم يخترعون العفاريت ليخيفوا أبنائهم قبل النوم.للرجال الحالمين بصوت عال بخبز مشبع بأملاح الحرية وخمائرها.و المتنبئون بإمكانية تحول الصراع من أجل تثبيت قيم ومبادئ الجمهورية والحريات العامة والعدالة والمساواة إلى حرب دينية.ولأولئك الذين ينوون من البداية الإستعانة بصديق،بعد إختلاط الأمور عليهم بين البرامج الترفيهية والإنتفاضات الشعبية.وللخائفين الخائفين أبداً من كل شئ،المثقلين بميراث من الرعب وعدم الثقة واليقين،تلك الكائنات التي تأتي وتعبر هامش التاريخ على رؤوس أصابعها بسلام وطاعة،دون أن تخدش زجاج السلطات،أو توقظها من سباتها العميق.وهناك الفئران كذلك،الذين لا يرون ثمة وحش أقوى من القطط.والذين خالوا أن العلمانية وجدت قبل تكون المجتمعات الإمتيازية وطبقات الكهان،ويخشون السير في الطريق دون مصابيحها وتوجيهاتها ونقاط علاّمها.ينبغي الإصغاء للجميع…..وتذكر ذاك النداء النعلي الجاف،والتيقن من وضوح مفرداته،حتى لا نسيء فهم الجلادين ،ترى هل كانوا ينادون قبل الفلقة الرابعة وهي بالطبع غير الفرقة الرابعة،يا حمير أم يا حيوانات،ينبغي التدقيق في الواقعة،لكوننا لا نريد ظلمهم،بعد الواقعة.والله بعد ما يقول الشهيد!!

عزيز تبسي كانون الثاني حلب2013.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى