صفحات العالم

الأسد يواجه غضب شعبه المتزايد بأعذار لا تزال نفسها


روبرت فيسك()

ألقى (الرئيس السوري بشار) الأسد خطاب العام. هناك مؤامرة دولية على سوريا. صحيح. الدول العربية المعارضة لسوريا كأنها تتعرض “لضغوط خارجية”. صحيح إلى حد ما. لا أحد يستطيع إنكار جدية هذه المؤامرات. صحيح. وفي نهاية الأمر سجلت الحكومة السورية وحدها سقوط حوالي ألفي جندي وعنصر أمن قتلى، في حين أن الأمم المتحدة تقدر عدد القتلى المدنيين بحوالي خمسة آلاف. وعندما حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أن العنف في سوريا يتجه “نحو حرب مذهبية وطائفية” كانت هناك قلة من مناصري الرئيس الأسد الذين لم يوافقوا معه.

لقد وعد الأسد أيضاً بإجراء استفتاء على الدستور في آذار المقبل والانتخابات العامة في منتصف العام الحالي. المشكلة بالطبع هي من شقين. فعلى الرغم من أن الرئيس الأسد كان يلقي أول خطاب علني له منذ ستة أشهر إلا أنه لم يتضمن أي شيء جديد. المؤامرات الخارجية، الدول العربية تحت الضغوط الخارجية، التهديد بضرب أعداء النظام المسلحين “بقبضة حديدية” هي بيانات جميعنا سمعناها من قبل.

غير أن ما تغيّر هو مدى وسرعة التدهور في سوريا، معركة أكثر دموية تبين خلالها أن معارضي الأسد أصبحوا أكثر تسليحاً واستعداداً للهجوم على قوات النظام. إن “جيش سوريا الحر” أو “الجيش الحر” يزداد عدداً علماً أنه لن ينظر إليه بجدية من قبل الجهات التي تسلحه ما لم تعلن وحدات عسكرية سورية بالكامل انشقاقها.

لكن حكومة الأسد لم تجد نفسها لغاية الآن بأنها قادرة على التعامل مع الجانب الإعلامي من الأزمة. فمع السماح لعدد قليل من الصحافيين الدوليين بالدخول إلى البلاد، أتاح المسؤولون للمشاهد المذهلة التي تبثها المعارضة عبر موقع يوتيوب من قيادة الرأي العام. وعندما تتمكن شبكة “الجزيرة” من بث خطاب لإمام مسلم في أحد المساجد وهو يهتف “جنود الأسد لعنهم الله يقولون إن الأسد هو ربهم؛ فإذا كان ذلك لا يثير غضبكم فما الذي يفعل؟” ثم يعطي تفاصيل تكتيكات تظاهرة للمعارضين في إحدى ضواحي دمشق، فإن وزارة الإعلام السورية تواجه مشكلة حقيقية.

وبإمكان الرئيس أن يقول كما فعل في خطابه- إنه “استناداً للقانون، ليس على أحد أن يطلق النار- إلا في حالة الدفاع عن النفس أو خلال معركة مع شخص مسلح” لكن عشرات الأفلام المصورة عبر الهاتف والموجودة على موقع يوتيوب والتي تبثها شبكة الجزيرة تظهر أن مثل هذه القوانين يتم تجاهلها بشكل كبير من قبل النظام.

بالطبع، شبكة الجزيرة يتم تمويلها من قبل أمير قطر، ونفوذ العائلة القطرية المالكة وصل اليوم إلى قمته داخل الجامعة العربية التي هددت بنقل القصة الدموية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وليس صعباً رؤية كيف من وجهة نظر بعثية- يمكن أن يبدو ذلك مؤامرة أكثر منه مصادفة. لقد كانت الجامعة العربية تتباهى بتصميمها في حين أن الأسد يعتقد أن قرار دعوة المراقبين العرب إلى سوريا كانت فكرته هو. وهذا تماماً ما قاله في خطابه. في هذه الأثناء، قال الكويتيون إن عنصرين كويتيين من فريق المراقبين العرب أصيبا بجروح طفيفة من قبل “متظاهرين مجهولين”. قد يكون من المفيد معرفة من كان يتظاهر ضده المتظاهرون.

المهمة في سوريا: عدم ارتياح الجامعة العربية

22 كانون الأول بدء وصول مندوبي الجامعة العربية إلى سوريا لمراقبة تنفيذ الخطة التي تنص على سحب القوات من المدن.

23 كانون الأول تعاني سوريا من أول تفجير انتحاري منذ بدء الانتفاضة الشعبية في شباط الماضي. مقتل أربعين شخصاً لكن الناشطين يشككون في توقيت التفجير.

27 كانون الأول مجلة “فورين بوليسي” تصف رئيس فريق المراقبين العرب السوداني محمد أحمد الدابي بأنه أسوأ مراقب حقوق إنسان في العالم بسبب ارتباطه بالانتهاكات في السودان.

28 كانون الأول الجنرال الدابي يقول إن الوضع في بعض أنحاء سوريا “مطمئن”. في اليوم التالي، تقتل قوات الأمن السورية 25 شخصاً.

1 كانون الثاني هيئة استشارية في الجامعة العربية تقول إنه يجب سحب المراقبين العرب.

5 كانون الثاني رئيس وزراء قطر يعترف بأن المراقبين العرب ارتكبوا “اخطاء”.

6 كانون الثاني قنبلة أخرى تنفجر على تقاطع مزدحم تؤدي لمقتل 26 شخصاً والإعلام الرسمي يلقي اللوم على “الإرهابيين”.

ترجمة: صلاح تقي الدين

()جريدة الاندبندانت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى