صفحات الحوار

نبيل العربى: تفكير المعارضة السورية غير ناضج ولا نملك عصا سحرية لقلب الأوضاع


مقاطع من حوار السيد نبيل العربي مع الشروق المصرية

حول مهمة بعثة الجامعة العربية لسوريا والتفاصيل الخاصة بها وما أثير حولها من ضجة، قال: خلال زيارتى للعراق مؤخرا ولقائى مع نورى المالكى، رئيس الوزراء، أثير موضوع سوريا، وهو على علاقة طيبة مع الحكومة السورية، كما أنه عرض التدخل لإجراء وساطة لإقناع الحكومة السورية بالتوقيع على البروتوكول القانونى لمهمة بعثة الجامعة العربية إلى سوريا.

 وتابع العربى: «لكنى أرى أن البروتوكول حدثت بشأنه ضجة كبيرة أخذت حيزا أكثر من اللازم، لأنه عبارة عن آلية لإيفاد مراقبين إلى سوريا للتحقق من تنفيذ ما التزمت به المبادرة العربية أمام وزراء الخارجية العرب بوقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين وإجراء إصلاح سياسى حقيقى، وتقابل الوفد العراقى مع الرئيس السورى بشار الأسد وتحدث معه فى ضرورة التوقيع وأبلغه السوريون بموافقتهم على التوقيع».

البروتوكول نص قانونى وليس مقدسًا

 رجل القانون الذى عمل قاضيا فى محكمة العدل الدولية وتقلد الكثير من المناصب الدولية الرفيعة وعمل مندوبا لمصر فى الأمم المتحدة، بين أهمية البروتوكول القانونى لمهمة البعثة فى سوريا، بأنه يفتح الباب للدخول فى خطوات أخرى، مستدركا أنه «منذ إقرار البروتوكول القانونى فى السادس عشر من نوفمبر الماضى بمدينة الرباط المغربية فى اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذى لم تتحفظ أو تعترض عليه أى دولة عربية حتى اليوم، والمراسلات بين الجامعة وسوريا حول إجراء تعديلات مستمرة، وقبلنا هذه التعديلات لأن البروتوكول مجرد نص قانونى وليس مقدسا بشرط ألا تمس التعديلات جوهر مهمة البعثة»، وحدد معيارين استندت إليهما الجامعة فى قبول التعديلات، أولهما ألا تتغير طبيعة وجوهر المهمة، وثانيا ألا نضع فى البروتوكول ما يعرقل عمل المراقبين، وبعد الأخذ والرد دخل عنصر جديد بوجود محام مصرى دولى على علاقة طيبة بسوريا فنقل رسائل من هنا وهناك كما أدخل تعديلات عبارة عن كلمات قبلنا بها، وعرضت على اللجنة الوزارية العربية بالدوحة يوم الجمعة الماضى، وتصورت حينها أن الموضوع انتهى وأصبح متوقفا على التوقيع، لكنى تبينت أن لهم مطالب إضافية، مما دفعنى إلى الحديث مع وزير الخارجية السورى وليد المعلم، ورجوت منه الانتهاء من هذا الموضوع بالتوقيع، لكنه لم يستطع المجىء إلى الدوحة ثم أجريت اتصالا آخر معه أمس الأول، فقال لى إنه متجه نحو التوقيع وهو ما تم اليوم.

لكن، كيف قرأ أمين جامعة الدول العربية دخول روسيا فى سياق صياغة قرار فى مجلس الأمن يدين العنف فى سوريا؟

أجاب: «مشروع القرار الروسى يطالب بدعم المبادرة العربية كما يمارس فى الوقت نفسه ضغوطا شديدة على النظام فى سوريا للتوقيع على المبادرة حيث إن وزير الخارجية الروسى على اتصال مستمر بوزير الخارجية السورى وليد المعلم، كما أن سوريا تعتبره مجرد وسيلة ضغط للقبول بالبروتوكول والتوقيع عليه.

الذهاب إلى مجلس الأمن وفشل الحل العربى

هل يعنى اللجوء إلى مجلس الأمن فشل الحل العربى؟

– ينظر العربى إلى الأمر بالتأكيد على أن العالم يحكمه الآن ميثاق الأمم المتحدة، باعتباره المرجع الأول والأخير، والمنظمات الإقليمية كالجامعة العربية تعمل فى هذا الإطار، ويتضمن الميثاق تشجيع المنظمات الإقليمية على تسوية منازعاتها وحل مشاكلها وإن لم تستطع فالمسألة تحتاج إلى نوع من القمع، فيتم الرجوع إلى مجلس الأمن، وقال: «لكننا نسعى أن يكون الحل داخلى فى الإطار العربى وأن المراقبين الذين سيذهبون إلى سوريا هم عرب وربما من دول اسلامية أو صديقة ولم نصل إلى تفاهم بشأنهم ستوفر الحماية للشعب السورى لتواجدها على الارض مع وقف اطلاق النار وتهيئة الارض لاجراء حوار لحل المشاكل ولا يوجد حل آخر أمامنا، والمطلوب هو حل الأزمة بناء على المبادرة العربية وفى نهاية المطاف تجلس الحكومة مع المعارضة ويقررون مستقبل الحكم فى سوريا».

  رفض غربى للتدخل فى سوريا

 لكن ما الذى تتوقعه من إجراء يقوم به مجلس الأمن فى حال ما إذا طلب الجانب العربى تدخله؟

يرد: أنا شخصيا لا أتوقع تحركا من مجلس الأمن عند عرض المبادرة العربية عليه ونتائج اتصالاتى مع الدول الغربية جميعا تؤكد عدم رغبة هذه الدول فى التدخل فى سوريا لأمور كثيرة معقدة أكثر من اللازم ولذلك لن يتكرر سيناريو ليبيا مرة اخرى فى سوريا.

الجامعة العربية لا تملك عصا سحرية

أنت أول من قابل المعارضة السورية وسمحت لهم بالاعتصام والتظاهر السلمى أمام مقر الجامعة العربية، وعلى الرغم من ذلك ندد المتظاهرون فى المدن السورية الجمعة الماضى بالجامعة ورفعوا شعارات: «الجامعة قتلتنا»، فما تعقيبك؟

وجهة نظرى أن تفكير المعارضة ليس ناضجا بعد لأن الجامعة لا تستطيع أن تقلب الأوضاع ولا يستطيع أحد أن يغيرها بالشكل الذى تريده المعارضة حتى مجلس الأمن نفسه لا يستطيع أن يغير الأوضاع فى سوريا، ويرجع ذلك لعدم رغبة الأطراف فى التحرك، ويجب أن نفكر قبل أن نطلب شيئا من جهة ما لابد من دراسة الكروت التى مع هذه الجهة ولذلك أقول إن الجامعة بذلت أقصى ما عندها وليست فى محل دفاع وإنما تفكيرنا لم يهدنا إلى أكثر من إرسال بعثة للمراقبة والتحقق من تنفيذ سوريا لما تعهدت به من وقف لإطلاق النار وممارسة ضغوط لتوفير حماية للشعب السورى لتهيئة الأوضاع لإجراء إصلاحات سياسية كما يرغب الشعب السورى.

 وتابع: «آسف جدا لما أراه من المعارضة ولا أستطيع أن أبرر ما تردده المعارضة السورية ولا أتصور ماذا يريدون من الجامعة العربية، فهم متصورون أن الجامعة لديها عصا سحرية ترفعها فتتغير الأمور، لكن للأسف نحن نعيش فى عالم واقعى ولدينا إمكانيات وحدود لما نستطيع أن نقوم به فى الجامعة العربية وأعتقد نفس الأمر بالنسبة لمجلس الأمن.

 الشروق المصرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى