أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 28 حزيران، 2012


اجتماع جنيف يبحث «خريطة طريق» للانتقال السياسي في سورية

دمشق، بيروت، نيويورك، – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

تتجه انظار العرب والمجتمع الدولي الى الاجتماع الذي دعا اليه المبعوث الدولي -العربي المشترك كوفي انان في مقر الامم المتحدة في جنيف بعد غد السبت. ويرى مراقبون ان الاجتماع يشكل محاولة اخيرة لانقاذ خطة انان التي فشل في تطبيق اي من بنودها حتى الآن، فيما يأمل الاطراف المشاركون، خصوصاً الغربيين منهم، بان يرسم هذه الاجتماع «خريطة طريق» لعملية انتقال سياسي في سورية، كما صرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي اعربت عن دعمها الكامل لأنان واكدت مشاركتها في اجتماع السبت.

وستشارك في الاجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والعراق وتركيا، من دول الجوار السوري، اضافة الى قطر والكويت باعتبار أن الاولى ترأس اللجنة الوزارية العربية المعنية بسورية والكويت هي الرئيس الحالي لدورة مجلس الجامعة العربية. كما يشارك فيه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وممثل عن الاتحاد الاوروبي.

وفي نيويورك، قال ديبلوماسي دولي رفيع في مجلس الأمن لـ»الحياة» إن الاجتماع «سيبحث خطة انتقال سياسي بلورها أنان بالتشاور مع الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى فاعلة في الأزمة السورية». وأكد المصدر نفسه طالباً عدم كشف اسمه أن «السؤال الكبير هو هل سيكون الرئيس السوري بشار الأسد طرفاً في العملية الانتقالية؟». وقال «ان أنان وضع صيغة مواربة تقضي باستبعاد كل من يقوض الحوار السياسي في سورية، ما يعني أن شخصية سياسية أخرى ستمثل النظام السوري في أي حوار سياسي».

وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين لـ»الحياة» إن «العملية الانتقالية في سورية يجب أن يحددها السوريون أنفسهم من خلال مشاركة الحكومة والمعارضة في عملية سياسية». وأعرب عن «الأسف لعدم دعوة إيران الى المشاركة في اجتماع جنيف»، معتبراً «أن إيران يجب أن تكون منخرطة في النقاشات بغض النظر عما إذا كانت مشاركة في جنيف أم لا». وعما اذا كان يأسف لعدم توجيه دعوة الى السعودية قال تشوركين «نأسف لذلك أيضاً فهم كان يجب أن يدعوا الى المؤتمر لأنهم طرف مؤثر، ولكني أعتقد أن ثمة تمثيلاً جيداً لجامعة الدول العربية ومشاركة العراق مهمة جداً».

وأضاف تشوركين أن اجتماع جنيف «لن يعقد للمصادقة على ورقة معدة سلفاً بل سيكون لقاء للعمل، وهذا لا يعني أن روسيا ستحاول تغيير كل شيء ولكن لا أستبعد اقتراحات أو إضافات على ما اقترحه أنان أساساً للمباحثات». وعما إذا كان مجلس الأمن سيتحرك في مرحلة تالية لتبني ما سيصدر عن اجتماع جنيف قال تشوركين «لا أستبعد شيئاً».

وقالت مصادر رفيعة في مجلس الأمن إن «أنان سيدعو الدول الخمس الدائمة العضوية الى العودة الى مجلس الأمن لدعم ما يخرج به اجتماع مجموعة العمل في جنيف». وأضافت أن أنان ركز في الورقة التي اقترحها أساساً لاجتماع جنيف على ثلاثة عناصر:

أولاً – دعم تطبيق خطة النقاط الست وقراري مجلس الأمن ٢٠٤٢ و٢٠٤٣.

ثانياً – تحديد إجراءات وخطوات تؤدي الى انطلاق عملية سياسية انتقالية تستبعد كل من يمكن أن يقوض الحوار السياسي.

ثالثاً – الاتفاق على إعلان أو بيان يحدد الخطوات العملية التالية، وبينها أن تمارس الأطراف الفاعلة ضغوطاً على الأطراف السوريين لحضهم على المشاركة في العملية السياسية.

وبحسب ديبلوماسيين، يعقد اجتماع تحضيري اليوم في جنيف، «وهو سيكون اجتماعاً حاسماً لإعداد الوثيقة التي سيناقشها الوزراء». وقالت كلينتون ان انان وضع خريطة طريق مفصلة ومتينة للانتقال السياسي في سورية «وقد وزعها علينا لابداء تعليقاتنا عليها وعندما تحدثت معه بالامس اعربت له عن دعمنا للخطة التي قدمها».

وصرح ناطق باسم الامم المتحدة بان انان سيطلع ايران على نتائج الاجتماع بغية ضمان استمرار مشاركتها في جهود حل الازمة في سورية.

ميدانياً، تعرض مقر محطة «الاخبارية» الرسمية لهجوم هو الاول من نوعه على محطة تلفزيونية منذ بدء الانتفاضة، ويقع المقر على بعد 20 كيلومتراً جنوب العاصمة. وجاء هذا الهجوم بعد يوم واحد على مواجهات واسعة قرب العاصمة السورية وهجمات تعرضت لها مقرات عناصر الحرس الجمهوري وعائلاتهم. واوقع الهجوم ثلاثة من الاعلاميين العاملين في المحطة واربعة من حراس المبنى. وأظهرت لقطات عرضت على القناة التي استأنفت البث عقب الهجوم آثار الرصاص في مبنى من طابقين وبركا من الدماء على الأرض. ودمر احد المباني بصورة شبه كاملة. وقال ناشطون ان عناصر منشقين عن الحرس الجمهوري هم من نفذوا الهجوم. لكن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي قال، لدى وصوله الى مقر «الاخبارية» المدمر، ان «مجموعات من الارهابيين لم يتم تحديد عددهم اقتحموا مقر القناة وقاموا بتفخيخ الابنية والاستوديوهات وفجروا كل ما يمكن تفجيره وحملوا في سياراتهم ما يمكن تحميله».

ودانت الولايات المتحدة الاعتداء. وقال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني: «ندين كل اعمال العنف بما فيها تلك التي تستهدف عناصر من نظام» الرئيس الاسد، ودان في الوقت نفسه القمع الدامي للسكان.

وواصلت القوات النظامية امس قصفها لمناطق عدة في محافظات ادلب وحلب وحمص، وقتل ما لا يقل عن 35 شخصا، بينهم 15 من عناصر قوات الامن. ومن هؤلاء عشرة قتلوا في دير الزور اثر استهداف حافلة كانت تقلهم قرب مدينة الميادين.

وفي ريف ادلب، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل عقيد في الحرس الجمهوري المكلف حماية دمشق وريفها، بينما قتل اربعة جنود من القوات النظامية. كما قتل تسعة اشخاص بينهم ثلاثة مقاتلين معارضين احدهم قائد كتيبة، اثر اشتباكات وقصف واطلاق رصاص في عدة مناطق بريف ادلب.

وفي محافظة حلب، تعرضت بلدات في الريف الشمالي لقصف القوات النظامية فيما هاجم مقاتلو المعارضة نقاطا للحراسة في محيط مطار عسكري.

وفي ريف حماة، تعرضت قرى جبل شحشبو الى قصف من القوات النظامية شاركت فيها مروحيات مقاتلة في محاولة للسيطرة على المنطقة.

وفي محافظة حمص، تعرض حي دير بعلبة لقصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول السيطرة على الحي واحياء اخرى من مدينة حمص التي تتعرض للحصار والقصف منذ اسابيع.

وفي محافظة درعا، قصفت القوات الحكومية بلدة كفرشمس التي تحاول السيطرة عليها منذ ستة ايام سقط خلالها 24 شخصا بين مدنيين ومقاتلين معارضين ومنشقين بالاضافة الى اكثر من 150 جريحا واحراق عشرات المنازل.

وفي محافظة ريف دمشق، قتل خمسة مواطنين اثر سقوط قذائف واطلاق رصاص في مدينة دوما ومحيطها، بحسب المرصد.

مقتل 7 في هجوم على «الإخبارية» السورية والقوات النظامية تواصل قصف «مدن الانتفاضة»

لندن، بيروت، دمشق، عمان – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب

في اليوم التالي لشن المعارضة السورية هجمات على ثكنات للحرس الجمهوري قرب دمشق وفي وسطها هاجمت وحدة معارضة قناة «الإخبارية» التي تسوق أخبار النظام ودمرت أجزاء كبيرة من مبانيها. وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن «مجموعات إرهابية مسلحة» هاجمت فجراً مقر «الإخبارية» ودمرته بعدد من العبوات الناسفة ما أدى إلى مقتل 3 إعلاميين هم سامي أبو أمين وزيد كحل ومحمد شمة و4 من حراس المبنى». وأشارت إلى أن «المجموعات الإرهابية سرقت الأجهزة التقنية الموجودة في المبنى قبل تفجيره». في الوقت نفسه واصلت القوات السورية النظامية قصفها لمناطق عدة في محافظات إدلب وحلب وحمص، وقتل العشرات من عناصر القوات الحكومية في اشتباكات مع مقاتلي المعارضة في دير الزور، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون.

وفي ريف دير الزور (شرق)، قتل ما لا يقل عن عشرة من القوات النظامية السورية اثر استهداف شاحنة قرب مدينة الميادين بعد منتصف ليل الثلثاء – الأربعاء، بحسب المرصد. كما انشق 15 جندياً من تجمع تتمركز فيه قوات عسكرية وأمنية.

وأوضح في بيان آخر أن القوات النظامية جددت قصفها صباح الأربعاء على بلدة خان السبل في ريف إدلب (شمال غرب) التي تشهد منذ الثلثاء اشتباكات أسفرت عن تدمير آليات عسكرية وطائرة مروحية تابعة للجيش.

واستقدمت القوات النظامية تعزيزات عسكرية إلى محيط البلدة.

وأفاد المرصد في بيان لاحق بأن القوات النظامية اقتحمت خان السبل ونفذت فيها حملة اعتقالات ومداهمات وإحراق لمنازل بعض المطلوبين.

وفي محافظة حلب شمال البلاد، تعرضت بلدات في الريف الشمالي لقصف القوات النظامية فيما هاجم مقاتلو المعارضة نقاطاً للحراسة في محيط مطار منغ العسكري، وفقاً للمرصد.

وأوضح المرصد في بيان لاحق أن القوات النظامية اقتحمت قرية منغ وانتشرت فيها وبدأت حملة مداهمات وإحراق لبعض المنازل أيضاً.

وأفادت لجان التنسيق بأن الجيش النظامي «يصعد من قمعه ضد مدينة حلب وريفها حيث عمد في الأيام الأخيرة إلى تشديد الخناق من خلال تقطيع أوصال المدينة بالحواجز العسكرية والأمنية المدعمة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وتنفيذ عمليات الدهم والاعتقالات للمنازل».

وفي مدينة حمص وسط البلاد، واصل الجيش قصفه العنيف لحيي جورة الشياح والقرابيص محاولاً استعادة الأحياء الخارجة عن سيطرته منذ اشهر، بحسب المرصد وناشطين في المدينة.

وفي ريف دمشق، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن قصف عنيف بالهاون على دير العصافير منذ الصباح الباكر.

وفي درعا (جنوب)، تجدد القصف العشوائي على بلدة كفر شمس لليوم الثالث على التوالي وسط انقطاع كل أشكال الاتصالات عن البلدة والكهرباء ونقص شديد في المواد الطبية، وسط إضراب شامل في مدينة درعا، بحسب الهيئة العامة.

وأسفرت أعمال العنف الثلثاء عن مقتل 129 شخصاً في مناطق سورية عدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ونقلت وكالة «رويترز» من بيروت عن وسائل الإعلام الرسمية في سورية إن مسلحين اقتحموا بوابات مقر «الإخبارية» الموالية للحكومة صباح أمس وفجروا مباني وقتلوا بالرصاص ثلاثة موظفين في أحد أكثر الهجمات جرأة على رمز من رموز الدولة.

وأظهرت لقطات عُرضت لاحقاً على «الإخبارية» التي استأنفت البث عقب الهجوم آثار الرصاص في مبنى من طابقين وبركاً من الدماء على الأرض. ودُمر مبنى معدني تماماً تقريباً وظلت ألسنة اللهب تشتعل في الهيكل المعدني للمبنى.

وقال موظف يعمل في مقر القناة في منطقة دروشة لوسائل الإعلام الرسمية في مكان الحادث إنه سمع انفجاراً صغيراً ثم انفجاراً كبيراً واقتحم مسلحون المكان وخربوه ودمروا غرفة الأخبار تماماً. وتحكم وزارة الإعلام الرقابة على الصحافة السورية.

وعلى رغم كون الإخبارية قناة خاصة فإن معارضي الأسد يقولون إنها لسان حال الحكومة.

وبلغت وتيرة العنف في سورية مستويات قياسية مع سقوط ما معدله اكثر من 100 قتيل يومياً خلال حزيران (يونيو) الجاري ما رفع إجمالي عدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات قبل 15 شهراً إلى اكثر من 15800 شخص، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

وقتل 4681 شخصاً منذ إعلان وقف إطلاق النار في الثاني عشر من نيسان (أبريل)، من بينهم 1197 قتلوا منذ إعلان تعليق عمل المراقبين في السادس عشر من حزيران (يونيو) الجاري. وقُتل في الأسبوع الأخير «الأكثر دموية» بين أسابيع الثورة السورية 916 شخصاً.

ونقلت «سانا» عن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، لدى زيارته مقر «الإخبارية» قرب دمشق أن «المجموعات الإرهابية المسلحة التي اقتحمت مقر «الإخبارية» السورية ارتكبت مجزرة حقيقية بكل معنى الكلمة عندما قامت بإعدام إعلاميين وصحافيين وموظفين وعناصر الحراسة المدنية وعمال المقسم والاستعلامات في قناة الإخبارية السورية».

وقال وزير الإعلام إن «مشهد قيام الإرهابيين بإعدام الإعلاميين والعاملين في القناة الذين كانوا موجودين خلال عدوانهم عليها بعد تقييدهم يعكس همجية تلك المجموعات الإرهابية»، محملاً المسؤولية عن هذه الجريمة لـ «كل الذين يحرضون على العنف والعدوان على سورية من إعلام وغير إعلام ومن مسؤولين ومن مجلس أمن دولي وفي مقدمتهم أولئك الذين يتجاهلون وجود المسلحين والمجموعات الإرهابية المسلحة وكل أولئك الذين يريدون الخراب والتدمير لسورية ويحاولون جر البلاد إلى ما يفترضونه وما يتمنونه وإن هذه الجريمة لن تمر لا أخلاقياً ولا قيمياً ولا قانونياً ولا سياسياًً».

وأفادت «سانا» بأن أعضاء مجلس الشعب «دانوا المجزرة الهمجية البربرية بحق الإعلام السوري واستهداف الإعلاميين لإسكات صوت سورية، مؤكدين أن الإرهاب الذي استهدف الإعلاميين لن يثنيهم عن مواصلة رسالتهم الإعلامية في إيصال صوت الحق والحقيقة». وكان المجلس خصص جلسة لمناقشة «تداعيات المجزرة الإرهابية».

وكان الرئيس السوري قال أول من أمس إن سورية تعيش «حالة حرب حقيقة بكل جوانبها» ما يعني أن تكون «كل سياستنا وتوجهاتنا وكل القطاعات موجهة من اجل الانتصار في هذه الحرب وفي معاركها»، داعياً الحكومة الجديدة إلى «تعزيز العلاقات» مع الشرق وروسيا وأميركا الجنوبية وأفريقيا. وأفادت «سانا» بأن الأسد وجه خلال ترؤسه الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعدما أدى أعضاء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية بـ «التواصل بشفافية مع المواطنين ووضعهم بصورة الأعمال التي يقومون بها والإمكانات المتاحة لدى الحكومة وتحديد الأولويات والعمل مباشرة على تنفيذها كموضوع توافر الاحتياجات الرئيسية وموضوع ارتفاع الأسعار ومكافحة الجشع والاحتكار ومسألة إصلاح البنية التحتية التي خربها الإرهابيون وكيفية المحافظة عليها».

وقال :»التحدي الكبير بالنسبة لسورية الآن هو موضوع المواد الأساسية والبنية التحتية، ووجه الحكومة لإعطاء الأولوية للمناطق الأكثر فقراً في سورية ووضع الآليات التي تحقق العدالة الاجتماعية للمواطنين وتؤمن تكافؤ الفرص بين جميع أبناء الوطن والإسراع في إنجاز القوانين المتعلقة بالإصلاح الإداري والفساد وتأهيل الموارد البشرية والعمل على ضبط الهدر الحكومي واعتماد قاعدة بيانات دقيقة وموحدة في الدولة. وكل الظروف السابقة وبخاصة الظرف الحالي أثبتت أن القطاع العام ضروري جداً لسورية بكل جوانب حياتها لكن ذلك لا يعني أن نبقي القطاع العام خاسراً وعبئاً على الدولة وعلى الموازنة موجهاً الحكومة الجديدة بوضع تصور واضح لتطوير هذا القطاع».

ودعا الأسد الحكومة إلى «تعزيز العلاقات مع الشرق أي من روسيا باتجاه دول الشرق ومع الجنوب أي دول أميركا الجنوبية وأفريقيا من خلال توقيع الاتفاقيات مع هذه الدول ومساعدة القطاع الخاص في بناء علاقة حقيقية معها»، مضيفاً إن «المشكلة على ما يبدو كانت مع الغرب فقط بينما معظم العالم يريد أن يبني علاقات معنا ومع غيرنا، لكن نحن كنا دائماً مقصرين وكنا عبر عقود نسعى لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية مع من استعمرنا بشكل مباشر ومن استعمرنا في شكل غير مباشر». وأكد أن «سورية تريد علاقات جيدة مع كل دول العالم، لكن يجب أن نعرف أين هي مصالحنا الحقيقية وأين هي الاستمرارية في هذه المصالح وليس المزاجية أو الظرفية».

تقويم الاستخبارات الأميركية: الدائرة المحيطة بالأسد متماسكة

واشنطن – رويترز

قال مسؤولو استخبارات أميركيون إنه على رغم انشقاق بعض العسكريين في سورية فإن الدائرة المقربة من الرئيس بشار الأسد لا تزال متماسكة ورجحوا أن تتحول الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهراً إلى صراع طويل.

ويقضي هذا التقويم في ما يبدو على أي أمل أميركي في سقوط نظام الأسد قريباً من تلقاء نفسه. ورفضت إدارة أوباما التدخل العسكري في سورية متعللة بالافتقار إلى المساندة الدولية والانقسامات الطائفية في البلاد.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض الثلثاء إن الأسد «يفقد شيئاً فشيئاً تماسك قبضته على بلده والعملية، بسبب رفضه التنحي، مروعة وكان لها أثر بالغ على الشعب السوري».

لكن أجهزة الاستخبارات الأميركية التي تترقب عن كثب أي شقوق في الدائرة المحيطة بالأسد لا ترى أياً منها حتى الآن.

وقال مسؤول استخبارات طلب عدم نشر اسمه إن الدائرة المقربة من الأسد والدائرة التي تليها «لا تزال صامدة بصورة كبيرة في دعم النظام والأسد».

وقال الأسد أول من أمس إن سورية «في حالة حرب» وإن الغرب «يأخذ ولا يعطي أبداً».

وعلى رغم تدهور الأوضاع في سورية ليس هناك مؤشر حتى الآن على رغبة في التدخل الغربي على غرار ما قام به حلف شمال الأطلسي في ليبيا للإطاحة بمعمر القذافي العام الماضي. ووصف الحلف أمس إسقاط القوات السورية لطائرة حربية تركية الأسبوع الماضي بأنه «غير مقبول» لكنه لم يصل إلى حد التهديد بالرد.

وقال مسؤولو استخبارات أميركيون إن الانشقاقات عن قوات الأسد تحدث أساساً عند «المستويات الصغيرة والمتوسطة» وشملت عدداً محدوداً نسبياً من الضباط. ولم يقدم المسؤولون أرقاماً بعينها.

وقال مسؤولون أميركيون إن قوات الأسد تخوض معارك كر وفر مع مقاتلي المعارضة توجه خلالها القوات الحكومية ضربة شديدة وبعدها يغير مقاتلو المعارضة من أساليبهم ويكتسبون زخماً ثم يعقب ذلك تكثيف الجيش السوري لهجماته مرة أخرى.

وقال مسؤول الاستخبارات: «تقويمنا العام في ما يتعلق بالقتال هو أننا لا نزال نرى قوات النظام متماسكة نوعاً ما… إنها تعلمت بعض الدروس على مدى السنة ونصف السنة الماضية حول كيفية التعامل مع هذا النوع من التمرد». كما قال المسؤول إن عمليات مقاتلي المعارضة تزيد قوة ما يمهد الطريق لصراع طويل.

وأضاف: «الطرفان يتأهبان لصراع طويل، نرى أن النظام ما زال يعتقد أن بإمكانه الانتصار في النهاية أو على الأقل يبدو مصراً على محاولة السيطرة وتتأهب المعارضة في الوقت ذاته في ما يبدو لمعركة طويلة».

وذكر مسؤولو الاستخبارات أن روسيا قدمت إلى القوات السورية أنظمة دفاع جوي متقدمة إلى جانب طائرات هليكوبتر هجومية كما أن إيران و «حزب الله» قدما لها مساعدات قتالية وغير قتالية مثل الأسلحة الصغيرة ومعدات الاتصالات وأدوات مكافحة الشغب.

وتعتبر الاستخبارات الأميركية حكومة الأسد في مرحلة الانحدار.

وقال مسؤول استخبارات: «من الصعب جداً على النظام أن يقمع المعارضة بشكل كامل وأعتقد حقاً أن الاتجاه العام للنظام هو الانحدار».

وأضاف المسؤول أنه كلما طالت فترة العنف كلما زاد احتمال نشوب حرب أهلية مماثلة لما شهده العراق بين 2005 و2007 وفي هذا السيناريو فإن سيطرة الأسد ستقتصر على حكومة تفتقر إلى السلطة أو على جزء من سورية بعد فقد السيطرة على أجزاء أخرى من البلاد.

وتابع قائلاً إن من السيناريوات الأخرى أن يرى بعض النخبة من السنة وبعض العلويين أن حل هذه الأزمة يكمن في «قتل الأسد أو تنحيته» ومحاولة التوصل إلى شكل من أشكال نقل السلطة.

وهناك سيناريو آخر وهو أن يواصل العلويون القتال بضراوة وتتقلص أعدادهم بمرور الوقت مما يؤدي إلى انهيار حكومة الأسد وإحداث اضطرابات من دون وجود أي جهة تسيطر سيطرة كاملة على البلاد.

وقال مسؤول الاستخبارات: «يوجد قطعاً عدد من النتائج هنا أعتقد أنها ممكنة وفي الوقت الحالي لن يمكنني تغليب إحداها على الأخرى».

الأمم المتحدة: «حرب طائفية» في سورية و3 مجموعات شاركت في مجزرة الحولة

جنيف – أ ف ب، رويترز، أ ب

اعتبرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سورية، التي شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في تقرير الأربعاء أن أعمال العنف الطائفية تتزايد في هذا البلد، مؤكدة حصول انتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان فيه. وذكرت أن ثلاث مجموعات مختلفة شاركت في مجزرة الحولة.

وقالت اللجنة في تقريرها إن أعمال العنف تصاعدت منذ أيار (مايو) على رغم موافقة نظام الرئيس بشار الأسد على تطبيق خطة السلام التي أعدها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان في نيسان (أبريل).

وقالت اللجنة في تقريرها، الذي سلمته إلى مجلس حقوق الإنسان إنها تعتقد «أن عدداً كبيراً من ضحايا مجزرة الحولة التي وقعت في أيار قتلوا بأيدي القوات الموالية للنظام.

والنتائج التي أعلنتها اللجنة دفعت بالوفد السوري إلى مغادرة القاعة. وقال فيصل خباز حموي سفير سورية لدى الأمم المتحدة في جنيف قبل أن يغادر القاعة: «لن نشارك في هذه الجلسة المسيسة في شكل فاضح».

وقال الخبراء، الذين يغطي تقريرهم الفترة الممتدة من شباط (فبراير) إلى حزيران (يونيو) «في وقت كان يتم استهداف الضحايا سابقاً على أساس أنهم موالون أو معارضون للحكومة، سجلت لجنة التحقيق عدداً متزايداً من الحوادث التي استهدف فيها الضحايا كما يبدو بسبب انتمائهم الديني».

وأشار المحققون الدوليون إلى اعتداءات جنسية «ترتكب بحق رجال ونساء وأطفال من قبل قوات الحكومة والشبيحة».

وأفاد تقرير لجنة التحقيق أن أعمال التعذيب، لا سيما بحق أطفال، تتواصل.

وندد الخبراء الدوليون «بتصاعد العنف مجدداً منذ أيار 2012». وقالوا إن «وضع حقوق الإنسان تدهور سريعاً. وارتكبت انتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان خلال معارك».

وندد التقرير أيضاً بتصاعد أعمال العنف على رغم وجود مراقبي الأمم المتحدة.

وقال الخبراء على سبيل المثال إن «مروحيات قتالية ومدفعية تستخدم في قصف أحياء بكاملها تعتبر مناهضة للحكومة حتى خلال وجود مراقبين كما حصل في دير الزور وحلب في أيار 2012».

وبطلب من مجلس حقوق الإنسان ركزت اللجنة على مجزرة الحولة التي وقعت في 25 و26 أيار.

وجاء في التقرير إن «لجنة التحقيق غير قادرة على تحديد هوية المسؤولين عنها في الوقت الراهن، لكن اللجنة تعتبر أن القوات الموالية للحكومة يمكن أن تكون مسؤولة عن عدد كبير من قتلى المجزرة».

وتحدث الخبراء عن مجزرة الحولة على رغم عدم تمكنهم من التوجه إلى تلك المنطقة. وبعد شهور من الانتظار تمكن رئيس اللجنة البرازيلي باولو سيرجيو بينييرو من زيارة سورية من 23 إلى 25 حزيران، لكنه لم يتوجه إلى الحولة.

وبعد عمليات الاستجواب التي قاموا بها خلص الخبراء إلى أن ثلاثة أطراف قد تكون شاركت في أعمال العنف التي استمرت أكثر من 24 ساعة في بلدة تلدو التي تبعد 6 كلم جنوب الحولة، وهم: الشبيحة أو مليشيات أخرى موالية للنظام، قوات مناهضة للحكومة أرادت زيادة تصعيد العنف، أو مجموعات من الخارج.

وأضاف التقرير: «مع عناصر الأدلة الموجودة، لم يكن بإمكان لجنة التحقيق أن تستبعد أياً من هذه الفرضيات».

من جانب آخر، حذر خبراء لجنة التحقيق المستقلة حول سورية من أن الوضع في سورية يتدهور سريعاً والأزمة تتطور في بعض المناطق إلى «نزاع مسلح غير دولي» مع تكثف أعمال العنف الطائفية.

وهذه الوثيقة التي تغطي الفترة الممتدة بين شباط وحزيران أعدتها لجنة التحقيق المستقلة المكلفة منذ آب (أغسطس) الماضي العمل بموجب تفويض من مجلس حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة.

وندد الخبراء في تقريرهم «بتصاعد جديد للعنف» منذ أيار 2012.

وقالوا: «في بعض المناطق تأخذ المعارك طابع نزاع مسلح غير دولي» على رغم تزايد انشقاقات العسكريين وظهور علامات تدل على «بعض التعب» لدى القوات النظامية السورية.

وكان مجلس حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة أعطى موافقته في 1 حزيران وعلى رغم معارضة الصين وروسيا على تحقيق دولي مستقل في مجزرة الحولة بهدف إحالة المسؤولين إلى القضاء إذ يمكن أن يتهموا بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»، كما أفادت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي.

مجموعة العمل لسوريا تجتمع السبت في جنيف بلا السعودية وإيران

كلينتون وافقت على خريطة طريق وضعها أنان للانتقال السياسي

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

في هجوم غير مسبوق منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس السوري بشار الاسد، اقتحم مسلحون مبنى قناة “الإخبارية السورية” الرسمية بريف دمشق فأوقعوا سبعة قتلى بينهم ثلاثة صحافيين ص11. واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له ان مئة قتيل سقطوا في محافظات سورية عدة. سياسياً، نجح المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان في تحديد السبت المقبل موعداً لعقد اجتماع “مجموعة العمل حول سوريا” في جنيف، ولكن من دون توجيه الدعوة الى المملكة العربية السعودية وايران. وبعد ستة ايام من اسقاط الجيش السوري مقاتلة تركية، كرر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تحذيراته من المساس بتركيا، لكنه نفى وجود نية لدى بلاده لمهاجمة سوريا.

وقال انان في بيان أصدره في جنيف ان “على مجموعة العمل الاتفاق ايضاً على توجهات ومبادئ لانتقال سياسي يقوم به السوريون تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، والاتفاق على جعل هذه الاهداف حقيقة على الارض”. وأوضح ان هدف المحادثات التي ستستمر يوما واحدا هو البحث عن اجراءات لضمان التنفيذ الكامل لخطته للسلام المكونة من ست نقاط ولقرارات مجلس الامن ومنها القرار الخاص بالوقف الفوري للعنف.

ويعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية وتشارك فيه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا. ووجهت دعوات ايضاً الى تركيا والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة ووزراء خارجية قطر والكويت والعراق من جامعة الدول العربية.

وغابت عن لائحة انان السعودية وايران. وطلبت موسكو مشاركة ايران حليفة سوريا لدورها في المنطقة، بينما انتقدت واشنطن دور طهران “غير البناء” في هذه الازمة. وتدعم السعودية المعارضة السورية.

كما وجهت الدعوة الى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي لحضور المحادثات المغلقة التي تعقد في مقر الامم المتحدة في جنيف. وتوقع ديبلوماسي عربي ان يعقد ديبلوماسيون اجتماعا تحضيريا في المدينة السويسرية غداً.

وصرح الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي بأن أنان سيطلع ايران على نتائج اجتماع جنيف بغية ضمان استمرار مشاركتها في الجهود المبذولة لحل الازمة في سوريا. وقال ان انان وبان كي- مون يتفقان على “ضرورة مشاركة ايران في حل” الازمة السورية.

ويتركز الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة على مصير الرئيس السوري بشار الاسد. فبينما تصر واشنطن على وجوب الاتفاق على مرحلة سياسية انتقالية، ترى روسيا ان التخلي عن الاسد سيعطي اشارة تدل على تغيير سياسي اساسي في موقفها.

وتجدر الاشارة الى ان “مجموعة العمل” هي تسمية جديدة للهيئة التي يرغب في تشكيلها انان للخروج من المأزق في سوريا. وكانت الهيئة تسمى حتى الان مجموعة الاتصال.

ردود الفعل

وفي ردود الفعل على الاجتماع، صرحت كلينتون خلال زيارة تقوم بها لهلسنكي بانها تحدثت مع انان ثلاث مرات خلال الساعات الـ 24 الأخيرة. وقالت: “لقد وضع خريطة طريق واضحة للانتقال السياسي. وهو ينشرها للتعليق عليها. قدمت دعمنا للخطة التي عرضها… نعتقد انها تجسد المبادئ المطلوبة لأي انتقال سياسي في سوريا من شأنه ان يؤدي إلى نتيجة سلمية ديموقراطية وتمثيلية تعكس ارادة الشعب السوري”. وأضافت ان اي دولة تشارك في المحادثات يجب ان تدعم خطة انان لنقل السلطة وخطته الاصلية ذات النقاط الست والتي تضمنت وقف العنف وتأكيد حق التظاهر والاحتجاج. وسأبقي جدول أعمالي مفتوحا بحيث يتيح لي المشاركة في الاجتماع ويحدوني أمل كبير في أن يكون نقطة تحول وسط الظروف المأسوية جداً التي تحيط بالشعب السوري في الوقت الحاضر”.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” ان الاسد “لا يمكنه الان العودة الى السيطرة على الوضع في سوريا. اعتقد ان نظامه محكوم عليه بالانهيار والمسألة هي فقط متى يحدث ذلك”.

واعلن ممثل الصين لدى الامم المتحدة في جنيف شيا جينجي ان بلاده تنظر “بعين الرضا” الى الدعوة الى الاجتماع، واعرب عن “الامل في ان يؤدي هذا المؤتمر الى توافق دولي”.

وفي باريس، رأت وزارة الخارجية الفرنسية انه “يفترض ان تتفق مجموعة العمل على مبادىء ومراحل انتقال ديموقراطي في سوريا وكذلك على الاولوية التي تقضي بوقف القمع وحرية وصول المساعدة الانسانية الى المدنيين”.

في غضون ذلك، اعتبرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا التي شكلها مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان في تقريرها ان اعمال العنف الطائفية تتزايد في هذا البلد، مؤكدة حصول انتهاكات فاضحة لحقوق الانسان فيه. وقال إن القوات النظامية ارتكبت انتهاكات لحقوق الانسان شملت إعدامات في انحاء البلاد على مدار الاشهر الثلاثة المنصرمة. واشار ايضاً الى حوادث قتل وخطف عدة ارتكبتها جماعات المعارضة المسلحة. وعن مجزرة الحولة، قالت اللجنة ان القوات الحكومية السورية ربما كانت مسؤولة عن “الكثير” من قتلى هذه المجزرة.

واشنطن تندد بـ”كل العنف”

من جهة اخرى، نددت الولايات المتحدة بالهجوم الذي استهدف قناة “الاخبارية السورية”. وقال الناطق باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني: “ندين كل اعمال العنف بما فيها تلك التي تستهدف عناصر من نظام”  الاسد، وندد في الوقت عينه بالقمع الدامي للسكان.

ورد كارني على تصريحات الاسد الذي قال ان بلاده تعيش “حال حرب حقيقية”، مؤكداً عزمه على الانتصار فيها، فقال ان “تصريحات الاسد وتعليقاته في شأن الوضع في سوريا يصعب فهمها، خصوصا أنه هو الذي تسبب به”. وشدد على ان “وحشية اعمال العنف التي تنفذ ضد الشعب هي من فعله”. وأضاف: “نحن نتفق على ان الوضع خطير ورهيب ويسبب قتلا مأسوياً وغير مجد لمدنيين… لكن السبب هو رفض بشار الاسد الاستجابة لارادة الشعب السوري. انه نتيجة خياراته”.

الرسالة الأكثر دموية للإعلام الرسمي.. والحكومة تحمّل الجامعة العربية المسؤولية

مسلحون معارضون يدمّرون «الإخبارية» السورية: 7 قتلى وجرحى ومخطوفون

في الساعة الرابعة والربع من فجر يوم أمس، رنّ هاتف مدير محطة «الإخبارية» السورية الزميل عماد سارة، ليسمع صوتاً مألوفاً على الطرف الآخر من الخطّ ينبئه بأن المحطة تتعرّض لهجوم مسلح. كان صوت النار وانفجار القذائف المنهمرة على المبنى يسمع في محيط الموقع، على مسافة 25 كيلومتراً من العاصمة دمشق، في منطقة بساتين وقرى متناثرة استأجرت «الإخبارية» السورية من أراضيها مستودعاً وبناءً حوّلتهما مؤقتاً الى محطة تلفزيونية.

لم يكن مضى على مغادرة سارة لمكتبه سوى ساعات. ترك بعض الفنيين والإعلاميين في القناة التي تبث تجريباً منذ عام ونصف العام في انتظار تجهيز مقر لها في دمشق، كان العمل جارياً على تأمينه خلال الأسابيع المقبلة.

لم تكن «الإخبارية» مختلفة في نهجها المهني عن التلفزيون السوري أو محطة «الدنيا» الخاصة، وكان واضحاً أين تقف في تغطيتها الإخبارية، وإن تميزت بعملها الميداني وسرعة نقلها للأخبار، ولا سيما الأمنية منها، كما واكبت باقتدار عمل المراقبين في فترتي عملهم العربية والدولية، ما جعلها هدفاً معنوياً للمعارضة، التي اتهمتها بالتحيز، إلى أن وصلتها الرسالة الدموية الأولى منذ أسبوعين حين تعرض كل من مصورها ومراسلها في اللاذقية لطلقات نارية نجوا منها، رغم إصابتهما الجدية.

اتصل سارة بوزير الإعلام، الذي استنفر بدوره الجهات المختصة فيما كانت المعركة مستعرة بين قوى الحراسة المحدودة والهجوم المسلح الذي قدر أفراده بالأربعين، وفقاً لما نقل أهالي المنطقة، ولا سيما من تصادف وجوده قرب المبنى في وقت صلاة الفجر وهؤلاء انبطحوا أرضاً فيما كانت عملية التدمير مستمرة للمبنى، وطلقات النار تسمع بوتائر متعددة.

تمكن أخيراً سارة من الوصول لمن في الموقع، حين ردّ مواطن على هاتف أحد الأفراد، ليسأل من المتصل. طلب سارة صاحب الهاتف فكان رد المجيب «لا أدري من صاحب الخط. في الواقع كلهم في الأرض». علم حينها سارة أن طواقم العمل بغالبيتها أصيبت في الهجوم.

حين وصلت السلطات إلى المكان كانت الحرائق لا زالت مشتعلة، وعدد من الجثث متناثرة أو مجمّعة وقد أعدم بعضهم بالرصاص بعد تكبيله، فيما سرت أنباء عن اختطاف آخرين. لم يكن قد تبقى من الاستديو شيء تقريباً. وسرق ما سرق من الأجهزة، فيما جرت محاولة تدمير الغرف المختلفة التي أحاطت بالاستديو.

أصرّ وزير الإعلام عمران الزعبي على عودة المحطة لبثها، وخصّص استوديو صغير في مبنى التلفزيون السوري لمتابعة البث، الذي استمرّ ساعات دون إشارتها المعتادة.

وأعلن التلفزيون لاحقاً أن عدد القتلى سبعة، بينهم إعلاميون هم سامي أبو أمين وزيد كحل ومحمد شمة، و4 من عناصر الحرس، فيما سجل وجود جرحى آخرين ومختطفين.

واتهم الزعبي سريعاً جامعة الدول العربية بـ«التمهيد قانونياً لهذا العمل». وقال «هذه المجزرة لا يمكن على الإطلاق الحديث على أنها أتت من فراغ أو أنها مجرد جريمة إرهابية عادية، فليلة أمس قرّر الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ فرض عقوبات على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية على القنوات الأرضية والفضائية والإذاعات السورية، بالإضافة للحملات الإعلامية التحريضية المستمرة ضد سوريا في القنوات العربية والأجنبية المعروفة والتحريض على ارتكاب المجازر وعلى القتل والعنف في سوريا يتوّج صباح (أمس) بالاعتداء على الكلمة وحرية الكلمة وشرف الكلمة وعلى العمل الصحافي والإعلامي والمهني في مجزرة هي الأسوأ بالمطلق في مواجهة الصحافة والإعلام».

وأوضح أن «المجموعات الإرهابية المسلحة التي اقتحمت مقر قناة الإخبارية السورية ارتكبت مجزرة حقيقية بكل معنى الكلمة، عندما قامت بإعدام إعلاميين وصحافيين وموظفين وعناصر الحراسة المدنية وعمال المقسم والاستعلامات في قناة الاخبارية السورية»، مضيفاً إن «الإرهابيين قاموا بتفخيخ الأبنية والاستديوهات وغرف الأخبار والمكاتب الخاصة بالقناة وتفجيرها وسرقة ما يمكن تحميله من أجهزة تقنية وما يمكن أخذه في سياراتهم».

وحمّل الزعبي «الأمين العام لجامعة الدول العربية شخصياً ومجلس الجامعة»، وقال «هم مسؤولون ويجب أن يحاسبوا، لأن أولئك الذي ارتكبوا المجزرة كانوا ينفذون قرار مجلس الجامعة بإسكات الصوت الإعلامي في سوريا».

وقال الزعبي لـ«السفير» إنه اتصل بعدد من نظرائه العرب، مطالباً مجلس وزراء الإعلام باتخاذ موقف من الجريمة.

كما أصدرت وزارة الإعلام بياناً قالت فيه إن «مجموعات إرهابية مسلحة نفذت هجوماً على مقر ومباني قناة «الاخبارية» السورية بريف دمشق، واغتالت عدداً من الصحافيين والاعلاميين والفنيين في القناة وعناصر الحراسة الخاصة بها وزرعت عبوات ناسفة في استديو الأخبار ومباني الإدارة المختلفة وغرف التجهيزات الفنية ودمرتها بالكامل، ثم أشعلت النار في ما تبقى وقامت بتقييد عدد من العاملين في القناة ثم اغتالتهم بإطلاق النار عليهم مباشرة واختطفت عدداً آخر منهم».

وأكد البيان «أن الاعتداء الآثم على حرية الإعلام وكوادره ومؤسساته يأتي تزامناً واستكمالاً لمحاولات منع الإعلام الوطني السوري من البث الفضائي وترجمته مباشرة بالعقوبات المتخذة بحق هذا الإعلام وآخرها ما صدر مساء أمس (الأول) عن الاتحاد الاوروبي ضد الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا، وقبل ذلك بحق الفضائية السورية وقناة الدنيا الخاصة».

وختم البيان بالقول «ستبقى الإخبارية السورية والإعلام السوري وأرواح الشهداء منارات قومية وإنسانية رغم الحقد والارهاب».

مقتل 7 في هجوم على مقر قناة سورية .. وواشنطن تدين

استبعاد إيران والسعودية من مؤتمر جنيف

رست التسوية الدولية أمس، على استبعاد إيران والسعودية بالإضافة الى لبنان، من مؤتمر «مجموعة العمل» حول سوريا في جنيف السبت المقبل، للتمكن من المضي قدما في الجهود نحو التوصل إلى إنقاذ خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان لإنهاء الأزمة السورية.

وفي الأثناء، قامت مجموعات مسلحة بشن هجوم على مقر قناة «الإخبارية» السورية في ريف دمشق، ما أسفر عن مقتل 7 من طاقم المحطة وحراسها، وخطف عدد من الموظفين إضافة إلى تدمير المقر. وفيما حمّلت سوريا الجامعة العربية مسؤولية الهجوم، دانته واشنطن التي أعربت عن رفضها للعنف في سوريا من كل الأطراف التي دعتها إلى وقف العمليات العسكرية.

مؤتمر جنيف

وأكد أنان دعوته إلى اجتماع في 30 حزيران الحالي في جنيف لـ«مجموعة العمل حول سوريا»، بمشاركة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (أميركا، فرنسا، بريطانيا، الصين، وروسيا)، تركيا، الاتحاد الأوروبي، قطر، الكويت والعراق.

وقال انان ان «اهداف مجموعة العمل حول سوريا هي تحديد المراحل والتدابير لتأمين التطبيق الكامل لخطة النقاط الست وقراري مجلس الامن 2042 و2043، بما في ذلك الوقف الفوري للعنف بكل أشكاله». وأضاف انان «على مجموعة العمل الاتفاق ايضا على توجهات ومبادئ لانتقال سياسي يقوم به السوريون تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، والاتفاق على جعل هذه الاهداف حقيقة على الارض».

وقال المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لاحقا مارتن نسيركي ان انان وبان يتفقان على «ضرورة مشاركة ايران في حل» الازمة

السورية. وأوضح ان انان «سيطلع ايران بعد اجتماع (جنيف) وسيتأكد من استمرار مشاركتهم (الايرانيون)» في المساعي للتوصل الى حل.

ومن جانبه، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وأنان في اتصال هاتفي مسائل تتعلق بالتحضير للمؤتمر الدولي، وأفادت وزارة الخارجية الروسية أن الاتصال أجري بطلب من أنان.

وصرح المندوب الروسي في مجلس الأمن الدولي فيتالي تشوركين بأن غياب إيران عن المؤتمر لا يعني أنه سيفشل. وقال: «قد تكون مشاركة إيران مفيدة، لكن غيابها لا يعني أن المؤتمر لن ينجح أو لن يتخذ قرارات مهمة».

من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنها ستترك جدول أعمالها «مفتوحا» ليتيح لها المشاركة في اجتماع جنيف وتأمل في أن يكون الاجتماع «نقطة تحول» في الأزمة السورية. وأضافت كلينتون للصحافيين في هلسنكي حيث تقوم بزيارة رسمية: «إذا أمكننا الالتقاء على أساس خريطة الطريق تلك… فأعتقد أن من الحكمة البالغة عقد اجتماع».

ومن جهته، صرح وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس بأن المفاوضات بين الدول الكبرى حول سوريا مستمرة «وعلى الأرجح السبت في جنيف» من اجل الحصول على «تحرك حازم» من مجلس الامن الدولي «يمكن ان يكون عبر قرار تحت الفصل السابع» يسمح بتدابير قسرية.

وقال فابيوس «ان المفاوضات خصوصا بين الاعضاء الدائمين في مجلس الامن تتواصل وعلى الارجح السبت في جنيف بغية التوصل الى تنفيذ فعلي لخطة انان، وهذا يمر عبر تحرك حازم من هذا المجلس من الممكن ان يكون عبر قرار تحت الفصل السابع».

وأعلن ممثل الصين لدى الامم المتحدة في جنيف أن بلاده تنظر «بعين الرضا» الى الدعوة الى الاجتماع.  وأعرب عن «الامل في ان يؤدي هذا المؤتمر الى توافق دولي».

وهاجمت مجموعة من المسلحين مقر قناة «الإخبارية» الرسمية في دمشق، ما أسفر عن مقتل 7 وخطف عدد من الموظفين وتدمير المقر.

(تفاصيل ص13 )

وحمّل وزير الإعلام عمران الزعبي «الأمين العام لجامعة الدول العربية شخصياً ومجلس الجامعة»، المسؤولية عن الهجوم. وقال «هم مسؤولون ويجب أن يحاسبوا، لأن أولئك الذي ارتكبوا المجزرة كانوا ينفذون قرار مجلس الجامعة بإسكات الصوت الإعلامي في سوريا».

ودان البيت الابيض كل اعمال العنف في سوريا بما في ذلك الهجمات على عناصر مؤيدة لحكومة الرئيس بشار الأسد مثل هجوم لمقاتلين معارضين على مقر «الإخبارية». وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني للصحافيين «ندين كل اعمال العنف بما في ذلك تلك التي تستهدف عناصر مؤيدة للنظام». ودعا كل الاطراف الى انهاء العمليات العسكرية في سوريا.

ورد كارني على تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد الذي قال أمس الاول، ان بلاده تعيش «حالة حرب حقيقية». ولفت كارني امام الصحافيين ان «تصريحات الاسد وتعليقاته بشأن الوضع في سوريا يصعب فهمها خصوصا لانه هو الذي تسبب به»، مشددا على ان «وحشية اعمال العنف التي تنفذ ضد الشعب هي من فعله».

وفي سياق مواز، اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، ان لا نية لتركيا في مهاجمة سوريا المجاورة والتي أسقطت احدى طائراتها الحربية فوق المتوسط. وصرح اردوغان لوكالة «انباء الاناضول» ان «تركيا والشعب التركي لا نية لديهما في مهاجمة سوريا»، مضيفا ان بلاده «ليس لديها اي موقف عدائي إزاء اي دولة».

إلى ذلك، قتل  حوالى 100 شخص ، بينهم 15 من عناصر القوات الحكومية، حسبما افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» وناشطون. وأفاد «المرصد» بأنه في ريف دير الزور، قتل ما لا يقل عن عشرة من القوات النظامية السورية اثر استهداف شاحنة قرب مدينة الميادين. وأضاف «المرصد» في بيان ان 15 جنديا انشقوا من تجمع تتمركز فيه قوات عسكرية وأمنية.

              («السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، أ ش ا)

انان يقترح حكومة انتقالية في سوريا

نيويورك- (ا ف ب): اقترح الوسيط الدولي كوفي انان تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تضم انصار الرئيس بشار الأسد وأعضاء من المعارضة لايجاد حل سلمي للنزاع، حسب ما اعلن دبلوماسيون الاربعاء.

وقال هؤلاء ان القوى العظمى (روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) تدعم هذه الفكرة التي ستبحث خلال اجتماع مجموعة العمل حول سوريا السبت في جنيف.

وحسب الصورة التي رسمها انان فمن الممكن ان تضم هذه الحكومة الائتلافية الجديدة وزراء من الحكومة السورية الحالية ووزراء من مجموعات المعارضة ولكن ليس مسؤولين “قد يضر وجودهم بالعملية الانتقالية ويجهض مصداقية هذه الحكومة (الجديدة) او الجهود التي تبذل من اجل المصالحة”، حسب احد الدبلوماسيين.

وقال دبلوماسي آخر إن “الصورة التي رسمها انان تقترح امكانية ابعاد الاسد ولكن ايضا ابعاد بعض المسؤولين في المعارضة” مضيفا مع ذلك ان لا شيء في اقتراح انان يبعد الرئيس الاسد بشكل آلي.

واضاف ان “موافقة روسيا على هذه الخطة قد يعني انها مستعدة لرحيل الاسد”. ولكن دبلوماسيا غربيا اخر اعرب عن شكه حيال هذه النقطة معترا ان “الروس ليسوا مستعدين للتخلي عن الاسد او الموافقة على افكار تتعارض مع مصالحهم”.

وفكرة تشكيل حكومة ائتلافية تشكل جزءا من “الخطوط الرئيسية والمبادىء للمرحلة الانتقالية” في سوريا التي بعثها انان الى وزراء الخارجية الذين سيشاركون في اجتماع جنيف.

وسيشارك في الاجتماع السبت وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا).

ووجهت دعوات ايضا الى تركيا والاتحاد الاوروبي وبان كي مون والامين العام للجامعة العربية. كما وجهت دعوات الى وزراء خارجية قطر والكويت والعراق بسبب الدور الذي يلعبونه داخل الجامعة العربية.

وحسب انان، فان “مجموعة العمل” هذه ستتفق خصوصا على “توجيهات ومبادىء لمرحلة انتقالية سياسية يقودها السوريون”.

ومن ناحيته، قال السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين الاربعاء ان الافكار التي سيطرحها انان في جنيف لن يقبلها الوزراء بشكل إلي.

واضاف “ستكون قاعدة للنقاش بين الوزراء” مع عدم استبعاده اضافة عناصر اخرى الى الوثيقة التي بعثها انان الى الوزراء. واضاف “سيكون مؤتمر عمل”.

اما وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون فقالت في هلسنكي “لقد اجريت اتصالات وثيقة مع المبعوث الخاص كوفي انان حول احتمالات عقد لقاء يركز على خارطة الطريق لانتقال سياسي في سوريا”.

واضافت ان انان “وضع بنفسه خارطة طريق مفصلة ومتينة للانتقال السياسي وقد وزعها علينا لابداء تعليقاتنا عليها وعندما تحدثت معه بالامس اعربت له عن دعمنا للخطة التي قدمها”.

واضافت “نعتقد ان (خارطة الطريق) تجسد المبادئ المطلوبة لاي انتقال سياسي في سوريا يمكن ان يقود الى نتيجة سلمية وديموقراطية وتمثل اراء الجميع وتعكس ارادة الشعب السوري”.

واشنطن وأبو ظبي تدعوان إلى تطبيق خطة أنان وتحقيق الانتقال السياسي بسوريا

واشنطن- (يو بي اي): شددت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة الأربعاء على الضرورة الملحّة لتطبيق خطة المبعوث الخاص إلى سوريا كوفي أنان لوقف نزيف الدم في هذا البلد، وأعربتا عن دعمهما لخطة انتقال سياسي تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري.

وذكر بيان للبيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما التقى ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في البيت الأبيض حيث شددا على “الحاجة الملحّة لتطبيق خطة أنان لتفادي المزيد من نزيف الدم في سوريا وأعربا عن دعمهما لخطة انتقالية تلبّي التطلعات المشروعة للشعب السوري”.

وإذ لاحظ الجانبان التغييرات العميقة التي تجري في دول أخرى في الشرق الأوسط، دعيا الحكومات والمواطنين على حد سواء إلى “تفادي العنف وتعزيز التسامح وحماية حقوق الإنسان خصوصاً حقوق النساء”.

وناقش المسؤولان المفاوضات المستمرة بين إيران ومجموعة “خمسة زائد واحد” حول ملفها النووي وموضوع الجزر الثلاث في الخليج التي تتنازع إيران والإمارات السيادة عليها.

ودعا أوباما والشيخ محمد إيران إلى القيام بوجباتها التي تنص عليها اتفاقية منع الانتشار النووي وقرارات مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية ذات الصلة، كما دعيا إلى حل سلمي لمسألة الجزر الثلاث، وأعرب أوباما عن دعم مبادرة الإمارات بحث المسألة بالمفاوضات المباشرة أو أمام محكمة العدل الدولية أو أي منتدى دولي مناسب آخر.

واتفق الجانبان على مواصلة التشاور والتعاون لتعزيز السلام والاستقرار في الخليج والشرق الأوسط.

وقال البيان إن “الرئيس وولي العهد أعادا التأكيد على التزامهما بالتعاون الدفاعي الثنائي المتين بينهما لتعزيز الأمن الإقليمي وردع أي تهديد بعدوان ضد الإمارات”، واتفقا على المزيد من المناورات العسكرية المشتركة.

الأمم المتحدة: سورية في طريقها إلى حرب أهلية

سورية: مسلحون يفجرون قناة ‘الاخبارية’ الموالية للأسد

استثناء إيران والسعودية من الدعوات لمؤتمر جنيف

جنيف ـ بيروت ـ دمشق ـ وكالات: نجح المبعوث المشترك الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان في تخطي الخلافات بين المشاركين ليجمع لاول مرة السبت في جنيف ‘مجموعة العمل حول سورية’ بهدف تحديد مبادىء ومراحل الخروج من الأزمة وتطبيق عملية انتقالية، في الوقت الذي أعلن فيه محققون تابعون للأمم المتحدة أن العنف المتزيد في سورية أصبح أقرب إلى حرب أهلية.

جاء ذلك فيما قالت وسائل الإعلام الرسمية في سورية إن مسلحين اقتحموا بوابات مقر قناة ‘الإخبارية’ الموالية للحكومة الأربعاء وفجروا المبني وقتلوا بالرصاص سبعة موظفين في أحد أكثر الهجمات جرأة على رمز من رموز الدولة.

وقال الرئيس بشار الأسد في وقت متأخر الثلاثاء إن بلاده في حالة حرب. ويظهر الهجوم على مقر الإخبارية الواقع على بعد 20 كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة وكذلك قتال الليلة قبل الماضية على مشارف دمشق أن الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهرا تقترب من العاصمة دمشق سريعا.

وأظهرت لقطات عرضت على قناة الإخبارية التي استأنفت البث عقب الهجوم آثار الرصاص في مبنى من طابقين وبركا من الدماء على الأرض. ودمر مبنى معدني تماما تقريبا وظلت ألسنة اللهب تشتعل في الهيكل المعدني للمبنى.

وتعليقا على الهجوم، قال المتحدث باسم الرئاسة الامريكية جاي كارني ‘ندين كل اعمال العنف بما فيها تلك التي تستهدف عناصر من نظام’ بشار الاسد.

واستنكرت منظمة العفو الدولية (آمنستي) في بيان الاربعاء الهجوم معتبرة انه ‘حتى المؤسسة الاعلامية المنخرطة في الدعاية السياسية تبقى هدفا مدنيا’، بحسب آن هاريسون نائب مدير آمنستي في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

ويعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية وتشارك فيه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا.

ووجهت دعوات ايضا الى تركيا والممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة ووزراء خارجية قطر والكويت والعراق من الجامعة العربية.

وقال كوفي عنان ان ‘اهداف مجموعة العمل حول سورية هي تحديد المراحل والتدابير لتأمين التطبيق الكامل لخطة النقاط الست وقراري مجلس الامن 2042 و2043، بما في ذلك الوقف الفوري للعنف بكل اشكاله’.

واضاف عنان ‘على مجموعة العمل الاتفاق ايضا على توجهات ومبادىء لانتقال سياسي يقوم به السوريون تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، والاتفاق على جعل هذه الاهداف حقيقة على الارض’.

وغاب عن لائحة عنان المملكة العربية السعودية وايران. وطلبت موسكو مشاركة جمهورية ايران الاسلامية حليفة سورية لدورها في المنطقة في حين انتقدت واشنطن دور طهران ‘غير البناء’ في هذه الأزمة. من جهتها تدعم السعودية المعارضة السورية.

ففي حين ان الولايات المتحدة تصر على ضرورة الاتفاق على مرحلة سياسية انتقالية، تعتبر روسيا ان التخلي عن الاسد سيعطي اشارة تدل على تغيير سياسي اساسي في موقفها.

وفي ردود الفعل على المؤتمر، قال المتحدث باسم الخارجية الامريكية فيليب رينز لوكالة فرانس برس ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستشارك في الاجتماع.

واعلن ممثل الصين لدى الامم المتحدة في جنيف شيا جينجي ان بلاده تنظر ‘بعين الرضا’ الى الدعوة الى الاجتماع الدولي حول سورية السبت واعرب عن ‘الامل في ان يؤدي هذا المؤتمر الى توافق دولي’.

وفي باريس، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء انه ‘يفترض ان تتفق مجموعة العمل على مبادىء ومراحل انتقال ديمقراطي في سورية وكذلك على الاولوية التي تقضي بوقف القمع وحرية وصول المساعدة الانسانية الى المدنيين’، بحسب الناطق باسم الخارجية برنار فاليرو.

و’مجموعة العمل’ هي تسمية جديدة للهيئة التي يرغب في تشكيلها كوفي عنان للخروج من المأزق في سورية. وحتى الآن كانت الهيئة تسمى مجموعة اتصال.

وفي جنيف، اعتبرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سورية التي شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في تقرير الاربعاء ان اعمال العنف الطائفية تتزايد في هذا البلد، مؤكدة حصول انتهاكات فاضحة لحقوق الانسان فيه.

وحول مجزرة الحولة، اعتبرت اللجنة ان القوات الحكومية السورية ربما تكون مسؤولة عن ‘العديد’ من قتلى هذه المجزرة.

وانسحب مندوب سورية فيصل خباز حموي الاربعاء من الجلسة بينما كان الاعضاء يتداولون في التقرير.

ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل ما لا يقل عن 21 من القوات النظامية السورية، بينهم عقيد في الحرس الجمهوري، اثر استهداف شاحنة قرب مدينة الميادين بريف دير الزور (شرق)، وتفجير اليات للقوات النظامية السورية في قرية معرة دبسة بريف ادلب (شمال غرب)، واشتباكات في محافظات ادلب ودرعا(جنوب) وحلب (شمال)، ومحافظة دير الزور.

واضاف المرصد في بيان ان 15 جنديا انشقوا في دير الزور من تجمع تتمركز فيه قوات عسكرية وامنية.

وسقط 40 قتيلا، بينهم ثلاثة مقاتلين معارضين في ادلب احدهم قائد كتيبة.

والقتلى الباقون مدنيون قتل منهم 13 في ريف دمشق بينهم سبعة جراء استهداف تلفزيون ‘الاخبارية’ الرسمي.

تركيا لا تخطط لشن حرب على سوريا رغم حدة الخطاب

أ. ف. ب.

رغم إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده لا تنوي مهاجمة سوريا المجاورة والتي اسقطت احدى طائراتها الحربية فوق المتوسط، الا ان محللين يتوقعون تزايد احتمالات وقوع اشتباكات على الحدود بين البلدين.

أنقرة: بعد أيام من إسقاط مقاتلة تركية من طراز فانتوم اف-4 بنيران الدفاعات السورية وفقدان طاقمها، إكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أن تركيا ليست لديها اية نوايا عدوانية تجاه اي بلد. وصرح اردوغان اثناء حفل عسكري ان “تركيا والشعب التركي لا نية لديهما في مهاجمة” سوريا، مضيفا ان بلاده “ليس لديها اي موقف عدائي ازاء اي دولة”.

وياتي تصريحه بعد وصفه سوريا بانها تشكل “تهديدا واضحا ووشيكا” وتوعده برد عسكري قاس على اي انتهاك حدودي. وابرزت الصحف التركية تشدد الموقف التركي حيث قالت صحيفة ملييت “سوريا اصبحت عدوا حقيقيا الان”.

ورغم ان المحللين استبعدوا احتمالات الحرب، الا انهم حذروا من تصاعد العنف على طول الحدود التركية السورية الجنوبية الممتدة 910 كلم. وقال المحلل السياسي البروفسور سيدات لاسينر من مؤسسة “يو اس ايه كاي” ومقرها انقرة “تستطيع ان تصنف بلدا ما على انه عدو، لكن ذلك لا يعني انك في نزاع ساخن مع ذلك البلد”.

 واكد ان “تركيا ليست لديها نية بترجمة هذا التوتر الى حرب، ولكن من الواضح ان الحدود التركية السورية تحولت الى جبهة يمكن ان تشهد هجمات في المستقبل”. وفي كلمة امام البرلمان الثلاثاء، اعلن اردوغان ان “قواعد الاشتباك تغيرت بالنسبة الى القوات المسلحة التركية. فاي عنصر عسكري قادم من سوريا ويشكل تهديدا او خطرا امنيا على الحدود التركية سيعتبر هدفا” عسكريا.

واكد هيو بوب من مجموعة الازمات الدولية ان “التوتر سيتصاعد على الحدود”. واضاف “لكن لا اعتقد ان تركيا تريد ارسال قوات الى سوريا. الخيار الوحيد امام تركيا هي ان تكون جزء من مبادرة دولية”.

وبناء على طلب من تركيا، عقد الحلف الاطلسي اجتماع ازمة الثلاثاء في بروكسل حول المسالة ترأسه الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن بحضور اعضاء الحلف ال28. وقال راسموسن “هذا عمل غير مقبول ونحن نندد به باشد العبارات … لقد اعلن الحلفاء دعمهم القوي وتضامنهم مع تركيا”، موضحا ان الحلف ما زال “يدرس” الملف.

واعتبر راسموسن ان الهجوم على الطائرة الحربية التركية “مثال اضافي لعدم احترام سوريا للقوانين الدولية وللسلام والامن وللحياة البشرية”، لكنه لم يات على ذكر الخيار العسكري. وقال اردوغان “تركيا ستمارس حقوقها المنصوص عليها في القانون الدولي بحزم، وستتخذ الخطوات الضرورية عن طريق تحديد الزمان والمكان والطريقة لذلك بنفسها”.

وراى ديدييه بيون المتخصص في الشؤون التركية في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس انه “من الطبيعي ان يلقي اردوغان بمثل هذا الخطاب القوي بعد هذه الحادثة”. واضاف انه لا يوحد تهديد بنشوب حرب بين انقرة ودمشق ولكن “هناك مخاطر بحدوث اشتباكات على الحدود” ربما ترتبط بوجود مسلحي المعارضة السورية في جنوب تركيا.

وتابع “وهناك مخاطر كذلك من وقوع اعمال استفزازية متعمدة، ولكن مثل هذه الاشتباكات سيكون لها تاثير محدود”. وقالت وسائل الاعلام التركية ان تركيا ستخضع سوريا الى عمليات مراقبة اكبر وتراقب كل تحرك عسكري يصدر عنها. كما قالت الصحف ان الحكومة ارسلت دبابات الى الحدود ونصبت اجهزة رادار اضافية، الا انه لم يرد تاكيد رسمي لذلك.

 ورأى اليتر توران استاذ العلوم السياسية في جامعة بيلغي في اسطنبول ان “تركيا شعرت بالاحباط وكان عليها ان تظهر انها اتخذت بعض الاجراءات بعد ان اسقطت سوريا طائرتها”. وردا على سؤال عما اذا كان اعضاء حزب اردوغان يؤيدون شن حرب على سوريا، قال توران “لقد اسقطت الطائرة التركية في عمل عدائي”، الا انه اضاف ان السياسة الخارجية لا تخضع لتوقعات القاعدة الشعبية للحزب.

 وكان اردوغان انقلب على حليفه السابق الرئيس السوري بشار الاسد، ووصفه بانه “ديكتاتور دموي” بعد حملة القمع التي شنها نظامه على المناهضين له في الاحتجاجات التي اندلعت في منتصف اذار/مارس 2011 وادت الى فرار الاف اللاجئين الى تركيا.

 وقال لاسينر ان تركيا وصلت الى مرحلة في علاقاتها مع سوريا “باتت فيها جميع الخيارات مطروحة”. واشار الى ان “تركيا ليست لديها نية للدخول في حرب مع سوريا .. ولكن تركيا لها حق الدفاع عن النفس”.

كاتب:لماذا يُحاصر الاعلام الخليجي العلويين والشيعة و(يحسبهم) على الاسد؟

عدنان أبو زيد

الا يُحتمل ان النظام السوري يستخدم الورقة العلوية كما استخدم النظام العراقي المنهار الورقة السنية، وكما استخدم الارهابيون في الجزائر وفي افغانستان وحتى في مصر والسعودية نصوص القرآن والحديث لتبرير قتل الآلاف من بني وطنهم وترويعهم وقطع رؤوسهم والقائها في الآبار..

إيلاف: يرى الكاتب خليل علي حيدر في عناد النظام السياسي في سوريا ومذابحه المستمرة بحق شعبها، جالبا للكوارث الصامتة للاقليات، وللطائفة العلوية بالذات، التي ينظر اليها كأداة للسلطة وقاعدة للنظام.

ويحسب حيدر فان الهجوم الدموي على الامنين من سكان المدن السورية الذي تقوم به قوات الحكومة، سيدفع العلويون ثمنا باهظا له من مستقبلهم وامنهم وسلامهم، حيث يجرجرهم النظام ويسيّس حياتهم ويضعهم في وجه بقية الشعب.

اعمال انتقامية واسعة

ويؤكد حيدر ان ” هذا القمع المتواصل الواسع النطاق لم يدمر حياة الاغلبية السنية بل وكذلك غيّر على الارجح حياة العلويين ومستقبلهم، مهما كانت درجة قربهم من النظام واستفادتهم من فرصه، وقد تعرضهم هذه الاحداث مهما كانت درجة مسؤوليتهم عنها وتعاطفهم مع النظام، لاعمال انتقامية واسعة، بسبب الحملة الاعلامية والدينية ضدهم، وبخاصة ان معظم الكتب الاسلامية وبخاصة كتب ابن تيمية تكفرهم وتعاديهم”.

لكن حيدر يرى ان من يرتكب عمليات القمع والابادة في سوريا ينبغي ان يُدان مهما كان دينه ومذهبه وحزبه السياسي ، لكن لا معنى على الاطلاق ولا مبرر لكل هذه الشتائم التي توجه لكل العلويين ولمذهبهم الديني في الصحافة الكويتية وغيرها، وفي الخطب والمواقع الالكترونية.

ويتابع “من يعطي هؤلاء حق الشتم والتكفير مهما كانت عقائد العلويين ومضامين وتفاصيل مذهبهم، ومهما كان تاريخ النصيرية أو مواقفها؟ لماذا يحاصر الاعلام الخليجي والعربي هذه الطائفة اكثر واكثر، ويلصقها بقوة اكبر بالنظام؟ الا يحتمل ان النظام السوري يستخدم الورقة العلوية كما استخدم النظام العراقي المنهار الورقة السنية، وكما استخدم الارهابيون في الجزائر وفي افغانستان وحتى في مصر والسعودية نصوص القرآن والحديث لتبرير قتل الآلاف من بني وطنهم وترويعهم وقطع رؤوسهم والقائها في الآبار، وسبي نسائهم ومصادرة حقوقهم، أو كما تستخدم الولاءات المذهبية والقبلية والعشائرية”.

وبحسب حيدر فان ” العلويين والمسيحيين وغيرهم مرعوبون اليوم في سوريا، ولاشك انهم لا يشعرون بالاطمئنان وبالمستقبل المشرق”.

مذبحة الكلية العسكرية

ويذكّر حيدر مذبحة الكلية العسكرية، عندما قام الاخوان المسلمون في يونيو 1979 بقتل 32 علويا من طلاب الكلية العسكرية في حلب، ففي ذلك الهجوم قام متطرفون مسلمون بانتقاء بعض الطلاب العلويين لاعدامهم، بينما اطلقوا سراح الآخرين، ولم يغب ذلك الحادث المروع مطلقا عن اذهان العلويين، ولاشك ان فكر الارهاب وادواته ومخططاته اليوم اكثر وحشية وعنفا مما كان عليه الامر عام 1979.

ويشير حيدر الى انه ” اذا تعرضت الطائفة العلوية السورية قريبا للمذابح والانتقام، بحجة انهم كفار ونصيرية ومع النظام، فنحن لا نعرف ما تأثير هذا في العلويين في تركيا مثلا، فهل من مصلحة الثورة السورية بعد كل هذه التضحيات ان تشغل نفسها بمثل هذه المعركة؟” .

يتابع حيدر: ” لا يعني هذا على الاطلاق ان النظام لا يعتمد على العلويين في احيان كثيرة لاعمال القتل والتصفية ” .

الشبيحة من الطائفة النصيرية

وبحسب مجلة الايكونومست فان معظم الشبيحة من الطائفة النصيرية ، و يبدو ان تجنيدهم اصبح عملية سهلة نسبيا، ويزداد خوف الجماعات العلوية على سلامتها، وهي تشجع الشبان على الانضمام الى الميليشيات، فخلال جنازة حديثة، انتقد العلويون النظام لانه لا يتحرك لحمايتهم .

ويقول جورج صبرا من المجلس الوطني السوري ان القرى العلوية التي تستقبل جثث ابنائها قد وصلت الى مرحلة غير قادرة فيها على التحمل وصارت عائلاتها تسأل هل يجب ان يموت اولادنا كي يبقى بشار الاسد؟ ، حتى انهم يطالبوننا بمدهم بالسلاح للانضمام الى خط الثورة.

 ولهذا صرح مراقب الاخوان السوريين رياض الشقفة “نطمئن كل الطوائف، ولاسيما الاقلية منها، وبان وضعها سيكون افضل في سورية المستقبل بعد القضاء على نظام الاستبداد والاجرام، فالديموقراطية ستضمن حقوق الجميع، وكل فرد في سورية هو مواطن يتمتع بالحقوق والواجبات من دون تمييز”. (الشرق الاوسط 2012/6/14).

ويقول تقرير نشرته الصحيفة نفسها قبل ايام “ان مقابلات اجريت مع عشرات العلويين اشارت الى انقسام معقد في صفوفهم، فبعضهم في حالة من الضيق من ان قوات الامن لم تنجح حتى الآن في قمع المعارضة، فيما يقول اخرون ان الاسد يخاطر بمستقبل العلويين بالدفع بهم الى شفا حرب اهلية مع السنة” .

لكن حيدر يطرح سؤالا ” هل يستطيع العلويون المتمردون والرافضون للنظام الاعتماد على وعود الاسلاميين من الاخوان والسلفيين التكفيريين الذين بدأوا يصلون الى سورية من دول الخليج والجزيرة؟ ألن تتكرر تجارب «القاعدة» الارهابية، مع شيعة العراق، حيث انزلت مذابحهم دمارا كاملا بوحدة النسيج المذهبي في العراق، ثم امتد ارهابها الى شيوخ المساجد السنية، ورؤساء القبائل العربية، والاكراد، ثم صارت لا تفرق بين احد مهما كان دينه، توزع الموت والتفجير على كل العراقيين من كربلاء الى الرمادي والموصل.. وما وراء البحار! واذا كان هؤلاء يكفرون العلويين النصيريين، قبل اندلاع الاحداث في سورية، ويكيلون لمذهبهم كل الوان الذم والتهجم، ويعتبرونهم (اكفر من اليهود والنصارى ) فهل يتوقع احد ان يكونوا على رأس الثورة السورية اليوم مثلا؟”.

توريط الطائفة العلوية

غير ان شفيق ناظم الغبرا يرى في الشارع السوري تيار كبير يعيش غضباً ضد النظام، والواضح أن هذا الغضب بدأ يأخذ منحى موجهاً تجاه العلويين بصفتهم القوة الرئيسية وراء قوات الشبيحة وأمن النظام والقمع الراهن.

يقول الغبرا ” في سورية توريط للطائفة العلوية، فباسمها يقع الكثير مما يباعد بينها وبين الأغلبية السنية، فالنظام السوري يبني على تجربته التاريخية في حرب لبنان الأهلية ويحاول خلق حالة من الرعب والخوف الأهلي الذي يمنع أيّاً من أبناء الطائفة العلوية والأقليات الأخرى من الانشقاق عنه”.

 ويزيد في القول “السوريون يعون بأن النظام يستخدم ورقة الطائفة العلوية بصورة أساسية لإبقائها متباعدة عن بقية السوريين. هذا يجعل التوجه إلى الطائفة العلوية وعدم القيام بممارسات قد تصب لمصلحة النظام أمرا رئيسياً في تقدم الثورة. ويسجَّل للمعارضة السورية مرونتها وقدرتها على التحرك، إذ نجحت في تغيير رئيسها، وفي انتخاب شخصية وطنية كردية في رئاسة المجلس الوطني. بطبيعة الحال، بناء الدولة القادمة في سورية سوف يتطلب مشاركة كل فئات الشعب السوري، وسوف يتطلب عدالة لكل الفئات التي يتشكل منها المجتمع السوري”.

اسباب الوحشية

ويتسائل خير الله خيرالله عن اسباب الوحشية التي يلجأ اليها النظام السوري في تعاطيه مع حمص؟ ولماذا يركز على المدينة؟ هل يريد النظام القول ان لديه بديلا من الحلّ الامني يتمثّل في اقامة دولة علويّة قابلة للحياة تشكّل حمص العقبة الابرز على طريق قيامها ورسم حدودها؟

الطائفة العلوية في مأزق خطير

غير ان عبد الله الهدلق يكتب في صحيفة الوطن الكويتية ان بشار الاسد ” وضع الطائفة العلوية في مطبٍّ كبير ومأزق خطير، كما ادى استمرار وتيرة العنف وتصاعدها في سورية الى بروز نوع من الكراهية لدى الطائفة العلوية ضد بشار الاسد كمقدمة لحدوث تمرد علوي في الجيش السوري ضد الاسد، وبما ان القيادات العلوية تتمركز في أعلى المراتب العسكرية والامنية في الدولة، فان نظام بشار الاسد المجرم – شأنه شأن كل الانظمة الديكتاتورية الاخرى – سيتخذ حزمة من الاجراءت والتدابير الامنية لمنع حدوث ذلك التمرد او مواجهته في حال حدوثه”.

 كوفي أنان يقترح حكومة إنتقالية في سوريا

أ. ف. ب.

في محاولة لحل الأزمة السورية، اقترح الوسيط الدولي كوفي أنان تشكيل حكومة إنتقالية تضم عناصر من أنصار الأسد والمعارضة، فيما اعتبر قائد بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود ان حلاً سلميًا ممكن التحقيق في سوريا.

نيويورك: اقترح الوسيط الدولي كوفي انان تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تضم انصار الرئيس بشار الاسد واعضاء من المعارضة لايجاد حل سلمي للنزاع، حسب ما اعلن دبلوماسيون الاربعاء. وقال هؤلاء ان القوى العظمى (روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) تدعم هذه الفكرة التي ستبحث خلال اجتماع مجموعة العمل حول سوريا السبت في جنيف.

وحسب الصورة التي رسمها انان فمن الممكن ان تضم هذه الحكومة الائتلافية الجديدة وزراء من الحكومة السورية الحالية ووزراء من مجموعات المعارضة ولكن ليس مسؤولين “قد يضر وجودهم بالعملية الانتقالية ويجهض مصداقية هذه الحكومة (الجديدة) او الجهود التي تبذل من اجل المصالحة”، حسب احد الدبلوماسيين.

وقال دبلوماسي اخر ان “الصورة التي رسمها انان تقترح امكانية ابعاد الاسد ولكن ايضا ابعاد بعض المسؤولين في المعارضة” مضيفا مع ذلك ان لا شيء في اقتراح انان يبعد الرئيس الاسد بشكل آلي.

واضاف ان “موافقة روسيا على هذه الخطة قد يعني انها مستعدة لرحيل الاسد”. ولكن دبلوماسيا غربيا اخر اعرب عن شكه حيال هذه النقطة معترا ان “الروس ليسوا مستعدين للتخلي عن الاسد او الموافقة على افكار تتعارض مع مصالحهم”.

وفكرة تشكيل حكومة ائتلافية تشكل جزءا من “الخطوط الرئيسية والمبادىء للمرحلة الانتقالية” في سوريا التي بعثها انان الى وزراء الخارجية الذين سيشاركون في اجتماع جنيف. وسيشارك في الاجتماع السبت وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا).

ووجهت دعوات ايضا الى تركيا والاتحاد الاوروبي وبان كي مون والامين العام للجامعة العربية. كما وجهت دعوات الى وزراء خارجية قطر والكويت والعراق بسبب الدور الذي يلعبونه داخل الجامعة العربية.

وحسب انان، فان “مجموعة العمل” هذه ستتفق خصوصا على “توجيهات ومبادىء لمرحلة انتقالية سياسية يقودها السوريون”.

ومن ناحيته، قال السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين الاربعاء ان الافكار التي سيطرحها انان في جنيف لن يقبلها الوزراء بشكل الي. واضاف “ستكون قاعدة للنقاش بين الوزراء” مع عدم استبعاده اضافة عناصر اخرى الى الوثيقة التي بعثها انان الى الوزراء. واضاف “سيكون مؤتمر عمل”.

اما وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون فقالت في هلسنكي “لقد اجريت اتصالات وثيقة مع المبعوث الخاص كوفي انان حول احتمالات عقد لقاء يركز على خارطة الطريق لانتقال سياسي في سوريا”.

واضافت ان انان “وضع بنفسه خارطة طريق مفصلة ومتينة للانتقال السياسي وقد وزعها علينا لابداء تعليقاتنا عليها وعندما تحدثت معه بالامس اعربت له عن دعمنا للخطة التي قدمها”. واضافت “نعتقد ان (خارطة الطريق) تجسد المبادئ المطلوبة لاي انتقال سياسي في سوريا يمكن ان يقود الى نتيجة سلمية وديموقراطية وتمثل اراء الجميع وتعكس ارادة الشعب السوري”.

إلى ذلك، اعتبر قائد بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود ان حلا سلميا ممكن التحقيق في سوريا وان بعثة الامم المتحدة لا بد منها، وذلك في مقابلة نشرتها الخميس صحيفة التايمز البريطانية.

وقال مود ان النظام السوري والمعارضة المسلحة “اعتبرا انه بامكانها تحقيق المزيد من المكاسب باللجوء الى العنف واكثر من مواصلتهما العمل السياسي”. وبعد ان اشاد بشجاعة حوالى 300 مراقب في سوريا، حذر الجنرال مود من انه “يجب السماح لنا القيام بعملنا”.

وبالرغم من صعوبة المهمة، أعرب الجنرال مود عن معارضته تزويد المراقبين بالاسلحة. وقال ان “الرغبة في قتل مراقب غير مسلح تكون صعبة جدا. اذا كنت مسلحا فتصبح هدفا شرعيا”. وعلقت بعثة المراقبين الدوليين عملها منذ 16 حزيران/يونيو بسبب مواصلة اعمال العنف حتى وان بقيت البعثة في سوريا.

أنان: مؤتمر جنيف سيضع مبادئ انتقال السلطة في سوريا

الأمم المتحدة تحمل الجيش السوري معظم أعمال القتل في الحولة * مسلحون يفجرون مبنى قناة إخبارية موالية للأسد

واشنطن: هبة القدسي ـ باريس: ميشال أبو نجم بيروت: يوسف دياب وليال أبو رحال

أعلن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان أمس عن عقد اجتماع وزاري رفيع المستوى بشأن سوريا في جنيف السبت المقبل، مشيرا إلى أن الدعوة تشمل الأطراف المعنية، مستثنيا دعوة إيران، وأوضح أن المؤتمر سيضع مبادئ انتقال السلطة في سوريا.

وقال أنان في بيان صحافي أمس: «لقد وجهت الدعوة إلى وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة) وتركيا، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام لجامعة الدول العربية، وممثل الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية، ووزراء خارجية العراق، والكويت وقطر».

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد مسؤولة عن سقوط «الكثير» من قتلى مجزرة الحولة وسط سوريا التي وقعت في مايو (أيار) الماضي، موضحة أنها «غير قادرة على تحديد هوية المسؤولين في الوقت الراهن، لكنها تعتبر أن القوات الموالية للحكومة ربما تكون مسؤولة عن الكثير من القتلى».

في غضون ذلك، أسفر استمرار أعمال العنف والقصف على حمص وإدلب وحلب عن سقوط نحو 29 قتيلا أمس. وأعلنت وزارة الإعلام السورية أمس، أن مجموعات مسلحة، نفذت فجر امس هجوما على مقر قناة «الإخبارية» الموالية لنظام الاسد بريف دمشق، مما أدى إلى مقتل عدد من الصحافيين والإعلاميين والفنيين وعناصر الحراسة. وقال بيان «ان المجموعة قامت بتوزيع عبوات ناسفة في استوديو القناة ومباني الإدارة المختلفة ودمرتها بالكامل، ثم أشعلت النار في ما تبقى، وقامت بتقييد عدد من العاملين في القناة ثم اغتالتهم بإطلاق النار عليهم مباشرة واختطفت عددا آخر منهم». وأدانت واشنطن الاعتداء، وكذا القمع الدامي للسكان، حسب المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني.

برهان غليون «يعانق» الثورة من إدلب

تحدث لـ «الشرق الأوسط» عن مناطق محررة بالكامل.. وعن تنظيم الجيش الحر شؤون المواطنين

برهان غليون

بيروت: بولا أسطيح

بعد أقل من شهر على تسليمه قيادة المجلس الوطني السوري لعبد الباسط سيدا، ترك برهان غليون، رئيس المكتب السياسي للمجلس اجتماعاته الدولية ومساعيه الدبلوماسية، لينتقل إلى الداخل السوري – ولو لساعات معدودة – محاولا كما قال لـ«الشرق الأوسط»: «معانقة الثورة».

من الأراضي التركية، تحرك غليون باتجاه بلدات محافظة إدلب، التي يسيطر على قسم كبير منها الجيش السوري الحر.. هناك تحرك بكل حرية، فجالس الثوار مستمعا لمطالبهم وخطواتهم المرتقبة، كما عاين الجرحى في المستشفيات متنقلا بسيارات كتب عليها «الجيش السوري الحر»، كما ظهر عبر مقاطع الفيديو التي حملها الناشطون على موقعي التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيس بوك».

«القصص التي نسمعها ونحن بالخارج تختلف عما نسمعه من أبطالها على أرض الثورة»، هكذا انطلق غليون في سرده لـ«الشرق الأوسط» مجريات ما حصل معه، متحدثا عن ذهوله من المدنية والحضارة التي تسيطر على هذه المناطق وأهلها، مما يدحض كليا تهديدات النظام بالفوضى من بعده، مضيفا: «في كل البلدات التي زرتها، لم يكن هناك حد أدنى من الحضور السياسي – لا المعنوي ولا الجسدي – للنظام.. فلا يوجد ممثلون للحكومة، بل مسؤولون عينهم الجيش السوري الحر يتولون أمور المخافر. فيما تتولى لجان محلية إدارة شؤون المواطنين»، وأردف قائلا: «المجتمع السوري بات يتقدم ويسير من دون حضور دولة النظام اللاقانونية، وسط تضامن تام بين عناصر الجيش الحر والمواطنين السوريين».

الزيارة الأولى لغليون، بعد سنتين من مغادرته سوريا، تصب، كما قال، في خانة «الدعم المعنوي للثوار، ومواساة لأهلنا الذين تعرضوا للقتل والمجازر والذبح»، كما تأتي أيضا في سياق «التحدي الكبير للنظام السوري».. لكن الحماسة التي يتحدث بها غليون عما سمعه ورآه، لا تلبث أن تتراجع حين يصل الحديث إلى وضع الجيش الحر، فهو يؤكد وبحسرة أن «المساعدات الخارجية التي تصل إليه ضعيفة جدا، فيما الاحتياجات ضخمة».

ويضيف: «الشعب مول ثورته بنفسه.. فالثوار بحاجة لكل شيء. وعلى الرغم من بعض المساعدات التي تصل إليهم من المجلس الوطني وبعض الجمعيات، فإن العجز يبقى كبيرا جدا في ظل غياب الإمكانات من حيث الأسلحة وأجهزة التواصل»، واعدا ببذل جهود جبارة لمد عناصر الجيش السوري الحر بمضادات للطائرات لاعتباره أن «وجود هذا النوع من السلاح يكسر قدرة النظام على الهجوم ويقلب موازين القوى.. النظام انتهى، ولم يعد سكان إدلب يشعرون بوجوده إلا من خلال القصف الليلي اليومي»، هذا ما يقوله غليون متحدثا عن مساع لفرض النظام سيطرته من خلال التهديد بالقتل لا أكثر ولا أقل». مضيفا: «هو ينتظر السكان حتى يناموا ليبدأ بقصفهم». ويعد غليون بالعودة مجددا إلى الداخل السوري ليزور مناطق أخرى، على أن ترافقه مجموعة من المعارضين الذين يتوقون للسير على خطوات رئيس المجلس الوطني السابق.

فور مغادرة غليون الأراضي السورية مساء الثلاثاء الماضي، غصت صفحات التواصل الاجتماعي بصوره من الداخل السوري، في مسعى لتحدي النظام ومؤيديه، والقول إن المعارضين السوريين باتوا يستطيعون التنقل بحرية في المناطق الخاضعة للجيش الحر. وقد ظهر غليون في أحد مقاطع الفيديو جالسا على الأرض مع عدد من الثوار مرتديا «الجلباب والعقال»، وحين هم بالخروج، توجه له أحد الرجال الواقفين حاملا سلاحه قائلا: «يا دكتور.. نحن أمانة برقبتكم». وبعد أن استقل غليون سيارة سوداء كتب عليها «الجيش الحر» وترفع علم الاستقلال السوري، أخرج الرجل الجالس بجانبه في السيارة رأسه قائلا: «منشان الله يا شباب، لا تنشروا الفيديوهات لنطلع (حتى نخرج) من الحدود».

يذكر أن عددا كبيرا من أعضاء المجلس الوطني السوري دخلوا سوريا مؤخرا وبالتحديد المناطق التي تخضع لسيطرة عناصر الجيش الحر، وكان آخرهم محمد سرميني الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه تنقل في حماه تحت أنظار عناصر جيش النظام.. وكذلك عمر إدلبي، الذي أصيب خلال تنقله في مناطق حمص.

هجوم على مقر «الإخبارية السورية» يوقع 3 قتلى.. ووزير الإعلام يحمل الجامعة العربية المسؤولية

الكردي لـ «الشرق الأوسط»: العملية نتاج اشتباك بين الحرس الجمهوري ومنشقين عنه

بيروت: يوسف دياب لندن: «الشرق الأوسط»

أعلنت وزارة الإعلام السورية أن «مجموعات إرهابية مسلحة، نفذت فجر الأربعاء هجوما على مقر ومباني قناة (الإخبارية السورية) بريف دمشق»، مشيرة في بيان لها إلى أن المجموعة «اغتالت عددا من الصحافيين والإعلاميين والفنيين في القناة وعناصر الحراسة الخاصة بها، وزرعت عبوات ناسفة في استوديو الأخبار ومباني الإدارة المختلفة وغرف التجهيزات الفنية ودمرتها بالكامل، ثم أشعلت النار في ما تبقى، وقامت بتقييد عدد من العاملين في القناة ثم اغتالتهم بإطلاق النار عليهم مباشرة واختطفت عددا آخر منهم».

وحمّل عمران الزعبي، وزير الإعلام السوري، الأمين العام لجامعة الدول العربية (نبيل العربي) شخصيا ومجلس الجامعة، الذي اتخذ قرار وقف البث الفضائي، المسؤولية القانونية وليس فقط السياسية عن الهجوم الذي استهدف مبنى قناة «الإخبارية السورية»، وأسفر عن مقتل ثلاثة من العاملين فيها، موضحا أن «أولئك الذين ارتكبوا المجزرة كانوا ينفذون اليوم قرار مجلس الجامعة بإسكات الصوت الإعلامي في سوريا».

في هذا الوقت، أعلن الجيش السوري الحر، أن حادثة استهداف «الإخبارية السورية» هي «نتيجة اشتباكات حصلت بين منشقين عن الحرس الجمهوري وجنود هذا الحرس المتحصنين داخل المبنى». وأوضح نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي أن «كل محطات الإعلام السورية محاطة بالحرس الجمهوري، وهي تحولت مع المستشفيات إلى ترسانة أسلحة وذخائر عائدة للحرس المذكور». وأكد الكردي لـ«الشرق الأوسط»، أن «من نفذوا الهجوم هم مجموعة من المنشقين عن الحرس الجمهوري، وعلى أثر الانشقاق حصل تبادل إطلاق نار واشتباك مسلح بينهم وبين الجنود المتحصنين داخل المبنى، وعلى أثر إطلاق النار وقذائف الـ(آر بي جي) تفجّرت الذخائر المكدسة داخل المبنى وأدت إلى ما أدت إليه».

وقال «نحن كجيش حر ليست لدينا أي نية أو مصلحة في تدمير المؤسسات الإعلامية والاقتصادية وكل المنشآت العامة ومؤسسات الدولة التي نعتبرها ملكا الشعب وليس النظام، لأننا سنعود إليها بعد سقوط النظام، لكن هناك ظروفا تفرض على العسكري أثناء انشقاقه أن يكون في مواجهة مع مستهدفيه من جنود النظام». ورأى أنه «كلما زادت عمليات القتل وأمعن النظام في إجرامه، زادت مساحة تأثير الجيش الحر والثوار في سوريا».

أما المعارض السوري كمال اللبواني فتوقع أن «يكون هناك خرق في أمن النظام، وهناك من يتعاون مع المعارضة وأمّن لها الدخول وتنفيذ العملية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الحادث مؤسف بسبب سقوط ضحايا، لكن هذه حرب والنظام الذي يستخدم الشبيحة والأمن في قتل الأبرياء والأطفال ويرتكب المجازر سيلقى هذا الرد في أي وقت وفي أي مكان، فعندما لا تكون هناك عدالة يصبح الانتقام هو سيد الموقف». ولفت إلى أن «هذه المحطة (الإخبارية السورية) مكروهة من الشعب السوري بسبب الأكاذيب التي تروجها وتشويهها للحقائق، وقد يكون بعض الذين خسروا عائلاتهم في المجازر نفذ هذه العملية، لكننا نأسف لسقوط الضحايا، ولا شك أن غياب العدالة سيولد الانتقام، ومن الواضح أن البلد ذاهب إلى حرب أهلية». ورأى أنه «إذا كانت المعارضة نفذت هذه العملية فهي رسالة قوية إلى النظام تقول له: باستطاعتي أن أدخل أي مكان وأوجه لك الضربة تلو الأخرى».

وعلى صعيد العمليات الميدانية، واصلت قوات الجيش النظامي أمس قصف مناطق عدة في محافظات إدلب وحلب وحمص، في حين قتل ما لا يقل عن 15 من عناصر القوات الحكومية، بينهم عقيد في الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى 7 مواطنين في اشتباكات مع الجيش الحر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان عصر أمس.

وفي ريف دير الزور قتل ما لا يقل عن عشرة من القوات النظامية السورية إثر استهداف شاحنة قرب مدينة الميادين بعد منتصف ليل الثلاثاء، بحسب المرصد. وشهدت المدينة اشتباكات عند حي القصور ودوار الموظفين. كما سقطت قذائف على حي الحميدية جانب جامع الحسين أدت إلى هدم منزل بالكامل حسب ما قالته مصادر محلية.. وأضاف المرصد في بيان أن 15 جنديا انشقوا من تجمع تتمركز فيه قوات عسكرية وأمنية.

وفي ريف إدلب أعلن المرصد «مقتل عقيد في الحرس الجمهوري» المكلف بحماية دمشق وريفها، بينما قتل أربعة جنود من القوات النظامية إثر تفجير آليات للقوات النظامية السورية في قرية معرة دبسة. كما قتل مواطنان اثنان في قرية بسامس في المحافظة إثر سقوط قذيفة على القرية.

وفي محافظة حلب تعرضت بلدات في الريف الشمالي لقصف القوات النظامية، فيما هاجم الجيش الحر نقاطا للحراسة في محيط مطار منغ العسكري، وفقا للمرصد. وفي ريف حماة تتعرض قرى جبل شحشبو إلى قصف من قبل القوات النظامية شاركت فيها مروحيات مقاتلة في محاولة للسيطرة على المنطقة. وفي محافظة درعا تعرضت بلدة كفر شمس لقصف من قبل القوات النظامية، من دون توافر أي معلومات حول الضحايا. وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية تحاول السيطرة على كفر شمس منذ ستة أيام سقط خلالها 24 شخصا بين مدنيين ومقاتلين معارضين ومنشقين، بالإضافة إلى سقوط أكثر من 150 جريحا وإحراق عشرات المنازل.

من جهتها، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن تجدد القصف العشوائي على بلدة كفر شمس لليوم الثالث على التوالي وسط انقطاع كافة أشكال الاتصالات عن البلدة والكهرباء ونقص شديد في المواد الطبية، وسط إضراب شامل في مدينة درعا. وفي محافظة ريف دمشق، قتل خمسة مواطنين إثر سقوط قذائف وإطلاق رصاص في مدينة دوما، ووجه ناشطون نداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدة العائلات النازحة من دوما وتأمين مأوى لها، بعدما تشردت العائلات جراء القصف العنيف. وفي قدسيا والهامة قال ناشطون إن أكثر من 200 عائلة أغلبهم من النساء والأطفال لجأوا إلى مدارس الصبورة بعد أن غصت منازل المناطق القريبة بالعائلات الهاربة من القصف وقال ناشطون إن هؤلاء بحاجة إلى كل شيء.

«الإخبارية السورية» لعبت دورا كبيرا في التحريض على المتظاهرين وسبابهم

قالت في إحدى نشراتها إن أهالي الميدان لم يتظاهروا.. بل تجمعوا ليشكروا الله على هطول المطر

بيروت: «الشرق الأوسط»

قبل اندلاع الثورة السورية بأشهر، كانت قناة «الإخبارية السورية» تتحضر للانطلاق ببرامجها عبر بث تجريبي. ولم ينتظر السوريون حينها من الفضائية، التابعة للحكومة السورية، الشيء الكثير – كما يشير ناشطون معارضون – فهي تدور في فلك الإعلام الحكومي وتروج لمقولاته.

لحظة اندلاع الانتفاضة الشعبية في أرجاء البلاد وضعت القناة شعارات الموضوعية والمهنية والحيادية، التي رفعتها القناة لحظة افتتاحها جانبا، لتتحول بسرعة حسب الناشطين إلى «مقر أمني يطبخ الأخبار بما يلائم رواية النظام الحاكم».

ورغم أن قناة «الدنيا»، المملوكة لرجال أعمال مقربين من النظام، كانت المنبر الأول للحكومة السورية إلى جانب التلفزيون السوري الرسمي، فإن «الإخبارية السورية» كما يؤكد ناشطون معارضون «لعبت دورا كبيرا في التحريض على المتظاهرين السلميين، واصفة إياهم في نشراتها الإخبارية «بالحثالة والعملاء ومتعاطي المخدرات».

ويضيف الناشطون لـ«الشرق الأوسط»: «لم تكتفِ (الإخبارية السورية) بنقل وجهة نظر النظام السوري في ما يجري من أحداث، بل راحت تقلب الحقائق رأسا على عقب، فتجعل الضحية قاتلا والقاتل ضحية». ويتابعون: «منذ بداية الثورة شنت هذه القناة هجوما على الثائرين، ناعتة إياهم بأشنع الأوصاف. وفي أيام الجمع التي اعتاد السوريون على التظاهر فيها، كانت (الإخبارية السورية) تنشر مراسليها في كل المدن والمحافظات ليقولوا إن أعداد المتظاهرين لا تتجاوز العشرات، في حين كانت ساحات المدن والقرى تغص بالمطالبين بالحرية».

ويرفض سعيد، أحد الناشطين الإعلاميين في الثورة السورية، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن يتم التعامل مع الإخبارية المستهدفة باعتبارها وسيلة إعلامية.. ويقول: «سمعت البعض يستنكر الضربة التي وجهت إلى هذه القناة ويطالب بتحييد الإعلاميين عن الصراع، هذا الكلام حق يراد به باطل». ويتابع: «هذه القناة منذ بداية الثورة لم تعد منبرا إعلاميا، بل تحولت إلى مركز للمخابرات السورية تسوق الأكاذيب وتروج إشاعات سلبية عن الثوار المنتفضين». ويضيف أن «معظم مراسلي (الإخبارية السورية) من المخبرين الذين يقدمون خدمات للأمن السوري، كيف نصف قناة كهذه بأنها وسيلة إعلامية؟»، مشيرا إلى أن «درجة الكذب وصلت مع هذه القناة إلى حد القول إن أهالي حي الميدان في دمشق لم يتظاهروا، وإنما كانوا يتجمعون لشكر الله على نزول المطر».

وكانت «الإخبارية السورية» مع الشهور الأولى للانتفاضة قد ذكرت في إحدى نشراتها أن قناة «الجزيرة» تنقل صورا عن أهالي حي الميدان في دمشق وتصفها بالمظاهرات المعارضة للنظام، بينما هم خرجوا لشكر ربهم على الأمطار الشديدة التي هطلت. وتناقل الخبر مستخدمو «فيس بوك» و«تويتر»، ونال حظا وافرا من تعليقاتهم الساخرة. إذ أطلق هؤلاء على المذيعة التي قالت الخبر لقب «مذيعة المطر».

يذكر أن «الإخبارية السورية» هي عبارة عن شركة حكومية تمول من دافعي الضرائب في سوريا، وتتبع إداريا وزارة الإعلام ريثما يصدر مرسوم رئاسي بإنشائها. وتشير مصادر الناشطين إلى أن «القناة لم تكن مهيأة للخروج إلى الفضاء، إلا أن اندلاع الثورة جعل المسؤولين عن الإعلام في النظام السوري يسرعون عملية إطلاقها».

المعارضة السورية توحد رؤيتها تحضيرا لمؤتمر القاهرة

في إطار عمل اللجنة التحضيرية التي تشكلت في مؤتمر إسطنبول وانطلاقا من «مشروع العهد الوطني»

بيروت: كارولين عاكوم

لا تزال اللجنة التحضيرية التي تم تشكيلها في مؤتمر إسطنبول منتصف الشهر الحالي تعمل على خط التحضير لمؤتمر المعارضة المزمع عقده في القاهرة برعاية الجامعة العربية في بداية شهر يوليو (تموز) المقبل، بغية توحيد المعارضة والتوصل إلى مسودة ورقة عمل مشتركة مستندة إلى «مشروع العهد الوطني» الذي خرج به مؤتمر إسطنبول مع ما يضاف إليه من تعديلات أو إضافات يتفق عليها أفرقاء المعارضة الممثلين في هذه اللجنة. وفي هذا الإطار، أكد وليد البني، عضو المجلس الوطني السوري في اللجنة التحضيرية، لـ«الشرق الأوسط»، أن العمل جار على قدم وساق للوصول إلى تصور ورؤية مشتركة تجتمع عليها كل الأطراف المعارضة حول الاستمرار في العمل لإسقاط النظام والمرحلة الانتقالية وسوريا المستقبل»، مضيفا «هناك إيجابية في العمل وتأكيد من كل الأطراف على المشاركة في مؤتمر القاهرة، والكل يريد أن يصل إلى اتفاق، لذا لا بد لنا من تحقيق هذا الهدف وهذا ما نعمل عليه».

كذلك، أكد مصدر في المجلس الوطني السوري، لـ«الشرق الأوسط»، أنه رغم صعوبة توحيد المعارضة تنظيميا فإن الهدف الأساسي في اجتماعات اللجنة بشكل عام يرتكز على الأولويات والرؤية التي تجمعهم، لذا تكمن أهمية الوثيقة التي ستصدر في أنها ستشكل رسالة طمأنة إلى الشعب السوري والمجتمع الدولي على أن المرحلة الانتقالية في سوريا ستلبي احتياجات الشعب السوري بعيدا عن الحرب، وتشكيل حكومة انتقالية برئاسة شخصية وطنية.

من جهته، أشار صالح مسلم، نائب المنسق العام في هيئة التنسيق الوطنية الذي يتابع أعمال اللجنة في القاهرة، إلى أن عمل أعضاء اللجنة المؤلفة من 18 شخصية تمثل تكتلات مختلفة، أهمها المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية والمنبر الديمقراطي والحركة الكردية إضافة إلى تكتلات وشخصيات معارضة أخرى، انقسم إلى محورين أساسيين، الأول تنظيمي ويعمل على تقديم الدعوات بحيث تكون المشاركة شاملة ويتم التواصل مع المشاركين الذين يبدو أن عددهم سيتجاوز الـ150 شخصا، والثاني سياسي، ويرتكز على إعداد ورقة العمل السياسية التي ترتكز على «وثيقة العهد الوطني» التي أصدرها مؤتمر إسطنبول، إضافة إلى «وثيقة الحرية والكرامة» التي سبق لهيئة التنسيق أن أصدرتها، وما يدور حولها من نقاشات وطرح أفكار للوصول إلى مسودة جامعة يتفق عليها المجتمعون لتقديمها في مؤتمر القاهرة. وفي حين يؤكد مسلم أنه ليست هناك أي اتصالات أو تدخلات من أي جهة خارجية باستثناء الجامعة العربية، أشار إلى أن أهم بنود هذه الورقة سترتكز على المرحلة الانتقالية لا سيما منذ إسقاط النظام وصولا إلى إجراء انتخابات، والدستور الوطني وكيفية التعامل مع المرحلة الانتقالية، إضافة إلى العدالة الاجتماعية والوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية متعددة، لافتا إلى أن المناقشات لا تزال مستمرة حول كل النقاط إلى أن يتم إصدار الورقة عشية المؤتمر. وعن النقاط الخلافية التي كانت قد أعاقت توحيد المعارضة في وقت سابق، وأهمها التدخل الخارجي العسكري وعمل الجيش السوري الحر، رأى مسلم أن المرحلة التي وصلت إليها الثورة وما رافقها من تطورات ميدانية وسياسية، أسهمت في تبدل أو تعديل مواقف بعض الأطراف، مضيفا «الوقائع على الأرض تفرض علينا الشعور بالمسؤولية والعمل في صف واحد مع العلم بأن التغيرات الميدانية والسياسية انعكست على مواقف كل الأطراف التي وصلت إلى قناعة تامة تشعر خلالها بضرورة التوحد والتوافق بغية توحيد رؤية المعارضة ونجاح المؤتمر». وفي ما يتعلق بموضوع التدخل الخارجي، قال مسلم «في حين أصبح التدخل الخارجي السياسي واقعا ملموسا مع ما تفرضه مصالح الدول، لا نزال نؤكد على رفضنا للتدخل الخارجي العسكري الذي تراجع عنه أيضا من كان يطالب به، والعمل على تنفيذ خطة أنان وضمن إطار قرارات الجامعة العربية، وندعم بالتالي الجيش الحر الذي هو نتاج الثورة الشعبية، بعمله الدفاعي المشروع ضمن القوانين الدولية، فيما نرفض كل ما تقوم به مجموعات تقوم بعمليات إرهابية أو هجومية باسم الجيش الحر وهو بريء منها». مع العلم بأن أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، كان قد أعرب عن ارتياحه لعمل اللجنة التحضيرية لمؤتمر القاهرة، معتبرا إياها خطوة نوعية وإيجابية ومثمرة من شأنها التمهيد لبلورة تصوراتها لمستقبل سوريا وتهيئتها للحوار الوطني وبدء المسار السياسي.

أنان يؤكد انعقاد قمة مجموعة الاتصال.. ويستثني دعوة إيران

تأكيدات على مشاركة كلينتون ولافروف.. وغموض حول موقف فرنسا وألمانيا.. وترحيب صيني

واشنطن: هبة القدسي باريس: ميشال أبو نجم موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا، كوفي أنان، عن عقد اجتماع وزاري رفيع المستوي بشأن سوريا في جنيف السبت القادم، مشيرا إلى أن الدعوة تشمل الأطراف المعنية، مستثنيا دعوة إيران، وهو الإعلان الذي قوبل بتأكيدات على مشاركة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ونظيرها الروسي سيرغي لافروف، رغم المحاولات الروسية السابقة لضرورة المشاركة الإيرانية.

ورغم اقتناع أنان بضرورة مشاركة إيران في الاجتماع، وإصرار روسيا على ذلك، فإن التشكيل النهائي للمشاركين في الاجتماع مال إلى وجهة الإدارة الأميركية، التي أوضحت جليا معارضتها الشديدة لمشاركة إيران في الاجتماع. وقال أنان في بيان صحافي أمس «لقد وجهت الدعوة إلى وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة) وتركيا، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية وممثل الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية، ووزير خارجية العراق بصفته رئيس قمة الجامعة العربية، ووزير خارجية الكويت بصفته رئيسا لمجلس وزراء خارجية جامعة الدول العربية، ورئيس وزراء قطر بصفته رئيس لجنة متابعة القضية السورية في جامعة الدول العربية».

وأوضح أنان أن هدف الاجتماع هو تحديد الخطوات والتدابير اللازمة لضمان التنفيذ الكامل للخطة المكونة من ست نقاط، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن رقمي 2042 و2043، بما في ذلك الوقف الفوري لأعمال العنف بجميع أشكاله. وقال «ينبغي لمجموعة الاتصال أن توافق على مبادئ توجيهية ومبادئ لتحقيق الانتقال السياسي الذي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، والاتفاق على الإجراءات التي تحقق هذه الأهداف على أرض الواقع». وأبدى أمله في أن يثمر عن إجماع بين جميع المشاركين على اتخاذ إجراءات ملموسة لوضع حد لدوامة العنف وإحلال السلام والاستقرار للشعب السوري.

من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الولايات المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لدعم جهود أنان للتوصل إلى حل دبلوماسي للوضع في سوريا ووضع حد لسفك الدماء، والاستعداد للانتقال إلى الديمقراطية وإلى سوريا ما بعد الأسد، مبدية أملها في أن يكون الاجتماع نقطة تحول في الأزمة السورية.

وقالت كلينتون خلال زيارتها للعاصمة الفنلندية أمس الأربعاء «لقد كنت في تشاور وثيق مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة كوفي أنان حول عقد اجتماع يركز على خريطة طريق لعملية الانتقال السياسي في سوريا»، وأوضحت أنها تحدثت مع أنان ثلاث مرات خلال 24 ساعة الماضية. وأكدت كلينتون أن «أنان وضع خريطة طريق ملموسة لتحقيق الانتقال السياسي وقام بتوزيعها للتعليق عليها، وعندما تحدثت إلى أمس نقلت له دعمنا للخطة التي طرحها، وأعتقد أنها تجسد المبادئ اللازمة لأي عملية انتقال سياسية في سوريا يمكن أن تؤدي إلى نتيجة سلمية وديمقراطية وتعبر عن إرادة الشعب السوري».

من جهة أخرى، علق جاي كارني، المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض، على الاجتماع قائلا «نتطلع أن يؤدي إلى تحقيق انتقال سلمي للسلطة، وكلما تم الانتقال السلمي للسلطة بسرعة كان ذلك أفضل». وأوضح أن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان أرسل مسودة لأفكاره لمساندة الانتقال السلمي للسلطة في سوريا للتشاور حولها، ورفض التعليق على توقعاته عما سيخرج به الاجتماع. وأوضح أن الولايات المتحدة تعمل مع الشركاء والحلفاء في المجتمع الدولي لزيادة ومواصلة الضغوط على الأسد وتشجيع زيادة الانشقاقات من مسؤولي النظام ومن الجيش.

يأتي ذلك، في الوقت الذي كشف فيه سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، عن أنه يبحث مع أنان خطة وقائمة المشاركين في المؤتمر، مؤكدا عزمه على المشاركة في هذا المؤتمر؛ حتى في حال غياب إيران عن اجتماعاته.

وحرص لافروف قبيل لقائه المرتقب مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في سان بطرسبرغ يوم 30 يونيو (حزيران) على تأكيد ضرورة دعوة البلدان جيران سوريا، وفي مقدمتها إيران وتركيا والعراق ولبنان، إضافة إلى المملكة العربية والسعودية وقطر والمنظمات الدولية الأربع (الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي). وقال إن إيران تملك تأثيرا على الحكومة السورية، ومن ثم فإن مشاركتها ستكون ذات جدوى كبيرة، وإن «غياب إيران سيعني أن دائرة الحضور ستكون غير مكتملة، لأنه لن يشارك في المؤتمر جميع من يحظون بنفوذ حقيقي على كل الأطراف السورية».

من جهة أخرى، عمدت باريس إلى تحديد «سقف مرتفع» لما تريده من هذا الاجتماع والأهداف التي تسعى إليها، لكن من غير أن يعرف تماما ما إذا كان وزير الخارجية لوران فابيوس سيشارك شخصيا فيه أم أن فرنسا ستمثل على مستوى أدنى. وتريد باريس «عمليا» من الاجتماع، وفق ما قالته وزارة الخارجية أمس، أن تتوصل المجموعة إلى «موقف موحد» بشأن «التفاهم حول المبادئ والمراحل الضرورية لعملية الانتقال الديمقراطي في سوريا، فضلا عن الأولوية المتمثلة في وقف القمع وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين»، وهو ما يعني أن باريس تريد، إلى جانب التسليم والموافقة على رحيل نظام الرئيس بشار الأسد، بلورة «جدول زمني» مع الخطوات المصاحبة التي يجب أن تتلازم مع وقف عمليات القتل ومساعدة المدنيين.

ولم تكشف باريس عن الأسباب التي قد تحول دون مشاركة الوزير فابيوس في الاجتماع، رغم تأكيد السلطات الفرنسية وعلى كل المستويات أنها «تدعم» مبادرة أنان وتحركاته لإيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية. ولم تستبعد مصادر سياسية أن غموض الموقف الفرنسي هو انتظار لتأكيد أميركي على مستوى المشاركة من خلال وزيرة الخارجية كلينتون. وربطت مصادر دبلوماسية في باريس بين حضور كلينتون في جنيف وما قد يفضي إليه لقاؤها نظيرها الروسي سيرغي لافروف مساء الجمعة في مدينة سان بطرسبرغ.

وما زالت باريس تأمل في أن تفضي الليونة في الموقف الروسي إلى تبني قرار في مجلس الأمن توضع بموجبه خطة أنان تحت الفصل السابع، الأمر الذي أشار إليه الوزير فابيوس، أمس، في كلمة له في معهد العلوم السياسية في باريس بمناسبة منتدى حول «فرنسا والعالم العربي الجديد».. غير أن ما تريده فرنسا يبدو مرهونا بما سيحصل في جنيف.

وعلى صعيد متصل، حدد فابيوس هدفين لـ«مؤتمر أصدقاء الشعب السوري» الذي سيعقد في العاصمة الفرنسية يوم 6 يوليو (تموز)، وهما دعم المعارضة السورية وتحضير الانتقال السياسي. وأشار الوزير الفرنسي إلى أن بلاده وجهت أكثر من 150 دعوة إلى دول ومنظمات وهيئات معنية بالشأن السوري.

وفي كلمته، تناول فابيوس رؤية باريس لطبيعة العلاقات التي يجب أن تربط بلاده ببلدان الربيع العربي عارضا استعداد بلاده للتعاون مع الأنظمة الجديدة، ومشيرا في الوقت عينه إلى المخاوف التي تساورها، وراسما «الخطوط الحمراء» التي لا يمكن تخطيها.

وفي سياق متصل، نقلت وكالة الأنباء الألمانية أمس أنه من المحتمل ألا تشارك ألمانيا في أول اجتماع لـ«مجموعة العمل» الجديدة بشأن سوريا المقرر عقده السبت المقبل في جنيف، بينما أعلنت الخارجية أمس أن وزير الخارجية غيدو فسترفيلي يرحب بالتفاهم حول هذه الجولة. وجاء في بيان للخارجية الألمانية أن فسترفيلي يدعم «كل مبادرة وكل صيغة يمكنها تقريب نهاية العنف». وأضافت أن ألمانيا «ستبذل كل جهودها لدعم العمل على حل سياسي» للأزمة السورية.

إلى ذلك، أعلن ممثل الصين لدى الأمم المتحدة في جنيف أن بلاده تنظر «بعين الرضا» إلى الدعوة إلى اجتماع دولي حول سوريا يوم السبت، وصرح مندوب الصين شيا جينجي «في ما يخص المؤتمر الذي سيعقد في الثلاثين من يونيو، فإن الصين تنظر إليه بعين الرضا»، معربا عن «الأمل في أن يؤدي هذا المؤتمر إلى توافق دولي».

لجنة تحقيق في الأمم المتحدة تحذر من تطور الأزمة إلى «نزاع مسلح».. وتحمل النظام السوري المسؤولية

قانوني في المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»: يجب استمرار الضغط الحقوقي وفضح الجرائم

بيروت: ليال أبو رحال

أعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن تكون مسؤولة عن سقوط «الكثير» من قتلى مجزرة الحولة التي وقعت في مايو (أيار) الماضي في وسط سوريا، موضحة أنها «غير قادرة على تحديد هوية المسؤولين في الوقت الراهن، لكنها تعتبر أن القوات الموالية للحكومة يمكن أن تكون مسؤولة عن الكثير من القتلى».

ونددت اللجنة في تقريرها الذي قدمته أمام لجنة حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة في جنيف «بالاعتداءات الجنسية التي ارتكبتها قوات الحكومة السورية و(الشبيحة) الموالين للنظام»، محذرة من أن «الوضع في سوريا يتدهور سريعا والأزمة تتطور في بعض المناطق إلى نزاع مسلح غير دولي مع تكثف أعمال العنف الطائفية»، وذكرت أنه «في بعض المناطق، تأخذ المعارك طابع نزاع مسلح غير دولي، رغم تزايد انشقاقات العسكريين وظهور علامات تدل على بعض التعب لدى القوات النظامية السورية».

وعول مدير المكتب القانوني في المجلس الوطني السوري الدكتور هشام مروة لـ«الشرق الأوسط» على استمرار صدور مثل هذه التقارير الحقوقية الصادرة عن منظمات عالمية والتي تفضح جرائم النظام السوري، مذكرا بأن توثيق الجرائم في البوسنة والهرسك وإصدار التقارير حولها هو ما دفع المنظمات إلى تجاوز مصالحها السياسية لصالح المصالح الإنسانية وممارسة الضغوط.

وشدد على أن «المطلوب في هذه المرحلة هو الاستمرار بإصدار التقارير الحقوقية لممارسة الضغط على النظام السوري الذي يستغل كل دقيقة من أجل ارتكاب مزيد من الجرائم وقتل المدنيين»، وأشار إلى «أننا نتمنى أن تكون هذه التقارير يومية لتساعدنا على فضح جرائم النظام»، داعيا «الناشطين الميدانيين والمتظاهرين في البلدات والمدن السورية إلى توثيق كل الانتهاكات التي تحصل أمامهم والتواصل مع المنظمات الحقوقية والمكتب القانوني في المجلس الوطني لحفظها وضمها إلى ملف ارتكابات النظام وجرائمه».

وأوضح التقرير الصادر عن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، والذي يغطي الفترة الممتدة من فبراير (شباط) إلى يونيو (حزيران) الجاري، أنه «في وقت كان يتم استهداف الضحايا سابقا على أساس أنهم موالون أو معارضون للحكومة، سجلت لجنة التحقيق عددا متزايدا من الحوادث التي استهدف فيها الضحايا كما يبدو بسبب انتمائهم الديني»، وأشار المحققون الدوليون إلى أعمال عنف جنسية «ترتكب بحق رجال ونساء وأطفال من قبل قوات الحكومة والشبيحة»، وإلى مواصلة أعمال التعذيب التي تشمل الأطفال أيضا، منددين «بتصاعد العنف مجددا منذ مايو 2012». وقالوا: إن «وضع حقوق الإنسان في سوريا تدهور سريعا، وارتكبت انتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان في إطار معارك»، منددين بتصاعد أعمال العنف رغم وجود مراقبي الأمم المتحدة، ولفتوا إلى أن «مروحيات قتالية ومدفعية تستخدم في قصف أحياء بكاملها تعتبر مناهضة للحكومة، حتى خلال وجود مراقبين كما حصل في دير الزور وحلب في مايو 2012».

من جهته، قال باولو بونيرو، رئيس لجنة التحقيق الدولية، إن اللجنة فشلت في تحديد المسؤولين عن مجزرة الحولة، إلا أن هناك أدلة على تورط الحكومة والميليشيات الموالية لها في ارتكاب المذبحة، موضحا أن عدم قدرة اللجنة على دخول المنطقة جعل «مواصلة التحقيق بشكل دقيق أمر صعب للغاية».

من جهة أخرى، أشار جان ماري غينو، نائب المبعوث الدولي كوفي أنان، إلى وجود نحو مليون ونصف مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، معترفا بأن خطة أنان لا يتم تنفيذها وأن حقوق الإنسان تنتهك مع استمرار الاحتجاز التعسفي.

أردوغان ينفي وجود نية لمهاجمة سوريا.. ويؤكد: سنعيد كل من يتحدى عظمة تركيا إلى حجمه

مصدر لـ«الشرق الأوسط»: الأمل ضئيل في العثور على الطيارين حيين

بيروت: «الشرق الأوسط»

نفى رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أن تكون لدى تركيا نية لمهاجمة سوريا على خلفية إسقاط مقاتلتها يوم الجمعة الماضي، فيما قال مصدر تركي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» أمس إن الأمل تضاءل بالعثور على الطيارين المفقودين النقيب كوجان إيرتان ومعاونه الملاح الجوي الملازم الأول حسين أكسوي بعد العثور على «أجزاء مهمة» من الحطام.

وكشف المصدر أن الحطام الذي عثر عليه يوضح أن الطيارين لم يستعملا «المقعد القاذف»، وعلى الأرجح لم يقفزا بالمظلات. وأشار إلى أن خوذتي الطيارين، بالإضافة إلى ما يعتقد أنه أحذيتهما، قد وجدت في وقت سابق من قبل القوات السورية وسلمت للسلطات التركية. وقال المصدر إن هناك نظرية تقول بأن الطيارين قد يكونان عالقين في قمرة القيادة، لكن لم يتم التأكد منها بعد.

وقال أردوغان: «نحن كتركيا والأمة التركية لا نية لدينا في الهجوم، بل نتخذ الاحتياطات لتفادي كل التهديدات لوحدتنا ووحدة أراضينا، وأعني من أجل الدفاع». وتابع قائلا: «لم نضع أبدا عيننا على تراب أي بلد، ولم يكن لنا موقف عدائي تجاه أي بلد». وقال أردوغان: «نحن نرد على التصرفات العدائية والهجمات والتهديدات ضدنا بكل قوتنا، وبقوة وإلهام من تاريخنا، ونحن لا نتردد في فعل ما يلزم».

ولكن أردوغان شدد على أن «قواعد الاشتباك الخاصة بالجيش التركي قد تغيرت»، وجدد قوله إن بلاده «ستعيد كل من يتحدى عظمة تركيا إلى حجمه»، متحدثا عن «دول من عصابات إجرامية فقدت شرعيتها في أعين شعبها، والذين يرعبون شعوبهم».

وجاء حديث أردوغان خلال تدشين الطائرة العسكرية الأولى تركية الصنع، وهي ذات محرك دفع واحد لطلعات التدريب والهجمات البرية. وكان أردوغان حذر الثلاثاء من أن تركيا سترد على أي انتهاك لحدودها من قبل سوريا، وذلك بعد قيام دمشق بإسقاط إحدى طائراتها الحربية في 22 يونيو (حزيران) الجاري، وهو ما اعتبره الحلف الأطلسي «عملا غير مقبول»، بينما أعرب عن «تضامنه» مع أنقرة بعد اجتماع في بروكسل.

وندد أردوغان بلهجة قاسية أمام البرلمان الثلاثاء بالنظام السوري، وأكد أن قواعد الاشتباك العسكري إزاء سوريا تغيرت بحيث «يعتبر أي عنصر عسكري قادم من سوريا يشكل تهديدا للأمن على الحدود التركية هدفا».

وأسقطت الطائرة التركية بينما كانت تقوم بطلعة تدريب فوق المياه الدولية بحسب أنقرة، بينما تقول دمشق إنها انتهكت الأجواء السورية.

الصراع السوري في عرين «الأسد»

بعد مهاجمة الثوار لقوات الحرس الجمهوري في دمشق

بيروت: رود رولاند*

تسبب الهجوم المفاجئ الذي شنه الثوار السوريون بالأسلحة الخفيفة على قاعدة الحرس الجمهوري في دمشق، الواقعة على بعد أميال قليلة من القصر الجمهوري يوم الثلاثاء، في رد عسكري عنيف من جانب القوات الحكومية التي قصفت الأحياء المحيطة في تصعيد ينذر بانتقال الصراع السوري إلى قلب العاصمة.

ويقدر الناشطون المعارضون سقوط 33 شخصا على الأقل جراء القصف الذي تعرض له حي القادسية في دمشق لاستهداف عناصر الجيش السوري الحر، على بعد أقل من ثلاثة أميال من مقر إقامة الرئيس بشار الأسد، وطال القصف حي برزة، الواقع على بعد ثلاثة أميال شمال شرقي دمشق.

في الوقت ذاته لم يعترف الأسد في كلمته أمام مجلس وزرائه، التي نقلتها وكالة الأنباء الرسمية السورية، سانا، صراحة باقتراب القتال من القصر، لكنه قال: «نحن في حالة حرب، ومن ثم سنوجه كل سياساتنا وتوجيهاتنا وقطاعاتنا لتحقيق النصر في هذه الحرب»، وكان الأسد قد وصف الانتفاضة المستمرة منذ ستة عشر شهرا بموجة إجرامية يشنها إرهابيون مدعومون من الخارج. وفي تطور لافت، أعلن التلفزيون السوري عن اختطاف اللواء فراج شحادة المقت بسلاح الجو السوري من قبل مسلحين من أمام منزله في حي العدوي بدمشق، المقصور على الشخصيات البارزة والخبراء الروس، وإذا ما تحققت مصداقية هذه الأنباء، فسوف يكون المقت الضابط الأعلى رتبة الذي يتم اختطافه أو قتله منذ بداية الثورة، وهناك أكثر من 13 لواء كانوا بين موجة الضباط الكبار الذين انضموا إلى صفوف المعارضة مؤخرا.

تأتي هذه التطورات في وقت يجتمع فيه مجلس الأمن الدولي للتوصل إلى استراتيجية جديدة بشأن سوريا، حيث أثبتت الدبلوماسية فشلها على نحو متكرر، فيما أصدرت تركيا، داعمة الجيش السوري الحر والمجموعات الأخرى الساعية إلى الإطاحة بنظام الأسد، تحذيرا جديدا لسوريا، بعد إسقاط الطائرة الحربية التركية على يد القوات السورية الجمعة الماضية، مدعوما بتأييد الإجماع من الدول الأعضاء في الناتو، وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن على القوات السورية أن تبقى على مبعدة من الحدود التركية.

بدأ الهجوم الذي وقع على قاعدة الحرس الجمهوري في دمشق ليلة الاثنين وكان الهدف منه بحسب ملازم في الجيش السوري الحر، الذي نفذت وحدته الهجوم والذي أجري معه لقاء عبر «سكايب»، جس النبض.

وقال الملازم الذي رفض التعريف عن نفسه لأسباب أمنية واكتفى برتبته: «لم تكن مواجهة كبيرة، كانت مجرد اختبار لقدرة الحرس الجمهوري، من أجل الهجمات المستقبلية، وقد اندهش مقاتلونا حقا من حجم القوات التي هرعت على الفور وطوقت المنطقة». وبحسب وصفه، أثبت الهجوم أن رصاصة واحدة في دمشق لها تأثير أكبر من قذيفة دبابة في إدلب أو حمص لأن النظام لا يسمع التفجيرات لكنه بكل تأكيد يسمعون الرصاص في دمشق.

وأوضح أن الهجوم الذي نفذه 20 مقاتلا فقط «كان مجرد اختبار لما يمكن أن تكون عليه الأوضاع حال انتقال القتال إلى دمشق». تضم قوات الحرس الجمهوري النخبة ما يقرب من 8000 جندي وتضطلع فقط بحماية الأسد والحاشية المرافقة له، وكانت قوات الحرس الجمهوري قد أخذت زمام المبادرة في قمع الثورة في منطقة العاصمة.

وقد أوردت مصادر المعارضة الأخرى أنباء عن تصاعد القتال في دمشق، نتيجة القصف الحكومي لأحياء وضواحي القادسية ودومار والحمة، والتي جميعها تقع شمال شرقي قاعدة الحرس الجمهوري، المجاورة للقصر الجمهوري.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان نبأ مقتل أكثر من 10 أشخاص في حي القادسية. فيما أوردت لجان التنسيق المحلية، التي تقوم على توثيق أعداد ضحايا النزاع، خبر مقتل 33 شخصا في القادسية ودومار والحمة، إضافة إلى مقتل اثنين في العاصمة، وأوردت اللجان قائمة بأسماء الأشخاص الذين قالت: إن بينهم 21 شخصا قتلوا بوحشية على أيدي القوات السورية في الحمة.

كان القصف الذي شنته القوات الحكومية فجر يوم الثلاثاء من الكثافة كي يسمع في أنحاء العاصمة بحسب نور بيطار، الذي عرف نفسه بالمنسق الإعلامي لفرع دمشق التابع لقيادة المجلس الثوري، جماعة أخرى مناهضة للأسد، وقد تأكدت وقوع الاشتباكات بشكل جزئي عبر وكالة سانا الإخبارية الرسمية التي قالت: «اشتبكت القوات الحكومية يوم الثلاثاء مع مجموعات إرهابية مسلحة في بلدة الحمة في ريف دمشق»، وقال تقرير الوكالة إن المجموعة المسلحة سدت طريق بيروت القديم وقد قتلت القوات الحكومية العشرات من الإرهابيين»، ووصفت الوكالة الرسمية الناشطين المناوئين للأسد بالإرهابيين.

وقالت سيدة تدعى سيرين والتي تعيش في منطقة سوق المزة من دمشق، الواقعة على بعد ثلاثة أميال من منطقة القصف العنيف، إن السكان استيقظوا في الساعة الرابعة صباحا على أصوات القصف، وقالت عبر «سكايب»: «كان الجميع يبعثون برسائل نصية تتساءل عما يجري. لقد اعتدنا على تفجير السيارات لكن هذه كانت انفجارات قصف بالمدفعية. إن الدائرة تضيق أكثر فأكثر».

في لبنان أقام مسلحون حواجز على الطريق وأشعلوا الإطارات وأطلقوا النار في الهواء وسط بيروت قبل ساعات من فجر يوم الثلاثاء، في الوقت الذي شهدت في ضاحية الجنوبية شرق العاصمة، العثور على لغمين أرضيين على الأقل في مستشفى.

أقيمت الحواجز من قبل شيعة يدعمون الأسد والذين أبدوا غضبهم من اعتقال شيعي متهم بالضلوع في الهجوم بالقنابل وإطلاق النار على مكاتب محطة «نيو تي في»، التي تنتقد الحكومة السورية.

وقد أثارت هذه الحوادث المخاوف بشأن إمكانية وقوع الفصائل الطائفية اللبنانية مرة أخرى في صراعات جيرانها. فسوريا ترتبط بعلاقات وثيقة مع حزب الله وحركة أمل، الحزبين الشيعيين المهيمنين، واللذين يدعم أعضاؤهما الأسد بقوة. وقد أطلع هيرفي لادسوس، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام وناصر القدوة، نائب كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا والذي يمثل الأمم المتحدة والجامعة العربية الذي تعرضت خطه سلامه للشلل، الدبلوماسيين في مجلس الأمن، الذي يتوجب عليه اتخاذ قرار خلال الأيام القادمة بشأن مد عمل بعثة المراقبين، على أهم المستجدات في جلسة خاصة، وقد تم تعليق عمل المراقبين في السادس عشر من شهر يونيو (حزيران) بسبب أعمال العنف.

وكان أنان قد سعى إلى عقد لقاء هذا السبت لما سماها بالدول صاحبة النفوذ في الصراع السوري، رغم أنه لم يتضح بعد عدد المشاركين فيه، وقال فيتالي تشوركين، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، الذي تعتبر بلاده الداعم الأبرز لسوريا، للصحافيين إن روسيا ستشارك ضمن هذا المؤتمر.

* خدمة «نيويورك تايمز»

دمشق في قلب الثورة.. وناشطون يتحدثون عن «عمليات نوعية» في الأيام المقبلة

النظام يعلن «سحق المجموعات الإرهابية» عند مداخل العاصمة

بيروت: بولا أسطيح

شكلت المعارك التي تحدث عنها المرصد السوري لحقوق الإنسان أول من أمس، والتي تركزت في مراكز تجمع الحرس الجمهوري في منطقتي قدسيا والهامة في ضواحي دمشق، «نقطة تحول في مسار الثورة في العاصمة»، بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم تعد هناك مناطق آمنة للنظام بعد الآن عقب اختراق اللاذقية ودمشق؛ آخر معقلين كان يحتمي بهما.

وأشار عبد الرحمن إلى أن «مجرد حصول هذه الاشتباكات في معاقل الحرس الجمهوري، بغض النظر عن نتائجها، واستمرارها لساعات على مسافة لا تبعد أكثر من 9 كلم عن قلب العاصمة، دليل لا يقبل الشك بأن الكتائب الثائرة المقاتلة أصبحت متواجدة بكل المناطق السورية دون استثناء»، وأضاف: «لم نعد نستبعد وبعد أن وصلت الكتائب الثائرة لمبنى الإخبارية السورية، أن نراها غدا تنفذ عمليات في ساحة الأمويين أو في أي مبنى أمني».

وتتركز المناوشات والتحركات الشعبية، بحسب المرصد السوري، في دمشق بمناطق حرستا، القابون، برزة، الميدان، التضامن، ركن الدين وغيرها، وهي مناطق يحتضن ساكنوها الكتائب الثائرة.

بدوره، يؤكد عضو المجلس الوطني محمد سرميني أن العاصمة السورية تشهد «حالة من التحرك الثوري الشديد وسط تواجد عناصر الجيش الحر ونشاط المجالس العسكرية والكتائب المسلحة للوصول لمعركة الحسم»، لافتا إلى أن «أوامر النظام بتفادي إطلاق النار والقذائف في قلب العاصمة ولى عليها الزمن مع انتشار الدبابات في الشوارع والأحياء الدمشقية». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «خرق دمشق يؤكد أن النظام يعيش حالة من الانهيار الشديد»، كاشفا عن «تواصل شبه دائم بين المجلس الوطني والكتائب المسلحة في دمشق على أن يتم عقد لقاء قريب لرسم خارطة الطريق وتنسيق الخطط وصولا للحسم»، مضيفا: «في الأيام القليلة المقبلة سنشهد على عمليات نوعية ينفذها الجيش الحر في العاصمة».

وكانت صحيفة «الوطن» السورية وبعددها الصادر يوم أمس الأربعاء، تحدثت عن فشل من سمتهم بـ«المجموعات الإرهابية» في دخول دمشق من حدودها الشرقية، لافتة إلى أنهم «تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد»، وأضافت: «بعد أن قتل أغلبية زعمائهم في دوما والغوطة الشرقية، حاولوا تهديد دمشق من الغرب وتحديدا في الهامة وقدسيا ووادي بردى التي انتشروا فيها وعاثوا فسادا في شوارعها وساحاتها وبيوتها وهجروا سكانها، قبل أن يخرجوا ليقيموا حواجز تفتيش على الطرق العامة، فكان قرار الجيش بالسحق إذ قام بالتعاون مع السكان والأهالي بعمليات نوعية استمرت طوال ليل أول من أمس الثلاثاء وفجره ليتمكن بساعات قليلة من قتل عدد كبير من الإرهابيين واعتقال عدد آخر تبين أن عددا منهم من جنسيات عربية وصادر مخازن للأسلحة ودمر أوكارهم ومتاريسهم».

وفيما أقرت «الوطن» بأن «سكان دمشق سمعوا أصوات الاشتباكات ليلا وحتى الصباح الباكر»، نقلت عن أهالي العاصمة توقعهم بأن تستمر العمليات النوعية في تلك المناطق، و«خاصة أن عددا من الإرهابيين فر وبات يختبئ بين منازل المدنيين ليجعل منهم دروعا بشرية».

تقارير إخبارية: روسيا قد تنقل شحنة المروحيات إلى سوريا جوا

العقود تشمل أنظمة للدفاع الجوي وطائرات مقاتلة

لندن: «الشرق الأوسط»

نقلت تقارير إخبارية أمس عن مصدر عسكري قوله أمس إن روسيا قد تقرر نقل شحنة المروحيات العسكرية وأنظمة الدفاع الجوي، التي أثارت جدلا، إلى سوريا عبر الجو، بعد أن تخلت عن محاولة نقلها بحرا، وهو ما عززه تقرير مواز لمركز أبحاث روسي، أكد أن سوريا ستحصل هذا العام على أنظمة دفاع جوي وطائرات مروحية أعيد تجديدها، وطائرات مقاتلة تصل كلفتها إلى نحو نصف مليار دولار على الرغم من الضغوط الدولية لوقف بيع الأسلحة لدمشق.

وتطالب الدول الغربية روسيا بوقف جميع أشكال تعاونها العسكري مع سوريا بسبب تصاعد العنف بين النظام السوري والمسلحين، إلا أن روسيا أكدت أنها لا تستطيع الإخلال بالعقود.

ورست سفينة الشحن «إم في الايد» الأحد في ميناء مورمانسك (شمال غربي روسيا) بعد أن اضطرت الأسبوع الماضي إلى العودة دون أن تتمكن من تسليم المروحيات العسكرية إلى سوريا، بعد أن ألغت شركة تأمين بريطانية تأمين السفينة عقب الكشف عن محتوياتها لدى مرورها قبالة السواحل الأسكوتلندية.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن مصدر عسكري، لم تكشف عن هويته، قوله إن «المروحيات الثلاث من طراز (إم آي – 25) وأجهزة الدفاع الجوي يمكن أن تنقل إلى سوريا بسهولة عن طريق الجو». وأضاف أن «على روسيا أن تفي بالتزاماتها.. ولكن كل شيء سيعتمد على مدى مقاومتنا لضغوط الدول الغربية، التي تريد منا وقف تعاوننا العسكري مع سوريا». وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد أن السفينة كانت تحمل ثلاث مروحيات هجومية بعد إصلاحها في روسيا بموجب اتفاق سابق، وقال الأسبوع الماضي إن الشحنة تشتمل على أنظمة دفاع جوي، إلا أنه لم يكشف عن تفاصيل حول نوع أو كمية الأنظمة الموجودة على السفينة.

وتبيع روسيا لسوريا مجموعة من أنظمة الدفاع الجوي المحدودة، إلا أنها رفضت مرارا تزويدها بتقنية أنظمة «إس – 300» المتقدمة، التي لم تتمكن من تزويد إيران بها سابقا، بسبب الضغوط الغربية، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

وقالت صحيفة «فيدوموستي» اليومية، المتخصصة بشؤون الأعمال، الثلاثاء، إن «روسيا اختارت هذا العام عدم إمداد سوريا بأنظمة (إس – 300)، على الرغم من توقيع عقد تسليم من قبل منتج الأنظمة ودمشق بقيمة 105 ملايين دولار في العام 2011».. بينما توقع خبراء عسكريون أن تكون السفينة تحمل أنظمة الدفاع الصاروخي «بوك – إم2 آي» الأكثر بساطة إلى سوريا.

وفي مورمانسك استبدلت السفينة علمها وباتت ترفع العلم الروسي، بعد أن كانت ترفع علم جزيرة من جزر الأنتيل، إلا أن روسيا لم تؤكد بعد ما إذا كانت السفينة ستكرر محاولة الوصول إلى ميناء طرطوس السوري أو تتوجه إلى مدينة فلاديفوستوك كما كان مقررا سابقا.

ويأتي ذلك بالتزامن مع ما أكده مركز أبحاث روسي من أن سوريا ستحصل هذا العام على أنظمة دفاع جوي وطائرات مروحية أعيد تجديدها وطائرات مقاتلة تصل كلفتها إلى نحو نصف مليار دولار، على الرغم من الضغوط الدولية لوقف بيع الأسلحة لدمشق.

ويشير التقرير – الذي أعده مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات في موسكو – إلى أن تلك الأسلحة تأتي بموجب سلسلة من العقود الموقعة في الفترة بين عامي 2005 و2007.

ومن المتوقع – حسب التقرير الذي نقلته وكالة رويترز – أن يتم تسليم 12 مقاتلة حديثة من طراز «ميغ 29» هذا العام، وتسليم مجموعة من الطائرات العمودية الهجومية من طراز «إم آي 25» التي تم إصلاحها.

وأوضح التقرير أن من بين أنظمة الدفاع الجوي التي سيتم تسليمها هذا العام لسوريا منظومة «بوك إم 2 آي» التي بدأت روسيا تسليمها عام 2010، فضلا عن المنظومة «بانتسيراس 1»، وهما منظومتان تعملان على مركبات مدرعة ومصممتان لحماية القوات من الهجمات الجوية.. أما عقد الطائرات فيتضمن 12 وحدة من طائرات «ميغ 29» وقيمته 600 مليون دولار، وقد اكتمل النموذج الأولي لهذه الطائرات نهاية العام الماضي.

وتوقع التقرير أن يتم تسليم المجموعة الأولى – وربما كلها – نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن هذه الطائرات قد تزود بصواريخ جو – جو، وصواريخ جو – أرض، وهو ما يمكنها من اختراق أي منطقة حظر طيران فوق الأراضي السورية.. ومن العقود الملزمة بها روسيا، تسليم 36 وحدة من المنظومة «بانتسيراس 1»، وقد سلمت بالفعل 12 منها، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من ذلك العقد بحلول عام 2013.

لكن التقرير أشار إلى أن موسكو ستقبل تجميد مبيعات السلاح، إذا اقتنعت بأن من مصلحتها إنهاء علاقتها مع الأسد. وقال التقرير: «التعاون في مجال الأسلحة مع سوريا ليس له أهمية كبيرة بالنسبة إلى روسيا؛ لا من الناحية التجارية ولا من ناحية العلاقة الدفاعية».

مجموعة منشقة عن “الحرس الجمهوري” تهاجم “الإخبارية السورية” وأردوغان ينفي أي نية لضربة عسكرية

مجموعة العمل حول سوريا تلتئم السبت في جنيف بحضور دولي وغياب إيران

                                            تلتئم مجموعة العمل الدولية حول سوريا السبت بحضور دولي كامل وبغياب إيران، التي كانت روسيا اشترطت سابقا حضورها، وسط تطورات جمّة داخلية وخارجية، تشير الى احتمال نشوء اتجاهات جديدة في الأزمة السورية، خصوصا الوضع الميداني الداخلي الذي يشهد يوميا مزيدا من فقدان سيطرة اجهزة نظام بشار الأسد العسكرية والأمنية على الشارع وهو ما بينته حادثة الهجوم الذي شنته مجموعة منشقة عن الحرس الجمهوري على قناة “الإخبارية السورية” الرسمية في ريف دمشق ما اوقع سبعة قتلى بينهم ثلاثة اعلاميين.

التطورات الميدانية هذه، قد تكون وفرت على تركيا الانزلاق الى صدام مسلح اراده الأسد من خلال اسقاط الطائرة التركية فوق المياه الدولية بين البلدين، حيث اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس انه لا نية لدى تركيا لشن أي هجوم مسلح على سوريا.

أنان

فقد اعلن المبعوث المشترك الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان في بيان عن اجتماع السبت في مقر الامم المتحدة في جنيف لمجموعة العمل حول سوريا.

ويعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية وتشارك فيه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا. ووجهت دعوات ايضا الى تركيا والممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة، والى وزراء خارجية قطر والكويت والعراق من الجامعة العربية.

وقال كوفي انان ان “اهداف مجموعة العمل حول سوريا هي تحديد المراحل والتدابير لتأمين التطبيق الكامل لخطة النقاط الست وقراري مجلس الامن 2042 و2043، بما في ذلك الوقف الفوري للعنف بكل اشكاله”. واضاف “على مجموعة العمل الاتفاق ايضا على توجهات ومبادئ لانتقال سياسي يقوم به السوريون تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، والاتفاق على جعل هذه الاهداف حقيقة على الارض”.

وقال المتحدث باسم المبعوث الدولي ـ العربي، أحمد فوزي، أن سبب دعوة الدول العربية المشاركة، هي كون العراق رئيسا القمة العربية والكويت لأنها ترأس مجلس وزراء خارجية الجامعة العربية وقطر لأنها ترأس لجنة المتابعة حول سوريا في الجامعة العربية

الولايات المتحدة

المتحدث في وزارة الخارجية الاميركية فيليب رينز صرح أمس بأن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستشارك في اجتماع مجموعة العمل. وقال لوكالة “فرانس برس” عقب اعلان انان عقد الاجتماع: “نعم، سنذهب الى جنيف للمشاركة في اجتماع السبت”.

وكانت كلينتون قالت أمس ان الولايات المتحدة مستعدة لدعم مساعي انان لايجاد حل ديبلوماسي للازمة في سوريا وذلك قبل المحادثات المزمع اجراؤها السبت بهذا الشان

وأوضحت في مستهل جولة اوروبية تركز بشكل خاص على اعمال العنف في سوريا، انها تدعم جهود انان “للتحضير لانتقال ديموقراطي يقود الى دخول سوريا الى عهد ما بعد الاسد”.

فرنسا

فرنسا اكدت عزمها المشاركة في الاجتماع، معربة عن الأمل في أن يكون هذا الاجتماع “مثمرا ويتوصل الى نتائج ملموسة”.

وقال الناطق بإسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو”هناك مؤتمر لمجموعة تحرك دولية بخصوص الأزمة السورية دعا اليه كوفي انان، يجب ان يؤدي الى موقف مشترك حيال الحل السياسي للمأساة السورية”. واضاف: “يجب ان تتمكن هذه المجموعة من الاتفاق على الأسس والخطوات التي تنجز العملية الانتقالية الديموقراطية في سوريا اضافة الى اولوية وقف القمع والسماح بدخول المساعدات الانسانية الى المدنيين السوريين”.

وختم الديبلوماسي الفرنسي بالقول: “في حال تأكد هذا الإجتماع في جنيف (سويسرا) يوم السبت المقبل، فإن فرنسا ستشارك، وسيكون ما ذكرته هو الرسالة التي ستحملها الى طاولة الحوار، وهذا ايضاً ما ستركز عليه فرنسا خلال اعمال مؤتمر اصدقاء الشعب السوري في باريس في السادس من تموز (يوليو) المقبل”.

الصين

في بكين اعلن ممثل الصين لدى الامم المتحدة في جنيف ان بلاده تنظر “بعين الرضا” الى الدعوة الى اجتماع دولي حول سوريا السبت المقبل في الثلاثين من حزيران في جنيف.

وصرح مندوب الصين شيا جينجي “في ما يخص المؤتمر الذي سيعقد في الثلاثين من حزيران، فان الصين تنظر اليه بعين الرضا”. واعرب عن “الامل في ان يؤدي هذا المؤتمر الى توافق دولي”.

إيران

في طهران، قال وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي، امس، إن طهران تقدّر إقتراح موسكو عقد مؤتمر دولي حول سوريا، والنشاط الروسي بالنسبة للقضية السورية، مشدداً على ضرورة أن يكون الحل سورياً من دون أي تدخّل خارجي.

وقال صالحي لوكالة أنباء “نوفوستي” الروسية حول الموقف الإيراني من إقتراح روسيا عقد مؤتمر دولي حول سوريا “نحن نقدّر عالياً إقتراح موسكو، ونقدّر النشاط الروسي بالنسبة للقضية السورية، ونتمنى أن يتمكن الروس من الوصول إلى النتيجة المرجوة للشعب السوري وللحكومة السورية وللمنطقة والعالم أجمع”. وأضاف “نتمنى ونريد أن يحصل نوع من الإنجاز الحقيقي للمشكلة الحاصلة في سوريا منذ أكثر من عام”.

وحول الموقف الإيراني من الملف السوري، قال إن “الحل يجب أن يكون سورياً ـ سورياً. ويجب على المعارضة أن تجلس مع الحكومة إلى طاولة الحوار ويتم حل المشكلة داخلياً”.

وأكد أن الحل يجب ألا يُفرض على السوريين من الخارج.

وحول العلاقات بين طهران وأنقرة، وما إذا كان هناك أي تنسيق حيال ما يجري في سوريا أو أنها تأثرت بسبب مواقف البلدين من الأزمة السورية، قال الوزير الإيراني “نحن دائماً على إتصال مع إخواننا الأتراك بالنسبة لجميع القضايا المهمة في المنطقة، بما فيها القضية السورية”.

وعن آخر مستجدات في الملف النووي الإيراني، أشار صالحي إلى أن “المحادثات الدولية حول هذا الملف تتقدم بشكل إيجابي”.

وكان وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي، قد وصل اليوم إلى العاصمة الكازاخستانية “آستانة” في زيارة رسمية إستغرقت يوماً واحداً إلتقى خلالها بالرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزاربايف ونظيره يرجان كازيخانوف.

تركيا

رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قال أمس ان بلاده لا نية لديها في مهاجمة سوريا المجاورة والتي اسقطت احدى طائراتها الحربية فوق المتوسط.

وصرح اردوغان لوكالة انباء الاناضول ان “تركيا والشعب التركي لا نية لديهما في مهاجمة” سوريا، مضيفا ان بلاده “ليس لديها اي موقف عدائي ازاء اي دولة”.

الا انه تعهد الرد “باقوى شكل” على “اي عمل عدواني” يستهدف تركيا، دون ان ياتي على ذكر سوريا، حسبما نقلت عنه شبكات التلفزيون.

وكان اردوغان يتكلم خلال تدشين الطائرة العسكرية الاولى من صنع تركي وهي ذات محرك دفع واحد لطلعات التدريب والهجمات البرية.

وسبق ان حذر اردوغان الثلاثاء الماضي من ان تركيا سترد على اي انتهاك لحدودها من قبل سوريا وذلك بعد قيام دمشق باسقاط احدى طائراتها الحربية في 22 حزيران ، وهو ما اعتبره الحلف الاطلسي “عملا غير مقبول” بينما اعرب عن “تضامنه” مع انقرة بعد اجتماع في بروكسل.

خطط لإجلاء الأجانب

في نيقوسيا، اعلنت وزيرة الخارجية القبرصية ايراتو كوزاكو ماركوليس ان بلادها التي ستتولى في الاول من تموز الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي مستعدة لتنظيم عمليات اجلاء الرعايا الاجانب من سوريا.

وقالت في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”: “نحن نبعد مئة كلم فقط عن سواحل سوريا ولبنان وكل ما يحصل هناك سينعكس علينا”.

وتابعت كوزاكو ماركوليس “نحن قلقون جدا للوضع خصوصا في سوريا ولهذا السبب اتخذنا القرار منذ البداية بتفادي تدخل عسكري باي ثمن. برأينا ان اي عملية عسكرية في سوريا ستؤدي الى تفجر الوضع في المنطقة بكاملها ولن يقتصر على سوريا”.

وتابعت “اننا نستعد مع شركائنا في الاتحاد الاوروبي لاجلاء ممكن (من سوريا). لدينا مركز لادارة الازمات قمنا بتعزيزه”.

وذكرت كوزاكو ماركوليس بالدور الذي قامت به قبرص في اجلاء 65 الف اجنبي من لبنان خلال الحرب التي شنتها عليه اسرائيل في صيف العام 2006، موضحة انها ذكرت نظرائها الاوروبيين بالموقع الجغرافي لقبرص اذا دعت الحاجة لمثل هذا الاحتمال.

ومضت تقول “نحن نذكرهم على الدوام خلال كل اجتماعات مجلس الشؤون الخارجية بموقعنا الجغرافي القريب وايضا بالمخاطر التي ينطوي عليها”.

وتابعت: “اذا لم يأت هؤلاء اللاجئون وطالبو اللجوء بحرا على متن قوارب فانهم سيدخلون من المناطق المحتلة وهذه هي المشكلة الكبرى التي نواجهها اليوم مع طالبي اللجوء”.

وقالت الوزيرة “تخيلوا لو حصل تغيير هائل للوضع في الشرق الاوسط فمن المؤكد ان قسما من اللاجئين سيحاول القدوم الى هنا”. واضافت “هذا ما حصل مع ايطاليا ومالطا اثر الثورات أخيرا في شمال افريقيا، ومن بين الاولويات التي ستنتقل الينا عندما نتولى رئاسة (الاتحاد الاوروبي) وضع حد لمشكلة طالبي اللجوء الى اوروبا”.

ومضت تقول ان دول شمال اوروبا يجب ان تشارك دول الجنوب في كلفة استقبال اللاجئين الهاربين من الربيع العربي، لان هذه الدول تتحمل ايضا عبء الهجرة.

وأكدت ان قبرص لن تعيد اللاجئين السوريين الى بلادهم في المستقبل القريب. واضافت “لقد اتخذنا القرار أخيرا بعدم اعادة اي طالبي لجوء او مهاجرين غير شرعيين الى سوريا من قبرص ما لم يتضح الوضع اكثر. لكن هناك حدود لما يمكن ان نقوم به فنحن دولة صغيرة”. واوضحت: “اننا نستعد مع شركائنا الاوروبيين لعملية اجلاء (من سوريا). لدينا مركز ازمات قمنا بتعزيزه”.

تطورات ميدانية

ميدانيا، استهدف هجوم قناة “الإخبارية السورية” الرسمية في ريف دمشق ما اوقع سبعة قتلى بينهم ثلاثة اعلاميين في حين حذرت لجنة التحقيق المستقلة التابعة للامم المتحدة الاربعاء من تزايد اعمال العنف الطائفية في سوريا.

واعلنت وكالة الانباء الرسمية السورية “سانا” صباح الاربعاء “استشهاد ثلاثة اعلاميين هم الزملاء سامي أبو أمين وزيد كحل ومحمد شمة واربعة من حراس المبنى”. واوضحت ان “المجموعات الإرهابية (المهاجمة) اقدمت على سرقة الأجهزة التقنية الموجودة في المبنى قبل تفجيره”.

وقال ناشطون لوكالة فرانس برس ان عناصر منشقين عن الحرس الجمهوري هم من نفذوا الهجوم، لكن لم يكن في الامكان التأكد من المعلومات.

وواصلت القوات التابعة لنظام الأسد قصفها لمناطق عدة في محافظات ادلب وحلب وحمص، في حين قتل ما لا يقل عن 15 من عناصر قوات الأسد، بينهم عقيد في الحرس الجمهوري، في اشتباكات مع مقاتلي المعارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

(أ ف ب، يو بي أي، رويترز)

مقتل إعلاميين في تفجير محطة تلفزيونية

أكثر من 100 قتيل وقصف متواصل لحمص

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 103 أشخاص قتلوا أمس الأربعاء في سوريا، من بينهم 16 طفلا في إدلب، وذلك فيما يقول ناشطون إن الجيش النظامي السوري يواصل قصف حمص وريفها، وإن قوات النظام استهدفت مدينة الحولة في محافظة حمص بالدبابات والرشاشات الثقيلة.

وفي بعض تفاصيل التطورات الميدانية التي شهدتها مناطق متفرقة من سوريا أمس الأربعاء قال ناشطون إن ما لا يقل عن عشرة أشخاص قتلوا بدير الزور بشرق سوريا. وقال ناشطون إن من بين القتلى عائلة بالكامل لقوا مصرعهم حمص إثر سقوط قذيفة على بيتهم.

وأفاد ناشطون بأن قتلى وجرحى سقطوا في قصف عنيف على خان السبل في إدلب، ودير العصافير في ريف دمشق، كما قالت الهيئة العامة للثورة إن أما وأطفالها الأربعة قتلوا في قصف استهدف منزلهم في دير الزور وعدة أحياء بالمدينة.

وبحسب الشبكة فإن من بين القتلى تسعة في إدلب وسبعة في ريف دمشق وأربعة في درعا وثلاثة في دير الزور واثنين في الحسكة وواحدا في كل من حماة وحلب.

وقال ناشطون سوريون إن ما يزيد على 13 شخصاً من قتلى اليوم سقطوا في قصف للجيش النظامي على بلدات خان السبل ومعرة دبسة وكفرنبل وخان شيخون.

وقالت شبكة شام إن قوات النظام أحرقت عشرات المنازل في خان السبل ومعرة دبسة في إدلب, وإن هناك قتلى ما يزالون تحت الأنقاض, وإن الأهالي بدؤوا في حركة نزوح كبيرة.

وأضافت أن قصفا عنيفا بالصواريخ من الحوامات يجري بريف حماة في سماء كل من كرناز الرملة والحواش وقبرفضة ووقوع عدد من الإصابات وهدم ثلاثة منازل في قرية قبرفضة.

وفي محافظة درعا قصفت قوات الجيش حي مخيم النازحين في درعا البلد، ويدور اشتباك بين الجيش النظامي ومقاتلي الجيش السوري الحر في منطقة المحطة، كما قامت قوات الأمن بمحاصرة بلدة خربة غزالة من الجهة الغربية وتعرضت بلدات كفر شمس وجاسم وبصرى الشام والشيخ مسكين وعتمان لقصف بقذائف الهاون.

وبث ناشطون صورا على مواقع الثورة السورية تظهر خروج متظاهرين في محافظة السويداء.

وطالب المحتجون بإطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام، وهتفوا للمناطق المنكوبة التي تتعرض للقصف المتواصل من مدفعية الجيش السوري، ورددوا هتافات تنادي بالحرية، وإسقاط نظام الأسد.

هجوم التلفزيون

من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” إن ثلاثة إعلاميين وأربعة حراس قتلوا في هجوم شنه مسلحون على مقر قناة “الإخبارية” الموالية للحكومة صباح اليوم في ريف دمشق.

وأفاد التلفزيون الحكومي السوري أن مسلحين فجروا مقر القناة، مما ألحق به أضرارا بالغة. لكنّ نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي قال، في اتصال مع الجزيرة، إن المهاجمين أفراد من الحرس الجمهوري المكلف بحراسة القناة انشقوا وهاجموا مقرّها دون التنسيق مع أحد.

وبث التلفزيون السوري صورا لمبنى القناة وهو مدمر من الداخل تماما وتظهر آثار التفجير والحرق على جدرانه، وقد دمرت أجزاء من المبنى باستخدام عبوات ناسفة حسب مصدر حكومي بينها استديوهات وغرفة الأخبار.

وقد أدان البيت الأبيض اليوم كل أعمال العنف في سوريا بما في ذلك الهجمات على عناصر مؤيدة للحكومة مثل الهجوم الذي تعرضت له محطة الإخبارية في دمشق.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين “ندين كل أعمال العنف بما في ذلك تلك التي تستهدف عناصر مؤيدة للنظام”. ودعا كل الأطراف إلى إنهاء العمليات العسكرية في سوريا.

وفي سياق آخر، دعا الدكتور محمد حبش عضو مجلس الشعب السوري السابق النظام السوري لتغيير ما وصفه بسياساته الأمنية الخاطئة.

وقال حبش في مقابلة مع الجزيرة من دبي إنّ مواجهة المحتجين بالقوة هي التي تسببت في تسليح المعارضة من كل الاتجاهات التي تحب سوريا والتي تكرهها.

روسيا تدعم حكومة وحدة وطنية بسوريا تضم قوى من المعارضة والنظام

قالت مصادر دبلوماسية إن روسيا وبعض الدول الكبرى أبلغت المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان دعمها لمقترحه القاضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا.

ووفق المقترح فإن الحكومة الائتلافية ستضم قوى من المعارضة والنظام السوري، لكن يشترط ألا يكون بين أعضائها من قد تشكل مشاركته عرقلة لعملها.

وستناقِش تفاصيلَ الاقتراح روسيا وأعضاءٌ من مجلس الأمن الدولي ودول عربية في الاجتماع المرتقب السبت المقبل في جنيف، والمخصص للقضية السورية.

ونقلت رويترز عن مصدر دبلوماسي أن فكرة استثناء شخصيات معرقلة للحكومة المقترحة تشير بوضوح إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

وكان أنان قد وجه الدعوة إلى عقد اجتماع لما تُعرف بمجموعة العمل من أجل سوريا يوم السبت المقبل في جنيف. وسيحضر الاجتماع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي وتركيا والعراق والكويت وقطر.

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن مؤتمر جنيف سينجح في حال كان جميع المشاركين متوافقين على حصول انتقال سياسي للسلطة في سوريا، وأعربت عن أملها في أن يكون المؤتمر نقطة تحول للثورة السورية.

وفي باريس التزم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الصمت حيال حضوره المؤتمر أو عدمه، ولكنه قال في لقاء حول الربيع العربي إن “المحادثات بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن مستمرة، وربما تستمر يوم السبت في جنيف كي تساهم في تطبيق فعلي لخطة أنان، وهو ما يعني تحركا صارما، قد يكون عبر الفصل السابع” من ميثاق الأمم المتحدة.

حضور إيران

ويأتي الإعلان عن توقيت الاجتماع والدول المشاركة فيه بعد شكوك في إمكان عقده بسبب خلافات بين روسيا التي أعلنت أنها ستحضره والولايات المتحدة التي ربطت مشاركتها بالاتفاق المسبق على مرحلة انتقالية بسوريا تتضمن رحيل رئيس النظام، فضلا عن خلاف بشأن مشاركة إيران.

فقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه سيحضر الاجتماع، لكن المسؤولين الروس أكدوا ضرورة إشراك إيران في المحادثات، وهو الأمر الذي يؤيده أنان، ويبدو أن الولايات المتحدة تعترض عليه.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء إنه يجب إشراك أكبر عدد ممكن من جيران سوريا، بما فيهم إيران، في تسوية الصراع الدائر في سوريا.

وأوضح بوتين أن كل جارة من جارات سوريا تتمتع ببعض التأثير على القوى داخل البلاد، محذرا من أن “تجاهل هذه الإمكانات سيأتي بنتائج عكسية وسيعقد العملية”.

وفي وقت سابق، أمس الأربعاء قال سفير إيران في الأمم المتحدة محمد خزاعي إن بلاده مستعدة لمساعدة جهود أنان لإحلال السلام في سوريا، وأضاف أنه إذا كانت بعض الدول لا تريد حضور طهران في اجتماع للقوى العالمية “فهذه مشكلتها”.

وقال خزاعي للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك “إن نفوذ جمهورية إيران ودورها البناء في المنطقة حقيقة مهمة للغاية لا يمكن لأحد أن يتجاهلها”.

وتابع “إذا كانت بعض القوى لا تريد أن تستفيد من هذا النفوذ وهذا الدور البناء فهذه مشكلتها وهي مؤشر آخر على التجاهل الفعلي للحقائق على الأرض”.

وتتهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إيران بمساعدة حكومة الرئيس بشار الأسد على ارتكاب فظائع في حملتها لسحق الانتفاضة المناهضة لحكمه والمستمرة منذ 16 شهرا، وتتهم هذه الدول طهران أيضا بالعمل على صنع أسلحة نووية سرا وهو اتهام تنفيه إيران.

“جنيف” يناقش حكومة وحدة بسوريا وتركيا تحشد عسكرياً

روسيا وقوى غربية أخرى أبلغت عنان موافقتها على اقتراحه

العربية.نت

توافرت أنباء عن موافقة روسيا والغرب على اقتراح للموفد الدولي بتشكيل حكومة وحدة وطنية بسوريا تستبعد الأسد من دون أن تسميه.

وكشف دبلوماسيون لوكالة رويترز أن اجتماع السبت المقبل في جنيف حول سوريا والذي تم استبعاد إيران من المشاركة فيه، سيناقش مقترحاً قدمه المبعوث الدولي كوفي عنان بتشكيل حكومة وحدة وطنية سورية قد تضم أعضاء من الحكومة والمعارضة.

وذكر أن روسيا وقوى غربية أخرى أبلغت عنان موافقتها على هذا الاقتراح.

ويستبعد مقترح عنان العناصر التي قد تتسبب مشاركتها في تقويض الحكومة أو تضر باحتمالات المصالحة والاستقرار.

وبحسب مصدر دبلوماسي فإن فكرة استبعاد أشخاص معينين يُقصد بها على ما يبدو الرئيس السوري بشار الأسد، لكن اقتراح عنان لم ينصّ صراحة على عدم مشاركة الأسد في حكومة الوحدة الوطنية.

ويعد اقتراح عنان واحداً من الموضوعات الرئيسية التي ستناقش في مؤتمر جنيف السبت المقبل.

احتشاد تركي

إلى ذلك، كشفت وسائل إعلام تركية عن قيام الجيش التركي أمس بنشر مدفعية مضادة للطائرات وقاذفات للصواريخ في قواعد على الحدود التركية السورية.

وأفادت وكالة أنباء دوغان التركية الخاصة بأن رتلاً عسكرياً غادر قاعدة عسكرية بالقرب من ميناء مدينة لواء اسكندرون، وانتهى به المطاف في قاعدة بالقرب من الحدود السورية.

وتأتي هذه الخطوة بعد تصاعد التوتر بين أنقرة ودمشق عقب إسقاط قوات النظام السوري طائرة عسكرية تركية.

ومن جهة أخرى، دعا لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي، مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار صارم لوقف العنف في سوريا.

ولم يستبعد أن يلجأ المجلس لاستصدار قرار تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وأعلن أن باريس ستستضيف الأسبوع المقبل مؤتمراً لأصدقاء سوريا، مضيفاً أن اللقاء سيعمل على دعم المعارضة، معتبراً أن الوقت حان لرحيل بشار الأسد.

سقط 104 قتلى

أما على الصعيد الميداني فقد أفادت لجان التنسيق بسقوط 104 قتلى أمس برصاص قوات النظام معظمهم في إدلب، ودير الزور، وريف دمشق، ودرعا.

كما أفاد المركز الإعلامي السوري بسقوط قتيلين في الحراك بدرعا فجر اليوم. وذكرت شبكة “شام” أن منطقتي اللجاة والحراك في درعا تعرضتا للقصف بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي تزامناً مع قطع التيار الكهربائي.

كما ذكرت “شام” أيضاً أن قوات النظام هددت أهالي مخيم درعا بإخلائه بموازاة استهدافه بالقذائف. وأضافت أن مدينة معرة النعمان في إدلب تعرضت لقصف عنيف جداً وعشوائي انطلاقاً من وادي الضيف. كما تحدثت عن انفجارات قوية بسبب القصف من عربات البي إم بي على القرى المحيطة بجبل الزاوية في ريف إدلب.

وتحدث المركز الإعلامي السوري عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في منطقة السيدة زينب بريف دمشق استقدمت على إثرها قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة. كذلك سجل قصف عنيف في الضمير بريف دمشق

وإطلاق رصاص على تظاهرة مسائية في ركن الدين بدمشق.

روبرت مود يعارض تزويد المراقبين بالأسلحة في سوريا

قال إن هناك حلاً سلمياً يمكن تحقيقه وشدد على أهمية وجود بعثة الأمم المتحدة

العربية.نت

اعتبر قائد بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود أن حلاً سلمياً يمكن تحقيقه في سوريا، وأن بعثة الأمم المتحدة لابد منها، معرباً عن معارضته لتزويد المراقبين بالأسلحة، وقال: “الرغبة في قتل مراقب غير مسلح صعبة جداً لأنك اذا كنت مسلحاً تصبح هدفاً شرعياً”، وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة “التايمز” البريطانية.

ونقلاً عن “فرانس برس” قال مود إن النظام السوري والمعارضة المسلحة “اعتبرا أنه بإمكانهما تحقيق المزيد من المكاسب باللجوء إلى العنف أكثر من مواصلتهما العمل السياسي”.

وأعرب الجنرال مود عن معارضته تزويد المراقبين بالأسلحة.

وقال إن “الرغبة في قتل مراقب غير مسلح تكون صعبة جداً. إذا كنت مسلحاً فتصبح هدفاً شرعياً”.

وبعد أن أشاد بشجاعة حوالى 300 مراقب في سوريا، حذر الجنرال مود من أنه “يجب السماح لنا بالقيام بعملنا”.

وعلقت بعثة المراقبين الدوليين عملها منذ 16 حزيران/يونيو بسبب مواصلة أعمال العنف حتى وإن بقيت البعثة في سوريا.

تحركات عسكرية تركية إلى حدود سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكد مسؤول تركي تحرك قوات عسكرية باتجاه الحدود مع سوريا كإجراء احترازي بعد إسقاط سوريا لطائرة عسكرية تركية، وفقا لوكالة رويترز.

وكان التلفزيون التركي قد أفاد بأن أنقرة نشرت أسلحة مضادة للطائرات على طول الحدود مع سوريا، بعد أيام من إسقاط سوريا طائرة مقاتلة تركية.

وقالت قناة تي آر تي إن أسلحة مضادة للطائرات تمركزت عند الحدود الخميس، بحسب الأسوشيتيدبرس.

وكانت تركيا قد حذرت دمشق من أنها سترد على أي انتهاك لحدودها من قبل القوات السورية.

كما أظهرت وكالة دوغان للأنباء لقطات تظهر قافلة عسكرية، برفقة منصة إطلاق صواريخ متعددة متجهة نحو الحدود السورية.

المعارضة: 22 قتيلا في سوريا الخميس

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا برصاص الأمن السوري والمسلحين الموالين لهم في مختلف أنحاء سوريا الخميس إلى 22 شخصاً، بينهم امرأتان وناشط إعلامي.

وأوضحت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان بأن 7 أشخاص قتلوا في دمشق وريفها و6 في دير الزور و5 في حمص و2 في درعا و2 في إدلب.

وذكرت شبكة شام أن إصابات خطيرة وقعت في صفوف المدنيين جراء قصف الطيران المروحي لحي الحميدية بدير الزور.

وقالت الشبكة في خبر عاجل  لها إن 5 أشخاص قتلوا في دوما بريف دمشق جراء قصف القوات السورية للمدينة.

من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن عائلة كاملة مكونة من الأب والأم و3 بنات قتلوا جراء سقوط قذفة هاون على أحد المنازل في حي العرفي بمدينة دير الزور.

وكانت الشبكة السورية وثقت في تقريرها الأربعاء مقتل 103 أشخاص، سقط معظمهم في إدلب، موضحة أن من بينهم 20 طفلاً و8 نساء.

وقالت إن إدلب شهدت مقتل 42 شخصاً، فيما قتل 16 في درعا و14 في دمشق وريفها و11 في دير الزور و9 في حمص و7 في حلب و2 في الحسكة ومثلهم في حماة.

أنان يدعو إلى حكومة وحدة وطنية بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال دبلوماسيون الأربعاء إن روسيا وقوى كبرى أخرى أبلغت الوسيط الدولي كوفي أنان تأييد اقتراحه بتشكيل حكومة وحدة وطنية سورية قد تضم أعضاء من الحكومة والمعارضة، لكنها تستبعد من قد تتسبب مشاركتهم في تقويضها.

وقال الدبلوماسيون لوكالة “رويترز” طالبين ألا تنشر أسماؤهم إن الاقتراح واحد من الموضوعات الرئيسية التي ستناقشها روسيا وأعضاء مجلس الأمن الدائمين الأربعة الآخرين، ولاعبون رئيسيون آخرون في الشرق الأوسط، في اجتماع يعقد في جنيف السبت بشأن الصراع في سوريا.

وقال دبلوماسي موجزا اقتراح أنان “قد تتضمن (الحكومة المقترحة) أعضاء من الحكومة الحالية، وأعضاء من المعارضة وآخرين، لكن لا بد أن تستبعد من يتسبب استمرار مشاركتهم أو وجودهم في تقويض مصداقية عملية الانتقال، أو يضر باحتمالات المصالحة والاستقرار”.

وقال دبلوماسي آخر إن “الصورة التي رسمها أنان تقترح إمكانية إبعاد الأسد، وإبعاد بعض المسؤولين في المعارضةايضا مضيفا “أنه مع ذلك لا شيء في اقتراح أنان يبعد الرئيس الأسد بشكل آلي”.

وأضاف أن “موافقة روسيا على هذه الخطة قد يعني أنها مستعدة لرحيل الأسد”.

لكن دبلوماسيا غربيا آخر أعرب عن شكه حيال هذه النقطة معتبرا أن “الروس ليسوا مستعدين للتخلي عن الأسد أو الموافقة على أفكار تتعارض مع مصالحهم”.

وتمثل فكرة تشكيل حكومة ائتلافية جزءا من “الخطوط الرئيسية والمبادئ للمرحلة الانتقالية” في سوريا التي بعثها أنان إلى وزراء الخارجية الذين سيشاركون في اجتماع جنيف.

وسيشارك في الاجتماع السبت وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا).

ووجهت دعوات أيضا إلى تركيا، والاتحاد الأوروبي، وبان غي مون، والأمين العام للجامعة العربية.

كما وجهت دعوات إلى وزراء خارجية قطر والكويت والعراق بسبب الدور الذي يقومون به داخل الجامعة العربية.

ومن ناحيته، قال السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الأربعاء إن الأفكار التي سيطرحها أنان في جنيف لن يقبلها الوزراء بشكل آلي.

أما وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون فقالت في هلسنكي “أجريت اتصالات وثيقة مع المبعوث الخاص كوفي أنان حول احتمالات عقد لقاء يركز على خارطة الطريق لانتقال سياسي في سوريا”.

وأضافت أن أنان “وضع بنفسه خارطة طريق مفصلة ومتينة للانتقال السياسي، وقد وزعها علينا لإبداء تعليقاتنا عليها، وعندما تحدثت معه بالأمس أعربت له عن دعمنا للخطة التي قدمها”.

وتابعت: “نعتقد أن (خارطة الطريق) تجسد المبادئ المطلوبة لأي انتقال سياسي في سوريا يمكن أن يقود إلى نتيجة سلمية وديمقراطية تمثل آراء الجميع، وتعكس إرادة الشعب السوري”.

ناشطون: أكثر من 100 قتيل في سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت الشبكة السورية لحقوق الانسان إن أكثر من مائة شخص قتلوا الأربعاء بنيران القوات السورية.

وأفاد ناشطون باستمرار القصف الصاروخي على حي السلطانية في حمص، وقالوا إن الجيش السوري اقتحم بلدة كفر شمس بدرعا مستخدماً المدنيين دروعا بشرية، على حد قولهم.

كما تعرضت مناطق في حلب كذلك إلى قصف مكثف بالدبابات.

وكانت مصادر في المعارضة قالت إن بين القتلى 16 طفلا، و7 سيدات، ومجندين منشقين بالإضافة لقتيلين تحت التعذيب.

وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في وقت سابق أن 38 شخصا قتلوا في إدلب، و14 في دمشق وريفها، و13 في درعا، و10 في دير الزور، و7 في حمص، و5 في حلب، و2 في كل من الحسكة وحماه.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات السورية واصلت قصفها لمناطق عدة في محافظات إدلب وحلب وحمص.

وقال المرصد في بيان إن القوات النظامية جددت قصفها على بلدة خان السبل في ريف إدلب التي تشهد منذ الثلاثاء اشتباكات أسفرت عن تدمير آليات عسكرية وطائرة مروحية تابعة للجيش.

واستقدمت القوات النظامية تعزيزات عسكرية إلى محيط البلدة.

وأفاد المرصد في بيان لاحق بأن القوات النظامية اقتحمت خان السبل، ونفذت فيها حملة اعتقالات ومداهمات وإحراق لمنازل بعض المطلوبين.

وفي محافظة حلب شمالي البلاد، تعرضت بلدات في الريف الشمالي لقصف القوات النظامية، فيما هاجم مقاتلو المعارضة نقاطا للحراسة في محيط مطار منغ العسكري، وفقا للمرصد.

وأضاف أن القوات النظامية اقتحمت بلدة منغ، وانتشرت فيها، وبدأت حملة مداهمات وإحراق لبعض المنازل ايضا.

وفي مدينة حمص وسط البلاد، واصل الجيش قصفه العنيف لحي جورة الشياح وحي القرابيص في محاولة لاستعادة الأحياء الخارجة عن سيطرته منذ أشهر.

وكانت أعمال العنف أسفرت الثلاثاء عن مقتل 129 شخصا في مناطق سورية عدة، بحسب المرصد السوري.

تيرسي: قلق إزاء الأزمة السورية وامكانية انزلاقها وراء الحدود

روما (27 حزيران/ يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عبر وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي عن قلق بلاده العميق فيما يتعلق بتطورات الوضع في سورية، وذلك خلال الاجتماعات التي عقدها في بيروت اليوم

وتحدث رئيس الدبلوماسية الايطالية عن أن “هذه الأزمة لا تنطوي فقط على تطور غير مقبول لأعمال العنف، ولكن أيضاً على إمكانية أن تنزلق إلى ما وراء الحدود” حسب تعبيره

وأشار خلال مؤتمر صحافي في العاصمة اللبنانية، إلى أن حادث اسقاط الطائرة التركية أمر “غير مقبول لأن الطائرة كان يمكن التعرف عليها بشكل كامل” وأضاف “إن هذا يدل على أن المخاطر هائلة” على حد قوله

وشدد على أن “مسؤولية المجتمع الدولي والدول الأكثر تأثيراً في مجلس الأمن وفي المنطقة، تكمن في العمل على ابقاء لبنان بعيداً عن هذه الأزمة” حسب تعبيره

هذا وكان وزير الخارجية الايطالي، قد قام خلال زيارته إلى لبنان بزيارة تفقدية للبعثة الايطالية العاملة ضمن مهمة يونيفيل الاممية

حزب سياسي سوري معارض: وسائل إعلام النظام أهداف مشروعة للثورة

روما (27 حزيران/ يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وصف حزب سياسي سوري معارض وسائل الإعلام السورية الرسمية بأنها “مؤسسات إرهابية استبدادية بامتياز”، وأنها “تنحاز إلى مستبد ودموي وتحرّضه من أجل أن يقتل شعبه”، ودعا إلى استهدافها “بطريقة ممنهجة”، وشدد على ضرورة أن تكون “أهدافاً مشروعة للثورة” على حد قوله

وقال حزب الحداثة والديمقراطية لسورية إن وسائل الإعلام التي تتبع للنظام السوري وخاصة القناتين الفضائيتين السورية والإخبارية وقناة الدنيا الفضائية تعمل دون معايير مهنية، ودون أسس تستند عليها، و”تتبع الأنظمة المستبدة وتدافع عنها وتعمل وفقاً لمقتضيات توتاليتارية نظام حكم ما”، و”تختلق الأكاذيب وتحترف التشويه والتزوير”، و”تنحاز إلى مستبد ودموي وتحرضه من أجل أن يقتل شعبه ويستمر في حربه عليه”، ورأى أنها “إعلام استبدادي أفّاق ومأجور يعمل في مجتمعه على غسل الأدمغة الممنهج والتحريض الطائفي البيّن” حسب تعبيره

بل وصفها في افتتاحية له اليوم بأنها “مؤسسات إرهابية استبدادية بامتياز، تدعم الإرهاب الرسمي للنظام المجرم وتحرّض من أجل زج المزيد منه ومن القمع والمجازر في سورية بطريقة فاضحة ووقحة”، ونوّه بأن هذه الأقنية “أخطر ما لدى المجرم بشار الأسد من عدة قمعية استبدادية مجرمة”، وأنها كانت “الأدوات الأكثر فتكاً وإجراماً التي استخدمها بحق الشعب الثائر” على حد قوله

ورأى أن استهداف هذه القنوات “لا يمكن أن يصبح محلاً للإدانة”، ودعا إلى استهدافها “بطريقة ممنهجة”، واعتبار كل العاملين فيها والقائمين عليها “أهدافاً مشروعة للثورة”، وأثنوا على “الثوار الذين استهدفوا قناة الإخبارية” التابعة للنظام السوري

وكان قد سقط ثلاثة إعلاميين وأربعة من حرس القناة من العاملين في مبنى قناة الإخبارية السورية الرسمية لموالية للحكومة إثر استهداف المبنى الواقع في ريف دمشق بعدة قذائف وهجوم مسلحين عليه وتفجيره

واتهمت السلطات السورية العصابات الإرهابية المسلحة باستهداف قناة الإخبارية، فيما أكّد قياديون في الجيش السوري الحر المعارض أن عناصر انشقت عن الحرس الجمهوري المكلف بحراسة القناة في المنطقة وقامت بتفجيرها دون التنسيق مع الجيش السوري الحر أو الكتائب الثائرة

سوريا: روسيا تدعم دعوة عنان لتشكيل حكومة وحدة وطنية

عبرت روسيا وقوى دولية أخرى عن دعمها لدعوة المبعوث الدولي كوفي عنان الى تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا.

وكان عنان قد دعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا تضم انصار الرئيس بشار الاسد واعضاء من المعارضة لتقود عملية الانتقال السياسي، حسب ما اعلن دبلوماسيون غربيون.

وبينما تستبعد القوى الغربية أي دور لبشار الأسد في الحكومة الجديدة فلم يعرف موقف روسيا من هذا الأمر.

وكان موقف روسيا المعلن حتى الآن هو معارضة استبعاد الأسد من العملية السياسية في روسيا.

وقال الدبلوماسيون إن هذه الحكومة التي يقترحها عنان لن تشمل أي أسماء قد تتسبب في تقويض مصداقيتها أو إعاقة الاستقرار.

ومن المقرر ان يناقش هذا المقترح في المؤتمر الدولي الذي دعا اليه عنان السبت المقبل في جنيف، والذي ستشارك فيه روسيا الى جانب أعضاء مجلس الأمن الدائمين الآخرين ودول رئيسية في منطقة الشرق الأوسط.

وقال دبلوماسي إن فكرة استبعاد أشخاص معينين يقصد بها فيما يبدو الرئيس السوري بشار الأسد لكن اقتراح عنان لم يقل صراحة انه لا يجوز ان يشارك الأسد في حكومة وحدة وطنية.

واضاف الدبلوماسي أن الروس “أبلغوا عنان انهم يقبلون خطته للانتقال.” وأكد عدة دبلوماسيين غربيين تصريحاته قائلين ان الاعضاء الخمسة الدائمين لمجلس الامن جميعا ساندوا الخطة.

انهاء العنف

وكان عنان قد قال يوم امس الأربعاء إنه دعا إلى عقد اجتماع على مستوى الوزراء بشأن سوريا في جنيف يوم السبت بهدف السعي لإنهاء العنف وإحلال الأمن والاستقرار للشعب السوري”.

وأضاف في بيان أنه دعا وزراء خارجية القوى الخمس الكبرى وهي بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى تركيا والاتحاد الأوروبي والعراق والكويت وقطر ولكن لم يشر إلى إيران أو المملكة العربية السعودية.

وقال جان ماري جيهينو نائب المبعوث الدولي كوفي عنان امام مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف “إن هذه الجهود لا يمكن أن تكون بلا نهاية. الوقت ينفد وسوريا تنزلق الى أعمال عنف أعمق وأكثر تدميرا.”

وتركزت جهود عنان في الاسابيع القليلة الماضية على إنشاء مجموعة عمل بشأن سوريا يعتزم دعوتها للاجتماع يوم السبت. وقال جيهينو إن “المجموعة ستسعى للتوصل الى موقف مشترك بشأن حل للأزمة.”

الاجتماع الذي دعا إليه عنان سيكون على مستوى وزراء الخارجية

وقال جيهينو في الوقت الحالي “يبدو أن جميع الاطراف لا يؤمنون باحتمال التوصل الى حل سياسي.”

وأضاف “لاتزال المعارضة منقسمة بين من يؤيدون حلا سياسيا سلميا ومن يؤيدون استمرار المقاومة المسلحة.”

أمل كبير

وقد لاقت دعوة عنان لعقد اجتماع دولي في شأن سوريا ترحيب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي تقوم بجولة أوروبية.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي في العاصمة الفنلندية هلسنكي إن “لديها أملا كبيرا” في أن يكون الاجتماع الدولي في جنيف حول سوريا نقطة تحول في مسار الأزمة السياسية في البلاد.

وأضافت أنها ستشارك في الاجتماع الذي اقترحه الوسيط الدولي كوفي عنان، مشيرة إلى أنها تنتظر إعلان عنان رسميا عن اجتماع جنيف، وأن الولايات المتحدة تؤيد تماما خارطة الطريق الخاصة بالتحول السياسي في سوريا التي اقترحها عنان وأطلع القوى الكبرى عليها.

وأشارت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى أنها كانت “على اتصال بالمبعوث الدولي المشترك كوفي عنان وتبادلنا النقاش حول عقد لقاء يركز على خريطة طريق يمهد لانتقال سلمي للسلطة في سوريا”.

وقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف أنه سيحضر الاجتماع المقرر عقده في جنيف حول سوريا.

وقال السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين ان الافكار التي سيطرحها عنان في جنيف لن يقبلها الوزراء بشكل آلي.

واضاف “ستكون قاعدة للنقاش بين الوزراء” مع عدم استبعاده اضافة عناصر اخرى الى الوثيقة التي بعثها عنان الى الوزراء.

وكانت روسيا والولايات المتحدة قد أعلنتا أنهما يريدان مساعدة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية في مهمته بشأن إحلال السلام في سوريا.

لكن روسيا والصين كانتا عرقلتا في مجلس الأمن قرارين لفرض مزيد من العقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

BBC © 2012

إدانة دولية للهجوم على مقر قناة الإخبارية في دمشق

أدانت الولايات المتحدة ومنظمة العفو الدولية الهجوم الذي تعرض له مقر قناة الإخبارية السورية في دمشق صباح الأربعاء وأسفر عن مقتل 7 من العاملين بها.

واعتبرت منظمة العفو الدولية أن القناة التي توصف بأنها موالية للحكومة وأية مؤسسة إعلامية أخرى هدفا مدنيا لا يجب استهدافه.

وقالت آن هاريسون نائب مدير سؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المنظمة إن ” القناة هدف مدني وإن كانت منبرا إعلاميا للحكومة وبالتالي فإن العاملين بها مدنيون”.

وطالبت المنظمة الدولية ” كافة الأطراف بإدانة هذا الهجوم والتأكيد على أنه لا يمكن التسامح مع مرتكبيه”.

أما البيت الأبيض فقد أدان كل أعمال العنف في سوريا بما في ذلك الهجمات على “عناصر مؤيدة لحكومة الرئيس بشار الأسد مثل هجوم مسلحين على قناة تلفزيون مؤيدة للحكومة في دمشق”.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني “ندين كل أعمال العنف بما في ذلك تلك التي تستهدف عناصر مؤيدة للنظام” داعيا في الوقت ذاته كل الاطراف الى إنهاء الأعمال العسكرية في سوريا.

“هجوم إرهابي”

وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية، سانا، قد ذكرت إن القتلى “زملاء إعلاميون وعاملون في القناة”.

وأكدت وسائل إعلام سورية رسمية أخرى أن استوديوهات القناة الفضائية وغرفة أخبارها قد دمرت تماما.

ونقلت تقارير عن أحد موظفي القناة قوله إن المهاجمين احتجزوا بعض حراس مبنى القناة ثم دمروا المبنى بالمتفجرات.

وقال إن المهاجمين عصبوا عينيه ثم قادوه بعيدا عن المبنى لمسافة تقرب من 200 متر ثم سمع دوي انفجار.

وتُحكم وزارة الإعلام السورية الرقابة على الصحافة ووسائل الإعلام، ورغم أن قناة الإخبارية قناة خاصة، فإن معارضي الرئيس بشار الأسد يقولون إنها لسان حال الحكومة.

وخلال الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهرا -التي تطالب بالديمقراطية- تعمل قناة الإخبارية على مواجهة ما تقول إنه “حملة أكاذيب” من قنوات غربية وعربية فضائية حول الانتفاضة السورية التي تصفها بأنها “مؤامرة” مدعومة من الخارج.

ويأتي الهجوم بعد يوم واحد عقب إعلان الرئيس بشار الأسد أن بلاده في حالة حرب، واشتداد القتال الثلاثاء في ضواحي دمشق ومناطق أخرى عبر أرجاء البلاد.

أعمال عنف

من ناحية أخرى، ذكر نشطاء سوريون معارضون أن ستين مدنيا قتلوا اليوم الأربعاء في أعمال عنف وقعت في أماكن متفرقة من البلاد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، لـ(بي بي سي) إن أربعة عشر مسلحا معارضا لقوا حتفهم إضافة إلى أكثر من خمسين من القوات النظامية.

هذا ولم يتسن بعد التحقق من صحة هذه الأرقام من مصادر رسمية أو مستقلة

BBC © 2012

برهان غليون زار سوريا لبضع ساعات” والتقى “الثوار

    اكد الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون لوكالة فرانس برس انه دخل الاراضي السورية اليوم الثلاثاء لبضع ساعات واجرى “جلسات مع الثوار”، وهي الزيارة الاولى له منذ اكثر من سنتين.

    وقال غليون في اتصال هاتفي بعد خروجه من الاراضي السورية ان الزيارة تشكل “دعما معنويا للثوار”، و”مواساة لاهلنا الذين تعرضوا للقتل والمجازر والذبح”.

    واوضح انه عاد قبل وقت قصير الى تركيا، وان الزيارة شملت “مناطق عدة في محافظة ادلب” في شمال غرب البلاد الواقعة على الحدود مع تركيا.

    واشار الى انه لم يزر سوريا منذ ما قبل الثورة، “منذ سنتين وبضعة اشهر تقريبا”.

    وقال غليون ردا على سؤال عن المخاطر التي رافقت الزيارة “طبعا كانت هناك مخاطر، فالقصف لا يتوقف، لكننا اخذنا الاحتياطات لتقليص هذه المخاطر قدر الامكان. ومن ثم اتكلنا على الله”.

    واعتبر غليون ان “النظام مهلهل لدرجة انه لا يقدر ان يضبط أي شيء. لقد تجولنا في مناطق عدة في ادلب وواضح ان النظام يفقد السيطرة على الارض”.

    وتابع غليون “هذا دافع ليأسه ويأس انصاره”.

    وقال غليون انه شهد في زيارته لادلب “ولادة سوريا الجديدة، فكل القرى فيها لجان محلية للمعونة والادارة والتنظيم والتنظيف…سوريا اليوم تبنى بايدي ابنائها”.

النظام المذعور يأمر باعتقال رجل الاعمال فراس طلاس والفنان جمال سليمان

كلنا شركاء

–         أكدت مصادر مطلعة لكلنا شركاء أن النظام السوري أدرج اسم كل من رجل الأعمال السوري فراس طلاس ابن العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري السابق والفنان جمال سليمان في قائمة المطلوبين للاعتقال على المنافذ البرية والبحرية والمطارات، بعد أن سبقها حملة اعلامية يقودها عمار اسماعيل وشبكته التي يمولها رامي مخلوف وحافظ مخلوف كواجهة اعلامية للأجهزة الأمنية السورية،

وقد اتهمت هذه الحملة كلاً من فراس طلاس وجمال سليمان بدعم الثورة السورية والمجلس الوطني والاتهامات المعتادة في هذه الشبكات من التهمة بالخيانة ونزع الوطنية، وقام جمال سليمان بالرد على هذه الاتهامات ساخراً بمقالة في الحياة تداولتها أغلب المواقع الالكترونية والاعلامية بكثرة بعنوان ” النظام السوري حين لا يتحمل جلسة عشاء في الكبابجي” استهزأ فيها من اتهام أجهزة النظام السوري ( الاعلامية الأمنية) لنسبة كبيرة من السوريين بالخيانة العظمى وخدمة المؤامرة والمشروع الصهيوني لمجرد الاختلاف السياسي والرغبة الحقيقية بالإصلاح وجمع الشمل السوري وانقاذ المؤسسات السورية التي يتوغل فيها الفساد وسيطرة الأجهزة الأمنية .

متسائلاً ما هو هذا النظام الضعيف الذي يمكن أن يهدّ أساساته عشاء صار فيه حديث سياسي رفض الدم السوري الذي يراق والعائلات التي نزحت من بيوتها وصور القصف والشهداء التي صارت الخبر الأول في كل إعلام العالم ؟؟.

 وقد تحدث أحد العالمين بخفايا السياسة السورية ، أن هذه الأوامر بالاعتقال هو تتويج لمناوشات  سرية عمرها سنوات كانت تدور بين عدد من الاقتصاديين المحسوبين على تيار اصلاحي ,كان يحاول اصلاح النظام الاقتصادي السوري واصلاح النظام المالي السوري ليكون أقدر على جلب الاستثمارات ومنافسة الأسواق الاقتصادية التي تحيط بسوريا ،لامتصاص السخط الاجتماعي الذي يمكن أن يغرق البلاد في فوضى اجتماعية وسياسية , إلا أنهم اصطدموا بتيار يعارض كل هذه الخطوات ويعتبر سوريا مزرعة خاصة له ( حافظ مخلوف ورامي مخلوف ووالدهم) حيث تقاسم حافظ ورامي الجناحين المهمين في سورية طيلة حكم بشار الأسد وهو الجناح الأمني والجناح الاقتصادي وكل من لم ينضوي تحت جناح آل مخلوف كانت التهمة السياسية الجاهزة ( التعامل مع اسرائيل والتخابر مع جهات أمنية والنيل من هيبة الدولة) تنتظرهم.وعلى اساسها اما أن يشاركهم أو يترك البلد ويمشي تاركا استثماراته لهم .

–         ويذكر أن فراس طلاس وجمال سليمان لم يمارسا عملاً سياسياً حتى الآن، سواء كان حزباً أو تياراً أو كتلة سياسية ، بل كل ما كانوا يفعلونه هو المشاركة في عدد من المبادرات السياسية التي تلّم شمل السوريين وتمنع انحدار البلاد إلى الحرب الأهلية وانهيار المؤسسة العسكرية وما يتبع ذلك من فلتان أمني قد يغرق البلاد في حرب لا تعرف نهايتها، ومن هذه المبادرات مبادرة كانت بحضور الرئيس بشار الأسد وموافقته وترحيبه وقد جلس مع أصحابها لعدة ساعات، ليرميها في اليوم التالي وكأنها ما كانت، أمام قادة أجهزته الأمنية الذين ليس لهم أي مبادرة حتى الآن سوى الدم والمزيد من إراقة الدماء السورية البريئة.

ومع بداية الربيع العربي كان فراس طلاس وعدد من المثقفين والفنانين السوريين ورجال الأعمال من أوائل من دعوا من أجل القيام بإصلاحات حقيقية قبل أن تصل الموجة إلى سوريا وقد قوبلت هذه المقترحات باستهزاء من القيادة السياسية، والقيادات الأمنية وتجاهل مطلق ، فلما قامت الثورة السورية ، كان هؤلاء من أول المبادرين إلى تغليب الحل السياسي على الحل الأمني وعدم التوغل في مسألة الحسم العسكري ، لأنه كفيل بإدخال البلاد في حرب لا نهاية لها الا أنها كالعادة كانت تصدم بجدار الصمت أو تجاهل ويستمر النظام الأمني السوري والقيادة والسياسية بالتوغل أكثر في الحل العسكري ، وبسبب هذه المواقف العلنية تلقى التهديد مراراً، ومنها مانشرته كلنا شركاء قبل أشهر من أحد كبار الشبيحة ( مجاهد اسماعيل ) لفراس طلاس علناً وفي وسط الشارع بأن ثمنه رصاصة إن لم يبتعد عن دعم الشارع السوري الثائر, وكذلك تهديد أجهزة النظام والشبيحة لجمال سليمان باستقباله استقبالاً يليق بخائن لدى عودته من قطر وخروجه المزعوم على الجزيرة يومها.

وحين تداولت بعض المواقع  نية فراس طلاس الانشقاق على النظام كان تعليقه الوحيد أنه رجل أعمال سوري يرفض الحل العسكري ويشجع بكل ما يقدر على البحث عن حل شامل يحقق مطالب الثورة المشروعة والتي تقرها كل قوانين العالم وشرائعه الدينية والعرفية والإنسانية  , في الحرية والعدالة والمساواة ، ولن يتورط يوماً بدم سوري، وأنه سيبقى كما كان منذ بداية الثورة السورية قريباً إلى كل الأطراف التي تريد منع سورية من التقسيم والحرب الأهلية والحرب الطائفية ومنع انهيار المؤسسات وبالذات المؤسسة العسكرية، والعمل على الانتقال السياسي السلمي إلى دولة تعددية مدنية يتساوى فيها المواطنون السوريون بالفرص والواجبات، على أن يكون لم الشمل السوري أول أوليات العمل السوري ثم فصل السلطات و التنمية المستدامة والتنمية المجتمعية واستقلال القضاء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى