أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 21 أيار 2013

واشنطن تدين «احتلال حزب الله» لقرى سورية

واشنطن – جويس كرم

لندن، بيروت، دمشق، عمان، القاهرة، سوتشي (روسيا) – «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب – دانت الولايات المتحدة «احتلال حزب الله» لقرى سورية، وقالت ان نظام الرئيس بشار الاسد ومن يسانده سيُحاسبون على قتل المدنيين واثارة النعرات الطائفية. وينعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين في القاهرة اليوم تمهيداً لاجتماع للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية على مستوى وزراء الخارجية الخميس للبحث في الهجوم المشترك الذي شنته على مدينة القصير القوات النظامية وعناصر من «الحرس الثوري» الايراني ومن «حزب الله» ولاتخاذ موقف من المؤتمر الدولي المقترح في جنيف منتصف الشهر المقبل.

واستبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الموقف العربي، واجتماع عمان بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزراء مجموعة «اصدقاء الشعب السوري» الاربعاء، بالقول «إن من الضروري أن تشارك المعارضة في مؤتمر جنيف من دون شروط مسبقة»، مشددا على ضرورة المشاركة الايرانية فيه.

ومع بدء كيري جولته الاقليمية التي ستشمل الأردن واسرائيل، والتي يتصدرها الموضوع السوري، دانت وزارة الخارجية ما اعتبرته «احتلالاً من حزب الله لقرى سورية». وأكدت أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد و»من يدعمه» سيحاسبون على قتل المدنيين و»اثارة النعرات الطائفية».

وقال الناطق باسم الخارجية باتريك فانتريل أن واشنطن «تدين بشدة التدخل المباشر لحزب الله في سورية ولعبه الدور الاساسي في دعم نظام الأسد». واتهمت الخارجية، في بيان، الحزب بـ «احتلال قرى سورية على الحدود»، واعتبرت أن هذا الأمر يؤجج الأزمة ويثير النعرات الطائفية وأكدت دعمها لاستقرار لبنان. كما رأت الخارجية أن النظام يسعى الى اثارة «النعرات المذهبية من خلال مجازر استهدفت السنة في بانياس والبيضة» وأكدت أن النظام «ومن يدعمه ستتم محاسبتهم».

وسيبدأ كيري زيارته الى المنطقة في سلطنة عُمان قبل الانتقال للأردن ومن ثم الى الأراضي الفلسطينية واسرائيل والعودة بعدها الى عمان للمشاركة في المنتدى العالمي للاقتصاد. وسيتصدر محادثاته الملف السوري والتحضير للمؤتمر الدولي، الى جانب البحث بالقضايا الأمنية مع اسرائيل، وعملية السلام.

وأنذرت بريطانيا الرئيس الاسد أمس بأن «لا استبعاد لأي خيار» في شأن تسليح المعارضة. وقال وزير الخارجية وليم هيغ ان بلاده ستطالب الاتحاد الاوروبي بإجراء مزيد من التعديلات لحظر السلاح على سورية، معتبرا «ان كل اسبوع يمر يقترب بسورية من الانهيار وسيؤدي هذا الى كارثة اقليمية».

في الوقت نفسه، قالت مصادر في الجامعة العربية إن اجتماع القاهرة يتجه إلى الترحيب بعقد المؤتمر الدولي الذي ستشارك الجامعة فيه على أعلى مستوى. وسيتخذ المجتمعون موقفاً شديد اللهجة من الهجوم على القصير، ومن مشاركة «حزب الله» و»الحرس الثوري» في المعارك ضد «الجيش السوري الحر».

ومع استعداد الاردن لاستضافة «مجموعة اصدقاء الشعب السوري» غداً، تغيب عنه المعارضة، قال وزير الخارجية ناصر جودة ان الاجتماع «يستهدف التنسيق والتشاور استعداداً للمؤتمر الدولي». وسيشارك فيه وزراء خارجية الاردن والسعودية والامارات ومصر وقطر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والمانيا وايطاليا. ومن المتوقع ان تحدد المعارضة بدورها، خلال اجتماع تعقده في اسطنبول الخميس موقفها من المشاركة في «جنيف 2».

ووسط التحضير للمؤتمر الدولي عاد مختار لماني رئيس مكتب الممثل الخاص المشترك لسورية الاخضر الابراهيمي الى دمشق أمس. وقال «إن بعثة الأمم المتحدة ستركز جهودها على انجاح المؤتمر المرتقب في جنيف». وعما إذا كان يتوقع أن يزور الابراهيمي دمش قريباً قال «إن شيئاً لم يحدد بعد».

وفي القصير، استمرت الاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة القريبة من الحدود اللبنانية في ما أطلق على ما يجري فيها أسم «أم المعارك» حيث سقط عشرات القتلى بين عناصر «حزب الله».

وعلى وقع طلقات الرصاص وروائح البارود المنبعثة من بقايا الانفجارات، دفن أهالي القصير قتلاهم الذين سقطوا بنيران نظام الرئيس السوري بشار الأسد، جراء اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش ومؤيديه من «حزب الله» و «الحرس الثوري» الإيراني ومقاتلي «الجيش الحر ولا تزال مستمرة.

وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» بأن «الطيران الحربي يمطر المدينة بوابل من الصواريخ والقذائف بالتزامن مع قصف شديد جداً بالمدفعية الثقيلة والهاون منذ صباح الأحد. وأشارت الهيئة إلى أن «المنازل تتهدم وتحترق». وأفادت الشبكة السورية بأن 49 قتيلاً سقطوا في الهجوم الكبير الذي بدأته قوات النظام بدعم من عناصر «حزب الله» جواً وبراً، من أجل استعادة السيطرة على المدينة.

وفي موازاة الأزمة السورية أعلنت وزارة الخزانة الاميركية ان مدير برنامج العقوبات في الوزارة ديفيد كوهين بدأ امس جولة تشمل قطر والامارات العربية المتحدة والسعودية للبحث في العقوبات على ايران وسورية وتمويل الارهاب.

وقالت الوزارة في بيان ان كوهين وهو مساعد لوزير الخزانة المكلف الاستخبارات المالية ومكافحة الارهاب سيناقش في جولته التعاون لمكافحة تمويل الشبكات المرتبطة بـ»القاعدة في سورية» وتنظيم «طالبان حقاني» وارهابيين آخرين ينشطون في جنوب اسيا.

وسيبحث كوهين ايضا «افضل السبل لتطبيق العقوبات الاقتصادية الدولية» بحق ايران وسورية، وسيلتقي مسؤولين حكوميين كبار في الدوحة ودبي وابو ظبي والرياض.

وزير اسرائيلي: سقوط الاسد مهم لاضعاف ايران و”حزب الله

القدس المحتلة – آمال شحادة

في نقاشها الملف السوري، اجمعت لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست الاسرائيلي، على موقف وزير الشؤون الاستراتيجية، يوفال شطاينتس، ان “سقوط الرئيس السوري، بشار الاسد، افضل لاسرائيل”.

وكانت اللجنة قد ركزت بحثها حول الملف السوري والتطورات الحاصلة فيه، في اعقاب رفض روسيا الغاء صفقة الاسلحة المتطورة “اس-300″، ونصب صواريخ سورية باتجاه اسرائيل. وفيما رأى اعضاء في اللجنة اهمية لعدم التدخل الاسرائيلي في الاحداث السورية في مقابل التشديد على ضرورة منع نقل اسلحة من سورية الى “حزب الله” في لبنان، بكافة السبل المتوفرة لاسرائيل، قال الوزير شطاينتس ان افضل وضع لاسرائيل سقوط الاسد اذ ستشكل خطوة كهذه تطورا ايجابيا واضاف:” مثل هذا التطور سيوجه ضربة قاسية لمحور الشر، ايران وحزب الله وتضعفهما بشكل كبير”، على حد تعبير شطاينتس.

وياتي موقف شطانيتس مناقضا لما تناقلته وسائل اعلام اجنبية عن مسؤولين اسرائيليين وضباط في الجيش بان اسرائيل تفضل ابقاء الاسد، لمنع سيطرة القاعدة وتنظيمات اسلامية متطرفة واقترابها من الحدود في الجولان وتحقيق اهدافها بتوجيه ضربات باتجاه اسرائيل.

وياتي  النقاش الاسرائيلي هذا، في اعقاب شكوى جديدة قدمها الجيش للقوات الدولية في الجولان، في اعقاب تعرض مركبة له لنيران سورية، مساء امس، اعتبرها مسؤولون عسكريون تطورا قد يضاعف الخطر على الجيش. وبحسب الجيش فقد رد على هذه النيران بقوة دمرت الموقع السوري الذي انطلقت منه النيران، وطالب القوات الدولية بتكثيف نشاطها ودروياتها في المنطقة الفاصلة بين الطرفين.

القصير بين هجوم “حزب الله” وطيران الجيش السوري

بيروت – ا ف ب

ارسل “حزب الله” اللبناني تعزيزات من عناصره الى مدينة القصير وسط سورية، حيث يخوض معارك عنيفة الى جانب القوات النظامية التي تقصف المدينة بشكل عنيف بالطيران الحربي والمدفعية.

في غضون ذلك، ادى سقوط قذائف من الجانب السوري على مناطق حدودية في شمال لبنان، الى اصابة تسعة اشخاص بجروح، وفق مصدر محلي.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي “قتل 31 عنصراً من حزب الله على الاقل منذ الاحد، اضافة الى 68 مقاتلاً معارضا بينهم ستة مجهولو الهوية”.

اضاف “من الواضح ان حزب الله هو الذي يقود الهجوم على القصير”.

واشار الى ان “تسعة عناصر من القوات النظامية وثلاثة مسلحين موالين لها، قتلوا كذلك منذ ان بدأت هذه القوات الاحد اقتحام المدينة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة من اكثر من عام”.

واوضح ان “اربعة مدنيين بينهم ثلاث نساء، قتلوا ايضا في اليومين الماضيين”.

وعرضت قناة “المنار” التلفزيونية التابعة لـ”حزب الله” لقطات لتشييع خمسة عناصر من الحزب امس في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع (شرق)، مشيرة الى ان “هؤلاء قضوا خلال ادائهم واجبهم الجهادي”.

وافاد مصدر مقرب من الحزب ان “العدد الاكبر من عناصره قتلوا بسبب الالغام التي زرعها المقاتلون المعارضون في المدينة”.

واضاف المصدر الذي رفض كشف اسمه ان الحزب “ارسل تعزيزات جديدة من عناصر النخبة الى القصير”، مشيراً الى انه “اعتقل ايضاً عددا من مقاتلي المعارضة بينهم اجانب”.

وقال المرصد ان “الطائرات الحربية “نفذت غارات على مناطق في مدينة القصير، وسط قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة”، مشيراً الى “استشهاد مقاتلين اثنين” معارضين في اشتباكات.

وقال عبد الرحمن ان “مقاتلي المعارضة يبدون “مقاومة شرسة، ويرفضون ترك المدنيين” الذين يقارب عددهم 25 الف شخص.

واضاف “لكن حزب الله والقوات النظامية يشنون هجوماً قاسياً” على المدينة الاستراتيجية التي تشكل صلة وصل اساسية بين دمشق والساحل السوري، وخط امداد رئيسي لقربها من الحدود اللبنانية.

وقالت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات ان الجيش النظامي “سيطر على جميع المباني الحكومية والحيوية في مدينة القصير بريف حمص ورفع فوقها العلم السوري”.

واضافت ان “تقدم الجيش جاء بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات الإرهابية” في اشارة الى المقاتلين المعارضين، متحدثة عن سقوط “العشرات من الإرهابيين بين قتيل وجريح، من بينهم من يحمل جنسيات أجنبية وعربية”.

الأزمة السورية بين الأتاتوركيين والمحافظين الأتراك

الإثنين ٢٠ مايو ٢٠١٣

دعا الكاتب التركي مصطفى آق يول، في مقالة في صحيفة “ستار” التركية، إلى مقاربة تداعيات تفجيري مدينة “ريحانلي” (الريحانية)، جنوب تركيا، بكثير من التأني، وبأعصاب باردة، دون التخلي عن الحزم، والخطوات المدروسة، في ظل وجود وجهات نظر متباينة في المجتمع التركي تجاه الأزمة السورية. وعبر عن تمنياته بكشف هوية الفاعلين، وأن تأخذ العدالة مجراها، بعد إعلان الشرطة إلقاءها القبض على مشتبه بهم، وارتباطهم أيدولوجياً، ومذهبياً، وحتى من من جهة المصالح مع النظام السوري، مشيرا إلى أن الأمر سيطرح على طاولة البحث خلال لقاء رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما.

ورأى آق يول، أن الأتراك ينقسمون إلى معسكرين من حيث وجهة نظرهم من الأزمة السورية، وهو ما انعكس على تحليلاتهم حول تفجيرات “ريحانلي”، أحدهما يتمثل في توجه قومي علماني يضم يمينيين ويساريين شديدي التمسك بمبادئ أتاتورك، وهم يرون فيما يجري في سوريا “لعبة إمبريالية”، ويقيّمون جميع الحقائق على الأرض من خلال هذه النظرة، لأنه بالنسبة لهم “الإمبريالية” منبع كل سوء، ولا يصدر السوء من مصدر “محلي”، لاسيما إن كان الحديث عن نظام “مقاوم للإمبريالية” فإن المجازر الموثقة التي يرتكبها، لا تعدو بالنسبة لهم عن كونها “أكاذيب الإمبريالية” لافتا إلى أن جمع تلك الرؤية المتشددة مع التعصب المذهبي يرسم لوحة مأسوية تعبر عن التأييد والدفاع عن تصرفات الأسد وتصفها بالمحقة.

وعبّر آق يول عن اعتقاده بضرورة قبول التوجه الآخر المتمثل بالمحافظين، الذين يدعمون الحراك في سوريا، وبالتالي معارضة النظام السوري، ببعض الحقائق على الأرض، منها انحراف بعض المعارضين ذووي التوجهات السلفية المتطرفة نحو ما يشبه الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري، برزت في الآونة الأخيرة من خلال بعض مقاطع الفيديو، التي تم تداولها على الانترنت تظهر ممارسات وحشية بحق جنود من قوات الأسد.

وأوضح آق يول أن تركيا بموقفها من الأزمة السورية اختارت الوقوف في الطرف الصحيح من التاريخ، إلا أن الظروف الدولية، التي تفرض نفسها على مسار الأحداث في سوريا، يصعب على تركيا التأثير بها بشكل أكثر إيجابية، وخصوصا أن أحدا لا يملك تحديد ماهية ما ستؤول إليه الأمور في نهاية المطاف، بما فيهم الغربيين.

النمسا تهدد: إذا رفع الحظر عن الأسلحة .. سننسحب من الجولان

فيينا – ا ف ب

طرحت النمسا موضوع سحب جنودها الموجودين في هضبة الجولان في اطار قوة الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، اذا ما رفع الحظر عن تسليم الاسلحة للمعارضة السورية.

وقال وزير الخارجية النمساوي المحافظ مايكل سبيندليغر بعد جلسة لمجلس الوزراء “اذا ما رفعنا الحظر عن الاسلحة للمعارضة السورية، عندئذ ستواجه البعثة تعقيدات جمة للقيام بمهمتها”.

من جهته، اعتبر المستشار النمساوي، الاشتراكي-الديموقراطي فرنر فايمن ان في سورية اليوم كميات كافية من الاسلحة.

وكانت النمسا حذرت الاسبوع الماضي شركاءها الاوروبيين الستة والعشرين من تسليم اسلحة الى المعارضين السوريين، كما اوضح مايكل سبيندليغر الذي يتولى ايضا منصب نائب المستشار النمساوي.

ومن المقرر ان يتم اواخر ايار/مايو تجديد العقوبات التي قررها الاتحاد الاوروبي ضد سورية. وفي هذه المناسبة، تمارس فرنسا وخصوصا بريطانيا ضغوطا من اجل رفع الحظر عن تسليم الاسلحة لتجهيز المقاتلين السوريين.

وتقول فيينا ان رفع العقوبات سينهي تجميد الحسابات المصرفية في الخارج للرئيس السوري بشار الاسد.

وتعتبر النمسا ايضا ان بين المقاتلين السوريين مجموعات مثل جبهة النصرة “القريبة من تنظيم القاعدة الارهابي”.

ومنذ 1974، تتولى قوة الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك التي يحمل عناصرها مسدسات دفاعية فقط، مهمة فرض احترام وقف لاطلاق النار في هضبة الجولان التي احتلت اسرائيل قسما كبيرا منها في جنوب غرب سورية.

وقد ارسلت النمسا التي انضمت في 1974 الى قوة الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، 381 من 971 من عناصر قوة فض الاشتباك. وهم يشكلون اكبر كتيبة نمساوية ترسل الى الخارج. والفيليبين والهند هما البلدان الاخران في القوة الاممية.

وكان عشرون مراقبا فيليبينيا خطفوا على دفعتين في اذار/مارس وايار/مايو من قبل مقاتلين من المعارضة السورية في الجولان، ثم افرج عنهم بعد ايام.

                      الكلفة الكبرى في القصير تتردّد دولياً ولبنانياً

أزمة التمديد بين خياري ستة أشهر وسنتين

كادت الحصيلة الثقيلة لتورط “حزب الله” في معركة القصير بسوريا الى جانب قوات النظام السوري تطغى على الازمة السياسية الخانقة التي واجهت انسداداً بالغ الخطورة ينذر بامكان انزلاق فعلا نحو الفراغ الدستوري، بعدما انتقل التأزم من استحالة التوافق على قانون انتخاب جديد الى اختلاف على التمديد لمجلس النواب ومدة هذا التمديد في ظل قانون الـ 60.

ووقت شهدت مناطق لبنانية عدة في البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت مواكب تشييع حاشدة لعدد من افراد “حزب الله” قتلوا في اليومين الاخيرين في معركة السيطرة على مدينة القصير بسوريا، علم مساء امس ان عدد قتلى الحزب ارتفع الى 38 وفق لائحة وزعت ليلا وتضمنت اسماءهم في ما يعتبر الكلفة البشرية الكبرى يتكبدها الحزب منذ تورطه في القتال داخل سوريا.

واتخذت مسألة التورط اللبناني في الازمة السورية طابعا شديد الوطأة على مجمل المشهد الداخلي في ظل مقلبها الآخر من خلال الاشتباكات التي تجددت في طرابلس والتي برز فيها امس عامل استهداف الجيش على ايدي مجموعات مسلحة في باب التبانة، وقت كان الجيش ينفذ عملية انتشار جديدة تهدف الى وقف الاشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن وازالة الدشم، وادى هذا الاستهداف الى سقوط شهيدين عسكريين وستة جرحى. وتسارعت الاتصالات مساء امس لاحتواء التوتر ومنع اتساع حال الانفلات الامني التي تشهدها المدينة.

اما الوجه الآخر لتداعيات هذا التورط، فبرز في موضوع المخطوفين اللبنانيين في اعزاز بعد انقضاء سنة كاملة على خطفهم. وكشفت معلومات لـ”النهار” ان لدى اهالي المخطوفين معطيات عن جمع عدد من “اسرى الحرب” في سوريا، اي رهائن، من جنسيات عربية مختلفة في “مكان آمن”، والعمل تاليا على مبادلة هؤلاء بالمخطوفين التسعة في اعزاز بشمال حلب وان عملية الاسر تمت قبل نحو اسبوعين في سوريا.

أوباما وسليمان

وترددت اصداء مشاركة “حزب الله” في معركة القصير على المستويين الخارجي والداخلي. واعلن قصر بعبدا تلقي رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصالا من الرئيس الاميركي باراك اوباما جدد فيه “تقديره للدور الذي يقوم به سليمان للحفاظ على الاستقرار والسياسة التي يتبعها لبنان بعدم التدخل في سوريا انطلاقا من اعلان بعبدا”. وافاد البيت الابيض في واشنطن لاحقا ان الرئيسين “اتفقا على ان على جميع الاطراف ان يحترموا سياسة لبنان التي تقضي بالنأي عن الصراع في سوريا وتجنب الاعمال التي من شأنها ان تورط الشعب اللبناني فيه”. واضاف البيان ان الرئيس الاميركي “شدد على قلقه من دور “حزب الله” النشيط والمتزايد في سوريا وقتاله نيابة عن نظام الاسد وهو امر يتعارض مع سياسات الحكومة اللبنانية”. ونددت الخارجية الاميركية من جانبها بـ”التدخل المباشر” لـ”حزب الله”في هجوم النظام السوري على القصير، واعتبر الناطق باسم الوزارة باتريك فنتريل ان “احتلال حزب الله لقرى على طول الحدود اللبنانية السورية ودعمه للنظام والميليشيات المؤيدة للاسد يزيدان التوتر الطائفي الاقليمي تفاقماً ويساهمان في استمرار حملة الرعب (التي يشنها) النظام على الشعب السوري”.

الحريري وجنبلاط

أما على الصعيد الداخلي، فبرز موقف جديد للرئيس سعد الحريري حمل فيه بعنف على “الجريمة التي يرتكبها “حزب الله” من خلال تورطه في الحرب الداخلية السورية”. وقال إن الحزب “اختار ان يستنسخ الجرائم الاسرائيلية بحق لبنان واهله ليطبقها على اهل القصير السورية وقرى ريف حمص، فتحول رأس حربة في جريمة موصوفة ينفذها النظام ضد شعبه بل الى ما يمكن وصفه بجيش الدفاع الايراني عن نظام بشار الاسد”.

وفي السياق نفسه برز في الموقف الاسبوعي لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تحذير لافت من “اي اعادة تفكير في استخدام السلاح في الداخل”، منبها الى ان ذلك “لن يكون الا مغامرة مستحيلة”، وحض في المقابل على معالجة الصراعات السياسية بالحوار والتفاهم. واذ كرر التحذير من الانزلاق الى الاتون السوري، دعا الى تأليف حكومة وحدة وطنية.

أزمة التمديد!

في غضون ذلك راوحت ازمة مصير الانتخابات النيابية مكانها اذ لم تفض جلسة لجنة التواصل النيابية في عين التينة امس الى اي نتائج، وسط تضارب المواقف من التمديد للمجلس وموضوع قانون الـ60. ومع ان رئيس المجلس دعا الجميع الى تحمل مسؤولياتهم، متعهدا في حال الفشل “ان اكون اول من يعلن ذلك”، علمت “النهار” ان النقاش بات محصورا بين خياري التمديد للمجلس ستة اشهر او سنتين بعدما اسقطت فترة التمديد سنة لتزامن هذا الخيار مع استحقاق الانتخابات الرئاسية بعد سنة. على ان الخلافات على مدة التمديد لم تحجب استمرار المزايدات التي ابقت مسألة اجراء الانتخابات على اساس قانون الـ 60 بمثابة مناورة يتبادلها بعض الافرقاء وقت يبدو واضحا ان بري لن يقدم على تحديد موعد لجلسة عامة يقر فيها التمديد الا بعد انتزاعه موافقات اجماعية على تحمل هذه المسؤولية. واذ ساد انطباع على نطاق واسع ان العماد ميشال عون قد يمضي الى انتخابات على اساس قانون الـ60 خلافا لما يراه الثنائي الشيعي، اعلن عون في حديث الى برنامج “بموضوعية” من محطة “ام تي في” مساء امس “اننا ضد التمديد وضد قانون الـ60″، لكنه قرن ذلك بقوله: “اذا سقط القانون الارثوذكسي لن نقاطع الانتخابات ونحن والقوات اللبنانية اتفقنا على انه اذا حصرت الامور بين ال60 والتمديد نعود ونتضامن للتصويت على الارثوذكسي”. واكد ان “التيار الوطني الحر” سيقدم الترشيحات خلال المهلة المحددة تحسبا لاي طارئ. وعلمت “النهار” ان الرئيس بري أوفد بعد اجتماع لجنة التواصل الوزير علي حسن خليل الى الرئيس فؤاد السنيورة لاجراء بحث عام ومستفيض في كل القضايا المطروحة والذي وصفته اوساط السنيورة بأنه اتسم بـ”الصراحة بحثا عن مخارج ولكن لم يتم التوصل الى خلاصات على ان يكون للبحث صلة”، مشيرة الى ان كتلة المستقبل برئاسة السنيورة ستبحث في ملف قانون الانتخاب اليوم لتتخذ الموقف المناسب في ضوء المستجدات، علما ان موقفها المبدئي لا يزال مع “التمديد التقني “لولاية مجلس النواب الحالي تحضيرا لاجراء الانتخابات في نهاية مهلة التمديد.

سلام

وسألت “النهار” امس رئيس الوزراء المكلف تمّام سلام عن موقفه في ضوء مستجدات الاجتماعات النيابية، فأجاب بأنه لا يزال ينتظر ما ستؤول اليه هذه اللقاءات وفقاً لما تعهده الاسبوع الماضي، مشيرا الى انه يتابع ما سيظهر الخميس المقبل، من غير ان يوضح ما الذي قد يتوقعه في هذا اليوم الذي قد تنعقد فيه جلسة عامة لحسم موضوع التمديد ومدته. وأكد سلام انه لا يزال عند المبادئ التي طرحها لتشكيل الحكومة وهي تتمثل بقيام حكومة من 24 وزيرا ولا ثلث معطّلاً فيها لأي فريق ويكون اعضاؤها من غير المرشحين للانتخابات وتوزع فيها الحقائب على اساس المداورة.

ولا تستبعد اوساط مواكبة لتأليف الحكومة ان تكون نهاية هذا الاسبوع وتحديدا الجمعة المقبل موعدا لبدء عمل جدي للتأليف.

احتدام المعارك في القصير ومقتل 38 عنصراً من “حزب الله

“الجيش السوري الحر” ينفي سقوط المدينة ويعد بـ”مفاجآت”

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

تحتدم المعارك في مدينة القصير بريف حمص بين الجيش السوري النظامي مدعوماً من “حزب الله” اللبناني من جهة ومقاتلي المعارضة السورية من جهة أخرى. واعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له مقتل 28 عنصراً من قوات النخبة في “حزب الله” خلال المعارك، بينما أكد ناشطون مقتل 38 عنصراً، وتحدثت دمشق عن سيطرة القوات النظامية على جنوب المدينة وشرقها ووسطها وتتابع تقدمها الى شمالها، الامر الذي نفاه “الجيش السوري الحر”. (راجع العرب والعالم)

وفي موازاة التصعيد العسكري تتواصل الجهود الديبلوماسية وخصوصاً مع عودة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى المنطقة الاربعاء لحضور مؤتمر “اصدقاء الشعب السوري” المقرر عقده في عمان من اجل اتخاذ موقف من الدعوة الاميركية – الروسية الى عقد مؤتمر جنيف – 2 في مسعى لايجاد حل سياسي للأزمة التي مضى عليها اكثر من 26 شهراً.

وأعلنت القيادة المشتركة لـ”الجيش السوري الحر” في بيان استمرار عملياته ضد قوات النظام السوري و”حزب الله” وتكبيد الحزب أكثر من 50 قتيلا و100 جريح والتصدي لجميع الهجمات على مدينة القصير.

ونقلت قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية عن بيان للقيادة المشتركة أن عشرات القتلى والجرحى الذين سقطوا من “حزب الله” في معارك القصير، التي أطلقت عليها اسم “جدران الموت”، نقلوا إلى مستشفيات في بعلبك والهرمل ومستشفى الرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية لبيروت بعشرات سيارات الإسعاف.

واتهم الثوار عناصر “حزب الله” بإعدام 23 طفلا وإمرأة في مجزرة جماعية قرب بلدة ربلة بريف القصير. كما نفى “الجيش السوري الحر” وصول قوات النظام الى وسط المدينة، مؤكدا أن الاشتباكات تدور على أطرافها، وتوعد قوات النظام وعناصر “حزب الله” بمفاجآت.

هيغ

وصرح وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، الذي سيشارك في اجتماع عمان، بانه يرى من الضروري تعديل الحظر الاوروبي على الاسلحة للمعارضة السورية، لكنه استبعد تسليحها في الوقت الحاضر. وقال :”على الاتحاد الاوروبي ان يدعم بكل ثقله العملية الديبلوماسية بما في ذلك قبول تعديلات جديدة على الحظر على الاسلحة ولكن من دون الذهاب الى حد ارسال  اسلحة فوراً الى المعارضة السورية”. واضاف: “لم نرسل اسلحة الى اي طرف في اطار نزاعات الربيع العربي، ولم يتخذ اي قرار في هذا الشأن” في ما يتصل بسوريا. ورأى ان “علينا ان نقول بوضوح انه اذا لم يتفاوض النظام السوري بجدية خلال مؤتمر جنيف لن نستبعد اي خيار”.

وسيشارك في مؤتمر عمان وزراء الخارجية للاردن والسعودية والامارات ومصر وقطر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والمانيا وايطاليا.

 الجامعة العربية

ويعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اجتماعا طارئا اليوم للبحث في تطورات الأزمة السورية بناء على طلب دولة قطر.

 وقال مصدر مسؤول في الجامعة إنه “سيتم في الاجتماع البحث في آخر التطورات في سوريا بشكل عام، وخصوصاً ما يتعلق بالأحداث التي تجري في مدينة القصير السورية وما يتردد عن مشاركة “حزب الله” اللبناني والحرس الثوري الإيراني في المعارك ضد الجيش السوري الحر وفقاً لما قالته المعارضة السورية”. وأشار إلى أن “هذا الاجتماع يأتي قبيل الاجتماع العاجل للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية على مستوى وزراء الخارجية العرب في مقر الأمانه العامة للجامعة العربية الخميس المقبل برئاسة رئيس اللجنة رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لمناقشة تطورات الاوضاع في سوريا، في ضوء الدعوة المطروحة لعقد المؤتمر الدولي الخاص بايجاد حل سياسي للازمة السورية.

لافروف

وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن من الضروري أن تشارك المعارضة السورية في مؤتمر السلام المقرر عقده في جنيف من دون وضع شروط مسبقة، ملمحاً كما يبدو إلى مطلب تنحي الرئيس بشار الأسد. وأبرز وجوب دعوة إيران لحضور المؤتمر الذي تسعى روسيا والولايات المتحدة الى تنظيمه بغرض التوصل الى تسوية تنهي الصراع في سوريا.

واضاف في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع الامين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياغلاند: “المهم هو ضمان موافقة جماعات المعارضة على المشاركة في المؤتمر من دون شروط مسبقة”. واعتبر ان الدول الغربية يجب ان تطلب من معارضي الاسد الا يطالبوا “بأمور غير واقعية”.

وفي مقابلة مع صحيفة “روسيسكايا غازيتا ” أكد لافروف أن السلام لن يأتي لسوريا عبر مفاوضات مستعجلة. وأوضح أنه لا يرى تحديد فترة زمنية لمؤتمر جنيف – 2، مشيرا إلى أن المؤتمرات الدولية التي جلبت السلام لمناطق العالم استغرقت أشهراً أو سنوات.

لافروف للمعارضة السورية: كفّوا عن شروطكم

الجيش يتقدم في القصير واحتدام المعارك

شقت القوات السورية طريقها داخل الأحياء التي يتحصن فيها المسلحون في مدينة القصير في ريف حمص، واشتبكت، أمس، مع مسلحين في شمال المدينة وجنوبها، خلال محاولتها بسط سيطرتها الكاملة على المدينة الاستراتيجية الموقع، كما أنها حققت تقدما ميدانيا بارزا في حي برزة في دمشق الذي يضم جيوبا أساسية لجماعات المعارضة المسلحة.

وقبل ساعات من اجتماع وزراء خارجية مجموعة «أصدقاء سوريا» التي تضم 11 دولة، أبرزهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الأردن غدا، وجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رسالة مبطنة، بضرورة الضغط على المعارضة السورية لعدم وضع شروط مسبقة على مؤتمر «جنيف 2» المقرر في حزيران المقبل، داعيا إلى عدم التفاؤل بإمكانية إيجاد حل سريع للازمة في «جنيف 2».

إلى ذلك، ذكرت الرئاسة المصرية، في بيان، إن المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي عرض للرئيس محمد مرسي، بحضور وزير الخارجية محمد كامل عمرو، «آخر تطورات الجهود التي يقوم بها لحل الأزمة السورية والاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر جنيف الثاني، والحرص على التنسيق بين تحركاته والجهود التي تبذلها مصر في إطار المبادرة الرباعية».

وأشار البيان إلى أن «مرسي أكد الموقف المصري الهادف إلى تحقيق وقف فوري لنزيف الدم السوري والتوصل إلى تسوية سياسية تضمن وحدة الأراضي السورية واشتراك طوائف الشعب السوري كافة في تحديد مصير سوريا الجديدة».

معركة القصير

وأعلن مصدر عسكري أن القوات السورية سيطرت على جنوب القصير وشرقها ووسطها، وتتابع تقدمها إلى شمالها حيث يتحصن المسلحون، الذين أطلقوا على عمليتهم للدفاع عن المدينة اسم «جدران الموت».

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «قواتنا المسلحة أعادت الأمن والاستقرار إلى كامل الجهة الشرقية من مدينة القصير، وقضت على أعداد من الإرهابيين ودمرت أوكارا لهم، وفككت عددا من العبوات قرب السوق وسط القصير». وأضاف إن «وحدات جيشنا تواصل ملاحقة من تبقى من إرهابيين في بعض الأوكار في المنطقتين الشمالية والجنوبية بالمدينة».

وتابع: «كانت وحدات من جيشنا أعادت الأمن والأمان أمس (الأول) إلى الملعب البلدي وأطراف الحارة الغربية والمنطقة المحيطة بمبنى البلدية والمركز الثقافي والكنيسة ودوار البلدية ومنطقة الغيطة، في حين استسلم عشرات الإرهابيين ورموا أسلحتهم، وتم إلقاء القبض على عدد آخر منهم بالتعاون مع بعض الأهالي».

وقال مسؤول في مكتب محافظ حمص إن أكثر من 60 في المئة من المدينة أصبح تحت سيطرة الجيش، مشيرا إلى مقتل واستسلام عشرات المسلحين، في حين أشارت صحيفة «الوطن» إلى أن «عددا من قادة المجموعات الإرهابية فر إلى طرابلس» في لبنان.

ونقلت وكالة «رويترز» عن معارضين قولهم إن «قوات المعارضة في القصير صدت معظم القوات المهاجمة وأعادتها إلى مواقعها الأصلية شرق وجنوب البلدة الأحد، ودمرت على الأقل أربع دبابات للجيش السوري وخمس عربات خفيفة لحزب الله». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات: «قتل 56 مسلحا في يومين من الاشتباكات»، مضيفا: «قتل 28 عنصرا من حزب الله وجرح أكثر من 70 في المعارك في القصير»، فيما نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر وصفته بانه «مقرب من الحزب»، قوله ان «الاشتباكات أدت إلى مقتل 20 عنصرا وإصابة نحو 30».

وأشار «المرصد» إلى أن «القوات السورية تقصف قرية الرستن التي يسيطر عليها المسلحون في ريف حمص».

وفي شمال دمشق، ذكر «المرصد» إن «القوات السورية حققت تقدما في حي برزة الذي يضم جيوبا أساسية لمقاتلي المعارضة، تزامنا مع قصف واشتباكات يشهدها الحي». وذكرت «سانا» إن «وحدة من الجيش وقوات حرس الحدود أحبطت محاولة إرهابيين التسلل من الأراضي الأردنية عند منطقة المكب جنوب درعا البلد».

لافروف

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مع الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياغلاند في سوتشي، أن «الأمر الأهم بالنسبة إلى المؤتمر الدولي حول سوريا هو موافقة المعارضة السورية على المشاركة فيه من دون شروط مسبقة».

وقال إن «زملاءنا، بمن فيهم الأميركيون الذين تقدمنا بهذه المبادرة بصورة مشتركة معهم، أكدوا التزامهم بالعمل مع المعارضة بشكل وثيق، من أجل دفعها لتغيير مواقفها من بدء المفاوضات فورا والكف عن طرح شروط غير واقعية»، مكررا مطالبته بإشراك جميع جيران سوريا وإيران في المؤتمر.

وأكد لافروف انه «يجب الاتفاق على ضرورة أن يحل السوريون كل شيء بأنفسهم. ولا تناسبنا الأفكار التي تقضي بان كل شيء ستجري كتابته من دون السوريين، وهم سيوافقون على ذلك».

وأعرب عن اعتقاده بإمكانية عقد المؤتمر الدولي بداية حزيران المقبل. وقال: «من حيث المبدأ، فانه في حال توفر الإرادة الطيبة، من الممكن التوصل إلى التفاهم بشكل تمهيدي بسرعة، وبالتالي لا يبدو أن بداية حزيران موعد غير واقعي».

ودعا لافروف إلى عدم وضع توقعات كبيرة بشأن إمكانية التوصل إلى حل للازمة خلال أيام. وقال إن «تحقيق كل شيء في غضون أربعة أو خمسة أيام، مثلما يود بعض شركائنا، أمر غير واقعي تماما، ولا يمكن طرح مثل هذه المهمة، لأنه إذا جرى الاتفاق على مواعيد قصيرة جدا، وتطلب الأمر بعد ذلك أياما عدة أخرى أو ربما أسابيع، فعلى الأرجح ستكون هناك مقترحات بإحالة هذه القضية إلى مجلس الأمن الدولي، وإعلان إنذارات وفرض عقوبات إلى آخر ذلك. وليس من شأن ذلك إلا أن يؤجج الوضع، ويصب في مصلحة من يراهنون على الحل العسكري للازمة السورية. وبالتالي فان المؤتمر يتطلب عملا ديبلوماسيا، لا خطوات مستعجلة».

وفي الدوحة، قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في افتتاح الدورة الثالثة عشرة لمنتدى الدوحة: «لم يعد مقبولا من الدول الفاعلة في المجتمع الدولي عدم التحرك لوضع حد لهذه المأساة المروعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة» في سوريا.

واعتبر أمير قطر، الذي تعتبر بلاده من ابرز الداعمين والممولين للمسلحين، أن مسؤولي هذه الدول يريدون في الوقت ذاته «أن يقرروا هوية من يدافع عن الشعب السوري بمختلف الذرائع». وعبر «عن الشعور بالأسف والأسى أن نرى ثورة الشعب السوري الشقيق قد دخلت عامها الثالث من دون أفق واضح لوقف الصراع الدامي الذي خلف وراءه عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء وملايين النازحين واللاجئين، فضلا عن التدمير المادي الواسع النطاق، نتيجة تمسك النظام السوري بالحل العسكري». وقال: «من المحزن أن يحدث هذا بعد أن فشلت المبادرات الدولية والعربية كافة في دفع النظام السوري للإصغاء لصوت العقل».

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

ضابط سوري: موسكو قد تلجأ لتحركات عسكرية تجاه خصوم الأسد

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: بينما يجري الحديث دولياً عن مساع حثيثة لعقد مؤتمر جنيف2 الذي من المفترض أن يجمع السلطة والمعارضة السوريتَين على مائدة واحدة، تستعر المواجهات المسلحة في الداخل السوري، ويرى مراقبون ان الميدان الملتهب لم يتلقَ حتى الآن أية إشارات سياسية حقيقية تخفف درجة اشتعاله على مستوى الدائرة بين الجيش السوري وميليشيات المعارضة المسلحة.

ضابط أكاديمي رفيع برتبة عميد في الجيش السوري طلب عدم الكشف عن اسمه قال لـبالقدس العربيب ان موسكو قد تلجأ إلى بعض الإشارات التحذيرية ذات الطابع الحربي العسكري إذا شعرت أن واشنطن ستماطل كثيراً في مسألة انعقاد مؤتمر دولي حول سورية. وأضاف أن قيادة الأركان الروسية ترى أنه ربما حان الوقت لإرسال رسائل عسكرية تفرض على واشنطن قبول الأمر الواقع ببقاء الأسد والتفاوض على تفاصيل أخرى، وأن القيادة السياسية الروسية متريثة حيال هكذا خطوة تصعيدية لاسيما وأن عدّة هذه الخطوة ومقوماتها المتمثلة بقطع البحرية الراسية في البحر المتوسط موجودة وجاهزة لحظة لزومها وفق تعبير الضابط السوري.

الضابط الذي كان قد تابع علومه العسكرية في الاتحاد السوفييتي خلال حقبة الثمانينات أكد حادثة كانت قد تسربت لـ’القدس العربي’ حصلت بين السفير السوري في موسكو رياض حداد (المدير السابق للإدارة السياسية في الجيش السوري) ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عندما استدعى الأخير السفير حداد إلى مقر وزارة الخارجية الروسية صبيحة اليوم التالي للفيتو الروسي الصيني المزدوج الأول في مجلس الأمن ومن ضمن ما قاله لافروف أثناء لقائه بـ حداد: ‘سعادة السفير، يجب أن تلبس البزة العسكرية لأن بلدكم في حالة حرب يجب أن تنتصروا بها’، العبارة تلك تشير حسب خبراء إلى أن موسكو تقف بشكل تام مع دمشق ليس سياسياً فحسب بل عسكرياً أيضاً إلى ما لا نهاية.

يختم الضابط كلامه بالتأكيد على أن واشنطن لا تميل إطلاقاً لانطلاق مفاوضات سياسية عبر مؤتمر دولي في وقت تبدو الأوضاع الميدانية لصالح الجيش السوري لاسيما بعد معارك القصير الاستراتيجية ومعارك الجنوب في درعا وطوق الغوطة الشرقية بريف دمشق.

أردوغان ينتقد حزب الله لتدخّله في سوريا

أنقرة- (يو بي اي): انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، حزب الله على ما قال إنه قتاله إلى جانب القوات السورية في مدينة القصير، ووصفه بأنه “تدخل أجنبي”، في ما يبدو رداً على اتهامات المعارضة التركية لحكومته بالتدخّل في الشؤون السورية.

ونقلت صحيفة (زمان) التركية على موقعها الإلكتروني، عن أردوغان في مؤتمر صحافي في أنقرة، رداً على سؤال عمّا إذا كان يعتبر إرسال حزب الله مقاتلين إلى القصير السورية “تدخّلاً أجنبياً”، قوله “أفكّر مثلكم”.

وانتقد الذين يتهمون تركيا بالتدخّل في الشؤون السورية على عدم إطلاق البيانات ذاتها في ما يتعلق بمشاركة حزب الله في القتال.

وأعرب رئيس الوزراء التركي عن اعتقاده بأن هناك مقاتلين أجانب إلى جانب حزب الله يقاتلون المعارضة في سوريا، وقال “هناك قوات أخرى إلى جانب حزب الله تقاتل في سوريا. كيف سيشرحون ذلك؟”، من دون أن يقدم المزيد من التوضيح.

وشدّد أردوغان على أنه لا يوجد أي قوات عسكرية تركية داخل سوريا، وأقرّ بأن حكومته تقدّم “مساعدة لوجستية” للمعارضة السورية، إلاّ أنه أشار إلى أنها مساعدة “إنسانية” فقط.

وأكد أن تركيا لم تقم بما يقوم به حزب الله أو “القوى الأخرى” في سوريا، في إشارة إلى المشاركة في القتال هناك.

وكانت المعارضة التركية، بعد تفجيرات الريحانية التي اتهَمَت السلطات منظمة تركية مرتبطة بالمخابرات السورية بالوقوف، اتهمت الحكومة بالتدخّل في الشؤون السورية وجرّ تركيا إلى “المستنقع السوري”.

سورية: وائل الحلقي وقدري جميل بين لائحة بخمسة وزراء لمفاوضات محتملة مع المعارضة

باريس ـ  (ا ف ب) – اعلنت مصادر دبلوماسية اوروبية الثلاثاء ان النظام السوري وضع في مطلع اذار/مارس لائحة بخمسة وزراء تمهيدا لمفاوضات محتملة مع المعارضة.

واضافت المصادر ان هذه اللائحة التي نقلت في بداية اذار/مارس الى الروس، ابرز داعمي نظام بشار الاسد، تضم رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ونائب رئيس الوزراء قدري جميل وثلاثة مسؤولين حكوميين اخرين.

وقال احد هذه المصادر ان “هذه اللائحة يمكن ان تتطور”، مشيرا الى ان من الضروري ان توافق المعارضة على فريق المفاوضين الذين يجب ان “يتمتعوا بالقدرة الحقيقية على التفاوض”.

وذكر المصدر بأن مندوبي دمشق “يجب الا يكونوا ايضا مسؤولين مباشرة عن عمليات القمع″ ضد معارضي النظام.

وكان مسؤول فرنسي كبير طلب عدم الكشف عن هويته اعتبر اخيرا في تصريح لوكالة فرانس برس ان بعض الاسماء التي اقترحتها دمشق “غير مقبولة”.

وتجرى في الوقت الراهن مشاورات دبلوماسية كثيفة لتنظيم مؤتمر دولي حول سوريا في حزيران/يونيو، بمشاركة مندوبين عن النظام السوري والمعارضة السورية تحت رعاية القوى العظمى.

والمعارضة التي تجتمع الخميس في اسطنبول لانتخاب هيئاتها الجديدة واتخاذ قرار حول مشاركتها في المؤتمر الدولي، لم تعد بعد لائحة المفاوضين.

والهدف من المؤتمر الدولي المسمى “جنيف 2″ هو التوصل الى تشكيل حكومة انتقالية “برضى متبادل” تتمتع ب “كامل الصلاحيات” مما يستبعد كما تقول المعارضة وداعموها اي دور للرئيس السوري بشار الا سد.

الا ان الاسد رد باعلان رفضه التنحي عن السلطة قبل الانتخابات الرئاسية في 2014 في سوريا، وذلك في مقابلة السبت مع وكالة الانباء الارجنتينية الرسمية تيلام وصحيفة كلارين.

والرئيس السوري الذي يواجه منذ اكثر من سنتين حركة احتجاجية تحولت انتفاضة مسلحة امام عمليات القمع التي يقوم بها النظام، المح الى انه مرشح الى تلك الانتخابات. وتقول منظمات غير حكومية ان النزاع اسفر عن نحو مئة الف قتيل.

قصف بالطيران على القصير وحزب الله يرسل تعزيزات اضافية

بيروت- (ا ف ب): أرسل حزب الله اللبناني تعزيزات من عناصر النخبة إلى مدينة القصير وسط سوريا حيث يخوض معارك عنيفة إلى جانب القوات النظامية التي تقصف المدينة الثلاثاء بشكل عنيف بالطيران الحربي والمدفعية.

في غضون ذلك، ادى سقوط قذائف من الجانب السوري على مناطق حدودية في شمال لبنان، إلى اصابة تسعة اشخاص بجروح، بحسب مصدر محلي.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي “قتل 31 عنصرا من حزب الله على الاقل منذ الاحد، اضافة إلى 68 مقاتلا معارضا بينهم ستة مجهولو الهوية”.

اضاف “من الواضح ان حزب الله هو الذي يقود الهجوم على القصير”.

واشار إلى أن تسعة عناصر من القوات النظامية وثلاثة مسلحين موالين لها، قتلوا كذلك منذ ان بدأت هذه القوات الاحد اقتحام المدينة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة من اكثر من عام.

واوضح ان اربعة مدنيين بينهم ثلاث نساء، قتلوا ايضا في اليومين الماضيين.

وعرضت قناة (المنار) التلفزيونية التابعة لحزب الله لقطات لتشييع خمسة عناصر من الحزب الاثنين في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع (شرق)، مشيرة الى ان هؤلاء قضوا “خلال ادائهم واجبهم الجهادي”.

وافاد مصدر مقرب من الحزب فرانس برس ان العدد الاكبر من عناصره قتلوا بسبب الالغام التي زرعها المقاتلون المعارضون في المدينة.

واضاف المصدر الذي رفض كشف اسمه ان الحزب “ارسل تعزيزات جديدة من عناصر النخبة الى القصير” مشيرا الى انه “اعتقل ايضا عددا من مقاتلي المعارضة بينهم اجانب”.

وقال المرصد ان الطائرات الحربية “نفذت غارات على مناطق في مدينة القصير، وسط قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة”، مشيرا الى “استشهاد مقاتلين اثنين” معارضين في اشتباكات الثلاثاء.

وقال عبد الرحمن ان مقاتلي المعارضة يبدون “مقاومة شرسة، ويرفضون ترك المدنيين” الذين يقارب عددهم 25 الف شخص.

واضاف “لكن حزب الله والقوات النظامية يشنون هجوما قاسيا” على المدينة الاستراتيجية التي تشكل صلة وصل اساسية بين دمشق والساحل السوري، وخط امداد رئيسي لقربها من الحدود اللبنانية.

وقالت صحيفة (الوطن) السورية القريبة من السلطات ان الجيش النظامي “سيطر على جميع المباني الحكومية والحيوية في مدينة القصير بريف حمص ورفع فوقها العلم السوري”.

واضافت ان “تقدم الجيش جاء بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات الإرهابية” في اشارة الى المقاتلين المعارضين، متحدثة عن سقوط “العشرات من الإرهابيين بين قتيل وجريح، من بينهم من يحمل جنسيات أجنبية وعربية”.

وعلى الحدود الشمالية للبنان، سقطت قذائف مصدرها سوريا في بلدة المونسى في منطقة وادي خالد ذات الغالبية السنية، ما أدى إلى جرح تسعة اشخاص بينهم امرأة وطفلان، بحسب ما افاد مسؤول محلي.

رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر من نشوب حرب مفاجئة بالمنطقة

تل أبيب- (يو بي اي): حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، من الأوضاع البالغة التوتر في الشرق الأوسط ومن نشوب حرب “مفاجئة” بالمنطقة، فيما قال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شطاينيتس، أن إسرائيل ترى مصلحة بسقوط النظام السوري لأنه يضعف إيران وحزب الله.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن غانتس، قوله في خطاب الثلاثاء، أمام مؤتمر حول موضوع التنصت عُقد في بلدة “زِخرون يعقوب” جنوب حيفا، إنه “لا يمر يوم لا نواجه فيه اتخاذ قرارات من شأنها أن تقودنا إلى تدهور مفاجئ.. ولا يمكن السيطرة عليه”.

وأردف أن “هذا أمر سيرافقنا في الفترة القريبة المقبلة التي يتعين علينا خلالها أن نكون أكثر يقظة”.

وأضاف غانتس أنه “في كل واحدة من الجبهات التي نتواجد فيها.. نحن منكشفون لتأثير تعدد الجبهات بشكل واضح، لكن هذا لا يعني أنه إذا قمنا بعمل ما في هضبة الجولان، فإن حدثا عسكرياً سيحدث فورا في سيناء.. لكن هذا قد يحدث”.

وتابع أنه “توجد عوامل مؤثرة أخرى، وتكون أحيانا متدنية من حيث حجم قوتها، ونحن نرى العلاقة بين غزة وسيناء، وبين غزة ويهودا والسامرة (أي الضفة الغربية)، وبين سوريا ولبنان”.

وتأتي أقوال غانتس، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء أن قواته في هضبة الجولان قصفت موقعا في الأراضي السورية بعدما تم إطلاق أعيرة نارية من هذا الموقع وأصاب سيارة عسكرية إسرائيلية.

ومن جانبه رأى الوزير شطاينيتس أن مصلحة إسرائيل هي بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد لأنه سيضعف إيران وحزب الله.

ونقلت صحيفة (معاريف) الثلاثاء، عن شطاينيتس، قوله الاثنين، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إن “على رئيس سوريا بشار الأسد أن ينصرف.. لأن هذا الأمر سينزل ضربة شديدة بمحور الشر ويضعف إيران وحزب الله”.

وأضاف شطاينيتس أنه “بتقديري أن الأمر الصحيح بالنسبة لنا هو أن يتوقف المحور الإيراني عن السيطرة على سوريا من خلال شخص الأسد”.

وقال إن الهدف الاستراتيجي بالنسبة لإسرائيل هو إيران وأنه “ينبغي إنزال ضربة قاتلة على محور الشر المؤلف من إيران وسوريا وحزب الله”، مشيراً أنه “على الرغم من أنه بحوزة كوريا الشمالية 3 قنابل نووية لكن التهديد الإيراني على العالم يعادل ما بين 30 إلى 50 ضعفا”.

ووفقا لشطاينيتس فإنه “تم مسبقا بناء البنية التحتية النووية الإيرانية بشكل أكبر بكثير (من كوريا الشمالية)، وقد تلقينا رسائل من دولة عدة في أوروبا التي تقول لنا إنه حان الوقت لوضع تهديد عسكري ضد إيران لأن العقوبات وحدها ليست كافية”.

وقالت الصحيفة إن قسماً من أعضاء الكنيست الذين حضروا اجتماع اللجنة عبروا عن موافقتهم على أقوال شطاينيتس.

وتأتي أقوال شطاينيتس، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في الوقت الذي تشير فيه تقارير إسرائيلية إلى وجود خلافات داخل المؤسستين السياسية والعسكرية حيال الأسد، بين مؤيد لسقوط النظام السوري ومعارض له تخوفاً من صعود جهات إسلامية متطرفة إلى الحكم في سوريا.

وقالت (معاريف) إن الجيش الإسرائيلي، وعلى ما يبدو جهاز الأمن العام (الشاباك) أيضا، يعتقدان أن على إسرائيل الامتناع عن تنفيذ عمليات تؤدي إلى حسم الأوضاع في سوريا.

وأشارت إلى أن “نتنياهو عبر خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسبوع عن تخوف من سقوط الأسد وتصاعد قوة الجهات المتطرفة”.

ورغم ذلك، أعلن نتنياهو لدى افتتاح اجتماع حكومته الأسبوعي أول من الأحد، أن إسرائيل ستستمر بمحاولة منع نقل أسلحة من سوريا إلى حزب الله، في إشارة إلى شن غارات، كالتي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي في نهاية الشهر الماضي، ضد أهداف في سوريا.

الجيش السوري يعلن تدمير عربة إسرائيلية تجاوزت خط وقف إطلاق النار بالجولان وتل ابيب تنفي

دمشق ـ (يو بي اي) أعلن الجيش السوري، اليوم الثلاثاء، أنه دمّر عربة إسرائيلية “بما فيها” تجاوزت خط وقف إطلاق في الجولان، مؤكداً أن أي محاولة اختراق لسيادة البلاد سيتم الرد عليها فوراً.

وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلّحة السورية في بيان، إن الجيش السوري دمّر عند الساعة الواحدة و10 دقائق من فجر اليوم (بالتوقيت المحلي) “عربة إسرائيلية بما فيها دخلت من الأراضي المحتلة (في الجولان) وتجاوزت خط وقف إطلاق النار باتجاه قرية بئر عجم التي تقع في المنطقة المحررة” من الأراضي السورية، حيث يوجد “مجموعات إرهابية مسلّحة”.

وأشار البيان الى أنه إثر تدمير العربة “قام العدو الإسرائيلي بإطلاق صاروخَين حراريَّين من موقع تل الفرس المحتل باتجاه أحد مواقعنا في قرية الزبيدية دون وقوع إصابات”.

وأكّدت القيادة العامة للجيش السوري في بيانها أن “أي اختراق أو محاولة اختراق على سيادة البلاد سيتم الرد عليها فوراً وبحزم”، وقالت “يخطىء من يظن أنه قادر على اختبار قوتنا وجاهزيتنا واستعدادنا لصون كرامتنا وعزة وطننا”.

ورأت أن “هذا العدوان الإسرائيلي السافر يؤكد مرة أخرى تورّط الكيان الصهيوني بما يجري من أحداث في سوريا والتنسيق المباشر مع العصابات الإرهابية المسلّحة”، مشيرة الى أنه “يهدف إلى رفع روحها المعنوية المنهارة بعد الضربات القاصمة التي تلقتها على يد قواتنا المسلحة الباسلة في أكثر من مكان وبخاصة في منطقة القصير”.

وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات ضد أهداف في سوريا نهاية الشهر الماضي، فيما أعلنت سوريا أنها وجّهت صواريخها باتجاه إسرائيل للردّ على أيه هجمات إسرائيلية جديدة على أهداف داخل أراضيها، وقالت إنها “سترد بحزم على أي اعتداء على سيادتها”.

من جانبه نفى الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء مزاعم سوريا بأن قواتها المسلحة دمرت مركبة اسرائيلية في مرتفعات الجولان.

وذكرت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن مركبة أصيبت بأضرار جراء اطلاق نيران من سوريا إلا أنه لم يصب أي من الجنود الإسرائيليين. وردت القوات الإسرائيلية باطلاق نيران بعد الواقعة التي أعلن عنها الجيش في وقت سابق اليوم.

ما تهم معرفته عن مساعدة روسيا العسكرية لسورية

صحف عبرية

الحديث عن منظومتين، الاولى وهي ‘إس300′، هي طراز متقدم من منظومة صواريخ للدفاع الجوي طُورت في نهاية سبعينيات القرن الماضي، لكن زيد في تطويرها جدا في تسعينيات القرن الماضي. ولـ’إس300′ أفضلية على مئات بطاريات صواريخ الدفاع الجوي من انتاج سوفييتي وروسي أصبحت موجودة عند سورية، فهي أولا تستطيع ان تصيب أهدافا على بعد 200 كم. وهي تستطيع ثانيا أن تعمل في مواجهة عشرات الأهداف في الوقت نفسه. والى ذلك فان المنظومة متحركة وتُحمل على سيارات ثقيلة، وهو شيء يجعل تحديد موقعها وتدميرها صعبا. وُجدت في الماضي عدة أنباء منشورة عن إمداد سورية وايران بهذه المنظومة. وقد تم التوقيع على الصفقة في 2007 لكن الروس استجابوا لطلبات اسرائيلية وامريكية ووافقوا في 2010 على تعليق الصفقة. ويُبين الروس الآن أنهم ينوون ‘إتمام الصفقة’ لكنهم لا يُبينون متى سينقلون بالضبط البطاريتين اللتين طلبتهما سورية.

وأما المنظومة الثانية فهي ‘بي800′ المسماة ‘يحونط’ وهو صاروخ بحري مضاد للسفن، أُدخل الى الخدمة العملياتية في روسيا قبل نحو من 13 سنة. ويستطيع ‘يحونط’ أن يطير بسرعة تفوق ضعفي سرعة الصوت ويصيب أهدافا بحرية على بعد نحو من 300 كم مع رأس متفجر يبلغ وزنه 250 كغم. وقد أمدت روسيا سورية من قبل ببطاريتين مع 72 صاروخ ‘يحونط’ قبل سنة ونصف السنة، والنية الآن إمدادها بمنظومة رادارية متقدمة تُحسن دقة الصواريخ. وقد أفادت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ في الاسبوع الماضي، بحسب ما قاله مسؤولون كبار في واشنطن، بأن روسيا نقلت الى سورية شحنة مرسلة جديدة من الصواريخ من هذا الطراز.

كيف ستؤثر الصواريخ في ساحة القتال؟ اذا ملكت سورية منظومات الصواريخ هذه فسيصعب على اسرائيل (وكل قوة عسكرية اخرى) أن تهاجم من الجو أهدافا داخل سورية أو أن تنفذ اجتياحا من البحر. وسيُصعب ‘إس300′ ايضا استعمال صواريخ موجهة عن بعد تملكها اسرائيل والولايات المتحدة واسلحة جوية اخرى (وهو سلاح دقيق يُطلق من طائرة حربية تطير على بعد عشرات الكيلومترات عن الهدف وتهرب من تهديد أكثر منظومات الدفاع الجوي، بل إن المنظومة قد تصيب صواريخ بالستية. أما ‘يحونط’ فقد يقيد حرية حركة سفن اسرائيلية وغربية قبالة سواحل سورية ويجعل عملية بحرية موجهة عليها وعلى لبنان صعبة. إن مدى الصاروخ البحري قد يكون تهديدا ايضا لطوافات التنقيب عن الغاز في حقول الغاز الطبيعي قبالة سواحل اسرائيل.

هل الجيش الاسرائيلي قادر على مواجهة الصواريخ؟ قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق، اللواء احتياط عاموس يادلين، في نهاية الاسبوع إن سلاح الجو الاسرائيلي قادر على مواجهة ‘إس300′. وأفادت وسائل الاعلام الاجنبية في الماضي بان سلاح الجو الاسرائيلي قد تدرب من قبل في مواجهة منظومات مشابهة موجودة عند حليفات، مثل اليونان وقبرص وأذربيجان. وقد نجح سلاح الجو في السنين الاخيرة في اختراق منظومة الدفاع الجوي السورية الكثيفة ثلاث مرات على الأقل. إن ‘إس300′ اذا نشر في سورية حقا يتوقع أن يجعل المهمة في المستقبل صعبة لكنه لن يكون عائقا. وفي مقابل ذلك فان إمداد ايران المحتمل بهذه الصواريخ سيكون أكثر اشكالية، لأن سلاح الجو الاسرائيلي غير قادر على ارسال عدد كبير من الطائرات الحربية ووسائل الحرب الالكترونية الى ايران، كما يمكنه أن يفعل ذلك بسورية المجاورة.

وفي الميدان البحري تم منذ أُصيبت السفينة الحاملة للصواريخ ‘حنيت’ في حرب لبنان الثانية، تحسين القدرات الدفاعية لسلاح البحرية الاسرائيلي جدا. أُصيبت السفينة آنذاك بصاروخ من صنع الصين أطلقه الحرس الثوري الايراني من سواحل لبنان. وتشتمل المنظومات الدفاعية اليوم من ضمن ما تشتمل عليه على صواريخ ‘براك9′. وفي هذه الحال ايضا سيكون ‘يحونط’ عامل تهديد آخر لحاملات الصواريخ الاسرائيلية لكن خطره غير كافٍ لمنع عملها قبالة سواحل سورية.

ما احتمالات إمداد الاسد حقا بهذه الصواريخ؟ أصبحت صواريخ ‘يحونط’ منشورة كما يبدو في منطقة ميناء طرطوس على ساحل البحر المتوسط، في قلب المنطقة العلوية، حيث يسودها هدوء نسبي. ومن المنطق ان نفترض انه في الوقت الذي مضى منذ نُصبت (في 2011 كما يبدو) وصلت الى مستوى عملياتي ومن المحتمل جدا أن يكون تقنيون وضباط روس موجودين هناك كي يرشدوا القوات السورية. ومع ذلك فان الوجود الروسي قد يحد من استعمال السوريين للصواريخ.

وفيما يتعلق بـ’إس300′ فان الوضع أقل وضوحا. فليس واضحا من أين ستأتي المنظومة لأن الشركة المنتجة في روسيا أعلنت في السنة الماضية أنها تغلق خط الانتاج. وقد تنقل روسيا منظومة مستعملة أصبحت مستعملة الآن في دفاعها الجوي.

والسؤال الذي هو أكثر احراجا هو كيف سينجح الجيش السوري الذي أُصيب اصابة بالغة في سنتي حرب أهلية وعشرات الآلاف من المنشقين وعانى قبل ذلك ايضا نقصا من الموارد في أن يستوعب في صفوفه منظومة متقدمة ومعقدة تشتمل على ثلاثة أنواع من الرادارات مختلفة وجعلها عملياتية. يصعب ان نرى السوريين يصمدون لهذه المهمة في وضعهم الحالي، وقد يكون الحل الممكن ارسال ‘إس300′ مع مستعملين روس، لكن يصعب ان نرى روسيا تُعرض ناسها للخطر في وسط ميدان القتال. إن الامداد بـ’إس300′ يبدو الآن تهديدا روسيا أكثر من كونه امكانا محسوسا.

ما سبب القلق الكبير من الصواريخ في اسرائيل اذا؟ هذا سؤال جيد. ليس واضحا لماذا نرى قدرا كبيرا جدا من القلق في الجانب الاسرائيلي، وهل كانت زيارة بنيامين نتنياهو العاجلة للرئيس بوتين في الاسبوع الماضي حقة، أو ذات أمل (بحسب عدد من التقارير كانت تلك مبادرة روسية فبوتين هو الذي دعا نتنياهو ليحذره من هجمات اخرى على سورية). من الممكن جدا ان تكون هذه حيلة اعلامية ترمي الى خدمة عدد من الاهداف. إن نتنياهو، مثل كثيرين آخرين في الحكومة وجهاز الامن، قلق جدا من استيلاء متمردين جهاديين على سورية ومن نقل سلاح متقدم وكيميائي الى حزب الله. ورغم اعمال القتل التي ينفذها الاسد في شعبه يبدو أنه يوجد في اسرائيل من يعتقد أن بقاء سلطته قدر المستطاع أفضل. إن نشر خبر صفقة الصواريخ الروسية قد يقوي الاسد، ويبرز حقيقة انه ما زال يحظى بتأييد روسي كبير.

إن وجود صواريخ متقدمة في سورية سيقوي من يعارضون في واشنطن تدخلا عسكريا لصالح المتمردين. فمعارضو التدخل يزعمون منذ زمن بعيد أن لسورية دفاعا جويا وبحريا أفضل كثيرا مما كان يملك النظام في ليبيا، ولهذا سيكون الهجوم عملا خطيرا. وزعزعت الهجمات الاسرائيلية الاخيرة هذا الزعم وسيعود ظهور ‘إس300′ لتقويته.

إن أكبر الرابحين من جولة الأنباء المنشورة (عدا نظام الاسد) هم الروس الذين يريدون أن يُظهروا للغرب ولاسرائيل أنهم لن يتخلوا عن الاسد، وأنهم يرون محاولة التدخل العسكري الغربي مُضرة أضرارا مباشرا بالمصلحة الروسية.

لماذا ما زال الروس يساعدون الاسد؟

إن الأنباء التي نشرت عن الامداد بالصواريخ هي جزء من اجراء أوسع لاظهار تأييد روسي للاسد. وهي تُضاف الى تدريب بحري اجتمعت فيه 11 سفينة حربية روسية في هذه الايام في شرق البحر المتوسط غير بعيد عن الساحل السوري. وهو أكبر تدريب للاسطول الروسي في البحر المتوسط منذ كان سقوط الاتحاد السوفييتي.

إن الروس شديدو الاهتمام ببقاء الاسد، فهو آخر حاكم علماني في العالم العربي لا يعتبر حليفا للادارة الامريكية، أو مؤيدا للحركات الاسلامية المتطرفة، التي تهدد السيطرة الروسية على مناطقها الشرقية. والاسد هو آخر مركز واضح للتأثير الروسي في الشرق الاوسط، ورغم انه اقترب جدا من المحور الايراني الشيعي في العقد الاخير، جعلته الحرب الأهلية خاصة أكثر خضوعا لرحمة موسكو. إن الاسطول الروسي يستعمل ميناء طرطوس السوري باتفاق ايجار بعيد الأمد وهو اليوم موطئ القدم العسكري لروسيا في البحر المتوسط. وحتى لو انهار النظام في دمشق فان طرطوس يتوقع ان تصمد فترة اخرى بسبب وجودها في قلب الاقليم العلوي. إن لروسيا والاسد مصلحة مشتركة في حماية الشريط الساحلي، كما يشهد على ذلك الامداد بصواريخ ‘يحونط’.

إنشل بابر

هآرتس 20/5/2013

خريطة سايكس ـ بيكو تختفي واخرى تتشكل تعكس الملامح الثقافية والعرقية للمنطقة

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ ادى قرار الاتحاد الاوروبي رفع الحظر عن تصدير النفط السوري للدول الاوروبية الى التكالب بين الجماعات القتالية خاصة جبهة النصرة والجماعات المنافسة لها.

وتسيطر الجبهة المصنفة امريكيا كجماعة ارهابية على معظم حقول النفط في دير الزور فيما تسيطر جماعات كردية على حقول نفط في المناطق الكردية مثل الحسكة.

وقد ادى انشغال هذه الجماعات بالسيطرة على مصادر المياه، ومخازن الحبوب بالاضافة لآبار النفط الى تغيير خريطة سورية والى تخفيف الضغط على قوات بشار الاسد، فمحاولات جمع المال وتأكيد السلطة منعا هذه الجماعات للتخطيط لعمليات عسكرية ودفع من مناطقها في الشمال والشرق نحو تعزيز الضغط على نظام الاسد والتعجيل برحيله، بل ادت معادلة النفط الى علاقة مصلحة بين الجبهة والنظام. وتقول صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية ان جبهة النصرة عقدت اتفاقا في بعض المناطق مع قوات الحكومة لشراء النفط ومروره الى الموانىء في بانياس واللاذقية على البحر المتوسط وهي الواقعة تحت سيطرة النظام. فمن اجل الحصول على ارباح سريعة اقامت هذه الجماعات ما وصفتها الصحيفة بمصافي مفتوحة في دير الزور والرقة حيث يتم خزن النفط الخام في حفر ثم يسخن باستخدام حاويات حديد على النار. وترتفع نتيجة لذلك اعمدة الدخان في سماء الرقة ودير الزور مما يعرض حياة وصحة المواطنين للخطر، اضافة للانفجارات المتكررة في هذه المواقع النفطية البدائية.

ويباع النفط المكرر بهذه الطريقة في مناطق الشرق والشمال حتى حلب اما الباقي فتنقله الشاحنات الى الاراضي التركية. ونقلت عن احد المسؤولين في المعارضة قوله ان منطقة الشمال ‘اصبحت تجارية’. وكان الاتحاد الاوروبي قد اعلن عن رفع الحظر عن النفط السوري في محاولة منه لتعزيز قوة الجماعات المعتدلة واعطائها القدرة على الاكتفاء ذاتيا ببيع جزء من النفط السوري في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ومع ان القرار لم يأخذ اثره الفعلي بعد الا انه ادى الى صراع محموم بين الجماعات المقاتلة وهو صراع خسرته ‘الجماعات المعتدلة’ كما تقول الصحيفة. وبحسب الباحث في الشؤون السورية بجامعة اوكلاهوما، جوشوا لانديز ان قرار الاتحاد الاوروبي ارسل رسالة واضحة ان انتاج النفط قد يعود بسرعة اكثر مما توقع الكثيرون. واضاف ‘من يضع يده على ماء وزراعة ونفط سورية السنية فانه يمسكها بالعنق’.

الصراع على الثروة

وفي الوقت الحالي من يسيطر هي جماعة النصرة ومن هنا فقرار الاتحاد الاوروبي سرع من عمليات الصراع على مصادر سورية ‘ومنطق هذا الجنون هو ان الاتحاد الاوروبي سيقوم بتمويل القاعدة’. ونقلت الصحيفة عن احد المقاتلين في دير الزور واسمه ابو البراء الذي قال ‘نستطيع القول ان كل حقول النفط الآن بيد المقاتلين باستثناء حقل واحد في الحسكة تسيطر عليه الجماعات الكردية’، مضيفا ان حقلي نفط قرب الحدود مع العراق تحاصرها القوات العراقية في الوقت الحالي ولا احد يعرف ما يجري في داخلهما.

وتقول الجبهة ان ما تقوم به هو حماية الآبار لكن الجماعات المنافسة لها تتهمها بالبحث عن الربح السريع. فبحسب ابو سيف من كتيبة احرار الشام فـ ‘جبهة النصرة تقوم بالاستثمار في الاقتصاد السوري لتعزيز وضعها في سورية والعراق، ويقوم مقاتلو الجبهة ببيع اي شيء يقع في ايديهم من القمح، الاثار، الاف المصانع، اجهزة حفر النفط، سيارات وقطع غيار السيارات والنفط الخام’.

وضع فوضوي

ويقول التقرير ان الحكومة السورية تدفع شهريا 150 مليون ليرة سورية للجبهة من خلال وسطاء بين الطرفين لاستمرار تدفق النفط في انابيب النفط الى كل من اللاذقية وبانياس. وبحسب دبلوماسي غربي يراقب الوضع فالوضع في دير زور ‘ملخبط’ وهناك نوع من التعاون ولاسباب عملية مع النظام، ففي بعض المناطق.

ويقول الدبلوماسي ان قرار الاتحاد الاوروبي شمل على شروط لحماية انتاج النفط وتصديره وينص على ان يكون الطرف المسؤول هو الائتلاف الوطني السوري، لكن كما تظهر الاوضاع فالائتلاف لا يملك تحت سيطرته ايا من ابار النفط. ونقلت عن مسؤول نفطي سوري سابق قوله ان الجماعات الجهادية توصلت في الاشهر الاخيرة الى طرق لنقل النفط من مناطق المعارضة الى الحكومة عبر وسطاء.

وقال المسؤول السابق ان تجارة النفط ولدت طلبا على شحن النفط حيث يمكن ان تحقق كل شحنة ربحا يصل الى 10 الاف دولار. وقال ان جبهة النصرة والجماعات الجهادية الاخرى تستخدم الاموال التي تحصل عليها لكسب عقول وقلوب المواطنين. وكان رئيس هيئة اركان الجيش الحر، العقيد سليم ادريس قد دعا الغرب لتوفير الدعم المالي له كي ينشئ جيشا خاصا لحماية آبار النفط السورية ولم يتحقق اي شيء على الارض، ويقول لانديز ان ادريس اطلق التصريحات هذه من اجل ‘تطمين الاوروبيين، ولكن لا احد يتعامل مع هذه التصريحات بجدية، فمن اين سيأتي بـ 300 مقاتل’ كما قال. ولا يوجد لجبهة النصرة في الشرق اي منافس سوى الاكراد ومشايخ القبائل الذين يشعرون بالتهميش. وجرت مواجهات بين الجهاديين ومشايخ القبائل في قية المسرب على شاحنة نفط حيث قتل فيها قائد من قادة النصرة، وهو سعودي اسمه قسورة الجزراوي، ونتيجة لذلك فقد تم تهديم معظم مباني القرية الواقعة بين الحسكة ودير الزور واعدام 50 شخصا. وهو ما استنكرته منظمات حقوق الانسان.

ويضاف لمظاهر القلق حول النفط السوري، فقد اثارت منظمات صحية من اثار الدخان والتلوث الذي تتركه طرق تكرير النفط البدائية على صحة المواطنين، حيث اصبحت مشاكل التنفس وامراض البشرة من الامور العادية. ونظرا لوجود معايير للسلامة واعتماد الجماعات هذه على انابيب الغاز فقد حدثت وفيات نتيجة انفجارها. وبعيدا عن الاثار هذه فقد تركت تجارة النفط معالمها على الجماعات الجهادية التي تبدو اكثر تسليحا وتملك القدرات المالية لشراء ولاء السكان. كما لعبت ثروة النفط دورا في تهميش جماعات المعارضة ‘الائتلاف الوطني’ والمجلس العسكري الاعلى للثورة السورية، حيث اثرت تصريحات ادريس على مصداقيته عندما قال انه سيعد جيشا للسيطرة على ابار النفط.

خريطة جديدة

والاهم من كل هذا، فالصراع على سورية وثرواتها قد عزز خريطتها الحالية المقسمة، ففي الوقت الذي انسحبت فيه قوات النظام من قلب البلاد، ولم تتقدم قوات المعارضة – النصرة نحو المناطق التي تسيطر عليها الحكومة يعني ان كل طرف رضي بحصته، وهذا يفسر التعاون على نقل النفط بين الطرفين كما يقول جوليان بورغر في ‘الغارديان’. واضاف ان جيش النظام تمثله الطائفة العلوية، حيث تم تطهيره من السنة، فيما تخدم المذابح الاخيرة في بانياس والبيضا هدف النظام لاقامة دولة علوية تمتد من دمشق الى الشواطئ السورية. ويضيف بورغر ان الحرب السورية تقوم باعادة تشكيل خريطة سايكس ـ بيكو من جديد، حيث تقوم الجماعات الجهادية ببناء علاقات مع تلك في العراق، فاعدام الجنود السوريين في الرقة تم تحت راية ما يعرف بالدولة الاسلامية في العراق والشام. ومع ظهور الدولة السنية في مناطق الجزيرة. يقوم الاكراد بتعزيز مكاسبهم منذ حرب الخليج الاولى، حيث تظهر ملامح دولة كردية في الشرق من سورية. وقامت شركة النفط والغاز الحكومية التركية بعقد اتفاق مع حكومة اقليم كردستان للحصول على حصة من حقول النفط في شمال العراق، وهو ما اغضب الحكومة العراقية في بغداد وكان مصدر توتر اثناء لقاء طيب رجب اردوغان، رئيس الوزراء التركي مع الرئيس الامريكي باراك اوباما الاسبوع الماضي. ويقول بورغر ان انقرة ترى محاسن الحصول على النفط من الشمال العراقي ومروره عبر اراضيها الى اوروبا تفوق هذا التوتر مع واشنطن.

ولعل الطموحات الاستراتيجية التركية تقف وراء اتفاق وقف اطلاق النار مع حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) الذي فتح الباب امام اتفاق جانبي مع اكراد سورية والذين يسيطرون على حقول نفط في الحسكة. ويختم بالقول ان الخريطة الجديدة الخارجة من اضطرابات سورية تعبر عن الخلافات الثقافية والاثنية اكثر من تلك التي رسمها سايكس – بيكو قبل قرن، لكن قرار الاسد استخدام القوة قبل عامين لقمع الانتفاضة السلمية لا يعني ان المستقبل سيكون آمنا وعلى الاقل لجيل، وفي قلب المخاوف من استمرار الحروب هو النفط.

انشقاق في جبهة النصرة

في تقرير اخر ذكرت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ ان قرار جبهة النصرة اعلان ولائها لتنظيم القاعدة قد ادى الى انشقاقها الى شقين. وقالت ان بعض المقاتلين قد انسحبوا من جبهات القتال ضد قوات الحكومة في حلب حيث اداروا ظهرهم لقيادة الجبهة. فالكثير من المقاتلين انضموا الى هذا التنظيم الجهادي لانه يملك العتاد والمال اكثر من غيره من الجماعات المقاتلة. لكن قرار ابو محمد الجولاني اعلان الولاء للدكتور ايمن الظواهري ادى الى خيبة امل وانشقاق في صفوف الحركة حسب الصحيفة التي نقلت عن محمد نجيب البنان، رئيس اللجنة القضائية العسكرية والذي قال ان ‘الجبهة انقسمت’.

وتقول اللجنة التي تلقى الدعم من جماعات المعارضة بالتعامل مع القضايا القانونية والجنائية الى جانب المحاكم الشرعية. وكما ويقال ان الجبهة انسحبت من اللجنة القضائية مع انها لم تعلن عن هذا التحرك في بيان. ويقول البيان ان ‘بعض افراد الجبهة دعموا تصريحات الجولاني حول القاعدة واخرون رفضوها’.

بقاء مرهون بموسكو

ويظل تهديد جبهة النصرة من العوامل التي تقف وراء المواقف الغربية الغامضة من الثورة السورية التي انتشرت نارها للمنطقة، فالهجمات الاسرائيلية بداية الشهر الحالي، ودخول حزب الله اللبناني مباشرة وبشكل واضح في الحرب، حيث شارك مقاتلوه في محاولات الجيش السوري لاعادة السيطرة على بلدة القصير الحدودية مع لبنان، وهذا مظهر من المظاهر التي تؤكد المسار الخطير الذي تسير عليه الثورة السورية، والتي بدأت مساراتها بدفع الولايات المتحدة وروسيا للتفاوض والتوصل لتسوية في مؤتمر جنيف الشهر المقبل. فدعوات اردوغان لدور عسكري امريكي لم تلق آذانا في البيت الابيض، فهو وان لقي التعاطف مع الاثار التي تركتها الازمة السورية على بلاده الا انه لم يعد لبلاده حاملا الوعود بعملية عسكرية قادمة.

قطر وسورية

ما الذي تريد العائلة الحاكمة في قطر تحقيقه في سورية؟ هذا سؤال طرحه اكثر من مرة دبلوماسيون يدرسون تصرفات هذه الدولة النشيطة والغنية بالنفط والغاز. ومن هنا تقول صحيفة ‘فايننشال تايمز′ ان قطر لديها المال وهو السلاح الذي تستخدمه للحصول على دور سياسي مؤثر في الشرق الاوسط الذي يمر في مرحلة تحولات حساسة. فبعد ان كانت قطر دولة تعيش في ظل الدول الخليجية الكبرى، فقد اعطاها النفط والغاز الطبيعي الذي يعتبر ثالث اكبر احتياط في العالم اداة التأثير، واشارت الصحيفة الى ان الدور القطري يبدو اكثر وضوحا في ليبيا وسورية، حيث ساعدت عام 2011 في الجهود للاطاحة بنظام الرئيس الليبي معمر القذافي، واليوم تلعب قطر الدور القيادي في دعم المعارضة السورية، حيث اظهر تحقيق للصحيفة ان الدور القيادي لقطر في مجال تسليح المعارضة بدأ يتراجع لصالح السعودية، ومع ذلك فقد انفقت دولة قطر مبلغ 3 مليارات دولار خلال العامين الماضيين على الثورة السورية وهو رقم يتفوق على دعم الدول الاخرى.

مسؤول سوري سابق أثار جدلا واسعا خلال الأزمة يزور دمشق حاملاً مشروع إعمار البلاد

كامل صقر

دمشق ـ ‘القدس العربي’ في خطوة بدت مفاجئة زار المسؤول الاقتصادي السوري السابق عبد الله الدردري العاصمة السورية دمشق، لكنه هذه المرة بصفته مموولاً أممياً ومدير لإدارة التنمية الاقتصادية والعولمة في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) التابعة للأمم المتحدة.

الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية سابقاً تحول بعد اندلاع

الاحتجاجات في سورية في آذار (مارس) من العام 2011 إلى شماعة ألقيت عليها جميع معاصي السلطات السورية وأخطائها على مستوى السياسة المعيشية لكونه كان يرأس الفريق الاقتصادي لسنوات سبقت الأزمة السورية، في دمشق التقى الأحد كلا من فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري ومحمد غسان الحبش رئيس هيئة تخطيط الدولة السورية.

وكان الدردري قد دخل الأراضي السورية عبر الحدود اللبنانية وحسب موقع ‘سيريانديز′الاقتصادي فإن الدردري استُقبل بحفاوة كبيرة من السلطات السورية، وأنه سيلتقي لاحقاً رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي، وربما يلتقي أيضاً بالرئيس السورية بشار الأسد.

ويعتبر الدردري من أكثر الشخصيات السورية جدلية إذ يرى البعض أنه من أكبر المساهمين في وصول الأوضاع الاقتصادية في البلاد إلى الحد الذي دفع بهم للالتحاق بما يسمى ‘الربيع العربي’، فيما يشدد كثيرون أن الدردري كان من أبرز المخططين الاقتصاديين الذين نجحوا في إدخال البلاد في نظام السوق الاجتماعي لكن أجهزة الدولة لم تواكب ما كان يعمل عليه. وحسب وكالة سانا، استعرض فيصل المقداد مع الدردري المشروع الذي تعمل عليه

الاسكوا لإعادة تأهيل البنى التحتية في سورية بمختلف القطاعات.

الجيش السوري: تدمير عربة إسرائيلية في الجولان

فتح جنود إسرائيليون النار، ليل أمس، بعد تعرضهم لإطلاق نار مصدره سوريا في الجولان المحتل، على ما أعلن الجيش في بيان. ومن جانبها صرحت دمشق بأنها دمرت عربة إسرائيلية تجاوزت خط وقف اطلاق النار.

وجاء في بيان إسرائيلي أن «دورية للجيش الإسرائيلي تعرضت خلال الليل لإطلاق نار قرب الحدود السورية في هضبة الجولان. لم تسجل أي إصابة وتلقت الآلية أضراراً»، مضيفاً أن «الجنود ردوا بفتح النار بشكل دقيق وأصابوا مصدر النيران».

ومن جهتها، أعلنت القوات النظامية السورية، اليوم، أنها دمرت عربة إسرائيلية تجاوزت خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان، مؤكدة أنها ستردّ «بحزم» على أي خرق للسيادة السورية، بحسب ما جاء في بيان للقيادة العامة والقوات المسلحة.

وجاء في البيان أنه «في الساعة الواحدة وعشر دقائق من فجر اليوم دمرت قواتنا المسلحة الباسلة عربة إسرائيلية بمن فيها بعد أن دخلت من الأراضي المحتلة وتجاوزت خط وقف إطلاق النار باتجاه قرية بئر العجم التي تقع في المنطقة المحررة من الأراضي السورية».

إلا أن متحدثاً باسم الجيش الإسرائيلي نفى تدمير أي عربة أو وقوع أي إصابات.

وأعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية طلبت عدم الكشف عن اسمها أن «نيراناً سورية ألحقت أضراراً طفيفة بمركبة عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان. معلومات الجيش السوري لا أساس لها».

وأعرب الجيش الإسرائيلي في البيان عن «قلقه للحوادث الأخيرة في شمال البلاد وقدم شكوى لقوات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة».

وبالإضافة إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نُقل مصاب سوري، ليل أمس، إلى مستشفى صفد في شمال الأراضي المحتلة.

وقال متحدث باسم الجيش إنه «جرى إسعاف مصاب سوري الليلة الماضي بعد وصوله إلى الجانب الإسرائيلي من السياج الحدودي بين سوريا والأراضي المحتلة. وبسبب حالته الصحية ولاعتبارات إنسانية قرر رئيس الأركان بني غانتز نقله إلى مستشفى إسرائيلي. وسيُعاد إلى سوريا عند خروجه من المستشفى».

 (الأخبار، أ ف ب)

السعودية ترحب بقرار الأمم المتحدة إدانة أعمال العنف في سوريا

مجلس الوزراء برئاسة الأمير سلمان يثمن اهتمام الرئيس الصيني بتعزيز علاقات البلدين

جدة: «الشرق الأوسط»

رحب مجلس الوزراء السعودي، بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار عربي يدين تصاعد أعمال العنف والقتل في سوريا، وما تضمنه القرار من إدانة لاستمرار السلطات السورية في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد أبناء الشعب السوري.

جاء ذلك ضمن الجلسة الأسبوعية للمجلس التي عقدت برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الاثنين في قصر السلام بجدة أمس، حيث نوه المجلس بالبيان الصادر عن الاجتماع المشترك لوزراء خارجية السعودية والأردن وقطر وتركيا والإمارات بمشاركة وزير خارجية مصر لمناقشة الوضع الراهن في سوريا من وجهة نظر إقليمية.

وأوضح الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه وزير الثقافة والإعلام، لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة، أن المجلس اطلع على تقرير عن المشاورات والمباحثات والاتصالات، التي جرت خلال الأسبوع مع عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة ومبعوثيهم، حول العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، كما تم الاطلاع على تقرير عن مجريات الأحداث وتطوراتها في المنطقة والعالم وجهود المجتمع الدولي بشأنها.

وبين أن المجلس، أعرب عن تقدير السعودية لما عبر عنه الرئيس الصيني شي جين بينغ تجاه العلاقات مع المملكة والرغبة في تعزيز الاتصالات والتعاون مع السعودية للحفاظ معا على الاستقرار والسلام في المنطقة، وما أبداه من اهتمام والتزام بتعزيز محادثات السلام والحث على إيجاد حلول سياسية في كثير من القضايا.

وفي الشأن المحلي، أبدى المجلس تقديره لموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على توصيات اللجنة الوزارية المعنية بموضوع المعلمات البديلات اللواتي سبق أن تم التعاقد معهن كبديلات لمعلمات لأسباب مختلفة في مدارس التعليم العام، كما أثنى المجلس على تحقيق طلاب المملكة الذين يمثلون وزارة التربية والتعليم ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» جوائز في معرض «إنتل الدولي للعلوم والهندسة»، وبارك فوز وزارة التربية والتعليم للمرة الثانية على التوالي بجائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات للعام 2013م عن مشروع «الربط الشبكي للمدارس» ضمن فئة البنية التحتية للاتصالات والمعلومات.

وأفاد الدكتور خوجه، أن المجلس أصدر عددا من القرارات، ووافق على اتفاقية بين حكومة السعودية والحكومة التركية حول التعاون والمساعدة المتبادلة في المسائل الجمركية، الموقعة في مدينة إسطنبول بتاريخ 15 / 5 / 2012م، بالصيغة المرفقة بالقرار، والتي أعد بشأنها مرسوم ملكي بذلك.

وقرر المجلس، بعد الاطلاع على ما رفعه وزير النقل، وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم 168 / 71 وتاريخ 25 / 1 / 1434هـ، الموافقة على بروتوكول عام 2005م لاتفاقية قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الملاحة البحرية، وبروتوكول عام 2005م المتعلق ببروتوكول قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة المنصات الثابتة القائمة في الجرف القاري، بالصيغتين المرفقتين بالقرار، وأعد بشأنه أيضا مرسوم ملكي.

ووافق مجلس الوزراء على تفويض وزير التجارة والصناعة – أو من ينيبه – بالتباحث مع الجانب الصيني في شأن مشروع برنامج تعاون فني بين وزارة التجارة والصناعة في السعودية والمصلحة الوطنية العامة لرقابة الجودة والاختبار والحجر الصحي في الصين الشعبية، في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار، والتوقيع عليه، وذلك في إطار اللجنة المشتركة واتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والفني الموقعة بين البلدين، الموافق عليها بالمرسوم الملكي رقم م / 6 وتاريخ 21 / 6 / 1413هـ.

وقرر مجلس الوزراء أن تكون جهة الاتصال والتنسيق الوطنية – المشار إليها في المادة 8 من مدونة السلوك بشأن قمع القرصنة والسطو المسلح اللذين يستهدفان السفن في غرب المحيط الهندي وخليج عدن لعام 2009م، الموقعة في جيبوتي بتاريخ 29 / 1 / 2009م، والموافق عليها بالمرسوم الملكي رقم م / 19 وتاريخ 12 / 3 / 1432هـ، هي القوات البحرية الملكية السعودية، على أن تقوم بالتنسيق مع حرس الحدود والجهات المعنية الأخرى في شأن المعلومات الخاصة بالقرصنة البحرية في خليج عدن وغرب المحيط الهندي وتزودها بها أولا بأول.

كما ناقش مجلس الوزراء ضمن الجلسة، عددا من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، ومن بينها تقارير سنوية لوزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة العدل، عن أعوام مالية سابقة.

ووافق المجلس على تعيين كل من: الدكتور فهد بن أحمد بن محمد أبوحيمد ممثلا لوزارة التجارة والصناعة، وخالد بن إبراهيم الربيعة ممثلا للشركات المساهمة المدرجة في السوق المالية السعودية «تداول» ليكونا عضوين في مجلس إدارة شركة «السوق المالية السعودية (تداول)» مكملين لمدة السنوات الثلاث المنصوص عليها في قرار مجلس الوزراء رقم 36 وتاريخ 20 / 2 / 1432هـ.

ووافق المجلس على نقل المهندس محمد بن سعد بن إبراهيم الشثري من وظيفة رئيس قطاع بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة المالية، وتعيينه على وظيفة وكيل الوزارة للمباني والتجهيزات المدرسية بالمرتبة الخامسة عشرة بوزارة التربية والتعليم، ونقل الدكتور ذعار بن نايف بن عقاب المحيا من وظيفة مدير عام مكتب أمير منطقة عسير بالمرتبة الرابعة عشرة إلى وظيفة مستشار أمني بذات المرتبة بوزارة الداخلية، وتعيين حمود بن إبراهيم بن حمود النملة على وظيفة خبير إنتاج خرائط بالمرتبة الرابعة عشرة بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية.

حزب الله يتكبد أكبر خسائره البشرية في يوم واحد بالقصير

وسائل إعلامية رسمية تتحدث عن آلية إسرائيلية في البلدة .. والمعارضة تنفي سيطرة النظام

بيروت: نذير رضا

تفاوتت، أمس، التقديرات حول عدد الخسائر البشرية التي مني بها حزب الله اللبناني، في معارك السيطرة على مدينة القصير المستعرة منذ أيام، فبينما نشرت مواقع إلكترونية مقربة منه أسماء 16 عنصرا قتلوا في هذه المعارك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه وثق 23 قتيلا، و70 جريحا.

لكن مصادر في المعارضة، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن مجموعة من قوات الحزب «وقعت في كمين نصبه مقاتلو المعارضة، غرب مدينة القصير، مساء أول من أمس، أدى إلى مقتل 6 عناصر منهم على الفور»، وقُتل 10 آخرون في كمين آخر في الموقع نفسه، حين وصلت قوة معززة بقوات النخبة في الحزب لإجلاء القتلى والجرحى. وأشارت المصادر عينها إلى أن مقاتلين آخرين للحزب قتلوا، أمس، خلال معارك على تخوم المدينة، حيث «فشلت القوات السورية مدعومة بمقاتلين من حزب الله في السيطرة عليها». ونشرت صفحات إلكترونية مؤيدة لحزب الله، أمس، أسماء المقاتلين الـ16 الذين قتلوا من دون أن تحدد صفاتهم العسكرية، مكتفية بالإشارة إلى البلدات التي ينتمون إليها. لكن مصادر المعارضة في القصير، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «أبرز قتلى الحزب هو محمد خليل شحرور المعروف باسمه الحركي (الحاج ساجد)»، وهو مسؤول أمن حزب الله في بعلبك. كما برز من بين أسماء القتلى، فادي الجزار، وهو فلسطيني مقيم في مخيم برج البراجنة في لبنان، اعتقلته إسرائيل في عام 1991، أثناء تخطيه الحدود اللبنانية باتجاه إسرائيل، وأفرج عنه ضمن صفقة التبادل بين إسرائيل والحزب في عام 2004، قبل أن يواصل عمله العسكري في صفوف الحزب.

من جانبها، أعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر عن تحقيق نجاح كبير، في أول سلسلة من عمليات «جدران الموت» في مدينة القصير، واصفة مقاتلي القصير بـ«الأبطال الشجعان». وإذ نفت القيادة المشتركة، في بيان، سيطرة حزب الله والقوات النظامية على المدينة، أكدت أن مستشفيات البقاع في لبنان «امتلأت بالعشرات من المصابين والجرحى»، لافتة إلى أن «عددا كبيرا من جرحى حزب الله نقلوا إلى مستشفى الرسول الأعظم في ضاحية بيروت الجنوبية».

وتواصلت المعارك، أمس، في مدينة القصير، وعلى تخومها، لليوم الثاني على التوالي، بوتيرة عنيفة، إذ أعلنت مصادر المعارضة في المدينة لـ«الشرق الأوسط» أن «المنطقة تشهد حتى هذه اللحظة (عصر أمس) اشتباكات عنيفة، تستخدم فيها الأسلحة الرشاشة والصواريخ المضادة للدروع، وسط قصف عنيف تتعرض له المدينة من جانب الجيش النظامي بمعدل 20 قذيفة بالدقيقة، فضلا عن الغارات الجوية».

وقالت المصادر إن المدينة «باتت أشبه بمدينة أشباح، إذ لم يبقَ فيها حجر على حجر، بينما يواصل الجيش الحر القتال». ولفتت إلى أن «قوات المعارضة أجبرت القوات النظامية على الخروج من أحياء دخلتها في المدينة، انتقلت بموجبها المعركة إلى مداخل القصير». وكانت القوات النظامية قد فقدت السيطرة على المدينة خلال معارك طاحنة وقعت قبل عام، وهي تحاول الآن استعادتها بدعم من مقاتلي اللجان الشعبية السورية وحزب الله. وقال الناشط السوري طاريق موري لوكالة «رويترز» إن قوات الحكومة السورية يدعمها حزب الله «توغلت داخل القصير لكنها عادت الآن من حيث بدأت في الأساس عند مجمعات أمنية شرق المدينة»، لافتا إلى أن «قاذفات الصواريخ المتعددة التابعة لحزب الله قصفت القصير من الأراضي السورية إلى الغرب من نهر العاصي، إلى جانب مدفعية الجيش السوري».

وفي السياق نفسه، نقل عضو المجلس والائتلاف الوطني السوري المعارض محمد سرميني عن اللواء سليم أدريس، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر، إعلانه أن «الذخيرة موجودة ومتوفرة في القصير، وقد وصلت إلى أبطالها، وستصل إليهم إمدادات إضافية من الأركان»، مشددا على أن «معنويات المقاتلين عالية ولا ينقصهم إلا الدعاء».

وفي السياق ذاته، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن «الطيران الحربي يمطر المدينة بوابل من الصواريخ والقذائف بالتزامن مع قصف شديد جدا بالمدفعية الثقيلة والهاون»، مشيرة إلى أن «المنازل تتهدم وتحترق».

على صعيد آخر، أكدت وسائل إعلام سورية رسمية، سيطرة القوات النظامية على جزء واسع من القصير. وقالت وكالة «سانا» إن «وحدات من الجيش السوري قضت على عدد من متزعمي المجموعات الإرهابية المسلحة خلال عملياتها المتواصلة في مدينة القصير، ودمرت أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم». ونقلت عن مصدر مسؤول تأكيده أن «وحدات من الجيش تواصل ملاحقة الإرهابيين في بعض الأوكار بالمنطقتين الشمالية والجنوبية في المدينة». وفي سياق متصل، أعلن مصدر عسكري سوري أن قوات الجيش ضبطت آلية إسرائيلية مدرعة في مدينة القصير بريف حمص بعد دخولها المدينة لتطهيرها من المسلحين. وقال المصدر، وفق ما نقلته عنه قناة «الميادين» التي بثت صورا للآلية، إن القوات النظامية «كانت تفقد الاتصال عندما تدخل إلى منطقة من مناطق مدينة القصير»، مرجعا ذلك لاحتواء هذه الآلية على «أجهزة تشويش أو تنصت على الاتصالات بين وحدات وفرق الجيش». لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، نفى أن تكون الآلية ضمن الخدمة الفعلية، مؤكدا أنها «خرجت من الخدمة من أكثر من 10 سنوات».

مصادر في موسكو: احتمال تأجيل انعقاد «جنيف 2» لما بعد قمة بوتين ـ أوباما

كشفت عن ملابسات الدعوة لانعقاد المؤتمر

موسكو: سامي عمارة

تحدثت مصادر دبلوماسية مطلعة في العاصمة الروسية موسكو عن احتمالات تأجيل انعقاد مؤتمر «جنيف2» الخاص بسوريا. وقالت إن الأمر لم يستقر بعد حول تحديد الموعد النهائي للمؤتمر. وأضافت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن وزارة الخارجية الروسية تنتظر وصول فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السورية إلى موسكو هذا الأسبوع، للتشاور في هذا الأمر، بينما سبق وطلبت من الجانب الأميركي مواصلة اتصالاته مع فصائل المعارضة في مدريد وإسطنبول لبحث المسألة ذاتها.

وأشارت المصادر إلى أن الجانبين الروسي والأميركي كانا قد توصلا إلى اتفاق بشأن عقد المؤتمر في مطلع يونيو (حزيران) المقبل بعد إدراكهما صعوبة عقده في نهاية مايو (أيار) الحالي بسبب صعوبة تحديد أسماء المشاركين من الجانبين. وأضافت أنهما اتفقا على 14 يونيو المقبل، موعدا مبدئيا لعقد هذا المؤتمر بمشاركة وزراء خارجية الدول التي سبق أن شاركت في مؤتمر جنيف الأول في يونيو 2012، فضلا عن اقتراحهما بشأن مشاركة كل من المملكة العربية السعودية وإيران والبلدان المجاورة لسوريا.

وقالت المصادر إن آلية انعقاد هذا المؤتمر يمكن أن تكون على غرار مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط الذي افتتحه الرئيسان السابقان الروسي ميخائيل غورباتشوف والأميركي جورج بوش الأب، بمشاركة وزراء خارجية كل الأطراف المعنية في أكتوبر (تشرين الأول) 1991، بينما واصل أعماله على مدى سنوات طويلة، على مستوى اللجان الفرعية والمتخصصة.

لكن المصادر الدبلوماسية لم تستبعد احتمالات عدم عقد المؤتمر في هذا التاريخ، وتأجيل الاتفاق بشأنه حتى لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، في 17 يونيو المقبل في آيرلندا الشمالية، على هامش اجتماعات قمة رؤساء مجموعة العشرين، بما يعني احتمالات انعقاده في وقت لاحق من الشهر نفسه. وكان سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية قد قال في حديثه إلى صحيفة «روسيسكايا غازيتا» (الصحيفة الروسية) الرسمية: «إن مؤتمر السلام الخاص بسوريا قد يستغرق سنوات، ومن الضروري أن يستمر المؤتمر حتى يحقق غايته».

وأضاف: «إن مؤتمر السلام الخاص بلبنان استغرق 14 سنة». وقال لافروف إن نظيره الأميركي جون كيري، الذي اتفق معه، على تنظيم «جنيف2»، أشار إلى أن «بعض شركائنا» يرون أن الأمر يتطلب ما لا يزيد على بضعة أيام أو الأسبوع.

وكانت صحيفة «كوميرسانت» الروسية الواسعة الانتشار أشارت إلى أن رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي لم يحقق النتيجة التي كان ينشدها من زيارته لواشنطن، مشيرة إلى أنها «انتهت من دون أن يحقق أردوغان هدفه، وهو إقناع الرئيس الأميركي بضرورة بدء العملية العسكرية الدولية في سوريا»، وأن الرئيس أوباما اقترح على أردوغان انتظار «جنيف2»، معبرا عن اعتقاده بأن المؤتمر يمكن أن يحقق نتيجة.

وعن اعتبار الرئيس السوري بشار الأسد جزءا من المشكلة، أشارت المصادر الدبلوماسية في تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط» إلى عدم صحة ذلك، لأن الأسد يظل ممثلا لشريحة واسعة من طوائف الشعب السوري وتأييد الكثيرين ممن يرفضون تنحيه في الوقت نفسه، الذي تفتقد المعارضة السورية فيه للرمز الذي يمكن الالتفاف حوله في أي انتخابات ديمقراطية حرة يمكن إجراؤها في المستقبل القريب.

وشددت المصادر على ضرورة الالتزام بما توصل إليه «جنيف1» حول بدء تشكيل الإدارة الانتقالية المدعوة لإدارة البلاد في المرحلة التالية، للتوصل إلى اتفاق بين الأطراف المعنية حول وقف إطلاق النار وبدء الحوار السياسي دون أي شروط مسبقة، بما يحول دون إراقة المزيد من الدماء. وكشفت المصادر عن كثير من الاتصالات التي أجراها ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية المبعوث الشخصي للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، المسؤول عن ملف العلاقات مع البلدان العربية في كل من بيروت والرباط خلال الأسابيع الماضية، وبحث خلالها مع عدد من ممثلي المعارضة آفاق الاتفاق المنشود والمسائل المتعلقة بتنفيذ المبادرة الروسية – الأميركية التي أسفر عنها لقاء لافروف وكيري في موسكو في 7 مايو الحالي.

عين إسرائيل على حزب الله والأسد خارج حساباتها

ضربة عسكرية لدمشق متى تتسلم الصواريخ الروسية الجديدة

بهية مارديني

طلب السوريون من روسيا أنظمة S300 أرض – جو المتطورة لتعزيز قدراتهم الدفاعية في حال فكر العرب في التدخل عسكريًا أو في فرض منطقة حظر جوي، لكنهم لم يذكروا أنهم يريدونها دفاعًا ضد الغارات الإسرائيلية، على الرغم من معرفتهم بأن إسرائيل ستوجه ضربة جديدة لدمشق، ما إن تتسلم الصواريخ الروسية الجديدة.

يبقى حزب الله اللبناني هدفًا للتحركات الإسرائيلية، فيما لا ترى أهمية لنظام بشار الأسد، الذي طالما يردد في إعلامه أن الرد على ضرباتها آتٍ في المكان والزمان المناسبين. وعندما ضربت إسرائيل ضربتها الأخيرة في دمشق، كانت موجهة لحزب الله، ولم تكن بحال من الأحوال موجهة للأسد، الذي التقط الأمر ووجه وزير إعلامه عمران الزعبي بعدم استفزاز إسرائيل أثناء تصريحاته في المؤتمر الصحافي.

كما حاولت إسرائيل الوقوف بوجه روسيا ومنعها من إتمام صفقة أسلحة لسوريا، إلا أن زيارة بنيامين نتنياهو إلى روسيا باءت بالفشل. فنتنياهو الذي طار بعد عودته من الصين إلى منتجع سوتشي على البحر الأسود للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان هدفه من الزيارة منع الروس من إيصال صواريخ S300 لنظام الأسد كي لا تصل إلى حزب الله.

 وقال اليكسي بوشكوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي: “طلب منّا السوريون أن نرسل إليهم صواريخ يدافعون فيها عن أنفسهم من الضربات الجوية كما فعل حلف شمال الأطلسي في ليبيا، أو يدافعون بها ضد إقامة منطقة حظر طيران فوق أراضيهم”. وعلق على أن ارسال صواريخ S300 هو رسالة للغرب ألا يفكروا بإقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، وألا يتدخلوا عسكريًا في الشأن السوري. ولم يذكر أبدًا أن النظام السوري يريد صواريخ يدافع بها عن سوريا ضد الضربات العسكرية الإسرائيلية القادمة، رغم إعلان الإسرائيليين بأنهم يحضرون لضربة عسكرية على سوريا في حال وصلتها الأسلحة الجديدة.

 المنطقة إلى حرب

 نقلت القناة الإسرائيلية الثانية في تقرير لها قول نتنياهو لبوتين: “إن تم تزويد الأسد بتلك الصواريخ فسنرد على ذلك، وقد تذهب المنطقة إلى حرب”.

 وبالرغم من أن إسرائيل رفضت وصف مهمة نتنياهو بالفاشلة، لكنّ مسؤولين إسرائيليين اعترفوا بأن المقابلة كان يمكن أن تكون أفضل من ذلك بكثير، وبأن بوتين ونتنياهو لم يصلا إلى اتفاق بشأن صفقة الأسلحة السورية.

 وهدد نتنياهو أن إسرائيل ستفعل كل ما يلزم لحماية مواطنيها، كما اتهم وزير السياحة الإسرائيلي عوزي لانداو روسيا بزعزعة أمن الشرق الأوسط، وقال: “أي شخص يقدم الأسلحة للإرهابيين يقف مع الإرهاب”، في إشارة إلى حزب الله.

 كما حذر مسؤول إسرائيلي الأسد من هجمات جديدة عليه، وحذّره من الرد أيضًا، وإلا سيسقط نظامه أسرع ما يمكنه أن يتخيل.

ويبدو أن إسرائيل عازمة على ضرب صواريخ S300 إن وصلت إلى سوريا، ومن الواضح أن زيارة مدير المخابرات الأميركية المركزية جون برينان إلى إسرائيل ولقاءَه مسؤولين إسرائيليين تصب في الإطار نفسه، وتتضمن مناقشة ردة فعلها في حال وصلت الصواريخ إلى أيدي النظام السوري.

خط أحمر

 وكانت القناة الإسرائيلية الثانية كشفت عن صور لمخازن أسلحة استهدفتها الطائرات العسكرية الإسرائيلية في مطار دمشق الدولي، وأكدت أن المخزن المستهدف احتوى على صواريخ كان من المفترض أن ينقلها نظام الأسد إلى حزب الله في لبنان.

والتقطت صور الأقمار الصناعية التي بثتها القناة الثانية في إسرائيل في شباط (فبراير) الماضي، وتُظهر مطار دمشق الدولي قبل استهدافه وبعد الغارة الإسرائيلية التي دمرت مخازن الأسلحة المفترضة.

 ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول إسرائيلي قوله إن تل أبيب تدرس إمكانية توجيه ضربات عسكرية إضافية إلى سوريا، بغية الحدّ من انتقال الأسلحة المتطورة إلى مقاتلي حزب الله. وأشار إلى أن إسرائيل مصممة على منع انتقال الأسلحة إلى حزب الله لما سيسببه ذلك من زعزعة لاستقرار المنطقة.

 وهكذا، طبول الحرب تقرع، وهي أقرب مما نتخيل، لكنها منوطة بترقب إسرائيل عن كثب ما يحدث في منطقة القصير، وهي تشاهد حزب الله يضعف، ويوجه ضرباته ويوزعها في أكثر من اتجاه. لكن من المتوقع أن يكون الأسد حريصاً على بقائه في السلطة، و يؤجل صفقة السلاح كي لا يقع في فخ الغضب الإسرائيلي.

 ضغط روسي

 من جانبها، تضغط روسيا عبر ارسالها العديد من السفن الحربية للقيام بدوريات في المياه القريبة من قاعدتها البحرية في طرطوس. وباتت روسيا تمتلك اليوم حوالي 11 سفينة في شرق المتوسط، موزعة على ثلاث مجموعات.

 يعد هذا التجمع الضخم للسفن الروسية الأكبر منذ الحرب الباردة، حيث تنشر موسكو المزيد من السفن حول قبرص ولبنان وتركيا، ترتبط بمركز خدمة طرطوس. وتعد روسيا نشر سفنها في المتوسط خلقًا لتوازن جديد مع الأسطول الأميركي السادس، وهذا ما بدأ يجذب اهتمام واشنطن في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

 وبغض النظر إن كانت هذه السفن كما يقول الأميركيون استعراضًا للعضلات وللقوة وللحفاظ على مصالحهم والتزامهم بها، فإن ما يقوله محلل أوروبي جدير بالتفكير، “فالروس يمدون أرجلهم في المتوسط، ويريدون للآخرين أن يعلموا أنهم رجال بحرية هذه المنطقة. أما الحجة الروسية، غير المقنعة، فهي أن السفن هذه وسيلة لإخلاء الرعايا الروس من سوريا إن لزم الأمر، وأن قاعدة طرطوس عبارة عن زوج من الأرصفة يعمل بهما 50 موظفاً، وهي موطئ قدم في المتوسط لا أكثر، وعبارة عن محطة خدمة.

 لكن تبدو الحقيقة الوحيدة أن روسيا تنوي الاحتفاظ بطرطوس باعتبارها القاعدة العسكرية الوحيدة لها خارج أراضي الاتحاد السوفياتي السابق، وأنها على استعداد فعلي للدخول في حرب من أجلها، وهو ما أعلنته لجميع الأطراف بمن فيهم إسرائيل.

والأميركيون يعلمون أن روسيا ستوسع قاعدة طرطوس، وقد اتفقت مع الأسد على ذلك.

 وأما سبب الاهتمام الأميركي المتزايد بالقاعدة فليس لأنها تهدد مصالحها، بل لأنها تصلح ورقة تفاوض مع الروس، كالإبقاء على القاعدة في عهدتهم مقابل تخليهم عن الأسد.

الأرقام متضاربة لكن جنازات التشييع مستمرة

خسائر حزب الله بالقصير كبيرة وخوف من غرقه أكثر في مستنقع سوريا

لميس فرحات

تتضارب النباء حول عدد القتلى الذي سقطوا في صفوف حزب الله حتى الآن في القصير، لكن الخوف من غرق الحزب والشيعة اللبنانيين في مستنقع الدم السوري يغطي على تعداد القتلى.

بيروت: عند مدخل قرية النبي شيت البقاعية، معقل حزب الله، ترتفع لافتة ترحب بزوار قلعة المقاومة. لكن أمس الاثنين، رفع السكان لافتة مختلفة لتكريم شاب يعتبرونه من أحدث شهداء حزب الله، الذي لم يقتل في معركة ضد إسرائيل بل في المعارك ضد الثوار في سوريا.

حسن فيصل شكر (23 عامًا) هو ابن شقيقة فايز شكر، الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي، الذي رحب بالمشيعين تحت خيمة أقيم فيها حفل التأبين، في اليوم الذي شهد ارتفاع حصيلة الوفيات بين مقاتلي حزب الله إلى أرقام غير متوقعة، بعد أن انضم إلى القوات السورية التي تحاول اقتحام مدينة القصير التي يسيطر عليها الثوار. وقال شكر إن ابن أخيه توفي الاحد مع 11 من مقاتلي حزب الله، جنبًا إلى جنب مع الآخرين الذين قتلوا في هجوم شنه الثوار على البلدة.

الخوف وتشييع القتلى

استيقظ اللبنانيون الأحد على نبأ توأمة الجهود بين حزب الله، المنظمة العسكرية والسياسية الأقوى في البلاد، وبين قوات الرئيس السوري بشار الأسد، ما جعلهم أكثر خوفًا من أن تغرق البلاد أكثر فأكثر في مستنقع الحرب السورية، بالرغم من جهود الحكومة اللبنانية لانتهاج سياسة النأي بالنفس.

النبأ الآخر الذي شكل مفاجأة أكبر هو حجم الخسائر في صفوف حزب الله، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، التي أشارت إلى أن شكر سار على خط دقيق بين دعم إعلان حزب الله بأن المعركة في سوريا هي معركته، والاعتراف بالتناقض في قتال إخوانهم المسلمين العرب بدلًا من الإسرائيليين.

قال شكر: “كنت أتمنى لو نزفت هذه الدماء في الجنوب لمحاربة إسرائيل”، لكنه استدرك مضيفًا أن الثوار الذين يقاتلون الرئيس بشار الأسد، هم كفار وقمامة تخدم إسرائيل وتعمل لحساب تنظيم القاعدة.

الخوف هو الشعور السائد في لبنان والمنطقة بسبب القتال الشرس في القصير ودور حزب الله فيه، في الوقت الذي يستمر فيه الثوار بالسيطرة على شمال المدينة ضد حزب الله، الجيش السوري والميليشيات الموالية للحكومة.

ونقلت الصحيفة عن علي، مواطن من البقاع تربطه علاقات بأفراد من حزب الله، قوله إن المقاتلين في الحزب يبعثون له بمجريات المعركة عن طريق رسائل نصية من ساحة الحرب، ويقولون له إنهم في طريقهم لهزيمة الثوار. لكن علي أشار إلى أن مقاتلي حزب الله يشعرون بالصدمة من مثابرة الثوار وقوتهم، حتى أن أحد المقاتلين قال له إن الثوار ينهضون مجددًا بعد أن يطلق الرصاص عليهم ويهاجمون بطريقة وحشية!

خسائر فادحة

العدد المتزايد من الجنازات يشير إلى أن حزب الله يطلب من أنصاره تقديم أغلى التضحيات في القصير، وأن لا خيار لديهم سوى نعي القتلى وتشييعهم. ويشار إلى أن عدد القتلى في صفوف حزب الله غير دقيق، إذ لا يعلن دائمًا مقتل عناصره، أو التواريخ والمواقع التي سقطوا فيها.

وقتل 14 مقاتلًا من حزب الله على الاقل خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقاُ لمواقع حزب الله الاخبارية وأقارب المقاتلين. ونشر فيليب سميث، الباحث الذي يدرس حزب الله في جامعة ميريلاند، اسماء 20 مقاتلًا أعلن الحزب عن وفاتهم عبر مواقع رسمية وغير رسمية، فيما أكد نشطاء المعارضة السورية أن الأرقام أعلى بكثير، حيث لقي أكثر من 40 مقاتلًا حتفهم في القصير يوم الأحد.

وسواء أكانت الأرقام مؤكدة أم لا، فإن الأعداد التي نشرت من كلا الجانبين تعتبر مؤشرًا واضحًا على الخسارة التي يتكبدها حزب الله من أجل الحفاظ على الأسد في السلطة.

في العام 2006، اعترف حزب الله بخسارته 250 مقاتلًا في الحرب التي استمرت 34 يومًا ضد إسرائيل. ويقول أنصار الحزب إن أعداد الوفيات المرتفعة في سوريا تعود إلى أن مقاتلي حزب الله لديهم خبرة في الدفاع عن مواقعهم وليس مهاجمة المعارضين الذين يدافعون عن أرضهم.

انتقاد حزب الله

اشتكى نقاد حزب الله مما يسمونه تواطؤ الجيش اللبناني في السماح لمقاتلي الحزب بعبور الحدود إلى أرض المعركة، وهي تهمة يرددها الأسد إنما بوجه معاكس، إذ يشكو تدفق المقاتلين اللبنانيين السنة إلى بلاده للانضمام إلى صفوف الثوار.

وقال مسؤول في ائتلاف 14 آذار- المنافس السياسي الرئيسي لحزب الله- إن مساعدة حزب الله للأسد قد تساعده في السيطرة على القصير، وهي منطقة حاسمة لانها تقع بالقرب من الحدود وتربط دمشق بالشمال الذي يسيطر عليه الثوار والساحل الذي تسيطر عليها الحكومة.

لكنه أشار إلى أن المعركة من أجل السيطرة على القصير سوف تكلف حزب الله مئات المقاتلين. وتساءل: “لماذا يرغب حزب الله في أن يغرق نفسه في ديان بيان فو؟” في إشارة إلى فريق القوات الفرنسية الذي هُزم من قبل الفيتناميين في العام 1954 في ضربة حاسمة إلى السلطة الاستعمارية الفرنسية في ذلك الوقت.

الخسارة المشرفة

المعركة في سوريا تضع حزب الله  وجهًا لوجه ضد الجهاديين السنة، وبعضهم متهم بالانتماء إلى تنظيم القاعدة. وأبرزت حدة القتال خطر الكابوس الإقليمي الذي يتمثل بحرب شاملة بين الشيعة والسنة، فيما بدأت أصداء هذه الحرب بالتردد في الداخل اللبناني، حيث أدى انقسام الآراء بين مؤيد للأسد ومعارض له إلى انقسامات طائفية، وتحديدًا في مدينة طرابلس الشمالية، حيث أدت الاشتباكات بين الفريقين إلى مقتل ثلاثة جنود من الجيش اللبناني.

في البقاع، ترتفع اللافتات نعيًا لمقاتلي حزب الله، الذي تعهد بأن لا يخفي شهداءه، ما أدى بالوزير السابق شكر إلى دعوة الصحفيين لحضور جنازة ابن أخيه. لكن عناصر حزب الله منعتهم بأدب واصطحبتهم خارج البلدة، لتعود وتسمح لهم بالدخول بعد إصرار شكر.

اصطفت باقات الورود على الشرفة، فيما حمل المشيعون حسن فيصل شكر، الذي وصفه الوزير السابق بأنه كان “ابن شقيقتي المفضلة، وبمثابة ابن لي”. وأضاف: “انها خسارة كبيرة جدًا، لكنها شرف لنا”.

 “الجيش الحر”: عمليات “جدران الموت” في القصير

نجحت في صد هجوم قوات الأسد و”حزب الله”

تمكن الثوار السوريون من صد الموجتين الأولى والثانية من الهجوم العنيف الذي بدأته قوات نظام بشار الأسد والميليشيات التي تم تدريبها في إيران تحت اسم “قوات الدفاع الوطني” والمشكّلة من مجموعات الشبيحة التي كانت تقمع التظاهرات في بدء التحرك السلمي ضد نظام الأسد، والآلاف من عناصر “حزب الله”.

ولليوم الثاني على التوالي، أمس، أثبت ثوار القصير، قدرتهم على مواجهة عشرات آلاف القذائف من مختلف العيارات التي سقطت منذ بدء الهجوم على القصير، والهجمات المتلاحقة التي تنفذها قوات النخبة التابعة لـ”حزب الله”، ما كذب ميدانياً ادعاءات وسائل إعلام النظام و”حزب الله” وإيران، وتلك المرتبطة بهم، وأصدرت القيادة المشتركة “للجيش السوري الحر” بياناً هنأت فيه ثوار القصير على نجاحهم في عمليات “جدران الموت” وتمكنهم من صد الهجمات وإيقاع أكثر من 50 قتيلاً في صفوف “حزب الله” ومئات الجرحى.

وقد أسهم نجاح الثوار في عمليات “جدار الموت” في تحريك الديبلوماسية العربية والدولية، إذ أُعلن عن اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية اليوم لبحث تطورات الأزمة السورية، وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية أن المعارضة السورية لن تكون غائبة عن اجتماعات “أصدقاء سوريا” المزمع عقده في عمّان، فيما اجتمع أعضاء من “مختلف حركات” المعارضة السورية أمس في مدريد بهدف “المساعدة على الحوار وتسهيل اللحمة” بين مختلف مكوناتها كما أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية، وذلك استباقاً للاجتماع الدولي حول سوريا المزمع عقده الشهر المقبل في جنيف، برعاية كل من الولايات المتحدة وروسيا.

القصير

فقد صدر عن إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة لـ”الجيش السوري الحر” وقوى الحراك الثوري البيان الآتي:

“إن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر تهنئ ثوار جبهة القصير الأبطال الشجعان على بطولاتهم التي سيسطرها التاريخ بحروف من نور في الدفاع عن أرضهم وعرضهم من دنس العناصر الإرهابية الإجرامية لحزب الله ونزف لشعبنا السوري العظيم تفاصيل أولية عن ملاحم البطولة من جبهة القصير:

مع أول يوم من بدء سلسلة عمليات “جدران الموت” تكبدت عصابة حزب الله في جبهة القصير يوم الأحد الموافق 19 أيار أكثر من 50 قتيلاً إلى جانب إصابة أكثر من 100 آخرين أغلبهم إصاباته خطيرة حيث تم رصد عشرات سيارات الإسعاف تنقل القتلى والجرحى إلى بعلبك ـ الهرمل:

ـ تم إخلاء مشفى البتول في الهرمل من المرضى العاديين لاستيعاب عشرات الجرحى والقتلى.

ـ تم رصد امتلاء مشفى دار الأمل في بعلبك بالعشرات من المصابين والجرحى الجدد ولوحظ افتراش عدد آخر من المصابين ممرات المشفى على اعتبار أن الطاقة الاستيعابية للمشفى تفوق أعداد المصابين.

ـ نظراً لمحدودية الطاقة الاستيعابية في المشافي التابعة لحزب الله في بعلبك ـ الهرمل تم تحويل العشرات من الجرحى وجثث القتلى من أبناء الضاحية والجنوب إلى مشفى الرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية.

ـ نزف لشعبنا نبأ استشهاد 23 طفلاً وسيدة من أبنائنا وحرائرنا بالقرب من بلدة ربلة المسيحية التي يحتلها حزب الله حيث قامت عناصر الحزب الإرهابية والإجرامية بإعدامهم في مجزرة جماعية وبدم بارد وهم يرددون شعارات طائفية والولاء لحسن نصر الله أثناء محاولة الأمهات الهرب بأطفالهن من جحيم القصف والتدمير حسب شهادة السيد (…) قسيس الذي لجأ للجيش الحر طالباً الحماية.

ـ نزف إلى شعبنا العظيم نبأ استشهاد العديد من أبناء القصير البواسل نتيجة القصف الجوي والمدفعي والصاروخي حيث تتعرض القصير لنحو 50 قذيفة في الدقيقة الواحدة وإلى نحو 3 إلى 4 ضربات جوية في الساعة.

ـ تم توثيق وجود المجرم مصطفى بدر الدين المتهم باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري على رأس قيادة عمليات حزب الله في جبهة القصير.

ـ يمكن القول الآن إنه لم تعد هناك أسرة أو حي في بعلبك والهرمل إلا ولديهم قتيل أو جريح من أبنائهم على جبهة القصير.

ـ نؤكد لشعبنا العظيم أن القصير صامدة رغم أنواع الحصار والقتل والتدمير، ونؤكد أن كافة عناصر الحزب الذين حاولوا التسلل لمدينة القصير عبر البساتين لاقوا حتفهم وتحولوا إلى أشلاء وقام النظام بتكثيف القصف الجوي حتى يتمكنوا من سحب جثث وأشلاء قتلاهم.

ـ من الملاحظ أن حزب الله وضع كل قوته وقياداته العسكرية الإجرامية في جبهة القصير لأنه يعتبرها معركة فاصلة ومحورية.

ـ تم اليوم (أمس) تسجيل العديد من حالات التوتر والضجيج بين عدد من أهالي القتلى والجرحى وقيادات من حزب الله وتصاعد وتيرة الاحتقان لدى عشائر لبنانية شيعية كبيرة سواء لجهة فقدانهم أبنائهم أو لجهة توقف تجارة التهريب التي كانوا يعملون بها على الحدود مع سوريا.

ـ كما وعدنا شعبنا العظيم بمفاجآت تقض مضاجع حزب الله فإننا نؤكد بأن عمليات “جدران الموت” لن تتوقف قبل أن يكتب لها تخليص الشعب السوري من رجس ودنس مغول العصر بشار الأسد وعصاباته وعلى رأسها عصابة حزب الله الإرهابية وعلى كل من تخول له نفسه المساس بأذى بشعبنا وأرضنا وسيادتنا الوطنية عليه أن يحضر كفنه معه لأنه لن يخرج منها إلا أشلاء ومن أي جهة جاء وإننا نقول لقيادة حزب الله نعلم تماماً كيف تم تركيب عصابتكم ونعلم كيف نفككها وسنفككها”.

إننا نرى رؤوساً قد أينعت وقد حان قطافها وإنا والله لقاطفيها”.

وقد وقع البيان مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة لـ”الجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري” فهد المصري.

إلى ذلك، ذكرت مصادر المعارضة أن وسائل الإعلام السورية تقدم صورة مختلفة تماماً عن المعارك العنيفة التي جرت الأحد في القصير التي طالما استخدمها مقاتلو المعارضة كطريق للإمداد يربط بين الحدود اللبنانية القريبة وحمص عاصمة المحافظة.

وأكد نشطاء المعارضة أنه تم صد معظم القوات المهاجمة وأعادتها الى مواقعها الأصلية الى شرقي وجنوبي البلدة ودمر الثوار على الأقل أربع دبابات للجيش السوري وخمس عربات خفيفة لحزب الله.

وقال طارق موري، وهو ناشط من المنطقة، إن قوات النظام يدعمها “حزب الله” كانت قد “توغلت داخل القصير لكنها عادت الآن من حيث بدأت في الأساس عند مجمعات أمنية شرقي القصير والى… متاريس على الطريق الى الجنوب”.

وأكد لوكالة “رويترز” أن “قاذفات الصواريخ المتعددة التابعة لحزب الله تقصف القصير (…) من الأراضي السورية إلى الغرب من نهر العاصي هي ومدفعية الجيش السوري”.

ونقل “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن “مصادر موثوقة أن 23 عنصراً من قوات النخبة في الحزب قتلوا وأصيب أكثر من 70 آخرين بجروح خلال الاشتباكات التي دارت أمس في مدينة القصير”.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي إن “عناصر الحزب هم الذين بدأوا الهجوم الأحد واقتحموا المدينة” تزامناً مع قصف وغارات جوية من القوات النظامية. وأوضح أن العناصر الثلاثة والعشرين “قتلوا في عملية الاقتحام”.

وأفاد المرصد السوري أن أربعة مدنيين قتلوا في مدينة القصير الأحد، في حين سقط 56 مقاتلاً معارضاً في المدينة الأحد والاثنين.

وتحدث الناشطون المعارضون عن “حصار خانق” تفرضه قوات النظام وعناصر من الحزب على المدينة التي تضم قرابة 25 ألف شخص.

وقال الناشط هادي العبدلله لوكالة “فرانس برس” عبر “سكايب” أن يوم الأحد “كان اليوم الأكثر صعوبة منذ بدء الثورة السورية”. أضاف “لم أر مطلقاً هذا الكم من الغارات الجوية. قصفت القصير من كل الجهات”.

وتابع “بعكس ما يقوله النظام، ليس ثمة ممر آمن للمدنيين. كل مرة نحاول فيها إجلاء أحد، يطلق الرصاص من قبل القناصة، حتى على النساء والأطفال”.

وفي التطورات في مناطق أخرى من محافظة حمص، أشار المرصد السوري الى أن القوات النظامية تقصف كذلك مدينة الرستن التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف حمص.

وفي أماكن أخرى من البلاد، تواصلت الاشتباكات العنيفة في القسم الجنوبي من حي التضامن في دمشق بين “الجيش السوري الحر” وقوات النظام. وذكر سكان محليون لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى دمشق أن اشتباكات وقعت إلى الغرب من الحي بين الشبيحة التابعين لنظام الأسد والثوار في شارع فلسطين في مخيم اليرموك. كما وقعت اشتباكات مماثلة على مدخل المخيم الشمالي.

وفي ريف دمشق، تواصلت الاشتباكات العنيفة فى مدن وبلدات دوما وحرستا وعدرا والزبداني والنبك وجوبر. وذكر سكان محليون أن الاشتباكات كانت على أشدها فى حارة العارة في مدينة الزبداني وقرب المطاحن والإنشاءات في عدرا البلد وغرب دوار الثانوية وسط مدينة حرستا ومزارع عالية بمنطقة دوما.

أفاد المرصد عن مقتل ثمانية أشخاص “بينهم أم وستة من أطفالها دون الرابعة عشر من العمر، في استهداف الطيران الحربي لمنزل قرب مركز البحوث في جنوب مدينة الرقة” في شمال البلاد.

وفي الجنوب، أفادت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن رصاصاً مصدره الأراضي السورية سقط ليل الأحد ـ الاثنين من دون التسبب بإصابات أو أضرار.

ولم تؤكد المتحدثة معلومات أوردتها الصحافة الإسرائيلية مفادها أن الرصاص سقط على مقربة من دورية عسكرية إسرائيلية وقالت إن الجيش الإسرائيلي لم يرد على النيران وإن إسرائيل رفعت شكوى الى القوة الدولية لمراقبة فض الاشتباك المنتشرة في الجولان.

والحادث هو الرابع خلال الأسابيع الأخيرة في هذا الجزء من الهضبة السورية التي تحتل إسرائيل أجزاء واسعة منها.

إلى ذلك، خطفت مجموعة مسلحة رئيس المجلس المحلي في مدينة الرقة الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في شمال سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين.

وقال المرصد إن “مجموعة مسلحة اختطفت المحامي والناشط الحقوقي عبد الله الخليل رئيس المجلس المحلي في مدينة الرقة لدى خروجه فجر الأحد من مقر المجلس في مدينة الرقة”. وقال المرصد إنه يدين “بأشد العبارات خطف المحامي المعارض عبد الله الخليل، ويطالب الجهة الخاطفة بالإفراج الفوري عنه”.

وعمل المجلس المحلي مع المجموعات المقاتلة من أجل إعادة الحياة الطبيعية الى المدينة التي تتعرض في شكل دائم لقصف بالطيران الحربي.

وتعرض الخليل للتوقيف في أوقات سابقة على أيدي قوى الأمن السورية بعد شهرين من اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام، وذلك بحسب شهادة أدلى بها لمنظمة “هيومان رايتس ووتش”.

ونقلت المنظمة عن الخليل قوله إنه تنقل ما بين 17 فرعاً أمنياً، وذلك في تقرير نشرته الجمعة وتحدثت فيه عن العثور على آثار تعذيب في سجون النظام في الرقة.

وتقول المنظمات الحقوقية إن عشرات الآلاف من الأشخاص معتقلون في السجون السورية، وإن مصير العديد منهم مجهول.

وفي بغداد، أعلنت وزارة النقل العراقية عن تفتيش طائرة شحن إيرانية متجهة من طهران الى دمشق بعد إجبارها على الهبوط بمطار بغداد الدولي من دون العثور على محظورات فيها.

وقالت بيان الوزارة في بيان أمس إن سلطة الطيران المدني العراقي أجبرت طائرة شحن إيرانية تابعة لشركة “كاسبيان” قادمة من طهران في طريقها الى دمشق على الهبوط في مطار بغداد الدولي يوم الأحد وقامت بتفتيشها من دون العثور على أي محظورات داخلها.

وفي الآثار الإنسانية للوضع الأمني في سوريا، أعلن المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن، أنمار الحمود، أمس، أن عدد اللاجئين السوريين الذي عادوا إلى بلادهم طواعية بلغ نحو 40 ألفاً.

وقدر عدد اللاجئين السوريين الذين تم تكفلهم من أردنيين وإخراجهم من مخيم الزعتري للاجئين الكائن في صحراء محافظة المفرق شمال شرق البلاد، بنحو 48 ألفاً.

وأشار الحمود إلى أن عدد اللاجئين السوريين المتواجدين على الأراضي الأردنية تخطى حاجز النصف مليون ووصل إلى 537497 لاجئاً، لافتاً إلى وجود نحو 750 ألف سوري يقيمون في المملكة منذ ما قبل الأزمة في سوريا.

الى ذلك، حذّرت منظمة الإغاثة الدولية البريطانية (أوكسفام)، أمس، من انتشار الأمراض بين أوساط اللاجئين السوريين مع استمرار تدفقهم إلى لبنان والأردن، ودعت إلى التعامل مع المخاطر الصحية التي يواجهونها على وجه السرعة.

وقالت المنظمة الخيرية إن حالات متزايدة من الإصابة بأمراض الإسهال والإلتهابات الجلدية سجّلت زيادة في المجتمعات المضيفة والمخيمات المؤقتة التي يعيش فيها الآن عدد متزايد من اللاجئين السوريين، مثل وادي البقاع في لبنان، حيث يوجد الآن 240 تجمعاً من الخيام، أي ما يفوق بمعدل 6 أضعاف عددها في كانون الثاني/يناير الماضي.

وأضافت هناك حاجة ماسة لتوفير الأموال المطلوبة لتزويد اللاجئين السوريين بالمأوى والمياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي الملائمة، وتعمل أوكسفام حالياً على جمع 35 مليون جنيه استرليني خلال العام المقبل لإنفاقها على تأمين احتياجات اللاجئين السوريين.

وأشارت أوكسفام إلى أن 55% من اللاجئين السوريين في الأردن هم دون سن 18 عاماً، ويعيشون في مجتمعات مضيفة ويفتقدون إلى المال لشراء الأساسيات والمياه الكافية، ما جعل بعض الأطفال في مخيمات اللاجئين يستحمون مرة واحدة كل 10 أيام، وشاهدت حالات متزايدة من الالتهابات الجلدية وبخاصة بين الأطفال الصغار.

وقالت إن شمال لبنان يستضيف أعلى كثافة من اللاجئين السوريين والذين يفتقدون للمياه النظيفة والمرافق الصحية الأساسية، وأصبح 635 ألف لاجئ سوري في لبنان بحاجة للمساعدة اعتباراً من مطلع الشهر الحالي، وتوقعت المنظمة الخيرية أن يرتفع الرقم إلى أكثر من 740 ألف لاجئ بحلول تشرين الثاني المقبل.

واضافت أوكسفام أن البلديات في وادي البقاع أبلغت المنظمات غير الحكومية الدولية بأنها غير قادرة على تقديم خدمات التخلص من النفايات الصلبة للاجئين السوريين، ودعتها إلى توفير الدعم المالي لتمكينها من المساعدة وضمان التخلص من القمامة على أساس منتظم من المخيمات المؤقتة للاجئين السوريين.

حراك سياسي وديبلوماسي

وارتباطاً بما يجري في القصير، يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين اجتماعاً طارئاً اليوم لبحث تطورات الأزمة السورية بناء على طلب دولة قطر.

وقال مصدر مسؤول فى الجامعة العربية أمس إنه سيتم في اجتماع اليوم بحث آخر التطورات في سوريا بشكل عام، وخصوصاً ما يتعلق بالأحداث التي تجري في مدينة القصير “ومشاركة حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني في المعارك ضد الجيش السوري الحر وفقاً لما قالته المعارضة السورية”.

وأشار المصدر إلى أن “هذا الاجتماع يأتي قبيل الاجتماع العاجل للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية على مستوى وزراء الخارجية العرب في مقر الأمانه العامة للجامعة العربية يوم الخميس المقبل، برئاسة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء ووزير خارجية دولة قطر، لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا، في ضوء الدعوة المطروحه لعقد المؤتمر الدولي الخاص بايجاد حل سياسي للأزمة السورية”.

ومن المقرر أن تبحث اللجنة الوزارية في اجتماعها الخميس تطورات الأوضاع في سوريا، خصوصاً في ضوء التفاهم الأميركي ـ الروسي بشأن عقد مؤتمر جنيف الدولي “2” والبناء على ما تم الاتفاق عليه في جنيف “1”، وذلك في إطار البحث عن حلول سياسية للأزمة السورية.

وتضم اللجنة الوزارية كلا من قطر رئيساً وعضوية الجزائر والسودان ومصر وسلطنة عمان والعراق، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، وإلى جانب الإمارات والبحرين والسعودية والكويت.

وتأتي هذه التطورات قبل ساعات من اجتماع لمجموعة “أصدقاء الشعب السوري” الذي يعقد غداً في العاصمة الأردنية. ومن المقرر أن يشارك في الاجتماع 11 وزيراً يمثلون دولاً داعمة للمعارضة السورية، أبرزهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأردنية صباح الرافعي أن المعارضة السورية لن تكون غائبة عن اجتماعات المجموعة الأساسية لمؤتمر أصدقاء سوريا. ولفتت الى أن المعارضة السورية سيكون لها تمثيل مناسب في هذه الاجتماعات.

وقد اجتمع أعضاء من “مختلف حركات” المعارضة السورية أمس في مدريد بهدف “المساعدة على الحوار وتسهيل اللحمة” بين مختلف مكوناتها كما أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية.

وشارك في الاجتماع الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب وضم ممثلين عن “مختلف حركات” المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ومن المرتقب عقد لقاء اليوم بين معاذ الخطيب ووزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارثيا ماراغالو.

وكانت الوزارة أعلنت في بيان نُشر قبل اللقاء إن “اجتماع المعارضة الذي سيشارك فيه أعضاء من مختلف حركات المعارضة السورية وبينها الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، ينظم في مدريد بدعم من وزارة الخارجية”.

وسيلتقي وزير الخارجية اليوم أحمد معاذ الخطيب “لتحليل الوضع في سوريا” وكذلك “آخر المبادرات الدولية الهادفة الى استئناف البحث عن حل للنزاع”. وأضافت الوزارة أن “المساعدة في الحوار بين مختلف تيارات المعارضة السورية لتسهيل لحمتها وإفساح المجال أمامها لكي تكون قادرة في المستقبل على ضمان الوحدة والاستقرار والديموقراطية في سوريا هو أحد أهداف هذا الاجتماع”. وتابعت أن “الجهد الدولي الحالي بحاجة لتعاون معارضة قوية ومتحدة ومتعددة تكون قادرة على تشكيل جبهة مشتركة”.

ومن المتوقع أن يستغل الخطيب اجتماع مدريد لمحاولة العودة الى صدارة المعارضة بعد استقالته من الائتلاف في آذار الماضي بسبب خيبة أمله نتيجة الخلافات داخله ونقص الدعم الدولي.

وقال الخطيب للصحافيين المحليين إن كل السبل التي تمكّن الشعب السوري من الدفاع عن نفسه سبل مشروعة. وأضاف أن الثورة كانت سلمية من البداية لكن النظام هو الذي أجبر الشعب على حمل السلاح. وتابع أن المعارضة تفضل حلاً سلمياً للأزمة.

في المواقف، رحبت المملكة العربية السعودية بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار عربي يدين تصاعد أعمال العنف والقتل في سوريا، وما تضمنه القرار من إدانة لاستمرار السلطات السورية في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد أبناء الشعب السوري.

كما نوهت المملكة العربية السعودية بالبيان الصادر عن الاجتماع المشترك لوزراء خارجية المملكة والأردن وقطر وتركيا والإمارات بمشاركة وزير خارجية مصر لمناقشة الوضع الراهن في سوريا من وجهة نظر إقليمية.

وقد جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء السعودي أمس برئاسة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والتي اطلع خلالها المجلس على تقرير عن المشاورات والمحادثات والاتصالات، التي جرت خلال الأسبوع مع عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة ومبعوثيهم، حول العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، كما تم الاطلاع على تقرير عن مجريات الأحداث وتطوراتها في المنطقة والعالم وجهود المجتمع الدولي بشأنها.

وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية، عقب الجلسة أن المجلس أعرب عن تقدير المملكة العربية السعودية لما عبر عنه الرئيس الصيني شي جين بينغ تجاه العلاقات مع المملكة والرغبة في تعزيز الاتصالات والتعاون مع السعودية للحفاظ سوياً على الاستقرار والسلام في المنطقة، وما أبداه الرئيس الصيني من اهتمام والتزام بتعزيز محادثات السلام والحث على إيجاد حلول سياسية في العديد من القضايا.

وفي الدوحة، انتقد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس عدم التحرك الدولي إزاء “المأساة” في سوريا، في وقت تتكثف فيه الاتصالات لتنظيم مؤتمر دولي لايجاد حل سلمي للنزاع.

وقال أمير قطر لدى افتتاحه الدورة الثالثة عشرة لمنتدى الدوحة “لم يعد مقبولاً من الدول الفاعلة في المجتمع الدولي عدم التحرك لوضع حد لهذه المأساة المروعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة” في سوريا. وأشار الى أن مسؤولي هذه الدول التي لم يسمها يريدون في الوقت نفسه “أن يقرروا هوية من يدافع عن الشعب السوري بمختلف الذرائع”.

كما عبر الشيخ حمد عن الشعور “بالأسف والأسى أن نرى ثورة الشعب السوري الشقيق قد دخلت عامها الثالث من دون أفق واضح لوقف الصراع الدامي الذي خلف وراءه عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء وملايين النازحين واللاجئين، فضلاً عن التدمير المادي الواسع النطاق، نتيجة تمسك النظام السوري بالحل العسكري”. وأضاف “من المحزن أن يحدث هذا بعد أن فشلت كافة المبادرات الدولية والعربية في دفع النظام السوري للإصغاء لصوت العقل”.

ويواجه مؤتمر الحوار الذي تم الإعلان عن التوجه لإقامته بين النظام السوري ومعارضيه عقبات كبيرة. فقد أكدت المعارضة أن أي حل سياسي للأزمة يجب أن يبدأ بتنحي الرئيس بشار الأسد عن الحكم، في حين يؤكد هذا الأخير في تصريحاته التي نشر آخرها قبل يومين أنه لن يتنحى عن الحكم.

ويناقش منتدى الدوحة على مدى يومين عناوين عدة، منها: “النظام العالمي المتغير وتداعياته على العالم العربي، والتحديات التي تواجه الديموقراطيات الجديدة في الشرق الأوسط، والأزمة الاقتصادية العالمية، وآفاق التعاون الدولي وسبل إنجاحه، وتأثير الرقمنة في الشؤون الدولية، وتأثير النظام العالمي في المنطقة”.

القصيـر تقـاوم عدوانـاً كامـلاً:

“الحـر” صامـد

    “أبـو هريـرة”: قاتلـتُ “حـزب الشيطـان” بسوريـا

بدت سحُبٌ من البارود الإسمنتي الرمادي تلف بلدة القُصير في غرب سوريا فيما كانت قوات الرئيس بشار الأسد الأرضية والجوية، يدعمها رجال ميليشيا “حزب الله” اللبنانية، تبدأ اعتداء كبيراً لطالما حضرت له على البلدة “المفتاح”، التي يسيطر عليها الثوار وعلى القرى المحيطة بها.

وقد حذّر مراقبون إنسانيون بينهم المفوّضة العليا لحقوق الإنسان في الامم المتحدة نافي بيلاي، من أنّ ذلك قد يؤدي الى مجازر تذكّر بتلك التي ارتُكبت في البلدات الساحلية، البيضا وبانياس في وقتٍ سابق من هذا الشهر.

قُتل 58 شخصاً من سكان القُصير على الأقل يوم الاحد- معظمهم من المدنيين- وأكثر من 600 جُرحوا جرّاء الغارات الجويّة أو القصف المدفعي، وفقاً للمتحدّث المحلّي باسم المعارضة هادي عبد الله. وقال أيضاً بأنّ نحو 30 مقاتلاً من “حزب الله” قُتلوا على يد قوات الثوار. أما التلفزيون السوري التابع للنظام فقال إنّ 100 مقاتل من المعارضة قُتلوا، من دون أن يأتي على ذكر أي خسائر للنظام. ولم يستطع موقع NOW الوصول الى المكتب الإعلامي لـ “حزب الله” للتأكّد من الخسائر التي مُنيوا بها.

وفقاً للمتحدّث المحلّي باسم المعارضة هادي عبدالله، فقد تابعت طائرات النظام قصفها للأحياء السكنية في وسط البلدة، مع ورود تقارير متناقضة بالنسبة للمكاسب التي حقّقها الموالون للأسد على الأرض. ففي حين زعم جنود النظام يوم الأحد بانّهم دخلوا الى الساحة وسط البلدة ورفعوا العلم السوري فوق مبنى البلدية، أكدّت مصادر معارضة متعدّدة بأنّ المعارضة لم تخسر أية مناطق تسيطر عليها.

“ما يدّعيه النظام غير صحيح”، قال أحد الناشطين الذي يتخّذ من القصير مركزاً له، وأضاف أحمد القصير “إنهم يقولون ذلك لرفع معنويات المقاتلين، لأنّ الثوار يلقنونهم درساً قاسياً”.

بالفعل، كان القصير واثقاً من انّ الثوار قادرون وسوف يصدّون العدوان. “لا يزال الجيش السوري الحر هناك في كل زاوية وقد زادوا من دفاعاتهم لمواجهة أي اجتياح. سوف يقاتلون حتى آخر قطرة من دمائهم”، قال لـ NOW.

رغم استحالة التحقّق من صحة مثل هذه الادعاءات، ثمة أدلة على أنّ الثوار يبدون مقاومة صلبة الى حد بعيد. فأحد الفيديوهات الذي يُفترض أنّه صُوّر ليل الاحد يظهر عدداً من دبابات النظام المدمّرة وجثة ما يبدو وكأنه مقاتل من “حزب الله” – وهو واحد من بين عدد من الفيديوهات المشابهة التي تحمّلها المعارضة في الأيام الأخيرة.

في الواقع، شهدت الأسابيع القليلة الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في وطأة حرب الإنهاك التي بدت فيما مضى أقل حدّة والتي تُخاض في القصير منذ سقطت في أيدي الثوار في شباط 2012. ففي لقاء له مع حلفائه اللبنانيين الشهر الماضي، قيل إنّ الأسد وصف القتال في القصير بأنّه “المعركة الأساسية” في كافة أنحاء سوريا، ويجب أن يفوزوا بها “بأي ثمن”. وفي 11 أيار، قالت مصادر النظام إنّهم حذّروا المدنيين بضرورة مغادرة البلدة (وهو ادعّاء نفته المعارضة) لأن ثمة اعتداء وشيكاً، وفي 13 أيار، تحدّث عبد الله عن وصول 30 دبابة تابعة للنظام الى ريف القُصير، مشعلةً “معارك عنيفة جداً”. وفي اليوم التالي، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية خبر سقوط ثلاث قرى يسيطر عليها الثوار بيد القوات الموالية للأسد، هي دمينة الغربية، وعش الورور، والحيدرية، الواقعة بين بلدة القصير والأحياء الحليفة لها في حمص، مع توجّه الأنظار لاحقاً الى قيام الثوار بالسيطرة على قاعدة عسكرية في الضبعة.

تُعتبر هذه البلدة والمناطق المحيطة بها استراتيجية لسببين رئيسين. السبب الأوّل يكمن في أنّها تقع على بعد 10 كلم فقط من الحدود اللبنانية، وهي بمثابة حاجز مهم يفصل بين المنطقة الشمالية الشرقية من وادي البقاع التي يسيطر عليها “حزب الله” ومدينة حمص التي يسيطر عليها الثوار. ووفقاً لقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن “إذا استطاع الجيش السيطرة على القُصير، سوف تسقط محافظة حمص بأسرها”.

أما السبب الثاني فهو أنّها تُحاذي الطريق العام الرئيسي الذي يصل دمشق بمنطقة العلويين الساحلية الواقعة في الوسط الى شمال لبنان، وهي الحصن الأساسي لدعم النظام والتي يعتقد العديد من المحللين بأنّ الأسد سوف يلجأ اليها في حال سقوط دمشق في أيدي الثوار.

وبالنظر الى أهميتها الاستراتيجية هذه، جذبت البلدة كذلك المقاتلين اللبنانيين المعارضين للنظام. فمع احتدام القتال الشهر الماضي، أصدر الشيخان السلفيان البارزان أحمد الأسير وسالم الرافعي دعوات للجهاد ضد الموالين للأسد في القصير، وقيل إنّ المئات قدّموا طلبات لمساعدة حلفائهم على الجانب الثاني من الحدود. ولكن قبل هذه الدعوات بفترة طويلة، كان معلوماً أنّ ثمة لبنانيين معادين للأسد يقاتلون في القُصير. وقد قابل NOW وتحدّث الى أحد هؤلاء في تشرين الأول الماضي، وكان قد شارك في معارك ضد النظام وقوات “حزب الله” هناك منذ أيار 2012.

غير أنّه مع استمرار الاعتداء من قبل مناصري [الأسد] من دون أي تمييز [بين الاهداف]، لا تقتصر المخاطر على الناحية الاستراتيجية بل تطال الناحية الإنسانية كذلك، وفقاً لمصادر المعارضة المحلية.

“هناك 40000 مدني في بلدة القصير” قال محمد رضوان رعد، وهو ناشط مستقر في حمص. “ليس لديهم ماء، ولا كهرباء، ولا ممر آمن للهرب. وقد سبق أن تعرّضت بعض العائلات للقصف أثناء محاولتها الهرب. لا نعلم ماذا نفعل بهم”، قال لـ NOW.

 علويون من لبنان يقاتلون في “احتياط” النظام السورييُشكل علويّو لبنان حالة خاصة مع ارتباط جزء كبير منهم بالنظام السوري، لاعتبارات مذهبية وسياسية وحتى مالية، خصوصاً بعد اندلاع الثورة السورية في آذار 2011. وكان كافياً أن يخرج أحد مسؤولي نظام بشار الأسد ليبدي استعداداً للتدخل عسكريًا في لبنان لـ”حمايتهم” في منطقة جبل محسن في طرابلس، ليجعل منهم في الموقع المعادي للبيئة المحيطة بهم في شمال لبنان ذات الأغلبية السنّية الساحقة.

“حبل السرّة” بين النظام السوري وهؤلاء في شمال لبنان، ألمح إليه المسؤول في “الحزب العربي الديمقراطي” رفعت عيد، وهو الحزب العلوي الأبرز بل الوحيد في لبنان، بقوله في أيار 2012، بعد اشتباكات بين جماعته ومسلّحي منطقة باب التبانة: “إذا ذهبنا إلى المجهول لن يكون بإمكان أحد أن يهدّئ الامور في لبنان الا بتدخل جيش عربي، ولا أحد يمتلك القدرة على هذا الامر غير سوريا”.

دعم العلويين التابعين لرفعت عيد في جبل محسن للنظام السوري يظهر جلياً من خلال صفحات على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، كصفحة “شبكة أخبار جبل محسن”، وصفحة “شهداء جبل محسن” التي نعت خمسةً من أبناء الجبل قتلوا خلال مشاركتهم في الحرب السورية إلى جانب النظام السوري.

والقتلى هم: زين العابدين أحمد، وابن عمّه ابراهيم أحمد الملقب بابراهيم وردة، الذي قتل في 13 آذار 2013، بحسب ما نُشر على صفحة “كلنا الشيخ -عدنان العرعور” المعارِضة للنظام السوري، “على أيدي “الجيش الحرّ في منطقة جوبر بدمشق”.

الضحية الثالثة هو حسن محمد، وقتل في 11 شباط 2013، والرابعة هو محمد حسون قتل في 20 آذار 2013، وعلي فرج الشيخ.

عضو المكتب السياسي في الحزب “العربي الديمقراطي” علي فضة، أكَّد مقتل هؤلاء الأشخاص في سوريا. وفي حديث إلى موقع “NOW”، أوضح أنَّ الصفحات الموجودة على موقع “فايسبوك” كتبت أن هؤلاء من أبناء جبل محسن، وهذا صحيح جزئياً، “إذ إنهم يقيمون في الجبل، لكنّهم سوريون وسقطوا في سوريا دفاعاً عن وطنهم، بعدما تم استدعاؤهم للإلتحاق بالجيش السوري، وتم دفنهم هناك”.

وأصرّ فضة على أنَّ أحداً منهم لا يحمل الجنسية اللبناينة رغم أن بينهم من أقام والده منذ أكثر من 70 عاماً مبنى كبيراً في الجبل، ومنهم من أتى في التسعينات.

واعتبر فضة أنَّ النظام السوري ليس بحاجة إلى مقاتلين علويين من لبنان “فجيش النظام لديه عدد كبير من الاحتياط، بل لديه فائض في هذا الاطار، وبالتالي هم ليسوا بحاجة إلى دعمنا”. وعن قتال “حزب الله” إلى جانب النظام السوري، قال فضة: “السيد حسن عندما يقول “واجب جهادي”، فهو يُقاتل في الأراضي الشيعية وفي الأماكن المقدسة، وهو لم يُشارك في خضم (المعارك)، ولو شارك لكان قال”.

ويستطرد فضة بالقول: “هناك سوريون كثر ذهبوا من لبنان للقتال في بلادهم، ومن بينهم سوري من أبي سمراء في طرابلس، واستشهد مع الجيش السوري، وهناك من ذهب من المنية، لم أعد أذكر أسماءهم، لكن أذكر أن هناك 4 أو 5 حالات لأشخاص ذهبوا من قلب طرابلس قاتلوا في سوريا واستشهدوا مع الجيش السوري بعد أن طُلبوا كاحتياط “، نافياً أن يكون أي شخص لبناني من حزبه “يُقاتل في سوريا، أما إذا وُجد “فهو ليس من طرفنا”.

في المقابل، أكد النائب العلوي في كتلة “المستقبل” بدر ونوس في حديثٍ إلى موقع “NOW” أن “لا فكرة” لديه عن أسماء الذين قتلوا من علويي جبل محسن في سوريا، وأضاف: “أنا ضد أي تدخل بشؤون دولة أخرى بما يُسيء إلى منطقتي، وأنا ضد التدخل (في الأزمة السورية) بكافة أشكاله”.

 دمشق تقترح وفدا للتفاوض مع المعارضة

                                            قالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن النظام السوري وضع قائمة بخمسة وزراء تمهيدا لمفاوضات محتملة مع المعارضة. وعبرت إيران عن رغبتها في المشاركة بالمؤتمر المزمع تنظيمه في جنيف خلال الشهر القادم، فيما انطلقت اليوم بالقاهرة أشغال الاجتماع الطارئ للمندوبين بالجامعة العربية لمناقشة الوضع بسوريا.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن تلك المصادر أن هذه القائمة -التي نقلت في بداية مارس/آذار إلى الروس، أبرز داعمي نظام الرئيس السوري بشار الأسد- تضم رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي

وقدري جميل نائب رئيس الوزراء وثلاثة مسؤولين حكوميين آخرين.

ووفقا لأحد هذه المصادر، فإن هذه القائمة يمكن أن تتوسع، مشيرا إلى أنه من الضروري أن توافق المعارضة على فريق المفاوضين الذين يجب أن “يتمتعوا بالقدرة الحقيقية على التفاوض”، وأن “لا يكونوا أيضا مسؤولين مباشرة عن عمليات القمع ضد معارضي النظام”.

وكان مسؤول فرنسي كبير -طلب عدم الكشف عن هويته- اعتبر مؤخرا في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن بعض الأسماء التي اقترحتها دمشق “غير مقبولة”.

وتجرى في الوقت الراهن مشاورات دبلوماسية كثيفة لتنظيم المؤتمر الدولي حول سوريا في يونيو/حزيران، بمشاركة مندوبين عن النظام السوري والمعارضة السورية تحت رعاية القوى العظمى.

ومن المقرر أن يفصل اجتماع المعارضة يوم الخميس في إسطنبول في قرار المشاركة في المؤتمر الدولي.

ويهدف المؤتمر الدولي المسمى “جنيف 2” إلى  التوصل لتشكيل حكومة انتقالية “برضى متبادل” تتمتع بـ”كامل الصلاحيات” مما يستبعد -كما تقول المعارضة وداعموها- أي دور للرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن الأخير رد بإعلان رفضه التنحي عن السلطة قبل الانتخابات الرئاسية في سوريا في 2014، وذلك في مقابلة السبت مع وكالة الأنباء الأرجنتينية الرسمية تيلام، وصحيفة كلارين.

مشاركة إيران

وفي السياق نفسه، أعلنت ايران عن رغبتها في المشاركة  بالمؤتمر الدولي، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس أرغشي أن “شرط نجاح جنيف 2 هو توسيع هذا الاجتماع، من خلال مشاركة جميع البلدان المؤثرة على الأحداث في سوريا”، مشيرا إلى أنه “لا يشك أحد في العالم في أن الجمهورية الاسلامية هي أحد أبرز هذه البلدان”.

وأعلنت فرنسا الجمعة رفضها مشاركة إيران في مؤتمر “جنيف 2″، أما موسكو حليفة دمشق فطلبت حضور ايران والسعودية، معتبرة البلدين يشكلان عاملين أساسيين لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

ولم تشارك طهران في اجتماع جنيف الأول في 20 يونيو/حزيران 2012 الذي سيشكل القاعدة للمفاوضات المقبلة، وكان الوسيط الدولي آنذاك كوفي أنان اقترح حضورها لكن الولايات المتحدة وفرنسا عارضتا ذلك.

اجتماع عربي

من جانب آخر، بدأت بمقر جامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث تطورات الأزمة السورية.

ويبحث الاجتماع -الذي دعت إليه قطر، ويشارك فيه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث العربي والأممي للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي- مجمل التطورات على الساحة السورية خاصة الأحداث التي تشهدها مدينة القصير، وسبل إيجاد حل سياسي للأزمة.

ويأتي الاجتماع قبل يوم واحد من اجتماع أصدقاء سوريا، الذي سيُعقد بالعاصمة الأردنية عمَّان بمشاركة وزراء خارجية كل من مصر، والأردن، والسعودية، والإمارات، وقطر، والولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وفرنسا، وتركيا، وألمانيا، وإيطاليا.

ويهدف اجتماع أصدقاء سوريا -بحسب ما هو مُعلن- إلى بحث صيغة توافقية حول آليات التفاوض بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، وترتيبات انعقاد مؤتمر جنيف 2.

اشتباكات متواصلة بالقصير وقصف لبلدات سورية

                                            قالت شبكة شام الإخبارية إن الطيران الحربي جدد قصفه على مدينة القصير بريف حمص، وهي المدينة التي تشهد اشتباكات مستمرة في ظل محاولات القوات النظامية المدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني اقتحامها، وتعرضت مدن وبلدات سورية لقصف من القوات النظامية.

 وأوضحت شبكة شام أن قصف الطيران الحربي على مدينة القصير تزامن مع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على المدينة، وأكدت أن الاشتباكات مستمرة في محيط المدينة وبساتينها بين الجيش السوري الحر وقوات النظام المدعومة “بأعداد ضخمة” من قوات حزب الله.

ويقول ناشطون إن نحو 65 من مقاتلي حزب الله قتلوا منذ بداية الأسبوع أثناء محاولتهم التسلل إلى قرى مدينة القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة من أكثر من عام.

وعرضت قناة “المنار” التلفزيونية التابعة لحزب الله لقطات لتشييع خمسة عناصر من الحزب أمس في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، مشيرة إلى أن هؤلاء قضوا “خلال أدائهم واجبهم الجهادي”.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من الحزب قوله إن العدد الأكبر من عناصره قتلوا بسبب الألغام التي زرعها المقاتلون المعارضون في المدينة. وأضاف المصدر الذي رفض كشف اسمه أن الحزب “أرسل تعزيزات جديدة من عناصر النخبة إلى القصير”، وأكد اعتقال عدد من مقاتلي المعارضة بينهم أجانب.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عناصر حزب الله والقوات النظامية يشنون “هجوما قاسيا” على المدينة الإستراتيجية التي تشكل صلة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري، وخط إمداد رئيسيا لقربها من الحدود اللبنانية.

وأكد الناطق باسم جبهة حمص التابعة لقيادة أركان الجيش الحر صهيب العلي للجزيرة أن الجيش الحر لا يزال يسيطر على مدينة القصير.

في المقابل قالت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات إن الجيش النظامي “سيطر على جميع المباني الحكومية والحيوية في مدينة القصير ورفع فوقها العلم السوري”.

وأضافت أن “تقدم الجيش جاء بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات الإرهابية”، وتحدثت عن سقوط “العشرات من الإرهابيين بين قتيل وجريح، من بينهم من يحمل جنسيات أجنبية وعربية”.

مدن أخرى

من جانب آخر قالت شبكة شام إن الطيران الحربي قصف المنطقة الصناعية بحي القابون في العاصمة دمشق، في حين استهدف قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات أحياء برزة وجوبر وأحياء دمشق الجنوبية، في ظل اشتباكات في أحياء برزة ومخيم اليرموك.

وأكد المجلس المحلي لمدينة داريا بريف دمشق أن الجبهة الغربية من المدينة تشهد منذ الصباح اشتباكات بين عناصر الجيش الحر والقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة من هذه الجبهة، وتتزامن هذه الاشتباكات مع قصف عنيف بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة استهدف وسط المدينة والجبهة الغربية، وتحليق للطيران المروحي في سماء المدينة.

وتأتي هذه التطورات في ظل ظروف إنسانية صعبة نتيجة الحصار المطبق والنقص الحاد في المواد الطبية والتموينية، وانقطاع كافة الخدمات من ماء وكهرباء واتصالات، بحسب المجلس.

ورصدت شبكة شام اشتباكات بحلب في حي الصاخور وفي محيط مبنى المخابرات الجوية بجمعية الزهراء بين الجيش الحر وقوات النظام.

كما تعرضت مدن وبلدات سحم الجولان والشجرة وناحتة والحراك ومعظم قرى وادي اليرموك بريف درعا للقصف، في ظل اشتباكات على الحدود السورية الأردنية في منطقة الكولكية على النقاط الحدودية 27 و28 وفي محيط اللواء 52 بالحراك، وفقا لما ذكرته شبكة شام الإخبارية.

وذكرت الشبكة أن قصفا بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ استهدف معظم أحياء دير الزور، في حين شهدت محافظة الرقة اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط الفرقة 17 شمال المدينة.

يذكر أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت سقوط 105 قتلى أمس الاثنين في مناطق متفرقة من سوريا.

الملف السوري يهيمن على منتدى الدوحة

                                            محمد أفزاز-الدوحة

انطلقت اليوم الاثنين بالعاصمة القطرية الدوحة فعاليات الدورة الـ13 لمنتدى الدوحة ومؤتمر الإثراء الاقتصادي في الشرق الأوسط الذي يناقش معالم اقتصاد ما بعد الربيع العربي بتركيز على الأزمة في سوريا، وذلك بحضور حشد غفير من الساسة والخبراء العرب والأجانب.

 وافتتح فعاليات المنتدى الذي يستمر حتى الأربعاء المقبل أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي عبر عن أسفه “لدخول الثورة في سوريا عامها الثالث دون أفق واضح لوقف الصراع الدامي نتيجة تمسك النظام السوري بالحل العسكري”، مضيفا أن منطقة الشرق الأوسط لن تعرف الاستقرار والأمن إلا بعد إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

وأكد على أهمية التعاون الدولي في تحقيق التنمية كركيزة للأمن والاستقرار، مشددا على ضرورة إنجاز ما تبقى من مفاوضات الدوحة للتجارة الحرة من أجل تعزيز حركة التجارة العالمية.

العمل الجماعي

وتعليقا على ذلك قال رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية بقطر عبد الله بن حمد العطية إن رسالة أمير قطر كانت واضحة بضرورة العمل الجماعي لمواجهة التحديات التي تعيشها المنطقة وبخاصة القضية الفلسطينية والسورية، حيث لم يعد برأيه مقبولا أن يتخلف المجتمع الدولي عن معالجة القضية السورية، لأن ذلك سيؤدي إلى حدوث كارثة إنسانية تمتد آثارها ليس بالداخل السوري فحسب وإنما في المنطقة بأسرها.

من جهته قال وزير الطاقة والصناعة القطري محمد بن صالح السادة في حديث للجزيرة نت إن المؤتمر يأتي في إطار الجهود لتكريس التنمية، وعبر عن تفاؤله بأن تشهد المنطقة الانتقال المطلوب نحو حالة الاستقرار والتنمية المنشودين، مشيرا إلى أن كلمة أمير قطر رسمت معالم خطة دائمة وواضحة لتحقيق الرفاه والخير لساكنة المنطقة.

أما وزير الخارجية التونسي السابق رفيق عبد السلام فنبه إلى أن هناك تقاعسا عربيا ودوليا في مساعدة الشعب السوري لتحقيق أحلامه وتطلعاته نحو التغيير المنشود”، مشيرا إلى أن ما يحدث في سوريا لا يختلف عما حدث في تونس ومصر، و”الشعب السوري ليس أقل استحقاقا لقيم العدالة والكرامة والحرية من بقية الشعوب الأخرى”.

ولفت إلى أنه لا أحد يمكنه في الوقت الحالي أن يوقف قاطرة التاريخ ومسار التغيير، “فالشعوب العربية ليست جامدة بل تتحرك نحو تحقيق مطالبها رغم المعيقات الداخلية والخارجية”.

أهداف الألفية

على صعيد آخر حذر رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون من أن أهداف الألفية الإنمائية باتت في خطر، وطالب بضرورة تكريس مزيد من التعاون لحفز النمو والتجارة وتحقيق الاستقرار.

وقال في الجلسة الأولى للمنتدى إن العالم العربي بحاجة إلى استحداث 14 مليون وظيفة عمل لمواجهة تحديات البطالة.

واقترح إنشاء بنية مالية عربية موحدة يكون من شأنها دعم فرص إطلاق سياسة استثمارية موحدة.

أما رئيس وزراء فرنسا السابق فرانسوا فيون فدعا إلى  إيجاد حل سريع للأزمة السورية، وطالب بسرعة عقد المؤتمر الدولي بشأن سوريا المقترح، معتبرا إياه الفرصة الأخيرة للوصول إلى حل للأزمة.

ويناقش منتدى الدوحة ومؤتمر الإثراء الاقتصادي بالشرق الأوسط “معالم اقتصاد ما بعد الربيع العربي-سوريا نموذجا”، والتحديات التي يواجهها العرب في ظل عالم متغير، وتداعيات الأزمة المالية على قضايا حقوق الإنسان، علاوة على قضايا التعليم والتنمية والديمقراطية والتعاون الدولي، والشراكة بين القطاعين العام والخاص والإعلام الرقمي.

“الحر” يطلق معركة “جدران الموت” ويقتل 55 من حزب الله

تعزيزات من عناصر النخبة التابعة للحزب تنضم للمشاركة في معارك القصير

دبي – قناة العربية –

قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن حزب الله أرسل تعزيزات من عناصر النخبة التابعة له في القصير التي تشهد أيضا قصفاً جوياً من طيران النظام السوري.

وأعلن الجيش الحر من جانبه أنه أطلق عملية جدران الموت في القصير وقال إنه تصدى لمحاولة من عناصر حزب الله للتقدم من الجهة الشرقية للمدينة، مشيرا إلى أن قتلى الحزب في معارك أمس بلغوا 25 ما يرفع إلى نحو 55 حصيلة القتلى في صفوف حزب الله في معارك القصير.

وعلى وقع اشتداد المعارك في القصير، يبحث الاتحاد الأوروبي إدراج حزب الله على اللائحة السوداء. فقد أفاد مراسل “العربية” في بروكسل بإدراج الاتحاد الأوروبي بند مناقشة وضع حزب الله على قائمة الإرهاب، بعد تقدم بريطانيا بهذا الطلب. ولم يُعرف بعد إذا كان الإدراج سيطال الجناح العسكري برمته أم مجرد شخصيات عسكرية تابعة للحزب.

وكانت المعارك اشتدت، الثلاثاء، في القصير بريف حمص بين قوات النظام مدعومة بحزب الله اللبناني وعناصر الجيش الحر، لاسيما في الجهة الغربية والجنوب الغربي من المدينة، وباتت أعداد الضحايا والدمار الكبير لا تحصى. في حين نفذت قوات النظام غارتين جويتين على المنطقة.

وفيما أعلن الجيش الحر تصديه لهجوم جديد لقوات النظام وحزب الله اللبناني لاستعادة بلدة القصير، حاول النظام السوري إحراز تقدم عسكري استراتيجي قبيل انعقاد مؤتمر “جنيف 2″، وفق ما لمّح إليه مصدر عسكري لموقع “داماس بوست” التابع للنظام.

وفي ظل تمشيط دوري يقوم به طيران النظام الحربي في سماء المدينة، وقصف مدفعي وصاروخي عشوائي تشنّه قواته من على الجبهات المحاصرة لها، تحاول عناصر حزب الله اللبناني التوغّل قدماً باتجاه اقتحام القصير، في ظل مقاومة عنيفة يلقونها من قبل عناصر الجيش الحر المنتشر في المدينة والمرابط حول مداخلها.

وقد أعلن الجيش الحر أنه نجح في صد هجوم ثانٍ لعناصر الحزب على الجبهة الشرقية للمدينة، وأنه قتل نحو 40 عنصراً بينهم 25 من حزب الله و15 من قوات النظام أثناء محاولتهم اختراق المدينة، كما أعلن الجيش الحر أنه سحب جثة جديدة لأحد عناصر حزب الله قتل خلال المعركة.

وفي الوقت ذاته وجّه الجيش الحر رسالة الى حزب الله بوقف تدخله في سوريا بما في ذلك جبهة القصير.

وعلى وقع مخاوف دولية من اشتعال حرب طائفية في سوريا بزجّ حزب الله فيها، ومناشدات المعارضة السورية لفكّ الحصار عن مدينة القصير وتقديم الدعم العسكري للثوار، تستمر الحملة العسكرية العنيفة التي يشنّها النظام وحزب الله لتحقيق تقدم استراتيجي في المدينة.

تشييع شابين سنيين في شمال لبنان قتلا في سوريا

حاولا دخول منطقة القصير التي تشهد مواجهات عنيفة جدا منذ أيام

طرابلس – فرانس برس –

شيّع سكان منطقة ذات غالبية سنية في شمال لبنان الثلاثاء، شابين سنيين قُتلا في اشتباكات مع القوات النظامية داخل الأراضي السورية، بحسب ما أفادت مصادر محلية وإسلامية لوكالة “فرانس برس”.

وأشارت المصادر إلى أن الشابين كانا ضمن مجموعة حاولت دخول مدينة القصير في وسط سوريا، والتي تشهد معارك ضارية بعد اقتحامها الأحد، من قبل قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد وعناصر من حزب الله الشيعي اللبناني الحليف له.

وقال أحد رجال الدين السلفيين السنة لوكالة “فرانس برس” إن “الأخ حسين الحسين من منطقة هيت في وادي خالد، قتل في المعركة التي دارت مع قوات النظام اليوم صباحا”.

وأوضح الشيخ الذي رفض كشف اسمه أن الحسين، وهو في العقد الرابع من العمر، “شيع اليوم في بلدة الهيشة في وادي خالد” المنطقة السنية الواقعة على الحدود السورية.

من جهة أخرى، أفاد مسؤول محلي في وادي خالد أن “جثة شاب آخر من المجموعة نفسها نقلت الى المنطقة” قبل تشييعها، في حين نقل ثلاثة جرحى الى أحد مستشفياتها، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

وكانت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) أفادت صباحا أن وحدات من القوات النظامية “أحبطت محاولات مجموعات إرهابية مسلحة للتسلل فجر اليوم من لبنان الى سوريا عبر مواقع عدة في ريف القصير، وألحقت بها خسائر فادحة”.

وأدى سقوط قذائف من الجانب السوري على مناطق في وادي خالد صباح اليوم الى جرح تسعة أشخاص بينهم امرأة وطفلان، بحسب ما أفاد مسؤول محلي.

وتفيد تقارير أمنية عن تسلل مسلحين من المناطق ذات الغالبية السنية المتعاطفة إجمالا مع المعارضة السورية، الى داخل الأراضي السورية للقتال الى جانب المقاتلين المعارضين. لكن هذه التحركات تبقى في إطار عمليات غير منظمة ومبادرات فردية يقوم بها في غالب الأحيان أشخاص إسلاميو التوجه.

خلافات في البيت الكردي السوري واعتقال 70 من “البارتي

رئيس حزب البارتي اتهم PYD بأنه يعمل كشبيحة الأسد وحزب البعث بالمناطق الكردية

دبي – كفاح الزين –

اعتقلت قوى الأمن التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي عشرات من كوادر الحزب الديمقراطي الكردي فور عودتهم إلى سوريا، من إقليم كردستان العراق حيث خضعوا لدورة سياسية وعسكرية.

وبدأت خلافات كردية كردية تطفو إلى السطح في ظل تنامي الصراع في سوريا على خلفية مواقف الأحزاب من الأزمة التي تشهدها البلاد.

فبرامج الأحزاب الكردية السياسية تتضارب فيما بينها في تحديد دورها من الصراع السوري، لما يراه كل منها مصلحة لمستقبل الأكراد، عدا عن اختلاف ولاءاتها، فمنها التابع لقيادة كردستان العراق ومنها للقيادة الكردية في تركيا.

والتصعيد الخطير رفع حدة التوتر في البيت الكردي في سوريا، بعد اعتقال جماعي قامت به قوى الأمن التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يقوده صالح مسلم لمجموعة كوادر في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا المعروف بـ”البارتي” برئاسة عبدالحكيم بشار بعد عودتهم من إقليم كردستان العراق.

واعتقل أكثر من 70 من كوادر البارتي فور دخولهم الأراضي السورية قرب مدينة ديريك، على حواجز أمنية في مدينة قامشلوا وذلك بعد تأديتهم دورة سياسية وعسكرية في إقليم كردستان العراق.

وسبب الاعتقال – بحسب رواية حزب الاتحاد الديمقراطي – هو أن كوادر البارتي دخلوا حدود غربي كردستان بطرق غير مشروعة، رغم وجود معبر “سيمالكَا” الرسمي.

واتهم رئيس حزب البارتي عبدالحكيم بشار حزب الاتحاد الديمقراطي بالقيام بحملة اعتقال لكوادر حزبه على دفعات في مناطق كردية عدة، وشبَّه ممارسات PYD بأساليب حزب البعث السوري، وحذر الحكيم حزب الاتحاد الديمقراطي من التمادي في تعدياته لتجنب انزلاق الأخوة الأكراد في حرب أهلية.

ولم يقتصر اتهام رئيس حزب البارتي لـPYD لم يقتصر على تشبيهه بحزب البعث السوري لا بل اعتبره جزءاً من النظام السوري يقوم بدور الأمن السياسي وأمن الدولة والأمن العسكري.

وطالب الـpyd وقواته والأحزاب الصغيرة التابعة له بالكفّ عن قمع الشعب الكردي، وقطع جميع علاقاتهم بالنظام السوري وأجهزته وإعلان انشقاقهم الرسمي عنه وإلا سيحاسبهم الشعب محاسبة أركان النظام.

اشتباكات وأوضاع “متردية” في القصير

إيهاب العقدي- الهرمل – سكاي نيوز عربية

شن الطيران الحربي السوري غارات جديدة على مدينة القصير في ريف حمص، حسب ما أفاد مراسل سكاي نيوز عربية.

وتركز القصف المدفعي صباحا على الأطراف الغربية للمدينة وبساتينها القريبة من نهر العاصي ومدينة الهرمل اللبنانية.

وذكرت مصادر مقربة من حزب الله أن عملية واسعة شنها مقاتلو الحزب على المدينة التي تسيطر عليها المعارضة السورية، فيما قال الجيش الحر إنه صد هجمات على 6 محاور ما أسفر عن قتلى من الطرفين.

وشيع الحزب عددا من قتلاه، الثلاثاء، خصوصا في جنوبي لبنان حيث سارت جنازات في عدد من قرى منطقة صور القريبة من الحدود مع إسرائيل.

وتعاني القصير من أوضاع إنسانية متردية، فمنذ اندلاع الاشتباكات بين الجيشين السوري والحر فيها لم يصل أي لاجئ إلى لبنان بسبب طبيعة المعركة هناك، حسب مراسلنا.

وتتوارد الأنباء عن سوء الأوضاع الإنسانية لقرابة الـ40 ألف مدني داخل المدينة التي تعاني من نقص في الأدوات الطبية والإسعافات الأولية، وفق مصادر معارضة.

وكانت منظمة اليونيسف قد حذرت من كارثة إنسانية في المدينة التي يحاصر فيها أكثر من أربعين ألف مدني بينهم آلاف الأطفال.

ووصف نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، ما يجري في مدينة القصير بأنها جريمة ضد الإنسانية.

كما حذر خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء، من مخاطر دخول أطراف غير سورية الحرب، في إشارة إلى الأنباء التي تحدثت عن اشتراك حزب الله اللبناني في المعارك.

الأسد يطرح أسماء ممثليه

سياسيا، قال مصدر دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي، إن الرئيس السوري بشار الأسد طرح أسماء 5 مسؤولين من إدارت للمشاركة في المؤتمر الدولي بشأن سوريا.

وتضم الأسماء كلا من رئيس الوزراء وائل الحلقي، ونائبه قدري جميل، ووزير الإعلام عمران الزعبي، بالإضافة إلى وزير المصالحة الوطنية علي حيدر، والوزير المسؤول عن شؤون الهلال الأحمر جوزيف سويد، وفقا لذات المصدر.

من جهتها، المعارضة السورية رفضت أسماء بعض المسؤولين، بسبب ما وصفته بـ”افتقارهم للنفوذ”.

وقال المصدر الأوروبي، إنه من المرجح تغيير القائمة الحكومية، لأن أي مسؤول سيشارك في المؤتمر يجب أن يكون لديه من الثقل والسلطة ما يكفي للتفاوض.

بدوره، المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أكد أن طرفي النزاع في سوريا يستعدان للمشاركة في مؤتمر جنيف.

عضو بالائتلاف الوطني السوري لـ آكي: لا تغيير بالموقف الروسي والأمريكي والمؤتمر الدولي “وهم

روما (20 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

ااستبعد قيادي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سورية إمكانية عقد المؤتمر الخاص بشأن سورية الذي دعا إليه وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا، ووصف الفكرة بأنها “وهم”، وشدد على أن الخلافات بين الدولتين مازالت كما هي دون وجود أي تقارب جديد بينهما فيما يتعلق بسبل حل الأزمة السورية

ويسعى المجتمع الدولي إلى عقد مؤتمر لحل الأزمة السورية تحت رعاية الأمم المتحدة بناء على ما توصّل إليه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو في 7 أيار/مايو الجاري، لكن أي طرف لم يُعلن عن أي تفاصيل حول هذا المؤتمر وجدول أعماله وبرنامجه، وسط شكوك بعض الدول بإمكانية عقده وتأكيد أخرى

وقال محمد سرميني عضو الائتلاف والناطق باسمه لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “وفق مصادر دبلوماسية فإن الروس والأمريكان لم يتفقوا في موسكو، ولم يتغير الموقف الأمريكي ولا الموقف الروسي، واتفاق جنيف الذي يُحكى عنه إنما هو وهم وسراب، الاجتماع مؤجل إلى أجل غير مسمى، ولن يعقد قريباً هذا إن عُقد” حسب ترجيحه

وأضاف “حتى الآن لا يوجد رؤية واضحة للاجتماع وطبيعته وما هو المطلوب منه، ولا كيف سوف يتم التجاوب من الأطراف”

ومن المقرر أن يُعلن الائتلاف موقفه من المشاركة في المؤتمر بعد اجتماع له هذا الأسبوع، فيما رحّبت الحكومة السورية بالمؤتمر واشترطت أن لا يمسّ “الثوابت الوطنية” وألمحت إلى رفضها وجود المعارضة الخارجية التي تصفها عادة بأنها عميلة للخارج

وحول أسباب الدعوة للمؤتمر وسط صعوبات عديدة تواجه انعقاده، قال سرميني “الدعوة للمؤتمر هو للهروب من استحقاقات استخدام النظام للكيماوي، ولإشغال القوى السورية في تفاصيل مؤتمر لا يوجد لديه أية ملامح” حسب تعبيره

الابراهيمي: المعارضة السورية والحكومة تعدان للمشاركة في مؤتمر السلام

القاهرة (رويترز) – قال مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية المعني بسوريا الأخضر الإبراهيمي يوم الثلاثاء إن المعارضة السورية والحكومة تعدان للمشاركة في مؤتمر السلام المزمع انعقاده برعاية دولية في الشهر القادم.

وقال الإبراهيمي للصحفيين في مقر الجامعة العربية بعد اجتماع مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي “الشعب السوري يبني آمالا كبيرة على المؤتمر حيث تحضر المعارضة نفسها للمشاركة وكذلك النظام السوري يحضر نفسه لهذا المؤتمر.”

وأضاف “تعمل الأمم المتحدة على تنظيم المؤتمر بأحسن طريقة ممكنة.”

ومن المقرر أن تجرى المحادثات في جنيف في يونيو حزيران. ويبحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التخطيط الجاري للمؤتمر في اجتماع لمجموعة الدول “أصدقاء سوريا” في الأردن يوم الأربعاء.

وقال الإبراهيمي “عقد المؤتمر الدولي حول سوريا يعتبر مجرد بداية بعد التفاهم الروسي الأمريكي بشأن الأزمة السورية ولا بد أن تتبعه خطوات اخرى.”

وأضاف “هناك مشكلات لا حصر لها في إطار التحضير لهذا المؤتمر وأولها تشكيل وفدي النظام والمعارضة إلى المؤتمر.”

ومضى يقول “مؤتمر جنيف 2 يشكل فرصة كبيرة ولدينا أمل أن يتعاون الاخوة في سوريا والأطراف الاقليمية والدولية من أجل إنجاحه.”

ومن المقرر أن تجتمع المعارضة السورية في اسطنبول يوم الخميس لإعلان موقفها في حين ستجتمع اللجنة المختصة بالقضية السورية التابعة للجامعة العربية في القاهرة بناء على طلب من قطر.

(اعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

من أيمن سمير

مصادر: سوريا تحدد أعضاء فريق التفاوض في محادثات السلام

باريس (رويترز) – قال مصدر دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء إن الرئيس السوري بشار الأسد طرح أسماء خمسة مسؤولين من إدارته للمشاركة في محادثات سلام مع المعارضة السورية برعاية دولية.

وتضم القائمة رئيس الوزراء وائل الحلقي ومسؤولين كبارا آخرين. ويقول دبلوماسي آخر في الاتحاد الأوروبي إن المعارضة السورية رفضت بالفعل بعض المسؤولين في القائمة بسبب افتقارهم للنفوذ.

وذكر مصدر في الاتحاد الاوروبي أن الأسد طرح في مارس اذار قائمة بالأسماء لمحادثات محتملة منهم الحلفي ونائب رئيس الوزراء قدري جميل ووزير الإعلام عمران الزعبي ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر وجوزيف سويد الوزير المسؤول عن شؤون الهلال الأحمر.

وقال المصدر إن الأسد منذ ذلك الحين أكد لروسيا أن هؤلاء هم المسؤولون الذين يريد إيفادهم للمفاوضات التي تحاول موسكو وواشنطن إجراءها لإنهاء الصراع الذي أسفر عن سقوط 80 ألف قتيل على الأقل.

وقال الدبلوماسي الأول “من المرجح أن تتغير القائمة” مضيفا أن أي مسؤول يجري إيفاده للاجتماع لابد أن يكون لديه ما يكفي من الثقل للتفاوض عن جدارة.

وذكر الدبلوماسي الثاني أن الائتلاف الوطني السوري اعتبر بالفعل بعض الأسماء غير مقبولة لكنه لم يحدد أيها. ويشارك الدبلوماسيان بشكل وثيق في التخطيط لمحادثات السلام.

وفي الأسبوع الماضي قلل الأسد من فرص نجاح خطط المحادثات التي أعلنتها الولايات المتحدة وروسيا بشكل مفاجيء قبل اسبوعين والتي من المقرر أن تجرى في مدينة جنيف السويسرية في يونيو حزيران.

وكانت تصريحاته أحدث مؤشر على فتور طرفي الصراع تجاه هذه الدعوة للمحادثات. لكن شخصيات في المعارضة تقول إنها من غير المرجح أن توافق على حضور المحادثات بأي حال في محاولة لزيادة عزلة الأسد.

ومن المقرر أن يبحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ما يجري حاليا من تخطيط للمحادثات خلال اجتماع بالأردن يوم الأربعاء لمجموعة “أصدقاء سوريا” والتي تسعى لإسقاط الأسد والكثير من أعضائها يتشكك في محادثات السلام.

بعد ذلك ستجتمع المعارضة السورية يوم الخميس في اسطنبول لإعلان موقفها. كما ستنعقد لجنة الشؤون السورية في جامعة الدول العربية يوم الخميس في القاهرة بطلب من قطر وربما لتأييد قرار المعارضة.

وقال الدبلوماسي الأول من الاتحاد الأوروبي إن من الصعب ترتيب محادثات السلام وإن من السابق لأوانه إعلان إمكانية إجرائها.

وأضاف “ليس هناك موعد محدد على الإطلاق. أكبر صعوبة هي جعلهم يجلسون على مائدة المفاوضات ولذلك فإن كل جانب (روسيا والغرب) يجب أن يقنع الطرف الآخر بالجلوس على المائدة.”

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)

الخطيب يفكر في الترشح لرئاسة “الائتلاف”:أميركا تريد مقاعد “كيلو” لتعديل ميزان “الأسلمة

زمان الوصل

قال مصدر موثوق لـ”زمان الوصل” إن الشيخ معاذ الخطيب يفكر بالترشح لرئاسة “الائتلاف الوطني”، وأضاف: لا تستغربوا المعادلة بسيطة جداً، الخطيب استقال محتجاً على عمل الائتلاف الداخلي وعلى الموقف الدولي، وهو يرى أنه لو أقرت توسعة الائتلاف، فهذا سبب كاف لترشحه خصوصاً وأن عدد كبير من “أمهات الشهداء” يدعمون ذلك… بحسب كلامه، أكاد أجزم أن الخطيب نادم جداً على الاستقالة، وبعض الدليل على ذلك موافقته على حضور مؤتمر مدريد بصفة “رئيس الائتلاف”، وكذلك نيته حضور مؤتمر جنيف 2 بنفس الصفة بحسب صديق مشترك بيننا…

ميشيل كيلو…

وتابع المصدر: الخارجية الأمريكية قالت لعضو مهم في “الائتلاف الوطني” حرفياً… نريد ميشيل كيلو و25 من أعضاء  تياره السياسي الجديد “القطب الديمقراطي” أن يحتلوا مقاعد في الائتلاف، الرجل ليبرالي وسيعدل ميزان “الأسلمة” في الائتلاف… وتمثيله سيعطينا سبب قوي لدعم “الائتلاف”…، الذي اثبت أنه لا يمثل كل الحراك السوري…، وتابع المصدر: الشخص الممثل للخارجية الأمريكية قال لعضو الائتلاف أيضاً: “اتصل بنا هيثم مناع لحضور مؤتمر جنيف 2، وكان الرد لا بد من دعوة الائتلاف لك، نريد معارضة موحدة… وكشف المصدر عن اتصالات عدة جرت بين الخطيب وكيلو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى