صفحات المستقبلعمر العبد الله

الجربا رئيسا للائتلاف المشلول

عمر العبد الله

 توصل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يوم السبت في مدينة إسطنبول التركية انتخاب قيادته الجديدة في ظل غياب رموز القيادة السابقة عن الحضور أو الترشيح، بانتخاب أحمد العاصي الجربا رئيسا للائتلاف خلفا لجورج صبرا الرئيس بالإنابة، متقدما على منافسه الأمين العام السابق للائتلاف مصطفى الصباغ بثلاثة أصوات فقط، بنتيجة 55 صوتا للجربا مقابل 52 للصباغ.

وكانت الجولة الثانية من الانتخابات قد جرت صباح السبت، على مقاعد رئاسة الائتلاف وأمانته العامة ونواب الرئيس، باستثناء المقعد المخصص للنساء، والذي حافظت سهير الأتاسي عليه بالتزكية لعدم ترشح سيدة أخرى تنافسها، في حين نجح نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين فاروق طيفور، وسالم المسلط بالحصول على المقعدين الآخرين من نواب رئيس الائتلاف، أما الأمين العام الجديد فهو بدر جاموس مرشح كتلة الأمين العام السابق مصطفى الصباغ متقدما على منافسه أنس العبدة بصوت واحد فقط 54 صوتا لجاموس مقابل 53 للعبدة.

وينحدر أحمد العاصي الجربا من مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا وهو من مواليد عام 1969، وهو أحد شيوخ قبيلة شمر، وحاصل على شهادة في الحقوق من جامعة بيروت العربية، لم ينتم يوماً إلى حزب البعث، ولم تشارك عائلته في جميع البرلمانات خلال فترة حكم البعث، إذ كان لعائلته نشاط برلماني وسياسي قبل هذه الفترة، كما كانت لعائلته كتلة برلمانية عام 1954 حتى عام 1963، وكان يمثلها والده الشيخ عوينان العاصي الجربا. وقد مارس حزب البعث العربي الاشتراكي، اضطهاداً ضد عائلته، منذ وصوله إلى الحكم عام 1963.

اعتقل أحمد الجربا عام 1996 من قبل النظام السوري لمدة عامين في فرع المخابرات العامة عرفيا، وخرج عام 1998 من دون محاكمة. بعدها انتقل إلى دمشق ومارس فيها عمله السياسي.

اعتقل مع بداية الثورة السورية، في 27 آذار 2011، في فرع الأمن الداخلي التابع لجهاز مخابرات أمن الدولة لفترة قصيرة، بعدها ذهب إلى لبنان حيث بقي 3 أشهر، نشط خلالها في العمل الإغاثي، ثم عاد إلى سورية مرة أخرى، ليخرج منها في 19 آب 2012 باتجاه تركيا ليشارك في تأسيس المجلس الوطني السوري، ويكون عضواً في الأمانة العامة. كما أنه عضو مؤسس في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

أما الجولة الأولى من الانتخابات فقد انتهت دون أن يتمكن أي من المرشحين أن يحسم النتيجة لصالحه، وأدت الى الاحتكام الى جولة ثانية بعد حصول أحمد عاصي الجربا على 49 صوتا مقابل 46 صوتا لمصطفى الصباغ، دون أن يحصل أي منهما على عدد الأصوات الكافي لحسم الانتخابات وهو 57 صوتا، وهو العدد المطلوب لوصول أي مرشح الى موقع رئيس الائتلاف.

أما منصب الأمانة العامة فانتهت الجولة الأولى الى حصول أنس العبدة على 49 صوتا مقابل 42 لبدر جاموس، وبالنسبة لمقعدي نائب الرئيس المتبقيين تنافس عليهما كل من فاروق طيفور وواصل الشمالي وسالم المسلط، حيث حصل طيفور على 50 صوتا فيما حصل الشمالي ومسلط على 41 لكل منهما.

وقال عضو الائتلاف والمرشح لموقع الأمين العام أنس العبدة في تعليقه على نتائج الجولة الأولى “أن نتائج الانتخابات كانت متوقعة خاصة على مستوى الرئاسة، نتيجة للاستقطاب الحاد الحاصل داخل الائتلاف، ومن الطبيعي ألا يتمكن أي من المرشحين أن يحسم الانتخابات من الجولة الأولى”، وقال ردا على سؤال للمدن حول موقف السعودية تجاه الائتلاف في حال فوز الأمين العام الحالي مصطفى الصباغ برئاسة الائتلاف:” إن المملكة كدولة داعمة للثورة السورية تحترم خيار الشعب السوري، وأن دولا عربية وأجنبية صديقة أكدت أنها لا تملك أي مرشح داخل الائتلاف، وأنها تحترم نتائج الانتخابات”، أما في ما يخص الحكومة المؤقتة فقال العبدة:” إن الحكومة ضرورة، لكنها ستشهد تغييرا في رئيسها المكلف السيد غسان هيتو وأن الائتلاف سيكلف الدكتور أحمد طعمة بتشكيل الحكومة، استنادا الى ما بدأه السيد هيتو، خاصة أن السيد طعمة يحظى بقبول من غالبية أعضاء الائتلاف كرئيس توافقي للحكومة السورية المؤقتة”.

وكان أعضاء الائتلاف قد رفضوا صباح الجمعة، اليوم الثاني لاجتماع الائتلاف عرضا قدمه الأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ يتضمن سحب ترشيحه لرئاسة الائتلاف مقابل تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب.

وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قد بدأ اجتماعاته في مدينة إسطنبول التركية يوم الخميس الرابع من تموز لبحث كافة الاستحقاقات المعلقة، ابتداء باختيار رئيس للائتلاف وانتهاء بالحكومة المؤقتة.

وكان اليوم الأول من الاجتماعات قد مر دونما حدث يذكر، فناقش فيه الائتلاف التقارير المقدمة من مكاتبه ووحداته خصوصا الملفين الاغاثي والإنساني، والوضع العسكري في مدينة حمص المحاصرة.

وقال مدير المكتب الإعلامي للائتلاف خالد الصالح أن اليوم الأول سيكون لعرض التقارير من المكتب الإعلامي ووحدة تنسيق الدعم ورئاسة الأركان والهيئات الطبية التابعة للائتلاف.

في حين وجه الائتلاف نداء إنسانيا لفك الحصار عن مدينة حمص المحاصرة منذ أكثر من 400 يوم على حد قول الدكتور عبد الرحمن بترة عضو مجلس قيادة الثورة في محافظة حمص، الذي ذكر إن النظام يستغل الحدث المصري وانشغال الإعلام بما يجري في مصر، ويقوم بتدمير حمص، موجها رسالة الى الإعلام قائلا:” إن ما يحدث في مصر هو الحدث، لكن ما يحدث في سوريا هو الزلزال”.

أما في اليوم الثاني فقد ناقش الائتلاف في جلسته الصباحية الوضع الميداني في سوريا، فيما عدّل الائتلاف نظامه الداخلي، وقام بتشكيل هيئة سياسية مؤلفة من 19 عضوا تكون مسؤولة عن القرارات العامة للائتلاف، وأجل نقاش تشكيل الحكومة المؤقتة الى اجتماعه المقبل بعد شهر من الآن.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى