أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 09 نيسان 2017

 

 

 

 

ترقب دولي لإجراءات ترامب في سورية

لندن، موسكو – «الحياة»

بدت الضربة الأميركية للقاعدة العسكرية السورية في حمص، رداً على «مذبحة الكيماوي» في إدلب، وكأنها فرضت تراجعاً في حدة المواجهات بين القوات النظامية وفصائل المعارضة السورية. وأغارت الطائرات السورية مجدداً أمس على بلدة خان شيخون التي قُتل ما لا يقل عن 87 من سكانها في الهجوم المفترض بغاز السارين قبل أيام، متسببة هذه المرة في مقتل إمرأة وجرح ابنها، كما قُتل ما لا يقل عن 15 مدنياً بغارات لطائرات التحالف الدولي على محافظة الرقة، معقل «داعش» في شمال شرقي سورية.

في مقابل ذلك، سُجّلت سخونة لافتة في التحركات السياسية، وسط ترقّب دولي لمعرفة ما إذا كانت الضربة التي أمر بها الرئيس دونالد ترامب ضد مطار الشعيرات ستبقى عملاً منفرداً أم يمكن أن تتبعها ضربات أخرى ضمن إجراءات إضافية، وفق ما لوّحت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في نيويورك نيكي هايلي.

وأفيد بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اطلع من ترامب على تفاصيل الضربة التي نفذتها الولايات المتحدة في سورية. وأوردت وكالة الأنباء السعودية أن خادم الحرمين الشريفين هنأ، ليلة أول من أمس، الرئيس الأميركي في اتصال هاتفي «على هذا القرار الشجاع الذي يصب في مصلحة المنطقة والعالم». كما جرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين الصديقين، واستعراض الأوضاع في المنطقة والعالم.

وشكّلت التطورات السورية أيضاً جزءاً من جلسة عقدها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع حكومته وكبار المسؤولين. وقالت الرئاسة المصرية إن السيسي دعا المجتمع الدولي والأطراف الفاعلة في الأزمة السورية إلى «احتواء الصراع، والتوصل إلى حل شامل ونهائي للأزمة يلبي طموحات الشعب السوري ويحافظ على مؤسسات الدولة الوطنية السورية ومنع تفككها».

ودان الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، الهجوم الصاروخي الأميركي علی القاعدة السورية ووصفه بالخطوة «الوقحة» و «الظالمة»، واعتبره يتعارض مع المواثيق الدولية، داعياً إلی تشكيل «لجنة محايدة» لتقصي الحقائق في شأن الجهة التي تقف وراء استخدام الأسلحة الكيماوية في خان شيخون. لكن الموقف الإيراني المؤيد لحكومة دمشق قابله موقف تركي متشدد، إذ قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن أنقرة ترى التدخل الأميركي في سورية مناسباً لكنه غير كافٍ. وأضاف في تصريحات بمدينة أنطاليا (جنوب تركيا): «إذا كان هذا التدخل محدوداً فقط بقاعدة جوية، وإذا لم يتواصل، وإذا لم نزيح النظام عن ترؤس سورية، فإن هذا سيبقى تدخلاً تجميلياً». وقال إن العملية الأمثل هي أن يكون هناك حل سياسي يؤدي إلى حكومة انتقالية يقبلها السوريون في أقرب وقت، ولكن من أجل تحقيق هذه الغاية «على (الرئيس السوري بشار) الأسد القمعي أن يرحل».

في المقابل، تركّزت الأنظار على موسكو والمحادثات المفترض أن يجريها فيها في بدايات الأسبوع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في أول زيارة له إلى العاصمة الروسية منذ تسلمه منصبه. وفيما أكدت موسكو زيارة الوزير الأميركي الثلثاء من دون أي تعديل على برنامجها بما في ذلك الشق المتعلق بلقائه مع الرئيس فلاديمير بوتين، فإنها أسفت لإعلان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلغاء زيارته المقررة الإثنين. وغرّد جونسون على «تويتر» منتقداً الدعم الروسي للرئيس السوري، علماً أن الحكومة البريطانية كانت أول من أعلن مساندتها الكاملة للضربة الأميركية، لكن برز أمس موقف لزعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن اتهم فيها الأميركيين بأنهم خرقوا القانون الدولي بتصرفهم، مطالباً بأن يتم أي تحرك عسكري لهم في سورية عبر الأمم المتحدة.

وشددت وزارة الدفاع الروسية أمس على نفي وجود أسلحة كيماوية في سورية، ورفضت بشدة تلميحات أميركية إلى أن موسكو ربما تكون زودت الحكومة السورية بذخائر تحتوي على مواد كيماوية، وقال ناطق عسكري أن تلك الاتهامات لا أساس لها.

وأبلغت موسكو الجانب الأميركي رسمياً وقف العمل باتفاقية سلامة الطيران التي وقعها الجانبان في 2015، ابتداء من منتصف ليلة الجمعة- السبت. وهي تحدد آليات تنسيق تحرك الطيران الروسي والأميركي تجنباً لوقوع حوادث غير مقصودة.

لكن الجانب الأميركي أكد أن قنوات الاتصال ما زالت تعمل. في حين أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو «ستدرس إمكان استئناف العمل بمذكرة التفاهم مع واشنطن حول سلامة التحليقات فوق سورية». وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن موسكو «ستنظر في إمكان استئناف العمل بالمذكرة، تبعاً لتطور الأوضاع».

 

سفيرة أميركا في الأمم المتحدة: إزاحة الأسد أولوية

واشنطن – رويترز

قالت نيكي هيلي السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إنها ترى أن تغيير النظام في سورية أحد أولويات إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وقالت هيلي في مقابلة مع برنامج «ستيت أوف ذا يونيون» تبثها شبكة «سي إن إن» كاملة اليوم (الأحد) إن أولويات واشنطن هي هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والتخلص من النفوذ الإيراني في سورية وإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضافت هيلي «لا نرى سورية سلمية مع وجود الأسد».

وتمثل تعليقات هيلي تراجعاً عما قالته قبل أن تشن الولايات المتحدة هجوماً على قاعدة جوية سورية باستخدام 59 صاروخاً من طراز «توماهوك» الخميس رداً على ما قالت إنه هجوم لقوات الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيماوية.

وأمر ترامب بالهجوم الصاروخي بعدما شاهد صوراً لأطفال يعانون من إصابات بأسلحة كيماوية.

وقالت هيلي للصحافيين في 30 آذار (مارس) قبل أيام من مقتل عشرات المدنيين السوريين بإصابات بأسلحة كيماوية «أنت تنتقي معاركك وتختارها. وعندما ننظر إلى هذا نجد الأمر يتعلق بتغيير الأولويات. وأولويتنا لم تعد الجلوس والتركيز على إزاحة الأسد عن السلطة».

ويتخذ وزير الخارجية ريكس تيلرسون موقفاً أكثر حلماً في ما يتعلق بالأسد إذ قال أمس إن أولوية واشنطن هي هزيمة «الدولة الإسلامية» (داعش).

وقال تيلرسون في مقتطفات من مقابلة مع برنامج «فيس ذا نيشن» تبثها محطة «سي بي اس» التلفزيونية كاملة اليوم (الأحد) إنه بمجرد تقليل خطر «الدولة الإسلامية» أو إزالته «أعتقد أننا يمكن أن نوجه اهتمامنا مباشرة إلى تحقيق استقرار الوضع في سورية».

وأضاف تيلرسون أن الولايات المتحدة تتطلع إلى جمع الأطراف والبدء في عملية التوصل إلى حل سياسي.

وقال تيلرسون «إذا تمكنا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار في مناطق بسط الاستقرار في سورية، فحينها أعتقد، أننا نأمل بأن تكون لدينا الظروف اللازمة لبدء عملية سياسية مفيدة».

 

قتلى بينهم أطفال في غارات جوية على إدلب

بيروت – رويترز

قتل ما لا يقل عن 18 شخصاً على الأقل بينهم خمسة أطفال في بلدة أورم الجوز بمحافظة إدلب أمس (السبت)، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وقال الدفاع المدني الذي يعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في تغريدة على «تويتر» إن غارتين جويتين على البلدة بعد ظهر السبت أسفرتا عن مقتل 19 شخصاً وإصابة 22 آخرين.

في موازاة ذلك، قال «المرصد» إن ضربة جوية يعتقد أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة نفذها أوقعت أمس 15 قتيلاً على الأقل، بينهم أربعة أطفال في قرية غرب الرقة معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية.

وقال «المرصد» أن الضربة الجوية وقعت في قرية هنيدة على بعد حوالى 30 كيلومتراً غرب الرقة على الضفة الجنوبية من نهر الفرات.

 

تقدّم للفصائل في حماة… وقتلى مدنيون بغارات التحالف على الرقة

لندن – «الحياة»

حققت فصائل سورية معارضة تقدماً في ريف حماة الشمالي أمس، في أول تطوّر عسكري على هذه الجبهة القريبة من خان شيخون البلدة الواقعة في ريف إدلب الجنوبي، والتي استُهدفت قبل أيام بغارات جوية بأسلحة كيماوية أوقعت ما يقرب من 100 قتيل و400 جريح، وهو ما ردّت عليه أميركا بقصف مطار الشعيرات في حمص، والذي انطلقت منه طائرات الحكومة السورية لقصف خان شيخون.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس بأن الغارات من الطائرات الحربية والمروحية تجددت على مناطق في بلدة صوران وقريتي معردس ومعركبة في الريف الشمالي لحماة، فيما «تمكنت الفصائل الإسلامية والمقاتلة من السيطرة بالكامل على حاجز المطاحن قرب قرية معردس، بعد هجوم عنيف بدأته بتمهيد صاروخي ومدفعي مكثف» وسط اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية والمسلحين الموالين الذين قُتل وأصيب عدد غير محدد منهم وفقدوا دبابة. كما أشار «المرصد» إلى تنفيذ الطائرات الحربية غارة على منطقة الأزوار في الريف الشمالي لحماة، وإلى قصف القوات النظامية «في شكل مكثف» بلدة طيبة الإمام التي «استهدفت بعدد كبير من الصواريخ دفعة واحدة، ما تسبب في انفجارات عنيفة هزت الريف الشمالي لحماة». وتحدث أيضاً عن غارات على بلدات اللطامنة بالريف ذاته.

وتقع كل هذه البلدات في الريف الشمالي لحماة على حدود ريف إدلب الجنوبي الذي شهد مذبحة الكيماوي في خان شيخون.

أما في محافظة، فذكر «المرصد» أن قذائف عدة سقطت على مناطق في قرية المشرفة الخاضعة لسيطرة القوات النظامية بريف حمص الشمالي، في وقت تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في مضمار الهجن ومقالع السكري بالتزامن مع قصف جوي على مناطق الاشتباك. وتابع أن القوات النظامية قصفت بلدة السعن الأسود بريف حمص الشمالي.

إلى ذلك، ذكر «المرصد» أن ضربة جوية يعتقد أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة نفذها أوقعت السبت ما لا يقل عن 15 قتيلاً، بينهم أربعة أطفال في قرية هنيدة غرب الرقة معقل «داعش». وذكرت «رويترز» أنه لم يتسنَّ الحصول على تعليق من الناطق باسم التحالف. وتقع قرية هنيدة على بعد نحو 30 كيلومتراً غرب الرقة على الضفة الجنوبية من نهر الفرات.

وفي محافظة درعا (جنوب)، أشار «المرصد» إلى سقوط صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض– أرض أطلقتها القوات النظامية على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، «فيما استهدفت الفصائل المقاتلة بصاروخ موجه دبابة لقوات النظام في جبهة حي المنشية بمدينة درعا، ما أدى إلى إعطابها». وتابع أن الطائرات الحربية نفّذت غارات عدة على مناطق في بلدتي بصر الحرير والطيبة بريف درعا الشرقي، كما أغارت على بلدة نصيب قرب الحدود السورية- الأردنية «ما أدى إلى استشهاد طفلة وسقوط جرحى».

وفي محافظة دمشق، ذكر «المرصد» أن القوات الحكومية «جددت قصفها مناطق في حي القابون عند أطراف العاصمة»، مشيراً إلى سقوط ما لا يقل عن 18 صاروخاً من نوع أرض- أرض على الحي منذ الصباح.

وفي محافظة حلب (شمال)، أفيد بأن الطائرات الحربية قصفت بلدة المنصورة بريف حلب الغربي. أما في محافظة اللاذقية (غرب)، فأشار «المرصد» إلى أن طائرات حربية شنّت غارات عدة على محور كبانة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، بالتزامن مع اشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور جبل التركمان بالريف الشمالي للمحافظة.

أما في محافظة دير الزور (شرق) فأشار «المرصد» إلى أن «داعش» رجم شاباً حتى الموت في الشارع العام لمدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، وذلك بتهمة الزنا.

 

فالون: روسيا مسؤولة بشكل غير مباشر عن مقتل مدنيين في هجوم كيماوي بسوريا

لندن – رويترز – قالت بريطانيا الأحد، إن روسيا تتحمل مسؤولية غير مباشرة عن سقوط قتلى مدنيين في سوريا الأسبوع الماضي إثر هجوم بغاز سام تقول واشنطن إن الحكومة السورية المدعومة من موسكو نفذته.

 

وقتل 70 شخصاً على الأقل، في الهجوم الذي تقول واشنطن إنه نفذ بأسلحة كيماوية في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة بسوريا. ودفع الهجوم الولايات المتحدة إلى إطلاق 59 صاروخاً على قاعدة جوية سورية تقول إن الهجوم انطلق منها.

 

وتنفي دمشق وموسكو مسؤولية القوات السورية عن هجوم الغاز لكن الدول الغربية رفضت تفسيرهما وهو أن المواد الكيماوية تسربت من مخزن أسلحة تابع لمقاتلي المعارضة بعد ضربة جوية.

 

وحذرت روسيا من عواقب وخيمة للضربات الصاروخية الأمريكية بالمنطقة. وجعلت الضربات واشنطن على خط مواجهة مع روسيا التي أرسلت مستشارين إلى سوريا لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد حليفها الوثيق.

 

وانتقد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون دعم روسيا للأسد واصفاً الهجوم الكيماوي بأنه جريمة حرب وقعت “تحت أنظارها”.

 

وكتب فالون في صحيفة صنداي تايمز يقول “روسيا مسؤولة مسؤولية غير مباشرة عن سقوط كل قتيل مدني الأسبوع الماضي.”

 

“إذا كانت روسيا تريد ألا تتحمل مسؤولية هجمات في المستقبل فإن (الرئيس) فلاديمير بوتين بحاجة لتفعيل الالتزامات وتفكيك ترسانة الأسد من الأسلحة الكيماوية إلى الأبد والتواصل بشكل كامل.”

 

وتدعم واشنطن مقاتلي المعارضة السوريين في خضم الحرب الأهلية التي تشارك فيها أطراف متعددة وراح ضحيتها أكثر من 400 ألف شخص ودفعت أكثر من نصف السوريين إلى ترك منازلهم منذ عام 2011.

 

وتشن الولايات المتحدة ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق في شرق وشمال سوريا كما يساعد عدد صغير من القوات الأمريكية جماعات مسلحة معارضة في البلاد.

 

الرئيس السوري: أمريكا فشلت في عدوانها

دمشق – د ب أ – قال الرئيس السوري بشار الاسد، إن الولايات المتحدة فشلت في تحقيق اهدافها من القصف الذي طال مطار الشعيرات في محافظة حمص وسط سوريا.

 

وذكرت وكالة الأنباء السورية ( سانا ) الاحد، أن تصريح الاسد جاء خلال اتصال هاتفي مع نظيره الايراني حسن روحاني.

 

وأكد الاسد أن “الولايات المتحدة فشلت في تحقيق هدفها الذي أرادته عبر هذا العدوان، وهو رفع معنويات العصابات الإرهابية المدعومة من قبلها، بعد الانتصارات التي حقّقها الجيش السوري”.

 

وشدد على أنّ ” الشعب والجيش في سوريا، مصمّمان على سحق الإرهاب في كلّ بقعة من الأراضي السورية”. وشكر الأسد إيران قيادة وشعباً على وقوفها المتواصل مع الشعب السوري ضدّ ما يتعرّض له من حرب إرهابية تدعمها العديد من الدول الغربية والإقليمية.

 

من جانبه أكد الرئيس الإيراني، أن “العدوان الأمريكي على الأراضي السورية يشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية وكافة القوانين والمواثيق الدولية”.

 

وشدّد على “وقوف إيران الى جانب الدولة السورية في حربها ضد الإرهاب، وفِي ما تقدمه من مبادرات لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية بما يؤدي الى وقف سفك الدم السوري”.

 

وفي دمشق ايضاً تلقى رئيس المكتب الوطني السوري اللواء علي مملوك اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني الذي أكد ، بحسب مصادر اعلامية مقربة من النظام السوري ، أنّ “العدوان الأمريكي على سوريا دليل على انتصارها سياسياً وميدانياً”، مشيراً إلى أن ما قامت به الولايات المتحدة “خطوة لرفع معنويات الإرهابيين”.

 

وأشار شمخاني إلى أنّ “هناك عزم جدّي على التعاون المشترك بين إيران وروسيا وسوريا في الميدان السوري والذي حقق نتائج إيجابية كتحرير حلب وعودة السكان إلى حياتهم بعيداً عن رعب وجود الإرهابيين”.

 

جابرييل يدعو لإجراء تحقيق فوري على أيدي مفتشي الأسلحة الدوليين بعد هجوم خان شيخون

برلين – د ب أ – دعا وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل، لإجراء تحقيق فوري على أيدي مفتشي الأسلحة الكيميائية الدوليين بعد الهجوم المشتبه أنه تم بغاز سام في بلدة خان شيخون في ريف إدلب.

 

وقال جابرييل في تصريحات خاصة لصحيفة “بيلد أم أم زونتاج” الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر الأحد: “من المهم أن يتسنى للأمم المتحدة وخبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الوصول فوراً وإجراء تحقيقاتهم بدون أي عراقيل “.

 

وأعرب وزير الخارجية الاتحادي عن رأيه في أن الرئيس السوري بشار الأسد يتحمل المسؤولية، وقال: “تتوافر لدينا معلومات من شركائنا وقنوات اتصال في الموقع تشير إلى أنه من المعقول جداً أن نظام الأسد وراء هذا الهجوم المفزع بالغاز السام”.

 

وأعرب جابرييل عن ثقته في إمكانية أن يكون للضربة الجوية الأمريكية تأثير على القيادة السورية.

 

يذكر أن الهجوم في بلدة خان شيخون أسفر عن مقتل ما يزيد على 80 شخصاً فيما يبدو بفعل مواد سامة يوم الثلاثاء الماضي.

 

وتنفي الحكومة السورية استخدامها لهذه المواد.

 

ورداً على هذا الهجوم استهدفت الولايات المتحدة فجر أمس الجمعة مطار الشعيرات العسكري السوري في محافظة حمص بوسط سوريا بإجمالي 59 صاروخاً من طراز توماهوك من قطع بحرية أمريكية متمركزة في البحر المتوسط. وكان ذلك أول هجوم أمريكي مباشر على الجيش السوري.

 

واعتبر مجلس الأمن الروسي تحت قيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم الأمريكي عملاً عدوانياً ينتهك القانون الدولي.

 

يشار إلى أن روسيا تعد حليفاً وثيقاً لنظام الأسد.

 

وفي هذا السياق أشار وزير الخارجية الألماني في مقال لصحيفة “تاجس شبيجل” الألمانية في عددها الصادر اليوم إلى أن كثيراً من الأشخاص يساورهم قلق حالياً، ويتخوفون من احتمالية نشوب حرب بين القوتين العظميين.

 

ولكن جابرييل أعرب عن ثقته في أنه لن يحدث مثل هذا التصعيد للعنف، واستدرك قائلاً: “ولكن شعور الأشخاص يعد صائبا: فلم يكن الوضع الدولي مثيراً للقلق على هذا النحو منذ فترة طويلة كما هو الحال هذه الأيام”.

 

وفي الوقت ذاته أعرب الوزير الاتحادي عن استيائه من حال الدبلوماسية الدولية، وقال: “يتم التقليل من قيمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسبب بعض أعضائه الذين يعرقلون التوصل لحل ويهتمون في إحداث المزيد من الاضطراب أكثر من اهتمامهم بالأمن”.

 

وأعلن جابرييل عزمه التشاور بشأن الوضع في سوريا مع نظرائه من مجموعة الدول السبع “جي 7″ في إيطاليا الاثنين.

 

تركيا: يجب على روسيا أن تكف عن الإصرار على بقاء الأسد

اسطنبول – رويترز – قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الأحد، إن تركيا لا تزال ملتزمة بوقف لإطلاق النار في سوريا لكن روسيا يجب أن تكف عن الإصرار على ضرورة بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.

 

وأضاف في تصريحات نقلتها قناة (تي.ار.تي خبر) الرسمية على الهواء مباشرة أنه أبلغ نظيره الروسي بأن موسكو لم تتخذ الخطوات اللازمة في مواجهة انتهاكات لوقف إطلاق النار في سوريا.

 

إدارة ترامب لا تملك استراتيجية واضحة في سوريا… والكونغرس لا يعلم ماذا تريد الولايات المتحدة هناك

هزيمة تنظيم «الدولة» أم اسقاط نظام الأسد؟

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: غادر أعضاء مجلس الشيوخ اجتماعا مغلقا وهم على قناعة بان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليست لديها خطة شاملة في سوريا، حيث اجتمع العديد من المشرعين مع الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إلا انهم قالوا ان الاجتماع ركز فقط على الغارة الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية، الخميس الماضي، ولم يتطرق إلى سياسة الإدارة تجاه سوريا.

وقال مارك وارنرمن من لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ «من الواضح ان هناك الكثير من الاسئلة التي لم يكن الجنرال مستعدا للرد عليها». وأكد السناتور غورين كورنيين (جمهوري من تكساس) ان الإدارة يمكن ان تقدم جلسات احاطة إضافية ولكنها لم تضع استراتيجية أبعد، وقال ردا على سؤال حول ما يعلمه عن استراتيجية الإدارة «نحن لا نملك استراتيجية أكبر، والسبب في ذلك ان الإدارة نفسها تواجه صعوبة في التوصل إلى استراتيجية لان الأمور معقدة للغاية».

وأضاف كورنيين ان هناك «مناقشات» حول السلطة القانونية المستخدمة في سوريا، وما إذا كان الهدف الرئيسي للإدارة هو حكومة الرئيس بشار الأسد أو تنظيم «الدولة» وتابع: «نحن بحاجة إلى استراتيجية لمعرفة أهدافنا في سوريا، هل هدفنا هو فقط هزيمة «داعش» ام ان هدفنا هو تغيير النظام، وإذا كانت هناك سياسة لتغيير النظام، ماذا سيأتى بعد ذلك؟».

وقال السناتور كريس مورفي (ديمقراطي من كناتيكت) الذي أيد مشروع قانون يحظر استخدام القوات البرية الأمريكية في مهمات قتالية ان رئيس هيئة الأركان المشتركة لم يكن قادرا على الاجابة على أسئلة حول السلطة القانونية أو تناسب الضربات الجوية مع سياسة إدارة ترامب بشكل واسع، وأضاف «هناك أسئلة كبيرة حول شرعية الضربات، وكيفية فهمها ضمن سياسة أوسع في سوريا، ومن الواضح انه لا يمكن الرد على أي من هذه الاسئلة في الاحاطات».

وشنت الولايات المتحدة ضربات صاروخية استهدفت قاعدة جوية تابعة للنظام السوري بالقرب من مدينة حمص انتقاما من هجوم كيميائي قاتل، ووفقا لتصريحات نسبتها الصحف الأمريكية إلى مسؤولين أمريكيين وغربيين فان الضربة الأمريكية قتلت تسعة، وأوضح السناتور ميرفي ان الضربات كانت «بداية ونهاية» لعمل عسكري ردا على هذا الهجوم الكيميائي المحدد، في حين قال السناتور بوب كوركر (جمهوري من تينسي) انه لن تكون هناك مشاركة أوسع للقوات الأمريكية في هذا الوقت.

وأيد معظم المشرعين الضربات الصاروخية، وقالوا انها جاءت في سياق الرد على الهجوم الكيميائي ولكنهم طالبوا ترامب بالتشاور مع الكونغرس قبل اتخاذا اجراء اضافي في المستقبل، وأشار السناتور بات توميي بانه يتعين على ترامب تقديم خطة شاملة لمعرفة رؤية الإدارة وكيفية المضي قدما، في حين قال السناتور رون جيف فليك (جمهوري من اريزونا) الذي عرض مشروع قانون الحرب ضد «داعش» انهم لم يناقشوا تفاصيل السياسة خارج الغارة الجوية بما في ذلك الحاجة إلى مناطق آمنة محتملة في سوريا، وقال السناتور رون جونسون (جمهوري من ويسكانسون) ان إدارة ترامب تراقب ردة فعل نظام الأسد على الغارات الجوية قبل ان يرسم استراتيجية نهائية ولكنه أكد على ضرورة هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» على المدى القصير وضرورة قيام الإدارة الأمريكية بوضع استراتيجية شاملة بالتشاور مع الكونغرس.

عقوبات ضد الأسد وبوتين

وتستعد الولايات المتحدة لفرض عقوبات اقتصادية جديدة ضد النظام السوري بهدف كبح استخدام الحكومة للأسلحة الكيميائية، إذ قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين، ان الإدارة الأمريكية تعتقد ان العقوبات أداة مهمة جدا، ولكنه لم يقدم تفاصيل محددة باستثناء التصريح بان العقوبات ستأتي «في المستقبل القريب». ويعتبر هذا الإعلان اشارة إلى ان إدارة ترامب ترغب في تصعيد جهودها ضد الرئيس السوري بشار الأسد ردا على هجوم الغاز.

وكشف مشرعون أمريكيون عن نيتهم توسيع مشروع قانون العقوبات ضد روسيا لكي يشمل بندا يتعلق بمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظام الأسد في سوريا، إذ قال السناتور ليندسي غراهام بانه ينوي تعديل المشروع الخاص الذي قدمه لكي يتضمن بندا يعاقب بوتين إذا استخدم الأسد أسلحة دمار شامل. وقدم غراهام تشريعات، في وقت سابق من هذا العام تتطلب موافقة الكونغرس قبل ان يرفع ترامب العقوبات الروسية المرتبطة بانتخابات تشرين الثاني/نوفمبر أو أنشطتها في اوكرانيا، وقد دعم قادة الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ هذه التشريعات الهادفة إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب أنشطتها في اوكرانيا وسوريا.

ويعبر مشروع القانون عن شعور الكونغرس بان «المجتمع الدولي يجب ان يجري تحقيقا كاملا في مزاعم ارتكاب الاتحاد الروسي لجرائم حرب من خلال أعماله العسكرية في سوريا». أما روسيا فقد ردت على الغارة الجوية الأمريكية بالقول بانها عمل عدواني.

السرد الأمريكي لرواية المعاناة السورية يركز في الأسابيع الأخيرة على ان المجتمع الدولي على مدى ست سنوات، لم يعاقب الأسد على جرائمه حيث قامت قواته باستخدام الغازات السامة ضد شعبه مما أسفر عن مقتل العشرات من الأبرياء بمن فيهم الأطفال والنساء مما يدل على تجاهل تام لحرمة الحياة الإنسانية، وان الولايات المتحدة اضطرت أخيرا لاتخاذ اجراء بسبب عدم قيام المجتمع الدولي باتخاذ الخطوات اللازمة لوضع حد للمذبحة، وهذا السرد ينسجم مع تصريحات ترامب الأخيرة حينما دعا جميع الدول المتحضرة إلى الانضمام للولايات المتحدة في السعي لانهاء المذابح واراقة الدماء في سوريا، وهناك شبه اجماع في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية على ان إدارة الرئيس السابق باراك اوباما قد ارتكبت خطأ استراتيجيا كبيرا عندما تراجعت عن معاقبة الأسد بشكل عسكري بعد تجاوزه (الخط الأحمر) لان ذلك أسفر بطريقة غير مباشرة عن مقتل أكثر من 400 ألف مدني في القتال الدائر.

والأحداث كانت مزعجة ومرعبة بطريقة من الصعب فهمها، وفقا لأقوال العديد من صناع السياسة وقادة الرأي في الولايات المتحدة، حيث قصف الجيش السوري المستشفيات والعيادات ومراكز الاغاثة، وتم اسقاط البراميل المتفجرة على الأحياء السكنية بهدف الحاق أقصى عدد من الضحايا، اما روسيا فقد استمرت في تمكين الاسد من خلال منع التحركات الدبلوماسية الهادفة إلى تحميله مسؤولية أفعاله حتى تتمكن موسكو من الاحتفاظ بمكان قدم ونفوذ في منطقة الشرق الأوسط.

وقدمت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، استعراضا مسرحيا عبر تقديم صور الأطفال الذين قتلهم الأسد ولكن خطوتها لفتت الانتباه بشكل مذهل إلى خطورة وشناعة الحرب في سوريا مما سمح لها بتقديم رؤية ملخصها بان الدول قد تلجا أحيانا إلى العمل بدون انتظار الأمم المتحدة في رسالة واضحة بان المحفل الدولي لم يكن فعالا بما فيه الكفاية عند الحاجة.

ما الذي يمكن ان تقوم به الولايات المتحدة في سوريا؟ يجيب المحلل ارمسترونغ ولييام ان الولايات المتحدة يجب ان تمضي قدما في الشأن السوري ولكن بتوازن دقيق للغاية حيث يجب على واشنطن تجنب التورط في صراع عسكري طويل الأمد في سوريا لأنه سيجلب أمريكا إلى مواجهة مباشرة مع روسيا وإيران. ومن ناحية أخرى، أشار ترامب إلى صعوبة العثور على حل من خلال مجلس الأمن بسبب الدعم الدبلوماسي الروسي للأسد ولكن أمريكا لن تسمح بان تفشل الهيئة الدولية في الاستجابة للفظائع الأخلاقية. ويرى ولييام ان الوقت حان لوضع حد لهذا الرعب مشيرا إلى ضرورة قيام الولايات المتحدة باتخاذ موقف قيادي بجرأة والسعي إلى حلف جديد لوقف الدمار واراقة الدماء والقتل.

 

سيناريوهات تسليح المعارضة وإقامة مناطق آمنة في سوريا تُبعث من جديد وتنعش آمال أردوغان بإسقاط الأسد

تركيا فضحت «جريمة الكيميائي» ودعمت ترامب وغفلت عن «غضب بوتين»

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: بعد أن دخلت الأزمة السورية في عامها السابع، ورضخت تركيا للتحولات الدولية ولم تعد تطالب حتى بإسقاط النظام السوري أو رئيسه بشار الأسد، جاءت مجزرة الكيميائي في خان شيخون في إدلب لتقلب المعادلة وتعيد الزخم للمطالبات بإسقاط الأسد من خلال تعزيز تسليح المعارضة الذي كاد أن ينقرض في الأشهر الأخيرة، وعودة المطالبات بإقامة مناطق آمنة لحماية المدنيين.

وفي هذا الإطار يبرز دور تركيا والرئيس رجب طيب أردوغان الذي عاد بقوة للمطالبة بإسقاط الأسد عسكرياً، وفي خضم الحماس التركي لاستغلال جريمة الكيميائي لحشد التأييد وإحياء الآمال الجامحة بإسقاط الأسد، نسيت أنقرة توافقاتها مع روسيا ما ينذر بأزمة قد تعصف خلال الفترة المقبلة بالتنسيق السياسي والعسكري بين أنقرة وموسكو حول سوريا.

فالحكومة التركية لعبت دوراً بارزاً في إيصال ما حدث بخان شيخون إلى العالم عبر حملة إعلامية ضخمة قادتها وكالة الأناضول الرسمية بجميع لغاتها، لكن الجهد الأكبر كان من قبل الجهات الرسمية التي سارعت إلى نقل عشرات المصابين من إدلب إلى المستشفيات التركية وبدأت عمليات فحص وتشريح لجثث ثلاثة من الجرحى الذي توفوا متأثرين بإصاباتهم لإثبات نوع الغازات السامة المستخدمة.

وخلال ساعات جلبت الحكومة التركية ممثلين عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وبعد أن أثبت الفحوصات على احتواء أجساد الضحايا على بقايا غازات كيميائية مع ترجيح فرضية غاز السارين السام سلمت ممثلي المنظمات الدولية عينات أخرى من الجثث لإثبات الأمر بفحوصات جديدة وإيصال نتائجها إلى الهيئات الأممية للتأثير على المواقف الدولية. هذه المواقف تغيرت بشكل لافت وحاد جداً خلال ساعات فقط، فبعد أن شهدت الأيام الأخيرة إشارات غير مسبوقة على وجود توافقات دولية على ضرورة التسليم بالواقع والتوصل إلى حل سياسي في سوريا لا يشمل إزالة الأسد من السلطة وهو ما عبرت عنه مندوبة أمريكا في مجلس الأمن الدولي ومسؤولين كبار من فرنسا وبريطانيا ودول أوروبية أخرى، عادت هذه الدول للحديث بقوة عن ضرورة إزالة الأسد من السلطة ووقف المأساة السورية.

وعلى الرغم من أن الحديث لا يدور عن دور دولي بارز أو تحول هائل يمكن أن يخلق تحولات فعلية على الأرض خلال وقت قصير، إلا أن العديد من المطالب التي اقتربت من الانقراض عادت إلى الواجهة بقوة وخاصة فيما يتعلق بتسليح المعارضة وإقامة مناطق آمنة أو حتى توجيه ضربة دولية أكبر لنظام الأسد.

وتقول قيادات في المعارضة السورية تحدثت إليها «القدس العربي» إنها تأمل أن تعود الثورة السورية إلى زخمها السابق الذي فقدت جزءا كبيرا منه بسبب تغير المواقف الدولية التي أدت بدورها إلى تراجع دعم دول الخليج المالي لفصائل المعارضة السورية، واضطرار تركيا بالتالي إلى التضييق بشكل كبير جداً على نقل الأسلحة بسبب الضغوط الدولية وتوافقاتها مع روسيا.

وبينما تعتقد المعارضة السورية أن تغير الموقف الخليجي والتركي من تسليح المعارضة بالسابق كان بالدرجة الأولى استجابة لإدارة أوباما التي لم تكن ترغب في إسقاط الأسد، فإنها تعتقد أن ترامب يبدي إرادة قوية في إعادة الدور الأمريكي إلى الأزمة السورية وهو ما يعني على الأغلب إعطاء الضوء الأخضر لدول الخليج لضخ تمويل جديد للمعارضة يدخل من خلال تركيا على شكل شحنات أسلحة بعد أن جف تدفق هذه الشحنات خلال الأشهر الأخيرة.

وما يؤشر إلى أن السعودية سوف تسعى بشكل كبير لدعم خطوات ترامب وحثه على التصعيد في سوريا، ما نقلته وكالة الأنباء السعودية عن أن ترامب أطلع الملك سلمان في اتصال هاتفي على تفاصيل الضربة الأمريكية، وقولها إن «الملك «هنأ» ترامب على هذا القرار الشجاع الذي يصب في مصلحة المنطقة والعالم. يذكر أن جميع الدول الخليجية باستثناء عمان أعلنت تأييدها للضربة الأمريكية، حيث تأمل دول مجلس التعاون الخليجي على مواقف متشددة من قبل ترامب تجاه إيران ونفوذها في المنطقة.

كما أن المنطقة الآمنة التي تطالب فيها تركيا من سنوات طويلة وفشلت في حشد التأييد الدولي لها عادت إلى الواجهة بقوة، وقالت مصادر أمريكية إنه كان من أبرز خيارات ترامب العسكرية عقب هجوم الكيميائي، وعادت تركيا لمناشدة العالم بضرورة إقامة هذه المنطقة.

وفي اتصال هاتفي جرى، السبت، بين نائب الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أكد الأخير على ضرورة التركيز بشكل أكبر على خيار إقامة مناطق آمنة في سوريا من خلال الأخذ بالاعتبار احتمال حدوث موجة هجرة جديدة تجاه تركيا في ضوء التطورات الأخيرة، وقال إن بلاده «تنتظر من الولايات المتحدة الأمريكية أن تضع ثقلها في الأزمة السورية، وتركيا مستعدة لتقديم الدعم اللازم لواشنطن في هذا الخصوص».

أردوغان من جهته، اعتبر أن الضربة الأمريكية «خطوة غير كافية»، وعبر عن اعتقاده بضرورة استمرار الضربات العسكرية للنظام السوري، «لأن الرجل (بشار الأسد) الذي قتل قرابة مليون إنسان، يجب أن يدفع ثمن أفعاله»، ولفت إلى أن رغبة بلاده تتمثل في حصول سوريا على حكومتها السياسية المستندة إلى أرضية مشروعة.

المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن اعتبر في تصريحات تلفزيونية أن إدارة ترامب، أكّدت، من خلال استهدافها قاعدة «الشعيرات»، على ضرورة تخلي النظام السوري عن ادعائه بامتلاك السلطة الشرعية، حتى يكون لعملية الانتقال السياسي معنى، لافتاً إلى «وجود خطوات أخرى يجب الإقدام عليها لإنهاء الحرب في سوريا ومنع نظام الأسد من ارتكاب جرائم أخرى».

وبينما أعلنت الخارجية التركية أنها تعتبر الهجوم الأمريكي «أمرا إيجابيا للغاية» أكدت أن «تركيا ستدعم كافة الخطوات التي من شأنها ضمان عدم بقاء الجرائم دون عقاب، ومحاسبة مرتكبيها» وشدد وزير الدفاع التركي فكري ايشق على أن بلاده تدعم واشنطن في هذا الصدد.

 

فصائل المعارضة تتراجع في حماة وتخسر أغلب مواقعها

هل وصلت إلى طريق مسدود في الشمال السوري؟

منهل باريش

«القدس العربي»: خسرت المعارضة السورية المسلحة معظم المناطق التي سيطرت عليها على المحور بين بلدتي محردة والقمحانة في ريف حماة الشمالي، فيما ثبتت نقاطها في صوران ومعردس.

وتراجع «جيش العزة» عن نقاط سيطرته في خطاب والشير والمجدل بعد قصف جوي روسي كثيف، شنته قاذفات السوخوي، إضافة إلى قصف بالبراميل التي تحتوي مركبات الكلور العضوي، ما أسفر عن مقتل عدد مقاتلي الجيش الحر وإصابة العشرات. كذلك استهدف القصف مشفى اللطامنة الجراحي، والذي تشرف عليه منظمتا أطباء بلا حدود وسامز (الجمعية الطبية السورية الأمريكية)، ببرميل يحوي «الكلور»، ما أدى إلى استشهاد الدكتور علي الدرويش، أحد ابرز أطباء ريف حماة الشمالي.

وعزا الناطق العسكري في جيش العزة، النقيب مصطفى معــراتي، سبب التراجع إلى «ضربات السلاح الكيميائي، والدعم اللامحدود من قبل الطيران الحربي الروسي بشكل لا يحتمله العقل، بمئات الغارات».

وأضاف في تصريح لـ «القدس العربي» أنه «تم التراجع إلى قاعدة الانطلاق الأساسية بهدف إعادة تجميع القوى والوسائط وإعادة الانتشار من جديد على المحاور تحضيرا إلى المعركة من جديد».

وأشار معراتي إلى الخسائر الكبيرة التي ألحقتها فصائل الجيش الحر بقوات النظام والميليشيات الشيعية المساندة له، وقدر اجمالي عدد مقاتلي النظام الذين سقطوا في معارك ريف حماة الشمالي بنحو 600 قتيل، «إضافة إلى تدمير 7 دبابات وعدد من الرشاشات الثقيلة والمتوسطة، والسيطرة على 5 دبابات وعدد كبير من الأسلحة وكميات من الذخائر المتنوعة، كقذائف الدبابات والمدفعية».

في السياق، اصطدمت «هيئة تحرير الشام» بمقاومة عنيفة في بلدة قمحانة، مركز «الشبيحة» الأساسي في محافظة حماة، إلى جانب قرى وبلدات سهل الغاب. وفشلت «الهيئة» في كسر خطوط الدفاع الأولى رغم استخدامها العربات المفخخة على عدة محاور، ويعتبر جبل زين العابدين (شرق قمحانة) العائق الرئيسي في تقدم مقاتلي «الهيئة» ودخول البلدة، حيث ترصد المدفعية والدبابات كل آليات المعارضة المتحركة شمال وغرب البلدة.

مدفعية النظام في جبل زين العابدين ساعدت في استعادة التلة الغربية لبلدة قمحانة، والمعروفة باسم «النقطة 50» بعد أيام من سيطرة المعارضة عليها. ومع طرد مقاتلي هيئة تحرير الشام من هذه النقطة أمنت قوات النظام المحور الغربي للبدة، وأبعدت شبح خنقها ناريا من الجهتين الشمالية والغربية.

السبب الثاني، في فشل السيطرة على قمحانة، هو تمركز قواعد الصواريخ الحرارية في كل النقاط الاستراتيجية والحيوية على مداخل البلدة والأبنية المرتفعة، حيث استهدفت تلك القواعد بمئات الصواريخ كل آليات وعربات المعارضة.

وتضاف فرق القناصة المنتشرة في كل مكان، والتي رصدت كل الأجسام المتحركة في جبهة إلى المعارضة، إلى أسباب فشل تلك المعركة.

 

الاختبار العسكري

 

وشنت قوات النظام والميليشيات الشيعية هجوما على معردس انطلاقا من تل العبادي وكامل الجهة الشرقية. وسيطرت عليها عدة أيام قبل أن تعود «هيئة تحرير الشام» إلى استعادتها، بعد تفجير عدد من العربات المفخخة ونصب كمائن في خطوط الإسناد، أدت لمقتل العشرات من مقاتلي قوات النظام.

ويشار إلى أن معركة ريف حماة الشمالي هي الاختبار العسكري الأول لـ«الهيئة» منذ تشكلها نهاية كانون الثاني/يناير الماضي. وينظر إلى نتائج هذا الاختبار بعدم الرضا، كون «الهيئة» المشكلة تضم أعدادا كبيرة من المقاتلين يتجاوز الـ15،000 وتملك إمكانيات عسكرية هائلة، بينها عشرات الدبابات وعربات ال بي ام بي، ومئات المدافع والرشاشات الثقيلة إضافة إلى الأعداد البشرية، وخصوصا الاقتحاميين أو ما صار يعرف بـ«قوات النخبة»، المدعومة بـ«كتيبة الاستشهاديين» من سائقي العربات المفخخة.

غربا، فشل «جيش النصر» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» و«فيلق الشام» في تحقيق أي اختراق على الجبهة الغربية الممتدة من قلعة المضيق غربا،  إلى كرناز المقابلة، وصولاً إلى بلدة السقيلبية.

عدم تحقيق انتصار استراتيجي في ريف حماة وخسارة الأرض وعدم التمسك بها بعد تدخل الطيران الروسي، أصبح واقع حال وسمة أغلب المعارك التي قامت بها المعارضة وخسرتها منذ بدء التدخل الروسي نهاية 2015. ومنذ ذلك التوقيت عندما خسرت الفرقة الساحلية الأولى كامل جبل الأكراد، واستعادت قوات النظام وميليشيا صقور الصحراء ومغاوير البحر كامل منطقة جبل التركمان، في ما يعتبر استعادة كامل محافظة اللاذقية، مع استثناء بلدات قليلة.

وتضــاف هزيـــمــة حـلـــب الاســتــراتيجية لتصبح عنوان التحول بعد عام على التدخل الروسي إلى جانب النظام السوري، إضافة إلى الخسائر العسكرية التي تلت هزيمة حلب سياسيا، متمثلة في أستانا، وكذلك عسكريا في وادي بردى وحي الوعر الحمصي.

صعوبة تحقيق أي تغيير في الخريطة العسكرية، وفشل المعارضة في تحقيق أي اختراق على الصعيد العسكري في جبهاتها مع النظام، وعدم مقدرتها على بناء شراكة دولية مع الولايات المتحدة الأمريكية او الأردن، واختصار دورها على طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من منطقة «درع الفرات» كل هذه الأسباب تجبر المعارضة على التفكير بمخرج جدي لمستقبل الصراع مع النظام، وكيفية انعكاسه على الحل السياسي في ظل وجود الحليفين الروسي والإيراني، وغياب دور عربي وأوروبي حاسم.

 

أولويات واشنطن في سورية: إزاحة الأسد أم هزيمة “داعش”؟

واشنطن ــ العربي الجديد

غداة الضربة الأميركية على قاعدة الشعيرات قرب حمص، برز تناقض في تصريحات المسؤولين الأميركيين، حول أولويات واشنطن في سورية، بين من يؤكد أنّ الأولوية هي هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، ومن يشدد على أولوية إزاحة رئيس النظام بشار الأسد.

فقد أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أنّ “الأولوية الأولى (للولايات المتحدة في سورية) هي هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية”، حتى قبل أن يتحقق الاستقرار في البلاد.

وقال تيلرسون، عبر برنامج “واجه الأمة” على شبكة “سي بي إس” التلفزيونية، بحسب مقتطفات من المقابلة نشرت مساء السبت، إنّ “التغلّب على تنظيم الدولة الإسلامية واستئصال الخلافة التي أعلنها، سيقضيان على تهديد لا يطاول الولايات المتحدة فحسب، بل يطاول الاستقرار في المنطقة بكاملها”.

وأضاف تيلرسون، في المقابلة التي ستُنشر كاملة الأحد، وفق ما أوردت “فرانس برس”، أنّ “من المهم أن تبقى أولوياتنا واضحة. ونعتقد أنّ أولى الأولويات هي هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية”.

وتابع “بعد الحدّ من تهديد تنظيم الدولة الإسلامية أو القضاء عليه، أعتقد أنّه يمكننا وقتها تحويل اهتمامنا في شكل مباشر نحو تحقيق الاستقرار في سورية”.

وأمل أن “نتمكّن من منع استمرار الحرب الأهلية (في البلاد)، وأن نستطيع جعل الأطراف يجلسون إلى الطاولة لبدء عملية المناقشات السياسية”، بحسب قوله.

وفي هذا الصدد، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنّ مناقشات كهذه ستتطلب مشاركة رئيس النظام السوري بشار الأسد وحلفائه، لكنه ركّز على موسكو، وسط توتر يسود العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.

وقال “نأمل أن تختار روسيا تأدية دور بنّاء من خلال دعم وقف إطلاق النار عبر مفاوضاتها في أستانة، ولكن أيضاً في جنيف”، في إطار المفاوضات التي تتم برعاية الأمم المتحدة.

وأوضح الوزير الاميركي “إذا تمكّنا من تطبيق (اتفاقات) لوقف إطلاق النار في مناطق لإحلال الاستقرار في سورية (…) نأمل في أن نتوصّل إلى الشروط اللازمة لبدء حوار سياسي مفيد”.

وفي المقابلة، التي تنشر اليوم الأحد، أكد تيلرسون أيضاً، أنّه لا يخشى من ردٍّ “انتقامي” روسي بعد الضربة الأميركية، صباح الجمعة، على القاعدة التي انطلقت منها الطائرات السورية التي شنّت الهجوم على خان شيخون، في ريف إدلب.

وقال إنّ “الروس لم يكونوا مستهدَفين بتلك الضربة. كان الأمر يتعلّق بضربة دقيقة جداً ومتكافئة جداً ومتعمّدة، ردّاً على هجوم كيميائي، وروسيا لم تكن مستهدفة إطلاقاً في هذه الضربة”.

واستهدفت الولايات المتحدة الأميركية، فجر الجمعة، بعشرات الصواريخ بعيدة المدى انطلقت من مدمرتين أميركيتين شرق البحر المتوسط، قاعدة الشعيرات (طياس) العسكرية، جنوب شرق مدينة حمص، وسط سورية.

وأتى ذلك بعيد القصف الكيميائي الذي نفّذته طائرة حربية تابعة للنظام السوري، صباح الثلاثاء، في مدينة خان شيخون بريف إدلب شمالي البلاد، أدى إلى مقتل نحو 150، في إحصائية غير رسمية، فيما تجاوز عدد المصابين 300، بينهم حالات حرجة.

أمّا السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، فقالت إنّها ترى أنّ تغيير النظام في سورية، إحدى أولويات إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وقالت هالي، في مقابلة مع برنامج “ستيت أوف ذا يونيون” تبثها كاملة شبكة “سي إن إن”، اليوم الأحد، وفق ما أوردت “رويترز”، إنّ أولويات واشنطن “هي هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، والتخلّص من النفوذ الإيراني في سورية، وإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد”، مشددة على أنّه “لا نرى سورية سلمية مع وجود الأسد”.

وخلال زيارته العاصمة التركية أنقرة، في 30 مارس/ آذار الماضي، كان تيلرسون قد قال، إنّ “الشعب السوري سيقرّر مستقبل الرئيس بشار الأسد”، مضيفاً أنّ “وضع الرئيس الأسد على المدى البعيد سيقرّره الشعب السوري”.

وتوقّف مراقبون في واشنطن، عند تصريحات وزير الخارجية الأميركي تلك، بين من رأى فيها تحوّلاً جذريّاً في السياسة الخارجية الأميركية تجاه المسألة السورية، وإمكانية قبول واشنطن بدور ما لبشار الأسد في إطار تسوية سياسية محتملة في سورية، الأمر الذي ترفضه المعارضة.

وبين من فضّل عدم الذهاب بعيداً في قراءة دلالات ومؤشرات استراتيجية في كلامه، والذي لم يخرج عن الخطّ العام للموقف الأميركي التقليدي، رغم تعارضه الواضح مع توجهات الإدارة الأميركية السابقة واستراتيجيتها في سورية.

 

تقديرات إسرائيلية: الضربة الأميركية زادت من تعلّق الأسد بروسيا

القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد

تتابع الصحف الإسرائيلية، تداعيات الضربة الأميركية في سورية عن كثب، وسط محاولات استشراف سياسات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المقبلة تجاه الملف السوري، ونقل تقديرات أمنية إسرائيلية، بشأن النتائج الفورية المتوقعة من قبل سورية، تجاه أيّ تحرك أو نشاط إسرائيلي في الأجواء السورية، أو حتى على مقربة من الحدود.

وفي هذا السياق، لفت المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان، اليوم الأحد، إلى أنّ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وصفت رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بأنّه كـ”الحيوان المصاب والمهان”، الذي يعتبر أن العملية العسكرية الأميركية في سورية هدفت إلى “سرقة الفريسة من بين مخالبه، واستعادته السيطرة على سورية، بعد أن كان تمكّن من غرز أنيابه فيها”.

وبحسب فيشمان، فإنّ هذا هو السبب الذي دفع ربما الجهات الإسرائيلية إلى وقف أي نشاط جوي، مدني أو رياضي، في منقطة الجولان وغور الأردن، وذلك لتفويت الفرصة على قيام نظام الأسد بإطلاق نيرانه باتجاه إسرائيل.

وفي ظل وضع الأسد الراهن، وفق التقديرات الإسرائيلية، فإنّ أيّ تحرّك أو نشاط إسرائيلي على الحدود مع سورية، أو في الأجواء السورية، من شأنه أن يدفع الأخيرة إلى اعتراضها أو الرّد عليها، سعياً لاستعادة “كرامته المهانة”.

لكن فيشمان أشار مع ذلك، إلى أنّ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعتبر الأزمة المعلنة مع روسيا بعد الضربة العسكرية الأميركية، ووقف التعاون والتنسيق بين موسكو وواشنطن مؤقتاً، عبر قطع الخط الأحمر بين الطرفين، بمثابة “أزمة تمّ تجميدها”، لا سيما وأنّه لم يعلن عن إلغاء الزيارة المقرّرة لوزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، إلى موسكو.

ولفت فيشمان، إلى أنّ الضربة الأميركية زادت من تعلّق الأسد بروسيا، وبالتالي فإنّ موسكو لا تشعر بأسى كبير للصفعة التي تلقّاها.

وخلافاً لآخرين، رأى فيشمان أنّ الضربة الأميركية تدلّ على أنّ إدارة ترامب لا تملك استراتيجية واضحة تجاه الملف السوري، بل تقوم ببلورة هذه الاستراتيجية شيئاً فشيئاً، وفقاً للتطورات الجارية.

في المقابل، فإنّ محلّلين آخرين في الصحف الإسرائيلية، مثل عاموس هرئيل في “هآرتس”، اعتبروا أنّ الضربة الأميركية لا تعني بالضرورة تغييراً في مواقف واشنطن تجاه الملف السوري، لجهة مزيد من التدخل العسكري في سورية، أو الاتجاه نحو تبنّي هذا النمط.

واستدلّ هرئيل على ذلك بتصريحات لتيلرسون قال فيها، إنّ “الإدارة الأميركية التي كانت أعلنت أنّ تغيير نظام الأسد ليس في سلّم أولوياتها، ستعمل الآن على إزالة نظام الأسد ولكن بطرق دبلوماسية”.

 

ارتفاع ضحايا مجزرة روسية في ريف إدلب

جلال بكور

ارتفع عدد ضحايا القصف الجوي الروسي على قرية أورم الجوز، في ريف إدلب، إلى 20 قتيلاً خلال الليلة الماضية، في حين تسبب طيران النظام السوري في وقوع مزيد من الضحايا بقصف على مدينة درعا وريفها.

وتحدثت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” عن أن حصيلة الغارة الروسية على قرية أورم الجوز، في ريف إدلب شمال سورية، بلغت 20 قتيلا، بينهم 8 أطفال، وامرأة، ولا تزال الحصيلة مرجحة للارتفاع نتيجة وجود مصابين بجراح خطرة.

وكانت طائرة روسية قد شنت مساء أمس السبت غارتين بقنابل شديدة الانفجار، استهدفت منازل المدنيين في القرية، وأفاد مصدر في الدفاع المدني لـ”العربي الجديد” عن وقوع مجزرة ضحيتها 17 قتيلا من المدنيين في حصيلة أوليّة.

وفي درعا جنوب سورية، أفاد الناشط أحمد المسالمة لـ”العربي الجديد” بتجدد القصف المدفعي من قوات النظام السوري على مناطق سيطرة “الجيش السوري الحر” في حي المنشية، تزامنا مع هدوء نسبي في الاشتباكات المستمرة بين الطرفين منذ يومين في الحي.

وفي السياق نفسه، تحدث “تجمع أحرار حوران” عن مقتل طفلة بقصف من قوات النظام السوري على درعا البلد، بينما قتل مدنيان وعنصر من الجيش الحر بقصف جوي على حي طريق السد في مدينة درعا، في وقت قتل فيه مدني وجرح آخرون بقصف من الطيران الحربي التابع للنظام السوري على مدينة داعل في ريف درعا.

وفي ريف دمشق تحدث مصدر من الدفاع المدني السوري عن إصابة مدنيين بجراح، جراء غارة من طيران النظام السوري على الأحياء السكنية في مدينة زملكا بغوطة دمشق الشرقية.

وفي شأن متصل، قال “مركز حمص الإعلامي” إن قوات النظام السوري قصفت بالمدفعية الثقيلة منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي، موقعة أضرارا مادية، كما قصف طيران النظام السوري مدينتي حلفايا واللطامنة في ريف حماة الشمالي، ببراميل تحوي مواد حارقة، ما أسفر عن أضرار مادية.

من جانب آخر، قتل رجل وزوجته وطفلتهما، بانفجار لغم أرضي بهم في منطقة الصفصافة شرق مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، في حين قتل مدني جراء إصابته برصاص مصدره عناصر مليشيا “وحدات حماية الشعب الكردية” في محيط قرية الصفصافة، بحسب ما أفادت به مصادر محلية.

ويأتي ذلك، في ظل تواصل المواجهات العسكرية بين المليشيات الكردية وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، في محيط قرية الصفصافة شرق الطبقة، في حين تحدثت مصادر إعلامية مقربة من المليشيات عن سيطرة الأخيرة على قرية صفصافة الشرقية، ومقتل 16 عنصرا من التنظيم خلال الساعات الماضية.

إلى ذلك، نعى الدفاع المدني السوري في إدلب اثنين من عناصره بعد إصابتهما بجراح خطرة، جراء قصف جوي روسي استهدف فرق الدفاع المدني خلال قيامهم بإطفاء حريق نشب في أطراف مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي مساء أمس.

وقال مصدر من الدفاع المدني في إدلب لـ”العربي الجديد” إن المتطوعين في مركز الدفاع المدني بمدينة جسر الشغور، سائر حاج صالح ومحمد كرنيبو، قُتلا متأثرين بإصابتهما الخطيرة، جراء غارة من الطيران الحربي الروسي على أطراف مدينة خان شيخون.

وأضاف المصدر: “كانت فرق الدفاع المدني تقوم بمحاولة إطفاء حريق نشب في المنطقة المستهدفة بأطراف جسر الشغور حيث نشب حريق مجهول المصدر، وبينما كانت فرق الدفاع تحاول السيطرة على الحريق، جاءت الغارة الروسية وأدت إلى إصابة أربعة متطوعين بينهم إصابتان خطرتان، وعنصران آخران أصيبا بحروق في الوجه، فضلا عن وقوع أضرار مادية في معدات الدفاع المدني”.

ولم تنجح كافة محاولات الفريق الطبي لإنقاذ المتطوّعين المصابين بجراح خطرة، وفق المصدر ذاته.

وتعمل فرق الدفاع المدني السوري المعروفة بـ”الخوذ البيضاء” على تقديم الخدمات للسوريين الذين يعانون من قصف النظام السوري وحليفته روسيا، وترفع شعار “من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”، بينما يتهمها النظام السوري بأنها تنظيم “إرهابي تابع للقاعدة”.

ويذكر أنّ الطيران الحربي الروسي وطيران النظام السوري يتعمّدان استهداف مراكز الدفاع المدني السوري بشكل مباشر وفق تقارير، كما يستهدفان فرق الإنقاذ خلال محاولة إسعاف المصابين، ما أدى لوقوع عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتطوعين.

 

ما بعد توماهوك: الإعلام مشتّت بين ترامب والأسد/ دجى داود

لن تتوقّف آثار صواريخ توماهوك بين ليلةٍ وضحاها. فالضربة الأميركية على قاعدة الشعيرات في محافظة حمص وسط سورية، ليل الخميس – الجمعة، فاجأت الإعلام، حول العالم، وأعادت خلط الأوراق حول مواقف الصحافة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. فأعربت صحف عالميّة عن رضاها من “الرسالة” التي وجّهها الأخير لرئيس النظام السوري بشار الأسد، بأنه “لا يمكن أن يفلت من العقاب”، بينما بدا الإعلام الروسي والأميركي المحافظ غاضباً من القرار، ومحذّراً من تداعياته.

موقف “واشنطن بوست” كان بارزاً بعد الضربة، وهي المناهضة لترامب في سياساته. ورأت الصحيفة في افتتاحيّتها يوم الجمعة، أنّ قرار الضربة العسكرية في سورية صحيح أخلاقياً، وقد يفتح المجال على مجموعة من الفوائد، فنظام بشار الأسد قد يرتدع عن استخدام الغاز السام ضد المدنيين، وهي جريمة حرب شنيعة، إن تم السكوت عنها، قد تجعل العالم وليس فقط سورية، أكثر وحشيّة.

وأضافت “يجب أن يكون لروسيا وإيران سبب آخر لإعادة تفكيرهما حول دعم الديكتاتور المغرق بالدم في دمشق، أو الموافقة على صفقة تتخلّص منه. أنظمة مارقة أخرى وممولوها يجب أن يعيدوا حساباتهم حول كيف سيكون ردّ فعل الولايات المتحدة لاستفزازهم”. واعتبرت أنّ الأهم في ذلك كلّه، أنّ “حلفاء الولايات المتحدة سيكون لديهم الآن سبب للأمل في أنّ ترامب قد يملأ فراغ القيادة العالميّة، في الشرق الأوسط وما بعده، والذي تركه قرار الرئيس باراك أوباما بعدم تطبيق خطوطه الحمر حول استخدام سورية للأسلحة الكيميائية”.

من جهتها، كانت “نيويورك تايمز” متردّدة في دعم ترامب. فبينما أكّدت “الشعور بالرضا” نتيجة قرار الضربة، طرحت العديد من الأسئلة التي تثير الاضطراب حول “ما بعد”. وقالت الصحيفة في افتتاحيّتها يوم الجمعة “احتاج بشار الأسد أن يفهم أنّه في النهاية هناك ثمن لوحشيته، في هذه الحالة استخدام الأسلحة الكيميائية مع السارين”.

وأضافت “لكنّه صعب أن لا نطرح أسئلة تثير الاضطراب حول قرار ترامب، من بينها “ما هو القانوني؟ ما هو القرار المتهور والمعزول والذي لا يدخل ضمن استراتيجيّة حل للمعضلة السورية، البلد المهشم ليس فقط بالحرب الأهليّة بل أيضاً بالحرب ضد داعش؟”، معتبرةً أنّه حتى الآن ليس هناك أي دليل على أنّ ترامب فكّر في الآثار المترتّبة على الخيار العسكري أو عرِف ماذا سيفعل بعده.

أسئلة “نيويورك تايمز” كانت مدار جدلٍ بين مؤيدي ترامب أيضاً. فانتقد إعلاميّون أميركيّون معروفون بتأييدهم لترامب، قراره بالضربات على قاعدة الشعيرات، معتبرين أنّه تحوّل عن سياسة “أميركا أولاً” التي بنى حملته الانتخابيّة عليها.

وكتبت المعلّقة المحافظة آن كولتر على “تويتر” إنّ “هؤلاء الذين أرادوا أن نتدخل في الشرق الأوسط انتخبوا مرشحين آخرين”. وأضافت في تغريدة أخرى “ترامب بنى حملته الانتخابيّة على عدم التدخل في الشرق الأوسط قائلاً إن تلك السياسة تساعد أعداءنا وتخلق المزيد من اللاجئين… ثم رأى صورةً على التلفزيون”، قاصدةً صور ضحايا مجزرة خان شيخون التي قصفها النظام السوري بالكيماوي الثلاثاء الماضي.

أما المذيعة المحافظة لورا إنغراهام، وهي من أبرز الداعمين لترامب أيضاً، فحذرته من “بدء المحافظين الجدد وإعلام الإستابليشمنت بالإشادة به”.

من جهته، علّق الكاتب لموقع InfoWars المتخصّص بنظريات المؤامرة وتأييد ترامب، بول جوزيف واتسون قائلاً “ترامب لم يكن دمية بوتين فإذاً. لقد كان دميةً للدولة العميقة والمحافظين الجدد فقط”، مضيفاً “رسمياً أنا خارج قطار ترامب”.

العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة تلك، حلّت سؤالاً على أغلب الصحف العالميّة، تحديداً بسبب إشادة ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر من مرة، وقرار إدارته بتبديل الأولويات في سورية لجهة إزاحة الأسد. لكنّ الصحف الروسيّة كانت الأكثر تشديداً على ذلك الجانب، معتبرةً في تعليقاتها، أمس السبت، أنّ القرار العسكري الأميركي ينسف العلاقات الروسية الأميركية ويرفع التحديات للأمن العالمي.

ووجّه الإعلام الروسي انتقادات لإدارة ترامب، مردداً كلمة “العدوان” التي استخدمها الكرملين بعد ساعات على وقوع الضربات. وركّز على إبراز التداعيات السلبية للضربة مثل بدء تقدم مسلحي “داعش” ونسف العلاقات الروسية الأميركية، والنفقات المالية التي تكبدتها واشنطن لشن العملية، والتذكير بأنها أجريت دون التنسيق مع الكونغرس.

وعنونت صحيفة “كومسوموإسكايا برافدا”: “ترامب نبش توماهوك الحرب”، معتبرةً في أحد مقالاتها أنّ الهدف من الضربات الأميركيّة هو إبعاد روسيا من سورية كلياً، وجَعْلِنا نبدو كالحمقى”. أما صحيفة “موسكوفي كومسوموليتس”، فعنونت أيضاً “دونالد نبش توماهوك الحرب”، معتبرةً أنّ “المدعو حليف روسيا ترامب نبش فأس الحرب ورماه مباشرةً على حليف روسيا”، مضيفةً أنّ “القول إنّ قرار ترامب نسف العلاقات الروسية الأميركية قد يكون مبالغةً، لكنّ مستوى التهديد للعلاقات ارتفع بشكلٍ كبير”.

أما صحيفة “فزغلياد” فقالت الجمعة إن ترامب خسر معركته مع “الإستابليشمنت” وعجز عن انتهاج سياسة مستقلة. وفي مقال بعنوان “ترامب لم يعد يحكم أميركا”، ذكرت الصحيفة أن “الضربات الأميركية على القاعدة السورية وضعت نقطة نهائية في محاولات ترامب انتهاج سياسة مستقلة”، مضيفة أنه “بعد أقل من ثلاثة أشهر على تنصيبه، انتصر “الإستابليشمنت” في واشنطن على الرئيس الأميركي الـ45 الذي دعا سابقا إلى التعاون مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب”.

الجدل هذا لم يقتصر على روسيا وأميركا، بل امتدّ إلى الصحف والقنوات العالميّة الأخرى. وقالت صحيفة “ذا غارديان” البريطانيّة في افتتاحيتها يوم الجمعة إنّ الضربة الأميركيّة جاءت بعد أيام من مجزرة الكيماوي في خان شيخون، لكنّها أتت أيضاً بعد سنوات من تكدّس الأدلة حول التعذيب والوحشية واستهداف المدنيين والمؤسسات الطبيّة والاستخدام المستمرّ للكلورين من قبل النظام السوري.

وتحت عنوان “عالمٌ تحدده دوافع ترامب”، قالت الصحيفة إنّ “المسؤولين على الجانبين، الذين يدعون لاستخدام القوة لإزاحة بشار الأسد، والذين يخطّئون التدخل العسكري، يسألون ما الذي تغيّر. فعدم اليقين مشحونٌ بحقيقة أنّ الهجوم طلبه دونالد ترامب، النرجسي المتقلّب الذي لا يملك نظرةً متماسكة حول العالم، أو بوصلةً أخلاقيّة، وهو الذي طالب أوباما مراراً بعدم التدخل بعدما استخدم الأسد غاز السارين في الغوطة عام 2013”.

وخلصت الصحيفة إلى أنّ هذا القرار، وحده، لن يوقف الجرائم الممنهجة ضد الإنسانيّة. قد يردع النظام عن استخدام غاز السارين مجدداً أو الانغماس المعلن في الفوضى. قد يوقف آخرين عن استخدام مثل هذه الأسلحة… كلّ تلك أهداف مهمّة، لكنّها مجتزأة وغير مكتملة. فتناقض ترامب ولاأخلاقيّته يتجليان في محاولته منع اللاجئين السوريين”، مضيفةً أنّنا “لسنا قريبين من حلّ لتراجيديا سورية ولا لإعادة تأكيد رؤية الولايات المتحدة للنظام القائم على القواعد، مهما كان معيباً… فالعالم القائم على ردود فعل ترامب لا يمكن أن يكون آمناً لأحد”.

موقف “ذا تايمز” البريطانيّة كان مبنياً على مدح الرئيس الأميركي، فقالت إنّ ترامب قام بتحرك ذكي في الشرق الأوسط. وفي افتتاحيّتها، أمس السبت بعنوان “توماهوك في الفجر” قالت الصحيفة إنه من الواضح أن الضربة العسكرية على قاعدة سورية كانت تهدف لمعاقبة الأسد بعد استخدامه غاز السارين ضد المدنيين ولردعه عن شن المزيد من الهجمات الكيماوية.

وفي افتتاحيّتها، أمس السبت، قالت “دايلي تيليغراف” البريطانيّة إن صورايخ توماهوك الأميركية أطلقت القوة الكاملة لقوة عظيمة ضد دولة مارقة.

وتحت عنوان “العالم في حاجة لزعامة صارمة”، قالت الصحيفة إنّ الضربة الجوية كانت استخداماً مناسباً للقوة دفاعاً عن مبدأ إنساني، معتبرةً أنها لم تكن إجراءً حربياً، بل استعراضاً للقوة.

في فرنسا، قسمت “ليبراسيون” تحليلها بين أهمية معاقبة بشار الأسد وبين الوضع الإنساني للسوريين وراحة سورية. ونشرت افتتاحيّة يوم الجمعة عن الضربة الأميركية بعنوان “ترامب أو الجانب الجيد لعدم القدرة على التنبؤ”، اعتبرت فيها الكاتبة ألكسندرا شواتزبرود أنّ الإظهار لبشار الأسد أنه لم يعُد آمناً تحت المظلّة الروسية هو خيار جيّد، لكنّ الراحة لن تأتي لسورية إلا عندما تصمت المدافع.

وقالت شواتزبرود إنّ الضربات العسكرية كان لها جانب تحرّري، أو شعور بالراحة بعد كلّ تلك السنين من السماح، فبشار الأسد اعتقد أنه آمن تحت المظلّة الروسيّة، وهذا اعتقاد خاطئ، نسفه له دونالد ترامب. هناك جانب جيد لعدم القدرة على التنبّؤ، لكن لا يسعنا إلا الشعور بالخوف عندما نفكّر في نتائج التدخلات العسكريّة الأميركيّة في المنطقة.

وأضافت “سنكون مرتاحين حقاً عندما تسكت أصوات المدافع في سورية. فزيادة قصفٍ للقصف، ودمار للدمار، ووفيّات للأموات لا يمكن أن يكون استراتيجيّة. “خَلَصْ”، كما يقولون باللغة العربيّة”.

ورأت الصحيفة أنّه كان من الجيّد القول لبشار الأسد إنه لا يمكن أن يفلت من العقاب، ولكن لا يمكن الذهاب للحرب والسماح باحتماليّة افتعال حريق عالمي، بل يجب الاستفادة من توازن القوى الجديد لإعداد لقاءٍ بين جميع الفئات المعنيّة والاتفاق على استراتيجيّة حلّ مقبولة من قبل الجميع… للجميع ما عدا بشار الأسد الذي أكّد هذا الأسبوع أنه من المستحيل أن يكون جزءاً من المعادلة المستقبليّة”.

العربي الجديد

 

منظمة سويدية تنفي اتهامات روسية لـ”الخوذ البيضاء” بقتل الأطفال

نفت منظمة “أطباء سويديون لحقوق الإنسان” ما تناقلته وسائل إعلامية على رأسها وكالة “سبوتنيك” الروسية عن إصدار المنظمة تقريراً، يقول إن “متطوعي الدفاع المدني السوري المعروف باسم الخوذ البيضاء قاموا بقتل الأطفال لأجل تصوير مقاطع إعلامية أكثر واقعية”.

 

وقالت المنظمة في بيان نشرته على الإنترنت: “إن ما نسب إليها لا يمثل موقفها”، موضحة أنها منظمة مجتمع مدني مستقلة معنية بحقوق الإنسان، وليس لديها خبراء تواصلوا مع “الخوذ البيضاء”.

 

وأكدت المنظمة أنها لم تتهم “الخوذ البيضاء” بقتل الأطفال بالأسلحة الكيماوية كما نشرت وسائل الإعلام الروسية التي قالت إنها “لفقت الخبر”.

 

وكان هجوم جوي شنته قوات النظام السوري بالأسلحة الكيماوية على بلدة خان شيخون جنوب مدينة إدلب السورية قد أفضى الأسبوع الماضي إلى مقتل أكثر من 150 شخصاً، معظمهم من الأطفال وإصابة المئات من سكان البلدة بحالات اختناق.

وبدأت منظمة “الخوذ البيضاء” التي تضم، اليوم نحو ثلاثة آلاف متطوع، العمل في عام 2013. ويعرف متطوعو الدفاع المدني، منذ عام 2014، باسم “الخوذ البيضاء” نسبة إلى الخوذ التي يضعونها على رؤوسهم.

 

وخلال سنوات النزاع، تصدرت صورهم وسائل الإعلام حول العالم، وهم يبحثون عن عالقين تحت أنقاض الأبنية أو يحملون أطفالاً غارقين بالدماء إلى المشافي.

 

 

(العربي الجديد)

 

الناشطون السوريون منقسمون حول أبعاد الضربة الأميركيّة

دمشق ــ ريان محمد

أثارت الضربة الأميركية على مطار الشعيرات العسكري ردود فعل الناشطين السوريين، الذين أمضوا سنوات يطالبون العالم بالوقوف بوجه استخدام النظام الطيران الحربي في قصف المدنيين، كان آخرها استهداف بلدة خان شيخون بالغازات السامة، مما تسبب في مقتل نحو 100 شخص وإصابة نحو 400 آخرين، وهو ما اعتبر السبب الرئيسي للضربة.

 

وانقسم الناشطون السوريون حول أبعاد الضربة، بين التفاؤل والتشاؤم حول آثارها المستقبليّة على الشعب السوري.

 

واعتبر الناشط الإعلامي في جنوب دمشق، رامي السيد، في حديث مع “العربي الجديد”، أن الضربة الأميركية تعتبر “فركة أذن” للنظام وليس أكثر، مطالباً بفرض حظر جوي على طيران النظام. ورأى أن الضربة هي “إنذار للنظام كي يسلم ما تبقى من ترسانته الكيماوية”.

 

وقال السيد: “للمفارقة، في العراق، دخلوا بحجة أن صدام حسين يخبئ أسلحة كيماوية فاحتلوا العراق ولم يجدوا شيئًا وأسقطوا صدام حسين. في سورية، النظام يستخدم علناً السلاح الكيماوي ولا رادع له”.

 

كما أعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق بين الدول على رحيل بشار الأسد، معتبرًا أن روسيا في وضع محرج، لكنه أعرب عن تشاؤمه بالمواقف الدولية التي “عودتنا على عدم التفاؤل، ولا أتوقع تغييرًا جذريًا”.

 

من جانبه، قال الناشط الإعلامي في القلمون الشرقي، وسام الدمشقي، إن “النظام فعلياً كان على علم أو شك باستهداف مطار الشعيرات، لأنه قام قبل الضربة بنقل عدد من الطائرات إلى مطار الضمير ومطار التيفور. كما تم نقل الخبراء الروس إلى مطار حميميم. وحتى التصريحات الأميركية تفيد بأنهم أخبروا روسيا بالضربة، والواضح أنه لم يكن في المطار إلا الحرس، فلم يصب أي طيار. والاحتمال لما قيل أنها طيارات دمرت قد تكون منسقة أو عبارة عن هياكل”.

 

واعتبر أن “هناك شقّاً آخر للضربة حيث قد تكون لكسب الرأي العام، ورسالة مفادها أن الإدارة الأميركية الجديدة أقوى من قبل”.

 

وقال الناشط الإعلامي في مضايا المحاصرة، حسام محمود، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “الناس مذهولون. الجميع استمع للأخبار وما كان أحد يتوقع أن يحدث شيء مماثل”.

 

ولفت إلى أن “هناك بالطبع شيئاً من الفرح النابع من وجود بصيص أمل يغير مسار الثورة بعد ست سنوات من الصمت الدولي، الناس لديها أمل بحظر جوي، وبعد الضربة أمس أصبح هناك أمل أكبر”.

 

الطيران يعجز عن وقف تقدم المعارضة في درعا

مهند الحوراني

تواصل تشكيلات المعارضة المسلحة في درعا تقدمها على حساب قوات النظام والمليشيات الموالية له في حي المنشية، إذ خسرت الأخيرة حواجز “اللعبين” و”سيرياتل” و”البنايات” و”السلوم” و”دراغا”، بالإضافة إلى كتل سكنية مهمة في الحي، وفق ما أعلنت غرفة “البنيان المرصوص” التي تدير معركة “الموت ولا المذلة” منذ أكثر من 55 يوماً في حي المنشية.

 

المتحدث الإعلامي باسم “البنيان المرصوص” أبو شيماء، قال لـ”المدن” إن قوات المعارضة استطاعت السيطرة على “ما نسبته 65 في المئة من حي المنشية من قبضة قوات النظام والمليشيات الداعمة له وأبعدنا بذلك أي مخاطر محتملة تهدد الطرق الحيوية بين الريف الشرقي والغربي لدرعا عبر الطريق الحربي”. وأكد وقوع خسائر بالغة في صفوف قوات النظام، وأوضح “قتل قرابة 57 عنصراً لقوات النظام خلال المواجهات المحتدمة في المنشية وإستطعنا أسر مجموعة من خمسة عناصر، وتم تدمير دبابة بواسطة صاروخ تاو إضافة لتدمير دشمة b10 وقتل من فيها”.

 

وأكد أبو شيماء “أن غالبية الخطوط الدفاعية الرئيسية قد دمرت بالفعل، وما يحتفظ به النظام من الحي الآن لا يشكل 35 في المئة تقريباً، والنظام الآن في وضع لا يحسد عليه بعد استخدامه لمختلف أنواع الأسلحة والدعم البري عبر المليشيات، والجوي الروسي، واللذين فشلا إلى الأن في استرجاع أي نقطة تقدم اليها الثوار في المنشية خلال الأسابيع الماضية”.

 

ويثبت سير العمليات العسكرية في حي المنشية مدى الالتزام الكبير بالمعركة واستمرارها من قبل الفصائل المنضوية في غرفة “البنيان المرصوص”، على الرغم من طول مدة المعركة والاستنزاف الذي ينتج عن هذا النوع من المعارك، إضافة إلى نجاح التخطيط الاستراتيجي القصير والمتوسط المدى والذي نجح إلى الأن بسياسة القضم البطيء لمواقع النظام خلال هجمات مفاجئة ومدروسة بشكل محكم، بحيث لم يعد ملاحظاً ما كانت تعتمد عليه فصائل المعارضة من هجمات تكون غالبيتها كرد فعل على انتهاكات للنظام أو استجابة لمطالب شعبية، دوماً ما تكون على عجل وغير مدروسة بجدية، وهو ما حدث في معركة “عاصفة الجنوب” التي كانت مدينة درعا هدفاً لها عام 2015 وفشلت آنذاك.

 

ولم يشكل الطيران الحربي الروسي والسوري فارقاً كبيراً على الأرض في الحد من القدرة العسكرية لفصائل المعارضة في اختراق دفاعات النظام، حيث بات التحصينات الهندسية والتكيف الكبير من قبل المقاتلين على الاحتماء من ضربات الطيران وثم استئناف القتال أمراً روتينياً.

 

لكن الطيران وجد أهدافاً أخرى مع فشله بوقف هجوم المنشية، باستهداف قرى وبلدات تبعد كيلومترات عديدة عن أرض المعركة بشكل يؤكد المسعى الانتقامي الواضح باستكمال سياسة القتل والتدمير الممنهج للمناطق الخارجة عن سيطرة النظام، حيث استهدف الطيران الروسي بغارات جوية بلدة نصيب الحدودية مع الأردن في ريف درعا الشرقي، وتسبب القصف بقتل طفلة وجرح آخرين جراء انهيار منزل فوق رؤوسهم، إضافة لاستهداف بلدة الطيبة بثلاث غارات جوية أدت إلى مقتل ثلاثة أطفال وجرح آخرين، كما سقط قتلى وجرحى جراء غارات أخرى استهدفت أحياء درعا البلد وحي طريق السد في درعا المحطة، حيث وثق نشطاء تنفيذ أكثر من 30 غارة جوية، وإلقاء المروحيات 40 برميلاً متفجراً، و16 صاروخ أرض-أرض من طراز “فيل”، توزعت على أحياء درعا البلد وطريق السد.

 

الحسكة:يهربون من التجنيد..بالتطوع في شرطة النظام

سامر الأحمد

أعلنت قيادة الشرطة النظام في محافظة الحسكة، أنها خرّجت 400 عنصر جديد من أبناء المحافظة، ليلتحقوا بجهاز الشرطة في مدينتي الحسكة والقامشلي. وقالت جريدة محلية في الحسكة موالية للنظام، الخميس، إن هؤلاء العناصر من المستفيدين من قرار عفو صادر عن الرئيس بشار الأسد، بعد فرارهم من الخدمة قبل سنوات.

 

مصادر خاصة قالت لـ”المدن” إن هذه الدفعة هي جزء من دفعات سيخرّجها النظام خلال الأسابيع القادمة، ومن المتوقع أن يصل العدد الإجمالي لعناصر الشرطة إلى أكثر من 5000 عنصر تخرّج منهم حتى الآن 2000. وتأتي هذه الخطوة بعد حلّ النظام قبل شهور لمليشيا “الدفاع الوطني” بعد ضغوط من سلطات “الإدارة الذاتية” التابعة لحزب “الاتحاد الديموقراطي”، عقب افتعال أكثر من 15 مواجهة مسلحة بين”وحدات حماية الشعب” و”الدفاع الوطني” في الحسكة والقامشلي، خلال العام الماضي. وتخوّف النظام أن يقوم عناصر “الدفاع الوطني” بالالتحاق بـ”قوات سوريا الديموقراطية” طمعاً في الرواتب العالية، خاصة بعد فشل الدعوات التي أطلقها محافظ الحسكة قبل شهرين لشباب المحافظة للالتحاق بـ”الفيلق الخامس” الذي ترعاه روسيا.

 

وقالت المصادر إنها لاحظت اقبالاً ملحوظاً من شباب المحافظة، للانخراط في شرطة النظام، وازدحاماً في مركز التطوّع الذي افتُتِحَ في الصالة الرياضية في مدينة الحسكة منذ منتصف آذار/مارس، خاصة من عناصر “الدفاع الوطني” السابقين. وتأتي هذه الاستجابة من هؤلاء الشباب للتجنيد في سلك الشرطة، كما يبدو، للتخلص من شبح الخدمة الإلزامية مع قوات النظام، إذ يُعفى من ينتسب لجهاز الشرطة من “خدمة العلم” و”خدمة الاحتياط”. ولطالما قامت حواجز قوات النظام المنتشرة ضمن مدينة الحسكة وعلى مدخل مدينة القامشلي، باعتقال شباب المحافظة، والزج بهم على خطوط الجبهات، في معارك حلب وحماة ودمشق.

 

كما أن التطوع في الشرطة يُخلّصُ الشباب من ملاحقة الشرطة العسكرية التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، المنتشرة في الأحياء السكنية، والزج بهم على خطوط التماس بين تنظيم “الدولة الإسلامية” ومليشيا “سوريا الديموقراطية” في أرياف الرقة وديرالزور. الصحاٍفي عبدالعزيز خليفة، قال لـ”المدن”، إنّ حملات التجنيد الاجباري التي تقوم بها الإدارة الذاتية  دفعت معظم شباب المحافظة إلى الهجرة. وأشار خليفة إلى أن الدوريات التابعة لـ”الإدارة الذاتية” تقوم غالباً بالضغط على أهل الشباب الفارين وعوائلهم، كي يعودوا ويلتحقوا بصفوفها، ولكنها تتغاضى عن الشباب الملتحقين بصفوف قوات النظام أو الشرطة التابعة له، في تنسيق على ما يبدو بشكل واضح بين الطرفين. ويكمل خليفة إن  قوات الأمن الأسايش تنفذ حملات التجنيد الاجباري من دون النظر إلى أعمار الشباب، وتم تسجيل اعتقال عدد من الأطفال وتجنيدهم.

 

ويلجأ الشباب إلى التطوع في جهاز الشرطة، بحسب مصادر “المدن”، لأن الخدمة فيها تبقى في مدن الحسكة والقامشلي، بعيداً عن خطوط الاشتباك، وهي أقرب للحالة المدنية، ويُقبل فيها من حمل شهادة ابتدائية فما فوق، بالإضافة إلى راتب يتراوح بين 40 و50 ألف ليرة سورية (100 دولار).

 

الناشط الإعلامي سراج الحسكاوي، قال لـ”المدن”، إن النظام يهدف من الشرطة إلى تحقيق جملة أهداف منها؛ ايجاد صيغة رسمية لعناصر “الدفاع الوطني” والمليشيات الاخرى واعطائهم صفة رسمية باسم “قوى الأمن الداخلي”، بعدما قام بحلها بضغط من “الإدارة الذاتية”. والهدف البعيد أن يكون لهذه القوى، التي تعتبر نظرياً خارج اطار قوى القمع المباشر كالجيش والمليشيات، دور في مرحلة الحل السياسي الذي يتفاوض عليه النظام والمعارضة برعاية دولية. كما أن النظام يريد أن يكسب المكون العربي في المحافظة إلى جانبه، وإظهار الشرطة كقوة تقف في وجه المشروع الانفصالي الكردي.

 

وتأتي خطوة النظام بفتح باب التجنيد إلى جهاز الشرطة، لتضفي تعقيداً إضافياً على العلاقة بين قوات النظام وتشكيلاته المدنية والعسكرية وبين سلطة “الإدارة الذاتية” التابعة لـ”حزب الاتحاد الديموقراطي”. ومن المتوقع اندلاع صدامات خاصة على مستوى القاعدة بين العناصر والمجموعات، ولكن هذا الأمر سيتم ضبطه من رأس الهرم في الطرفين، وإن تعقّد الأمر أكثر سيتدخل الضباط الروس كما حصل في آخر إشكال بين عناصر النظام وعناصر “الوحدات” قبل شهور في القامشلي، وأجبرت الطرفين على توقيع “اتفاق مصالحة”.

 

الضربة تُقلق بوتين/ عصام الجردي

منذ قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين احتلال شبه جزيرة القرم في 2014، بدأ بوتين يربح في السياسة ويخسر في الاقتصاد. بعد تدخله العسكري المباشر في الحرب السورية في 2015 لدعم النظام التوتاليتاري في دمشق، وبدء الطيران الحربي الروسي غاراته الوحشية ضد معارضي النظام والمدنيين تكرس هذا الواقع. الاقتصاد الروسي يعاني تراجعاً في النمو سنوات ثلاثاً على التوالي. بعدما تجاوز الناتج المحلي في 2013 مستوى تريليوني دولار أميركي إلى 2231.8 مليون، تراجع في نهاية 2015 نحو تريليون إلى 1331.2 مليون دولار أميركي. ويعتقد أنه تراجع إلى ما دون ذلك في نهاية 2016 بتراجع النمو.

الضربة العسكرية الأخيرة التي قامت بها البحرية الأميركية ضد قاعدة الجوية السورية بأمر مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعني بحسابات زعيم الكرملين محاولة أولى لضرب صورته رئيساً شعبوياً. ومن وجهيها السياسة والاقتصاد معاً. إضافة إلى ما تمثله معطىً جديداً في الحرب السورية التي بدا فيها بوتين عاملاً مقرراً شبه وحيد. ولا يختلف الأمر سواءٌ جاء قرار ترامب تغييراً جوهرياً في الموقف الاميركي تجاه الحرب في سوريا لإطلاق مفاوضات جدية على أساس قرارات جنيف 1 والمرحلة الانتقالية تكون الإدارة الأميركية جزءاً منها إلى جانب الكرملين، أم لناحية هزّ العصا لتعديل قواعد اللعبة العسكرية، والحدّ من استخدام النظام السوري القوة المفرطة ضد المدنيين بالسلاح الكيميائي أو بالبراميل المتفجرة. ولو أن الاحتمال الأول يبقى مرجحاً. رد فعل بوتين الأولي على الضربة الأميركية بإعلانه وقف التنسيق مع القوات الجوية الاميركية في سوريا، على خطورته عملياً، لا يتعدى محاولة لترميم هيبته التي اهتزت.

استثمر بوتين في المشاعر الوطنية العميقة لدى الروس باستعادة شبه جزيرة القرم لمنع أوكرانيا من الالتحاق بحلف الناتو. قبِل الروس نتائج العقوبات الاقتصادية الأميركية والأوروبية التي فُرضت عليهم وتمّ تجديدها أواخر العام الماضي. التبعات على الاقتصاد والمؤشرات الاجتماعية لم تكن كافية ليفقد بوتين شعبيته في استطلاعات الرأي. اعتمد برامج تكيف استثنائية مع الصين وتركيا وبعض الدول الآسيوية، للحد من تراجع تجارة السلع والخدمات من خلال آلية سداد بالعملات المحلية بدلاً من الدولار الأميركي واليورو. بيد أن العقوبات المضادة التي فرضها بوتين وتناولت منع تصدير مواد غذائية وفاكهة وخضر روسية إلى دول الاتحاد الأوروبي، أسهمت في خفض الصادرات الروسية من خارج منظومة النفط والغاز. تراجع الروبل الروسي بنحو 50% على العملات الرئيسية منذ 2014، الذي كان يفترض معه إكساب الصادرات الروسية تنافسية في الأسواق الخارجية لم يظهر له أثر ملموس مع العقوبات المضادة. في الوقت الذي استمر الباب موصداً في وجه واردات روسيا من التكنولوجيا عالية المستوى  الأوروبية والأميركية.

فاتورة الحرب السورية على روسيا بقيت غير واضحة. مجموعة “آي آيتش أس جاينز” المتخصصة قدرت في تقرير صدر  في تشرين الأوّل/ أكتوبر 2015، تكلفة النشاط العسكري الروسي في سوريا بنحو المليار دولار أميركي سنوياً. خلا خسائر الطائرات الحربية المحتملة. تغير الواقع بعد عامين كثيراً. وارتفعت التكلفة زمنياً ونوعياً نتيجة الزجّ بأجيال جديدة من الصواريخ المتطورة والطائرات والفرقاطات البحرية. إضافة إلى عديد القوات المسلحة. بعد الضربة الأميركية لقاعدة الشعيرات، والتطورات التي لا بدّ أن تترتب عليها تجاه مستقبل الحرب في سوريا، ستزداد قيمة الفاتورة المالية للقوات الروسية هناك بلا جدال. ولا يستبعد أن يكون بوتين قد بدأ في تعزيز قدرات الجيش الروسي في سوريا كماً ونوعاً بعد الضربة الاميركية للتو. ومستمرٌ في ذلك. ما سيرهق الخزانة الروسية بمزيد من العجز.

هذا يعني أن الارتفاع الذي طرأ على أسعار النفط منذ وضع اتفاق أوبك لخفض المعروض بدءاً من 2017 موض التنفيذ، سيكون بلا أثر يذكر على المركز المالي للدولة. وتمثل صادرات النفط والغاز لروسيا نحو 59% من إيرادات الموازنة. إتفاق خفض المعروض النفطي أسهمت به روسيا بجدية من خارج دول أوبك. وكانت قادرة على تجويفه لو لم تلتزمه. وزير المال الروسي أنطوان سيلينوف وضع 80 دولاراً أميركياً سعراً للبرميل كي تتوازن الموازنة الروسية. ولا يعتقد أن السوق ستبلغه في الأمد المنظور. لو قُدر للحرب في سوريا الاستمرار بلا أفق، ومعها الجهد العسكري الروسي هناك، من المشكوك فيه أن يتمكن بوتين من تمويل استثماره في المشاعر الوطنية الروسية بمزيد من التكلفة من دون ثمن يدفعه في الداخل من رصيده السياسي. وهذا لم يكن يحصل من قبل.

روسيا من الدول الأقل ديناً عاماً في دولة بحجمها. لا يزال دينها دون 60% إلى الناتج. الرقم المعياري الدولي. هي أفضل من الدول الصناعية مجتمعة. لكنها تواجه مشكلة تراجع النمو. ورقم الأخير في حال طردية مع نسبة الدين. مشكلتها الأخطر تتمثل في ديون شركات القطاع الخاص جرّاء التراجع الاقتصادي. بما في ذلك شركات القطاع العام وحصتها زهاء 55% الاقتصاد. ديون الشركات غير المصرفية نحو 370 مليار دولار أميركي. أي اكثر من 7 أضعاف الدين العام. وجزء كبير منها بضمانة الدولة تبعاً لملكيتها في تلك الشركات.

كثير من الضباب يلف علاقة النظام السوري بتمويل آلة الحرب الروسية المعلّق عليها. بعض التقارير الغربية تتكهن في أن إيران تتحمل جزءاً من التكلفة لاستمرار النظام جزءاً أساسياً من استراتيجيتها في المنطقة. وهي لم تتمكن من كسر القيد المالي لاسترداد كل أموالها المحجوزة في الخارج رغم الاتفاق النووي. وتمني نفسها بمشاريع إعمار بعد نهاية الحرب السورية. الروسي الذي يدير اللعبة والعِصمة في يده، والقادر أكثر من إيران بأشواط التزام مشاريع الإعمار والغاز والنفط، يعيد حساباته الآن بعد الضربة الأميركية. لو دخل الاميركي في لعبة الحرب والسلام، ومعه الدول الأوروبية، فحسابات المشاريع والاعمار ستتغير بدورها، وستتكشف التزامات سوريا غير المعلنة في الاتفاقات مع روسيا لتغطية نفقات الحرب والدفاع عن النظام ورئيسه. في مقالة سابقة كتبنا عن شروط تمويل الإعمار الموقوفة على الحل السياسي. قلق بوتين مضاعفٌ الآن. صورته التي استثمر فيها من مال الخزانة الروسية. والاتفاقات المعقودة مع النظام لاسترداد تكلفة حمايته. مع ذلك، فضربة ترامب حمّالة أوجه لم تتظهر بعد.

المدن

 

اليمين الأميركي يرى أن كيميائي سوريا خدعة!، انتقد تخلي ترامب عن مواقف قومية أوصلته رئيسًا

 

إيلاف – متابعة: يقول مايك سيرنوفيتش أحد قياديي حركة “آلت رايت” القومية للبيض، إن “كل الذين كانوا يؤمنون بوفاء ترامب الكامل تلقوا إنذارًا اليوم”.

 

حجة لحرب عالمية

واتهمت الحركة ترامب بالتخلي عن المواقف الانعزالية التي أعلنها خلال حملته الانتخابية، مستخدمة هاشتاغ #سوريا_خدعة (سيريا هوكس).

 

يتابع سيرنوفيتش المتخصص في نظريات المؤامرة في تسجيل فيديو نشره على الانترنت الجمعة: “نعلم أن الأسد لن يسمّم شعبه”. وأضاف أن “+الدولة العميقة+ تريد حربًا مع روسيا (…) وتستخدم الهجوم بالغاز في سوريا الذي هو خدعة في الواقع لإطلاق حرب عالمية ثالثة”.

 

لا تدعم الأسد

تقول هذه النظرية إن الإدارتين العسكرية والمدنية تعملان ضد موقف الرئيس الجديد المعارض للبيروقراطية في واشنطن. ينفي بعض مؤيدي هذه النظرية حصول هجوم كيميائي، بينما يرفض آخرون فكرة أن يكون الأسد أمر بشن الهجوم، ويقولون إن الأمر يتعلق بهجوم ملفق لمقاتلين ضد الأسد، مثل جبهة أحرار الشام (النصرة سابقًا) لحمل الرأي العام على الاشتباه في دمشق.

 

تساءل أليكس جونز مسؤول موقع “إنفو وورز” من اليمين المتطرف، الذي يدعم فكرة أن الهجوم خدعة لحمل ترامب على الانضمام إلى موقف المحافظين التقليديين، “لماذا يقوم الأسد بذلك، بينما هو في طور الانتصار؟”. يضيف إنه إذا رضخ ترامب “للجبهة المعادية لسوريا لإثبات أنه ليس دمية بيد روسيا، فلن يتوقفوا عند هذا الحدّ”.

 

برايتبارت يلتزم الحياد

أيّدت غالبية المحافظين التقليديين الضربة على القاعدة العسكرية في سوريا كإجراء عقابي حول الهجوم الكيميائي وتحذير في الوقت نفسه إلى النظام السوري. لكن اليمين المتطرف اعترض، لأنه رأى في الضربة تخليًا عن مواقف ترامب القومية والانعزالية في حملته الانتخابية.

 

فضل موقع برايتبارت الإخباري، الذي كان يديره ستيفن بانون، مستشار البيت الأبيض للشؤون الاستراتيجية، اتخاذ موقف حيادي في تغطيته للضربة الأميركية.

 

وصرح جوش بايندر، أحد محرري موقع برايتبارت على تويتر، أن بانون كان ضد الضربة. وقال إن بانون “هو صوت الذين صوّتوا (لشعار) +أميركا أولًا+ في الإدارة” من دون إعطاء مبررات.

 

أما المعلقة الجمهورية المحافظة آن كولتر فعلقت بالقول: “ترامب خاض حملة لعدم الالتزام في الشرق الأوسط، وذلك يخدم مصالح أعدائنا، ويؤدي إلى أعداد أكبر من اللاجئين (…) ثم رأى صورة على التلفزيون”، في إشارة إلى صور الأطفال الذين قتلوا في الهجوم الكيميائي المفترض.

 

رؤية ثابتة

وذكرت كولتر أن ترامب عارض في 2013 دورًا عسكريًا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وغرّدت كولتر الخميس قائلة: “الذين أرادوا أن نتدخل في الشرق الأوسط صوّتوا لمرشحين آخرين”.

 

إلا أن سيباستيان غوركا، أحد مستشاري الرئيس، دافع الجمعة بالقول: “من المهم أن يدرك الذين صوّتوا لهذه الإدارة بأن الرؤية الأساسية للرئيس لم تتغيّر”.

 

الأســـد في الملجأ

مراد مراد ووكالات

كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية في تقرير لها أمس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرس على ما يبدو استراتيجية جديدة خاصة بسوريا ترتكز على تغيير النظام فيها، وأن بشار الأسد أيقن جيداً هذا الأمر بعد الهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة الشعيرات، ولهذا نصحه المقربون منه بضرورة اللجوء الى مخبأ تحت الأرض خوفاً على حياته من أي ضربة أميركية مفاجئة.

 

وعنونت صحيفة «التايمز» البريطانية أحد تقاريرها عن تداعيات الضربة الأميركية بأن «الأسد الخائف، يواجه حياة جديدة في ملجأ سري تحت الأرض». وأكد التقرير أن «الإفلات من العقاب الذي كانت عائلة الأسد تنعم به منذ العام 1970، قد انتهى (أول من) أمس، وأن بشار الأسد بعد هجوم التوماهوك، أيقن أن حياته أصبحت معرّضة للخطر من قبل الأميركيين».

 

وأضاف تقرير الصحيفة ذات التوجه اليميني والمقربة من دائرة القرار في واشنطن، «يبدو أن الرئيس الأميركي يدرس إمكانية تغيير النظام في سوريا، وعملية اغتيال الأسد هي خيار على الطاولة من أجل إحداث هذا التغيير. وهذا أمر لم يفكر فيه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إطلاقاً». وتابع التقرير «وبالتالي، فإن حياة بشار الأسد ستتغير الآن. وللمرة الأولى ينصحه مستشاروه بالعيش في مخبأ سري تحت الأرض. وفي ذلك شأنه شأن اسامة بن لادن، وصدام حسين، وأبو بكر الغدادي، وأي قيادي إرهابي مُدرج على لائحة الأهداف العسكرية الأميركية، فعلى الأسد الآن تفادي الظهور تحت رادار أجهزة الساتلايت الأميركية، وأن يمتنع عن استخدام جهاز هاتفه الخليوي».

 

ديبلوماسياً، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ريكس تيلرسون تحدثا هاتفياً عن الوضع في سوريا بعد الضربات الأميركية التي استهدفت قاعدة جوية سورية.

 

وأضافت الوزارة أن لافروف قال إن «الهجوم على بلد تحارب حكومته الإرهاب لا يساعد إلا المتشددين ويخلق تهديدات إضافية للأمن الإقليمي والعالمي». وتابعت الوزارة أن لافروف أبلغ تيلرسون بأن التأكيدات على أن الجيش السوري استخدم أسلحة كيميائية في محافظة إدلب في الرابع من نيسان الجاري لا تمت للواقع بصلة.

 

وقالت الوزارة كذلك إن لافروف ونظيره الأميركي اتفقا على مواصلة المناقشات بشأن سوريا وجهاً لوجه. ومن المقرر أن يزور تيلرسون موسكو خلال أيام لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس.

 

وفي بريطانيا قرر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلغاء زيارة الى موسكو كانت مقررة غداً. وبرر قراره هذا بأن «الأمور تغيرت بشكل جذري في الساعات الماضية (أي بعد الضربة الأميركية)، وأولوية بريطانيا الآن هي في تعزيز التواصل والتنسيق مع الولايات المتحدة من أجل تأمين دعم دولي جامع لوقف إطلاق النار في سوريا والدفع نحو حل سياسي شامل للأزمة».

 

وشدد جونسون على أن «بريطانيا طلبت مراراً إلى روسيا استخدام نفوذها لدى النظام السوري من أجل تسهيل التوصل الى حل سياسي»، وختم قائلاً «لكن روسيا للأسف لا تزال تدافع عن نظام الأسد».

 

وردّت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا معتبرة إلغاء الزيارة قراراً «عبثياً»، وأعربت عن أسفها لقلة «الثبات والتناغم في السياسة الخارجية» للدول الغربية.

 

وأعلنت مصادر في المعارضة السورية أن النظام نقل طائرات حربية إلى قاعدة حميميم التي تديرها روسيا لحمايتها من ضربات أميركية محتملة، لا سيما بعد الهجوم على مطار الشعيرات.

 

روسياً كذلك، عادت الفرقاطة «الأميرال غريغوروفتش» المزودة بصواريخ «كاليبر» المجنحة إلى مياه البحر المتوسط لتنضم إلى مجموعة السفن الحربية الروسية هناك.

 

وأفاد النقيب فياتشيسلاف تروخاشيف رئيس الدائرة الإعلامية في أسطول البحر الأسود، أن الفرقاطة الروسية تعود إلى مياه المتوسط بعد انتهاء تدريبات مشتركة جرت الأربعاء الماضي بين هذا الأسطول الروسي والبحرية التركية، حيث قامت مجموعة من السفن الحربية التركية بزيارة ميناء نوفوروسيسك الروسي على ساحل البحر الأسود.

 

وفي استمرار للمجازر ضد الشعب السوري، قُتل 18 مدنياً بينهم 4 أطفال في غارة جوية السبت على محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري الذي رجح أن تكون طائرات روسية شنت الغارة على قرية أورم الجوز في الريف الجنوبي لإدلب، مضيفاً أن الحصيلة قد ترتفع لأن عدداً من المصابين حالتهم حرجة.

 

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن مئات من المقاتلين السوريين غادروا السبت مع بعض عائلاتهم آخر حي كانت تُسيطر عليه المعارضة في مدينة حمص بوسط البلاد.

 

وقالت «سانا» «خرج من حي الوعر 480 من المسلحين والبعض من أفراد عائلاتهم وفق البرنامج المحدد لتنفيذ اتفاق المصالحة»، في إشارة الى اتفاق مع النظام السوري يؤمن لمقاتلي المعارضة ممراً آمناً الى مناطق أخرى تُسيطر عليها المعارضة.

 

وقال محافظ حمص طلال البرازي للوكالة إن «عملية خروج المسلحين الى الريف الشمالي الشرقي تتم بإشراف الهلال الأحمر السوري وقوى الأمن الداخلي والشرطة العسكرية الروسية».

 

روسيا وإيران تؤكدان مواصلة مكافحة الإرهابيين بسوريا

طهران – فرانس برس

بحث رئيسا أركان القوات المسلحة الإيرانية والروسية في اتصال هاتفي، السبت، الضربات الأميركية في سوريا، ووعدا بمواصلة مكافحة “الإرهابيين” وداعميهم، بحسب ما أورد الإعلام الإيراني.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، وقائد أركان الجيش الروسي الجنرال، فاليري غراسيموف، “نددا بالعملية الأميركية ضد قاعدة جوية سورية، معتبرين ذلك اعتداء سافرا على بلد مستقل”.

وأضافا في بيان أن الضربات الأميركية “تهدف للنيل من الانتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه مؤخراً وتعزيز معنويات الجماعات الإرهابية وداعميها”.

وأكدا عزم بلديهما على مواصلة التعاون العسكري “حتى هزيمة الإرهابيين بشكل كامل وهؤلاء الذين يدعمونهم”، بحسب ما أوردت وكالة مهر للأنباء.

وتقدم إيران وروسيا دعماً لنظام الرئيس السوري، ودافعتا عن الرئيس السوري بشار الأسد أمام الاتهامات الغربية بأن نظامه شنَّ هجوماً كيمياوياً في مدينة خان شيخون في شمال غربي سوريا الثلاثاء أسفر عن مقتل 100 شخص.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى