أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 06 أيلول، 2012


مرسي ينعى نظام الأسد وأردوغان يتهمه بالتحول «دولة ارهابية»

نيويورك – راغدة درغام؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ لندن، بيروت، دمشق، انقرة، واشنطن – «الحياة»، ا ب، ا ف ب، رويترز

نعى الرئيس المصري محمد مرسي نظام الرئيس بشار الأسد قائلاً «هذه إرادة الله في خلقه، ولا بد من التغيير الآن، والشعب السوري سيقرر مصيره، ويختار قيادته ويقرر مستقبله، وأظنه بيقين قادر على ذلك». في الوقت نفسه عكس رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الانزعاج الدولي مما ترتكبه قوات النظام في سورية قائلاً «أنه اصبح دولة ارهابية».

وبعدما طالب مرسي القيادة السورية باتخاذ قرار يحقن دماء السوريين قال، في كلمة افتتح بها الدورة الجديدة لمجلس وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية: «لا مجال للكبر أو المزايدة، لا تستمعوا إلى الأصوات التي تغريكم بالبقاء، لن يدوم وجودكم طويلاً… إن لم تفعلوا فعجلة التاريخ ماضية». وقال «أن المجموعة الرباعية التي تضم مصر والسعودية وإيران وتركيا، ستجتمع والكل مدعو للمشاركة، والجهود الحقيقية المبذولة منكم جميعا مشكورة ومقدرة» لكنه لم يُحدد موعداً.

وشدد مرسي على أن بلاده ترفض تدخلاً عسكرياً أجنبياً في سورية مطالباً بتكثيف العمل الذي يوصل إلى حل عاجل يحول دون تعرض سورية لتدخل عسكري أجنبي.

ومع انعقاد المجلس برئاسة لبنان، أعلن مصدر مسؤول في الشركة المصرية للأقمار الاصطناعية وقف بثِّ القنوات السورية على «نايل سات». وأشار إلى أن تلك القنوات هي «الدنيا والإخبارية والفضائية» وتم بالفعل وقف بثها، وقال إن ذلك لأسباب تعاقدية.

وأقر الوزراء مشروع قرار رفعته اليهم اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية، بعد اجتماعها المغلق برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم. ودان القرار «استمرار العنف والقتل والجرائم البشعة التي ترتكبها السلطات السورية والميليشيات التابعة لها ضد المدنيين السوريين، واستخدامها الأسلحة الثقيلة في قصف المناطق الآهلة بالسكان وما تقوم به من عمليات إعدام تعسفي واختفاء قسري».

وطالب القرار الحكومة السورية بالوقف الفوري والشامل لكل أشكال القتل والعنف ضد الشعب السوري. واعتبر «الجرائم والمذابح المرتكبة، جرائم ضد الإنسانية»، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات الكفيلة لتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة الدولية.

ورحَّب القرار بتعيين الإبراهيمي وبالتجديد لناصر القدوة نائبا له. وطالب الأمين العام بمتابعة الاتصالات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبلورة تصور جديد لمهمة الإبراهيمي تتضمن تحقيق الانتقال السلمي للسلطة، من خلال الإسراع في تشكيل حكومة سورية انتقالية تتمتع بالصلاحيات كافة وتضم قوى المعارضة داخل سورية وخارجها. ودان القرار الأعمال الإرهابية الهادفة إلى اغتيال الإعلاميين السوريين والأجانب واعتبار هذه التصرفات منافية للقوانين والقواعد الخاصة بحماية الصحافيين والإعلاميين أثناء النزاعات، وخرقاً لالتزامات الحكومة السورية التي قبلتها وفق خطة الممثل المشترك.

وعرضت اللجنة مذكرة قدمتها الأمانة العامة للجامعة حول التطورات في سورية والقرار الصادر عن قمة مكة المكرمة وتقريراً من رئيس اللجنة والأمين العام حول نتائج اتصالاتهما والجهود المبذولة لتوحيد صفوف المعارضة وتقديم المعونات الإنسانية للاجئين والنازحين السوريين سواء في دول الجوار أو في داخل سورية.

وأكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ضرورة تشكيل حكومة تضم الأطياف السورية كافة، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور رئيس الدورة «إنه لا يمكن أن يكون الحل النهائي حلاً عسكرياً، فأي صراع يجب أن يكون له حل سياسي في النهاية، ولا يمكن أن يوجد هناك أي حل بدون تجاوب الحكومة السورية مع المبادرات المطروحة».

وكان القدوة وصل الى القاهرة للمشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية وحاول ان يخفف ما قاله الابراهيمي عن «المهمة المستحيلة» في سورية التي سيزورها بعد محادثات مع الامين العام للجامعة في القاهرة، «لم نفقد الأمل».

وغادر الإبراهيمي نيويورك أمس الى باريس وبعدها الى القاهرة قبل أن يزور دمشق في موعد لم يُحدد بعد. وقال ديبلوماسيون إن الإبراهيمي ومن خلال كلمته المختصرة أمام الجمعية العامة الثلثاء والتمهل في طرح تصور لمهمته وعدم تحديد إطار زمني لطرح خطة عمل حرص على «امتصاص التوقعات أو إبقائها منخفضة لكي لا يتسبب بخيبة ولكي لا يقيد نفسه بالتزامات الآن، وليعطي نفسه هامش تحرك واسعاً».

وتحدث الإبراهيمي أمام الجمعية العامة عن تطلعه الى «عملية سياسية يقودها السوريون تؤدي الى انتقال يحترم التطلعات المشروعة للشعب السوري وتسمح لهم بتحديد مستقبلهم باستقلالية وديمقراطية». وقالت مصادر إن الإبراهيمي «يقوم بمهمة استطلاعية في ولاية مفتوحة الأفق وبمعايير عامة». وبحث المبعوث مع رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري السفير الألماني بيتر فيتينغ في إمكان إحاطة المجلس بعد عودته من دمشق و»أكد لفيتينغ حرصه على تلقي دعم مجلس الأمن»، وتوقعت المصادر أن يعقد المجلس جلسة إستماع للابراهيمي في وقت لاحق من الشهر.

ولم يلحظ جدول أعمال المجلس تحت الرئاسة الألمانية، الذي وزع أمس، جلسة مخصصة للبحث في التطورات السورية، لكن السفير فيتينغ أكد أن جلسة رفيعة المستوى ستعقد في ٢٦ ايلول تتناول «التغيير في العالم العربي» وستكون سورية محوراً أساسياً فيها.

وقالت مصادر المجلس إن ثمة بحثاً جارياً لعقد اجتماع لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري» في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن الإبراهيمي يأخذ في الاعتبار أنه «كلما طالت الأزمة في سورية ازدادت صعوبة احتوائها وتعقدت إمكانية التوصل الى حل سياسي وتفاقمت التحديات أمام إعادة بناء البلاد واقتصادها». وإنه سيعمل على «المساعدة في تسهيل عملية سياسية وانتقال وفق ما حددته قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية». وشدد بان أمام الجمعية العامة على ضرورة التغلب على مشكلة العجز في تمويل برامج الإغاثة في سورية التي تصل نسبتها الى ٥٠ في المئة. وقال «نحن مقيدون بالعجز في التمويل فمن أصل خطة الاستجابة الإنسانية المقدرة موازنتها بـ ١٨٠ مليون دولار، تم تأمين نصف المبلغ فقط».

أمنياً، سيطر «الجيش السوري الحر» على مطار الحمدان في البوكمال، بعد نجاحه في السيطرة على عدد من المعابر لاسيما في حلب. وأكدت كتائب «شهداء سورية» إسقاط طائرة مروحية في ريف إدلب وطائرتي «ميغ» في بلدة أبوالضهور، حيث لاتزال هذه الكتائب تحاصر المطار لليوم السابع على التوالي. وأفادت شبكة «شام» الإخبارية بأن سيارة مفخخة انفجرت في منطقة الحريقة في دمشق. كما أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 131 شخصاً معظمهم في مجزرة في مدينة حلب، حيث قصفت قوات الجيش بعد منتصف الليل أحياء سكنية ما أسفر عن تدمير مبان بأكملها.

وتحدثت الهيئة العامة عن تعرض مدينة اعزاز بريف حلب لقصف عنيف من الطيران الحربي. كما تعرضت مناطق في ريف اللاذقية لقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام المتمركزة في قريتي نباتة واستربة.

واقترح رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر مورر خلال اجتماعاته مع المسؤولين السوريين أمس ارسال اطباء متخصصين ضمن عيادات جراحية متنقلة، مطالباً بتمكين اللجنة من تأسيس وانشاء عيادات. ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن مورر قوله عقب لقائه وزير الصحة السوري سعد النايف انه اعرب عن رغبته «بتمكين اللجنة من تأسيس وانشاء عيادات ومؤسسات لتقديم خدمات طبية للسوريين».

مرسي: الآن وقت التغيير في سوريا

أردوغان: واشنطن لم تقدّم مبادرة

دعا الرئيس المصري محمد مرسي، الذي افتتح للمرة الاولى أمس اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، الى رحيل القيادة السورية قائلاً: “الآن هو وقت التغيير”. وأعلن أن المجموعة الرباعية التي اقترحت القاهرة انشاءها لحل الأزمة السورية والتي تضم مصر والسعودية وإيران وتركيا ستجتمع، لكنه لم يحدد تاريخاً للاجتماع.  واعتبر إن الوقت الحاضر هو وقت التغيير في سوريا “وليس إضاعة وقت في كلام عن إصلاح… مضى هذا الوقت”.

واتخذ رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان موقفاً هو الاكثر تشدداً له حيال دمشق، إذ قال ان سوريا باتت الان “دولة ارهابية”. ص11 ودعا  في مقابلة مع “شبكة سي ان ان” الاميركية للتلفزيون مجلس الامن الى اعلان منطقة حظر طيران على طول الحدود التركية – السورية. ولاحظ “ان الولايات المتحدة لم تقدم مبادرة في شأن الازمة فى سوريا”، وان ذلك ربما كان يعود الى انشغال واشنطن بالانتخابات الرئاسية المقررة في 6 تشرين الثاني.

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقال عن الملف السوري في مقتطفات جديدة من مقابلة تبثها كاملة قناة “روسيا اليوم” بالانكليزية اليوم : “ينبغي فتح ابواب غوانتانامو وارسال جميع سجناء غوانتانامو الى سوريا ليقاتلوا انه الامر نفسه تماماً” في اشارة الى المعسكر الاميركي في كوبا الذي تحتجز فيه الولايات المتحدة سجناء من تنظيم “القاعدة”.

الوزراء العرب

وأصدر  وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم قراراً تضمن “ادانة شديدة لاستمرار العنف والقتل والجرائم البشعة التي ترتكبها السلطات السورية والميليشيات التابعة لها (الشبيحة) ضد المدنيين”. كما تضمن إدانة للحكومة السورية “لاستخدامها الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع وطائرات حربية في قصفها للأحياء والقرى الآهلة وما تقوم به من عمليات إعدام تعسفي واختفاء قسري”. وطالب الحكومة السورية بالوقف الشامل والفوري لكل أشكال القتل والعنف ضد الشعب السوري”. واعتبر “الجرائم والمذابح التي ترتكبها القوات السورية والشبيحة التابعة لها جرائم ضد الإنسانية”.

ودعا  الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى “متابعة اتصالاته مع الامين العام للأمم المتحدة لبلورة تصور جديد لمهمة الممثل الخاص المشترك (الأخضر الإبرهيمي) يضمن تحقيق الانتقال السلمي للسلطة وذلك من خلال الإسراع في تشكيل حكومة سورية انتقالية تتمتع بكل الصلاحيات”.

ووصف وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور  الذي انتقلت إليه الرئاسة الدورية لمجلس وزراء الخارجية العرب من نظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، مهمة الإبرهيمي التي تلي استقالة المبعوث الخاص المشترك السابق كوفي انان فرصة لحل الأزمة السورية. وصرح في مؤتمر صحافي مشترك مع العربي في ختام اجتماعات وزراء الخارجية العرب: “كلما ابتعدنا عن الحوار السياسي نطيل الأزمة ونطيل نزف الدماء”. ودعا العرب إلى دعم مهمة الإبرهيمي لإنجاحها.

وعلم مندوب “النهار” الى القاهرة خليل فليحان ان مندوب لبنان الدائم لدى الجامعة السفير خالد زيادة التزم موقف لبنان “النأي بالنفس” عندما طرح القرار على المجلس الوزاري للجامعة الذي يتضمن ادانة للنظام السوري. كما علمت “النهار” ان رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اقترح البحث مع الابرهيمي في 9 ايلول الجاري في اعتماد خطة للتغيير السلمي والمدروس الذي يشارك فيه الجميع بما فيهم السلطة السورية ولكن شرط تحديد مهلة زمنية. وافاد مصدر عربي ان “هناك توجهاً الى تزويد الابرهيمي رسالة واضحة الى الرئيس السوري بشار الاسد تتضمن وقف النار والتزام الانتقال السياسي وتحديد مهلة زمنية للمهمة”.

“الجيش السوري الحر”

ميدانياً، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له  ان اعمال العنف في سوريا اسفرت امس عن  مقتل 90 شخصا هم 64 مدنيا و12 جنديا نظاميا و14 مقاتلا مناهضا للنظام.

وقال انه قتل في حلب  وحدها 32 شخصا بينهم سبعة اطفال في غارات جوية وقصف مدفعي للقوات النظامية على احياء فيها، بينما استمرت المعارك للسيطرة على مطار في البوكمال بدير الزور حيث قتل 14 شخصا. وتعرضت مناطق اخرى من البلاد للقصف وشهدت اشتباكات بين الطرفين. واعلن مقاتلون من المعارضة انهم اسقطوا طائرة سورية مقاتلة في ادلب.

في غضون ذلك،  قال قائد “المجلس العسكري الثوري الاعلى في الجيش السوري الحر” العميد الركن مصطفى الشيخ ان هذا التجمع من المقاتلين المناهضين للنظام سيحمل اسما جديدا هو “الجيش الوطني السوري”.

واوضح ان تسمية اللواء الركن محمد حسين الحاج علي الذي يحمل اعلى رتبة في “الجيش السوري الحر”، في منصب “القائد العام للمؤسسة”، ستعلن “ان شاء الله خلال عشرة ايام الى جانب التسميات كلها”. واضاف انه “بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة اقتضى اعادة هيكلة الجيش” الذي تاسس في تموز 2011 “وتنظيمه خوفا من انتشار الميليشيات في سوريا وخوفا على مستقبل سوريا”.

باريس

* في باريس،   قالت مصادر ديبلوماسية ان فرنسا تحاول بعد الحديث عن اقامة نمطقة حظر طيران جزئي في سوريا ثم عن “مناطق عازلة” لحماية المدنيين، حمل شركائها الاوروبيين على مساعدة “المناطق المحررة” في هذا البلد.

وقال احد هذه المصادر رافضا كشف هويته: “نحن البلد الوحيد الذي يساعد شبكات التضامن المحلية بشكل ملموس، ونسعى الى اقناع شركائنا بان يحذوا حذونا في هذا الطريق”. واضاف ان “بعض الشركاء ابدوا اهتمامهم”، وان الموضوع سيدرس خلال اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية الاوروبيين يومي الجمعة والسبت في قبرص.

من جهة اخرى، اقترح رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر مورر خلال اجتماعاته مع المسؤولين السوريين في دمشق ارسال اطباء متخصصين ضمن عيادات جراحية متنقلة، مطالبا بتمكين اللجنة من انشاء عيادات.

وذكر وزير المصالحة الوطنية وليد حيدر بعد لقائه مورر بان سوريا تتعامل مع المنظمات الانسانية الدولية “من موقع حذر من جهة المحافظة على السيادة السورية لان لدينا ملاحظات على ادائها تاريخيا… مع ذلك فان الابواب مفتوحة ونحن مستعدون لاستقبال هذه المنظمات عندما يكون هدفها الاساسي فعلا انسانيا وتقديم المعونات لمجمل السوريين”.

المندوب الالماني

وفي نيويورك، رأى المندوب الالماني الدائم لدى الامم المتحدة السفير بيتر فيتيغ في مناسبة تولي بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الامن لشهر ايلول، انه ينبغي منح الابرهيمي “وقتا” للقيام بوساطته في سوريا. وقال عارضا للصحافيين برنامج الرئاسة الالمانية :”على رغم ان الوضع الميداني مأسوي” فان الممثل الاممي الجديد لا يزال “في مرحلة استطلاعية”. واضاف: “علينا ان نمنحه الوقت لهذا الامر”.

الرئيس المصري يطالب العرب بدعم فلسطين… ويؤكد وقوفه مع دول الخليج

مرسي: تكثيف العمل العربي والدولي لوضع حد لمأساة سوريا

قدّم الرئيس المصري محمد مرسي، أمس، ما يشبه جردة لسياسته الخارجية في المستقبل، معتبرا أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «لن يدوم طويلا»، داعيا الدول العربية إلى التحرك لإيجاد حل سريع للنزاع الدموي الدائر في سوريا.

وطالب الرئيس المصري في خطابه الذي استغرق حوالي ساعة، العرب بدعم الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل، قائلا «تبقى القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى والشرط الأساسي لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. لن تنهض الأمة العربية بغير حل عادل للمشكلة الفلسطينية». وأشار إلى أن مصر ستقف إلى جوار دول الخليج في جهودها لتأمين أمن الخليج العربي واستقراره ودرء أي محاولات للتدخل والهيمنة عليه.

وتحدث مرسي، في بداية خطابه أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، عن الثورة التي أطاحت بحسني مبارك، معتبرا أنها أعادت الشعب المصري لكي يحتل مكانته في أمته العربية.

ودعا إلى إعادة تطوير الجامعة العربية. وقال إن «مصر ترى أن الإطار المقترح لسياسة الجوار العربي يجب أن يقوم على عدد من المبادئ أهمها الحفاظ على وحدة وسلامة وعروبة المنطقة العربية، ورفض أية محاولة لتهديد أي قسم منها أو المس بسيادة أي قطر عربي».

وقال «بالرغم من التحديات المتزايدة التي تواجه أمتنا العربية وتسارع التطورات المتلاحقة على الساحتين الإقليمية والدولية، لاشك تبقى القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى، والشرط الأساسي لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والنهضة المنشودة لأمتنا العربية. فلن تنهض الأمة العربية بغير حل عادل للمشكلة الفلسطينية».

وقال إن «شعوبنا وقد أعلنت عن انحيازها لقيم الكرامة والحرية والعدالة لا يمكن أن تقبل أبدا أن يرزح أشقاؤنا في فلسطين تحت نير احتلال ظالم واستلاب واضح لمقدراتهم وأرضهم، بل ورفض منهجي للتعاطي بجدية مع جهود التسوية المبذولة من هنا أو من هناك، وغياب الرغبة الجادة من الطرف الأخر في هذه الحلول».

وأضاف «نحن في حاجة كدول عربية إلى الوقوف بجانب الحق وتوفير الدعم اللازم لأشقائنا الفلسطينيين، إلى أن يتم التوصل لحل عادل وشامل يضمن الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة». وأكد أن مصر «ستظل تدعم أي تحرك يدعم وحدة الصف الفلسطيني وتحرير أراضيه»، وأنها «تتواصل وتتفق مع كل الأشقاء العرب والمسلمين على تطوير آليات ووسائل العمل العربي المشترك».

سوريا

وقال مرسي «لا يمكن أن يكتسب الزخم المطلوب أو الواقعية المرجوة طالما استمرت معاناة الشعب السوري الشقيق. لا يمكن أبدا أن تقر لنا عين أو يغمض لنا جفن ما دام الدم السوري يراق». وأضاف «أكرر ما قلته في مكة وطهران، إن دماء الشعب السوري التي تراق صباحا ومساء في رقابنا جميعا. نحن مسؤولون عن ذلك، ولابد أن نتحرك صوب الحل النهائي وبكل قدرة وسرعة».

وتابع مرسي إن «سوريا الشقيقة، الشعب والوطن، عزيزة علينا وعلى قلب كل عربي. العضو المؤسس لجامعة الدول العربية لها مكانة خاصة في قلب كل مصري، في قلبي وقلب إخواني وأبنائي في مصر، فمصر وسوريا جمعهما على مر العصور وشائج الحضارة والثقافة والتاريخ والعروبة والإسلام والمصير المشترك. لقد حاربنا جنبا إلى جنب، واختلطت دماء شهدائنا في ميادين القتال دفاعا عن مصالح الأمة العربية، وفي مقدمة هذه المصالح أرض فلسطين. بل كنا في لحظة تاريخية معبرا لحلم أمتنا في الوحدة، دولة واحدة، مصر وسوريا».

وتابع «من هنا يأتي اهتمامنا بما يحدث في هذا البلد الشقيق، ورغبتنا الصادقة في وضع حد للمأساة الدائرة على أرضه، حيث يقتل الأخ أخاه، وإذ يشرد الآلاف من أبنائه الذين صاروا إما لاجئين في دول الجوار أو حتى داخل سوريا ذاتها».

ودعا «وزراء خارجية الدول العربية الممثلين لدولهم وشعوبهم إلى تكثيف العمل على التوصل لحل عاجل للمأساة الدائرة في سوريا في إطار عربي وبدعم دولي». وقال «ما لم نتحرك نحن فلن يتحرك العالم بجدية في هذا الإطار. لعل انتظاركم لعودة الأخ العزيز الكريم الأخضر الإبراهيمي من سوريا وترقبكم حضوره فيه معنى ومغزى. إننا كعرب نتحرك في إطار تعاونكم مع المجتمع الدولي في إطار عربي ودعم دولي يحافظ على وحدة التراب السوري، ويضم كافة أطياف شعب سوريا الشقيق من دون تفرقة على أساس عرقي أو ديني أو طائفي».

وتابع «لقد أصدر مجلسكم هذا عددا من القرارات تعد أساسا صالحا لحل عربي، لا هدف له ولا غرض منه إلا مصلحة سوريا وشعبها، وسيجنبها كارثة السقوط في هاوية الحرب الأهلية أو يعرضها لا سمح الله، وما لا نوافق عليه، أبدا لخطر التدخل العسكري الأجنبي. علينا كذلك أن نستكمل الجهد الذي بدأته الجامعة العربية لتوحيد صفوف المعارضة السورية وحثها على طرح رؤية موحدة وشاملة لعملية الانتقال الديموقراطي في سوريا، بشكل يطمئن كافة مكونات الشعب السوري الشقيق على أن لها حقا محفوظا ومكانا أساسيا في سوريا المستقبل».

وشدد الرئيس المصري على أنه «مازالت هناك فرصة لحقن الدماء»، ووجه كلامه إلى النظام السوري قائلا «لا مجال للكبر أو المزايدة. لا تستمعوا إلى الأصوات التي تغريكم بالبقاء، فلن يدوم وجودكم طويلا». وأضاف إن «الشعب السوري قد قال كلمته، ولا مجال للتأخر في اتخاذ قرار ناجز يحفظ دماءه وينقل سوريا للتغيير المطلوب. تغييرا وليس إضاعة وقت كلام عن إصلاح. مضى هذا الوقت، الآن هو وقت التغيير، الآن مازال بعض الوقت لحقن هذه الدماء، وإن لم تفعلوا فعجلة التاريخ ماضية وإرادة الشعوب غلابة وإرادة الله فوق الجميع، ونحن مع الشعب السوري لكي ينال كافة وكامل حقوقه وإرادته من دون تدخل في شأنه الداخلي».

وتابع أن «الرباعية التي دعت إليها مصر ستكتمل، والكل مدعو إلى المشاركة، والجهود الحثيثة المبذولة منكم جميعا مشكورة ومقدرة. لا بد أن نفعل فعلا إيجابيا يحفظ للشعب السوري دماءه. لا مجال للتلكؤ أو التباطؤ أو إضاعة الوقت لا مجال لهذا. على الجميع أن يدرك أن الشعب السوري قد اتخذ قراره، ولا بد أن ينفذ هذا القرار بالتغيير. النظام السوري عليه أن يتخذ العبرة والدرس من التاريخ القدير والقديم، ومن كل حلقات التاريخ».

وقال «إذا أراد الشعب يوما الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر. هذه إرادة الله في خلقه. لا ابد من انجاز التغيير الآن بإرادتكم في دعم الشعب السوري جميعا، وهو الذي يقرر مصيره وهو الذي يختار قيادته وهو الذي يقرر مستقبله وأظنه بيقين أنه قادر على ذلك.

دعم دول الخليج

وأعلن مرسي ترحيب القاهرة بتعيين عبد ربه منصور هادي رئيسا لليمن و«الانتقال السلمي للسلطة بعد معاناة. وأكد «دعمه ووقوفه بجوار دول الخليج في جهودها لتأمين أمن واستقرار الخليج العربي، ودرء أية محاولات للتدخل أو الهيمنة على مقدراته أو شؤونه أو في شؤون هذه المنطقة العربية، في إطار من الالتزام المصري التاريخي بمساندة كافة الأشقاء العرب».

وأشار إلى أن «مصر وكافة الدول العربية لن يبخلوا بأي دعم ضروري حتى يحظى الشعب العراقي بالاستقرار والأمن، في إطار من مشاركة الأطياف كافة في بناء وطنها الجديد». وأعلن ان السودان «يحتاج اليوم إلى الدعم والمساندة في الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار والتنمية وتأسيس علاقات صحية ونموذجية مع جنوب السودان، قائمة على التعاون والتضامن وليس الصراع والعداء».

وقال إن «تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط وبناء الأمن والاستقرار بها يتطلب إخلاء هذه المنطقة الحيوية للأمن العالمي من كافة أسلحة الدمار الشامل».

وبينما كان مرسي يغادر القاعة عاد إلى المنصة ليقول لوزراء الخارجية «الشعب السوري في الميدان. اتخذوا ما ترونه مناسبا ونحن معكم. نحن معكم. نحن معكم». وهتف «سوريا… سوريا».

(ا ش ا، ا ف ب، ا ب، رويترز)

كلينتون تكرر المطالبة بقرار دولي صارم ضد دمشق

بكين: ندعم الانتقال السـياسي في سـوريا

أعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي لنظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، في بكين أمس، تأييد بلاده «للانتقال السياسي» في سوريا لوقف العنف، لكنه كرر معارضة بكين للتدخل الأجنبي بالقوة في الأزمة السورية.

وقال يانغ جيتشي، في مؤتمر صحافي مشترك مع كلينتون في بكين، «نحن ودول كثيرة نؤيد مرحلة للانتقال السياسي في سوريا، لكننا نؤمن أيضا بأن أي حل يجب أن يأتي من الشعب السوري، ويعكس إرادته. يجب ألا يفرض هذا من الخارج».

ووصف المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مؤخرا مهمته لإقرار السلام في سوريا بأنها «شبه مستحيلة»، لكن جيتشي وجه رسالة تحمل قدرا من الأمل. وقال «قلت في اتصال هاتفي (مع الإبراهيمي) إن الصين تؤيد تماما جهود الوساطة التي يقوم بها، ونأمل أن تؤيد كل الأطراف أيضا جهوده للوساطة حتى يمكن أن يكون هناك حل مناسب وسلمي للموقف في سوريا».

وتابع «في ما يتعلق بالقضية السورية دعوني أؤكد أن الصين ليست منحازة لأي فرد أو أي طرف»، موضحا «نأمل أن يمارس أعضاء المجتمع الدولي نفوذهم إيجابا لحمل كل الأطراف في سوريا على أن تتبنى مسلكا واقعيا هادئا وبناء حتى يمكن أن تكون هناك بداية مبكرة للحوار السياسي والانتقال».

وأقرت كلينتون بأنه «لم يعد سرا» أن الحكومة الأميركية تشعر بالإحباط من موقفي روسيا والصين بشأن سوريا. وقالت «لا يخفى على أحد أننا شعرنا بخيبة أمل من موقف كل من الصين وروسيا، وتعطيلهما فرض قرارات أكثر صرامة في مجلس الأمن الدولي، ونأمل التوحد على مسار حقيقي لإنهاء العنف في سوريا». وكررت أن أسلوب التحرك الأمثل ما زال من خلال اتخاذ موقف صارم في مجلس الأمن الدولي. وقالت «نأمل أن نواصل اتحادنا خلف مسار حقيقي للتحرك قدما لإنهاء العنف في سوريا».

وأعلنت أن الولايات المتحدة ستعمل مع الدول المتفقة في الرأي للتخطيط لليوم الذي سيترك فيه الرئيس السوري بشار الأسد السلطة «لأننا مقتنعون بأنه سيفعل». وحثت على بذل المزيد من الجهود حول سوريا، وقالت «كلما طال أمد النزاع، كلما زادت المخاطر من توسعه خارج الحدود وزعزعة استقرار دول مجاورة».

وبحثت كلينتون وجيتشي قضية النزاع بين دول المنطقة على الأراضي في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي. وقالت كلينتون، التي التقت الرئيس الصيني هو جينتاو، إن مثل تلك الخلافات لن تعوق بالضرورة التعاون بين البلدين.

(ا ف ب، رويترز، ا ب)

تفعيل «اللجنة الرباعية».. ورئيس الوزراء التركي يتحدث بلهجة الفاتح

تصعيد في اللهجة ضد دمشق يقوده مرسي وأردوغان

من أنقرة والقاهرة، جاء التصعيد الخطابي والسياسي كبيراً ضد النظام السوري أمس. الرئيس المصري محمد مرسي، الذي تصدّر منذ خطابه في قمة طهران الأسبوع الماضي، مشهد الموقف العربي الرسمي من سوريا، أعاد إنتاج اللحظة خلال افتتاح اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية.

وأكد مرسي على الدور المصري الإقليمي الجديد، معتبراً أن حكم النظام السوري «لن يدوم طويلاً» وأن «الآن هو وقت التغيير»، ومعلناً في تطور لافت قرب انطلاق اجتماعات اللجنة الرباعية حول سوريا والتي تتشكل إضافة إلى مصر، من تركيا، السعودية وايران. وفي قرار رسمي، طلب مجلس الجامعة العربية، وهو برئاسة لبنان، من اللجنة الوزارية العمل على استصدار قرار فوري من مجلس الامن بوقف العنف في سوريا ضمن الفصل السابع، وتقديم «كافة أنواع الدعم» للشعب السوري، ضمن مجموعة قرارات، نأى لبنان بنفسه عنها.

ونأى لبنان بنفسه عن قرار الجامعة العربية في ما يختص بالوضع السوري. أما رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، فأدخل مصطلحاً جديداً إلى لائحة توصيفاته للنظام السوري، معتبراً أنه «دولة إرهابية»، كما رأى هو أيضاً أن النظام سيسقط قريباً، واعداً بأنه سيصلي عندها في جامع الأمويين في دمشق، فيما اعتبر مسؤول ايراني رفيع المستوى أن تركيا «الخاسر الأكبر» مما يحدث في سوريا.

وتوجه مرسي إلى مجلس الجامعة العربية ودعا «وزراء خارجية الدول العربية الممثلين لدولهم وشعوبهم إلى تكثيف العمل على التوصل لحل عاجل للمأساة الدائرة في سوريا في إطار عربي وبدعم دولي». وقال «ما لم نتحرك نحن فلن يتحرك العالم بجدية في هذا الإطار. لعل انتظاركم لعودة الأخ العزيز الكريم الأخضر الإبراهيمي من سوريا وترقبكم حضوره فيه معنى ومغزى. إننا كعرب نتحرك في إطار تعاونكم مع المجتمع الدولي في إطار عربي ودعم دولي يحافظ على وحدة التراب السوري، ويضم كافة أطياف شعب سوريا الشقيق من دون تفرقة على أساس عرقي أو ديني أو طائفي».

وشدد الرئيس المصري على أنه «مازالت هناك فرصة لحقن الدماء»، ووجه كلامه إلى النظام السوري قائلا «لا مجال للكبر أو المزايدة. لا تستمعوا إلى الأصوات التي تغريكم بالبقاء، فلن يدوم وجودكم طويلا». وأضاف إن «الشعب السوري قد قال كلمته، ولا مجال للتأخر في اتخاذ قرار ناجز يحفظ دماءه وينقل سوريا للتغيير المطلوب. تغييرا وليس إضاعة وقت كلام عن إصلاح. مضى هذا الوقت، الآن هو وقت التغيير، الآن مازال بعض الوقت لحقن هذه الدماء، وإن لم تفعلوا فعجلة التاريخ ماضية وإرادة الشعوب غلابة وإرادة الله فوق الجميع،

ونحن مع الشعب السوري لكي ينال كافة وكامل حقوقه وإرادته من دون تدخل في شأنه الداخلي».

وتابع مرسي قائلا إن «الرباعية التي دعت إليها مصر ستكتمل، والكل مدعو إلى المشاركة، والجهود الحثيثة المبذولة منكم جميعا مشكورة ومقدرة. لا بد وأن نفعل فعلا إيجابيا يحفظ للشعب السوري دماءه. لا مجال للتلكؤ أو التباطؤ أو إضاعة الوقت لا مجال لهذا. على الجميع أن يدرك أن الشعب السوري قد اتخذ قراره، ولا بد أن ينفذ هذا القرار بالتغيير. النظام السوري عليه أن يتخذ العبرة والدرس من التاريخ القدير والقديم، ومن كل حلقات التاريخ».

وطلب المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية من رئيس اللجنة الوزارية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس وزراء قطر متابعة الاتصالات مع الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والمبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي «لبلورة تصور جديد لمهمته وذلك في ضوء ما استجد من متغيرات لا بد من أخذها بعين الاعتبار وكذلك استنادا إلى ورقة العناصر المرجعية لمهمة الممثل المشترك الجديد التي اتفق عليها في اجتماع وزراء الخارجية العرب التشاوري في جدة في 12 آب الماضي».

وطالب المجلس الوزاري الحكومة السورية بـ«الوقف الفوري والشامل لكل اشكال القتل والعنف ضد الشعب السوري». وأكد على «ضرورة تقديم كل اشكال الدعم للشعب السوري للدفاع عن نفسه، وتقديم كافة اشكال المساعدة للمتضررين السوريين».

ودعا المجلس مختلف أطراف المعارضة السورية إلى التجاوب مع مساعي الامين العام للجامعة «من أجل تعميق الاتفاق بين مختلف الاطراف على الرؤية السياسية المشتركة للمرحلة الانتقالية، وتبني آليات عمل فعالة للتنسيق والمتابعة والعمل المشترك، والعمل على ضرورة ايجاد توافق في مجلس الأمن ودعوته الى إصدار قرار بالوقف الفوري بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة حتى يكون ملزما لجميع الاطراف السورية» .

من جهته، قال اردوغان في اجتماع لحزب العدالة والتنمية في أنقرة، إن «المذابح في سوريا التي تكتسب قوة من اللامبالاة التي يظهرها المجتمع الدولي ما زالت في ازدياد»، مضيفا إن «النظام في سوريا أصبح الآن دولة إرهابية». وأكد أن تركيا لا يمكنها أن تسمح لنفسها «بعدم الاكتراث بالنزاع الذي يمزق جارتها».

وقال اردوغان إن «أحزاب المعارضة التركية التي نصرت النظام السوري ستخجل في القريب العاجل من زيارة دمشق، فيما سنذهب (مع أعضاء حزبه) إلى دمشق لنلتقي إخوتنا، ونتلو سورة الفاتحة فوق قبر صلاح الدين الأيوبي ثم نصلي في باحات جامع الامويين الكبير، ونزور تربة الصحابي بلال الحبشي والإمام إبن عربي، والكلية السليمانية ومحطة الحجاز، وسنشكر الله جنباً إلى جنب مع إخوتنا السوريين».

في المقابل، اكد المستشار الاعلى للقائد العام للقوات المسلحة الايرانية اللواء يحيى صفوي ان تركيا هي الخاسر الرئيسي من تطورات سوريا لأن نسيجها الديني الشعبي لا يسمح لها بالتدخل في الشؤون السورية. واكد على «ضرورة تشكيل الامة الاسلامية الواحدة، حيث ستتمكن الدول الاسلامية من متابعة مصالحها الفردية عبر النشاطات الجماعية، وعندئذ لن يكون بمقدور الدول الاستكبارية ممارسة مناوراتها بين دول المنطقة». واضاف ان «الثقافة والحضارة الاسلامية هما القوة الوحيدة التي تحول دون تشكيل العالم احادي القطب والذي تسعى اليه اميركا والكيان الصهيوني».

واشار صفوي الى التطورات الاخيرة في المنطقة، قائلاً ان «الولايات المتحدة بصدد تحريض الدول العربية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية»، مضيفا «علينا ان نوسع نطاق الصحوة الاسلامية من خلال التــحلي باليقظة التــامة، وفي هذا المجال نحن بأمس الحاجة للروح الجهادية والعلمية».

ومع دخول الازمة شهرها الثامن عشر في منتصف ايلول الحالي، تستمر اعمال العنف في سوريا حيث قتل أمس، 90 شخصا هم 64 مدنيا و12 جنديا نظاميا و14 مقاتلا مناهضا للنظام، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان. وقتل في حلب (شمال) وحدها 32 شخصا بينهم سبعة اطفال في غارات جوية وقصف مدفعي للقوات النظامية على احياء فيها، بينما استمرت المعارك للسيطرة على مطار في البوكمال في دير الزور حيث قتل 14 شخصا، وتعرضت مناطق اخـــرى من البلاد الى القصف وشهدت اشتباكات بين الطرفين.

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

فرنسا تساعد المناطق المحررة في سوريا وتدرس تقديم أسلحة للمعارضة

باريس- (رويترز): قال مصدر دبلوماسي الاربعاء إن فرنسا بدأت مساعدة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا حتى تستطيع هذه “المناطق المحررة” إدارة نفسها بنفسها وان فرنسا تدرس تقديم مدفعية ثقيلة لحماية هذه المناطق من هجمات الحكومة.

وقالت فرنسا الاسبوع الماضي انها حددت مناطق في الشمال والجنوب والشرق خرجت عن سيطرة الرئيس بشار الأسد مما يتيح فرصة للمجتمعات المحلية لحكم نفسها بنفسها دون ان يشعر السكان بالحاجة الى النزوج عن سوريا.

وقال المصدر “في المناطق التي فقد النظام السيطرة عليها مثل تل رفعت (الواقعة على بعد 40 كيلومترا شمالي حلب) والتي حررت قبل خمسة اشهر أنشئت مجالس ثورية محلية لمساعدة السكان واقامة ادارة لهذه البلدات حتى تتجنب الفوضى مثلما حدث في العراق عندما انسحب النظام.”

وقال المصدر إن فرنسا- التي وعدت في الاسبوع الماضي بخمسة ملايين يورو (6.25 مليون دولار) اضافية لمساعدة السوريين- بدأت في تقديم المساعدة والمال يوم الجمعة الى خمس سلطات محلية في ثلاث محافظات وهي دير الزور وحلب وادلب. ويعيش نحو 700 ألف شخص في هذه المناطق.

وتعرض المدنيون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا لغارات جوية قاتلة من جانب قوات الاسد بشكل متكرر وثارت اسئلة بشأن كيف تقترح فرنسا حماية المدنيين وإثنائهم عن النزوح الى الدول المجاورة.

واعترف المصدر بان بعض المناطق لا تزال تتعرض لقصف متقطع من جانب القوات السورية لكن احتمال سقوطها ثانية في يد الحكومة مستبعد بشكل كبير. وقال ان الناس في هذه المناطق طلبوا اسلحة مضادة للطائرات.

وقال المصدر “انه امر نعمل عليه بشكل جاد لكن له عواقب خطيرة ومعقدة. نحن لا نهمله”.

ويمكن لإقامة مناطق حظر طيران تقوم فيها طائرات أجنبية بدوريات ان يحمي المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة لكن الفرصة ضعيفة جدا في الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي التابع للامم المتحدة للقيام بهذا العمل في ظل معارضة روسيا والصين اللتين تملكان حق النقض (الفيتو) في المجلس.

وقالت قوى اوروبية ايضا انها لن تقدم اسلحة الى المعارضة ذات التسليح الخفيف والتي لا تملك حلولا تذكر لصد هجمات مقاتلات الأسد وطائراته الهليكوبتر المزودة بالرشاشات. ولمح المصدر الى انه ربما حدث تحول في تفكير باريس.

وقال المصدر “ليس الامر سهلا. حدث نقل لأسلحة انتهى بها الحال في مناطق مختلفة مثل الساحل لذلك فان كل هذا يعني اننا نحتاج للعمل بشكل جاد وبناء علاقة ثقة لتتضح الرؤية حتى يتسنى حينئذ اتخاذ قرار نهائي. يحتاج هذا إلى وقت”.

وقال المصدر إن باريس كثفت من حوارها مع مقاتلي المعارضة في الاسابيع الماضية رغم انه حتى هذه المرحلة لا يقوم مستشارون عسكريون فرنسيون بمساعدتهم. واضاف ان فرنسا تعمل على تنمية العلاقات بين المعارضة السياسية السورية والمنشقين ومقاتلي المعارضة.

حجب القنوات السورية عن ‘عرب سات’ و’نايل سات’ ووزارة الإعلام تعتبره انحيازا للمشروع المعادي لسورية

مقتل عشرات المدنيين في حلب ومعارضون يعلنون إسقاط طائرة

مصدر عسكري: يمكن إبطال مفعول أي صاروخ يستولي عليه الجيش الحرّ إلكترونيا

دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر: القاهرة ـ بيروت ـ وكالات: بينما يسعى مقاتلو الجيش الحر بكل الوسائل للسيطرة على عتاد عسكري يملكه الجيش السوري أياً كان نوعه، يركز هؤلاء المقاتلون في الآونة الأخيرة سعيهم للحصول على أسلحة صاروخية بأي ثمن من الأثمان بعد عجز الدول الغربية والإقليمية الداعمة لهم، لكن مصدرا عسكريا سوريا قال لـ ‘القدس العربي’ ان كل مساعي الحصول على صواريخ من قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري لا قيمة لها، موضحاً أن المنظومات الإلكترونية لدى القوات السورية تستطيع إبطال مفعول (منع إطلاق) الكثير من الصواريخ مباشرة عبر تغيير شيفرات (كود) الإطلاق، كما لفت إلى أن جزءا كبيرا من الصواريخ السورية توجد بمكان ومنصات إطلاقها في مكان آخر وبالتالي السيطرة عليها دون منصات الإطلاق (البطاريات) سيكون بلا جدوى إلى حين استعادة الجيش السوري لهذه الصواريخ في حال جرت السيطرة عليها من قبل مقاتلي المعارضة.

وقال خبراء عسكريون لـ’القدس العربي’ أيضاً أن مسلحي الجيش السوري تمكنوا من السيطرة على صواريخ قصيرة المدى لا تتجاوز 50 كم من إحدى كتائب الدفاع الجوي بريف حلب من نوع ‘فولغا’ و’بيتشورا’ لكن المسلحين لم يستطيعوا إطلاق أي منها وأن الجيش السوري استطاع استعادتها.

لكن مقاتلي المعارضة استطاعوا السيطرة على صواريخ من نوع كوبرا التي لا يتعدى مداها عدة كيلو مترات منذ فترة غير بعيدة، كما أن إمداداً جاءهم من دول إقليمية إذ حصلوا على صواريخ من نوع كوبرا.

جاء ذلك في الوقت الذي اعلن مسؤول رفيع المستوى في الجيش السوري الحر الاربعاء عن مساع لاعادة هيكلة هذا التنظيم المسلح المعارض بهدف تجاوز الخلافات الداخلية ومواجهة تزايد الجماعات التي تعمل بشكل مستقل، في وقت واصلت القوات النظامية الاربعاء هجماتها على المقاتلين المناهضين للنظام وخصوصا في حلب.

وقالت مصادر بالمعارضة السورية ان مقاتليها الذين يحاصرون مطارا عسكريا قرب الحدود مع العراق خاضوا قتالا عنيفا الاربعاء في حين قال معارضون في شمال البلاد انهم أسقطوا طائرة مقاتلة.

ويفرض مقاتلو الجيش السوري الحر حصارا على مطار حمدان بمدينة البوكمال عند الحدود الشرقية للبلاد في محافظة دير الزور منذ ثلاثة أيام.

ومع دخول الازمة شهرها الثامن عشر في منتصف ايلول (سبتمبر)، تستمر اعمال العنف في سورية حيث قتل الاربعاء 90 شخصا هم 64 مدنيا و12 جنديا نظاميا و14 مقاتلا مناهضا للنظام، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان.

وقتل في حلب (شمال) وحدها 32 شخصا بينهم سبعة اطفال في غارات جوية وقصف مدفعي للقوات النظامية على احياء فيها، بينما استمرت المعارك للسيطرة على مطار في البوكمال في دير الزور (شرق) حيث قتل 14 شخصا، وتعرضت مناطق اخرى من البلاد الى القصف وشهدت اشتباكات بين الطرفين.

في هذا الوقت، قال قائد المجلس العسكري الثوري الاعلى في الجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى الشيخ لوكالة فرانس برس ان هذا التجمع من المقاتلين المناهضين للنظام سيحمل اسما جديدا هو ‘الجيش الوطني السوري’.

وذكر ان تسمية اللواء الركن محمد حسين الحاج علي الذي يحمل اعلى رتبة في الجيش السوري الحر، في منصب ‘القائد العام للمؤسسة’، ستعلن ‘ان شاء الله خلال عشرة ايام الى جانب التسميات كلها’.

ومن بين الاصلاحات التي ينوي قادة الجيش الحر ادخالها عليه ‘توحيد الصفوف وتوحيد منافذ الدعم، وهذا امر مهم جدا ان تكون موحدة لكي لا تصير هناك ميليشيات وهذا خطير’.

واوضح الشيخ ان ‘العديد من المجموعات تقول انها جيش حر لكنها تعمل على حسابها’، مشيرا الى ان اعادة الهيكلة ‘نقلة نوعية’، في ظل تردد المجتمع الدولي في ‘تزويدنا بأسلحة نوعية بحجة ان لا وجود لمؤسسة’.

وعلى الصعيد السياسي، اعتبر الرئيس المصري محمد مرسي ان النظام السوري ‘لن يدوم طويلا’، واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان هذا النظام بأنه اصبح ‘دولة ارهابية’، بينما اعلنت الصين انها تدعم ‘انتقالا سياسيا’ في سورية وانها ‘ليست منحازة لاي فرد او طرف’.

وقال مرسي في مستهل اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة انه ‘ما زالت هناك فرصة لحقن الدماء ولا مكان للمزايدة، والنظام في سورية لن يدوم طويلا’.

ودعا الرئيس المصري الى ‘تكثيف العمل لوضع حد للمأساة في سورية في إطار عربي مشترك وبدعم دولي يحافظ على التراب السوري’.

كما اكد ان مصر تقف مع الشعب السوري حتى ينال ما يريد من تقرير مصيره واختيار قادته ونقل البلاد الى التغيير المنشود، مشيرا الى ان القاهرة ‘قررت معاملة الطلاب السوريين المقيمين في مصر معاملة الطلاب المصريين لهذا العام’.

واكد مرسي ان ‘مصر لن تقبل تدخلا في شؤون دولة عربية شقيقة ونهوض الامة العربية مرهون بحل كافة قضاياها المصيرية وتأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية التي تحتاج لحل سياسي حقيقي ينهي كافة مظاهر الاحتلال للاراضي الفلسطينية والعربية’.

وشدد الرئيس المصري على ان بلاده ‘ستظل تدعم اي تحرك يدعم وحدة الصف الفلسطيني وتحرير اراضيه’.

الى ذلك حجبت إدارتا ‘عرب سات’ و’نايل سات’، الأربعاء، بث القنوات الفضائية السورية، فيما أدانت وزارة الإعلام السورية الأمر واعتبرته انحيازاً مباشراً للمشروع المعادي لسورية.

وتوقف بث القنوات السورية ‘الفضائية السورية’ و’الإخبارية’ و’الدنيا’، بعد حجبها عن القمرَين الصناعيين ‘عرب سات’ و’نايل سات’.

وفي السياق، أدانت وزارة الإعلام السورية في بيان، توقيف بث القنوات السورية على ‘عرب سات’ و’نايل سات’ واعتبرته انحيازاً مباشراً للمشروع المعادي لسورية.

وقالت إنه ‘في إطار الحملة التي تستهدف سورية، قامت شركة ‘نايل سات’ للبث الفضائي بإيقاف بث القنوات السورية في إجراء أحادي يخالف شروط العقد المبرم مع الشركة المذكورة وينتهك مواثيق الشرف الإعلامي’.

وأضافت الوزارة أنها ‘إذ تدين هذا الانتهاك وتعتبره دليلاً مباشراً على انحياز القائمين عليه الى جانب المشروع المعادي لسورية دولة وشعباً وسلوكاً يندرج في إطار خدمة المشروع الصهيوني، فإنها تدعو الشركة إياها إلى الرجوع عن هذا السلوك واتباع الأصول القانونية والمتعارف عليها في مثل هذه الأحوال’.

يذكر أن مجلس وزراء الخارجية العرب طلب في 2 حزيران (يونيو) الماضي من إدارتي ‘عرب سات’ و’نايل سات’ وقف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية وغير الرسمية.

جهاديون عرب يرحلون من الباكستان باتجاه سورية.. و’جهاديون’ شيعة يتدفقون من العراق لحماية الاسد

في الباب لا ينتظرون دعم فابيوس ويعيشون تحت رحمة الميغ.. واعزاز فارغة من سكانها ولم يكتمل الانتصار بعد

لندن ـ ‘القدس العربي’: ‘ضيوف’ طالبان يرحلون لسورية، فالمجاهدون العرب هناك وجدوا ساحة للجهاد جديدة، والمقاتلون في بلدة الباب يعرفون تماما ان احدا لن يساعدهم الآن وعليهم الاعتماد على انفسهم، اما ايران فتزود سورية بالاسلحة عبر قاعدة جوية من العراق.

ففي قصة رحيل المجاهدين العرب من مناطق القبائل الباكستانية اشارت تقارير ان بعضهم باع بيته وممتلكاته بشكل كامل وسافر الى سورية، فيما ترك آخرون عائلاتهم هناك على امل العودة لاحقا.

وتقول التقارير ان حجم الاسلحة التي باعها المجاهدون العرب كان كبيرا لدرجة اثر على اسعار الاسلحة حيث انخفض سعر البنادق للنصف. وتشبه عمليات الرحيل شبه الجماعية هذه عمليات رحيل مماثلة اثناء الثورة الليبية حيث انتقل العديد منهم للمشاركة للجهاد ضد القذافي. ولكن قادة طالبان والقاعدة يقولون ان الرحيل هذا لن يؤثر على طبيعة وكفاءة العمليات.

ونقلت صحيفة ‘التايمز’ عن قيادي قوله ‘لدينا الكثير من المقاتلين، وفي الحقيقة فنحن فرحون لذهابهم كي يساعدوا اخواننا في العالم العربي’. ويتبع معظم المجاهدين العرب مجموعة حقاني والتي يتبعها اكثر من الفي مقاتل وعادة ما تستهدف في عملياتها قوات حلف الناتو في افغانستان.

عبر الجو ومن الجبال

وتضيف الصحيفة ان وكالة الاستخبارات الباكستانية ‘اي اس اي’ تعرف بموجات رحيل المجاهدين العرب لكنها لا تعرف مكان توجههم. وعن طريقة خروجهم من الباكستان فهناك من يخرج منهم بطريقة قانونية عبر بيشاور اما من لا يملك منهم اوراق سفر فيقطعون الرحلة الطويلة من مناطق القبائل عبر جبال بلوشستان اما الى ايران او عبر البحر الى دول الخليج.

وتقول الصحيفة ان رحيل المجاهدين كان مفيدا للمواطنين المحليين من ناحية حصول المتعاطفين معهم على ادواتهم المعيشية فيما استفاد اخرون من الاسلحة التي باعوها بأسعار مخفضة.

ويقول سكان في مدينة ‘وانا’ ان 300 عائلة عربية كانت تعيش فيها او حولها لم يعد ير منها سوى عائلات قليلة، ويقولون ان البندقية التي تباع في الاوقات العادية بمبلغ 90 الف روبية اصبحت الان تصل الى 40 الف روبية. وتقول ان المجاهدين العرب قبل ان يصبحوا عرضة للطائرات الامريكية التي تلاحقهم كانت لديهم قوة شرائية عالية من ناحية قدرتهم على استئجار بيوت واسعة وشراء سيارات غالية الثمن.

ويقول باكستاني انهم كانوا يشترون كميات كبيرة من الفواكه واللحوم ولكنهم في الاونة الاخيرة كانوا يعيشون بالكاد، ربما لعدم وصول اموال من الدول العربية.

ويعتقد محللون ان اعتماد الجماعات الجهادية الباكستانية على المقاتلين العرب والاموال العربية قد انخفض منذ عام 2004. وعادة ما يشير السكان الى المقاتلين الاجانب بـ ‘الضيوف’.

جهاديون شيعة

وان كان الجهاديون العرب يتوجهون لسورية من الباكستان، فالميليشيات الشيعية العراقية التي تلقت دعما من ايران اثناء الحرب الطائفية 2004 – 2006 بدأت تتجه نحو سورية للدفاع عن نظام الاسد وذلك حسب صحيفة ‘نيويورك تايمز’، وهذا تطور جديد بعد ان اشارت تقارير الى الدعم الايراني اللوجيستي، من ناحية تدريب القوات السورية على مكافحة المظاهرات، والتنصت على الانترنت، اضافة الى نشاطات فيلق القدس في سورية وتقارير عن محاولات ايرانية لانشاء ميليشيات علوية ‘ الشعب’ للدفاع عن النظام. كل هذا يضاف الى استمرار وصول الاسلحة من ايران الى سورية.

ايران تدعم

ايران الخائفة من سقوط نظام الاسد تقوم بتزويده بأسلحة كي تطيل عمره، لان سقوطه يعني انهيار التأثير الايراني في المنطقة وانتصار السعودية. فقد اشارت ‘نيويورك تايمز’ ان الحكومة الايرانية استأنفت ارسال الاسلحة لسورية عبر العراق، فيما الحت ادارة باراك اوباما على الحكومة العراقية الشريان الجوي الذي تستخدمه ايران، حيث تم فتح الموضوع في محادثات الامريكيين مع نوري المالكي – رئيس الوزراء العراقي. ولكن مع زيادة قوة المعارضة المسلحة والضربات التي تعرض لها النظام السوري من مثل مقتل كبار قادة الدولة فقد ضاعفت ايران من جهودها لتعزيز الوضع العسكري لحكومة بشار الاسد.

وتقول الصحيفة ان ايران استأنفت شحن الاسلحة في شهر تموز (يوليو) الماضي وتتواصل منذ ذلك الوقت. ويقول مسؤولون ان الخط الجوي سمح لايران بتعزيز قوات الاسد على الرغم من محاولات المقاتلين السيطرة على معابر برية بين العراق وسورية وتركيا وسورية.

ونقلت عن جنرال لبناني متقاعد قوله ان السوريين لا يعانون من اية مشكلة فهم يسيطرون على المجال الجوي والمطار. وكشفت ان نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن المسؤول عن ملف العراق قد اتصل مع المالكي هاتفيا في 17 من اب (اغسطس) الماضي ولم يكشف عن طبيعة ما جرى بينهما لكن مسؤولا مطلعا قال ان بايدن عبر عن قلقه من الرحلات الجوية. ويقترح الدعم الايراني ان طهران لن تتردد عن دعم نظام الاسد عسكريا فيما يتردد الغرب في دعم المعارضة بالسلاح خشية ان يذهب بعضه للجهاديين. كما ان الموقف العراقي المتسامح يقترح ان تأثير الادارة الامريكية على السياسة العراقية محدود.

موقف متردد

ومنذ الازمة السورية اتخذ العراق اما موقف المحذر من اثارها على العراق او الداعم بطريقة غير مباشرة، كما ان علاقة العراق مع ايران وتأثيرها القوي لا يمنح المالكي اية فرصة لاتخاذ موقف مستقل عنها.

ويخشى المالكي من ان يؤدي سقوط الاسد ان يتقوى المحور السني خاصة الاكراد في الشمال. ويمكن للعراق ان يتخذ اجراءات لمنع وصول الاسلحة اما من خلال تفتيش الطائرات قبل اقلاعها من مطار بغداد لمطار دمشق او منع طهران استخدام المجال الجوي العراقي. ومما يجعل من اي قرار تتخذه الحكومة العراقية غير ذي شأن هو ان العراق ليس لديه سلاح جوي، الذي دمر بعد الغزو ولم يتم انشاء بديل عنه حيث تركت امريكا العراق وهو غير قادر لمراقبة او الدفاع عن مجاله الجوي.

وكانت ايران تتردد في السماح لتفتيش طائراتها التجارية ولكن الشحن توقف في الفترة التي كانت تعد فيه بغداد لمؤتمر القمة العربي، وبعد المؤتمر مباشرة اتصل اوباما بالمالكي في 3 اذار(مارس) واكد له ضرورة وقف الطائرات.

في الباب يعدون الضحايا

ولا يزال الجيش السوري يتفوق على المقاتلين من ناحية القوة الجوية حيث يحرمهم حتى الان من السيطرة وبشكل كامل على مناطق لم تعد تحت ادارة النظام السوري. واشارت احاديث لاجئين سورية في الاردن في الايام الماضية فروا من منطقة درعا جنوب سورية، مهد الانتفاضة، الى ان الطيران السوري لم يبق قرية قائمة وانه احرق البيوت وشرد الاهالي وتركها اماكن لا يعيش فيها سوى الدواب وما تبقى من كلاب وقطط. والوضع في الجنوب لا يختلف عن الشمال، فالمعارك الدائرة في حلب ادت الى اعتماد الجيش وبشكل اكبر على القوة الجوية نظرا لعدم قدرة قواته على الدخول للاحياء. وفي محاولة للتعرف على اثار الحملات الجوية على المدنيين، اشار تقرير في ‘اندبندنت’ الى القصف الجوي على بلدة الباب في ريف حلب، حيث اشار الى قصة احمد السعيد الذي كان يقف على طابور الخبز ولساعات عندما استمع الى صاروخ ضرب الحي، فأسرع مع من اسرعوا يسكنهم الذعر للاطمئنان على اهلهم، وعندما وصل السعيد الى البيت وجده قد انهار من جانبه الامامي على الشارع والنيران تشتعل من اجزاء اخرى وقام مع الجيران بمحاولات يائسة لانقاذ شقيقيه وشقيقته من تحت الانقاض مع صديق جاء للزيارة، ليكتشف ان المحاولة لا امل فيها وتم اخراج الجثث بعد ثلاث ساعات من البحث.

ويقول مراسل الصحيفة ‘كيم سنينغوبتا’ انه يعرف ثمانية من القتلى ومنهم عائلة احمد اثناء اقامته في البلدة شهراـ ومن بين القتلى يحيى محمد ناصر وهو احد المقاتلين وابراهيم الحمدو هو ناشط شارك في المظاهرات ولم يحمل بندقية ابدا.

ويقول المراسل انه لا توجد اية اهداف عسكرية كي يضربها الجيش لكن البلدة تدفع ثمن تحديها للنظام، خاصة ان غالبية من ابنائها يشاركون في المعارك في حلب. ومنذ بداية الانتفاضة قتل من ابنائها 250 شخصا وتشرد ربع سكانها اما في القرى المحيطة بها او عبروا الحدود الى تركيا. وظلت البلدة تعاني من قصف متواصل من قاعدة عسكرية قريبة قبل اجبار من فيها على تركها، ويعتقد احمد ان الوضع اصبح اكثر امنا، فلم يكن يتوقع ما حدث. ويقول ان والده ووالدته اللذين اخرجهما من القرية مع اولاده واولاد اخوته الى قرية اخرى في حالة من الصدمة.

ويصف سنينغوبتا كيف استطاع الاهالي السيطرة على القاعدة التي اجبر الجنود فيها على الهروب باتجاه حلب تاركين وراءهم قتلاهم وجرحاهم وكيف احتفل السكان وطافوا في شوارعها على متن دبابتين تم ‘تحريرهما’، وكعملية انتقامية قام الجيش بسلسلة من القصف الجوي الذي تراجع في الاسابيع الماضية.

ويختم تقريره بالقول انه في اليوم الذي قصفت فيه الباب، هدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعمل سريع وحاسم من الغرب ضد الاسد، ولم تلق تهديداته الا السخرية من اهل بلدة الباب حيث نقل عمر عبدالله الهاني الذي جرح والده البالغ من العمر 73 عاما قائلا ‘سيتركون بشار يقتل الاطفال والعجزة طالما لم يستخدم الاسلحة الكيماوية، من اي شيء خائفون؟ هل يخافون من ان تصل الغازات الكيماوية لاوروبا او امريكا، نعرف اننا لن نتلقى اي دعم من الغرب، نقاتل وحدنا ولا نريد كلام الغرب الفارغ’.

اعزاز

على خلاف الباب التي بقي بعض سكانها، فبلدة اعزاز تركت دمارا، بيوتها منهارة وشوارعها غائرة من اثر القنابل التي سقطت عليها ولم يعد فيها احد سوى عدد قليل من اهلها واخر من المقاتلين او اللاجئين الذين يتوقفون فيها في طريقهم لتركيا.

دفعت اعزاز ثمن انتصار يبدو الان فارغا للجيش الحر على القوات النظامية، ومع ذلك فعلى بعد عشرة اميال منها هناك قاعدة عسكرية محصنة بشكل قوي تحت سيطرة قوات الاسد ولن يتغير الوضع على ما يبدو حتى تنتهي الحرب.

ويشير تقرير لصحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ ان الاعداد التي بقيت في البلدة التي كان يسكنها 50 الف نسمةـ يعتبرون انفسهم محظوظين لتوفر الكهرباء والمياه الصحيةـ لكن لا احد سيبكي منهم على النظام ان سقط، كما يسري الحقد ضد العلويين مسرى الدم في العروق. وقابل مراسل الصحيفة شخصا اسمه ابو شدو حيث قال انه فقد 17 من افراد عائلته عندما القت طائرة ‘ميغ’ قنبلة على الحي الذي يسكن فيه.

وقال ان الحرب كان يجب ان تكون حربا على قدم المساواة بين جنود وجنود وليس مثل هذا. ويشير التقرير الى ثكنة للجيش تركت الان مدمرة وعلى جدرانها عبارة ‘الاسد للابد’ وصور لاعبي كرة قدم وممثلات. وليس بعيدا عن البلدة ترتفع الراية التركية على الجانب الاخر من باب السلامة الذي كان معبرا تجاريا هاما.

الابراهيمي يندد بالخسائر البشرية الهائلة والاضرار المادية ‘الكارثية’ في البلد

نيويورك (الأمم المتحدة) ـ ا ف ب: اتهم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء الدول التي تزود طرفي النزاع الدائر في سورية بالاسلحة بانها ‘تزيد شقاء’ السوريين، في حين طلب الوسيط الدولي للنزاع في هذا البلد الاخضر الابراهيمي ‘دعم الاسرة الدولية’ لمهمته التي بدأت لتوها.

وقال بان في كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة ان ‘اولئك الذين يزودون بالسلاح ايا من الجانبين لا يساهمون الا في المزيد من الشقاء، وفي خطر الوصول الى نتائج لا يمكن توقعها مع اشتداد القتال واتساع رقعته’.

ولم يسم الامين العام في كلمته امام ممثلي الدول الـ 193 الاعضاء في المنظمة الدولية ايا من الدول التي يتهمها، علما بان روسيا هي اول مصدر للاسلحة الى نظام الرئيس السوري بشار الاسلحة في حين يؤكد مسؤولون في الامم المتحدة بان ايران ارسلت اسلحة الى حليفها الاول في المنطقة.

بالمقابل يتهم نظام الاسد كلا من السعودية وقطر وتركيا بتسليح معارضيه، في حين اعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا انهما تزودان المعارضة السورية بمعدات غير قاتلة.

واكد الامين العام ان الدعم الدولي يتعاظم للمبعوث الدولي الجديد الى سورية في مهمته لانهاء النزاع المسلح الدائر في هذا البلد والذي اسفر بحسب الامم المتحدة عن حوالي 20 الف قتيل منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار (مارس) 2011، في حين يؤكد ناشطون ان الحصيلة بلغت 26 الف قتيل.

وفي اول خطاب له امام الجمعية العامة منذ تسلمه السبت رسميا منصبه كخلف لكوفي عنان قال الاخضر الابراهيمي رسم الوسيط الدولي صورة قاتمة للوضع في سورية معتبرا ان الخسائر البشرية في هذا البلد ‘تثير الذهول’ والاضرار المادية ‘كارثية’.

وحذر الدبلوماسي المخضرم وزير الخارجية الجزائري السابق من ان الوضع في سورية ‘يتدهور باستمرار’، مؤكدا ان تنسيق المعالجة الدولية للمسألة في سورية ‘لا بد منه وملح جدا’، موضحا انه سيتوجه خلال ايام الى دمشق.

وقال ان ‘حصيلة القتلى تثير الذهول والدمار يقترب من نسب كارثية ومعاناة الشعب هائلة’.

واذ اكد الابراهيمي انه مهمته ‘صعبة’، اوضح انه سيتوجه خلال ايام الى القاهرة للقاء الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي لشكره على الثقة التي محضه اياها و’الاستفادة من مشورته وارشاداته كما استفدت بها منكم’.

واضاف ‘اتطلع الى زيارتي المقررة الى سورية في غضون ايام، وكذلك، عندما تكون الظروف ملائما وممكنا لزيارة كل الدول القادرة على المساعدة في ان تصبح العملية السياسية بقيادة سورية حقيقة على ارض الواقع’.

واكد ان هذه العملية السياسية يجب ان ‘تقود الى انتقال يحترم مشروعية تطلعات الشعب السوري ويمكنهم بكل استقلالية وديمقراطية من تقرير مصيرهم بانفسهم’.

وشدد الابراهيمي على ان ‘مستقبل سورية سيبنيه شعبها ولا احد سواه. ان دعم المجتمع الدولي ملح ولا بد منه، وهو لن يكون فعالا الا اذا دفع الجميع في الاتجاه نفسه’.

واكد المبعوث الدولي ‘لن ادخر جهدا للمشاركة في الجهود الرامية لتحقيق السلام للشعب السوري’.

وكانت وزارة الخارجية السورية اعلنت الاحد ان الابراهيمي سيزور دمشق ‘قريبا’.

وتولى الابراهيمي السبت مهامه خلفا لكوفي انان الذي قدم استقالته من مهمته في الثاني من اب (اغسطس) شاكيا النقص في دعم القوى الكبرى.

وفي كلمته امام الجمعية العامة دعا الامين العام الدول الاعضاء الى تقديم دعم ‘موحد وفعال’ للاخضر الابراهيمي، مشيرا الى ان مهمة الاخير ‘شاقة لكنها ليست مستحيلة’.

واضاف ‘من اجل النجاح، هو يحتاج الى دعمكم الموحد والفعال، لمساعدة المتحاربين على ان يفهموا ان الحل لن يأتي عبر الاسلحة بل بالحوار’.

ووجه بان ايضا نداء للتضامن الدولي لمساعدة اللاجئين السوريين. وقال ان البلدان المجاورة ‘التي فتحت بسخاء حدودها’ لاستقبال لاجئين سوريين ‘بحاجة ماسة الى مساعدة’.

واضاف ان ‘الوضع الانساني خطير ويتدهور، سواء في سورية او في البلدان المجاورة التي تتاثر بالازمة’.

واعلنت تركيا انها لن تتمكن في وقت قريب من استقبال مزيد من اللاجئين على اراضيها وطلبت اقامة مناطق عازلة داخل سوريا لاستقبال اللاجئين.

وبحسب المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة فإن اكثر من مئة الف سوري هربوا من بلدهم خلال اب (اغسطس). وبات عدد اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة 235 الفا بينهم 59 الف لاجئ سوري في لبنان و80400 في تركيا.

ولفت بان الى ان جهود وكالات الامم المتحدة لاغاثة 2.5 مليون سوري محتاج باتت ‘محدودة بفعل نقص في الاموال’ مذكرا بان مبلغ الـ 180 مليون دولار من المساعدات الانسانية التي طلبتها الامم المتحدة لم يتم توفير الا نصفه.

خطة الاسد: الانكفاء الى دولة علوية متصلة بشيعة لبنان

عدنان أبو زيد

يرى معترضون على سيناريو تقسيم سوريا بأن الحديث عن تجانس التكوين الطائفي في المنطقة العلوية مبالغ فيه، اما مؤيدو فكرة التقسيم فيتوقعون نجاج الدولة العلوية، حتى انه رسموا حدودها من شمال دمشق لجهة حمص الى حدود لواء الاسكندرون لتشمل شريطا ساحليا جبليا يكون بمثابة طبعة مشابهة لخريطة لبنان جنوبا.

إيلاف: يعود الحديث الى احتمال تقسيم سوريا وقيام دولة علوية، الى الواجهة بين الفينة والأخرى، كلما اشتد النزاع وتضاءلت فرص الوصول الى حل.

وبين مزاعم يروج لها الاعلام تتحدث عن حملات تطهير اثني عبر هجمات على الأحياء السنية في دمشق وحلب وحمص بهدف افراغها من سكانها كخطوة على طريق تامين مجال حيوي للدولة العلوية القادمة، وأفكار ترى في هذا المشروع محاولة يائسة للبقاء من قبل النظام السوري، فان القتل على الارض يستمر بشراسة مع تحوله يوما بعد يوما الى صراع طائفي كما تدل على ذلك الانشقاقات التي تعزز ( العزل ) الطائفي، اذ بدت كما لو انها (انتقائية) عفوية، او ( عملية تنظيف ذاتية ) كما اطلق عليها السوري بشار الاسد نفسه.

ينقل الكاتب علي حماده قول احد كبار اصدقاء بشار الاسد في لبنان، ان الاخير “يخوض حربه ضد الثورة ليس على قاعدة استعادة سوريا كما كانت في الرابع عشر من آذار ٢٠١١، اي عشية الثورة، وانما على قاعدة الانكفاء الى حدود دويلة علوية مطعمة ببعض الاقليات المسيحية”

ويحدد صديق الاسد حدود الدولة من “شمال دمشق لجهة حمص الى حدود لواء الاسكندرون لتشمل شريطا ساحليا جبليا يكون بمثابة طبعة مشابهة لخريطة لبنان جنوبا”.

ويرْدَف صديق الاسد كلامه “معركة حمص لا تهدف الى السيطرة عليها بمقدار ما تهدف الى محوها عن الخريطة لفتح معبرين: الاول وهو الاهم نحو البقاع اللبناني من شماله حيث معقل حزب الله الذي يعمل بلا كلل على خلق معبر عقاري ديموغرافي وامني منه الى عمق الجنوب عبر البقاعين الاوسط والغربي، حيث عمليات شراء اراض عائدة الى مسيحيين جارية على قدم وساق، اما المعبر الثاني فيمر نحو الشريط الممتد الى الشرق من دمشق وريفها، نزولا الى تخوم محافظة درعا، الامر الذي يوفر مساحة واسعة للتواصل بين الدويلة العلوية ودويلة حزب الله “.

ويعتمد بشار الاسد في سياسته هذه بحسب ما ورد في مقال على حمادة في صحيفة النهار اللبنانية، على” تدمير كل سوريا الواقعة خارج نطاق الدويلة العلوية، ويقوم بتفريغ كل نقاط الوجود الديموغرافي السني الواقعة ضمنها او في محاذاتها لإيجاد منطقة عازلة. اما بالنسبة الى المدن الكبرى، اي دمشق وحلب، فقال الصديق عينه: سيقاتل فيها، ولكنه اذا فقدها سيدمرها ولن تقوم لها قائمة قبل عقود”.

كما ينقل حماده عن احد اركان النظام السابقين في سوريا ان “بشار ليس صاحب (الخطة باء) وعنوانها الانكفاء الى دويلة علوية متصلة بلبنان الواقع تحت سيطرة حزب الله، اذ تعمل القيادة الايرانية على خطين الاول: محاولة كسب معركة سوريا باسرها.

والثانية: رسم حدود الدويلة العلوية بالدم والنار بحيث تكون جاهزة لاحد احتمالين: إما ضمن صيغة سوريا فيديرالية، وإما مستقلة تماما”.

وعلى الجانب اللبناني – يقول المتحدث – فان “العمل جار لتهجير قسم كبير من السكان نحو الساحل والجنوب في عكار انطلاقا من الجهة المحاذية لقضاء الهرمل وصولا الى البحر عبر شريط يمر قرب الحدود الدولية بين لبنان وسوريا”.

ويخلص حمادة في مقاله بالسؤال الى ان “بشار الاسد والسيد حسن نصرالله يقاتلان لاقامة الدويلة العلوية. فما مدى صحة هذا الكلام؟”.

 وعلى صعيد فرضية تقسيم سوريا يرى وحيد عبد المجيد في جريدة الاتحاد الاماراتية، ان احتمال التقسيم يرتبط جغرافياً، بوجود تركز نسبي للطائفة العلوية التي يستند عليها النظام في منطقة الساحل والجبال (جبال العلويين الممتدة من عكار جنوباً إلى طوروس شمالاً) حيث مدن اللاذقية وطرطوس والأرياف والجبال المتاخمة لها، فضلاً عن وجود أعداد كبيرة من هذه الطائفة في ريف حمص وحماة.

ويتسائل عبد المجيد عن مدى ارتباط الفكرة تاريخياً، بالظلم الذي تعرض له العلويون في مرحلة الحكم العثماني ومحاولة فرنسا إقامة كيان لهم في بداية الانتداب على سوريا عندما منحتهم حكماً ذاتياً عام 1923.

ويعرج عبد المجيد على بعض تفاصيل التاريخ القريب حين حاول الانتداب الفرنسي إقامة (حكومة اللاذقية) وعُرفت باسم (دولة العلويين) عام 1923، وفيما اذا يعد هذا مؤشراً على وجود أساس لدولة علوية.

ويقرا عبد المجيد في المسالة عبر اتجاهين لكل منهما أسانيده. ويستند الاتجاه الذي يرجح إمكان إقامة دولة علوية يتمترس فيها أركان نظام الأسد على ثلاث ركائز أساسية، أولاها وجود أغلبية علوية في منطقة الساحل والجبال على نحو يجعلها ملاذاً لأبناء الطائفة الذين سيفرّون من باقي أنحاء سوريا خوفاً من الانتقام.

والركيزة الثانية أن المنطقة المرشحة لإقامة دولة علوية ليست جدباء اقتصادياً، بل ثرية زراعياً وقابلة للتطور صناعياً ومفتوحة على العالم عبر مرافئ كبيرة، ومن ثم فهي تمثل قاعدةً معقولةً لمشروع الدولة فضلاً عن الدعم القوي الذي يمكن أن تلقاه من روسيا وقاعدتها العسكرية التي ستكون ضمن “حدود” الدولة الجديدة.

وترتبط الركيزة الثالثة التي يقوم عليها سيناريو الدولة العلوية بإمكان حدوث توافق دولي عليه، تكون روسيا طرفاً رئيسياً فيه إذا استحال التوصل إلى حل سياسي أو عسكري للأزمة.

غير أن الاتجاه الثاني الذي يستبعد احتمال تقسيم سوريا ويؤكد انعدام أساس لقيام دولة علوية، يستند بدوره على ركائز لا تقل قوةً، منها هشاشة الوضع الاقتصادي في المنطقة المرشحة لإقامة دولة علوية فيها.

كما يجادل المعترضون على سيناريو التقسيم بأن الحديث عن تجانس التكوين الطائفي في هذه المنطقة مبالغ فيه، فطرطوس هي المدينة الوحيدة التي توجد فيها أغلبية علوية، لكنها لا تتجاوز 60 في المائة مقابل 30 للسنة و10 في المئة للمسيحيين. كما أن الأغلبية العلوية في الأرياف والجبال تتخللها أقليات متفاوتة من المسيحيين والسُنة والإسماعيليين.

حملة “لاجئات لا سبايا” حراك لمواجهة تداعيات الأزمة السورية

ملهم الحمصي

أقامت مجموعة من النشطاء السوريين حملة بعنوان “لاجئات لا سبايا” للدفاع عن حقوق النساء السوريات اللاجئات، وإبعادهن عن الاستغلال من قبل البعض.

دمشق: “إنها صرخة لأجل موضوع إنساني ووطني يقلقنا.. إذ لا يمكن السكوت عن النخاسة الجديدة المقنعة بعناوين فضفاضة، ليس أولها السترة وليس آخرها الزواج وفق الشريعة، في الوقت الذي يتعرض له المجتمع السوري لأعتى صنوف القتل والتشريد والحرمان، فإن هذه الحلقة بعد تشرد السوريين تعتبر من الأصعب والأخطر.. الزواج هو اللبنة الأولى لخلق لبنة أكبر هي الأسرة لتشكل خلية من خلايا المجتمع في ظروف سليمة مبنية على أسس من الانسجام والتعارف لتحقيق هدف أسمى هو الاستقرار، وإيجاد شريك في الحياة وبناء أسرة ينتج عنه إنجاب أطفال، ولا يمكن أن يكون الزواج بنظرنا كشباب سوري ينتمي لهذا العصر منّة أو حسنة أو مساعدة، ولا يعقل لمن يريد أن يقدم مساعدة أن يطرح بديلاً لذلك من خلال نكاح جنسي بعقد شرعي لا نضمن أنه سوف يؤسس لأسرة سليمة تضمن حقوق المرأة أو الفتاة أو لا، ويضمن حقوق أبنائها ثانيًا، كما أننا لا نضمن أن هذا الزوج المفترض الذي يريد المساعدة لن يسعى الى تكرار محاولة ” المساعدة ” بزواجه من فتاة أخرى .. هذا فضلاً عن أنه قد يكون متزوجاً مسبقاً”.

بهذه الكلمات التي صدر بها موقع حملة “لاجئات لا سبايا” يدافع شباب ونشطاء سوريون عن نساء وبنات سوريا وهن يعانين الأمرين بعد رحلة اللجوء في بلدان الجوار، والظاهرة التي تمثلت في رغبة العديد من مواطني دول الجوار السوري الزواج بهن بذريعة تخليصهن من واقع أليم ألمّ بهن.

“إيلاف” التقت أحد منسقي هذه الحملة، وهو الإعلامي مؤيد سكيف، وكان لها معه الحوار التالي حول أهداف الحملة والغاية منها، والظروف اللاإنسانية التي تمر بها شرائح متعددة من الشعب السوري الذي بات قسم منه يعاني ويلات اللجوء.

أستاذ مؤيد.. هلا حدثتمونا عن حملتكم “لاجئات لا سبايا” والغاية من الدعوة إليها؟

تهدف الحملة إلى التصدي لدعوات الزواج الرخيصة والمبتذلة من قبل البعض في العديد من الدول العربية فيها امتهان لقيمة المرأة، والمرأة السورية وكرامة الإنسان بشكل عام، ولأجل التنبيه من الخطر القادم جراء هذه العروض، خاصة أنها تأخذ لباس الدين بعد الدعوات في بعض المساجد، لاسيما في الجزائر، كما أوردت إحدى الصحف، ونحن كشباب سوريين من الجنسين ومن مختلف المكونات والبيئات الاجتماعية نرفض هذه الدعوات، ونعمل على التنبؤ بما هو أسوأ باعتبار أنه في وقت الأزمات تنشط شبكات الدعارة والنخاسة المقنعة باسم الزواج، ونعمل على إيجاد الحلول الكفيلة بمنع تطور هذه الظاهرة من خلال التوعية وتعييب وتجريم هذه الدعوات الرخيصة، ومن خلال تطوير واقع المخيمات ومحاولة إيجاد فرص عمل من خلال مشاريع تنموية صغيرة ندعو المجتمع الأهلي ومجتمع رجال الأعمال السوري لتبنيها.

ما هي أهداف تجمعكم الشبابي كناشطين مؤيدين للثورة، وما هي أهم المبادئ التي تؤمنون بها وتدعون إليها؟

نؤمن بكرامة الانسان وحريته وبتجريم امتهان قيمة الانسان، واستنكار العنف والإجرام والتأسيس لدولة حرة يعيش فيها المواطن بكرامة، وتكون حقوقه مصانة في جو من تكافؤ الفرص دون تمييز، والعمل على إحداث تنمية اجتماعية.. في الحقيقة نؤمن بالكثير وندعو للكثير، ولكن وباعتبار أننا في وضع استثنائي، فإن مواجهة المخاطر الحالية والمتوقعة لابد منها ومن الضروري التنبؤ بما هو قادم من مخاطر والعمل على تجاوزها، لاسيما أن سوريا يغيب عنها عمل مؤسسات المجتمع المدني المنظم، والمواطن السوري حاليًا ليس له بعد الله إلا الريح والجهات وبعض القذائف والتسول على حسابه من قبل البعض.. و ما شئت من كوارث وجبهات حرب مفتوحة على الانسان السوري.

ما هي الوسائل التي سوف تعتمدها الحملة في الترويج لأهدافها؟

نستخدم العديد من الوسائل والأدوات أهمها التوعية، وهذا يتطلب قنوات تواصل إعلامية فنستغل الإعلام الجديد بكل أشكاله وكذلك الإعلام التقليدي، والتواصل المباشر من خلال طرق مبتكرة نسعى لها مثل قصاصات ورقية ومصورات وغير ذلك وافلام قصيرة وغيرها.. ولدينا مساندة علمية وأكاديمية من قبل متخصصين من خبراء اجتماع وعلم نفس، وكذلك رجال دين يتحملون مسؤولية اجتماعية بطرق علمية وليس مجرد لغة دينية دعوية.. والمقصود بأن رجال الدين وعلماء الدين الفاضل لديهم معرفة ودراية بحجم هذه المشكلة، وبطريقة علمية فيها تنبؤ لحجم المشكلة، ولديهم طرق خاصة في إيصال الهدف للفئة المستهدفة.

من يتحمل مسؤولية ما تتعرض له الأسر السورية في مخيمات اللجوء خارج سوريا؟

كل الكرة الأرضية..

ما السبيل لتوفير الملاذات الآمنة وتأمين ظروف الإغاثة المناسبة للأسر السورية؟

على المجتمع الدولي بمؤسساته الأهلية أن يتحرك بعيداً عن تعقيدات العمل السياسي، خاصة وأن أبعاد الأزمة السورية في تصاعد، ولابد من تحرك حقيقي ومسؤول لتخفيف العبء عن الشعب السوري.

هل تعتقد أن معاناة الشعب السوري الإنسانية لا تنال حظها من التغطية الإعلامية كما هو الحال مع التطورات العسكرية والميدانية؟

بالطبع، الوضع في سوريا وفي المخميات مأسويّ، وهناك تقصير إعلامي كبير على اعتبار أن الإعلام أو الكاميرا عمومًا تتراكض خلف الأكشن والمناطق الساخنة ” ناريًا ” وتتجاهل لاسباب عديدة الموضوع الانساني.

ما المطلوب لدعم حراك الشعب السوري على المستويين الإنساني والإغاثي؟

المطلوب كثير جدًا، مثلا أن يكون هناك إحساس عالٍ بالمسؤولية وعوضًا عن دعوات الزواج من سوريات بغرض المساعدة نأمل من هؤلاء الغيورين ومدعي الشهامة، لاسيما بعض رجال الدين، أن يتفضلوا ويقوموا بواجبهم الانساني والأخلاقي والديني في الدفاع عن قيمة الإنسان وفي رد الجوع عنه ورد حالة العوز لاسباب كارثية عنه.. كما ندعو المجتمع الأهلي في كل الدول العربية وغير العربية إلى القيام بواجبهم، مثل أن يطوروا من واقع المخيمات، وبناء مدارس ولو موقتة، وتشجيع التعليم وتوفير فرص عمل، ومد الأيدي للخير وللعون لا إلى ورقة زواج لا نعرف متى سيمزقونها

وأختم بتوجيه التنويه التالي

يتداول البعض تخويناً لمنظمي حملة ” لاجئات لا سبايا” بأشكال مختلفة، فتارة نحن محسوبون على طرف معين، وتارة نحن نريد النيل من قيمة المرأة السورية، والكثير من الاتهامات التي لا تعنينا في الحقيقة.. فإيمان منظمي الحملة بما يقومون به اقوى وأكبر من كل هذه المعارك “الفايسبوكية” أو الصحافية، وما دفعنا للقيام بهذه المبادرة هو انتماؤنا لمجتمعنا السوري وإيماننا بحقوقه في العيش الكريم والحياة اللائقة، وحرصًا منا على حقوق المرأة السورية ولمواجهة وتعييب وتجريم الدعوات الرخيصة التي تشبه المرأة السورية “بالسبية” سواء من خلال دعوات الفايسبوك أو ما يتداوله البعض في المقاهي والمجالس وحتى في بعض المساجد، “بعض مساجد الجزائر “، وهذه الدعوات جعلتنا كشباب سوري نتضامن مع أهلنا اللاجئين ومع المرأة السورية بالعمل على التصدي لها، فشكلنا فريق عمل شبابياً يتألف من ناشطين من مناطق ومواقع مختلفة من الداخل والخارج ومن المخيمات ذاتها، ومن الجنسين ومن أطياف ومكونات مختلفة من السوريين ومن بيئات مختلفة، ولسان حالنا يقول سوف نبحث عن الحالات إن توفرت، و إن لم نتمكن لأسباب اجتماعية، فإننا سنقوم بالتصدي للموضع قبل أن يصير ظاهرة ويصبح حلها معقداً، فنحن كجيل جديد ينتمي الى سوريا الحرة نرفض الطريقة البعثية في تمييع المشاكل وتركها دون حل، ويقول المثل السوري “نحن نجبر اليد قبل أن تكسر” ولذلك لن ننتظر حتى تكبر المشكلة خاصة وأنه في حالة الحروب تنشط شبكات النخاسة ويكثر الشهوانيون والمراهقون، وإن كانت هناك نوايا طيبة لدى البعض، لكن لا يمكن لنا إلا أن نفترض الأسوأ ونكون مستعدين له وجاهزين للتصدي لأي حالة، إيمانًا منا بأن الزواج و حتى من خلال رؤية الإسلام له، لا يتم إلا في ظروف سليمة من أجل بناء أسرة وإنجاب أطفال وإكمال مشوار الحياة لا للمساعدة، وهذا الزواج له نتائج كارثية يحذر منها أخصائيون نفسيون وعلماء اجتماع لأن الزواج غير مبني على الانسجام، وهنا نخشى أن يكون البعض لديه نوايا سيئة لإشباع غريزته وهذا ما نتصدى له .

نحن في الحملة لسنا أوصياء على أحد ولكن مسؤوليتنا الاجتماعية كشباب ينتمي الى هذا المجتمع يجعلنا أن نقوم بواجبنا في التوعية المبنية على أسس علمية بمخاطر هذا النوع من الزواج. كما أن واجبنا يدفعنا للبحث عن حلول لمساعدة أهلنا السوريين في المخيمات، ولذا نسعى ونعمل لدعوة المجتمع الأهلي ورجال الأعمال لتأسيس صندوق تنمية يؤمن فرص عمل ويطور من حياة المخيمات، وأيضا ينظر إلى كافة افراد المجتمع في المخيمات على قدر المساواة سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً أو أمهات أو آباء أو أطفالاً، ولذا نشجع كل من يريد أن يساعد من الأخوة العرب وغيرهم أن يبني المدارس ويطور واقع المخيمات وغير ذلك عوضًا عن المساعدة بالزواج.

الحالات الموجودة لدينا موثقة، وهي ست حالات زواج لا توجد لدينا معطيات كاملة عما إذا كانوا يتعرضون لاضطهاد، ولكن لدينا حالة واحدة تعرضت لأخطر أنواع الاضطهاد بعد أن تبينت نوايا الزوج “بدون ذكر الجنسية”، وهي الآن بأمان ولأسباب اجتماعية يصعب الإعلام عنها سوى للمنظمات المعنية إن تمت الموافقة من قبل السيدة الكريمة التي نرفع لها القبعات لأنها مثال للمرأة السورية الحرة والكريمة.

لا يمكن لأحد أن ينال من المرأة السورية على الإطلاق. وهذه الحملة تهدف للدفاع عن المرأة السورية وتسمية ” لا سبايا ” أتت لاسباب عديدة قمنا بذكرها ونكرر بعضًا منها الآن، وأهمها تجريم وتعييب التعامل مع المرأة بهذه الطريقة، وتشكيل صدمة للمجتمع الأهلي وللإنسانية، انظروا الى أين تريدون الذهاب لكننا نرفض .. نساؤنا لسن سبايا .. نساؤنا كريمات أنجبن كرماء وابطالاً..

أي نقد أو ملاحظات توجه للحملة نتقبلها بصدر رحب، ونتمنى أن توجه مباشرة لمنظمي الحملة من أجل المزيد من العمل والتطوير، فعملنا جماعي ومفتوح لكل السوريين، وهذا التنويه أتى نتيجة انتقادات غير موضوعية يبدو أن صاحبها لم يطلع جيدًا على طبيعة الحملة وأهدافها بشكل دقيق، ويقوم بالافتراض وتوزيع الاتهامات دون دلائل ودون دراية كاملة..

الحملة لسوريا ولنساء سوريا الكريمات وللمجتمع السوري ولنا جميعًا .. إنها عمل أهلي.. ونرحب بالجميع.

جسر جوي حربي من طهران إلى دمشق مرورًا ببغداد

أشرف أبو جلالة

تقف إيران بقوة خلف نظام الأسد، ولا تتردّد في تزويده بما يحتاج إليه من السلاح، تنقله من طهران إلى دمشق عبر المجال الجوي العراقي، وبموافقة المالكي.

واصلت إيران شحن المعدات العسكرية إلى سوريا مستخدمةً المجال الجوي العراقي، في محاولة جديدة من جانبها لدعم حكومة الرئيس بشار الأسد المحاصرة، تبعاً لما أكده مسؤولون أميركيون كبار في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

وقد مارست إدارة الرئيس باراك أوباما ضغوطاً على الجانب العراقي لإغلاق الممر الجوي الذي استخدمته إيران في وقت سابق من العام الجاري، وذلك حين أثير الموضوع مع رئيس الوزراء نوري المالكي.

لكن استمرار الثوار السوريين في تحقيق مكاسب على الأرض، وتعرض حكومة الأسد لهجوم أسفر عن مقتل العديد من كبار المسؤولين الأمنيين فيها، قررت إيران مضاعفة جهودها لدعم الرئيس السوري.

جسر جوي

وأشار خبراء عسكريون إلى أن الرحلات الجوية بين طهران ودمشق مكّنت السلطات الإيرانية من تزويد الحكومة السورية بإمدادات كثيفة، على الرغم من محاولات الثوار السوريين الحثيثة لفرض سيطرتهم على العديد من المعابر الحدودية، حيث يتم تمرير المساعدات الإيرانية.

وفي هذا الصدد، قال هشام جابر، وهو ضابط متقاعد في الجيش اللبناني يشغل حاليًا منصب رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث في بيروت:” لا يواجه الإيرانيون أية مشاكل في الجو، وما زال النظام السوري يسيطر على المطار”.

دعم مستمر للأسد

ولفتت الصحيفة إلى أن جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأميركي الذي لعب دوراً بارزاً في ملف السياسة العراقية مع إدارة أوباما، تشاور هاتفيًا مع المالكي بشأن الأزمة السورية في السابع عشر من الشهر الماضي. ورفض البيت الأبيض الكشف عن تفاصيل تلك المشاورات، لكنّ مسؤولًا أميركيًا أوضح أن بايدن سجل مخاوفه بشأن الجسر الجوي الإيراني إلى سوريا عبر العراق.

ومضت الصحيفة تقول إن تلك الرحلات الإيرانية تطرح تساؤلات في الولايات المتحدة، خصوصًا أن إدارة أوباما ترفض تزويد الثوار السوريين بالأسلحة أو فرض منطقة حظر طيران فوق سوريا خشية أن تُجذب بشكل أكبر للصراع السوري. لكن المساعدات التي تقدمها إيران تبين حقيقة أنها لا تتردد في توفير الإمدادات العسكرية والمستشارين للإبقاء على حكومة الأسد في السلطة.

وأعقبت الصحيفة بقولها إن تسامح المالكي مع استخدام إيران للمجال الجوي العراقي يكشف عن حدود نفوذ إدارة أوباما في العراق، على الرغم من الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في الإطاحة بالرئيس صدام حسين وفي وضع أساس تشكيل حكومة جديدة.

المالكي الإيراني

سعى المالكي للمحافظة على العلاقات مع إيران، في الوقت الذي قادت فيه الولايات المتحدة الجهود الدولية لفرض عقوبات على حكومة طهران. و يبدو أن المالكي ينظر إلى السقوط المحتمل للأسد على أنه تطور قد يقوي منافسيه السنة والأكراد في المنطقة. وأشارت الصحيفة في هذا الإطار إلى أن وقف تلك الرحلات قد يأخذ من العراق عدة خطوات، بما في ذلك الإصرار على هبوط طائرات شحن البضائع التي تمضي من إيران في طريقها إلى سوريا في بغداد لكي يتم تفتيشها، أو الإعلان صراحةً عن عدم إمكانية استخدام المجال الجوي العراقي في تلك الرحلات.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين السابقين إنه لم يتضح لهم بشكل تام نوعية البضائع التي يتم إرسالها إلى سوريا قبل أن تتوقف الرحلات في آذار (مارس) الماضي. لكن استخدام طائرات من طراز معين، ورفض الجانب الإيراني إخضاع الطائرات للتفتيش في العراق، أديا إلى افتراض أن تلك البضائع عبارة عن معدات عسكرية تكتيكية.

وقال مسؤولون أميركيون إن إيران زودت السلطات السورية بتدريبات وتقنيات لاختراق الاتصالات ومراقبة الإنترنت. وفي تحول جديد، أكد أحد المسؤولين الأميركيين وجود تقارير موثوق من صحتها تبين أن مقاتلين شيعة عراقيين، لطالما تم دعمهم من قبل إيران خلال نضالها في العراق، بدأوا يتوجهون الآن إلى سوريا من أجل تقديم المساعدة لحكومة الأسد.

قائد «الجيش الوطني السوري»: العمليات ستشهد تغيرا جذريا.. ومهمتي الأساسية ضبط السلاح

اللواء حسين الحاج علي يؤكد لـ «الشرق الأوسط» أنه لم يكن يوما مع النظام.. ويعارض الحظر الجوي

بيروت: كارولين عاكوم

بعد توحيد صفوف الجيش السوري الحر وكتائبه في الداخل والخارج تحت لواء «الجيش الوطني السوري»، يبدي اللواء محمد حسين الحاج علي الذي عين قائدا عاما له، ارتياحه لهذه الخطوة أو «المشروع» كما يسميه، انطلاقا من الدور الفعال لهذه المؤسسة في إسقاط النظام والمحافظة على الأمن والاستقرار في مرحلة ما بعد الأسد، وتأمين حياة سياسية مدنية ديمقراطية، ووضع دستور عصري يتلاءم مع متطلبات الشعب السوري، «إضافة طبعا إلى إجراء انتخابات حرة بإشراف دولي»، بحسب قوله.

ويقول الحاج علي لـ«الشرق الأوسط»: «كان لا بد من العمل على هذا المشروع بعدما وصل الجيش الحر إلى مرحلة يفتقد فيها إلى هيكلية تستوعب كل الأعداد والفصائل في غياب السيطرة والإدارة أو المرجعية الواحدة.. بعيدا عن جيش الزعامات؛ على غرار (الجيش العربي السوري). وبالتالي، كان الهدف الأساسي من تأسيس الجيش الوطني هو جمع كل المقاتلين والثوار العسكريين والمدنيين منهم تحت لواء واحد وتحقيق الهدف المشترك»، معتبرا أن تنظيم الصفوف وتوحيدها تحت لواء واحد سيساهم إلى حد كبير في تجنب أي انقسامات أو حرب أهلية أو طائفية قد تقع بعد سقوط النظام.

وفي حين يؤكد الحاج علي أن العمل العسكري على الأرض سيشهد تغيرات جذرية على كل الصعد في المرحلة المقبلة، وأن هذا ما سيظهر في الأسابيع القليلة المقبلة، رافضا الإفصاح أو إعطاء تفاصيل أكثر نظرا لأهمية السرية في العمليات.. يلفت إلى أن التواصل سيكون مستمرا قدر الإمكان بين فصائل الداخل والخارج، وهذا ما سينعكس على الأداء العسكري على الأرض، لا سيما أن بعض نتائج الاجتهادات العسكرية التي كانت تحصل، في ظل غياب المرجعية والمؤسسة الجامعة، تصل إلى أهدافها حينا وتفشل أحيانا.

وعما إذا كانت هناك وعود دولية بالتسليح قد حصل عليها «الجيش الوطني السوري»، قال الحاج علي: «لطالما كانت الدول تسأل عن الجهة التي ستكون ضامنة لهذا السلاح في حال قدم للمعارضين، وبالتالي هذا التغير سيطمئن الدول الصديقة للشعب السوري وسينعكس إيجابا على الخطوات العملية على صعيد التسليح. أما مهمتي الأساسية، فستكون العمل على ضبط هذا السلاح وذلك الذي كان يتم توزيعه بطريقة عشوائية وحصر استخدامه في الدفاع عن سوريا».

وأعلن الحاج علي عن معارضته المطالبة بفرض الحظر الجوي على سوريا، معتبرا أن لهذا الأمر سلبيات أكثر من الإيجابيات، مضيفا: «إذا تأمن لدينا السلاح اللازم، سنتخلص في وقت قصير من هذا النظام الساقط بأذهان السوريين الذين اختاروا بين الموت أو الحياة الكريمة».

وعن سبب تعيينه القائد العام لـ«الجيش الوطني السوري»، رغم أنه لم تمر على انشقاقه إلا أسابيع قليلة، وهذا ما جعل البعض يعترض على هذه الخطوة معتبرين إياه من رجال النظام، سأل الحاج علي: «من يثبت أنني كنت مع النظام؟»، مضيفا: «كنت منتميا إلى مؤسسة مهمتها حماية الشعب، ولم أشارك يوما بأي عمل ضد أبناء وطني، بل كنت منشقا فكريا وعاطفيا عن كل ما يقوم به هذا النظام ورجاله، ويؤذيني ما يحصل في بلدي، لكن لأسباب مختلفة ليست خافية على أحد لم أستطع الإفصاح عن موقفي أو الانشقاق بسهولة، في ظل القيود والمراقبة الشديدة التي كانت مفروضة علي، لا سيما أنني لم أكن أريد أن أخرج لاجئا؛ بل أن أكمل العمل خدمة لوطني وشعبي. وهذا ما جعلني أقدم مشروع توحيد الصفوف وإنشاء الجيش للعمل ضمن هذا الهدف».

وعما إذا كان على تواصل مع المعارضة السورية وبالتالي هذا المشروع قبل الانشقاق، أوضح الحاج علي: «كنت على تواصل مع بعض أفراد المعارضة، والمشروع كان في ذهني وكنت أخطط له قبل خروجي بعدما كنت على يقين من أن التسليح لن يحصل ما لم يتم إنشاء مؤسسة يطمئن لها العالم والدول التي تخشى من تشتت السلاح وانفلات الوضع، لكن الكلام حول تطبيقه أتى في وقت لاحق».

وعند سؤاله عن «التوافق التركي – الفرنسي وبدفع أميركي ومباركة عربية»، الذي أدى إلى الوصول إلى تأسيس هذا الجيش، يقول الحاج علي: «مهمتنا معقدة، وأتمنى أن يباركها الجميع من الدول الصديقة؛ العربية منها والأجنبية، إضافة إلى الدول العظمى، ومساعدتنا لتحقيق أهدافنا بعيدا عن أي شروط أو أجندات خارجية».

ورغم أن الاجتماعات في تركيا التي جمعت قيادات وضباطا عسكريين، كانت قد ضمت العقيد رياض الأسعد والعميد مصطفى الشيخ، فإن الحاج علي أمل «أن يتنازل الأسعد عن بعض مطالبه، وأهمها البقاء على رأس الجيش الحر مع البقاء تحت إمرتي.. وهذا صعب التحقيق لأنه لا يجوز أن يكون الجيش برأسين».

وعما إذا كان هناك تنسيق أو اتصالات مع المجلس الوطني السوري أو أي جهة سياسية معارضة، بشأن هذا المشروع، أشار الحاج علي إلى أن هناك تواصلا مع مختلف أفرقاء المعارضة السورية السياسية، مضيفا: «لكن في ظل الانقسامات التي يتخبطون بها، لا نستطيع العمل معهم مجموعة واحدة أو مظلة سياسية للعمل العسكري، لذا نتمنى أن يتوحدوا ليتم التنسيق والتعامل معهم على هذا الأساس، والوصول معا إلى سوريا حرة مستقلة».

اللواء الحاج علي.. «ركن» توحيد المعارضة السورية المسلحة

انشق عن رئاسة كلية الدفاع الوطني

بيروت: «الشرق الأوسط»

اللواء محمد حسين الحاج علي، من مواليد درعا، خربة غزالة في عام 1954. تطوع في الكلية الحربية عام 1974 وتخرج منها برتبة ملازم عام، قبل أن يعين مدربا للضباط في الكلية نفسها. تابع خلال مسيرته العسكرية دورات عدة، منها دورة رئيس قسم توجيه سياسي في الكلية السياسية ما بين عامي 1979 – 1980. قبل أن ينقل إلى الأكاديمية العسكرية العليا في عام 1981 حيث عين مدربا. وبعد ذلك تابع دورة رئيس فرع توجيه سياسي في الاتحاد السوفياتي سابقا في أكاديمية لينين ما بين عامي 1984 – 1985 ودورة قائد كتيبة اختصاص مشاة عام 1986 في كلية المشاة بحلب، ودورة قيادة أركان في الأكاديمية العسكرية العليا بدمشق ما بين عامي 1989 – 1991. ودورة دفاع وطني في أكاديمية ناصر العسكرية العليا في جمهورية مصر العربية ما بين عامي 1993 – 1994.

وكان للواء الحاج علي دور ومشاركة فعالة في تأسيس كلية الدفاع الوطني في الأكاديمية العسكرية العليا في دمشق عام 2000، ليعين فيما بعد مدربا فيها حتى عام 2005، حين عين قائد لواء ميكانيكي حتى عام 2008. وآخر سنواته العسكرية أمضاها مديرا لكلية الدفاع الوطني حيث بقي فيها حتى تاريخ انشقاقه في 2 أغسطس (آب) 2012.

أما مؤهلات الحاج علي العلمية فهي، دبلوم في الإدارة العامة من جامعة دمشق، دكتوراه في فلسفلة الاستراتيجية القومية من أكاديمية ناصر العليا في جمهورية مصر العربية بعنوان «استراتيجية تطوير الإدارة في سوريا وأثرها على الأمن القومي»، وله الكثير من المساهمات العلمية والمحاضرات والندوات.

حلب «تحترق».. وتضارب حول انفجارات غامضة في دمشق

العقيد الحمود لـ«الشرق الأوسط»: أسقطنا «الميغ» برشاش.. وعملياتنا لن تطال المطارات المدنية

بيروت: يوسف دياب وبولا أسطيح

أفاد ناشطون سوريون بأن مدينة حلب شهدت أمس ومنذ ساعات الصباح الأولى أعنف حملة عسكرية يشنها النظام السوري عليها منذ 6 أشهر، واختصر أحدهم الوضع هناك قائلا: «حلب تحترق»، فيما قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام أعدمت ميدانيا في حي الأكرمية في حلب 45 معتقلا عن طريق رميهم بالرشاشات الثقيلة بعد تعذيبهم.. بينما أعلن الجيش السوري الحر إسقاطه طائرة «ميغ» تابعة للنظام خلال اشتباكات بين الطرفين بالقرب من مطار أبو الظهور العسكري في حلب.

وكشف نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، عن أن «تجمع كتائب شهداء سوريا أسقطوا طائرة حربية من نوع (ميغ 21) قرب مطار أبو الظهور العسكري» أول من أمس. وأوضح الحمود لـ«الشرق الأوسط» أن «المعلومات التي أبلغت بها قيادة الجيش الحر هي إسقاط طائرة واحدة وليس طائرتين».. ووصلت خسائر سلاح الجو السوري حتى الآن إلى 14 طائرة «ميغ»، و12 مروحية، على يد قوات المعارضة السورية.

وردا على سؤال عما إذا كانت الصواريخ التي غنمها الجيش الحر من القوات النظامية، أو تلك التي تأتيه من الخارج بدأت تفعل فعلها، أكد أن «الصواريخ التي حصلنا عليها هي مجرد غنائم لا تغطي كل الأراضي السورية، وبالنسبة لكتائب شهداء سوريا (التي أسقطت الطائرة) فلديها قوة نارية كبيرة من الرشاشات وعربات الـ(شيلكا)، وهي استفادت من ضباط منشقين من أصحاب الاختصاص في مجال الدفاع الجوي»، مشددا على أن «الجيش الحر لم يتسلم حتى الآن صواريخ من الخارج، أما الصواريخ التي غنمها فهي لا تغطي كل سوريا، وربما تكون موجودة في مناطق لا يحلق فوقها الطيران الحربي».

وأكد نائب رئيس أركان الجيش الحر أن «مقاتلي الجيش الحر سيطروا على مطار عسكري في منطقة دير الزور، وهذا المطار يعد صغيرا مقارنة بالمطارات الأخرى، والسيطرة عليه هنا ليست بمعنى احتلاله؛ لأن طيران النظام قادر على قصفه وتدميره، إنما جرى تنظيفه من عناصر النظام والحصول على ما فيه من أسلحة وعتاد عسكري وذخائر».

وردا على سؤال عن تهديد الجيش الحر للمطارات المدنية، وما إذا كان هذا التهديد لا يزال قائما، أجاب الحمود: «عندما أصدرنا (الجيش الحر) هذا البيان لم نكن نقصد استهداف المطارات المدنية، وإنما مطار حلب فقط، لأن النظام نقل قسما من الطائرات الحربية من مطار منغ العسكري القريب جدا من حلب، وحول جزءا من مطار حلب المدني إلى قاعدة عسكرية جوية.. ولذلك اعتبرنا هذا المطار أشبه بالمطار العسكري».

وأوضح أن «التهديد لم يكن لاستهداف الطيران المدني، وإنما لتحذير شركات الطيران المدني العربية والدولية من دخول المجال الجوي القريب من مطار حلب كي لا تصاب الطائرات المدنية بأي أذى».

ويأتي ذلك بالتزامن مع أعنف حملة عسكرية من نوعها على حلب، وقال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة محمد الحلبي هناك «قصف مدو تشهده المدينة منذ ساعات صباح يوم أمس بالدبابات والطائرات الحربية، ما أدى لسقوط ما يزيد على 175 قتيلا في حلب وحدها». وأوضح الحلبي أن «20 قتيلا سقطوا في حي بستان الباشا الذي دكه النظام بالطيران الحربي المقاتل والبراميل النفطية المتفجرة»، لافتا إلى أنه «بحي الأكرمية تم جمع 45 شخصا أعدموا ميدانيا على مرأى من سكان البلدة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «في حي صلاح الدين تم العثور على 7 جثث مشوهة لم نتمكن من التعرف على أصحابها، فيما استمر القصف العنيف على أحياء العرقوب، بستان الباشا، صلاح الدين، الإذاعة، المرجة، مساكن هنانو، وغيرها». وأشار الحلبي إلى أن «الجيش الحر حاول، ولا يزال يحاول، التخفيف من وطأة الحملة العسكرية على حلب، وهو لذلك استهدف ثكنة هنانو العسكرية كما الحاجز العسكري في الشيخ سعيد».

وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن مبنى من 5 طوابق في حي النيرب انهار بفعل القصف من المروحيات على ساكنيه، وأن البحث ما زال مستمرا عن ناجين تحت الركام.

وقال الناطق باسم المجلس الثوري لحلب وريفها عبد الله الحلبي إن جميع أحياء المدينة تعرضت لقصف عنيف من قبل قوات النظام بشتى أنواع الأسلحة، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وقال الناشط بسام الحلبي لوكالة الأنباء الألمانية: «حلب تحترق»، مضيفا أن القصف الحكومي للمناطق التي يسيطر عليها الثوار يجري منذ الساعات الأولى من اليوم.

وفي العاصمة دمشق، تواترت أنباء متضاربة عن أكثر من انفجار حدث بها أمس، إذ قال ناشطون إن انفجارات عنيفة دوت في منطقة القزاز، وأضافوا أن شخصين قتلا وأصيب آخرون في قصف لقوات النظام على أحياء ببيلا والتضامن ويلدا في دمشق.

وفي الوقت الذي قالت فيه شبكة «شام» الإخبارية إن انفجارا وقع في حي الحريقة بالعاصمة السورية دمشق جراء سيارة مفخخة، نفت «الإخبارية السورية» الموضوع متحدثة عن «احتراق سيارة بفعل ماس كهربائي في المنطقة».

وفي ساعات ما بعد الظهر، أفيد بوقوع انفجار ضخم في منطقة البرامكة على الطريق الرئيسي، أعقبه انتشار أمني كثيف وتناثر لزجاج السيارات وتوافد سيارات الإطفاء إلى المنطقة.

وتواصل القصف على ببيلا بريف دمشق، حسبما ذكر ناشطون، وتحدثوا أيضا عن إلقاء منشورات تدعو الأهالي لمغادرتها فورا. إلى ذلك، أفيد بأن قوات النظام أعدمت ميدانيا تسعة أشخاص في حي جوبر بدمشق.

وفي البوكمال على الحدود مع العراق، أفاد ناشطون بمقتل أربعة من أفراد الجيش الحر في اشتباكات مع قوات النظام.

في هذا الوقت، أفادت وكالة أنباء «الأناضول» التركية بأن القوات التركية أجرت تدريبات عسكرية في إقليم شانلورفا جنوب شرقي تركيا على الحدود مع سوريا، بمشاركة آليات عسكرية، أغلبها من الدبابات.

وتعد هذه التدريبات التي نفذت في سروج الأكثر شمولية في الفترة الأخيرة. وكانت حشود عسكرية كبيرة قد توجهت أول من أمس إلى الحدود التركية – السورية عند نقطة «مرشد بينار»، التابعة لمركز «سروتش» بمحافظة شانلي أورفة جنوب شرقي تركيا، استكمالا للتحركات العسكرية التي لوحظت زيادتها في الآونة الأخيرة في الوحدات التابعة للكتيبة الحدودية الثانية الموجودة في قرية «مرشد بينار».

اردوغان يعتبر النظام السوري إرهابياً والجامعة العربية تدين جرائم الشبيحة ضد الإنسانية

مرسي للأسد: لن تدوم طويلاً

                                            خاطب الرئيس المصري محمد مرسي قادة النظام السوري مباشرة من منبر جامعة الدول العربية أمس بقوله، “لن يدوم وجودكم طويلاً”، واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان نظام دمشق بأنه “نظام إرهابي”.

وأصدر وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعاتهم في القاهرة أمس، قراراً يتضمن “الإدانة الشديدة لاستمرار العنف والقتل والجرائم البشعة التي ترتكبها السلطات السورية والميليشيات التابعة لها ضد المدنيين”، واعتبروا أن “الجرائم والمذابح التي ترتكبها القوات السورية والشبيحة التابعة لها جرائم ضد الإنسانية”.

وفي سوريا ارتفع عدد شهداء الأمس إلى 272 شهيداً بينهم أكثر من ثلاثين طفلاً، و115 شهيداً سقطوا في مجزرتين في حلب، وسبعة وستون شهيداً في دمشق وريفها، إضافة إلى ثلاثين شهيداً في دير الزور وعشرات الشهداء في حمص وإدلب ودرعا وحماة وغيرها من المناطق التي تقصفها كتائب الأسد براً بالمدفعية والدبابات، وجواً بالطائرات المروحية والمقاتلات النفاثة.

ففي خطاب ألقاه في الاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية الذي انعقد في القاهرة أمس، وعد الرئيس المصري محمد مرسي بعودة بلاده إلى القلب من القضايا العربية، مناشداً العرب أن يعملوا لإنهاء سفك الدماء في سوريا، ومشدداً على أن القيادة في دمشق يجب أن تتخذ قرارا يحقن دماء السوريين لأن “الآن هو وقت التغيير”.

وقال الرئيس المصري مخاطباً القادة السوريين في كلمة في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس وزراء الخارجية العرب وهي الأولى له في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، “لا مجال للكبر أو المزايدة. لا تستمعوا إلى الأصوات التي تغريكم بالبقاء فلن يدوم وجودكم طويلا.. إن لم تفعلوا فعجلة التاريخ ماضية”.

وأضاف “أقول للنظام السوري ما زالت هناك فرصة لحقن الدماء”، مرجحاً أن تحقق الانتفاضة السورية هدف إقصاء حكومة الأسد إذا لم تقرر ترك الحكم.

وأعلن الرئيس المصري أن المجموعة الرباعية التي اقترحت مصر تشكيلها لحل الأزمة السورية والتي تضم مصر والسعودية وإيران وتركيا، ستجتمع لكنه لم يعلن تاريخا محددا للاجتماع.

وقال الرئيس المصري في كلمته إن الوقت الحالي هو وقت التغيير في سوريا “وليس إضاعة وقت في كلام عن إصلاح.. مضى هذا الوقت”، وأضاف “النظام السوري عليه أن يتخذ العبرة والدرس من التاريخ القديم ومن كل حلقات التاريخ”، وتحدث عن الانتفاضة التي أطاحت الرئيس المصري السابق حسني مبارك وجاءت به هو رئيساً.

وتضمن القرار الذي أصدره وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعاتهم أمس، “الإدانة الشديدة لاستمرار العنف والقتل والجرائم البشعة التي ترتكبها السلطات السورية والميليشيات التابعة لها (الشبيحة) ضد المدنيين”، كما تضمن إدانة الحكومة السورية “لاستخدامها للأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع وطائرات حربية في قصفها للأحياء والقرى الآهلة بالسكان وما تقوم به من عمليات إعدام تعسفي واختفاء قسري”.

وطالب القرار الحكومة السورية بالوقف الشامل والفوري لكل أشكال القتل والعنف ضد الشعب السوري”، واعتبر “الجرائم والمذابح التي ترتكبها القوات السورية والشبيحة التابعة لها جرائم ضد الإنسانية”.

ودعا القرار الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى “متابعة اتصالاته مع سكرتير عام الأمم المتحدة لبلورة تصور جديد لمهمة الممثل المشترك (الأخضر الإبراهيمي) يضمن تحقيق الانتقال السلمي للسلطة، وذلك من خلال الإسراع بتشكيل حكومة سورية انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات”.

وشدّد مرسي على أن بلاده ترفض تدخلاً عسكرياً أجنبياً في سوريا، مطالباً بتكثيف العمل الذي يوصل إلى حل عاجل يحول دون تعرض سوريا لتدخل عسكري أجنبي. وقال إن المجتمع الدولي لن يتحرك جادا لحل الأزمة السورية إذا لم يتحرك العرب. وقال “ما لم نتحرك نحن فلن يتحرك العالم بجدية في هذا الإطار”.

وتوقف أمس بث ثلاث قنوات فضائية سورية على القمر الاصطناعي المصري “النايل سات”.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن “مصدر مسؤول” في الشركة المصرية للأقمار الصناعية المصرية أن القنوات التي أوقف بثها هي الدنيا والإخبارية السورية والفضائية السورية.

وأضاف “تم وقف بثها اعتبارا من الساعة الواحدة ظهر (أمس) الأربعاء لأسباب تعاقدية.”

وتضمن مشروع القرار العربي توصية بأن يقوم النايل سات والقمر الصناعي العربي “العرب سات” باتخاذ ما يلزم لوقف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية وغير الرسمية.

وفي أنقرة اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان نظام الرئيس السوري بشار الاسد بأنه اصبح “دولة ارهابية” بسبب المجازر التي يرتكبها بحق شعبه.

وقال اردوغان في اجتماع عام أمس لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه ان “النظام السوري اصبح دولة ارهابية”، مؤكدا ان تركيا لا يمكنها ان تسمح لنفسها “بعدم الاكتراث” بالنزاع الذي يمزق جارتها.

وندد رئيس الوزراء التركي الذي غالبا ما يهاجم بعنف الرئيس السوري، بـ”المجازر الجماعية” التي يرتكبها نظام بشار الاسد بحق شعبه. وشدد امام حزبه على ان “بشار غارق حتى عنقه بدم” مواطنيه.

وقال اردوغان “سنبقى فاتحين اذرعنا لاخواننا السوريين(..) كما فعلنا لاخواننا الاكراد في 1991”.

واستقبلت تركيا في 1991 نحو 500 الف كردي عراقي عبروا الحدود التركية فروا من الاعمال الانتقامية لنظام صدام حسين.

وانتقد اردوغان الاربعاء جمود الاسرة الدولية والدول الاسلامية حيال الازمة السورية. وقال ان “المجازر في سوريا تزداد بسبب عدم اكتراث الاسرة الدولية”.

وانتقد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مجلس الامن لتقاعسه عن القيام بتحرك اقوى بشأن سوريا قائلا أمس ان الشلل المتعلق بإنهاء الانتفاضة المستمرة منذ آذار العام الماضي يضر بالشعب السوري ويلحق الضرر ايضا بمصداقية المجلس.

وقال بان في نقاش غير رسمي بالجمعية العامة للامم المتحدة بشأن مفهوم “مسؤولية حماية” المدنيين الذين تهددهم حكوماتهم والذي اطلقته المنظمة الدولية عام 2005 “شلل المجلس يضر الشعب السوري بالفعل. كما يهز مصداقيته، أضاف “تشاهدون جميعا الصور المرعبة والتقارير التي تأتي من سوريا. القصف الجوي للمدنيين. الامهات يبكين ويحتضن أطفالهن القتلى بين ايديهن. التراخي لا يمكن ان يكون خيارا لمجتمعنا الدولي.”

وقال بان “نشاهد التكلفة الانسانية الهائلة للتقاعس عن الحماية. لا يمكننا بحث الطريق الاخر في الوقت الذي يخرج فيه العنف الطائفي المتزايد عن نطاق السيطرة وتتصاعد فيه الازمة الانسانية الطارئة وتمتد فيه الازمة عبر الحدود”.

وقالت مصادر ديبلوماسية ان فرنسا تحاول بعد الحديث عن اقامة مناطق حظر جوي جزئي في سوريا ثم عن “مناطق عازلة” لحماية المدنيين، حمل شركائها الاوروبيين على مساعدة “المناطق المحررة” في هذا البلد.

واعلن احد هذه المصادر للصحافيين أمس رافضا الكشف عن هويته “في الوقت الراهن، نحن البلد الوحيد الذي يساعد شبكات التضامن المحلية بشكل ملموس، ونسعى الى اقناع شركائنا في ان يحذوا حذونا في هذا الطريق”.

واضاف ان “بعض الشركاء ابدوا اهتمامهم”، موضحا ان الموضوع سيدرس اثناء اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية الاوروبيين يومي الجمعة والسبت في قبرص.

وفي اطار هذا الاجتماع، وجه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره الايطالي جوليو تيرزي رسالة الى الوزراء الاوروبيين الاخرين بهدف “لفت انتباههم الى الوضع السوري الذي يتعين دراسته بطريقة معمقة والتحرك حياله على اساس تشاوري”، بحسب الخارجية الفرنسية.

وبحسب مصادر ديبلوماسية، فإن المساعدة الفرنسية المدنية – ادوية ومعدات طبية جراحية او للبناء واموال – التي قدمت حتى الان “للمناطق المحررة” سلمت الى خمس بلدات في ثلاث محافظات سورية: حلب في الشمال وادلب في شمال غرب البلاد ودير الزور في الشرق.

ويقيم نحو 700 الف نسمة في هذه المناطق “المحررة” التي هرب منها ممثلو النظام السوري بحسب المصادر نفسها. واوضح احد هذه المصادر ان “المساعدة الفرنسية مدنية حصرا حتى هذه المرحلة”.

ميدانياً، ارتفع عدد شهداء الأمس إلى 260 شهيداً بينهم أكثر من ثلاثين طفلاً، و115 شهيداً سقطوا في مجزرتين في حلب، وسبعة وستون شهيداً في دمشق وريفها، إضافة إلى ثلاثين شهيداً في دير الزور وعشرات الشهداء في حمص وإدلب ودرعا وحماة وغيرها من المناطق التي تقصفها كتائب الأسد كما ذكرت لجان التنسيق المحلية أمس. (التفاصيل ص 16)

وأعلن مسؤول رفيع المستوى في الجيش السوري الحر أمس مساعي لاعادة هيكلة هذا التنظيم المسلح المعارض بهدف تجاوز الخلافات الداخلية ومواجهة تزايد الجماعات التي تعمل بشكل مستقل.

وقال قائد المجلس العسكري الثوري الاعلى في الجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى الشيخ ان هذا التجمع من المقاتلين المناهضين للنظام سيحمل اسما جديدا هو “الجيش الوطني السوري”.

وذكر ان تسمية اللواء الركن محمد حسين الحاج علي الذي يحمل اعلى رتبة في الجيش السوري الحر، في منصب “القائد العام للمؤسسة”، ستعلن “ان شاء الله خلال عشرة ايام الى جانب التسميات كلها”. واعتبر انه “بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة اقتضى اعادة هيكلة الجيش” الذي تأسس في تموز 2011 “وتنظيمه خوفا من انتشار الميليشيات في سوريا وخوفا على مستقبل سوريا”.

(ا ف ب، رويترز، ا ش ا، لجان التنسيق المحلية)

أردوغان: قريباً سأصلي في المسجد الأموي وأزور قبر صلاح الدين

                                            في إشارة جديدة إلى احتمال انهيار قريب لنظام بشار الأسد في سوريا، قال رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إنه سيصلي في الجامع الأموي وسيزور قبر صلاح الدين الايوبي في دمشق قريبا، فيما أجرى الجيش التركي تدريبات عسكرية جديدة على الحدود مع سوريا.

وتتقاطع التصريحات هذه مع تطورات ميدانية يومية، خصوصا بشأن تعزيز “الجيش السوري الحر” قدرته على استهداف سلاح الجو التابع لنظام الأسد، حيث أعلن أمس عن إسقاط طائرة “ميغ” روسية الصنع مجددا فوق شمال البلاد.

تركيا

فقد أجرت القوات التركية تدريبات عسكرية أمس في إقليم شانلورفا جنوب شرق تركيا على الحدود مع سوريا. وأفادت وكالة أنباء “الأناضول” التركية أنه شاركت في التدريبات آليات عسكرية، أغلبها من الدبابات. وتعد هذه التدريبات التي نفذت في سروج الأكثر شمولية في الفترة الأخيرة.

وكانت حشود عسكرية كبيرة توجهت أول من أمس إلى الحدود التركية ـ السورية عند نقطة “مرشد بينار” التابعة لمركز “سروتش” بمحافظة شانلي أورفة جنوب شرق تركيا، استكمالاً للتحركات العسكرية التي لوحظ زيادتها في الآونة الأخيرة في الوحدات التابعة للكتيبة الحدودية الثانية الموجودة في قرية “مرشد بينار”.

ويشار إلى أن تركيا قامت بتعزيزات عسكرية على حدودها مع سوريا في الفترة الأخيرة لاسيما بعدما قامت الدفاعات الجوية السورية بإسقاط طائرة حربية تركية من طراز “أف 4” فوق البحر المتوسط في 22 حزيران الماضي.

وكالة أنباء “الأناضول” نقلت عن رئيس الوزراء التركي، قوله إن “أحزاب المعارضة التركية التي نصرت النظام السوري ستخجل في القريب العاجل من زيارة دمشق”، فيما سيذهب وأعضاء حزبه إليها “ليلتقوا بأخوتهم، ويتلون سورة الفاتحة فوق قبر صلاح الدين الأيوبي، ثم يصلّون في باحات جامع بني أمية الكبير، ويزورون تربة الصحابي بلال الحبشي والإمام إبن عربي، والكلية السليمانية ومحطة الحجاز”. وأضاف: “سنشكر الله جنباً إلى جنب مع أخوتنا السوريين”.

وكان “حزب الشعب الجمهوري” المعارض انتقد أسلوب تعامل الحكومة التركية مع الأزمة السورية.

إسقاط “ميغ”

ميدانيا تواصل استهداف سلاح الجو الأسدي، وقال مقاتلو “الجيش السوري الحر” في محافظة إدلب بشمال البلاد إنهم أسقطوا الطائرة الثلاثاء بنيران مدافع آلية كثيفة وهي تقلع من قاعدة أبو الظهور الجوية.

وقال أبو مجد وهو متحدث من كتيبة أحرار الشام “اسقطوها بينما كانت تقلع من المطار مستخدمين مدافع آلية مضادة للطائرات عيار 14.5 ملليمتر”. وأضاف “كتيبة أحرار الشام وكتيبة شهداء سوريا حاصرتا المطار”، مضيفا “نتيجة وجود صعوبات في الاتصالات لست متأكدا ما هو الوضع في هذه اللحظة”.

وأظهرت لقطات فيديو عرضتها كتيبة شهداء سوريا المقاتلين وهم يقفون قرب أجزاء محترقة من طائرة عسكرية وتفقدهم لجثة تكسوها الدماء في مظلة لقائد الطائرة فيما يبدو.

وقد قتل 19 شخصا بينهم سبعة اطفال على الاقل في قصف ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، شنته قوات نظام بشار الأسد على احياء تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب، وذلك غداة يوم دموي جديد قتل فيه 116 شخصا وعثر فيها ايضا على اكثر من 50 جثة مجهولة الهوية.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” في بيانه ان “تسعة شهداء سقطوا بعد منتصف ليل الثلاثاء ـ الاربعاء بينهم سبعة اطفال جراء القصف علي احياء المرجة وهنانو وبعيدين، كما وردت انباء عن استشهاد عشرة مواطنين جراء القصف على حي بستان الباشا بمدينة حلب”. واضاف ان القصف ادى ايضا الى “سقوط عدد كبير من الجرحى بعضهم بحالة خطرة”.

وفي شرق البلاد في دير الزور اعلن المرصد ان “اشتباكات عنيفة (كانت) تدور منذ صباح (أمس) الاربعاء داخل مطار الحمدان العسكري بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين سيطروا على اجزاء كبيرة من المطار”. واضاف انه في دير الزور ايضا “دارت اشتباكات في محيط مفرزة الامن العسكري وحاجز الجسر واسفرت الاشتباكات بحسب المعلومات الاولية عن استشهاد ما لا يقل عن ستة من مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة كما سقط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية”.

وفي ريف دمشق تعرضت بلدة يلدا لقصف عنيف من قبل قوات النظام التي تستهدف ايضا مناطق مجاورة للبلدة”. كما “تعرضت عدة بلدات بريف دمشق الجنوبي للقصف الذي طال ايضا حي التضامن (في قلب دمشق) الذي شهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة”.

تظاهرة في القاهرة

في القاهرة، اصيب 85 مصرياً بينهم عناصر من قوات الأمن في اشتباكات وقعت ليل الثلاثاء ـ الأربعاء ودامت حتى فجر امس، بمحيط السفارة السورية بوسط القاهرة.

وعقب منتصف ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، تزايد عدد المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مبنى السفارة السورية ورفع “علم الاستقلال” فوق المبنى بدلاً من علم سوريا بعد أن كانوا احتشدوا مساءً، فتصدت لهم عناصر الأمن المُكلفة بحماية المبنى وحالت دون اقتحام المبنى، فقام المتظاهرون برشقهم بالحجارة وحطموا سيارة شرطة ما أدى إلى الاشتباك معهم حيث اتسع نطاق تلك الاشتباكات بشوارع حي “غاردن سيتي”.

وقال نائب رئيس هيئة الإسعاف المصرية الدكتور أحمد الأنصاري، للصحافيين فجراً، إن حصيلة الاشتباكات بين عشرات المتظاهرين ضد النظام السوري وبين عناصر الأمن المصري بلغت 85 مصاباً سقطوا بمحيط السفارة السورية بحي “غاردن سيتي” بوسط القاهرة.

وأوضح الأنصاري أنه تم علاج 71 مصاباً من كدمات وجروح من خلال عربات الإسعاف المتواجدة بموقع الاشتباكات، فيما تم علاج 6 مصابين بمستشفى “المنيرة العام”، وإصابتان بمستشفى “قصر العيني”، و6 بمستشفى “الشرطة” بحي العجوزة.

وأوقفت عناصر الأمن 8 من المتظاهرين بمحيط السفارة السورية المجاور للسفارتين الأميركية والبريطانية، فيما تسود الحي حالة من الهدوء الحذر خشية تجدد الاشتباكات.

وكان عشرات من النشطاء المصريين والسوريين المناوئين للنظام السوري احتشدوا مساء الثلاثاء، أمام “خيمة الثورة السورية” بميدان التحرير وتوجهوا إلى مبنى السفارة السورية على شكل مسيرة مطالبين برحيل النظام السوري ومناصرة “الجيش الحُر” الذي يقوم بمحاربة الجيش السوري النظامي. وفي السياق دفعت أعداد كبيرة من عناصر الأمن المركزي التي أطلقت الغاز المسيل للدموع والمياه لتفريق المتظاهرين والحيلولة دون تفاقم الموقف.

ويُشار إلى أن محاولة الاقتحام التي تعرض لها مبنى السفارة السورية هو الرابع من نوعه منذ انتقال البعثة الدبلوماسية السورية إلى مقرها بحي غارن سيتي بعد أن تعرض المبنى القديم للسفارة بحي “الدقي” لتظاهرات معادية للنظام السوري منتصف العام 2011.

إلى ذلك، دعا الأمين العام لـ”جماعة الإخوان المسلمين في مصر” محمود حسين، في تصريح أدلى به في مكتب الإرشاد للجماعة امس، القوى السياسية والفعاليات الشعبية المصرية إلى عمل وقفات أمام أحد المساجد الرئيسية بالمحافظة والمراكز وذلك يوم الجمعة المقبل “دعماً للشعب السوري وتأييداً له في مواجهة النظام السوري القمعي”.

وحمَّل حسين النظام السوري مسؤولية تردي الأوضاع على الساحة السورية جرّاء “اعتدائه الوحشي على أبناء الشعب السوري الشقيق، حتى وصل عدد الشهداء إلى عشرات الآلاف”، داعياً “الله أن يحقن دماءهم وينتصر لهم وينتقم ممن ظلموهم وقتلوهم”.

اجتماع عربي

اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع فى سوريا عقدت أمس اجتماعا مغلقا في مقر الجامعة العربية على هامش اجتماعات الوزاري العربي، برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية “رئيس اللجنة ” لبحث آخر المستجدات بالنسبة للاوضاع فى سوريا. وناقشت آخر تطورات الأوضاع على الساحة السورية في ضوء المهمة الجديدة للمبعوث المشترك الجديد الأخضر الإبراهيمي، بالإضافة الى استعراض مذكرة شارحة قدمتها الأمانة العامة حول تطورات الاوضاع في سوريا خصوصا القرار الصادر عن القمة الإسلامية الأخيرة في مكة والخاص بتعليق عضوية سوريا بمنظمة التعاون الاسلامي والذي دخل حيز النفاذ في اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة على المستوى الوزاري في 24 حزيران الماضي.

كما تدارست اللجنة عددا من الخطوات لدعم مهمة الابراهيمي واستعرضت تقريرا من رئيس اللجنة الشيخ حمد بن جاسم ومن الأمين العام للجامعة حول نتائج اتصالاتهما مع كافة الاطراف خاصة الجهود المبذولة لتوحيد صف المعارضة السورية وتقديم المعونات الإنسانية للاجئين والنازحين السوريين سواء في دول الجوار أو في داخل سوريا.

دعم أوروبي للإبراهيمي

وفي بروكسل، دعا الاتحاد الاوروبي امس اعضاء مجلس الامن الدولي الى تقديم “الدعم الذي يطلبه” الوسيط الدولي الجديد في الازمة السورية الاخضر الابراهيمي من اجل انجاز مهمته.

واجرت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون اتصالا هاتفيا بالابراهيمي تطرق المسؤولان فيه الى “الاولوية الفورية المتمثلة في الحد من العنف” في البلد.

وقال بيان للمتحدث باسمها اشتون ان “تنسيقا وثيقا وعملا ديبلوماسيا موحدا من جانب المجتمع الدولي يشكلان شرطين مسبقين لنجاح” الإبراهيمي.

ومع اعادة تاكيدها “دعم الاتحاد الاوروبي الكامل لمهمة الابراهيمي المثقلة بالتحديات”، اكدت اشتون ايضا ان بامكانه “الاعتماد على مساعدة الاتحاد الاوروبي” في “مهمته المتمثلة في العمل على حل سياسي سلمي للازمة”.

وشددت ايضا على ان الوضع الانساني “يبقى اولوية كبرى بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي”.

تحذير أميركي للعراق

وفي بغداد حذر ثلاثة من اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي امس رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من استغلال ايران للاجواء العراقية لنقل اسلحة ومعدات لدعم النظام السوري.

وقال جون ماكين و جو ليبرمان و ليندسي غراهام للصحافيين خلال زيارة لبغداد، ان طهران اخبرت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بان طائرات تحمل مؤنا ومساعدات انسانية، تعتقد الولايات المتحدة الاميركية بانها تنقل معدات عسكرية.

وتاتي تصريحات المسؤولين الاميركيين اثر تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” امس، نقلا عن مسؤولين اميركيين بان ايران قامت بنقل معدات، بعد اعلانها مطلع العام الحالي، عن توقف هذه الرحلات.

وقال ليبرمان “طرحنا مخاوفنا على رئيس الوزراء ووزير الخارجية (حول هذه الطلعات)”. واضاف ان “رئيس الوزراء (نوري المالكي) اكد انه تلقي وعد من الايرانيين بان هذه الرحلات تقتصر على المساعدات الانسانية، لكننا نعتقد خلاف ذلك”. وتابع “اعتقد بانه علينا ان نقدم له (المالكي) الدليل الذي نتمكن منه (…) لتوضيح لماذا نعتقد بان هذه الطائرات الايرانية (…) تحمل مواد(…) تمكن الاسد من قتل شعبه”.

واكد ماكين ان “الامر يعد انتهاكا لقرارات مجلس الامن”. ونقل عن المالكي قوله لاعضاء مجلس الشيوخ ان “نائب الرئيس الاميركي جو بايدن صرح ان واشنطن ستقدم دليلا الى بغداد حول الهدف من هذه الرحلات، ولكن هذا لم يتحقق حتى الان”.

وفي سياق متصل، صرح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بأن بغداد تريد تفادي الانجرار في أعماق الأزمة السورية وتسعى إلى التوازن خلال صراع إقليمي على السلطة بشأنه جارته.

وقال زيباري لوكالة “رويترز”: “نحن نشعر بالقلق من احتمال انتشار الميليشيات والجماعات المسلحة والاتجاهات الأصولية وزعزعة نظامنا السياسي. يوجد صدع بين السنة والشيعة في المنطقة كلها. ونحن لا نريد إقحامنا في هذا”. وشرح زيباري موقف العراق، فقال: “يجب ان يكون للجامعة العربية دور تلعبه وإذا أصبحت جزءا من المشكلة فلن يكون لها دور. وإذا انحزنا إلى أحد فسوف نخوض الحرب أو نسلح أحدا لا نسانده”. وأضاف أن “العراق أعلن من البدايه أنه يقف الى جانب الطموحات المشروعة للشعب السوري في الحصول على الحرية والديمقراطية وهي عملية سياسية”. واستدرك بقوله “لكن العراق له مخاوفه بشأن التطورات في سوريا مخاوفه الأمنيه ومخاوفه الطائفية ومخاوف الارهاب. ولا نعلم النتيجة وماذا سيحدث”.

الصين

الصين رأت أن حلّ الأزمة السورية يجب أن ينبع من الشعب السوري. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي، أن حلّ الأزمة السورية يجب أن ينبع من الشعب السوري.

أمس، قوله بعد لقاء مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في بيكين، إنه “على الرغم من أن الوضع الراهن معقد جداً، شدد الجانب الصيني على أنه على كلّ الاطراف وقف إطلاق النار وبدء الحوار السياسي”. وأضاف “نحن، مثل العديد من الدول الأخرى، نؤمن أنه يجب تحقيق مرحلة انتقال سياسي في سوريا، ونؤمن أن أي حلّ يجب أن يأتي من الشعب السوري، وليس أن يتم فرضه بالقوة من قبل قوى أجنبية”.

ودعا إلى احترام ميثاق الأمم المتحدة عند التعامل مع الأزمة السورية، على الأخص في ما يتعلق بمبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول. وأضاف: “الصين لا تقف إلى جانب طرف في المسألة السورية”.

وأكد ان ان الصين جاهزة “لتعزيز الاتصالات مع كافة الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن لتنسيق مواقفنا”.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ش أ)

قصف واشتباكات متواصلة بأنحاء سوريا

                                            واصلت القوات النظامية صباح اليوم قصفها لمحافظات سورية عدة وسط أنباء عن سقوط قتلى، في وقت خاض فيه الجيش الحر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية السورية قرب مقام السيدة زينب في ريف دمشق.

فقد تواصل صباح اليوم قصف القوات النظامية لمدن وقرى وأحياء في حماة (وسط) ودرعا (جنوب) ودير الزور (شرق) وحلب (شمال) وإدلب (شمال غرب).

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد قتل ثلاثة أشخاص أحدهم جندي منشق جراء القصف العنيف وإطلاق النار من قبل القوات النظامية الذي شهدته بلدة كفرزيتا والقرى المحيطة بها في ريف حماة، التي تعرضت عدة بلدات وقرى أخرى فيها للقصف أيضا.

وقتل أيضا -وفقا للمرصد- ثلاثة أشخاص أحدهم مقاتل مناهض للنظام في مدينة دير الزور، بينما قتل مدني برصاص قناص في حي الأنصاري في مدينة حلب.

وقال ناشطون إن بلدة كرناز في ريف حماة تعرضت منذ ساعات الصباح الأولى اليوم لقصف عشوائي بقذائف الدبابات وراجمات الصواريخ، كما تعرضت بلدة الكرك الشرقي في درعا لقصف عنيف بالمدفعية، وشمل القصف أيضا حي القدم بدمشق، في حين وقعت اشتباكات بين عناصر الجيش الحر وعناصر قوات النظام.

اشتباكات

من ناحية أخرى خاض الجيش السوري الحر صباح الخميس اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية السورية قرب مقام السيدة زينب في ريف دمشق.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات دارت عند حاجز للقوات النظامية بالقرب من إحدى بوابات مقام السيدة زينب بريف دمشق. وأضاف المرصد “بحسب المعلومات الأولية، قتل ما لا يقل عن أربعة من القوات النظامية”.

كما أعلن عن مقتل مدنيين من حي القدم في دمشق بعد اعتقالهما من قبل القوات النظامية.

وجاء ذلك بعد يوم من مقتل 176 شخصا في أنحاء سوريا بينهم أكثر من ثلاثين طفلا معظمهم في حلب ودمشق وريفها ودير الزور وحمص.

وقالت لجان التنسيق إن 115 من بين القتلى سقطوا في حلب جراء قصف الطيران الحربي, في حين سقط باقي القتلى في دمشق وريفها ودير الزور وحمص وإدلب ودرعا وحماة. وذكر ناشطون أنه تم العثور على 25 جثة لأشخاص أعدموا في المليحة بريف دمشق.

وفي غضون ذلك، أفاد ناشطون سوريون بأن الجيش السوري الحر تمكن من إسقاط طائرة مروحية تابعة لجيش النظام فوق ريف دمشق. وقد بث الناشطون صورا على مواقع الثورة السورية تظهر سقوط مروحية بعد إصابتها بنيران أطلقها مقاتلون من الجيش الحر.

وكان الجيش الحر أعلن الثلاثاء إسقاطه ثلاث طائرات تابعة لقوات النظام فوق مطار أبو الظهور في محافظة إدلب.

فرنسا تدرس تسليح “المناطق المحررة

بان: شلل مجلس الأمن يضر بالسوريين

                                            انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة الأربعاء “شلل” مجلس الأمن الدولي حيال الأزمة السورية، معتبرا أن هذا الأمر يضر بالشعب السوري وبصدقية الأمم المتحدة، في حين تدرس فرنسا تقديم مدفعية ثقيلة للمناطق المحررة في سوريا لحمايتها من هجمات الجيش النظامي.

وقال بان -في نقاش غير رسمي بالجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مفهوم مسؤولية حماية المدنيين الذين تهددهم حكوماتهم، الذي أطلقته المنظمة الدولية عام 2005- “إنكم تشاهدون جميعا الصور المرعبة والتقارير التي تأتي من سوريا، القصف الجوي للمدنيين، الأمهات يبكين ويحتضن أطفالهن القتلى بين أيديهن، التراخي لا يمكن أن يكون خيارا لمجتمعنا الدولي”.

وأكد أن التكلفة الإنسانية الهائلة للتقاعس عن الحماية واضحة للعيان، مشيرا إلى أنه لا يمكن بحث الطريق الآخر في وقت يخرج فيه العنف الطائفي المتزايد عن نطاق السيطرة، وتتصاعد فيه الأزمة الإنسانية الطارئة، وتمتد فيه الأزمة عبر الحدود.

وشدد بان على أن المبعوث الدولي العربي الجديد الأخضر الإبراهيمي “يقوم بمهمة شاقة، ولكن يمكن التغلب عليها” لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع الذي تشهده سوريا. وانتقد استمرار النظام السوري في استخدام الطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة في مواجهة شعبه.

وقال في كلمته إن الحكومة السورية فشلت في حماية شعبها واحترام حقوق الإنسان، ودعا من وصفهما بطرفيْ الصراع هناك إلى الحوار والتخلي عن الأنشطة العسكرية.

ومن جهته، وصف السفير الألماني في الأمم المتحدة بيتر فيتينغ -رئيس مجلس الأمن في سبتمبر/أيلول الجاري- الأزمة في سوريا بأنها “مأساوية وتبعث على القلق، ومع ذلك فإن المجلس منقسم”.

وأضاف أن “ثمن غياب الوحدة يدفعه الشعب السوري، وهذا أكثر ما يرثى له أعضاء المجلس، فهم ليسوا راضين عن غياب الوحدة، ويأتي ذلك بالتأكيد على حساب هذا المجلس والأمم المتحدة بشكل عام”.

المناطق المحررة

وفي هذه الأثناء، قال مصدر دبلوماسي الأربعاء إن فرنسا بدأت مساعدة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا حتى تستطيع هذه “المناطق المحررة” إدارة نفسها بنفسها، مشيرا إلى أن فرنسا تدرس تقديم مدفعية ثقيلة لحماية هذه المناطق من هجمات الحكومة.

وأضاف المصدر أنه في المناطق التي فقد النظام السيطرة عليها مثل تل رفعت -الواقعة على بعد 40 كلم شمال حلب- والتي حررت قبل خمسة أشهر أنشئت مجالس ثورية محلية لمساعدة السكان، وتمت إقامة إدارة لهذه البلدات حتى تتجنب الفوضى مثلما حدث في العراق عندما انسحب النظام.

وأوضح المصدر -الذي لم توضح رويترز هويته- أن فرنسا التي وعدت في الأسبوع الماضي بتقديم خمسة ملايين يورو ( 6.25 ملايين دولار) إضافية لمساعدة السوريين، بدأت في تقديم المساعدة والمال الجمعة الماضي إلى خمس سلطات محلية في ثلاث محافظات، وهي دير الزور وحلب وإدلب. ويعيش نحو 700 ألف شخص في هذه المناطق.

واعترف المصدر بأن بعض المناطق لا تزال تتعرض لقصف متقطع من جانب القوات السورية، لكن احتمال سقوطها ثانية في يد الحكومة مستبعد بشكل كبير. وقال “إن الناس في هذه المناطق طلبوا أسلحة مضادة للطائرات”. وأضاف أنه في حال عدم العمل على هذا الأمر بشكل جاد، فستترتب على ذلك عواقب خطيرة ومعقدة.

وقالت فرنسا الأسبوع الماضي إنها حددت مناطق في الشمال والجنوب والشرق خرجت عن سيطرة الرئيس بشار الأسد وتهدد بفرض عقوبات، مما يتيح فرصة للمجتمعات المحلية لحكم نفسها بنفسها، دون أن يشعر السكان بالحاجة إلى النزوح عن سوريا.

انتقادات وخلافات

وعلى صعيد متصل، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن حكومة الأسد خلقت “دولة إرهابية” في سوريا، وعبر عن إحباطه من غياب التوافق الدولي بشأن الأوضاع هناك.

وأضاف أردوغان أن “المذابح في سوريا التي تكتسب قوة من اللامبالاة التي يظهرها المجتمع الدولي ما زالت في ازدياد”.

وندد رئيس الوزراء التركي بـ”المجازر الجماعية” التي يرتكبها نظام الأسد بحق شعبه.

من جهة ثانية، أقرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بوجود خلافات بين الولايات المتحدة والصين بشأن الأزمة السورية.

وقالت كلينتون -عقب محادثاتها مع نظيرها الصيني يانغ جيتشي والرئيس هو جينتاو في بكين- “لا نتوقع اتفاقنا في كل الأمور”. وأضافت “لم يعد سرا” أن الحكومة الأميركية تشعر بالإحباط من موقفيْ روسيا والصين بشأن سوريا، وكررت أن أسلوب التحرك الأمثل ما زال من خلال اتخاذ موقف صارم في مجلس الأمن الدولي.

ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي تأييد بلاده “للانتقال السياسي” في سوريا لإنهاء عمليات إراقة الدماء هناك.

وقال يانغ -في مؤتمر صحفي بعد محادثاته مع كلينتون- “نحن ودول كثيرة نؤيد مرحلة للانتقال السياسي في سوريا”. وأضاف “لكننا نؤمن أيضا بأن أي حل يجب أن يجيء من الشعب السوري ويعكس إرادته، يجب ألا يفرض هذا من الخارج”.

آشتون والإبراهيمي

من جانب آخر، بحثت مسؤولة العلاقات الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون مع الإبراهيمي الأوضاع في سوريا.

وأصدرت آشتون بيانا أعلنت فيه دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لمهمة الإبراهيمي المليئة بالتحديات، وطمأنته بأنه قادر على الاعتماد ليس على التزامها الشخصي فقط، بل وعلى مساعدة الاتحاد الأوروبي له ولفريقه في هذه المهمة الصعبة الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة.

وشددت على أن الوضع الإنساني ما زال يشكل أولوية قصوى بالنسبة للاتحاد الأوروبي.

أما وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله فاتهم مجلس الأمن الدولي بالفشل في التعامل مع الأزمة السورية.

وقال الوزير الألماني الأربعاء “ليست أوروبا هي من فشل في الأزمة السورية، لكن وللأسف هو مجلس الأمن”.

وكان الإبراهيمي قال أمام جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء إنه ناقش الوضع في سوريا، مشيرا إلى أنه ونائبه ناصر القدوة لن يألوَا جهدا في إحلال السلام في سوريا.

وأكد الإبراهيمي أنه سيتوجه إلى مصر لمقابلة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ثم يتوجه إلى سوريا.

طبيب مصري يروي معاناة السوريين

                                            أنس زكي-القاهرة

حكى طبيب مصري عن المعاناة التي يعيشها الشعب السوري في المجال الطبي، مؤكدا أن ما ينقله الإعلام أقل كثيرا من حقيقة الأوضاع على الأرض، حيث يعاني الكثيرون جراء استخدام نظام بشار الأسد لأسلحة محرمة، كما أنه يلاحق المصابين من الثوار سواء في المستشفيات أو سيارات الإسعاف ليحول دون إنقاذهم.

وكان الطبيب محمد إبراهيم، وهو مسؤول العلاقات الخارجية بلجنة الإغاثة الإنسانية التابعة لنقابة أطباء مصر، يتحدث في مؤتمر صحفي عقد بالقاهرة ضمن سلسلة مؤتمرات لاستعراض شهادات الأطباء الذين عادوا من زيارة عمل لسوريا استهدفت الاطلاع على الأوضاع هناك وعلاج من يمكنهم الوصول إليه من المصابين.

وقال إبراهيم إن الكثير من السوريين باتوا يعانون من أمراض عديدة في الكبد والكلى فضلا عن السكري وضغط الدم، مشيرا إلى أن الوفد الذي شارك ضمن فريق تابع لاتحاد الأطباء العرب حاول تقديم العلاج لكثير من الحالات التي عرضت عليه بالتوازي مع الحالات الحرجة لمصابي الثورة.

وأضاف أن كثيرا من المصابين فقد أطرافه وتحول من شخص قادر على العمل والعطاء إلى شخص يحتاج من يعيله ويرعاه، وعزا معظم الإصابات إلى استخدام قوات النظام السوري أسلحة محرمة بها ذخائر تنفجر بعد اختراق الجسد وتؤدي إلى أضرار شديدة.

اغتصاب وتعذيب

كما تحدث الطبيب عن حالات اغتصاب لفتيات صغيرات، إضافة إلى حالات التعذيب التي تترك آثارا سلبية على الجانب النفسي للضحايا بالتوازي مع الجانب الصحي.

ومما يزيد من الصعوبات أمام المصابين والمرضى السوريين نقص الدواء، كما أكد الطبيب المصري، الذي أشار إلى أن الشركات الموالية للنظام تحتكر الأدوية المهمة خاصة المضادات الحيوية ومسكنات الألم، وبالتالي لا تتوفر في الأسواق ولا يتمكن المصابون من الحصول عليها.

وفي حضور عدد من وسائل الإعلام أكد إبراهيم أن قوات النظام تلاحق المصابين من الثوار، وإذا تبين وجود أحدهم في أحد المستشفيات يعتقل إضافة إلى إغلاق المستشفى، ما اضطر الأهالي لإنشاء نوع من المستشفيات الميدانية داخل شقق خاصة تبرع بها البعض ليعالج داخلها المصابون سرا وفي ظل إمكانيات قليلة وغياب للأجهزة والمعدات الطبية ما يجعل المهمة بالغة الصعوبة.

إنجازات الوفد

وعن إنجازات وفد لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة أطباء مصر أثناء وجوده في سوريا، أشار إبراهيم إلى إنشاء سبعة مستشفيات ميدانية صغيرة بتكلفة لا تتجاوز نحو 30 ألف دولار، وأضاف أن مستشفى متنقلا ضخما بصدد الدخول إلى سوريا حاليا عبر الحدود مع تركيا، ويتوقع أن يكون جاهزا لاستقبال المرضى في غضون أسبوع.

كما أشار الطبيب إلى أن لجنة الإغاثة رصدت نحو 400 ألف دولار للمساعدة في تجهيز بعض المراكز العلاجية بمدينة طرابلس اللبنانية التي تستقبل عددا كبيرا من اللاجئين السوريين، فضلا عن محاولات لإدخال كميات من الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية إلى سوريا في الأيام المقبلة.

وأشاد إبراهيم بالدور الذي تقوم به تركيا لإغاثة اللاجئين السوريين الفارين من الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد بحق شعبه، مشيرا إلى أن وجود ما يقرب من مائة ألف لاجئ سوري في تركيا التي تتولى رعايتهم وتقديم الخدمات الصحية لهم.

مقتل 15 شخصا برصاص الأمن السوري

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

لقي 15 شخصا مصرعهم الخميس برصاص الأمن السوري في مدن عدة، وفقا لناشطين معارضين.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن أربعة أشخاص قتلوا في حمص، ومثلهم في حماة، و3 أشخاص في كل من دمشق وريفها ودير الزور، و1 في درعا.

يأتي ذلك بعد مقتل 272 شخصا الأربعاء، معظمهم في حلب التي تعرضت للقصف.

وأفاد ناشطون بأن الجيش السوري أعدم 45 معتقلا رمياً بالرصاص في منطقة الإكرامية بحلب،  فيما سقط أكثر من 25 طفلاً قتلى في قصف للقوات السورية النظامية على مدينة الأتارب وأحياء المرجة والنيرب ومساكن هنانو فجرا في محافظة حلب.

وفي دمشق انفجرت سيارة مفخخة في ساحة الفحامة، وأغلقت القوات السورية جميع الطرق المؤدية إلى المنطقة.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن قصفا مدفعيا عنيفا من جبل قاسيون استهدف أحياء دمشق الجنوبية.

كما تعرضت عدة بلدات في ريف دمشق لقصف من الطيران المروحي، وتجدد القصف المدفعي على أحياء حمص القديمة ومدينة القصير في ريف حمص.

وفي ريف حماة قصف الجيش السوري قرية كوكب والقرى المحيطة.

وشهدت دير الزور قصفا مدفعيا على أحياء المدينة وسط اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن انفجاراً هزّ منطقة البرامكة في دمشق وأعقب ذلك انتشار أمني كثيف.

وقالت شبكة شام إن الانفجار، الذي وقع في منطقة تحتوي على مقرات أمنية وحزبية خاصة بحزب البعث الحاكم، ناجم عن عبوة ناسفة داخل سيارة، وإنه تم نقل سائق السيارة، الذي أصيب بالانفجار، إلى المستشفى للعلاج.

كما استهدف قصف مدفعي الغوطة الشرقية، بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش الحر والجيش الحكومي في يلدا وببيلا والتضامن وبيت سحم في ريف دمشق.

وأعدمت القوات الحكومية 4 أشخاص في حي القصور بدير الزور، حيث أعلن الجيش الحر السيطرة على مطار حمدان العسكري في مدينة البوكمال.

وفي ريف اللاذقية استهدف قصف مدفعي وصاروخي مناطق كفرية وصيف سلمي وكنسبا والكرت.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل 16 شخصا بينما يستمر القصف المدفعي على معظم أحياء مدينة دير الزور.

وفي حماة قال ناشطون إن 11 شخصا قتلوا بنيران القوات السورية في حي الفراية مع استمرار عمليات الاعتقال.

وكانت مصادر المعارضة السورية أفادت الثلاثاء أن الجيش السوري الحر أسقط طائرة من طراز سوخوي شرقي أبو الضهور، ودمر في وقت سابق مروحية في مطار منغ العسكري بريف حلب.

وكانت المعارضة ذكرت أن الجيش الحر قصف منطقة مطار الحمدان في البوكمال بدير الزور، وتبع ذلك اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية قرب مفرزة الجسر، كما تحدثت عن وقوع مجزرة في دوما بريف دمشق راح ضحيتها 18 شخصاً مجهولي الهوية.

وقالت شبكة شام إن شخصا واحدا على الأقل قتل في القصف العنيف الذي تعرضت له مدينة دوما، وسقط 40 جريحا.

وفي مخيم اليرموك بدمشق، قتل ثلاثة أشخاص وسقط عشرات الجرحى في قصف للقوات الحكومية على شارع فلسطين وحي التضامن.

وفي دير الزور، حاصرت كتائب الجيش الحر، التابعة للمجلس العسكري، مبنى التدريب الجامعي في المدينة، بينما فرض عناصر منه سيطرتهم على حاجز مراط.

وأوضحت الشبكة أن الجيش الحر دمر دبابة وعربة بي ام بي، وأسر 8 جنود من القوات الحكومية، بعد اشتباكات انتهت بتدمير الحاجز وسقوط ضحايا من الطرفين.

فرنسا تدعم ثوار سوريا واشتباكات عنيفة بريف دمشق

باريس تدرس تقديم مدفعية ثقيلة لحماية المناطق المحررة.. وقتلى البارحة 272

العربية.نت

أفاد دبلوماسيون غربيون أن فرنسا بدأت فعلياً في مساعدة أهالي المناطق التي يسيطر عليها الثوار السوريون لتتمكن من إدارة نفسها ذاتيا، دون أن يضطر سكانها إلى النزوح، فيما تدرس حالياً تقديم مدفعية ثقيلة لحماية هذه المناطق من هجمات النظام.

وأكدت المصادر أن فرنسا بدأت بتقديم المساعدة إلى 5 سلطات محلية في محافظات دير الزور وحلب وإدلب.

وأضافت المصادر أن باريس كثفت مؤخرا من حوارها مع الثوار وأنها تعمل على تنمية العلاقات بين المعارضة السياسية والثوار والمنشقين.

وميدانياً، خاضت القوى المعارضة المسلحة، صباح الخميس، “اشتباكات عنيفة” مع القوات النظامية السورية قرب مقام السيدة زينب في ريف دمشق، فيما تواصلت أعمال القصف على عدة محافظات، بحسب ما أعلن ناشطون.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أنه “دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة عند حاجز للقوات النظامية بالقرب من أحد بوابات مقام السيدة زينب بريف دمشق”.

وأضاف البيان أنه “بحسب المعلومات الأولية، قتل ما لا يقل عن 4 من القوات النظامية”.

كما أعلن عن مقتل مدنيين “من حي القدم (في دمشق) بعد اعتقالهما من قبل القوات النظامية”.

وتواصل صباح الخميس قصف القوات النظامية لمدن وقرى وأحياء في حماة (وسط)، ودرعا (جنوبا)، ودير الزور (شرقا)، وحلب (شمالا)، وإدلب (شمال غرب).

وتحدثت شبكة شام عن قصف عنيف واشتباكات بين عناصر الجيش الحر وجيش الأسد في حي القدم والعسالي بدمشق.

ومن جهتها، أفادت لجان التنسيق بأن 272 شخصا قتلوا أمس الأربعاء في سوريا في المجازر التي ترتكبها قوات النظام.

وإلى ذلك، قال بيتر فيتيغ، السفير الألماني في الأمم المتحدة، الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة مجلس الأمن، إنه ينبغي منح المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، وقتاً للقيام بوساطته في سوريا.

وأضاف فيتيغ أنه برغم الوضع الميداني المأسوي في سوريا، فإن الإبراهيمي لا يزال في مرحلة استطلاعية.

انشقاق رئيس فرع الأمن الجنائي بدمشق ووصوله لتركيا

النظام يرتكب مجزرة جديدة في حلب.. وحصيلة القتلى في ارتفاع

العربية.نت

أعلن المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، انشقاق العميد عوض أحمد العلي، رئيس فرع الأمن الجنائي في دمشق، مشيراً إلى أنه وصل إلى تركيا، بحسب ما أفاد مراسل “العربية” من الحدود التركية–السورية.

مجزرة حلب وسيطرة على مطار الحمدان

وكان الجيش السوري الحر سيطر على مطار الحمدان في البوكمال، بعد نجاحه في السيطرة على عدد من المعابر لا سيما في حلب، وفقاً لما أكدته كل من “تنسيقية دير الزور” و”شبكة شام”.

في حين أعلنت كتائب شهداء سوريا إسقاط طائرة مروحية في ريف إدلب وطائرتي ميغ في بلدة أبوالضهور، حيث لا تزال هذه الكتائب تحاصر المطار لليوم السابع على التوالي.

إلى ذلك، أفادت شبكة شام الإخبارية بأن سيارة مفخخة انفجرت في منطقة الحريقة بدمشق ولم ترد تفاصيل إضافية عن الانفجار. كما أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 173 شخصاً معظمهم في مجزرة بمدينة حلب، حيث قصفت قوات الجيش بعد منتصف الليل أحياء سكنية ما أسفر عن تدمير مبان بأكملها.

كما أفادت لجان التنسيق المحلية بوقوع اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في الريف الغربي لدير الزور إثر انشقاق في مستودعات السلاح.

وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن تعرض مدينة أعزاز بريف حلب لقصف عنيف من الطيران الحربي. كما تعرضت عدة مناطق في ريف اللاذقية لقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام المتمركزة في قريتي نباتة واستربة، حسب ما أفادت شبكة سوريا مباشر.

وتدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الجيش النظامي في يلدا وببيلا والتضامن وبيت سحم بريف دمشق بالتزامن مع قصف عنيف على المنطقة.

وأضاف اتحاد التنسيقيات بسقوط خمسة قتلى وعدد من الجرحى في قصف على أحياء الحيدرية وباب الحديد ومساكن هنانو في حلب.

وفد لهيئة التنسيق السورية المعارضة يزور الصين منتصف الجاري بدعوة رسمية

روما (5 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من مصادر من هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية أن وفداً من الهيئة سيقوم بزيارة إلى بكين تلبية لدعوة من وزارة الخارجية الصينية لبحث الوضع في سورية وإمكانيات إيجاد حل سياسي للأزمة القائمة

ووفقاً للمصادر، فإن الزيارة ستتم في الخامس عشر من شهر أيلول/سبتمبر الجاري، وهو موعد تم تحديده من قِبل الجانب الصيني الذي وجّه الدعوة للهيئة للتشاور حول آفاق الحل في سورية

ومن المقرر أن يرأس وفد الهيئة المنسق العام لها المحامي حسن عبد العظيم ويرافقه عدد من قياديي الهيئة، وسيلتقي الوفد وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي ومسؤولين آخرين

وكان وفد من هيئة التنسيق قد زار الصين في شباط/فبراير الماضي بدعوة من حكومتها لبلورة برنامج سياسي يمهد لمرحلة انتقالية توقف دوامة العنف والتقى نائب وزير الخارجية الصيني لشؤون المنطقة العربية، ولم يسفر اللقاء عن نتائج مباشرة سوى فهم كل طرف رأي الطرف الآخر

وأعربت الصين عن قلقها من ازدياد سوء الوضع في سورية لكنها تصرّ على رفض أي تدخل خارجي مسلح في سورية، وتشدد على أن الحل السياسي مازال هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة في سورية التي دخلت شهرها الثامن عشر والتي خلّفت نحو 30 ألف قتيل وفق مصادر المعارضة السورية

وتقول أوساط سورية التقت بالصينيين أكثر من مرة أن الصين متشددة بموقفها، ومن الصعب إقناعها بتغيير قناعاتها، وستبقى إلى جانب روسيا حجر عثرة أمام أي قرار أممي بالتدخل بسورية

وكانت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، قد قامت بزيارة إلى الصين منتصف الشهر الماضي في سياق تنسيق العلاقات بين دمشق وبكين، وهي العلاقة التي انتقدتها المعارضة السورية مراراً

وترفض الصين أي خطة تُلمح إلى التدخل الخارجي في الأزمة السورية، كما ترفض تغيير النظام قبل بدء الحوار بين السلطة والمعارضة، واستخدمت الفيتو مرتين ضد مشروعات قرارات في مجلس الأمن الدولي تهدف للضغط على النظام السوري.

واقترحت الصين في آذار/مارس الماضي مبادرة تستند على وقف العنف من كل الأطراف والبدء بحوار غير مشروط تحت إشراف الأمم المتحدة، لكن المعارضة رفضتها بشكل كامل، وشددت على أنه لا يمكن الحديث عن أي حل سياسي قبل تنفيذ شروط المعارضة المتمثلة بسحب الجيش والقوات الأمنية من المدن ووقف القتل وإطلاق سراح المعتقلين ومحاكمة المتسببين بالقتل من رجال النظام والسماح بالتظاهر السلمي، أي بمعنى تطبيق خطة أنان ذات النقاط الست التي لم يُكتب لها النجاح

قيادي كردي سوري لـ آكي: غالبية الأكراد يعتبرون قضيتهم جزءاً من القضية الوطنية

فيينا (6 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أكد قيادي كردي سوري أن الغالبية الساحقة من الأكراد في سورية تنطلق من كون قضيتهم جزءاً لايتجزأ من القضية الوطنية الديموقراطية العامة في البلاد

وقال صلاح بدر الدين في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء “من الواضح أن كرد سورية معنييون بمصيرهم قبل أي طرف آخر، والغالبية الساحقة وخاصة من الحراك الكردي الثوري بمختلف تياراته السياسية المكملة للثورة السورية تنطلق من كون القضية الكردية جزءاً لايتجزأ من القضية الوطنية الديموقراطية العامة في البلاد ومصيرها مرتبط مع مصير الثورة وعملية التغيير واعادة بناء الدولة التعددية الجديدة” حسب تعبيره

وتابع القول “إلى جانب ذلك ترى الغالبية أن على أكثر من ثلاثة ملايين كردي يشكلون 15% من سكان البلاد والقومية الثانية أن يقرروا مصيرهم السياسي والاداري بحسب ارادتهم واختيار احدى الصيغ المتعددة المعروفة في حل القضايا القومية وذلك في اطار الدولة السورية الواحدة الموحدة” و “قد تجد من يرفع شعار الدولة المستقلة الآن – وهذا من حقه – ولكن هذا الخيار لم يبلغ مداه في الوسط الكردي حتى الآن وبخصوص موقف الاقليم فقد أعلن رئيسه الأخ السيد مسعود بارزاني مرارا وتكرارا أنه يؤيد ما يرضى عنه الكرد السورييون ولايقرر مصيرهم” على حد قوله

وأشار بدر الدين إلى أن “الجوار السوري كله سيتأثر بدرجات متفاوتة بنتائج الصراع في سورية أي بانتصار الثورة واسقاط النظام وتحقيق التغيير الديموقراطي وبالنسبة لاقليم كردستان العراق الفدرالي سيكون ضمن التأثير المباشر لأسباب عديدة من أهمها، التجاور الجغرافي حيث هناك حدود مشتركة بين الاقليم وسورية أكثر من 25 كم في الوقت الراهن مع عشرات الكيلومترات الأخرى وصولا الى منطقة سنجار التي مازالت قيد الخلاف وتدخل في عداد المناطق المتنازع عليها” وكذلك “العمق الكردي القومي والاجتماعي والعائلي بطرفي الحدود” ثم “التبادل الاقتصادي الواسع ( المتوقف الآن ) وخطوط المواصلات والطاقة التشغيلية الخدماتية والمشاريع الاستثمارية السورية في الاقليم” حسب تعبيره

واعتبر أن هناك “انعكاس من الجانب السياسي” لما يجري في سورية على اقليم كردستان العراق بمعنى أن “سورية الجديدة مابعد الاستبداد ستنجز حلا ديموقراطيا سلميا للقضية الكردية السورية كما هو منتظر وهذا ماسيخفف الضغط على الاقليم ويمهد السبيل لعلاقات متنامية للاقليم مع العهد الجديد تتسم بالشفافية والاحترام المتبادل وتعميق التعاون وقد يساعد على حل أزمةالاقليم مع حكومة المالكي ببغداد بعد أن تخسر حليفا بجوارها تستقوي به في الصراع الداخلي – المذهبي والسياسي بالعراق أقصد نظام الأسد حيث من المعلوم أن حكومة بغداد وسلطاتها التنفيذية واقتداء بالموقف الايراني تقف الى جانب نظام الاسد وتدعمه ماليا واستخباراتيا وتسهل تزويده بالسلاح والعتاد وبتمرير المقاتلين كما تسمح للطائرات الحربية السورية النظامية بقصف القوى المعارضة من الأراضي العراقية وخاصة في محافظة دير الزور” على حد قوله

ولفت القيادي الكردي إلى أن عدد اللاجئين السوريين في اقليم كردستان العراق “بحسب المصادر الرسمية لسلطات الاقليم ومنظمات الاغاثة تجاوز 18000 من أفراد العائلات ماعدا اللاجئين منذ عام 2004 وماعدا العسكريين المنشقين الذين تجاوزوا الألفين” و “هناك نزوح يومي ازدادت وتيرته في الاسبوع الأخير بسبب محاولات السلطة الرسمية السورية في تطبيق قرار التحاق الاحتياط بالجيش وملاحقة الشبان وتجاوزات جماعات مسلحة تابعة لحزب العمال الكردستاني بحق الأهالي في بعض المدن مثل عفرين وعامودا والقامشلي وديريك” حسب تعبيره

وفي رد على سؤال حول هوية الجماعات الكردية المسيطرة على شمال شرق سورية، قال “هناك تسميات عديدة لتلك الجماعات المسلحة المسيطرة على معظم المناطق الكردية ( لجان الحماية الشعبية – مجلس شعب غرب كردستان – حزب الاتحاد الديموقراطي..) ولكن المصدر واحد وهو حزب العمال الكردستاني الذي أرسل الآلاف من مقاتليه وأنصاره الى مختلف المناطق الكردية السورية بعد مرور أربعة أشهر من عمر الثورة السورية وعاد الى تحالفه السابق مع نظام الأسد بعد انقطاع دام عدة سنوات تحت نفس الذريعة السابقة : مواجهة تركيا أي تجيير كرد سورية لصالح أجندته الحزبية وزجهم في المسألة التركية بدلا من القضية السورية ومحاولة تحييدهم وابعادهم من الثورة” وأضاف “طبعا علينا أن نعلم أن مسألة حزب العمال ودوره المرسوم في سورية لاينفصل عن المؤثرات والمعادلات الاقليمية وخاصة الدور الايراني وقد حاولت حكومة اقليم كردستان العراق والسيد رئيس الاقليم بصورة خاصة على تقديم المساعدة لكرد سورية لاجتياز الأزمة بسلام ومن دون حصول مواجهات كردية – كردية وتعاملوا مع كل الأطراف بما فيه جماعات حزب العمال الكردستاني سعيا لتحقيق تلك الغاية النبيلة ولكن وكما يظهر لم تلتزم تلك الجماعات بتعهداتها ولم تنفذ بنود اتفاقية – اربيل – حتى اللحظة” على حد قوله

وعن تداعيات تأزم العلاقة بين تركيا وسورية على اقليم كردستان العراق، أشار القيادي الكردي، إلى أنه ” قبل تأزم العلاقات السورية التركية كان البلدان متفقان على اجندة مشتركة في اطار اتفاقية – أضنة – الأمنية السياسية من بينها مواجهة الحركة الكردية عموما واقليم كردستان العراق على وجه الخصوص في مجال الحصار الاقتصادي مثلا وكانت هناك خططا متعددة في هذا السياق ومنها توجيه الطرق التجارية عبر سورية ومنها الى الموصل حتى لاتمر باقليم كردستان” و “لكن بعد الاختلاف والمعاداة تغيرت الأوضاع ونالت علاقات الاقليم مع تركيا اهتماما بالغا وتوسعت التجارة والتبادل وتضاعفت المشاريع التركية في الاقليم وتحسنت العلاقات السياسية أيضا في اطار مصالح الجانبين خاصة وأن الطرفين يدعمان الثورة السورية ويؤيدان رحيل نظام الأسد وعملية التغيير” حسب تعبيره

يونيسيف: الحرب في سوريا ضد الأطفال فلنوقف المذبحة

الفاتيكان (6 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قالت يونيسيف ايطاليا إن “ثلاثة وعشرين طفلا لقوا حتفهم أمس فقط، وفقا للبيانات غير المؤكدة الصادرة عن المعارضة”، وهو “رقم يُضاف إلى أرقام عديد أخرى في عملية جمع لا نهاية لها، نتيجتها تمثل هزيمة للجميع” وفق تعبيرها

وفي بيان نشرته خدمة الإعلام الديني التابعة لمجلس الأساقفة الايطاليين، طالب المتحدث باسم يونيسيف ايطاليا أندريا ياكوميني بـ”وقف حرب الأطفال هذه”، مناشدا “المؤسسات وجميع الايطاليين بالتحرك لمشاركة يونيسيف في عمل ملموس ومشترك للحيلولة دون أن ينال أطفال آخرون المصير ذاته”، وأردف “يجب أن نكون قادرين على التدخل ومساعدة الأطفال الذين لا يزالون في سوريا، الأسرى في مدنهم، وأولئك الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين التي تكاد تنفجر بسبب العدد المتزايد من الأسر اليائسة التي تُضاف إليها” يوميا

وبهذا الصدد ذكّر ياكوميني بـ”التزام المنظمة التي تقدم الماء والغذاء والرعاية الطبية واللقاحات، بالتعاون مع إحدى وثلاثين منظمة غير حكومية”، مؤكدا أن “الأزمة الاقتصادية لن تتمكن من جعلنا نقف مكتوفي الأيدي إزاء هذه المجزرة”، وإختتم بالتذكير بأن “يورو واحد فقط، أي التخلي عن فنجان قهوة في اليوم، يكفي لمساعدة منظمتنا لحماية طفل آخر من قنابل مدافع الهاون، وجرائم الحرب اليومية، والعنف الذي يعاني منه، أو اللامبالاة العامة” على حد قوله

الرئيس المصري: الآن هو وقت التغيير في سوريا

القاهرة (رويترز) – وعد الرئيس المصري محمد مرسي يوم الأربعاء بعودة بلاده إلى القلب من القضايا العربية مناشدا العرب أن يعملوا لإنهاء سفك الدماء في سوريا ومشددا على أن القيادة في دمشق يجب أن تتخذ قرارا يحقن دماء السوريين لأن “الآن هو وقت التغيير.”

وقال مخاطبا القادة السوريين في كلمة في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس وزراء الخارجية العرب وهي الأولى له في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة “لا مجال للكبر أو المزايدة. لا تستمعوا إلى الأصوات التي تغريكم بالبقاء فلن يدوم وجودكم طويلا… إن لم تفعلوا فعجلة التاريخ ماضية.”

وأضاف “أقول للنظام السوري ما زالت هناك فرصة لحقن الدماء” مرجحا أن تحقق الانتفاضة السورية هدف إقصاء حكومة الرئيس بشار الأسد إذا لم تقرر ترك الحكم.

وأعلن الرئيس المصري أن المجموعة الرباعية التي اقترحت مصر تشكيلها لحل الأزمة السورية والتي تضم مصر والسعودية وإيران وتركيا ستجتمع لكنه لم يعلن تاريخا محددا للاجتماع.

وقال “الرباعية التي دعت إليها مصر الآن ستجتمع والكل مدعو للمشاركة. والجهود الحقيقية المبذولة منكم جميعا مشكورة ومقدرة.”

وقال عضو في الوفد المصري في اجتماعات وزراء الخارجية إن حديث مرسي عن الرباعية يعد إشارة إلى أن الدول الأربع تتحدث فيما بينها عما يجب اتخاذه لكن التشكيل الرسمي للرباعية لا يزال موضع مناقشة كما سيحدد وقت اجتماع ممثلي الدول الأربع فيما بعد.

وتدعم إيران حكومة دمشق بينما تطالب الدول الثلاث الأخرى بإقصاء الأسد.

ويقول محللون إن من غير المرجح أن تتفق الدول الأربع على طريقة لإنهاء الأزمة لكن مبادرة مرسي تعني أنه عازم على إعادة بلاده إلى قلب سياسات المنطقة.

وقال الرئيس المصري في كلمته إن الوقت الحالي هو وقت التغيير في سوريا “وليس إضاعة وقت في كلام عن إصلاح.. مضى هذا الوقت.”

وأضاف “النظام السوري عليه أن يتخذ العبرة والدرس من التاريخ القديم ومن كل حلقات التاريخ.” وتحدث عن الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك وجاءت به هو رئيسا.

وتضمن قرار أصدره وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعاتهم “الإدانة الشديدة لاستمرار العنف والقتل والجرائم البشعة التي ترتكبها السلطات السورية والميليشيات التابعة لها (الشبيحة) ضد المدنيين.”

وتضمن إدانة الحكومة السورية “لاستخدامها للأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع وطائرات حربية في قصفها للأحياء والقرى الآهلة بالسكان وما تقوم به من عمليات إعدام تعسفي واختفاء قسري.”

وطالب القرار الحكومة السورية بالوقف الشامل والفوري لكل أشكال القتل والعنف ضد الشعب السوري.”

واعتبر “الجرائم والمذابح التي ترتكبها القوات السورية والشبيحة التابعة لها جرائم ضد الإنسانية.”

ودعا القرار الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى “متابعة اتصالاته مع سكرتير عام الأمم المتحدة لبلورة تصور جديد لمهمة الممثل المشترك (الأخضر الإبراهيمي) يضمن تحقيق الانتقال السلمي للسلطة وذلك من خلال الإسراع بتشكيل حكومة سورية انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات.”

واعتبر عدنان منصور وزير خارجية لبنان الذي انتقلت إليه الرئاسة الدورية لمجلس وزراء الخارجية العرب من نظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح مهمة الإبراهيمي التي تلي استقالة المبعوث السابق كوفي عنان فرصة لحل الأزمة السورية.

وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع العربي في ختام اجتماعات وزراء الخارجية العرب “كلما ابتعدنا عن الحوار السياسي كلما نطيل الأزمة ونطيل نزف الدماء.”

ودعا العرب إلى دعم مهمة الإبراهيمي لإنجاحها.

واشتبكت الشرطة المصرية مساء يوم الثلاثاء مع نحو مئة نشط حاولوا اقتحام مقر السفارة السورية بالقاهرة مما أدى لسقوط مصابين. واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق النشطاء الذين ردوا بالحجارة وأشعلوا النار في سيارة شرطة.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن وزارة الصحة يوم الاربعاء أن عدد المصابين بلغ 85 عولج 71 منهم في مكان الاشتباكات.

وشدد مرسي على أن بلاده ترفض تدخلا عسكريا أجنبيا في سوريا مطالبا بتكثيف العمل الذي يوصل إلى حل عاجل يحول دون تعرض سوريا لتدخل عسكري أجنبي.

وقال إن المجتمع الدولي لن يتحرك جادا لحل الأزمة السورية إذا لم يتحرك العرب. وقال “ما لم نتحرك نحن فلن يتحرك العالم بجدية في هذا الإطار.”

وهذه هي المرة الثانية في أسبوع التي يطالب فيها مرسي بالعمل من أجل التغيير في سوريا. وكان قال في كلمة في مؤتمر قمة عدم الانحياز في طهران إن النظام في دمشق التي يربطها تحالف مع ايران قمعي وإن دعم المتمردين عليه واجب أخلاقي.

وقتل أكثر من 20 ألف سوري منذ بدء الاحتجاجات السلمية ضد الأسد في مارس آذار العام الماضي. وفر عشرات الألوف من السوريين إلى الدول المجاورة اتقاء للعنف.

ووصل إلى القاهرة يوم الاربعاء ناصر القدوة نائب مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا للمشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية.

وكان الإبراهيمي الذي يتوقع أن يصل إلى القاهرة يوم الأحد قد وصف مهمته في سوريا بأنها “شبه مستحيلة” لكن القدوة قال للصحفيين في مطار القاهرة “لم نفقد الأمل” على الرغم من الصعوبات التي تواجه المهمة.

وقال مرسي الذي أدى اليمين يوم 30 يونيو حزيران خلفا لمبارك إن الانتفاضة التي أسقطت سلفه “كانت أيضا إعلانا لا لبس فيه عن رغبة هذا الشعب.. شعب مصر.. في العودة لكي يحتل مكانته الطبيعية في قلب أمته العربية وليساهم بسواعد أبنائه في بناء مستقبل عربي مشرق.”

وطالب مرسي في كلمته العرب بدعم الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل قائلا “تبقى القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى والشرط الأساسي لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط… لن تنهض الأمة العربية بغير حل عادل للمشكلة الفلسطينية.”

وشدد على استمرار مصر في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وقال “خلافات الأشقاء أضحت ترفا لا يملكه أحد في هذه الظروف.”

ووعد الرئيس المصري بمساندة اليمن الذي أطاحت انتفاضة شعبية برئيسه علي عبد الله صالح.

ومع ذلك قال مرسي إن بلاده لن تصدر الثورة. وكان قال ذلك من قبل وهو ما رآه البعض طمأنة لدول الخليج العربية التي تخشى من أن يؤدي صعود الإسلاميين في مصر إلى انتقال الاضطراب إلى أراضيها.

وتوقف يوم الاربعاء بث ثلاث قنوات فضائية سورية على القمر الاصطناعي المصري “النايل سات”.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن “مصدر مسؤول” في الشركة المصرية للأقمار الاصطناعية المصرية قوله إن القنوات التي أوقف بثها هي الدنيا والإخبارية السورية والفضائية السورية.

وأضاف “تم وقف بثها اعتبارا من الساعة الواحدة ظهر اليوم الأربعاء (بالتوقيت المحلي 1100 بتوقيت جرينتش) وذلك لأسباب تعاقدية.”

وتضمن مشروع القرار العربي توصية بأن يقوم النايل سات والقمر الاصطناعي العربي “العرب سات” باتخاذ ما يلزم لوقف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية وغير الرسمية.

وقال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض لرويترز ان القرارات مخيبة للامال. واضاف ان على العرب ان يعملوا بشكل أوثق مع الاوروبيين المعارضين لحكم الأسد وممارسة ضغط أكبر على روسيا حليفة سوريا.

وقال ان على العرب ان يدعموا استخدام كل السبل ومن بينها القوة ضد النظام السوري لانهاء هذه الازمة.

من محمد عبد اللاه وياسمين صالح

(اعداد سامح الخطيب للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

معارضون يهاجمون مطارا عسكريا سوريا ويعلنون إسقاط طائرة

عمان (رويترز) – قالت مصادر بالمعارضة السورية ان مقاتليها الذين يحاصرون مطارا عسكريا قرب الحدود مع العراق خاضوا قتالا عنيفا يوم الاربعاء في حين قال معارضون في شمال البلاد أنهم أسقطوا طائرة مقاتلة.

ويفرض مقاتلو الجيش السوري الحر حصارا على مطار حمدان بمدينة البوكمال عند الحدود الشرقية للبلاد في محافظة دير الزور منذ ثلاثة أيام.

وفي إطار مساعيه لاخماد الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا ضد حكمه يعتمد الرئيس بشار الأسد بدرجة متزايدة على الطائرات في مهاجمة مقاتلي المعارضة المسلحين بأسلحة خفيفة نسبيا مثل البنادق الآلية وصواريخ.

وقالت المعارضة ان المطار تستخدمه طائرت هليكوبتر في القيام بعمليات قصف ضد معاقل المعارضة. ومازال عشرات الجنود متحصنين داخل المطار.

وكثف مقاتلو المعارضة هجماتهم على قواعد جوية الاسبوع الماضي في محاولة لإضعاف القوة الجوية التي نشرها الأسد لوقف تقدم مقاتلي المعارضة في مناطق ريفية وحضرية الشهر الماضي.

وقال نواف البشير وهو شخصية عشائرية بارزة من دير الزور على اتصال مع المعارضة متحدثا من اسطنبول ان المطار سقط فعليا بعد ان انشق كثير من الجنود.

وقال ابو طيف زياد وهو نشط معارض من دير الزور ان المطار هو آخر قاعدة توجد بها قوات حكومية في البوكمال بعد ان سيطر المعارضون على عدة مجمعات للجيش في البلدة التي تقع على نهر الفرات على مسافة بضعة كيلومترات من نقطة عبور إلى العراق.

وقال انه إذا سقط مطار حمدان فستصبح البوكمال كلها تحت سيطرة المعارضة.

وذكر مصدر في المعارضة ودبلوماسيون ان هجمات مقاتلي المعارضة أدت بالفعل الى جعل مطارين عسكريين في محافظة إدلب هما تفتناز وابو الظهور غير صالحين للعمليات.

وجاءت التقارير عن قتال عنيف خارج القاعدة في وقت قال فيه معارضون في شمال البلاد انهم اسقطوا طائرة مقاتلة باستخدام رشاش ثقيل.

وقال مقاتلو المعارضة في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد قرب تركيا انهم اسقطوا الطائرة يوم الثلاثاء وهي تقلع من قاعدة أبو الظهور الجوية.

وقال ابو مجد وهو متحدث باسم لواء احرار الشام “أسقطوها وهي تقلع من المطار باستخدام رشاش مضاد للطائرات من عيار 14.5 مليمتر.”

ويصعب التحقق من روايات المعارضة لان الحكومة السورية تقيد دخول وسائل الاعلام الاجنبية. وتقول المعارضة انها اسقطت عدة طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر في الاسابيع الماضية.

وقال دبلوماسي غربي مقيم في عمان انه اذا استولى المعارضون على مطار حمدان فهم يفتقرون للاسلحة اللازمة للمحافظة على السيطرة عليه مع تكثيف طلعات المقاتلات السورية فوق المنطقة.

وقال الدبلوماسي “شاهدنا في الاسابيع القليلة الماضية المعارضين يحققون تقدما تكتيكيا بمهاجمة المطارات. لا يمكنهم التمسك بها لان النظام سيرسل طائراته المقاتلة ويقصفهم.”

ومثلما هو الحال في أغلب المحافظات السورية الأربع عشرة تركز قوات الأسد جهودها على محاولة منع سقوط عاصمة دير الزور في الوقت الذي تحقق فيه المعارضة تقدما في المناطق الريفية.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى