صفحات الثقافة

تَخيَّلتُ/ باولينا أستورياس

 

 

تَخيَّلْتُ كيف كنتَ تلقي بنفسك في المسبح الممتلئ بالكواكب بدون أطواقٍ، نجومٌ مستديرة وأجرامٌ سماوية.

كنتَ تدفعُ الأطفال وواحدٌ منهم فقط كان يبقى، طفلي.

كانت دوائر السيراميك تنفجرُ في أياديهم الصغيرة وتتحوّلُ إلى غبارٍ من نحاسٍ، بقيتْ مغطاة بذلك اللون المَعدنِيّ.

اضطجعوا مثل أبي هول مهيب، منحوتٍ بقرنِ كركدن.

كانوا يضحكون بصوتٍ عالٍ لكن الفضاءَ كان يقبضُ على القهقهات.

 

تَخيَّلْتُ أنَّ أكفّهم وكفّيك كانت تُصفّقُ، كانت تتصادم مراراً وتكراراً في هذيان واحتدام ملوّن، طفوليّ على وجه الدقّة.

كان صَدَى لثغك بالسِّين يتردَّدُ في المسبح المفتوح، ويتداخل مشكلاً صُوَراً جريئة مع النوايا الغضّة لأصغرهم.

كان الصدى يهيم مُخلِّفاً شظايا قمريَّة في آثارهِ، وأنتَ على الفور كنتَ تتعقَّبُها لاهياً، بمَسيرٍ حائرٍ.

 

تَخيَّلْتُ أنهم كانوا يسبحون شاعرين بالدغدغات وأنّهم ما كانوا يُفلتون أيديهم الممسكة بعضها ببعض.

التواءاتُ المرح لا تتوقّفُ وفي برهةٍ قصيرة نفقدُ الحياءَ، نحنُ العمالقة، لننزلقَ في دوّامة الصبيانيّات.

ما زلتُ لا أدعوه طفلاً فهو يتمايل في مشيه على الأرضيات المكسوّة بالعقيق، أرضية سرمدية، مصقولة حدَّ مضاهاتها لمرآة.

هنالك يرى ذاته ويستكشفُها.

أبعد منك أرى الكون، أبعد من الكون أراك.

في تلك الهنيهة تخيَّلتُ أنك ما تزالُ تمْسك بيده.

 

 

* شاعرة من غواتيمالا من مواليد 1992، ترجمة عن الإسبانية: خالد الريسوني

العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى