صفحات سوريةغسان المفلح

القاعدة في سورية هي القاعدة بابا عمر


غسان المفلح

يطالعنا السادة في الصحافة العربية أحيانا، باعمال صحفية وتقديم مواد، بعناوين كبيرة وتحت مسميات مهنية أيضا كبيرة، كتحقيق أو ريبورتاجات، بينما هي لاتعدو عن كولاجات منتقاة من هنا وهناك من خلال شاشة النت، وفي وقت قصير يجب أن يقدم الصحفي فيه مادة، وربما يحاول أن يذيل تحقيقه باتصال تلفوني مع جهة ما وهو أيضا خارج موقع الحدث، بل يشرب قهوته….! هذه التحليلات والمواد التي بدأت الآن تظهر على السطح، وخاصة بعد الفيتو الروسي الصيني بمجلس الامن وعجز المجتمع الدولي بمافيه مؤتمر اصدقاء سورية عن حماية شعبنا في باباعمر على الأقل، ذلك الحي الذي يصمد بفضل مقاومة ابناءه من أجل ولادة الحرية، ومما شاهدوه من ممارسات تقوم بها هذه العصابة المجرمة، ففضلوا المقاومة حتى الموت لأن الموت قادم أيضا بلا مقاومة..الادارة الامريكية ونخب اسرائيل في العالم، والمجتمع الدولي العاجز، لجأوا ؟إلى اسطورة القاعدة، ان القاعدة دخلت إلى سورية من العراق!! عجيب هم كانوا يعرفون ومتأكدين أن ما يسمى تنظيم القاعدة في العراق ممول من قبل الاستخبارات السورية والايرانية، وكلنا يتذكر تصريحات نوري المالكي نفسه ضد بشار الأسد بهذا الخصوص قبل أن تجبره إيران على تغيير موقفه من آل الأسد، إذ اعتبر المالكي وبالوثائق ان مصدر التفجيرات بالعراق هو مطبخ الاستخبارات السورية. والاشقاء في لبنان كذلك الحال، اليوم اللوحة الدولية الفاشلة، وغير القادرة إسرائيليا على ادخال حتى مساعدات انسانية لباباعمر في حمص قلب الثورة، خرجوا علينا بنغمة القاعدة، وتبعهم صحفيون تحدثنا عنهم في مقدمة هذا المقال، آخر ما نشر اليوم تحقيق للصحافية اللبنانية بيسان الشيخ، عن القاعدة، خلاصة التحقيق تقول فيه” وبهذا المعنى، يمكن اعتبار اعتراف واشنطن بأن لـ «القاعدة» بصمات في تفجيري حلب ودمشق على أنه جرس إنذار مزدوج. فهو أولاً صفعة لـ «الثوار السياسيين» المتمثلين بالمجلس الوطني والذين يبحثون عن اعتراف دولي بهم فيما هم منقسمون على بعضهم بعضاً، وصفعة لـ «الثوار الميدانيين» المتمثلين بالجيش الحر الذي يطالب بتسليحه لكن قيادته تتشرذم يوماً بعد يوم” صفعة لنا في سورية هذا ما تقوله بيسان الشيخ في تحقيقها المعنون” الجهاديون يتلمسون طريقهم إلى سورية” المنشور في صحيفة الحياة اللندنية..هي صفعة لنا كشعب سوري وقواه السياسية والميدانية وللجيش الحر، وليس للنظام طبعا!! مع ذلك” هنالك فارق كبير بين التشدد في استخدام السلاح ضد هذه العصابة المجرمة..والدعوة لها، وبين تنظيم القاعدة…فهل كل متشدد بحمل السلاح ضد هذه العصابة المجرمة هو قاعدة؟ ومن تتحدث عنه في مقالها من درعا هو في هذا السياق ولا يعرف عن القاعدة وتفكيرها شيئا..وهي تقوله لكي تقول…ما تريد قوله بغض النظر عن الحقيقة…” وهذا كان تعليقي على المقال عندما قرأته..عندما حولت الاسلام فوبيا وامريكا واسرائيل والاستخبارات السورية والايرانية ومعها رجالات هذا التنظيم المختبئين في جحور افغانستان إلى شبح كلي القدرة على أخذ مساحة اللوحة التحليلية والاعلامية من أجل قضايا أخرى يستحضرون روحه وقتما يشاؤون…وتعبيرهم عن العجز والتواطؤ مع نظام القتل، يجعلهم يستحضرون شبح القاعدة..حتى المتطرفين اسلاميا في سورية لايمتون لتنظيم القاعدة بصلة، وتطرفهم ناتج عن ممارسات العصابة الحاكمة وليس عن كلية القدرة لدى تنظيم القاعدة الذي لايتحرك أيا من اعضاءه إلا تحت اشراف مخابراتي من دولة ما، وفي أي مكان كما كانت تتحرك قاعدة العراق تحت اشراف مخابراتي سوري إيراني..وهذه قضية معروفة للقاصي والداني..إن الردود التي جاءت على بيان أيمن الظواهري الذي اراد خدمة العصابة التي تدعم بقاءه شبحا، بأنه يناصر الثورة السورية..هذه الردود جاءت من متشددين سوريين في قضية حمل السلاح ضد هذه الدعوة الظواهرية، ومن متشددين في قضية التدخل الخارجي، ومن كل الاطياف في الثورة السورية..فكيف يكون صفعة للثوار…واستشهاد الصحفية بيسان الشيخ بتصريحات الادارة الامريكية عن أن تفجيري حلب ودمشق يحملان بصمات القاعدة هي نوع من المقدمة الضرورية، لسياسات أخرى أما لو كانت الادارة الأمريكية متأكدة من أن القاعدة خلف التفجير، لما صرحت بهذه التعابير المبهمة..بصمات…واحتمالات….!!

وكنت قد عالجت منذ سنوات كثيرة هذا الملف حول تنظيم القاعدة، في مقالات ومقابلات مع جهات عديدة…القاعدة الشبح الجاهز لكي يستحضر…نعم القاعدة في سورية هي القاعدة الدائمة لدى بعض الاطراف عندما لاتريد رؤية الحقيقة او الاعتراف بها..عصابة حاكمة تقتل بطرق لم يعرفها التاريخ البشري عموما والسوري خصوصا، والمجتمع الدولي يحميها إسرائيليا وروسيا، فلابد للقاعدة أن تظهر كقاعدة للاستخدام…الاستثناء عندما يتم التدخل من أجل القضاء على القاعدة!!! هم يعرفون أن تنظيم القاعدة الوحيد في سورية هو عصابة آل الأسد، وليس غيرهم وبيسان الشيخ ومعها بعض كتبة جريدة الاخبار اللبنانية أيضا، كلهم يعرفون أنها اسطوانة للتغطية على العجز أو لدعم القتل بحق شعبنا…لم يعد الأمر يحتاج لمجاملات وتوريات…أنا مع الأولوية في دعم التظاهر السلمي..لكن إذا كان المسلح الذي يدافع عن باباعمر هو قاعدة فأهلا بالقاعدة…عيب…عيب….شعبنا يذبح من الوريد للوريد وهم يتحدثون عن جهاديين وقاعدة…وحقوق أقليات وخوف من الاسلاميين…على أساس نوري المالكي ليس اسلامي وحكام طهران وحزب الله الأكثر اغراقا في الطائفية والتشدد ليس حزبا ارهابيا…ياجماعة فعلا قليلا من الخجل…سورية وشعبها ستسقط هذه العصابة وتبني دولتها لكن عاركم سيبقى إلى الأبد…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى