أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 14 كانون الأول 2011


سورية: عشرات القتلى في المواجهات قرب الحدود التركية

دمشق، بيروت، ا ف ب، رويترز، اب – اخذت المواجهات بين القوى الامنية الحكومية والمنشقين عنها في سورية تأخذ طابع «التوازن في القتل»، كوسيلة في ما يبدو من قبل المنشقين لردع العمليات الامنية التي يقوم بها النظام. وتتسع هذه المواجهات بينما تتحدث معلومات عن ازدياد اعداد المنشقين من صفوف الجيش السوري.

ووقع اكبر المواجهات امس في محافظة ادلب، في قريتين قريبتين من الحدود التركية. وبحسب رواية المرصد السوري لحقوق الانسان قامت القوات الامنية باطلاق النار عشوائياً على آلاف المشاركين في تشييع قتلى في مدينة ادلب، سقطوا في وقت سابق من نهار امس. وكانت القوات التابعة للنظام من عناصر الجيش و»الشبيحة» اقتحمت قريتي معرة مصرين وكفريحمول بمحافظة ادلب صباح امس، وبدأت باطلاق النار على السكان الذين ردوا بقطع طريق رئيسي في وجه القوى المهاجمة التي ردت باطلاق نار عشوائي على سكان القريتين ادى الى مقتل 17 شخصاً على الاقل واصابة العشرات بجروح. وعلى الفور ردت القوات المنشقة عن الجيش على هذا الهجوم، فهاجمت دورية من رجال الامن كانت تمر على طريق ادلب – باب الهوى، وقتلت 7 من افرادها بينهم ضابط كبير. وسقط امس في مختلف المناطق السورية 30 قتيلاً على الاقل الى جانب عشرات الجرحى.

من جهة ثانية اعلنت السلطات السورية ان عنصرين من «مجموعة ارهابية» مؤلفة من 15 شخصاً قتلا على ايدي حرس الحدود السوريين في قرية عين البيضا، كانا يحاولان التسلل عبر الحدود التركية، غير ان تركيا نفت ذلك.

وتتهم السطات السورية الحكومة التركية بتسهيل دخول المسلحين عبر حدودها لشن هجمات على القوى الامنية المتواجدة في البلدات السورية المحاذية للحدود. غير ان تركيا نفت دائماً اي تسلل لمسلحين عبر حدودها. وقال ديبلوماسي تركي امس ان بلاده «لا تسمح مطلقا باي هجوم على بلدان اخرى او مجاورة انطلاقا من اراضيها». وتستقبل تركيا حوالى 7500 سوري هربوا خوفا من قمع التظاهرات المناهضة للحكومة في بلادهم. كما تستقبل ايضا منشقين عن الجيش السوري بينهم العقيد رياض الاسعد قائد «الجيش السوري الحر» الذي ينفذ منذ اسابيع هجمات داخل سورية على قوات النظام والميليشيات الموالية له.

وفي السابع من كانون الاول (ديسمبر) الجاري فرضت تركيا عقوبات جديدة على سورية بعد مجموعة اولى من التدابير اتخذتها بحقها في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

غير ان وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف اعتبر تزايد العمليات المنشقين عن الجيش السوري مبرراً لرفض موسكو توجيه ادانات جديدة للنظام السوري. وقال ان موسكو تدعم المبادرة العربية لارسال مراقبين الى سورية ونصحت دمشق بقبولها. كما انتقد لافروف الحملات الغربية على دمشق معتبراً انها «غير اخلاقية»، اذ تفرض عقوبات على النظام وتتجاهل العمليات المسلحة التي يقوم بها المعارضون.

وفي بروكسيل، اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان الاتحاد سيحاول اقناع روسيا بالمشاركة في العقوبات على النظام السوري خلال القمة مع الرئيس ديمتري مدفيديف الخميس والجمعة.

وقالت اشتون، خلال مناقشة في البرلمان الاوروبي في استراسبورغ: «آمل بان يتحرك مجلس الامن. على جميع اعضائه ان يتحملوا مسؤولياتهم لان الوضع ملح للغاية».

كما طلبت واشنطن من موسكو امس الانضمام الى تحرك مجلس الامن حيال سورية.

واعلنت الامم المتحدة الاثنين ان حصيلة هذا القمع ارتفعت الى خمسة الاف قتيل.

وذكرت اشتون بان «الوضع مأسوي في بعض مناطق البلاد، وخصوصا في حمص. ان القمع الوحشي للمدنيين غير مقبول وينبغي ان يتوقف».

وعددت العقوبات العديدة التي تبناها الاتحاد الاوروبي بدعم من الجامعة العربية، وقالت: «ولكن رغم تلك العقوبات، فان النظام لا يزال يهزأ بنا». وكررت ان «على جميع اعضاء الامم المتحدة ان يتحملوا مسؤولياتهم حيال سورية».

واضافت «نحتاج الى تفاهم دولي لعزل نظام دمشق، يجب اضعافه، عزله»، بهدف اجبار النظام السوري على «وضع حد للعنف ضد شعبه والسماح بحصول عملية انتقالية».

وتعقد اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية اجتماعاً صباح السبت المقبل في القاهرة، وقال مدير إدارة شؤون مجلس الجامعة محمد زايدي، مستشار الأمين العام نبيل العربي، ان الوزراء سيتدارسون «الخطوات الواجب اتخاذها للتعامل مع مستجدات الازمة السورية». واوضح أن اللجنة سترفع مشروع قرار يتضمن عددا من الخطوات التي سيتم تبنيها من مجلس الجامعة للتعامل مع الوضع في سورية، في ضوء استمرار الازمة وعدم التوقيع على البرتوكول وعدم تنفيذ دمشق للمبادرة العربية.

وقال مصدر سوري معارض التقى الامين العام للجامعة في الدوحة ان من المنتظر ان يتخذ اجتماع السبت توصية بتفعيل قرارات العقوبات التي سبق ان اتخذها مجلس الجامعة، وذلك في ضوء توقع رفض دمشق الرد ايجاباً على رسالة العربي الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

من جهة اخرى اتهم ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة امس الحكومة السورية بالقيام بتدريب اشخاص من المعارضة البحرينية، وقال في حديث الى صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية ان البحيرن تملك ادلة على ذلك موضحاً: «رأيت الملفات واخطرنا السلطات السورية لكنها تنفي اي مشاركة». واضاف ان سورية تقوم بذلك «لتحويل الانتباه عن المشاكل في سورية وإيران وجعل الناس تلتفت بدلا من ذلك إلى البحرين والسعودية والكويت».

باريس تلمس رغبة إسرائيلية أيضاً في بقاء قواتها وتعتقد بأن «حزب الله» محرج من الطلبات السورية

باريس – رندة تقي الدين

قالت مصادر عسكرية فرنسية إن العبوة التي استهدفت الجنود الفرنسيين في جنوب لبنان يوم السبت الماضي كانت بقوة تكفي لتكون قاتلة وإن الحظ لعب دوراً في نجاتهم، فبعضهم كان يدخن وإحدى النوافذ كانت مفتوحة ما خفف من تأثير الانفجار داخل السيارة. وقال أحد العسكريين، وهو اختصاصي دبابات، إن نوافذ الدبابة تفتح دائماً تحسباً لاحتمال وقوع انفجار. وأوضحت المصادر أنه لو كانت هناك سيارتان ووقع الانفجار في وسطهما لكانت الخسائر أكبر.

وأضافت المصادر أنه على رغم أن العسكريين يضغطون على أصحاب القرار السياسي في فرنسا لسحب الوحدة الفرنسية من القوات الدولية في جنوب لبنان، تعتبر الأوساط السياسية ومنها وزير الخارجية آلان جوبيه وأوساط الرئيس نيكولا ساركوزي أن سحب القوات الفرنسية يعطي إشارة سلبية للمنطقة وانطباعاً بأن الحرب وشيكة وبأن هناك ضوءاً أخضر لإسرائيل لضرب، إما سورية وإما «حزب الله»، على رغم أن وجود القوات لا يمنع ذلك تقنياً، ولكن لو غادرت لكان فوراً التصور أنه مؤشر إلى حرب. إضافة إلى أن إسرائيل تقوم بخطوات لدى الإدارة الفرنسية كي تبقى القوات الفرنسية والأوروبية، وهذا من شأنه أن يقنع الرئيس الفرنسي بعدم سحب القوة إذا لم يطرأ حادث جديد يستهدف الجنود الفرنسيين ويقتل منهم. ورغبة إسرائيل في بقاء القوات الفرنسية هي ضمانة لبقاء الجنود الفرنسيين الذين إذا انسحبوا تبقى القوات الأكبر عدداً الإندونيسية والماليزية، وإذا سلمت القيادة لأي من البلدين يعني ذلك أن القيادة تصبح لدول إسلامية ليست لها علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل ما يخلق مخاوف لدى الجانب الإسرائيلي. أما تصريحات الوزير جوبيه عن اعتقاده أن الهجوم كان رسالة من سورية عبر «حزب الله» إلى فرنسا فتنبثق من معلومات يتم تداولها في الأوساط المراقبة للأوضاع في سورية ولبنان عن أن هناك طلباً سورياً من «حزب الله» للتصعيد مع إسرائيل كان إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية على إسرائيل قبل أسبوعين ثم قبل يومين في سياقه. ولكن معلومات باريس تفيد بأن «حزب الله» محرج من الطلبات السورية وبأنه ينفذها بأدنى الممكن لأنه لا يحبذ، حالياً، التصعيد مع إسرائيل وقيام حرب مع إسرائيل على الأرض اللبنانية ليست في مصلحته.

إلى ذلك قالت مصادر فرنسية مسؤولة إن فرنسا ترى أنها ينبغي أن تمارس ضغطاً كبيراً على الأطراف في لبنان ليبقى هادئاً وهذا الضغط هو نتيجة الموقف الفرنسي المتقدم والشديد اللهجة على النظام في سورية. فباريس ترى ضرورة القيام بالمهمتين: إدانة قمع النظام السوري وفي الوقت نفسه الاهتمام بأن يبقى لبنان هادئاً. وتعتمد باريس على سفيرها في لبنان دوني بييتون لتمرير رسائل ونصائح الاعتدال والهدوء فيه.

وترى باريس أنه خلافاً لما كان يتردد عن أن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب الميقاتي لن ينفذ وعوده ها هو ينفذ كل ما وعد الجانب الفرنسي به منذ كانون الثاني (يناير)، وموّل المحكمة كما قال، إضافة إلى أنه فور العملية التي استهدفت الجنود الفرنسيين قال إنه سيعقد اجتماعاً أمنياً للنظر فيها، وعمل على تعزيز وجود قوات الجيش اللبناني في الجنوب إلى جانب «يونيفيل». وقالت إنه أظهر حزماً كبيراً بعد العمليات التي استهدفت الفرنسيين منذ بضعة أشهر وتم اتخاذ إجراءات أمنية مع قوات الأمن والجيش لتأمين وحدات «يونيفيل». وتعتقد باريس أن ميقاتي عمل بجدية في الملفات التي تعني فرنسا.

وأوضحت المصادر أن اهتمام جوبيه وسفيره في لبنان هو أن يتجنب اللبنانيون استيراد صراعات ليست لهم، أي أن على الأحزاب اللبنانية ألا تنقسم بسبب ما يجري في سورية، وأن سياسة ميقاتي كما عبر عنها لفرنسا، هي تحييد لبنان عما يجري في سورية، وهذا ما قام به في مجلس الأمن عندما امتنع لبنان عن التصويت وأيضاً في الجامعة العربية باستثناء معارضة لبنان تعليق عضوية سورية. وتتفهم فرنسا امتناع لبنان في المنظمات الدولية بالنسبة إلى سورية ولكنها تنزعج حين يكون التصويت سلبياً. وعموماً يعتبر امتناع لبنان حلاً معقولاً بالنسبة إلى التحليل الفرنسي. وقالت المصادر الفرنسية إن على رغم كل الإيجابيات في أداء ميقاتي ما زالت فرنسا غير راضية عن كيفية وصول هذه الحكومة إلى السلطة مع إسقاط «حزب الله» حكومة سعد الحريري، فهذا يمثل بالنسبة إلى فرنسا نوعاً من خطيئة في الأصل. ولهذا السبب جاءت الدعوة من نظيره الفرنسي فرنسوا فيون وليس من الرئيس ساركوزي علماً أن الأخير كان بعث رسالة له تثمن إقدامه على التمويل. ولكن بعد ذلك تعترف الأوساط في باريس بأن ميقاتي يعمل بأفضل ما يمكنه فعله. ولكن هناك مواعيد أخرى منها التعيينات وعدم السماح بالمس باتفاقية المحكمة. وفي التعيينات هناك ترقب ما إذا كان يستطيع التصدي لتعيين شخص على رأس إدارة الجمارك لا ينتمي إلى «حزب الله» الذي، في غياب طريق تزويده السورية، يريد وضع يده على المطار والمرفأ. كما أن الاختبار الآخر سيكون في موضوع القضاة اللبنانيين في المحكمة الدولية في لاهاي، فهم معينون بقرار من الأمين العام للأمم المتحدة ولكن عائلاتهم في لبنان وهناك خوف من أن يمارس ضغط عليهم.

وقالت المصادر إن باريس ستشجع ميقاتي عندما يزورها في أواخر الشهر المقبل، بعد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بيروت، على ضرورة الحفاظ على الهدوء والاستقرار في لبنان، ولكنها ستعطيه بعض الرسائل الأساسية حول احترام حقوق الإنسان بالنسبة إلى التعامل مع اللاجئين السوريين في لبنان، إذ إن لباريس ملاحظات على أداء الأجهزة الأمنية في الشمال.

كما أن باريس مدركة كلياً أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري لعب دوراً أساسياً في موضوع تمويل المحكمة، ولكن لولا حرص سورية على بقاء هذه الحكومة لما تمكن من ذلك، وكان عزم ميقاتي على الاستقالة دافعاً للقرار السوري بتمرير التمويل، ولم يكن «حزب الله» مرتاحاً إلى القرار السوري.

وتعتقد المصادر أن زيارة ميقاتي باريس ستكون مهمة في الظروف الحالية والرسائل التي سيتلقاها سيكون بعضها إيجابياً وبعضها سلبياً. وترى باريس أن قوى ١٤ آذار ارتكبت أخطاء في تظاهرة طرابلس التي تحولت إلى تظاهرة مذهبية لأهل عكار. وتلاحظ باريس أن الكل لديه مشاكل مع العماد ميشال عون، من حلفائه في «حزب الله» إلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. وتتابع المصادر أن الوضع الاقتصادي في لبنان غير جيد وأن ميزان المدفوعات سلبي وكل هذه الأمور سيتم تداولها خلال لقاءات ميقاتي مع ساركوزي ورئيس الحكومة فرانسوا فيون ووزير الخارجية آلان جوبيه.

إيران تحرّر التجارة مع سوريا … وموسكو تلحّ على توقيع البروتوكول

بغـداد: المعارضـة السـورية قبلت وسـاطة المالكـي

أعلنت الحكومة العراقية أمس أن المعارضة السورية ردت بالايجاب على دعوة من رئيس الوزراء نوري المالكي لزيارة بغداد بهدف القيام بوساطة بينها وبين نظام الرئيس بشار الاسد، فيما كان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي يشدد على أنه لا «يوجد أي توجه في العالم كله لاستخدام القوة، وليس في الدول العربية فقط» من اجل حل الازمة السورية التي يبدو انها مرهونة بالمسعى العراقي الجديد.

في هذا الوقت، صادق البرلمان الإيراني على اتفاقية التجارة الحرة مع سوريا، في إطار الدعم الإيراني المتواصل لدمشق لمواجهة «الهجمة عليها». وأعلن وزير الخارجية

الروسي سيرغي لافروف انه ونظيره الجزائري مراد مدلسي متفقان حيال إخراج سوريا من أزمتها «وفقا لاقتراحات جامعة الدول العربية ومن دون إنذارات»، مؤكدا أن موسكو لا تزال تعارض فرض عقوبات ضد سوريا، وانها تنصح دمشق بتوقيع بروتوكول بعثة المراقبين العرب واستقبال المراقبين في أسرع وقت. وحضت واشنطن والاتحاد الأوروبي روسيا على الانضمام إلى التحرك القائم لوضع حد لصمت مجلس الأمن «غير المعقول» إزاء ما يحصل في سوريا.

وتلقى وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رسالة خطية من وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن «الرسالة تتعلق بآخر التطورات السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا محل الاهتمام المشترك».

المسعى العراقي

وأعلن مستشار رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، علي الموسوي لوكالة «فرانس برس»، أن السلطات العراقية دعت المعارضة السورية لزيارة بغداد بهدف القيام بوساطة بينها وبين النظام السوري.

وقال الموسوي «لقد دعونا المعارضة السورية إلى زيارة العراق، وقد رحبت بهذه المبادرة من جانب المالكي»، موضحا أن رئيس الوزراء العراقي «كان قد طلب من العديد من المسؤولين السياسيين التفاوض مع المعارضة السورية». وشدد على أن «التحرك العراقي يستند إلى المبادرة العربية إضافة إلى مطالب المعارضة التي ستنقل إلى الحكومة السورية».

وكان المالكي أدلى، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول، بموقف متمايز عن الموقف الأميركي المطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد. وقال «نحن لسنا ضد تطلعات الشعب السوري ولا تطلعات أي شعب آخر، لكن ليس من حقي أن اطلب من رئيس التنحي، ولا نريد أن نعطي أنفسنا هذا الحق»، مضيفا «العراق بلد على حدود مع سوريا وأنا تهمني مصلحة العراق».

العربي

وتعقد اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالملف السوري اجتماعا في القاهرة السبت، قبل اجتماع آخر لوزراء الخارجية، للرد على الاقتراح السوري بالموافقة على إرسال مراقبين إلى سوريا، في مقابل رفع العقوبات العربية المفروضة على هذا البلد، بحسب ما أعلن دبلوماسي عربي.

وقال العربي، في مقابلة مع صحيفة «الراي» الكويتية نشرت أمس، إن «انتقال الملف السوري إلى التدويل موضوع سيقرره وزراء الخارجية العرب في ضوء ما يقوم به النظام السوري»، مشيرا إلى أن «الجامعة العربية تهتم أساسا بحماية المواطنين السوريين، وتقدر أنه لا بد من توفير الحماية الآن، غير أن توفير الحماية للشعب السوري لا يمكن أن يتم إلا برضا سوريا».

وأضاف العربي إن «الجامعة قررت أن تكون هناك حماية، ووجدت أن الوضع يقتضي وجود مراقبين على الأرض، وليكونوا مفيدين فإنه لا بد من أن تكون لهم حصانة وحق في الحرية والتنقل والمقابلة، ولهذا تم وضع إطار قانوني سمي ببروتوكول ونحن بانتظار أن توقعه سوريا، لأنهم قالوا مرتين إنهم سيوقعونه ولم يفعلوا، بل كانوا يضعون شروطا جديدة»، مكررا أن «الرد السوري المشروط لتوقيع البروتوكول يجب أن يعرض على المجلس الوزاري».

وأشار العربي إلى انه «لم يتراجع عن لقاء المعارضة السورية والنظام في القاهرة، وانه قابل حتى اليوم ما يفوق المئة معارض في القاهرة من المجلس الوطني ومن تنسيقيات الثورة ومن قبائل وبحثنا أمورا كثيرة جدا، ويجب عليهم الجلوس حتى يتفقوا على الخطوات المستقبلية، وطبقا للقرارات، وفي مرحلة معينة ستدعى الحكومة لإجراء حوار شامل».

وحول تداعيات الأزمة السورية على لبنان، أوضح العربي أن «للبنان وضعا خاصا، وكل الدول العربية تقدر هذا الأمر، وهذا الأمر ليس بغريب، فأي قرار يوقع عقوبات على أي بلد فان هناك دولا تتضرر، والدول التي تتضرر تطلب استثناءها من هذه الإجراءات، وهذا أمر طبيعي».

ونفى العربي أن «يكون هناك اتجاه لاستعمال القوة»، مؤكدا أنه «لا يوجد أي توجه في العالم كله لاستخدام القوة، وليس في الدول العربية فقط». وأكد أن «السيناريو الليبي لن يتكرر»، من دون أن يستبعد «الاستعانة بالسيناريو اليمني بالتوقيع على اتفاقية وضمان تداول السلطة».

إيران

وصادق البرلمان الإيراني على اتفاقية التجارة الحرة بين إيران سوريا، فيما أقرت لجنة المتابعة السورية ـ الإيرانية للتعاون الاقتصادي، خلال اجتماع في دمشق، على تشكيل أربع لجان من الجانبين لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين.

وأكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجردي، خلال الجلسة، «لقد أنفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا والمنطقة، المليارات من الدولارات لتغيير الهيكلية السياسية في سوريا في خطوه لكسر مقاومتها وصمودها». وأضاف إن «السوريين حكومة وشعبا صامدون أمام المؤامرات الأميركية، وان واشنطن تقوم عبر قناتي «الجزيرة» و«العربية» بشن حمله إعلامية شعواء ضد الشعب السوري والحكومة السورية». (تفاصيل ص 14).

وأكد مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي، في حديث لموقع «عربي برس»، دعم طهران «الثابت والمحكم لحكومة الرئيس بشار الأسد التي تعتبر ضمانة لمحور المقاومة والممانعة».

وأعرب ولايتي عن أمله ان «تتجاوز سوريا الأزمة المفروضة عليها من الخارج بأسرع وقت ممكن». وأشار إلى القوى الإقليمية التي تحرض على حكومة الأسد مثل تركيا وقطر والسعودية، مضيفا «الأفضل لمثل هذه الدول ألا تربط مصيرها بمخططات هذه المؤامرة الدولية الجارية الآن ضد سوريا لأن من يربط نفسه بحبال هذه المؤامرة سيقع في البئر التي أعدتها لدمشق قريبا».

موسكو

وقال لافروف، بعد اجتماع مع مدلسي، ان روسيا لا تزال تعارض فرض عقوبات على سوريا، مشيرا إلى أن «تجارب» أثبتت أن العقوبات لا تحقق النتائج المرجوة «مع استثناءات نادرة جدا، ونحن غير مستعدين للجوء إلى استعمالها إلا عند الضرورات القصوى».

ولفت لافروف إلى «اتفاق وجهات نظر روسيا والجزائر حيال إخراج سوريا من أزمتها، وفقا لاقتراحات جامعة الدول العربية ومن دون إنذارات». وأعلن أن «روسيا تنصح دمشق بتوقيع بروتوكول بعثة المراقبين العرب واستقبال المراقبين في أسرع وقت»، مشيرا إلى «أننا أبدينا استعدادنا خلال اتصالاتنا مع قيادات جامعة الدولة العربية والحكومة السورية، لضم مراقبين من الممكن أن توفدهم روسيا وغيرها من دول مجموعة «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) إلى المراقبين العرب إذا كان هناك اهتمام بهم».

وقال انه أمر «لااخلاقي» ان يتهم الغرب روسيا بعرقلة قرار في مجلس الأمن الدولي حول القمع في سوريا معتبرا ان الغربيين يرفضون الضغط على «المتطرفين» السوريين. واوضح «ان اولئك الذين يرفضون ممارسة الضغط على الجانب المتطرف والمسلح في المعارضة (في سوريا) هم انفسهم الذين يتهموننا بعرقلة عمل مجلس الامن الدولي. اعتبر ان هذا الموقف لااخلاقي».

وكرر لافروف الموقف الروسي بشأن الملف السوري لافتا الى ان على مجلس الأمن الا ينتقد فقط نظام الاسد. واضاف «ان شركاءنا (…) لا يريدون ادانة اعمال العنف التي تقوم بها المجموعات المسلحة المتطرفة ضد السلطات الشرعية» في سوريا. ورأى ان هدف هؤلاء المعارضين هو «التسبب بكارثة إنسانية دفعا لتدخل أجنبي في النزاع».

واشنطن

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «بصراحة نعتقد انه حان الوقت بالفعل كي يرفع مجلس الامن صوته»، منددة بالصمت «غير المعقول» لمجلس الامن ازاء تجاوزات النظام السوري. واضافت «نجدد دعوة جميع شركائنا داخل مجلس الامن لاتخاذ اجراءات والتحدث باسم الابرياء في سوريا، وهذه الدعوة تشمل روسيا».

وتابعت نولاند «من الصعب جدا علينا ان نفهم لماذا لا يريد عضو في مجلس الامن دعم نداء المعارضة السورية». وقالت انه «اذا كانت موسكو قلقة بالفعل ازاء العنف من جانب المعارضة ايضا، فان الموافقة على ارسال مراقبين مستقلين وصحافيين اجانب الى سوريا ستكون افضل وسيلة لمعرفة ما يجري هناك بالفعل وللحصول على الصورة المتوازنة التي يطالب بها الروس بإلحاح».

وردت على كلام لافروف بالقول ان «اللااخلاقي هو نظام الاسد بسبب العنف الذي يمارسه بحق شعبه».

واعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون ان الاتحاد سيحاول اقناع روسيا بالمشاركة في العقوبات على النظام السوري خلال القمة مع الرئيس ديميتري ميدفيديف في بروكسل اليوم وغدا.

وقالت اشتون، خلال مناقشة في البرلمان الاوروبي في استراسبورغ، «آمل ان يتحرك مجلس الامن. على جميع اعضائه ان يتحملوا مسؤولياتهم لان الوضع ملحّ للغاية». وذكرت ان «الوضع مأسوي في بعض مناطق البلاد، وخصوصا في حمص. ان القمع الوحشي للمدنيين غير مقبول وينبغي ان يتوقف».

وكررت ان «على جميع اعضاء الامم المتحدة ان يتحملوا مسؤولياتهم حيال سوريا». واضافت «نحتاج الى تفاهم دولي لعزل نظام دمشق، يجب اضعافه، عزله»، بهدف اجبار النظام السوري على «وضع حد للعنف ضد شعبه والسماح بحصول عملية انتقالية». وقالت «لقد تم التخلي عن فكرة إقامة ممر إنساني»، موضحة أن «بعض الأفكار تعرض ويتم بحثها ودراستها، ثم يتخذ قرار بأنها ليست مناسبة بالطريقة التي نريدها. لذلك هذه الفكرة لم تعد مطروحة».

واستبعد مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة جيرار أرو، لمحطة (أي تيلي) الفرنسية، استخدام القوة العسكرية في الوقت الراهن في سوريا، قائلا انه ينبغي القيام بكل ما يمكن القيام به على الصعيد السياسي لتفادي «اشتعال» الوضع في سوريا والشرق الاوسط ككل.

ميدانياً

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «قتل 21 شخصا برصاص قوات الأمن السورية غالبيتهم في محافظة ادلب، اثر تزايد الانشقاقات داخل الجيش السوري»، فيما اعلنت السلطات السورية ان «عنصرين من مجموعة ارهابية» قتلا بأيدي حرس الحدود السوريين في قرية عين البيضا بعد ان تسللا من تركيا، الامر الذي سارع دبلوماسي تركي الى نفيه، موضحا «ان تركيا لا تسمح مطلقا بأي هجوم على بلدان اخرى او مجاورة انطلاقا من اراضيها»

وأعلن المرصد ان «سبعة من عناصر الامن قتلوا اثر هجوم نفذه منشقون عن الجيش استهدف موكبا امنيا كان يسير على طريق ادلب باب الهوى». واوضح ان الهجوم جاء «ردا على سقوط 11 شهيدا اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن في قريتي معرة مصرين وكفريحمول» في محافظة ادلب.

واضاف «قتل في محافظة ادلب ايضا ثمانية مدنيين برصاص قوات الامن التي اطلقت النار من حاجز على مشاركين في جنازة، كما اصيب 19. وقتل شخصان في حمص».

من جهة ثانية، ذكرت وكالة الانباء السورية ان «مجموعة ارهابية مسلحة» فجرت انبوب غاز قرب مدينة الرستن في حمص. وذكرت مواقع انترنت سورية ان حريقا كبيرا اندلع في معمل «علبي تكس» للغزل في منطقة الزربة قرب الطريق الدولية بين حلب ودمشق، هو الثاني فيه خلال أسبوع.

(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

آشتون: تخلينا عن فكرة إقامة ممر إنساني إلى سوريا

أعلنت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون “أن الاتحاد تخلى عن فكرة إقامة ممر لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى السوريين المتضررين من الاضطرابات السياسية التي تشهدها بلادهم”، مضيفة “لقد تم التخلي عن فكرة إقامة ممر إنساني”.

وأشارت آشتون خلال اجتماع أعضاء البرلمان الأوروبي لمناقشة الوضع السوري في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، إلى أنه كانت هناك تقارير عن “تدهور الأوضاع في سوريا ونفاد السلع الأساسية إلا أن السلطات منعت الوصول إلى البلاد ما يجعل من الصعب التحقق من صحة هذه المزاعم”، مؤكدة “أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم المساعدة الإنسانية إلى سوريا حال تأكيد الحاجة”.

وتابعت، “في غضون ذلك، سيواصل الاتحاد الأوروبي الدفع من أجل استصدار إدانة من

الأمم المتحدة للعنف وممارسة الضغط من خلال العقوبات”.

ولفتت آشتون إلى “أنها تتابع حديثها مع الأوساط الدولية خاصة روسيا، وقالت

“رسالتنا واضحة وهي دعم حقوق الإنسان في سوريا”، مشددة على “ضرورة إشراك جميع

الأطراف في العمل لحل الأزمة السورية”، مشيرة إلى أن الإتحاد يتابع مسيرة العقوبات التي فرضها ضد النظام السوري، ويتابع مشاوراته ودعمه للمعارضة السورية”.

(دب أ، آكي)

واشنطن تطالب موسكو بالانضمام الى تحرك مجلس الامن حيال سوريا

طالبت الولايات المتحدة روسيا بالانضمام إلى التحرك في مجلس الأمن الدولي حيال الوضع في سوريا التي يواجه نظامها حركة احتجاجية تتعرض لقمع دام.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند، “نجدد دعوة جميع شركائنا داخل مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات والتحدث باسم الأبرياء في سوريا وهذه الدعوة تشمل روسيا”.

(اف ب)

سياسي سوري علوي يعبر عن معارضته للعنف

طلاب سوريون يتظاهرون ضد نظام الأسد في شوارع مدينة حمص

عمان- (رويترز): قال سياسي سوري من الطائفة العلوية إن أربعة من أقاربه أطلق عليهم الرصاص أو خطفوا في حوادث عنف طائفية تهدد بتقويض الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية التي مضى عليها تسعة أشهر.

وفي شهادة نادرة يذكر فيها اسم صاحبها عن حوادث القتل الطائفية التي هزت مدينة حمص في وسط سوريا خلال الاسابيع القليلة الماضية قال محمد صالح لرويترز الثلاثاء إن الأربعة استهدفوا لأنهم علويون من الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال صالح- وهو سجين سياسي سابق- عبر الهاتف من حمص التي يسكنها مليون نسمة وتقع على بعد 140 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة دمشق إن عنف النظام ولد عنفا مضادا لكن الجريمة هي الجريمة ويجب إدانتها.

وقال صالح الذي قضى 12 عاما في السجن لمعارضته والد بشار الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي ورث عنه بشار الحكم في عام 2000 إنه دخل السجن من أجل سوريا متحضرة لا من أجل تكرار نفس قيم النظام.

وذكر صالح ان رجالا مسلحين من السنة قتلوا عيسى عبود وهو قريب له عمره 60 عاما بينما كان يقوم بتحميل أمتعته في شاحنة للهرب مع اقاربه من حي المدينة الشبابية في حمص.

وأصيب شاب كان يساعدهم في بطنه وهو في المستشفى. وخطف قريب ثالث كان حاضرا.

وقال صالح إنهم أقارب له من طرف زوجته وقتل ايضا سائق الشاحنة. وأضاف أن ابن اخته شادي طمور خطف في حادث منفصل في حمص أمس.

وأضاف قوله إنه كان بين مجموعة من الأعيان من مختلف الطوائف ذهبت لتسلم الجثث لكن الرجال المسلحين لم يسمحوا لهم بأخذها ولم يتسلموا الجثث إلا بعد ان دخلت مركبات أمنية مدرعة الى المنطقة.

ويقول سكان إن آلافا من العائلات السنية هربت إلى مدن اخرى أو الى الأردن ولبنان خوف التعرض للقتل الطائفي بينما هرب آلاف العلويين الى منازل في الجبال في قرى في الغرب.

وفي الأسابيع القليلة الماضية تزايدت الروايات عن حوادث خطف لمجموعات من السنة والعلويين في المدينة منهم نساء على الرغم من ان شخصيات علوية وسنية تعقد اجتماعات سعيا الى وقف حوادث الخطف.

وساعد صالح (52 عاما) على صياغة إعلان في الشهر الماضي أصدره برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري والذي دعا لتهدئة التوترات الطائفية بين العلويين والسنة في حمص لكنه قال إن المعارضة بأكملها يجب أن تتخذ موقفا صارما من القتل الطائفي.

ومضى صالح يقول إن من لا يدينون هذه الجرائم يمكن أن يكونوا شركاء أيضا في الجريمة.

وورد في الإعلان أن حوادث الخطف والاغتيالات وتصفية الحسابات تمثل خطرا حقيقيا على مكاسب “الثورة” وتقدم خدمة كبيرة للنظام.

وظهرت مقاومة مسلحة في حمص إلى جانب احتجاجات الشوارع خلال الشهرين الأخيرين بعد أن نشر الأسد قوات ودبابات في المدينة في ابريل نيسان للقضاء على المظاهرات.

وتضم المدينة التي تسكنها أغلبية من السنة أحياء علوية كبيرة تشجع سكانها على الانتقال إلى حمص من خلال عرض وظائف في الدولة والأجهزة الأمنية.

وتقول الأمم المتحدة إن حملة القمع أسفرت عن سقوط 5000 قتيل. وتقول السلطات التي تلقي باللوم على “عصابات إرهابية مسلحة” في العنف إن 1100 فرد من الجيش والشرطة قتلوا.

بينما قال صالح إن القمع أسفر عن مقتل أكثر من 5000. وأضاف أنه قد يكون فات الأوان لحل سلمي ما لم يتم الموافقة على خطة متعثرة للجامعة العربية تدعو الأسد الى سحب الجيش من المدن والتفاوض مع معارضيه.

ومضى صالح يقول إنه كان يريد أن يرحل النظام منذ وقت طويل لكن الحلم شيء والواقع شيء آخر وأهم شيء الان هو حقن الدماء.

ومن جهة أخرى، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل خمسة اشخاص صباح الاربعاء بنيران القوات السورية في ريف حماة، في بيان تلقته وكالة فرانس برس.

وجاء في البيان “استشهد خمسة مواطنين صباح اليوم الاربعاء اثر استهداف سيارتهم قرب بلدة خطاب بريف حماة الشمالي من قبل القوات السورية”.

كما اشار البيان إلى اصابة ثلاثة منشقين عن الجيش “اثر اشتباكات مع قوات الأمن السورية في قرية اللجاة” في محافظة درعا.

وفي درعا ايضا افاد المرصد أن قوات عسكرية “معززة بدبابات وناقلة جند مدرعة” اقتحمت صباح الاربعاء مدينة الحراك حيث لا تزال تسمع اصوات “اطلاق نار كثيف”.

ومن جهة اخرى أوضح البيان أن “ذوي مواطن من بلدة تسيل تسلموا جثمانه بعد أن استشهد متاثرا بجراح اصيب بها قبل أيام”.

واشنطن تحض موسكو على التحرك في مجلس الأمن

سورية: مقتل 39 شخصا مع إطلاق النظام ‘حربا مفتوحة’ ضد المنشقين

بيروت ـ نيقوسيا ـ دمشق ـ واشنطن ـ وكالات: قتل ما لا يقل عن 39 شخصا في سورية امس الثلاثاء اغلبهم بنيران قوات الأمن السورية في ادلب، وفي نفس الوقت تصاعدت حدة العنف بين الجيش السوري والمنشقين عنه الذين انضموا إلى صفوف المعارضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين القتلى ستة مدنيين سقطوا نتيجة إطلاق قوات الأمن النار على مشيعين لجنازة في إدلب.

وأوضح المرصد أن سبعة من عناصر الأمن لقوا مصرعهم في هجوم شنه منشقون على موكب أمني كان يسير على طريق إدلب باب الهوى، وأشار إلى أن’العملية جاءت ردا على مقتل 11 شخصا وإصابة العشرات في هجوم نفذته قوات الأمن والشبيحة فجر امس في قريتي معرة مصرين وكفر يحمول بإدلب.

جاء ذلك فيما حضت الولايات المتحدة الثلاثاء روسيا على الانضمام الى التحرك في مجلس الامن الدولي حيال الوضع في سورية التي يواجه نظامها حركة احتجاجية تتعرض لقمع دام.

وقالت فكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية ‘نجدد دعوة جميع شركائنا داخل مجلس الامن الى اتخاذ اجراءات والتحدث باسم الابرياء في سورية (…) وهذه الدعوة تشمل روسيا’.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتبر الثلاثاء انه امر ‘لا اخلاقي’ ان يتهم الغرب روسيا بعرقلة قرار في مجلس الامن الدولي حول القمع في سورية متهما الغربيين برفض الضغط على ‘المتطرفين’ السوريين.

الا ان المتحدثة الامريكية ردت على كلام لافروف بالقول ان ‘اللااخلاقي هو نظام (بشار) الاسد بسبب العنف الذي يمارسه بحق شعبه’.

وقال أحد المنشقين عن الجيش بمحافظة إدلب معقل القوات المنشقة إن ‘القوات السورية بدأت حربا مفتوحة ضد المنشقين والمحتجين المطالبين بالديمقراطية لسحق الانتفاضة التي تتواصل منذ تسعة أشهر ضد الأسد’.

وصرح أحمد خلف وهو أحد المنشقين في ادلب بالقرب من الحدود التركية لوكالة الأنباء الألمانية بأن عشرة من المنشقين لقوا حتفهم في المحافظة الثلاثاء.

وقال خلف إن ‘المنشقين الشجعان لقوا حتفهم خلال الساعات الأولى من الصباح عندما تصدوا لوحدة تابعة للجيش بالقرب من إدلب’.

أضاف ’11 مدنيا قتلوا عندما فتحت القوات السورية النار بشكل عشوائي على جنازات في قريتي معرة مصرين وكفر يحمول’.

وتابع ‘انتقاما لمقتل المدنيين نفذت قواتنا هجوما على وحدة تابعة للجيش بالقرب من إدلب وقتلت سبعة من قوات الجيش الموالية للنظام’.

سياسيا، تعقد اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالملف السوري السبت اجتماعا في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية للرد على الاقتراح السوري بالموافقة على ارسال مراقبين الى سورية، مقابل رفع العقوبات العربية المفروضة على هذا البلد، بحسب ما اعلن دبلوماسي عربي الثلاثاء.

وقال مدير إدارة شؤون مجلس الجامعة العربية محمد زايدي، مستشار الأمين العام نبيل العربي، ‘ان اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية ستعقد اجتماعا وزاريا لها صباح السبت المقبل هنا في الجامعة لتدارس الخطوات الواجب اتخاذها للتعامل مع مستجدات الازمة السورية’.

وكانت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي اعلنت الاثنين ان عدد القتلى في سورية تجاوز خمسة الاف، معربة عن الاسف امام مجلس الامن لعدم تحرك المجتمع الدولي.

وتؤكد بيلاي ان اكثر من مئتي شخص قتلوا منذ الثاني من الشهر الحالي بأيدي قوات الامن السورية.

وردا على اتهام النظام لتركيا بتسهيل دخول مقاتلين معارضين من اراضيها الى سورية، قال دبلوماسي تركي الثلاثاء لوكالة فرانس برس ‘ان تركيا لا تسمح مطلقا بأي هجوم على بلدان اخرى او مجاورة انطلاقا من اراضيها’.

زوار دمشق: سورية تعتبر ان جنبلاط تجاوز الخطوط الحمراء

سعد الياس:

بيروت – ‘القدس العربي’ أثار موقف رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط حول ‘أن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان رسالة خطيرة قد تكون موجّهة من الجيران (ويقصد سورية) إلى فرنسا’ تعليقات حول أبعاد هذا الموقف الجنبلاطي وتأثيره على العلاقة المهتزة اساساً مع النظام السوري.

وتوقفت التحليلات عند ما وصفته بالكلام ‘الخطير’ بحجم ‘الرسالة’ الذي أطلقه رئيس ‘جبهة النضال الوطني’ وذلك على بُعدِ ساعات فقط من بدء ‘الحرب’ بين فرنسا وسورية انطلاقاً من بوابة جنوب لبنان، وذلك على خلفية الانفجار الذي استهدف الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان ‘اليونيفيل’ واتهام فرنسا لسورية، و’ذراعها العسكرية’ حزب الله بالتورط فيه.

وإذا كانت سورية سارعت لنفي ‘أي علاقة’ لها بالموضوع وتلاها حزب الله الذي استغرب الموقف المستهجَن ودعا فرنسا لتصحيحه، فإنّ جنبلاط الذي قال قبل مدة أنه لن ‘يغامر’ بتغيير تحالفاته قرّر أن يساند الفرنسيين ويوجّه رسائل متعدّدة المضامين والدلالات إلى ‘الجيران’ قبل غيرهم. ويقول البعض إنها الانعطافة المنتظَرة من وليد جنبلاط. ويضيفون ‘إن القراءة الأولية لخطاب جنبلاط فاجأت الأقربين والأبعدين ووضعت حداً للتساؤلات عن موقف ‘البيك’ الذي وصفه البعض بـ’الرمادي’ إزاء سورية بين دعم النظام تارة ومعارضيه تارة أخرى..

ولكن هذه المرة، لم يكتفِ جنبلاط بالدعوة إلى الحوار للخروج من الأزمة ولم يقدّم أيّ ‘مبادرة’ كما فعل في السابق، حتى أنه لم يراعِ أي ‘خصوصية’ كان يحرص على احترامها في السابق. هذه المرة، ذهب جنبلاط بعيداً في تحديد خياراته المستجدّة، حتى لو كانت تتناقض مع ‘جوهر’ تحالفاته التي لن ‘يغامر’ بتغييرها.

وإذا كان حديث جنبلاط عن ‘رسالة’ الصواريخ ‘الخطيرة’ خطيراً بحدّ ذاته، فإنّ ‘الأخطر’ تمثل دون شك بـ’التحية’ التي وجّهها إلى ‘الشعب السوري في درعا والصنمين وحمص’، الشعب الذي وصفه جنبلاط بـ’الجبار’، قبل أن يضيف: ‘يا حيف على الذين يتخاذلون أو يتواطأون يا حيف’.

الى ذلك، نقل زوار دمشق عن مسؤولين سوريين إعتبارهم أن وليد جنبلاط ‘تجاوز في تصريحاته الأخيرة الخطوط الحمراء، وأن الرسالة الأخيرة التي وجّهها إلى أبناء جبل العرب لا يمكن أن تفهم إلا في سياق حملة التحريض المذهبي التي تشن على المجتمع السوري من قبل العديد من القوى’. ويرى المسؤولون السوريون أن ‘الخطورة الكبيرة في كلام جنبلاط كانت السعي لتحريض أبناء جبل العرب ضد النظام، بالاضافة الى دعوة أبناء الطائفة الدرزية في الجيش العربي السوري الى إلتمرد وعصيان الأوامر العسكرية’.

وفي هذا الإطار، أكد زوار دمشق أن ‘المسؤولين السوريين مطمئنون الى أن الأزمة السورية أصبحت في نهاياتها، وأن أبناء جبل العرب، كما معظم الشعب السوري، لن يستجيبوا الى كل الدعوات التحريضية التي تصدر من هنا وهناك’، ويشيرون إلى أن ‘الردود التي صدرت من فعاليات جبل العرب والتي استنكرت كلام جنبلاط ورفضته لا يمكن القول أنها بأمر من النظام وهي أفضل رد عليه’، كما يلفتون إلى أنّ ‘زيارة الوفد اللبناني الدرزي الى سورية في الأيام التالية لكلام جنبلاط والاستقبال الذي حظي به يوضع في اطار الرد عليه أيضاً’.

مثول المدونة السورية المعارضة رزان غزاوي امام قاضي التحقيق

دمشق ـ ا ف ب: مثلت المدونة السورية المعارضة رزان غزاوي الثلاثاء امام قاضي التحقيق في دمشق ووجهت اليها تهمة المشاركة في ‘انشاء تنسيقية احياء دمشق’، حسب ما جاء في بيان صادر عن المركز السوري للاعلام وحرية التعبير.

وجاء في البيان ان قاضي التحقيق قرر ضم ملف غزواي ‘الى اضبارة الدعوى المقامة ضد كل من الصحافيين المدونين والنشطاء هنادي زحلوط، وعاصم حمشو، وملك الشنواني، وعمر الأسعد، وشادي أبو الفخر، ورودي عثمان، وسرور علي شيخ موس، وجوان ايو، بتهمة انشاء تنسيقية أحياء دمشق وتشميلها بالتهم المنسوبة اليهم’.

وتتضمن هذه التهم ‘القيام بدعاوة ترمي إلى إضعاف الشعور القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية’ و’نقل أنباء يعرف أنها كاذبة أو مبالغ فيها من شأنها أن توهن نفسية الأمة’ و’من كان في مكان عام أو بمحل مباح للجمهور أو معرض لأنظاره فجهر بصياح أو أناشيد الشغب أو أبرز شارة من الشارات في حالات يضطرب معها الأمن العام أو أقدم على أية تظاهرة شغب أخرى’.

وافاد محام متخصص في الدفاع عن حقوق الانسان لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان غزواي قد يحكم عليها بناء على هذه التهم بالسجن ما بين ثلاث و15 سنة.

وكانت اوقفت في الخامس من كانون الاول (ديسمبر) بينما كانت متوجهة الى عمان للمشاركة في منتدى عن حقوق الانسان.

ودعا المركز السلطات السورية الى اطلاق سراح غزواي التي لها موقع يحمل اسم ‘رزانيات’.

التهدئة: مشروع تفاهم سعودي ـ إيراني بغداد تدرس امكان التوسط في الأزمة السورية

تشهد المنطقة هذه الأيام مناقشات واتصالات قد ينتج عنها تفاهم سعودي ـ إيراني بمشاركة عراقية، بهدف التهدئة في المنطقة. بينما تتركز الانظار على حالة المراوحة التي يعاني منها المشروع القطري التركي الفرنسي الذي بلغ نقطة قد تقود الى ما لا تُحمد عقباه

إيلي شلهوب

عناوين عديدة يتم تداولها هذه الأيام، تبدو مؤشراً إلى احتمال حصول تغيير نوعي في المشهد الإقليمي يُرجح أن ينعكس تهدئة في أكثر من بؤرة توتر. لعل الحدثين الأكثر دلالة، زيارة وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي إلى السعودية حيث التقى ولي العهد الأمير نايف، ورئيس الاستخبارات الأمير مقرن، وتصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مؤتمره الصحافي مع الرئيس الأميركي باراك اوباما في ظل المبادرة العراقية المتوقعة لحل الأزمة السورية. المعلومات الواردة من عواصم الاقليم تتحدث عن حال من «الارتباك» في السعودية و»الشعور بالضعف» جراء مجموعة من المعطيات، تبدأ إقليمياً بما يحصل في العراق من انسحاب أميركي ومواقف عراقية نجحت في احباط المطالب الأميركية الخاصة بالمرحلة المقبلة، وعلى وجه الخصوص حيال سوريا، حيث بات معلوماً لدى جميع المعنيين أن الروس «أقاموا هيئة أركان كاملة، بكل تجهيزاتها وأذرعها العسكرية والأمنية لمقاومة أي ضربة عسكرية».

ولا تنتهي بمعلومات عن رسالة بعث الرئيس الصيني هو جيناو إلى أوباما أكد له فيها أن «الصين لن تكتفي بالشجب والإدانة ولن تقف مكتوفة الأيدي في حال تورطتم في أي مغامرة عسكرية ضد دمشق أو طهران». وفهم ان دمشق كما طهران حصلتا على نسخة من هذه الرسالة. ناهيك عن فضيحة الـ»سي اي ايه» الممتدة من بيروت إلى طهران، وفضيحة «أسر» طائرة التجسس الأميركية في الأجواء الإيرانية، وعن سقوط لبنان بأيدي الأكثرية المنتمية عضوياً إلى محور المقاومة.

تضيف المعلومات نفسها أن «العوامل الأكثر إقلاقاً للسعودية هي التي تعنيها مباشرة، من وضع داخلي يتهدد بانفجار في المناطق الشرقية التي يمكن أن تتحول إلى بحرين ثانية، ومعارضة في البحرين تصعّد كلما ازداد الضغط عليها، وزحف للاسلام السياسي من مصر إلى المغرب فاليمن وسوريا يصب في الجيب القطري والتركي. كان للسعوديين أقلية سلفية يراهنون عليها في مصر لكن نتائجها جاءت مخيبة في الانتخابات الأخيرة. هناك أيضاً احساس بأن واشنطن همّشت الثقل التاريخي للسعودية لصالح قطر».

مصادر دبلوماسية عربية تلفت إلى أن السعودية عملت جاهداً على ألا تتصدر المشهد مذ بدء الثورات العربية، «باستثناء يوم خرج الملك عبد الله بتصريحه الاستثنائي حيال سوريا». البعض يقول إنها أرغمت على هذا الانكفاء بفعل التهميش القطري التركي الفرنسي لها، فيما يقول البعض الآخر أنها أعطت الفرصة لترى إلى أين سيصل هذا الحراك، من دون أن تتحمل وزره، مع توقعات بفشله ومخاوف أن يؤثر سلباً عليها، ولما وصل إلى حائط مسدود بادرت إلى التحرك.

وتشير مصادر ايرانية الى إن التحرك السعودي بدأ قبل أسابيع بزيارة قام بها احد رجال الاعمال العراقيين البارزين بزيارة الى ايران. ليتبين ان الرجل الذي يعرف بانه «وكيل السعودية في بغداد» كان يستهدف «جس نبض الايرانيين عموما» ثم وردت رسالة سعودية إلى المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تطلب ايضاحات حول الاتهامات الأميركية للجمهورية الإسلامية بالاعداد لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير. وعرضت الرسالة للوضع المتوتر في المنطقة المقبلة نحو المجهول مرفقاً بطلب للمساعدة في تهدئة الأمور لاستبيان الوضع وفهم ما يحصل لأن الجميع يخسر في الوقت الراهن.

وتضيف المصادر أن «الإيرانيين ناقشوا الموضوع وقرروا أن أفضل شخصية يمكن أن تقوم بهذه المهمة هو مصلحي لكونه قريب جدا من المرشد الاعلى للجمهوري السيد على الحامنئي، ومن بقية اركان الحكم في ايران، ما يعني أنه قادر ليس على مناقشة الأمور الاستخبارية فحسب، وإنما أوضاع المنطقة ككل».

وبينما ينتظر الجميع نتائج هذه الزيارة، فان المصادر الايرانية تتحدث عن طلب سعودي مساعدة ايرانية لاجل «تحقيق التهدئة في القطيف والبحرين واليمن». وهو في اطار ما يشبه المقايضة التي تقول المصادر ان السعودية ستعمد وفقها الى الابتعاد عن المحور القطري التركي الفرنسي ووقف التحريض في سوريا. لكن المعلومات تؤكد وجود قاسم مشتركة للجانبين مصلحة فيه ألا وهو «تهدئة اللعب» في الوقت الراهن، في خطوة يُرجح أن تصب في صالح المبادرة العراقي لحل الأزمة السورية.

المبادرة العراقية

وفي سياق متصل، كشفت مصادر عراقية موثوقة أن رئيس الحكومة نوري المالكي، المنتظر عودته قريبا من واشنطن، يستعد لارسال وفد «من رئاسة الحكومة إلى دمشق في زيارة ستبقى بعيدة عن الاعلام، بهدف التفاهم مع الحكم هناك على محاور المبادرة التي سيطرحها العراق. وانه في حال حصول تفاهم على هذه المبادرة، سوف يرسل المالكي وزير خارجيته هوشيار زيباري في زياة علنية الى سوريا للاعلان عن المبادرة».

وحسب المصادر فأن المبادرة العراقية «تقوم على خمس خطوات متسلسلة زمنياً، تبدأ بقرار من جامعة الدول العربية بتجميد العقوبات التي فرضتها على سوريا يليها سحب السوريين للوجوه الأمنية، بمعنى الحل الأمني، من الواجهة. بعد ذلك، تعيد دمشق فتح باب الحوار الداخلي، يليه حوار سوري عربي برعاية عراقية، على أن تختتم هذه المراحل بحوار سوري داخلي شامل برعاية عربية».

وتؤكد المصادر نفسها أن هذه المبادرة تحظى بدعم من إيران، مشيرة إلى أن زيارة مصلحي إلى السعودية تأتي في هذا الإطار. وتتابع أن رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني التقى في طهران أمس برئيس المجلس الأعلى الإسلامي السيد عمّار الحكيم وأكد له الدعم الإيراني للمبادرة العراقية.

وفي المناسبة، يؤدي المجلس الأعلى دوراً بالغ الأهمية في سياق الأزمة السورية. وقد تبلّغ أخيرا، ومعه أكثر من طرف عراقي، من السفير الأميركي لدى بغداد جيمس جيفري أن الإدارة الأميركية بدأت تتكيف مع عجزها على اسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، وهي قررت أن تعمد في المرحلة المقبلة على «احتوائه». وكانت رسالة مشابهة وصلت إلى المسؤولين السوريين مصدرها السفارة الأميركية في دمشق. وتتحدث أوساط عراقية قريبة من السفارة الأميركية عن قلق واشنطن من كثافة انتشار تنظيم «القاعدة» في سوريا.

وترى المصادر سالفة الذكر في «الموقف الصلب والجريء الذي اتخذه المالكي برفضه دعوة الأسد إلى التنحي، واعتراف أوباما بخلافات مع بغداد، حتى ولو وصفها بأنها تكتيكية، أبرز مؤشر إلى انفكاك العراق عن الفلك الأميركي وانضمامه إلى محور الممانعة».

إلى ذلك، زار دمشق أمس وفد إيراني اقتصادي، ناقلاً قرار القيادة الإيرانية استثمار أربعة مليارات دولار في بناء وحدات سكنية في سوريا، وشراء نصف الإنتاج الزراعي السوري.

مسعفو المعارضة السورية يخاطرون بحياتهم لإنقاذ الآخرين

عبد الاله مجيد من لندن

 يخاطر المسعفون العاملون في صفوف المعارضة بحياتهم من أجل إنقاذ الجرحى، وذكر بعضهم أنهم يعبرون الحدود السورية متسللين لإيصال المساعدات الطبية.

لندن: يكافح المسعفون العاملون في صفوف المعارضة السورية لإيصال الامدادات الطبية عبر الحدود التركية الى رفاقهم في الداخل لمعالجة الجرحى في مواجهة مخاطر كبيرة. واحد هؤلاء المسعفين محمد مرعي الذي انطلق مؤخرا من الأراضي التركية حاملا حقيبة مليئة بقناني الدم والمضادات الحيوية والخيوط الجراحية وامدادات طبية أخرى. وبعد ساعات عاد الى تركيا دون ان ينجز المهمة بسبب وفاة صديقه قبل الوصول اليه.

 وقال الصيدلي مرعي (33 عاما) في حديث لصحيفة وول ستريت جورنال انه تسلل عبر الحدود الى سوريا اكثر من 20 مرة خلال الأشهر الستة الماضية لإيصال امدادات الى المستشفيات الميدانية التي يديرها مناوئو نظام الرئيس بشار الأسد.  ولكن الرحلات أصبحت أخطر وتستغرق وقتا أطول بعدما شددت قوى الأمن السورية قبضتها على الحدود. فالعملية تستغرق الآن 3 ساعات من السير على الأقدام والزحف على البطن تليها رحلات بالدراجة النارية والسيارة.

وبعد تسعة اشهر على حملة النظام ضد الاحتجاجات السلمية يتحاشى المصابون من المحتجين والمتظاهرين المستشفيات الحكومية. وقال معتقلون وأطباء ان المحتجين الذين يُنقلون اليها للعلاج يتعرضون للتعذيب على أيدي رجال الأمن. ونقل مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان في تقرير اصدره الشهر الماضي عن شهود عيان وضحايا تعرض الجرحى للضرب والقتل في المستشفيات العسكرية.

واصبح معارضو النظام يعتمدون على مستشفيات ميدانية تزودها بالامدادات شبكات فضفاضة من المهربين مثل الصيدلي مرعي. ولكن ما يصل الى هذه المستشفيات ليس كافيا لعدة أسباب منها محاولات النظام منع تدفق الامدادات والسلاح والمقاتلين.

 وكان من المقرر ان يلتقي الصيدلي مرعي رفيقه ابراهيم عثمان مؤسس تنسيقية الأطباء في دمشق الذي نال لقب “طبيب الثورة”  تقديرا لجهود هذا الطبيب الشاب من اجل انقاذ المحتجين وحمايتهم.  وقال مرعي في حديث هاتفي مع صحيفة وول ستريت جورنال انه كان من المقرر ان يبحث مع عثمان تفاصيل اقامة مركز طبي قرب الحدود يوم السبت الماضي. ولكن شبكة ناشطين يعملون في منطقة الحدود حذرتهما من وجود حشود استثنائية لقوات النظام. وبعدما عبر مرعي الحدود الى سوريا بدأ يتلقى رسائل من شبكة الناشطين بأن قوات النظام أغلقت احدى الطرق التي يستخدمونها عادة.

وبعد فترة قصيرة علم مرعي من الناشطين ان قناصا قتل الدكتور عثمان لدى وصوله الى الحدود.  وقال مرعي ان هناك مخبرين في مناطق كان الناشطون يعتقدون انها آمنة.

وبث ناشطون شريط فيديو يظهر فيه الطبيب الشاب ممددا على الأرض بسروال جينز وقميص مكمم بعد اطلاق النار عليه وقتله. ورفع مصور الشريط جواز سفر عثمان لتصويره عن قرب.

وقال اللاجئ السوري جميل صائب المسؤول عن تنظيم ارسال الامدادات الطبية والهواتف الفضائية والكاميرات وغيرها من التجهيزات الى داخل سوريا من مدينة انطاكيا التركية ان تركيا اصبحت بوابة المعارضة الرئيسية لعمل شبكات التهريب التابعة لها. واشار الى حرص النظام على إحكام غلق الحدود مع لبنان والاردن.

 وقال شهود ان مستشفيات المعارضة التي تُقام في خيم أو في غرف بيوت خاصة أو أبنية بعيدة تعمل ساعات أو اياما ولكنها لا تبقى أكثر من اسبوع.

وأوضح ناشط في الداخل ان المدنيين يتصلون بالمعارضة في منطقتهم حين يُصاب أحد. ويتصل ناشطو المعارضة بأطباء وممرضين متعاطفين وسرعان ما تكون الوحدة العلاجية جاهزة. ويتعذر في احيان كثيرة العثور على طبيب مستعد للمخاطرة بعلاج مصابين من المعارضة.

وقال مرعي انه كثيرا ما يقوم بتنظيف الجروح وخياطتها معتمدا على ما تلقاه من تدريب خلال دراسته الصيدلة. واضاف ان هناك نقصا في الدم وكذلك في الأدوات الطبية المعقمة.  وقال “ان الشروط الصحية صعبة حقا”. واكد ان غالبية شبكات الناشطين لم تكن تعرف ان الدكتور عثمان في طريقه الى الحدود لبحث اقامة مركز علاجي جديد.

وتبدو شبكات المعارضة على الجانب التركي من الحدود شبكات مفككة.

وفتحت احدى الشبكات التي رفض قائدها كشف اسمه، مكتبا لجمع تبرعات المغتربين السوريين واستخدامها في شراء امدادات وتجهيزات.

ولكن الناشط جميل صائب قال لصحيفة وول ستريت جورنال انه لم ينضم اليها فيما اكدت الشبكتان انهما لم تتلقيا تمويلا من المجلس الوطني السوري.

 وكان المجلس الوطني السوري اعلن انه لا يقدم مساعدات لإيصالها الى الداخل رغم ان بمقدور الأعضاء ان يتبرعوا بصورة فردية لجهود المساعدة.

وقالت الناطقة باسم المجلس بسمة كودماني انه “ليس لدينا اية قنوات رسمية ولكننا نساعد حيثما أمكننا ذلك ومتى ما أمكننا ذلك وكيفما امكننا ذلك”.

مفتي سوريا: لدي معلومات عن مخطط لتقسيم مصر… كالسودان

دمشق: قال المفتي العام للجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون إن لديه معلومات عن مخطط لمصر مشابه للمخطط الإسرائيلي الذي نجح في تقسيم السودان إلى شمال وجنوب، وقال ان ضمن المعارضين السوريين حاليا من كان يطبل للرئيس بشار الاسد، «فلماذا لا يكونون معتدلين اليوم؟».

وقال حسون في حديث لـصحيفة «الراي» الكويتية في دمشق أمس ان فصائل من المعارضة السورية عرضت عليه الاستقالة من منصبه مقابل المال، بينما رد هو عليهم بطلب إعطائه برنامجهم الإصلاحي كي يقدمه للرئيس بشار الأسد، «وإذا لم يطبقه فسأقول إن الرئيس لم يطبق البرنامج الإصلاحي، لكن أحدا لم يعطني شيئا».

واعترف حسون بوجود أخطاء، لكن ضمن صفوف المعارضة الحالية كان هناك من كان «يطبل للرئيس بشار سابقا»، متسائلا: «لماذا اليوم لا يكونون معتدلين؟!»

وأضاف إن «السوريين كانوا يعيشون في ألفة ومحبة ولا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي ويهودي»، مؤكدا أنه لا يعرف «الأسباب التي أدت بهم إلى هذه المرحلة».

 وقال: «قتل الثوار ابني أثناء خروجه من الجامعة لأني رفضت الانضمام إليهم. وكذلك هددوني بالقتل، ابني كان ملتزما، لكنهم أطلقوا عليه الرصاص، ورد فعلي وقتها أنني قلت اللهم أشهد أني سامحت من قتل ابني لصالح بلادنا».

واوضح المفتي ان «هناك من أدخل لغة التكفير والتخوين في السياسة». ووجه كلامه للجامعة العربية مؤكدا أن عقوباتها هي في الواقع موجهة إلى الشعب السوري، الذي سوف يكون المتضرر الأكبر منها، بينما هو لم يفعل شئيا كي يتم عقابه عليه.

وعبر حسون عن مخاوفه لما قال إنه يدار لمصر في الخفاء، مشيرا إلى «معلومات لديه عن مخطط مشابه للمخطط الإسرائيلي الذي نجح في تقسيم السودان إلى شمال وجنوب».

الأسد غاضب جداً من الحركة والعلاقة بين الطرفين بلغت نقطة الانكسار

حماس تفك ارتباطها تدريجيًا بالنظام السوري

عبدالاله مجيد

فيما يواصل النظام السوري محاولاته لإخماد الانتفاضة المتصاعدة ضده تعمل حركة حماس بهدوء على سحب دعمها للنظام وخفض جودها الملموس في دمشق خشية من أعمال انتقامية تطولها.

يقول مراقبون إن سفك الدماء في سوريا يطرح على حركة إسلامية مثل حماس تحدياً مقلقًا في وقت ترتفع أسهمها السياسية في دول المنطقة الأخرى.  ففي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس منذ عام 2007 تبدو الحركة أقوى وأرسخ من أي وقت مضى.  وفي منطقة الشرق الأوسط عموما عززت الانتفاضات الشعبية مواقع الحركات الإسلامية في عموم المنطقة، وأتاحت لقادة حماس أن يحلموا بقوس من الحكومات الصديقة يمتد من المغرب على طول الخط إلى معقل الحركة نفسها في غزة.

ولكن حماس في دمشق تشعر بوطأة الضغط الواقع عليها.  إذ كانت العاصمة السورية مقر المكتب السياسي للحركة والمركز العصبي لعملياتها منذ ما يربو على عشر سنوات.  ولكنها تشعر الآن أن موقعها ليس آمناً.  ويستشيط الرئيس الأسد غضبا إزاء رفض الحركة التي رعاها واحتضنها طيلة سنوات أن تدعم نظامه ضد الانتفاضة.  وأفادت تقارير أن العلاقات بين حماس ودمشق بلغت نقطة الانكسار.

وبادرت حماس إلى إجلاء العديد من كوادر المستوى الأدنى عن دمشق خشية تعرضهم إلى أعمال انتقامية وتحسبًا لانهيار النظام.  ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن مسؤول في حماس في قطاع غزة اعترافه بأن الحركة تشعر “أن الوضع خطير جدًا على حماس في سوريا”.  وأضاف أن نظام الأسد “غاضب علينا غضبا شديداً، وهم يريدون منا أن نقدم الدعم كما قدمه حزب الله.  ولكن هذا محال على حماس.  فالنظام السوري يقتل شعبه”.

وتدرك قيادة حماس مخاطر الوقوف إلى جانب الطرف الخطأ.  ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن مصطفى الصواف رئيس تحرير صحيفة “الرسالة” المؤيدة لحركة حماس في غزة، قوله: “أن لا أحد يريد أن يرتكب الخطأ الذي ارتكبه عرفات في الكويت” في إشارة إلى دعم الزعيم الفلسطيني الراحل غزو صدام حسين للكويت عام 1990 ثم هزيمة قواته التي كان من نتائجها طرد زهاء 450 ألف فلسطيني من الكويت”. وتستضيف سوريا زهاء 500 ألف لاجئ فلسطيني يشكلون هدفًا ضخمًا لأي أعمال انتقامية محتملة.

ويقول دبلوماسيون إن مبعوثي حماس يقومون بعمليات استطلاع في عموم المنطقة تحوطاً لليوم الذي قد يتعين فيه الرحيل عن سوريا على جناح السرعة.  ولكن غالبية المسؤولين والمحللين يعتقدون أن الأنباء التي تتحدث عن انتقال حماس الوشيك إلى قطر أو مصر سابقة الأوان.  وقال دبلوماسي غربي إن حماس لم تتمكن حتى الآن من تأمين قاعدة بديلة.  وأضاف أن من المتوقع ان يرحل مسؤولو الحركة عن سوريا بعيدا عن الأنظار وان يحاولوا تأمين مراكز احتياطية في عدد من البلدان.  ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن الدبلوماسي الغربي قوله “لا أعتقد أن سوريا قضية خاسرة بالنسبة لهم”.

كما لا يُعرف حتى الآن ما إذا كان المكتب السياسي لحركة حماس سيكون موضع ترحيب في دول أخرى.  فان قطر تقيم علاقات ودية مع حماس منذ سنواتـ، ولكنها قد تمتنع عن استضافة مقر حركة أدرجتها الولايات المتحدة وأوروبا على لائحة المنظمات الإرهابية.  وقال المسؤول في حماس الذي تحدث لصحيفة فايننشيال تايمز في غزة “أن قطر يمكن أن تستقبل حماس كأفراد، ولكن ليس كتنظيم”.

وفي مصر يكاد يكون من المؤكد أن تخضع الحركة لمراقبة أجهزة الاستخبارات، وقد تجد نفسها مقيدة أكثر منه في الوقت الحاضر.

ومن القضايا التي يتعين أن تأخذها حماس في الاعتبار، وهي التي تعتمد تمويلا وتسليحاً على إيران، تأثر علاقاتها مع طهران في حال انتقالها إلى القاهرة.  وقال مسؤول إسرائيلي “أن لدينا معلومات كثيرة عن محاولة حماس غرس جذور لها في مصر.  ولكن ذلك لا يحدث بالسهولة التي قد يتصورها المرء”.

وقال المسؤول القيادي في حماس غازي حمد أن التغيرات التي تجتاح المنطقة تعطي دعمًا هائلاً للحركة رغم التحدي الماثل في سوريا.  وأضاف “أننا نشعر أن المنطقة كلها تتغير، وبدأنا نرى الشمس بعد سنوات من الظلام”.

وقال حمد إن بلدانا مثل مصر تحتاج إلى وقت “لترتيب أوضاعها الداخلية” ولكنه أعرب عن ثقته بأن مصر تزداد ودا تجاه حماس.

ومن الجوائز الكبيرة الأخرى التي تأمل حماس بالفوز بها تحسين علاقاتها تدريجيا مع الغرب. فالآن إذ أخذت الولايات المتحدة وأوروبا تسلِّمان بصعود الأحزاب الإسلامية في بلدان مثل مصر وتونس، يراهن قادة حماس على حدوث تغيير ماثل في موقف الغرب من حركتهم أيضا.  وكما قال حمد، “نحن عائلة واحدة وإيديولوجيا واحدة”.

توقعات بعدم نجاح الإضراب الذي بدأ أول أمس في البلاد

المتشددون يمتلكون اليد الطولى داخل نظام الحكم في سوريا

أشرف أبو جلالة من القاهرة

من الواضح أن الإضراب السلمي الذي انطلق في سوريا لن يسقط نظام الأسد، بل هناك تخوف من جرّ البلاد نحو مزيد من العنف. وحاولت السلطات السورية أن تظهر أن الأمور طبيعية بإجرائها الانتخابات البلدية، إلا أن الإقبال جاء ضعيفاً.

القاهرة: في وقت بدأ يشدد فيه النظام السوري وقوى المعارضة في البلاد من مواقفهم، يبدو أن الإضراب العام الذي بدأ يوم أمس في جميع أنحاء البلاد بهدف إسقاط الرئيس بشار الأسد من خلال وسائل سلمية لن يتكلل بالنجاح في نهاية المطاف.

ولفتت في هذا الصدد اليوم صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إلى أن الاشتباكات العنيفة التي وقعت في سوريا خلال الآونة الأخيرة قدمت أدلة أخرى على أن النضال المستمر منذ حوالى تسعة أشهر بغرض إسقاط نظام الأسد، قد تتطور في تلك الأثناء إلى صراع مسلح. وقد تزامن هذا القتال المكثف مع الإضراب الذي بدأ أمس بهدف فرض مزيد من الضغوطات على السلطات السورية. غير أن هناك شكوكاً مثارةً في الوقت الحالي بشأن قدرة إضراب كهذا على تسريع وتيرة إسقاط حكومة الأسد وتجنيب انزلاق البلاد بشكل أكبر إلى المزيد من عمليات سفك الدماء.

ورغم تنامي الضغوط الدولية والإقليمية وتدهور الوضع الاقتصادي والأمني، إلا أن نظام الأسد لم يظهر أية إشارات دالة على تخفيفه من حملته القمعية التي يمارسها ضد ناشطي المعارضة والجنود المنشقين المسلحين. وأوردت الصحيفة ضمن هذا السياق عن محللين قولهم إن الحل السلمي لتلك الأزمة بات مستبعداً بعد تصعيد العنف.

وقال برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، في تعليقات نشرتها اليوم مجلة دير شبيغل الألمانية :”المعارضة لم تعد مستعدة للتفاوض مع القتلة. كما أن المجلس الوطني السوري مستعد للتحدث مع السلطات المدنية والعسكرية التي لا تمثل النظام وإنما تمثل المؤسسات”. ثم مضت الصحيفة تشير إلى أن عملية صنع القرار داخل القيادة السورية العليا تعتبر عملية غامضة بصورة سيئة السمعة. وبدا من الواضح أن النظام يميل إلى حل تلك الأزمة عن طريق القوة. وقال مصدر دبلوماسي في بيروت إن المتشددين هم الذين يتولون زمام الأمور بصورة تامة الآن في دمشق.

وأضاف هذا الدبلوماسي: “يتضح أن السياسة في دمشق الآن هي أنه ليس بمقدورك أن تظهر أي ضعف أو تنازلات. فما عليك سوى أن تستخدم القوة الوحشية وستحصل بعدها على مزيد من الاحترام”. واستناداً لما ذكره مسؤول فلسطيني بارز، فإن تنافساً قد نشب بين الأسد وشقيقه الأصغر الأكثر تشدداً، ماهر.

وأضاف هذا المسؤول الفلسطيني الذي يتواجد في لبنان لكنه يسافر بانتظام إلى دمشق “هذا موقف صعب بينهما. وأعتقد من جانبي أن النظام السوري سيتغلب على الأزمة في الأخير”.

وتابع هذا المسؤول :”واهم وحالم كل من يتصور أن نظام الأسد سينهار. فإيران تدعمه، وكذلك لبنان، والعراق، وروسيا، والصين. ولن توافق جميع الدول على عقوبات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي المفروضة على سوريا”.

وقد حاولت السلطات السورية يوم أمس أن تظهر أن الأمور تسير بصورة طبيعية بإجرائها الانتخابات البلدية في جميع أنحاء البلاد. لكن الإقبال جاء ضعيفاً من قبل الناخبين. وقتل شخص واحد على الأقل صباح يوم أمس في محافظة ادلب المضطربة شمال سوريا، عندما هاجمت قوات حكومية عدة قرى بحثاً عن عناصر جيش سوريا الحرة. وقد وقعت اشتباكات عنيفة قبل يومين بين القوات الحكومية والمنشقين في ادلب والإسراء جنوب سوريا، حيث احترق العديد من مركبات الجيش.

وأوضحت الصحيفة كذلك أن تزايد التقارير التي تتحدث عن الاشتباكات المسلحة تشير إلى أن الجنود يواصلون هجرهم للقوات النظامية، من أجل الانضمام إلى وحدات المنشقين التي تعمل إما بصورة مستقلة أو تحت مظلة جيش سوريا الحر.

وتم إطلاق الإضراب العام يوم أمس على أمل أن يعجل انهيار الاقتصاد من رحيل الأسد.

ولفتت ساينس مونيتور في هذا الجانب إلى أن الناشطين المعارضين للأسد يخططون للقيام عقب الإضراب العام بحملة عصيان مدني لإغلاق الجامعات والهيئات المدنية والطرق السريعة الرئيسة. في غضون ذلك، نوهت الصحيفة بتنامي مشاعر عدم الارتياح في الجارة، لبنان، خشية انتقال اضطرابات سوريا عبر الحدود.

اجتماع اللجنة العربية على وقع الوساطة العراقية مع سوريا

بهية مارديني من القاهرة

تعقد اللجنة الوزارية الخاصة بالملف السوري اجتماعاً في القاهرة للرد على الاقتراح السوري بالموافقة على إرسال مراقبين إلى سوريا، وسط استمرار الوساطة العراقية مع النظام السوري.

القاهرة: تعقد اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالملف السوري، السبت القادم، اجتماعا في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية للرد على الاقتراح السوري بالموافقة على إرسال مراقبين إلى سوريا، مقابل رفع العقوبات العربية المفروضة على سورية وسط تأكيدات من الجامعة على عدم الموافقة على الطلب السوري بتعديل البروتوكول، في حين تستمر الوساطة العراقية حيث أكد علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، “أن السلطات العراقية دعت المعارضة السورية إلى زيارة بغداد بهدف القيام بوساطة بينها وبين النظام السوري”، موضحا” أن المعارضة ردت إيجابا على هذا الاقتراح” .

 ويرى مراقبون أن الموقف العراقي من الأزمة في سوريا وتحيزه للنظام دون الوقوف الى جانب الشعب ودعمه لبقاء بشار الأسد في سدة السلطة هو “أمر غير مفهوم”، وخاصة ان العلاقات السورية العراقية لم تكن على أفضل مايرام ما قبل الثورة ، وكانت التصريحات العراقية تتهم النظام السوري باستمرار تصدير الارهابيين الى العراق.

وفي حين يجد مراقبون أن الوسيط العراقي “غير مقبول وغير نزيه “، يؤكد آخرون “أن الدور العراقي مرتبط بالدور الايراني الذي يدعم النظام السوري بلا حدود” .

وقال شلال كدو القيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا لـ”ايلاف” أنه لا شك ان الموقف العراقي –السلبي- من الثورة السورية، “هو نتيجة للضغوطات التي تتعرض لها بغداد من الجانب الايراني، الذي يرتبط بعلاقات استراتيجية مع النظام السوري، والذي يرى بأن المحور الايراني العراقي السوري اللبناني، يشكل سلسلة قوية داعمة لطهران، في صراعها مع المجتمع الدولي. وان سقوط اي حلقة من هذه السلسلة، من شأنه زعزعة التوازن في المنطقة برمتها بحسب طهران طبعاً، من هنا فإن ما يسمى بالوساطة العراقية، تأتي للبحث عن مخرج للنظام السوري، وهي وساطة ايرانية بامتياز، ولكن بحلة عراقية، كون العراق دولة عضو في جامعة الدول العربية”.

وأضاف “يجب ألا ننسى بأن المبادرة العراقية، جاءت بمباركة عربية وبوجود الامين العام لجامعة الدول العربية في العاصمة العراقية بغداد، مما يعني بأنها ليست وساطة عراقية او ايرانية محضة، بل انها عربية واقليمية ايضاً، الأمر الذي يفسر حقيقة الموقف العربي الساعي الى حل الأزمة بما يرضي النظام الحاكم، وربما بالطريقة التي يراها هو مناسبة، وكأن المشكلة اصبحت بين النظام والجامعة العربية، وليس بينه وبين شعبه الثائر منذ تسعة أشهر، الذي يواجه بصدوره العارية مختلف أصناف الاسلحة القاتلة، من اجل نيل حريته”.

لذلك فإن هذه الوساطة “الاقليمية “، برأي كدو “تهدف قبل كل شيء الى منح مهلة اضافية للنظام الجائر، علّه يتمكن من توجيه ضربة قاضية الى المتظاهرين، وخاصة في مدينة حمص، التي تعتبر عاصمة الثورة السورية الآن، لا سيما وانها مطوقة بآلاف الجنود المدججين بالاسلحة والعتاد الثقيل، ويستعدون للانقضاض عليها فور تلقيهم الأوامر بذلك، مما يعزز المخاوف، من ان يكرر التاريخ نفسه لكن في حمص هذه المرة”.

وشدد على “أن سياسة المُهل التي تمنحها الجامعة العربية للنظام السوري، هدفها كسب الوقت للبحث عن مخرج او حل بما يرضي النظام، دون ادنى اعتبار لما يجري في شوارع وازقة معظم المدن السورية الثائرة، من قتل ودمار ونهب وسلب للاملاك والأعراض، لكن رغم كل ذلك فإن كافة الدلائل والمؤشرات، تدل على ان السوريين سوف يستمرون في ثورتهم، دون ان يعولوا على العامل الخارجي، واذا عدنا بالذاكرة الى الوراء قليلاً، لوجدنا بأن عدداً كبيراً من الانظمة الديكتاتورية والاستبدادية، قد سقطت في اوروبا الشرقية في نهايات القرن المنصرم، نتيجة الثورات الشعبية دون اي تدخل خارجي او حتى ضغط سياسي او اقتصادي يذكر”.

واعتبر” أن الموقف العربي متناغم حتى هذه اللحظة مع موقف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، الذي اشترط حوار دمشق مع الجامعة العربية برفض الاخيرة التدخل الخارجي، وان يكون الحل سورياً عن طريق الحوار بين النظام وبين المعارضة، التي تعتبر المصلحة الوطنية السورية فوق كل الاعتبارات حسب تعبيره، متناسياً بأن المعارضة السورية بشقيها الخارجي والداخلي وطنية حتى النخاع، وهي بمجملها تفضل المصلحة الوطنية العليا فوق كل الاعتبارات”.

 وكان علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال “لقد دعونا المعارضة السورية الى زيارة العراق وقد رحبت بهذه المبادرة من جانب المالكي”، موضحا ان “رئيس الوزراء العراقي طلب من العديد من المسؤولين السياسيين التفاوض مع المعارضة السورية”.

ولم تعلن أية جهة في المعارضة السورية عن تواصل الحكومة العراقية معها او قبولها للحوار على الأسس العراقية، في حين كان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري كشف هذا الأسبوع أن الحكومة العراقية تقيم اتصالات مع معارضين سوريين من غير المعارضة المسلحة في الداخل والخارج، وأن هذه الاتصالات ستكون “مفتوحة أكثر”. وشدد على أن “التحرك العراقي يستند إلى المبادرة العربية، إضافة إلى مطالب المعارضة التي ستنقل الى الحكومة السورية”. وأعلن رئيس الوزراء العراقي الاثنين الماضي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي باراك اوباما أن بلاده مع تطلعات الشعب السوري لكن ليست مع الطلب من أي رئيس التنحي، مؤكدا انه تم الاتفاق مع الجامعة العربية على مبادرة للوصول إلى حل للأزمة السورية.

وقال وزير الخارجية العراقي يوم الخميس الماضي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، الذي زار بغداد،  إن بلاده تدعم المبادرة العربية وستقوم من جانبها ببذل جهود مع الحكومة السورية لتذليل العقبات أمام تنفيذها.

السجال الدولي على سوريا يتصاعد مع الاشتباكات

تركيا والأردن ينفيان هجمات انطلاقاً من أراضيهما

و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ

عشية دخول الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس السوري بشار الاسد شهرها العاشر، تصاعدت الاشتباكات بين الجيش السوري ومنشقين عنه في محافظة ادلب المحاذية للحدود التركية، مع العلم أن أنقرة نفت أن تكون أجازت شن هجمات على الاراضي السورية انطلاقا من تركيا.

وفي انتظار اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب السبت في القاهرة لمناقشة الرد السوري على طلب جامعة الدول العريبة ارسال مراقبين الى سوريا، أعلنت الحكومة العراقية التي تسعى الى الاضطلاع بدور الوسيط، أنها دعت وفدا من المعارضة السورية لزيارة بغداد بينما جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدفاع عن موقف بلاده الرافض لفرض عقوبات على سوريا، والداعي الى ايجاد حل عبر جامعة الدول العربية بعيدا من الانذارات والعقوبات. ولكن لا يبدو ان موقفه وجد صدى في الغرب، إذ حضت واشنطن والاتحاد الأوروبي موسكو على التحرك في مجلس الامن في الملف السوري.

وتحدثت “الهيئة العامة للثورة السورية” عن مقتل 38 مدنيا معظمهم في إدلب، وقالت إن المدينة تشهد قتالا بين الجيش السوري ومنشقين.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقرا له ان سبعة جنود قتلوا في المدينة.

وأعلن مصدر في المعارضة السورية ان مواطنا تركيا سعوديا قتل برصاص الامن السوري بينما كان يقود سيارته في بلدة كفرعمول بمحافظة إدلب.

وفي المقابل، أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” أن حرس الحدود السوريين أحبطوا محاولة تسلل لـ”مجموعة ارهابية” آتية من الحدود مع تركيا وأنهم قتلوا عنصرين منها.

وعلى جبهة أخرى، حذر معارضون من ان القوات السورية اقتربت من اقتحام حمص بعد تولي العقيد يوسف ونوس المقرب من ماهر الاسد شقيق الرئيس الاسد، قيادة القوات التي تحاصر المدينة بنحو عشرة آلاف جندي.

أنقرة

وردا على ما قالت “سانا” عن تسلل “مجموعة ارهابية” من الاراضي التركية، صرح مصدر ديبلوماسي تركي بأن “تركيا لا تجيز اطلاقا أي هجوم على دول أخرى مجاورة انطلاقا من أراضيها”.

والى أنقرة يصل الجمعة وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في زيارة رسمية يجري خلالها محادثات مكثفة مع المسؤولين الاتراك تتعلق بالملف السوري.

نفي أردني

والى النفي التركي، قال وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام والاتصال راكان المجالي إن بلاده ترفض بشدة أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا. وأكد رفض المملكة ان تكون منطلقا لأي تدخل عسكري محتمل في سوريا. ونفى وجود قوات من حلف شمال الاطلسي والجيش الاميركي قرب قرى في محافظة المفرق المحاذية للحدود السورية.

باريس تستبعد عملاً عسكرياً

في غضون ذلك، استبعد المندوب الفرنسي الدائم لدى الامم المتحدة السفير جيرار آرو في مقابلة مع شبكة “أي تيلي” الفرنسية للتلفزيون، العمل العسكري في سوريا. وقال: “الوضع الانساني ليس وحده ما ينبغي ان نقلق من أجله، وإنما خطر أن تنزلق سوريا الى حرب أهلية واشتعال النار في المنطقة كلها. نحن نحتاج الى حل سياسي والى ممارسة ضغوط على نظام الأسد”.

العراق

وفي دخول عراقي أوضح على خط الأزمة السورية، صرّح علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي: “لقد دعونا المعارضة السورية الى زيارة العراق… وقد رحبت بهذه المبادرة من جانب المالكي”، موضحاً ان رئيس الوزراء العراقي “كان طلب من العديد من المسؤولين السياسيين التفاوض مع المعارضة السورية”. وشدد على ان “التحرك العراقي يستند الى المبادرة العربية اضافة الى مطالب المعارضة التي ستنقل الى الحكومة السورية”.

ورأى القائد العسكري لقوات مكافحة الارهاب في العراق اللواء فاضل برواري ان وصول “متشددين وسلفيين” الى الحكم في سوريا يشكل خطراً على العراق ودول المنطقة.

اللجنة الوزارية العربية

وصدر الموقف العراقي، بعد ساعات من تأكيد مدير ادارة شؤون مجلس الجامعة العربية محمد زمايدي ان اللجنة الوزارية العربية المعنية بالملف السوري ستجتمع السبت في القاهرة للبحث في الوضع السوري. وقال ان “اللجنة سترفع مشروع قرار يتضمن عدداً من الخطوات التي سيتم تبنيها من مجلس الجامعة العربية للتعامل مع الوضع في سوريا، في ضوء استمرار الازمة وعدم توقيع البروتوكول وعدم تنفيذ دمشق المبادرة العربية في هذا الصدد”.

وقبل ايام من انعقاد اجتماع اللجنة الوزارية ومجلس الجامعة العربية، أفادت وكالة انباء الشرق الاوسط “أ ش أ” المصرية ان نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح تلقى رسالة خطية من وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم، تتناول آخر التطورات السياسية على الساحتين الاقليمية والدولية والقضايا محل الاهتمام المشترك.

لافروف

وفي موسكو، صرّح لافروف بعد استقباله وزير الخارجية الجزائري مداد مدلسي: “ان اولئك الذين يرفضون ممارسة الضغط على الجانب المتطرف والمسلح في المعارضة (في سوريا) هم أنفسهم الذين يتهموننا بعرقلة عمل مجلس الامن. اعتبر هذا الموقف غير أخلاقي”. واضاف: “نصيحتنا التي وجهناها الى دمشق والتي نؤكدها يومياً هي توقيع هذا البروتوكول (لبعثة المراقبين) في أقرب وقت ممكن”، وأعلن ان دول مجموعة “بريكس” التي تضم روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا مستعدة ايضاً لارسال مراقبين اذا طلب منها ذلك.

وافاد ان “وجهات نظر روسيا والجزائر تتفق حيال الوضع في سوريا وحيال ضرورة معالجة الازمة الداخلية الحادة في هذا البلد على اساس اقتراحات جامعة الدول العربية ومن دون انذارات”.

وعن المعارضة السورية قال انه “يرى ان هدفها افتعال كارثة انسانية وايجاد ذريعة للمطالبة بتدخل خارجي في هذا البلد”.

وفي موقف روسي ذي صلة، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان بلاده غير مستعدة لاحالة سوريا على المحكمة الجنائية الدولية. وقال: “لا نرى اسباباً لهذا في الوقت الحاضر”.

واشنطن

* في واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند: “بصراحة، نعتقد انه حان الوقت فعلاً كي يرفع مجلس الامن صوته”، منتقدة الصمت “غير المعقول” للمجلس حيال التجاوزات السورية.

وقالت: “نجدد دعوة جميع شركائنا داخل مجلس الامن لاتخاذ اجراءات والتحدث باسم الابرياء في سوريا… وهذه الدعوة تشمل روسيا”.

وردت على كلام لافروف بأن “اللاأخلاقي هو نظام الاسد بسبب العنف الذي يمارسه في حق شعبه”.

الاتحاد الاوروبي

* في ستراسبور، قالت الممثلت العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين اشتون: “آمل في ان يتحرك مجلس الامن. على جميع اعضائه ان يتحملوا مسؤولياتهم لان الوضع ملح جداً”.

سوريا تواجه العقوبات الدولية والعربية باتفاق للتبادل الحرّ مع إيران المعزولة

أ ف ب، ي ب أ، سانا

في خطوة بدت وكأنها محاولة لتجاهل العقوبات التي فرضتها جامعة الدول العربية والعقوبات الاميركية والاوروبية احتجاجا على العنف في قمع الاحتجاجات الشعبية التي اودت بنحو 5 آلاف مواطن وفقا لتقدير الامم المتحدة، تسعى سوريا الى فتح ثغرة لانعاش اقتصادها المطوّق جغرافيا.

وقد وجدت سوريا في ايران، الحليفة التاريخية منذ الثورة الاسلامية عام 1979، لتكرّس معها اتفاقا للتبادل الحر، رغم خضوع ايران بدورها لعقوبات المجتمع الدولي.

الاجتماعات بين الطرفين بدأت امس وتستمر اليوم، وقد تمثلت بانعقاد الدورة التاسعة العادية للجنة المتابعة السورية – الايرانية للتعاون الاقتصادي في دمشق. والهدف وفق وكالة “سانا” السورية، هو البحث في تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين. واوضحت الوكالة ان ايران تقف الى جانب سوريا، وهي حريصة على تعزيز العلاقات الثنائية.

ترأس الاجتماع وزير الاقتصاد والتجارة السوري محمد نضال الشعار ووزير المواصلات وبناء المدن الإيراني علي نيكزاد. واتفق الجانبان خلال الجلسة الافتتاحية على تأليف أربع لجان من الجانبين، هي لجنة الاسكان والتشييد ولجنة النقل ولجنة العلاقات الاقتصادية والتجارية ولجنة الصياغة، وفق معاون وزير الاقتصاد والتجارة السوري خالد سلوطة. واشار الى انه ستتم مناقشة على مدى يومين (امس واليوم) اوجه التعاون في كل المجالات، اضافة الى متابعة عمل الشركات الايرانية العاملة في سوريا وبحث سبل تطويره.

وفي طهران، صادق مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) على اتفاق التجارة الحرة السورية – الإيرانية الذي يقضي بانشاء منطقة للتبادل الحر بين البلدين اللذين يخضعان لعقوبات دولية. وقال الوزير الايراني ان بلاده جاهزة لتوقيع الاتفاق بالأحرف الأولى خلال اجتماعات اللجنة المنعقدة حاليا والتي تختتم اليوم.

واعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان علاء الدين بوروجردي ان “هذا الاتفاق هو رد حازم على الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين والاقليميين الذين يرصدون مليارات الدولارات لتغيير النظام السياسي في سوريا”. وكانت الحكومة الايرانية قد طلبت من البرلمان التصويت على الاتفاق على نحو عاجل.

يذكر ان المسؤولين الايرانيين انتقدوا العنف المستخدم في قمع حركة الاحتجاج الذي اوقع اكثر من خمسة آلاف قتيل وفقا لتقدير الامم المتحدة، وطالبوا السلطات السورية باجراء اصلاحات. واقرت الجامعة العربية من جانبها سلسلة عقوبات على دمشق احتجاجا على هذا القمع.

كذلك، تخضع ايران لعقوبات دولية بسبب برنامجها النووي المشكوك فيه، عززت منذ 2010 بحظر تجاري ومالي صارم فرضته الدول الغربية.

اشتباكات مع الجيش الحر تلهب محافظة إدلب مع ارتفاع عدد الانشقاقات

مقتل 19 شخصا بينهم مواطن سعودي تركي في إدلب والأمن يفتح النار على المشيعين في المدينة.. وانفجار أنبوب غاز ثان في حمص

جريدة الشرق الاوسط

hشتدت الاشتباكات في محافظة إدلب بين منشقين والجيش السوري النظامي أمس، في وقت تفاقمت الأزمة في مدينة حمص مع وقوع انفجار ثان في خط أنابيب للغاز، مما أدى إلى اشتعال النار به، ليصبح ثاني خط للأنابيب يتعرض لانفجار في المنطقة في غضون أسبوع واحد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 19 شخصا قتلوا أمس برصاص قوات الأمن السورية غالبيتهم في محافظة إدلب، إثر تزايد الانشقاقات داخل الجيش السوري. وقد سجل هذا اليوم الدموي انشقاقات واسعة في مختلفة مناطق إدلب وريفها وصل إلى 60 عنصرا، بينهم 5 ضباط، أحدهم برتبة عقيد اسمه أحمد الشيخ، واثنان برتبة رائد ونقيب واحد وملازم واحد، بحسب ما أكد أحد الضباط المنشقين لـ«الشرق الأوسط».

كذلك، أكد الضابط قيام قوات الأمن والمخابرات بتنفيذ مجزرة في منطقة كفر يحمول في إدلب، وقتلت 12 شخصا من عائلة واحدة وهم يقومون بقطف الزيتون في الحقل. وعن وضع منطقة إدلب الميداني في ظل تزايد العمليات العسكرية على أراضيها في الفترة الأخيرة، لفت الضابط إلى أن حمص «هي المنطقة الأخطر، بينما تبقى إدلب عصية على جيش الأسد نظرا إلى طبيعة أرضها التي لا يمكن اقتحامها إلا بالطائرات».

من جهتها، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن خط الأنابيب الواقع قرب بلدة الرستن يزود محطة للكهرباء بالغاز. وأضافت الوكالة أن حراسا حدوديين أحبطوا محاولة من «جماعة إرهابية مسلحة» لدخول سوريا عبر تركيا أمس في ثاني واقعة من نوعها خلال أسبوع. وذكرت أنهم قتلوا بالرصاص اثنين من بين مجموعة مكونة من 15 شخصا.

واستمر تأزم الأوضاع الأمنية في محافظة حمص، وقال ناشطون إن تعزيزات عسكرية كبيرة جدا شوهدت تتحشد في منطقة كفرعايا، وفي حي باب السباع حيث جرى إطلاق نار عشوائي على المارة، وقتل أحد السكان الذي كان يعبر شارع الوادي مع طفلته التي أصيبت إصابة بالغة في رقبتها. وسمع في شارع القاهرة في الخالدية، بعد ظهر أمس، دوي انفجارات مترافق مع إطلاق رصاص كثيف وأيضا عند حاجز دوار الزير في باب السباع. كما هز انفجار شديد حي البياضة تبعه إطلاق نار من أغلب الحواجز. وفي مدينة القصير، جرى إطلاق نار عشوائي في الشوارع بعد ظهر يوم أمس.

وقال مصدر في المعارضة السورية لوكالة الصحافة الفرنسية، تم الاتصال به من أسطنبول، إن مواطنا تركيا سعوديا قتل أمس برصاص قوات الأمن السورية شمال غرب سوريا خلال قمع مظاهرة مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن منير محمد دولار كان يقود سيارته في بلدة كفريحمول في محافظة إدلب المجاورة لتركيا عندما أصيب برصاص عناصر قوات الأمن السورية التي كانت تطلق النار على متظاهرين. وأكد المصدر أن الرجل لم يكن مشاركا في المظاهرة. ولم يتسن لوزارة الخارجية التركية بعد تأكيد الخبر، إلا أن السفارة التركية في دمشق تسعى للحصول على معلومات من السلطات السورية حول هذه الحادثة، حسب ما نقل دبلوسي تركي. وأضاف هذا الدبلوماسي أن شاحنة تركية تعرضت لإطلاق نار الاثنين داخل الأراضي السورية، مما أجبر سائقها التركي على العودة أدراجه إلى تركيا.

وتأتي هذه الحادثة وسط توتر شديد في العلاقات بين سوريا وتركيا التي تنتقد شبه يوميا ممارسات النظام السوري بحق معارضيه.

إلى ذلك، قال دبلوماسي تركي الثلاثاء لوكالة الصحافة الفرنسية إنه من غير الوارد أن تجيز تركيا شن هجمات على دول مجاورة انطلاقا من أراضيها، بعد معلومات سورية عن عمليات تسلل جديدة انطلاقا من الحدود بين البلدين. وقال المصدر، طالبا عدم كشف اسمه، إن «تركيا لا تجيز أبدا أي هجوم على دول أخرى مجاورة انطلاقا من أراضيها».

وفي إدلب، شهدت الأوضاع الأمنية هناك توترا كبيرا منذ أول من أمس، لدى قيام قوات الأمن والشبيحة بإطلاق النار على أعضاء في تنسيقيات الثورة وبعض الشباب المؤثرين على الحراك في الشارع في مدينة معرة مصرين،أسفرت عن مقتل الدكتور محمد عادل نذير وأحمد حمدو فلفلة. وقال ناشطون إه بعد انسحاب قوات الأمن والجيش من المدينة إلى محيطها، دخل ليلا الجيش الحر وقام بتطويق المنطقة وحصلت اشتباكات استمرت حتى صباح يوم أمس.

وبحسب الناشطين، قام أهالي المنطقة بقطع الطرقات لمنع وصول إمدادات لحماية الشبيحة فقامت قوات الأمن بالتوجه إلى طريق التفافي بين بلدتي حزانو وكفريحمول، وجراء الضباب الكثيف فوجئت قوات الأمن بوجود الأهالي هناك وتشكيلهم حاجزا بشريا، فقامت قوات الأمن بفتح النار بشكل عشوائي على الأهالي وإلقاء القنابل، مما أسفر عن إصابة العشرات ومقتل نحو تسع أشخاص على الفور من بلدة كفريحمول.

وأضاف الناشطون أنه بعدها انسحبت قوات الأمن باتجاه مدينة إدلب وقام الجيش الحر بنصب كمين لهم عند مدخل مدينة إدلب وكبدوهم خسائر كبيرة. وعند الساعة العاشرة صباحا، تجمعت البلدات لتشييع القتلى التسعة، وأثناء الصلاة على الجنازة وصلت سيارات عليها رشاشات وفتحت النار على المصلين وقتلت اثنين صلاح طاهر حسين، ومنير محمد دولار. بعدها خرج أهالي مدينة معرة مصرين للمشاركة في التشييع، وجرى إطلاق نار على المشيعين، أسفر عن مقتل محمد البرغي والجندي المنشق من الجيش الحر مازن قاضي، بالإضافة إلى خمسة قتلى من مدينة إدلب. والخمسة سقطوا خلال محاولتهم قطع طريق مدينة معرة مصرين أمام الشبيحة.

من جانبها، أعلنت السلطات الرسمية أن «المجموعات الإرهابية» قادمة من بلدات معرة مصرين وكفريحمول وحزانو «اعتدت على الممتلكات العامة والخاصة وروعت المواطنين في البلدة المذكورة والطرق المؤدية إليها». وأضافت أن (مجموعة إرهابية مسلحة) قامت يوم أمس بـ«حرق بولمان تابع لشركة (سومر للنقل والسياحة) بالقرب من بلدة محمبل التابعة لمنطقة أريحا».

ونقلت وكالة «سانا» عن مصادر في قيادة شرطة محافظة قولها «إن الإرهابيين اعترضوا البولمان أمام مكتب الشركة المخصص لقطع التذاكر في الموقع المذكور وأنزلوا الركاب منه وعددهم 10، وسلبوا بطاقاتهم الشخصية، وأضرموا النار بالبولمان وأحرقوه بشكل كامل، ليقتحموا بعد ذلك المكتب ويسطوا عليه ويسلبوا من داخله مبلغ 15 ألف ليرة». كما سبق أن قالت «سانا» إن «مجموعات إرهابية مسلحة» قامت يوم أول من أمس باغتيال ضابط برتبة عميد في محافظة إدلب. وبحسب مصدر رسمي، فإن «العميد الركن المجاز غانم إبراهيم الحسن الذي يخدم في أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية بصفة مدرس، تعرض لإطلاق نار من مجموعة إرهابية مسلحة بالقرب من مدينة سراقب بريف إدلب، أثناء قدومه من مكان عمله في حلب إلى دمشق».

ناشطون لـ «الشرق الأوسط»: النظام يرهب الملتزمين بالإضراب ويجبرهم على فتح المحال

تحليق طائرات وقطع الكهرباء والإنترنت لفك الإضراب.. وسكان ريف دمشق يرشحون «شهداء» الثورة لانتخابات المجالس المحلية

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: صهيب أيوب

قال ناشطون سوريون لـ«الشرق الأوسط» أمس إن النظام السوري يمارس حملة تخويف ضد السكان الملتزمين بالإضراب الذي دعت إليه المعارضة، في محاولة لحثهم على فتح محالهم.

وقال ناشط إن حي القابون في دمشق، شهد صباح أمس تجوالا لسيارات «(أوبل) خمرية اللون حاصرت الحي وطوقته برفقة سيارات عمومية في محيط الفرن وعند الساعة السابعة صباحا لوحظ تكثيف الدوريات، خاصة أمام مدارس الذكور لمنع خروج أي مظاهرة طلابية»، مؤكدين أن «الكثير من طلاب الحي استمروا في إضرابهم ولم يذهبوا للمدارس ولم يخرجوا حتى من منازلهم».

وأفاد حامد، أحد أعضاء «اللجان التنسيقية» لـ«الشرق الأوسط» عن «خروج سيارة من قيادة القوات الخاصة يوجد في داخلها ضابط برتبة عالية برفقة سيارة أمنية وشرطي مرور على دراجته يحاولون إجبار السكان عل فتح محالهم، ولكن أهالي الحي ما زالوا ملتزمين بإضراب الكرامة، عدا عدة محال تابعة لشبيحة النظام»، مضيفا: «عند الواحدة ظهرا شوهدت سيارات (بيجو) تابعة للاستخبارات عند محيط مسجد الغفران وترجل منها عناصر مدججون بالسلاح وانتشروا على أرصفة الطريق وهم يحاولون فتح محال السكان وهددوهم بإحراقها». وتابع يقول: «رغم الوجود الأمني بجانب المدارس قمعا لأي مظاهرة، فإن طلاب القابون خرجوا في مظاهرة طلابية، وقرر الأهالي مقاطعة الانتخابات للمجالس المحلية وعدم ترشيح أحد، وفضلوا ترشيح (شهداء) الثورة السورية. واستمر الوجود الأمني في الحي عند صلاتي المغرب والعشاء، وتحديدا بجانب المساجد تحسبا لأي مظاهرة، وعند الساعة العاشرة فور خروج بعض سيارات الأمن من الحي، انطلق أبطال القابون في مظاهرة غاضبة بسبب احتلال الجيش والأمن الأسدي للحي وتأييدا لإضراب الكرامة».

وأكد ناشط من منطقة زملكا في العاصمة دمشق، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أنه «لم يتم افتتاح أي مركز لانتخابات المجالس المحلية في المنطقة، لأن النظام يعرف النتيجة سلفا، وإنما تم تعيين الأعضاء بالتزكية، وما زالت البلدة تخضع لحصار خانق من خلال الحواجز المنتشرة حولها وقطع التيار الكهربائي لفترات طويلة وقطع الاتصالات لليوم الثالث وقطع خدمة الإنترنت منذ أكثر من شهر، ونقص شديد بالغاز ومواد التدفئة». وأضاف: «رغم الحصار وقطع الكهرباء، فإن مظاهرة حاشدة خرجت بعد صلاة العشاء (أمس) من الجامع الكبير وجامع التوبة نصرة لأهالي دوما وحمص وجميع المدن السورية كما حيوا أبطال الجيش الحر».

ورفعوا شعارات منددة بموقف «الجامعة العربية»، حيث جاء في إحدى اللافتات: «الجامعة العربية لا نريد منكم شيء فحاجتنا عند الله.. حسبنا الله ونعم الوكيل»، وحيوا عناصر الجيش المنشقين، حيث جاء في لافتة رفعها الطلاب: «الجيش الحر بعد الله بيحمينا». كما خرجت مظاهرة حاشدة في عين ترما وانضم إليها أحرار بلدة حزة وتوجهوا إلى زملكا وتجمعت الحشود وهتفت للمدن المحاصرة وللجيش الحر.

أما في دوما بريف دمشق، فأكد جمال (اسم مستعار) لـ«الشرق الأوسط» أن «المدينة استيقظت على ما نامت عليه من إطلاق للرصاص وانفجارات وقطع للكهرباء والماء استمرت حتى ساعات الصباح، وانتشر الجيش ووزع حواجزه بكثافة عند المداخل وفي جميع الشوارع والأحياء، كما اعتلى القناصون الأبنية تحضيرا لتشييع قتلى البارحة، حيث عاشت المدينة أوقاتا عصيبة جدا بعد أن اعتدى الأمن على بعض النساء وأطلق النار عليهن وقام باعتقالهن، كما اعتقل عائلات كاملة بنسائها ورجالها، وهو ما جعل المدينة تقوم عن بكرة أبيها ليلا بعد أن أطلقت المساجد صرخات الاستغاثة. أما صباح أمس، فمنع الناس من تشييع زياد طه، وحاصروا المسجد الذي سينطلق منه الناس. كما حوصرت المنطقة وأطلقت أعيرة النار بكثافة على الموجودين، ومع ذلك توافد ما يقرب من خمسين ألف مشيع إلى المنطقة، وشاركوا بالتشييع. أما بالنسبة لإضراب الكرامة، فنستطيع أن نقول إنه بعد أن دفع السكان أربعة قتلى ثمنا له، فإن الإضراب ناجح بشكل كبير والالتزام به جيد جدا، حيث توجد لا مدارس ولا جامعات ولا بيع ولا محال مفتوحة.. الحياة مشلولة بشكل كامل، مما يدفع قوات الأمن لممارسة هذا الجنون وتكسير المحال وسرقتها لإجبارهم على فتحها».

وفي داريا بريف دمشق، قال ناشط، وهو عضو في تنسيقية «داريا»، لـ«الشرق الأوسط» إنه «شوهد صباح أمس تحليق طائرات عمودية فوق سماء داريا على نحو غير مسبوق. وطالت حملة (الرجل البخاخ) (كما يسميها الناشطون) مدارس داريا ومنها ثانوية البنات؛ حيث دخلت قوات الأمن إلى المدرسة لتمسح العبارات المكتوبة على الجدران وعلى الأرض من قبيل: (مدرسة إسقاط النظام)، و(يسقط بشار)، و(ارحل يا جزار). واعتقل محيي الدين العتر أبو سامر البالغ من العمر 36 سنة بسبب عدم فتحه محله الواقع جانب مسجد الحسن والحسين».

استمرار الإضراب والمظاهرات في عدة مدن سورية

ناشطون: الشبيحة يجلبون الناس من الشارع للتصويت

جريدة الشرق الاوسط

استمر الإضراب العام في مناطق عدة من سوريا أمس، لا سيما المناطق المضطربة، مثل حمص وريفها ودرعا وريفها وحماه وريفها وإدلب وريفها ودير الزور وريف دمشق. وقالت مصادر محلية في داريا إن قوات الأمن وضعت إشارة «إكس» حمراء على أبواب المحلات التي شاركت في الإضراب، وشوهدت هذه العلامة على طول شارع الجمعيات وساحة الحرية والأسواق الرئيسية.

وفي حي القابون بدمشق الذي خرجت فيه مظاهرة ظهر أمس تم تسجيل أسماء جميع المحلات التي شاركت في الإضراب. وفي سقبا وحمورية وكفر بطنا، بريف دمشق، قالت مصادر محلية إن الكهرباء والمياه والاتصالات مقطوعة هناك منذ ثلاثة أيام، مع افتقاد لمادتي المازوت والغاز. وأشارت المصادر إلى أن قوات النظام قامت بتفجير مولدات الكهرباء.

وفي حرستا، قال ناشطون إن حملة مداهمات واعتقالات عشوائية شنتها قوات الجيش أو الأمن والشبيحة أمس لا سيما في منطقة الزحلة وأفران طيبة وحي البستان. وفي حي برزة في دمشق أصدر أهالي هناك بيانا اتهموا فيه الشبيحة باختطاف سيدة من الحي، يوم الاثنين، وطالبوا بالإفراج عنها فورا وتوعدوا بالرد ما لم تعُد السيدة إلى أهلها سالمة، ودعوا أهالي دمشق لنصرة برزة.

وفي حوران أعلن في بلدة النعيمة عن مقتل آمنة حسن عبود برصاص قوات الأمن عند حاجز بلدة المسيفرة. وفي مدينة نوى قتل نعيم الراجح أبو أنس ونعيم محمد سعد بنيران قوات الأمن. كما تم تشييع جثمان العسكري عمر عبد الله شرف وقال ناشطون إنه تمت تصفيته يوم الاثنين من قبل قوات النظام بعد رفضه إطلاق النار على إخوانه المتظاهرين السلميين في إدلب. وفي مدينة حلب، خرجت مظاهرتان، الأولى في كلية العلوم، والثانية في كلية الهندسة الميكانيكية. وفي المقابل، رقص مؤيدو النظام السوري في ساحة يوسف العظمة وسط العاصمة دمشق أمام مبنى المحافظة أمس احتفالا بانتخابات المجالس المحلية، وهتفوا في تحد للعقوبات «لا عقوبات ولا حصار خبزة وبصلة مع بشار»، بينما يحرسهم عناصر الأمن والشبيحة. وتعد انتخابات المجالس المحلية في سوريا لهذه الدورة هي الأولى التي يتم الاهتمام بها من قبل الإعلام الرسمي، الذي قدمها على أنها خطوة نحو المستقبل وخصص وقتا طويلا لتغطيتها، وقال إن إقبالا كبيرا كان على الانتخابات، في حين أكد ناشطون أن النظام، ونظرا لعدم الإقبال على هذه الانتخابات، قام بإحضار الموظفين إلى مراكز الاقتراع لتصويرهم وهم يقومون بالتصويت، وأكدوا أن الشبيحة يحتلون مراكز الاقتراع، ويقومون بجلب الناس من الشارع للتصويت.

كما قال ناشطون في مدينة حمص التي تشهد أحداثا دامية، إنهم تأكدوا من تزوير الإقبال على الانتخابات، من خلال إضافة أسماء موجودة لديهم ضمن قاعدة البيانات المتوفرة في مؤسسة الاتصالات، وأمانة سر المحافظة، ومجلس مدينة حمص، ومديرية الخدمات، بحيث يتم الحصول على اسم المواطن وكل التفاصيل المتعلقة ببطاقته الشخصية كاسم الأب والرقم الوطني، وتسجيله في عداد المصوتين.

وقال الناشطون إن بعض الذين سجلوا على أنهم شاركوا في التصويت متوفون. كما كتبت سيدة سورية على صفحتها في موقع «فيس بوك» أنها شاركت بالانتخابات وقالت: «مارست حقي الدستوري لأول مرة، وقمت بشطب كل الأسماء، أي أنني لم أختر أيا منهم، فغالبيتهم رؤساء بلديات سابقون وفاسدون، وقد ذهبت لأن بينهم جيرانا لي وحفظا لواجب الجوار ذهبت إلى التصويت وشطبت الجميع».

ممثلة سورية من الطائفة العلوية.. صوت تحد بين الفنانين ينضم للمظاهرات المناهضة للأسد

فدوى سليمان: لم أسمع في حياتي عن نظام آخر سمح لنفسه باعتقال أطفال وتعذيبهم بتلك الوحشية

جريدة الشرق الاوسط

يتردد الفنانون السوريون بشكل عام، إلا قلة منهم، بإعلان موقف داعم للثورة السورية. وقد برزت فنانة تنتمي للطائفية العلوية، تتحدى النظام السوري وتشارك في المظاهرات بشكل علني من دون خوف، رغم كل المخاطر التي تتهددها وعائلتها. فدوى سليمان، وهي ممثلة مسرحية وتلفزيونية وسينمائية سورية، قررت الانخراط في هموم الشارع والإنسان في بلادها، فتراها تشارك في المظاهرات في الشارع وفي مواكب التشييع ومجالس العزاء، بداية من دمشق ومدن أخرى وصولا إلى حمص أخيرا. وقالت سليمان لوكالة الصحافة الفرنسية، ردا على سؤال حول متى قررت التحرك والانضمام للمظاهرات: «منذ اعتقال الأطفال في درعا وتعذيبهم أصبحت في الشارع أبحث عن الناس علني أجد من يعترض، بل ويصرخ في وجه ذلك النظام الذي لم أسمع في حياتي عن نظام آخر سمح لنفسه باعتقال أطفال وتعذيبهم بتلك الوحشية، حتى التقيت الناس المنتفضة وبدأت مسيرة المظاهرات المدنية والسلمية في قلب العاصمة دمشق».

مشاركة الفنانة في المظاهرات ظهرت في الكثير من أشرطة الفيديو المنشورة على موقع «يوتيوب»، وقد عرضتها الفضائيات مرارا وسرعان ما لفتت إليها الأنظار بقوة. والفنانة خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق وساهمت في الكثير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية وأعمال الأطفال. وحول ما تعرضت له من مضايقات إثر ذلك تقول «تحركت في أحياء دمشق كثيرا، وفي درعا، وبالتأكيد تعرضت للملاحقة الأمنية ولكن كان الهروب سيد المواقف».

وتؤكد الفنانة التي تنتمي إلى الطائفة العلوية «ما جعلني أظهر على الملأ هو إيماني بأنه لا بد أن يكون هناك مثقفون وأناس من كل الطوائف لكشف ادعاء النظام بأن الثورة سلفية أو إسلامية»، مضيفة «وللكشف عن أنها ثورة لكل السوريين الحالمين بزوال الديكتاتورية وحكم الحزب الواحد واسترجاع الحريات والحقوق وبناء الدولة المدنية الديمقراطية».

وتضيف الفنانة، التي تتحدر من مدينة على الساحل السوري، والتي راحت تظهر أخيرا في مظاهرات متنقلة في مدينة حمص، أنها قررت المشاركة «لدرء الفتنة الطائفية التي كان يؤسس لها النظام في حمص ليبدأ الناس بالاقتتال الطائفي ليبرر النظام بقاءه على أساس حماية السلم الأهلي». وتؤكد سليمان «لم أنضم لأي حزب سياسي أو تجمع أو تيار. هكذا يمكنك القول إن عملي بالسياسة مستجد». لكنها تستدرك «يمكنك القول أيضا إن عملي ليس مستجدا لأن مواقفي من خلال عملي بالمسرح لها علاقة مباشرة بالسياسة والفكر والفن والحياة والإنسان».

وتضيف الممثلة «مواقفي من المؤسسات الفنية التابعة للدولة، أو الخاصة منها، لها علاقة بالسياسة، إذ كنت دائما أنتقد سياسة المؤسسات القائمة على الفساد والسرقة والمحسوبية وخضوعها للعقلية والمؤسسة الأمنية سرا وعلنا». وتؤكد «موقفي كان دائما موقف المعارض لكل ذلك، ومن أجل ذلك تعلمون جميعا أنني كنت مغيبة عن العمل بشكل أو بآخر».

وكانت آخر وقفة مسرحية للممثلة السورية فدوى سليمان في دمشق عام 2008، من خلال مونودراما للكاتبة البوسنية ليديا شيرمان هوداك تحمل اسم «صوت ماريا» عن الحرب والاغتصاب والحمل من الأعداء، ومصير ذلك المولود الذي ما هو إلا جزء من جسدها، وهو في الوقت ذاته «رجس» من الأعداء.

براعة سليمان في أداء ذلك الدور كانت لافتة، وفسرت حينها تقول «استخدمت ذاكرتي في استعادة مشاهد مؤلمة، وما أكثرها في هذا الشرق». وأضافت «حاولت أرشفة كثير من المشاهد بصريا، من مشهد محمد الدرة استعرت كيف كان الأب يلوح بيديه ويحرك أصابعه، وكيف حرك رأسه حين مات الولد. استعرت من مشاهد مجزرة قانا الأولى صورة رجل حمل ثلاثة أطفال وكيف راح يتنقل بين الجثث». ولدى سؤالها عن الأثر الذي يتركه وجودها بالمظاهرات على الناس تقول «هناك تأثير متبادل بيني وبين الناس لأنهم لمسوا الحب في روحي ورفض العنف ورفض كل أشكال السياسات القائمة على المصالح».

وتضيف «التفوا حولي والتففت حولهم وصرنا واحدا، يستجيبون لي وأستجيب لألمهم وحاجتهم للسلام ولشخص ينقل صوتهم إلى العالم».

وتختم قائلة «عندما أظهر في المظاهرات يلتفون حولي بكل حب، وأمانيهم لي بالسلامة والحماية تسبق قلوبهم الخائفة على حياتي وسلامتي لأنني أصبحت رمزا لقلوبهم ويهتفون باسمي ويصلون لله ليحميني ويرددون ما أهتف به».

الأمم المتحدة: ارتفاع عدد قتلى الانتفاضة السورية إلى 5 آلاف.. بينهم منشقون

بيلاي في شهادة أمام مجلس الأمن.. والسفير الفرنسي: عجز المجلس عن اتخاذ تدابير للضغط على الأسد مخز

جريدة الشرق الاوسط

أعلنت الأمم المتحدة ارتفاع عدد القتلى المدنيين في سوريا إلى 5 آلاف شخص منذ بدء الانتفاضة في مارس (آذار) الماضي، وقالت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن عدد القتلى يزيد ألفا عن العدد السابق قبل عشرة أيام. وذكرت أن هذا الرقم يشمل مدنيين ومنشقين عن الجيش ومن أعدموا لرفضهم إطلاق النار على المدنيين لكن ليس الجنود أو أفراد قوات الأمن الذين قتلتهم قوات المعارضة.

وتقول الحكومة السورية إن أكثر من 1100 من أفراد الجيش والشرطة وأجهزة الأمن قتلوا. وقالت بيلاي إن ممارسات سوريا من الممكن أن تمثل جرائم ضد الإنسانية وأصدرت دعوة جديدة للمجلس لإحالة الوضع إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت، بعد الجلسة التي تم الترتيب لها رغم معارضة روسيا والصين والبرازيل: «كان أكثر التقارير ترويعا التي حصلنا عليها في مجلس الأمن على مدى العامين المنصرمين». وسيساعد هذا الارتفاع الحاد في عدد القتلى على تعزيز حجة من يطالبون بالتدخل الدولي لوقف إراقة الدماء في سوريا.

وقال مبعوثون غربيون لمجلس الأمن في نيويورك، إن الإفادة التي قدمتها بيلاي أول من أمس «مروعة»، وقالوا إنه من المخزي عدم اتخاذ المجلس الذي تكبله معارضة الصين وروسيا إجراء يذكر ضد سوريا.

وقالت بيلاي، طبقا لنص مكتوب لوقائع الجلسة، بحسب وكالة رويترز: «تظهر أقوال مستقلة ذات مصداقية مدعومة بالأدلة أن هذه الانتهاكات وقعت في إطار هجوم واسع النطاق ومنهجي على المدنيين»..

وقال السفير الفرنسي جيرار أرو «إنه أمر مخز أن المجلس… عجز عن اتخاذ إجراء لممارسة الضغط على السلطات السورية بسبب معارضة بعض الأعضاء وعدم اكتراث آخرين». وقالت بيلاي إن هناك أنباء عن احتجاز نحو 14 ألف شخص إلى جانب 12 ألفا لجأوا إلى دول مجاورة فضلا عن نزوح عشرات الآلاف داخليا، وأشارت إلى «تقارير مقلقة» عن خطوات اتخذت ضد مدينة حمص.

وقال فيتالي تشوركين سفير روسيا إنه يشعر «بانزعاج شديد» من تقرير بيلاي، لكنه قال إن التدخل الخارجي من الممكن أن يؤدي إلى حرب أهلية وسقوط قتلى بأعداد أكبر كثيرا.

وكرر اتهامات بأن دولا غربية دخلت في «طور تغيير النظام»، مضيفا: «المأساة هي أنه في حالة السماح بتدهور الأوضاع واتجاهها صوب المزيد من الاستفزاز وإشعال المزيد من المواجهات فربما يكون هناك مئات الآلاف من القتلى».

وانضمت روسيا إلى الصين في منع جهود غربية لإصدار قرار ضد سوريا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال بشار الجعفري سفير سوريا لدى الأمم المتحدة إن بيلاي لم تكن لتظهر أمام المجلس إلا إذا كانت جزءا من «مؤامرة» كبيرة تحاك ضد سوريا من البداية.

وتصور حكومة الأسد الانتخابات المحلية بأنها جزء من عملية تؤدي إلى انتخابات برلمانية العام المقبل وإصلاح دستوري. لكن منتقدي الرئيس يقولون إن الانتخابات المحلية ربما لا تكون لها أهمية تذكر في بلد تتسم فيه السلطة بالمركزية الشديدة.

ويقول الأسد إنه لا يمكن التعجل في الإصلاحات في سوريا التي يحكمها حزب البعث وهي حليف وثيق لإيران وطرف رئيسي معني بلبنان المجاور وداعم لحركات مناهضة لإسرائيل.

ويرى بعض المعارضين أن العصيان المدني مثل الإضراب مفضل على المواجهة المسلحة مع وجود شبح الحرب الأهلية.

وقالت ريما فليحان، وهي عضو في المجلس الوطني السوري المعارض، الذي يتخذ من باريس مقرا: «للأسف فإن الثمن سيكون سقوط المزيد من القتلى… لكنه أقل تكلفة من انتفاضة مسلحة والنظام يستدرج البلاد إلى سيناريو أشبه بالسيناريو الليبي».

لافروف ينتقد تعاطي الغرب مع الملف السوري ويدعو الجامعة العربية لتجنب توجيه الإنذارات

قمة أوروبية – روسية في بروكسل غدا تناقش الملف السوري

جريدة الشرق الاوسط

موسكو – لندن: «الشرق الأوسط» بروكسل: عبد الله مصطفى

انتقدت روسيا، أمس، تعاطي الدول الغربية مع الملف السوري، وأكدت أنها تدعو النظام السوري يوميا للتجاوب مع مبادرة الجامعة العربية، إلا أنها دعت العرب لعدم تحويل المبادرة إلى إنذار. ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهام الغرب لبلاده بعرقلة قرار في مجلس الأمن يدين النظام السوري، بأنه «لا أخلاقي»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، معتبرا أن الغربيين يرفضون الضغط على «المتطرفين» السوريين. وقال لافروف في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي «إن أولئك الذين يرفضون ممارسة الضغط على الجانب المتطرف والمسلح في المعارضة (في سوريا) هم أنفسهم الذين يتهموننا بعرقلة عمل مجلس الأمن الدولي. أعتبر أن هذا الموقف لا أخلاقي».

وكرر لافروف الموقف الروسي بشأن الملف السوري، لافتا إلى أن على مجلس الأمن ألا ينتقد فقط نظام بشار الأسد. وأضاف «إن شركاءنا (…) لا يريدون إدانة أعمال العنف التي تقوم بها المجموعات المسلحة المتطرفة ضد السلطات الشرعية في سوريا». ورأى الوزير الروسي أن هدف هؤلاء المعارضين هو «التسبب بكارثة إنسانية دفعا لتدخل أجنبي في النزاع». واعتبر أيضا قرار الولايات المتحدة ودول أوروبية فرض عقوبات على دمشق «سيئا»؛ لأن «عواقبه سلبية على الشعب».

وتعتبر فرنسا أن مجلس الأمن «يتحمل مسؤولية معنوية عما يحصل اليوم في سوريا»، وأن «صمته فضيحة». أما ألمانيا فترى من جهتها أنه «من الضروري على دول مجلس الأمن المترددة حتى الآن أن تغير موقفها».

واتهم لافروف قادة المعارضة السورية بتعريض حياة أنصارهم للخطر من أجل تحريض القوات الحكومية على إبداء رد عنيف من أجل الدفع بالتدخل الأجنبي ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن لافروف القول «أعتقد بما لا يدع مجالا للشك أن هدفهم (المعارضة السورية) هو التحريض على كارثة بشرية لإيجاد أسباب لطلب التدخل الأجنبي».

وأشار لافروف إلى أن الهجمات التي تشنها العناصر المسلحة من المعارضة السورية على نقاط تفتيش الشرطة والمباني الحكومية، تأتي في إطار حملة من نشر العنف المقصود، مضيفا أنه يقوضون مزاعم المعارضة بأنهم يريدون الديمقراطية والسلام.

والتقى لافروف في موسكو أمس نظيره الجزائري مراد مدلسي، وقال في مؤتمر صحافي مشترك معه، إن الوضع في مدينة حمص يجذب «اهتماما خاصا»، بحسب موقع «روسيا اليوم». وأضاف أن المجموعات المسلحة تخرج إلى الشوارع ليلا من أجل قصف نقاط تابعة للجيش ومبان إدارية ومستشفيات ومنشآت أخرى في البنية الاجتماعية للمدينة. وتابع قائلا «لا شك في أن هدفهم يكمن في إثارة كارثة إنسانية كي تكون لهم ذريعة للمطالبة بالتدخل الخارجي».

وذكر لافروف أن موسكو تدعو القيادة السورية يوميا إلى التوقيع على البروتوكول الذي اقترحته الجامعة العربية لإرسال بعثة مراقبيها إلى سوريا، مضيفا أنه إذا كانت دمشق مهتمة بهذا الأمر، فإن روسيا وشركاءها في مجموعة البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) قد يرسلون مراقبيهم إلى سوريا لينضموا للبعثة العربية.

وشدد لافروف على ضرورة تجاوز الأزمة في سوريا في إطار جهود جامعة الدول العربية ودون توجيه إنذارات. وقال إنه ونظيره الجزائري أكدا خلال مباحثاتهما في موسكو على تطابق وجهتي نظر البلدين إزاء الوضع في سوريا. وقال: «نحن نتمسك بمواقفنا التي تكمن في ضرورة احترام سيادة القانون في الشؤون الدولية واحترام حق الشعوب في تحديد مصيرها دون تدخل خارجي». وحول مباحثاته مع مدلسي قال لافروف: «إننا بحثنا مبادرة الجامعة العربية وإننا نؤيدها. ونحن واثقون من أنه لا يجوز تحويلها إلى إنذار. إن مواقف روسيا والجزائر تتطابق في هذا الموضوع».

وسيحضر الملف السوري بقوة في المحادثات بين الأوروبية – الروسية خلال القمة المقرر عقدها غدا في بروكسل. ويحاول الأوروبيون إقناع موسكو بالانضمام إليهم في اتخاذ موقف أقوى من النظام السوري. وقالت مايا كوسيانتيش، المتحدثة باسم كاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أن الاتصالات بين بروكسل وموسكو خلال الأيام القليلة الماضية، للتحضير للقمة الأوروبية الروسية المقررة الخميس في بروكسل، تركزت حول العمل على أن تشمل أجندة القمة كافة المواضيع «ذات الاهتمام المشترك». وأشارت المتحدثة بشكل غير مباشر إلى وجود نقاط خلافية ستكون على بساط البحث خلال القمة، وقالت: «نعمل على دفع النقاش مع الروس حتى بخصوص المواضيع محل الخلاف فيما بيننا».

ومن وجهة نظر مصادر أوروبية في بروكسل وكثير من المراقبين، يعتبر التعامل مع ملف إيران النووي والأوضاع في سوريا، والحريات وحقوق الإنسان في روسيا، وخصوصا التطورات التي صاحبت الانتخابات الأخيرة في البلاد، أبرز النقاط الشائكة على طاولة التفاوض، بالإضافة إلى التطرق إلى تعاون الطرفين في حل قضية الشرق الأوسط عبر عضويتهما في اللجنة الرباعية الدولية.

وفيما يتعلق بالملف السوري قالت مصادر المجلس الوزاري الأوروبي إن التعارض بين موسكو وبروكسل في التعامل مع هذا الملف، ظهر واضحا في الموقف الروسي الصيني المشترك واستخدام الفيتو مؤخرا في مجلس الأمن الدولي وإسقاط مشروع قرار إدانة سوريا. وأشارت تلك المصادر إلى تصريحات سابقة، أعلنت فيها أشتون أن الاتحاد الأوروبي، سيحاول إقناع موسكو بتقديم موافقتها على إعادة الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي. وقالت أشتون إنه «يجب إرسال إشارة واضحة بأننا معا نعمل من أجل مصالح الشعب السوري. وسأبلغ الروس بأن الوقت لإعادة هذا الملف إلى مجلس الأمن الدولي قد حان في سياق القرار الأخير للجامعة العربية (بتعليق عضوية سوريا)».

ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لملف إيران من وجهة نظر المراقبين، إذ أكدت الدول الغربية إصرارها على اعتماد إجراءات اقتصادية عقابية جديدة، في حال عدم التزام إيران بما جاء في تقرير الوكالة الدولية للطاقة، وحاولت تفسيره بأنه يمثل موقفا دوليا ضاغطا على طهران.

المتحدثة باسم المجلس الوطني: الجامعة العربية ترفض أي تعديلات سورية على البروتوكول

قضماني طالبت مجلس الأمن بالبحث في آليات مختلفة لحماية المدنيين

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: صلاح جمعة

طرحت بسمة قضماني الناطقة الرسمية باسم المجلس الوطني السوري المعارض، على المسؤولين بالجامعة العربية مبادرة جديدة وطرحا سياسيا لانتقال السلطة في سوريا، ترتكز على ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل حكومة ائتلاف وطني.

وقالت قضماني في تصريحات لها عقب اجتماعها أمس مع عدد من المسؤولين في الجامعة العربية ردا على سؤال بشأن تصور المجلس الوطني السوري للاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية، «إن الجامعة لم تقبل بأي تعديلات من النظام السوري وبالتالي الأمر أمام الجامعة في أن تنظر في وسائل تأمين الحماية للمدنيين السوريين»، مشيرة إلى أن الجامعة جادة في البحث عن إمكانية حماية المدنيين وتستشير الخبراء والجهات المختلفة التي لديها تجربة في هذا المجال وتبحث عن آلية لضمان حماية المدنيين لأنه حتى الآن النظام السوري لم يتعاون أبدا لا في توقيع البروتوكول الذي يفتح الباب لنشر مراقبين ولا في وقف العنف بنفسه لكي يكون هناك بحث في إمكانية خطوات تالية بعد ذلك.

وكشفت قضماني عن وجود تصور وطرح سياسي لانتقال السلطة السلمي، حيث قالت «المعارضة السورية متفقة تماما بكل الفئات التي تحدثنا معها وعلى رأسها المجلس الوطني وهناك جهات أخرى حول ضرورة وضع خارطة طريق للانتقال السلمي للسلطة بتنحي الرئيس بشار الأسد».

وردا على سؤال حول الرسائل المتبادلة بين الأمين العام ووزير الخارجية السوري وليد المعلم بشأن التعديلات والتساؤلات في حين يوجد هناك المزيد من القتلى للمدنيين، قالت قضماني: «الجامعة تؤكد تماما أن البروتوكول ليس موضع بحث ولا نقاش ولا تعديل وبالتالي إما أن يأخذ النظام السوري قرارا في التوقيع أو أن هذا البروتوكول لن يطبق».

وقالت قضماني: «الجامعة أمام هذا القرار الصعب وإذا لم تكن هناك مذكرة لنشر المراقبين فعليها أن تبحث في سبل أخرى مختلفة لحماية المدنيين وهذا هو التحدي الكبير». وتطرح الجزائر تعديلات بشأن التوقيع على البروتوكول، وهو ما ردت عليه قائلة: «نحن نرفض أي تعديلات ونرى أنه من غير المقبول تماما أن يكون هناك أي تعديلات، وكذلك الجامعة تؤكد لنا أنها ليست في وارد تعديل هذا البروتوكول».

وعن اجتماع مجلس الأمن أول من أمس (الاثنين) بشأن مناقشة تقرير حقوق الإنسان، قالت قضماني: «بحث مجلس الأمن هذا المأزق وبشأن عدم تعاون النظام السوري البتة، إضافة إلى ذلك زيادة القمع في الأيام الأخيرة التي كانت أكثر دموية من الأيام السابقة، وكذلك ناقش الحصار على مدينة حمص والخوف عليها، وكل الجهات الدولية تنذر بكارثة وشيكة ومجلس الأمن كان له تصريحات قوية جدا من بعض الدول الأعضاء التي حملت المجتمع الدولي مسؤولية ما يحدث في حمص بالتحديد وبشكل عام في سوريا من قتل وقمع وانتهاكات لحقوق الإنسان».

لكن قضماني أوضحت أن مجلس الأمن حاليا معطل بسبب الممانعة الروسية بشكل أساسي وبالتالي لا يمكن ترجمة الإجماع الدولي على مساندة الشعب السوري في ثورته ومقاومة هذا النظام، داخل مجلس الأمن بسبب التعطيل الروسي، وهو ما علقت عليه قائلة «على مجلس الأمن ودوله الأعضاء أن تبحث في آليات مختلفة لحماية المدنيين.. عليهم أن يجدوا وسيلة جديدة وأن يبتدعوا وسائل جديدة لحماية المدنيين في سوريا».

دبلوماسي أميركي لـ «الشرق الأوسط» : ميقاتي نجح في عدة اختبارات وتنتظره أخرى.. والأسد غير عقلاني

الولايات المتحدة تتخوف من عدائية حزب الله حيال سفارتها في بيروت

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ثائر عباس

لمح مصدر دبلوماسي أميركي رفيع المستوى إلى أن واشنطن لا تعارض بقاء الحكومة اللبنانية الحالية برئاسة نجيب ميقاتي الذي «نجح في الكثير من الاختبارات»، مشيرا إلى أن بلاده تشجع سلوك «الوسطيين» في لبنان، موضحا لـ«الشرق الأوسط» وجود 4 ثوابت أميركية في التعاطي مع الشأن اللبناني، أهمها «تحييد لبنان عن تداعيات الأزمة السورية وإبقاء الحكومة بعيدة عن سيطرة حزب الله».

وإذ نفى المصدر ما تردده وسائل إعلام حزب الله عن نشاط الاستخبارات الأميركية عبر سفارة واشنطن لدى لبنان، أكد أن الولايات المتحدة «حذرة جدا أمنيا» دون أن يسقط احتمال أن يكون هذا التصعيد الإعلامي مقدمة لعمل أمني ضد السفارة.

وقال المصدر: «نحن أخذنا في البداية مسافة من الرئيس ميقاتي بسبب ظروف تكليفه، لكن ميقاتي وحلفاءه داخل الحكومة نجحوا في تحييد لبنان عن الوضع في سوريا حتى الآن، كما نجحوا في تمرير استحقاق تمويل المحكمة الدولية. وعلى الرغم من «خطأ» وقعوا فيه عبر التصويت في الجامعة العربية ضد القرار بحق سوريا في بادئ الأمر، لكنهم تجاوزوا هذا الخطأ لاحقا»، مشيرا إلى أن هذا أعطى انطباعا بأن «حزب الله لا يسيطر بالضرورة على الحكومة اللبنانية، مما مكن الولايات المتحدة من متابعة تعاونها مع المؤسسات اللبنانية في مجالات خاصة بالشؤون الاجتماعية وفي مجالات التعاون العسكري مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى.

وإذ اعترف المصدر بأن ميقاتي «نجح في الكثير من الامتحانات»، أكد أن «ثمة امتحانات أخرى مهمة وكثيرة تنتظره في المستقبل». ورأى أن الثلاثي «الوسطي» المؤلف من (رئيس الجمهورية العماد ميشال) سليمان و(النائب وليد) جنبلاط وميقاتي نجح إلى حد كبير في ضبط المسار الحكومي.

وإذ لاحظ المصدر مؤشرات إيجابية أميركية حيال ميقاتي الذي سلمه نائب وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان رسالة من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون هي الأولى منذ تسلمه منصبه في رئاسة الحكومة اللبنانية. أوضح أن فيلتمان ركز خلال لقاءاته اللبنانية على أهمية «حماية استقرار لبنان في ضوء الوضع السوري الذي لا يمكن التنبؤ بمساراته ونتائجه المستقبلية، بالإضافة إلى أهمية حفاظ النظام المصرفي اللبناني على سلوكه الحالي «الإيجابي جدا» وتطبيق العقوبات الحالية والمستقبلية في حق النظام السوري، بالإضافة إلى مراقبة عملية انتقال الأموال بين البلدين والتأكد من مطابقتها القواعد المعتمدة في هذا المجال وعدم وجود أموال لشخصيات مشمولة بالعقوبات.

كما شدد فيلتمان على ضرورة أن يفي لبنان بالتزاماته الدولية في تقديم الحماية والمأوى للاجئين السوريين الهاربين إليه، حتى الجنود الذين رموا السلاح ورفضوا إطلاق النار على المتظاهرين وعدم تسليم هؤلاء إلى السلطات السورية.

وأكد المصدر أن فيلتمان «لم يأتِ بوصفة أو بسيناريو حول الوضع الحكومي»، موضحا: «هو (فيلتمان) لم يقُل ما إذا كانت هذه الحكومة يجب أن تبقى أو أن تذهب، لكننا مهتمون جدا بالاستقرار اللبناني وبتحييد لبنان نفسه عن الأزمة السورية، وإذا كان هذا يعني بقاء الوضع القائم». وقال المصدر: «ما دام الوسطيون يستطيعون المحافظة على الاستقرار فمن المفيد أن يعملوا معا، والولايات المتحدة مع أي شيء يدعم الاستقرار اللبناني». وأشار المصدر إلى أن رئيس الحكومة اللبنانية أبدى بوضوح حرصه على «تحصين» لبنان في ضوء الأزمة السورية، وهذا هو التصرف العاقل والإيجابي.

ونفى المصدر أن يكون اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري «عاصفا». وقال: «كان هناك اختلاف في وجهات النظر مع بري، فهو لن يقول إن النظام في سوريا ذاهب إلى السقوط أو يجب أن يسقط، لكنه كان لقاء مفيدا جدا».

عنوان آخر مهم ركز عليه فيلتمان في لقاءاته اللبنانية، هو المخاوف المسيحية بشأن وجود الأقليات في المنطقة في ضوء المتغيرات في سوريا. وأشار إلى أن الولايات المتحدة – بخلاف فرنسا – لا تنظر إلى هذا الموضوع من منطلق ديني، لكنها تشدد على ضرورة حماية الأقليات في المنطقة. وقال إن فيلتمان أجرى «عملية تقييم معمقة لوضع المسيحيين في سوريا»، ملاحظا أن المسيحيين «يراجعون الآن مواقفهم التي كانت أكثر تشددا في البداية لجهة الخوف من سقوط النظام. وكشف المصدر عن أن فيلتمان اجتمع مع أكاديميين مسيحيين بحث معهم هذا الملف «ولم تكن النظرة سلبية كما كانت منذ أشهر»، مشيرا إلى أن فيلتمان قال لـ«الخائفين» من سقوط النظام في سوريا: «خلال الاحتلال السوري للبنان لم يكن بشار الأسد مثاليا في الحرص على المسيحيين». وشدد المصدر على أهمية إيجاد حل لموضوع الأقليات في خضم «الربيع العربي» القائم، مؤكدا أن هذا ما تعمل من أجله الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى.

وعن إمكانية تصدير النظام السوري الأزمة إلى لبنان، مما قد يؤدي إلى اهتزازات أمنية وسياسية، قال الدبلوماسي الأميركي: «إن المخاوف موجودة دائما مع هذا النظام، فـ(الرئيس السوري بشار) الأسد لا يتخذ دائما قرارات عقلانية، وما جرى من ملابسات في المقابلة التلفزيونية الأخيرة خير دليل على ذلك. قد يقومون بأي شيء ولهذا من المفيد الحرص على تحييد لبنان».

وإذ رفض المصدر الخوض في الخلفيات التي دفعت حزب الله إلى القبول بتمويل المحكمة، قال: «ربما هو (حزب الله) لا يريد سقوط الحكومة وكذلك سوريا»، مشيرا إلى وجود انطباع بأن النائب جنبلاط «يعيد حساباته في هذا الشأن».

وخلص المصدر إلى 4 اهتمامات تستحوذ على الحركة الأميركية في لبنان، أولها: موضوع المصارف، وثانيها: المواضيع الأمنية وأهمية الحفاظ على تحييد لبنان، قائلا إن الولايات المتحدة لا تطلب من الجيش اللبناني الصدام مع الجيش السوري، لكن على الأقل الحفاظ على الحدود. أما ثالث الاهتمامات فهو تهدئة التوتر السني – الشيعي، ورابعها إبقاء الحكومة بعيدا عن سيطرة حزب الله.

ورأى المصدر أن التقديمات اللبنانية للاجئين السوريين – بطريقة أو بأخرى – كافية حتى الآن، لكن وضع اللاجئين قد يصبح أكثر تعقيدا إذا حصل تدفق كبير للاجئين إلى لبنان، وهو ما قد يدفع المجتمع الدولي إلى التدخل.

ونفى المصدر الأميركي ما يقال عن تورط للاستخبارات الأميركية في الشأن اللبناني والتجسس على حزب الله، كما أفادت وسائل إعلام تابعة للحزب، مشيرا إلى أن حزب الله هو «منظمة بدأت حياتها عبر هجوم استهدف السفارة الأميركية في بيروت عام 1983»، مؤكدا أن هذا الكلام هو للتغطية على قلق الحزب في ما يخص الملف السوري ومحاولة لتحويل الأنظار عن الأزمة القائمة في هذا الصدد.

وإذ أبدى المصدر تخوفه من أن يكون تسليط الضوء على السفارة الأميركية في بيروت مقدمة لعمل أمني ما ضدها، قال: «نحن حذرون جدا أمنيا، وهم لديهم عدائية كبيرة تجاهنا وندرك ذلك تماما، خصوصا في ضوء عملية إطلاق الصواريخ في اتجاه إسرائيل والتفجير الذي استهدف القوة الدولية في جنوب لبنان، ولهذا نحن نراقب الوضع بانتباه شديد».

من جهتها، رفضت الناطقة باسم وكالة الاستخبارات الأميركية، جنيفر يونغبلود التعليق على ما وصفته بـ«المزاعم الكاذبة» من قبل حزب الله الذي كشف عن أسماء ضباط الوكالة الذين يعملون في لبنان.

وقالت يونغبلود إن الـ«(سي آي إيه) لا تتعامل مع مزاعم كاذبة من مجموعات إرهابية. وأظن أنه من الجدير تذكر أن حزب الله هو منظمة إرهابية خطيرة، و(قناة) «المنار» هي جناحها الدعائي. هذه الحقيقة وحدها ينبغي أن تلقي ببعض الشكوك حول مصداقية مزاعم المجموعة».

ورفضت يونغبلود التعليق عما إن كان التقرير الذي بثه تلفزيون «المنار» صحيحا أو إن كان للوكالة ضباط يعملون في لبنان سيتم سحبهم من البلاد.

وكان النائب من حزب الله، نواف الموسوي أعلن أن «هناك طبيبا وصحافيا وباحثا تم تجنيدهم لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية»، داعيا من تعاملوا مع الأجهزة الأميركية إلى أن «يبادروا إلى تسليم أنفسهم إما إلى الأجهزة اللبنانية أو إلى جهاز المقاومة». وقال: «بمجرد أنهم أصبحوا في دائرة الضوء يعني أننا وصلنا إلى ما نريده، أما الملاحقة القانونية فهي أمر آخر»، واعتبر الموسوي «أن محطة الـ(سي آي أي) في لبنان هي من أهم المحطات لإسرائيل..».

المدونة السورية رزان الغزاوي تنكر التهم الموجهة إليها وتؤكد أن نشاطها «يكفله الدستور السوري»

النيابة العامة اتهمتها وصحافيين وناشطين آخرين بـ«إنشاء تنسيقية أحياء دمشق»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

أنكرت الناشطة والمدونة السورية رزان الغزاوي جميع التهم الموجهة إليها من قبل النيابة العامة السورية، لدى استجوابها أول من أمس أمام قاضي التحقيق السابع في دمشق، بالنيابة عن قاضي التحقيق الثالث، مشددة على أن «نشاطها العام منحصر في العمل لدى «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير»، إضافة إلى «التعبير عن رأيها كمواطنة سورية بالكتابة من خلال مدونتها الشخصية (رزانيات) وفق ما يكفله الدستور السوري».

كانت النيابة العامة قد قررت ضم ملفها إلى إضبارة الدعوى المقامة ضد كل من الصحافيين، والمدونين والناشطين: هنادي زحلوط، وعاصم حمشو، وملك الشنواني، وعمر الأسعد، وشادي أبو الفخر، ورودي عثمان، وسرور علي شيخ موس، وجوان أيو، بتهمة «إنشاء تنسيقية أحياء دمشق».

ووجهت النيابة العامة تهمها بناء على مجموعة من المواد القانونية التي تجرم كلا من: «الانتساب إلى جمعية بقصد تغيير كيان الدولة الاقتصادي أو الاجتماعي أو أوضاع المجتمع الأساسية»، و«من قام في سوريا في زمن الحرب أو عند توقع نشوبها بدعوة ترمي إلى إضعاف الشعور القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية»، و«من نقل في سوريا في الأحوال عينها أنباء يعرف أنها كاذبة أو مبالغ فيها من شأنها أن توهن نفسية الأمة»، فضلا عن تجريم «من كان في اجتماع ليس له طابع الاجتماع الخاص، سواء من حيث غايته أو غرضه أو عدد المدعوين إليه أو الذين يتألف منهم أو من مكان انعقاده أو كان في مكان عام أو بمحل مباح للجمهور أو معرض لأنظاره فجهر بصياح أو أناشيد الشغب أو أبرز شارة من الشارات في حالات يضطرب معها الأمن العام أو أقدم على أي مظاهرة شغب أخرى».

وجدد «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير» تأكيد مطالبته «بإطلاق سراح رزان فورا دون قيد أو شرط ووقف محاكمتها وإلغاء جميع التهم المنسوبة إليها التي لا تمت إلى الواقع بأي صلة»، داعيا لأن «تكون أجهزة الدولة السورية هي الحامي والضامن لحق المواطنين في التعبير عن رأيهم وليس أداة قمعه».

وبينما أنكرت رزان «أي صلة لها بالدعوى المرفوعة أمام القضاء»، قرر قاضي التحقيق إصدار مذكرة بتوقيفها وتحويلها إلى سجن عدرا للنساء في دمشق على ذمة الدعوى. وكان قد حضر الاستجواب معها كل من المحاميين خليل معتوق وميشيل شماس ممثلين لهيئة الدفاع. وأكد معتوق أن رزان «لم ترتكب أي جرم يعاقب عليه القانون السوري وكل ما قامت به هو وفق حقها المنصوص عليه بالدستور السوري والاتفاقيات والمعاهدات التي صادقت عليها الحكومة السورية»، معتبرا أن «قرار توقيفها مخالف للقانون والأصول». وقال: «على فرض أنها قامت بأي فعل من الأفعال التي نسبت إليها فإنه يفترض أن يفرج عنها وأن تحاكم طليقة»، معتبرا أنه قد «آن الأوان للكف عن مضايقة المدونين والناشطين في سوريا».

يأتي البدء بمحاكمة الغزاوي بعد توقيفها من قبل شرطة الهجرة والجوازات في الرابع من الشهر الحالي على الحدود السورية – الأردنية، أثناء توجهها للمشاركة في ملتقى «المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي». وتم إيداعها لدى توقيفها في سجن غريب في درعا، ثم نقلت في السابع من الشهر الحالي إلى سجن عدرا للنساء في دمشق، وأحيلت في اليوم عينه إلى فرع الأمن السياسي في دمشق للتحقيق معها، لتحال بعد ذلك للقضاء يوم السبت الفائت.

موسكو تنصح دمشق بتوقيع البروتوكول العربي وضغط أميركي ـ أوروبي على مجلس الأمن

قوات الأسد تقتل العشرات معظمهم في إدلب

على الرغم من تأكيد روسيا أمس أن “نصيحتنا التي وجهناها لدمشق ونؤكد عليها يومياً هي توقيع البروتوكول (العربي) وقبول المراقبين في أسرع وقت ممكن”، حسبما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في رد على ضغوط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لا تزال حملات القتل التي تمارسها قوات النظام السوري مستمرة مع سقوط 41 شخصاً على الأقل برصاص القوات الأمنية والعسكرية التابعة للنظام السوري أكثرهم في إدلب.

وتوازياً مع تزايد الانشقاقات في صفوف الجيش حيث وردت أنباء عن انضمام نحو ألف جندي إلى الجيش السوري الحر في شمال البلاد، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن “سبعة من عناصر الأمن قتلوا اثر هجوم نفذه منشقون عن الجيش استهدف موكباً امنياً على طريق ادلب باب الهوى”.

وأوضح المرصد الذي يتخذ بريطانيا مقراً له، ان الهجوم جاء “رداً على سقوط 11 شهيداً اثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن والشبيحة فجر الثلاثاء (أمس) في قريتي معرة مصرين وكفريحمول” في محافظة ادلب، حيث قتل ثمانية مدنيين برصاص قوات الامن التي اطلقت النار من حاجز على مشاركين في جنازة، كما اصيب 19 آخرون بجروح، كما افاد المرصد العثور على “جثمان مواطن مقتول وعلى جسده اثار تعذيب بين قريتي الفطيرة وكفرموس” في المحافظة عينها.

وأعلن المرصد ايضاً ان اربعة مدنيين قتلوا أمس في حمص في حين سلمت جثتا معتقلين ألقي القبض عليهما قبل ايام في كل من حولا قرب حمص وكفرنبوده قرب حماه. وفي بيان اخر افاد المرصد ان قوات الامن السورية اقتحمت بلدة ناحته شرق درعا، مشيرا الى “سماع اصوات اطلاق نار من رشاشات ثقيلة”.

ومثلت المدونة السورية المعارضة رزان غزاوي أمس امام قاضي التحقيق في دمشق ووجهت اليها تهمة المشاركة في “انشاء تنسيقية احياء دمشق”، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المركز السوري للاعلام وحرية التعبير.

وجاء في البيان ان قاضي التحقيق قرر ضم ملف غزاوي “الى اضبارة الدعوى المقامة ضد كل من الصحافيين المدونين والنشطاء هنادي زحلوط، وعاصم حمشو، وملك الشنواني، وعمر الأسعد، وشادي أبو الفخر، ورودي عثمان، وسرور علي شيخ موس، وجوان ايو، بتهمة انشاء تنسيقية أحياء دمشق وتشميلها بالتهم المنسوبة اليهم”.

وتتضمن هذه التهم “القيام بدعوات ترمي إلى إضعاف الشعور القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية” و”نقل أنباء يعرف أنها كاذبة أو مبالغ فيها من شأنها أن توهن نفسية الأمة” و”من كان في مكان عام أو بمحل مباح للجمهور أو معرض لأنظاره فجهر بصياح أو أناشيد الشغب أو أبرز شارة من الشارات في حالات يضطرب معها الأمن العام أو أقدم على أي تظاهرة شغب أخرى”.

ديبلوماسياً حضت الولايات المتحدة روسيا أمس على الانضمام الى التحرك القائم لوضع حد لصمت مجلس الامن “غير المعقول” ازاء قمع النظام السوري للحركة الاحتجاجية المناهضة له.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند “بصراحة نعتقد انه حان الوقت بالفعل كي يرفع مجلس الأمن صوته”، مندّدة بالصمت “غير المعقول” لمجلس الأمن إزاء تجاوزات النظام السوري، وأضافت “نجدد دعوة جميع شركائنا داخل مجلس الامن لاتخاذ اجراءات والتحدث باسم الابرياء في سوريا(..) وهذه الدعوة تشمل روسيا”.

كما اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون أمس كذلك ان الاتحاد سيحاول اقناع روسيا بالمشاركة في العقوبات على النظام السوري خلال القمة مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الخميس والجمعة في بروكسل.

وقالت اشتون خلال مناقشة في البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ “آمل ان يتحرك مجلس الامن. على جميع اعضائه ان يتحملوا مسؤولياتهم لأن الوضع ملح للغاية”.

وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس على الحاجة إلى معالجة الأزمة السورية من خلال المبادرات العربية ومن دون أي إنذار للقيادة السورية.

ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن لافروف قوله للصحافيين عقب اجتماعه بنظيره الجزائري مراد مدلسي في موسكو إن “وجهات نظر روسيا والجزائر تتفق حيال الوضع في سوريا وحيال ضرورة معالجة الأزمة الداخلية الحادة في هذا البلد على أساس مقترحات جامعة الدول العربية ومن دون إنذارات”.

وجدد نصيحة موسكو لدمشق بتوقيع بروتوكول بعثة المراقبين واستقبالهم في أسرع وقت، مجدداً التأكيد على استعداد روسيا لإيفاد مراقبيها إلى سوريا.

وأكد بأن روسيا لا تزال تعارض فرض عقوبات على سوريا، مشيراً إلى أن “التاريخ للأسف أظهر أن العقوبات لا تحقق النتائج المرجوة مع استثناءات نادرة جدا، ونحن غير مستعدين للجوء إلى استعمالها إلا كملاذ أخير”.

وقال لافروف “نصيحتنا التي وجهناها لدمشق والتي نؤكد عليها يومياً هي توقيع هذا البروتوكول وقبول المراقبين في أقرب وقت ممكن.”

ونقل المجلس الوطني السوري عن مسؤولين في الامانة العامة لجامعة الدول العربية أمس ان البروتوكول الخاص ببعثة مراقبي الجامعة “لن يكون موضع بحث او نقاش او تعديل، وعلى النظام السوري اما ان يأخذ قراراً بالتوقيع عليه او انه لن يطبق”.

الناطقة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني قالت عقب اجتماعها بعدد من المسؤولين في الجامعة انه “ليس هناك أي بحث في تعديل هذا البروتوكول وهذا ما تأكد لنا من حديثنا مع مسؤولي الجامعة العربية والأمين العام نبيل العربي”.

ورداً على سؤال حول التعديلات التي تطرحها الجزائر بشأن التوقيع على البروتوكول قالت قضماني “هناك عدد من الدول تطرح تعديلات وهذا غير وارد بالنسبة للجامعة كما تأكد لنا من محادثاتنا ونحن نرفض اي تعديلات ونرى أن من غير المقبول تماما أن يكون هناك أي تعديلات وكذلك الجامعة تؤكد لنا أنه ليس من الوارد تعديل هذا البروتوكول”.

وأوضحت انها قدمت للجامعة مبادرة جديدة بشأن التعاطي مع الأزمة السورية في ظل استمرار رفض النظام السوري التوقيع على البروتوكول وأن المبادرة تتضمن خارطة طريق للانتقال السلمي للسلطة وتنحي الرئيس بشار الاسد.

وتعقد اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالملف السوري السبت اجتماعا في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية للرد على الاقتراح السوري بالموافقة على ارسال مراقبين الى سوريا، مقابل رفع العقوبات العربية المفروضة على هذا البلد، بحسب ما اعلن ديبلوماسي عربي.

وقال مدير إدارة شؤون مجلس الجامعة العربية محمد زايدي مستشار الأمين العام نبيل العربي، “أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية ستعقد اجتماعاً وزارياً لها صباح السبت المقبل هنا في الجامعة لتدارس الخطوات الواجب اتخاذها للتعامل مع مستجدات الازمة السورية”.

وأضاف زايدي “أن اللجنة سترفع مشروع قرار يتضمن عدداً من الخطوات التي سيتم تبنيها من مجلس الجامعة العربية للتعامل مع الوضع في سوريا، في ضوء استمرار الازمة وعدم التوقيع على البرتوكول وعدم تنفيذ دمشق للمبادرة العربية في هذا الصدد”.

وأعلن وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام والاتصال راكان المجالي في تصريحات صحافية ان بلاده ترفض بشدة اي تدخل عسكري اجنبي في سوريا.

وقال المجالي وهو ايضا المتحدث الرسمي باسم الحكومة لصحيفة “الغد” اليومية المستقلة ان “الموقف الاردني ثابت حيال هذا الموضوع”، مشيراً الى ان “الاردن يرفض أي تدخل أجنبي عسكري في الشأن السوري”.

وفي بغداد، اعتبر مصدر امني عراقي بارز في “جهاز مكافحة الارهاب” أمس ان وصول “متشددين وسلفيين” الى الحكم في سوريا يشكل “خطرا” على العراق ودول المنطقة. وقال اللواء فاضل برواري القائد العسكري لقوات مكافحة الارهاب في مقابلة ان “وصول المتشددين والسلفيين الى الحكم في سوريا سيشكل خطراً كبيراً على العراق وجميع دول المنطقة”.

كما اكد علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، ان السلطات العراقية دعت المعارضة السورية لزيارة بغداد بهدف القيام بوساطة بينها وبين النظام السوري، موضحا ان المعارضة ردت ايجاباً على هذا المقترح.

وقال الموسوي “لقد دعونا المعارضة السورية الى زيارة العراق(…) وقد رحبت بهذه المبادرة من جانب المالكي”.

وكانت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي اعلنت الاثنين ان عدد القتلى في سوريا تجاوز خمسة الاف، معربة عن الاسف امام مجلس الامن لعدم تحرك المجتمع الدولي. وجددت بيلاي مطالبة مجلس الأمن الدولي بتحويل النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية.

ورداً على اتهام النظام لتركيا بتسهيل دخول مقاتلين معارضين من اراضيها الى سوريا، قال ديبلوماسي تركي أمس “ان تركيا لا تسمح مطلقاً بأي هجوم على بلدان اخرى او مجاورة انطلاقاً من اراضيها”.

وفي طهران، صادق مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) امس على اتفاقية التجارة الحرة بين سوريا وإيران بأغلبية 142 صوتاً و12معارضاً وامتناع 16 نائباً عن التصويت.

(بترا، قنا، أ ف ب، رويترز،

يو بي أي، “المستقبل”)

ضغوط غربية على موسكو و”الوطني” يقدم “مبادرة التنحي

العربي يتوقع “سيناريو اليمن” في سوريا

جددت موسكو أمس، تأكيد أهمية معالجة الأزمة السورية في الإطار العربي ومن دون إنذارات، في حين انتقد الغرب “تقاعس” مجلس الأمن الدولي، وتحدثت الأمم المتحدة عن سقوط 5 آلاف قتيل منذ بداية الأزمة، ورجح أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي السيناريو اليمني في سوريا، وأعلنت الجامعة عقد اجتماع السبت لمناقشة الأوضاع .

وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على الحاجة إلى معالجة الأزمة السورية من خلال المبادرات العربية ومن دون إنذارات . وجدد نصيحة موسكو لدمشق بتوقيع بروتوكول بعثة المراقبين، وقال إن قادة المعارضة السورية يعرضون حياة أنصارهم للخطر من أجل تحريض القوات الحكومية على إبداء رد عنيف للدفع بالتدخل الأجنبي .

وأكد دبلوماسي تركي أن من غير الوارد أن تجيز تركيا شن هجمات على دول مجاورة انطلاقاً من أراضيها .

ورجح العربي تكرار سيناريو اليمن لا ليبيا لحل الأزمة السورية، مستبعداً تماماً وجود أي توجه في العالم كله لاستخدام القوة وليس في الدول العربية فقط، لكني لا أستبعد السيناريو اليمني “فما يهم هو وقف العنف” . وقال قبيل مغادرته الكويت بعد زيارة استمرت يومين التقى خلالها الأمير الشيخ صباح الأحمد إن “الأمير ملم بكل ما يحدث في المنطقة من ربيع عربي ويرى أن هذه طفرة طبيعية” .

وأوضح أن هناك من يتهم الجامعة بمنح النظام الوقت، وهناك من يتهمها ب”سلق” القضية، مؤكداً أن الجامعة تهتم أساساً بحماية السوريين وتقدر أنه لا بد من توفير الحماية الآن . وقال “وزراء الخارجية العرب اجتمعوا ورأوا ضرورة توفير الحماية للشعب السوري وهذه الحماية لا يمكن أن تتم إلا برضا سوريا فلا وسيلة في ميثاق الجامعة لقهر دولة أو فرض وضع معين عليها، ولهذا تم وضع اطار قانوني سمي “بروتوكولاً” ونحن بانتظار أن توقعه سوريا . ونفى ما تردد حول منح ضمانات للرئيس السوري بشار الأسد، وتأمين ملجأ له ولعائلته، وقال “لم أسمع بهذا الأمر وإنما قرأته في إحدى الصحف ولا أدري من أين أتوا به” .

وأطلعت الناطق الرسمي باسم “المجلس الوطني السوري” المعارض بسمة قضماني مسؤولي الأمانة العامة بالقاهرة، على مبادرة جديدة للتعاطي مع الأزمة، لفتت إلى أنها تتضمن خارطة طريق للانتقال السلمي للسلطة وتنحي الرئيس السوري بشار الأسد . وأوضحت أن “الجامعة لم تقبل تعديلات على البروتوكول، وبالتالي الأمر أمام الجامعة للنظر في وسائل حماية السوريين” . وأشارت إلى أن “الجامعة أكدت غير مرة أن البروتوكول ليس موضع بحث ولا نقاش ولا تعديل، فإما أن يأخذ النظام السوري قراراً بالتوقيع أو أن البروتوكول لن يطبق، ما يضع الجامعة أمام قرار صعب، فإذا لم تكن هناك مذكرة لنشر المراقبين فعليها أن تبحث عن آليات أخرى” .

وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، أمس، ان الاتحاد سيحاول اقناع روسيا بالمشاركة في العقوبات على النظام السوري خلال القمة مع الرئيس ديمتري ميدفيديف الخميس والجمعة في بروكسل .

وقالت اشتون خلال مناقشة في البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ “آمل بأن يتحرك مجلس الأمن، على جميع اعضائه أن يتحملوا مسؤولياتهم لأن الوضع ملح للغاية” .

وتعرقل موسكو منذ أسابيع اصدار قرار دولي يدين القمع الدامي الذي يمارسه النظام السوري منذ مارس/آذار الماضي ضد الحركة الاحتجاجية المناهضة له .

كما طلبت واشنطن من موسكو الانضمام إلى تحرك مجلس الأمن حيال سوريا وأعلنت الأمم المتحدة الاثنين أن حصيلة هذا القمع ارتفعت الى خمسة آلاف قتيل .

وذكرت اشتون بأن “الوضع مأساوي في بعض مناطق البلاد، وخصوصاً في حمص . ان القمع الوحشي للمدنيين غير مقبول وينبغي أن يتوقف” .

وحضت الولايات المتحدة روسيا على الانضمام إلى التحرك في مجلس الأمن الدولي حيال الوضع في سوريا .

وقالت فكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية “نجدد دعوة جميع شركائنا داخل مجلس الأمن إلى اتخاذ اجراءات والتحدث باسم الأبرياء في سوريا وهذه الدعوة تشمل روسيا” .

فدوى سليمان ممثلة سورية تبحث في الشارع عمن يصرخ بوجه النظام

بيروت – فدوى سليمان ممثلة مسرحية وتلفزيونية وسينمائية سورية قررت الانخراط في هموم الشارع والانسان في بلادها، فتراها تشارك في التظاهرات في الشارع وفي مواكب التشييع ومجالس العزاء، بداية في دمشق ومدن اخرى وصولا الى حمص اخيرا.

ولدى سؤالها عند أي نقطة أو مشهد أو صورة قررت التحرك والانضمام للتظاهرات، تقول سليمان لوكالة فرانس برس “منذ اعتقال الأطفال في درعا وتعذيبهم أصبحت في الشارع أبحث عن الناس علني أجد من يعترض، بل ويصرخ في وجه ذلك النظام الذي لم أسمع في حياتي عن نظام آخر سمح لنفسه باعتقال أطفال وتعذيبهم بتلك الوحشية، حتى التقيت بالناس المنتفضة وبدأت مسيرة التظاهرات المدنية والسلمية في قلب العاصمة دمشق”. مشاركة الفنانة في التظاهرات ظهرت في العديد من اشرطة الفيديو المنشورة على موقع يوتيوب، وقد عرضتها الفضائيات مرارا وسرعان ما لفتت إليها الأنظار بقوة.

والفنانة خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق وساهمت في العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية وأعمال الأطفال.

وحول ما تعرضت له من مضايقات إثر ذلك تقول “تحركت في أحياء دمشق كثيرا، وفي درعا، وبالتأكيد تعرضت للملاحقة الأمنية ولكن كان الهروب سيد المواقف”.

وتؤكد الفنانة التي تنتمي الى الطائفة العلوية “ما جعلني أظهر على الملأ هو إيماني أن لا بد أن يكون هناك مثقفون وأناس من كل الطوائف لكشف ادعاء النظام بأن الثورة سلفية أو إسلامية” مضيفة “وللكشف عن أنها ثورة لكل السوريين الحالمين بزوال الديكتاتورية وحكم الحزب الواحد واسترجاع الحريات والحقوق وبناء الدولة المدنية الديموقراطية”.

وتضيف الفنانة، التي تتحدر من مدينة على الساحل السوري، والتي راحت تظهر أخيرا في تظاهرات متنقلة في مدينة حمص انها قررت المشاركة “لدرء الفتنة الطائفية التي كان يؤسس لها النظام في حمص ليبدأ الناس بالاقتتال الطائفي ليبرر النظام بقاءه على أساس حماية السلم الأهلي”.

وتؤكد سليمان “لم أنضم لأي حزب سياسي أو تجمع أو تيار. هكذا يمكنك القول إن عملي بالسياسة مستجد”.

لكنها تستدرك “يمكنك القول ايضا إن عملي ليس مستجدا لأن مواقفي من خلال عملي بالمسرح لها علاقة مباشرة بالسياسة والفكر والفن والحياة والإنسان”.

وتضيف الممثلة “مواقفي من المؤسسات الفنية التابعة للدولة، أو الخاصة منها، لها علاقة بالسياسة، إذ كنت دائما أنتقد سياسة المؤسسات القائمة على الفساد والسرقة والمحسوبية وخضوعها للعقلية والمؤسسة الأمنية سرا وعلنا”. وتؤكد “موقفي كان دائما موقف المعارض لكل ذلك، ومن أجل ذلك تعلمون جميعا أنني كنت مغيبة عن العمل بشكل أو بآخر”.

وكانت آخر وقفة مسرحية للممثلة السورية فدوى سليمان في دمشق العام 2008، من خلال مونودراما للكاتبة البوسنية ليديا شيرمان هوداك تحمل اسم “صوت ماريا” عن الحرب والاغتصاب والحمل من الأعداء، ومصير ذلك المولود الذي ما هو إلا جزء من جسدها، وهو في الوقت ذاته “رجس” من الأعداء.

براعة سليمان في أداء ذلك الدور كانت لافتة، وفسرت حينها تقول “استخدمت ذاكرتي في استعادة مشاهد مؤلمة، وما أكثرها في هذا الشرق”.

وأضافت “حاولت ارشفة كثير من المشاهد بصريا، من مشهد محمد الدرة استعرت كيف كان الأب يلوح بيديه ويحرك أصابعه، وكيف حرك رأسه حين مات الولد. استعرت من مشاهد مجزرة قانا الأولى صورة رجل حمل ثلاثة أطفال وكيف راح يتنقل بين الجثث”.

ولدى سؤالها عن الأثر الذي يتركه وجودها بالتظاهرات على الناس تقول “هناك تأثير متبادل بيني وبين الناس لأنهم لمسوا الحب في روحي ورفض العنف ورفض كل أشكال السياسات القائمة على المصالح”.

وتضيف “التفوا حولي والتففت حولهم وصرنا واحدا، يستجيبون لي وأستجيب لألمهم وحاجتهم للسلام ولشخص ينقل صوتهم إلى العالم”.

وتختم قائلة “عندما أظهر في التظاهرات يلتفون حولي بكل حب، وأمانيهم لي بالسلامة والحماية تسبق قلوبهم الخائفة على حياتي وسلامتي لأنني أصبحت رمزا لقلوبهم ويهتفون باسمي ويصلون لله ليحميني ويرددون ما أهتف به”.

ا ف ب

مصادر وثيقة الصلة بالنظام السوري: مرحلة “عض أصابع”… وأية مغامرة عسكرية ستشعل جبهات المنطقة وبمقدمها “اللبنانية

سوريا: حراك عراقي في “الوقت الضائع” عرببًا وموسكو تتهم المعارضة بافتعال “كارثة إنسانية”

على وقع وصف “الهيئة العامة للثورة السورية” ما تشهده المدن والمناطق المنتفضة على النظام السوري بأنه كناية عن “مجازر حقيقية”، في ضوء ملامسة معدل ضحاياها عتبة الأربعين قتيلاً يوميًا، يترقب السوريون ما ستخرج به جامعة الدول العربية خلال اجتماعها السبت المقبل على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة للتباحث في مآل الأزمة السورية والرد على مقترح النظام السوري رفع الإجراءات العقابية العربية عنه كشرط مقرون بموافقته على استقبال وفد مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا.

وفي الأثناء، يبرز الحراك العراقي باتجاه المعارضة السورية في محاولة لتأمين همزة وصل بينها وبين النظام في سوريا، ولفت الإنتباه في هذا المجال تأكيد مستشار رئيس الوزراء العراقي علي الموسوي لوكالة “فرانس برس” أن المعارضة السورية “ردت إيجابًا” على دعوتها لإيفاد ممثلين عنها إلى بغداد “بهدف القيام بوساطة بين المعارضة والسلطة السوري”، موضحًا أنّ التحرّك العراقي في هذا الإتجاه “يستند إلى المبادرة العربية” ويرمي إلى الإستماع “لمطالب المعارضة تمهيدًا لنقلها إلى الحكومة السورية”.

وعلى المستوى الدولي، تتسع الهوة بين موسكو وأركان المجتمع الدولي حيال مقاربة الأزمة السورية، وفي هذا السياق جددت واشنطن حضّ الإدارة الروسية على “الإنضمام إلى التحرك الهادف إلى وضع حد لصمت مجلس الأمن غير المعقول إزاء قمع النظام السوري للتحركات السورية الإحتجاجية المناهضة له”، وقالت فكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية: “بصراحة نعتقد أنّ الوقت قد حان بالفعل لكي يرفع مجلس الأمن صوته، لذلك نجدد دعوة جميع شركائنا داخل مجلس الأمن لإتخاذ إجراءات (بشأن الأزمة السورية) والتحدث باسم الأبرياء في سوريا، وهذه دعوة تشمل روسيا”… كذلك أعلنت وزيرة خارجية الإتحاد الاوروبي كاثرين آشتون عزم الاتحاد على “محاولة إقناع روسيا بالمشاركة في العقوبات على النظام السوري خلال القمة مع الرئيس (الروسي) ديمتري مدفيديف (الخميس والجمعة المقبلين) في بروكسل”، وأضافت اشتون أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: “آمل بأن يتحرك مجلس الأمن، وعلى جميع أعضائه بمن فيهم روسيا أن يتحملوا مسؤولياتهم لأن الوضع بات ملحًّا للغاية” في سوريا.

في المقابل، جددت موسكو التأكيد على ثبات موقفها الداعم للنظام السوري والرافض لتدخل مجلس الأمن في الأزمة السورية على قاعدة “إحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها دون تدخل خارجي” حسبما عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، واصفًا إثر استقبال نظيره الجزائري، اتهام الغرب لروسيا بعرقلة اتخاذ قرار في مجلس الامن الدولي إزاء أعمال القمع في سوريا بأنه أمر “لا أخلاقي”، وقال: “أولئك الذين يرفضون ممارسة الضغط على الجانب المتطرف والمسلح في المعارضة (السورية) هم أنفسهم الذين يتهموننا بعرقلة عمل مجلس الامن الدولي، واعتبر أن هذا الموقف لاأخلاقي”، متهمًا في الوقت عينه أطياف المعارضة السورية بأنها تهدف إلى “التسبب بكارثة انسانية دفعاً لتدخل أجنبي في النزاع” الجاري في سوريا.. وإذ أعرب عن استعداد بلاده لإرسال مراقبين إلى الأراضي السورية، حثّ لافروف القيادة السورية على “”توقيع بروتوكول جامعة الدول العربية والسماح بدخول المراقبين العرب إلى سوريا”، مشددًا في هذا السياق على “أهمية معالجة الأزمة السورية على أساس مبادرة الجامعة العربية ولكن من دون اللجوء إلى الإنذارات” الموجهة إلى النظام السوري.

من جهتها، وصفت مصادر لبنانية وثيقة الصلة بالنظام السوري لموقع “NOW Lebanon” الأزمة السورية بأنها تمر حاليًا بفترة “عض أصابع”، وأوضحت أنّ “التركيز منصبٌّ في مواجهة القيادة السورية على العقوبات الإقتصادية”، معتبرةً في هذا المجال أنّ “قطر تلعب دور رأس الحربة في التآمر على سوريا، والجامعة العربية أصبحت أداةً بيد الدول الخليجية التي تدور في فلك واشنطن والغرب عمومًا وتتولى تنفيذ مخططاته المرسومة للعالم العربي والمنطقة”.

وعلى هذا الأساس، أعربت هذه المصادر عن اعتقادها بأنّ “الجامعة العربية ترغب باتخاذ قرار حيال سوريا شبيه بما أقدمت عليه حيال ليبيا لإتاحة المجال أمام حلف الأطلسي بأن يقيم منطقة حظر جوي تمهيدًا لشن غارات جوية على مراكز ومقرّات السلطة السورية”، إلا أنها أبدت ثقتها في المقابل بأنّ “روسيا العازمة على إعادة التوازن الدولي إلى ما كان قبل العام 1990 (إبان حكم الإتحاد السوفياتي) لن تسمح بتكرار السيناريو الليبي مع سوريا، كما أنّ تركيا التي يعوّل عليها الغرب في هذا المجال لن تجرؤ على الدخول في مغامرة مع سوريا خصوصًا بعد ما استشعرته في الآونة الأخيرة من معادلة أوجدها الجيش السوري قرب الحدود التركية جعلت تحقيق الطموح التركي بإخضاع النظام السوري عسكريًا من سابع المستحيلات”.

وإذ جزمت المصادر وثيقة الصلة بالنظام السوري بأنّ “أية مغامرة عسكرية بمواجهة سوريا ستؤدي إلى اشتعال حرب اقليمية تنخرط فيها إيران مباشرة، وستشتعل خلالها كل جبهات المنطقة وفي مقدمها الجبهة اللبنانية مع اسرائيل”، حذرت هذه المصادر “من أنّ ضرب الإستقرار في سوريا وإضعاف نظامها سيؤديان حكمًا إلى تهجير المسيحيين من سوريا ونشوء دويلات طائفية في سوريا، سنية وعلوية ودرزية”، منبهةً “كل من يعنيهم الأمر” إلى أنّ “هذا التقسيم العرقي والطائفي لن تبقى محصورة تداعياته في سوريا بل ستتعداها لتنسحب أول ما تنسحب على لبنان”.

أكثر من 60 قتيلا بسوريا في يومين

 بينهم 11 سقطوا اليوم

أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن 11 شخصا قتلوا اليوم الأربعاء أغلبهم بريف حماة بعدما أصابت قذيفة أطلقها الجيش حافلة كانت تقلهم إلى أماكن عملهم، وكان أكثر من خمسين قد قتلوا أمس أغلبهم في محافظة إدلب. وتحدث ناشطون عن مقتل سبعة من عناصر الأمن في هجوم شنه منشقون عن الجيش في إدلب أمس الثلاثاء.

وذكرت الهيئة أن بين قتلى اليوم ستة سقطوا بحماة وواحدا سقط في القامشلي وآخر في درعا واثنين في حمص.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد قال إن بين قتلى أمس ستة مدنيين سقطوا نتيجة إطلاق قوات الأمن النار على مشيعين لجنازة في إدلب.

 وأوضح المرصد أن سبعة من عناصر الأمن لقوا مصرعهم في هجوم شنه منشقون على موكب أمني كان يسير على طريق إدلب باب الهوى، وأشار إلى أن العملية جاءت ردا على مقتل 11 وإصابة العشرات في هجوم نفذته قوات الأمن والشبيحة فجر أمس الثلاثاء في قريتي معرة مصرين وكفر يحمول بإدلب.

 وفي تلبيسة بحمص أفاد ناشطون بأن جنودا في حواجز أمنية أطلقوا النار عشوائيا وبكثافة على المنازل، وفي معضمية الشام بريف دمشق أفاد ناشطون بأن قوات الأمن تطلق النار عشوائيا باتجاه المنازل وبأن السلطات دفعت بمزيد من التعزيزات إلى البلدة.

 وفي كل من بصرى الحرير ومدينة جاسم بدرعا قالت الهيئة العامة للثورة إن قصفا من مدرعات الجيش استهدف بعض المناطق وإن قوات الأمن تقوم بمداهمات بحثا عن منشقين.

 وفي إدلب اعتقلت قوات الأمن عددا من الناشطين في سراقب بينما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في جبل الزاوية.

 وأشارت الهيئة إلى أن عددا من المدن بدمشق وريفها تعاني من انقطاع للغاز والكهرباء والماء منذ عدة أيام، معتبرة أن تلك المدن أصبحت منكوبة.

 وقال المرصد السوري إن السلطات قطعت الاتصالات عن مدينة دوما بريف دمشق، وتزامن ذلك مع إطلاق كثيف للرصاص.

اشتباكات

من جانب آخر قالت وكالة الأنباء السورية (سنا) إن قوات الأمن اشتبكت أمس الثلاثاء مع مجموعة مسلحة في إدلب، ونقلت عن مصدر رسمي قوله إن الجماعة كانت قادمة من قرى تمصرين وكفر يحمول وحزانو، وأدى الاشتباك إلى سقوط عدد من القتلى والمصابين، لم تحدد الوكالة عددهم.

ومن جهة ثانية أعلنت وكالة الأنباء السورية أن “مجموعة إرهابية مسلحة” فجرت أنبوب غاز قرب مدينة الرستن في حمص بدون وقوع ضحايا، وهو رابع حادث يستهدف البنى التحتية لنقل النفط والغاز منذ مارس/آذار الماضي. إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نقل عن ناشط في المكان أنه “لا علاقة للثوار أو المنشقين بتفجير الخط بين بلدة تلبيسة ومدينة الرستن”.

إضراب الكرامة

وجاءت هذه التطورات بينما يدخل “إضراب الكرامة” يومه الرابع ضمن سلسلة من الخطوات التصعيدية التي ترمي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على النظام السوري.

وأكد ناشطون سوريون أن المرحلة الأولى من “إضراب الكرامة” تهدف لإقفال الحارات الفرعية، والتوقف عن تسيير العمل في المراكز الوظيفية، وإغلاق الهاتف الجوال.

وتتضمن المرحلة الثانية البدء في إضراب المحال التجارية. أما المرحلة الثالثة، فتشمل الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. ويسعى ناشطو الثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن في المرحلة الرابعة.

وتستهدف المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفي الدولة، في حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية في المرحلة السادسة والأخيرة.

المعارضة السورية تُكذب تصريحات مفتي سوريا حول مخطط إسرائيلي لتقسيم مصر

معارض ينفي لـ”العربية” مسؤولية الثوار عن قتل ابن المفتي

العربية.نت

أثارت التصريحات التي أدلى بها المفتي العام للجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون لصحيفة “الراي” الكويتية، حول علمه بوجود مخطط إسرائيلي لتقسيم مصر واتهامه للمعارضة بقتل ابنه، عاصفة في أوساط المعارضة السورية.

وأكد المعارض السوري بشار العيسى، من باريس، لنشرة الرابعة على “العربية” اليوم الأربعاء، أن ما ذكره المفتي عار عن الصحة جملة وتفصيلاً.

وقال المعارض إنه إذا كان لدى مفتي سوريا معلومات عن المخطط الإسرائيلي المذكور لتقسيم مصر فليعلنها للجميع.

وعبّر حسون عن مخاوفه مما قال إنه يدار لمصر في الخفاء، مشيراً إلى “معلومات لديه عن مخطط مشابه للمخطط الإسرائيلي الذي نجح في تقسيم السودان إلى شمال وجنوب”.

وأكد العيسى أن مفتي سوريا يعرف جيداً من قتلوا ابنه، ويعجز عن مواجهتهم، ولذلك يشير بأصابع الاتهام إلى جهات أخرى.

وقال المفتي: “قتل الثوار ابني أثناء خروجه من الجامعة لأني رفضت الانضمام إليهم. وهددوني كذلك بالقتل، ابني كان ملتزماً، لكنهم أطلقوا عليه الرصاص، ورد فعلي وقتها أنني قلت اللهم أشهد أني سامحت من قتل ابني لصالح بلادنا”.

وأضاف العيسى أن المفتي كذب عندما تحدث عن رغبة الأسد في إنجاز إصلاحات حتى يتفرغ لممارسة مهنة الطب، وقال إن “المفتي يعلم جيداً أن بشار الأسد لم ينتظم في دراسة طب العيون، ولم يحصل على شهادة من كلية الطب”.

وأوضح المعارض السوري أن حديث حسون عن حياة السوريين في وئام تحت مظلة حكم الأسد هو أكاذيب، موضحاً “أن الرئيس رفض تنفيذ أي إصلاحات على مدى 11 عاماً، والآن لدينا آلاف القتلى والمعتقلين والمفقودين، وهي أوضاع لا يمكن غض النظر عنها”.

وأعلن المفتي أن السوريين كانوا يعيشون في ألفة ومحبة ولا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي ويهودي، مؤكداً أنه لا يعرف “الأسباب التي أدت بهم إلى هذه المرحلة”.

وحول حديث المفتي عن محاولة المعارضة إغراءه بالمال كي ينضم إلى صفوفهم، قال العيسى: “أتحدى أن يعلن المفتي أسماء هؤلاء المعارضين”، مشيراً إلى أن المفتي إذا رغب التعرف إلى برنامج المعارضة السورية فعليه أن ينزل إلى درعا أو حماة أو غيرهما من المحافظات السورية”.

وشدد المعارض على أن “برنامج المعارضة السورية واضح وهو الحصول على الحرية والكرامة للشعب السوري”.

وكان المفتي قد طالب في حديثه المعارضة بتقديم برنامج محدد يمكن رفعه للرئيس السوري.

وقال إن فصائل من المعارضة السورية عرضت عليه الاستقالة من منصبه مقابل المال، بينما رد هو عليهم بطلب إعطائه برنامجهم الإصلاحي كي يقدمه للرئيس بشار الأسد.

وتابع: “إذا لم يطبقه فسأقول إن الرئيس لم يطبق البرنامج الإصلاحي، لكن أحداً لم يعطني شيئاً”.

واعترف حسون بوجود أخطاء، لكن ضمن صفوف المعارضة الحالية: “كان هناك من يطبل للرئيس بشار سابقاً، لماذا اليوم لا يكونون معتدلين”.

منشقون يقتلون 8 جنود سوريين في كمين شمال العاصمة السورية

استهدف 4 سيارات جيب

العربية.نت

قُتل 8 جنود سوريين على الأقل اليوم الأربعاء في كمين نصبه منشقون في ريف حماة شمال العاصمة السورية، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأوضح المرصد في بيان أن “كميناً استهدف 4 سيارات جيب عسكرية على مفرق قرية العشارنة بريف حماة من قبل مجموعة منشقة”، نقلاً عن تقرير لفرانس برس.

وأضاف المرصد ومقره لندن، أن الهجوم جاء “رداً على مقتل 5 مواطنين سوريين خلال استهداف سيارتهم من قبل قوات عسكرية صباح اليوم قرب بلدة خطاب” بمحافظة حماة.

وكان المرصد قد قال في بيان سابق إن القوات السورية قتلت خمسة مواطنين في الموقع المذكور.

ذوسقط 23 مدنياً قتلى أمس الثلاثاء برصاص قوات النظام في سوريا، التي تشهد منذ منتصف مارس/آذار حركة احتجاجية لا سابق لها.

وقتل منشقون عن الجيش السوري الثلاثاء سبعة من عناصر قوات الامن رداً على قتل مدنيين في إدلب شمال غرب البلاد، بحسب المصدر ذاته.

اشتباكات في مناطق عدة

رصاص الأمن السوري يحصد 47.. واتهامات للنظام بارتكاب مجزرة في إدلب

بيروت – محمد زيد مستو

أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بارتفاع عدد القتلى في سوريا اليوم إلى 47 شخصاً وجرح العشرات، معظمهم في مدينة إدلب، وسط اشتباكات بين الجيش ومنشقين عنه. فيما تشهد مدينة درعا جنوب البلاد وحرستا بريف دمشق عمليات عسكرية مماثلة.

وفيما وصفت ما يجري في مدينة إدلب شمال سوريا بأنه “مجازر حقيقية” يرتكبها الجيش والأمن السوري، أوضحت الهيئة العامة أن 22 شخصاً قضوا خلال عملية عسكرية تشهدها المدينة، أعقبتها مواجهات مع الجيش السوري الحر منذ ساعات الصباح الباكر.

كما أشارت الهيئة إلى مقتل ستة أشخاص في حماة وثلاثة آخرين في درعا وثلاثة في حمص وسط البلاد. في حين لقي مواطن تركي مصرعه في إدلب.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل وإصابة العشرات بجروح، إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن والشبيحة في قريتي معرة مصرين وكفريحمول بإدلب فجرا.

وأضاف المرصد أن إطلاق رصاص كثيف جرى بعد ظهر اليوم من قبل قوات الجيش النظامي السوري المنتشرة في بلدة حيش، إثر انشقاق 13 جندياً سوريا وإحراقهم ناقلة جند مدرعة.

كما تحدث المرصد عن مقتل 7 من عناصر الأمن، إثر هجوم نفذه منشقون على موكب أمني كان يسير على طريق إدلب باب الهوى، رداً على سقوط 11 قتيلا صباح اليوم على يد قوات الأمن والشبيحة في محافظة إدلب، وجرى ذلك فيما تحدثت مصادر للمعارضة عن حدوث انشقاقات كبيرة في صفوف الجيش السوري بالمدينة.

إلى ذلك ذكرت وكالة الأنباء السورية، أن “مجموعات إرهابية مسلحة” اغتالت أمس الاثنين، ضابطاً برتبة عميد ركن في محافظة إدلب.

ونقلت وكالة الأنباء عن مصدر رسمي، أن العميد الركن غانم إبراهيم الحسن الذي يخدم في أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية، تعرض لإطلاق نار من قبل ما وصفتهم “مجموعة إرهابية مسلحة” بالقرب من مدينة سراقب بريف إدلب، أثناء قدومه من مكان عمله في حلب إلى دمشق.

وفي محافظة درعا جنوب البلاد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن بلدة ناحته تتعرض لقصف من عربات مدرعة وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة سقط خلالها العديد من الجرحى.

كما قال ناشط من مدينة درعا إن اشتباكا عنيفا جرى في الحراك بين الجيش وعناصر منشقة بعد ظهر اليوم أعقبها دخول دبابات إلى المنطقة وسط أنباء عن سقوط جرحى.

وفي ريف دمشق قالت الهيئة العامة للثورة، إن مدينة حرستا شهدت حملة مداهمات واعتقالات عشوائية من قبل قوات الجيش السوري والأمن والشبيحة في منطقة الزحلة وافران وطيبة وحي البستان، تخللها إطلاق رصاص عشوائي على المنازل وسرقة محتوياتها.

وأكدت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات بين الجيش ومنشقين عنه جرت في منطقة الضمير في ريف دمشق، وفي مدينة حمص شيع الأهالي في الحولة جثمان ضابط متقاعد برتبة رائد قضى تحت التعذيب بعد اعتقاله من قبل جهاز الأمن العسكري مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

إصرار أوروبي على إثارة الملف السوري مع الروس

بروكسل (14 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعاد الإتحاد الأوروبي التأكيد على تصميمه فتح النقاش في الملف السوري مع القادة الروس أثناء القمة الأوروبية الروسية المقررة غداً في بروكسل

وأقرت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأرووبي كاثرين آشتون، بصعوبة التوصل إلى مقاربات مشتركة مع الروس في العديد من القضايا. وقالت “يبدو من العسير التوصل إلى تقارب في وجهات النظر بيننا وبين أصدقائنا الروس في العديد من قضايا السياسة الخارجية، والملف السوري دليل على ذلك”، حسب كلامها

وأشارت آشتون إلى أنها تبذل “جهوداً حثيثة” مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في قضايا السياسة الخارجية، وذلك “بالرغم من النجاح يكون حليفنا بشكل عام، ولكننا نواجه عقبات في مسائل أخرى”، على حد قولها

وكانت آشتون قد تحدثت مساء أمس أمام نواب البرلمان الأوروبي حول القمة الأوروبية الروسية، متعهدة العمل على دفع العلاقات المتعددة الأطياف قدماً إلى الأمام مع الشريك الروسي

ووصف آشتون روسيا بـ”الشريك الهام و الأساسي” للإتحاد الأوروبي، مؤكدة أن العلاقات بين الطرفين تتجاوز بكثير القضايا الخلافية في السياسة الخارجية

إلى ذلك، لم تبد مصادر أوروبية مطلعة تفاؤلاً كبيراً بإمكانية نجاح الأوروبيين بإقناع الروس التخلي عن ما وصفته بـ”التعنت” إزاء الموضوع السوري، فـ”لدينا الكثير من الشركاء الدوليين الآخرين الذين يودون التعاون حول هذا الأمر”، حسب تعبيرها

ويذكر أن القمة الأوروبية الروسية ستبدأ عبر عشاء مساء اليوم لتنتقل يوم غد لمناقشة ملفات التجارة والتعاون الإقتصادي والطاقة ومحاربة الإرهاب والوضع في أفغانستان ومنطقة القوقاز، وكذلك العمل من أجل تسهيل الحصول على تأشيرات الدخول (الفيزا) لمواطني الجانبين

ويبدو موضوع إنتخابات مجلس الدوما (البرلمان) الروسي، حاضراً على جدول أعمال قمة الغد، حيث تنوي أوروبا مناقشة تفاصيل ما حدث مع الطرف الروسي. وقال “نريد أن نتوصل معهم إلى إستناجات تفيد بضرورة عدم تكرار الأخطاء التي حدثت في الانتخابات الحالية خلال إنتخابات الرئاسة القادمة المقررة في شهر آذار/مارس 2012″، حسب المصادر نفسها

وكان الإتحاد الأوروبي قد رحب باعلان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف نيته فتح تحقيق لكشف حقيقة الانتهاكات والمخالفات التي حصلت خلال إنتخابات مجلس الدوما، وما تلاها من حركة احتجاجية في العديد من المدن الروسية

وزير الخارجية الألماني: الوضع في سورية يبعث على الاحباط

برلين (13 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال وزير الخارجية الألماني الاتحادي غويدو فيسترفيلله أن “الوضع في سورية يبعث على الاحباط” حسب تعبيره

ونقلت مجلة شتيرن بعد اجتماع عقده ومفوضة حقوق الانسان الأممية نافي بيلاي، عنه القول أنه “صدم بشدة”، وناشد الدول الأعضاء في مجلس الأمن “الذين لا يزالون مترددين، في التصرف الآن على ضوء تزايد القسوة والقمع” على حد قوله

وفي نفس السياق، اعتبر سفير ألمانيا لدى الامم المتحدة بيتر فيتيغ انه “من غير المقبول أن يكون مجلس الأمن قد أدين بالتزام الصمت” حيال ما يجري في سورية

كان مجلس الأمن الدولي قد فشل في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي في استصدار قرار ادانة بحق دمشق، بعد استخدام كل من روسيا والصين حق النقض

سوريا: معارضون يعلنون قتل 8 من الجيش السوري “ردا على مقتل 5 مدنيين

اتهام القوات الامنية بفتح النار على مشيعين لقتلى في قرية معرة مصرين

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن منشقين عن الجيش السوري داهموا الأربعاء قافلة لقوات الجيش السوري في محافظة حماة وقتلوا ثمانية جنود من أفرادها على الأقل.

وأضاف المرصد أن “الهجوم الذي شنته مجموعة منشقة عن الجيش السوري عند قرية الشرنة كانت ردا على مقتل خمسة مدنيين سوريين فجر الأربعاء لدى مهاجمة قوات الأمن لسيارتهم قرب الخطّاب في المحافظة الواقعة وسط سوريا.”

وأعلنت نبأ مقتل الخمسة أيضا اللجنة التنسيقية المحلية، ولم تذكر المجموعتان سبب مهاجمة السيارة، إلا أن قوات الأمن السورية كثيرا ما تستهدف الناشطين المناوئين للحكومة.

وأعلن المرصد المعارض للحكومة حدوث تبادل عنيف لإطلاق النار قرب قرية حراك بمحافظة درعا الجنوبية لدى قيام قوات مدعومة بالدبابات والعربات المدرعة بحملة تفتيش بحثا عن ناشطين معارضين للحكومة.

وجرح ثلاثة منشقين مسلحين في اشتباك مع قوات الأمن في المنطقة وفقا للمرصد السوري.

وكان ناشطون معارضون قد أعلنوا أمس الثلاثاء أن نحو أربعين شخصا قتلوا الثلاثاء برصاص قوات الأمن معظمهم في محافظة ادلب في الوقت الذي صعدت واشنطن ضغوطها على موسكو لاقناعها بالموافقة على فرض عقوبات على سوريا في مجلس الأمن.

وسقط معظم القتلى ـ وفقا للمعارضة ـ في مدن ادلب وريفها، حيث قال ناشطون سوريون إن المنشقين عن الجيش قتلوا سبعة جنود في كمين في المنطقة.

وأفاد المرصد السوري لبي بي سي ان الهجوم جاء انتقاما لمقتل 11 مدنيا على أيدي القوات الحكومية في وقت مبكر الثلاثاء.

كما قتل في محافظة ادلب ايضا ثمانية مدنيين برصاص قوات الامن التي اطلقت النار من حاجز على مشاركين في جنازة، كما اصيب 19 آخرون بجروح.

كما افاد المرصد العثور الثلاثاء على “جثمان مواطن مقتول وعلى جسده آثار تعذيب بين قريتي الفطيرة وكفرموس” في محافظة ادلب.

مجلس الأمن

تشتد الاشتباكات بين قوات الأمن السورية ومنشقين عن الجيش

وكانت مفوضية حقوق الانسان في الأمم المتحدة حضت مجلس الامن على احالة ملف القمع في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية.

واوضحت بيلاي انها تعتقد ان اكثر من 5 آلاف شخص قتلوا وان 14 الف شخص اعتقلوا وان 12 الفا قد فروا إلى الدول المجاورة منذ بدء الانتفاضة السورية في مارس/آذار.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن اكثر الحوادث دموية الثلاثاء، وقعت في قريتين قرب الحدود التركية، حيث اقتحمت القوى الامنية معرة مصرين وكفر يحمول قرب مدينة ادلب وقتلت مدنيين، ورد السكان باغلاق الطريق الرئيس بوجه القوات التي فتحت النار بشكل عشوائي عليهم ما اسفر عن مقتل 11 شخصا.

واضاف أن “منشقين عن الجيش قاموا في وقت لاحق برد انتقامي بمهاجمة قافلة للقوى الامنية في مدينة باب الهوى ليقتلوا 7 من عناصرهم”.

واوضح ان القوات الامنية فتحت النار بعد ساعات على مشيعي قتلى معرة مصرين وكفر يحمول لتقتل شخصين اخرين.

وأكد المرصد أن 3 اشخاص اخرين قتلوا في عاصمة محافظة ادلب وشخصين اخرين في حمص.

وفي المقابل أفادت وسائل الاعلام السورية الرسمية بأن حرس الحدود اعترضوا 15 مسلحا كانوا يحاولون دخول البلاد من تركيا، وقتلوا اثنين منهم في تبادل لاطلاق النار.

واضافت ان من وصفتهم بالارهابيين قد نصبوا كمينا في وقت لاحق من اليوم وقتلوا ضابطا كبيرا في أدلب.

وتقول الحكومة السورية ان اكثر من 1100 من عناصر الجيش والشرطة والقوى الامنية قد قتلوا، ملقية بالمسؤولية عن مقتلهم على من تسميهم “العصابات الارهابية المسلحة التي تنفذ مؤامرة اجنبية لتقويض البلاد وتقسيمها”.

ومن الصعب تأكيد حصيلة الضحايا في سوريا لعدم وجود اي مراقبين مستقلين على الارض ولم يسمح للصحفيين العالميين الدخول الى البلاد.

“صمت غير معقول”

يتهم سيرغي لافروف الغرب باتخاذ موقف “لا أخلاقي” ضد سورية

دبلوماسيا حضت الولايات المتحدة روسيا على الانضمام إلى التحرك الدولي لوضع حد لصمت مجلس الأمن “غير المعقول ازاء قمع النظام السوري للحركة الاحتجاجية المناهضة له”.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية “نعتقد انه حان الوقت بالفعل كي يرفع مجلس الامن صوته” منددة بالصمت “غير المعقول لمجلس الامن بازاء تجاوزات النظام السوري”.

وأضافت نولاند “نجدد دعوة جميع شركائنا داخل مجلس الامن لاتخاذ اجراءات والتحدث باسم الأبرياء في سورية وهذه الدعوة تشمل روسيا”.

من جانبها أعلنت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون أن الاتحاد سيحاول اقناع روسيا بالمشاركة في العقوبات على النظام السوري خلال قمة مرتقبة مع الرئيس ديمتري مدفيديف الخميس والجمعة في بروكسل.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد اتهم الغرب باتخاذ موقف “لا أخلاقي” ضد سورية، مطالبا الدول الغربية بإدانة العنف الذي تتسبب فيه المعارضة كما القوى الامنية.

كما اتهم لافروف جماعات المعارضة بمحاولة التسبب في “كارثة انسانية” من اجل جلب التدخل والمساعدة الاجنبية.

من ناحية أخرى تعقد اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالملف السوري السبت اجتماعا في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية للرد على الاقتراح السوري بالموافقة على ارسال مراقبين إلى سوريا مقابل رفع العقوبات العربية المفروضة عليها.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

روسيا تتهم الغرب باتخاذ موقف “لا أخلاقي” من سوريا

تكثفت فيه الاشتباكات بين القوى الامنية السورية ومنشقين عن الجيش في شمال البلاد

اتهم وزير الخارجية الروسي الغرب باتخاذ موقف “لا أخلاقي” ضد سوريا، مطالبا الدول الغربية بإدانة العنف الذي تتسبب فيه المعارضة كما القوى الامنية.

وقال سيرغي لافروف إن جماعات المعارضة تحاول التسبب في “كارثة انسانية” من اجل جلب التدخل والمساعدة الاجنبية.

وجاءت تعليقات وزير الخارجية الروسي بعد أن دعت مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي مجلس الامن إلى احلة النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية بسبب قمعه الانتفاضة السورية المتواصلة منذ 9 اشهر.

وقالت بيلاي إن 5 الاف شخص قد قتلوا حتى الان فيها.

وكانت روسيا والصين مارستا حق النقض (الفيتو) ضد قرار من مجلس الامن يدين سوريا، قدمت مسودته فرنسا وبريطانيا وحظي بدعم من الدول الغربية الاخرى.

ودافع لافروف الثلاثاء عن نص مسودة بديلة تقدمت بها روسيا والصين تحث طرفي الصراع في سورية الى نبذ استخدام العنف.

ووصف لافروف بـ “اللاخلاقي” موقف “اولئك الذين يرفضون ممارسة الضغط على الجزء المسلح والمتطرف من المعارضة، وفي الوقت نفسه يتهموننا بعرقلة عمل مجلس الامن”.

واضاف لافروف أن قوات المعارضة في حمص قد هاجمت مستشفيات ومدارس.

واكمل : ” بالنسبة لي، فأن الهدف واضح وهو التسبب في كارثة انسانية تصبح حجة لطلب التدخل الخارجي في النزاع”.

واتهمت روسيا الدول الغربية باستخدام الامم المتحدة في محاولة لتغيير النظام في سوريا.

“جرائم ضد الانسانية”

يأتي ذلك في وقت تكثفت فيه الاشتباكات بين القوى الامنية السورية ومنشقين عن الجيش السوري في شمال البلاد.

وقال ناشطون سوريون الثلاثاء إن المنشقين عن الجيش قتلوا سبعة جنود في كمين في منطقة ادلب.

اتهمت روسيا الدول الغربية باستخدام الامم المتحدة في محاولة لتغيير النظام في سوريا

وافاد المركز السوري لحقوق الانسان ومركزه لندن لبي بي سي ان الهجوم جاء انتقاما لمقتل 11 مدنيا على أيدي القوات الحكومية في وقت مبكر الثلاثاء.

وفي نيويورك، أبلغت مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي جلسة مغلقة لمجلس الأمن ان 300 طفل كانوا من بين القتلى منذ بدء الانتفاضة السورية في مارس/آذار.

واضافت ان 14 الف شخص يعتقد انهم قد اعتقلوا وان 12 الف قد فروا إلى الدول المجاورة.

وقالت بيلاي الاثنين: “بالاستناد الى الأدلة وإلى الطبيعة المنهجية لعمليات القتل واسعة النطاق، والاعتقالات واعمال التعذيب، اشعر ان تلك الافعال هي جرائم ضد الانسانية واوصي بأنه تنبغي احالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية”.

وقالت ان التقديرات تشير إلى هناك أكثر من 5 الاف من القتلى ولا يشمل هذا الرقم قتلى القوات الامنية. وقالت الحكومة السورية إن أكثر من 1000 من الشرطة وقوات الجيش قد قتلوا في الاحداث.

وقال السفير السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري إن بيلاي “سمحت أن يساء استخدامها في تضليل الرأي العام بتقديم معلومات استندت الى مزاعم جمعت من 233 منشقا”.

ومن الصعب تأكيد حصيلة الضحايا في سورية لعدم وجود اي مراقبين مستقلين على الارض ولم يسمح للصحفيين العالميين الدخول الى البلاد.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

«المصرى اليوم» تخترق حصار «الأسد» وتنقل مشاهد من سوريا الثائرة

المصري اليوم

على الرغم من ثورة الاتصالات التى حولت الكرة الأرضية إلى عوالم مفتوحة وألغت كل الحواجز والأسوار والأبواب والشبابيك المغلقة، فإن نظام الرئيس السورى بشار الأسد نجح طوال 9 أشهر تقريباً فى تحويل بلاده إلى سجن كبير.

وعلى عكس ثورات مصر وتونس وليبيا واليمن التى كانت تبث على الهواء مباشرة، فإن الثورة السورية صوتها مكتوم وصورتها محجوبة. لا أحد يستطيع دخول سوريا لنقل ما يجرى بها، إذ لا يسمح نظام بشار لأى فريق إعلامى بالتجول فى البلاد، ولا يتجاوز ما يأتى من أحداث، بعض مشاهد فيديو التقطتها كاميرات الهواتف المحمولة لجثة أحد الشهداء.

«المصرى اليوم» نجحت فى الوصول إلى قلب دمشق، فى محاولة لـ«فك الارتباط» بين الخيوط المتشابكة فى الأزمة السورية، وتقديم صورة أكثر وضوحاً لما يجرى، وبلورة جميع الاحتمالات أمام مستقبل هذا البلد على الرغم مما واجهته من مصاعب، بدأت مع نجاح موفدها فى العبور من مطار دمشق الدولى إلى المدينة.

هناك العديد من الإجراءات الأمنية «غير المعتادة» فى سوريا بدأ تطبيقها منذ 8 أشهر، ورغم عدم قدرة موفد «المصرى اليوم» على التنقل بين مدن سوريا، فإن ذلك لم يمنع أن يلتقى عدداً من أبناء هذه المدن فى دمشق، بعد أن سلكوا طرقاً غير معتادة بين القرى، واستغرق بعضهم عدة أيام ليصلوا إلى دمشق، قادمين من مدن لا تفصلها عن دمشق سوى ساعتين بالطرق العادية.

وفى سبيل محاولة «المصرى اليوم» تقديم صورة أكثر حياداً لما يجرى فى سوريا، التقت عدداً من الثوار المتظاهرين وأعضاء فى تنسيقات الثورة ومعارضين بارزين ومفكرين، تحدثوا باستفاضة عن واقعهم وتجاربهم راسمين صورة يقولون إنها أكثر إشراقاً لمستقبل بلدهم.

«دمشق»: عاصمة يحتلها الأمن.. وشوارع تسكنها الأشباح

المصري اليوم

تبدو «دمشق» صباح الجمعة مدينة للأشباح لا يمكن العثور فيها حتى على صيدلية فتحت أبوابها للجمهور، فقط عمال أحد مطاعم الوجبات السريعة ذهبوا إلى أعمالهم فى صباح هذه الجمعة بعد 8 أشهر من الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد فى سوريا.

الأسواق وسط «دمشق» – أقدم عاصمة مسكونة فى العالم، تغلق عادة أيام الجمعة، عدا المطاعم والصيدليات وبعض المحال. ولكن بعد 8 أشهر من الاحتجاجات، حتى صيدلية دمشق المركزية فى «بوابة الصالحية» بجوار مبنى المحافظة، والتى تفتح أبوابها 24 ساعة، كانت مغلقة.

أما سوقا القصاع وباب توما، اللتان تقعان فى أحياء غالبية سكانها من المسيحيين، فأكثر من نصف محالهما التجارية تغلق يوم الجمعة، بدلاً من الأحد الذى اعتادت عليه منذ عشرات السنين.

قال لى سائق تاكسى: «صحيح أن الأسواق كانت تغلق أبوابها يوم الجمعة، لكن الناس كانوا يزورون أهليهم وتبدو حركة لافتة فى الشارع، لكن بعد (الأحداث) لا أحد يخرج من بيته يوم الجمعة. لم نعد نعمل فى هذا اليوم، الزبائن نادرون».

وباستثناء المنطقة المحيطة بساحة السبع بحرات، فى وسط العاصمة، والتى تشهد يوم الجمعة مسيرات تأييد للرئيس ونظامه يشارك فيها المئات، نادرًا ما تمر سيارة أو أى من المارة فى الشوارع، رغم أن الاحتجاجات لم تمتد إلى دمشق إلا على نطاق ضيق.

ويتجه مؤيدو الأسد إلى ساحة السبع بحرات، وهى ساحة حيوية فى وسط دمشق يقع فيها مبنى البنك المركزى، بسياراتهم أو مترجلين، يحملون الأعلام السورية، وصور الأسد، وتنطلق من مكبرات للصوات أغنيات مؤيدة للرئيس. بينما تبدو الساحة وكأنها تحت حراسة سيارات الشرطة وعناصر المخابرات والجيش التى تحيط بالمكان، فضلا عن سيارات التليفزيون السورى وقناة «الدنيا» الموالية للنظام.وهتف مؤيدو الأسد «يا بشار يا حنون ياللى عيونك أحلى عيون»، و«الله.. سوريا.. بشار وبس».

وبعد مسيرة مؤيدة فى ميدان الحجاز، الذى يقع بالقرب من سوق الحميدية الشهير وبالقرب أيضًا من مركز المدينة، توجه المؤيدون إلى الحدائق العامة الموجودة فى شارع بردى الذى كان يحتضن معرض دمشق الدولى سابقًا قبل نقله إلى أرض المعارض بالقرب من المطار.

وفى إحدى هذه الحدائق (الأزبكية) أقامت أم كلثوم فى الثلاثينيات حفلاً شهيرًا. أما ميدان الحجاز فاكتسب اسمه من محطة الحجاز، القديمة التى كانت تنطلق منها قطارات تصل إلى الحجاز فى السعودية، مرورًا بلبنان وفلسطين والأردن.

وجلس المؤيدون فى الحدائق وقد لونوا وجوههم بألوان العلم السورى، وكان معهم صور لبشار ووالده. وعدد كبير من مؤيدى الأسد فى دمشق من طلبة الجامعة وأبناء الطبقة الوسطى والتجار الأغنياء. ومعظمهم يتوجهون إلى المظاهرات بسياراتهم الخاصة.

ويتجول عدد من عناصر الجيش بالزى الرسمى المموه، وعناصر المخابرات، حول ميدان الحجاز وفى شارع بردى الذى كان يحتضن الموقع القديم لمعرض دمشق الدولى، أحد أهم الأحداث الفنية والثقافية فى الشرق الأوسط فى عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى.

وللمرة الأولى منذ سنوات فى سوريا، ينتشر رجال الجيش فى أماكن معينة من شوارع دمشق بزيهم المموه. وهم متواجدون بكثافة فى منطقة «جسر الرئيس» وسط العاصمة، وهو موقف حيوى للمواصلات العامة، تتجه منه سيارات الميكروباص إلى معظم مناطق دمشق وريفها الأكثر فقرًا، والذى يشهد احتجاجات متكررة ضد الأسد. وتحيط نقاط تفتيش للجيش والمخابرات بالمدن، وتتوزع أيضًا على الطرق السريعة. ومر موفد «المصرى اليوم» على نقطتى تفتيش فى الطريق من مطار دمشق الدولى إلى قلب المدينة، وهى المسافة التى تمتد لنحو 30 كيلومترًا.

الانتقال بين المدن بات صعبًا، ولا يمر المسافرون من هذه النقاط، الموجودة فى الطريق أو تلك المحيطة بالمدن، إلا بمبرر قوى. وقالت مواطنة من حمص لكنها تعمل فى دمشق «أمرُّ بصعوبة إلى المدينة، وحتى عندما أدخل حمص لا يسمحون لى إلا بالتوجه إلى الشارع الذى يقع فيه بيتى»، أما فى حمص فإن نقاط التفتيش تتواجد بين الأحياء وفى الشوارع، ويمنع المواطن من التوجه من حى إلى آخر.

وكان عاديًا فى شوارع دمشق أن يلصق المواطنون على سياراتهم صور الرئيس الراحل حافظ الأسد، ونجليه الأصغر بشار، والأكبر باسل الذى كان مفترضًا أن يخلف والده، لولا وفاته المفاجئة فى حادث سيارة عام 1994. وكان عاديًا أيضًا رفع صورهم فى الشوارع، والمحال التجارية والمبانى الحكومية، ولكن بعد الاحتجاجات ازدادت أعداد هذه الصور بشكل لافت، فى أكشاك شرطة المرور والشوارع والمحال الخاصة.

وفى مطار دمشق الدولى وداخل كل كشك لختم جوازات السفر، صورة لم تكن موجودة لبشار الأسد. كذلك رفعت على الأعمدة أعلام قماشية صغيرة لسوريا، مرسوم عليها بين النجمتين الخضر صورة لبشار الأسد.

وتشدد الإجراءات الأمنية على الداخلين إلى المطار، خاصة من جنسيات مصر وتونس وليبيا، ويتجول ضباط مخابرات بزيهم المميز وأحذيتهم اللامعة بين المسافرين العرب، ويفحصون بعدوانية جوازات سفرهم. ويؤخذ المصريون والتوانسة إلى غرف بعيدة، حيث يتقرر هناك ما إذا كانوا سيسمحون لهم بالدخول أو سيرحلونهم.

وشاهد موفد «المصرى اليوم» مسافرين مصريين اتخذ قرار ترحيلهما، وهما يحملان حقائبهما ويعودان إلى طائرة «مصر للطيران» التى كانت عائدة إلى القاهرة، بعدما رفضت المخابرات دخولهما البلاد.

وعلى الرغم من هذه الإجراءات الأمنية فإن السوريين اكتسبوا شجاعة فى تناول أوضاعهم الداخلية وانتقاد رئيس جمهوريتهم. وأثرت الاحتجاجات وما تبعها من عقوبات أمريكية وعربية بشدة على الاقتصاد السورى. وارتفع سعر لتر البنزين إلى 44 ليرة سورى (حوالى 5 جنيهات ونصف)، فيما يتراوح سعر أنبوبة البوتاجاز فى السوق السوداء إلى 800 ليرة سورية (100 جنيه)، وشح السولار، الذى يستخدم بكثافة للتدفئة فى الشتاء، إذ تصل درجات الحرارة إلى «-3» درجة مئوية. ولكن على الجانب الآخر قال عمال أحد الفنادق: «الذى يعيش خارج سوريا يصدق أن الأمن يقتل المتظاهرين، ولكن الحقيقة أن المتظاهرين مسلحون، وهذا فى مناطق محددة فقط، ولكن فى باقى سوريا الأوضاع هادئة».

وأثرت الاحتجاجات على السياحة فى سوريا، إذ تنخفض بشكل حاد نسبة الإشغالات فى الفنادق. ورفض المسؤولون عن عدد من فنادق دمشق إعطاء أرقام دقيقة عن نسبة الإشغال، لكن جميع فنادق العاصمة السورية التى بدت خاوية خفضت أسعارها العادية بنسبة تتجاوز 40%.

هنا سوريا.. لا صحفيون ولا مصورون ولا كاميرات تليفزيونية

المصري اليوم

بعد نحو شهر من اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، طردت السلطات السورية الصحفيين الأجانب الذين يعملون لحساب وسائل إعلام مستقلة، ومنعت دخول أى صحفى أجنبى، ومارست ضغوطًا شديدة على الصحفيين السوريين الذين يعملون مراسلين لصحف وقنوات ومواقع إنترنت تصدر أو تبث من الخارج.

وتصدر فى سوريا صحف «البعث» و«تشرين» و«الثورة» المملوكة للدولة، بالإضافة إلى «الوطن» المستقلة، وهى مقربة من النظام.. ويسمح لصحف قليلة معظمها لبنانية بدخول البلاد. ومنذ بدء الاحتجاجات، مُنعت الصحف المصرية، كما مُنعت صحيفتا «الأخبار» و«السفير» اللبنانيتان، مع أنهما مقربتان من حزب الله اللبنانى ومواليتان لسوريا، لذلك، اضطر موفد «المصرى اليوم» إلى عدم الكشف عن هويته الصحفية إلا لعدد من النشطاء.

قالت مراسلة لإحدى الصحف العربية: «استدعانى وزير الإعلام السابق، محسن بلال، إلى مكتبه مرتين، وطلب منى صراحة التوقف عن إرسال المعلومات التى وصفها بالكاذبة إلى الصحيفة التى أعمل لحسابها». وأضافت: «استدعانى مرة ثانية بعد نحو أسبوعين، وكنت قد توقفت عن كتابة اسمى على الموضوعات التى أرسلها إلى الصحيفة لاعتبارات تخص أمنى الشخصى، وقتها طلب منى أن أقول على التليفزيون إن ما تنشره الصحيفة التى أعمل لحسابها كذب وافتراء، لكننى رفضت»، واستطردت: «قلت له إننى توقفت عن إرسال الأخبار إليهم، وإننى غير مسؤولة عما ينشرونه من أخبار حصلوا عليها من وكالات الأنباء العالمية، وإنه من غير الأخلاقى أن أشوه صورة أناس عملت معهم لسنوات».

وكتب الصحفى الأردنى سليمان الخالدى، المراسل السابق لوكالة «رويترز» فى دمشق، تجربة اعتقاله فى أحد السجون السورية لعدة أيام، قائلاً إنه شاهد «إنسانية مهدورة»، وحالات تعذيب بالكهرباء ورجلا عاريا، أعضاؤه متورمة جراء ربطها بحبل بلاستيكى.

اعتقل «الخالدى» لأنه نشر «أخباراً كاذبة وأضر بسمعة سوريا» – كما قال له اللواء على مملوك، رئيس جهاز أمن الدولة، وهو جهاز يتبع المخابرات، لا الشرطة ولا وزارة الداخلية. كما رحّلت السلطات السورية مراسلى بقية وكالات الأنباء العالمية من أراضيها، لكن المشكلة التى تواجهها أنها لا تستطيع ترحيل الصحفيين السوريين العاملين فى وسائل إعلام مستقلة.

وقال صحفى سورى يعمل مراسلاً لحساب إحدى وكالات الأنباء الأوروبية: «محظور علينا العمل تقريبًا.. هناك تهديدات صريحة بأن التواجد فى مواقع الأحداث يعنى موتنا، لكنهم يتساهلون أحيانًا فى تصريح تحصل عليه من أحد المعارضين عبر الهاتف»، وأضاف: «طبعًا هم يرحبون بنشر التصريحات الرسمية الواردة على ألسنة المسؤولين. هذا تقريبًا العمل الوحيد الذى نقوم به علنًا».

وقالت صحفية – فضلت عدم ذكر اسمها -: «خالد الحريرى مصور رويترز (سورى) اعتقل لمدة أسبوعين بعد أن صوّر محتجين وهم يحطمون تمثالاً لحافظ الأسد فى درعا، كانت هذه آخر صورة فوتوغرافية من سوريا»، وأضافت: «بعد الإفراج عنه لم يظهر ولم يتحدث إلى أحد. لا أحد يعلم على وجه الدقة ما الذى حدث له خلال هذين الأسبوعين»، وأوضحت: «الحركة فى سوريا صعبة، عليك أن تجد مبرراً قوياً تقوله لمن يقف على الحاجز الأمنى فى الطريق ليسمح لك بالمرور من مدينة إلى أخرى، وفى المدن التى تشهد احتجاجات.. الحواجز الأمنية بين الأحياء»، ثم أضافت: «وفى كل الأحوال لا يسمحون للصحفيين بالمرور، الصحفى فى سوريا اليوم مكانه بيته».

الحسكة ولعنة الأسد: حقول نفط بجانبها بيوت طينية – عاصمة الزراعة تقطع عنها الخبز

صحفي من محافظة الحسكة : كلنا شركاء

(الجزيرة السورية):

سميت بالجزيرة نظراً لوقوعها بين نهري دجلة  والفرات ,يعمل أغلب سكانها بالزراعة وتمتاز بزراعة القمح والقطن والفواكه والبقوليات والخضار وتسمى (عاصمة الزراعة السورية ),ومن أكبر مدنها (الحسكة – القامشلي).

كما أنها تقع على منابع النفط حيث تتركز فيها حقول النفط خصوصا في منطقة (الرميلان والجبسة),حيث يبلغ انتاج شركة الرميلان (23500)م3 يومياً,وهي أيضاً غنية بالغاز الطبيعي (انتاج الغاز في السويداء 24000م3 يوميا) . كذلك غنى المحافظة بالثروة الحيوانية ,وتنوعها ,وكثرة منتجاتها .

وبما أن محافظة الحسكة تمتلك هذه المقومات اللازمة للتقدم والتطور الاقتصادي, والتي تؤدي بها إلى التطور في جميع مجالات الحياة بما يحقق الرفاهية و الكمال لأبناء هذه المحافظة ,كان من الضروري تفحص مدى دعم الدولة على هذه القطاعات ,و الظروف التي لازمتها منذ قيامها.

خلو الحسكة من(المعامل-المصانع الشركات)إهمال أم  تهميش أم تعمد..؟؟

من المفترض الحديث عن محافظة مثل محافظة الحسكة التي تعتبر من أغنى المحافظات السورية بالمقومات والموارد الاقتصادية الهامة كالثروات المعدنية (نفط -غاز-حديد)الموارد الزراعية(حبوب-قطن-بقوليات-خضراوات)والثروة الحيوانية وكذلك مصادر (المياه),أن تكون مواطناً للمصانع والمعامل والشركات ومنفذاً للاستثمارات من كل صوب.

لكن على العكس تماماً فهي خالية من كل هذه المشاريع, حيث عملت الحكومة و المسؤولين جاهدين على منع إقامة أي مشروع أو منشأة صناعية أو معامل أو شركات داخل حدود هذه المحافظة.

فنلاحظ إقامة المصافي في محافظات أخرى تبعد آلاف الكيلومترات عن منابع النفط الرئيسية كالرميلان و الجبسة وغيرها من المناطق التابعة للحسكة, حيث يتم نقل النفط عبر أنابيب إلى مصافي بعيدة ثم إعادة مستلزمات هذه المحافظة من مازوت بأنابيب أخرى تكلف الدولة الكثير , نتيجة هذه السياسة الخاطئة.

كما لا يوجد (مصانع للحديد اللين و الفولاذ)باعتبار هذه الصناعة تشكل ضرورة وحاجة لابل أساساً لجزء كبير من من قطاع الصناعة, رغم كثرة ووفرة المواد الأولية من فولاذ وحديد بملايين الاطنان.

إضافة إلى ذلك لا توجد مصانع للمواد الكيماوية والأسمدة التي تصرف بشكل كبير على أراضي هذه المحافظة الزراعية ,كذلك مصانع ومعامل الأقمشة ,وتعليب الفواكه و الخضار ,وصناعة المشروبات وغيرها من الصناعات الضرورية.

علاوة على ذلك منعت الحكومة ابناء هذه المحافظة من اللذين يقيمون في الخارج من استثمار أموالهم داخل محافظتهم, حيث قاموا بشراء الأراضي اللازمة لتنفيذ مشاريعهم, والبدء بالإجراءات اللازمة للحصول على رخصة ,اصطدمت آمالهم بالرفض القاطع من قبل الحكومة أو بالقبول المشروط على أن يقيموا مشاريعهم في محافظات أخرى.

والأمثلة كثيرة (لم يتمكن أحد رجال الأعمال من الحصول على رخصة لإقامة مجمع ضخم  في المنطقة السياحية التابعة لمدينة القامشلي)

حيث كان من المفروض أن تصاغ سياسة الحكومة على تشجيع الاستثمارات الخارجية في الداخل ,لتعود بالنفع على أبناء هذه المحافظة من جهة ولسوريا عامة من جهة ثانية.

ليس هذا فحسب بل منع حتى ابناء الحسكة من إقامة مشاريع وشركات في حدود محافظتهم ,من خلال عدم منح الترخيص أو فرض ضرائب باهظة لصدهم عن تبني أي مشروع.

إثر ذلك فشلت محاولات الكثير ممن بذلو جهوداً لدعم اقتصادهم الفردي وبالتالي دعم الاقتصاد العام(منع أحد الاشخاص من إقامة معمل للصناعات البلاستيكية في القامشلي),لم يتمكن آخرون من إكمال بناء فنادق نظراً للضرائب التي فرضت عليهم (فندق آسيا-فندق رمسيس)

لم يبقى أمام أبناء الحسكة سوى شراء بعض الأراضي و العقارات لإقامة بيوت أو محلات صغيرة, حتى هذا الشيء لم تتمكن الحكومة من هضمه, فبعد حوادث القامشلي وانتفاضة آذار عام 2004 أصدر الرئيس بشار حافظ الأسد مرسوماً بمنع امتلاك الأراضي و العقارات و البيوت, والذي شكل أزمة حقيقية ,حيث وقفت كل عمليات البيع والشراء للعقارات والأراضي فنتيجة عدم امكانية الحصول على أوراق ثبوتية من المحاكم لنقل ملكية هذه العقارات وتحويلها إلى أسامي المشترين.

عندئذ تحول أنظار أبناء الحسكة, نحو الفرار و اللجوء إلى الدول الغربية و الأوروبية أو إلى العاصمة والمدن الكبرى ليجدوا مكاناً لاستثمار أموالهم, أما الفقراء لم يكن السبيل الوحيد لهم سوى أن يعملوا عدة سنوات بالأعمال الشاقة أو بالمقاهي و المطاعم في العاصمة ليجمعوا ما يكفيهم لمغادرة سوريا ويعرضوا أنفسهم أثناء نقلهم بالبواخر عبر السماسرة الذين لايقلون عن النظام والمسؤولين في النصب عليهم واعادتهم إلى بيوتهم بعد قضاء فترة من الزمن إما في السجون السورية, أو البقاء في مصر وتركيا بانتظار الوعود الكاذبة من السماسرة حتى ينفذوا كل ما ادخرو من المال في تلك السندات التي عملوا بها.

عاصمة الزراعة السورية توزع على ابنائها (السلات الغذائية):

الزراعة هي العمود الفقري لمحافظة الحسكة ,وتشتهر بزراعة القمح (مساحة واسعة)و القطن والبقوليات وكذلك الخضار والفواكه. وتمتلك من الموارد المائية والخضار والمناخ ووفرة اليد العاملة بما فيه الكفاية للاستثمار الافضل لهذه الزراعيات. ولكن نتيجة الممارسات السياسية الخاطئة من قبل الدولة خاصةً في مجال الزراعة واصدارها الكثير من القوانين التي تخدم أهداف وسياسات الحكومة ,على حساب أبناء هذه المحافظة أدت إلى تراجع القطاع الزراعي كثيراً ,ونفور الفلاحين والمزارعين من الأراضي التي باتت تشكل عبئاً ثقيلاً لهم ,تكلفهم المصاريف اللازمة لزراعة أراضيهم ما لا طاقة لهم عليها حتى شاع بينهم أن الدولة تحاربهم ,ومن هذه الاجراءات التي اتبعتها الدولة:

1-رفع أسعار المازوت اضعاف أضعافها ,وتزامناً مع سنوات العجاف.

2- فرض الأجور على ساعات الماء التي يحصلون عليها من آبارهم التي حفروها بأيديهم في أراضيهم بشق الأنفس ,وكان عليهم شراء ساعات مياه توضع على الآبار لقياس نسبة الماء المستهلك, وسعر الساعة 5000 ل.س, مبلغاً احتار الكثير من الفلاحين في كيفية الحصول عليه’ ليتمكنوا من الحصول على رخصة لزراعة الأراضي.

3-تعقيدات تتعلق بالحصول على الرخص .وقوانين الآبار المخالفة .

4-منع الزراعة لمن يملك بئراً مخالفاً.

5-تحديد الدورة الزراعية ,وكذلك تحديد المساحات الزراعية بحيث لا يستطيع الفلاح زراعة دولماً واحداً زيادة عن المساحة المحددة.

6-تحديد الإنتاج بحيث لا تشتري الدولة الانتاج الزائد عن الفلاحين ,مما أدى بالفلاح أو المزارع إلى بيع انتاجه الزائد إلى التجار بسعر أقل.

7-شراء المحاصيل بأسعار زهيدة, وبيعها إلى الخارج بأضعاف مضاعفة, نتيجة الفائض الانتاجي في السنوات ذات المواسم الخيرة.

8-عدم امكانية حصول الفلاحين على سندات تمليك لأراضيهم مع العلم أن هذه الأراضي ملكاً لهم ورثوها عن أجدادهم.

9-غلاء الأسمدة و المبيدات وغيرها من المستلزمات الزراعية, وعدم وفرتها, وإن وجدت في السوق السوداء وبأسعار خيالية.

ولم يكن مفاجئاً للفلاحين عند استلامهم فواتيرهم بعد تعب وجهد موسم كامل من الزراعة ,أن يجدوا فيها خصومات لا علم لهم بها ,حيث تخصم من فواتيرهم مبالغ تتعلق بالمبيدات و الأسمدة رغم أنهم من يشتروها وليست الدولة, وخصومات من أجل إرسال مساعدات إلى دول أخرى رغم أن الفلاح بحاجة إلى دعم الدولة. ففي القامشلي على سبيل المثال أنشئ مؤخراً صالة رياضية , ربما يعد مشروعاً وحيدا من قبل الدولة , كانت تخصم تكلفتها من فواتير الفلاحين, ربما يحتاج الفلاحين الكثير حتى يصل إلى مستوى الرفاهية ليبعث أبنائه إلى تلك الصالة الرياضية التي تبنى على حسابه وهو لا يملك بيتاً. علاوةً على ذلك توالت سنوات الجفاف لتمتد مشيئة الله مع مشيئة الحكومة السورية فتشكل عبئاً كبيراً على الفلاحين لاحول لهم ولا قوة.

وبدلاً من ان تضع الدولة حلولا لتدارك مشكلات الجفاف وآثارها على محافظة الحسكة خاصة وعلى الدولة بشكل عام قامت بكل ما من شأنه أن يزيد الطين بلة.

حيث رفعت أسعار المحروقات (الزيت-المازوت),أضعافاً مضاعفة(أصبح سعر لتر المازوت 25 ليرة في حين كان من قبل سنوات الجفاف ب5 ليرات).

وعلى الرغم من غنى الحسكة بالأنهار, لم تقم الدولة بإنشاء السدود اللازمة لحل مشكلة الجفاف, حيث تدخل معظم الأنهار في حدود المحافظة وتخرج منها دون الاستفادة من مياهها في ري الأراضي.

وأكد جورج صومي(باحث في مجال المياه – وزير الري حالياً ) :لم أسمع أن لجنة المياه العليا اجتمعت ولو مرة لتجاوز الأزمة المائية التي تعيشها البلاد, مما أدى إلى هجرة الكثير من أبناء الحسكة إلى باقي محافظات القطر, أو إلى الخارج بحثاً عن مسكن يؤمن لهم العيش ويسد قوتهم اليومي

(جورج صومي” عملية الجفاف الذي استمر لسنوات عديدة أدت الى هجرة نحو 400 ألف نسمة من المنطقة الشرقية”)

إثر ذلك حدث فجوة كبيرة بين الفلاحين وأراضيهم, وبين الريف والمدن فالأرياف لم تعد موطناً للخيرات, بينما ازداد عدد سكان المدن لتحدث فيها أزمة سكانية أثرت على كافة الأصعدة. كما شهدت محافظة الحسكة أزمة خانقة لم يعرف لها مثيل في العقود الأخيرة, وهي أزمة الخبز, تمثلت بانقطاع الخبز عن مدن وقرى المحافظة و عن المئات من الأسر ,مما ترك حالة من الاضطراب والقلق في هذه المحافظة.

عندئذ شهدت الحسكة و أبنائها ظاهرة لم تكن بالحسبان حين لفتت الدولة أنظارها على أوضاع الفلاحين في الآونة الأخيرة, وعملت على توزيع (السلات الغذائية)على الناس الأشد فقراً, وحتى هذه كانت توزع على المدعومين أو حسب الواسطات , ليعاني البقية مرار البؤس إلى جانب الفقر.

التعليم ومشاكل اللغة :

من أهم ما يمكن الحديث عنه في هذا الموضوع و الأكثر سلبية وتعقيداً على أبناء هذه المحافظة وخصوصاُ أن غالبيتهم من الكرد, هي مشكلة اللغة ,والتي تشكل الصدمة الأولى لهم في الحياة التعليمية, وتؤثر على باقي المجالات بشكل عام.

إن ابناء هذه القومية (الكرد) يترعرعون في ظل أسرهم بلغتهم الأم (الكردية) ومنذ دخولهم في طور النطق وحتى وصولهم إلى سن الدراسة (6 سنوات)لايعرفون كلمة واحدة في اللغة العربية, وهنا لب المشكلة.

فتراهم صامتين في صفوفهم أما المدرسين الناطقين باللغة العربية, لايفهمون ولا يعلمون ما يتحدث به المدرس في تلك الساعات الطويلة من حصص الدراسة, حتى يأتي الفرج عند سماع جرس الفرصة ليتنفسوا قليلا من الصمت الذي خنقهم ,ولكن حتى أثناء الفرصة منع عنهم التحدث بلغتهم, حيث تعرض الكثير من الأطفال إلى الضرب المبرح من الأساتذة العرب نتيجة التحدث بلغتهم الكردية ,مما أدى إلى حدوث مشاكل نفسية كثيرة, أثرت على هؤلاء الأطفال بشكل كبير, مما ادى البعض إلى الغياب أو ترك الدراسة و التعليم, ليبقو في مباطن الجهل.

أما البقية ممكن التزموا وأصروا على التعليم, عانوا من مصاعب تعلم اللغة العربية, وصبوا جميع طاقاتهم ليتمكنوا من خلال السنوات الدراسية على فهم وتعلم ما يخرج من شفاه المدرسين ليفسروه إلى لغة ثانية ,بحيث يستطيعون التعامل معها. محدثين بذلك ازدواجية بين اللغتين حيث يتعلمون ويتقنون اللغة العربية كتابة وضعيفي اللفظ بها أو التحدث, ويتقنون اللغة الكردية حديثاً ونطقاً مع الضعف في كتابتها.

على حين ان الدراسات و الأبحاث التي أجريت من خلال علماء اللغة تؤكد أن مكامن الإبداع تكمن في اللغة الأم ,وأن الدراسة بلغة اخرى تقضي على الكثير من فرص الإبداع.

إضافة إلى ذلك هناك الكثير من المشاكل التي يعاني منها التعليم في محافظة الحسكة, لتدخل في خانة المحافظات النامية.

حيث ان معظم قرى هذه المحافظة تفتقر إلى المدارس النموذجية, فنلاحظ مدارسها ذات بناء طيني مصنوع من مادة (اللبن)التي توشك أن تهدم فوق رؤوس التلاميذ, وبعد ملاحظة الحكومة هذا الأمر عملت إلى جلب مدارس ذات بناء أو غرف متنقلة على عربات بدلاص ان تنشئ مدارس ذات أبنية نموذجية.

إضافة إلى بعد المدارس الإعدادية, وانعدامها في القرى, حيث يضطر الطالب إلى أن يسير مسافة بعيدة في ظل الظروف الجوية القاسية حتى يصل إلى مدرسته .كما أن هذه المحافظة, قليلوا فرص النجاح من المسبقات التي تقوم بها مديرية التربية لتعيين المعلمين, حيث أجريت الكثير من المسابقات ولكن الموافقة جاءت لصالح أبناء المحافظات الأخرى.

علاوة على ذلك المناهج الجديدة وصعوبتها, وعدم إمكانية التعامل معها سواء من المدرسين أو الطلاب, حيث جاءت هذه المناهج الجديدة بون خطة تمهيد ليستطيع الطلاب ان يتأقلموا معها مما أثرت بشكل سلبي على كافة المحافظات النامية.

يلي ذلك عدم وجود جامعات أو كليات في هذه المحافظة, كمدينة القامشلي حيث أنها خالية من أي جامعة أو كلية, باستثناء جامعة المأمون الخاصة والتي لا يستطيع إلا القلة القليلة على التسجيل فيها لرسومها البالغة الكلفة.

رغم أن في الآونة الأخيرة أنشئ بعض الكليات في مدينة الحسكة وهي تابعة لجامعة الفرات, وتفتقر إلى الأقسام المطلوبة لاستيعاب الطلاب .

فلا توجد كلية هندسة بترولية رغم غنى المنطقة بالنفط, ولا توجد كليات زراعة في عاصمة الزراعة ,ولا كليات آداب أو آثار أو سياحة ولا مراكز ثقافية كافية.

مما يضطر الطلا ب إلى الدراسة في محافظات أخرى ,يعانوا مشقة الطريق, والبعد وتكاليف العيش فوق قدرات وطاقات أهاليهم ,مما يضطرهم إلى الدراسة و العمل في آن واحد أو ترك الجامعة و اللجوء إلى عمل يؤمن لهم مستقبل أفضل.

انعدام وقلة الخدمات ألقت بظلالها على الحسكة :

إذا كنت من زوار مشافي العاصمة وخصوصاً مشفى المواساة أو البيروني, تلاحظ معظم المرضى من أبناء محافظة الحسكة .

وذلك نتيجة فقر مستشفياتها بالكادر الطبي, أو المستلزمات الطبية, وعدم وجود مشافي للأمراض الخبيثة, رغم وجود حقول نفط وغاز تزيد من فرص الإصابة بمثل هكذا أمراض. ومن جابن آخر هناك اكثر من 60 قرية في محافظة الحسكة خارج نطاق الخدمة, و الكثير من القرى تعيش في حالة انعزال بسبب عدم وجود طرقات مزفتة تصلهم بالمدن في فصول الشتاء. بالإضافة إلى عدم وجود خدمات الهواتف الأرضية  في هذه القرى, أو الأحياء التابعة للمدن أو ريفها, فهناك قرى تعيش شرقي القامشلي لم يتم إمدادها حتى الآن بشبكات الهواتف الأرضية كقرية(عنيبي- نعمتلي-تل الزيتون-شورك-قرى حسن-),و الجدير بالذكر أن عدم وصول هذه الخدمة سببها رامي مخلوف رجل الأعمال السوري ,وذلك كي لا تتأثر شركة سيريتل التي يملكها باستخدام الأهالي للهواتف الأرضية, لأن معظم أهلي قرى الحسكة الذين لم تصل إليهم خدمة الهواتف الأرضية يستخدمون الهواتف النقالة.

كذلك الخدمات المتعلقة بالبناء, حيث تشاهد أغلبية القرى ببيوتها المصنوعة من الطين تكون بجانب حقول النفط, بدلا من ناطحات السحاب التي تقام في الدول النفطية.

يلي ذلك مشاكل مياه الشرب, وعدم وجود شبكات مياه, رغم كثرة الأنهار, وأصبحت أغلبية القرى تعيش على ميه محدودة, أو معدومة نتيجة جفاف آبارهم المنزلية بعد سنوات الجفاف .

علاوة على دور البلديات في تفاقم مشكلة الخدمات وعدم قيامها بأي دور من شأنه حل المشاكل التي تصادف مدن وقرى هذه المحافظة ,أو القيام بخدماتها على وجه الكمال.

فهناك الكثير من هذه البلديات تبعث بموظفيها في نهاية كل شهر إلى القرى ليلموا الأموال من الأهالي بحجة التنظيف, مع العلم أن الأهالي لا يحصلون على أي خدمة من البلديات سوى رؤية موظفيها في نهاية الشهر وهم يمدون أيديهم بما معناه(شحادة محترمة بطريقة أمنية).

والجدير بالذكر أوكلت بلدية القامشلي مهام إقامة أو تنظيم (الدوارات)في الشوارع إلى رجال أعمال المدينة ,عوضاً عنها.

بعد القاء نظرة ولو تقتصر على بعض الجوانب الأخرى التي عانت منها هذه المحافظة بمدنها وقراها, وذلك تجنباً للإطالة فإن النظام القائم وحكومته واللذان على وشك الانهيار يستحقان كل انتقاء ,حيث أن جميع الممارسات والسياسات التي قام بها لم تكن تجري بالمصادفة ,بل التخطيط المنظم والمسيس لعزل هذه المحافظة من مستحقاتها وحقوقها لجعلها أرضاً خصبة لتنفيذ مشاريعهم وأيديولوجياتهم وسياساتهم الشوفينية.

فابتكروا أساليب قسرية لتمييز الأكراد وسلبهم حقوقهم كمواطنين وتغييب الكرد وتهميشهم, كسياسة (الحزام العربي)أي تعريب المناطق الكردية وتجريدهم من أراضيهم ومشروع الإحصاء الاستثنائي  عام 1962 الذي حرم مئات الآلاف من الأكراد الجنسية السورية.

وما تلاه من اغتنام فرصة بناء سد الفرات وغمر أراضي القريبة منه ليزجو العرب الغجر في مدن هذه المحافظة وخصوصاً على الشريط الحدودي ,ونزع الأراضي من مالكي المحافظة وتوزيعها على العرب المغمورة اراضيهم , التي سببت الكثير من المشاكل ولازالت قائمة حتى الآن.

وكذلك الاستيلاء على أراضي الفلاحين الكرد, وجعلها أملاكا للدولة لإقامة مزارع نموذجية مزودة بالمدارس و الحماية الأمنية.

مسيحيو الجزيرة مرتاحون لإلغاء الاحتفال بأعياد الميلاد ومناشدة للكنائس الأخرى لموقف مشابه

روما (13 كانون الأول/ ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت أوساط دينية وشعبية في منطقة الجزيرة السورية أن قرار مسيحيي الجزيرة السورية إلغاء كافة مظاهر الاحتفالات بعيد الميلاد واقتصارها داخل الكنائس فقط أثار ردود فعل إيجابية بين الأوساط الدينية والشعبية والسياسية في المنطقة، ولاقى ترحيباً واسعاً، وناشدت الأوساط باقي الكنائس السورية لاتخاذ نفس القرار والاصطفاف بشكل صريح واضح إلى جانب الانتفاضة السورية .

وقالت الأوساط لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن مطالبة رؤساء الطوائف المسيحيين إلغاء كافة مظاهر الاحتفالات بالأعياد خطوة لافتة لاقت ارتياحاً كبيراً لدى مختلف الأوساط الدينية والشعبية والسياسية في منطقة الجزيرة، حيث قُرأت سياسياً على أنها موقف تضامني مع الانتفاضة وأهدافها، وانحياز واضح إلى جانب الشعب السوري ومطالبه المحقة في التغير الديمقراطي السلمي”.

وناشدت الأوساط باقي الكنائس السورية لاتخاذ نفس القرار وقالت “نتمنى على بقية الكنائس السورية أن تحذوا حذو الكنائس في منطقة الجزيرة وأن تصدر بيانات تطلب من المسيحيين إلغاء كل أشكال الاحتفال بالأعياد تعاطفاً مع أسر شهداء وجرحى الانتفاضة وتعلن صراحة وقوفها إلى جانب انتفاضة الشعب السوري وتأييد مطالبه في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم، وليس من الحكمة أن يسبح المسيحيون عكس التيار في مواجهة إرادة الشعب أو أن يربطوا مصيرهم بمصير نظام متهالك آيل للسقوط” حسب قولها.

وكان رؤساء الطوائف المسيحية، جلها من الآشوريين (سريان/ كلدان) والأرمن، في منطقة الجزيرة السورية (محافظة الحسكة)، أصدروا يوم الجمعة الماضي بياناً بمناسبة أعياد الميلاد انحازوا فيه وبشكل واضح إلى جانب الانتفاضة السورية ومطالبها المحقة في الحرية والديمقراطية والكرامة وأشاروا إلى أنه “نظراً للظروف القاسية التي تجتازها البلاد، وتعاطفاً مع أُسَر شهداءِنا الأبرار من مدنيين وعسكريين”، فقد قرروا إلغاء كافة مظاهر الاحتفالات بعيد الميلاد واقتصار الاحتفالات على الصلوات والقداديس داخل الكنائس فقط.

من جهته قال سليمان يوسف، الناشط والباحث الآشوري المهتم بقضايا الأقليات لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن بيان كنائس الجزيرة فيه تأكيد على أن المسيحيين هم في قلب الحدث وجزء أساسي من الحراك الشعبي السلمي الساعي للتخلص من الاستبداد، وهذا الموقف واجب فُرض على المسيحيين باعتبارهم مواطنين سوريين تواقون ربما أكثر من غيرهم إلى الحرية والديمقراطية وانتقال سورية إلى دولة مدنية تعددية ودولة المواطنة والحق والعدل والقانون، وهم جزء أساسي وأصيل من النسيج الوطني والتاريخي لسورية” وفق قوله. وأضاف “يحمل بيان رؤساء الطوائف في الجزيرة أكثر من رسالة وفي أكثر من اتجاه، أبرزها أنه رد واضح وقوي على كل من كان يتهم المسيحيين ومرجعياتهم الدينية بالوقوف إلى جانب النظام القمعي وضد تطلعات السوريين إلى الحرية والديمقراطية، كما أنه رد على تصريحات رجال دين

مسيحيين لا يمثلون سوى أنفسهم جاهروا بتأييدهم للنظام القائم في سورية، ورسالة إلى جميع الشركاء في الوطن من مسلمين وغير مسلمين، مفادها أن المسيحيين يشاطرونهم الحياة بسرائها وضرائها، وأنهم مع وحدة المصير والمستقبل “وفق قوله، واستدرك” لا شك أن ثمة مخاوف وهواجس لدى المسيحيين كما الكثير من السوريين من المستقبل، لكن هذه المخاوف لا تعني قط تمسكهم بالنظام القائم والدفاع عنه، ولن يقفوا في وجه تطلعات أكثرية حريتهم جزء من حريتها، وليس خطأ أن يطالب المسيحيون من شركائهم في الوطن بتطمينات لمستقبلهم السياسي والثقافي يليق بمكانتهم الوطنية وبوزنهم التاريخي في النظام السياسي المقبل” حسب تعبيره.

كارنيغي” تستشرف 2012: رحيل الأسد وأحمدي نجاد وعودة بوتين

الديموقراطيات الإسلامية تحدٍّ للأميركيين وتهديد للسعوديين

موناليزا فريحة

كانت 2011 سنة استثنائية بامتياز. في الشرق الاوسط كما حول العالم، تلاحقت الاحداث السياسية والاقتصادية والكوارث الطبيعية، وتنافست بالدم حيناً وبنشوة الحرية أحياناً على صنع تاريخ ستتوالى فصوله بلا شك سنة 2012 وما بعدها.

بمقاييس كثيرة، يشكل “الربيع العربي” بطل 2011 بلا منازع، بعدما دحرج رؤوساً كبيرة، وصلت سيوفاً فوق أخرى، مدشناً للمنطقة مرحلة انتقالية مفتوحة على تحديات خطيرة.

ومع “الربيع العربي”، حل “خريف الاورو” الذي يعتبر أكبر تحد للاندماج الاوروبي وينذر بتداعيات على الاقتصاد العالمي كله. ومع هذين الحدثين، شهدت يوميات 2011 محطات بارزة أخرى، من مقتل أسامة بن لادن بعد مطاردة استمرت عشر سنين، الى الزلزال العنيف الذي ضرب اليابان ودمر مفاعل فوكوشيما النووي في أسوأ حادث تسرب نووي في البلاد منذ 25 سنة.

قد تستحق أحداث أخرى مكاناً لها في يوميات السنة الاستثنائية، كالجدل في شأن دور أميركا في العالم مع انشغالها بأزمتها الاقتصادية، اضافة الى توتر علاقتها مع حليفتها باكستان. وعلى خط السلام حيث استمر الجمود، سجلت للفلسطينيين خطوة طموحة تمثلت في تقديمهم الى الامم المتحدة طلباً للاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية تقف له واشنطن مع حلفائها في المرصاد.

لن تبلغ أحداث بهذا الحجم خواتيهما قريباً، وهي بلا شك ستطبع السنة المقبلة وربما السنوات التالية. فكيف ستؤثر هذه الاحداث على سنة 2012؟ وما هي أبرز المحطات المرتقبة خلالها؟

في رأي ديفيد روزكوف، وهو باحث زائر في معهد “كارنيغي إنداومنت للسلام الدولي” أن 12 حدثاً ستستأثر بالعناوين الرئيسية سنة 2012، بينها رحيل الرؤساء السوري بشار الاسد والايراني محمود أحمدي نجاد والفنزويلي هوغو تشافيز والزعيم الكوبي السابق فيديل كاسترو. وقد استند في توقعاته لمجلة “فورين بوليسي” الى الدينامية التي أرستها أحداث 2011، اضافة الى مؤشرات سياسية واجتماعية ومحطات بارزة سنة 2012. وهنا المحطات الـ12:

* تغيير القيادة في مراكز سلطة حول العالم:

صحيح أن هذا الامر بديهي في ظل الانتخابات الرئيسية المرتقبة في الولايات المتحدة والصين ودول كبيرة في أوروبا، بما فيها فرنسا وروسيا والمكسيك ومصر ودول أخرى. ولكن نظراً الى الدور المهم للدول المعنية والاضطرابات التي تسود العالم والميل الى عدم الاستقرار، يمكن أن تستأثر التغيرات المرتقبة بجانب مهم من اهتمام العالم طوال السنة.

* مؤشرات أولى الى اضطرابات سياسية حقيقية في الصين:

 وسط انتقادات علنية متزايدة للحكومة على خلفية مسائل تراوح بين تحطم قطارات والتلوث، وحملات علنية بين فصائل الحكومة الصينية، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وإن تكن مراقبة، على الزعماء الجدد للصين أن يتوقعوا مزيداً من الانقسامات وأوقاتاً صعبة للحفاظ على السيطرة المركزية في القوة الناشئة العظمى.

* انهيار سلالة الأسد في سوريا:

تقدر واشنطن وباريس أن أيام الرئيس بشار الاسد في السلطة صارت معدودة، وإن يكن هو يتصرف عكس ذلك. ومع اصرار المعارضة السورية وتزايد الضغوط من جيران دمشق، لن يكون دعم “حزب الله” وروسيا وايران كافياً لحماية بشار الاسد من مصير حسني مبارك.

* نزاع على السلطة في باكستان:

ليس مثل هذا الامر بالجديد في باكستان. فكما هي الحال في مصر، ينظر الجيش الباكستاني الى الديموقراطية على انها معادل لابتسامة مصطنعة كبيرة أمام الكاميرات. وفي ظل التقارير الاخيرة عن خلافات داخلية، ليست خطرة المراهنة على قيادة جديدة في اسلام اباد بحلول نهاية السنة المقبلة.

* نهاية أحمدي نجاد في ايران:

إذا استمر تفاقم التوتر بين محمود أحمدي نجاد والملالي الذين يديرون الجمهورية الاسلامية من خلف الكواليس، لن يكون الغرب هو الذي يطيح هذا الرجل، وإنما الخلافات  الداخلية في البلاد. وفي المقابل، سيحاول هو الاحتفاظ بمنصبه بمواجهات مع الأميركيين والإسرائيليين والسعوديين وغيرهم.

* نقلة نوعية في الشرق الاوسط:

مع استمرار “الربيع العربي”، تتواصل التحولات في الشرق الاوسط طوال 2012. وتصير الصين والهند مستهلكين أكثر أهمية من أي وقت مضى للنفط، فيما تتراجع الولايات المتحدة. وتزداد أهمية الصين لاعباً رئيسياً بالنسبة الى باكستان وأفغانستان وايران، على رغم ادعائها أنها لا تريد التدخل. وتواصل الولايات المتحدة تحويل انتباهها الى كل من آسيا والداخل. وتمضي اسرائيل في اضعاف نفسها بسياستها الاستيطانية. أما الدور التركي فيزداد أهمية، ويبدأ المحور المعتدل التركي – المصري، الحلول محل مركز الثقل السعودي – الخليجي. أما السباق على التسلح النووي في المنطقة، فيتسارع مع تزايد عدم الاستقرار في باكستان. والاهم من ذلك كله، يصير صعود الديموقراطية الاسلامية وانتشارها التطور غير المتوقع ، الامر الذي يؤدي الى قيام حكومات يصعب على الولايات المتحدة الانسجام معها ، وتهديداً كبيراً للسعوديين. انها مشاكل وتحديات كبيرة سيواجه صناع السياسة أوقاتاً صعبة لمواكبتها، وهو ما سيؤدي الى مشاكل جديدة.

* نهاية تشافيز وكاسترو:

يبدو الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز والزعيم السابق فيديل كاسترو مرشحين لمغادرة الساحة هذه السنة. وحتى اذا لم يحصل ذلك، ستواجه سياستاهما تراجعاً كبيراً ، ويتوقع أن تحقق المعارضة في بلديهما مكاسبهما الكبرى في التاريخ الحديث.

* بوتين يعود الى السلطة أشد صرامة من المتوقع:

ليس متوقعاً أن تؤثر المعارضة المتزايدة لفلاديمير بوتين على اعادة انتخابه السنة المقبلة، الا أن الرجل القوي في موسكو لن ينسى صيحات الاستهجان ضده في ساحات موسكو، وهو يعد العدة لحملات مضادة.

* تعزيز منطقة الاورو:

كانت 2011 السنة التي اكشتفت فيها منطقة الاورو أنها لا يمكنها أن تستمر من دون نفسها. أما 2012 فستكون السنة التي تكتسب فيها العملية الطويلة والبطيئة والمحبطة لبناء مؤسسات مالية ونقدية جديدة وقوية زخماً. سيحصل ذلك  بطريقة متقطعة وغير منتظمة وستتواصل عناوين: النهاية قريبة، ولكن اذا تمكنت منطقة الاورو من تجاوز هذه السنة، عندها سيكون شعارها للسنة المقبلة: “ما لا يقضي علينا يجعلنا أقوى”.

* ركود عالمي مع رابح  مفاجئ أو اثنين:

قد تنجو منطقة الاورو من كارثة، لكنها قد تنتج أزمة اقتصادية أكبر. فالركود في أوروبا  المتقشفة سيزداد سوءا نتيجة الكساد الذي يجتاح دولاً ناشئة، والنتيجة يمكن أن تكون ركوداً أعمق في كل أنحاء العالم. لكن المفارقة أن الولايات المتحدة قد تخرج رابحة، واليابان أيضاً.

* سقوط مصرف كبير يؤدي الى اصلاح تنظيمي محدود:

يمكن أن تثير  الاضطرابات في منطقة الاورو كابوساً في “وول ستريت” مع استمرار معاناة مصارف أوروبية كبيرة على رغم رزمة انقاذ من الاتحاد الاوروبي. وقد يواجه صناع السياسة أرقاً طوال السنة، خوفاً من أن يؤدي اضطراب في الاسواق الى انهيار مصرف بعد آخر، والنتيجة ستكون مزيداً من رزم الانقاذ المالي من دون اصلاحات.

* انتشار التطرف في أفريقيا يدفع الولايات المتحدة الى التحرك:

رأينا هذه السنة قواعد لطائرات من دون طيار وقوات تتحرك بصمت الى أفريقيا. وفي ظل القلق الاميركي والغربي من المتطرفين في المنطقة، وتحديداً في نيجيريا، سيزداد التركيز على  تنظيم القاعدة وفروعه في المنطقة. وبحلول نهاية السنة سينظر الى هذا الامر على أنه تهديد أمني متقدم  في قائمة المراقبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى