بيانات الانتفاضة

تحية إلى حماة وأهلها تحية إلى كل أبناء شعبنا المكافح


هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سورية

تعيش مدينة حماة في هذه الأيام وضعا شديد الخطورة يهدد بكارثة وطنية وإنسانية أخرى .

فبعد مجزرة جمعة أطفال الحرية التي سقط فيها مئة وستة وأربعون شهيدا من المتظاهرين المسالمين العزل ، وبعد التظاهرات التي شارك فيها مئات الآلاف في الأسابيع التي تلت ، والتي أثبت فيها أبناء شعبنا في هذه المدينة الباسلة رقي سلوكهم وترفعهم عن كل عنف ، وأكدوا حسن تنظيمهم لأنفسهم وانضباطهم المميز بالسلوك المتحضر سياسيا وعمليا ، كما أثبتوا عمق تمسكهم بالوحدة الوطنية بين أبناء الشعب السوري دون استثناء، وإصرارهم على التغيير الوطني الديمقراطي لنقل سوريا كلها إلى مرحلة تاريخية جديدة ينال فيها السوريون حقهم الطبيعي في الحرية و العدل و الكرامة الإنسانية … بعد كل هذا عمدت السلطة إلى إقالة المحافظ الذي أثبت كفاءته ونجاحه في ضبط الشبيحة وتجاوزات المخابرات ،وأعادت تكليف الضابط المسؤول عن مجزرة أطفال الحرية كمسؤول أمني رئيسي عن المدينة بعد أن زعمت أنه اعتقل وسيقدم للمحاكمة ، و أرسلت الدبابات والمدرعات التي فرضت حصارا شاملا على المدينة، وزجت بأعداد كبيرة من عناصر الأمن التي شنت حملة مداهمات وترويع و اعتقالات واسعة ، فجرى ذبح بعض المواطنين ورمي جثامينهم في كل مكان، وسحل آخرون بالدبابات، و قتل غيرهم بالرصاص … ولاتزال المدينة مهددة بالاقتحام العسكري وارتكاب المزيد من المجازر بحق المواطنين المسالمين .

وفي تواطؤ مكشوف مكنت السلطة بعض السفراء الغربيين ( دون غيرهم !) من زيارة المدينة المحاصرة لتوفر لإعلامها فرصة الزعم بأن تحركات شعبنا تتم برعاية وتحريض من تلك السفارات، في حين يحظى هؤلاء بفرصة الظهور أمام الرأي العام في بلادهم بمظهر المهتم إنسانيا بشعبنا. ونحن ندعو ممثلي الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والسفراء العرب وممثلي مختلف المنظمات الحقوقية والإنسانية والمجتمع المدني الدولي لزيارة حماة وسائر مواقع الحراك الشعبي ليكونوا شهودا على الطبيعة السلمية للحراك ومشروعية مطالب الشعب، وعلى وحشية أجهزة القمع وزيف ادعاءات النظام .

وفي بانياس تقوم قوى عسكرية ـ أمنية مشتركة بمداهمة البيوت وتحطيم محتوياتها وضرب المواطنين كبارا وصغارا، وترويعهم بوحشية لا توصف في محاولة لتحطيم المعنويات وبث الذعر في النفوس لعل ذلك يوقف حركات التظاهر التي لم تنقطع رغم كل ما جرى ويجري في تلك المدينة الصغيرة الباسلة.

ويجري مثل ذلك كله بل وأسوأ منه في مدينة حمص التي لا تهدأ فيها تظاهرات شعبنا الثائر ، فيعتقل المئات ، ويقتل عديدون في الشوارع وتحت التعذيب . ويجري الأمر نفسه في درعا ودير الزور و القامشلي وعين العرب و عشرات البلدات والقرى والمدن التي لا تهدأ فيها تحركات الاحتجاج وتظاهرات الكفاح من أجل الحرية والكرامة. هذا دون أن ننسى ما أدى إليه إرهاب النظام من تهجير لآلاف المواطنين السوريين إلى لبنان وتركيا، ليسمع العالم كله ، ويا للعار ، بتعبير ( لاجئين سوريين) للمرة الأولى منذ الاستقلال .

وإذ تتصاعد فظائع التعامل الأمني ـ العسكري في مواجهة شعبنا وانتفاضته الباسلة فإننا نحذر أشد التحذير من استمرار هذه السياسة الرعناء التي أثبتت فشلها الذريع منذ هبة شعبنا في درعا وحتى اليوم ، بدلالة استمرار الانتفاضة وتصاعدها وتوسعها رغم كل ما مورس من قمع وقتل وتعذيب وحشي ، كما أثبتت أنها لا تجلب لوطننا غير الكوارث السياسية والإنسانية، فزادت من تعقيد الوضع السياسي ومن صعوبة إيجاد معالجة عقلانية له، و أشرعت الأبواب أمام مختلف أشكال التدخل الخارجي إقليميا ودوليا، وزادت من حدة غضب الشعب ورفعت سقف مطالبه، وهاهي تكاد توصل البلاد إلى الانهيار الاقتصادي الشامل .

إن هيئة التنسيق الوطنية تحذر أشد التحذير من اقتحام مدينة حماة أو غيرها من المدن، ومن استمرار التعامل الأمني ـ العسكري مع احتجاجات شعبنا المشروعة وانتفاضته الباسلة من أجل حقوقه الطبيعية في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية في أي مدينة أو بلدة أو قرية في وطننا الجريح، وتطالب النظام بحزم ووضوح قاطعين بالتزام خيار الحل السياسي والمعالجة السياسية السلمية للأوضاع السياسية الراهنة، خيارا وحيدا لا بديل له، وتحمل النظام المسؤولية الكاملة عن كل تفاقم في أوضاع البلاد السياسية والأمنية والاقتصادية، وعن كل شهيد يسقط من أبناء شعبنا مدنيا كان أم عسكريا، وتؤكد في الوقت نفسه أن انتفاضة الشعب ستستمر وتتصاعد مهما كانت الإجراءات القمعية التي يلجأ إليها النظام، حتى تحقق أهدافها في الظفر بالحرية وإقامة النظام الوطني الديمقراطي التعددي و التداولي .

عاشت انتفاضة الشعب المظفرة. عاشت سورية حرة ديمقراطية. الخلود لشهداء الشعب والوطن، الحرية للمعتقلين والسجناء من أبناء الشعب.

دمشق في 2011-07-13

هيئة التنسيق الوطنية

لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى