بيانات الانتفاضة

تضامناً مع الشعب السوريّ ومطالبه العادلة

 


نحن الموقّعين والموقّعات أدناه، ومن منطلق إيماننا بحقّ كلّ مواطن في أيّ قطر عربيّ في ‘التدخّل في شؤون الأقطار العربيّة الأخرى’، نعلن تضامننا الكامل والعميق مع الشعب السوريّ المُنتفض على الظلم.

كما سبق أن تضامنّا في الماضي ونتضامن اليوم وسنتضامن غدًا مع كافّة العرب الثائرين على الأنظمة المتسلّطة الجاثمة على صدورهم ــ من السعوديّة والبحرين، مروراً بليبيا والمغرب والجزائر وغيرها، لافتين النظرَ في هذا الصدد إلى نفاق بعض ‘المثقّفين’ الذين هبط عليهم الوحيُ (النفطيُّ) فجأةً: فندّدوا بالقمع في سورية بعد أن صمتوا صمتَ القبور عن القمعين السعوديّ والبحرينيّ أو اختلقوا لهما الأعذارَ الواهية ذاتَ العناوين ‘السياديّة’ و’العروبويّة’ الكاذبة.

إنّ ما يجري في سورية من عمليّات قتلٍ جوّالة، وما يتسرّب من صورٍ وشرائطِ فيديو مريعةٍ تنذر بمجازرَ قادمةٍ، إنّما تتحمّل مسؤوليّته الأولى والرئيسةَ السلطاتُ السوريّةُ القائمة، التي ما تزال تعمل بقانون الطوارئ السيّئ الصيت، ضاربةً عرضَ الحائط بكامل مطالب الشعب السوريّ المحقّة، في الكرامة والحريّة والديموقراطيّة والقضاءِ على الفساد المتفاقم والمحسوبيّات البغيضة، وغير ذلك ممّا لا يُمْكن أن تفيَ به كلمةُ ‘الإصلاح’ وحدها. ونعبّر، في هذا الصدد، عن تشكيكنا في رواية السلطات المذكورة عن ‘عصاباتٍ’ جوّالةٍ مجهولةِ الهويّة؛ فهذه الروايات تهدف في رأينا إلى تبرئةِ ما ترتكبه تلك السلطاتُ من جرائم قتلٍ وتعذيبٍ وتنكيل. هذا ناهيكم بأنّ كلام الرئيس السوريّ عن متظاهرين غُرِّر بهم مُهينٌ للشعب السوريّ، ذي التاريخ الوطنيّ والعروبيّ والثوريّ العريق.

وعلى الرغم من الأنباء عن ‘تدخّلاتٍ خارجيّةٍ’ في الأحداث السوريّة الأخيرة (وبعضُ تلك الأنباء ذو مصداقيّة فعلاً)، فإنّ حركة الاحتجاجات والمعارضة ذاتُ أسسٍ وأسبابٍ داخليّةٍ مُحقّة. ومن حقّ الشعب السوريّ أن يطالب بتغيير جذريّ في بنية السلطة والمجتمع، من أجل بناء حكم ديمقراطيّ يرسي عدالةً اجتماعيّةً وحكماً نزيهاً ويقوم بتحرير الجولان المُحتلّ من العدوّ الصهيونيّ. أما الوحدة الوطنيّة الحقيقيّة فلا تتمّ بإعمال سيف البطش والقمع في رقابِ العباد، بل بتوفير أسس المساواة والعدل بين مكوّنات الشعب على اختلافها.

على أننا، إذ نعبّر مجدّداً عن تعاطفنا البالغ مع الشعب السوريّ، نشدّد على ضرورة التنديد بتدخّلات حلف شمال الأطلسيّ الذي تحوّل إلى عضو غير مُعلن في جامعة الدول العربيّة. إنّ حقّ الشعب العربيّ، في كلّ الأقطار العربيّة، في التحرّر والتحرير حقٌّ لا لبسٌ فيه ولا جدالٌ حوله، ويجب ألاّ تطمسَه أطماعُ الاستعمار القديم والمُتجدّد ودعاويه الزائفة. إنّ الأكاذيبَ الإعلاميّة لتغطيةِ ما يجري في سورية والبحرين والسعوديّة وعُمان وليبيا والجزائر والمغرب وكلّ قطر عربيّ آخر لن تنفع. فما أطلقه في تونس الشهيد محمّد البوعزيزي لن يتوقّف حتى تعمّ وطنَنا العربيّ، من مشرقه إلى مغربه، شمسُ الحريّة!

من الموقّعين (ألفبائياً): أسعد أبو خليل، دياب أبو جهجه، رامي زريق، رائد شرف، سماح إدريس، عدنيّة شبلي، نرمين الحرّ،…

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى