أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 15 كانون الأول 2011

 الاحتجاجات السورية في شهرها العاشر والقتل يتصاعد

نيويورك – راغدة درغام؛ واشنطن – جويس كرم

بيروت، دمشق، عمان، نيقوسيا – «الحياة»، ا ف ب، ا ب، رويترز – تدخل الانتفاضة السورية اليوم شهرها العاشر، بعدما اتسع نطاق الاحتجاجات التي بدأت محصورة في مدينة درعا قرب الحدود مع الاردن، وامتدت الى مناطق الشرق والشمال والمناطق القريبة من الحدود اللبنانية، وتنقلت المواجهات بين دير الزور وحماة ومعرة النعمان واللاذقية، وصولاً الى جسر الشغور وادلب قرب الحدود التركية، من دون ان ننسى حمص التي بات يطلق عليها المتظاهرون «عاصمة الثورة السورية»، وأخذ الصراع في احيائها طابعاً طائفياً، يخشى النظام والمعارضون على السواء من عواقبه الخطرة على الانتفاضة وعلى مستقبل سورية.

ومن ابرز التحولات في المشهد السوري مقارنة ببدايات الانتفاضة السلمية، تزايد الطابع المسلح الذي يتمثل في المواجهات شبه اليومية بين عناصر الجيش وقوى الامن الحكومية وبين المنشقين عن الجيش والمسلحين الذين يطلقون على انفسهم «الثوار» الذين يساعدون العناصر المنشقة.

وامس دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «المجتمع الدولي» الى التحرك في شأن سورية. وقال في مؤتمر صحافي إن «أكثر من ٥ آلاف قتيل سقطوا في سورية» منذ بداية التظاهرات «وأن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر». وأضاف «باسم الإنسانية حان الوقت للمجتمع الدولي أن يتحرك في شأن سورية». واوضح أنه حوّل تقرير لجنة تقصي الحقائق في شأن انتهاكات حقوق الإنسان في سورية على مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة «ويعود للدول الأعضاء أن تقرر كيفية التصرف به». وأثنى بان على دور الجامعة العربية في شأن سورية معتبراً أنه «دور قيادي».

ومع دخول الاحتجاجات شهرها العاشر اليوم، شدد المسؤول عن الملف السوري في الخارجية الأميركية المنسق الخاص فريدريك هوف، في جلسة استماع أمام الكونغرس أمس، على أهمية رحيل بشار الأسد و»زمرته» سريعا من السلطة، معربا عن اعتقاده بان التظاهرات لن تتوقف حتى رحيل الاسد والمحيطين به. واعتبر أنه في حال فشل مبادرة الجامعة العربية سيعمل المجتمع الدولي «لضمان عدم ترك المدنيين عرضة لنظام مستعد لذرف دمائهم لانقاذ نفسه.»

وقال هوف أنه لتفادي هذا المنحدر، «ستذهب المعارضة السورية ممثلة بالمجلس الوطني الى القاهرة بخطة للمرحلة الانتقالية وستبحثها بالتفصيل مع الجامعة العربية، لضمان انخراط الجامعة في منح نوع من منفى مع الحماية للنظام.» وأضاف «ان رأي المعارضة أنها تدين لنفسها وللشعب السوري فرصة تقديم هذا الخيار للنظام رغم أنه قد لا ينجح انما سيحاولون ونعتقد أن عليهم ذلك».

وقال هوف ان نظام الأسد «مستعد للتضحية بأمن الشعب ووحدة سورية ومؤسسات الدولة واستقرار المنطقة في محاولة يائسة لانقاذ نفسه»، لكن «المخزون المالي للنظام يتلاشى. وثمة احتمال أن يقرر البقاء، ولو بقي مثل كوريا الشمالية… انما نحن مصرون على عدم السماح بهذا الأمر».

وفريدريك هوف هو المسؤول الاميركي الذي تولى العام الماضي الوساطة مع الأسد لاستئناف المسار السوري – الاسرائيلي والتقاه أكثر من مرة. وشدد امام الكونغرس على أهمية تواصل المعارضة مع الأقليات «التي يتخفى وراءها الأسد اليوم»، واعتبر أن «التغيير قادم لا محالة والولايات المتحدة ملتزمة بدور كبير للأقليات في سورية».

وعلى الصعيد الميداني قدر نشطاء عدد الذن قتلوا امس في مناطق مختلفة باكثر من 25 شخصاً. وسجلت لليوم الثاني على التوالي عملية رد نوعية من المنشقين عن الجيش في محافظة حماة، بعد العملية التي وقعت اول من امس في ادلب. فبعدما قامت قوات الامن باطلاق النار على سيارة قرب بلدة خطاب بريف حماه، ما ادى الى مقتل ركابها المدنيين الستة واحراق السيارة التي قال شهود انها تحولت الى كتلة من النار، رد المنشقون بعد وقت قصير، فنصبوا كميناً لقافلة من الجيش مؤلفة من 4 سيارات جيب على مفرق قرية العشارنة بريف حماة وقتلوا الجنود الثمانية الذين كانوا فيها.

وقال نشطاء إن قوات سورية مدعومة بالدبابات اقتحمت امس مدينة حماة وفتحت نيران مدافعها الرشاشة وقتلت 11 شخصاً ونهبت وأحرقت المتاجر المغلقة. وجاء الهجوم بعد إضراب عام في حماة استمر ثلاثة ايام دعما لـ «اضراب الكرامة» الذي دعت اليه المعارضة.

ويتخوف سكان حمص من ان تواجه مدينتهم هجوماً مماثلاً بعد التحذيرات التي وجهت اليها لانهاء الاضراب وفتح المحلات التجارية.

واشار المرصد السوري الى اصابة ثلاثة منشقين عن الجيش اثر اشتباكات مع قوات الامن في قرية اللجاة في محافظة درعا. كما ذكر المرصد ان قوات معززة بدبابات وناقلة جند مدرعة اقتحمت صباح امس مدينة الحراك في محافظة درعا.

وفي حي ركن الدين بدمشق تحدث المرصد السوري عن انتشار أمني كثيف، بعدما قام أهالي الحي بإغلاق الشوارع والمحلات تنفيذا للمرحلة الثانية من «إضراب الكرامة». كما اقتحمت القوات الامنية احياء في منطقة الزبداني بريف دمشق وفي معرة النعمان لاجبار اصحاب المحلات على فتحها بالقوة. وقطعت الاتصالات الهاتفية عن ادلب بعد المواجهات الاخيرة التي وقعت فيها مع المنشقين، الذين اتهمت السلطات السورية الحكومة التركية بتسهيل تسللهم عبر حدودها.

وفي المنطقة الحدودية مع لبنان قامت القوات السورية باطلاق النار في منطقة قرب بلدة عرسال الحدودية فاصابت شابين لبنانيين بجراح، كما اصيب خمسة سوريين في مدينة القصير الحدودية برصاص الجيش السوري، بينهم طفل في التاسعة، وجرى نقلهم الى مستشفيات في منطقة عكار.

واشنطن: أهم شيء سرعة إسقاط الأسد

ولدى الجامعة العربية خطة لمنحه اللجوء

واشنطن – هشام ملحم:

قال المنسق الخاص لشؤون منطقة الشرق الاوسط فريدريك هوف، المسؤول عن الملف السوري في وزارة الخارجية الاميركية، إن جامعة الدول العربية والمعارضة السورية المتمثلة بـ”المجلس الوطني السوري” تبذلان قصارى جهدهما لتفادي سيناريو الحرب الاهلية التي اتهم نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالعمل على نشوبها، وتحدث عن وجود خطة لدى الجامعة “لتوفير اللجوء السياسي المحمي للنظام” في العالم العربي اذا كان هذا الامر ممكناً. ومع انه قال ان هذه المحاولات قد لا تنجح، إلا انه رأى انه يجب ان تبذل.

وشدد خلال شهادة له امام اللجنة الفرعية للشرق الاوسط في مجلس النواب الاميركي على ضرورة “رحيل زمرة الاسد – مخلوف” لانقاذ سوريا من الحرب الاهلية، إلا انه لم يستبعد قبول المعارضة في نهاية المطاف برحيل الاسد من دون محاسبته او محاكمته اذا كان هذا الثمن الباهظ هو الوسيلة الوحيدة لتفادي زج البلاد في حرب أهلية، مع انه وصف هذا الخيار بأنه كريه ويثير الاشمئزاز.

 وبدا واضحا من شهادة هوف ان الحكومة الاميركية والمعارضة السورية التي ينسق معها الاخير تجدان نفسهما في سباق مع الزمن للتعجيل في سقوط نظام الاسد من أجل تفادي جحيم الحرب الاهلية، إذ رأى انه “كلما بقي النظام في السلطة ازدادت فرص انزلاق سوريا الى نزاع طائفي دموي، وهذا سيكون كارثيا لسوريا ولجيرانها”. وأكد ان “السرعة (في اسقاط النظام) هي أهم شيء. هذا النظام سيدمر سوريا اذا اعطي الوقت الكافي لذلك”. واتهم نظام الاسد بدفع سوريا الى الحرب الاهلية، قائلا إن “النظام يؤجج الى حد كبير مخاوف الاقليات ويختبئ وراءها”، في اشارة الى مخاوف الاقليات العلوية والمسيحية بالتحديد وايضا الاكراد والدروز “من الذي سيأتي” بعد سقوط النظام.

وخلال أجوبته على أسئلة بعض النواب الذين تطرقوا الى مسألة المقاومة المسلحة للنظام ودور “الجيش السوري الحر”، أفاد ان حكومته لا تريد “عسكرة” الوضع، وان معظم أطياف المعارضة السورية تريد مواصلة النضال السلمي لاسقاط النظام، وهو ما تؤيده حكومته. وقال ان حكومته “تواصل الحض على الامتناع عن المقاومة العنيفة ليس لاننا ساذجون بل لاننا نؤمن بقوة ان الجهود الرامية الى استئصال هذا النظام من الدولة السورية سوف تنجح بسرعة ودون سفك دماء اذا ظلت الثورة سلمية كليا”. بيد أنه اعترف بأن العنف الوحشي ضد التظاهرات السلمية “سيجعل المقاومة العنيفة حتمية، وهو أمر مؤسف”.

وجوابا عن سؤال عن امكانية بقاء النظام على قيد الحياة، قال: “هذا النظام هو مثل رجل يمشي وهو ميت. السؤال هو ما هي الخطوات التالية. من الصعب التنبؤ بالوقت الباقي للنظام، وكلما طال بقاؤه في السلطة بات ذلك أسوأ لسوريا وللمنطقة، لكنني لا أستطيع ان أرى بقاء هذا النظام على قيد الحياة”.

وأبرز أكثر من مرة ان الرسالة الاميركية الرئيسية الى “المجلس الوطني السوري” والى سائر أطياف المعارضة وهي ضرورة مد اليد الى الاقليات السورية: المسيحيين والعلويين والاكراد والدروز، مشيرا الى ان النظام يختبئ وراء مخاوف هذه الاقليات “وتحديدا المسيحيين والعلويين”. ولاحظ ان هذا الوضع يفسر على الاقل جزئيا الهدوء النسبي للاوضاع داخل دمشق وحلب، نظرا الى وجود هذه الاقليات في هاتين المدينتين، الى الوجود الامني المكثف فيهما. وأوضح ان اتصالاته مع المعارضة السورية ومع اقطاب الجالية السورية – الاميركية تهدف الى “التأكيد ان التغيير آت، وان الولايات المتحدة ملتزمة دعم الاقليات في سوريا في الاضطلاع بدور مهم في مستقبل سوريا”.

واعتبر ان نظام الاسد بعد العقوبات الدولية “بات في مأزق مالي خطير، وأغضب ما تبقى من انصاره بمحاولات لفرض اجراءات حماية غير ذكية. النظام يخسر الاموال، واذا استمر في السلطة، فانه سيصير مسؤولا عن كوريا شمالية في شرق المتوسط”. واستدرك قائلا: “لكننا مصممون على ان لا نسمح بحدوث ذلك”. وفي هذا السياق علمت “النهار” من مصادر موثوق بها ان هوف سيقوم بعد غد بزيارة لاوروبا تشمل محطة في باريس لمناقشة احتمال فرض الدول الاوروبية عقوبات اقتصادية ومالية أقسى على النظام السوري تشمل خطوة عقابية كبيرة أي مقاطعة المصرف المركزي السوري.

ولدى مناقشته دور تركيا، لفت الى تغيير كبير في موقف أنقرة من نظام الاسد، وقال: “وصلت تركيا تدريجياً الى اقتناع لن تتراجع عنه وهو ان بشار الاسد ليس جزءا من الحل، بل هو جزء من المشكلة، وهو يمثل خطرا قوميا على تركيا من الصعب تصديقه”. واضاف هوف، الذي يقوم بزيارات دورية لتركيا لتنسيق المواقف معها، ان تركيا توفر الملجأ الآمن لعناصر من “الجيش السوري الحر”، لكن تركيا تؤكد للولايات المتحدة انها لا تسلح هذه العناصر “وليس لدينا أي سبب لعدم تصديق ذلك… وانا واثق من ان تركيا تدرس خيارات عدة وتضع الخطط لحالات الطوارئ استنادا الى عدد من السيناريوات التي يمكن ان تبرز… وأنا لا أعلم بأي خطط قريبة لاقامة مناطق عازلة فوق الاراضي السورية”.

وحول انتهاكات سوريا للاراضي اللبنانية، قال: “اللبنانيون أكثر من قلقين لمضاعفات ما يجري في سوريا على لبنان. هناك لاجئون في شمال شرق لبنان، ويمكن ان يزداد عددهم. وقدرة لبنان على التعامل مع ذلك محدودة، وكذلك قدرة قوات الامن اللبنانية. هذه مسألة أساسية لسفارتنا في بيروت ونبحثها في اتصالاتنا مع مختلف السلطات اللبنانية”.

وأعرب عدد من أعضاء اللجنة الفرعية بمن فيهم رئيسها ستيف تشابوت عن دعمه لحق الشعب السوري والجنود المنشقين عن الجيش النظامي باستخدام القوة لاسقاط نظام الاسد.

انعكاس الهجوم على سوريا في مجلس الأمن

على الاجتماع الوزاري الساخن في القاهرة

خليل فليحان

تشير التقارير الديبلوماسية الواردة الى بيروت الى ان الاجتماع غير العادي لوزراء خارجية الدول العربية سيشهد نقاشات حامية عن التعامل مع سوريا في ضوء اشتراطها لتوقيع بروتوكول انشاء مركز قانوني واستقبال بعثة المراقبين العرب في سوريا، إلغاء قراري مجلس الوزراء تعليق عضويتها في الجامعة وفرض عقوبات سياسية واقتصادية.

وذكرت أن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أبلغ دمشق رسمياً ان ليس من صلاحيته ان يقبل أو يرفض ما ورد في رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم من شرطين للقبول بما طلبه مجلس وزراء الخارجية العرب من بلاده، إلا بالرجوع الى المجلس ليناقشه، لأن الأخير هو الذي اتخذ القرارين.

وافادت أن المسعى العراقي الذي قاده وزير الخارجية هوشيار زيباري لتذليل التباينات بين مجلس الوزراء وسوريا، فشل بعدما استفسر العربي عن مواقف الاعضاء ورئيس اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الوضع في سوريا من أجل حقن الدماء والبدء بالحوار بين السلطة والمعارضة. وأكدت أن المعلومات هذه استقتها من مقربين من الأمين العام للجامعة. وأشارت أيضاً الى أن بعض رؤساء الدول حاولوا حل الخلافات بين وزراء بارزين وسوريا وفشلوا لأنهم لم ينتهجوا التجرد في الافكار التي طرحوها.

ولفتت الى أن اللجنة الوزارية ستجتمع برئاسة رئيسها رئيس وزراء قطر، وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني صباح السبت المقبل في القاهرة، متخذة فرصة ثلاث ساعات فاصلة عن موعد الاجتماع الوزاري في الأولى بعد ظهر اليوم نفسه للبحث في ما سيتقرر خلال الجلسة، ولا سيما أن بعض أعضاء اللجنة كالجزائر ودول أخرى كلبنان ومصر والعراق والسودان واليمن تدعو الى تفهم الموقف السوري الرسمي، فيما وزراء مجلس التعاون الخليجي يصرّون على ضرورة وقف العنف ضد المدنيين ثم الحوار حول الاصلاحات. أما روسيا والصين فتضغطان لمصلحة سوريا، وكذلك ايران على عكس الموقف التركي. وأشارت الى أن تلك الدولتين الدائمتي العضوية لدى مجلس الأمن تتعرضان لضغوط مركزة بهدف تغيير موقفهما مما يجري في سوريا من جانب الولايات المتحدة والدول المؤيدة لها المناهضة لكيفية التعامل السوري الرسمي مع المحتجين المطالبين بالاصلاح. وظهر هذا الضغط في الجلسة المغلقة لمجلس الامن.

وكشف وزير عربي بارز ان السبب الحقيقي لتأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب غير العادي الذي كان من المقرر عقده في الدوحة على هامش مؤتمر “حوار الحضارات”، سببه جلسة مجلس الأمن غير الرسمية التي عقدت أول من أمس الاثنين، للاستناد الى ما ورد فيها من انتقادات وجهتها المفوضة بيلاي للممارسات ضد حقوق الانسان، ليرتكز عليها الوزراء الذين يعارضون ما تقترحه سوريا من شروط للقبول بالسماح لبعثة المراقبين العرب بالدخول والتنسيق مع وزراء خارجية اميركا وفرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال الذين أبلغوا أنهم ينتظرون موقفاً قوياً من اجتماع القاهرة السبت المقبل لاتخاذ موقف جديد من سوريا.

مسؤول أميركي يصف المسؤولين السوريين بالأحياء الأموات

وصفت الولايات المتحدة الأربعاء حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بأنها “مجموعة

الأحياء الأموات”، ودعت كل من روسيا والصين والهند إلى وضع السياسة جانبا والوقوف مع الغرب لاتخاذ تحرك ضد النظام السوري.

وقال المنسق الخاص لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية فريدريك هوف

في جلسة استماع في مجلس النواب حول السياسة الأميركية بشأن دمشق “نحن نرى أن هذا النظام يساوي مجموعة من الأحياء الأموات”.

وفي شهادة أمام اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية حول الشرق الأوسط في مجلس النواب، قال هوف إنه من الواضح أن نظام الأسد الذي تقوم قواته الأمنية بحملة قمع ضد المتظاهرين منذ أشهر، لن يبقى، مضيفاً “من الصعب توقع المدة التي لا تزال أمام” النظام السوري.

وأشار إلى أنه إذا تمكن الأسد من التشبث بالسلطة، فسيكون كمستبد “يرأس بيونغ

يانغ في بلاد المشرق” تكبله العقوبات تماما مثل نظام كوريا الشمالية المعزول.

كما أضاف أنه من المهم أن يقوم مجلس الأمن الدولي بحماية السوريين من قوات الأمن السورية القمعية، داعيا كل من روسيا والصين والهند إلى التوقف عن معارضة قيام الأمم المتحدة بتحرك.

وقال “نتقدم من تلك الحكومات التي تحمي هذا النظام من إرادة المواطنين السوريين بالطلب التالي: لا تجعلوا المدنيين الأبرياء يدفعون ثمن حساباتكم السياسية”، مؤكداً “أن واجب المجتمع الدولي تجاه الشعب السوري يتجاوز سياسة السلطة”.

وقال “نحن نطلب من روسيا والصين والهند وغيرها من الدول أن تجيب على بعض الأسئلة الأساسية: هل يسمح النظام بالتظاهر السلمي؟ هل يسمح النظام للمعارضة

السياسية بان تنظم نفسها وان تناقش وتحاور دون خوف من الاغتيال أو الاعتقال؟”.

واعتبر هوف أنه “إذا نجح النظام من خلال جهوده الدموية في إنقاذ نفسه على حساب

سوريا، فان الجميع سيخسرون. ولذلك نطلب من هذه الدول التي عارضت جهود الأمم المتحدة لحماية المدنيين السوريين، إعادة النظر في موقفها”.

(أ ف ب )

معارضو «المجلس الوطني» يلتقون في تونس

واشنطن تتوقع مصيراً لدمشق مثل «بيونغ يانغ»

راوحت الازمة السورية مكانها، فيما اكدت جامعة الدول العربية استمرار اتصالاتها من اجل «انجاح الحل العربي»، في وقت كانت واشنطن تجدد انتقاداتها لدمشق، متوقعة قيام نظام يكون بمثابة «بيونغ يانغ في بلاد المشرق» تكبله العقوبات تماما. بينما كان المعارضون المتمثلون بـ«المجلس الوطني السوري»، يتحركون لكسب المزيد من التأييد الخارجي، من خلال الاعلان عن عقد المؤتمر الاول لهم في تونس بين 16 و18 كانون الاول الحالي. اما إيران فقد كررت تأكيد وقوفها الى «جانب سوريا ودعم اقتصادها ومواقفها» وذلك عبر تقديم ميزات تفضيلية لما قيمته مليار دولار من البضائع سورية المنشأ.

وفيما سقط اكثر من 20 قتيلا من مدنيين وعسكريين، نفى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في بيان، ما تناقلته بعض الصحف عنه حول توقعاته بأن «عقوبات الحظر الجوي ضد سوريا ستدخل حيز التنفيذ قريبا، وأن النظام السوري في النهاية لن يستجيب للمبادرة العربية».

وقال العربي «أستغرب نقل مثل هذه التصريحات والأحاديث غير الدقيقة في الوقت الذي ما زالت فيه الجهود والاتصالات جارية من أجل تذليل العقبات التي تعترض مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا وإنجاح خطوات الحل العربي».

وأكد العربي أن «اجتماعي اللجنة الوزارية العربية ومجلس الجامعة الوزاري المقرر عقدهما السبت سيبحثان هذا الموضوع من كافة جوانبه، في ضوء ما استجد من مواقف عربية ودولية وما أسفرت عنه الاتصالات والمراسلات الجارية مع الحكومة السورية من نتائج».

وأعرب «عن قلقه البالغ من استمرار وتصاعد أعمال العنف في أنحاء مختلفة من سوريا، وخاصة في محافظتي حمص وإدلب، والتي أدت خلال الأيام القليلة الماضية إلى سقوط العـشرات مـن الضحايـا»،

داعيا إلى «الوقف الفوري لجميع أعمال العنف وسحب المسلحين والآليات العسكرية تنفيذا لمقررات مجلس الجامعة في هذا الشأن وبنود خطة الحل العربية».

وأعلن ممثل «المجلس الوطني السوري» المعارض في تونس عبد الله تركماني، أمس، أن المؤتمر الأول للمجلس سيعقد بين 16 و18 كانون الأول الحالي في تونس. وأوضح تركماني أن رئيس المجلس برهان غليون سيحضر المؤتمر، إضافة إلى نحو 200 من أعضاء المجلس. وأضاف إن سفراء عربا وناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان سيشاركون في افتتاح المؤتمر غدا في قمرت وهي ضاحية شمالية لتونس، على أن يعقد أعضاء المجلس اجتماعات مغلقة يومي 17 و18 كانون الأول الجاري.

طهران ودمشق

وفي دمشق، اختتمت اجتماعات الدورة العادية التاسعة للجنة المتابعة السورية ـ الإيرانية للتعاون الاقتصادي بالتوقيع على محضر اجتماعات الدورة الذي تضمن الاتفاق على عدد من مجالات التعاون في مجالات النقل والسياحة والسكن وترويج المنتجات وإقامة المعارض.

وتضمن المحضر منح ميزات تفضيلية لما قيمته مليار دولار من البضائع السورية المنشأ المصدرة إلى إيران من قائمة المواد التي تم الاتفاق عليها وعددها 68 مادة، بحيث يتم تخفيض الرسوم الجمركية عليها بنسبة 60 في المئة.

وشدد رئيس الحكومة السورية عادل سفر خلال لقائه وزير النقل وبناء المدن الإيراني علي نيكزاد على «قوة ومتانة علاقات التعاون بين سوريا وإيران، والحرص المشترك على تطويرها والارتقاء بها بما يخدم تطلعات شعبيهما ودفع عملية التنمية فيهما ويدعم مواقفهما في مواجهة التحديات التي يتعرض لها البلدان».

من جانبه، أكد نيكزاد «وقوف إيران إلى جانب سوريا ودعم اقتصادها ومواقفها في مواجهة المؤامرة الكبيرة التي تستهدف مواقفها وقوى الصمود والمقاومة في المنطقة».

ونفت السفارة الإيرانية في دمشق صحة أنباء كانت قد ذكرت أنها وجهت دعوة لوفد من هيئة التنسيق الوطنية المعارضة لزيارة طهران وإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين.

وكان عدد من وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية ذكرت أن المنسق العام للجنة الوطنية والقوى الديموقراطية للتغيير في سوريا حسن عبد العظيم تلقى دعوة من جهات إيرانية رفيعة المستوى لزيارة طهران واللقاء بمسؤولين إيرانيين.

العراق

وقال رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي، في مقابلة مع قناة «العراقية» الرسمية، «أخشى ان تمتد أي حرب اهلية في سوريا الينا عاجلا ام آجلا». وأضاف «ان زمن الحزب الوحيد والقائد الوحيد ولى. ولا يمكن للوضع ان يستمر على هذا المنوال في سوريا لأنه غير منطقي، وللجامعة العربية الحق في اقتراح نشر مراقبين في سوريا لوقف القتل».

بان كي مون

ودافع بان كي مون عن حلف شمال الأطلسي في مواجهة انتقادات من روسيا والصين ودول أخرى تتهم الحلف بتجاوز تفويض الأمم المتحدة له بحماية المدنيين في ليبيا. وقال، في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، «قتل أكثر من خمسة آلاف شخص في سوريا، وهذا الأمر لا يمكن أن يستمر. باسم الإنسانية أقول إن الوقت حان لكي يتحرك المجتمع الدولي». وأضاف «إن الوضع مقلق للغاية، وآمل أن تتمكن الأمم المتحدة من اتخاذ إجراءات بهذا الشأن يتم التوصل إليها عبر التشاور».

وأوضح بان كي مون انه سلم «خلال الأيام القليلة الماضية» مجلس الأمن تقرير مجلس حقوق الإنسان الذي «يدين» النظام السوري على التجاوزات التي يرتكبها بحق المتظاهرين والمعارضين. وأشاد بالتحرك الذي تقوم به الجامعة العربية بشأن الوضع في سوريا.

واشنطن

وواصلت الإدارة الأميركية هجومها على النظام السوري. وقال المنسق الخاص لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية فريدريك هوف، في جلسة استماع في مجلس النواب حول السياسة الأميركية بشأن دمشق، «نحن نرى أن هذا النظام يساوي مجموعة من الأحياء الأموات».

وأضاف هوف «من الواضح أن نظام الأسد لن يبقى»، لكنه أوضح انه «من الصعب توقع المدة التي لا تزال أمام» النظام السوري. وتابع «إذا تمكن الأسد من التشبث بالسلطة، فسيكون كمستبد يرأس بيونغ يانغ في بلاد المشرق» تكبله العقوبات تماما مثل نظام كوريا الشمالية.

واعتبر انه «من المهم أن يقوم مجلس الأمن الدولي بحماية السوريين من قوات الأمن القمعية»، داعيا كلا من روسيا والصين والهند إلى التوقف عن معارضة قيام الأمم المتحدة بتحرك. وأضاف «نتقدم من تلك الحكومات التي تحمي هذا النظام من إرادة المواطنين السوريين بالطلب التالي: لا تجعلوا المدنيين الأبرياء يدفعون ثمن حساباتكم السياسية». وتابع «إن واجب المجتمع الدولي تجاه الشعب السوري يتجاوز سياسة السلطة».

وقال «نحن نطلب من روسيا والصين والهند وغيرها من الدول ان تجيب على بعض الأسئلة الأساسية: هل يسمح النظام بالتظاهر السلمي؟ هل يسمح النظام للمعارضة السياسية بأن تنظم نفسها وأن تناقش وتحاور من دون خوف من الاغتيال او الاعتقال؟». وأضاف «إذا نجح النظام من خلال جهوده الدموية في إنقاذ نفسه على حساب سوريا، فإن الجميع سيخسرون. ولذلك نطلب من هذه الدول التي عارضت جهود الأمم المتحدة لحماية المدنيين السوريين، إعادة النظر في موقفها».

وقال مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو، في موسكو، إن الاتحاد الأوروبي يدعو إلى توسيع العقوبات التي تفرض على سوريا، لكنه أضاف «إننا نتعاون مع سوريا بالشكل الملائم لنا من حيث حجم التعاون، وإذا أبدى زعماء الاتحاد الأوروبي اهتماما بالتعاون الروسي السوري فإننا سنقوم بإطلاعهم على ذلك من دون أن نخفي أي شيء».

تركيا والأردن

ونفى وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني راكان المجالي وجود أي نشاط لما يسمى «الجيش السوري الحر» على الحدود الأردنية ـ السورية. وقال، في تصريح لصحيفة «الدستور» الأردنية، إنه «لا يوجد أي نشاط لما يسمى «الجيش السوري الحر» على الحدود وداخل الأراضي الأردنية على الإطلاق».

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه لا يوجد أي خطط خاصة بتركيا من اجل غزو سوريا او مع أي دولة اخرى. وأضاف «بالاضافة الى ذلك، فإنه لا يوجد لدينا أي معلومة او طلب من أي دولة حول مثل هذا الامر». وأشار الى ان الجميع قلق حول «القمع» للسوريين الذين يطالبون بالحرية والديموقراطية، مضيفا «بالرغم من كل جهودنا التي بذلت مع النظام السوري، فإنه لا يبدو ان النظام يوقف سياسته القمعية ضد شعبه او يطلق عملية اصلاح».

وذكرت صحيفة «صباح» التركية أن أنقرة «اتخذت خطوة جديدة للمساهمة في تزايد والإسراع في عزلة الإدارة السورية بزعامة بشار الأسد». وقالت إن «أنقرة ستجري لقاءات مع ممثلي الاقليات في سوريا لتوجيه رسالة ان الوضع الحالي يضر السوريين، لذا يجب وضع مسافة مع النظام السوري لعدم اتاحة الفرصة لإطالة فترة سقوط النظام وحصول البلاد على الديموقراطية».

وقالت «غلف ساندز بتروليوم» إن أنشطة التنقيب التابعة لها في سوريا مستمرة، ولن تتأثر بعقوبات أوروبية إضافية في الآونة الأخيرة على إنتاج النفط. وأضافت الشركة، التي تحقق أكثر من 90 في المئة من إنتاجها الإجمالي من سوريا، في بيان، «الشركة مستمرة في حفر بئر تقييم شرق خربت ـ 102 والذي من المتوقع الانتهاء منه في نحو 40 يوما».

ميدانيا

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، إن «22 شخصا، بين مدنيين وعسكريين قتلوا»، موضحا أن «ثمانية جنود قتلوا في محافظة حماه في هجوم مسلح قام به منشقون عن الجيش واستهدفوا أربع سيارات جيب عسكرية عند مدخل قرية العشارنة». وأشار الى «سقوط 14 قتيلا في حماه وحمص وإدلب والزبداني، ومحافظة درعا».

وقال معارضون وسكان ان «اضراب الكرامة، الذي بدأ الاحد الماضي، يتواصل في درعا وحمص وحماه وإدلب ودوما». وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) «عبرت حشود من أبناء محافظة حمص في مسيرة جماهيرية لها بشارع الحضارة عن رفضها التدخلات الخارجية في شؤون سوريا الداخلية ودعمها لاستقلالية القرار الوطني وبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الأسد».

(«السفير»، سانا، أ ف ب،

أ ب، رويترز، أ ش أ)

جائزة ساخاروف تكرم الربيع العربي في غياب المرشحين السوريين

ستراسبورغ (البرلمان الاوروبي)ـ ا ف ب: سلم البرلمان الاوروبي الاربعاء جائزة ساخاروف الى خمسة ناشطين في الربيع العربي خلال حفل تخللته رسالة مؤثرة وجهها المرشحان السوريان اللذان لم يتمكنا من التوجه الى ستراسبورغ.

وقال رئيس البرلمان الاوروبي يرجي بوزيك امام هذا المجلس “بهذه الجائزة التي اصبحت على مر السنين نوعا من جائزة نوبل اوروبية للسلام، يكرم البرلمان خمسة رجال ونساء شجعان ويعترف بجهود كل الذين يناضلون من اجل الكرامة والحريات الاساسية والتغير السياسي في العالم العربي”.

واضاف “في مناطق عدة يستمر النضال حتى الساعة. وفي سوريا يتم الرد على مطالب المتظاهرين بالرصاص والغاز المسيل للدموع والدبابات والاعتقال التعسفي والتعذيب”.

ولهذا السبب، طغى غياب المرشحين السوريين على الاحتفال الذي حضرته وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون.

وتوجه احدهما علي فرزات رسام الكاريكاتور الى النواب الاوروبيين برسالة عبر الفيديو من الكويت حيث لجأ ومن حيث لم يتمكن من تنظيم سفره الى ستراسبورغ بسبب الاجراءات الادارية المعقدة.

وقال فرزات الذي كسرت يداه في اب/اغسطس الماضي بعد تعرضه للضرب المبرح على ايدي قوات الامن السورية “بقدر ما اشعر بالسعادة لمنحي هذه الجائزة المميزة بقدر ما اني حزين لما يحدث حاليا في سورية. يسقط ضحايا في كل دقيقة، في كل ثانية”.

وفي رسالته المسجلة اشاد بكل السوريين الذين سيتظاهرون “بالرغم من الخوف” لانهم “يعلمون كم ان الحرية ثمينة”.

ولم تتمكن المرشحة السورية الاخرى المحامية رزان زيتوني ايضا من التوجه الى ستراسبورغ لان “عليها الاختباء في بلدها” حسب ما قال بوزيك. لكنها توجهت هي الاخرى الى النواب الاوروبيين في رسالة خطية مؤثرة قالت فيها انها تهدي جائزتها للناشط غياث مطر (26 عاما) الذي توفي اثناء اعتقاله في ايلول (سبتمبر) الماضي جراء التعذيب، ورزقت زوجته مولودا “قبل ايام” يحمل اسمه.

وقالت “من المستحيل وقف مسيرة هذا الشعب نحو الحرية والكرامة. سيكبر غياث الصغير في سورية حرة وديمقراطية وتعددية”.

وفي غياب المرشحين السوريين، توجه ناشطان عربيان الى ستراسبورغ لتسلم جائزتهما.

ورأت الناشطة المصرية اسماء محفوظ (26 سنة)، وهي واحدة من ابرز وجوه ثورة 25 يناير التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك، في هذه الجائزة “تكريما لابطال الثورة”.

اما المنشق الليبي احمد الزبير احمد السنوسي (77 سنة) الذي امضى 31 عاما في سجون معمر القذافي فقال انه يأمل في ان تساهم هذه الجائزة في “احراز تقدم في دول اخرى لا تزال تخضع لانظمة دكتاتورية”.

اما المرشح الاخير التونسي محمد البوعزيزي الذي قضى بعد ان احرق نفسه في كانون الاول(ديسمبر) 2010، فقد ساهم بذلك في اطلاق شرارة الثورة التي ادت بعد اسابيع الى الاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.

ويأتي هذا الاحتفال بعد ان اعلن الاتحاد الاوروبي الثلاثاء انه سيحاول هذا الاسبوع اقناع موسكو بالمشاركة في فرض عقوبات على نظام دمشق. وايدت واشنطن هذا الموقف ودعت بدورها روسيا الى الانضمام الى تحرك لوضع حد لصمت مجلس الامن الدولي “غير المقبول” ازاء القمع الدامي لتظاهرات الاحتجاج ضد النظام في سورية.

أوغلو: ليس لتركيا أية خطط لغزو سوريا

أنقرة- (يو بي اي): قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الأربعاء إن بلاده لا تضع أي خطط لغزو سوريا وحدها ولا إلى جانب أي دولة أخرى.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن داوود أوغلو قوله أمام البرلمان التركي، إنه من المستحيل أن تضع تركيا خططاً لغزو سوريا وحدها أو مع أية دولة أو منظمة أخرى، وأضاف “كما أننا لا نملك أية معلومات ولم نتلق أي طلب يشير إلى أن أية دولة لديها خطة مماثلة”.

وأعرب الوزير التركي عن القلق من استخدام النظام السوري العقاب الجماعي وقوة السلاح ضد مطالب الشعب بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.

وقال “على الرغم من كل الجهود التي بذلناها لنبعد الحكومة السورية التي لطالما دعمناها في أصعب الأوقات حين كانت تخضع لعزلة دولية، عن هذا الطريق، إلا أن النظام السوري لم يتخل عن السياسات العنيفة ضد شعبه ولم يطلق عملية إصلاح”.

وقال إنه كان من الضروري أخذ إجراءات ضد النظام السوري تمثلت بالعقوبات التي أعلنت عنها تركيا الشهر الماضي.

وشدد داوود أوغلو على حرص تركيا على الوحدة الوطنية السورية ووحدة الأراضي وإرساء الأمن والاستقرار.

مقتل 21 مدنيا برصاص قوات الامن السورية وثمانية جنود في كمين مسلح بمحافظة حماة

جرحى في محيط بلدة عرسال اللبنانية الحدودية.. وانتشار امني كثيف في دمشق

دمشق ـ نيقوسيا ـ بيروت ـ وكالات: افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 21 مدنيا قتلوا الاربعاء برصاص قوات الامن بينهم 11 في حماه.

وقال المرصد في بيان ان ’20 مدنيا قتلوا برصاص القوات العسكرية والامنية بينهم 11 في منطقة حماه’ الواقعة على بعد 210 كلم شمال دمشق.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثمانية جنود قتلوا في محافظة حماه في وسط البلاد في هجوم مسلح قام به منشقون واستهدفوا اربع سيارات جيب عسكرية عند مدخل قرية العشارنة في ريف حماه.

واوضح المرصد في بيان ورد لفرانس برس ‘قتل ثمانية على الاقل من الجيش النظامي السوري اثر كمين استهدف اربع سيارات جيب عسكرية على مفرق قرية العشارنة بريف حماة من قبل مجموعة منشقة’.

واضاف المرصد ومقره لندن ان الهجوم جاء ‘ردا على مقتل خمسة مواطنين سوريين خلال استهداف سيارتهم من قبل قوات عسكرية صباح اليوم قرب بلدة خطاب’ بمحافظة حماه.

وفي حي ركن الدين بدمشق تحدث المرصد عن ‘انتشار أمني كثيف بعد أن قام أهالي الحي بإغلاق الشوارع والمحلات تنفيذا للمرحلة الثانية من إضراب الكرامة’.

واضاف المرصد ان ‘قوات عسكرية معززة بدبابات وناقلة جند مدرعة اقتحمت صباح الاربعاء مدينة الحراك في محافظة درعا حيث لا تزال تسمع اصوات اطلاق نار كثيف’.

من جهة اخرى اوضح البيان ان ‘ذوي مواطن من بلدة تسيل في محافظة درعا تسلموا جثمانه بعد ان استشهد متأثرا بجراح اصيب بها قبل ايام’.

وقد قطعت الاتصالات الهاتفية منذ فجر الاربعاء في دوما في ريف دمشق بينما سمع رصاص كثيف قرب مبنى امن الدولة في تلك المدينة التي تبعد عشرين كلم عن العاصمة حسب المرصد.

وطالت اعمال العنف في سورية مجددا لبنان المجاور عندما اطلق جنود سوريون النار فجر الاربعاء داخل الاراضي اللبنانية المحاذية للحدود الشرقية مع سورية، فأصابوا شخصين لبنانيين بجروح، بحسب ما افاد مسؤول محلي لوكالة فرانس برس.

وقال بكر الحجيري عضو بلدية عرسال ذات الغالبية السنية في البقاع (شرق) ان ‘دورية سورية كانت داخل الاراضي اللبنانية، اطلقت النار في محيط منقطة خربة داود في خراج بلدة عرسال فجرا، واصابت شابين هما خالد الفليطي ومحمد الفليطي’.

من جانب اخر ما زال الاضراب الذي بداه الاحد الناشطون الداعون الى الديمقراطية متواصلا في درعا وحمص وحماه وادلب ودوما على ما افاد الناشطون وسكان من تلك البلدات.

وعلى موقع ‘فيسبوك’ دعا الناشطون السوريين الى مواصلة حركة العصيان المدني التي انطلقت الاسبوع الماضي لتكثيف الضغط على نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال احد الناشطين ان ‘المرحلة الثانية قد بدات سنغلق هواتفنا النقالة لاربع ساعات بعد الظهر وسنغلق الشوارع وسنذهب الى العمل لكن بدون ان نعمل’ وذلك ‘لنقطع الموارد المالية التي يقتل بها النظام اطفالنا’.

واكد ناشط اخر ان ‘الاضراب متواصل في درعا لليوم الرابع على التوالي’.

من جانبه قال هاشم احد سكان كناكر على بعد خمسين كلم جنوب دمشق ‘لم يصوت احد الاثنين في الانتخابات البلدية والاضراب متواصل منذ الاحد ولم يذهب الطلاب الى المدارس’.

ودعا المجلس الوطني السوري الذي يمثل معظم تيارات المعارضة السورية مجددا المجتمع الدولي الى حماية المدنيين من القمع الدامي الذي اسفر حتى الان عن مقتل اكثر من خمسة الاف قتيل حسب الامم المتحدة.

واعلنت بسمة قضماني الناطقة باسم المجلس الوطني السوري على موقع المجلس ان ‘اعضاء المجلس يناقشون مختلف السبل لحماية المدنيين وسيجدون وسائل جديدة لحمايتهم في سوريا’.

مصابون في سورية يقومون برحلة خطرة للعلاج في لبنان

سهل البقاع (لبنان) من اريكا سولومون: يتلقى الطبيب اللبناني المسن رسالة على هاتفه المحمول هذا نصها ‘حقيبة الباذنجان الخاصة بك جاهزة’.

يقفز في سيارته الجيب ويسرع الى سفوح التلال على الحدود السورية بحثا عن المحتج المصاب الذي يعلم أنه بانتظار مساعدته.

يقول الطبيب محمود الذي يستخدم اسما مستعارا ‘أحيانا أتلقى اتصالا لعلاج مغص لكنني (كثيرا ما) أجد سورية هاربا مصابا برصاصة في جنبه. أرى الآن واحدا منهم على الأقل في اليوم’.

وأضاف أن نقل المصابين عبر الحدود المتوترة والخاضعة لمراقبة مشددة تتطلب رسائل مشفرة. ربما تكون المخابرات السورية تراقب المكالمات والرسائل النصية من المعارضة السورية.

وأظهرت أحدث أرقام صدرت عن الأمم المتحدة أن اكثر من خمسة آلاف سوري قتلوا في الحملة على الاحتجاجات الشعبية ضد حكم الرئيس بشار الأسد منذ تسعة أشهر.

ولا يجرؤ آلاف آخرون من المصابين على طلب المساعدة داخل سورية لأن إصاباتهم بالرصاص والشظايا ستفضح سرهم للشرطة كمحتجين او متمردين.

وينجح البعض في القيام بالرحلة القصيرة المحفوفة بالمخاطر الى لبنان لتلقي الرعاية الطبية. يتسللون متجاوزين جنود الجيش ويتحركون عبر الحدود الملغمة ويتحملون برد الشتاء القارس.

ويقطع محمود بمعدل شبه يومي الطرق الموحلة في بلدته الحدودية الفقيرة نحو منزل آمن يختبيء بين المنازل الأسمنتية المتداعية المتناثرة وسط الجبال. في هذه المرة يعثر الطبيب على احمد مصابا في ساقه.

جر احمد نفسه على سفوح التلال التي كساها الجليد ليصل الى سهل البقاع بلبنان. اختبأ في الخمائل حين كانت القوات السورية تبحث عنه. قضى الليل بطوله ليقطع سبعة كيلومترات من قرية القصير السورية القريبة التي ينتمي لها.

وقال احمد ‘في سورية الجيش والمخابرات في كل مكان حتى المستشفيات. نخشى جدا الذهاب الى هناك بإصابات’. وأضاف ‘اذا لم تدخل مستوصفا بطلقة في رأسك فقد تخرج منها على هذا الحال’.

ويقول المصابون الذين يأتون الى لبنان إن العيادات السرية المؤقتة التي تعمل الآن في سورية لا تتوفر لديها المعدات اللازمة لعلاج جروحهم. ويحملهم متعاطفون سيرا على الاقدام او على دراجات نارية او حتى على ظهور الخيل. وينتظر البعض أياما الى ان يصبح العبور آمنا.

وقال حسن (24 عاما) وهو طالب ‘نزفت لساعات. كنت شبه غائب عن الوعي من شدة الألم ولم أستطع السير’. فر حسن من حمص مركز الاحتجاجات التي شهدت أعمال عنف بعد أن اخترقت الأعيرة النارية ساقه اليسرى.

وأضاف ‘لم تكن لدي أدنى فكرة عمن يكون معظم من ساعدوني. كنت مرعوبا من احتمال أن يكونوا من الشرطة السرية. لكنهم أنقذوني. وضعوني بين حاويتين بلاستكيتين للكيروسين على ظهر حصان فبدونا كمهربي وقود’.

ووصل مئات السوريين سواء من المحتجين العزل او المقاتلين المسلحين الذين يقاتلون الحكومة الى بلدة الطبيب محمود في سهل البقاع كبوابة للبنان.

ويقول بعض السكان اللبنانيين إن البعض لاقوا حتفهم خلال انتظارهم فرصة للعبور.

ويدعم مسؤولون محليون هذه الجهود لكنهم يطلبون عدم نشر اسم بلدتهم تفاديا لإثارة المشاكل. فعلى مقربة يوجد لبنانيون يؤيدون الأسد. وتنتشر على الطرق لافتات للرئيس السوري وهو يقف مع زعيم حزب الله اللبناني الموالي لسورية حسن نصر الله. وحاولت سورية أن تخمد بالقوة الاحتجاجات الشعبية ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ 41 عاما والتي اندلعت في مارس آذار كاحتجاجات سلمية. الآن انشق بعض الجنود عن الجيش بأسلحتهم وكونوا قوة تهاجم آلة الأمن التابعة للأسد على الطرق وحتى في قواعدها.

وتقول الحكومة في دمشق إنها تقاتل إرهابيين مدعومين من الخارج وإنها فقدت اكثر من 1100 من أفراد قواتها في أعمال العنف التي تهدد بانزلاق سورية لحرب أهلية.

عمر (20 عاما) انشق عن الجيش وفر من كابوس. اتسعت عيناه البنيتان حزنا على فقد رفاقه.

وقال ‘أعتقد أنه تم إطلاق الرصاص علي 14 مرة’. ويشير بيديه المضمدتين الى إصابات أعيرة نارية في صدره وذراعيه ومعدته. وهناك خط سميك من الغرز الجراحية في بطنه.

وأضاف ‘استدعيت وحدتي لقمع المحتجين. قمنا باشياء لا أريد أن أتذكرها. حين أتيحت الفرصة هربنا الى حمص وبدأنا القتال’.

وخلال اشتباك مع الجيش منذ عدة أسابيع فقد عمر الوعي بين خمسة من زملائه سقطوا قتلى. ظل في مكانه لساعات لأن أصدقاءه الذين كانوا يحاولون إنقاذه انتظروا الى ان يتوقف إطلاق الرصاص.

وتشبه مناطق من حمص التي جاء منها معظم المصابين الذين وصلوا الى لبنان في الآونة الأخيرة ساحة حرب. ويقول نشطاء إن الجيش يبحث عن المصابين. وقال حماد وهو محتج يبلغ من العمر ثلاثين عاما من حمص إنه اختبأ برفقة عشرات المصابين في مبان مهجورة حتى يحموا أسرهم من الاعتداءات او الاعتقال اذا عثر عليهم في بيوتهم.

واضاف وهو مقطب الجبين فيما كان طبيب لبناني يغير الضمادة على الجرح الموجود بفخذه ‘انتظرت هناك لعشرة ايام. أخذت ساقي تتعفن’.

ويعمل المسعفون في المستشفيات الحكومية نهارا ويعالجون المحتجين في الليل. يتسللون للمساعدة متى تيسر لهم. لكن يجب تهريب الحالات الأسوأ.

وحتى على الأراضي اللبنانية لا يشعر المصابون بأمان تام. ينقلون سريعا الى خارج سهل البقاع الذي يغلب على سكانه الشيعة والموالي لسوريا حتى لا يلفتوا الانتباه.

وينقلهم الصليب الأحمر الى بلدة طرابلس الشمالية وهي معقل للسنة المتعاطفين مع احتجاجات الشعب السوري الذي يشكل السنة أغلبيته.

هناك أنشأ الطبيب السوري مازن الذي يعيش في المنفى مستوصفات سرية. وتعالج المستشفيات اللبنانية العامة المصابين السوريين لكنها لا تسمح لهم بالبقاء سوى أربعة ايام.

وقال مازن (24 عاما) الذي تخرج في حمص في فصل الربيع الماضي ‘هذا لا يكفي لإصابة خطيرة. نحتاج الى مساعدة في علاج هؤلاء الناس لأشهر’. لقد قضى الأشهر الأولى من عمله كطبيب في علاج إصابات بأعيرة نارية.

ورافق مازن فريق رويترز الى جناح بمستشفى مهجور في طرابلس هو مقر مستوصفه بمساعدة متبرعين سريين لعلاج من سيحتاجون لأشهر للتعافي. ويستحيل إبلاغ عائلاتهم بمكان تواجدهم.

وعلى غرار آخرين مرر عمر رسالة من خلال قنوات سرية ويتعشم أن يعلم والدته ووالده بأنه حي.

وقال وهو يبتسم ‘أشعر كأنني مت وعدت الى الحياة. بمجرد أن أشفى أريد العودة وقتال النظام حتى الموت. اما نحن او هم’.

سياسي سوري علوي يعبر عن معارضته للعنف

عمان ـ رويترز: قال سياسي سوري من الطائفة العلوية إن اربعة من أقاربه أطلق عليهم الرصاص أو خطفوا في حوادث عنف طائفية تهدد بتقويض الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية التي مضى عليها تسعة أشهر.

وفي شهادة نادرة يذكر فيها اسم صاحبها عن حوادث القتل الطائفية التي هزت مدينة حمص في وسط سوريا خلال الاسابيع القليلة الماضية قال محمد صالح لرويترز أمس الثلاثاء ان الأربعة استهدفوا لأنهم علويون من الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال صالح – وهو سجين سياسي سابق- عبر الهاتف من حمص التي يسكنها مليون نسمة وتقع على بعد 140 كيلومترا الى الشمال من العاصمة دمشق إن عنف النظام ولد عنفا مضادا لكن الجريمة هي الجريمة ويجب إدانتها.

وقال صالح الذي قضى 12 عاما في السجن لمعارضته والد بشار الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي ورث عنه بشار الحكم في عام 2000 إنه دخل السجن من أجل سورية متحضرة لا من أجل تكرار نفس قيم النظام.

وذكر صالح ان رجالا مسلحين من السنة قتلوا عيسى عبود وهو قريب له عمره 60 عاما بينما كان يقوم بتحميل أمتعته في شاحنة للهرب مع اقاربه من حي المدينة الشبابية في حمص.

وأصيب شاب كان يساعدهم في بطنه وهو في المستشفى. وخطف قريب ثالث كان حاضرا.

وقال صالح إنهم أقارب له من طرف زوجته وقتل ايضا سائق الشاحنة. وأضاف أن ابن اخته شادي طمور خطف في حادث منفصل في حمص أمس.

وأضاف قوله إنه كان بين مجموعة من الأعيان من مختلف الطوائف ذهبت لتسلم الجثث لكن الرجال المسلحين لم يسمحوا لهم بأخذها ولم يتسلموا الجثث إلا بعد ان دخلت مركبات أمنية مدرعة الى المنطقة.

ويقول سكان ان آلافا من العائلات السنية هربت الى مدن اخرى او الى الأردن ولبنان خوف التعرض للقتل الطائفي بينما هرب آلاف العلويين الى منازل في الجبال في قرى في الغرب.

وفي الأسابيع القليلة الماضية تزايدت الروايات عن حوادث خطف لمجموعات من السنة والعلويين في المدينة منهم نساء على الرغم من ان شخصيات علوية وسنية تعقد اجتماعات سعيا الى وقف حوادث الخطف.

وساعد صالح (52 عاما) على صياغة إعلان في الشهر الماضي أصدره برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري والذي دعا لتهدئة التوترات الطائفية بين العلويين والسنة في حمص لكنه قال إن المعارضة بأكملها يجب أن تتخذ موقفا صارما من القتل الطائفي.

ومضى صالح يقول إن من لا يدينون هذه الجرائم يمكن أن يكونوا شركاء أيضا في الجريمة.

وورد في الإعلان أن حوادث الخطف والاغتيالات وتصفية الحسابات تمثل خطرا حقيقيا على مكاسب ‘الثورة’ وتقدم خدمة كبيرة للنظام.

وظهرت مقاومة مسلحة في حمص إلى جانب احتجاجات الشوارع خلال الشهرين الأخيرين بعد أن نشر الأسد قوات ودبابات في المدينة في ابريل نيسان للقضاء على المظاهرات.

وتضم المدينة التي تسكنها أغلبية من السنة أحياء علوية كبيرة تشجع سكانها على الانتقال إلى حمص من خلال عرض وظائف في الدولة والأجهزة الأمنية.

وتقول الأمم المتحدة إن حملة القمع أسفرت عن سقوط 5000 قتيل. وتقول السلطات التي تلقي باللوم على ‘عصابات إرهابية مسلحة’ في العنف إن 1100 فرد من الجيش والشرطة قتلوا.

بينما قال صالح إن القمع أسفر عن مقتل أكثر من 5000.

وأضاف أنه قد يكون فات الأوان لحل سلمي ما لم يتم الموافقة على خطة متعثرة للجامعة العربية تدعو الأسد الى سحب الجيش من المدن والتفاوض مع معارضيه.

ومضى صالح يقول إنه كان يريد أن يرحل النظام منذ وقت طويل لكن الحلم شيء والواقع شيء آخر وأهم شيء الان هو حقن الدماء.

طهران تنفي دعوة هيئة التنسيق السورية المعارضة لزيارتها ولقاء مسؤوليها

دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر: نفت طهران توجيه أية دعوة لهيئة التنسيق الوطنية المعارِضة في سورية لزيارة إيران ولقاء مسؤولين هناك، وجاء النفي الإيراني بعد تقرير نشرته ‘القدس العربي’ عن اتصالات تلقتها الهيئة من السفارة الإيرانية بدمشق تتضمن دعوة الهيئة لزيارة طهران.

وقال بيان صدر عن السفارة الإيرانية بدمشق تلقت ‘القدس العربي’ نسخة منه أنه ‘تعقيباً على الأخبار الواردة حول الاتصال مع المعارضة السورية نود أن نعيد إلى الأذهان ما نفيناه سابقاً بان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تنوي دعوة المعارضة السورية آو التشاور والحوار معها’، وأضاف البيان: إذا تم اتخاذ مثل هذا القرار فان ذلك سيكون بالتنسيق الكامل مع السلطات الرسمية السورية.

وكان حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية، قال لـ ‘القدس العربي’ أن الهيئة تلقت مؤخراً اتصالاً من السفارة الإيرانية بدمشق يتضمن توجيه الدعوة من جهات إيرانية قال القيادي المعارض أنها ‘رفيعة’ للهيئة لزيارة العاصمة الإيرانية طهران واللقاء بمسؤولين إيرانيين هناك.

عبد العظيم قال لـ ‘القدس العربي’ أيضاً ان الهيئة المعارِضة تستوضح حالياً حول برنامج الزيارة أو الدعوة ومع مَن ستكون اللقاءات مبيناً أن الهيئة منفتحة على كل الدول الإقليمية والدولية بما فيها إيران من منطلق المصالح المتبادلة، رافضاً الكشف عن الجهة التي وجهت الدعوة إذا كانت من مؤسسة الرئاسة الإيرانية أم من وزارة الخارجية.

وكانت ‘ا ف ب’ تقلت عن علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قوله ان السلطات العراقية دعت المعارضة السورية لزيارة بغداد بهدف القيام بوساطة بينها وبين النظام السوري، موضحا ان المعارضة ردت إيجابا على هذا الاقتراح، وقال الموسوي ‘لقد دعونا المعارضة السورية إلى زيارة العراق ورحبت بهذه المبادرة من جانب المالكي’، موضحا أن رئيس الوزراء العراقي ‘كان طلب من العديد من المسؤولين السياسيين التفاوض مع المعارضة السورية’، وشدد على أن ‘التحرك العراقي يستند إلى المبادرة العربية إضافة إلى مطالب المعارضة التي ستنقل إلى الحكومة السورية’.

العربي ينفي تصريحات حول فرض الحظر الجوي على سورية

القاهرة ـ دب أ: نفى الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية ما تناقلته بعض الصحف من أقوال منسوبة إليه حول توقعاته بأن ‘عقوبات الحظر الجوي ضد سورية سوف تدخل حيز التنفيذ قريبا. وبأن النظام السوري في النهاية لن يستجيب للمبادرة العربية’.

وقال الأمين العام ‘أستغرب نقل مثل هذه التصريحات والأحاديث غير الدقيقة في الوقت الذي ما زالت فيه الجهود والاتصالات جارية من أجل تذليل العقبات التي تعترض مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سورية وإنجاح خطوات الحل العربي.

وأكد الأمين العام على أن اجتماعي اللجنة الوزارية العربية ومجلس الجامعة الوزاري المقرر عقدهما يوم السبت القادم سوف يبحثان هذا الموضوع من كافة جوانبه في ضوء ما استجد من مواقف عربية ودولية وما أسفرت عنه الاتصالات والمراسلات الجارية مع الحكومة السورية من نتائج.

وأعرب الأمين العام عن قلقه البالغ من استمرار وتصاعد أعمال العنف في أنحاء مختلفة من سورية وخاصة في محافظتي حمص وأدلب، والتي أدت خلال الأيام القليلة الماضية إلى سقوط العشرات من الضحايا، داعيا إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف وسحب المسلحين والآليات العسكرية تنفيذا لمقررات مجلس الجامعة في هذا الشأن وبنود خطة الحل العربية.

دبلوماسي سابق: عدد كبير داخل النظام حانقون على الاسد ويرغبون برحيله

سورية اليوم هي عراق 2006

لندن ـ ‘القدس العربي’ قال دبلوماسي سوري سابق كبير، انضم مع عائلته للمعارضة في تركيا ان هناك عددا من المسؤولين في داخل النظام يريدون سقوط نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال محمد بسام العمادي السفير السابق في السويد في حديث من انطاكية مع صحيفة ‘التايمز’ البريطانية ‘هناك مسؤولون كبار ليسوا موالين للنظام ولكنهم لا يستطيعون عمل اي شيء’، واضاف انهم خائفون على حياتهم وحياة عائلاتهم ‘لدي الكثير من الاصدقاء ممن تحدثوا لي’.

ويقول ان حنق المسؤولين يتركز على فشل النظام في الاستجابة للمتظاهرين وتقديم الاصلاحات الضرورية في بداية الازمة. وقال ان المتظاهرين كانوا في البداية غاضبين على النظام بسبب الفساد وسوء الحكم، وكان يمكن تصحيح الوضع لو استجابت الحكومة وشرعت في الاصلاحات الضروية، لكن ‘النظام اختار الرد بالقمع والقتل’.

وكبقية اعضاء المعارضة فقد طالب الدبلوماسي السابق باقامة منطقة آمنة حتى يهرب اليها الجنود ويعمل منها المقاتلون في جيش سورية الحر، حيث قال ان منطقة عازلة في الشمال او الجنوب ستؤدي الى تفكك النظام بشكل لا يكون فيه قادرا على المواصلة.

وبحسب الصحيفة التي قالت ان العمادي يفضل قيام دولة من الخارج بتزويد افراد جيش سورية الحر بالسلاح بشرط ان يكون جزءا من استراتيجية شاملة للتخلص من النظام. وكان العمادي قد استقال من منصبه كسفير عام 2009 ويعمل مع المعارضة منذ اندلاع الانتفاضة في اذار (مارس) الماضي، وهذه اول مرة يتحدث فيها علنا منتقدا النظام حيث رفض ما اسماه اكاذيب النظام من ان البلاد تسير نحو هاوية الحرب الاهلية، وقال ان ما يحدث في سورية اليوم ‘ثورة’ وليست حربا اهلية ‘وهي ثورة تعارضها الحكومة’.

وفي اطار اخر، تطورت الازمة السورية دوليا وسط انتقادات روسية للطريقة التي تتعامل فيها الامم المتحدة مع الملف السوري، فيما رفعت مفوضة الامم المتحدة نافي بيلاي عدد القتلى منذ بداية الانتفاضة قبل تسعة اشهر الى خمسة الاف شخص. وقد اخبرت بيلاي مجلس الامن الثلاثاء ان الوضع في سورية لم يعد ‘يحتمل’. واعتبر عدد من سفراء الدول دائمة العضوية ان التقرير الذي قدمته المفوضة من اكثر التقارير اثارة للرعب بحسب السفير البريطاني مارك ليل غرانت.

وترفض روسيا والصين ما يطلق عليه ‘ليبينة’ الملف السوري وتجنب ما حدث في مجلس الامن اثناء التصويت على منطقة الحظر الجوي. ومع ان الجامعة العربية ترفض حتى الآن تدويل الملف الا ان اقتراح بيلاي احالة الملف السوري لمحكمة جرائم الحرب الدولية المثيرة للجدل يذكر ايضا بالقرار المتعجل الذي اتخذته ضد القذافي ونجله ورئيس مخابراته والذي اقفل كل الابواب امام الزعيم الليبي السابق للتنحي والبقاء في ليبيا او الخروج للمنفى.

واعتبر التلفزيون السوري الرسمي تصريحات بيلاي بأنها جزء من ‘مؤامرة’ على الرئيس السوري. وعلقت صحيفة ‘الغارديان’ على تصريحات بيلاي بقولها انها للمرة الثانية تدعو مجلس الامن لاحالة الملف على المحكمة الدولية لجرائم الحرب للتحقيق في جرائم ارتكبها النظام ضد الانسانية. فالمرة الاولى كانت في آب (اغسطس) الماضي عندما وصل عدد الضحايا الى الفين والثلاثاء عندما قدرت بيلاي عدد الضحايا بخمسة الاف.

ومع ان سورية اعترضت على التقرير بانه قام على شهادات اخذتها المفوضية من منشقين عن النظام الا ان الادلة في تزايد حيث ستصدر اليوم منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ تقريرا يكشف عن اسماء 72 قائدا في الجيش السوري اصدروا اوامر لجنودهم باطلاق النار على المتظاهرين. وتقول الصحيفة ان المسألة ليست عن ما يحدث في سورية بل الى اين تقودنا الازمة في ضوء معارضة كل من الصين وروسيا اللتين تقولان انه تم اساءة استخدام الاجراءات من اجل التعمية على خطط دول الناتو لتغيير النظام في ليبيا.

واشارت الصحيفة الى رفض النظام العراقي قطع العلاقات مع سورية والمطالبة برحيل الاسد حيث حذر من انعكاسات سلبية على المنطقة من انهيار النظام. وفي المقابل علقت الصحيفة على تصريحات برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري حول قطع العلاقات مع ايران وحزب الله وحماس على الرغم من ان الاخوان المسلمين السوريين جزء مهم من المجلس، ومع ان التصريح نظر اليه كمحاولة لدفع امريكا دعم جهودهم لانشاء منطقة آمنة الا انها ادت الى جدل وانعكاسات سلبية خاصة من حزب الله الذي يقف مع النظام الذي يسهل وصول شحنات الاسلحة اليه. وحذرت الصحيفة من الطائفية التي قالت ان هناك اشارة على ظهورها، ايا كانت كورقة يحاول النظام لعبها ام انها تتطور بسبب الاحداث، ويظهر هذا واضحا في مدينة حمص التي تحول فيها الصراع حول المطالب المدنية بين المتظاهرين والموالين للنظام الى حرب طائفية بشعة بين العلويين والمنشقين السنة الذي يشكلون غالبية السكان. ومع ان كل طرف يلوم الاخر على الجثث المشوهة في الشوارع التي تظهر كل يوم الا ان الوضع في حمص يذكر بعراق عام 2006 اي في ذروة الحرب الطائفية التي ادت لمقتل الالاف وتطهير احياء وتشريد الملايين.

وفي نفس السياق تحدثت صحيفة ‘اندبندنت’ في افتتاحية تحت عنوان ‘الامم المتحدة تحصي الثمن في سورية’ مشيرة الى ان الامم المتحدة عادة ما تثير الجدل، لكنها في الاحداث الاخيرة في شمال افريقيا ومنطقة الشرق الاوسط لعبت دورا من ناحية الضغط على قادة الانظمة تلك وتشريع قرارات اقامة حظر جوي كما فعلت مع ليبيا التي ادت الى تغيير النظام ولكن الامم المتحدة بعد هذا الخطأ قامت بتصحيح بعض تداعيات القرار عندما اصدرت تقريرا اتهمت فيه الميليشيات التي دعمتها بارتكاب جرائم حرب اضافة للنظام السابق، وحذرت من مخاطر انتشار العنف.

وفي اشارة لطلب بيلاي تحويل ملف سورية على محكمة جرائم الحرب تقول ان ما توصلت له المفوضية الاممية يجب ان لا يثير استغراب احد يقوم بمتابعة التطورات في سورية لان الارقام ليس مبالغا فيها، خاصة ان التقارير من سورية وصلت العالم على الرغم من محاولات النظام اغلاق كل المنافذ. وتقول الصحيفة ان كان لدى النظام ارقام رسمية دقيقة عن عدد القتلى فعليه تقديمها بدلا من الاكتفاء بتقديم ارقام عن عدد القتلى في صفوف جيشه. وتعتقد الصحيفة ان تقرير المفوضية محدد للثمن المريع حتى الان للانتفاضة في سورية.

وانتقدت الموقف الروسي بأنه مثير للسخرية ويجب ان ينظر اليه في ضوء المشاكل الداخلية في روسيا، ومع ذلك ترى ان الحديث عن تدخل في سورية كما في ليبيا بحاجة للتفكير خاصة ان منافع هذا التدخل في ليبيا بحاجة للتقييم على المدى البعيد. وترى ان التهديد باحالة الملف على المحكمة رسالة التي سيعمل الاسد وقواته على الاستماع اليها.

فايننشال تايمز’: حماس تخفف من وجودها في دمشق ودعمها للنظام السوري

لندن ـ يو بي آي: افادت صحيفة ‘فايننشال تايمز’ الأربعاء أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تخفف بهدوء من وجودها في دمشق ومن دعمها لحليفها التقليدي نظام الرئيس بشار الأسد، والذي يُقاتل لاحتواء انتفاضة متصاعدة.

وقالت الصحيفة إن سفك الدماء والعنف في سورية يشكل تحدياً مزعجاً بالنسبة إلى حماس مع تصاعد حظوظها السياسية في أماكن أخرى بمنطقة الشرق الأوسط، بعد أن منحت انتفاضاتها القوة للحركات الإسلامية وسمحت لقادة الحركة بتعزيز روابطها مع الحكومات الصديقة من المغرب وحتى معقلها الحصين بقطاع غزة.

واضافت أن حماس بدأت تشعر بالضغط في دمشق، مقر مكتبها السياسي ومركز عملياتها الإقليمية لأكثر من عقد من الزمان، وأنها غير آمنة على نحو متزايد، فيما شعر الرئيس السوري بالغضب لأن الحركة رفضت دعم نظامه ضد الإنتفاضة التي بدأت في آذار (مارس) الماضي، ووصلت العلاقات بينهما إلى نقطة الإنهيار.

واشارت الصحيفة إلى أن حماس اجلت العديد من مسؤوليها من الدرجة الأدنى من سورية خوفاً من الإنتقام وانهيار النظام.

ونسبت إلى مسؤول من حماس في غزة قوله ‘نشعر أن الوضع خطير للغاية بالنسبة للحركة في سورية، وصار نظام الأسد غاضباً جداً منا ويريدنا أن نقدم الدعم له كما فعل حزب الله، لكن هذا صار مستحيلاً بالنسبة لحماس لأن النظام السوري يقتل شعبه’.

وقالت الصحيفة إن دبلوماسيين اكدوا أن مبعوثي حماس يجسون النبض في جميع أنحاء المنطقة في حال قرروا نقل مقرهم من دمشق على وجه السرعة، مع أن الكثير من المسؤولين والمحللين يعتقدون أن التقارير عن انتقال وشيك للحركة إلى قطر أو مصر هو سابق لأوانه.

ونقلت عن دبلوماسي غربي ‘إن حماس لم تحصل بعد على مقر بديل لدمشق، والتوقع هو أن الحركة ستحاول تأمين مواقع بعدد من البلدان العربية، لكنني لا اعتقد أن سورية هي قضية بالنسبة لها’.

واضافت الصحيفة أن مسؤول حماس في غزة أكد ‘أن قطر يمكن أن تستضيف حماس كأفراد وليس كمجموعة’.

سوريا | الأزمة في شهرها العاشر: مراوحة سياسيّة وتصعيد ميداني

طمأنة عربيّة وغربيّة: لا تدخُّل عسكرياً

مع دخول الأزمة السورية شهرها العاشر، خفتت الأصوات المهدِّدة ضد دمشق، قبل ساعات من اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، حيث سيُرفع تقرير إلى مجلس الجامعة، فيما العمل جارٍ على «إقناع» روسيا في بروكسل

دخلت الحركة الاحتجاجية في سوريا، اليوم، شهرها العاشر، مع اتخاذها أكثر فأكثر منحىً مسلَّحاً يثير المزيد من المخاوف من تحوّلها إلى حرب أهلية، مع تكرار زعماء العرب والغرب عدم استعدادهم للتدخل عسكرياً لإسقاط الحكم السوري. بورصة المواقف السياسية تراوح مكانها بانتظار ما ستؤدي إليه اجتماعات العرب في القاهرة بعد غد السبت، وسط نفي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي للتصريحات التصعيدية التي نقلت عنه. وآخر المطمئين إلى عدم وجود نيات عسكرية ضد سوريا، كان مسؤولي تركيا والحلف الأطلسي.

أما الجهود الكبيرة، فتبذل في هذه الأثناء لإقناع روسيا بالتخلي عن موقفها المدافع عن دمشق. كلام اعترفت به مفوضة الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، قائلةً إن الاتحاد سيحاول إقناع روسيا بالمشاركة في العقوبات على سوريا خلال قمة الاتحاد الأوروبي ـــــ روسيا التي تبدأ اليوم وتنتهي غداً في بروكسل. وقالت آشتون، أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: «آمل أن يتحرك مجلس الأمن. على جميع اعضائه أن يتحمّلوا مسؤولياتهم؛ لأن الوضع ملحّ للغاية». في غضون ذلك، نفى العربي ما تناقلته بعض الصحف من أقوال منسوبة إليه عن توقعاته بأنّ «عقوبات الحظر الجوي على سوريا ستدخل حيز التنفيذ قريباً، وبأن النظام السوري في النهاية لن يستجيب للمبادرة العربية». وقال العربي: «أستغرب نقل مثل هذه التصريحات والأحاديث غير الدقيقة، في الوقت الذي لا تزال فيه الجهود والاتصالات جارية لتذليل العقبات التي تعترض مهمة بعثة جامعة الدول العربية إلى سوريا، وإنجاح الحل العربي».

أما الحكومة الأردنية، فقد حسمت عدم نيتها الاعتراف بـ«المجلس الوطني السوري» المعارض، فيما رجحت خفض رحلات الطيران مع الجانب السوري في سياق قرارات الجامعة العربية بفرض عقوبات على سوريا، على حد تعبير المتحدث باسم الحكومة الأردنية، راكان المجالي. وكانت السفارة الإيرانية في سوريا قد نفت قيامها بأي اتصال «مع المعارضة السورية»، وهو ما أوردته إحدى الصحف العربية أول من أمس. وجاء في بيان السفارة أن طهران «لا تنوي دعوة المعارضة السورية أو التشاور والحوار معها، وإذا اتُّخذ مثل هذا القرار، فإن ذلك سيكون بالتنسيق الكامل مع السلطات الرسمية السورية».

أما وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، فقد جدد التأكيد أن بلاده لا تضع أي خطط لغزو سوريا، لا بمفردها ولا إلى جانب أي دولة أخرى، «كذلك فإننا لا نملك أي معلومات ولم نتلق أي طلب يشير إلى أن أية دولة لديها خطة مماثلة». وفي الإطار نفسه، رفض وزير الدفاع الإيطالي، القائد العسكري لحلف شماليّ الأطلسي، جامباولو دي باولا، المقارنة بين الوضعين السوري الراهن والليبي السابق، لافتاً إلى عدم وجود أي مؤشر من المجتمع الدولي يمهّد للتدخل العسكري في سوريا.

غير أن الولايات المتحدة حافظت على وتيرة التصعيد نفسها ضد دمشق، فقال فريدريك هوف، المنسق الخاص لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الاميركية في جلسة استماع في مجلس النواب، «نحن نرى ان هذا النظام السوري يساوي مجموعة من الاحياء الاموات». وأضاف «من الواضح ان نظام الاسد لن يبقى». لكنه تابع «من الصعب توقع المدة التي لا تزال امام» النظام السوري. وقال انه اذا تمكن الاسد من التشبث بالسلطة، فسيكون كمستبد «يرأس بيونغ يانغ في بلاد المشرق» تكبله العقوبات تماما مثل نظام كوريا الشمالية المعزول.

داخلياً، كان لافتاً تعيين الرئيس بشار الأسد، سفير بلاده لدى واشنطن منذ عام 2005، عماد مصطفى، سفيراً لسوريا لدى الصين. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مصادرها أن الأسد أصدر مرسوماً يقضي بتسمية مصطفى سفيراً لدى الصين الشعبية، خلفاً لسفير سوريا الحالي الدكتور خلف الجراد، وذلك بعد استدعاء مصطفى الشهر الماضي من واشنطن. على صعيد متصل، ميدانياً، أوحت بيانات المعارضة السورية بأن يوم أمس كان دامياً وسط استمرار حالة الإضراب العام والعصيان المدني لليوم الخامس على التوالي، وخصوصاً في المدن ذات الثقل المعارِض. وقد أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن 25 مدنياً قتلوا أمس برصاص قوات الأمن، بينهم 11 في حماه وحدها. وتحدث «المرصد» عن مقتل ثمانية جنود في حماه نفسها «في هجوم مسلح قام به منشقون واستهدفوا أربع سيارات جيب عسكرية عند مدخل قرية العشارنة في ريف حماه». أما وكالة «سانا»، فقد أعلنت تشييع جثامين 7 شهداء من الجيش والقوى الأمنية من مستشفيات تشرين وحمص والسويداء.

إلى ذلك، اعلن عبدالله تركماني، ممثل المجلس الوطني السوري المعارض في تونس، ان المؤتمر الاول للمجلس سيعقد بين السادس عشر والثامن عشر من كانون الاول/ديسمبر الحالي في تونس. واوضح ان برهان غليون سيحضر المؤتمر اضافة الى نحو مئتين من اعضاء المجلس.

(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

الثورة السورية تدخل شهرها العاشر بالمزيد من العنف والدماء والقتلى

دبابات الأسد تدخل حماة “المُضربة” بعد أن دخلتها وهي منتفضة

تدخل الثورة السورية شهرها العاشر بمزيد من العنف والقتلى من جهة، وبمزيد من التظاهرات السلمية من جهة ثانية. ويبرز من جديد اسم مدينة حماة في ثنايا أخبار سوريا القاتمة، والمدينة التي تعرّضت في آب الماضي إلى هجوم دمويّ لتركيع احتجاجاتها، تتعرّض هذه المرة إلى هجوم مماثل يهدف إلى وقف (إضراب الكرامة) الذي شارك فيه أهلها بكثافة.

وكالات، دمشق: يتواصل العنف والقتل في سوريا بشكل غير مسبوق حاصدا المزيد من المدنيين والعسكريين عشية دخول الثورة على نظام الأسد شهرها العاشر.

وتواصل سقوط الضحايا من مدنيين وعسكريين، في حين يواصل الناشطون دعوتهم إلى العصيان المدني كخطوة تصعيدية بمواجهة قمع النظام المستمر الذي حصد الأربعاء 21 مدنيا.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثمانية جنود قتلوا في محافظة حماه في وسط البلاد في هجوم مسلح قام به منشقون واستهدفوا اربع سيارات جيب عسكرية عند مدخل قرية العشارنة في ريف حماه.

واوضح المرصد في بيان ورد لفرانس برس “قتل ثمانية على الاقل من الجيش النظامي السوري اثر كمين استهدف اربع سيارات جيب عسكرية على مفرق قرية العشارنة في ريف حماة من قبل مجموعة منشقة”.

واضاف المرصد ومقره لندن ان الهجوم جاء “ردا على مقتل خمسة مواطنين سوريين خلال استهداف سيارتهم من قبل قوات عسكرية صباح اليوم قرب بلدة خطاب” في محافظة حماه.

واضافة الى هؤلاء القتلى الخمسة قتل ستة آخرون في محافظة حماه ليرتفع عدد القتلى في هذه المحافظة الاربعاء الى 11.

وأضاف المرصد “ان حي الحميدية في حماة تعرض للقصف بالرشاشات الثقيلة وان المواجهات بين المنشقين والجنود كانت لا تزال متواصلة” بعد ظهر الاربعاء.

وفي حمص قتل خمسة مدنيين برصاص قوات الامن السورية في حيي البياضة وبابا عمرو.

وفي محافظة ادلب في شمال غرب البلاد قرب الحدود التركية قتل ثلاثة مدنيين برصاص قوات الامن.

واضاف البيان ان “امرأة عراقية قتلت برصاص قناصة في الزبداني” في محافظة دمشق.

كما قتل مدني برصاص قوات الأمن في بصر الحرير في محافظة درعا حيث تجري كذلك مواجهات بين منشقين والجيش في بلدة اللجاة.

وفي حي ركن الدين في دمشق تحدث المرصد عن “انتشار أمني كثيف بعد أن قام أهالي الحي بإغلاق الشوارع والمحلات تنفيذا للمرحلة الثانية من إضراب الكرامة”.

واضاف المرصد ان “قوات عسكرية معززة بدبابات وناقلة جند مدرعة اقتحمت صباح الاربعاء مدينة الحراك في محافظة درعا حيث لا تزال تسمع اصوات اطلاق نار كثيف”.

من جهة اخرى اوضح البيان ان “ذوي مواطن من بلدة تسيل في محافظة درعا تسلموا جثمانه بعد ان استشهد متأثرا بجراح اصيب بها قبل ايام”.

وقد قطعت الاتصالات الهاتفية منذ فجر الأربعاء في دوما في ريف دمشق بينما سمع رصاص كثيف قرب مبنى امن الدولة في تلك المدينة التي تبعد عشرين كلم عن العاصمة حسب المرصد.

“إضراب الكرامة”… خطوات تصعيدية

ويدخل “إضراب الكرامة” الذي أعلنه المعارضون السوريون يومه الرابع ضمن سلسلة من الخطوات التصعيدية التي ترمي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على نظام الأسد المترنح تحت وقع الاحتجاجات الشعبية وبوادر حرب اهلية بدأت تأخذ طابعا مسلحا مع تزايد انشقاق الجنود واصرارهم على مواجهة القوات النظامية و”حماية المدنيين”.

ويقول الناشطون السوريون إن المرحلة الأولى من “إضراب الكرامة” تهدف لإقفال الحارات الفرعية، والتوقف عن تسيير العمل في المراكز الوظيفية، وإغلاق الهاتف الجوال.

وتتضمّن المرحلة الثانية البدء في إضراب المحال التجارية. أما المرحلة الثالثة، فتشمل الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. ويسعى ناشطو الثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن في المرحلة الرابعة.

وتستهدف المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفي الدولة، في حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية في المرحلة السادسة الأخيرة.

وعلى موقع فايسبوك دعا الناشطون السوريين إلى مواصلة حركة العصيان المدني التي انطلقت الاسبوع الماضي لتكثيف الضغط على نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال احد الناشطين ان “المرحلة الثانية قد بدأت سنغلق هواتفنا النقالة لاربع ساعات بعد الظهر وسنغلق الشوارع وسنذهب الى العمل لكن من دون ان نعمل” وذلك “لنقطع الموارد المالية التي يقتل بها النظام اطفالنا”.

واكد ناشط آخر ان “الاضراب متواصل في درعا لليوم الرابع على التوالي”.

من جانبه قال هاشم احد سكان كناكر على بعد خمسين كلم جنوب دمشق “لم يصوت احد الاثنين في الانتخابات البلدية والاضراب متواصل منذ الاحد ولم يذهب الطلاب الى المدارس”.

ودعا المجلس الوطني السوري الذي يمثل معظم تيارات المعارضة السورية مجددا المجتمع الدولي الى حماية المدنيين من القمع الدامي الذي اسفر حتى الان عن مقتل اكثر من خمسة الاف قتيل حسب الامم المتحدة.

وأعلنت بسمة قضماني الناطقة باسم المجلس الوطني السوري على موقع المجلس ان “اعضاء المجلس يناقشون مختلف السبل لحماية المدنيين وسيجدون وسائل جديدة لحمايتهم في سوريا”.

حماة… على خطّ النار من جديد

حماة ..رابع أكبر مدينة سورية والتي تضمّ أكثر من 750 ألف نسمة حسب آخر الإحصاءات، تعرّضت فجر الأربعاء إلى اقتحام منظم من طرف دبابات النظام.

واقتحمت قوات الأسد مدينة حماة لإنهاء إضراب عام بدأ منذ ثلاثة أيام دعما للاحتجاجات المستمرة والتي تسببت بإغلاق أغلب المتاجر وتعطيل الأعمال.

وكالعادة، واجهت قوات الأسد مقاومة من منشقين عن الجيش دمروا عربتين مدرعتين وفقا لما ذكره النشطاء على شبكة الانترنت، وحسبما نقلت وكالات الأنباء.

وقال النشطاء إن المنشقين عن الجيش هاجموا قافلة عربات جيب عسكرية خارج حماة فقتلوا ثمانية جنود بينما قتل 30 شخصا آخرين على الاقل في أنحاء سوريا يوم الاربعاء.

في أغسطس اب الماضي، شنّ الأسد هجوما داميا على حماة التي كانت معقلا للمعارضين المطالبين بإسقاط نظامه، وأنهى التدخل العنيف احتجاجات حاشدة في وسط المدينة وخلف حينها عشرات القتلى والجرحى والمعتقلين

وفجر الأربعاء، دخلت قوات الجيش إلى أحياء في الشمال والشرق من نهر العاصي الذي يقطع المدينة التي تبعد 240 كيلومترا شمالي دمشق، وفتحت نيران مدافعها الرشاشة ونهبت وأحرقت المتاجر المغلقة التي شاركت في “إضراب الكرامة” المفتوح الذي دعت إليه المعارضة.

وكانت حماة السورية قد شهدت بدءا من الثاني من فبراير/شباط من العام 1982 في عهد الأسد الأب أحداثا دامية حين هاجمتها القوات النظامية بالأسلحة الثقيلة لمدة شهر تقريبا ما تسبب بمقتل الآلاف وتشريد نحو 100 ألف، وتدمير جزء من المدينة خاصة القسم القديم منها.

ووقع ذلك الهجوم الذي اشتركت فيه الشرطة السرية والمخابرات في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد الذي توفي في العام 2000، وقاده شقيقه رفعت الأسد، وشنت السلطات حينذاك الحملة العسكرية ردا على ما قالت إنه تمرد كانت جماعة الإخوان المسلمين  طرفا فيه، وتراوحت التقديرات بشأن ضحايا الحملة التي تمت وسط تعتيم إعلامي تام بين 10 آلاف قتيل وفقا للصحافي البريطاني روبرت فيسك –الذي زار حماة بعيد الحملة- و40 ألفا وفقا للجنة السورية لحقوق الإنسان.

وتقول الامم المتحدة ان أكثر من 5000 شخص قتلوا في حملة الأسد ضد الاحتجاجات التي اندلعت شرارتها في مدينة درعا الجنوبية في مارس اذار الماضي.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للصحافيين في نيويورك “لا يمكن أن يستمر هذا. باسم الانسانية حان الوقت لكي يتحرك المجتمع الدولي.”

وبدأت الاحتجاجات بدعوات سلمية للاصلاح لكنها تطورت الى مطالب بالاطاحة بالاسد. وتتزايد المخاوف من نشوب حرب أهلية مع ظهور تمرد مسلح مُتنام، وتقول الحكومة السورية ان أكثر من 1100 من أفراد الجيش والشرطة وأجهزة الامن قتلوا

الإعلام السوري و”الجماعات الإرهابية”

من جانب آخر قالت وكالة الأنباء السورية (سنا) إن قوات الأمن اشتبكت الثلاثاء مع مجموعة مسلحة في إدلب، ونقلت عن مصدر رسمي قوله إن الجماعة كانت قادمة من قرى تمصرين وكفر يحمول وحزانو، وأدى الاشتباك إلى سقوط عدد من القتلى والمصابين، لم تحدد الوكالة عددهم.

وأعلنت وكالة الأنباء السورية كذلك أن “مجموعة إرهابية مسلحة” فجرت أنبوب غاز قرب مدينة الرستن في حمص من دون وقوع ضحايا، وهو رابع حادث يستهدف البنى التحتية لنقل النفط والغاز منذ مارس/آذار الماضي. إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نقل عن ناشط في المكان أنه “لا علاقة للثوار أو المنشقين بتفجير الخط بين بلدة تلبيسة ومدينة الرستن”.

من جهة أخرى، طالت أعمال العنف لبنان، فقد اصيب سبعة اشخاص، لبنانيان وخمسة سوريين من بينهم طفل في التاسعة، برصاص الجيش السوري الاربعاء في مناطق حدودية بين البلدين في حادثين منفصلين، ونقلوا الى مستشفيات لبنانية، بحسب ما افاد مسؤول محلي ومصدر طبي.

وقال بكر الحجيري عضو بلدية عرسال ذات الغالبية السنية في البقاع (شرق) لوكالة فرانس برس ان “دورية سورية كانت داخل الاراضي اللبنانية، اطلقت النار في محيط منقطة خربة داود في خراج بلدة عرسال فجرا، واصابت شابين هما خالد الفليطي ومحمد الفليطي”.

واوضح الحجيري ان الشابين نقلا الى مستشفى بلدة شتورة حيث اجريت لهما عمليات جراحية وان “وضعهما مستقر الآن”.

ومساء، افاد مصدر طبي وكالة فرانس برس ان خمسة سوريين من مدينة القصير الحدودية، طفل في التاسعة وفتاة في السادسة عشرة وسيدتان ورجل، اصيبوا برصاص الجيش السوري جرى نقلهم الى لبنان.

واوضح المصدر ان الجرحى الخمسة نقلوا عبر الحدود الى بلدة عرسال، ومنها الى مستشفيات في عكار شمال لبنان.

سوريا: اقتحام حماه.. وإضراب «الكرامة» يتصاعد

الثورة السورية تدخل شهرها العاشر بيوم دموي جديد * مسؤول أميركي لـ «الشرق الأوسط»: ننتظر ضوءا أخضر من الجامعة

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح القاهرة: سوسن أبو حسين

عشية دخول الانتفاضة السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد شهرها العاشر، تواصل أمس سقوط الضحايا من مدنيين وعسكريين، في حين دخل إضراب الكرامة مرحلته الثانية، في اتجاه إعلان العصيان المدني بنهاية الشهر الحالي.

وقال نشطاء إن قوات سورية مدعومة بالدبابات قتلت ما لا يقل عن 10 أشخاص عندما اقتحمت مدينة حماه أمس لفك إضراب عام استمر ثلاثة أيام دعما للاحتجاجات المستمرة منذ تسعة أشهر.

من جهة ثانية، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو عشرة جنود سوريين قتلوا في كمين نصبه منشقون في ريف حماه، مؤكدا أن «الهجوم جاء ردا على مقتل خمسة مواطنين سوريين خلال استهداف سيارتهم من قبل قوات الأمن السورية صباح أمس، قرب بلدة خطاب في محافظة حماه». وفي تدهور جديد للأوضاع، قام بعض الشباب من الناشطين في حيي العسالي والمادنية بدمشق بإغلاق الطريق العام، وقامت السلطات باستخدام سيارات الإطفاء لفتح الطريق. وفي حلب، حوصر طلاب كلية العمارة داخل جامعتها.

ودخل الإضراب الذي يطلق عليه «إضراب الكرامة» مرحلته الثانية أمس، بعد نجاح المرحلة الأولى بحسب المنظمين، بنسب غير متوقعة. ويسعى السوريون في المرحلة الحالية لإغلاق الشوارع ومداخل الحارات بشكل جزئي، وللذهاب إلى أعمالهم على أن يكونوا أداة تعطيلية خلال الدوام، فلا يقومون بالمهام المطلوبة منهم. أما المرحلة الثالثة بحسب أحد المنظمين والتي تنطلق في 17 من الشهر الحالي، فتُضرب خلالها المحال التجارية، على أن تضرب الجامعات في المرحلة الرابعة في 21 من الشهر الحالي. وينتقل الإضراب في مرحلته الخامسة لوسائل النقل مع إغلاق طرق المدن المؤدية للأرياف، وفي المرحلة السادسة التي تنطلق في 27 من الشهر الحالي يدخل موظفو القطاع العام في إضراب. وتنتهي آخر مراحل الإضراب نهاية الشهر الحالي بإغلاق الطرق الدولية كمدخل لعصيان مدني شامل أوائل أيام السنة الجديدة. إلى ذلك، وصفت الولايات المتحدة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بأنها «مجموعة الأحياء الأموات»، ودعت كلا من روسيا والصين والهند إلى وضع السياسة جانبا والوقوف مع الغرب للتحرك ضد النظام السوري. وقال فريدريك هوف، المنسق الخاص لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، في جلسة استماع في مجلس النواب حول السياسة الأميركية بشأن دمشق «نحن نرى أن هذا النظام يساوي مجموعة من الأحياء الأموات».

من جهة ثانية، قال مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، إنه على العرب القيام بضغوط هائلة على روسيا والصين، من أجل تمرير قرارات في مجلس الأمن تدين سوريا. واقترح إرسال وفد من جامعة الدول العربية إلى موسكو وبكين «على مستوى الوزراء، وربما حتى الرؤساء». وقال المصدر الأميركي لـ«الشرق الأوسط»: «جامعة الدول العربية تستطيع، أن تفعل مثلما فعلت في ليبيا، عندما أعطتنا الضوء الأخضر للتدخل».

من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس المجتمع الدولي «باسم الإنسانية» إلى التحرك لوقف القمع في سوريا، معتبرا أن هذا الوضع «لا يمكن أن يستمر» على ما هو عليه. وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك «قتل أكثر من خمسة آلاف شخص في سوريا، وهذا الأمر لا يمكن أن يستمر».

قوات سورية تقتحم حماه لفك الإضراب.. وتخلف عشرات القتلى والجرحى

إضراب الكرامة في مرحلته الثانية: إغلاق شوارع ومداخل حارات > كمين للمنشقين يوقع 10 قتلى من جنود الحكومة

جريدة الشرق الاوسط

لندن – دمشق: «الشرق الأوسط» بيروت: يوسف دياب وبولا أسطيح

قال نشطاء إن قوات سورية مدعومة بالدبابات قتلت ما لا يقل عن 10 أشخاص عندما اقتحمت مدينة حماه أمس، لفك إضراب عام استمر ثلاثة أيام دعما للاحتجاجات المستمرة منذ تسعة أشهر تسببت في توقف أغلب الأعمال. ودخل الإضراب الذي يطلق عليه، «إضراب الكرامة»، مرحلته الثانية أمس، بعد نجاح المرحلة الأولى بحسب المنظمين، بنسب غير متوقعة. ويسعى السوريون في المرحلة الحالية لإغلاق الشوارع ومداخل الحارات بشكل جزئي وللذهاب إلى أعمالهم على أن يكونوا أداة تعطيلية خلال الدوام فلا يقومون بالمهام المطلوبة منهم.

وفي أول توغل مدعوم بالمدرعات في حماه منذ هجوم بالدبابات في أغسطس (آب) أنهى احتجاجات حاشدة في وسط المدينة دخلت قوات الجيش أحياء إلى الشمال والشرق من نهر العاصي الذي يقطع المدينة التي تبعد 240 كيلومترا شمال دمشق وفتحت نيران مدافعها الرشاشة ونهبت وأحرقت المتاجر المغلقة.

ووردت أنباء عن وقوع إصابات كثيرة بين المدنيين في حي الحميدية. وقال نشطاء على اتصال بالسكان إن متمردين حاولوا وقف تقدم القوات عند جسر الحديد وترددت أنباء عن تدمير عربتين مدرعتين. وقال ناشط من حماه يدعى عمر ويعيش في دمشق في اتصال هاتفي مع «رويترز»، «كانت الحميدية شوكة في جنب النظام. إنها منطقة قديمة قرب مزارع وبها كثير من الأزقة مما ساعد على استمرار الاحتجاجات هناك». وشهدت حماه الواقعة على الطريق السريع بين دمشق وحلب أكبر مذبحة في تاريخ سوريا الحديث.

وحسب مراقبين للأوضاع فإن الوضع يبدو سيئا للغاية بسبب إحكام الجيش السوري وعناصر الأمن والشبيحة الطوق في محيط المدينة وعلى المداخل باقتحام أحيائها من كل الاتجاهات. وأعلن عضو «مجلس ثوار حماه» أبو غازي الحموي، أن «ثلاث دبابات تمركزت ظهر أمس في القلعة وصوبت مدافعها باتجاه الأحياء». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجيش السوري يحاصر حيي الحميدية والشرقية بالدبابات والمدرعات، في حين اعتلى عناصر الأمن أسطح المباني الحكومية العالية وركزوا قناصتهم وبدأوا إطلاق النار على الأهالي كردّ على الإضراب الذي التزمت به المدينة بالكامل، وترافق ذلك مع اقتحام حي العليلات وصولا إلى دوار كازو، في حين دوّت انفجارات في حي الصابونية بوسط المدينة وحي الشريعة في جنوبها، ويرجّح أن هذه الانفجارات عبارة عن قنابل صوتية بهدف إخافة الثوار والأهالي وتسهيلا لعملية الاقتحام».

من جهة ثانية، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 10 جنود سوريين قتلوا في كمين نصبه منشقون في ريف حماه شمال العاصمة السورية. وأوضح المرصد أن «نحو عشرة جنود من الجيش النظامي السوري قتلوا في كمين استهدف أربع سيارات (جيب) عسكرية على مفرق قرية العشارنة بريف حماه من قبل مجموعة منشقّة»، مؤكدا أن «الهجوم جاء ردا على مقتل خمسة مواطنين سوريين خلال استهداف سيارتهم من قبل قوات الأمن السورية صباح اليوم (أمس) قرب بلدة خطاب في محافظة حماه».

وفي تدهور جديد للأوضاع قام بعض الشباب من الناشطين في حي العسالي والمادنية بدمشق بإغلاق الطريق العام، وقامت السلطات باستخدام سيارات الإطفاء لفتح الطريق. وشهد حي برزة تجاوبا مع الإضراب في المرحلة الأولى. وفي المرحلة الثانية تمت الاستعانة بسيارات إطفاء لفتح بعض الشوارع، كما قام الثوار في حي ركن الدين بإغلاق بعض الحارات، وحصلت مواجهات بين السلطات والأهالي الذين شاركوا في إغلاق الحارات. وفي حلب حوصر طلاب كلية العمارة داخل جامعة حلب، وجرى ضرب واعتقال الطلاب في الحرم الجامعي بعد تنفيذهم اعتصاما تضامنا مع المدن المحاصرة والمنكوبة.

إلى ذلك، أعرب عضو المجلس الوطني السوري عضو اللجنة المنظمة للإضراب العام محمد سرميني عن «تقديره الكبير للمشاركة الواسعة لمختلف فئات المجتمع السوري في الإضراب»، لافتا إلى أن «المرحلة الأولى منه حقّقت أكثر مما هو متوقع». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نشهد على الإبداع في تطبيق الإضراب، فالسوريون يقفزون فوق المراحل وقد تجاوزوا في محافظات إدلب وحمص وحماه المرحلة الثالثة بنسبة نجاح 100 في المائة».

وأثنى سرميني على «مشاركة جامعتي حلب ودمشق وبفعالية بالإضراب وبالتحديد كليات الهندسة والطب والاقتصاد»، لافتا إلى أن «تعديلات ستدخل على برنامج الإضراب أبرزها الدعوة لعدم إضراب الأفران، والمستشفيات والمحال التي تبيع مواد غذائية على أن تفتح فقط لـ4 ساعات يوميا». وأضاف: «في المرحلة المقبلة سنركّز جهودنا على قطاع التعليم، ونحن بصدد إطلاق حملة (لن أتعلم في شوارع الرصاص)، لدعوة التلامذة للإضراب التام عن الدروس».

وتحدث سرميني عن «صعوبات جمّة تواجهها المعارضة بإطار الدعوة للإضراب، أولها، بنشر ثقافة العصيان المدني في مجتمع يُراد له عسكرة الثورة، ثانيها، الأوضاع الأمنية الصعبة، وثالث الصعوبات، الجهد والعمل الضخم الذي يتطلبه حثّ الجماهير على الالتزام بالإضراب»، وقال: «على الرغم من كل محاولات الشبيحة لإرغام الناس على فتح محالهم من خلال تكسيرها وإحراقها نرى تمسكا أكثر فأكثر من قبل السوريين بسلمية الإضراب والحراك ككل وبالمقابل نلمس إرهاقا لدى النظام الذي يواجه السلمية بعنف».

وعدّد سرميني أهداف الإضراب، قائلا «الهدف الأبرز الوصول لحالة من العصيان المدني في أول أيام السنة الجديدة، أما الأهداف الأخرى، فسحب الجيش وقوى الأمن من الشوارع، والإفراج عن المعتقلين، وتوحيد مواقف الفئات الاجتماعية كافة وفي مختلف المدن السورية، وإيصال رسالة لجامعة الدول العربية ومجلس الأمن والأمم المتحدة لحسم مواقفهم تجاه سياسة القتل التي ينتهجها النظام السوري».

وتسعى المعارضة السورية لإطلاق حملة واسعة لشرح مراحل الإضراب والهدف منه ومن العصيان المدني وهي لهذه الغاية كثفت من دعواتها على صفحات التواصل الاجتماعي، وكتب الناشطون على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على «فيس بوك»: «الإضراب، سلاحنا التصعيدي في مواجهة تخاذل العالم، حريتنا نقتلعها بأيدينا، ولا نستجديها من أحد.. هل تخاف من رصاصهم؟ هل تخشى الاعتقال والتعذيب؟ لا عليك، في الإضراب، كل ما عليك أن تفعله، هو أن لا تفعل شيئا.. توقف عن الذهاب إلى العمل، توقف عن استخدام الهاتف الجوال، أغلق محلك، واجلس مع أطفالك».

أما مراحل الإضراب وكما فصّلها سرميني لـ«الشرق الأوسط»، فتبدأ بمرحلة أولى، يتخللها «إضراب عام في كل القطاعات من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية ليلا مع امتناع التلامذة عن دخول مدارسهم، المرحلة الثانية، تقتضي بدء إغلاق الشوارع ومداخل الحارات بشكل جزئي، وإغلاق الجوال من الساعة الثانية حتى السادسة مساء وبدء الذهاب للوظيفة على أن يكون الناشطون أداة تعطيلية خلال الدوام فلا يقومون بالمهام المطلوبة منهم».

أما المرحلة الثالثة بحسب سرميني، التي تنطلق في 17 من الشهر الحالي، فتضرب خلالها المحال التجارية، على أن تضرب الجامعات في المرحلة الرابعة في 21 من الحالي. وينتقل الإضراب في مرحلته الخامسة لوسائل النقل مع إغلاق طرق المدن المؤدية للأرياف إلى أن يُضرب في المرحلة السادسة والتي تنطلق في 27 من الشهر الحالي، موظفو القطاع العام. وينتهي الإضراب آخر الشهر الحالي بإغلاق الطرق الدولية كمدخل لعصيان مدني شامل أوائل أيام السنة الجديدة.

مصدر بالخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط»: جاء دور الجامعة العربية للضغط على روسيا والصين

اقترح إرسال وفد وزاري أو ربما رئاسي عربي إلى بكين وموسكو.. وعقوبات الجامعة تدخل حيز التنفيذ اليوم.. ولكن

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح القاهرة: سوسن أبو حسين

مع استمرار التعنت الروسي والصيني في مجلس الأمن لإصدار قرار يدين حكومة الرئيس بشار الأسد، وبعد تطور الاتهامات بين واشنطن وموسكو عن أخلاقيات كل جانب، قال مصدر في الخارجية الأميركية إن «هذا وقت ضغوط عربية كبيرة وهائلة» على روسيا والصين. واقترح إرسال وفد من جامعة الدول العربية إلى موسكو وبكين، «على مستوى الوزراء، وربما حتى الرؤساء».

ويفترض أن تدخل عقوبات الجامعة العربية الاقتصادية حيز التنفيذ اليوم، الخامس عشر من ديسمبر (كانون الأول)، ولكن شيئا من هذا القبيل يبدو أنه لن يتحقق في انتظار اجتماعي الجامعة بعد غد (السبت).

وقال المصدر الأميركي لـ«الشرق الأوسط»: «يتهمنا الروس بأننا غير أخلاقيين، ونحن، طبعا، نعرف من هو الأخلاقي ومن هو غير الأخلاقي. في مثل هذه الظروف، صار واجبا أخلاقيا على الدول العربية أن تتحرك إلى الأمام في خطوات فعالة». وأضاف: «ليس سرا أننا (الإدارة الأميركية) لا نعرف ماذا سنفعل، بالتأكيد وبصورة فعالة، أمام التعنت من جانب كل من روسيا والصين. وليس سرا أن هناك عوامل أخرى تعقد اتصالاتنا مع الدولتين. أي مع كل التقدير للوضع في سوريا، هناك مواضيع معقدة في علاقاتنا مع الدولتين. وربما هذه تقيد أيادينا بعض الشيء».

وأشار إلى توترات مؤخرا بسبب تصريحات هيلاري كلينتون عن فساد في الانتخابات الروسية، مما أغضب فلاديمير بوتين، رئيس وزراء روسيا، الذي هاجم كلينتون شخصيا، بالإضافة إلى عراقيل روسية أمام تأسيس شبكة مضادة للصواريخ في شرق أوروبا. وبالنسبة للصين، أشار إلى التوترات البحرية بسبب تحركات الأسطول الصيني، وحاملات الطائرات الصينية الجديدة، مع «التعقيدات في علاقتنا الاقتصادية».

وأضاف: «جامعة الدول العربية تستطيع فعل شيئين، على الأقل؛ الشيء الأول، أن تفعل مثلما فعلت في ليبيا، عندما أعطتنا الضوء الأخضر للتدخل. كما تعرف، هذا دفعنا لنتحرك عن طريق قوات الناتو، وأبطلنا بالتالي اعتراضات روسيا والصين. الشيء الثاني، أن تواجه الدول العربية اعتراضات روسيا وسوريا مواجهة مباشرة». وقال إن الجامعة العربية يمكن أن ترسل وفدا «على أعلى المستويات» إلى موسكو وبكين.. «على مستوى وزراء الخارجية، وربما حتى الرؤساء». وبينما رفض الحديث عما سماها «مصالح روسيا والصين في المنطقة»، ومن دون استعمال كلمة «ضغط»، استعمل كلمة «إقناع» الدولتين. وأضاف: «الجامعة العربية هي التي تقرر ذلك، ولسنا نحن».

وأبدى المصدر غضبا في الرد على قول سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا، أول من أمس، بأن الغرب «غير أخلاقي» لأنه ينتقد عنف الحكومة، وليس عنف المعارضة، في سوريا. وقال المصدر ما معناه إن الروس «آخر من يتحدث عن الأخلاقيات». وأشار إلى تصريحات، أول من أمس، أدلت بها فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية. وكانت نولاند علقت على تصريحات وزير خارجية روسيا، قائلة: «نظام الأسد هو غير الأخلاقي، بسبب العنف الذي يرتكبه ضد شعبه».

ومثل المصدر في الخارجية، أبدت نولاند لهجة عدم ارتياح لإدخال الروس الجانب الأخلاقي في الجدل. وقالت: «بصراحة، نحن نعتقد أن مجلس الأمن تأخر كثيرا في التعبير عن موقفه. بصراحة، موقف مجلس الأمن غير أخلاقي (استعملت كلمة انكونشينابل) في مواجهة نظام الأسد العنيف».

وفي إجابة عن سؤال عن «توسع الشقة بين روسيا والغرب حول سوريا»، قالت نولاند: «لا أقدر على الحديث عن روسيا، ولا أقدر على الحديث عن دوافع روسيا. ونحن أجرينا محادثة صريحة جدا مع روسيا. ونعتقد أنه حان الوقت للأمم المتحدة للتصرف. كان هذا رأينا عندما استعلمت روسيا الفيتو، وهو الآن رأينا الأكثر قوة». وأشارت إلى أن إلى بعض الدول الأخرى في مجلس الأمن، ودول الجامعة العربية، ودول أخرى، زادت دعواتها لروسيا والصين لتغيير موقفيهما. وقالت: «بصراحة، صعب جدا علينا أن نفهم لماذا لا تريد أي دولة في مجلس الأمن عدم دعم نداء المعارضة السورية. وهو أيضا نداء جامعة الدول العربية».

وفي إجابة عن سؤال عن الخطوة التالية في مجلس الأمن، قالت نولاند: «كما قلنا مرات ومرات، من هذه المنصبة ومن غيرها من المنصات، يجب على مجلس الأمن أن يعلن موقفه ضد العنف، وأن يؤيد دعوات السوريين وغير السوريين بأهمية إرسال مراقبين، والسماح للصحافة لتقييم الوضع، حتى يقدر المجلس أن يقف إلى جانب الأبرياء في سوريا».

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن التوتر والغضب على روسيا والصين لا يقتصران على واشنطن. وأن جيرار ارو، السفير الفرنسي لدى مجلس الأمن، قال، أول من أمس: «إنه لأمر مخز» أن مجلس الأمن لا يقدر على التحرك، خاصة على ضوء تقرير لجنة حقوق الإنسان.

وعلى صعيد الأوضاع في الجامعة العربية في القاهرة، علمت «الشرق الأوسط» أن الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب المقرر انعقاده بعد غد (السبت) سيبحث في كل المستجدات الخاصة بسوريا، والتي تتعلق برد الخارجية السورية على القرار النهائي من حزمة الحل العربي والبروتوكول، والمبادرة العراقية للخروج بحل وسط يؤدي إلى إنهاء الاقتتال وإجراء التغيير الذي يناسب المرحلة ويلبي طموح الشعب السوري. وفيما يتعلق بفرض العقوبات التي من المفترض أن تبدأ اليوم (الخميس)، لم تتضح الرؤية بشأنها، وهو ما دفع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي إلى نفي ما نسب إليه حول احتمال فرض الحظر الجوي العربي على سوريا، بعد ما تناقلت بعض الأنباء تصريحات منسوبة إليه حول توقعاته بأن عقوبات الحظر الجوي ضد سوريا سوف تدخل حيز التنفيذ قريبا، وبأن النظام السوري في النهاية لن يستجيب للمبادرة العربية.

وقال الأمين العام: «أستغرب نقل مثل هذه التصريحات والأحاديث غير الدقيقة، في الوقت الذي ما زالت فيه الجهود والاتصالات جارية من أجل تذليل العقبات التي تعترض مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا وإنجاح خطوات الحل العربي». وأكد الأمين العام أن اجتماعي اللجنة الوزارية العربية ومجلس الجامعة الوزاري المقرر عقدهما يوم السبت المقبل سوف يبحثان هذا الموضوع من كافة جوانبه في ضوء ما استجد من مواقف عربية ودولية، وما أسفرت عنه الاتصالات والمراسلات الجارية مع الحكومة السورية من نتائج.

وأعرب الأمين العام عن قلقه البالغ من استمرار وتصاعد أعمال العنف في أنحاء مختلفة من سوريا، خاصة في مدينتي حمص وإدلب، والتي أدت خلال الأيام القليلة الماضية إلى سقوط العشرات من الضحايا، داعيا إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف وسحب المسلحين والآليات العسكرية تنفيذا لمقررات مجلس الجامعة في هذا الشأن وبنود خطة الحل العربية.

العقوبات التركية على سوريا تؤثر على البلدين

التبادل التجاري وصل عام 2010 إلى 2.5 مليار دولار.. والآن قد يصل إلى الصفر بعد المقاطعة

جريدة الشرق الاوسط

غازي عنتاب (تركيا): «الشرق الأوسط»*

خيم صمت غير مألوف على السوق القديمة لهذه المدينة القديمة «غازي عنتاب» بعدما كانت تشهد ثرثرة صاخبة من جانب السوريين الذي يقايضون بضائعهم، ولم يعد هناك ما يشير إلى وجود نحو 40 ألف سوري كانوا يتوافدون كل شهر إلى مركز «سانكو بارك» التجاري هنا لشراء الأحجبة أو أحذية «غوتشي» بأسعار مخفضة، كما لم تعد هناك حاجة لمزيد من الإعلانات العامة باللغتين التركية والعربية. وكان العديد من السوريين يأتون إلى هنا من مدينة حلب التي تعد أكبر المدن السورية والتي تقع على بعد 60 ميلا فقط.

وقال أركان ناكاروغلو، وهو يلقي نظرة على متجره للمجوهرات: «إننا نفتقد السوريين ونتمنى أن تنتهي الأزمة السورية لأنها تقضي على الاقتصاد المحلي».

وقبل عام فقط من الآن، كانت تركيا وسوريا حليفين رئيسيين، حيث إن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا كان يسعى لتوسيع النفوذ الاقتصادي للبلاد حتى تصبح قوة إقليمية. وتعد الحدود التركية – السورية التي تصل إلى 500 ميل أطول حدود لتركيا؛ وخلال الإمبراطورية العثمانية كانت مدينة غازي عنتاب جزءا من مدينة حلب. ومن جانبها، لا تزال سوريا متأثرة بالنفوذ التركي، بدءا من العمارة العثمانية وحتى الشعبية الكبيرة للمسلسلات التركية هناك. وكان التبادل التجاري بين البلدين قد قفز بأكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 2006 ليصل إلى 2.5 مليار دولار في عام 2010.

وقد حاول مسؤولون أتراك منذ شهور إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بوقف حملة القمع العنيفة ضد المدنيين الذين بدأوا الاحتجاجات في شهر مارس (آذار)، ولكنهم اتخذوا تدابير ضد الحكومة السورية في نهاية المطاف.

وقد بدأت العقوبات المفروضة على سوريا من قبل الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بالإضافة إلى التدابير الصارمة التي فرضتها تركيا نفسها، بما في ذلك تجميد أصول الحكومة السورية.. بدأت تخنق نظام الرئيس الأسد ولكن ببطء شديد. ومع ذلك، يشكو رجال الأعمال هنا من أن هذا التوتر في العلاقات يؤثر على الجانبين.

ويوم الاثنين الماضي، تظاهر أكثر من 150 من سائقي الشاحنات التركية بعدما أجبروا على ترك سياراتهم في سوريا والسير إلى الحدود التركية؛ وقامت دمشق بإغلاق المعبر القريب من مدينة أورفة في شرق تركيا. وقال السائقون لقناة «إن تي في» التركية للأخبار إن لصوصا سوريين قد سرقوا إطارات وبطاريات سياراتهم. وقد بدأت الشركات التركية، التي كانت تعتمد على سوريا كطريق في عبورها إلى الشرق الأوسط، في شحن بضائعها عبر العراق والبحر الأبيض المتوسط بدلا من ذلك.

وقد قامت سوريا الأسبوع الماضي بتعليق اتفاق التجارة الحرة مع تركيا من جانب واحد، وقررت الانتقام من العقوبات التركية من خلال فرض ضرائب تصل إلى 30 في المائة على السلع التركية التي تدخل سوريا، وردت تركيا على ذلك بالمثل.

وهنا في هذا المركز الصناعي الكبير الذي يضم 1.7 مليون شخص، يشكو الجميع بدءا من بائعي الزيتون وحتى أصحاب تكتلات النسيج الكبيرة، من أن التغيرات التي طرأت على الجغرافيا السياسية كانت لها آثار سلبية على رجال الأعمال، حتى لو كانت سوريا – كما صرح وزير الاقتصاد التركي ظافر كاجلايان الأسبوع الماضي – تعاني أكثر من تركيا التي تعد ثاني أكبر سوق للصادرات بعد الصين.

وقد تأثر البائعون الأتراك بصورة أكبر من المشترين؛ وصلت الصادرات السورية إلى 0.3 في المائة فقط من إجمالي الواردات التركية العام الماضي، في حين وصلت الصادرات التركية لنحو 10.6 في المائة من إجمالي الواردات السورية.

وقد أدى قرار تركيا بأن تكون هي الصوت الذي يعبر عن الغضب الإقليمي ضد الحكومة السورية إلى انقسام في هويات البعض في المدينة التي تمتزج فيها الثقافة التركية والعربية منذ عدة قرون.

ويشعر إيمر هاديموغولاري (22 عاما)، وهو طالب في كلية الهندسة بقسم الكهرباء في غازي عنتاب، بالغضب الشديد من سياسة الحكومة التركية تجاه سوريا، لدرجة أنه أطلق لحيته احتجاجا على ذلك. وينتمي هاديموغولاري إلى العلويين، وكان أجداده قد أصبحوا أتراكا عندما انفصلت مدينته، سمندج، التي كانت جزءا من سوريا في السابق وانضمت إلى تركيا في عام 1923. وقال هاديموغولاري إن هناك صلة قرابة بالأسد لأنه علوي هو الآخر، وأضاف أنه يعتقد أن هناك مبالغات في التقارير الواردة بشأن الفظائع التي ترتكب في سوريا. وقال إنه يتعين على تركيا التوقف عن القيام بدور الشرطي في المنطقة. وأضاف: «يتعين على تركيا أن تهتم بشؤونها الخاصة وأن تتوقف عن التدخل في شؤون بلد آخر».

وقال حسين قيبيد، وهو محلل في مجال التسويق من مدينة حلب وأحد السوريين القلائل الذين ما زالوا في غازي عنتاب، إن الأزمة لم تؤثر على علاقته مع أصدقائه الأتراك، على الرغم من أنه يتجنب الحديث عن السياسة في هذه الأيام. وأضاف أن العقوبات التركية تؤثر على كل المواطنين السوريين، بما في ذلك المتظاهرون الذين تدعي أنقرة أنها تقدم الدعم لهم، وأشار إلى أن «العقوبات لن تحل أي شيء، حيث إن التداعيات تزداد على الجميع».

من جانبهم، تساءل رجال الأعمال الأتراك هنا عن الحكمة وراء هذه العقوبات، على الرغم من اعترافهم بأنه لا يمكن أن تمر وحشية الأسد مرور الكرام.

وقال سينغيز أكينال، وهو نائب رئيس شركة «أكينال بيلا» للأحذية الذي يقوم باستيراد بعض المستلزمات من سوريا، إن زيادة الضرائب التركية على السلع الآتية من سوريا تجبره على استيراد مستلزمات الأحذية من الصين. وعلى الرغم من ذلك، هناك جانب إيجابي لتلك القرارات؛ حيث إن الشركات في الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، والتي قاطعت الأحذية السورية قد تحولت لشراء الأحذية من شركته.

وقال أكينال، الذي كان أجداده يستوردون الجلود من سوريا أيام الإمبراطورية العثمانية ويقومون بتصميم الأحذية للسلاطين، إن شركة «أكينال بيلا» التي تصدر نحو 70 في المائة من منتجاتها من الأحذية لدول الشرق الأوسط، قد استفادت بشكل رائع من تودد تركيا للعالم العربي، لكنه حذر من أن موقف تركيا الحازم في الآونة الأخيرة قد يأتي بنتائج عكسية.

وقال أكينال: «أود أن تنتهي الاحتجاجات في سوريا، لأن العلاقات السيئة مع دول الشرق الأوسط ليست في صالح الأعمال».

وقال بعض رجال الأعمال إنهم يتوقعون أن يستغرق الأمر سنوات حتى تستطيع الدول التي شهدت الربيع العربي، مثل مصر وليبيا، أن تتمتع بالاستقرار وتتمكن من إعادة بناء اقتصاداتها وتصبح أسواقا جاذبة للاستثمارات.

ويقول محمد علي موتافوغلو، وهو نائب رئيس مجموعة «أكتيكس» للغزل والنسيج التي تملك مصنعين في سوريا لإنتاج منتجات مثل الغزل الاصطناعية والقطن، إن الشركة تقوم بتصدير منتجاتها للسوق السورية وكذلك إلى أوروبا والشرق الأوسط. وكان الاقتصاد السوري غير المستقر قد أدى إلى حدوث كساد في الطلب هناك بنسبة 40 في المائة منذ شهر مارس (آذار) الذي شهد الشرارة الأولى للاحتجاجات السورية.

وقال موتافوغلو، الذي يسافر بانتظام إلى مصانعه في سوريا، إنه قد لاحظ فتورا لافتا في الحماسة تجاه تركيا، بعد أن كان هناك حماس كبير منذ بضعة أشهر فقط، حيث كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يمثل الوجه الحديث للإسلام في العالم. وأضاف: «قبل الأزمة، كان السوريون يحبوننا. ولو كان أردوغان رشح نفسه في الانتخابات في سوريا، لكان فاز بنسبة 99 في المائة من الأصوات، أما الآن فربما يحصل على واحد في المائة فقط».

وقال فيتولا أسكن، وهو المدير العام لشركة «ألتينولوك» للسياحة هنا التي كانت ترسل أربع حافلات يومية بين حلب وغازي عنتاب، إن جميع الحافلات بين المدينتين قد توقفت الآن بسبب المخاوف الأمنية. ولكي يقوم بتعويض ذلك التراجع، تعمل الشركة على زيادة رحلاتها إلى مكة المكرمة. وعلى الرغم من التضحيات الاقتصادية، فإن أسكين قال إن قمع نظام الأسد يبرر التدابير التي اتخذتها الحكومة التركية، وأضاف: «السوريون هم أشقاؤنا. وعندما يقوم الشقيق بعمل خطأ، يتعين علينا تقديم يد العون له ومساعدته على إصلاحه».

* خدمة «نيويورك تايمز»

لبنان: إدخال 8 جرحى سوريين إلى مستشفيات الشمال للمعالجة

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

أشارت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «ثمانية جرحى سوريين تم نقلهم خلال يوم أمس إلى مستشفيات عكار والشمال للمعالجة»، بعد أن كانت الوكالة الوطنية للإعلام قد أفادت بأن «الصليب الأحمر اللبناني نقل إلى مستشفيات الشمال خمسة جرحى من السوريين القادمين من البقاع الشرقي من منطقتي القاع وعرسال الحدوديتين». ووفق هذه المصادر فإن «بين الجرحى نساء وأطفالا، بينهم سيدة متقدمة في العمر ووضعها حرج بسبب إصابتها البليغة في صدرها بعد إطلاق النار عليها من قوات الأمن السوري، في حين أن إصابات الآخرين، وبينهم طفل وطفلة، سيئة ولكنها ليست خطيرة». واستدعى استمرار إدخال جرحى سوريين إلى لبنان حالة استنفار على الحدود اللبنانية – السورية، حيث أفادت أنباء بأن «القوى الأمنية اللبنانية والسورية أحكمت إقفال الحدود عند منطقة وادي خالد في عكار تحديدا».

وأوضح النائب عن تيار المستقبل، معين المرعبي، لـ«الشرق الأوسط»، أنه تم «إدخال جميع الجرحى إلى المستشفيات للمعالجة»، وقال: «نبذل أقصى جهدنا لمساعدة أولئك الجرحى الذين يهربون من القتل»، لافتا إلى أنه «تم استقبالهم في المستشفيات وفق الأصول». وأثنى المرعبي على «عمل الهيئة العليا للإغاثة بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين»، متحدثا عن عمل جبار يقوم به العميد إبراهيم بشير الذي تولى مؤخرا رئاسة الهيئة العليا للإغاثة.

وجدد المرعبي مطالبته بوجوب «إعطاء النازحين السوريين في لبنان بطاقات تعريف تمكنهم من التجول والتنقل، وتساعد على تنظيم عملية الإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية والاجتماعية»، مطالبا «هيئات ومنظمات الإغاثة بالمساعدة في إيجاد مأوى وشقق سكنية لعدد كبير من العائلات السورية، إذ يضطر بعضها للعودة إلى داخل سوريا بسبب عجزه عن دفع الإيجار وتأمين متطلبات الحياة اليومية من مأكل ومشرب وأدوية».

إسرائيل تطلب من دمشق إعادة جندي أسير في سوريا

الجندي اختفى قبل 14 عاما واعتقدوا بداية أنه انتحر.. وباحثة ألمانية أكدت رؤيته هناك

جريدة الشرق الاوسط

تل أبيب: نظير مجلي

تفحص السلطات الإسرائيلية مع مختلف الجهات الدولية إمكانية أن يكون أحد جنودها، المفقودين منذ 14 سنة، أسيرا لدى سوريا. وقد توجهت إلى تلك الجهات طالبة العمل على تحريره، بعد أن أعلنت الباحثة الأكاديمية الألمانية، مريم كوينيكا، أنها شاهدت الجندي جاي حفير في دمشق قبل ست سنوات، حيث تم توقيفها لدى المخابرات السورية وحققوا معها، وقد جلبوا حفير ليكون مترجما بينها وبين المحققين.

وقالت كوينيكا، خلال مقابلة لها مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، إنها واثقة من أن الشخص الذي قابلته في غرفة تحقيق المخابرات السورية هو الجندي الإسرائيلي، لأنها لا تنسى صورة وجهه النحيل الأسمر. وعندما شاهدت صورته الفوتوغرافية، وجدت الشبه كبيرا جدا فأيقنت أنه الجندي المذكور.

وكان الجندي الإسرائيلي حفير، يخدم في سلاح المدفعية. وقد اختفى في السابع عشر من أغسطس (آب) 1997، عندما غادر قاعدته العسكرية في هضبة الجولان السورية المحتلة عائدا إلى بيته، لكنه لم يصل. وقد اعتقدوا بداية أنه انتحر، لأنه اشتبك مع قائده العسكري. ولكن عندما فتشوا عن آثاره في منطقة الجولان كلها ولم يعثروا على شيء بدأت الشكوك تحوم حول احتمال خطفه إلى سوريا أو لبنان. وقد تم اعتقال عشرات المواطنين السوريين في الجولان المحتل للتحقيق معهم في الموضوع، لكن من دون نتيجة. وبدأت تثور شكوك حول احتمال اختطافه بأيد محلية في إسرائيل أو السلطة الفلسطينية، ولكن هذه الشكوك أيضا لم تدعم بأي دلائل.

وقد أعلن عنه مفقودا ورصدت جائزة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يوصل معلومات حول مكان وجوده. وقبل ست سنوات، قامت الباحثة الألمانية المذكورة، كوينيكا، بجولة في عدة دول إسلامية ضمن أبحاثها في جذور اليهودية. وشملت الجولة أيضا سوريا وإيران. وعندما كانت تتجول في مدينة حلب، اعتقلتها المخابرات السورية وراحت تحقق معها طيلة أسبوعين حول علاقاتها والتزاماتها تجاه إسرائيل. ثم أطلقت سراحها تحت طائلة الضغوط الألمانية.

ولدى إطلاق سراحها، أجرت المخابرات الألمانية تحقيقا معها حول ما تقوله بشأن الجندي الإسرائيلي، ولكن في حينه، لم تعر المخابرات الإسرائيلية أهمية كبيرة لشهادتها، بل أهملتها، فأهملها الألمان أيضا. وقبل سنتين قرر الجيش الإسرائيلي إعادة التفتيش عن آثار الجندي حفير في الجولان. وتم العثور على هيكل عظمي لشخص ما، فاعتقدوا أنه هو، لكن الفحوصات الحمضية استبعدت الأمر. ودفن الموضوع من جديد.

وفي الشهر الماضي، عندما قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تعيين ديفيد ميدان، أحد قادة «الموساد» سابقا، والذي أدار بنجاح صفقة شاليط، مسؤولا عن ملف الأسرى والمفقودين في ديوان رئيس الوزراء، قرر إعادة فتح هذا الملف، خصوصا بعد أن التقى والدة حفير، رينا. فقد روت لميدان بأن نتنياهو كان قد أخبرها بأنه يعتقد أن ابنها مخطوف في سوريا أو لبنان. وروت بأن وزير المخابرات الألماني، أرنست أورلاو، الذي التقته قبل أسبوعين في برلين، قال لها إن المخابرات الألمانية رأت منذ سماع شهادة كوينيكا أنها شهادة موثوقة. ولكنها نزلت عن الموضوع بسبب الاستخفاف الإسرائيلي بها. وقال: «لا نستطيع القول إن من شاهدته هو الجندي حفير بنسبة 100 في المائة، ولكننا أعطينا شهادتها درجة عالية جدا من الثقة».

واستدعى ميدان الباحثة مريم كوينيكا إلى تل أبيب لتحقيق مطول معها، في الأسبوع الماضي. وقد عادت لتروي القصة نفسها وأكدت عندما شاهدت الصور أنها واثقة من أن الجندي الإسرائيلي حفير هو الذي التقته في غرفة التحقيق في سوريا. وحال نشر هذه القضية في التلفزيون الإسرائيلي الليلة قبل الماضية، تدفقت ردود الفعل المطالبة بأن تبذل الحكومة الإسرائيلية جهودا كبيرة لإنقاذ الجندي فورا، خصوصا في ضوء الأوضاع المتدهورة وغير الواضحة المعالم في سوريا.

وقد دعا الجنرال في الاحتياط، إيال بن رؤوبين، المدير العام لجمعية «للحرية ولد»، التي تنشط في قضية المفقودين الإسرائيليين، إجراء تحقيق عاجل ومعمق حول شهادة كوينيكا واتصال بكل الجهات ذات القدرة للتأثير على سوريا لكي تعرف الحقيقة. ولكنه لفت الأنظار إلى ضرورة عدم إغلاق البحث في اتجاهات أخرى، مثل أن يكون مخطوفا في لبنان أو لدى جهات إسرائيلية. وأعرب عن تمنياته بأن تؤدي التغيرات المتوقعة في سوريا إلى تسهيل البحث عن حفير وعن الطيار الإسرائيلي رون أراد الذي كان وقع في الأسر اللبناني واختفت آثاره قبل ربع قرن.

الأزمة السورية تسدّ طريق جنبلاط إلى دمشق.. وتسهل طريق أرسلان

دروز لبنان منقسمون بين مؤيد لمطالب «أكثرية الشعب السوري» وداعم للنظام «الضامن للأقليات»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

ينقسم دروز لبنان في مقاربتهم للأزمة السورية المستمرة منذ تسعة أشهر، وتبدو وجهات نظر زعمائهم السياسيين وقراءتهم للمشهد السوري متباعدة إلى حد كبير، بين مؤيد حتى العمق لـ«تطلعات أكثرية الشعب السوري»، ومتمسك بنظام الرئيس السوري بشار الأسد باعتباره «نظاما ضامنا للأقليات».

وفي حين بلغ النائب وليد جنبلاط مراحل متقدمة في موقفه من النظام السوري اليوم، تدرجت من دعوته الأسد في مرحلة أولى إلى تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها والإقلاع عن قمع المتظاهرين وسحب المظاهر المسلحة من الشارع، مرورا بدعوته النظام السوري للالتزام بالمبادرة العربية، وصولا إلى تحميله منذ يومين النظام عينه مسؤولية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باعتبارها «قد تكون رسالة من الجيران إلى فرنسا على الأراضي اللبنانية وعلى حساب الاستقرار اللبناني»، يكرر النائب طلال أرسلان موقفه الداعم للأسد كونه «ضمانة الضمير الوطني العربي الصافي».

وإذا كان طريق جنبلاط بات «مسدودا» إلى دمشق، وفق ما عكسته مواقف شخصيات لبنانية عدة مقربة من النظام السوري في لبنان، في اليومين الأخيرين، يبدو طريق أرسلان سالكا إليها، مع العلم أنه الشخصية اللبنانية الوحيدة التي التقت الرئيس الأسد مرتين متتاليتين خلال فترة خمسة أسابيع (في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت وفي التاسع من الشهر الحالي).

ونفى سليم حمادة، المستشار الإعلامي لأرسلان لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون الزيارات التي يقوم بها أرسلان بمثابة رد على مواقف جنبلاط، موضحا أن «زياراتنا إلى دمشق دورية وسنستمر بها وقد تزداد في الفترة المقبلة لأننا مقتنعون بأنه على الدروز أن يقفوا إلى جانب النظام السوري ضد حركة الاستعمار الخارجي القادمة إلى المنطقة». ورأى أن «جنبلاط هو المتمايز في موقفه على الساحة الدرزية مما يجري في سوريا لأن موقفنا ثابت نحو سوريا منذ بداية حركتنا السياسية»، معتبرا أن لجنبلاط «رؤية خاصة تتعلق به وبرؤيته للوضع في المنطقة ككل». ووصف حمادة النظام السوري بأنه نظام «ضامن للأقليات»، وقال: «الدروز هم مجموعة إسلامية تنتهج تقاليد وعادات محددة، من دون أن يكون لها مرجعية عربية أو دولية جامعة، على غرار المسيحيين أو السنة والشيعة، وهو ما يفسر سعينا لحماية هذا التجمع الديني والاجتماعي المسمى المتمثل بالموحدين الدروز». وسأل: «كيف يمكن لنا كأقلية أن نقف إلى جانب الطرف الذي يحمينا، وفي الوقت عينه يحمي مسيحيي العراق الذين نزحوا إليه مثلا»، مستنتجا أن «الهجمة على سوريا تستهدف كل الأقليات السياسية والمذهبية، وليس الدروز فحسب».

أما مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يرأسه جنبلاط، رامي الريس فأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «قرارنا من البداية هو قرار مستقل ولدينا رأينا السياسي المستقل في هذه المسألة أو في سواها من المسائل التي نعبر عن رأينا عنها وفق ما ينسجم مع المصلحة اللبنانية». وقال الريس: «حاول النائب جنبلاط من خلال مواقفه من الأزمة السورية أن يوجه رسالة إلى الدروز بوجوب ألا نقف في مواجهة ما تريده أغلبية الشعب السوري وضرورة أن ندرس بشدة تطورات الوضع».

وفيما أشار الريس إلى «إننا قد نتطابق في أمور كثيرة مع النائب أرسلان وقد نختلف معه في أمور أخرى، والملف السوري واحدة من النقاط التي لا نتفق فيها معه»، أكد حمادة أن «الحزب الديمقراطي اللبناني في أحسن العلاقات مع جنبلاط، ونحن نتفهم تمايزه في مواقفه». وأضاف: «كما اتفقنا في 7 مايو (أيار) على ألا تحصل ضربة كف في مناطقنا أو تراق الدماء فيها، فنحن كذلك متفقون على أن يتفهم كل منا موقف الآخر، وأن نعبر عن تبايننا بشكل حضاري».

يسهب حمادة في الحديث عن «الهاجس الدرزي»، ويؤكد «إننا وجنبلاط متفقون على ضرورة تحصين دور الدروز كجزء لا يتجزأ من الأقليات المشرقية»، مبررا هذا الحرص «انطلاقا من أواصر القربى والعلاقات العائلية التي تربط دروز لبنان بدروز سوريا».

في المقابل، يرفض الريس «الدخول في سجال درزي – درزي» في ما يتعلق بإشارة حمادة إلى أن النظام السوري هو «ضامن للأقليات». ويقول: «نحن لا نتفق مع هذا الرأي ولدينا رؤيتنا الخاصة التي نعبر عنها في هذا السياق». وفي حين يأمل الريس أن «يكون لدى دروز سوريا الحكمة والوعي والشجاعة لدراسة الموقف والتعاطي بما يتلاءم مع الوضع بمعزل عن موقف القيادات السياسية»، يشدد حمادة على أن «الدروز لم يتعودوا على الوقوف على الحياد في ما يتعلق بالقضايا الوطنية والعروبة»، مضيفا: «نحن طائفة لم تتعد على أحد وتحصين موقفنا الوجودي هو بالوقوف إلى جانب الحقن وكلنا نعلم أن من يستهدف وجودنا هي إسرائيل، وبالتالي لا يمكن لنا إلا الوقوف إلى جانب سوريا».

والى جانب مواقف جنبلاط وزيارات أرسلان، يواصل الوزير السابق وئام وهاب حراكه الدائم باتجاه سوريا، حيث يطل من منابر متعددة فيها ليعلن تأييده المطلق للنظام السوري. وفي موازاة تكراره أن «سوريا لن تكون لقمة سائغة لأحد»، يعرب وهاب عن قناعته بأن «تأثير الزعامات اللبنانية (الدرزية) معنوي فقط ومعدوم فعليا»، معتبرا أن «لا وهاب ولا جنبلاط ولا أرسلان ولا الداوود (النائب الدرزي الأسبق فيصل الداوود) يستطيعون التأثير عليهم».

التلاميذ السوريون اللاجئون في لبنان يتابعون دراستهم مع صعوبة الاندماج

الهيئة العليا للإغاثة تولت تكاليف تسجيلهم

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

إضافة إلى المعاناة الاجتماعية التي يعاني منها الأطفال السوريون اللاجئون إلى لبنان، تأتي المعاناة الأكاديمية لتضاف إلى يومياتهم، ولا سيما في ما يتعلق باختلاف البرامج التربوية بين لبنان وسوريا، كما يؤكد عادل ملحم مدير مدرسة «نبع العوادة» في منطقة وادي خالد في شمال لبنان.

وفي حين يتوزع عدد هؤلاء التلاميذ، وذلك نظرا إلى الوجهة أو المنطقة التي تتخذها عائلاتهم مقرا لها بعد هروبها إلى لبنان، في منطقة البقاع والشمال بشكل خاص ولا سيما في منطقة وادي خالد، يقول ملحم لـ«الشرق الأوسط»: «تبين لنا في الإحصاء الذي قمنا به منذ شهرين أن هناك 396 طفلا سوريا بين سن 4 و17 عاما، لكن لم يسجل منهم في المدارس الموزعة في وادي خالد الـ18 إلا نحو 300 تلميذ. ويلفت ملحم إلى أن الهيئة العليا للإغاثة تولت وبتعليمات من رئيسها رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، مهمة تغطية تكاليف هؤلاء على نفقتها من دفع الأقساط إلى تأمين الكتب والمستلزمات المدرسية، لكنه يشير إلى أن هذه التقديمات لا تشمل التلاميذ الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات وذلك بحسب النظام التعليمي في سوريا الذي يحدد دخول التلميذ إلى المدرسة بست سنوات». لذا يضيف «عمدت أنا وبعض المديرين إلى إعطاء الفرصة لعدد من هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و6 سنوات ويبلغ عددهم 70 تلميذا، كي يداوموا بشكل عادي مع زملائهم اللبنانيين من السن نفسه من دون تسجيل رسمي، وإن كنا لن نتمكن من إعطائهم شهادة أو أي دليل يثبت أنهم تلقوا برنامج الصف».

ومن جهة أخرى، يعتبر ملحم أن المشكلة الأساسية التي يعاني منها التلاميذ السوريون في لبنان الذين يداومون بشكل يومي من دون انقطاع، هي الاختلاف في البرامج التربوية بين البلدين، إذ تدرس في لبنان المواد الأجنبية التي تعتمد أيضا في تدريس المواد العلمية كالعلوم والرياضيات، على عكس سوريا التي يرتكز برنامجها على اعتماد اللغة العربية في كل المواد، الأمر الذي أثر بشكل سلبي على التلاميذ ومستواهم، ولا سيما على من هم في الصفوف العليا. ويبقى الوضع أفضل بالنسبة إلى من هم في صفوف الروضات والابتدائية، الذين تحسنوا بشكل ملحوظ منذ بدء العام الدراسي لغاية اليوم.

هذا الواقع أشارت إليه أيضا مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان في تقريرها الدوري الذي أشارت فيه إلى مواجهة الأطفال فوق سن الـ12 عاما صعابا في التكيف مع المناهج اللبنانية، الأمر الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى نقلهم إلى صفوف أدنى في المدرسة.

وللعمل على معالجة هذه المشكلة قدر الإمكان، تقوم المفوضية، إضافة إلى المساعدات التي تقدمها للتلاميذ السوريين برصد مسألة الحضور في المدارس عن كثب، وذلك من خلال إجراء زيارات منتظمة إلى المنازل والمدارس والاجتماع بمديري المدارس والأطفال لتقييم الاحتياجات والثغرات.

كذلك، وللحد قدر الإمكان من مشكلة اللغة، تقوم المفوضية بالتعاون مع عدد من الجمعيات التي تعمل في الشمال ومنظمة الرعاية السورية، تقوم ببرامج ودورات يومية بعد الظهر لتقوية مستوى هؤلاء التلاميذ، كي يتمكنوا قدر الإمكان من اللحاق بالبرنامج الدراسي الذي يتلقونه.

واشنطن ترى النظام السوري “ميتاً يمشي

دبابات جيش الأسد تحرق حماه

انتظروها من حمص وإدلب فإذا بدبابات نظام الرئيس السوري بشار الأسد تقتحم مدينة حماه حيث أوقعت عدداً من القتلى والجرحى في محاولة لإنهاء “إضراب الكرامة” الذي يعم المدينة المحتجة بالدبابات والمدرعات وإحراق المتاجر والمؤسسات التجارية المشاركة في الإضراب.

وواصلت الادارة الاميركية ضغطها على النظام السوري حين اعتبر المنسق الخاص لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الاميركية فريدريك هوف في جلسة استماع في الكونغرس حول السياسة الأميركية بشأن ما يحصل في سوريا، “نحن نرى أن هذا النظام ميت يمشي”.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي “باسم الإنسانية” إلى التحرك بعد أن بلغ عدد القتلى أكثر من 5000 شخص حسب إحصائية للأمم المتحدة. ويقول معارضون إن عدد الضحايا فاق العشرة آلاف.

فقد ذكر نشطاء أمس أن قوات سورية مدعومة بالدبابات قتلت ما لا يقل عن عشرة اشخاص عندما اقتحمت مدينة حماه لإنهاء إضراب عام بدأ قبل ثلاثة ايام دعماً للاحتجاجات المستمرة منذ تسعة أشهر تسبب في إغلاق معظم الأعمال، لكن تلك القوات واجهت مقاومة من منشقين عن الجيش دمروا عربتين مدرعتين وأوقعوا ثمانية قتلى من الجيش السوري في كمين وفقاً لما ذكره نشطاء ذكروا أن 30 شخصاً آخرين على الأقل سقطوا في أنحاء سوريا أمس.

وفي أول توغل مدعوم بالمدرعات في حماه منذ هجوم بالدبابات في آب (اغسطس) الماضي أنهى احتجاجات حاشدة وسط المدينة، دخلت قوات الجيش أحياء إلى الشمال والشرق من نهر العاصي الذي يقطع المدينة التي تبعد 240 كيلومتراً شمالي دمشق، وفتحت نيران مدافعها الرشاشة ونهبت وأحرقت المتاجر المغلقة التي شاركت في “إضراب الكرامة” المفتوح الذي دعت إليه المعارضة.

وفي شهادة امام اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية حول الشرق الاوسط في الكونغرس الأميركي، قال المنسق الخاص لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الاميركية فريدريك هوف انه من الواضح ان نظام الاسد لن يبقى، مضيفاً أن “هذا النظام ميت يمشي”. وتابع “من الصعب توقع المدة التي لا تزال امامه”. وقال انه اذا تمكن الاسد من التشبث بالسلطة، فسيكون كمستبد “يرأس بيونغ يانغ في بلاد المشرق” تكبله العقوبات تماما مثل نظام كوريا الشمالية المعزول.

وتابع هوف انه من المهم ان يقوم مجلس الامن الدولي بحماية السوريين من قوات الامن السورية القمعية، داعياً كل من روسيا والصين والهند الى التوقف عن معارضة قيام الامم المتحدة بتحرك.

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي “باسم الانسانية” أمس، الى التحرك لوقف القمع في سوريا، معتبراً ان هذا الوضع “لا يمكن ان يستمر” على ما هو عليه.

وقال بان في مؤتمر صحافي عقده في مقر الامم المتحدة في نيويورك “قتل اكثر من خمسة آلاف شخص في سوريا وهذا الامر لا يمكن ان يستمر. باسم الانسانية اقول ان الوقت حان لكي يتحرك المجتمع الدولي”. وتابع “ان الوضع مقلق للغاية، آمل ان تتمكن الامم المتحدة من اتخاذ اجراءات بهذا الشأن يتم التوصل اليها عبر التشاور”، وأاشاد بالتحرك الذي تقوم به الجامعة العربية بشأن الوضع في سوريا، وهي اعلنت عن اجتماع بعد غد في القاهرة لمتابعة التطورات في سوريا.

وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند “نرى انه حان الوقت للأمم المتحدة لكي تتحرك. وكنا نعتقد ذلك حينما صوتت (روسيا) بالرفض ونعتقد أنه الآن أكثر إلحاحاً”.

وأكد الاتحاد الأوروبي في بيان صادر عن الممثلة العليا لخارجيته كاثرين آشتون تصميم الأوروبيين على مناقشة الملف السوري مع الإدارة الروسية خلال أعمال القمة الأوروبية – الروسية المقررة اليوم في بروكسل. واعترفت آشتون بصعوبة التوصل الى حلول مشتركة مع الروس حول عدد من القضايا الدولية “يبدو من العسير التوصل إلى تقارب في وجهات النظر بيننا وبين أصدقائنا الروس في العديد من قضايا السياسة الخارجية، والملف السوري دليل على ذلك”.

واستبعد ديبلوماسي أوروبي تحدثت “المستقبل” معه أن “يتمكن الأوروبيون من إقناع الروس بتغيير رأيهم المتعنت حيال الوضع في سوريا”. وقال “إنهم (الروس) يصرون على تحميل مسؤولية الدماء التي تسيل في سوريا مناصفة بين النظام ومعارضيه، وهذا ما نرفضه بشكل تام لأنه غير مقبول وبعيد عن الواقع”. وأضاف “نحن نبحث مع شركائنا الدوليين الآخرين في الحلول المتاحة الأخرى في حال تشبث موسكو برأيها”.

في لندن، كشفت صحيفة “التايمز” عن معلومات تفيد بأن العديد من العاملين داخل النظام السوري يرغبون في إسقاط النظام، لكنهم بانتظار تحرك دولي لتأمين مناطق عازلة يأوون اليها عندما ينشقون علناً عن النظام.

ونقل مراسل “التايمز” من انطاكية (تركيا) الكسندر كريستي ميللر معلومات بهذا الشأن أدلى له بها السفير السوري السابق لدى السويد محمد بسام عمادي الذي انشق عن النظام وفر مع عائلته الى تركيا منذ عشرة أيام.

وفي تركيا، نقلت وكالة أنباء “الأناضول” أمس عن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده لا تضع أي خطط لغزو سوريا وحدها ولا إلى جانب أي دولة أخرى. وقال أمام البرلمان التركي إنه من المستحيل أن تضع تركيا خططاً لغزو سوريا وحدها أو مع أي دولة أو منظمة أخرى، وأضاف “كما أننا لا نملك أي معلومات ولم نتلق أي طلب يشير إلى أن أي دولة لديها خطة مماثلة”.

وفي القاهرة، نفى الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية ما نشرته إحدى الصحف اليومية أمس من أقوال منسوبة اليه حول توقعاته بأن “عقوبات الحظر الجوي ضد سوريا سوف تدخل حيز التنفيذ قريباً.. وبأن النظام السوري في النهاية لن يستجيب للمبادرة العربية”.

وقال في بيان “استغرب نقل مثل هذه التصريحات والأحاديث غير الدقيقة في وقت ما زالت الجهود والاتصالات جارية من أجل تذليل العقبات التي تعترض مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الى سوريا وإنجاح خطوات الحل العربي”.

ميدانياً، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا في موقعها على “الفايسبوك” ارتفاع عدد شهداء سوريا أمس إلى اثنين وثلاثين شهيداً بينهم ثلاث سيدات وطفل، احد عشر شهيداً في حماه وعشرة في حمص وثلاثة في ادلب (معر مصرين) اثنان في كل من دمشق ودرعا وشهيد في كل من الزبداني، قامشلو، الرقة ودير الزور.

(ا ف ب، رويترز، ا ب، “المستقبل)

العربي ينفي “الحظر” فوق سوريا وتركيا وإيطاليا تستبعدان التدخل

نفى أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس، تصريحات نُسبت إليه عن قرب تنفيذ حظر جوي ضد سوريا، في وقت أكدت أنقرة أن لا مخططات لديها أو لدول أخرى لشن هجوم عسكري على سوريا، واستبعدت روما أي تدخل في سوريا على غرار ليبيا، في حين شهدت مناطق سورية عمليات أمنية أسفرت عن قتلى وجرحى، وكميناً أدى إلى مقتل 8 عسكريين .

ونفى العربي ما تناقلته وسائل إعلام عنه من أن “عقوبات الحظر الجوي ضد سوريا ستدخل حيز التنفيذ قريباً، وأن النظام السوري في النهاية لن يستجيب للمبادرة العربية” . واعتبرها “غير دقيقة” .

وأكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده لا تضع أي خطط لغزو سوريا وحدها ولا إلى جانب أية دولة أخرى . وشدد على حرص تركيا على الوحدة السورية ووحدة الأراضي وإرساء الأمن والاستقرار . ورفض وزير الدفاع الإيطالي القائد العسكري لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، جان باولو دي باولا، المقارنة بين الوضعين السوري والليبي، لافتاً إلى عدم وجود أي مؤشر من المجتمع الدولي يمهّد لتدخل عسكري في سوريا . (وكالات)

قتلى في عمليات أمنية وكمين مسلح في سوريا

سقط قتلى سوريون جدد أمس، في عمليات أمنية، وكمين أعده مسلحون للقوات السورية، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن “20 مدنياً قتلوا برصاص القوات العسكرية والأمنية بينهم 11 في منطقة حماة” (210 كلم شمال) .

وكان المرصد قال في بيان سابق إن ستة أشخاص لقوا حتفهم برصاص القوات السورية . وأوضح أن 5 قتلوا إثر استهداف سيارتهم قرب بلدة خطاب بريف حماة . وفي درعا جرح 3 منشقين إثر اشتباكات مع قوات الأمن السورية في قرية اللجاة، كما تسلم ذوو مواطن من بلدة تسيل جثمانه بعدما لقي حتفه متأثراً بجروح أصيب بها قبل أيام . وسمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف في مدينة الحراك بدرعا التي اقتحمتها قوات عسكرية سورية معززة بدبابات وناقلات جند مدرعة .

وقتل ثمانية جنود سوريين في كمين نصبه مسلحون يعتقد أنهم “منشقون” في ريف حماة، حسب ما أعلن المرصد الذي قال في بيان “قتل 8 على الأقل من الجيش النظامي السوري إثر كمين استهدف أربع سيارات جيب عسكرية على مفرق قرية العشارنة بريف حماة من مجموعة منشقة” . وأضاف أن الهجوم جاء “رداً على مقتل خمسة سوريين قرب بلدة خطاب” .

وفي حي ركن الدين بدمشق، تحدث المرصد عن “انتشار أمني كثيف بعد أن قام أهالي الحي بإغلاق الشوارع والمحال تنفيذاً للمرحلة الثانية من إضراب الكرامة” .

وعلى موقع “فيس بوك” دعا الناشطون السوريون إلى مواصلة “حركة العصيان المدني”، وقال أحدهم إن “المرحلة الثانية بدأت، سنغلق هواتفنا النقالة أربع ساعات بعد الظهر وسنغلق الشوارع وسنذهب إلى العمل من دون أن نعمل” . ودعا المجلس الوطني السوري الذي يمثل معظم تيارات المعارضة السورية مجدداً المجتمع الدولي إلى حماية المدنيين، وأعلنت الناطقة باسم المجلس بسمة قضماني على موقع المجلس أن “أعضاء المجلس يناقشون مختلف السبل لحماية المدنيين وسيجدون وسائل جديدة لحمايتهم” .

إلى ذلك، صرح مصدر أمني لبناني بأن شخصين أصيبا في قرية خربة داود على الحدود مع سوريا بنيران حرس الحدود السوريين .

وقال بكر الحجيري عضو بلدية عرسال في البقاع (شرق) إن “دورية سورية كانت داخل الأراضي اللبنانية، أطلقت النار في محيط منطقة خربة داود في خراج عرسال فجراً، وأصابت شابين هما خالد ومحمد الفليطي” . وأفاد مصدر طبي أن خمسة سوريين من مدينة القصير الحدودية، بينهم طفل وفتاة وسيدتان ورجل، أصيبوا برصاص الجيش السوري جرى نقلهم إلى لبنان، عبر الحدود إلى بلدة عرسال . وكانت حصيلة قتلى الثلاثاء، ارتفعت إلى 23 مدنياً وسبعة من قوات الأمن .         (وكالات)

العنف في سوريا يحصد مدنيين وعسكريين عشية دخول الانتفاضة شهرها العاشر

دمشق – عشية دخول الانتفاضة السورية على نظام الرئيس السوري بشار الاسد شهرها العاشر، تواصل الاربعاء سقوط الضحايا من مدنيين وعسكريين، في حين يواصل الناشطون دعوتهم الى العصيان المدني كخطوة تصعيدية بمواجهة قمع النظام المستمر الذي حصد الاربعاء 21 مدنيا.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثمانية جنود قتلوا في محافظة حماه في وسط البلاد في هجوم مسلح قام به منشقون واستهدفوا اربع سيارات جيب عسكرية عند مدخل قرية العشارنة في ريف حماه.

واوضح المرصد في بيان ورد لفرانس برس “قتل ثمانية على الاقل من الجيش النظامي السوري اثر كمين استهدف اربع سيارات جيب عسكرية على مفرق قرية العشارنة بريف حماة من قبل مجموعة منشقة”.

واضاف المرصد ومقره لندن ان الهجوم جاء “ردا على مقتل خمسة مواطنين سوريين خلال استهداف سيارتهم من قبل قوات عسكرية صباح اليوم قرب بلدة خطاب” بمحافظة حماه.

واضافة الى هؤلاء القتلى الخمسة قتل ستة اخرون في محافظة حماه ليرتفع عدد القتلى في هذه المحافظة الاربعاء الى 11.

واضاف المرصد “ان حي الحميدية في حماة تعرض للقصف بالرشاشات الثقيلة وان المواجهات بين المنشقين والجنود كانت لا تزال متواصلة” بعد ظهر الاربعاء.

وفي حمص قتل خمسة مدنيين برصاص قوات الامن السورية في حيي البياضة وبابا عمرو.

وفي محافظة ادلب في شمال غرب البلاد قرب الحدود التركية قتل ثلاثة مدنيين برصاص قوات الامن.

واضاف البيان ان “امرأة عراقية قتلت برصاص قناصة في الزبداني” في محافظة دمشق.

كما قتل مدني برصاص قوات الامن في بصر الحرير في محافظة درعا حيث تجري كذلك مواجهات بين منشقين والجيش في بلدة اللجاة.

وفي حي ركن الدين بدمشق تحدث المرصد عن “انتشار أمني كثيف بعد أن قام أهالي الحي بإغلاق الشوارع والمحلات تنفيذا للمرحلة الثانية من إضراب الكرامة”.

واضاف المرصد ان “قوات عسكرية معززة بدبابات وناقلة جند مدرعة اقتحمت صباح الاربعاء مدينة الحراك في محافظة درعا حيث لا تزال تسمع اصوات اطلاق نار كثيف”.

من جهة اخرى اوضح البيان ان “ذوي مواطن من بلدة تسيل في محافظة درعا تسلموا جثمانه بعد ان استشهد متاثرا بجراح اصيب بها قبل ايام”.

وقد قطعت الاتصالات الهاتفية منذ فجر الاربعاء في دوما في ريف دمشق بينما سمع رصاص كثيف قرب مبنى امن الدولة في تلك المدينة التي تبعد عشرين كلم عن العاصمة حسب المرصد.

وطالت اعمال العنف لبنان، فقد اصيب سبعة اشخاص، لبنانيان وخمسة سوريين من بينهم طفل في التاسعة، برصاص الجيش السوري الاربعاء في مناطق حدودية بين البلدين في حادثين منفصلين، ونقلوا الى مستشفيات لبنانية، بحسب ما افاد مسؤول محلي ومصدر طبي.

وقال بكر الحجيري عضو بلدية عرسال ذات الغالبية السنية في البقاع (شرق) لوكالة فرانس برس ان “دورية سورية كانت داخل الاراضي اللبنانية، اطلقت النار في محيط منقطة خربة داود في خراج بلدة عرسال فجرا، واصابت شابين هما خالد الفليطي ومحمد الفليطي”. واوضح الحجيري ان الشابين نقلا الى مستشفى بلدة شتورة حيث اجريت لهما عمليات جراحية وان “وضعهما مستقر الآن”.

ومساء، افاد مصدر طبي وكالة فرانس برس ان خمسة سوريين من مدينة القصير الحدودية، طفل في التاسعة وفتاة في السادسة عشرة وسيدتان ورجل، اصيبوا برصاص الجيش السوري جرى نقلهم الى لبنان.

واوضح المصدر ان الجرحى الخمسة نقلوا عبر الحدود الى بلدة عرسال، ومنها الى مستشفيات في عكار شمال لبنان.

من جانب اخر ما زال الاضراب الذي بداه الاحد الناشطون الداعون الى الديموقراطية متواصلا في درعا وحمص وحماة وادلب ودوما على ما افاد الناشطون وسكان من تلك البلدات.

وعلى موقع فايسبوك دعا الناشطون السوريين الى مواصلة حركة العصيان المدني التي انطلقت الاسبوع الماضي لتكثيف الضغط على نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال احد الناشطين ان “المرحلة الثانية قد بدات سنغلق هواتفنا النقالة لاربع ساعات بعد الظهر وسنغلق الشوارع وسنذهب الى العمل لكن بدون ان نعمل” وذلك “لنقطع الموارد المالية التي يقتل بها النظام اطفالنا”.

واكد ناشط اخر ان “الاضراب متواصل في درعا لليوم الرابع على التوالي”.

من جانبه قال هاشم احد سكان كناكر على بعد خمسين كلم جنوب دمشق “لم يصوت احد الاثنين في الانتخابات البلدية والاضراب متواصل منذ الاحد ولم يذهب الطلاب الى المدارس”.

ودعا المجلس الوطني السوري الذي يمثل معظم تيارات المعارضة السورية مجددا المجتمع الدولي الى حماية المدنيين من القمع الدامي الذي اسفر حتى الان عن مقتل اكثر من خمسة الاف قتيل حسب الامم المتحدة.

واعلنت بسمة قضماني الناطقة باسم المجلس الوطني السوري على موقع المجلس ان “اعضاء المجلس يناقشون مختلف السبل لحماية المدنيين وسيجدون وسائل جديدة لحمايتهم في سوريا”.

سوريا: حراك عراقي في “الوقت الضائع” عرببًا وموسكو تتهم المعارضة بافتعال “كارثة إنسانية

                      مصادر وثيقة الصلة بالنظام السوري: مرحلة “عض أصابع”… وأية مغامرة عسكرية ستشعل جبهات المنطقة وبمقدمها “اللبنانية

على وقع وصف “الهيئة العامة للثورة السورية” ما تشهده المدن والمناطق المنتفضة على النظام السوري بأنه كناية عن “مجازر حقيقية”، في ضوء ملامسة معدل ضحاياها عتبة الأربعين قتيلاً يوميًا، يترقب السوريون ما ستخرج به جامعة الدول العربية خلال اجتماعها السبت المقبل على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة للتباحث في مآل الأزمة السورية والرد على مقترح النظام السوري رفع الإجراءات العقابية العربية عنه كشرط مقرون بموافقته على استقبال وفد مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا.

وفي الأثناء، يبرز الحراك العراقي باتجاه المعارضة السورية في محاولة لتأمين همزة وصل بينها وبين النظام في سوريا، ولفت الإنتباه في هذا المجال تأكيد مستشار رئيس الوزراء العراقي علي الموسوي لوكالة “فرانس برس” أن المعارضة السورية “ردت إيجابًا” على دعوتها لإيفاد ممثلين عنها إلى بغداد “بهدف القيام بوساطة بين المعارضة والسلطة السوري”، موضحًا أنّ التحرّك العراقي في هذا الإتجاه “يستند إلى المبادرة العربية” ويرمي إلى الإستماع “لمطالب المعارضة تمهيدًا لنقلها إلى الحكومة السورية”.

وعلى المستوى الدولي، تتسع الهوة بين موسكو وأركان المجتمع الدولي حيال مقاربة الأزمة السورية، وفي هذا السياق جددت واشنطن حضّ الإدارة الروسية على “الإنضمام إلى التحرك الهادف إلى وضع حد لصمت مجلس الأمن غير المعقول إزاء قمع النظام السوري للتحركات السورية الإحتجاجية المناهضة له”، وقالت فكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية: “بصراحة نعتقد أنّ الوقت قد حان بالفعل لكي يرفع مجلس الأمن صوته، لذلك نجدد دعوة جميع شركائنا داخل مجلس الأمن لإتخاذ إجراءات (بشأن الأزمة السورية) والتحدث باسم الأبرياء في سوريا، وهذه دعوة تشمل روسيا”… كذلك أعلنت وزيرة خارجية الإتحاد الاوروبي كاثرين آشتون عزم الاتحاد على “محاولة إقناع روسيا بالمشاركة في العقوبات على النظام السوري خلال القمة مع الرئيس (الروسي) ديمتري مدفيديف (الخميس والجمعة المقبلين) في بروكسل”، وأضافت اشتون أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: “آمل بأن يتحرك مجلس الأمن، وعلى جميع أعضائه بمن فيهم روسيا أن يتحملوا مسؤولياتهم لأن الوضع بات ملحًّا للغاية” في سوريا.

في المقابل، جددت موسكو التأكيد على ثبات موقفها الداعم للنظام السوري والرافض لتدخل مجلس الأمن في الأزمة السورية على قاعدة “إحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها دون تدخل خارجي” حسبما عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، واصفًا إثر استقبال نظيره الجزائري، اتهام الغرب لروسيا بعرقلة اتخاذ قرار في مجلس الامن الدولي إزاء أعمال القمع في سوريا بأنه أمر “لا أخلاقي”، وقال: “أولئك الذين يرفضون ممارسة الضغط على الجانب المتطرف والمسلح في المعارضة (السورية) هم أنفسهم الذين يتهموننا بعرقلة عمل مجلس الامن الدولي، واعتبر أن هذا الموقف لاأخلاقي”، متهمًا في الوقت عينه أطياف المعارضة السورية بأنها تهدف إلى “التسبب بكارثة انسانية دفعاً لتدخل أجنبي في النزاع” الجاري في سوريا.. وإذ أعرب عن استعداد بلاده لإرسال مراقبين إلى الأراضي السورية، حثّ لافروف القيادة السورية على “”توقيع بروتوكول جامعة الدول العربية والسماح بدخول المراقبين العرب إلى سوريا”، مشددًا في هذا السياق على “أهمية معالجة الأزمة السورية على أساس مبادرة الجامعة العربية ولكن من دون اللجوء إلى الإنذارات” الموجهة إلى النظام السوري.

من جهتها، وصفت مصادر لبنانية وثيقة الصلة بالنظام السوري لموقع “NOW Lebanon” الأزمة السورية بأنها تمر حاليًا بفترة “عض أصابع”، وأوضحت أنّ “التركيز منصبٌّ في مواجهة القيادة السورية على العقوبات الإقتصادية”، معتبرةً في هذا المجال أنّ “قطر تلعب دور رأس الحربة في التآمر على سوريا، والجامعة العربية أصبحت أداةً بيد الدول الخليجية التي تدور في فلك واشنطن والغرب عمومًا وتتولى تنفيذ مخططاته المرسومة للعالم العربي والمنطقة”.

وعلى هذا الأساس، أعربت هذه المصادر عن اعتقادها بأنّ “الجامعة العربية ترغب باتخاذ قرار حيال سوريا شبيه بما أقدمت عليه حيال ليبيا لإتاحة المجال أمام حلف الأطلسي بأن يقيم منطقة حظر جوي تمهيدًا لشن غارات جوية على مراكز ومقرّات السلطة السورية”، إلا أنها أبدت ثقتها في المقابل بأنّ “روسيا العازمة على إعادة التوازن الدولي إلى ما كان قبل العام 1990 (إبان حكم الإتحاد السوفياتي) لن تسمح بتكرار السيناريو الليبي مع سوريا، كما أنّ تركيا التي يعوّل عليها الغرب في هذا المجال لن تجرؤ على الدخول في مغامرة مع سوريا خصوصًا بعد ما استشعرته في الآونة الأخيرة من معادلة أوجدها الجيش السوري قرب الحدود التركية جعلت تحقيق الطموح التركي بإخضاع النظام السوري عسكريًا من سابع المستحيلات”.

وإذ جزمت المصادر وثيقة الصلة بالنظام السوري بأنّ “أية مغامرة عسكرية بمواجهة سوريا ستؤدي إلى اشتعال حرب اقليمية تنخرط فيها إيران مباشرة، وستشتعل خلالها كل جبهات المنطقة وفي مقدمها الجبهة اللبنانية مع اسرائيل”، حذرت هذه المصادر “من أنّ ضرب الإستقرار في سوريا وإضعاف نظامها سيؤديان حكمًا إلى تهجير المسيحيين من سوريا ونشوء دويلات طائفية في سوريا، سنية وعلوية ودرزية”، منبهةً “كل من يعنيهم الأمر” إلى أنّ “هذا التقسيم العرقي والطائفي لن تبقى محصورة تداعياته في سوريا بل ستتعداها لتنسحب أول ما تنسحب على لبنان”.

مقتل 36 وثورة سوريا بشهرها العاشر

دخلت “الثورة السورية” اليوم شهرها العاشر وسط استمرار سقوط عشرات القتلى من المدنيين بشكل شبه يومي، في حين يواصل النشطاء دعوتهم إلى العصيان المدني كخطوة تصعيدية في مواجهة قمع النظام المستمر للاحتجاجات المطالبة بإسقاطه والذي أسفر أمس عن مقتل 36 مدنيا وفق الهيئة العامة للثورة السورية، مع تصعيد الحملة العسكرية والأمنية في محافظتي حماة وحمص وسط البلاد.

وأوضحت الهيئة العامة للثورة إن بين القتلى 13 في حماة وعشرة في محافظة حمص، إضافة إلى سقوط أربعة قتلى في إدلب (شمالا) وثلاثة في كل من القامشلي ودمشق واثنين في درعا جنوبا. كما قتل رجل وأصيب آخر برصاص الأمن في دير الزور شرقا مساء أمس، وفق ما أفاد به ناشطون.

وتتعرض محافظة حماة لحملة اقتحامات واسعة من طرف قوات الجيش والأمن والشبيحة، في محاولة لاحتواء إحدى بؤر المظاهرات المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال مجلس ثوار محافظة حماة إن الحملة التي تشنها قوات الأمن على المدينة هي الأعنف منذ بداية الثورة, وأضاف أن عشرات الآليات العسكرية دخلت المدينة, كما تعرض حيّا الحميدية والشرقية لقصف مدفعي.

وأوضحت الهيئة العامة للثورة أن قوات الأمن السورية قصفت بالقذائف منازل عدة في حي الحميدية بحماة وأنها تحاصر الحي وتمنع دخول وخروج سيارات الإسعاف منه، وذلك في إطار حملة اقتحام عنيفة ومنظمة بالمدينة تعتبر الأشد منذ بداية الثورة الشعبية بسوريا منتصف مارس/آذار الماضي.

وفي بعض تفاصيل الحملة الأمنية بحماة، أضافت الهيئة في بيان صحفي أنه في البداية توجه عدد من المدرعات إلى قلعة حماة المتوسطة وتمركزت هناك وفي حي البرناوي المرتفع والمطل على جزء كبير من أحياء حماة، في حين توجه عدد آخر من المدرعات والدبابات من جهة طريق سلمية لمحاصرة حيي الحميدية والشرقية.

وفي جانب آخر من العملية خرجت قوات كبيرة من الشبيحة والجنود الذين تم حشدهم منذ أيام في مقرات حكومية منها المجمع الطبي للأطفال بحي التكية ومقر الأمن السياسي والمطار العسكري غرب المدينة ومقر الدفاع المدني وانتشرت في مختلف أحياء المدينة.

وقد بدأت العملية بقصف بالمدرعات شمل حيي الحميدية والشرقية والبدء بحملة مداهمات للمنازل واعتقالات وتكسير للمحلات وإطلاق رصاص عشوائي شمل معظم أحياء المدينة، بينما اعتلت مجموعة كبيرة من القناصة معظم الأبنية المرتفعة في المدينة.

وترافق ذلك القصف بحملة اعتقالات وتفتيش للمنازل شملت العديد من الأحياء وما زالت مستمرة حتى اللحظة، في حين تتجول المدرعات في معظم الشوارع الرئيسية للمدينة مع سماع إطلاق رصاص صادر منها باتجاه الأبنية السكنية وانفجارات.

تطورات أخرى

وفي تطورات أخرى أفاد ناشطون بإصابة عبد الباسط ساروت الملقب بمنشد الثورة السورية وعدد آخر من الناشطين بجروح جراء إطلاق الأمن السوري النار على مظاهرة في حي البياضة بحمص، حيث سقط معظم القتلى في المدينة إضافة إلى حي بابا عمرو.

وفي الزبداني بريف دمشق قال ناشطون إن مواطنين أصيبوا بجراح نتيجة للقصف الذي تعرضت له المدينة, وإن اشتباكات تدور بين منشقين والجيش السوري. وفي حي جوبر بدمشق قال الناشطون إن قوات الأمن أطلقت الرصاص عشوائياً على المتظاهرين.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن انتشار أمني كثيف في حي ركن الدين بدمشق بعدما أغلق أهالي الحي الشوارع والمحلات تنفيذا للمرحلة الثانية من “إضراب الكرامة”.

وقد اعتقلت قوات الأمن السورية الصحفي القدير عمار مصارع في مطار دمشق الدولي مساء أمس.

مقتل عناصر أمن

على صعيد آخر قال المرصد السوري إن ثمانية من عناصر الأمن لقوا مصرعهم في هجوم شنه منشقون على موكب أمني كان يسير على طريق إدلب-باب الهوى.

وأشار المرصد إلى أن العملية جاءت ردا على مقتل 11 وإصابة العشرات في هجوم نفذته قوات الأمن والشبيحة فجر الثلاثاء في قريتي معرة مصرين وكفر يحمول بإدلب.

وفي تلبيسة بحمص أفاد ناشطون بأن جنودا في حواجز أمنية أطلقوا النار عشوائيا وبكثافة على المنازل. وفي معضمية الشام بريف دمشق أفاد ناشطون بأن قوات الأمن تطلق النار عشوائيا باتجاه المنازل، وبأن السلطات دفعت بمزيد من التعزيزات إلى البلدة.

وفي كل من بصرى الحرير ومدينة جاسم بدرعا قالت الهيئة العامة للثورة إن قصفا من مدرعات الجيش استهدف بعض المناطق وإن قوات الأمن تقوم بمداهمات بحثا عن منشقين.

وفي إدلب اعتقلت قوات الأمن عددا من الناشطين في سراقب، بينما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في جبل الزاوية.

وأشارت الهيئة إلى أن عددا من المدن بدمشق وريفها تعاني من انقطاع للغاز والكهرباء والماء منذ عدة أيام، معتبرة أن تلك المدن أصبحت منكوبة.

وقال المرصد السوري إن السلطات قطعت الاتصالات عن مدينة دوما بريف دمشق، وتزامن ذلك مع إطلاق كثيف للرصاص.

إضراب متواصل

في غضون ذلك يتواصل “إضراب الكرامة” لليوم الخامس ضمن سلسلة من الخطوات التصعيدية التي ترمي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على النظام السوري.

وأكد ناشطون سوريون أن المرحلة الأولى من “إضراب الكرامة” تهدف إلى إقفال الحارات الفرعية، والتوقف عن تسيير العمل في المراكز الوظيفية، وإغلاق الهاتف الجوال.

وتتضمن المرحلة الثانية البدء في إضراب المحال التجارية. أما المرحلة الثالثة، فتشمل الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. ويسعى ناشطو الثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن في المرحلة الرابعة.

وتستهدف المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفي الدولة، في حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية في المرحلة السادسة الأخيرة.

ضابط سوري يتوقع انشقاقات واسعة

أنس زكي-القاهرة

توقع الرائد حسام الدين العواك -وهو ضابط منشق عن الجيش السوري- مزيدا من الانشقاقات من جانب ضباط وصفهم بالمخلصين والمحبين لوطنهم، وليس للنظام السوري ورئيسه بشار الأسد.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء بمقر نقابة الصحفيين المصريين في القاهرة، حيث دعا العواك المنشق عن المخابرات الجوية السورية إلى موقف حازم من جانب الدول العربية لوقف “حرب الإبادة” التي يتعرض لها الشعب السوري التائق إلى الحرية والتغيير، مع عدم تقديم مهل جديدة لهذا النظام الذي يستغل ذلك في مزيد من الفتك بشعبه.

ودعا العواك إلى تقديم الدعم للجيش السوري الحر وكافة المنشقين على نظام الأسد، مؤكدا أن ذلك أمر بالغ الأهمية “من أجل إنقاذ سوريا من المجهول”.

كما شدد على ضرورة فرض حظر جوي وبحري على النظام السوري لوقف الإمدادات العسكرية التي يتلقاها من روسيا وإيران.

وعبر الضابط المنشق عن أمله في أن تستطيع الدول العربية تقديم الدعم المطلوب، وفي حال عدم تمكنها من ذلك فإنه يتمنى أن تقوم جامعة الدول العربية بذلك عبر الأمم المتحدة دون المساس بالسيادة السورية.

وأضاف أن سوريا باتت بلدا منكوبا يحتاج إلى تأمين كل متطلبات الحياة وفي مقدمتها الغذاء والدواء، قائلا إن عائلة الأسد تتحمل كامل المسؤولية عما يرتكب من “جرائم في حق الإنسانية والشعب السوري”.

من جانبه، اتهم المعارض السوري مأمون الحمصي إيران بالمساهمة في ما وصفه بحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري، مؤكدا أن الجيش السوري الحر لا يرغب في تدخل دولي بأراضي بلاده، وإنما يحتاج إلى دعم عسكري عربي يتمثل في فرض حظر جوي وإمداد الجيش المنشق بالسلاح للوقوف ضد هجمات الشبيحة الموالين للأسد.

رسالة

وعلى هامش المؤتمر الصحفي وزع المنظمون رسالة حول الأوضاع في سوريا قالوا إنها موجهة إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي من أجل عرضها على اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر في القاهرة السبت المقبل.

وتؤكد الرسالة أن “الثورة السورية ثورة مدنية أراد بها الشعب اللحاق بإخوته في تونس ومصر وليبيا واليمن، لكن النظام اختار خيارا وحيدا هو تركيع الثوار أو إبادتهم، وهو ما جعل الشهداء بالآلاف، ومن بينهم كثير من أحرار الجيش السوري الذين رفضوا إطلاق النار على شعبهم فكان جزاؤهم الإعدام رميا بالرصاص”.

وأضافت الرسالة أن كثيرا من عناصر الجيش السوري تحاول أن تنفض غبار الذل والعار، وهي تنضم إلى صفوف الثورة دفاعا عن الشعب السوري الأعزل، وتسعى إلى تطهير تراب سوريا من القتلة والمرتزقة كي يعود الجيش السوري إلى تاريخه المجيد وماضيه العريق، وفق ما جاء في الرسالة.

وختمت الرسالة بعدة مطالب أولها التدخل الحازم لوقف حرب الإبادة على الشعب السوري، وتأمين حظر جوي وبحري لوقف الإمدادات التي تنهال على النظام، مع دعم الجيش الحر لتأمين كل متطلبات الحياة للشعب السوري المنكوب.

المجلس الوطني السوري ينعقد في تونس

بان يدعو لحماية المدنيين في سوريا

دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف القمع في سوريا، بينما نفى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ما نسب إليه بشأن فرض حظر جوي على سوريا ضمن حزمة العقوبات المفروضة على دمشق.

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه أن المؤتمر الأول للمجلس الوطني السوري المعارض سيعقد بين يومي 16 و18 ديسمبر/كانون الأول الحالي في تونس.

وقال بان في مؤتمر صحفي عقده بمقر الأمم المتحدة في نيويورك إن الوضع السوري مقلق للغاية مع سقوط أكثر من خمسة آلاف قتيل، داعيا “باسم الإنسانية” المجتمع الدولي إلى التحرك.

 وأعرب عن الأمل في أن تتمكن الأمم المتحدة من اتخاذ إجراءات بهذا الشأن يتم التوصل إليها عبر التشاور، موضحا أنه سلم مجلس الأمن تقرير مجلس حقوق الإنسان الذي يدين النظام السوري على التجاوزات التي يرتكبها بحق المتظاهرين.

تحذير

من جهة ثانية حذر المنسق الخاص لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأميركية فريدريك هوف من الانزلاق إلى نزاع مسلح في سوريا، داعيا إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية.

وقال هوف أمام اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط بمجلس النواب إن الشعب السوري يدرك الثمن الباهظ للنزاع المسلح.

ودعا المسؤول الأميركي كلا من روسيا والصين والهند إلى وضع السياسة جانبا والوقوف مع الغرب لاتخاذ تحرك ضد النظام السوري.

وأضاف أنه إذا نجح النظام السوري من خلال “جهوده الدموية” في إنقاذ نفسه على حساب الشعب فإن الجميع سيخسر، مطالبا الدول التي عارضت جهود الأمم المتحدة لحماية المدنيين السوريين بإعادة النظر في موقفها.

نفي

في غضون ذلك نفى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ما نسب إليه بشأن فرض حظر جوي على سوريا، ضمن حزمة العقوبات المفروضة على دمشق بسبب تعاطيها الأمني مع المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.

وتبرأ العربي مما تناقلته بعض الصحف من أقوال منسوبة إليه بشأن توقعاته بأن “عقوبات الحظر الجوي ضد سوريا سوف تدخل حيز التنفيذ قريبا، وبأن النظام السوري في النهاية لن يستجيب للمبادرة العربية”.

وقال “أستغرب نقل مثل هذه التصريحات والأحاديث غير الدقيقة في الوقت الذي ما زالت فيه الجهود والاتصالات جارية من أجل تذليل العقبات التي تعترض مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا وإنجاح خطوات الحل العربي”.

وأكد العربي أن اجتماعي اللجنة الوزارية العربية ومجلس الجامعة الوزاري المقرر عقدهما يوم السبت القادم سيبحثان هذا الموضوع من كافة جوانبه، في ضوء ما استجد من مواقف عربية ودولية وما أسفرت عنه الاتصالات والمراسلات الجارية مع الحكومة السورية من نتائج.

وفي سياق متصل قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن بلاده لا تضع أي خطط لغزو سوريا، سواء لوحدها أو إلى جانب أي دولة أخرى.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن أوغلو قوله أمام البرلمان التركي، إنه من المستحيل أن تضع تركيا خططاً لغزو سوريا، مضيفا أن أنقرة لا تملك أي معلومات ولم تتلق أي طلب يشير إلى أن دولة أخرى لديها خطة مماثلة.

وأكد رئيس الدبلوماسية التركية حرص بلاده على الوحدة الوطنية السورية ووحدة الأراضي وإرساء الأمن والاستقرار في سوريا.

وفي تداعيات إقليمية أخرى، قالت السفارة الإيرانية في سوريا إنها “لم تقم بأي اتصال مع المعارضة السورية في الخارج”.

وذكر بيان لسفارة طهران في دمشق “تعقيبا على الأخبار الواردة حول الاتصال مع المعارضة السورية، نود أن نعيد إلى الأذهان ما نفيناه سابقا بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تنوي دعوة المعارضة السورية أو التشاور والحوار معها، وإذا تم اتخاذ مثل هذا القرار فإن ذلك سيكون بالتنسيق الكامل مع السلطات الرسمية السورية”.

مؤتمر للمعارضة

وفي تطور متصل بالمعارضة السورية أعلن ممثل المجلس الوطني السوري المعارض في تونس عبد الله تركماني أن المؤتمر الأول للمجلس سيعقد بين يومي 16 و18 ديسمبر/كانون الأول الحالي في تونس.

وأوضح أن رئيس المجلس برهان غليون سيحضر المؤتمر إضافة إلى نحو 200 من أعضاء المجلس.

وأضاف تركماني أن سفراء عربا وناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان سيشاركون في افتتاح المؤتمر في قمرت بالضواحي الشمالية لتونس العاصمة، على أن يعقد أعضاء المجلس بعد ذلك اجتماعات مغلقة.

ويضم المجلس الوطني الذي أعلن عن تأسيسه بإسطنبول في أغسطس/آب الماضي شرائح واسعة من المعارضة السورية.

35 قتيلا بسوريا واقتحامات بحماة

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا اليوم برصاص قوات الأمن بلغ 35, منهم عشرة في محافظة حماة التي تتعرض لحملة اقتحامات واسعة من طرف القوات الحكومية في محاولة لاحتواء إحدى بؤر المظاهرات المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.

وأوضحت الهيئة أن قوات الأمن السورية قَصفت بالقذائف منازل عدة في حي الحميدية بحماة وأنها تحاصر الحي وتمنع دخول وخروج سيارات الإسعاف منه وذلك في إطار حملة اقتحام عنيفة ومنظمة بالمدينة تعتبر الأشد منذ بداية الثورة الشعبية في سوريا في منتصف مارس/آذار الماضي.

وذكرت الهيئة أن عشرة قتلى سقطوا اليوم في حماة بينما سقط ثلاثة في القامشلي واثنان في درعا وثمانية في حمص وأربعة في إدلب واثنان في دمشق بجانب قتيل عراقي.

وفي بعض تفاصيل الحملة الأمنية في حماة، أضافت الهيئة في بيان صحفي أنه في البداية توجه عدد من المدرعات إلى قلعة حماة المتوسطة وتمركزت هناك وفي حي البرناوي المرتفع والمطل على جزء كبير من أحياء حماة، فيما توجه عدد آخر من المدرعات والدبابات من جهة طريق سلمية لمحاصرة حيي الحميدية والشرقية.

وفي جانب آخر من العملية خرجت قوات كبيرة من الشبيحة والجنود الذين تم حشدهم منذ أيام في مقرات حكومية منها المجمع الطبي للأطفال بحي التكية ومقر الأمن السياسي والمطار العسكري غرب المدينة ومقر الدفاع المدني وانتشرت في مختلف أحياء المدينة.

وقد بدأت العملية بقصف بالمدرعات شمل حيي الحميدية والشرقية والبدء بحملة مداهمات للمنازل واعتقالات وتكسير للمحلات وإطلاق رصاص عشوائي شمل معظم أحياء المدينة، فيما اعتلت مجموعة كبيرة من القناصة معظم الأبنية المرتفعة في المدينة.

وترافق ذلك القصف بحملة اعتقالات وتفتيش للمنازل شملت العديد من الأحياء وما زالت مستمرة حتى اللحظة، فيما تتجول المدرعات في معظم الشوارع الرئيسية للمدينة مع سماع إطلاق رصاص صادر منها باتجاه الأبنية السكنية وانفجارات.

وفي تطورات أخرى اعتقلت قوات الأمن السورية الصحفي القدير عمار مصارع في مطار دمشق الدولي مساء اليوم، فيما أفاد ناشطون بإصابة عبد الباسط ساروت الملقب بمنشد الثورة السورية وعدد آخر من الناشطين بجروح جراء إطلاق الأمن السوري النار على مظاهرة في حي البياضة في حمص.

وفي الزبداني بريف دمشق قال ناشطون إن مواطنين أصيبوا بجراح نتيجة للقصف الذي تعرضت له المدينة, وإن اشتباكات تدور بين منشقين والجيش السوري. وفي حي جوبر بدمشق قال الناشطون إن قوات الأمن أطلقت الرصاص عشوائياً على المتظاهرين.

مقتل أمنيين

على صعيد آخر قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثمانية من عناصر الأمن لقوا مصرعهم في هجوم شنه منشقون على موكب أمني كان يسير على طريق إدلب باب الهوى.

وأشار المرصد إلى أن العملية جاءت ردا على مقتل 11 وإصابة العشرات في هجوم نفذته قوات الأمن والشبيحة فجر الثلاثاء في قريتي معرة مصرين وكفر يحمول بإدلب.

وفي تلبيسة بحمص أفاد ناشطون بأن جنودا في حواجز أمنية أطلقوا النار عشوائيا وبكثافة على المنازل، وفي معضمية الشام بريف دمشق أفاد ناشطون بأن قوات الأمن تطلق النار عشوائيا باتجاه المنازل وبأن السلطات دفعت بمزيد من التعزيزات إلى البلدة.

 وفي كل من بصرى الحرير ومدينة جاسم بدرعا قالت الهيئة العامة للثورة إن قصفا من مدرعات الجيش استهدف بعض المناطق وإن قوات الأمن تقوم بمداهمات بحثا عن منشقين.

 وفي إدلب اعتقلت قوات الأمن عددا من الناشطين في سراقب بينما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في جبل الزاوية.

 وأشارت الهيئة إلى أن عددا من المدن بدمشق وريفها تعاني من انقطاع للغاز والكهرباء والماء منذ عدة أيام، معتبرة أن تلك المدن أصبحت منكوبة.

وقال المرصد السوري إن السلطات قطعت الاتصالات عن مدينة دوما بريف دمشق، وتزامن ذلك مع إطلاق كثيف للرصاص.

إضراب متواصل

في غضون ذلك يتواصل “إضراب الكرامة” لليوم الرابع ضمن سلسلة من الخطوات التصعيدية التي ترمي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على النظام السوري.

وأكد ناشطون سوريون أن المرحلة الأولى من “إضراب الكرامة” تهدف لإقفال الحارات الفرعية، والتوقف عن تسيير العمل في المراكز الوظيفية، وإغلاق الهاتف الجوال.

وتتضمن المرحلة الثانية البدء في إضراب المحال التجارية. أما المرحلة الثالثة، فتشمل الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. ويسعى ناشطو الثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن في المرحلة الرابعة.

وتستهدف المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفي الدولة، في حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية في المرحلة السادسة الأخيرة.

تواصل “إضراب الكرامة” في سوريا.. وقوات الأمن تقتحم الأحياء المضربة

دخل مرحلته الثانية

بيروت – محمد زيد مستو

دخل الإضراب العام في سوريا مرحلته الثانية أمس الأربعاء، مُسجلاً استجابة كبيرة في بعض المدن، فيما تقوم قوات الأمن والجيش السوري باقتحام المدن والبلدات لإجبار الأهالي على إنهاء الإضراب الذي يستمر لليوم الخامس على التوالي، وسط دعوات لتصعيد يصل إلى مرحلة العصيان المدني أواخر الشهر الجاري.

وبحسب مصادر للمعارضة السورية، فإن الدعوة إلى الإضراب تشهد استجابة واسعة في ريف دمشق ودرعا وحمص وحماة وإدلب ودير الزور، فيما استجابت المدن الأخرى بنسب متفاوتة، مؤكدين استجابة مدينة حلب وريفها بنسبة كبيرة.

وأضاف الناشطون أن قطاع التعليم في سوريا شهد منذ اليوم الأول تجاوباً ملحوظاً للإضراب تراوحت نسبته بين 25% إلى 90% سيما في المناطق الساخنة.

ووفقاً لخطة مفصلة للداعين إليه، فقد دخل الإضراب أمس مرحلته الثانية، حيث قام المحتجون بإغلاق شوارع ومداخل الحارات بشكل جزئي، وبدأوا إغلاق هواتفهم النقالة لمدة أربع ساعات يومياُ، وحضور موظفي الدولة إلى أماكن عملهم مع امتناعهم عن العمل ومحاولة تأخيره كمرحلة ثانية من الإضراب.

اقتحام الأحياء المضربة

ويحسب ذات المصادر، فإن الجيش السوري وقوات الأمن تعمد في المقابل إلى اقتحام المدن والبلدات، وتكسير أقفال المحال المغلقة ونهب محتوياتها لفك الإضراب والانتقام من الأهالي.

ففي الزبداني بريف دمشق أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أمس بسماع أصوات دوي انفجارات قوية وإطلاق نار من أسلحة رشاشة ومدرعات “بي تي آر”، وسط أنباء عن اشتباكات بين الجيش السوري ومنشقين إثر اجتياح المدينة لتكسير المحلات بسبب الإضراب الذي عمّ المدينة.

وفي حي برزة وسط العاصمة السورية دمشق، اقتحم ما يزيد عن ألفي عنصر من قوات الأمن وسط الحي خلال يوم أمس، في محاولة لفك الإضراب الذي عم كافة أرجائه، في وقت بث فيه ناشطون مقاطع فيديو، تُظهر أعمدة الدخان تتصاعد من إحدى شوارع الحي إثر حرق إطارات لإغلاق بعض الشوارع استجابة للإضراب. كما أظهرت مقاطع أخرى مشاهد مماثلة في القابون والمهاجرين والتل.

وفي طفس بدرعا، قالت الهيئة العامة، إن قوات الأمن أجبرت الأهالي في المنازل المجاورة للطرقات المغلقة والسيارات المارة للخروج وإزالة العوائق عن الشوارع بقوة السلاح فيما انتشر عناصر الأمن بكثرة على طول الطرقات الرئيسية.

وفي خربة غزالة قامت دورية تابعة للأمن بحرق وسرقة مدرستين من مدارس البلدة, التي امتنع فيها التلاميذ منذ الذهاب إلى المدارس استجابة لدعوات الإضراب.

أما في مدينة حماة فقد ترافق اقتحام بعض مناطق المدينة مع دعوة الناس عبر مكبرات الصوت إلى فتح محالهم التجارية وإنهاء الإضراب تحت التهديد بكسر الأقفال.

دعوات للتصعيد

ومع تواصل الإضراب، يؤكد النشطاء في سوريا، أن تطبيقه سيكون على مراحل تصعيدية تبدأ بالانقطاع الجزئي عن الدوام في المدارس وتغيُّب جزئي للعاملین في القطاع الحكومي مع التخفیف من استعمال الهواتف النقالة والتحضير لإغلاق الأسواق والمحلات التجارية إلا في ساعات محددة.

وتستمر الإضرابات حسب خطة مفصلة، لتشمل الجامعات وقطاع المواصلات في وقت لاحق، ثم تنتهي بانقطاع كامل عن الدوام في المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات، وقطع الطرق الدولية للدخول في مرحلة العصيان المدني مع نهاية الشهر الجاري.

المعارضة السورية تعرض خطة تتضمن منح الأسد اللجوء السياسي خارج البلاد

في جلسة استماع للمنسق الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية

تواصل “إضراب الكرامة” في سوريا.. وقوات الأمن تقتحم الأحياء المضربة

واشنطن – منى الشقاقي

قال المنسق الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية فريد هوف في شهادة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب إن المعارضة السورية لديها خطة تضمن اللجوء السياسي لبشار الأسد”، وتابع: “قد تضطر المعارضة غلى قبول خيار كريه، وهو عدم محاكمة أعضاء النظام من مرتكبي الجرائم”.

وأوضح أن الإدارة الأمريكية في صراع مع الزمن لمحاولة منع سوريا من الدخول في حرب أهلية وهي في اتصالات مستمرة مع المعارضة السورية لحثها على التوصل لخطة لليوم التالي ما بعد بشار.

وزاد: “النظام السوري مثل رجل محكوم عليه بالإعدام، ولذلك السؤال ليس إن كان سيموت، بل متى سيموت”.

ويطالب أعضاء الكونغرس الجمهوريين الإدارة الأمريكية بدعم المعارضة المسلحة في سوريا، وهو الأمر الذي ترفضه الإدارة الأمريكية، ويقول مراقبون إن تركيا وروسيا اللتين تحاول الولايات المتحدة إقناعهما بفرض عقوبات إضافية على دمشق لا تريدان ليبيا جديدة في سوريا.

وأشار هوف في كلمته إلى أن الأسد حوّل سوريا الى “كوريا الشمالية في شرق المتوسط” نتيجة لأعمال نظامه الوحشية، وأردف: “هدفُ الولايات المتحدة هو منعُ تدهورِ الأمورِ إلى حد الحرب الأهلية أو الطائفية وإلى إقناع الأقليات أن لها مكاناً وحريات في سوريا ما بعد بشار الأسد”، منوها إلى أن سبب هدوء مناطق مثل دمشق وحلب، مقارنة مع مدن سورية أخرى، هو أن النظام نجح في تخويف الأقليات من المعارضة.

ودعا هوف روسيا و الصين الى تجاوز اللعبة السياسية وفرض عقوبات على النظام السوري، في الوقت الذي قال فيه وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف إن “الغرب” غير مهتم بالجرائم التي ترتكبها المعارضة في سوريا.

من جهته، عبّر المعارض السوري محمد العبدالله عن قلقه من أن لا تقوم الولايات المتحدة بما يكفي من الجهود لمساعدة الشعب السوري، معربا عن خشيته أن تنتهي ولاية باراك أوباما قبل أن ينتهي حكمُ بشار الأسد.

وتابع: “نريد أن تلعب الولايات المتحدة دورا قياديا مباشرا.. وجود واشنطن في الخلف ووضع الاتحاد الأوروبي في المقدمة لا يصنع وزنا في مساعدة الشعب السوري، خاصة وأن الموقف الروسي متعنت ولا توجد ضغوط كافية على جامعة الدول العربية التي ما زالت مترددة لإحالة ملف النظام السوري إلى مجلس الأمن”.

شكوك حول مقتل “طبيب الثورة السورية”.. وأنباء عن بقائه حياً

مقربة من الأسرة تتحدث من السعودية عن شكوكها

لندن – كمال قبيسي

تفرّغت “العربية.نت” أمس واليوم الأربعاء لقصة “طبيب الثورة السورية” الدكتور إبراهيم ناهل عثمان، الذي ظهر عنه فيديو منذ 4 أيام وبدا فيه ملقى على ظهره وهو قتيل. وقالوا في الخبر عن الدكتور إبراهيم، وهو سوري أبصر النور في 1985 بالرياض، إنه لقي حتفه فجر السبت الماضي قتيلاً برصاص الأمن السوري لنشاطه مع الثوار ومعالجته للجرحى منهم، الى درجة أنهم ذكروا أنه عالج أكثر من 100 جريح وأنقذ العشرات من الموت، وكان يتجول في القرى والبلدات لإسعاف من يحتاجه.

شكوك في الحادث

لكن كيف قتل الدكتور إبراهيم؟ وأين دفنوه؟ ولماذا لم نر أي توابع لمقتله، من جنازة كبيرة مثلاً أو زيارات لقبره؟ ولماذا لم نر أي ردات فعل من عائلته بشكل خاص؟ علماً بأن معظم أفرادها يقيمون خارج سوريا وبعيدين عن أي خطر، لذلك شككوا بمقتله، وبالفيديو الذي ظهر فيه قتيلاً.

أول المشككين كان موقع “زمان الوصل”، وهو موقع سوري للأخبار معارض بسلاح الإنترنت، ويرأس تحريره الصحافي السوري المقيم في قطر فتحي إبراهيم بيوض، والذي نشر عن أحد الناشطين السوريين معلومات قال فيها إنه يتخوف “من أن تكون المخابرت أعدت لعبة لضرب مصداقية إعلام الثورة من خلال الفيديو، أو ربما يكون الدكتور نفسه أعد الشريط”، كما قال.

وأبدى الناشط تفاؤله بأن تكون شكوكه صحيحة “وأن نرى الدكتور حياً يرزق”، بحسب تعبيره للموقع، لكنه وجّه دعوة للثوار بأن يشاركوه ما يدور في صدره من شكوك، وقال: “أولاً الخبر ناقص، كيف قتل الدكتور فقط برصاص المخابرات الجوية؟ ولماذا المصور الذي صور جثته لم ينطق بكلمة واحدة؟ والمفروض هنا وبهذه الحالة أن يوضح المصور المكان والزمان.. ألخ، أضف إلى ذلك أن هناك حلقة مفقودة في معرفة أخبار ما بعد استشهاد الدكتور”، يقصد توابع القتل.

أين الجثة؟

ثم تساءل: “أين الجثة؟ هل دفنت؟ لماذا لم تصل إلى مدينته حماة؟ وإذا افترضنا أن الثوار حملوها الى الأراضي التركية، لماذا لم تعلن حكومة أنقرة الأمر؟ وإذا نقلت الى مشفى على الأراضي السورية فلماذا لم يتم تسليمها؟”.

كما تساءل عن أنه إذا تم دفن الجثة في المنطقة التي قتل فيها، فلماذا لم يتم تصوير التشييع والدفن “خصوصاً أن الشهيد يعد أحد شخصيات الثورة السلمية؟ فضلاً عن سؤال يكاد يشتت أفكاري: لماذا لم تعتقل المخابرات الدكتور عوضاً عن قتله وهو بمنطقة مكشوفة على الحدود؟”.

واتصلت “العربية.نت” بالصحافي فتحي بيوض اليوم الأربعاء، فقال إن شكوكه زادت كثيراً خلال الأيام التي مضت على الشريط، “فقد قالوا لي إنهم دفنوه في قرية “خربة الجوز” القريبة في إدلب 20 كيلومتراً تقريباً من الحدود التركية، ولكننا لم نعثر على أي أثر يدل على ذلك”، بحسب ما ذكر عبر الهاتف من الدوحة.

كما قال أيضاً إنه لم يلحظ أي ردات فعل عن مقتل الطبيب، على أهميته، وأن عدداً من الردود وصله على ما شكك به موقع “زمان الوصل”، ومنهم طبيب كتب اليه يؤكد أن الدكتور إبراهيم عثمان “لا يبدو في الفيديو ميتاً، فليس على وجهه أي أثر للموت”، بحسب ما نقل عنه الصحافي فتحي.

وذكر بيوض أن شخصاً أكد له أنه تم دفن الدكتور إبراهيم في بلدة “خربة الجوز”، فطلب من المتصل أن يلتقط صورة للقبر ويرسلها اليه، فلم يجبه المتصل الذي اختفى له أي أثر فيما بعد.

وقال الصحافي: “أعتقد أنهم يريدون جعله رمزاً للثورة فقط، أو أي شيء من هذا القبيل، ولكن لا دليل أبداً على مقتله، وقد حذرتهم من أن هذا يلحق الضرر بالثورة لأنه سيفقدها مصداقيتها فيما لو تم التأكد فيما بعد ببقاء الطبيب على قيد الحياة”، وفق تعبيره.

شهادات عن الدكتور إبراهيم

واتصلت “العربية.نت” بطبيب صديق للدكتور إبراهيم عثمان، ويعرفه شخصياً، وهو الدكتور أمجد الفرخ المقيم في دبي، فأكد أن زميله قتل فجر السبت الماضي حين كان يجلس على المقعد الخلفي من باص كان يقله مع عدد من الناشطين، ومر الباص عند حاجز أمني، فأمروه بالوقوف ولم يذعن السائق للأمر، فتم إطلاق زخة من الرصاص على الباص، “وأصابت رصاصة واحدة الكتف الأيمن للدكتور إبراهيم من الخلف، لكنها كانت منحرفة فاستقرت في القلب ومات في الحال”، كما قال.

وذكر أنه يعرف هذه المعلومات وغيرها ممن كانوا مع الدكتور إبراهيم في الباص، وقال إنه يعرف أين دفنوه، لكنه رفض أن يفصح لـ”العربية.نت” عن مكان الدفن، وقال: “لم يكن الدفن في خربة الجوز أبداً”.

وأخبرته “العربية.نت” بأن طبيباً شاهد الفيديو وأكد أن الدكتور إبراهيم بدا في الشريط حياً، ولا سمات للموت على وجهه، بل يضع إحدى يديه على خاصرته، فقال: “هذا الطبيب لا يعرف كما يبدو أن سمات الشهداء تتغير حين يستشهدون، فلا تبدو عليهم ملامح الموت أبداً”، وزاد من العيار بعض الشيء وقال: “قد يكون الدكتور ابراهيم حياً حين صوروه بالفيديو”.

وقال إن ملتقط صور الشريط لم يتحدث ولم يصدر عنه أي صوت وهو يقوم التصوير “ربما لأنه أجنبي وأراد تصويره فقط”، مشيراً إلى أنه قد يكون تركياً فرغب في تصويره مع إظهار جواز سفره ليتعرف إليه من يقرأ اسمه، علماً بأن المصور كان يمكنه أن يقول شيئاً بالتركية إذا أراد، ولو للتعبير عن هول المشهد.

الناشطة السورية ملكة الجزماتي

كذلك اتصلت “العربية.نت” بالناشطة السورية ملكة الجزماتي، وهي الآن في مدينة تبوك بالشمال السعودي، حيث يقيم شقيقها. وجزماتي البالغة من العمر 24 عاماً هي مقربة من أسرة الدكتور إبراهيم عثمان.

وقالت ملكة: “أين إبراهيم؟ من أخفاه؟ لا أدري. أنا متأكدة أنه حي في تركيا أو لبنان ربما، فقبل أسبوع كتب لي عبر فيسبوك إنه وصل الى بيروت، ولا يمكن أن يظهر قتيلاً من بعدها. وإبراهيم من النوع الذي يمزح كثيراً، وهو صاحب “مقالب” معروفة مع زملائه في الجامعة”، وفق تعبيرها.

وتساءلت ملكة: “لماذا لم يقم أشقاء الدكتور إبراهيم الثلاثة وهو محمد وأيمن وأيهم وجميعهم أطباء يعملون في السعودية، بزيارة والدتهم المقيمة عند إخوتها في دبي عندما تسلموا نبأ مقتله؟ ألا يجب على الأبناء مواساة والدتهم أيضا؟! ولماذا لم تقم شقيقتاه المقيمتان في سوريا، كبيرة العائلة الدكتورة إيمان وشقيقتها إيناس، بزيارة والدتهما أيضاً؟”.

وشككت ملكة في مقتل طبيب الثورة السورية، وقالت عن زميلها بجامعة دمشق إنه أنهى دراسة الطب وكان يعمل في المدة الأخيرة بمشفى الأسد الجامعي “ثم غادر عمله وبيته في دمشق قبل شهر ونصف الشهر والتحق بالثوار، ولم أعد أراه الا نادراً، لكني كنت على تواصل يومي معه عبر الانترنت”، وكررت تأكيدها أن الدكتور إبراهيم لم يمت أبداً.

كما اتصلت “العربية.نت” باثنين من الناشطين السوريين، وأحدهما أكد أن جميع الشكوك بمقتل الدكتور إبراهيم في محلها، “فأنا سعيت منذ جاءني نعيه لمعرفة أين دفنوه ولم أستطع”، فيما ذكر الثاني أنه مطمئن إلى أن “صديقنا ابراهيم مازال حياً، لكني للأسف لا أملك الدليل، بل شكوك قوية فقط”.

مع الفنانة فدوى سليمان

واتصلت “العربية.نت” أيضاً بالفنانة السورية فدوى سليمان، التي سبق وذكرت أن الدكتور إبراهيم اتصل بها قبل ساعتين من مقتله ليخبرها أنهم يلاحقونه وأن حياته في خطر، فعرضت عليها مجمل الشكوك والشبهات الموحية بأن خبر مقتله أثار الكثير من الجدل، فقالت إنها لا تستطيع أن تؤكد الا بعد أن تتحرى المعلومات.

مع ذلك اعترفت بأن ما فاجأها هو عدم ورود أي تفاصيل عن دفنه، وعن ردات الفعل، وأخبرت أنه اتصل بها عبر “سكايب” بالإنترنت قبل ساعتين من “مقتله”، وقال لها إنه في مكان سيئ وملاحق لكنه “سيذهب الى اسطنبول”، وفق ما ذكرت عبر الهاتف من سوريا.

وسألتها “العربية.نت” عن المكان الذي تحدث منه إليها، هل من سوريا أو خارجها؟ فقالت إنه لم يقل لها وهي لم تسأله عنه أيضاً. وذكرت أنها لم تتابع الأخبار عنه فيما بعد، لكنها بعد إثارة هذه الشكوك التي طرحتها “العربية.نت” أمامها ستسعى الى مزيد من المعلومات عما حلّ بالدكتور إبراهيم.

وزير الدفاع الإيطالي: سورية ليست ليبيا

تراباني (14 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رفض وزير الدفاع الإيطالي والقائد العسكري السابق لحلف شمال الأطلسي، جامباولو دي باولا المقارنة بين الوضعين السوري الراهن والليبي السابق. وقال “في الوقت الحاضر، سوريا ليست ليبيا جديدة، فما تم القيام به في ليبيا لا يجب بالضرورة أن يتكرر أيضا في سوريا”، في إشارة إلى القرار الأممي 1973 السابق الخاص بفرض حظر الطيران فوق ليبيا

ولفت الوزير ردا على أسئلة الصحفيين بقاعدة ترابانى العسكرية بجزيرة صقلية حول إمكانية تدخل عسكري فى سوريا كما حدث فى ليبيا، الى انه ” ليس هناك اي قرار من مجلس الأمن، أو أية إشارة من المجتمع الدولي” تمهد لتدخل عسكري فى سوريا

وأضاف الوزير انه “عندما يتخذ المجتمع الدولي قررا معينا (بخصوص سوريا) فإن إيطاليا كبلد جاد في المجتمع الدولي سيقوم بدوره”، إلا أنه أضاف مجددا “لكن أقول بوضوح، في الوقت الراهن ليس هناك أي احتمال لتطور الاوضاع السورية على غرار ما حدث فى ليبيا” وفق تعبيره

بان كي مون يناشد المجتمع الدولي التحرك بشأن سورية

ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجمتع الدولي التحرك بشأن سورية، بينما اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ثمانية من جنود الجيش السوري على يد منشقين.

وقال مون أمام الصحفيين في نيويورك “لقي أكثر من 5000 شخص حتفهم في سورية، هذا الأمر لا يمكن أن يستمر”.

وأضاف “باسم الانسانية، فقد حان الوقت للمجتمع الدولي لفعل شىء”.

في هذه الاثناء، اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن منشقين عن الجيش السوري داهموا الأربعاء قافلة لقوات الجيش السوري في محافظة حماة وقتلوا ثمانية جنود من أفرادها على الأقل.

وأضاف المرصد أن “الهجوم الذي شنته مجموعة منشقة عن الجيش السوري عند قرية الشرنة كانت ردا على مقتل خمسة مدنيين سوريين فجر الأربعاء لدى مهاجمة قوات الأمن لسيارتهم قرب الخطّاب في المحافظة الواقعة وسط سوريا.”

وأعلنت أيضا اللجنة التنسيقية المحلية الخبر أيضا.

وأعلن المرصد السوري حدوث تبادل عنيف لإطلاق النار قرب قرية حراك بمحافظة درعا الجنوبية لدى قيام قوات مدعومة بالدبابات والعربات المدرعة بحملة تفتيش بحثا عن ناشطين معارضين للحكومة.

ومجلس الأمن

تشتد الاشتباكات بين قوات الأمن السورية ومنشقين عن الجيش

وكانت مفوضية حقوق الانسان في الأمم المتحدة حضت مجلس الامن على احالة ملف القمع في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية.

وقالت مفوضة حقوق الانسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي إن اكثر من 5 آلاف شخص قتلوا و14 الفا اعتقلوا و12 الفا قد فروا إلى الدول المجاورة منذ بدء الانتفاضة السورية في مارس/ آذار.

على الصعيد الدبلوماسي، حضت الولايات المتحدة روسيا على الانضمام إلى التحرك الدولي لوضع حد لصمت مجلس الأمن “غير المعقول ازاء قمع النظام السوري للحركة الاحتجاجية المناهضة له”.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية “نعتقد انه حان الوقت بالفعل كي يرفع مجلس الامن صوته” منددة بالصمت “غير المعقول لمجلس الامن بازاء تجاوزات النظام السوري”.

وأضافت نولاند “نجدد دعوة جميع شركائنا داخل مجلس الامن لاتخاذ اجراءات والتحدث باسم الأبرياء في سورية وهذه الدعوة تشمل روسيا”.

من جانبها أعلنت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون أن الاتحاد سيحاول اقناع روسيا بالمشاركة في العقوبات على النظام السوري خلال قمة مرتقبة مع الرئيس ديمتري مدفيديف الخميس والجمعة في بروكسل.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد اتهم الغرب باتخاذ موقف “لا أخلاقي” ضد سورية، مطالبا الدول الغربية بإدانة العنف الذي تتسبب فيه المعارضة كما القوى الامنية.

كما اتهم لافروف جماعات المعارضة بمحاولة التسبب في “كارثة انسانية” من اجل جلب التدخل والمساعدة الاجنبية.

من ناحية أخرى تعقد اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالملف السوري السبت اجتماعا في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية للرد على الاقتراح السوري بالموافقة على ارسال مراقبين إلى سوريا مقابل رفع العقوبات العربية المفروضة عليها.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

القوات السورية تقتحم حماة لانهاء اضراب عام

بيروت (رويترز) – قال نشطاء ان قوات سورية مدعومة بالدبابات قتلت مالا يقل عن عشرة اشخاص عندما اقتحمت مدينة حماة يوم الاربعاء لانهاء اضراب عام منذ ثلاثة ايام دعما للاحتجاجات المستمرة منذ تسعة أشهر تسبب في اغلاق أغلب الاعمال لكن القوات واجهت مقاومة من منشقين عن الجيش دمروا مركبتين مدرعتين.

وقال النشطاء ان المنشقين عن الجيش هاجموا قافلة عربات جيب عسكرية خارج حماة فقتلوا ثمانية جنود بينما قتل 30 شخصا اخرين على الاقل في أنحاء سوريا يوم الاربعاء.

وفي أول توغل مدعوم بالمدرعات في حماة منذ هجوم بالدبابات في اغسطس اب أنهى احتجاجات حاشدة في وسط المدينة دخلت قوات الجيش أحياء الى الشمال والشرق من نهر العاصي الذي يقطع المدينة التي تبعد 240 كيلومترا الى الشمال من دمشق وفتحت نيران مدافعها الرشاشة ونهبت وأحرقت المتاجر المغلقة التي شاركت في “اضراب الكرامة” المفتوح الذي دعت اليه المعارضة.

وتقول الامم المتحدة ان أكثر من 5000 شخص قتلوا في حملة الاسد على الاحتجاجات التي اندلعت شرارتها في مدينة درعا الجنوبية في مارس اذار.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون للصحفيين في نيويورك “لا يمكن أن يستمر هذا. باسم الانسانية حان الوقت لكي يتحرك المجتمع الدولي.”

وبدأت الاحتجاجات بدعوات سلمية للاصلاح لكنها تطورت الى مطالب بالاطاحة بالاسد. وتتزايد المخاوف من نشوب حرب أهلية مع ظهور تمرد مسلح متنام.

وتقول الحكومة السورية ان أكثر من 1100 من أفراد الجيش والشرطة وأجهزة الامن قتلوا. وذكرت وسائل اعلام رسمية يوم الاربعاء أنه جرى تنظيم جنازات عسكرية لسبعة من جنود الجيش والشرطة قتلوا على يد “جماعات ارهابية مسلحة”.

وحثت الولايات المتحدة وفرنسا اللتان تحملان قوات الاسد مسؤولية العنف مجلس الامن الدولي على التحرك ردا على تزايد أعداد القتلى.

غير أن سوريا ما زال لها حليفان دوليان هما روسيا والصين اللتان عرقلتا جهودا غربية لاستصدار ادانة من المجلس لدمشق وبعثت حليفتها الاقليمية ايران اشارات تأييد.

وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) الرسمية ان وزير التنمية العمرانية والطرق الايراني الذي يزور سوريا حاليا علي نيكزاد قال ان بلاده ستقف الى جوار سوريا وتدعم “اقتصادها ومواقفها في مواجهة المؤامرة الكبيرة التي تستهدف مواقفها وقوى الصمود والمقاومة في المنطقة”.

واضافت ان الزيارة تأتي بعدما اقر البرلمان الايراني يوم الثلاثاء اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين.

ويمكن أن يكون الدعم الاقتصادي الايراني حيويا لسوريا التي تواجه عقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وتركيا والجامعة العربية. وتضرر الاقتصاد السوري بالفعل بانهيار القطاع السياحي وايرادات النفط وتراجع التجارة وضعف العملة وتوقف الاستثمارات الاجنبية.

ومدينة حمص التي تبعد نحو 150 كيلومترا الى الشمال من دمشق هي المركز الرئيسي للمعارضة للاسد.

وقالت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة يوم الاثنين في افادة الى مجلس الامن الدولي ان 5000 شخص قتلوا في سوريا بينهم مدنيون ومنشقون عن الجيش وأناس أعدموا لرفضهم اطلاق النار على مدنيين. ولا يشمل الرقم القتلى من الجنود وأفراد الامن الذين سقطوا على يد قوات معارضة.

وقالت بيلاي انه وردت “تقارير تثير القلق” عن حشد عسكري حول مدينة حمص قد يمهد السبيل الى هجوم للجيش على مركز المعارضة للاسد.

وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند “نرى انه حان الوقت للامم المتحدة لكي تتحرك. وكنا نعتقد ذلك حينما صوتت (روسيا) بالرفض ونعتقد أنه الان أكثر الحاحا.”

وقالت نولاند ان الولايات المتحدة حذرت مرارا من ان هذا “أمر يبعث على قلق بالغ.”

واضافت قولها “نحن ندعو الحكومة السورية ثانية الى انهاء العنف واعادة دباباتها ومدرعاتها الى ثكناتها والسماح لحوار حقيقي في دمشق أن يمضي قدما.”

واستدركت بقولها “ولكن .. ليس هذا هو المسار الذي يسير فيه الاسد ولذلك يجب عليه أن يرحل.”

وحذرت تركيا من السفر على الطريق بين بوابتها الحدودية جليفا غوزو في اقليم هاتاي ومدينة حمص بعد أن تعرضت شاحنات تركية كانت مسافرة عبر سوريا الى شركاء تجاريين مهمين في منطقة الخليج لاطلاق أعيرة نارية.

ويشكو سائقو الشاحنات التركية ايضا من ان السلطات السورية تقوم بالتضييق عليهم بسبب الانتقادات الشديدة من أنقرة لسياسة القبضة الحديدية التي ينتهجها الاسد في اخماد الاحتجاجات.

وفي اسطنبول قال محمد بسام عمادي مبعوث سوريا السابق لدى السويد الذي استقال من منصبه منذ عامين وغادر سوريا في وقت سابق من هذا الشهر انه سيعلن عن تشكيل تجمع “يضم أغلبية الجماعات الثورية في سوريا.”

واضاف قوله لتلفزيون رويترز “السبب الرئيسي في انني خرجت من سوريا هو العمل من أجل هذا الائتلاف الجديد الذي سيقدم الجانب السياسي للثورة.”

وقال نشطاء ان كمين يوم الاربعاء الذي نصبه منشقون عن الجيش لقافلة عسكرية وقع على طريق امدادات الى الشمال حيث تقاتل قوات الجيش منشقين قرب تركيا.

ووقع الكمين بعد مقتل خمسة نشطاء في قصف بالدبابات فجرا قرب بلدة محردة الى الجنوب الشرقي. وقال نشط في المنطقة عرف نفسه باسم وائل “يبدو أن دبابة ضربت السيارة التي كانت تقلهم عمدا.”

وامتد العنف الى لبنان يوم الاربعاء حيث قال سكان ان جنودا سوريين عبروا الحدود الى وادي البقاع وأطلقوا النار على رعاة محليين فأصابوا اثنين منهم.

وقال تقرير لمنظمة حقوقية اعلامية يوم الثلاثاء ان السلطات السورية وجهت الاتهام بالتحريض على العنف الطائفي الى المدونة السورية الامريكية المولد رزان غزاوي التي اعتقلت لدى محاولتها المغادرة الى الاردن الاسبوع الماضي.

من دومينيك ايفانز

آلاف السوريين يفرون إلى لبنان في ظروف صعبة

بيروت، لبنان (CNN) — في شمال لبنان قرب الحدود مع سوريا، أم شابة مع ثلاثة توائم رضع، وعامل لا يزال يخاف من الانتقام، ورجل دين قتلت زوجته بالرصاص عند الحدود، وآخرين كثر من اللاجئين السوريين في لبنان، والذين يبلغ عددهم 5000 لاجئ.

ومعظم السوريين الذين ينجحون في الوصول إلى لبنان، يقيمون مع أقاربهم أو يجدون مأوى متواضعا في أحياء الطبقة العاملة حيث الإيجارات منخفضة.

ويقول نديم حوري، نائب مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة “هيومن رايتس ووتش” المعنية بحقوق الإنسان “بالنسبة للكثيرين منهم (السوريون في الداخل) فالأمر ببساطة أنهم هالكون لا محالة إن هم اعتقلوا.”

وأضاف “لقد سمعت من كثير من الناس الذين يقولون: أفضل المخاطرة والهروب، وربما الموت على الطريق، على البقاء والوقوع في الاعتقال والتعرض للتعذيب.”

 وتقول أم وليد، وهي لاجئة سورية، لشبكة CNN إنها تعرف أن زوجها سينضم إلى الثورة إذا عادوا إلى البلاد، لذا فهي تخطط للبقاء في لبنان، فهي أم ثلاثة توائم حديثي الولادة، بينما لديها وزوجها ستة أطفال.

وأضافت أم وليد أن أولادها يمرضون كثيرا، كما أن العمل متعثر، ولكن بطريقة ما، تمكنت العائلة من البقاء، حيث الجزء الأصعب أنها تعيش بعيدا عن بقية العائلة في سوريا.

واليوم، يتمكن العديد من السوريين الناشطين والمنظمين، الذين تلاحقهم الحكومة السورية أو أولئك الذين يصابون خلال المواجهات، من الفرار إلى لبنان عبر معابر غير شرعية.

وفي بعض الأماكن، لا يفصل بين البلدين إلا جدول مائي صغير جدا، غير أن عبوره ينطوي على مخاطر جمة، يعرفها جيدا عبد الرحمن عكاري الواعظ المسلم السني، الذي سجن ذات مرة بتهمة إثارة القلاقل في سوريا، فهرب إلى لبنان قبل بضعة أشهر مع زوجته ربيعة.

وربيعة كانت تبلغ من العمر 24 عاما، وهي أم لثلاثة أطفال، لم تتمكن من الغياب كثيرا عن عائلتها في سوريا، فقررت العودة لزيارتهم، ولكنها عندما حاولت عبور الحدود مرة أخرى إلى لبنان، أطلق عنصر من قوات الأمن السورية النار عليها، فأرداها قتيلة، وفقا لزوجها.

ويقول بعض الجرحى في المستشفيات بلبنان إنهم قد يجازفوا بالعودة إلى سوريا عبر الطرق غير الشرعية من أجل الانضمام إلى الثورة، أما النقاط الحدودية العادية فالمرور منها أمر وارد بالنسبة لهم.

العقوبات على سوريا: نظام منهك ولكنه صامد

بعد مرور تسعة أشهر على بداية حركة الاحتجاجات وبسبب فرض عدة عقوبات من جهات غربية وعربية، تصبح سوريا يوما بعد يوم في عزلة على المستوى الاقتصادي. ورغم تصدّع النظام فهو ما زال يملك الإمكانيات للصمود.

 في مكتبه قرب مرفأ بيروت يحظى مروان شبلي، المدير العام لشركة الشحن “أنتراسيد” التي لها فرع في دمشق، بموقع مميز يمكّنه من مراقبة الوضع الاقتصادي السوري وصعوباته. ويؤكد مروان شبلي أن نشاط شركته اليومي في سورية قد تأثر بالأزمة وبالعقوبات الاقتصادية.

وهو يقول بحسرة “لم نعد نستطيع إخراج العملة والدفع في الخارج. والموردون مترددون في التعامل مع الشركات في سوريا، ولم يعد المستثمرون الأجانب متحمسون ومشاريع التنمية توقفت…ومنذ آذار/مارس انهار حجم نشاطنا من حيث التصدير والاستيراد بنحو 50 بالمئة واضطررنا لتسريح عشرات الموظفين”

ففي ظل سلسلة من العقوبات المفروضة من جهات غربية وعربية مثل تجميد الأصول وتجميد المعاملات التجارية والمالية مع البنك المركزي السوري والحظر على النفط وغير ذلك، أصبحت سوريا يوما بعد يوم في عزلة على المستوى الاقتصادي. ويعرف البلد “أسوأ أزمة” في السنين الأخيرة، حسب ما صرح به وزير الاقتصاد السوري، محمد نضال الشعار، في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.

شيل وتوتال علقتا نشاطيهما

جميع القطاعات الاقتصادية الرئيسية في سوريا تأثرت. على سبيل المثال، فالسياحة التي تمثل نحو 12بالمئة من إجمالي الناتج المحلي تكاد تكون معدومة. يقول إبراهيم سيف، خبير اقتصادي في مركز كارنيغي للشرق الأوسط “كانت سوريا تتوقع استقطاب 5 مليارات دولارات من الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال السنوات الخمس المقبلة في هذا القطاع. لكن ذلك أصبح بعيد المنال وحتى المشاريع التي كانت قيد التنفيذ توقفت.”

ويعرف السكان نقصا في إمدادات الغاز وفي الأغذية وما إلى ذلك، وهم يشعرون أيضا بتداعيات هذه العقوبات. وحسب تقديرات الصليب الأحمر في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر كان 1.5 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة الدولية للحصول على الغذاء. وعلى مستوى أصغر، استطاعت التنسيقيات المحلية، وهي إحدى شبكات الناشطين الرئيسية، جمع أكثر من 500 9 دولار من التبرعات التي ستمكّن من توزيع المؤن الأساسية (أرز وزيت وزبدة وعدس..) على 312 أسرة في كانون الأول/ديسمبر.

وقد خسرت الليرة السورية رسميا نحو 15بالمئة من قيمتها وانخفض الطلب الداخلي وأصبحت إمكانيات التصدير محدودة وغير ذلك من الآثار. وبعد تشديد العقوبات الأوروبية في أول كانون الأول/ديسمبر، علقت الشركة الإنكليزية الهولندية “شيل” والفرنسية “توتال”، وهما شركتان رئيسيتان في قطاع النفط السوري، أنشطتهما في البلد. وفي 11 كانون الأول/ديسمبر، أعلنت الشركة الكندية “سانكور إينرجي” بدورها نيتها بترحيل موظفيها وإلغاء بعض العقود.

وحسب إبراهيم سيف فإن “شركات روسية أو صينية قد تسعى إلى وضع يدها على النفط السوري، لكن حالة الاضطراب وعدم اليقين أقوى حاليا في البلد. لذلك فحتى إنْ كانت دمشق تستطيع عمليا إيجاد شركات بديلة عن الشركات الغربية، أظن أن لا أحد سيخاطر قبل التوصل إلى حل سياسي.”

ورغم تدهور الوضع الاقتصادي، يرى الخبراء أن دمشق ما زالت تملك بعض الإمكانيات للنهوض من كبوتها. إذ يوضح كمال حمدان، الخبير الاقتصادي ومدير معهد البحوث والاستشارات أن “سورية من البلدان الأقل اعتمادا على تجارتها الخارجية، ولا سيما بالنسبة إلى المنتجات الاعتيادية والأغذية، ومن البلدان الأقل مديونية في المنطقة وعندها احتياطيات هائلة من العملة الأجنبية، مما يمنحها قدرة على الصمود في وجه الضغوط.”

المصارف السورية والحدث السوري

في بداية كانون الأول/ديسمبر، دعا النظام السوري على لسان وزير خارجيته، وليد المعلم، إلى “إلغاء” العقوبات المفروضة من الجامعة العربية في 27 تشرين الثاني/نوفمبر. ومع ذلك يرى كمال حمدان أن هذه التدابير لن تترجم في الأجل القصير على الصعيد السياسي.

يرى هذا الخبير الاقتصادي أن “العقوبات المقررة من الجامعة العربية سيكون لها وقع على المستوى السياسي أكثر منه على المستوى الاقتصادي، وهذه المؤسسة التي تعرف هذا الوضع لأول مرة لا تملك بالضرورة الإمكانيات اللازمة للتحقق من تنفيذ هذه التدابير ومراعاتها.”

أما الأوساط المالية السورية النخبوية والمقربة من الحكم فقد ظلت صامتة. يؤكد إبراهيم سيف أن “العلاقات بين الدولة وأوساط الأعمال قد بلغت مستوىً يجعلني أقول إن رجال الأعمال لن يتخلوا عن النظام. فمصالحهم ما زالت مرتبطة ارتباطا وثيقا بحكم بشار الأسد.”

لقد وصلت تداعيات الأزمة أيضا إلى الجانب الآخر من الحدود. فلبنان تأثر بوجه خاص: أكبر قسط من صادراته نحو البلدان العربية تعبر من سورية. ويوضح فؤاد زمكحل، رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين، أن “البضائع العابرة اليوم أقل بسبب قلة الطلب، و أيضا بسبب انهيار الثقة وارتفاع تكلفة التأمينات على الشحنات”.

ويرى فؤاد زمكحل أن نشاط شركته المتخصصة في الطباعة سيتراجع بنسبة تتراوح بين 20 و25 بالمئة هذه السنة بسبب الاضطرابات في سورية وفي المنطقة كلها. وهو لا يتوقع أن يتجاوز النمو اللبناني نسبة 1.5 بالمئة.

ويضيف السيد زمكحل بأنه “مهما حدث في سورية، فلن تعود الثقة إلا بعد وقت طويل. ورجال الأعمال في لبنان يفضلون الحياد إزاء الأزمة. لأنه سواء سقط النظام أم لا سنستمر في العمل مع رجال الأعمال في سورية.”

غليون يدعو أهالي حلب ودمشق للإضراب

33 قتيلا بينهم جنود ومنشقون بسوريا

قتل اليوم 33 بينهم جنود في الجيش السوري ومنشقون عنه في مناطق متفرقة من درعا وإدلب مع استمرار عمليات الاقتحام والاعتقال، ويأتي هذا بعد يوم دام سقط فيه أربعون مدنيا بينهم امرأة برصاص الأمن السوري معظمهم في حماة وحمص.

هذه الحصيلة الجديدة من القتلى تتزامن مع دخول الثورة السورية شهرها العاشر والمتظاهرون مصرون على ما يبدو على المضي في ثورتهم لإسقاط النظام التي كلفتهم حتى الآن أكثر من خمسة آلاف قتيل بحسب الأمم المتحدة.

وقال ناشطون إن ستة أشخاص قتلوا منهم أربعة مجندين في الجيش السوري رفضوا أوامر إطلاق النار على متظاهرين في درعا وإدلب.

من جهته أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 27 من عناصر الجيش والأمن قتلوا في اشتباكات مع منشقين عن الجيش بمناطق متفرقة في درعا بجنوب سوريا فجر اليوم.

وفي ريف دمشق أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات الجيش معززة بدبابات اقتحمت مدن عربين وكفر بطنا والغوطة الشرقية وقامت باعتقالات عشوائية.

وأضافت أن قوات الأمن شنت حملات اعتقال ودهم في حي الشرقية ومنطقة طريق حلب المسبح العمالي بحماة بحسب ناشطين.

اعتقالات وانشقاقات

وفي حماة أيضا اقتحم الأمن حي الحميدية ويقوم بحملات اعتقال شملت العشرات وأدت إلى وقوع جرحى بين الأهالي، ويحاول الأمن كسر الإضراب المستمر لليوم الخامس عبر نشر الدبابات في المدينة.

وبث ناشطون صورا على الإنترنت من مقاطع مسربة لما قالوا إنه مجزرة ارتكبت الأسبوع الماضي من قبل أجهزة الأمن والجيش في منطقة الرستن بمحافظة حمص.

من جانبه قال العقيد الركن أحمد محمد الشيخ المنضم إلى الجيش السوري الحر إن “الجرائم الوحشية” التي يرتكبها نظام الرئيس بشار الأسد بحق المتظاهرين كانت سببا لانشقاقه عن الجيش.

 وأكد العقيد في حديث للجزيرة مقتل ضابط برتبة عميد في حمص بسبب رفضه إطلاق النار على متظاهرين.

وفي سياق متصل أكد السفير السوري السابق في السويد محمد بسام العمادي أن عددا كبيرا من المسؤولين السوريين غير موالين للأسد لكنهم مضطرون للعمل مع النظام بسبب عدم وجود سبيل آخر أمامهم.

وقال العمادي الذي انضم مع عائلته إلى المعارضة في تركيا إنه سيعلن عن تشكيل مظلة عمل تضم رموز المعارضة.

دمشق وحلب

في غضون ذلك دعا رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أهالي دمشق وحلب إلى المشاركة في الإضراب العام (إضراب الكرامة) المتواصل لليوم الخامس والانضمام إلى حركة الاحتجاجات مثل سائر المحافظات السورية.

ويأتي هذا الإضراب ضمن سلسلة من الخطوات التصعيدية التي ترمي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على النظام السوري بحسب ناشطين سوريين.

وأكد الناشطون أن المرحلة الأولى من “إضراب الكرامة” تهدف إلى إقفال الحارات الفرعية، والتوقف عن تسيير العمل في المراكز الوظيفية، وإغلاق الهاتف الجوال.

وتتضمن المرحلة الثانية البدء في إضراب المحال التجارية. أما المرحلة الثالثة، فتشمل الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. ويسعى ناشطو الثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن في المرحلة الرابعة.

وتستهدف المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفي الدولة، في حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية في المرحلة السادسة والأخيرة.

منشقون عن الجيش السوري يقتلون 35 عسكرياً في درعا وحماة

6 قتلى برصاص الأمن في درعا وريف دمشق

العربية.نت

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 27 عنصراً على الأقل من الجيش والأمن السوري فجر الخميس في اشتباكات مع منشقين في محافظة درعا، كما أعلن عن مقتل 8 جنود على يد منشقين داهموا قافلة لقوات الجيش السوري في محافظة حماة.

كما أضاف المرصد أن 6 مدنيين سقطوا برصاص الأمن في درعا وريف دمشق.

وجاء في بيان المرصد والذي أوردته وكالة “فرانس برس” أنه “قتل ما لا يقل عن 27 عنصراً من الجيش والأمن النظامي إثر اشتباكات فجر اليوم الخميس بين مجموعات منشقة والجيش والأمن النظامي” في درعا، المحافظة الجنوبية التي انطلقت منها الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف آذار/مارس.

وأوضح البيان أن الاشتباكات حصلت في مواقع متفرقة “عند حاجز طريق السد وتجمع أمني في حديقة الروضة بمدينة درعا وحاجز أمني عسكري مشترك عند تقاطع طرق بلدات المسيفرة والجيزة وبصرى الشام”.

و من جهة أخرى أفاد المرصد في بيان ثان عن ارتفاع عدد المدنيين الذين قتلوا الأربعاء الى 24 قتيلاً، بعدما كانت الحصيلة السابقة تفيد سقوط 21 قتيلاً، مشيرا في الوقت نفسه الى مقتل أربعة أشخاص تحت التعذيب ووفاة ثلاثة أشخاص متأثرين بجروح اصيبوا بها في وقت سابق.

وذكر البيان أن بين القتلى الـ24 سقط 13 في مدينة حماة وريفها بينهم طالبة جامعية، وخمسة في مدينة حمص، وثلاثة في بلدة معر تمصرين في محافظة إدلب، وواحد في محافظة درعا، وواحد في دير الزور، بينما قتلت مواطنة عراقية برصاص قناصة في مدينة الزبداني بريف دمشق.

ومن جانبه، قال جو ستورك نائب مدير قسم الشرق الأوسط في منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن هناك تقريرا ورد الى المنظمة يحمل أسماء أربعة وسبعين قائدا من قوات الجيش السوري متورطين في عمليات القتل والتعذيب والاعتقالات العشوائية وقمع التظاهرات السلمية.

وأكد ستورك أن هذه الخروقات تمت بعلم الرئيس الأسد وأن اسمه سيضاف الى قائمة العقوبات التي في حوزة المنظمة.

كما قتل بحسب المرصد الأربعاء أربعة أشخاص تحت التعذيب بينهم اثنان في حمص وواحد في محافظة درعا وآخر في اللاذقية، فيما توفي شخصان في حمص وثالث في محافظة درعا متأثرين بجروح أصيبوا بها قبل أيام.

وأوقعت أعمال القمع المستمرة منذ بدء الاحتجاجات التي تدخل شهرها العاشر أكثر من خمسة آلاف قتيل بحسب حصيلة حديثة للأمم المتحدة.

ووتش تدعو لمحاكمة 74 مسؤولا سوريا

أمروا بقمع المظاهرات “بأي طريقة”

كشف تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش أسماء 74 من قادة ومسؤولي الجيش ووكالات الاستخبارات السورية متهمين بالضلوع أو التغاضي عن عمليات قتل على نطاق واسع وتعذيب واعتقالات خلال الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام منذ مارس/آذار الماضي.

ودعت المنظمة -في ختام تقريرها بعد توثيق شهادات عشرات من جنود الجيش والاستخبارات المنشقين- مجلس الأمن إلى إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية والتحقيق مع المتهمين.

وقال جميع المنشقين الذين قابلتهم المنظمة إن قادتهم أعطوهم أوامر بوقف المظاهرات السلمية “بأي طريقة” وذلك أثناء اللقاءات الدورية مع الجنود والوحدات المسلحة وقبيل إرسال القوات إلى مهامها.

وحمل التقرير الذي جاء في 88 صفحة عنوان “بأي طريقة” ويستند إلى أكثر من ستين مقابلة مع منشقين من الجيش والمخابرات السورية.

وقدم هؤلاء معلومات تفصيلية عن مشاركة وحداتهم في الهجمات والانتهاكات بحق المواطنين، والأوامر التي تلقوها من القادة والمسؤولين في مختلف المستويات والمناصب، وقد تم ذكر أسمائهم في التقرير.

ونقلت المنظمة عن أحد الجنود المنشقين الذي خدم في درعا في الفوج 35 قوات خاصة، قوله إنه تلقى أوامر شفهية مباشرة من القائد في وحدته بإطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين في 25 أبريل/نيسان.

عميد في الجيش لجنوده: استخدموا ما شئتم من الطلقات وأطلقوا النار على أي شيء أمامكم

إطلاق النار

وقال “العميد رمضان رمضان قائد الفوج كان لا يخرج معنا عادة ويبقى خلف الخطوط الأولى، لكن هذه المرة كان يقف أمام اللواء بأكمله، وقال: استخدموا النيران الثقيلة. لن يطلب منكم أحد تفسير استخدامها. في العادة يُفترض بنا أن ندخر الطلقات، لكن هذه المرة قال: استخدموا ما شئتم من الطلقات. وعندما سأله أحدهم: على من نطلق النار؟ أجاب: على أي شيء أمامكم”.

أما أحد القناصين المنشقين في حمص فأخبر المنظمة أن قادته طلبوا منه قتل نسبة معينة من المتظاهرين بمعنى “أن ما بين 15 وعشرين متظاهرا يجب أن يقتلوا في مظاهرة من خمسة آلاف شخص”.

ونقلت المنظمة عن بعض المنشقين أن عقوبة عصيان الأمر كانت التصفية، وأضاف بعضهم أنه كان شاهدا على ضباط أو عناصر مخابرات يقتلون جنوداً رفضوا الانصياع للأوامر.

وعن هذا يقول مجند في اللواء 65 إن جندياً من كتيبته قُتل في أبريل/نيسان بعد أن رفض الانصياع للأوامر الصادرة من العقيد محمد خضير، قائد الكتيبة، بإطلاق النار على المتظاهرين في دوما.

وأضاف تقرير المنظمة أن المعلومات التي وفرها المنشقون أكدت ما توصلت إليه عن الاعتقالات التعسفية الكثيرة والتعذيب بحق المحتجزين في شتى أنحاء سوريا.

الضرب على الرؤوس

وتابعت أن المنشقين كانوا يضربون المحتجزين ويسيؤون معاملتهم بشكل دوري، وأن قادتهم أمروهم وشجعوهم وسمحوا بوقوع هذه الانتهاكات.

ولتوثيق هذا الموضوع قال أحد الذين خدموا في فرع العمليات الخاصة بإدارة المخابرات الجوية للمنظمة، إنه في الفاتح من أبريل/نيسان “كنا نجري عمليات اعتقال في حي المعضمية بدمشق. تلقينا أوامر شفهية قبل أن نخرج للعمليات من العقيد سهيل حسن الذي قال لنا بشكل صريح أن نضرب الناس على رؤوسهم بشدة وألا نقلق من العواقب”.

الأمن السوري ارتكب “انتهاكات موسعة وممنهجة شملت القتل والتعذيب”

وأضاف “رحنا نضرب الناس داخل الحافلات، ثم في مركز الاحتجاز في الفرع، حيث كنا نضع الناس في الفناء أولاً، ثم نضربهم بشكل عشوائي دون استجواب، في ذلك اليوم اعتقلنا مائة شخص تقريباً، وضعناهم في زنزانة مساحتها خمسة في خمسة أمتار”.

وقال المقدم غسان الذي خدم في الحرس الجمهوري إنه في أغسطس/آب شهد إعدام محتجز في حاجز تفتيش بدوما.

وقال إنه سمع صرخات وأصوات ضرب من بناية مهجورة قريبة من حاجز التفتيش. “دخلتُ وتبين لي أن العقيد محمد صقر اعتقل شخصاً من قائمة المطلوبين، وراح سبعة جنود يضربون الرجل الذي اعتقلوه. استغرق الأمر خمس دقائق أخرى، ثم مات”.

وأضاف “أخبرت قائد اللواء 106 حرس جمهوري العميد محمد خضور بأن لدينا قتيل. أمرنا بأن نترك نقطة التفتيش ونترك فيها الجثة”.

المحاسبة

وقالت آنا نيستات -نائبة مدير قسم الطوارئ في المنظمة، والتي شاركت في كتابة التقرير- إن المنشقين ذكروا أسماء ورُتب ومناصب من أعطوهم الأوامر بإطلاق النار والقتل.

وأضافت أنه لا بد من أن يتحمل كل مسؤول مذكور في التقرير -بغض النظر عن رتبته أو مستواه- مسؤولية ما ارتُكب من جرائم بحق الشعب السوري، لافتة إلى أنه على مجلس الأمن أن يضمن المحاسبة، بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقالت المنظمة إن أقوال المنشقين لا تدع مجالاً للشك بأن قوات الأمن السورية ارتكبت “انتهاكات موسعة وممنهجة شملت القتل والاحتجاز التعسفي والتعذيب كجزء من سياسة للدولة استهدفت السكان المدنيين وهذه الانتهاكات تعتبر جرائم ضد الإنسانية”.

وسياسيا دعت المنظمة أيضا روسيا والصين إلى دعم الإجراءات القوية الصادرة عن مجلس الأمن، ووقف جميع المبيعات والمساعدات العسكرية للحكومة السورية، ودعم جهود الجامعة العربية الخاصة بنشر مراقبين ودعوة دمشق إلى تسهيل مهمة المراقبين.

سوريا: التوصل إلى أسماء القادة الذين أمروا بالقتل

على مجلس الأمن أن يحيل سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية على خلفية ارتكاب جرائم ضد الإنسانية

ديسمبر 15, 2011

قوات الأمن السورية في حمص، إحدى المدن الأكثر تضرراً من قمع الحكومة للمتظاهرين.

© Yin Bogu/Xinhua-Landov

أعطانا المنشقون أسماء ورُتب ومناصب من أعطوهم الأوامر بإطلاق النار والقتل، ولابد من أن يتحمل كل مسؤول مذكور في التقرير، بغض النظر عن رتبته أو مستواه، مسؤولية ما ارتُكب من جرائم  بحق الشعب السوري. على مجلس الأمن أن يضمن المحاسبة، بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

آنا نيستات، نائب مدير قسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش والتي شاركت في كتابة التقرير

(لندن) – قالت هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته اليوم إن جنوداً سوريين منشقين قاموا بذكر أسماء 74 قائداً ومسؤولاً يتحملون مسؤولية هجمات على متظاهرين عُزّل. يذكر التقرير أسماء القادة والمسؤولين بالجيش السوري وأجهزة المخابرات السورية الذين يُزعم أنهم أمروا أو صرحوا أو تغاضوا عن عمليات القتل الموسعة والتعذيب والاعتقالات غير القانونية خلال مظاهرات عام 2011 ضد السلطات. ودعت هيومن رايتس ووتش مجلس الأمن إلى إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأن يفرض عقوبات على المسؤولين المتورطين في الانتهاكات.

تقرير “بأي طريقة!: مسؤولية الأفراد والقيادة عن الجرائم ضد الإنسانية في سوريا” الذي جاء في 88 صفحة، يستند إلى أكثر من 60 مقابلة مع منشقين من الجيش والمخابرات السورية. قدم خلالها المنشقون معلومات تفصيلية عن مشاركة وحداتهم في الهجمات، والانتهاكات بحق المواطنين السوريين، والأوامر التي تلقوها من القادة والمسؤولين في مختلف المستويات والمناصب، وقد تم ذكر أسماءهم في التقرير.

وقالت آنا نيستات، نائب مدير قسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش والتي شاركت في كتابة التقرير: “أعطانا المنشقون أسماء ورُتب ومناصب من أعطوهم الأوامر بإطلاق النار والقتل، ولابد من أن يتحمل كل مسؤول مذكور في التقرير، بغض النظر عن رتبته أو مستواه، مسؤولية ما ارتُكب من جرائم  بحق الشعب السوري. على مجلس الأمن أن يضمن المحاسبة، بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية”.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن أقوال المنشقين لا تدع مجالاً للشك في أن قوات الأمن السورية ارتكبت انتهاكات موسعة وممنهجة، شملت القتل والاحتجاز التعسفي والتعذيب، كجزء من سياسة للدولة استهدفت السكان المدنيين وهذه الانتهاكات تعتبر جرائم ضد الإنسانية.

قتل المتظاهرين والمارة

جميع المنشقين الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش قالوا إن قادتهم أعطوهم أوامر مستمرة بوقف المظاهرات السلمية بأغلبيتها المنتشرة في شتى أنحاء البلاد “بأي طريقة” وذلك أثناء اللقاءات الدورية مع الجنود والوحدات المسلحة وقبيل إرسال القوات إلى مهامها. وقال المنشقون إنهم فهموا عبارة “بأي طريقة” على أنها تصريح لهم باستخدام القوة المميتة، لا سيما أنهم قد زُودوا بالذخيرة الحية وليس بوسائل السيطرة على الحشود ومكافحة الشغب الأخرى.

نصف المنشقين الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش تقريباً قالوا إن قادة وحداتهم أو ضباطا آخرين أعطوهم أوامر مباشرة بفتح النار على المتظاهرين والمارة، وأكدوا لهم أنه لن تتم محاسبتهم. وفي بعض الحالات شارك الضباط في أعمال القتل.

“أمجد”، الذي خدم في درعا في الفوج 35 قوات خاصة، قال إنه تلقى أوامر شفهية مباشرة من القائد في وحدته بفتح النار على المتظاهرين في 25 أبريل/نيسان:

قائد فوجنا العميد رمضان رمضان كان لا يخرج معنا عادة ويبقى خلف الخطوط الأولى. لكن هذه المرة كان يقف أمام اللواء بأكمله. قال: “استخدموا النيران الثقيلة. لن يطلب منكم أحد تفسير استخدامها”. في العادة يُفترض بنا أن ندخر الطلقات، لكن هذه المرة قال: “استخدموا ما شئتم من الطلقات”. وعندما سأله أحدهم على من نطلق النار، قال: “على أي شيء أمامكم”. قُتل نحو 40 متظاهراً في ذلك اليوم.

وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن أكثر من 5آلاف شخص قد قتلوا منذ بدء التظاهرات في سوريا. ولقد وثقت هيومن رايتس ووتش العديد من عمليات القتل هذه.

ولقد تكرر زعم السلطات السورية – مؤخراً في مقابلة بتاريخ 7 ديسمبر/كانون الأول مع الرئيس بشار الأسد – بأن العصابات الإرهابية المسلحة  – بتحريض وتمويل من الخارج  – هي المسؤولة عن العنف في سوريا منذ بدء الأحداث في مارس/آذار. وثقت هيومن رايتس ووتش عدة حالات لجأ فيها المتظاهرون وجماعات مسلحة من أبناء الأحياء السكنية إلى العنف، وقد زادت الهجمات المسلحة ضد قوات الأمن من قِبل منشقين عسكريين إلى حد كبير منذ سبتمبر/أيلول. لكن أغلب التظاهرات التي تمكنت هيومن رايتس ووتش من توثيقها منذ بدء الأحداث في مارس/آذار كانت سلمية في معظمها. المنشقون الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش رفضوا مزاعم الحكومة عن العصابات المسلحة وقالوا إن المتظاهرين الذين رآوهم لم يكونوا مسلحين، ولم يمثلوا تهديدا جديا على الجنود.

الاعتقالات التعسفية والتعذيب والإعدام

المعلومات التي وفرها المنشقون أكدت ما توصلت إليه هيومن رايتس ووتش عن الاعتقالات التعسفية الكثيرة والتعذيب بحق المحتجزين في شتى أنحاء سوريا. وصف المنشقون الاعتقالات الواسعة النطاق والتعسفية أثناء التظاهرات ولدى نقاط التفتيش، وكذلك عمليات “التمشيط” للأحياء السكنية في شتى أنحاء البلاد، والتي أسفرت عن اعتقال المئات، والآلاف أحياناً.

وقال منشقون لـ هيومن رايتس ووتش إنهم كانوا يضربون المحتجزين ويسيئون معاملتهم بشكل دوري، وأن قادتهم أمروهم وشجعوهم وسمحوا بوقوع هذه الانتهاكات. أولئك الذين كانوا يعملون في مراكز احتجاز أو يمكنهم دخولها، قالوا لـ هيومن رايتس ووتش أنهم شاهدوا أو شاركوا في عمليات التعذيب.

“هاني”، الذي خدم في فرع العمليات الخاصة بإدارة المخابرات الجوية، وصف الأوامر التي صدرت له:

في 1 أبريل/نيسان كنا نجري عمليات اعتقال في حي المعضمية في دمشق. تلقينا أوامرنا من العقيد سهيل حسن الذي قال لنا بشكل صريح أن نضرب الناس على رؤوسهم بشدة وألا نقلق من العواقب. كما استخدمنا الصواعق الكهربية. أعطانا الأوامر شفهياً قبل أن نخرج للعمليات.

رحنا نضرب الناس داخل الحافلات، ثم في مركز الاحتجاز في الفرع، حيث كنا نضع الناس في الفناء أولاً، ثم نضربهم بشكل عشوائي دون استجواب. شاركت في مرافقة السجناء إلى الفناء، ثم إلى مركز الاحتجاز. في ذلك اليوم اعتقلنا 100 شخص تقريباً. وضعناهم في زنزانة مساحتها خمسة في خمسة أمتار.

شاركت وحدتي أيضاً في ضرب الناس. كان قلبي يغلي من الداخل، لكن لم أتمكن من إظهار ما أشعر به لأنني أعرف ما سيحدث لي ان فعلت.

ووصف ثلاثة منشقون لـ هيومن رايتس ووتش وقائع إعدام وقتل بسبب التعذيب، لـ 19 ضحية. المقدم “غسان” الذي خدم في الحرس الجمهوري، قال بأنه في 7 أغسطس/آب أو نحوه، شهد على إعدام محتجز في حاجز تفتيش في دوما:

كنت متمركزاً في حاجز تفتيش في حي عبد الرؤوف في دوما. كانت مناوبتي من الرابعة عصراً حتى منتصف الليل. وصلت حوالي الساعة 3:45 مساءً، وسمعت على الفور صرخات وأصوات ضرب من بناية مهجورة قريبة من حاجز التفتيش. دخلت وتبين لي أن العقيد محمد صقر المسؤول عن وردية حاجز التفتيش قبلي، قد اعتقل شخصاً من قائمة “المطلوبين”. أردت على الفور أن يتوقف الضرب وقلت هذه دوريتي. لكن صقر قال: “لا، اصبر، سأتعامل معه أولاً”.

راح سبعة جنود يضربون الرجل الذي اعتقلوه. عندما جئت كان ما زال حياً. كان يصرخ، والجنود يسبونه ويضحكون. استغرق الأمر خمس دقائق أخرى، ثم مات. كف عن الحركة، ورأيت الدم يسيل من فمه.

عندما توليت الوردية، أخبرت خضور [قائد اللواء 106 حرس جمهوري، العميد محمد خضور] بأن لدينا قتيل. أمرنا بأن نترك نقطة التفتيش ونترك فيها الجثة. عدنا إلى المقر. لابد أن هناك من التقط الجثة. فقد رآنا الناس نخرج من المبنى.

أفاد نشطاء سوريون بإعدام وقتل أكثر من 197 شخصاً رهن الاحتجاز حتى 15 نوفمبر/تشرين الثاني.

وذكر المنشقون أيضاً معلومات إضافية عن حرمان المتظاهرين المصابين من الرعاية الطبية، واستخدام سيارات الإسعاف في اعتقال المصابين، وإساءة معاملة المصابين في المشافي التي تسيطر عليها أجهزة الأمن والجيش، وهو نمط مقلق وثقتههيومن رايتس ووتش ومنظمات أخرى.

مسوؤلية القيادة

بموجب القانون الدولي، يتحمل القادة مسؤولية الجرائم الدولية المرتكبة من قبل مرؤوسيهم إذا كان القادة يعرفون أو على دراية بالانتهاكات ثم أخفقوا في التحقيق فيها ومنعها.

قالت هيومن رايتس ووتش إنه نظراً لانتشار وكثرة عمليات القتل والجرائم الأخرى المرتكبة في سوريا، ونظراً لكثرة أقوال الجنود عن الأوامر الصادرة لهم بإطلاق النار على المتظاهرين والإساءة إليهم، ونظراً للتوثيق الموسع لهذه الانتهاكات من قبل منظمات ووسائل إعلام محلية ودولية، فمن المعقول الاستنتاج  – كحد أدنى  – بأن القيادة العليا العسكرية والمدنية في سوريا تعرف هذه الوقائع. عمليات القتل القائمة والاعتقالات والقمع والإنكار العام للمسؤولية من قبل الحكومة السورية، يوضح أيضاً أن هؤلاء المسؤولين أخفقوا في اتخاذ أي إجراءات فعالة للتصدي لهذه الانتهاكات.

كما جمعت هيومن رايتس ووتش معلومات تشير إلى أن القيادة العسكرية والمدنية السورية قد تورطت في أعمال القمع العنيف للمتظاهرين.

وقالت آنا نيستات: “مهما حاول الرئيس الأسد أن ينأى بنفسه عن المسؤولية وعن قسوة حكومته الغاشمة، فإن زعمه بأنه لم يأمر بالقمع لا يعفيه من المسؤولية الجنائية”. وأضافت: “بصفته القائد العام للقوات المسلحة، فلابد أنه يعرف بهذه الانتهاكات  – وإن لم يعرفها من مرؤوسيه فلابد أنه عرفها من تقارير الأمم المتحدة والتقارير التي أرسلتها إليه هيومن رايتس ووتش”.

كما دعت هيومن رايتس ووتش إلى إجراء تحقيقات مع كبار المسؤولين على خلفية مسؤولية القيادة عن الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة. من هؤلاء المسؤولين: العماد داوود راجحة، وزير الدفاع، والعماد فهد جاسم الفريج رئيس الأركان، واللواء عبد الفتاح قدسية مدير المخابرات العسكرية، واللواء جميل حسن، مدير إدارة المخابرات الجوية، واللواء علي مملوك، مدير إدارة المخابرات العامة، واللواء محمد ديب زيتون، مدير إدارة الأمن السياسي.

وقالت آنا نيستات: “لابد أن يعرف المسؤولون السوريون الذين تورطوا في هذه الجرائم أنهم سيدفعون الثمن في نهاية المطاف. ولابد أن يعرفوا أنهم سيتحملون المسؤولية حتى رغم زعم الرئيس الأسد أنه لم يفعل شيئاً”.

عواقب عصيان الأوامر

كانت عواقب عصيان الأوامر ورفض مزاعم الحكومة حول الاحتجاجات قاسية للغاية. قال ثمانية منشقين لـ هيومن رايتس ووتش إنهم شهدوا على ضباط أو عناصر مخابرات يقتلون جنوداً رفضوا الانصياع للأوامر.

“حبيب” جندي مجند خدم في اللواء 65، الفرقة الثالثة، قال لـ هيومن رايتس ووتش إن جندياً من كتيبته قد قُتل في 14 أبريل/نيسان أو نحوه بعد أن رفض الانصياع للأوامر الصادرة من العقيد محمد خضير، قائد الكتيبة، بإطلاق النار على المتظاهرين في دوما:

كان الجنود في الصف الأمامي. كان العقيد خضير وعناصر الأمن يقفون وراءنا. كان يوسف موسى كراد، مجند يبلغ من العمر 21 عاماً، وهو من درعا، يقف إلى جواري. لاحظ العقيد أن يوسف لا يطلق النار إلا في الهواء. فأخبر الملازم جهاد من الفرع الإقليمي للمخابرات العسكرية. كانوا دائماً معاً. اتصل جهاد بالقناص المتمركز فوق السطح، وأشار بيده إلى يوسف، فقام القناص بإطلاق رصاصاتين على رأس يوسف. أخذ عملاء الأمن جثمان يوسف وابتعدوا به. في اليوم التالي رأينا جثمان يوسف على شاشات التلفزيون. قالوا إن الإرهابيين قتلوه.

قال ثلاثة منشقون لـ هيومن رايتس ووتش إن السلطات احتجزتهم لأنهم رفضوا إطاعة الأوامر أو طعنوا في صحة مزاعم الحكومة، وقال اثنان إن قوات الأمن ضربتهما وعذبتهما.

التوصيات

دعت هيومن رايتس ووتش مجلس الأمن لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. ولأن الجرائم ضد الإنسانية تعتبر جرائم تستدعي استعمال الاختصاص القضائي العالمي، فإن جميع الدول مسؤولة عن إحقاق العدالة على من ارتكبوا هذه الجرائم.

كما دعت هيومن رايتس ووتش روسيا تحديداً  – وهي من الدول القليلة التي ما زالت تدعم الحكومة السورية – إلى الكف عن معارضتها القوية لإجراءات مجلس الأمن ضد سوريا، وأن توقف جميع صفقات السلاح والمساعدات العسكرية المقدمة للحكومة السورية، نظراً لخطر استخدام هذه الأسلحة في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وأن تقوم روسيا في الاجتماعات الثنائية بإدانة انتهاكات السلطات السورية الممنهجة لحقوق الإنسان بأقوى العبارات.

وقالت آنا نيستات: “هناك أكثر من 4 آلاف سوري فقدوا حياتهم، وهناك عدد لا يُحصى من المصابين والمعتقلين والمُعذبين، فيما تضيع روسيا وقتها في الدفاع عن انتهكات الأسد الدموية وعن وعوده الفارغة بالإصلاح. الحكومة الروسية لديها واجب بحماية الشعب السوري، وليس قتلة هذا الشعب”.

شهادات إضافية من التقرير

“منصور”، الذي خدم في المخابرات الجوية في درعا، قال إن القائد المسؤول عن المخابرات الجوية في درعا، العقيد قصي ميهوب، أعطى وحدته أوامر بـ “وقف المتظاهرين بأي شكل”، وهو ما يشمل استخدام القوة المميتة:

الأوامر المعطاة لنا كانت إجبار المتظاهرين على التراجع بأي طريقة، بما في ذلك إطلاق النار عليهم. كان أمراً فضفاضاً وأنه من المسموح به إطلاق النار. أثناء تواجد الضباط كانوا يقررون متى نطلق النار وعلى من. إذا كان هناك شخص معه ميكروفون أو لافتة، أو إذا رفض المتظاهرون التراجع، كنا نطلق النار. الأوامر الصادرة لنا كانت بإطلاق النار مباشرة على المتظاهرين، وحدث هذا عدة مرات. كان معنا بنادق كلاشينكوف وبنادق آلية، وكان هناك قناصة فوق الأسطح.

“أسامة”، الذي خدم في الفوج 555 مظليين، الفرقة الرابعة، قال إن العميد جمال يونس، قائد الفوج 555، أعطى أوامر شفهية بإطلاق النار على المتظاهرين أثناء انتشار القوات في المعضمية، وهي في ضواحي دمشق. قال عمران إنه اكتشف فيما بعد أن الأوامر قادمة من ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة، وهو الشقيق الأصغر للرئيس الأسد. قال عمران:

في البداية مع بدء المظاهرة، قال لنا العميد جمال يونس ألا نطلق النار. لكن بعد ذلك بدا وكأنه يتلقى أوامر إضافية من ماهر. يبدو أنه كانت معه ورقة ما عرضها على الضباط، ثم صوب الضباط بنادقهم نحونا وقالوا لنا أن نطلق النار مباشرة على المتظاهرين. فيما بعد قالوا إن الورقة كانت فيها أوامر من ماهر “باستخدام كل الوسائل الممكنة”.

“زاهر” خدم في بانياس والبيضا والبساتين في أبريل/نيسان ومايو/أيار، ووصف كيف قام الضباط في وحدته برفقة عناصر المخابرات بإجراء الاعتقالات وعمليات النهب في البلدات التي قاموا بغزوها:

في البيضا كنا نكسر الأبواب ونأخذ ما نريد. راحت المخابرات تعتقل الأفراد، في إحدى الأماكن اعتقلوا عشرة رجال مسنين لإجبار أبنائهم على تسليم أنفسهم. استمر الشيء نفسه في بانياس، حيث ذهبنا إلى هناك في الأيام التالية. في البساتين، نهبنا كل شيء، وحدتي ووحدات أخرى. كما أخذنا نقود، ثم أي شيء تصل إليه أيدينا: ذهب وهواتف خلوية وإلكترونيات، وأحياناً ثياب النساء. رأيت بعض عناصر المخابرات والجنود يلامسون السيدات بشكل غير لائق، وهم يتظاهرون بالبحث عن قنابل ومتفجرات.

“سالم” ضابط من الفوج 46 قوات خاصة، خدم في معسكر إدلب ووصف إساءة معاملة المحتجزين المنقولين إلى المخيم تحت إشراف القائد المشرف على العمليات في إدلب، العماد فهد الجاسم:

من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول راحت المخابرات تجلب المحتجزين إلى المخيم، عادة من 10 إلى 30 شخصاً، حوالي التاسعة إلى العاشرة مساءً، بعد كل مظاهرة (وكانت تحدث يومياً). كان المحتجزون يصطفون وهم معصوبي الأعين، ويُجبرون على الجلوس على ركبهم ويتم ضربهم. كانوا يسبونهم ويضعون أقدامهم فوق رؤوس الناس. كان ذلك يحدث خارج المبنى، أمام مكتبي. كان يتم ضربهم في انتظار الجاسم – [لعماد فهد الجاسم] الذي يشرف على العمليات في إدلب – حتى يحضر ويعاين المحتجزين.

عندما يصل الجاسم كان يسب المحتجزين بسبب مشاركتهم في التظاهرات. ثم يأخذونهم إلى السجن القريب. السجن تحت حراسة جنود من وحدتي، فكنت أحياناً أذهب إلى هناك. كانوا يضعون المحتجزين هناك ليلاً، في حجرة لا تزيد عن ستة في سبعة أمتار، دون طعام أو ماء.

“نزار”، الذي كان يعمل حارساً في مشفى عسكري في حمص، منذ أواسط أبريل/نيسان إلى أواسط سبتمبر/أيلول 2011، وصف ضرب وتعذيب المتظاهرين المصابين في المشفى:

تقوم المخابرات والجيش بنقل المصابين وتضعهم في الفناء المجاور لمنطقة الطوارئ. ثم يبدأ الجميع في ضربهم، بما في ذلك الأطباء والممرضات. وجميع المحتجزين معصوبي الأعين.

بعد الضرب في الفناء، تأخذهم الممرضات والحراس إلى حجرة الطوارئ، ويعطونهم بعض الإسعافات الأولية، ثم تأخذهم المخابرات. في البداية يتم احتجازهم في مقر احتجاز داخل المشفى لعدة أيام، وتتولى الشرطة العسكري مسؤولية هذا الأمر. ثم تأخذهم المخابرات الجوية في السيارات. هذا ما حدث مع كل مصاب جُلب إلى المشفى. أعتقد أنهم كانوا يتعرضون للتعذيب في مقر الاحتجاز لأنني كنت أسمع الصراخ. أصحاب الإصابات الجسيمة يُنقلون إلى العناية المركزة التي تحرسها الشرطة العسكرية. وأحياناً يدخل الجنود وأسمع الناس يصرخون، أعتقد أنهم كانوا يضربونهم داخل الحجرة.

كان العقيد د. هيثم عثمان مسؤولاً عن المشفى. رئيس الأطباء في المشفى حاول إخباره والمخابرات بألا يعذبوا الناس لأن وظيفة المشفى هي علاجهم وليس تعذيبهم، لكن تجاهله الجميع.

لم يكن مسموحاً لنا بإدخال أي فرد من الأقارب. وعندما يسأل الأقارب عند المدخل، نقول لهم إن هذا مشفى عسكري وليس فيه أي مدنيين.

الثورة السورية تدخل شهرها العاشر بأكثر من خمسة آلاف شهيد

من لجان التنسيق المحلية في سوريا

في مثل هذا اليوم قبل تسعة أشهر انطلقت الثورة السورية من أجل الحرية والكرامة، ولإنهاء نظام الاستبداد والفساد الذي استمر عدة عقود وخلف مئات آلاف الضحايا من مفقودين ومعتقلين ومنفيين.

خلال الشهور التسعة الماضية، استخدم النظام جميع أساليب العنف الممكنة في محاولات يائسة لقمع الثورة، مرتكبا جرائم ضد الانسانية لم تستثن شيخا أو طفلا.

وقد بلغت حصيلة شهداء الثورة خلال الأشهر التسعة الماضية، وفقا لاحصاءات مركز توثيق الانتهاكات في سوريا ولجان التنسيق المحلية، 5216 شهيدا، هو ما تمكن النشطاء من توثيقه مع التأكيد على أن الأعداد الفعلية تفوق هذه الأرقام وأن أسماء جديدة تضاف يوميا لشهداء لم نعلم بمقتلهم في حينها بسبب ظروف الحصار والاقتحامات المتتالية وانقطاع الاتصالات.

يتوزع الشهداء جغرافيا كما يلي:

حمص: 1782

حماه: 805

درعا: 713

ادلب: 591

ريف دمشق: 407

اللاذقية: 251

دير الزور: 172

طرطوس: 131

دمشق: 119

حلب: 97

الحسكة: 39

الرقة: 24

السويداء: 24

القنيطرة: 6

وبقية الشهداء من العسكريين الذين عرف مكان استشهادهم ولم تعرف مدنهم الأصلية

بلغ عدد الشهداء العسكريين، الذين قتلوا على خلفية انشقاقهم عن جيش النظام 968 شهيدا

كما بلغ عدد الشهداء الأطفال 356 منهم 289 طفلا ذكرا و67 طفلة أنثى

كما استشهد 256 شخصا على الأقل تحت التعذيب في أقبية فروع الأمن المختلفة

فضلا عن عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين والمهجرين من منازلهم ومدنهم

النصر لثورتنا والرحمة لشهدائنا الأبرار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى