أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 4 أيلول 2012

 

النظام يعتمد العقاب الجماعي ويكرر سيناريو تدمير حماة

لندن، القاهرة، دمشق – «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب

بدا امس ان النظام السوري بات يعتمد سياسية «العقاب الجماعي» ضد المعارضين وعائلاتهم ومن يساعدهم. وبدأ يكرر «سيناريو تدمير حماة»، الذي طبقه في الثمانينات عبر هدم المنازل واحراقها وجرفها، كما قال سكان في احياء مصابة. وقال ناشطون وسكان أن جرافات، مدعومة بقوات قتالية هدمت مباني منطقة الطواحين الفقيرة قرب طريق دمشق – بيروت السريع بعد يومين من هدم أو حرق 200 منزل ومتجر على الأقل في الجزء القديم من مدينة درعا.

واستبقت دمشق زيارة المبعوث الجديد للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي بايجاز شروطها لانجاح مهمته. وقالت «انه لن يحقق تقدماً إلا إذا توقفت الدول الأخرى عن دعم المقاتلين المعارضين للرئيس بشار الأسد وأعلنت بدلاً من ذلك دعمها لخطة تؤيدها الأمم المتحدة».

وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في مؤتمر صحافي امس ان «ما يجري على الأرض مؤامرة، عناصرها واضحة وظاهرة ومتوافرة وهي ليست جديدة». واعتبر فكرة إقامة مناطق عازلة آمنة «عدواناً على الأرض السورية».

وأضاف: «أنا أعتقد أن شرط نجاح الأخضر الإبراهيمي يتوقف على قيام دول محددة، هي قطر والسعودية وتركيا، بالتزام علني لانجاح خطة النقاط الست والتوقف فوراً عن إرسال السلاح وإغلاق حدودها في وجه المقاتلين وإغلاق معسكرات التدريب والإيواء».

وشن الزعبي حملة على الرئيس المصري وقال: «من المؤسف أنه بعد أن يرحل الرئيس مبارك يحل محله رئيس آخر الفرق بينه وبين مبارك هو اللحية».

ويعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً غداً الاربعاء في القاهرة للبحث في الازمة. وقال الامين العام للجامعة نبيل العربى أن الإبراهيمي لن يشارك في الاجتماع الوزاري لارتباطات مسبقة، وأنه سيصل الى القاهرة في التاسع من الشهر الجاري «لاجراء محادثات في شأن سورية».

وقال مصدر ديبلوماسي لـ»الحياة» أن ثمة اتفاقاً بين مسؤولي الأمانة العامة على ترك الملف السوري برمته لدرسه الاجتماع الوزاري.

ومع اعلان المرصد السوري ان عدد ضحايا اعمال العنف ارتفع الى 26283 قتيلاً على الاقل بينهم 5440 سقطوا في آب (اغسطس) الماضي وحده، ليصبح هذا الشهر الأكثر دموية منذ اندلاع الانتفاضة، طالب المجلس الوطني السوري المعارض بتدخل عسكري سريع لحماية المدنيين من قصف قوات النظام.

وقال رئيس المجلس عبد الباسط سيدا، اثر لقائه وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو: «نحتاج إلى تدخل إنساني ونطالب بتدخل عسكري من أجل حماية المدنيين السوريين».

وأوضح أن النزاع في سورية خلف حتى الآن أكثر من ثلاثين ألف قتيل وأجبر ثلاثة ملايين شخص على ترك منازلهم، إضافة إلى أكثر من 250 ألف لاجئ فروا من البلاد ونحو مئة ألف معتقل. وأضاف: «نطالب بتحرك سريع جداً للمجتمع الدولي». واعتبر أن الاتحاد الأوروبي يمكنه خصوصاً إقناع روسيا بـ «تغيير موقفها» داخل مجلس الأمن لجهة تأمين ممرات إنسانية للاجئين.

وقُتل أمس أكثر من 80 شخصاً في حصيلة اولية حتى المساء، بينهم 18 في قصف جوي استهدف مبنى لجأوا إليه في مدينة الباب قرب حلب، كما أسفر تفجير عن مقتل خمسة آخرين في ضاحية جرمانا قرب دمشق.

وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القتلى في الباب هم عشرة رجال وست نساء وطفلان، في حين لا يزال 13 آخرون في عداد المفقودين. وأشار إلى أن الضحايا سقطوا في قصف لمقاتلة على مبنى لجأوا إليه.

وتوقع لواء في الجيش النظامي، يقود العمليات العسكرية في حلب، ان يتمكن الجيش من استعادة السيطرة على المدينة «خلال عشرة ايام». واكد اللواء لوكالة «فرانس برس، «ان الجيش النظامي سيسيطر على حلب خلال عشرة ايام بعدما تمكن اولاً من السيطرة على حي صلاح الدين فضلا عن انه على وشك السيطرة على حي سيف الدولة». وقال ان الحيين المذكورين «هما الاكثر صعوبة بسبب جغرافيتهما»، لافتا الى ان «السيطرة على الاحياء الاخرى ستكون اكثر سهولة». واوضح ان نحو ثلاثة الاف جندي نظامي خاضوا مواجهات في مجمل احياء حلب مع سبعة الاف «ارهابي»، وقتل من هؤلاء نحو الفين منذ بدء العمليات.

والى اسطنبول، يصل الأحد مدير وكالة الاستخبارات الاميركية (سي آي ايه) ديفيد بترايوس لاجراء محادثات قالت وسائل الاعلام التركية انها ستركز على الازمة السورية ومكافحة الارهاب.

وكان مسؤولون اتراك واميركيون بحثوا الشهر الماضي في تخطيط العمليات لانهاء النظام السوري وتطبيق خطط في حال وجود تهديدات من بينها شن نظام الاسد هجوماً بالأسلحة الكيماوية.

وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن أي استخدام للأسلحة الكيماوية أو البيولوجية من جانب القوات النظامية في سورية سيثير رد فعل «قويا وخاطفا» من الغرب. واكد: «تحدثنا حول هذا الأمر خاصة مع شركائنا الأميركيين والبريطانيين ونتابعه عن كثب بصفة يومية». وقال فابيوس، في مقابلة تلفزيونية: «ردنا… سيكون قويا وخاطفا»، مضيفا أن الأسلحة الكيماوية تشكل «خطرا كبيرا للغاية» في الأزمة السورية. ولدى سؤاله حول ما إذا كانت القوى الغربية قد اتفقت على طبيعة الرد على استخدام الأسلحة الكيماوية قال فابيوس إنه يعتقد أن هذه القوى ستتحد. وأضاف: «كانت روسيا حازمة للغاية في هذه النقطة والصينيون تبنوا نفس الموقف».

قصف جوي على حلب وانفجار في ريف دمشق

دمشق، عمان – أ ف ب، رويترز

قُتل أمس أكثر من 50 شخصاً في سورية، بينهم 18 في قصف جوي استهدف مبنى لجأوا إليه في مدينة الباب قرب حلب، كما أسفر تفجير عن مقتل خمسة آخرين في ضاحية جرمانا قرب دمشق.

وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القتلى في الباب هم عشرة رجال وست نساء وطفلان، في حين لا يزال 13 آخرون في عداد المفقودين. وأشار إلى أن الضحايا سقطوا في قصف لمقاتلة على مبنى لجأوا إليه.

وتعد الغارة الجوية دلالة أخرى على استخدام الجيش السوري المتزايد لطائراته الحربية ومروحياته في مهاجمة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين. ويستخدم المعارضون المسلحون الذين يخوضون منذ ستة أسابيع معركة حاسمة ضد القوات الحكومية في حلب، مدينة الباب التي تضم حوالى ثمانين ألف نسمة وتبعد 30 كلم شمال شرقي حلب، قاعدة خلفية لعملياتهم.

وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «قواتنا المسلحة الباسلة واصلت ملاحقة الإرهابيين وكبدتهم خسائر فادحة» في محافظة حلب. وتحدثت عن مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر و»تدمير شاحنات صغيرة مجهزة بأسلحة ثقيلة في كفر الحمرا عند المدخل الشمالي لحلب».

وقال المرصد إن «خمسة مدنيين على الأقل قتلوا وجرح 27 آخرون في انفجار سيارة مفخخة قرب دوار الوحدة في جرمانا الضاحية الجنوبية الشرقية لدمشق». وتقع جرمانا التي يعيش فيها مسيحيون ودروز خصوصاً موالون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في ريف دمشق على بعد عشرة كيلومترات جنوب شرقي العاصمة.

وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن «انفجار عبوة ناسفة ألصقتها مجموعة إرهابية مسلحة بسيارة في حي الوحدة بمدينة جرمانا، اسفر عن إصابة عدد من النساء والأطفال». وقال شاهد إن الانفجار أدى إلى تحطم زجاج واجهات المحال التجارية في الحي وانهيار شرفة احد المباني.

وكانت سيارة مفخخة انفجرت في 28 آب (أغسطس) الماضي في جرمانا ما اسفر عن سقوط 27 قتيلاً على الأقل كانوا يشاركون في تشييع أنصار للرئيس السوري. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «هناك زيادة في الهجمات بالسيارات المفخخة». وأضاف: «في الوقت نفسه هناك لجان شعبية في جرمانا حيث معظم سكانها من الموالين للنظام، تدافع عن منطقتها وهذا يعني أن النظام فقد السيطرة حقاً لأنه لم يعد يملك وسائل الدفاع حتى عن أنصاره».

ولفت إلى أن عدد ضحايا أعمال العنف في سورية ارتفع إلى 26283 قتيلاً على الأقل بينهم 5440 سقطوا خلال الشهر الماضي وحده، ليصبح هذا الشهر الأدمى منذ اندلاع الانتفاضة في آذار (مارس) 2011. وبين من قتلوا الشهر الماضي هناك 4114 مدنياً و105 منشقين و1221 جندياً نظامياً، بحسب المرصد، الذي يضع قتلى المعارضين المسلحين في عداد المدنيين القتلى.

ومن أصل القتلى الـ26283 منذ بدء الانتفاضة هناك 18695 مدنياً و1079 منشقاً و6509 عسكريين نظاميين. ويصعب التحقق من مصادر مستقلة من صحة أرقام الضحايا بسبب القيود التي تفرضها السلطات على تحركات وسائل الإعلام العالمية التي ترغب في تغطية النزاع في سورية.

إلى ذلك، هدمت جرافات تابعة للجيش السوري منازل في غرب دمشق أمس فيما وصفه ناشطون بأنه «عقاب جماعي» لمناطق سنية معادية للرئيس الأسد. وذكر ناشطون وسكان أن جرافات مدعومة بقوات قتالية هدمت مباني في منطقة الطواحين الفقيرة قرب طريق دمشق – بيروت السريع.

وقالت امرأة تعيش في مبنى شاهق يطل على المنطقة «بدأوا قبل نحو ثلاث ساعات. الجرافات تهدم المتاجر والمنازل. والسكان في الشوارع».

وأفاد ناشطون بأن القوات النظامية أجبرت السكان على إزالة الكتابات المناوئة للأسد على الجدران وكتابة شعارات تمجد الرئيس بدلاً منها. وقال معاذ الشامي وهو ناشط يعمل على توثيق عمليات الهدم بالفيديو: «هذا عقاب جماعي لم تسبقه أي أعمال استفزازية. المعارضون المسلحون غادروا ولم تعد هناك حتى تظاهرات في المنطقة». وأضاف: «لا يستطيع النظام أن يمنع نفسه من تكرار الأعمال الوحشية التي ارتكبت في الثمانينات»، في إشارة إلى عمليات القتل الجماعي والدمار الكامل في مدينة حماة العام 1982.

وتحدث ناشطون أيضاً عن هدم أو حرق 200 منزل ومتجر على الأقل في الجزء القديم من مدينة درعا في جنوب سورية خلال الأيام الماضية. وتأتي أحدث موجة من عمليات الهدم عقب تدمير عشرات المباني في منطقة مجاورة لمنطقة الطواحين في العاصمة الأحد وفي حي القابون السني الشهر الماضي. وقالت ناشطة أخرى من دمشق عرفت نفسها باسم ياسمين: «زرت حي القابون أمس. لم يعد حياً مكتظاً فقد استطعت رؤية منطقة ما بين بداية الحي ونهايته بسبب إزالة كثير من المباني».

سورية تتعهد التعاون مع الإبراهيمي وتعتبر المناطق العازلة «عدواناً»

دمشق – «الحياة»

أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن بلاده ستقدم لمبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي «أقصى حدود المساعدة وستعمل كي لا تصل مهمته إلى حائط مسدود، كما وصلت إليه مهمة سلفه كوفي أنان بسبب عدم استجابة الأطراف الخارجية له».

وقال في مؤتمر صحافي أمس إن «ما يجري في سورية هو مؤامرة كبرى وعدوان بأدوات وحشية عناصرها ظاهرة وبادية وواضحة. ومن يعتقد انه يمكن احتواء سورية بالعنف بعد فشلهم باحتوائها سياسياً فهو مخطئ. ومن يعتقد أنه سيكون بمعزل عما يجري في سورية بعد أن أرسل السلاح والمال والمقاتلين، فهو مخطئ أيضاً. وما يجري في سورية ليس سراً، لا بتفاصيله الصغيرة ولا بعناوينه الكبيرة وما تحدثنا عنه في الإعلام عن مؤامرة كان من الواقع وليس تنظيراً سياسياً وهناك أدلة سياسية وواقعية وأمنية استخباراتية تؤكد أن ثمة ما يعد لسورية».

واعتبر فكرة إقامة مناطق عازلة آمنة «عدواناً على الأرض السورية». وأضاف: «في مسألة السيادة الوطنية ليست هناك خطوط حمراء، وإذا مسها أحد سنرد عليه ونقطع يده وسيدفع ثمناً غالياً».

وأوضح أن «المطلوب هو وقف السلاح والمال وإيواء المسلحين والإعلام التحريضي والبدء بالحوار الوطني الشامل بعد عودة الأمن». وقال: «لا حوار في ظل وجود سلاح بأيدي الإرهابيين لأن الحوار شرطه الأساس توفير الأمن والاستقرار». واقترح على جميع قوى المعارضة أن «تجري مراجعة وطنية وتهيئ نفسها لحوار وطني، ونقول لهم ارموا أسلحتكم ودعونا ننجز الحوار ونلجأ إلى صناديق الاقتراع».

ولفت إلى أن «المعارضة التي لا تريد الذهاب إلى الحوار ليس لديها برنامج أو مشروع سياسي والحوار يتم بين برامج سياسية»، مؤكداً أن «الحل في سورية سوري وأدواته سورية». وشدد على أن الجيش السوري «ملتزم بتنفيذ واجباته بإعادة الأمن والاستقرار إلى كل المناطق».

وفي ما يخص التصريحات التركية والغربية عن شرعية الرئيس بشار الأسد، اعتبر الزعبي أن «ما قاله (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان وغيره من الغربيين من أن الرئيس الأسد فقد شرعيته، كلام تافه ولا معنى له وفي غير محله ولا يغير من الأمر شيئاً ومن يحدد شرعية أي رئيس هو صناديق الاقتراع».

وأكد أن حكومة أردوغان «تقدم السلاح وترسل المسلحين وتؤوي الإرهابيين، وهناك أدلة دامغة على ذلك… هذه سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية وليست سياسة الشعب التركي ولم تكن يوماً سياسته ومن يتابع الصحافة التركية ووكالات أنباء محددة في تركيا يعرف أن حكومة حزب العدالة والتنمية تقدم دعماً مباشراً لتنظيمات متطرفة إسلامية وهي مسؤولة عن ذلك».

وقال رداً على سؤال إن «دعوة المعارضة للظهور على الإعلام السوري ليست بدعة، لكن من يريد إظهار رأيه يستطيع ذلك بالحوار السياسي وبالرأي الواضح والمعارضة التي قصدناها هي المعارضة الوطنية التي ترفض التدخل الخارجي، والمعارضة اللاوطنية لديها منابر للكذب والشتم والفبركة». واعتبر أن «بعض القنوات الشريكة بسفك الدم السوري لديها علم مسبق بأحداث وجرائم قبل وقوعها ولديها معلومات مسبقة لنقلها وهذا بدلائل جنائية وأخرى ملموسة عن مشاركتها في الجريمة».

وعن المبادرات المطروحة لحل الأزمة في سورية، أكد وزير الإعلام أن «أي مبادرة تساعد سورية على الخروج من المؤامرة التي تتعرض لها سنتعامل معها في شكل إيجابي على ألا تمس السيادة الوطنية»، مشيراً إلى أن سورية ستقدم لمبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي «أقصى حدود المساعدة وستعمل كي لا تصل مهمته إلى حائط مسدود، كما وصلت إليه مهمة سلفه كوفي أنان بسبب عدم استجابة الأطراف الخارجية له». وقال: «قدمنا لأنان كل سبل المساعدة وهذا ما سنفعله مع الإبراهيمي ولا نريد أن تخفق مهمته بسبب عدم التزام دول محددة بنجاحها».

وعن الدور الأوروبي في سورية، اعتبر الزعبي أنه «دور تابع وليس مستقلاً وعلى مدى العقود الماضية كان هذا الدور تابعاً للدور الأميركي وظلاً له وهناك هيمنة أميركية على القرارات الأوروبية».

غارات مكثّفة على حلب وتفجير في جرمانا

الإبرهيمي: مهمّتي في سوريا شبه مستحيلة

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

“المجلس الوطني السوري” يدعو إلى تدخّل عاجل لحماية المدنيين

سكان وناشطون أكّدوا هدماً ممنهجاً للمنازل في ضواحي دمشق

أغارت المقاتلات السورية على مناطق في مدينة حلب وريفها، فأوقعت عشرات القتلى. وتحدث سكان وناشطون سوريون عن حصول هدم ممنهج لمبان في ضواح بدمشق في ما وصفوه بـ”عقاب جماعي” للسكان. وتوقع لواء في الجيش النظامي ان تتمكن قواته من استعادة مدينة حلب كاملة في غضون عشرة ايام. وانفجرت سيارة مفخخة في جرمانا بضاحية دمشق. واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له سقوط 138 قتيلا هم 78 مدنيا و24 مقاتلاو34 جنديا ومنشقان، كما عثر على جثث ستة مواطنين في حي القابون بمدينة دمشق وقد قتلوا باطلاق نار مباشر. ودعا رئيس “المجلس الوطني السوري” المعارض عبد الباسط سيدا الذي يزور اسبانيا الى تدخل عسكري دولي عاجل لحماية المدنيين في سوريا، وقت توجه الرئيس الجديد للجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر مورر الى سوريا لاجراء محادثات مع الرئيس بشار الاسد تتناول قضايا انسانية ملحة.

الابرهيمي

وفي ظل تصاعد الوضع العسكري، وصف المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابرهيمي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” مهمته بأنها شبه مستحيلة، واعتبر أن الحاجة إلى تغيير سياسي في سوريا أساسية وملحة.

وقال: “أدرك كم هي صعبة – انها تقريبا مستحيلة. لا استطيع ان أقول انها مستحيلة – انها تقريبا مستحيلة”. وأضاف: “أنا آت إلى هذا المنصب وعيناي مفتوحتان ومن دون أوهام وعلى علم بمدى صعوبته… وافهم إحباط البعض حيال غياب تحرك دولي في سوريا”. وأقرّ بأنه “يشعر بالذعر من ثقل المسؤولية بعدما بدأ الناس يتساءلون ماذا تفعل والناس يموتون”، مضيفاً: “نحن لا نفعل الكثير، وهذا في حد ذاته ثقل مرعب”.

ولفت الى إنه “لم ير أي شقوق في جدار الطوب الذي هزم سلفه كوفي أنان من جراء تعنت الحكومة السورية، وتصعيد العنف من المتمردين، وشلل مجلس الأمن”، حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض “الفيتو” ضد قرارات عدة عن سوريا.

وفيما أشار الى انه “سيبقي خطة أنان للسلام ذات الست نقاط في صندوق أدواته”، اعترف بأن “لديه أفكاراً وليس خطة حتى الآن بصرف النظر عن الحديث مع أكبر عدد من الناس”. ورأى “إن الحاجة إلى تغيير سياسي في سوريا هي أساسية وملّحة”، غير أنه رفض تأكيد ما إذا كان ذلك يعني تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة، كما يطالب الزعماء الغربيون والمعارضة السورية.

ثم قال: “التغيير لا يمكن أن يكون تجميلياً وسيكون هناك نظام جديد، ولكن لا أعرف الناس الذين سيكونون فيه وهذا سيقرره السوريون”. وردّ على انتقاد المتمردين السوريين لموقفه الحذر قائلاً: “أرجو أن تتذكروا أنني لا انضم الى حركتكم، وأعمل لمنظمتين دوليتين، الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وأنا لا أتحدث اللغة نفسها مثلكم”.

وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن الإبراهيمي سيصل إلى القاهرة الأحد المقبل لإجراء محادثات في شأن تطورات الأوضاع في سوريا ومهمته التي بدأها.  وقال إن الإبراهيمي لن يتمكن من المشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة غداً بسبب ارتباطاته الحالية في الأمم المتحدة واجتماعه مع امينها العام بان كي – مون.

موسكو

* في موسكو، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً جاء فيه: “لقد اطلعنا في موسكو بقلق بالغ على تصريحات وزعتها وسائل الاعلام لممثلي ما يسمى الجيش السوري الحر بأن المطارات المدنية الدولية في دمشق وحلب تعتبر من الان فصاعدا اهدافا عسكرية… نحن نعتبر مثل هذه التهديدات غير مقبولة إطلاقاً”. واضافت :”من وجهة النظر الاخلاقية والقانونية، ان ذلك يعني اقتراب المعارضة الشديد من الخط الاحمر الذي تكمن خلفه اعمال لا تختلف عن تلك التي يقوم بها تنظيم القاعدة”. واشارت الى ان “التصريح الاخير للجيش السوري الحر يؤكد ان الارهاب يتحول الى احد اساليب نشاطه الرئيسية”.

والجمعة، نقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية للانباء عن بيان للمعارضين السوريين نشرته صحيفة “الشرق الاوسط” السعودية التي تتخذ لندن مقراً لها ان مطاري دمشق وحلب والرحلات التجارية ستستهدف ابتداء من اليوم لأن الطائرات الحزبية السورية تستخدمها.

باريس

* في باريس، اكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية من القوات النظامية في سوريا سيثير رد فعل “قويا وخاطفا” من الغرب. وقال: “تحدثنا عن هذا الأمر وخصوصاً مع شركائنا الأميركيين والبريطانيين ونتابعه عن كثب بصفة يومية.” وأضاف: “كانت روسيا حازمة للغاية في هذه النقطة والصينيون تبنوا الموقف عينه”.

قيادي في «التنسيق السورية» لـ«السفير»: الحكومة الانتقالية مدعاة للانشقاق نسعى لضمانات دولية لعقد مؤتمر للمعارضة التي ترفض العنف في دمشق

طارق العبد

بين المعارك على الأرض والمبادرات السياسية تتلون أيام السوريين. ففي الوقت الذي تجري فيه معارك كر وفر بين الجيش النظامي و«الجيش الحر»، تدور في الأروقة الديبلوماسية سلسلة من الأفكار لحل الأزمة السورية بين نيويورك وموسكو والقاهرة وأنقرة وطهران. أفكار تصطدم إما برفض النظام لها أو رفض أطراف أخرى في المعارضة تعول على الحل العسكري وقدرة «الجيش الحر» على حسم المعركة على الأرض، وربما تشير إلى إمكانية حصول المعارضة المسلحة على أسلحة متطورة تمكنها من ذلك.

لكن الديبلوماسية هذه المرة تحاول أن توقف صوت الرصاص وتتغلب عليه، في محاولة لعقد مؤتمر يجمع مختلف أطياف المعارضة في الداخل والخارج، لكن في قلب عاصمة الأمويين، في مسعى لالتقاط الأنفاس وتقديم حل يساهم في حقن الدماء وعدم تدمير بنية الدولة.

وبين إعلان «هيئة التنسيق الوطنية»، أحد أبرز أقطاب معارضة الداخل عن موعد المؤتمر المبدئي في دمشق والمقرر في 12 أيلول الحالي، وبين تشكيك أطراف أخرى في المعارضة بجدوى عقد مثل هذا المؤتمر، باعتباره التفافاً على مؤتمر القاهرة، الذي أجمع فيه المعارضون على إسقاط النظام، لا يتوقف قادة معارضة الداخل عن التحضير المتواصل لمؤتمرهم، وتأمين ضمانات لحضور معارضين من الخارج إلى قلب العاصمة، في حدث قد يتذكره السوريون طويلاً.

«السفير» التقت أمين سر هيئة التنسيق الوطنية رجاء الناصر وحاورته في مسألة وحدة المعارضة ومؤتمر دمشق.

^ هل ستوجه الدعوة إلى جميع المعارضة في الخارج، وهل من ضمانات لحضورهم من دون مضايقات من السلطة؟

{ لا بد لعقد المؤتمر الوطني لإنقاذ سوريا، والذي دعت إليه عدة أحزاب سياسية، فإننا بحاجة لضمانات جدية من أجل عقده وإنجاحه، وهذه الضمانات لا نركن فيها لمجرد تعهدات النظام، بل نسعى لتحقيقها عبر وفود دولية قد تشارك به، أو عبر ضمانات دولية نسعى لتأمينها مع ممثلي هيئة الأمم المتحدة وكذلك الدول الكبرى، وفي حال توافرها سيتم عقد المؤتمر، وإلا ستعقد اللجنة التحضيرية اجتماعاً خاصاً لبحث الأوضاع، على ضوء التطورات الحاصلة، والتقييم الأخير لديها. كما ستوجه الدعوة إلى مختلف الأطراف التي تؤمن بالتغيير ورفض العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف. إن استخدام العنف في حالات الدفاع عن النفس حالة مفهومة، لأنه أمر مشروع وفق القانون السوري ومختلف القوانين والشرائع، ولكن في الوقت الحالي لا وجود لضمانات بالمعنى المطلق، فكل مواطن في سوريا هو مشروع شهيد أو أسير، ولكننا نطالب بتوفير الحد الأدنى، أي عدم استهداف المشاركين قبل وأثناء وبعد المؤتمر، ولا تتم مساءلتهم عن أي من الآراء التي سيطرحونها.

^ طرحتم مؤخراً مبادرة لوقف العنف، ولكنها قوبلت بالرفض من قبل عدة أطراف. فما هي تفاصيل المبادرة، وهل ما زلتم مع الحل السياسي؟

{ إذا أمعنا النظر في المبادرة، فهي لا تساوي بين الطرفين. فالهدنة كما هو معروف تطرح في الحروب والصراعات من قبل احد الطرفين، أو من الخارج، ولا تعني التخلي عن مطالب هذا الفريق أو ذاك بقدر ما هي وقف موقت لإطلاق النار للبحث عن وسائل أخرى لتحقيق هذه الأهداف. وجاءت مبادرتنا في ظل تنامٍ وحشي للعنف، تمثل في مجازر يومية وتدمير للأحياء والقرى عبر استخدام الأسلحة الثقيلة كالطائرات، مقابل استعمال الثوار للسلاح الفردي في غالب الأحيان للدفاع عن النفس، أو لتحقيق أهداف خاصة في أحيان قليلة، أو لصالح بعض الأطراف، وعليه وفي ظل بلوغ العنف مستويات عالية، وبلوغ أعداد القتلى المئات يومياً، كان من الطبيعي أن تطلق الهيئة مبادرتها لحقن الدماء والتخفيف من الآثار المدمرة ومنع حرب أهلية نرى أن مقدماتها أصبحت واضحة.

هذه المبادرة التي شملت هدنة بين الطرفين تعني ألا يتخلى الثوار عن سلاحهم، ولا يتخلى الجيش النظامي عن المناطق التي تقع تحت سيطرته. وهي تأتي من اجل إعادة ترتيب قواعد الصراع والخلاف والبحث عن سبل اقل كلفة لتحقيق ذلك. وضمت المبادرة أيضا إطلاق سراح الأسرى بين الطرفين، والذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف لدى النظام وعشرات أو مئات لدى الثوار، وكذلك العمل على تأمين الإغاثة لمختلف النازحين والمتضررين، والذين يصل عددهم إلى ستة ملايين سوري، هم اليوم بأمس الحاجة للإغاثة.

وفي المحصلة، فإن الهدف كان ولا يزال حماية المدنيين. وأحسب أن كل القوى والمبادرات، والتي جاءت من طرف مؤيد للنظام أو للثورة، تحدثت عن ضرورة حماية المواطنين، بمعنى أنها تتحدث عن جوهر هذه المبادرة. ومن الواضح أن رفضها أو التشكيك بها لا صلة له بمضمونها بقدر ما هو تجسيد للصراع السياسي، وجزء من محاولة القضاء على أي حل سياسي، حتى بانتصار الثورة سلمياً. لأن البعض لا يمكنه السيطرة إلا بوجود السلاح، وهدفه هنا يتجاوز إسقاط النظام لمحاولة إقامة نظام جديد. فهو في النهاية إذاً صراع بين من يريد بناء دولة ديموقراطية بأقل التكاليف، ومن لا يؤمن إلا بالعنف لبناء نظام مجهول مفتوح على كل الاحتمالات.

^ لكن، وفي الوقت ذاته الذي تتحدثون فيه عن المؤتمر ومبادرتكم، عقدت أطياف في المعارضة اجتماعا مع الجامعة العربية، وقامت بتفعيل لجان المتابعة واستبعاد هيئة التنسيق منها، فكيف ترون ذلك؟

{ ما حدث في القاهرة لم يكن اجتماعاً للجنة المتابعة لمؤتمر القاهرة، والتي تضم كل أطياف المعارضة، ولكن بعض الأطراف سمحت لنفسها بتشكيل لجنة خاصة تقوم بهذه الدعوة، وهي التي حددت قوامها وعناصرها ومهامها. وقد جاءت هذه الدعوة برعاية معهد «بروكينغز» الأميركي الذي أدار الاجتماع وموله ووجهه. وقد حضر مندوب الهيئة هذا الاجتماع كجزء من عملنا من اجل التواصل مع كل الأطراف وعدم قطع الصلة معها، بعيدا عن مشروعيتها وتمثيلها. وقدم وفدنا ملاحظة أساسية أن كل المجتمعين قدموا من خارج سوريا فيما كانت هيئة التنسيق هي الطرف الوحيد الذي جاء من الداخل. ودار أيضا جدال قوي حول مبادرة هيئة التنسيق لوقف العنف وخيار الحل السياسي، فيما معظم الحاضرين يؤيدون الحل العسكري وانه لا يوجد أي مخرج سواه، وهو ما يتناقض كلياً مع رؤية الهيئة ومعها قوى معارضة الداخل ونتائج مؤتمر القاهرة وكل الأطروحات الإقليمية والدولية. وطلبوا منا أن تسحب الهيئة مبادرتها، وهو ما رفضناه، بالإضافة إلى رفضنا التوقيع على أي بيان من قبيل ذلك.

بالتأكيد لا ننظر إلى هذا الاجتماع باعتباره تمثيلا للمؤتمر ولا للمعارضة، بقدر ما هو تمثيل للأشخاص الذين شاركوا فيه، ومن يواليهم، مع ملاحظة أن بعض الأطراف التي شاركت في اللقاء أعلنت أن مشاركتها تتم بصفة مراقب، وليس مشاركة فاعلة فيه. لقد أكدنا ضرورة توحيد رؤية المعارضة في الداخل والخارج، والالتزام بما تم التوافق عليه في القاهرة، مع الأخذ بعين الاعتبار تحفظات الهيئة على جزء مهم من القرارات السياسية التي صدرت، لأنها لم تكن توافقية، وبالتالي لا تزال الهيئة تعتبر نفسها جزءاً فاعلا من المعارضة السورية. لذا بدأنا العمل على مؤتمر دمشق للمعارضة، والذي كان الإعداد له مستمراً منذ نيسان الماضي، وأعلنا عنه في مؤتمر صحافي في آب الماضي.

^ هل أنتم معنيون في هيئة التنسيق بمسألة الحكومة الانتقالية التي يجري النقاش بها في الخارج؟

{ نعتقد أن الحديث عن تشكيل حكومة انتقالية هو ملهاة سياسية ومدعاة لمزيد من الانشقاقات في صفوف المعارضة، فنحن اليوم لسنا بحاجة إلى حكومة بقدر الحاجة إلى وقفة موحدة وضرورة وقف العنف وحل سياسي، وتحقيق أهداف الثورة بالتغيير، وبالتالي لا معنى لحكومة انتقالية قبل تحقيق الانتقال الديموقراطي، والسيطرة على الأرض فعلياً ليست تامة ولا توجد جهة تسيطر على منطقة آمنة، أو تمارس فيها الحياة الطبيعية. يمكن أن تقوم في المقابل سلسلة إدارات ذاتية، كما حصل في عدة لجان شعبية في بعض المدن والقرى. اعتقد أن الحديث عن حكومة، على أنقاض حي صلاح الدين أو بابا عمرو، أمر لا يقصد فيه خدمة الثورة ولا التغيير، بل هو مجرد محاولات إثبات حضور سياسي وتنازع على مكاسب، ويضر بالثورة.

انه، في المحصلة، حديث سابق لأوانه، ومن يقوم به لا يخدم الثورة، بل هي أجندات سياسية، والأولوية للتفكير كيف تنتصر الثورة وكيف تحقق أهدافها، ومن ثم يجري البحث في مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة تقود البلاد، والآن الحديث مبكر جدا عنها.

^ هل يسري هذا الكلام أيضاً على مسألة حكومة الوحدة الوطنية التي اقترحت اتفاقية جنيف تشكيلها؟

{ كل القوى تتحدث عن حكومة، ولكن تغفل الحديث عن المرحلة الانتقالية. لا يمكن البدء بمرحلة انتقالية من دون وقف العنف والقتل والتدمير واستبعاد كل من تلوثت أيديهم بالدماء. ومن المهم أن تكون هذه الحكومة تتمتع بكامل عمل السلطة التنفيذية، بحكم أن الدستور السوري يعطي الصلاحيات بالمطلق لرئيس الجمهورية ومجلس الشعب، وبالتالي لابد لهذه الحكومة أن تنال الصلاحيات التنفيذية كاملة، وان تؤسس لمرحلة النظام البرلماني التعددي وفق رؤية هيئة التنسيق، ولا معنى لأي حديث غير ذلك، بل لا معنى لطرح الحكومة قبل توضيح أرضية العمل الانتقالي.

^ هل أنتم متفائلون بمهمة المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي؟

{ لا نقطع الأمل بأي خط سياسي، ولكن لا فائدة من الخطط المطروحة ما لم يكن هناك توافق دولي وإقليمي وداخلي، وبطبيعة الحال سنتعامل مع مهمة الإبراهيمي، ولكن ما زلنا نرى ضرورة الدعم الدولي أولا، والتوافق بين مختلف القوى الكبرى، وبرنامج محدد وزمني، على ألا تبقى مجرد مهلة مفتوحة. ولا بد من الخروج من المهل وإضاعة الوقت والبحث عن المخارج الحقيقية، مع الإشارة إلى أن أطرافا دولية وإقليمية قادرة على إقناع النظام بالتعاطي بايجابية، مثل روسيا والصين وإيران، ولكن كلام الروس مؤخرا يعطي إشارات أنهم غير جديين، حتى الآن، للضغط على النظام من اجل وقف العنف. ونشعر أن التقدم جزئي ومحدود، ربما بانتظار الانتخابات الأميركية، وربما لإنهاك الشعب والدولة والمؤسسات السورية، من اجل القبول بأي حل.

المعارضون يحاصرون بلدة حدودية مع تركيا

أهالي حارم يواجهون المسلحين

حاصر المسلحون بلدة حارم على الحدود التركية، واشتبكوا مع قوات الجيش والأمن والأهالي الذين حملوا السلاح دفاعا عن بلدتهم.

واستمرت المعركة للسيطرة على البلدة الشمالية لليوم الثاني على التوالي. وقال المسلحون إن نحو 20 ألفا من سكان البلدة حملوا السلاح ويقاتلون إلى جانب القوات النظامية السورية.

وتقع حارم على سفح جبل على بعد نحو كيلومترين فقط من الحدود مع تركيا، وهي محاطة ببساتين الزيتون والرمان التي يتسلل منها المقاتلون للوصول إلى مواقع على مداخل المدينة.

ومن القلعة القديمة التي تشرف على المدينة يفتح قناصو الجيش النار فور اشتباههم بوجود مقاتلين معارضين. وتتساقط القذائف من الأسلحة الثقيلة ومدافع الهاون على البساتين والمدخل الرئيسي للبلدة.

ويقول ابو سعيد، الذي يقود مجموعة من المسلحين المنتمين الى «لواء الحق»، ان المسلحين يسيطرون على ست من الطرق السبع المؤدية الى المدينة. وأضاف «دخلنا البلدة فجر السبت (الماضي) من الشمال والجنوب»، مضيفا ان الجنود تدعمهم سبع دبابات انسحبوا الى القلعة. وتابع ان «عناصر من قوات الامن يحتلون مباني رسمية».

وقال ابو سعيد «قتل العديد من الجنود وجثثهم لا تزال ملقاة هناك»، مشيرا بيده الى المكان الذي وقع في الاشتباك. وتابع «قتل اربعة من الشبيحة واحرقنا نحو 12 من منازلهم كما فعلوا في قرانا تماما».

ومعظم سكان بلدة حارم هم من السنة، وتعرف البلدة بأنها تضم عددا من انصار النظام السوري، بحسب المعارضين. وقال مسلح «جميع المنــازل فيــها اسلحة، انهم مجهزون تماما. البلدة عدوانية».

وبعد يوم من القتال، عاد معظم المسلحين الى قاعدتهم في مدينة راس الحصن، ومعهم شاحنة استولوا عليها من الجيش السوري.

(ا ف ب)

سجال ديبلوماسي بين دمشق والقاهرة واستبعاد أميركي للتدخل عسكرياً

تكهنات باقتراب الحسم في حلب واستهداف جرمانا مجدداً

للمرة الاولى منذ امتداد النيران السورية الى حلب، تحدثت مصادر عسكرية سورية عن الاحتمالات الزمنية لانهاء المواجهات العسكرية فيها بين الجيش النظامي والالاف من مسلحي المعارضة، عندما قال مصدر عسكري، امس، ان ذلك قد يتحقق خلال عشرة ايام.

وللمرة الثالثة خلال نحو اسبوع، تعرضت جرمانا، في ريف دمشق، إلى تفجير جديد، امس، أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 27، ما عزز التساؤلات حول الغرض من استهداف هذه المدينة المختلطة مذهبيا، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «138 شخصا قتلوا، هم 78 مدنيا و24 مقاتلا و34 جنديا ومنشقان. وبين القتلى 18 سقطوا في قصف جوي على مبنى لجأوا إليه في مدينة الباب في محافظة حلب».

وفي هذه الاثناء، رجح مسؤولون أميركيون عدم تدخل الولايات المتحدة عسكريا في سوريا، واستبعدوا إقامة «منطقة عازلة» داخل سوريا، على غرار ما تطالب به تركيا، فيما تحدث معارضون عن وجود 10 آلاف سوري على الحدود التركية.

وقدم المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أمس، نظرة متشائمة لما يمكن أن يقوم به لحل الأزمة السورية، واصفا مهمته بأنها «شبه مستحيلة»، فيما أكدت دمشق انه لن يحقق أي تقدم إلا إذا توقفت الدول الأخرى عن دعم المقاتلين وأعلنت بدلا من ذلك دعمها لخطة النقاط الست.

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان في جنيف، أن رئيسها الجديد بيتر ماورر سيحث الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولين آخرين خلال زيارة لدمشق، بدأت أمس وتستمر لمدة 3 أيام، على تسهيل وصول عمال ومواد الإغاثة إلى المدنيين.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، أن «خمسة مدنيين على الأقل قتلوا، وجرح 27، في انفجار سيارة قرب دوار الوحدة في جرمانا، الضاحية الجنوبية الشرقية لدمشق». وأشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى «انفجار عبوة ناسفة ألصقتها مجموعة إرهابية مسلحة بسيارة في حي الوحدة بمدينة جرمانا، أسفر عن إصابة عدد من النساء والأطفال». وكانت سيارة انفجرت في 28 آب الماضي في جرمانا، ذات الغالبية المسيحية والدرزية، ما أسفر عن سقوط 27 قتيلا كانوا يشاركون في تشييع أنصار للنظام السوري.

وتوقع لواء في الجيش السوري النظامي، يقود العمليات العسكرية في حلب، أن يتمكن الجيش من استعادة السيطرة على المدينة «خلال عشرة أيام» بعدما تمكن أولا من السيطرة على حي صلاح الدين، الذي كان  يشكل معقلا للمسلحين، فضلا عن انه على وشك السيطرة على حي سيف الدولة.

وأوضح المسؤول العسكري السوري ان نحو ثلاثة آلاف جندي نظامي خاضوا مواجهات في مجمل أحياء حلب مع سبعة آلاف «إرهابي»، وقد قتل من هؤلاء نحو ألفين منذ بدء العمليات.

الإبراهيمي

وقال الإبراهيمي، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بثت أمس «أعلم مدى صعوبة المهمة، وكيف أنها شبه مستحيلة. لا يمكنني القول إنها مستحيلة بل هي شبه مستحيلة»، مضيفا «نحن لا نفعل الكثير. وهذا في حد ذاته عبء كبير».

وتابع «أنا آت إلى هذا المنصب وعيناي مفتوحتان ومن دون أوهام وعلى علم بمدى صعوبته، وافهم إحباط البعض حيال غياب تحرك دولي في سوريا». وأقرّ بأنه «يشعر بالذعر من ثقل المسؤولية بعد أن بدأ الناس يتساءلون ماذا تفعل والناس يموتون»، مضيفا «نحن لا نفعل الكثير، وهذا في حد ذاته ثقل مرعب».

وأعلن الإبراهيمي انه «لم ير أي شقوق في جدار الطوب الذي هزم سلفه كوفي أنان جراء تعنت الحكومة السورية، وتصعيد العنف من قبل المتمردين، وشلل مجلس الأمن الدولي».

وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن الإبراهيمي سيصل إلى القاهرة الأحد المقبل لإجراء مباحثات حول تطورات الأوضاع في سوريا ومهمته التي بدأها. وقال إن «الأوضاع في سوريا ستناقش من جميع أبعادها في اجتماع اللجنة الوزارية العربية الأربعاء، كما تناقش اللجنة الخطوات الواجب اتخاذها لدعم مهمة الإبراهيمي»، موضحا أنه سيتم رفع ما يتم اتخاذه من خطوات إلى الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة، برئاسة لبنان، لإقراره.

وأعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن الدم السوري في رقبة الرئيس المصري محمد مرسي والسعوديين والقطريين والأتراك ممن يرسلون السلاح إلى سوريا. وقال، في مؤتمر صحافي في دمشق، أن «لسوريا مصلحة في نجاح مهمة الإبراهيمي»، مضيفا «أعتقد أن شرط نجاح الإبراهيمي في مهمته يتوقف على قيام دول محددة، قطر والسعودية وتركيا بالالتزام علنا بنجاح خطة النقاط الست، والتوقف فورا عن إرسال السلاح وإغلاق حدودها في وجه المقاتلين وإغلاق معسكرات التدريب والإيواء». وتابع «الكرة ليست في الملعب السوري. الكرة في ملعب السعودية وقطر وتركيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة». وقال «قدمنا لكوفي أنان كل سبل المساعدة وهذا ما سنفعله مع الإبراهيمي».

وردت القاهرة على انتقاد الزعبي لمرسي، معتبرة أنه «لا يعنيها سوى مصلحة الشعب السوري». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي، في بيان، أن «مصر تدعو الحكومة السورية لتركيز جهودها على حقن دماء مواطنيها والتعاون مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إخراج سوريا من أزمتها الطاحنة الحالية».

روسيا

وأعلن لافروف انه سيناقش مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون المسألة السورية، خلال لقائهما على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (ابيك)، في مدينة فلاديفوستوك.

وقال «مبدئيا لا يوجد اختلاف في موقف روسيا وأميركا. كلانا يريد أن تصبح سوريا ديموقراطية ذات نظام متعدد يحققه السوريون بأنفسهم، مع احترام كافة الدول سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية»، لكنه أشار إلى أن «الاختلاف يكمن في كيفية الوصول إلى الهدف»، موضحا أن واشنطن تريد «تحديد مجرى الأحداث أولا وتنحية الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية، من دون التشاور مع السلطات السورية الحالية، أي فرض التسوية من الخارج. أما روسيا فتقترح تسوية الأزمة السورية على ضوء الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف، والذي بموجبه على الأطراف المتنازعة وقف إطلاق النار وتعيين ممثلين لهم للمفاوضات».

وكرر لافروف أن روسيا «لا تتمسك بأي نظام أو شخصيات سورية محددة، بل تتمسك بما هو واقعي ومطلوب لتحقيق المهمة الأكثر أهمية: وقف العنف وإنقاذ حياة الناس».

وأعلن نائبه ميخائيل بوغدانوف أن موسكو «تأمل ألا يرتكب أحد حماقة» التدخل العسكري في سوريا، في اشارة الى تهديد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للنظام السوري من أن الرد الغربي سيكون «هائلاً وصاعقاً» إذا استخدم الأسلحة الكيميائية. وقال بوغدانوف إن «دمشق أكدت لروسيا أكثر من مرة، أن الأسلحة الكيميائية في سوريا مؤمنة، وذلك من خلال الاتصالات على المستوى العالي وبيانات الحكومة السورية».

«واشنطن بوست»

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مسؤولين أميركيين ترجيحهم عدم تدخل الولايات المتحدة عسكريا في سوريا. وأعلنوا أنهم يستبعدون أي توسيع، ولو ضئيل، للدور الذي تقوم به واشنطن في الأزمة السورية خلال الأشهر التي تسبق الانتخابات الأميركية، وربما بعدها. وقال احدهم «يمكن أن ننجر إلى هذا الأمر لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد».

وقال مسؤول آخر إن «إمكانية إقامة (منطقة عازلة في سوريا) يحتاج إلى حظر للطيران»، موضحا انه لا يوجد أي منظمة إنسانية قد تفكر بدخول سوريا إذا لم يكن هناك حماية من الهجمات الجوية و«هذا الأمر يستدعي ضرب الدفاعات الجوية السورية».

لكن المسؤولين الأميركيين كرروا أن جميع الخيارات، ضمنها التدخل العسكري، مطروحة. وقال احدهم «لا يوجد أمر لم ندرسه. نريد القيام بالمزيد، لكننا نضع في الاعتبار ما يمكن أن يكون فعالا وفي مصلحتنا».

وأعرب المسؤولون عن تخوفهم من تسليح المقاتلين بأسلحة مضادة للطيران أو الدبابات، ومن أن تقع في أيدي متشددين. وقال مسؤول «إننا قلقون من أن هناك نسبة كبيرة من الإسلاميين المتشددين في سوريا، ونحن لا نريد أن تقع الأسلحة، في النهاية، في الأيدي الخطأ». (تفاصيل صفحة 12)

        («السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

مرسي يأمر بمساواة الطلاب السوريين بزملائهم المصريين في التكاليف الدراسية

القاهرة- (يو بي اي): قال حزب “الحرية والعدالة” المصري الثلاثاء، إن الرئيس محمد مرسي أمر بمساواة الطلاب السوريين بزملائهم المصريين لناحية التكاليف الدراسية.

وأوضح حزب (الحرية والعدالة) الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أن الرئيس (المصري) محمد مرسي أمر بمساواة الطلبة السوريين بالمصريين في المصاريف الدراسية، وذلك “دعماً للشعب السوري”.

ويتوجب على الطلاب العرب والأجانب الذين يدرسون في مصر دفع مبالغ كبيرة لقاء حصولهم على خدمات تعليمية بالمدارس والجامعات المصرية تصل إلى ما يعادل خمسة آلاف جنيه استرليني للعام الجامعي الواحد.

سورية تحمل مصر وقطر والسعودية وتركيا مسؤولية اراقة الدماء

مجزرة جديدة في دمشق والجيش يهدم المنازل على رؤوس اصحابها

اتهمت أجهزة إعلام بالضلوع في مسائل أمنية وجرائم اغتيال واعتبرت الفرق بين مبارك ومرسي هو اللحية

حلب ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: قتلت طائرة حربية حكومية 19 شخصا في غارة على شمال سورية وهو ما يعتبره نشطاء المعارضة مذبحة جديدة وذلك في الوقت الذي وصف فيه المبعوث الدولي الجديد مهمته بأنها ‘شبه مستحيلة’.

وقالت جماعة معارضة إنه تم العثور على 19 جثة بينهم ست نساء وطفلان من بين الذين لقوا حتفهم بين أنقاض منزل قصفته طائرة حربية في بلدة الباب الخاضعة لسيطرة المعارضين بشمال البلاد، في حين لا يزال 13 آخرون في عداد المفقودين.

وذكر ناشطون وسكان أن جرافات مدعومة بقوات قتالية هدمت مباني في منطقة الطواحين الفقيرة قرب طريق دمشق – بيروت السريع.

وقالت امرأة تعيش في مبنى شاهق يطل على المنطقة ‘بدأوا قبل نحو ثلاث ساعات. الجرافات تهدم المتاجر والمنازل. والسكان في الشوارع’.

وقال معاذ الشامي وهو ناشط يعمل على توثيق عمليات الهدم بالفيديو ‘هذا عقاب جماعي لم تسبقه أي أعمال استفزازية. المعارضون المسلحون غادروا ولم تعد هناك حتى مظاهرات في المنطقة’.

وتحدث ناشطون أيضا عن هدم أو حرق 200 منزل ومتجر على الأقل في الجزء القديم من مدينة درعا في جنوب سورية خلال الأيام القليلة الماضية.

من جهة أخرى ذكر التليفزيون الرسمي السوري أن قوات الجيش تواصل ملاحقتها ‘للارهابيين’ حول حلب وأوقعت خسائر ضخمة بين صفوفهم.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن عربة مفخخة انفجرت في ضاحية جرمانا بدمشق التي يتألف غالبية سكانها من المسيحيين والدروز ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 27 آخرين.

وطبقا للنشطاء أودى العنف بحياة أكثر 110 أشخاص في سأئر أنحاء البلاد الاثنين.

من جهته حمل وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الاثنين مصر وقطر والسعودية وتركيا مسؤولية اراقة الدماء في سورية.

وردا على سؤال حول المواقف الاخيرة للرئيس المصري محمد مرسي الذي هاجم النظام السوري بعنف، قال الوزير السوري ان الرئيس المصري ‘كان صادقا عندما قال ان الدم السوري في رقبته، وهذا الكلام صحيح لان الدم السوري برقبته ورقبة القطريين والسعوديين والاتراك’.

واضاف ‘انهم يتحملون وزر هذا الدم ورقابهم مسؤولة عن الدم السوري’.

وقال الوزير السوري ايضا ‘حتى في ايام الرئيس (السابق) حسني مبارك كنا دائما نتطلع الى مصر على انها النموذج القومي، وانها الحضارة والفن والتاريخ والانسان العظيم، لكن من المؤسف انه بعد ان رحل الرئيس مبارك حل مكانه رئيس آخر ولا فارق بينهما سوى ان الاخير ملتح’.

وكان الرئيس المصري ندد الخميس الماضي في كلمته امام قمة عدم الانحياز في طهران بـ’النظام الظالم الذي فقد شرعيته’ في سورية. ورأى المسؤول أن ‘مصر أكبر من أن تحجم بمال خليجي وقمح أمريكي’، مشيرا إلى أنه ‘لا يمكن شراء مصر بملياري دولار أودعتها قطر في المصارف المصرية’.

واعتبر أن ‘نجاح مهمة الابراهيمي منوط بالتزام قطر والسعودية والاتراك بخطة عنان’.

وأضاف الزعبي ‘أن سورية تواجه فكرا وهابيا إرهابيا تكفيريا وثقافة متطرفة وبصور وأسماء مختلفة’، مؤكداً أن ‘عناصر القاعدة باتوا موجودين على الأرض وهناك من هم أخطر منهم’.

وقال الوزير ان سلطات بلاده تملك ‘وثائق تؤكد ضلوع أجهزة إعلام وأشخاص في أجهزة إعلام عربية وغير عربية في مسائل أمنية وجرائم اغتيال وقتل’، وفق تعبيره. وقال إن بعض الفضائيات لديها علم مسبق بأحداث وجرائم قبل وقوعها.

ودعا الزعبي اللاجئين السوريين في دول الجوار إلى العودة إلى بلادهم، وقال إنه ‘باستطاعة المواطنين السوريين الذين انتقلوا إلى دول مجاورة في أي لحظة ودون موافقة من أحد أن يعودوا إلى سورية’.

في غضون ذلك، وصف المبعوث الدولي الجديد لسورية الأخضر الابراهيمي مهمته بأنها ‘شبه مستحيلة’. وقال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية ‘بي.بي.سي’ إنه يخشى ثقل المسؤولية التي تحملها مهمته، وأوضح ‘أدرك كم هي صعبة، إنها تقريبا مستحيلة’.

وقال: ‘أشعر بالذعر من ثقل مسؤوليتي. البعض يقول الناس تموت وأنت ماذا ستفعل؟’ واعترف ‘نحن لا نفعل الكثير، وهذا في حد ذاته ثقل مرعب’.

وكان جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية صرح في وقت سابق بأن دمشق مستعدة للتعاون مع الابراهيمي.

وقال مقدسي في مقابلة تليفزيونية ‘سوف نستمع له وسوف يستمع لنا’.

الى ذلك صرح رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا عقب لقائه وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارجالو ‘نحن نطلب التدخل العسكري لحماية المدنيين السوريين الذين يتعرضون للاغتيال على مدى عام ونصف العام’.

ومن باريس قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين إن أي استخدام للأسلحة الكيماوية أو البيولوجية من جانب القوات النظامية في سورية سيثير رد فعل ‘قويا وخاطفا’ من الغرب.

وذكر فابيوس ‘تحدثنا حول هذا الأمر خاصة مع شركائنا الأمريكيين والبريطانيين ونتابعه عن كثب بصفة يومية’.

قتلى بانفجار سيارة مفخخة في جرمانا ضاحية دمشق وفي قصف على حلب ومسلحون يحاصرون مدينة محاذية لتركيا ويتهمون الجيش السوري بهدم المنازل كـ’عقاب جماعي

الإبراهيمي: المهمة في سورية شبه مستحيلة.. ورئيس الصليب الأحمر في سورية للقاء الأسد

دمشق ـ حلب ـ حارم ـ بيروت ـ وكالات: اعلنت منظمة غير حكومية ان تفجيرا استهدف الاثنين ضاحية جرمانا قرب دمشق ما اسفر عن مقتل خمسة مدنيين بينما ادى قصف جوي على مبنى في مدينة الباب قرب حلب (شمال) الى سقوط 18 شخصا كانوا لجأوا اليه.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ‘خمسة مدنيين على الاقل قتلوا وجرح 27 آخرون في انفجار سيارة مفخخة قرب دوار الوحدة في جرمانا الضاحية الجنوبية الشرقية لدمشق’.

وتقع جرمانا التي يعيش فيها مسيحيون ودروز خصوصا موالون لنظام بشار الاسد، في ريف دمشق على بعد عشرة كيلومترات جنوب شرق العاصمة.

وتحدثت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن ‘انفجار عبوة ناسفة الصقتها مجموعة ارهابية مسلحة بسيارة في حي الوحدة بمدينة جرمانا، اسفر عن اصابة عدد من النساء والاطفال’.

وقال مصور لوكالة فرانس برس ان الانفجار ادى الى تحطم زجاج واجهات المحلات التجارية في الحي وانهيار شرفة احد المباني.

وكانت سيارة مفخخة انفجرت في 28 آب (اغسطس) في جرمانا ما اسفر عن سقوط 27 قتيلا على الاقل كانوا يشاركون في تشييع انصار للرئيس السوري.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له، لفرانس برس ان ‘هناك زيادة في الهجمات بالسيارات المفخخة’.

واضاف ‘في الوقت نفسه هناك لجان شعبية في جرمانا حيث معظم سكانها من الموالين للنظام، تدافع عن منطقتها وهذا يعني ان النظام فقد السيطرة حقا لانه لا لم يعد يملك وسائل الدفاع حتى عن انصاره’.

ويتخذ النزاع في سورية طابعا يزداد دموية مع تسجيل اكبر عدد من الضحايا في آب )اغسطس( بسقوط خمسة آلاف قتيل. وقد اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان رئيسها الجديد بيتر مورر في طريقه الى دمشق حيث سيلتقي الرئيس بشار الاسد وعددا من الوزراء، في زيارة تستمر ثلاثة ايام هي الاولى منذ توليه منصبه في الاول من تموز) يوليو(.

واوضحت ان المحادثات ستتناول خصوصا ‘القضايا الانسانية الملحة’. وتأتي هذه التطورات بينما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية ان الموفد الدولي الجديد الى سورية الاخضر الابراهيمي سيزور دمشق ‘قريبا’، مؤكدا ان السلطات السورية ‘ستستمع’ الى ما لديه لحل النزاع المستمر منذ نحو 18 شهرا.

وخلف الابراهيمي كوفي عنان الذي استقال من منصبه في الثاني من اب (اغسطس) بعدما اخفق في تسوية النزاع في سورية، عازيا هذا الفشل الى عدم تلقيه دعما كافيا من الدول الكبرى.

ودعا الابراهيمي السبت جميع الاطراف في سورية الى وقف العنف معتبرا ان الحكومة تتحمل مسؤولية اكبر في هذا الشأن. كما اكد انه من المبكر الحديث عن ارسال قوات عربية او دولية الى سورية معتبرا ان التدخل العسكري يعني فشل العملية السياسية.

وتفيد حصيلة موقتة للمرصد ان 52 شخصا قتلوا امس في اعمال العنف في سورية. ومن هؤلاء 18 شخصا بينهم ست نساء وطفلان سقطوا في قصف جوي على مبنى لجأوا اليه في مدينة الباب في محافظة حلب شمال سورية.

وقال مدير المرصد الذي يعتمد على شبكة من الناشطين والشهود على الارض ان القتلى هم عشرة رجال وست نساء وطفلان مشيرا الى انهم سقطوا في قصف لمقاتلة على مبنى لجأوا اليه.

ويستخدم المعارضون المسلحون الذين يخوضون منذ ستة اسابيع معركة حاسمة ضد القوات الحكومية في حلب، مدينة الباب التي تضم حوالي ثمانين الف نسمة وتبعد 30 كلم شمال شرق حلب، قاعدة خلفية لعملياتهم.

وكانت سلسلة من الغارات الجوية على الباب اسفرت عن سقوط 12 قتيلا الجمعة، كما ذكر المرصد ومصدر طبي، بينما تحدث السكان عن سقوط عشرين قتيلا.

من جهتها اكدت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان ‘قواتنا المسلحة الباسلة واصلت ملاحقة الارهابيين وكبدتهم خسائر فادحة’ في محافظة حلب.

وتحدثت الوكالة عن مصادرة كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر و’تدمير شاحنات صغيرة مجهزة باسلحة ثقيلة في كفر الحمرا عند المدخل الشمالي لحلب’.

سياسيا، شددت دول مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماع وزاري لها في جدة مساء الاحد على ‘اهمية تحقيق انتقال سلمي للسلطة في سورية يحفظ امنها واستقرارها ووحدتها’ ودانت ‘استمرار عمليات القتل والمجازر نتيجة امعان النظام في استخدام كافة الاسلحة الثقيلة’.

واعلن مدير المرصد السوري لفرانس برس مساء الاحد ان عدد ضحايا اعمال العنف في سورية ارتفع الى 26283 قتيلا على الاقل بينهم 5440 سقطوا خلال شهر آب (اغسطس) الماضي وحده، ليصبح هذا الشهر الادمى منذ اندلاع الانتفاضة السورية في اذار (مارس) 2011.

ومن بين الذين قتلوا في آب (اغسطس) هناك 4114 مدنيا و105 منشقين و1221 جنديا نظاميا حسب المرصد الذي يضع قتلى المعارضين المسلحين في عداد المدنيين القتلى.

ومن اصل القتلى الـ 26283 منذ بدء الانتفاضة هناك 18695 مدنيا و1079 منشقا و6509 عسكريين نظاميين.

ويصعب التحقق من مصادر مستقلة في صحة ارقام الضحايا بسبب القيود التي تفرضها السلطات على تحركات وسائل الاعلام العالمية التي ترغب بتغطية النزاع في سورية.

الى ذلك حاصر المسلحون المعارضون للنظام السوري بلدة حارم على الحدود التركية واشتبكوا مع قوات الجيش والامن المتمركزين في مبان حكومية وفي القلعة القديمة في البلدة، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

واستمرت المعركة للسيطرة على البلدة الشمالية طوال نهار الاحد، وقال المسلحون ان نحو 20 الفا من سكان البلدة حملوا السلاح ويقاتلون الى جانب القوات النظامية السورية.

وتقع حارم على سفح جبل على بعد نحو كيلومترين فقط من الحدود مع تركيا. وهي محاطة ببساتين الزيتون والرمان التي يتسلل منها مقاتلو المعارضة للوصول الى مواقع على مداخل المدينة.

ومن القلعة القديمة التي تشرف على المدينة يفتح قناصو الجيش النار فور اشتباههم بوجود مقاتلين معارضين.

وتتساقط القذائف من الاسلحة الثقيلة ومدافع الهاون على البساتين والمدخل الرئيسي للبلدة ما يتسبب في تصاعد اعمدة الدخان.

وافاد المعارضون المسلحون انهم يسيطرون على ست من الطرق السبع المؤدية الى المدينة، بحسب ما اوضح ابو سعيد الذي يقود مجموعة من المسلحين المنتمين الى لواء الحق.

وقال ابو سعيد القائد في الجيش السوري الحر ‘قتلنا في كمين زعيم فرقة من الشبيحة’.

واضاف ‘دخلنا البلدة فجر السبت من الشمال والجنوب’ مضيفا ان الجنود تدعمهم سبع دبابات انسحبوا الى القلعة، وقال ان ‘عناصر من قوات الامن يحتلون مباني رسمية’.

والسبت قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قتالا عنيفا نشب في البلدة وان عددا من الجنود قتلوا.

واضاف ابو سعيد ‘قتل العديد من الجنود وجثثهم لا تزال ملقاة هناك’، مشيرا بيده الى المكان الذي وقع في الاشتباك.

وتابع ‘قتل اربعة من الشبيحة واحرقنا نحو 12 من منازلهم كما فعلوا في قرانا تماما’.

ومعظم سكان بلدة حارم هم من السنة، وتعرف البلدة بانها تضم عددا من انصار الاسد، بحسب المعارضين المسلحين. وذكر احد المسلحين ‘جميع المنازل فيها اسلحة، انهم مجهزون تماما .. البلدة عدوانية’.

وبعد يوم مرهق من القتال، عاد معظم المسلحين ليل الاحد الاثنين الى قاعدتهم في مدينة راس الحصن ومعهم شاحنة استولوا عليها من الجيش السوري.

وفي طريق عودتهم لقيت قافلتهم المؤلفة من العديد من العربات وفي مقدمتها شاحنة بيك اب تحمل رشاشا من عيار 14,5 ملم، الترحيب في كل قرية مرت بها.

احد مؤسسي اطباء بلا حدود يطالب بمنطقة حظر جوي في سورية

حلب ـ ا ف ب: يؤكد جاك بيريس جراح الحرب الذي ساهم في تأسيس منظمة اطباء بلا حدود ويقوم بمهمة في حلب، ان فرض منطقة للحظر الجوي في سورية ضرورة ملحة في مواجهة العدد المتزايد لضحايا القصف الجوي.

وقال الطبيب الفرنسي الذي التقته فرانس برس في مستشفى قرب خط الجبهة في حلب كبرى مدن شمال سورية ‘هناك 50 الف قتيل على الاقل اضافة الى المفقودين. انه عار!’.

وتشهد حلب منذ اكثر من شهر معارك حاسمة تدور بين الجيش السوري ومقاتلي والمعارضة.

وذكر ان الحصيلة التي نشرها المرصد السوري لحقوق الانسان وتفيد عن سقوط 26 الف قتيل منذ اذار (مارس) 2011، استنادا الى ناشطين وشهود عيان بعيدة عن الحقيقة.

واضاف ‘اني واثق من ان (المرصد ومقره لندن) لم يحتسب القتلى الموجودين هنا’.

وفي الاسبوعين الماضيين قدر بيريس انه عالج 20 الى 45 مقاتلا معارضا يوميا مع وفاة شخصين او ستة كل يوم.

وهذه الارقام لا تشمل الا مستشفى صغير في مدينة كبيرة حيث يتطور الوضع بسرعة، مع محال تجارية مفتوحة ومارة في شوارع بعض الاحياء في حين تتعرض احياء اخرى لسقوط قنابل.

وقال الطبيب الذي توجه الى معظم ساحات الحرب من فيتنام في ستينات القرن الماضي الى ليبيا العام الماضي ‘انها مجازر مروعة، حتى وان تحول الوضع الان الى حرب اهلية. لكن هذا النزاع غير متكافىء على الاطلاق. تستخدم الاسلحة الخفيفة في مواجهة الدبابات والقصف الجوي’.

واضاف وهو ينظر الى صورة بالاشعة وينصح طبيب سوري بافضل طريقة لاستئصال رصاصة من ساق جريح ‘لكن مقاتلي المعارضة سينتصرون. يستحقون النصر. انهم شجعان للغاية. يعانون كثيرا والخسائر كبيرة في صفوفهم’.

وحيال هذه المأساة تثير لا مبالاة الاسرة الدولية غضب الطبيب اذ يقول ان ‘عدم اقامة منطقة حظر جوي امر معيب’.

وقال ان نظام دمشق ‘حكومة مجرمة تقتل شعبها. من النادر ان تقدم حكومة على قتل شعبها. حاول (الزعيم الليبي معمر) القذافي القيام بذلك ولحسن الحظ حصل التدخل’ العسكري الدولي دعما لثوار ليبيا.

واضاف ‘في لحظة يحصد القصف عددا كبيرا من الجرحى لا يمكن لطبيب جراح معالجتهم في يوم واحد’.

وفي المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، يكثف الجيش غاراته الجوية.

وصباح الاثنين اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 18 شخصا بينهم نساء واطفال في قصف جوي على مبنى لجأوا اليه في مدينة الباب في محافظة حلب شمال سورية.

وهي المرة الثالثة التي يقوم فيها بيريس بمهمة في سورية هذه السنة بدعم من جمعيات فرنسية صغيرة.

وفي ايار (مايو) توجه بيريس الى محافظة ادلب (شمال غرب) حيث اكد ان جنودا دمروا صيدليات واحرقوا مراكز علاج. كما زار حمص (وسط) في شباط (فبراير) عندما كان الجيش يقصف حي بابا عمرو.

وقال ‘هناك الكثير من المعاناة والمآسي والاسر المشتتة واليتامى (…) كل ذلك لانهم طالبوا بالقليل من الحرية ولانهم قالوا انهم سئموا’ من الرئيس بشار الاسد.

سورية: الحجز على أموال مناف طلاس وعائلته

دمشق ـ يو بي آي: أمرت وزارة المالية السورية الاثنين بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة للعميد المنشق مناف طلاس وعائلته. وأصدرت الوزارة قرارها بناء على المادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب لعام 2012 وقانون مكافحة غسل الأموال، حيث ‘يعاقب كل من قام بتمويل عمل إرهابي أو أكثر بالأشغال الشاقة من خمس عشرة سنة إلى عشرين وبالغرامة ضعفي قيمة الأموال المنقولة وغير المنقولة أو الأشياء التي كانت محلا للتمويل’.

والعميد مناف طلاس هو ابن وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس أحد أكثر المقربين من الرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس الحالي بشار، وكان يتولى قيادة أحد ألوية الحرس الجمهوري. وأعلن طلاس انشقاقه عن النظام في تموز/ يوليو الماضي.

يشار إلى أن وزارة المالية السورية أصدرت في وقت سابق قرارا بالحجز الاحتياطي على أموال عدد من المنشقين منهم رئيس الوزراء السابق رياض حجاب، والمعارض ميشيل كيلو، والشيخ سارية الرفاعي، والسفير السابق لدى العراق نواف فارس والسفير السابق في الإمارات العربية المتحدة عبد اللطيف الدباغ وزوجته الدبلوماسية السابقة في قبرص لمياء الحريري.

احتمالات التدخل العسكري الامريكي في سورية بعيدة اليوم وفي المستقبل.. وتركيا خائفة

في معلولا لو عاد المسيح لقال للسوريين: لا تقتلوا لا تحرقوا او تسرقوا وتخطفوا

لندن ـ ‘القدس العربي’: حصيلة اعداد القتلى اليومية في ارتفاع، وسورية ومدنها تعيش حالة فوضى، قواعد تستهدف، مدنيون يقتلون، ومبعوث دولي خاص لحل الازمة السورية يصرح قبل ان يبدأ مهمته بأنها شبه مستحيلة، فيما تواصل تركيا ضغطهاعلى حلفائها الدوليين لاقامة منطقة عازلة، لاستيعاب اللاجئين، فقد ذكرها الهجوم الذي ادى لمقتل تسعة من مسؤوليها الامنيين قرب الحدود الجنوبية ـ الشرقية مع تركيا بمخاطر تدخلها في الازمة السورية ودعمها للمقاتلين السوريين، خاصة ان حكومة بشار الاسد تستخدم الورقة الكردية ضدها.

وفي ضمن هذه التطورات لا يزال المقاتلون السوريون يبحثون عن السلاح ومعارضتهم السياسية تبحث عن تدخل دولي. ويبدو ان الدول الغربية مترددة في دعمها، تقول شيئا وتتراجع عن اشياء، فالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند رفع الاسبوع الماضي من آمال السوريين عندما قال ان فرنسا عازمة على اقامة منطقة عازمة ليتراجع ويعترف ان مهمة اقامتها صعبة.

وفي ضوء الحملة الانتخابية الامريكية التي بدأت تسخن ويواجه فيها الرئيس باراك اوباما خصما قويا وهو الجمهوري ميت رومني فالآمال بتدخل امريكي بعيدة المحال وان لم تتدخل امريكا فلن يتدخل الغرب بالضرورة وهو ما اشار اليه تقرير في صحيفة ‘واشنطن بوست’، حيث قالت ان اي توقعات بتدخل امريكي في الازمة السورية في الاشهر القادمة وما بعدها بعيدة بحسب مسؤولين امريكيين واجانب.

وتقول ان المسؤولين الغربيين يعتقدون ان الرئيس السوري بشار الاسد سيطاح به عاجلا ام اجلا لكن الحرب الآن في سورية تحولت الى حرب استنزاف طويلة. كما ان الولايات المتحدة ترفص الاستماع للدعوات الدولية ومن الجيش الحر تزويده بالسلاح لاقامة مناطق آمنة محمية دوليا لاستيعاب الاعداد المتزايدة من اللاجئين.

ففي النهاية تحتاج المناطق الآمنة الى اقامة مناطق حظر جوي، حسب مسؤول اخر. فأي منظمة اغاثة دولية لن تدخل هذه المناطق والعمل فيها بدون ان تضمن حماية من القصف الجوي السوري. وعلى الرغم من كل هذا يؤكد المسؤولون الذين تحدثت اليهم الصحيفة ان خيار التدخل العسكري لا يعني انه ليس مطروحا على الطاولة، فقد اكدوا انهم ناقشوا وقلبوا ونظروا في كل الخيارات لكن اي خيار يجب ان يكون فاعلا ويخدم مصالح امريكا والغرب. وعلى الرغم من تطور قوة المقاتلين وقدرتهم على مواجهة الجيش السوري واسقاطهم طائرات عسكرية، اضافة لسيطرتهم على مناطق واسعة، كل هذا بسبب الاسلحة التي غنموها من الجيش السوري او تلك التي زودتها بهم قطر والسعودية الا انهم لا يزالون غير قادرين على مواجهة القوة الضاربة المتوفرة لدى الجيش السوري.

الخوف من الجهاديين

وفي ضوء تزايد ظهور الجماعات الجهادية ووصول مقاتلين من مختلف الجنسيات الى سورية ممن ينضوون تحت راية القاعدة، تخشى الادارة الامريكية تخشى ان تقع الاسلحة المتطورة التي ستقدمها في ايديهم، ذلك ان واشنطن تستحضر درس افغانستان في الثمانينات من القرن الماضي.

وقد عبر مسؤول امريكي عن هذه المخاوف نقلت عنه الصحيفة عندما قال ‘نخشى من وجود نسبة عالية من اختراق الحركات الراديكالية للانتفاضة، ولا نريد ان تقع الاسلحة في ايديهم بعد ذلك’. ومع فقدان الشهية للتدخل العسكري الامريكي، نظرا للظروف الحالية التي تقيد اوباما من اي عمل ولعدم وجود رأي عام يدفع بهذا الاتجاه فالادارة لن تتدخل الا في حالة شعرت ان الترسانة الكيماوية في خطر وهو ما اوضحه اوباما عندما تحدث بلهجة تهديدية للنظام السوري واصفا الترسانة بانها ‘خط احمر’.

تركيا الخائفة

ولعل الدولة الوحيدة والمتضررة من الازمة وهي تركيا هي التي تدعو المجتمع الدولي لفعل شيء، فمع ان هيلاري كلينتون قد صرحت في زيارتها الشهر الماضي ان تعاونا امنيا يجري بين الامريكيين والاتراك، حيث اقام الامريكيون برنامجا لدعم المعارضة وتدريب المقاتلين في الداخل على استخدام اجهزة الاتصال، لكن مسؤولا وصف ما جرى في الاجتماع بينها وبين وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو ان كلينتون كررت ان التدخل العسكري لن يكون مجديا. ومع ذلك ترى تركيا ان التدخل ضروري حيث قارن اوغلو في كلمة له امام مجلس الامن يوم الخميس الوضع بما حدث في البوسنة، لكنها تخشى من القيام بالخطوة منفردة وجر حلف الناتو لحرب طويلة. وكان الاسد في لقاء له مع قناة ‘الدنيا’ قد اكد ان اي منطقة آمن غير عملية وستعارضها سورية.

فرنسا تتحرك

ولعل المخاوف الامريكية تنبع من العامل الجهادي في سورية. فالتقارير التي نشرت يوم الاحد تظهر مخاوف وكالات امنية غربية من دخول جهاديين الى سورية، حيث كشف مسؤول امني بريطاني عن دخول 100 جهادي بريطاني من اصل باكستاني سورية. وبنفس السياق نقلت مجلة ‘تايم’ عن مسؤولين امنيين فرنسيين ان هناك ادلة تشير الى ذهاب متطرفين فرنسيين للجهاد في سورية.

ساحة تدريب

وحذر المسؤولون من مخاطر تحول سورية الى ساحة تدريب للجهاديين كما حدث في افغانستان والعراق واليمن من قبل. وقالت المجلة ان مسؤولين فرنسيين في مكافحة الارهاب قدموا لها ادلة ذات مصداقية عن قيام شباب فرنسيين بالسفر الى سورية. ويقول المسؤولون ان الدليل الهام ادى بهم الى مراقبة الثورة السورية للبحث عن ادلة تشير الى تحولها الى نقطة جذب للراديكاليين في اوروبا الباحثين عن طريق للجهاد. وتظل الادلة عن سفر اعداد من الشباب المسلمين الفرنسيين لافغانستان قليلة وغامضة.

وبحسب جهادي فرنسي سافر الى تركيا بنية الجهاد في سورية ولكنه غير تفكيره وعاد لفرنسا، وحققت معه السلطات الامنية الفرنسية وقال ان هناك عددا من الشباب سافروا الى تركيا حيث وصلوا الى مخيمات اللاجئين السوريين القريبة من الحدود مع سورية، وقاموا بالاتصال بالمقاتلين ودخلوا لاحقا الاراضي السورية وانضموا الى كتيبة من المقاتلين الاجانب.

وبحسب المجلة فالشاب لا يزال تحت المراقبة ولم توجه له اي تهم بتورطه بالارهاب، حيث يقول المسؤولون ان تقديم اي جهادي ذهب لسورية للمحكمة صعب مقارنة مع من ذهبوا الى العراق وافغانستان واليمن حيث شاركوا في قتال الحكومات هناك والقوات الامريكية ودول حلف الناتو.

هناك فرق

ونقلت المجلة عن مسؤول امني كبير في فرنسا قوله ‘كيف تقوم بتوجيه تهمة بالتورط بالارهاب ضد من ذهب الى سورية لمساعدة اؤلئك الذين يعملون على الاطاحة ببشار الاسد، وهو رجل شجبه المجتمع الدولي كديكتاتور دموي ورجل رشحته افعاله لكي يقدم امام محكمة جرائم الحرب الدولية’. واضاف المسؤول ان المخابرات تعرف بوجود اسلاميين يقاتلون الآن في سورية لكن مشاركتهم الان في حركة ‘تمرد’ وليست اعمالا ‘ارهابية’.

مضيفا ان هناك في سورية مقاتلا بلحية ويحمل كلاشينكوف واخر بلا لحية ومعه كلاشينكوف ‘فكيف توجه تهمة لمواطن فرنسي يذهب لمساعدة واحد منهما’. وقارن المسؤول الوضع في سورية بما حدث في البوسنة عندما انضم شباب مسلمون اوروبيون الى جماعات جهادية كانت تقاتل الصرب ففي ذلك الوقت لم تتخذ الدول الغربية افعالا ضدهم ‘حتى اظهروا نوازع ارهابية’. وتتساءل المجلة عن سبب تركيز المخابرات الفرنسية على الشباب الذين يذهبون لسورية ان كان عددهم فعلا قليلا ولن يؤثر لا في الثورة السورية او على الامن الفرنسي كما تشي كلمات المسؤول. ويجيب مسؤولون ان هناك امكانية لنقل التجربة والقيام بأعمال ارهابية في اوروبا، خاصة ان سورية قريبة من اوروبا، كما ان سفر الجهاديين منها الى اوروبا سهل عبر تركيا، وهذا البلد يعتبر مركز جذب سياحي لاوروبا ويدخل اليه السياح الغربيون بدون تأشيرة.

في معلولا

ضمن سلسلة التقارير التي يكتبها روبرت فيسك مراسل صحيفة ‘اندبندنت’ من سورية، حيث زار معلولا يوم الاحد، قال انه يمكن ان تنسى وانت في الطريق ان هناك حربا في سورية، ولكن عليك ان لا تمرقرب بلدة التل التي يتواجد فيها الجيش. ولكن في الجبال الباردة قرب الحدود مع لبنان يعيش مسلمون ومسيحيون جنبا الى جنب كما عاشوا منذ 1300 عام، لكن التاريخ لا يتركهم لحالهم. حيث يستعيد فيسك التاريخ عندما يدخل كنيسة القديس سركيس في البلدة، وينظر الى صورة القديسين سيرجيوس وبكسوس (سركيس وباخوس) وهما من اشراف الرومان اللذين اعتنقا المسيحية في بلدتهما ‘الرصافة’، مما اغضب الامبراطور في روما واصدر امرا باعدامهما لانهما ادارا ظهرهما لدين الامبراطورية الوثني.

مما ادى بهم للهرب الى معلولا وظلوا بها يبشرون بالمسيحية حتى القى عليهم الجند الرومان كي يعدما. ويقول انه نظر للرجل العجوز الذي كان يحكي له القصة، حيث اومأ كل منهما برأسه لان القصة لها علاقة بالحاضر فسركيس وباخوس كانا منشقين عن نظام الامبراطورية. ويشير الى كتيبة قادها القائد البولندي اندريه ولديسلو عام 1942 من الاتحاد السوفييتي عير سورية والعراق وفلسطين للانضمام لقوات الحلفاء في المعركة الشهيرة ‘مونتي كاسينو’ قرب العاصمة الايطالية روما، وفي طريقه مر على معلولا وقدم للكنيسة ايقونة وجدها فيها ومكتوب عليها اسمه ولا تحمل الايقونة اية اشارة الى المعركة، وقد اعتبر الحزب الشيوعي اندريه وجيشه حفنة من المنشقين. وما يميز معلولا ان سكانها يتحدثون بالارامية لغة المسيح، وعندما طلب من امرأة شابة ان تقول له بلغتها اسم صلاة الرب، جاءت نبرها مثل العبريةـ ودخل في نقاش حول علاقة العربية والعبرية.

وعندما سأل الاخت من دير صيدنايا ماذا سيقول السيد المسيح لو عاد لسورية اليوم اجابت ‘ان عاد اليوم فسيقول للناس لا تقتلوا، لا تحرقوا، لا تطلقوا النار ولا تخطفوا او تسرقوا، وكل هذه الامور مذكورة في الانجيل’. ويختم بالقول انه في صيدنايا 20 الف نفس، مسلمون ومسيحيون من اتباع الكنيستين الارثوذكسية اليونانية والكاثوليكية فيها ثماني كنائس ومسجدان وهنا امرأتان مسحيتان على الاقل متزوجتان من مسلمين، ولكن الحرب ليست بعيدة فعلى حافة البلدة قابل مجموعة من المدنيين امام متراس ونقطة تفتيش وافق عليها الجيش ولا يحملون اسلحة، ابتسموا لي.

وزير الاعلام السوري يتهم الحكومة التركية بتقديم السلاح وإرسال المسلحين إلى بلاده

دمشق ـ يو بي آي: اتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الحكومة التركية بتقديم السلاح وإرسال المسلحين إلى سورية وإيواء الإرهابيين، مطالبا بوقف السلاح وإيواء المسلحين.

وقال الزعبي في لقاء مع ممثلي ومراسلي وكالات الأنباء المعتمدين في دمشق، إن ‘من يتابع الصحف التركية وبعض الوكالات المحددة يعرف أن حكومة حزب العدالة والتنمية تقدم دعما مباشراً لتنظيمات متطرفة إسلامية وهي مسؤولة عن ذلك وهناك أدلة على ذلك’.

واضاف ‘المحامي التركي الذي قتل في شمال سورية عثمان كرهان هو محامي تنظيم القاعدة وكان معه مجموعة من تنظيم القاعدة الأتراك وهؤلاء أسماؤهم موجودة ‘.

وتابع ‘في عام 2003 قام هؤلاء بتفجير أحد فروع المصرف البريطاني في اسطنبول وكنيسين يهوديين وأسفرت الانفجارات عن مقتل 63 شخصا وجرح 750 واعتقلوا وحوكموا وحكم عليهم بالسجن المؤبد’.

وتساءل الزعبي ‘كيف قتلوا في حلب ومن أفرج عنهم ونقلهم إلى حلب ومن يستطيع أن يفرج عن موقوفين قتلوا مواطنين أتراك وينقلهم إلى دولة.. أخرى إنه سؤال برسم الحكومة التركية كما هناك أسئلة كثيرة برسمها؟ ‘.

وأوضح أن المطلوب هو وقف السلاح وإيواء المسلحين و’ لا حوار في ظل وجود سلاح بيد الإرهابيين لأن الحوار شرطه الأساسي توفير الأمن والاستقرار، ارموا أسلحتكم ودعونا ننجز الحوار ونلجأ لصناديق الاقتراع ‘.

تابع ‘ ما قاله أردوغان وغيره من الغربيين عن أن الرئيس الأسد فقد شرعيته كلام تافه ولا معنى له وفي غير محله ولا يغير من الأمر شيئا ومن يحدد شرعية أي رئيس هو صناديق الاقتراع ‘.

وأشار الزعبي إلى أنه في مسألة السيادة الوطنية ‘ ليس هناك خطوط حمراء وإذا مسها أحد سنرد عليه ونقطع يده وسيدفع ثمنا غاليا فما يطرح من مناطق عازلة آمنة هو عدوان على الأرض السورية ‘.

وتابع ‘من يعتقد انه يمكن احتواء سورية بالعنف بعد فشلهم باحتوائها سياسيا هو مخطئ ومن يعتقد انه سيكون بمعزل عما يجري في سورية بعد أن أرسل السلاح والمال والمقاتلين فهو مخطئ أيضا’.

وقال ‘ما يجري في سورية هو مؤامرة كبرى وعدوان بأدوات وحشية عناصرها ظاهرة وبادية وواضحة’ لافتا إلى أن سورية ‘تواجه فكرا وهابيا إرهابيا تكفيريا وثقافة متطرفة وهابية بصور وأسماء مختلفة ‘.

من جهة ثانية قال الزعبي ‘إن الدم السوري في رقبة الرئيس المصري (محمد مرسي) والسعوديين والقطريين والأتراك وكل المسؤولين عن عمليات القتل’.

وتابع ‘منذ أن بدأ مرسي الظهور على الشاشة أول مرة أسمعه صادقاً عندما قال( في قمة عدم الانحياز بطهران) إن الدم السوري في رقبتي وهذا صحيح فالدم السوري في رقبته ورقبة السعوديين والقطريين والأتراك’.

وأضاف إن هذه الدول ‘تتحمل وزر ومسؤولية الدم السوري’ معتبرا أنه ‘إذا كان الرئيس المصري يتحدث عن أنه لم يقم بشيء أو يريد القيام بشيء فهذا نفاق سياسي’.

وتابع ‘ننظر إلى مصر على أنها النموذج والدور القومي.. لكن من المؤسف أن يحل محل نظام مبارك، آخر لا يختلف عنه إلا بالشكل’، متسائلاً ‘أين النظام الجديد من اتفاقية كامب ديفيد وفتح المعابر مع غزة؟’.

وأردف الزعبي أن ‘ما يجري في سورية ليس سراً لا بتفاصيله الصغيرة ولا بعناوينه الكبيرة.. وما تحدثنا عنه في الإعلام عن مؤامرة كان من الواقع وليس تنظيراً سياسياً وهناك أدلة سياسية وواقعية وأمنية استخباراتية تؤكد أن ثمة ما يعد لسورية’.

وقال إن المعارضة لا تملك برنامجا سياسيا للذهاب إلى الحوار فالحوار يتم بين برامج سياسية مؤكدا أن الحل أن الحل في سورية سوري وأدواته سورية و’أن الجيش العربي السوري ملتزم بتنفيذ واجباته بإعادة الأمن والاستقرار إلى كل المناطق’.

وأضاف أن ‘دعوة المعارضة إلى الظهور على الإعلام السوري ليس بدعة، وكل من يريد إظهار رأيه يستطيع ذلك بالحوار السياسي والرأي الواضح’.

وتابع ‘المعارضة التي قصدناها هي المعارضة الوطنية التي ترفض التدخل الخارجي واستخدام السلاح وإدخاله والاعتداء على الجيش والمواطنين’.

وأوضح الزعبي أن ‘سورية لا تمانع دخول أي وسيلة إعلامية ونحن نريد نقل وجهة نظر كاملة عما يحدث في سورية وليس وجهة نظر أحادية ونقول للجميع انقلوا الحقيقة.. ولكن الإعلامي لا يحمل سلاحا ويتحول إلى مقاتل أو ينقل أموالا أو يتحول إلى جاسوس ‘.

واتهم بعض القنوات الفضائية بأنها ‘شريكة بسفك الدم السوري’، مشيراً إلى أن لديها علم مسبق بأحداث وجرائم قبل وقوعها، وأن هناك دلائل جنائية وأخرى ملموسة عن تلك الشراكة.

من جهة أخرى أكد الزعبي على التعامل بإيجابية مع أي مبادرة تساعد سورية على الخروج من أزمتها شريطة عدم المس بالسيادة .

وقال ‘ أي مبادرة تساعد سورية على الخروج من المؤامرة التي تتعرض لها سنتعامل معها بشكل ايجابي على ألا تمس السيادة الوطنية’.

وأشار الى أن سورية ‘ستقدم لمبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي أقصى حدود المساعدة وستعمل كي لا تصل مهمته إلى حائط مسدود كما وصلت إليه مهمة سلفه كوفي عنان بسبب عدم استجابة الأطراف الخارجية له’.

وقال الزعبي ‘ نريد أن تخفق مهمته(الابراهيمي) بسبب عدم التزام دول محددة كقطر وتركيا والسعودية بنجاحها’.

وفي مسألة المواطنين الذين انتقلوا إلى البلدان المجاورة أشار الزعبي إلى أنه ‘ليس هناك ما يمنع على الإطلاق من عودة أي مواطن سوري إلى بلده ولا يخشى شيئا وأي كلام آخر هو تهويل عليهم وللمتاجرة بهم ‘.

ورأى أن الدور الأوروبي دور تابع للدور الأمريكي، قائلا ‘الدور الأوروبي تابع للدور الأمريكي وليس مستقلا، فهناك هيمنة أمريكية على القرارات السيادية الأوروبية’.

ناشطون: عشرة آلاف لاجئ سوري عالقون عند الحدود التركية

أنقرة – من تولاي كارادينيز: تقطعت السبل بآلاف اللاجئين السوريين عند الحدود التركية في الوقت الذي تسعى فيه السلطات جاهدة للتعامل مع التدفق المتزايد للاجئين والذي قد يفاقمه قصف جوي وبري من جانب القوات السورية لبلدة مجاورة.

وقال ناشطون من المعارضة السورية إن حوالي عشرة آلاف لاجئ ظلوا طوال أسبوع عالقين في الجانب السوري من الحدود المتاخمة لاقليم كيليس في جنوب شرق تركيا وهو الطريق الوحيد الذي يصل من مدينة حلب في شمال سورية إلى تركيا.

وقال شاهد عيان من رويترز إن طائرة سورية قصفت بلدة اعزاز على مسافة ثلاثة كيلومترات من الحدود في ساعة مبكرة صباح الاثنين مما دفع بعض السكان الذين لم يلوذوا بالفرار بعد إلى حزم أمتعتهم.

واعزاز هي بلدة يفترض أنها خاضعة لسيطرة المعارضين ولكنها غالبا ما تتعرض للقصف المدفعي ليلا من مطار عسكري قريب. وقال بعض السكان إن نصف قاطني البلدة الذين يبلغ عددهم نحو 70 ألفا قد فروا بالفعل.

وقال مسؤول من إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لرئاسة الوزراء التركية لرويترز ‘لم نتوقف عن استضافة السوريين غير أننا نفعل ذلك بوتيرة أبطأ لأسباب أمنية… هناك بعض الأشخاص يدخلون تركيا ثم يعودون ويأتون مجددا’.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ‘نسعى لتوزيع المساعدات على المتواجدين في الجانب الآخر من الحدود. لقد وصل عددهم يوم السبت إلى ما يتراوح بين سبعة آلاف وثمانية آلاف’.

وتستضيف تركيا بالفعل ما يزيد على 80 ألف سوري فروا من الانتفاضة المناوئة للرئيس السوري بشار الأسد والتي اندلعت قبل 17 شهرا فيما تقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن عددهم قد يصل إلى 200 ألف لاجئ.

وتخشى أنقرة من تدفق أعداد غفيرة من اللاجئين على غرار نزوح نصف مليون عراقي كردي إلى تركيا في أعقاب حرب الخليج عام 1991.

وقال ناشطون من المعارضة السورية إن العراقيل التي يواجهها اللاجئون عند الحدود التركية تثني السكان الذين يتعرضون لإطلاق النار من قوات الأسد في حلب وغيرها عن الفرار مما يعرضهم لخطر جم.

وشكت تركيا مرارا من أنها لا تتلقى مساعدات دولية كافية للاجئين ودفعت باتجاه إقامة ‘منطقة آمنة’ داخل سورية خاضعة للحماية الأجنبية في مسعى لمساعدة المدنيين في الجانب الآخر من الحدود.

ولم تلق الخطة حماسا يذكر من القوى العالمية في اجتماع مجلس الأمن التابع للامم المتحدة يوم الخميس.

ومن المقرر أن تدعم أنقرة هذه الفكرة مجددا في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الجاري غير أن معارضة روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض (فيتو) تعني أن هناك فرصة ضئيلة للحصول على تفويض من مجلس الأمن لاتخاذ هذا الإجراء والذي سيتطلب إقامة مناطق حظر جوي خاضعة لحراسة طائرات أجنبية لضمان تنفيذه.

وقالت صحيفة ‘الشعب’ الصينية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم الاثنين إن الاقتراح التركي لن يساعد في حل الأزمة الإنسانية السورية.

وأيد رئيس الهلال الأحمر التركي أحمد لطفي آكار الأسبوع الماضي فكرة إقامة منطقة عازلة وقال إن مؤسسته سترسل في أي حال من الأحوال المزيد من المساعدات إلى الجانب السوري من الحدود.

وقال آكار للتلفزيون التركي أثناء زيارة له لمخيمات للاجئين في اقليم هاتاي التركي يوم الجمعة ‘إننا نوزع المساعدات عبر أربع نقاط عبور حاليا. يمكننا إقامة مخيمات هناك أو يمكن أن نقدم لهم هذه الخدمات في بيوتهم. هذه الخيارات محل نقاش في الوقت الراهن’.

لافروف: موسكو وواشنطن تتفقان على الهدف المطلوب في سورية وتختلفان على كيفية تحقيقه

موسكو ـ يو بي آي: قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا والولايات المتحدة تتفقان على الهدف المطلوب تحقيقه في سورية ولكنهما تختلفان على كيفية الوصول إليه.

وقال لافروف في تصريح لوكالة أنباء ‘نوفوستي’ الإثنين، إنه سيلتقي نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون على هامش اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ الذي بدأ أعماله بمدينة فلاديفوستوك الروسية أمس الاول، ويبحث معها الشأن السوري إضافة الى جملة أمور أخرى.

وأشار إلى أن روسيا والولايات المتحدة تصبوان إلى تحقيق الهدف الواحد في سورية وهو أن ‘تتحول سورية لنظام ديمقراطي تعددي يمارسه السوريون بأنفسهم في حين تحترم جميع الدول الأخرى سيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها’، ولكن تختلفان على كيفية تحقيق هذا الهدف.

وأوضح لافروف أن الولايات المتحدة تريد الوصول إلى الهدف المطلوب تحقيقه من خلال تنحية الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية من دون التنسيق مع السلطات السورية الحالية، في حين يتضمن الحل الذي تقترحه روسيا لإنهاء النزاع السوري وقف الطرفين السوريين المتنازعين (الحكومة والمعارضة) لإطلاق النار وتعيين المتفاوضين الذين يجب أن يقرروا جميع المسائل الأخرى بأنفسهم من دون تدخل الأطراف الخارجية.

وقال وزير خارجية روسيا إن التواجد الإنساني لروسيا في العالم لا يعكس قدراتها، مضيفاً أنه ‘من الواضح أن تواجدنا الإنساني في العالم لا يساوي قدراتنا ونحن نلاحظ هذا بسهولة.. إننا نستعيد بشكل واسع مواقعنا التي خسرناها في تسعينات القرن السابق ونحن متخلفون جداً عن اللاعبين الدوليين في هذه المنطقة مثل الفرنكوفونيين، ومعهد جوته’. وتطرق الى الحديث عن مرتبة القوات العسكرية الروسية في العالم، لافتاً الى أنها ليست بالمرتبة العاشرة عالمياً، مشيراً إلى وجود عدم توازن، فالولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا هم في المراتب الثلاث الأوائل.

وكان لافروف السبت الماضي في إشارة إلى الأزمة السورية، إنه ‘يجب أن يكون التدخل الخارجي إيجابيا.. ونصرّ على أن يستهدف تدخل الأطراف الخارجية إرغام الطرفين السوريين (الحكومة والمعارضة) على وقف العنف’.

النظام السوري يستهدف عكار لانها معقل المستقبل و14 آذار

ريما زهار

بعد فشل مخطط ميشال سماحة، يرى البعض ان استهداف العمق اللبناني وخصوصًا منطقة عكار من قبل النظام السوري يعود الى ان تلك المنطقة تعتبر معقلاً لتيار المستقبل وقوى 14 آذار وربما للرد على موقف رئيس الجمهورية المتمايز حول الموضوع.

بيروت: ما الهدف اليوم من تسخين الوضع العسكري على الحدود الشمالية وتكرار القصف المدفعي السوري على القرى الأمنة في عكار والبعيدة نسبيًا عن الحدود، بعيدًا عن أي مبررات أمنية واقعية أو استفزازات معينة، يقول النائب خضر حبيب ( تيار المستقبل) ل”إيلاف” ان استهداف القرى الآمنة في عكار من قبل النظام السوري يدخل ضمن اطار الاعتداءات السورية على الاراضي اللبنانية، ان كان على الحدود الشمالية اللبنانية السورية او على الحدود اللبنانية السورية في البقاع، منذ بداية الازمة السورية وهناك اكثر من عشرين قتيلاً وعشرات الجرحى من جراء القصف والاعتداءات والخطف، وليس بجديد، يضيف حبيب، ان يعتدي النظام السوري على اهلنا الآمنين الساكنين في مناطقهم.

ويتابع حبيب:” ما حصل في عكار للمرة الاولى يطال القصف الداخل اللبناني، هي بلدات تبعد بحدود ال 10 كيلومترات عن الحدود السورية، وكانت رسالة واضحة لرئيس الجمهورية اللبناني من خلال مواقفه الاخيرة التي كانت وطنية وتشرف كل مواطن لبناني.

وردة فعل من قبل النظام السوري كانت رسالة واضحة لرئيس الجمهورية وللحكومة ورئيسها بالذات.

ويضيف حبيب :” اعتاد النظام السوري خلال 35 عامًا الا يحترم اي شخصية لبنانية، واعتبرها جميعها خاضعة لتعليماته وتوجيهاته واوامره، واليوم هناك تمايز في موقف رئيس الجمهورية اللبنانية.

ولدى سؤاله تبقى الاعتراضات الرسمية ربما خجولة نوعًا ما، ينفي حبيب الامر ويرى ان موقف رئيس الجمهورية كان واضحًا وصريحًا، والاجراء الذي اتخذه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي رغم التحفظ على الكثير من مواقفه، كان ايجابيًا بلقائه مع السفير اللبناني في سوريا وطلب منه بتوجيه كتاب الى الحكومة السورية يعترض فيه على قصف المناطق في عكار، رغم ذلك يستطرد حبيب ويقول :” ولو كان الموقف خجولاً الى حد ما اذا اعتبرنا اننا نطالب بامور اخرى كطرد السفير السوري، وبتطبيق القرار 1701 على كل الاراضي اللبنانية لحفظ الامن، ونطالب كتيار مستقبل ان يتم نشر قوات اليونيفيل في الشمال.

عن اعتبار البعض ان هناك سيناريو اليوم لاستهداف عكار بعدما فشل سيناريو ميشال سماحة التفجيري، وذلك لاشعال فتنة بدءًا من عكار وطرابلس، يجيب حبيب:” النظام السوري يعرف ان منطقة الشمال بشكل عام وعكار بشكل خاص يوجد اكبر جمهور لتيار المستقبل، ولقوى 14 آذار/مارس فيها، فاذا كانت المستهدفة منطقة عكار لان ولاءها لتيار المستقبل وقوى 14 آذار/مارس.

ويضيف حبيب:” وربما استهداف عكار اليوم ايضًا لان اهلها يساعدون المدنيين العزل السوريين من مواد غذائية والامور الطبية، ويقفون معهم مواقف انسانية، لذلك يتم استهدافهم لان الامر يغتاظ منه النظام السوري.

هل حجة النظام السوري بوجود وتمدد الاصوليين الاسلاميين في شمال لبنان هل هي حجة مقنعة لاستهداف الشمال؟ يجيب حبيب:” النظام السوري عودنا على حضن وتوزيع القواعد الاصولية في المنطقة، النظام السوري هو اول من اسس ورعرع ونظم ووزع الاصولية ( وليس السلفية)، وهو الاب الحاضن لها ولديه الخبرات في هذا الموضوع منذ عشرات السنين، والرأي العام الاقليمي والدولي لديهم صورة واضحة عن الموضوع، ونأسف لموقف وزير الاعلام السوري ويمكن تشبيهه بوزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف.

اما هل سينجّر لبنان الى فتنة مهيأة سلفًا له؟ يؤكد حبيب انه طالما زعماء الساحة السياسية اللبنانية واعون على ما يحصل في الداخل السوري ويعرفون ان النظام السوري يحاول تحويل ازمته الى الداخل اللبناني، فستبقى الامور خارج الفتنة.

حملة سوريَّة للتضامن مع مي سكاف

حسن آل قريش أقامت مجموعة من المعارضين والفنانين السوريين حملة تضامن مع الفنانة، مي سكاف، بعد اعتقالها أخيراً بتهمة الإرهاب والتحريض على القتل.

دمشق: تتواصل في صفوف المعارضين السوريين حملة للتضامن مع الفنانة السورية مي سكاف بعد أيام من توجيه النظام السوري اتهاما لها بالتحريض على القتل.

ورفع متظاهرون لافتات تحيي سكاف في مظاهرة في منطقة ركن الدين في العاصمة السورية دمشق، وأطلق المتظاهرون على سكاف المعروفة بمواقفها المعارضة للنظام السوري لقب “فنانة الحرية”.

وأصدر “تجمع فناني ومبدعي سوريا من أجل الحرية” بيانًا للتضامن مع سكاف، وجاء في البيان الذي تلقت إيلاف نسخة عنه إن ما تعرضت له الفنانة السورية يأتي بعد “تضييق الخناق على الفنانين والفنانات اللذين طالبوا بحرية بلدهم والإعتداء عليهم جسدياً ونفسياً إعتقالاً وتهجيراً وذماً”، مضيفاً أن هؤلاء يتعرضون اليوم “لهجمات جائرة وإتهامات باطلة لكسر عزيمتهم والمسّ بسمعتهم وبمبادئهم”.

وتابع البيان أن “مي سكاف، الفنانة الداعية للحرية والديمقراطية ولبناء دولة المساواة والعدالة الإجتماعية الخالية من المحسوبيات والتطرف والفساد، وبعد فشل الهجمات السابقة التي شنت عليها بغير حق في النيل منها ومن إنسانيتها، متهمة اليوم من النيابة العامة – وفق ما أسمته السلطة بقانون مكافحة الإرهاب – بالتحريض على القتل، بكل ما تنطوي عليه هذه التهمة من تلفيق من قبل أجهزة النظام، ومن طائلة المحاسبة القانونية التعسفية المبيتة”.

ومن الموقعين على البيان الفنانون والفنانات: كندة علوش، وعبد الحكيم قطيفان، وفارس الحلو، وعزة البحرة، وحلا عمران، ولويز عبد الكريم، وناندا محمد، وجهاد عبده، وجلال الطويل، وسعد لوستان، وأمل عمران، وفدوى سليمان، وفاتنة ليلى.

كما وقع على البيان المخرجون أسامة محمد، وهالة العبد الله، ونضال الدبس، وعلاء عربي كاتبي، وكتاب السيناريو ثائر موسى، ودلع الرحبي، وشعراء منهم حازم العظمة، ورشا عمران، والعديد من الكتاب والصحافيين والمسرحيين السوريين.

وأدانت حركة “معاً من أجل سوريا حرة وديمقراطية” في وقت سابق الاتهام الموجه من النظام السوري لسكاف، وقال بيان صادر عن الحركة “إننا في حركة معاً في الوقت الذي نعلن فيه تضامننا التام والكامل مع زميلتنا مي فإننا ندين هذا الاجراء التعسفي بحقها ونطالب بإلغائه فوراً”.

وكانت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري اعتقلت سكاف في صيف عام 2011 خلال مشاركتها بما عرف في حينها بـ”مظاهرة المثقفين” في منطقة الميدان في العاصمة السورية دمشق.

يشار إلى أن سكاف من مواليد 1969، شاركت أخيراً في مسلسل “عمر” الذي عرض خلال رمضان الماضي، ومن أشهر أعمالها “ندى الأيام”، و”ربيع قرطبة”، و”أهل الغرام”، و”الأرواح المهاجرة”، كما أن لها مشاركات مسرحية وسينمائية متنوعة.

رائحة الموت تعبق في حي سيف الدولة بحلب اثر معارك ضارية

أ. ف. ب.

نقلت كاميرا الصحافيين وتقاريرهم هول المعارك التي جرت في حي سيف الدولة في حلب اثر مواجهات عنيفة بين المعارضين المسلحين والجيش النظاميّ.

حلب: سيطرت قوات من الجيش النظامي السوري على اعالي حي سيف الدولة في حلب اثر معركة ضارية مع المعارضين المسلحين الاثنين ما سيسهل لهذا الجيش السيطرة على كامل المدينة كما يؤكد ضباط في المكان، وبعد الظهر كانت ست جثث لا تزال على الارض وسط احد شوارع الحي لتشهد على عنف المعارك التي جرت.

وقال العقيد في الجيش السوري الذي رافق الصحافيين في زيارتهم لثاني المدن السورية “كانت المعركة قاسية جدا لان الارهابيين كانوا يسيطرون على مركزين تجاريين عاليين على طرفي الشارع” حيث حصلت المعركة.

والمعروف ان الموالين للنظام السوري من العسكريين او السياسيين يصفون المعارضين المسلحين بالارهابيين. وبعد القمع الشديد الذي واجه فيه النظام حركة الاحتجاج التي استهدفته انتقلت المعارضة الى مرحلة العسكرة وتحولت المواجهة الى نزاع مسلح مفتوح.

ومن احد المركزين التجاريين اللذين يتحكمان بالشارع وهما عبارة عن برجين يتالف كل منهما من عشرة طوابق، لم يبق سوى الهيكل. وشوهدت ثياب اطفال في احد طوابق البرج، ومعدات الكترونية في طابق اخر وبقايا مطعم في طابق ثالث.

وقال الضابط المرافق للصحافيين “كان لا بد من استخدام قوة نارية كثيفة للالهاء وفتح الطريق امام قوة اخرى لاقتحام البرج ثم نشب القتال من طابق الى آخر حتى وصلنا الى الطابق الاخير حيث شاهدنا بنادق قنص متروكة”.

على الطريق شوهدت بقايا سيارات متفحمة او ممزقة بالرصاص والقذائف، اما الابنية المجاورة فكانت متفحمة نتيجة الحرائق.

ولكن لا يبدو ان حي سيف الدولة الواقع في غرب حلب آمن بشكل كاف. وطلب الضابط المرافق من الصحافيين السير الى جنب الجدران الواحد خلف الاخر.

وشاهد الصحافيون في المكان جنودا ينقلون في ملاية صفراء اللون جثة احد رفاقهم وقد مزقته قنبلة مضادة للدروع اطلقها المعارضون المسلحون.

وعلى بعد خمسين مترا تتجه الطريق نزولا لتبدأ هناك الارض التي يسيطر عليها المعارضون.

وقال احد الضباط مخاطبا الصحافيين “لا يزال لديهم وجود الا انهم فقدوا التفوق الاستراتيجي الذي كانوا يتمتعون به عندما كانوا مسيطرين على هذين البرجين”.

واقترب ضابط من الصحافيين وهو يحمل دفترا مدرسيا وجده في شقة كان المعارضون المسلحون يتمركزون فيها. وتضمن هذا الدفتر مناوبات المقاتلين على المراكز القتالية مع اسمائهم وجنسياتهم واوقات خدمتهم العسكرية. وبحسب هذا الدفتر فان نصف المقاتلين كانوا من الليبيين والاتراك والتونسيين والشيشان واليمنيين والنصف الاخر من السوريين.

وقال قائد العمليات العسكرية في غرب حلب لوكالة فرانس برس ان “السيطرة السبت على مرتفعات سيف الدولة شكلت تحولا في المعركة لتحرير حلب واعتقد اننا سنسيطر على هذا الحي بكامله خلال يومين”.

واضاف “خلال عشرة ايام سنطهر حلب”. وغالبا ما تستخدم السلطات هذا التعبير لدى الكلام عن طرد المعارضين من اي موقع.

وختم هذا الضابط متحدثا الى الصحافيين “الاصعب تم انجازه لان الشوارع المتبقية تضم مباني ذات طابقين او ثلاثة وسنتقدم فيها سريعا”.

جنبلاط لدروز سوريا: لا تسقطوا في فخ النظام

حذر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط من مغبّة توريط ابناء الطائفة الدرزية في سوريا بمواجهة مع الثورة أو مع أبناء الطوائف الأخرى، واعتبر أن الشعب السوري يدفع ثمن تقاطع المصالح بين موسكو وواشنطن.

بيروت: أشار رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط في بيان الى “أنها المرة الثانية التي تشهد فيها منطقة جرمانا في سوريا تفجيراً من خلال سيارة مفخخة في مسعى بات مكشوفاً وهو يرمي إلى تخويف الناس ودفعهم لتقبل فكرة الحماية الذاتية والتسلح، وهو مخطط واضح من قبل النظام السوري وبعض الأوساط الدرزية المتميزة بقصر نظرها، بالتواطؤ مع بعض الوجهاء في جبل العرب، الذين يريدون جرّ الدروز بعد تسليحهم الى مواجهة مع الثورة أو مع أبناء الطوائف الأخرى، وهو ما يصبّ في مصلحة النظام ومساعيه الى إشعال الفتنة الداخلية للحد من ضغط الثورة وتقدمها على كل المستويات”، محذراً “جميع الشرفاء والوطنيين من السقوط في هذا الفخ المخطط له بعناية ودقة”.

 وسأل جنبلاط “لماذا تُستهدف جرمانا في الوقت الذي لم يسبق أن استهدفت سوى المراكز الأمنية والعسكرية؟”، وأضاف: “لقد سمعنا في الأيام القليلة المنصرمة عن المخططات المرسومة لتسليح الأقليات، وهو مخطط واضح الأهداف والمرامي لتأليب المناطق والطوائف على بعضها البعض وللحد من انتصارات الثورة السورية المتتالية والضربات الموجعة للنظام”.

 جنبلاط، وفي موقفه الاسبوعي لجريدة “الأنباء” الصادرة عن “الحزب التقدمي الاشتراكي”، شدد على أن “وعي الشعب السوري الذي قدم حتى الآن التضحيات الهائلة وقام بجهود جبارة بالتعاون مع “الجيش السوري الحر” سينتصر في نهاية المطاف”، مضيفاً “هذه الثورة لن تتراجع ولا يمكن لها أن تتراجع مهما كان الثمن”، مؤكداً أن “هذا الوعي سيكون كفيلاً بإسقاط كل المخططات المشبوهة للنظام وأزلامه وعملائه لتفادي المزيد من الاقتتال والدم الذي يراق يومياً في مختلف أنحاء سوريا”.

 وأشار جنبلاط الى أنّه “يوماً بعد يوم، تتكشف خيوط التلاقي المشبوه، المدروس أم غير المدروس، الذي يحصل بين المواقف الدولية والاقليمية، الأميركية والروسية، حيال الأزمة السورية، وهو ما يؤكد صوابية وجهة نظرنا منذ اندلاع الثورة السورية بأن هناك أشكالاً متعددة للتواطؤ الاقليمي والدولي ضد الشعب السوري الأعزل” ، لافتاً الى أن “الموقف الروسي الداعم للنظام السوري يؤكد وقوفه ضد الشعب السوري، وعندما يقول وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) إن الجيش السوري سوف يبقى في المدن، فهذا يعني المزيد من التدمير للمدن”، متابعاً: “من ناحية أخرى، عندما يعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية (الجنرال مارتن ديمبسي) رفض إدارته إيجاد منطقة حظر جوي ورفض إعطاء الثوار الوسائل التي تساعد على خلق منطقة حظر جوي، وعندما يقول بأن استمرار الحرب سيجعل من سوريا دولة مارقة أو فاشلة Failed State، فهذا الكلام يثبت التقاطع المريب الذي يدفع ثمنه في نهاية المطاف الشعب السوري”، خاتماً: “كأن هناك إعادة رسم لما تبقى من خريطة سايكس-بيكو من قبل مجموعة من الدول الاقليمية والغربية”.

الرئيس الجديد للجنة الدولية للصليب الاحمر يصل الى دمشق للقاء الاسد

أ. ف. ب.

 دمشق: وصل رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر الجديد بيتر مورر الى دمشق حيث سيلتقي عدة مسؤولين سوريين وعلى راسهم الرئيس بشار الاسد حسبما افادت مسؤولة في اللجنة الثلاثاء وكالة فرانس برس.

 وقالت المتحدثة باسم اللجنة في دمشق رباب رفاعي للوكالة ان مورر وصل مساء امس (الاثنين) دمشق في اول زيارة له بعد تعيينه خلفا لجاكوب كيلنبرغر في الاول من تموز/يوليو للقاء عدد من المسؤوليين السوريين وعلى راسهم الرئيس السوري.

 ويناقش رئيس اللجنة خلال زيارته التي تمتد لغاية صباح الخميس، بحسب المتحدثة، بالاضافة الى توسيع وتعزيز انشطة اللجنة الدولية في سوريا “بحث الاحتياجات الانسانية المتزايدة وتذكير الجهات المتنازعة بواجباتها بموجب القانون الدولي الانساني في اطار حماية المدنيين وتامين خدمة البنية التحيتية بما فيها وسائل النقل والصحة”.

 ويلتقي مورر خلال زيارته وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ووزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم الشعار ووزير الصحة سعد عبد السلام النايف ووزير الدولة للمصالحة الوطنية علي حيدر ورئيس لجنة الهلال الاحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار.

 واوضحت المتحدثة بان اللجنة الدولية على تواصل دائم ومستمر مع مختلف اطراف المعارضة في الداخل والخارج الا ان رئيس اللجنة لا يعتزم الاجتماع مع اي طرف فيها “في هذه الزيارة على الاقل”.

 واكدت المتحدثة على ان “زيارة المحرومين من الحرية” لا تزال تشكل “اولوية” بالنسبة للجنة الدولية .

 واشارت رفاعي الى ان مورر “قد يقوم بزيارة ميدانية” بالاضافة الى لقاءه المسؤولين السوريين.

انفجار سيارة مفخخة في جرمانا يقتل 10 معظمهم من النساء والأطفال

العقيد الكردي لـ «الشرق الأوسط»: النظام يقف وراءه لإحداث شرخ بين الدروز والثورة

بيروت: يوسف دياب

قتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص معظمهم من النساء والأطفال، وجرح عدد آخر في انفجار سيارة مفخخة في شارع الوحدة بمنطقة جرمانا التابعة لمحافظة ريف دمشق.

ونقلت وكالة «يونايتد برس إنترناشيونال» عن مصدر محلي أن «عبوة ناسفة انفجرت في شارع الوحدة قرب دوار الرئيس في منطقة جرمانا، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وجرح آخرين، إضافة إلى تدمير واحتراق عدد من السيارات». مشيرا إلى أن «دوي الانفجار كان قويا وسمع من مسافات بعيدة».

في هذا الوقت، أبدى نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي اعتقاده بأن «النظام السوري وأجهزته الأمنية تقف وراء تفجير جرمانا، من أجل إيجاد شرخ بين أبناء هذه المنطقة ذات الغالبية الدرزية والثوار». وأكد الكردي في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» أن «هناك معلومات لدى الجيش الحر بأن النظام هو من يقف وراء هذا التفجير، بسبب انضمام أبناء منطقة جرمانا من إخوتنا من الطائفة الدرزية الكريمة إلى صفوف الثورة بشكل قوي، ولذلك هو يسعى إلى تعميق الشرخ بشكل كبير لأنه عجز في السابق عن ذلك». وقال الكردي: «نحن ليست لدينا أي خطة أو هدف عسكري أو أمني في هذه المنطقة، كما أن رفاقنا في الكتائب العسكرية الموجودة على الأرض لم تبلغنا بذلك، لا قبل التفجير ولا بعده، ولذلك فإن النظام السوري هو من قام بهذا العمل».

بدوره، أوضح الناشط عابد المصري أن «انفجار جرمانا ناتج عن سيارة مفخخة انفجرت في حي سكني، قريبا من دوار الوحدة». مؤكدا أن الانفجار «خلف ضحايا بشرية وأضرارا مادية كبيرة». وأكد المصري لـ«الشرق الأوسط» أن «أجهزة النظام الأمنية وشبيحته ضربوا طوقا أمنيا حول مكان الانفجار، ومنعوا الناس من الاقتراب منه والاطمئنان على أبنائهم وأقاربهم القاطنين في المكان نفسه»، لافتا إلى أن «كامل هويات الضحايا لم تعرف بعد لأن أجهزة الأمن هي التي نقلت الضحايا إلى المشافي».

من جهته، رأى رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أنها «المرة الثانية التي تشهد فيها منطقة جرمانا في سوريا تفجيرا من خلال سيارة مفخخة، في مسعى بات مكشوفا يرمي إلى تخويف الناس ودفعهم لتقبل فكرة الحماية الذاتية والتسلح، وهو مخطط واضح من قبل النظام السوري وبعض الأوساط الدرزية المتميزة بقصر نظرها، بالتواطؤ مع بعض الوجهاء في جبل العرب، الذين يريدون جر الدروز بعد تسليحهم إلى مواجهة مع الثورة أو مع أبناء الطوائف الأخرى، وهو ما يصب في مصلحة النظام ومساعيه لإشعال الفتنة الداخلية للحد من ضغط الثورة وتقدمها على كل المستويات». وسأل: «لماذا تُستهدف جرمانا في الوقت الذي لم يسبق فيه أن استهدفت سوى المراكز الأمنية والعسكرية؟»، مشيرا إلى «أننا سمعنا في الأيام القليلة المنصرمة عن المخططات المرسومة لتسليح الأقليات.. وهو مخطط واضح الأهداف والمرامي لتأليب المناطق والطوائف بعضها على بعض، وللحد من انتصارات الثورة السورية المتتالية والضربات الموجعة للنظام».

واعتبر الزعيم الدرزي أن «وعي الشعب السوري الذي قدم حتى الآن التضحيات الهائلة وقام بجهود جبارة بالتعاون مع الجيش السوري الحر، سينتصر في نهاية المطاف، وهذه الثورة لن تتراجع ولا يمكن لها أن تتراجع مهما كان الثمن»، مشددا على أن «هذا الوعي سيكون كفيلا بإسقاط كل المخططات المشبوهة للنظام وأزلامه وعملائه لتفادي المزيد من الاقتتال والدم الذي يراق يوميا في مختلف أنحاء سوريا».

النظام يقصف مباني للنازحين في حلب.. ويلجأ لـ«العقاب الجماعي للسكان»

ناشطون: المجازر تتوالى.. والطيران يستخدم براميل نفطية متفجرة

بيروت: بولا أسطيح

أكدت عدة مصادر سورية معارضة ومستقلة أمس أن النظام السوري بدأ في اللجوء إلى سياسة «العقاب الجماعي للسكان».. وفي الوقت الذي تحدث فيه المركز الإعلامي السوري أمس عن مقتل أكثر من 100 شخص «في مذبحة جديدة نفذها جيش النظام في بلدة حزة بريف دمشق»، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «18 مواطنا على الأقل بينهم نساء وأطفال قتلوا إثر القصف الذي تعرض له مبنى في مدينة الباب»، بينما هدمت جرافات تابعة للجيش السوري منازل في غرب دمشق، فيما وصفها ناشطون بأنها أول حملة للعقاب الجماعي تستهدف ممتلكات المواطنين في مناطق معادية للرئيس بشار الأسد بالعاصمة.

وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن «قوات الجيش النظامي وشبيحته ارتكبت مجزرة مروّعة في مدينة حزّة بريف دمشق راح ضحيّتها ما يزيد عن 100 قتيل»، وبثّ ناشطون شريط فيديو أظهر عشرات الجثث في شوارع المدينة التي قال ناشطون إنها تتعرض لعملية حصار خانق ما يمنع الدخول إليها للحصول على مزيد من التفاصيل.

وبالتزامن، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «18 مواطنا على الأقل بينهم نساء وأطفال استشهدوا إثر القصف الذي تعرض له مبنى في مدينة الباب». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «القتلى هم عشرة رجال وست نساء وطفلان»، مشيرا إلى أنهم «سقطوا في قصف لمقاتلة على مبنى لجأوا إليه». وقال سكان إن «طائرة حربية حلقت فوق المدينة ليلا قبل أن تعود في الساعة السادسة لإلقاء قنابل على محلات تجارية ومنزلين». وصرح رجل مصاب بشظايا في مشفى قرب حلب: «كنا نائمين في المنزل عندما انفجرت القنبلة الأولى. ركضت إلى الباب فأصبت في الانفجار الثاني»، مضيفا: «والدي ووالدتي وأختي قتلوا، بينما تمدد قربي اثنان من أشقائي أحدهما فتى والثاني رضيع».. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنه «تم نقل عشر جثث إلى مستشفى مدني في حلب التي تشهد اشتباكات بين الجيش السوري والمعارضين المسلحين منذ ستة أسابيع».

وبينما أكّد ناشطون أن الجيش الحر أكمل سيطرته على حي العامرية وسط حلب، حيث الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة على أطراف الحي، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن «قواتنا المسلحة الباسلة واصلت ملاحقة الإرهابيين وكبدتهم خسائر فادحة»، متحدثة عن «مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر وتدمير شاحنات صغيرة مجهزة بأسلحة ثقيلة في كفر الحمرا عند المدخل الشمالي لحلب».

بدوره، تحدث محمد الحلبي الناطق باسم التنسيقيات في حلب عن استخدام النظام لبراميل نفطية متفجرة تلقى من طائرات حربية تتسبب بدمار هائل، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «عدد شهداء أمس فاق الـ55، بينهم 15 في حي الميسر و30 في مدينة الباب».

وأوضح الحلبي أن الاشتباكات بين عناصر الجيش الحر وقوات الأمن لا تزال مستمرة وهي تترافق مع قصف عنيف وبالتحديد في أحياء صلاح الدين، سيف الدولة، الإذاعة، السكري، مشيرا إلى أن قوات النظام حاولت أمس اقتحام حي بستان الباشا من الجهة الشرقية لكنّها فشلت.

ولفت الحلبي إلى وصول عدد النازحين في داخل حلب إلى ما يفوق الـ750 ألفا بدأوا يئنون من أزمة مقبلة لا محالة مع اقتراب فصل الشتاء، وقال: «معظم هؤلاء يفترشون الشوارع والحدائق والمدارس، علما أن العام الدراسي علة وشك الانطلاق وسكان حلب لا يعلمون ما سيكون مصير أولادهم»، مشددا على وجوب أن يلتفت المجتمع الدولي للأزمة التي يعيشها لاجئو الداخل الذين يعانون أكثر من اللاجئين الذي نظموا أمورهم في الدول المجاورة.

وفي دمشق، أفاد ناشطون بمقتل 16 شخصا في حي القابون بإعدامهم ميدانيا على أيدي عناصر الأمن السوري. وقال مجلس قيادة الثورة في دمشق إنه جرى قصف حي التضامن صباح يوم أمس بمدافع الهاون. كما تعرض حيا العسالي والحجر الأسود للقصف من قبل القوات النظامية، مما أسفر عن وفاة رجل وزوجته وإصابة طفلتهما في حي الحجر الأسود. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات النظامية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حي ركن الدين بدمشق.

وفي وقت لاحق، هدمت جرافات تابعة للجيش السوري منازل في غرب دمشق، فيما وصفها ناشطون بأنها أول حملة للعقاب الجماعي تستهدف ممتلكات المواطنين في مناطق معادية للأسد بالعاصمة. وذكر ناشطون وسكان أن جرافات مدعومة بقوات قتالية هدمت مباني في منطقة الطواحين الفقيرة قرب طريق دمشق – بيروت السريع.

وقالت امرأة تعيش في مبنى شاهق يطل على المنطقة لـ«رويترز»: «بدأوا قبل نحو ثلاث ساعات. الجرافات تهدم المتاجر والمنازل. والسكان في الشوارع». وأفاد ناشطون بأن القوات النظامية أجبرت السكان على إزالة الكتابات المناوئة للأسد على الجدران وكتابة شعارات تمجد الرئيس بدلا منها.

وقال معاذ الشامي، وهو ناشط يعمل على توثيق عمليات الهدم بالفيديو: «هذا عقاب جماعي لم تسبقه أي أعمال استفزازية. المعارضون المسلحون غادروا ولم تعد هناك حتى مظاهرات في المنطقة». وأضاف «لا يستطيع النظام أن يمنع نفسه من تكرار الأعمال الوحشية التي ارتكبت في الثمانينات».

وتحدث ناشطون أيضا عن هدم أو حرق 200 منزل ومتجر على الأقل في الجزء القديم من مدينة درعا في جنوب سوريا خلال الأيام القليلة الماضية. وتسبب قصف الجيش النظامي في خلو المنطقة من السكان إلى حد كبير، حيث دفع 40 ألف شخص إلى الفرار إلى الأردن. وقال الناشط المعارض رامي السيد «هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها حملة ممنهجة لهدم المنازل والمتاجر باستخدام وسائل مباشرة مثل الجرافات، والتي يبدو أنها تركز على دمشق وضواحيها».

تصعيد في القامشلي بعد أنباء عن «أوامر» باعتقال أكراد لـ«زجهم في أتون الحرب»

مصدر كردي سوري: مسلحون من حزب الاتحاد الديمقراطي ومواطنون يواجهون قوات من الحرس الجمهوري

أربيل: شيرزاد شيخاني

كشف قيادي كردي سوري أن مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة السورية شهدت يوم أمس «توترات شديدة جراء قدوم عناصر تابعة لقوات النظام السوري من الحرس الجمهوري، إلى هناك بهدف اعتقال الشباب الكرد في المدينة، وسوقهم إلى جبهات القتال عنوة»، مؤكدا أن «مسلحين تابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي ومواطنين أكراد آخرين يقفون بمواجهة تلك القوات القادمة، ويمنعون وصولها إلى المدينة».

من جهة أخرى، شدد قيادي من حزب الاتحاد الديمقراطي أن «التقارير التي أوردتها المصادر الإعلامية حول تواجد قوات حزب العمال الكردستاني ومحاصرتها المدينة غير صحيحة»، مؤكدا أن «قوات الحزب المنضوية تحت إمرة الهيئة الكردية العليا هي التي تسير الوضع الأمني في المناطق الكردية بالتنسيق مع بقية الأحزاب الكردية السورية، ولا وجود مطلقا لأي قوات تابعة للعمال الكردستاني التي تناضل في ساحتها الرئيسية وهي تركيا؛ ولا علاقة لها بالوضع السوري».

ونقل القيادي في حزب اليسار الكردي المعارض لنظام دمشق شلال كدو لـ«الشرق الأوسط» أن مدينة القامشلي شهدت يوم أمس توترات شديدة جراء وصول قوات تابعة لنظام بشار الأسد، وهي قوات الحرس الجمهوري، بهدف سوق الشباب الكردي إلى جبهات القتال، وعلمنا من مصادرنا الخاصة بأن تلك القوات تلقت أوامر باعتقال الشباب الكردي بين 20 – 40 عاما لزجهم في أتون الحرب التي يشنها النظام السوري ضد المواطنين المدنيين في معظم المدن والمناطق السورية.

وتابع: «ونظرا لأن الشباب الكردي قرر رفض تلبية نداءات النظام الدموي بالسوق إلى الخدمة الإلزامية بالجيش، فقد تم يوم أمس إغلاق جميع الطرق والمنافذ المؤدية إلى مدينة القامشلي من قبل مسلحين تابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وكذلك من الشباب الذي تدفقوا إلى تلك المداخل والطرقات وأشعلوا الدواليب حتى بدت أجواء المدينة ملبدة بغيوم سوداء».

وبسؤاله عن تواجد حزب العمال الكردستاني هناك قال كدو: «لا وجود لأي قوات تابعة لحزب العمال الكردستاني في مناطقنا الكردية، بل إن المسلحين هم تابعون لحزب الاتحاد الديمقراطي المتعاطف مع حزب العمال الكردستاني، وهي قوات تقوم بمهام أمنية في الداخل لحفظ الأمن وتسيير الخدمات والدفاع عن المدن والمناطق الكردية في حال تعرضت لهجمات النظام».

من جهته أكد القيادي شيرزاد اليزيدي، عضو مجلس شعب غرب كردستان وهو الواجهة السياسية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات التابعة لحزبنا تأتمر بأوامر الهيئة العليا الكردية التي تدير حاليا شؤون المناطق الكردية بسوريا، واتهامات السوريين بالسماح لحزب العمال الكردستاني بدخول المناطق الكردية والتحكم بها غير صحيحة، ومصدرها تركيا التي يبدو أنها متضايقة جدا من وحدة الصف الكردي، وخاصة بعد توقيع الأطراف الكردية في سوريا على اتفاقية هولير التي وحدت صفوفهم، وأصبحت وسيلة لتوحيد الجهد الكردي بمواجهة النظام الدموي في سوريا». وأشار اليزيدي إلى أن «تركيا هي التي تروج لهذه الأخبار والتي تحولت إلى اتهامات مبتذلة لكثرة تكرارها، وتهدف من ورائها النيل من الشعب الكردي في سوريا، وهي لم تأل جهدا حتى في مساعيها لإنشاء مناطق آمنة التي أرادت من خلالها أن تحتل أجزاء من أراضي سوريا وبالأخص المناطق الكردية، وهذه الجهود فشلت والحمد لله بسبب مواقف أوروبا الرافضة لتلك المقترحات التركية».

وأضاف أن «القوات التي تسيطر حاليا على أوضاع المناطق الكردية بسوريا حاليا، هي قوات تابعة لحزبنا ولا علاقة للعمال الكردستاني بها، لأن ساحة النضال الكردي للحزب في تركيا وليس في سوريا. وحزب الاتحاد الديمقراطي بادر منذ اللحظات الأولى لاندلاع الثورة السورية إلى حماية الشعب الكردي بمناطقنا في سوريا، عبر تشكيل لجان أمنية مشتركة مع بقية الأحزاب الكردية السورية، وسميت بقوات حماية الشعب التي تتولى حاليا إدارة الجانب الأمني وتسيير الخدمات، إلى جانب وقوفها حائط صد بمواجهة محاولات النظام لنقل حربه الدموية إلى المناطق الكردية».

وكشف القيادي الكردي أن «ما قيل عن انتقال ألف جندي سوري موال للنظام في دمشق إلى مطار القامشلي لا يمكننا التأكد منه، لأن المطار حاليا تحت سيطرة النظام. ورغم كونه مطارا مدنيا يستقبل الكثير من الرحلات الدولية، ولكن من الممكن أن يكون النظام يستخدمه حاليا لنقل القوات والتعزيزات العسكرية إلى المنطقة.. ولكني أؤكد أن قواتنا ومواطنينا على أهبة الاستعداد لمواجهتهم في حال أرادوا الاعتداء على مناطقنا ومدننا، رغم أننا حاولنا منذ البداية أن نحافظ على نهجنا السلمي في الاحتجاجات الشعبية، وعدم رغبتنا بتحويل مناطقنا إلى جبهات حرب مع النظام، خاصة أن معظم المدن والمناطق السورية تحولت اليوم إلى كتلة من اللهب تحرق الأخضر واليابس».

سيدا يطالب من مدريد بـ«تدخل عسكري سريع» لحماية المدنيين

ناشطون: 10 آلاف لاجئ سوري عالقون عند الحدود التركية

لندن: «الشرق الأوسط»

طالب المجلس الوطني السوري المعارض أمس بتدخل عسكري سريع لحماية المدنيين من قصف قوات النظام السوري، وذلك خلال زيارة رئيس المجلس عبد الباسط سيدا لمدريد. في الوقت الذي يشير فيه ناشطون من المعارضة السورية إلى أن نحو عشرة آلاف لاجئ ظلوا طوال أسبوع عالقين في الجانب السوري من الحدود المتاخمة لإقليم كيليس في جنوب شرقي تركيا.

وقال سيدا إثر لقائه وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو: «نحتاج إلى تدخل إنساني، ونطالب بتدخل عسكري من أجل (حماية) المدنيين السوريين»، وأوضح أن النزاع في سوريا خلف حتى الآن أكثر من ثلاثين ألف قتيل، وأجبر ثلاثة ملايين شخص على ترك منازلهم، إضافة إلى أكثر من 250 ألف لاجئ فروا من البلاد، ونحو مائة ألف معتقل، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «نطالب بتحرك سريع جدا للمجتمع الدولي».

واعتبر سيدا أن الاتحاد الأوروبي يمكنه خصوصا إقناع روسيا بـ«تغيير موقفها» داخل مجلس الأمن الدولي لجهة تأمين ممرات إنسانية للاجئين.

وردا على الانتقادات التي تطال المجلس الوطني، كونه لا يضم مختلف مكونات المعارضة السورية، ذكر سيدا بقرار المجلس توسيع إطاره التمثيلي ليضم ممثلين لمجموعات معارضة جديدة، وذلك في ختام اجتماع لقيادة المجلس في استوكهولم السبت. وقال: «نحن مستعدون لضم كل المكونات، نحن مستعدون لإطلاق حوار وطني ينفتح على كل القوى» الديمقراطية، مشيرا إلى أن «سوريا بلد متعدد الأعراق والديانات، وسيكون هناك مكان للجميع في المستقبل».

وفي سياق ذي صلة، قال ناشطون من المعارضة السورية أمس إن نحو عشرة آلاف لاجئ ظلوا طوال أسبوع عالقين في الجانب السوري من الحدود المتاخمة لإقليم كيليس في جنوب شرقي تركيا، وهو الطريق الوحيد الذي يصل من مدينة حلب في شمال سوريا إلى تركيا.

وقال شاهد عيان من وكالة رويترز إن طائرة سورية قصفت بلدة أعزاز على مسافة ثلاثة كيلومترات من الحدود في ساعة مبكرة صباح أمس، مما دفع بعض السكان الذين لم يلوذوا بالفرار بعد إلى حزم أمتعتهم.. وقال بعض السكان إن نصف قاطني البلدة، الذين يبلغ عددهم نحو 70 ألفا، قد فروا بالفعل.

وقال مسؤول من إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لرئاسة الوزراء التركية لـ«رويترز»: «لم نتوقف عن استضافة السوريين؛ غير أننا نفعل ذلك بوتيرة أبطأ لأسباب أمنية.. هناك بعض الأشخاص يدخلون تركيا ثم يعودون ويأتون مجددا». وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «نسعى لتوزيع المساعدات على المتواجدين في الجانب الآخر من الحدود. لقد وصل عددهم يوم السبت إلى ما يتراوح بين سبعة آلاف وثمانية آلاف».

وتستضيف تركيا بالفعل ما يزيد على 80 ألف لاجئ سوري، فيما تقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن عددهم قد يصل إلى 200 ألف لاجئ. وتخشى أنقرة من تدفق أعداد غفيرة من اللاجئين على غرار نزوح نصف مليون عراقي كردي إلى تركيا في أعقاب حرب الخليج عام 1991. وقال ناشطون من المعارضة السورية إن العراقيل التي يواجهها اللاجئون عند الحدود التركية تثني السكان الذين يتعرضون لإطلاق النار من قوات الأسد في حلب وغيرها عن الفرار، مما يعرضهم لخطر جم. وشكت تركيا مرارا من أنها لا تتلقى مساعدات دولية كافية للاجئين، ودفعت باتجاه إقامة «منطقة آمنة» داخل سوريا خاضعة للحماية الأجنبية في مسعى لمساعدة المدنيين في الجانب الآخر من الحدود.

لكن الخطة لم تلق حماسا يذكر من القوى العالمية في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي، ومن المقرر أن تدعم أنقرة هذه الفكرة مجددا في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الجاري، غير أن معارضة روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض (فيتو) تعني أن هناك فرصة ضئيلة للحصول على تفويض من مجلس الأمن لاتخاذ هذا الإجراء، والذي سيتطلب إقامة مناطق حظر جوي خاضعة لحراسة طائرات أجنبية لضمان تنفيذه.

الإبراهيمي يؤكد أن المساعي الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سوريا «شبه مستحيلة»

غليون لـ «الشرق الأوسط»: لا حل إلا بفرض إجراءات رادعة وإقناع الأسد بالتنحي

بيروت: يوسف دياب

أعرب مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي عن اعتقاده بأن المساعي الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سوريا «شبه مستحيلة»، وأن الجهود التي تبذل حاليا غير كافية لإنهاء القتال.

وقال الإبراهيمي، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي»: «أعلم مدى صعوبة الموقف، وكيف أن المهمة شبه مستحيلة»، وأضاف «لا يمكن القول إن المهمة مستحيلة بل هي شبه مستحيلة، أنا قلق من عبء المسؤولية وأدرك أن الجهود المبذولة غير كافية لإنهاء العنف من خلال الدبلوماسية». وتابع: «الناس يقولون فعلا الناس يموتون وماذا تفعلون أنتم؟ ونحن لا نفعل الكثير، وهذا في حد ذاته عبء كبير». مشيرا إلى أنه يشعر وكأنه يقف أمام جدار من الطوب باحثا عن شقوق ربما تسفر عن وجود حل. وختم الإبراهيمي «أتولى هذه المهمة وعيناي مفتوحتان مع عدم وجود أي أوهام».

وشكّل موقف المبعوث العربي والدولي صدمة لكل المهتمين بالشأن السوري، فوصف رئيس المجلس الوطني السوري السابق برهان غليون تصريح الإبراهيمي بأنه «موقف رجل نزيه، وهو منذ تعيينه لهذه المهمة قال إن ليس لديه أفكار مسبقة ولا يعرف ما إذا ستكون مهمته معقدة». ورأى غليون في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الإبراهيمي «اكتشف أن الوضع أصعب مما كان يعتقد، وأن النظام يوغل بالحل الأمني».

وأوضح غليون: «عندما يتحدث (وزير الخارجية السوري) وليد المعلم بأن الحوار غير ممكن قبل تطهير البلاد من آخر إرهابي، أي يريد القضاء على كل الشعب السوري، وهذا الكلام يجعل الوسيط الدولي يتردد ألف مرة قبل بدء مهمته». ولفت إلى أن «النظام السوري يستعمل اليوم كل الوسائل ولا يتورع عن تدمير البيوت، ولذلك فإن الحديث عن حلول دبلوماسية هو مجرد أوهام». وأضاف «ما يقوله الإبراهيمي يؤكد بأن ما قلناه بأن أي وساطة لن تنجح ما لم يقم مجلس الأمن الدولي الآن بفرض إجراءات بالقوة على (الرئيس السوري بشار) الأسد لوقف القتل والعنف، فإذا فرضت مناطق حظر جوي، عندها يصبح لمهمة الإبراهيمي حظ في النجاح». مؤكدا أن «مهمة الأمم المتحدة، سواء تلك التي تولاها كوفي أنان أو تلك التي أوكلت إلى الإبراهيمي، قائمة على إيجاد انتقال سلمي للسلطة وإقناع الأسد بالتنحي أو الاستقالة ونقل البلاد إلى الحكم الديمقراطي، ونحن نريد أن يكون الإبراهيمي شاهدا على عرقلة النظام لأي إمكانية لحل سياسي في سوريا». إلى ذلك أعلن ضابط قيادي في الجيش السوري الحر، أنه يوافق الأخضر الإبراهيمي على أن مهمته مستحيلة في سوريا، وأكد الضابط الكبير الذي رفض ذكر اسمه، أن المبعوث الدولي «محق في استحالة نجاح مهمته». وقال: «بات معلوما أن بشار الأسد مصرّ على البقاء على الكرسي على دماء كل الشعب السوري، في حين أن الشعب مصر على زوال الأسد حتى آخر مسؤول أو شخص في نظامه وزمرته مهما كلّفه ذلك من دماء وتضحيات، وبالتالي لا مكان للحل الرمادي، فإما ينجح رهان الأسد وإما خيار الشعب». جازما بأن «الحل الدبلوماسي لا مكان له في الأزمة السورية، إذا كان يراهن على حلول تبقي الأسد ونظامه في الحكم لأن الشعب حسم خياره الذي لا رجعة عنه».

ويأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه وزير الإعلام السوري عمران الزعبي المعارضين السوريين إلى «الحوار والظهور على التلفزيون الرسمي السوري»، لكنه استطرد قائلا «نحن نقصد المعارضة الوطنية التي ترفض التدخل الخارجي بما يعني ذلك التسلح ورفض حضور الجيوش الأجنبية، وهذا أمر بديهي». واعتبر أن «رفض التدخل الخارجي هو الحد الأدنى من الوطنية، نحن نرحب بالمعارضة الوطنية التي ترفض إدخال السلاح واستعماله، وترفض التعرض للجيش السوري، ولا تتلقى أوامر خارجية، والتي لا يُملي عليها وزراء خارجية قطر أو فرنسا أو تركيا أو غيرهم ما تفعل». واصفا معارضة الخارج بأنها «أعداد وأرقام تابعة لأجندات خارجية، وهي تحمل بصمات الموساد الإسرائيلي»، متسائلا «هل هناك معارضة وطنية تحتفل بإحراق مبانٍ عامة وتدلي بتصريحات؟».

وقال الزعبي، في لقاء مفتوح عقده يوم أمس مع ممثلي ومراسلي وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المعتمدين في دمشق؛ فما يخص السيادة الوطنية، «ليس هناك خطوط حمراء، وإذا مسها أحد سنرد عليه ونقطع يده وسيدفع ثمنا غاليا.. فما يطرح من مناطق عازلة آمنة هو عدوان على الأرض السورية».

وفي الوقت ذاته أشار الزعبي إلى أن «أي مبادرة تساعد سوريا على الخروج من المؤامرة التي تتعرض لها، سنتعامل معها بشكل إيجابي على أن لا تمس السيادة الوطنية». معلنا استعداد النظام تقديم «أقصى حدود المساعدة» لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وقال إنه سيتم العمل «كي لا تصل مهمته إلى حائط مسدود كما وصلت إليه مهمة سلفه كوفي أنان بسبب عدم استجابة الأطراف الخارجية له»، مؤكدا «قدمنا لأنان كل سبل المساعدة، وهذا ما سنفعله مع الإبراهيمي».

روسيا تنصح رعاياها بالبحث عن «طريق آمن» للخروج من سوريا

لافروف يكشف عن توافق الأهداف مع كلينتون حول دمشق

موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»

وجهت وزارة الخارجية الروسية أمس توصية مفتوحة لرعاياها بتجنب الرحلات إلى سوريا، ونصحت أولئك الذين يعيشون هناك باستخدام طرق آمنة للخروج. وذلك بالتزامن مع إعلان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أنه سيبحث مع نظيرته الأميركية، هيلاري كلينتون، المسألة السورية على هامش قمة رؤساء بلدان آسيا والمحيط الهادي، التي بدأت أعمالها في فلاديفوستوك بالشرق الأقصى الروسي، على الرغم من عدم وجودها ضمن جدول أعمال هذه القمة، التي تعير الاهتمام الأكبر للتوجهات والقضايا الاقتصادية في الأساس.

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية في رسائل متوالية بثتها مساء أمس على صفحتها الرسمية بموقع «تويتر» أن «تصريحات الجيش السوري الحر بشأن عزمه على إسقاط الطائرات المدنية على دمشق وحلب، أثارت جزع موسكو». وتابعت أن «مثل هذه التهديدات غير مقبولة تماما وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي»، في إشارة إلى تحذيرات نشرها الجيش الحر نهاية الأسبوع الماضي، تناولت إمهاله شركات الطيران 3 أيام (تنتهي أمس) لعدم استخدام المطارين، قائلا إن النظام السوري يستخدمهما في عمليات عسكرية.. وإنه قد يستهدفهما لاحقا لوقف تلك الهجمات.

وأضافت الخارجية الروسية أن «آخر تصريح للجيش السوري الحر يؤكد أن الإرهاب أصبح واحدا من الأساليب الرئيسية لأنشطته»، وأنه «من الضروري أن يتم التأثير بعزم على قادة الجيش الحر لمنعه من صنع مثل هذه التهديدات، ناهيك عن تنفيذها». واختتمت الوزارة بالتحذير: «إن وزارة الخارجية الروسية تؤكد توصيتها للمواطنين الروس لتجنب الرحلات إلى سوريا، وتنصح أولئك الذين يعيشون هناك باستخدام طرق الخروج الآمن».

ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، أنه سيبحث مع نظيرته الأميركية، هيلاري كلينتون، المسألة السورية على هامش قمة رؤساء بلدان آسيا والمحيط الهادي، التي بدأت أعمالها في فلاديفوستوك بالشرق الأقصى الروسي، على الرغم من عدم وجودها ضمن جدول أعمال هذه القمة، التي تعير الاهتمام الأكبر للتوجهات والقضايا الاقتصادية في الأساس.

وقال لافروف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «ريا نوفوستي» إنه «سيحاول اغتنام هذه الفرصة الإضافية من أجل توضيح الرؤية الروسية حول سبل تجاوز الأزمة السورية على أساس وقف العنف من أي مصدر كان، وتنظيم حوار داخلي شامل بين السوريين للتوصل إلى وفاق وطني على أساس القاعدة السياسية القانونية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وخطة كوفي أنان والبيان الختامي للاجتماع الوزاري لمجموعة العمل حول سوريا في جنيف الذي عقد في 30 يونيو (حزيران) الماضي».

وأوضح أن «كل ما يتبقى يجب أن يحل على طاولة المفاوضات بين السوريين أنفسهم. ونعتقد أن فرض أي شيء عليهم من الخارج حول مستقبل بلادهم، سيكون غير مثمر. كما أن التسوية المفروضة من الخارج لن تكون راسخة».

وأضاف لافروف أن بلاده «طرحت أن يتبنى مجلس الأمن الدولي المصادقة على هذه الوثيقة، لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك»، مؤكدا أن «مسائل التسوية السورية ستكون حاضرة، بالطبع، في اتصالات ثنائية في فلاديفوستوك حيث ستشارك مجموعة واسعة من ممثلي المجتمع الدولي، بمن فيهم أولئك الذين يؤثرون على الوضع في سوريا بشكل مباشر». وقال بوجود الاتفاق في الرأي حول الهدف المطلوب تحقيقه في سوريا بين روسيا والولايات المتحدة؛ وإن كان هناك اختلاف بينهما حول كيفية تحقيق ذلك. وأشار لافروف إلى أنه «ومن حيث المبدأ، فإنه يوجد اختلاف في موقف روسيا وأميركا. كل منا يريد أن تصبح سوريا ديمقراطية ذات نظام متعدد يحققه السوريون بأنفسهم، مع احترام كل الدول سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية». وقال إن «واشنطن تريد الوصول إلى تحقيق هذا من خلال تنحية الرئيس السوري، بشار الأسد، وتشكيل حكومة انتقالية دون التنسيق مع السلطات السورية الحالية، في حين يتضمن الحل الذي تقترحه روسيا لإنهاء النزاع السوري وقف الطرفين السوريين المتنازعين لإطلاق النار وتعيين المتفاوضين الذين يجب أن يقرروا جميع المسائل الأخرى بأنفسهم دون تدخل الأطراف الخارجية».

عشرات القتلى في غارات لطائرات الأسد على حلب وتفجير في جرمانا

                                            أعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان سلسلة غارات جوية فجر الاثنين اسفرت عن سقوط 14 قتيلا على الاقل في حلب و18 آخرين في مدينة الباب المجاورة في المحافظة الواقعة شمال سوريا، فيما انفجرت عبوة ناسفة في بلدة جرمانا في ريف دمشق.

ومع استمرار المعارك وازدياد حدتها وسقوط مئات القتلى يوميا، تتواصل عمليات اللجوء الى الدول المجاورة، فيما يتكدس آلاف اللاجئين على الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا بعدما حدّت انقرة من دخول اللاجئين الى اراضيها بسبب عدم قدرتها على استيعاب المزيد من اللاجئين.

قصف حلب

في حلب، كبرى مدن الشمال التي تشهد اشتباكات بين جيش الأسد والجيش السوري الحر منذ ستة اسابيع، شاهدت صحافية من وكالة فرانس برس جثث عشرة اشخاص هم رجل وامرأة وثمانية اطفال، نقلت الى مستشفى مدني.

وقال حسن الدالاتي: “انهم عائلة واحدة”، موضحا انه جار لهم وقتلوا في قصف تركز على شارع السلطان في حلب ادى الى تدمير منزلهم.

وبعد ذلك، نقلت الجثث العشر مع اربع جثث اخرى لاطفال من العائلة نفسها، الى مقبرة في شرق المدينة ودفنت من دون اي مراسم.

وكان المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين والشهود على الارض اعلن ان “18 مواطنا على الاقل بينهم نساء واطفال استشهدوا اثر القصف الذي تعرض له مبنى في مدينة الباب”.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس” ان القتلى هم عشرة رجال وست نساء وطفلان مشيرا الى انهم سقطوا في قصف لمقاتلة على مبنى لجأوا اليه.

تفجير جرمانا

في جرمانا قتل 6 أشخاص بينهم امرأة وطفلة وأصيب نحو 30 آخرين بانفجار عبوة ناسفة موضوعة تحت سيارة امس، في شارع الوحدة في المنطقة التابعة لمحافظة ريف دمشق.

وقال مصدر محلي إن أضرارا مادية كبيرة أيضا طاولت السيارات المركونة وواجهات المحال التجارية والبنايات في الشارع الذي حصل فيه التفجير.

وكانت جرمانا شهدت الأسبوع الماضي انفجارين، أحدهما بسيارة مفخخة والثاني على مدخل مدفن المنقطة ، حيث كان الأهالي يشيعون قتلى التفجير الأول، وراح ضحيتهما عدد من القتلى والجرحى.

وقال مصدر محلي إنه تم اكتشاف عبوة ناسفة ثانية في منطقة الانفجار.

هدم مبان

ناشطون وسكان محليون أفادوا بأن جرافات مدعومة بقوات قتالية هدمت مباني في منطقة الطواحين الفقيرة قرب طريق دمشق ـ بيروت السريع. وقالت امرأة تعيش في مبنى شاهق يطل على المنطقة “بدأوا قبل نحو ثلاث ساعات. الجرافات تهدم المتاجر والمنازل. والسكان في الشوارع.” وأفاد ناشطون بأن القوات النظامية أجبرت السكان على إزالة الكتابات المناوئة للأسد على الجدران وكتابة شعارات تمجد الرئيس بدلا منها. وقال معاذ الشامي وهو ناشط يعمل على توثيق عمليات الهدم بالفيديو “هذا عقاب جماعي لم تسبقه أي أعمال استفزازية. المعارضون المسلحون غادروا ولم تعد هناك حتى مظاهرات في المنطقة”. وأضاف “لا يستطيع النظام أن يمنع نفسه من تكرار الأعمال الوحشية التي ارتكبت في الثمانينات” في إشارة إلى عمليات القتل الجماعي والدمار الكامل في مدينة حماة عام 1982 خلال حكم والد بشار الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي حكم البلاد طيلة 30 عاما. وقال الشامي “لم يتغير النظام ولن يتغير”.

وتحدث ناشطون أيضا عن هدم أو حرق 200 منزل ومتجر على الأقل في الجزء القديم من مدينة درعا في جنوب سوريا خلال الأيام القليلة الماضية.

حصار مدينة حدودية

أمنيا أيضا، افاد مراسل “فرانس برس” ان “الجيش السوري الحر” يحاصر مدينة حارم المحاذية للحدود التركية مع سوريا عبر اقفال الطرق المؤدية اليها بوجه عناصر جيش وقوى امن النظام الذين يتمركزون في مبان رسمية في المدينة والقلعة القديمة.

واعلن ناشط معارض ان المواجهات العسكرية تواصلت طيلة النهار داخل المدينة وعلى اطرافها ويشارك في المعارك العديد من ابنائها المسلحين الموالين للرئيس بشار الاسد.

وتقع حارم على سفح جبل على بعد نحو كيلومترين فقط من الحدود مع تركيا. وهي محاطة ببساتين الزيتون والرمان التي يتسلل منها مقاتلو المعارضة للوصول الى مواقع على مداخل المدينة.

ومن القلعة القديمة التي تشرف على المدينة يفتح قناصو الجيش النار فور اشتباههم بوجود مقاتلين معارضين.

وتتعرض المناطق المحيطة بالمدينة لقصف متقطع من المدفعية الثقيلة والهاون.

وافاد المعارضون المسلحون انهم يسيطرون على ست من الطرق السبع التي تقود الى المدينة، بحسب ما اوضح ابو سعيد الذي يقود مجموعة من المسلحين المنتمين الى لواء الحق. وقال ابو سعيد: “قتلنا اليوم في كمين زعيم فرقة من الشبيحة”.

لاجئون عالقون

وسط المعارك المحتدمة، تقطعت السبل بآلاف اللاجئين السوريين عند الحدود التركية في الوقت الذي تسعى فيه السلطات جاهدة للتعامل مع التدفق المتزايد للاجئين والذي قد يفاقمه قصف جوي وبري من جانب القوات السورية لبلدة مجاورة.

وقال ناشطون من المعارضة السورية إن حوالى عشرة آلاف لاجئ ظلوا طوال أسبوع عالقين في الجانب السوري من الحدود المتاخمة لاقليم كيليس في جنوب شرق تركيا وهو الطريق الوحيد الذي يصل من مدينة حلب في شمال سوريا إلى تركيا.

وقال شاهد عيان لوكالة “رويترز” إن طائرة سورية قصفت بلدة اعزاز على مسافة ثلاثة كيلومترات من الحدود في ساعة مبكرة صباح امس مما دفع بعض السكان الذين لم يلوذوا بالفرار بعد إلى حزم أمتعتهم.

واعزاز هي بلدة يفترض أنها خاضعة لسيطرة المعارضين ولكنها غالبا ما تتعرض للقصف المدفعي ليلا من مطار عسكري قريب. وقال بعض السكان إن نصف قاطني البلدة الذين يبلغ عددهم نحو 70 ألفا قد فروا بالفعل.

وقال مسؤول من إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لرئاسة الوزراء التركية لـ”رويترز”: “لم نتوقف عن استضافة السوريين غير أننا نفعل ذلك بوتيرة أبطأ لأسباب أمنية… هناك بعض الأشخاص يدخلون تركيا ثم يعودون ويأتون مجددا”.

وتابع المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “نسعى لتوزيع المساعدات على المتواجدين في الجانب الآخر من الحدود. لقد وصل عددهم يوم السبت إلى ما يتراوح بين سبعة آلاف وثمانية آلاف”.

وتستضيف تركيا بالفعل ما يزيد على 80 ألف سوري فروا من منازلهم، فيما تقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن عددهم قد يصل إلى 200 ألف لاجئ.

وتخشى أنقرة من تدفق أعداد غفيرة من اللاجئين على غرار نزوح نصف مليون عراقي كردي إلى تركيا في أعقاب حرب الخليج عام 1991.

وقال ناشطون من المعارضة السورية إن العراقيل التي يواجهها اللاجئون عند الحدود التركية تثني السكان الذين يتعرضون لإطلاق النار من قوات الأسد في حلب وغيرها عن الفرار مما يعرضهم لخطر جم.

وشكت تركيا مرارا من أنها لا تتلقى مساعدات دولية كافية للاجئين ودفعت باتجاه إقامة “منطقة آمنة” داخل سوريا خاضعة للحماية الأجنبية في مسعى لمساعدة المدنيين في الجانب الآخر من الحدود.

ولم تلق الخطة حماسا يذكر من القوى العالمية في اجتماع مجلس الأمن التابع للامم المتحدة يوم الخميس الماضي.

ومن المقرر أن تدعم أنقرة هذه الفكرة مجددا في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الجاري غير أن معارضة روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض (فيتو) تعني أن هناك فرصة ضئيلة للحصول على تفويض من مجلس الأمن لاتخاذ هذا الإجراء والذي سيتطلب إقامة مناطق حظر جوي خاضعة لحراسة طائرات أجنبية لضمان تنفيذه.

وقالت صحيفة الشعب الصينية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم امس إن الاقتراح التركي لن يساعد في حل الأزمة الإنسانية السورية.

وأيد رئيس الهلال الأحمر التركي أحمد لطفي آكار الأسبوع الماضي فكرة إقامة منطقة عازلة وقال إن مؤسسته سترسل في أي حال من الأحوال المزيد من المساعدات إلى الجانب السوري من الحدود.

وقال آكار للتلفزيون التركي أثناء زيارة له لمخيمات للاجئين في اقليم هاتاي التركي يوم الجمعة “إننا نوزع المساعدات عبر أربع نقاط عبور حاليا. يمكننا إقامة مخيمات هناك أو يمكن أن نقدم لهم هذه الخدمات في بيوتهم. هذه الخيارات محل نقاش في الوقت الراهن”.

فرنسا

في المواقف السياسية، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن بلاده لا تزال تدعو إلى ضرورة رحيل الرئيس السورىي بشار الأسد وذلك على ضوء تواصل أعمال العنف والقمع منذ ما يقرب من عام ونصف العام.

ووصف فابيوس في مقابلة بثت أمس على قناة “بي أف أم تي في” الفرنسية و”راديو مونت كارلو” رئيس النظام السوري بشار الأسد بأنه “ديكتاتور” يواصل قتل شعبه .

وحذر رئيس الديبلوماسية الفرنسية من جديد من أن الرد الغربي سيكون “هائلاً وصاعقاً” إذا ما استخدم نظام بشار الأسد الأسلحة الكيميائية والبيولولوجية.

وتابع فابيوس أن الأسلحة الكيميائية تمثل خطرا كبيرا للغاية وأن بشار اعترف بأن “ديه اسلحة كيماوية وبيولوجية”، مشيرا إلى ما أكده الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مؤخرا من أن الرد الغربي سيكون “قوياً”.

وقال إن باريس تناقش هذا الأمر مع الشركاء بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، موضحا أن موسكو وبكين لديهما نفس الموقف.

وشدد وزير الخارجية الفرنسي “هناك أسلحة كيميائية.. تتم مراقبة ومتباعة تحركاتها”.

وكان فابيوس قد حذر قبل أيام الرئيس السوري بشار الأسد من مغبة استخدام الأسلحة الكيماوية بشكل مباشر أو غير مباشر فى البلاد. وقال إن ثمة رداً “فوريأً” في حال قام الرئيس السوري باللجوء إلى استخدام الأسلحة الكيماوية بشكل مباشر أو غير مباشر.

وردا على سؤال حول إمكانية عدم اللجوء إلى مجلس الأمن للموافقة على التدخل العسكري في سوريا حال تم استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.. أوضح فابيوس أنه “لا يمكن الانتظار لحظة واحدة حيال استخدام هذا النوع من الأسلحة”.

إيطاليا

وفي موقف مماثل للموقف الفرنسي، قال وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي امس إنه ينبغي الاستعداد لسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ونقلت وكالة أنباء “آكي” الإيطالية عن تيرسي قوله على هامش الاجتماع الوزاري الأول حول سوريا الذي عُقد في مقر وزارة الخارجية الايطالية إن “سقوط نظام الأسد عندما سيحدث، لا ينبغي أن يجد إيطاليا غير مستعدة له”.

وأشار إلى أن ايطاليا ملتزمة بالعمل مع الشركاء الرئيسيين لتحديد الخطوط الأساسية التي من شأنها أن توجه العمل الدولي بشأن سوريا، لافتا إلى أنه “في هذا السياق يأتي التزامنا الوطني في مجالات المساعدات الإنسانية، والدعم الاقتصادي، وإعادة بناء المؤسسات في سوريا ما بعد الأسد”.

وكانت وزارة الخارجية الايطالية استضافت نهاية الشهر الماضي اجتماعا يضم كبار المسؤولين الدوليين، لبحث مستقبل سوريا في مرحلة “ما بعد الأسد” وفق ما ذكره المبعوث الخاص لوزير الخارجية الايطالي لشؤون المتوسط والشرق الأوسط ماوريتسيو ماساري.

روسيا

في موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا والولايات المتحدة تتفقان على الهدف المطلوب تحقيقه في سوريا ولكنهما تختلفان على كيفية الوصول إليه.

وقال لافروف في تصريح لوكالة أنباء “نوفوستي” امس، إنه سيلتقي نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون على هامش اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ الذي بدأ أعماله بمدينة فلاديفوستوك الروسية أول من أمس، ويبحث معها الشأن السوري إضافة الى جملة أمور أخرى. وأشار إلى أن روسيا والولايات المتحدة تصبوان إلى تحقيق الهدف الواحد في سوريا وهو أن “تتحول سوريا لنظام ديمقراطي تعددي يمارسه السوريون بأنفسهم في حين تحترم جميع الدول الأخرى سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها”، ولكن تختلفان على كيفية تحقيق هذا الهدف.

وأوضح لافروف أن الولايات المتحدة تريد الوصول إلى الهدف المطلوب تحقيقه من خلال تنحية بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية من دون التنسيق مع السلطات السورية الحالية، في حين يتضمن الحل الذي تقترحه روسيا لإنهاء النزاع السوري وقف الطرفين السوريين المتنازعين (الحكومة والمعارضة) لإطلاق النار وتعيين المتفاوضين الذين يجب أن يقرروا جميع المسائل الأخرى بأنفسهم من دون تدخل الأطراف الخارجية.

وقال وزير خارجية روسيا إن التواجد الإنساني لروسيا في العالم لا يعكس قدراتها، مضيفاً أن “من الواضح أن تواجدنا الإنساني في العالم لا يساوي قدراتنا ونحن نلاحظ هذا بسهولة.. إننا نستعيد بشكل واسع مواقعنا التي خسرناها في تسعينات القرن السابق ونحن متخلفون جداً عن اللاعبين الدوليين في هذه المنطقة مثل الفرنكوفونيين، ومعهد غوته”.

ونقلت كالة أنباء “نوفوستي” الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قوله في إشارة إلى أنباء تتحدث عن مناقشة حلول تتضمن التدخل العسكري في سوريا “نأمل ألا يرتكب أحد حماقات”.

الصين

وفي بكين نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” عن المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي قوله: “نحن قلقون جداً بشأن تزايد النزاعات المسلحة الحادة والوضع الإنساني المتدهور في سوريا وتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى الدول المجاورة، ما جعل التأثير الممتد للأزمة أكثر بروزاً”. وأشار إلى أنه في ظل الظروف الراهنة، ينبغي على الأطراف المعنية مواصلة البحث عن حل سياسي.

وقال المتحدث “ندعو كل الأطراف المعنية في سوريا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، واقتراح النقاط الست الذي أعده (المبعوث الأممي السابق إلى سوريا كوفي) أنان، وكذلك بيان لقاء وزراء خارجية مجموعة العمل حول سوريا في جنيف، من أجل إطلاق عملية سياسية بقيادة سورية في أقرب وقت”.

ودعا هونغ المجتمع الدولي الى دعم جهود وساطة المبعوث الجديد للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، وإشراك كل الأطراف السورية بطريقة متوازنة من أجل إنهاء العنف في سوريا في أقرب وقت ممكن.

العراق

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اكد ضرورة ايجاد حل سياسي وليس امنيا للوضع القائم في سوريا, لافتا الى ان بلاده تقدمت بمبادرة الى قمة عدم الانحياز، تكفل تحقيق التغييرالمنشود في سوريا ضمن خطوات سياسية محددة.

وقال المالكي امس خلال لقائه مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى اليزابيث جونز والوفد المرافق لها إن التحديات التي تمر بها المنطقة تستدعي ضرورة تغليب لغة الحوار والتفاهم على لغة السلاح والعنف بجميع قضاياها. كما اكد مساندة بلاده وتأييدها لمساعي المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي ولكل الجهود الرامية الى ايجاد حل للاوضاع الحالية القائمة في سوريا.

ونقل بيان حكومي عن المالكي تأكيده “ضرورة التعاون والتنسيق بين البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة ويساعد على استقرار المنطقة وتنميتها”.

وشدد على حاجة القوات المسلحة العراقية للمعدات العسكرية لتأمين ما وصفها بـ”اهدافها الدفاعية التي تتلخص في الحفاظ على امن العراق واستقلاله وسيادته وردع اي خطر يمكن ان يهدد ثرواته”.

الإبراهيمي

المبعوث الجديد للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وصف مهمته بأنها شبه مستحيلة، واعتبر أن الحاجة إلى تغيير سياسي بسوريا أساسية وملحة.

وقال الإبراهيمي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) امس في نيويورك “أدرك كم هي صعبة، انها تقريبا مستحيلة. لا استطيع ان أقول انها مستحيلة، انها تقريبا مستحيلة”. وأضاف “أنا آت إلى هذا المنصب وعيناي مفتوحتان ومن دون أوهام وعلى علم بمدى صعوبته.. وافهم إحباط البعض حيال غياب تحرك دولي في سوريا”.

وأقرّ بأنه “يشعر بالذعر من ثقل المسؤولية بعد أن بدأ الناس يتساءلون ماذا تفعل والناس يموتون”، مضيفاً “نحن لا نفعل الكثير، وهذا في حد ذاته ثقل مرعب”.

وقال الإبراهيمي إنه “لم ير أي شقوق في جدار الطوب الذي هزم سلفه كوفي أنان جراء تعنت الحكومة السورية، وتصعيد العنف من قبل المتمردين، وشلل مجلس الأمن الدولي”، حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد عدة قرارات حول سوريا.

وفيما قال المبعوث الدولي والعربي الجديد إلى سوريا بأنه “سيبقي خطة أنان للسلام ذات الست نقاط في صندوق أدواته”، اعترف بأن “لديه أفكاراً وليس خطة حتى الآن بصرف النظر عن الحديث مع أكبر قدر من الناس”.

وأكد أن “الحاجة إلى تغيير سياسي في سوريا هي أساسية وملحّة”، غير أنه رفض تأكيد ما إذا كان ذلك يعني تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة، كما يطالب الزعماء الغربيون والمعارضة السورية”. وأضاف: “التغيير لا يمكن أن يكون تجميلياً وسيكون هناك نظام جديد، ولكن لا أعرف الناس الذين سيكونون فيه وهذا سيقرره السوريون”.

وقال رداً على انتقاد المتمردين السوريين لموقفه الحذر “أرجو أن تتذكروا بأنني لا انضم لحركتكم، وأعمل لمنظمتين دوليتين، الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وأنا لا أتحدث اللغة نفسها مثلكم”.

نظام دمشق

وفي دمشق، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في مؤتمر صحافي إن “ما يجري على الأرض في سوريا هو مؤامرة وعناصرها واضحة وظاهرة ومتوفرة وهي ليست جديدة”. وأضاف “أنا أعتقد أن شرط نجاح الأخضر الإبراهيمي في مهمته يتوقف على قيام دول محددة.. قطر والسعودية وتركيا بالالتزام علنا بنجاح الخطة.. خطة النقاط الست.. والتوقف فورا عن إرسال السلاح وإغلاق حدودها في وجه المقاتلين وإغلاق معسكرات التدريب والإيواء”. وتابع “الكرة ليست في الملعب السوري.. الكرة في ملعب السعودية وقطر وتركيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة”.

وانتقد الزعبي الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي الذي قال في الأسبوع الماضي إن التضامن مع الشعب السوري “ضد نظام قمعي فقد شرعيته واجب أخلاقي بمثل ما هو ضرورة سياسية واستراتيجية”. وأضاف: “من المؤسف أنه بعد أن يرحل الرئيس مبارك يحل محله رئيس آخر الفرق بينه وبين مبارك هو اللحية.. فأين النظام الجديد من كامب ديفيد والأمن القومي” مضيفا أن مرسي يدعم اسرائيل ولم يساعد القضية الفلسطينية. وتابع قائلا إن “الدم السوري في رقبة محمد مرسي ومن هم مثله بسبب إرسالهم السلاح والمال والدعم السياسي واستضافتهم القتلة على أراضيهم”.

“المجلس الوطني”

في غضون ذلك، أعلن المعارض السوري رضوان زيادة ان “المجلس الوطني السوري ” يبحث إنشاء حكومة انتقالية، تضم القوى المعارضة، وعزا فتور العلاقات بين القوى الغربية الكبرى والمجلس إلى الأخطاء التي ارتكبها الأخير.

وقال زيادة في تصريح لوكالة “يونايتدبرس انترناشونال” إن المجلس عقد اجتماعاً في السويد بنهاية الأسبوع الماضي “من أجل إعادة هيكليته وجعل هيئاته منتخبة بصورة ديمقراطية، وهناك اجتماع للهيئة العامة يومي 29 و30 من هذا الشهر لانتخاب أمانة عامة جديدة ورئيس جديد للمجلس، وضم جماعات معارضة جديدة في إطار توسيعه”. وأضاف أن المجلس “يجري نقاشات أيضاً لإنشاء حكومة انتقالية مع كل القوى السياسية المعارضة، بما فيها الجيش السوري الحر، وسيقوم بالإعلان عنها قريباً”.

وقال زيادة، الذي يدير المركز السوري للدراسات السياسية والإستراتيجية في واشنطن، إنه “ما زال ملتزماً بالمجلس الوطني السوري بالرغم من كل الأخطاء لأنه يُعد التكوين السياسي الأكثر تمثيلاً للمعارضة السورية ولا يوجد بديل عنه داخل سوريا”.

وقال المعارض السوري: “هناك أخطاء في بعض الهيكلية الإدارية داخل المجلس الوطني السوري أضعفت الاتصالات داخله وأثّرت على أدائه بشكل كبير وجعلته يفشل بالتالي في الاستجابة إلى تطلعات الشعب السوري، وخاصة ما يتعلق بحشد الدعم الدولي لحماية المدنيين”.

وحمّل المجتمع الدولي جزءاً من مسؤولية فتور اتصالات “المجلس الوطني السوري” مع القوى الغربية الكبرى، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا “لعدم اتخاذه الإجراءات المطلوبة لدعم الشعب السوري”.

وقال زيادة: “صحيح أن الاتصالات فترت في الأشهر الأخيرة، لكنها لم تنقطع”، مستبعداً الاقتراحات بأن هيمنة جماعة الأخوان المسلمين على “المجلس “كانت من أهم عوامل هذا الفتور. وأضاف: “لا نستطيع أن نقول إن الجماعة تهيمن على المجلس، لكنها القوة السياسية الأكثر تنظيماً داخله”.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ش أ)

الانتهاكات السورية.. عذرٌ أقبح من “قصف

                                            ي.د

أخذت الإعتداءات السورية المتواصلة على البلدات اللبنانية الحدودية، سواء في الشمال أو البقاع بعدين خطيرين، الأول أمني ـ عسكري، ويتمثّل بتوسيع دائرة القصف السوري للبلدات الحدودية الى مناطق أكثر عمقاً وكانت تعتبر أكثر أماناً، فضلاً عن التوغل العسكري عبر دخول وحدات من كتائب جيش النظام السوري الى الأراضي اللبنانية، والتعدي على لبنانيين وإحراق منازلهم وإتلاف محاصيلهم الزراعية وقتل وجرح البعض منهم وخطف البعض الآخر، والثاني سياسي ويتجلّى في تعمّد نظام الأسد الإساءة الى مقام رئاسة الجمهورية اللبنانية وشخص الرئيس، والردّ على مطالبته بوقف الخروق السورية للحدود بمزيد من الإعتداءات وجعل حياة اللبنانيين أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى.

ليس سرّاً أن تجدد القصف السوري والإعتداءات على المناطق اللبنانية الواقعة على تخوم الأراضي السورية، يدخل في السياق الطبيعي لسياسة النظام البعثي الساعي بكل ما تبقى له من قوة، الى تخريب لبنان وإدخاله في أتون الحرب التي أشعلها في سوريا، ليكون هذا البلد جزءاً من نقاط الإضطراب والفوضى في المنطقة، وورقة تفاوض في يده للمقايضة على ورطته مع شعبه في الداخل، لكن اللافت أن السلوك السوري في المراوغة والكذب لم يتغيّر ولم يتبدل في كل الظروف والأزمنة، بدليل أن الإعتذار الذي قدّمه الجانب السوري لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، على ما أسماه “سقوط قذائف بطريقة الخطأ في الأراضي اللبنانية ومحاسبة من إرتكبها”، هو أحد أوجه الكذب الذي يطبع وجهه، فالتحقيق الذي وعد نظام الأسد بفتحه، جاء الجواب عليه إمعاناً في قصف القرى اللبنانية الآمنة يومياً، وزيادة في منسوب القذائف التي تروع المدنيين الأبرياء، وتحويل هذا القصف من عشوائي الى مركّز، بحيث باتت مرابض مدفعية الأسد المنصوبة قرب الحدود اللبنانية تستهدف المراكز العسكرية التابعة للجيش اللبناني ومؤسسات لها رمزيتها الدينية والوطنية كما حصل في سقوط قذائف في محيط كنيسة بلدة منجز في عكار.

ولم يعد سراً ايضاً أن نظام الأسد الذي عجز عن تصدير أزمته الى دول الجوار مثل تركيا والأردن، بفعل المواقف الصارمة والرادعة التي إتخذتها سلطات البلدين في أنقرة وعمّان رداً على خروق سورية محدودة، وجد أن المتنفّس الوحيد له هو الخاصرة اللبنانية، ليس بفعل ضعف لبنان وأجهزته الأمنية والعسكرية، إنما بفعل وجود سلطة سياسية في لبنان خاضعة ومنقادة له ولسياساته الى حدّ العبودية، وليس أدل على هذه التبعية والضعف والخنوع من طريقة مخاطبة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للسلطات السورية بما يشبه رفع العتب، من خلال الإكتفاء بالطلب الى سفير لبنان في سوريا ميشال خوري، توجيه رسالة إلى وزارة الخارجيّة السوريّة وإبلاغها “باستمرار تعرض بلدات لبنانية قريبة من الحدود اللبنانيّة – السوريّة لقصف من المواقع العسكريّة السوريّة المتاخمة، والتداعيات السلبيّة التي يمكن أن تحدثها تلك الخروق على الإجراءات الأمنيّة التي اتخذها الجيش اللبناني للمحافظة على الاستقرار والهدوء على الحدود بين البلدين تنفيذاً لقرار السلطة السياسيّة الحريصة على حماية اللبنانيين المقيمين قرب الحدود اللبنانيّة – السوريّة وتجنيبهم أيّ خسائر في الارواح والممتلكات”. فضلاً عن طريقة تعاطي وزير الخارجية عدنان منصور المذلّة مع ممثل بشار الأسد في لبنان علي عبد الكريم علي الذي يحمل صفة سفير، وظهور هذا الوزير بمظهر العاجز والقاصر عن إستدعاء سفير وتقديم الإحتجاج له على هذه الخروق والتعديات، وقبلها على المشروع الإرهابي الخطير الذي كان يحمله ميشال سماحة الى لبنان مدفوعاً من بشار الأسد وعلي مملوك.

وفي وقت أكد خبراء في المجال الأمني لـ”المستقبل”، أن “لا قرار لبنانياً حتى الآن بالتعاطي مع الخروق السورية للسيادة اللبنانية بما يتناسب وحجم الخروق وبما يحفظ السيادة الوطنية”، شددوا على أن “الأمر هو ابعد من نشر وحدات للجيش وقوى أمنية على الحدود، بقدر ما هو غياب للقرار السياسي بوضع حد لهذه الإعتداءات والرد على مصادر النيران لمنع تكرارها”.

الى ذلك رأى مرجع قانوني، أن “ما تتعرض له المناطق اللبنانية في الشمال والبقاع من قصف وتوغل وتعديات يستوجب تحركاً نحو الامم المتحدة وتقديم شكوى عاجلة ضدّ النظام السوري”. وقال لـ”المستقبل”: “لا فرق بين الإعتداءات الإسرائيلية والإعتداءات السورية، لأن إعتداء الصديق على السيادة يوازي إعتداء العدو”. وأكد المرجع أنه “طالما أن الحكومة الحالية ليست بوارد تقديم مثل هذه الشكوى ضدّ السلطات السورية أمام المراجع الدولية، فإنه يمكن أن يبادر أكثرية أعضاء البرلمان، أي النصف زائداً واحداً الى التوقيع على عريضة ورفعها الى الأمم المتحدة ومطالبتها بنشر قوات دولية على حدود لبنان الشمالية والشرقية لحماية الحدود اللبنانية”. ولفت الى أن “هذه العريضة قانونية وهي أكثر قانونية ودستورية وسيادية من القرارات التي تتخذها الحكومة”.

لندن تحشد لتحرك دولي ضدّ نظام دمشق والمجلس الوطني يطالب بتدخل عسكري يحمي المدنيين

حرب إبادة مفتوحة في سوريا

                                            تتزايد يوماً بعد يوم نسبة العنف الذي يمارسه بشار الأسد ضد شعبه وقتل المدنيين بقصف صاروخي ومدفعي من غير تمييز بين امرأة وشيخ وطفل في حرب إبادة وحشية، وبتدمير القرى والأحياء المعارضة في أبشع صور العقاب الجماعي ضد السكان المدنيين، الذين طالب رئيس المجلس الوطني الحر عبدالباسط سيدا المجتمع الدولي أمس بالتدخل العسكري لحمايتهم.

دولياً، جدّدت بريطانيا أمس عدم استبعادها أيّ خيار لإنهاء مأساة السوريين في تلميح إلى الخيار العسكري، موضحة أنها ستقوم بتحركات من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة لحشد الدعم لخيارات الشعب السوري.

وفي موسكو تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة على الهدف المطلوب تحقيقه في سوريا، ولكنهما تختلفان على كيفية الوصول إليه.

ميدانياً، لفت العدد الكبير من الشهداء الذين سقطوا في حرب إبادة يشنها طيران جيش الأسد ضد الشعب السوري الذي سقط له أمس ما لا يقل عن 235 شهيداً، بينهم اثنان وستون شهيداً في حلب معظمهم قضوا في قصف صاروخي على الباب، سبعة وخمسون شهيداً في درعا بينهم ثلاثة وأربعون جثة وجدت في الحراك، ستة وثلاثون شهيداً في دمشق وريفها بينهم ستة عشر شهيداً في القابون، أربعة وعشرون شهيداً في حماة منهم واحد وعشرون شهيداً من حي الفراية، ثلاثة وعشرون شهيداً في اللاذقية، وسبعة عشر شهيداً في إدلب، وثمانية شهداء في دير الزور وثمانية شهداء في حمص حسبما أعلنت “لجان التنسيق المحلية” أمس.

وفي مجزرة لقوات الأسد في حلب سقط سبعة اطفال يرقدون تحت بطانيات يغطيها الذباب في مؤخرة شاحنة بيك أب صغيرة صفراء امام المستشفى، وهم ضحايا احدى الغارات الجوية التي شنها جيش النظام أمس على ثاني اكبر مدن سوريا.

ويقول الخياط حسن دالاتي الذي نجا من الغارة التي تعرض لها شارع السلطان في قلب المدينة البالغ عدد سكانها قريباً من ثلاثة ملايين نسمة “هؤلاء جميعا افراد عائلة واحدة”.

وتم اخراج جثة والد الاطفال الذي قيل ان اسمه فواز حجو، ووضعها على رصيف امام منزل عائلته الذي دمره القصف، اضافة الى جثة واحد من اطفاله، وبعد لحظات اخرج مقاتلون من الجيش السوري الحر جثة الام، وبعد ذلك جثث باقي الاطفال.

وأجريت بعد ذلك جنازة سريعة في المقبرة الواقعة شرق المدينة. ودفنت الجثث العشر بهدوء ودون اية مراسم.

وقالت ممرضة في مستشفى حلب والدموع تنهمر من عينيها “كل هذا العدد من الاطفال القتلى. هذه مجزرة”.

وعلى مسافة قريبة من حلب في بلدة الباب، قتلت غارة جوية تسعة اشخاص على الاقل وجرحت 17 اخرين، فيما لا يزال مصير عدد اخر من الاشخاص غير معروف وهم تحت انقاض منازلهم المدمرة حسبما افاد اطباء وسكان.

وجرت الغارة الجوية الساعة الخامسة صباحا بعد طلعات متكررة للطيران الحربي خلال الليل.

وقال ناج بأعجومة من الموت وقد توزعت الشظايا في جسده من رأسه حتى قدميه “كنا نائمين اثناء الليل عندما سقطت اول قنبلة. وهرعت نحو الباب الا ان انفجارا ثانيا ادى الى دفني تحت الانقاض”. وأضاف وهو يغالب دموعه “قتل أبي وأمي وجدتي وأختي”.

ويرقد اثنان من اشقائه احدهما مراهق والاخر طفل صغير يتنفس بصعوبة، بجواره في مستشفى صغير على مشارف حلب.

وذكر الاطباء ان تسعة اشخاص من بينهم اربع نساء قتلوا في الغارة الجوية، كما اصيب 17 اخرون.

وقام المنقذون برفع الانقاض بواسطة رافعة بحثا عن ناجين من احبائهم.

وهذه ثالث غارة جوية تتعرض لها بلدة الباب خلال ايام قليلة. وكان مسلحو الجيش السوري الحر سيطروا على البلدة في اواخر تموز اضافة الى مناطق شاسعة من حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا.

ومنذ ذلك الوقت والجيش النظامي يقصف مواقع المسلحين في المدينة والمناطق المحيطة بها.

وتوقع لواء في جيش النظام يقود العمليات العسكرية في مدينة حلب، أمس، ان يتمكن هذا الجيش من استعادة السيطرة على المدينة “خلال عشرة ايام”.

واكد هذا اللواء رافضا كشف هويته ان الجيش النظامي سيسيطر على حلب خلال عشرة ايام بعدما تمكن اولاً من السيطرة على حي صلاح الدين الذي كان يشكل معقلا للمقاتلين المعارضين، فضلا عن انه على وشك السيطرة على حي سيف الدولة.

وقال ان الحيين المذكورين “هما الاكثر صعوبة بسبب جغرافيتهما”، لافتا الى ان “السيطرة على الاحياء الاخرى ستكون اكثر سهولة”.

واوضح ان نحو ثلاثة الاف جندي نظامي خاضوا مواجهات في مجمل احياء حلب مع سبعة الاف “ارهابي” حسب تعبيره، وقد قتل من هؤلاء نحو الفين منذ بدء العمليات.

وفي غرب دمشق هدمت جرافات تابعة للجيش السوري منازل أمس، في ما وصفه ناشطون بأنه أول حملة للعقاب الجماعي تستهدف ممتلكات المواطنين في مناطق معادية للأسد في العاصمة.

وذكر ناشطون وسكان أن جرافات مدعومة بقوات قتالية هدمت مباني في منطقة الطواحين الفقيرة قرب طريق دمشق – بيروت السريع.

وقالت امرأة تعيش في مبنى شاهق يطل على المنطقة “بدأوا قبل نحو ثلاث ساعات. الجرافات تهدم المتاجر والمنازل. والسكان في الشوارع”. وأفاد ناشطون بأن قوات النظام أجبرت السكان على إزالة الكتابات المناوئة للأسد عن الجدران وكتابة شعارات تمجد الرئيس بدلا منها.

وقال معاذ الشامي وهو ناشط يعمل على توثيق عمليات الهدم بالفيديو “هذا عقاب جماعي لم تسبقه أي أعمال استفزازية. المعارضون المسلحون غادروا ولم تعد هناك حتى مظاهرات في المنطقة”، وأضاف “لا يستطيع النظام أن يمنع نفسه من تكرار الأعمال الوحشية التي ارتكبت في الثمانينات”، في إشارة إلى عمليات القتل الجماعي والدمار الكامل في مدينة حماة عام 1982 خلال حكم والد بشار الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي حكم البلاد طيلة 30 عاما.

وقال الشامي “لم يتغير النظام ولن يتغير.”

وتحدث ناشطون أيضا عن هدم أو حرق 200 منزل ومتجر على الأقل في الجزء القديم من مدينة درعا في جنوب سوريا خلال الأيام القليلة الماضية.

وتسبب قصف جيش النظام في خلو المنطقة من السكان إلى حد كبير حيث دفع 40 ألف شخص إلى الفرار إلى الأردن.

وقال الناشط المعارض رامي السيد “هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها حملة ممنهجة لهدم المنازل والمتاجر باستخدام وسائل مباشرة مثل الجرافات التي يبدو أنها تركز على دمشق وضواحيها”.

ودخلت الجرافات منطقة الخشبة في ضاحية حرستا في شمال دمشق أمس وبدأت في هدم منازل.

وتأتي أحدث موجة من عمليات الهدم عقب تدمير عشرات المباني في منطقة مجاورة لمنطقة الطواحين في العاصمة السورية أول من أمس وفي حي القابون الشهر الماضي.

وقالت ناشطة أخرى من دمشق عرفت نفسها باسم ياسمين “زرت حي القابون (أول من) أمس. لم يعد حيا مكتظا فقد استطعت رؤية نهاية الحي من عند بدايته بسبب إزالة كثير من المباني”، وأضافت “هذه الطريقة تستخدم الآن لمحاولة إذلال أهالي دمشق”.

وذكرت جماعات معارضة أن الجيش قصف أحياء جنوبية وشرقية على أطراف المدينة الليلة الماضية في مسعى لطرد المعارضين الذين لا يزالون ينشطون هناك. وأضافت أن شخصين على الأقل قتلا في حي القدم الجنوبي.

وقالت إن القوات اقتحمت أيضا ضواحي شرقية بعد أن قصفتها بالمدفعية والطائرات الحربية في الأسابيع الماضية واعتقلت بعض الشباب وأعدمت آخرين بدون محاكمة.

وأظهرت لقطة تلفزيونية من حي عربين الشرقي جثث ثلاثة شبان تعرضوا لإطلاق النار في الوجه داخل منزل ودماؤهم تلطخ الأرض والجدران.

وقال ناشط يتحدث أمام الكاميرا “هذه هي أحدث مذبحة يرتكبها جيش الأسد في عربين”.

وكانت الغارة الجوية التي ذكرت تقارير أنها أسفرت عن مقتل 18 شخصا في بلدة الباب الشمالية في محافظة حلب دلالة أخرى على استخدام الجيش السوري المتزايد لطائراته الحربية وطائراته الهليكوبتر في مهاجمة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن خمسة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 27 آخرون بجروح جراء انفجار سيارة ملغومة في حي جرمانا بدمشق.

سياسياً، طالب المجلس الوطني السوري المعارض أمس بتدخل عسكري سريع لحماية المدنيين من قصف قوات النظام السوري، وذلك خلال زيارة رئيس المجلس لمدريد.

وقال رئيس المجلس الوطني عبدالباسط سيدا اثر لقائه وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو “نحتاج الى تدخل انساني ونطالب بتدخل عسكري من اجل (حماية) المدنيين السوريين”.

وأوضح سيدا ان النزاع في سوريا خلف حتى الان اكثر من ثلاثين الف قتيل واجبر ثلاثة ملايين شخص على ترك منازلهم، اضافة الى اكثر من 250 الف لاجئ فروا من البلاد ونحو مئة الف معتقل. واضاف “نطالب بتحرك سريع جدا للمجتمع الدولي”.

واعتبر سيدا ان الاتحاد الاوروبي يمكنه خصوصا اقناع روسيا بـ”تغيير موقفها” داخل مجلس الامن الدولي لجهة تأمين ممرات انسانية للاجئين.

وفي لندن (مراد مراد)، دعا وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ امام مجلس العموم أمس، إلى عدم استبعاد اي خيار لإنهاء مأساة السوريين مشيرا الى تحرك سيتم من خلال الجمعية العامة للامم المتحدة اواخر ايلول الجاري سيكون “للشعب السوري كل الحق في توقعه من قبل المجتمع الدولي”. وفند هيغ بإسهاب الجهود التي بذلتها لندن حتى الآن في سبيل مساعدة الشعب السوري وما هي النقاط التي ستركز عليها ديبلوماسيا في المرحلة المقبلة. واستهل كلامه بتعداد ضحايا النظام وآلة قتله الوحشية قائلا “لقد لقي اكثر من 20 الف شخصا حتى الآن حتفهم بسبب الصراع الدائر في سوريا. هناك نحو مليون ونصف من المشردين داخل الاراضي السورية فيما لجأ نحو 230 الفا الى لبنان وتركيا والأردن والعراق. وبحسب احصاءات الامم المتحدة يوجد مليونان ونصف مليون سوري بحاجة الى المساعدة الانسانية وهو رقم تضاعف منذ الاحصاء السابق في آذار الماضي”. اضاف “النظام يستخدم القصف بلا رحمة والطيران العسكري والمروحيات وايضا ميليشيات تابعة له كي يرهب المدنيين. وهناك تقارير عن مجزرة ارتكبت في داريا راح ضحيتها نحو 400 شخص”.

وأكد هيغ ان “مغادرة الاسد السلطة هو امر لا مفر منه لأن نظامه محكوم عليه بالفشل ويجب على الاسرة الدولية التحضير سريعا لخطة داعمة للحكومة المقبلة في سوريا”.

وختم الوزير البريطاني خطابه بقوله “سنبذل كل المساعي الديبلوماسية المتاحة لمساعدتهم وذلك بالعمل مع الامم المتحدة ومجموعة اصدقاء سوريا والاتحاد الاوروبي والدول العربية وحلفائنا الرئيسيين كفرنسا والولايات المتحدة وتركيا. ولن نستبعد اي خيار ونحن نرى هذه الازمة تزداد خطورة. وفي الجمعية العامة للامم المتحدة اواخر الشهر الجاري سنسعى مجددا الى تحرك دولي متحد يتناسب مع ما تتطلبه هذه الأزمة وهو التحرك الذي يحق للشعب السوري ان يتوقعه منا”.

وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا والولايات المتحدة تتفقان على الهدف المطلوب تحقيقه في سوريا ولكنهما تختلفان على كيفية الوصول إليه.

وقال لافروف في تصريح لوكالة أنباء “نوفوستي” أمس، إنه سيلتقي نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون على هامش اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ الذي بدأ أعماله بمدينة فلاديفوستوك الروسية أول من أمس، ويبحث معها الشأن السوري إضافة الى جملة أمور أخرى.

وأشار إلى أن روسيا والولايات المتحدة تصبوان إلى تحقيق الهدف الواحد في سوريا وهو أن “تتحول سوريا لنظام ديموقراطي تعددي يمارسه السوريون بأنفسهم، في حين تحترم جميع الدول الأخرى سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها”، ولكن تختلفان على كيفية تحقيق هذا الهدف.

من بغداد (علي البغدادي)، اتهمت رئاسة اقليم كردستان العراق حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتأييدها الكامل لنظام الاسد مقارنة بموقفها المساند لمطالب الشعب السوري.

وأوضح رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان العراق فؤاد حسين في بيان صحافي ان “تاثير هذه الازمة الداخلية في العراق بين بغداد واربيل واضح على السياسة الخارجية العراقية وموقفها من الاوضاع السياسية التي تمر بها المنطقة، وبالاخص ما يجري حاليا في سوريا، والتناقض الموجود في موقفي الاقليم وبغداد من هذه الاحداث، فحكومة المالكي تؤيد تأييداً كاملاً لنظام بشار الاسد في سوريا، في حين يؤيد اقليم كردستان مطالب الشعب السوري”، مشددا على “اهمية العمل على معالجة الازمة بين بغداد واربيل كي يفكر الساسة العراقيون في كيفية التعامل مع الازمة السياسية التي تعصف بالمنطقة خاصة قضيتي سوريا والربيع العربي”.

ومن جنيف اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان رئيسها بيتر مورر سيلتقي الرئيس السوري على ان يتركز الحديث على الوضع الانساني والمشاكل التي تواجه عمل اللجنة الدولية والهلال الاحمر العربي السوري لمساعدة الاشخاص الذين تأثروا باعمال العنف.

(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، لجان التنسيق المحلية، “المستقبل”)

خنساء سوريا تقدم أبناءها وأحفادها للثورة

                                            مدين ديرية-حلب

زينة سيد علي (أم أحمد)، أم سورية قدمت ثلاثة من أبنائها في الثورة السورية، في حين انضم أربعة من أبناء أبنائها القتلى للجيش السوري الحر.

تروي أم أحمد قصة مقتل ابنها الأول أحمد (48 عاما) الذي قتل بطلقة في الرأس في المظاهرات التي خرجت في مدينة “إعزاز” وطالبت بإسقاط النظام.

أحمد الابن الأكبر ولديه ثمانية أبناء، التحق اثنان منهم بثوار الجيش الحر، قتل بعد وشاية من مخبرين حيث تم اغتياله قنصا.

بعد ما يقارب شهرا من مقتل أحمد، حاصر عناصر الأجهزة الأمنية منزل عائلة أم أحمد ومن ثم اقتحموا المنزل وسط زخات من رصاص الرشاشات، قبل أن يتمكن عمر المطلوب للأجهزة الأمنية من الفرار والاختباء بمنزل عمه الملاصق.

فتحت أم أحمد باب المنزل، لتفاجأ بإطلاق النار عليها من قبل عناصر الأجهزة الأمنية مما أدى إلى إصابتها بثلاث طلقات لتسقط على الأرض وهي تنزف. سارع أحدهم بسؤال أم أحمد عن مكان ابنها فردت إنه غير موجود “والله”، فرد عليها أنت لا تعرفين الله، كيف تعرفين الله والجيش الحر في منزلك منذ أربعة أيام.

اقتحم العشرات من الأجهزة الأمنية منزلها والمنزل الذي اختبأ بداخلة عمر وبدؤوا بتفتيش المنزلين وتمشيط المنطقة ليكتشفوا مخبأ عمر ومن ثم يعتقلونه.

كانت الأم التي يسميها أهل مدينتها خنساء سوريا تنزف على الأرض وابنها يسحل وينزف دما إلى أن تم إخراجه واعتقاله.

سارع الأهالي بنقل أم أحمد للمستشفى، لتسمع هناك عن مقتل أحد الشباب دون معرفة أنه ابنها، ولم يخبر الأطباء خنساء سوريا بالفاجعة وطلبوا منها مغادرة المستشفى للإشراف عليها في منزلها.

ألقت الأجهزة الأمنية بجثة الأب الشاب عمر بالقرب من مقبرة البلدة بعد إعدامه وتعذيبه، حيث تعرفت أخته على جثته بصعوبة بالغة.

تروي خنساء سوريا قصة أبنائها للجزيرة نت متماسكة رافعة الرأس بشموخ وهي أم ثوار الجيش الحر الذين كانوا ينامون في منزلها وتعد لهم الطعام وتقوم بغسل ثيابهم.

واستقبلت أم أحمد قبل شهر نبأ مقتل ابنها الثالث محمود (42 عاما) أحد عناصر الجيش الحر في اشتباك مع القوات النظامية بفخر واعتزاز، ولم تهتز الخنساء فكيف تحزن كما تقول للجزيرة نت وأبناؤها قتلوا على طريق الحرية والتحرير من نظام أذل شعبها واغتال الأرض والإنسان والحياة وقتل السلام والعدالة في أرضها التي قالت إنها أغلى من كل أبنائها.

خلف محمود وراءه ستة من الأبناء، والتحق أربعة من أبناء أحمد ومحمود بالجيش الحر، حيث توزعوا على جبهات مختلفة للقتال، بينما انضم أبناء ابنتها للجيش الحر أيضا، ليكون أحفادها من ورثة الثورة والكفاح.

250 قتيلا بسوريا وعقاب جماعي بدمشق

                                            قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن عدد القتلى أمس الاثنين بنيران قوات النظام ارتفع إلى 250، أربعة وثلاثون منهم قتلوا في قصف بطائرات الميغ لبلدة الباب، في ريف حلب فيما تم العثور على 43 جثة في الحراك بدرعا.

وفي دمشق هدمت جرافات تابعة للنظام منازل فيما وصف بأنه أول حملة للعقاب الجماعي تستهدف ممتلكات المواطنين في مناطق معادية للرئيس بشار الأسد بالعاصمة.

وقال ناشطون سوريون إن قوات النظام قصفت بطائرات الميغ بلدة الباب في ريف حلب، فقُتل 34 شخصا وجُرح عشرات، في حين سقط عدد آخر بين قتيل وجريح في حيي الميسّر وسيف الدولة في مدينة حلب.

وقد بث ناشطون شريطا مصورا على مواقع الثورة السورية، يَظهر فيه الطفل الوحيد الناجي من القصف على حي الميسر، في حلب، بعد انهيار مبنيين سكنيين، والذي قتل فيه ثمانية عشر شخصاً معظمهم أطفال. وقد بدا الطفل في حالة جيدة بعد انتشاله من تحت الأنقاض.

كما بث ناشطون صورا على مواقع للثورة السورية لاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في حي التضامن في دمشق، وقالوا إن قوات النظام قصفت الحي بالمدفعية، كما أعدمت قوات الأمن ميدانيا 16 شخصا في حي القابون.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن أربعة قتلى وعددا من الجرحى سقطوا في حي جرمانا في دمشق جراء تفجير سيارة ملغمة.

وفي ريف اللاذقية، قصف الجيش بالمدفعية قرًى في جبلي الأكراد والتركمان، وقتل 13 شخصا وجرح عشرين آخرين بحسب ما قالته الهيئة العامة للثورة.

وفي مدينة البوكمال وحي الجبيلة في دير الزور قتل أشخاص بغارات شنتها طائرات الميغ على أحياء سكنية في المدينة الواقعة على الحدود مع العراق. وبث ناشطون صورا تظهر حجم الدمار الذي خلفه القصف في أحياء المدينة وسوقها الرئيسية.

نظام الأسد يتبع سياسة العقاب

عقاب جماعي

من ناحية أخرى، قال ناشطون إن جرافات تابعة لجيش النظام هدمت منازل في غرب دمشق فيما وصف بأنه أول حملة للعقاب الجماعي تستهدف ممتلكات المواطنين في مناطق معادية للرئيس بشار الأسد بالعاصمة، كما هاجمت جرافات النظام ضاحية حرستا شمال دمشق، وبدأت هدم منازل المواطنين.

وذكرت رويترز أنه تم العثور على 18 جثة بين أنقاض منزل قصفته طائرة حربية في بلدة الباب الخاضعة لسيطرة المعارضين بشمال البلاد ولا يزال آخرون مفقودين.

وذكر ناشطون وسكان أن جرافات مدعومة بقوات قتالية هدمت مباني في منطقة الطواحين الفقيرة قرب طريق دمشق بيروت السريع، وأجبرت قوات النظام السكان على إزالة الكتابات المناوئة للأسد على الجدران وكتابة شعارات تمجد الرئيس بدلا منها.

كما تحدث ناشطون عن هدم أو حرق 200 منزل ومتجر على الأقل في الجزء القديم من مدينة درعا خلال الأيام القليلة الماضية.

ويأتي هذا عقب تدمير عشرات المباني في منطقة مجاورة لمنطقة الطواحين بالعاصمة السورية الأحد وفي حي القابون السني الشهر الماضي.

حلب

من جهة أخرى، توقع لواء في جيش النظام يقود العمليات العسكرية في مدينة حلب، أن يتمكن هذا الجيش من استعادة السيطرة على المدينة خلال عشرة أيام.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن اللواء الذي رفض كشف هويته أن جيش النظام سيسيطر على حلب خلال عشرة أيام بعدما تمكن من السيطرة على حي صلاح الدين الذي كان يشكل معقلا للجيش الحر، فضلا عن أنه على وشك السيطرة على حي سيف الدولة.

في السياق نفسه، قال عقيد في جيش النظام إن “حي صلاح الدين تحت السيطرة الكاملة للجيش منذ التاسع من أغسطس/ آب الماضي”، وقال آخر “نسيطر على القسم الأعلى من حي سيف الدولة، وسيكون سهلا علينا الاستيلاء على ما تبقى”.

الإبراهيمي قال إن مهمته في سوريا تبدو شبه مستحيلة

بريطانيا تتواصل مع الجيش السوري الحر

                                            قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنه سمح لممثلي الخارجية البريطانية بالتواصل مباشرة مع ممثلين للجيش السوري الحر في إطار مساعي لندن لتوحيد المعارضة السورية. من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن مسؤولية تنفيذ تهديدات الجيش الحر باستهداف المطارات المدنية ستلقى على المنفذين ورعاتهم على حد سواء.

وأضاف وزير الخارجية البريطاني في بيان أمام مجلس العموم البريطاني (البرلمان) الاثنين أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة أمر لا مفر منه وأن نظامه متجه إلى السقوط، داعيًا المجتمع الدولي إلى التخطيط الآن لتأمين الدعم السريع لحكومة جديدة في سوريا لكونها ستواجه مجموعة واسعة من التحديات.

وأكد أن بلاده ضاعفت جهودها لدعم المعارضة “ولهذا السبب نقوم بزيادة عملنا بصورة كبيرة مع جماعات المعارضة والناشطين السياسيين من سوريا، ولا يزال الممثل الخاص للمملكة المتحدة يلتقي جماعات المعارضة في المنطقة، وأجزت له الشهر الماضي إجراء أول اتصالات محدودة له مع الممثلين السياسيين للجيش السوري الحر خارج البلاد”.

وأشار إلى أن مسؤولي وزارة الخارجية البريطانية يعملون الآن مع وزارتي التنمية الدولية والدفاع البريطانيتين ومع الحلفاء الرئيسيين في مجموعة أصدقاء سوريا -بما في ذلك دول في المنطقة- على تطوير وتنسيق خطط للمساعدة.

وانتقد هيغ النظام السوري قائلا إنه يستخدم القصف العشوائي والمقاتلات والمروحيات والمليشيات لترويع المدنيين، مشيرا إلى أن أكثر من عشرين ألف شخص قُتلوا حتى الآن منذ تفجر الصراع في سوريا ونزّح ما يصل إلى 1.5 مليون شخص في الداخل وفرّ 230 ألفًا آخرين إلى لبنان والعراق وتركيا والأردن.

وحث هيغ روسيا والصين على العمل مع بريطانيا “لإنهاء الأزمة في سوريا والسماح لمجلس الأمن بأن يرقى إلى مستوى مسؤولياته” مؤكدا أن بلاده تعمل بشكل وثيق مع الممثل الخاص الجديد للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي.

انتقاد أوروبي

وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي الاثنين إنه ينبغي الاستعداد لسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا -في حديثه على هامش الاجتماع الوزاري الأول حول سوريا الذي انعقد في مقر وزارة الخارجية الإيطالية- أن “سقوط نظام الأسد عندما يحدث، ينبغي أن لا يجد إيطاليا غير مستعدة له”.

كما انتقد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الرئيس السوري وقال إنه “دكتاتور يقتل شعبه وإن جزءا كبيرا من الشعب يعارضه”, وعبر عن أسفه لاستمرار كل من روسيا والصين وإيران في “دعم النظام السوري”.

وأضاف فابيوس في حديث مع محطة “بي أف أم تي في” التلفزيونية وراديو مونتي كارلو أن ما يحدث في سوريا حرب أهلية قتل فيها 25 ألفا وأصيب 250 ألفا وأدت إلى نزوح أكثر من مليوني لاجئ سوري، ووصف الوضع في سوريا بأنه “فظيع”.

خط أحمر

من جهة أخرى قالت وزارة الخارجية الروسية الاثنين إن مسؤولية تنفيذ تهديدات الجيش السوري الحر فيما يتعلق باستهداف المطارات المدنية ستلقى على المنفذين ورعاتهم على حد سواء، معتبرة تلك التهديدات غير مقبولة لانتهاكها القانون الدولي وبالدرجة الأولى اتفاقية شيكاغو عام 1944 بشأن الطيران المدني الدولي.

وكان الجيش السوري الحر قد وجه إنذارا أخيرا إلى شركات الطيران المدني بوقف الرحلات الجوية إلى مطاري دمشق وحلب خلال فترة 72 ساعة ابتداء من يوم 1 سبتمبر/ أيلول.

وأضافت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن اعتبار المطارات المدنية أهدافا عسكرية “من وجهة النظر الأخلاقية والقانونية، يعني اقتراب المعارضة الشديد من الخط الأحمر الذي تكمن خلفه أعمال لا تختلف عن تلك التي يقوم بها تنظيم القاعدة”.

شبه مستحيلة

على صعيد آخر قال مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن مهمته تبدو شبه مستحيلة، مضيفا أنه قبل المهمة وهو على علم بمدى صعوبتها, ويشعر بالذعر من ثقل المسؤولية خاصة أمام تزايد التساؤلات عن ما يمكن أن يفعله والناس يموتون.

وقال الإبراهيمي إن ما يزيد من صعوبة مهمته هو تعنت الحكومة السورية، وتصعيد العنف من قبل الثوار، وشلل مجلس الأمن الدولي من خلال استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد عدة قرارات بشأن سوريا.

وشدد الدبلوماسي الجزائري على أن حصول تغيير سياسي في سوريا مسألة أساسية وملحّة، غير أنه رفض تأكيد ما إذا كان يقصد بقوله هذا تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة، كما تطالب به المعارضة السورية.

الصليب الأحمر

وفي مسار آخر يزور رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر السويسري بيتر ماورر سوريا، ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس بشار الأسد وعددا من قادة النظام لبحث سبل تسهيل وصول بعثات الإغاثة إلى ضحايا النزاع من المدنيين.

وقال بيان صادر عن اللجنة إن محادثات الدبلوماسي السويسري مع سلطات دمشق ستتركز على الأوضاع الإنسانية المتدهورة والمصاعب التي تواجه محاولات عمال الإغاثة الدوليين والمحليين الوصول إلى ضحايا النزاع.

ويقول الصليب الأحمر -الذي ينشر خمسين عامل إغاثة في العاصمة دمشق- إن أعوانه لا يستطيعون التحرك داخل سوريا بسبب القتال العنيف, رغم الحاجة الملحة لتقديم الاحتياجات الإنسانية التي تتزايد بشكل مطرد بسبب حدة الصراع وامتداده.

تقديرات بتجاوز قتلى سوريا 50 ألفا

                                            قال الطبيب الفرنسي جاك بيريس الذي ساهم في تأسيس منظمة أطباء بلا حدود ويقوم بمهمة حاليا في مدينة حلب السورية، إن عدد القتلى بسبب الأزمة الحالية في سوريا يتجاوز 50 ألف شخص، بخلاف المفقودين، وانتقد فشل المجتمع الدولي في فرض منطقة للحظر الجوي رغم العدد المتزايد لضحايا القصف.

وأكد جراح الحرب الذي يمارس مهمته في مستشفى قرب خط الجبهة في حلب، كبرى مدن شمالي سوريا، أن الحصيلة التي نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان وتفيد بسقوط 26 ألف قتيل منذ مارس/آذار 2011، استنادا إلى ناشطين وشهود عيان “بعيدة عن الحقيقة”.

وأضاف “أنا واثق من أن المرصد (ومقره لندن) لم يحتسب القتلى الموجودين هنا”، موضحا أنه في الأسبوعين الماضيين فقط عالج ما بين 20 إلى 45 مقاتلا معارضا يوميا، مع وفاة شخصين إلى ستة كل يوم.

وقال بيريس إن هذه الأرقام لا تشمل إلا مستشفى صغيرا في مدينة كبيرة، حيث يتطور الوضع بسرعة، مع محال تجارية مفتوحة ومارة في شوارع بعض الأحياء في حين تتعرض أحياء أخرى لسقوط قنابل.

وأضاف “إنها مجازر مروعة، حتى إن تحول الوضع الآن إلى حرب أهلية. لكن هذا النزاع غير متكافئ على الإطلاق، تستخدم الأسلحة الخفيفة في مواجهة الدبابات والقصف الجوي”. غير أنه اعتبر أن “مقاتلي المعارضة سينتصرون. يستحقون النصر. إنهم شجعان للغاية. يعانون كثيرا والخسائر كبيرة في صفوفهم”.

ووصف الطبيب -الذي توجه إلى معظم ساحات الحرب من فيتنام في ستينيات القرن الماضي إلى ليبيا العام الماضي- نظام دمشق بأنه “حكومة مجرمة تقتل شعبها. من النادر أن تقدم حكومة على قتل شعبها. حاول (الزعيم الليبي معمر) القذافي القيام بذلك ولحسن الحظ حصل التدخل العسكري الدولي دعما لثوار ليبيا”. وأضاف “في لحظة يحصد القصف عددا كبيرا من الجرحى لا يمكن لطبيب جراح معالجتهم في يوم واحد”.

وهذه هي المرة الثالثة التي يقوم فيها بيريس بمهمة في سوريا هذا العام بدعم من جمعيات فرنسية صغيرة. وفي مايو/أيار توجه إلى إدلب (شمال غرب) حيث أكد أن جنودا دمروا صيدليات وأحرقوا مراكز علاج. كما زار حمص (وسط) في فبراير/شباط عندما كان الجيش يقصف حي بابا عمرو.

250 قتيلا بسوريا وأغسطس الأكثر عنفا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال ناشطون إن عشرات أصيبوا في قصف على مدينة دارة عزة وأحياء الأتارب وقبتان الجبل في محافظة حلب، فيما بلغ عدد قتلى الاثنين 250 قتيلا في أنحاء سوريا، وارتفع بالتالي عدد ضحايا أعمال العنف في البلاد إلى 26 ألف قتيل على الأقل منذ مارس 2011.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن 62 شخصا قتلوا جراء القصف الجوي العنيف التي تعرضت له مدينة حلب.

في حلب المدينة، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن مبنى من 4 طبقات في حي الميسر انهار بالكامل جراء تعرضه للقصف من قبل الطيران الحربي، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

وأفادت مصادر معارضة أن الجيش الحر سيطر على مفرزة الأمن العسكري في مدينة حارم بإدلب، واستولى على ذخيرة وأسلحة.

كما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في منطقة التضامن ووادي المشاريع وشارع فلسطين في مخيم اليرموك بدمشق.

وتجدد القصف العنيف على السيدة زينب وبلدة دير العصافير وقرية حوش عرب ومدينة يبرود في ريف دمشق.

كما أبلغ ناشطون عن انشقاق المقدم حبوش لاطة قاضي الفرد العسكري بدير الزور ووصوله إلى تركيا.

الجيش الوطني السوري

من جهة أخرى أعلن الاثنين عن تشكيل جيش مشترك، يحمل اسم الجيش الوطني السوري، تحت قيادة موحدة بهدف إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

ولم يعرف مكان إعلان البيان الأول لائتلاف المسلحين، وجاء في البيان أن الهدف من توحيد المقاتلين، هو منع تشرذم الثورة وتعرضها للاستغلال من أطراف خارجية.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سيارة مفخخة انفجرت الاثنين في ضاحية جرمانا بريف دمشق، التي يقيم فيها مسيحيون ودروز، موضحا أن معلومات أولية تشير إلى سقوط قتلى وجرحى.

ونشرت الهيئة فيديو قالت إنه للمبنى المنهار، ويظهر فيه أشخاص يحاولون انتشال المصابين من تحت الأنقاض.

وفي اللاذقية، قتل 6 أشخاص وأصيب 14 آخرون إثر قصف عنيف تعرضت له قرى استربة ودورين، وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات السورية.

وأفادت لجان التنسيق بوقوع اشتباكات في ريف دمشق وريف إدلب، فيما أعلنت مدينة داعل في درعا “مدينة منكوبة”، وذلك “بعد وصول حجم الدمار فيها إلى مستوى غير مسبوق منذ بداية الثورة”.

وذكرت اللجان أن داعل تتعرض لقصف مدفعي وغارات جوية من قبل القوات الحكومية بشكل متواصل منذ يونيو الماضي، ما أسفر عن مقتل 50 شخصا.

26 ألف قتيل

في غضون ذلك أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة “فرانس برس” أن عدد ضحايا أعمال العنف في سوريا ارتفع إلى 26283 قتيلا على الأقل.

فيما سجل وقوع 5440 قتيلا خلال شهر أغسطس الماضي وحده، ليكون بذلك الشهر الأكثر دموية منذ اندلاع الاحتجاجات السورية في مارس 2011.

وخلال الأسبوع الاخير من أغسطس قتل 1248 شخصا حسب المرصد، الذي يستند في جمع معلوماته إلى شبكة من الناشطين والشهود.

ومن بين الـ5440 شخصا الذين قتلوا في أغسطس هناك 4114 مدنيا و105 منشقين و1221 جنديا نظاميا.

ومن الصعب التحقق من مصادر مستقلة بشأن صحة أرقام الضحايا بسبب القيود التي تفرضها السلطات على تحركات وسائل الإعلام العالمية التي ترغب بتغطية النزاع في سوريا.

وقال وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني إن نحو ربع القتلى الذين سقطوا في سوريا، سقطوا بعد الفيتو الروسي والصيني على مشروع قرار مجلس الأمن الذي يدعو نظام الأسد لبدء عملية الانتقال السياسي في البلاد.

وشدد هيغ في كلمة أمام مجلس العموم البريطاني على أن بلاده تواصل حث روسيا والصين على المساعدة في وقف العنف وإتاحة الفرصة أمام مجلس الأمن للوفاء بالتزاماته تجاه الشعب السوري.

وأكد هيغ أن “السبيل الوحيد لوقف الحرب والمحافظة على كيان سوريا هو البدء في المرحلة الانتقالية لنظام الحكم في البلاد”، مشددا على أن “هذه ليست فقط وجهة النظر البريطانية والغربية بل أيضا وجهة النظر العربية ووجهة نظر معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة”.

رئيس “الصليب الأحمر” يلتقي الأسد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن رئيسها الجديد بيتر ماورر اجتمع الثلاثاء بالرئيس السوري بشار الأسد في إطار الجهود الرامية لتسهيل وصول عمال ومواد الإغاثة إلى المدنيين في البلاد.

وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الاجتماع استغرق 45 دقيقة دون أن يكشف عن فحوى ما دار فيه تفصيلا.

وكان الصليب الأحمر قد أعلن في وقت سابق أن زيارة ماورر تهدف لمعالجة الوضع “الآخذ في التفاقم السريع” في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات العنيفة على حكم الرئيس الأسد ومحاولته إخمادها خلال الأشهر السبعة عشر الماضية.

وقال ماورر، الذي تستمر زيارته 3 أيام، إنه سيواصل أيضا جهوده لضمان وصول الصليب الأحمر لمراكز اعتقال سورية، تقول جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن عشرات الآلاف معتقلون فيها، من بينهم مراهقون.

وأضاف: “في وقت يتعرض فيه مزيد من المدنيين لعنف شديد؛ فإن نجاحنا ونجاح الهلال الأحمر العربي السوري في زيادة استجابتنا الإنسانية هي على أقصى قدر من الأهمية”.

وقالت اللجنة إن ماورر، وهو دبلوماسي سويسري سابق سيلتقي إضافة إلى الأسد، وزير الخارجية وليد المعلم ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار ووزير الصحة سعد عبد السلام النايف ووزير الدولة السوري لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر.

وتابعت: “ستتناول المحادثات في الأساس الوضع الإنساني المتدهور بشكل متسارع والمصاعب التي تواجه اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري اللذين يحاولان الوصول إلى المتضررين من الصراع المسلح.”

يذكر أن ماورر تولى رئاسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر من جيكوب كيلينبرغر في الأول من يوليو.

وزار مسؤولون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر السجن المركزي في دمشق في سبتمبر الماضي، ولكن سرعان ما تعرقلت مساعيهم  وسط خلافات على الشروط النموذجية التي تضعها اللجنة الدولية، التي تشمل حق إجراء مقابلات مع السجناء على انفراد، والقيام بزيارات تالية للمتابعة.

وبعد أن حصل كيليلنبرغر على موافقة جديدة من السلطات السورية في أبريل؛ زار مسؤولون من الصليب الأحمر سجناء في سجن حلب المركزي في مايو، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول منذئذ.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نشرت 50 عامل إغاثة سوريا وأجنبيا في البلاد، لكنهم يعملون جميعا في دمشق منذ أواخر يوليو بسبب القتال العنيف، حسبما أفادت وكالة أنباء رويترز.

وقالت في بيان إنها لم تتمكن من إرسال أي قوافل مساعدات منذ أكثر من أسبوعين، لكنها تمكنت أواخر الأسبوع الماضي من إرسال بعض إمدادات الإغاثة إلى ريف دمشق وحمص كي يوزعها الهلال الأحمر العربي السوري.

وأشارت إلى أن عشرات الآلاف أجبروا على الفرار من القتال في الأسابيع القليلة الماضية، وأن أعدادا متزايدة من الجرحى يلقون حتفهم لعدم توافر الرعاية أو الإمدادات الطبية.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 1.2 مليون شخص نزحوا في سوريا أثناء الصراع، بالإضافة إلى 230 ألف لاجئ فروا إلى أربع دول مجاورة.

وأكدت اللجنة الدولية أنها وزعت بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري مواد إغاثة على أكثر من 800 ألف شخص هذا العام، معظمهم نازحون يقيمون في ملاجئ مؤقتة منها مدارس، وضمنوا حصول أكثر من مليون شخص على ما يكفي من المياه النظيفة.

قصف جوي على حلب.. و”الحر” يوسع نطاقات سيطرته

الوضع الإنساني في حلب مزر للغاية مع نقص المساعدات الإنسانية

العربية.نت

أفادت الهيئة العامة للثورة السورية في حلب وريفها أن النظام واصل طوال ليل الاثنين/الثلاثاء قصف المدينة بالأسلحة الثقيلة والطيران الحربي، كما دارت اشتباكات بشكل عنيف في عدة مناطق؛ أهمها منطقة سيف الدولة، وحي الإذاعة، حيث سعى الجيش الحر إلى توسيع عملياته.

وذكرت الهيئة أن الوضع الإنساني في حلب مزر للغاية، حيث لا توجد أية مساعدات إنسانية.

ومن جانبه، توقع لواء في جيش النظام يقود العمليات العسكرية الجارية، استعادة السيطرة على حلب خلال عشرة أيام وفق قوله.

وبلغ عدد قتلى الاثنين 250 قتيلا في أنحاء سوريا، وارتفع بالتالي عدد ضحايا أعمال العنف في البلاد إلى 26 ألف قتيل على الأقل منذ مارس/آذار 2011.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن 62 شخصا قتلوا جراء القصف الجوي العنيف الذي تعرضت له مدينة حلب.

الجيش الحر يسيطر على حي العامرية في حلب

100 قتيل في مذبحة جديدة نفذها جيش النظام في حزة بريف دمشق

العربية.نت

أكمل الجيش الحر سيطرته على حي العامرية وسط حلب، فيما الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة على أطراف الحي حتى الآن، حيث أفيد بقصف جوي وبري للحي.

ومن جانبه، قال المركز الإعلامي إن أكثر من 100 قتل سقطوا في مذبحة جديدة نفذها جيش النظام في بلدة حزة بريف دمشق.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية أمس عن مقتل 144 شخصا في عموم سوريا، بينما ذكرت شبكة شام أن عدة انفجارات سمعت في مناطق تقع جنوب العاصمة دمشق، منها حي السيدة زينب ويلدا وببيلا والبويضة وحجيرة البلد والذيابية، وترافقت الانفجارات مع قصف من المدفعية، كما تم إطلاق الرصاص من رشاشات الطائرات.

وأضافت شبكة شام أن عناصر من حزب العمال الكردستاني أطلقت النار على متظاهرين في مدينة عامودا بالحسكة، ما أدى إلى إصابة العديد من المتظاهرين.

وفي منطقة اللجاة في درعا تمكنت كتيبة العمري من السيطرة على رتل عربات متنوعة وحاملات صواريخ بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.

كما تم الاستيلاء على ناقلات صواريخ في بلدة حران العواميد في ريف دمشق.

إيران تعترف بخطأ الترجمة الحية خلال بث خطاب الرئيس المصري

“التعاون” يندد بالزجّ باسم البحرين في كلمة مرسي

دبي – هادي طرفي

ندّد مجلس التعاون الخليجي، الأحد، بالترويج ضد البحرين خلال قمة عدم الانحياز بطهران الأسبوع الماضي عبر تحريف ترجمة كلمة الرئيس المصري.

وفي هذه الأثناء، اعترف رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الحكومية الإيرانية، عزت الله ضرغامي، بخطأ ترجمة خطاب مرسي خلال الترجمة الحية التي بثتها القناة الأولى لدى مشاركته في القمة.

وقال ضرغامي في تصريح للصحافيين: “مترجم التلفزيون وقع في خطأ لفظي، ونطق البحرين بدلاً من سوريا”.

وكان مرسي انتقد النظام السوري في افتتاحية قمة عدم الانحياز، لكن التلفزيون الحكومي قدم ترجمة تختلف تماماً عن ما جاء على لسان مرسي.

وإلى ذلك، استنكر وزراء خارجية مجلس التعاون حذف اسم سوريا واستبداله باسم البحرين في الفقرة المتعلقة بأحداث سوريا من كلمة الرئيس المصري.

وعبّر المجلس الوزاري عن استنكاره لهذا التصرف الذي وصفه بـ”غير المسؤول”، وشدد على أنه شكّل “خروجاً عن الأمانة والقواعد المتعارف عليها بهذا الشأن”.

وكان مرسي قد أكد في خطابه أن “الشعبين الفلسطيني والسوري يناضلان الآن ببسالة مبهرة طلباً للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية”، لكن مترجم التلفزيون الحكومي الإيراني قد نسب له أن “الشعبين الفلسطيني والبحريني يناضلان ببسالة…”.

وعندما قال “إن تضامننا مع نضال أبناء سوريا الحبيبة ضد نظام قمعي فقد شرعيته هو واجب أخلاقي”، ذهب المترجم الإيراني بعيداً عن كلام مرسي بقوله: “إننا نأمل بقاء النظام السوري الذي يحظى برصيد شعبي”.

وبينما انتقد الرئيس المصري استخدام حق النقض الروسي والصيني في مجلس الأمن لإبطال مفعول القرار الأممي ضد النظام السوري، نسب التلفزيون الإيراني له أن “حق النقض أدى إلى تكبيل أيدي مجلس الأمن لحل الأزمات الناتجة عن التطورات الشعبية”.

وقال رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية: “وقع خطأ خلال البث الحي، لذا استعان التلفزيون بمترجم آخر، لكنه وقع في خطأ لفظي، وأطلق اسم البحرين بدلاً من سوريا، وشكّل هذا ذريعة للإعلام الغربي للقيام بحملة دعائية ضدنا”.

وكانت البحرين استدعت القائم بالأعمال الإيراني في المنامة، وسلّمته رسالة احتجاج خطية بسبب أداء التلفزيون الحكومي”.

وتحتكر السلطة الإيرانية حق البث الإذاعي والتلفزيوني، ولا تسمح لأي جهة خاصة بإطلاق قنوات مرئية أو مسموعة.

وتخضع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الحكومية مباشرة لمرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي. وعُرفت المؤسسة خلال السنوات الماضية بأدائها المنحاز له، وتبني مواقف حادة ضد المعارضين، وكذلك التعاون مع الأجهزة الأمنية لبث اعترافات كاذبة على لسان السجناء السياسيين.

نظام الأسد ثانياً في الإقبال على الأسلحة الروسية

روسيا باعت النظام السوري أنظمة دفاع من طراز صواريخ “إسكندر”

العربية.نت

احتل النظام السوري، المرتبة الثانية، في قائمة الدول المقبلة على شراء الأسلحة الروسية، بعد أن استوردت ما يقرب من 1.7 مليار دولار خلال الفترة ما بين عامي 2008-2011.

وأوردت صحيفة “وورلد تريبون” ، حسب مركز الأبحاث في الكونغرس الأمريكي، معطيات تفيد بأن مبيعات روسيا إلى سوريا ارتفعت بشكل كبير عام 2011، بمجموع وصل إلى نحو 550 مليون دولار، وشملت عقد صفقة مع دمشق لبيع 36 طائرة (ياك 130) التدريبية.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن روسيا باعت النظام السوري أيضا أنظمة دفاع من طراز صواريخ “إسكندر”، إضافة إلى مختلف أنواع الأسلحة الأخرى، في وقت أشارت فيه إلى أن ارتفاع حدة العنف في سوريا، دفع بموسكو إلى تجميد صفقة طائرات التدريب.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجزائر تصدرت لائحة الدول التي اشترت سلاحا من روسيا خلال نفس الفترة، بنحو 2.3 مليار دولار، بينما حلت الكويت ثالثة بشرائها ما يقدر بنحو 700 مليون دولار.

يذكر أن وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” صرح قبل يومين أن من غير الوارد أن يمتنع النظام السوري عن وقف إطلاق النار وسحب آلياته من المدن في الوقت الحالي، في إشارة إلى استمرار الدعم الروسي لنظام الأسد.

وكانت روسيا مع الصين استخدمتا حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي ثلاثة مرات متتالية لمنع اتخاذ قرار يهدد بفرض عقوبات على النظام السوري.

الكاتبة السورية ريما فليحان تُضرِب عن الطعام

تعتصم أمام مقر الأمم المتحدة بعمّان ليتحرك العالم لنصرة شعبها

القاهرة – رحاب محسن

أعلنت الكاتبة السورية ريما فليحان إضرابها عن الطعام وإصرارها على الاعتصام أمام مبنى الأمم المتحدة بعمّان برفقة مجموعة من النشطاء السوريين أصحاب المواقف السياسية المقيمين بالأردن؛ وذلك تضامناً مع الشعب السوري، رافضين كل ما يتعرض له من مجازر وحشية وإبادة جماعية يومياً على يد النظام السوري, وقامت الكاتبة السورية برفع لوحة كبيرة تناشد فيها العالم والأمم المتحدة وقف نزيف الدم عن الشعب السوري, معلنة استنكارها لما يحدث لشعب بلدها, حيث قامت برفع شعار “مضربة عن الطعام حتى يتحرك العالم”.

وبدأت الكاتبة السورية ريما فليحان إضرابها عن الطعام من صباح يوم 28 أغسطس ومستمرة فيه حتى الآن, في حين شاركها أكثر من 35 شاباً وفتاه من السوريين المقيمين بالأردن في هذا الإضراب, منهم من سبقها بأيام ومنهم من اعتبر موقفها بطولي كامرأة تصدرت للكثير من المخاطر بسبب تصريحاتها الجريئة ومواقفها الشجاعة مع ثوار سوريا, وهو الأمر الذي دفعها للنزوح إلى الأردن بعد المضايقات التي تعرضت لها في سوريا بمجرد الإعلان عن موقفها المؤيد للثورة السورية التي اعتبرتها ثورة الحرية والكرامة.

صرخة استغاثة للأمم المتحدة

كما أكدت ريما فليحان، الناطقة باسم لجان التنسيق المحلية السورية، أنها فخورة بكونها سورية لها رأي حر مثلها مثل الكثير من السوريين, الذين كسروا حاجر الخوف والصمت الذي استمر على مدار سنوات طويلة, معلنين إصرارهم لإسقاط نظام مستبد استخدم كل أنواع القهر ضد الأبرياء بكل الطرق الوحشية من تعذيب وقتل وترهيب لكي يتراجعوا عن موقفهم.

هذا وقد شارك أيضاً في الاعتصام أمام مقر الأمر المتحدة بعمّان ناشطون ومؤيدون أردنيون معلنين تأييدهم ودعمهم للشعب السوري, حيث اعتبروا هذه الوقفة الاحتجاجية صرخة استغاثة ولوم للأمم المتحدة والمجتمع الدولي على إهمالهم لمعاناة الشعب السوري والمجازر التي يتعرض لها.

احتقان كردي في شمال شرق سوريا

العربية.نت – رشاد عبدالقادر

“يا حيف.. أصبحنا نسمع بمعتقلين أكراد بيد الأكراد”.. هكذا علق أحد الناشطين على الاضطرابات التي سادت مدينة عامودا ليلة السبت 1 سبتمبر/أيلول 2012، إثر اعتقال 5 ناشطين على حاجز تابع لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، قرب الحدود السورية-التركية.

حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتزعمه صالح مسلم، وله علاقات وثيقة مع حزب العمال الكردستاني PKK الذي يخوض حربا ضارية ضد تركيا منذ نحو 30 عاما راح ضحيتها نحو 40 ألف شخص، نشر على موقعه الرسمي أن المعتقلين كانوا يحملون “جوازات سفر تركية.. ووثائق غير رسمية مشبوهة”، في إشارة إلى “علاقتهم بتركيا” التي يعتبرها PKK عدوا لهم.

الاعتقال أدى إلى مواجهات بين أنصار الحزب وأعضاء التنسيقيات في عامودا، وتبادل الطرفان إطلاق النار وجرح شخصين بعد رفع شعارات تدعو الجيش السوري الحر للتدخل في المناطق الكردية وشعارات مضادة تؤكد أن الميليشيات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي هي الوحيدة المسموح لها بالتواجد في المناطق الكردية.

أحداث عامودا تشير إلى حالة الاحتقان التي تسود الشارع الكردي في شمال شرق سوريا، بعدما تولى الحزب الكردي الاتحاد الديمقراطي، الفصيل الكردي الأكثر تسليحا في سوريا، مهمة ملء فراغ السلطة في بلدات انسحبت منها السلطات السورية.

وفي أوائل أغسطس/آب، سيطر أنصار PYD، الفصيل الأكثر قوة، بالتعاون مع الأحزاب السياسية الكردية الأكثر ضعفا، على كامل أجهزة الدولة السورية في مناطق ذات غالبية كردية، فقد استولت على المباني الحكومية والبلديات وكافة مرافق البنية التحتية الحيوية، إضافة إلى تولي مهمة “توفير الأمن” للسكان، والسيطرة على توزيع الموارد الذي فجر أكثر من أزمة بين الاتحاد الديمقراطي من جهة والأحزاب الكردية والأكراد من جهة أخرى.

مواجهة كردية – كردية

ويطرح هذا الاحتقان تساؤلات في الشارع الكردي حول مسقبل المنطقة الكردية في مرحلة ما بعد الأسد. ما مصير الصراع الكردي-الكردي؟ ومن الذي سيتحكم بالمنطقة الكردية؟ PYD هل الأحزاب السياسية الكردية أم شباب التنسيقيات؟ وهل سيقبل الجيش الحر والمعارضة السورية بمنطقة شبه مستقلة في شمال شرق سوريا؟

يرى الكاتب الكردي حسين جلبي أن بروز الصراع الكردي الكردي إلى السطح علامة على “صحة المجتمع الكردي”، الذي يخوض “ربيعه الثاني في مواجهة حزب الاتحاد الديمقراطي”، على اعتبار أن ربيعه الأول بدأ مع انضمامه إلى الثورة السورية.

واستبعد جلبي أن تتطور الأحداث إلى مواجهات شاملة بين الأطراف الكردية، معتبرا أن ما يجري عبارة عن “استعراض للقوة بين الطرفين”، والمنتصر في النهاية “لن يكون الطرف الذي يملك أسلحة أكثر”، في إشارة إلى أنصار PYD المسلحين.

وأكد جلبي أن قوى الثورة الشبابية في المنطقة الكردية ستكون المنتصر في نهاية المطاف، وأوضح قائلا أن “وجود PYD مرتبط بوجود النظام السوري” فعندما ينتهي النظام سينتهون أيضا.

انقسام الأكراد

إلا أن الصحافي الكردي سيروان حاج بركو، يرى أن المنطقة الكردية ستشهد مواجهات واسعة بعد سقوط الأسد، شأنها شأن بقية المناطق السورية.

وقال إن “احتمالات إقامة دولة مستقلة في كردستان سوريا لا تزال غير واردة، إلا أنه من المرجح أن يكون الحكم الذاتي للمناطق الكردية أحد نتائج الصراع الدائر في سوريا”.

ويرى محللون أن آثار ذلك ستتجاوز الحدود السورية بحكم أن الحكومات المختلفة والجهات الفاعلة من غير الدول لها مصالح قوية ومتضاربة في كثير من الأحيان، تجاه المصير السياسي لأكراد سوريا.

ولا يزال الأكراد السوريون منقسمين حيال الثورة السورية. فعلى الرغم من أنهم لا يحبون بشار الأسد، فإن المعارضة السورية فشلت في حشد دعم كافة الأطراف الكردية لهم. فجماعة الإخوان المسلمين التي تتولى عددا كبيرا من المقاعد داخل المجلس الوطني السوري، لا تحظى بشعبية بين القوميين الأكراد الذين يعدون علمانيين بأغلبية ساحقة. بينما العلمانيون العرب داخل المجلس ومن خلال معارضتهم للحكم الذاتي للمناطق الكردية وإصرارهم على التسمية الرسمية لسوريا بـ”الجمهورية العربية السورية”، لم يتمكنوا من كسب ثقة الأكراد.

وترى أطراف كردية أن دعم النظام قد يعرضهم لمخاطر المواجهة مع مسلحي المعارضة في حقبة ما بعد الأسد. وأن انضمامهم إلى صفوف المعارضة المسلحة قد يعرضهم لمخاطر القمع الوحشي على يد النظام إذا استمر الأسد في سدة الحكم. وبدلا من اختيار أحد الطرفين، فر العديد من الأكراد السوريين إلى كردستان العراق مع نية العودة إلى وطنهم عندما تكون الظروف أكثر أمانا.

وبينما يشعر العراق وتركيا وإيران بقلق تجاه منح أكراد سوريا استقلالية أكبر، ويعود قلقهم بشكل أساسي إلى أن المشكلة الكردية لا تزال فاعلة داخل بلدانهم، تنظر حكومة إقليم كردستان في شمال العراق، وحزب العمال الكردستاني (PKK) في تركيا، بعين الرضى إلى إقليم كردي يتمتع بحكم شبه ذاتي في سوريا.

PYD أم PKK

منذ الستينيات، هُمّش الأكراد في سوريا وعانوا من القوانيين التمييزية بحقهم. في عام 1962، أجري التعداد السكاني الذي سحب الجنسية السورية من نحو 120 ألف كردي. وبعد أن استلم حافظ الأسد السلطة في سوريا، جرى تعريب المناطق الكردية بتوطين قبائل عربية في مناطقهم. وقبل سنوات، فتحت قوات الأمن السورية النار على المتظاهرين الأكراد أثناء احتجاجهم سلميا على عدم المساواة بين العرب والأكراد في سوريا. ولا يزال أكراد سوريا يواجهون، وفقا لمنظمة العفو الدولية، “التمييز بسبب الهوية، بما في ذلك القيود على استخدام اللغة والثقافة”.

وحرم الآلاف منهم من “المساواة في الحصول على الحقوق الاجتماعية والاقتصادية”، إلا أن عذابات الأكراد السوريين لم تشفع لهم في محنتهم الحالية، أمام تطلعات PKK إلى كردستان تركيا، قلب الأمة الكردية، بحسب وجهة نظرهم.

ويرى محللون أن حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، واجهة سياسية لحزب العمال الكردستاني PKK، وأن الحزبين يسعيان للسيطرة على كردستان سوريا “والتضحية بها” إذا تطلب الأمر، في سبيل كردستان تركيا، “منبع الثقافة الكردية والعمق الاستراتيجي لكردستان الكبرى”.

ويواجه PYD اتهامات بالتحالف مع نظام الأسد. وعلى الرغم من أن PYD يدعي أنه يعارض حكم الأسد، فإنه يفضل الحوار مع النظام ويدعم تجريد المعارضة عسكريا. ويعارض الحزب أي تدخل أجنبي في سوريا، والتقى، بحكم كونه عضوا في هيئة التنسيق الوطنية، مع الدبلوماسيين الروس والإيرانيين والصينيين الذين يقدمون أسلحة للنظام السوري طوال فترة الصراع.

وينظر الحزب بعين الشك إلى علاقة تركيا مع المجلس الوطني السوري الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له. وينظر الكثير من الأكراد السوريين إلى المجلس الوطني السوري باعتباره دمية بيد الأتراك.

كردستان سوريا.. ضريبة الشقيق الأصغر

وتقلق فكرة وجود دولة كردية تتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال سوريا، تركيا لسببين رئيسيين. الأول، تخشى أنقرة من أن حزب العمال الكردستاني PKK سوف يحصل على ملاذ آمن في كردستان سوريا -الشقيق الأصغر لأكراد العالم، الأمر الذي يمكنه من شن هجمات ضد تركيا من داخل الأراضي السورية.

وفضلا عن ذلك، تشعر الحكومة التركية أن منح أكراد سوريا حكما ذاتيا سيشكل عامل ضغط على 14 مليون كردي في تركيا للمطالبة هم أيضا بحكم ذاتي في مناطقهم. ووفقا للقوميين الأتراك، فإن الآثار المترتبة على هذه القضية الحساسة تهدد بتقويض سلامة الجمهورية التركية، مما قد يؤدي إلى تشكيل دولة كردية مستقلة في جنوب شرق تركيا.

وهدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن “تركيا قادرة على ممارسة حقها في ملاحقة حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي السورية إذا لزم الأمر”.

وتكهن العديد من التقارير في وسائل الإعلام التركية بأن أنقرة تدرس حملة عسكرية في شمال سوريا لإنشاء “منطقة عازلة”، حيث يمكن للجيش التركي هزيمة المسلحين الأكراد وإنشاء منطقة آمنة للجيش السوري الحر لمواصلة شن الحرب ضد نظام الأسد.

ومما لا شك فيه فإن حزب العمال الكردستاني أكثر المستفيدين من حكم ذاتي في المناطق الكردية شمال سوريا. فـPYD، الذي أسس عام 2003، لديه علاقات وثيقة مع حزب العمال الكردستاني PKK. وحذر PKK أنه إذا دخل الجيش التركي في كردستان سوريا لملاحقة المقاتلين الأكراد وحزب العمال الكردستاني فإن “كردستان كلها ستتحول إلى منطقة حرب”.

كردستان العراق.. الشقيق الأوسط

ولا تقتصر ضريبة الأكراد السوريين على يد أكراد تركيا فقط، فمسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، يجد هو أيضا في كردستان سوريا معينا له في صراعه مع حكومة نوري المالكي في بغداد.

ويرى المحللون أن مواجهات تلوح في الأفق بين بغداد وحكومة إقليم كردستان بسبب التوترات بينهما حول ملكية النفط في كركوك، وبيع واشنطن لطائرات F-16 لبغداد، وخلافات تتعلق بالحدود. وسيضعف موقف بغداد في مواجهة كردستان العراق، إذا تمكنت حكومة مسعود بارزاني من كسب حليف جديد في كردستان سوريا إذا تمكن الأكراد من تحقيق حكم ذاتي بعد سقوط الأسد. وأكد بارزاني أن حكومته تقوم بتدريب اللاجئين الأكراد السوريين في شمال العراق.

ويرى المحلل جورجيو كافييرو في مقال نشره في “فورين بوليسي”، أن العلاقة الثلاثية بين حكومة إقليم كردستان ووسط العراق السني وتركيا، تحد من قدرة بارزاني على دعم أكراد سوريا في سعيهم لمنطقة حكم ذاتي. فقط بلغ حجم التجارة بين تركيا وحكومة إقليم كردستان 4.5 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2012.

لذلك، بحسب كافييرو، فإن استعداء تركيا ستكلف نتائج اقتصادية كبيرة على حكومة بارزاني.

ويستنتج أنه “مثلما مهدت حربا الخليج عام 1991 و 2003، الطريق لقيام دولة كردية تتمتع بحكم شبه مستقل على الحدود التركية مع العراق، فمن المرجح أن “الربيع العربي” سينشئ إقليما آخر على طول الحدود مع سوريا. ورغم أن الحكومة التركية قد قررت أن إسقاط الأسد سيكون لصالحها، قد تضطر أنقرة إلى تقبل كردستان سوريا ملاذا آمنا لحزب العمال الكردستاني على طول الحدود السورية كضريبة على دورها في عسكرة الصراع في سوريا”.

مصادر سورية لـ آكي: الآشوريون والأرمن بدأوا بالرحيل

روما (3 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر آشورية وأرمنية سورية مطّلعة أن أبناء هاتين الطائفتين بدأوا بالرحيل من سوريا نتيجة خوفهم من تصاعد العنف في البلاد، وأشارت إلى أن الأرمن يغادرون أساساً إلى أرمينيا، فيما يغادر الآشوريون إلى دول أوربية غالباً بطرق غير قانونية، لافتة إلى أن أحد أهم أسباب هجرتهم هو استبداد بعض الأحزاب الكردية ومحاولتها بسط سيطرتها على مناطق تواجدهم بقوة السلاح

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إنه “على الرغم من عدم حصول اضطرابات أمنية مهمة حتى الآن في محافظة الحسكة، إلا أن مئات العائلات الآشورية والأرمنية في الأسابيع الأخيرة تركت منازلها في القامشلي وبقية مدن وبلدات محافظة الحسكة وغادرت سوريا التي شكلت عبر التاريخ ملاذاً آمناً لها”، موضحة أن “وجهة الأرمن محددة إلى الوطن الأم (الجمهورية الأرمنية)، ولأجل الإسراع في ترحيل الأرمن، سيرت شركات طيران أرمنية رحلات خاصة من مطار القامشلي الدولي إلى عاصمتها يريفان” حسب قولها

وأضافت “أما الآشوريين فوجهتهم إلى الدول الأوربية، والكثير منهم يسلك طرقا غير شرعية عبر تركيا واليونان بواسطة شبكات التهريب، الأمر الذي يجعل حياتهم في خطر، ويذكر أن العشرات منهم ألقي القبض عليهم وقد ألقت بهم السلطات التركية في مخيمات اللاجئين السوريين الموجودة على أراضيها” وفق تأكيدها

وللاطلاع على حقيقة وحجم هذا الموضوع، قال سليمان يوسف الناشط السياسي السوري الباحث بقضايا الأقليات لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إنه لشيء محزن أن تكون ردة الفعل السريعة للآشوريين والأرمن على مفاعيل الأزمة السورية الراهنة هي الهجرة وترك كل شيء خلفهم، لكن يبدو أن هذا قدر مسيحيو المشرق، فبحكم خصوصيتهم الدينية والثقافية والاجتماعية هم الحلقة الأضعف في المجتمع، تالياً هم الأكثر تضرراً من الهزات السياسية والانتكاسات الأمنية التي تصيب بلدان هذه المنطقة، وقد جاء خطف وقتل شابين آشوريين (اسطيفو تمر وبولص شمعون) في أسبوع واحد من شهر تموز/يوليو الماضي ليعمّق مخاوف الآشوريين من مصير مشابه لمصير أشقائهم في العراق، والخطف والقتل والتهجير من مناطقهم التاريخية” حسب قوله

وقال سكان المنطقة وناشطون آشوريون إن وتيرة الهجرة الآشورية والأرمنية ارتفعت بشكل مخيف بعد تطورات متسارعة مثيرة شهدتها المناطق الشمالية الشرقية من سورية، تمثلت بقيام أنصار (حزب الاتحاد الديمقراطي) الكردي بالسيطرة على دوائر أمنية ومؤسسات حكومية ورفع الأعلام الكردية فوقها في العديد من المدن والبلدات مثل المالكية وعامودا وعين العرب، ونشر حواجز أمنية مسلحة على الطرق

وحول هذا الملف قال يوسف، الناشط السياسي المعارض “هذه التطورات أكدت ما كان يخشى منه الكثيرون، وهو وجود (أجندة خاصة) لأكراد سورية، ومن المؤكد أن الأجندة الكردية لن تلقى قبولاً من قبل المكونات السورية الأخرى، كما أن النخب الآشورية والأرمنية لا ترى في أي (سلطة) كردية محتملة في المناطق التي يسعى الأكراد إلى بسط سلطتهم عليها بقوة السلاح، أكثر من استبدال (الاستبداد العربي) بـ (استبداد كردي) قد يكون أكثر سوءاً وظلماً عليهم”، وأضاف “لهذا، قرر كثير من الآشوريين والأرمن الهجرة وترك المنطقة، خاصة مع تزايد المخاوف من نشوب نزاع عرقي في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا، إذا ما أصرت القوى الكردية على تحقيق أجندتها الخاصة” على حد تعبيره

وكما كثير من السوريين، يأمل آشوريو وأرمن سورية أن تقضي الثورة على النظام الشمولي وتنهي الاستبداد والانتقال بسوريا إلى دولة مدنية ودولة مواطنة حقيقية تنتفي فيها كل أشكال التمييز القومي والديني والسياسي، لكنهم يخشون من تصاعد العنف والعنف المضاد

وعن ما يقوم به الآشوريون لاحتواء هذه التداعيات قال يوسف “وسط مشاعر الإحباط واليأس من الأحزاب والتنظيمات الآشورية الهشة وبقدرتها على الارتقاء إلى مستوى التحديات، ثمة شعور متزايد في المجتمع الآشوري (السرياني) بالحاجة إلى دور أكبر للمؤسسة الكنسية في تنظيم وتحصين المجتمع الآشوري في مواجهة المخاطر في ظل انحراف القائمين على المؤسسات الكنيسة عن النهج الوطني والقومي للكنيسة السريانية العريقة، وقد نظّم الشبان الآشوريين السريان الشهر الماضي اعتصاماً غير مسبوق في تاريخ الكنيسة السريانية، أكبر الكنائس الآشورية في سورية، في كنيسة مار يعقوب مقر المطرانية بالقامشلي ونقلوا اعتصامهم إلى مركز المطرانية بالحسكة، وطالبوا بحل (المجلس الملّي ـ مجلس الطائفة) وانتخاب مجلس جديد، وتم الاتفاق على تشكيل مجلس موازٍ للمجلس القائم يكون أشبه بـ (خلية أزمة) مهمته إعادة تنظيم المجتمع الآشوري (السرياني) لمواجهة التحديات التي قد تفرضها المرحلة القادمة، وللعمل مع بقية مكونات المجتمع لتجنب خطر الانزلاق إلى نزاع عرقي أو طائفي” حسب قوله

برلين: مجموعة إعادة الإعمار الاقتصادي لسورية تجتمع اليوم

برلين (4 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

من المقرر أن تعقد “مجموعة عمل إعادة الإعمار الاقتصادي التابعة لمجموعة أصدقاء الشعب السوري” اجتماعاً في مقر وزارة الخارجية الألمانية في برلين اليوم

وأشار المركز الألماني للاعلام إلى أن العديد من ممثلي المعارضة السورية والمجتمع الدولي،سيشاركون في هذا اللقاء

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله “بالرغم من أن أحداً لا يستطيع التنبؤ بالمدة التي سيستمر فيها نظام الأسد في استخدام العنف ضد شعبه، إلا إننا نعرف جيداً أهمية أن نُعد الآن بالفعل لبداية اقتصادية وسياسية جديدة في سورية لمرحلة ما بعد نهاية حكم الأسد” وأضاف “لذلك فإننا نوجه الدعوة لشركائنا في مجموعة أصدقاء الشعب السوري إلى عقد لقاء الأسبوع المقبل في مقر وزارة الخارجية الألمانية في برلين كي نتشاور مع ممثلي المعارضة السورية حول الاستراتيجيات الخاصة بإعادة البناء الاقتصادي في مرحلة ما بعد الأسد” حسب تعبيره

وتابع “وبالنظر إلى تصاعد عمليات تدمير نظام الأسد لسورية فإن هذا المنتدى الاقتصادي المحوري الذي يُعقد تحت رئاسة ألمانيا والإمارات العربية المتحدة يُعتبر مشروعاً مهماً لمرحلة ما بعد الأسد” وأضاف “يستحق السوريون دعمنا، فهم يأملون في تحقيق تحول سلمي ديمقراطي، كما أنهم يحتاجون إلى رؤية اقتصادية واجتماعية حقيقية لبداية جديدة بعد الأسد” على حد قوله

وخلص إلى القول “فضلاً عن ذلك فإن الأعداد المتزايدة من النازحين واللاجئين في سورية وفي دول الجوار تحتاج إلى دعم المجتمع الدولي وقد قدمت ألمانيا لتلك الإغاثة الإنسانية بالفعل مبلغ 22 مليون يورو حتى الآن إننا على اتصال حثيث مع دول جوار سورية التي استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين وكذلك مع منظمات الإغاثة، حتى نتمكن من تقديم المساعدة حيث تشتد المعاناة بصورة خاصة” حسب تعبيره

مقتل نحو”130″ شخصا في سوريا والحكومة تطالب بوقف الدعم الخارجي للمعارضة

قالت الهيئة العامة للثورة السورية أن أكثر من مئة وثلاثين شخصا قتلوا في أعمال عنف متفرقة يوم أمس الاثنين، بينهم ما يزيد على ثلاثين لقوا حتفهم في غارة جوية حكومية استهدفت بلدة الباب في مدينة حلب.

وقال مراسل بي بي سي في دمشق ان سيارة مفخخة انفجرت قرب دوار الوحدة في جرمانا في ضواحي دمشق ادت الى اضرار ومقتل شخصين وإصابة عشرة بجروح.

وأوضح مراسلنا أنه ومع اشتداد الصراع في سوريا، استخدمت الحكومة وبصورة متزايدة قوتها الجوية الكاملة مستعينة بمروحيات هجومية ومقاتلات لدعم قواتها على الأرض في الوقت الذي تسعى فيه إلى طرد قوات المعارضة المسلحة تسليحا خفيفا من المدن والبلدات والقرى في أنحاء البلاد.

من جهته قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن الحملة الحكومية ضد من سماهم المتمردين ستتواصل بغض النظر عن أي تحركات سياسية تستهدف وقف أعمال العنف.

مؤامرة

وقال الزعبي في مؤتمر صحفي بدمشق “ما يجري على الأرض في سوريا هو مؤامرة وعناصرها واضحة وظاهرة ومتوفرة وهي ليست جديدة.”

وأضاف “أنا أعتقد أن شرط نجاح الأخضر الإبراهيمي في مهمته يتوقف على قيام دول محددة.. قطر والسعودية وتركيا بالالتزام علنا بنجاح الخطة.. خطة النقاط الستة.. والتوقف فورا عن إرسال السلاح وإغلاق حدودها في وجه المقاتلين وإغلاق معسكرات التدريب والإيواء”.

وتتهم سوريا منذ فترة طويلة المملكة العربية السعودية وقطر بدعم مقاتلي المعارضة خلال الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا ضد الأسد وتقول إن تركيا المجاورة تسمح للمقاتلين بتلقي تدريبات على أراضيها.

ووفقا لما اوردته وكالة فرانس برس، سيطرت قوات من الجيش النظامي السوري على اعالي حي سيف الدولة في حلب اثر معركة ضارية مع المعارضين المسلحين الاثنين ما سيسهل للجيش السوري السيطرة على كامل المدينة كما يؤكد ضباط في المكان.

وكان لواء في الجيش السوري النظامي يقود العمليات العسكرية في مدينة حلب، قد توقع أن يتمكن هذا الجيش من استعادة السيطرة على المدينة “خلال عشرة ايام”.

في تلك الأثناء، وصل إلى دمشق رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورر في زيارة من المقرر أن يلتقي خلالها الرئيس السوري بشار الأسد لبحث الوضع الإنساني في البلاد.

مهمة شبه مستحيلة

من جانبه وصف المبعوث الدولي الجديد لسوريا الأخضر الابراهيمي مهمته المقبلة بأنها شبه مستحيلة. وقال في حديثٍ لبي بي سي انه يخشى ثقل المسؤولية التي تحملها مهمته.

وقال الابراهيمي ، الذي خلف كوفي عنان الذي قال انه لم يعد ير سبيلا لانجاز مهمته، في مقابلة مع بي بي سي في نيويورك “ادرك كم هي صعبة – انها تقريبا مستحيلة. لا استطيع ان اقول انها مستحيلة- (انها) تقريبا مستحيلة”.

واقر الابراهيمي ايضا ببعض المخاوف حيال مهمته، قائلا انه يفهم احباط البعض من غياب تحرك دولي في سوريا.

وقال “أشعر بالذعر من ثقل مسؤوليتي. الناس تقول الناس تموت وانت ماذا ستفعل؟ ” ونحن لا نفعل الكثير، وهذا في حد ذاته ثقل مرعب”.

وكان الأخضر الإبراهيمي، قد دعا السبت عند توليه مهمته، جميع الأطراف في سوريا إلى وقف العنف، مشددا على تحمل الحكومة السورية المسؤولية الأكبر في إنهاء الأزمة.

BBC © 2012

نبذة عن الاخضر الابراهيمي

يحمل الدبلوماسي الجزائري البالغ من العمر 78 عاما تجربة زاخرة من العمل الدبلوماسي في العالمين العربي والاسلامي، خلال عمله مساعدا للامين العام للجامعة العربية في الثمانينات ووزيرا لخارجية الجزائر في التسعينات.

كما انه ليس غريبا عن الشأن السوري فقد ساهم كمبعوث للجامعة العربية في التوسط لانهاء الحرب الاهلية اللبنانية بالتفاوض مع الحكومة السورية وقتذاك.

وامتدح دور الابراهيمي في اعادة الاستقرار لافغانستان والعراق بعد اطاحة العمل العسكري بقيادة امريكية بحكومتي البلدين.

وساهم، كمبعوث خاص للامم المتحدة في عراق ما بعد صدام، في تشكيل حكومة انتقالية تولت السلطة عام 2004.

وعمل الابراهيمي كارفع مسؤول للامم المتحدة في افغانستان وقت حكم طالبان، ثم عين مرة اخرى هناك عام 2001 ليلعب دورا رئيسيا في التوصل الى اول دستور لافغانستان بعد طالبان.

وتضمنت مهامه مع الامم المتحدة ايضا العمل مبعوثا لجنوب افريقيا قبل انتخابات 1994 التي وصل فيها نيلسون مانديلا الى السلطة ومبعوثا لهاييتي حيث كان ارفع مسؤول للامم المتحدة هناك ما بين 1994 و1996.

كما مثل الاخضر الابراهيمي الامم المتحدة في الكونغو الديمقراطية واليمن وليبريا ونيجيريا والسودان.

وبين فترتيه في افغانستان تولى الابراهيمي رئاسة فريق مراجعة لعمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة.

وانتقد تقريره الامم المتحدة لفشلها في التصرف في مواجهة المجازر في رواندا عام 1994 وفي البوسنة وسربرينتسا عام 1995، واوصى التقرير بتعديل شامل لعمليات حفظ سلام الامم المتحدة.

واثار الابراهيمي جدلا ايضا خلال فترة عمله في العراق حين قال ان السياسات الاسرائيلية هي “اكبر السموم في المنطقة” وقالت اسرائيل ان تلك التصريحات “غير لائقة اطلاقا” من مسؤول رفيع في الامم المتحدة.

ورغم انه تقاعد رسميا عام 2005 الا ان الاخضر الابراهيمي ظل نشطا كمحاضر ومشاركا في منظمات غير ربحية تهتم بالعلاقات الدولية.

كما تولى مهام خاصة للامم المتحدة مثل رئاسة لجنة التحقيق في تفجير مكاتب المنظمة الدولية في ديمسبر/كانون الاول 2007.

والابراهيمي عضو في جماعة “الكبار”، وهي مجموعة من زعماء العالم اسسها نيلسون مانديلا عام 2007 بهدف نشر السلام وحقوق الانسان، وفي 2010 زار سوريا وغزة ومصر والاردن ممثلا للمجموعة.

ولد الاخضر الابراهيمي في الجزائر عام 1934 واشترك في النضال من اجل الاستقلال عن فرنسا عام 1956 كممثل لجبهة التحرير الوطنية في جنوب شرق اسيا لمدة خمس سنوات.

وبعد الاستقلال عمل كسفير للجزائر في مصر وممثلها الدائم في الجامعة العربية في القاهرة من 1971 الى 1979، ثم عمل ايضا سفيرا لبلاده لدى بريطانيا.

درس الابراهيمي القانون والعلوم السياسية في الجزائر وفرنسا، ويتحدث العربية والانجليزية والفرنسية بطلاقة ومتزوج وله ثلاثة ابناء.

BBC © 2012

نشطاء في المعارضة السورية: مقتل نحو 5 آلاف شخص في سوريا خلال أغسطس الماضي

ذكر نشطاء في المعارضة السورية أن نحو خمسة آلاف شخص لقوا حتفهم في سوريا خلال أغسطس/آب الماضي، مما يجعل هذا هو الشهر الذي يسقط فيه أكبر عدد من الضحايا منذ بدء الانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل أكثر من 17 شهرا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا الأحد إن 5440 شخصا قتلوا في أغسطس/آب، حسبما ذكرت وكالة اسوشيتد برس.

وذكر نشطاء في منظمة أخرى معارضة هي لجان التنسيق المحلية أن 4933 شخصا قتلوا، بينهم 4114 مدنيا خلال أغسطس/آب.

وشهدت الاضطرابات في سوريا تحولا كبيرا في أغسطس/آب حينما بدأت قوات الجيش السوري استخدام الطائرات الحربية على نطاق واسع للمرة الأولى لسحق الانتفاضة.

ووصلت الاشتباكات إلى حلب، أكبر المدن السورية، والتي كانت شهدت هدوءا نسبيا خلال معظم فترات الانتفاضة.

تفجير

من جهة أخرى، أعلن التلفزيون السوري الأحد وقوع ما وصفه “بتفجير ارهابي” ناجم عن عبوتين ناسفتين في شارع المهدي بن بركه بحي ابو رمانه الذي يضم مقري الجيش والقوة الجوية بالعاصمة دمشق.

واضاف التلفزيون ان التفجير وقع بالقرب من كتيبة الحراسة واسفر عن اصابة اربعة اشخاص.

الا ان ناشطين معارضين قالوا من جانبهم إن التفجير استهدف مبنى الاركان العامة الواقع في ذلك الحي.

وادعى تنظيم تابع للجيش السوري الحر يطلق على نفسه اسم “كتيبة احفاد الرسول” مسؤوليته عن التفجير في رسالة نشرها في موقع (فيسبوك). وقال التنظيم، الذي هدد بمهاجمة القصر الرئاسي، إن “العملية جاءت ردا على مذابح داريا” التي راح ضحيتها 330 شخصا على الاقل.

يذكر ان مسلحي المعارضة والقوات الحكومية مشتبكون في معركة شرسة من اجل السيطرة على العاصمة منذ يوليو/تموز الماضي.

وكان الاعلام السوري الرسمي تحدث عن تفجير سيارة ملغمة امس السبت في احدى ضواحي دمشق الجنوبية مما اسفر عن مقتل 15 شخص على الاقل.

وكانت “الهيئة العامة للثورة السورية” المعارضة قد قالت إن تسعة اشخاص قتلوا اليوم في قصف للجيش السوري معظمهم في ادلب وريف دمشق، مشيرة الى اصابة عشرات الأشخاص في قصف جوي استهدف قرية سرجة بمحافظة ادلب.

ونشر ناشطون معارضون صورا للغارة الجوية التي استهدفت القرية وقالوا إن العديد من الاشخاص لا يزالون تحت انقاض المنازل.

من جانبه، قال التلفزيون الرسمي السوري أن القوات الحكومية صدت هجوما واسعا شنته المعارضة المسلحة على قاعدة تدريب “رسم العبود” الجوية بالقرب من حلب.

وأكد العميد حسام الدين العواك قائد العمليات في الجيش السوري الحر أن الهجوم جاء في إطار إستراتيجية جديدة ضد قواعد القوات النظامية السورية لأنها تستخدم لشن هجمات جوية ضد قوات المعارضة المسلحة والمدنيين.

في غضون ذلك، دعا المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي جميع الأطراف في سوريا إلى وقف العنف، مشددا على تحمل الحكومة السورية المسؤولية الأكبر في إنهاء الأزمة.

وقال في حديث ادلى به الى تلفزيون العربية السعودي ان هناك حاجة إلى إطار سياسي أو وضع جديد في سوريا.

واضاف المبعوث الدولي إن الوقت مازال مبكرا للحديث عن خيار إرسال قوات دولية إلى سوريا، واصفا إياه بأنه يمثل فشلا للعملية السياسية

في غضون ذلك، رفع الاردن بشكل حاد سقف مطالبه المالية من المجتمع الدولي لقاء ايواء اللاجئين السوريين.

يأتي ذلك في الوقت الذي اعلنت المعارضة مقتل 156 شخصا السبت بنيران القوات الحكومية.

ولم يتسن لبي بي سي التأكد من صحة هذه الارقام من مصدر مستقل.

“التغيير ضرورة ملحة”

وصرح الإبراهيمي أن على نظام بشار الأسد أن يدرك أن التغيير ملح وضروري وانه يجب أن يحقق المطالب المشروعة للشعب السوري.

وأضاف في المقابلة التلفزيونية “الحكومة السورية تدرك أكثر مني مقدار المعاناة التي تحملها الشعب السوري”.

ودعا الإبراهيمي الذي كان يتحدث في نيويورك الى وقف العنف وقال انه سيحاول تذليل العوائق التي واجهها سلفه كوفي عنان.

ميدانيا، احتدمت المعارك بين القوات الحكومية والجيش السوري الحر مساء السبت في مدينة بيبلا بالقرب من درعا وفي حلب

ومناطق في إدلب، وقال معارضون ان قصفا مدفعيا وجويا طال مناطق في دمشق وريفها وحمص وحماة وحلب ودير الزور وادلب.

وقالت الحكومة السورية إن القوات الحكومية صدت هجوما واسع النطاق شنته المعارضة المسلحة على قاعدة تدريب جوية قرب حلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان القوات الحكومية قصفت حي التضامن جنوبي دمشق صباح السبت بعد قتال شوارع مع قوات المعارضة اثناء الليل.

واضاف المرصد السوري إن المعارضين في دير الزور اقتحموا مبنى للدفاع الجوي في ساعة مبكرة صباح يوم السبت وأسروا 16 شخصا على الأقل واستولوا على عدد من الصواريخ المضادة للطائرات.

وأظهر تسجيل مصور نشره ناشطون على شبكة الإنترنت الضباط والجنود الذين أسرهم مسلحو المعارضة.

وأوضح رامي عبد الرحمن رئيس المرصد أن المعارضين هاجموا أيضا قاعدة الحمدان العسكرية الجوية في البوكمال قرب الحدود السورية الشرقية مع العراق ولكنهم لم يتمكنوا من اقتحامها.

تأتي الهجمات بعد ثلاثة أيام من مهاجمة المعارضين قاعدة تفتناز الجوية في محافظة إدلب حيث قالوا إن العديد من طائرات الهليكوبتر تعرضت لأضرار. وقال المعارضون أيضا إنهم أسقطوا طائرة مقاتلة وطائرة هليكوبتر الأسبوع الماضي

وتمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على اغلب مناطق العاصمة التي استولى عليها المعارضون المسلحون في هجوم يوليو/تموز الماضي.

الا ان مسلحي المعارضة يواصلون شن هجمات خاطفة في احياء دمشق التي يحظون بدعم فيها مثل التضامن والحجر الاسود والقابون.

مطالب مالية

رفع الاردن بشكل حاد سقف مطالبه المالية من المجتمع الدولي لقاء ايواء اللاجئين السوريين.

ففي طلب مشترك وجهته السلطات الاردنية ومفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة، قال الاردن إنه يحتاج الآن الى 700 مليون دولار ليتمكن من مواجهة ما يصفه بالازمة التي حلت به جراء تدفق اللاجئين من سوريا.

وكان الاردن يطالب منذ ايام قليلة فقط بـ 400 مليون دولار.

ويقول الاردنيون إن الازمة الانسانية تتفاقم على حدودهم مع سوريا، وانهم يتمكنون بالكاد من تحمل سيل اللاجئين المتدفق عبر الحدود.

وكان وزير التخطيط الاردني جعفر حسن قد قال امس السبت إنه يتوقع ان يرتفع عدد اللاجئين السوريين القادمين الى بلاده الى 240 الف لاجئ من عددهم الحالي البالغ 180 الفا، مضيفا ان ذلك “سيشكل عبئا على موارد الاردن الشحيحة من الماء والطاقة.”

وقال الوزير الاردني إن تدفق اللاجئين السوريين “سيبلغ قريبا حدا لا تتمكن الحكومة الاردنية تحمله،” مضيفا “لقد اصدرنا هذا الطلب المشترك لنتمكن من مواصلة توفير المساعدات الانسانية لاشقائنا السوريين.”

BBC © 2012

بريطانيا وفرنسا: تقران بصعوبة اقامة مناطق عازلة في سوريا وتقدمان مساعدات اضافية للمدنيين فيها

أعلنت بريطانيا وفرنسا الخميس تقديم مساعدات انسانية اضافية تقدر بملايين اليوروات للمدنيين السوريين.وأكدتا وجود صعوبات تحول دون إقامة مناطق عازلة لحماية المدنيين في سوريا، تلبية لطلب المعارضة.

واعلن ذلك وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ونظيره الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحافي مشترك في بالامم المتحدة بنيويورك.

وأوضح هيغ أن ثلاثة ملايين جنيه استرليني ( اي ما يعادل 4.75 مليون يورو) ستضاف الى الـ 27.5 مليون جنيه استرليني التي سبق ان رصدتها لندن.

واعلن فابيوس أن فرنسا ستضيف “خمسة ملايين يورو” إلى مبلغ العشرين مليون يورو التي سبق اعلنت عن تقديمها للمساعدات الانسانية في سوريا.

وسبق لوزير الخارجية البريطاني اعلن مطلع هذا الشهر عن تقديم مبلغ إضافي قدره 5 ملايين جنيه استرليني من المساعدات العملية للمعارضة السورية “التي تتضمن معدات تخصصية جراحية وأجهزة اتصالات وقد تتضمن أيضا سترات واقية من الرصاص”.

صعوبات كبيرة

كما أعلن وزير التنمية الدولية البريطاني، آندرو ميتشيل، زيادة المساعدات البريطانية المقدمة للاجئين السوريين إلى أربعة أضعاف، ما يجعل بريطانيا ثاني أكبر جهة مانحة بشكل ثنائي في العالم لسورية.

وتحدث هيغ في المؤتمر الصحفي في الامم المتحدة عن أن “صعوبات كبيرة” تعترض الاقتراح الهادف الى اقامة مناطق عازلة في سوريا لحماية اللاجئين.

واتفق وزير الخارجية البريطاني مع نظيره الفرنسي في الحديث عن صعوبة توحيد موقف اعضاء مجلس الامن حيال هذا الاقتراح.

وكان المجلس الوطني السوري المعارض قد طالب مجلس الأمن بأن يفرض حظر طيران فوق سوريا ويقيم ممرات إنسانية لحماية المدنيين في مناطق القتال في البلاد.

نازحون

وكانت متحدثة باسم الامم المتحدة اعلنت الخميس ان المنظمة الدولية لم تتلق حتى الان سوى نصف الاموال التي تحتاج اليها لمواصلة عملياتها الانسانية الرئيسية داخل سوريا داعية الى تقديم مساهمات اضافية.

وتقدر الامم المتحدة عدد النازحين في سوريا حاليا بـ 1.2 مليون شخص يقيمون في مبان عامة مثل المدارس، بعد أن فروا من المدن والقرى التي تشهد قتالا بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة.

وقدرت المنظمة العدد الاجمالي لمن تأثروا بتبعات النزاع الدائر في البلاد لسبعة عشر شهرا منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام في دمشق بـ 2.5 مليون شخص.

وكانت منظمة الغذاء والزراعة التابعة للامم المتحدة قدرت في حزيران/يونيو الماضي عدد الناس الذين تهدد أمنهم الغذائي في سوريا بنحو 3 ملايين شخص.

حاجة ماسة

وقالت كلير دويل المتحدثة باسم مكتب تنسيق العمليات الانسانية في الامم المتحدة، امام اجتماع وزاري لمجلس الامن الدولي مخصص لبحث الوضع الانساني في سوريا، إن الامم المتحدة لم تجمع بعد دعوتها لتقديم الاموال من اجل العمليات الانسانية في سوريا سوى 92.4 مليون دولار من اصل 180 مليونا كانت طلبتها اصلا.

واضافت دويل “ثمة حاجة ماسة لهذه المساعدات”.

واوضحت المتحدثة ان الامم المتحدة طلبت مبلغ 193 مليون دولار اضافية لمساعدة اللاجئين السوريين في الدول المجاورة غير انها لم تجمع منها حتى الان سوى 103.8 مليون دولار.

وحتى الثلاثاء الماضي تم احصاء 221 الف لاجىء خارج سوريا، في الوقت الذي تتصاعد فيه حركة الفرار من البلاد وبشكل خاص في الاسابيع الاخيرة.

ويقول دبلوماسيون ان الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا تعدان من اكبر الدول المانحة في سياق جهود المساعدات الانسانية لسوريا.

وتشكو المنظمات الانسانية ايضا من عدم تمكنها من الوصول الى المدن السورية وقالت منظمات انسانية عدة في رسالة وجهتها اخيرا الى مجلس الامن والجامعة العربية ان “عدد النازحين داخل سوريا يفوق بعشر مرات عدد اللاجئين في الدول المجاورة، وهم رغم ذلك لا يتلقون المساعدة ولا العناية التي يستحقون بسبب عدم التمكن من الوصول الى المدن السورية”.

BBC © 2012

قصة سورية أبطالها قناص وطفلة.. وعائلة مدمرة

دمشق، سوريا (CNN)– كانت الطفلة السورية رينا تلهو في صالة منزلها، آمنة في حضن والدتها، عندما مزقت رصاصة خدها، وأطلقت صرختها باكية بحرقة نحو أمها، ولكن ليس طويلا، قبل أن تصمت ويمتلئ فمها الصغير بالدماء.

انهمر الرصاص من كل مكان على منزلها، وخرق زجاج النوافذ من على الشرفة، ووصل إلى خدها وحطم أسنانها، ومزق عائلتها، لتبدأ محنة جديدة لهم في حلب، تتمثل في العثور على المساعدة الطبية، وبسرعة.

هرع أحد جيران عائلة رينا بها إلى الشارع، يحملها راكضا بسرعة، وعلى تلك الحالة شاهده فريق CNN وسط دمار حلب وفظائع القتال فيها يوميا.

أوقف الرجل سيارة شحن وبدأ السباق نحو المستشفى، وتبعهم فريق CNN دون معرفة ما سيحدث، وبعد دقيقة واحدة، لاحظ الرجل وجود الفريق ورأى أن سيارته تتحرك من خلال الشارع بشكل أسرع، فأوقف الشاحنة ونزل وركض نحو فريق CNN، وصرخ طالبا النجدة.

ألقى بالطفلة رينا على المقعد الخلفي لسيارة فريق CNN وطلب منهم أن يسرعوا إلى المستشفى، وقال: “يا جماعة، إنها تختنق.”

هرعت السيارة وسط الشارع وأطلقت أبواقها عالية، غير أن صوت رينا وهي تتنفس بصعوبة كان أكثر وضوحا.. إذ كانت تغرغر وتتحشرج.. والدم يتدفق من خديها، وحاول الرجل- الذي أتى بها- أن يصرخ ليبعد السيارات الأخرى.. وبعد دقيقة بدت دهرا، وصلت السيارة إلى المستشفى.

العاملون في مستشفى دار الشفاء يرون الصدمات والمآسي كل ساعة في أشكال كثيرة، ولكن طفلة مصابة بعيار ناري في وجهها، لا يزال مشهدا يهز الأطباء.

هرع الأطباء برينا إلى غرفة الطوارئ وبدأوا يعالجون وجهها، ليروا أن الرصاصة دخلت فمها محدثة فتحة صغيرة فقط، لكنها خرجت من الجانب الآخر وقد مزقته تماما.

وسرعان ما أصبح واضحا على الأطباء بأنها سوف تنجو، إذ أصبحت تتنفس بشكل أفضل.

ولكن مشكلة واحدة بقيت، وهي أن مستشفى دار الشفاء يقع في مناطق مقاتلي المعارضة، حيث الإمدادات الطبية استنفذت ويصعب إيجاد المزيد منها، والقرارات التي يتخذها الأطباء يوميا تتحدى المنطق.

وفي حالة رينا تجرأ الأطباء على التفكير بما لا يعقل، إذ أنها كانت بحاجة لجراحة عاجلة في وجهها، فأرسلوها عبر جبهة القتال إلى مستشفى حكومي أفضل تجهيزا، في شاحنة توارت قليلا فقليلا في الشارع.

وفي هذه الأثناء كانت والدتها وجدتها وجارتهما ما زلن في المنزل يحاولن استيعاب ما حدث، وعلى السلالم التي تقود إلى البيت كانت دماء رينا، وداخل الشقة تناثرت أسنانها المحطمة، وفي النافذة ثقب صغير حيث دخلت الرصاصة.

ووفقا لتقييم مستشار أمني كان يرافق فريق CNN للحفاظ على سلامته، فإن الثقب تسببت به رصاصة، كان من الواضح أنها أطلقت من إحدى العمارات السكنية العالية المقابلة لمكان منزل رينا.

وهذه المباني هي داخل مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، ولكن يعتقد أن القناصة الذي يعملون مع جماعات “الشبيحة” سيئة السمعة، تعمل داخل تلك المناطق، كما لا يمكن تفسير قيام الجيش السوري الحر بإطلاق النار على الناس بمناطق متعاطفة معه، وفق روايات الحكومة.

لقد كان الزجاج الذي مرت من خلاله الرصاصة شفافا، وهذا يعني أن القناص شاهد بالضبط ما الذي الذين كان يستهدفه، ولكن الطابع العشوائي الذي لا يميز بين الأهداف هو ما يجعل إطلاق النار على رينا مأساويا، وتقشعر له الأبدان.

ساد الهدوء في ذلك الوقت بين أفراد الأسرة، إذ اعتبروا أن رينا الآن تحصل على أفضل رعاية طبية، لكنهم بدأوا يعدون العدة لرحلتهم الخطرة إلى المستشفى الحكومي لرؤيتها.

وفي صباح اليوم التالي، عاد فريق CNN إلى المنطقة، وأخبره السكان المحليون على نحو مفاجئ بأن رينا توفيت.. وكان من الصعب أن يصدق أن الفتاة التي شهدها تتعافى، قد توفيت متأثرة بجراحها.

ورفضت الأسرة التحدث إلى فريق الشبكة في البداية، وقيل لهم إن الأب كان غاضبا لأنهم دخلوا المنزل، ذلك أنه كان يخشى من انتقام القوات الحكومية.

وبعد نحو ساعة، وافق أحد أقارب العائلة على مقابلة فريق CNN ولكن خارج المنزل، وقال إن رينا أخدت إلى مستشفيين حكوميين، وفي كل منهما حاول الأطباء مساعدتها، وفشلوا في كل مرة، إذ يبدو أن الرصاصة، التي لم يجدوها داخل فمها، استقرت في حلقها.

رصاصة قناص قتلت طفلة في الرابعة من عمرها، وتركت الجميع يتساءلون: ترى كيف سينتهي العنف الذي يجتاح حلب الآن؟ وكيف سيعود المدنيون في هذه المدينة إلى الحياة كما عرفوها يوما ما؟

اول زفاف بحلب تحت القصف لاعضاء بالجيش الحر

لأن الثورة عرس الحرية، خرج حي سيف الدولة الحلبي عن روتين المعارك اليومية ليحتفل بزفاف ثوري جمع القناص أبو خالد وحنان، الممرضة التي عالجته بعد إصابته.

حلب:ا ف ب

خرج حي سيف الدولة في حلب عن روتين الاشتباكات اليومية بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المناهضين للنظام ليحتفل بزفاف “ثوري” بين أبو خالد، القناص الذي يقاتل إلى جانب المعارضة، وحنان، الممرضة التي عالجته.

يقول المقاتل السوري المعارض أبو خالد إنه وقع في حب حنان الممرضة التي عالجته “من النظرة الاولى” بعدما أصيب في ساقه. ويوضح المقاتل الملتحي “رأيتها في المركز الطبي في مدرسة القنيطرة. عندما اصبت، قامت بتنظيف جروحي يومًا بعد يوم، وكانت فرصة لي كي اتعرف عليها اكثر، وأقع في غرامها اكثر”.

من جهتها، تروي حنان (23 عامًا) بابتسامة خجولة يحمر معها وجهها المحمر اصلاً بفعل الماكياج بداية علاقتها مع ابو خالد، وتقول: “عندما التقينا، حدث شيء ما”. وتحظى حنان، التي اختارت لحفل زفافها أن تضع حجابًا ابيض على رأسها يعلو قميص الممرضة الابيض، بدعم ابو خالد منذ أن قتل شقيقها في النزاع الدامي المستمر في سوريا منذ منتصف اذار (مارس) 2011.

وتوضح وهي تجلس بقرب ابو خالد الذي اختار أن يرتدي سترة عسكرية تملأها الجيوب: “عندما توفي شقيقي اصبح حبنا أقوى، اضافة الى ذلك، انه (ابو خالد) ثائر”. وجلس العريسان، كما تنص التقاليد، على كنبة كبيرة، وعلق خلفهما علم كبير للمعارضة.

وفيما كان مقاتلون يعلقون لافتات كتب عليها: “نحن نحب الحياة”، قام ابو خالد وحنان بقطع قالب حلوى من الشوكولا. ثم القى قائد في الجيش السوري الحر وقد التفت حوله مجموعة من العسكريين المنشقين والمدنيين الذين حملوا السلاح لمقاتلة نظام الرئيس بشار الاسد، خطابًا تبعه تبادل الخاتمين بين العروسين.

واقيم حفل الزفاف بعد ذلك في الخارج حيث افترشت الفواكه مجموعة من الطاولات. وقام الحضور بتهنئة ابو خالد وحنان وسط اناشيد ثورية ظل يرددها المقاتلون الذين تحلقوا حول العروسين قبل أن يشكلوا دائرة ويهتفوا “حرية! حرية!”.

وقتل 25 الف شخص في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية لمطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، وفقًا لارقام المرصد السوري لحقوق الانسان. ومنذ 20 تموز/يوليو، تخوض القوى المعارضة المسلحة والقوات النظامية السورية حرب استنزاف للسيطرة على حلب، ثاني اكبر المدن السورية.

وكانت حلب تعتبر لفترة طويلة معبرًا يربط اوروبا بآسيا والمشرق بأفريقيا على طريق الحرير. وكانت حتى فترة خلت المدينة الاغنى في سوريا. لكن مع المعارك اصبح اقتصاد المدينة القائم على التجارة في تدهور كبير.

واوقفت الحرب الصناعات التي تملكها الدولة في مناطق الثوار، وادى نقص الوقود الى كبح الزراعة فيما حرم النزوح الكثيف السوق المحلية من عدد كبير من المستهلكين. واهالي حلب الذين لم يفروا من المدينة وغالبيتهم من الرجال الذين بقوا لحراسة املاكهم أو عائلات ليس لديها أي مكان آخر تلجأ اليه، يتهمون الرئيس السوري بشار الاسد بالسعي الى تجويعهم.

واصبحت المخابز هدفاً للدبابات وللغارات الجوية في الاسابيع الماضية. وبالنسبة للسكان فإن الرسالة واضحة: هؤلاء الذين بقوا في حلب يدعمون عناصر الجيش السوري الحر ويعرضون انفسهم للموت حتى عند قيامهم بشراء خبزهم اليومي.

ويقول احد المشاركين في حفل الزفاف وهو يلوح برشاش كلاشنيكوف “لا احد يستطيع ايقاف الحياة. لا احد يستطيع ايقاف الشعب”. وعلى بعد شوارع معدودة من موقع الزفاف، بين اعمدة الدخان المتصاعدة من بين ركام الابنية المهدمة، كان القتال لا يزال دائرًا بين مقاتلين مناهضين للنظام مدججين بالرشاشات والقذائف الصاروخية، والقوات النظامية، في الحرب المفتوحة في حلب.

المقاتلون السوريون يمتلكون شبكة من الحرفيين والفنانين ورجال الأعمال والداعمين

ايلاف

يضافر ثوار سوريا جهودهم المهنية والتقنية لمتابعة المعركة ضد نظام الرئيس بشار الأسد بواسطة قدراتهم القتالية المتواضعة التي اكتسبوها اما عبر العمل في الجيش النظامي أو التدرب على يد مقاتلين سابقين.

تعمل المعارضة السورية على تسليح صفوفها من خلال شبكة من الحرفيين والفنانين ورجال الأعمال والداعمين، الذين تتضافر جهودهم لإنتاج ما يحتاجه الثوار في الميدان من أسلحة لمقاومة الذخيرة الهائلة والمتطورة التي تتمتع بها قوات النظام السوري.

ويعتمد تسليح الثوار السوريين بشكل كبير على الأسلحة المحلية الصنع مثل مدافع الهاون والقذائف والقنابل.

احد المقاتلين يصنع قنبلة

في هذا السياق، اشارت صحيفة الـ “نيويورك تايمز” إلى وجود شبكة واسعة من المهنيين التي يتعاون أفرادها لتوفير الأسلحة اللازمة للمقاتلين. وتشمل هذه الشبكة أصحاب سيارات النقل التي تنقل المواد الخام والأسلحة المصنعة، والعديد من المهندسين الذين يتمتعون بخبرة بحكم عملهم في خلط المواد الكيميائية لصنع المواد المتفجرة، إلى جانب الكهربائيين الذين يقومون بتوصيل أسلاك القنابل لتوفير الشرارة الكهربائية اللازمة لانفجارها.

بدورهم يتولى الميكانيكيون والحدادون مهمة تجميع أجزاء الصواريخ ومدافع الهاون ومعدات القنابل التي تزرع على جانب الطريق، إضافة إلى حاملات البنادق الرشاشة المتوسطة الحجم (آر بي جي) التي يتم تثبيتها على ظهور سيارات النقل الخفيفة (بيك آب).

وأشارت الصحيفة إلى أن البرود الذي قابل به الغرب مطالب الثوار السوريين لتزويدهم بالسلاح، دفعهم إلى الاعتماد على أنفسهم للحصول على الأسلحة التي يحتاجونها، وقد حققوا نتائج باهرة فاجأتهم أنفسهم.

استنسخ الثوار السوريون التجربة العراقية في مواجهة القوات الأجنبية في العراق، وكذلك تجربة الفلسطينيين الطويلة في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية. كما انهم يستفيدون بذكاء من الأسلحة التي يحصلون عليها من القوات النظامية كـ “غنائم حرب”، أو تلك التي يتم تدميرها، إذ يقومون بتفكيك أجزائها وإعادة استخدامها بشكل آخر.

وبواسطة الأسلحة التي يقوم الثوار بتصنيعها، وتلك التي يتبرع بها البعض من داعمي الثورة السورية في الداخل والخارج، تمكن ثوار سوريا من هزيمة قوات النظام المدججة بالسلاح في شمال البلاد، وإجبارها على اتخاذ موقف دفاعي.

وأشارت الـ “نيويورك تايمز” إلى أن العراق تحولت إلى مورد آخر للسلاح يعتبر مهماً للغاية بالنسبة للثوار، حيث يتلقون التعزيزات العسكرية بشكل منتظم، لا سيما وأن الغرب العراقي، وتحديداً محافظة الأنبار، يرتبط بصلات قرابة مع السوريين.

ثوار سوريون يطلقون صاروخ محلي الصنع

وتلقى الثورة السورية تأييداً كبيراً في أوساط قبائل الأنبار الذين قادوا حرب مقاومة طويلة ضد الوجود الأميركي في العراق. ونقلت الصحيفة عن مراسلها مشاهدته لعبور شخص عراقي من الأنبار محملاً بعدة أنواع من الأسلحة، ويعرف باسم أبو خالد.

وقال الثوار إن “أبو خالد” يقوم بشراء الأسلحة لحسابهم وتهريبها عبر الحدود بشكل منتظم منذ اندلاع المواجهة المسلحة مع النظام السوري.

ويقول أبو خالد إنه حصل على أسلحته من عناصر الجيش العراقي والشرطة، الذين يقومون ببيع أسلحتهم القديمة والجديدة التي زودتهم بها الولايات المتحدة بشكل علني.

وأضاف:”إنهم يبيعون كل شيء، وأقصد القوات الأمنية العراقية الفاسدة”، مشيراً إلى أنه اشترى بعض القنابل المخصصة لمدافع الهاون ممن أسماهم “بعض الشيعة الذين حصلوا عليها من القوات الأميركية”.

“لن نهنأ بطعام ولا نوم ولا شراب، ولن نعيش حياة طبيعية حتى يسقط نظام بشار الأسد”، يؤكد أبو خالد.

خمسة تكتيكات يعتمدها الأسد للبقاء في السلطة

منذ اندلاع الثورة، اعتمد نظام الأسد خمسة تكتيكات لمواجهة المعارضة السورية، من أبرزها تأجيج الطائفية، تصدير الأزمة إلى دول الجوار، واستغلال خلاف القوى الكبرى لإطالة أمد الأسد في سدة الرئاسة.

بيروت: ايلاف

تناولت صحيفة الـ “تايم” الأميركية التكتيكات التي سعى النظام السوري من خلالها إلى الاستمرار في الحكم، رغم تواصل الثورة السورية لأكثر من عام ونصف، وتصاعد توقعات سقوط نظام الأسد، إلى جانب الحديث عن سيناريوهات ما بعد رحيله.

ورأت الصحيفة الأميركية أن أهم العوامل وراء استمرار الأزمة السورية هو انقسام المجتمع الدولي حول سبل تسوية النزاع الدائر في دمشق ، لاسيما عدم توصل الدول الداعمة للمعارضة السورية لاستراتيجية مشتركة، فضلاً عن حالة الفوضى التي تعم صفوف المعارضة السورية وانقسامها حول تأييد خيار التدخل العسكري الأجنبي في البلاد.

اللعب على وتر الصراع المذهبي

أول هذه التكتيكات هو سعي النظام إلى قلب الصراع السياسي ضد حكمه إلى صراع طائفي يستغل فيه الأواصر العرقية والطائفية التي قامت عليها شرعيته، وكذلك التحكم بالجيش النظامي الذي تسيطر عليه الأقلية العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد. وقد فشلت المعارضة في كسر التلاحم بين نظام الأسد والأقلية العلوية التي يستند إليها.

وعلى الرغم من احتدام الصراع بين طرفي النزاع في سوريا وانجراف البلاد إلى حال أقرب للحرب الأهلية في الوقت الراهن، الا أن الأسد هو المستفيد الوحيد من كل هذه العوامل التي تحول دون الإطاحة به وتبقيه في السلطة لأطول فترة ممكنة.

الأسد نجح، سواء عن طريق المصادفة أو نتيجة تخطيط محكم، في خلق حال من الفوضى فى البلاد، فضلاً عن تصدير هذه الفوضى للدول المجاورة لسوريا، وهذه الحال التي قد تستمر لعدة سنوات تمكنه من التشبث بالسلطة.

سقوط الديكتاتوريين يبدأ عند تلاشي الخوف الذي زرعوه في قلوب شعوبهم ونزولهم إلى الشوارع للتنديد بحكمهم المستبد، وينتهي عند تخلي مؤيديهم الذين كانوا على استعداد لقتل هؤلاء المتظاهرين المعارضين لهم عنهم وهروبهم للنجاة بحياتهم حيث يضطر “الديكتاتور الوحيد” وقتها إلى الهرب للنجاة بحياته هو وأسرته.

الخوف زال من قلوب الشعب السوري في شهر آذار (مارس) عام 2011 عند اندلاع الثورة. لكن على الرغم من موجة الانشقاقات التي حدثت بصفوف النظام السوري فإن قوات الاسد لاتزال مصممة على خوض غمار الحرب ضد المعارضة في البلاد.

الأسد لا يزال يحتفظ بولاء الطائفة العلوية التي تمثل أقلية في سوريا، فضلاً عن دعم المسيحيين والدروز والاكراد، لاسيما العسكريين ورجال الأعمال والسياسيين السنة الذين يدينون بالولاء له .

صمود الأسد نابع من التفاف جميع ممثلي هذه الطوائف حوله، وذلك نظراً لايمانهم بأن مصيرهم يرتبط بمصير الأسد نفسه، وخشيتهم من التعرض للاقصاء أو القصاص منهم من جانب المعارضة في حال الإطاحة بالنظام.

تصدير الأزمة إلى الدول المجاورة

سعى النظام السوري إلى تصدير الأزمة السورية إلى دول الجوار التي تعاني صراعات طائفية ممتدة، مثل سحب القوات النظامية من المدن الكردية على الحدود مع تركيا وتسليمها إلى حلفاء حزب العمال الكردستاني للضغط على تركيا.

وانتهج نظام الأسد أساليب أكثر قمعية ضد المدنيين ما دفع بأعداد ضخمة منهم إلى اللجوء لدول الجوار، خاصة تركيا والأردن، وأدى إلى توافد الآلاف من المهاجرين السنة إلى لبنان محدثاً تغييرات في التوازنات السياسية خاصة في المناطق التي تقع تحت سيطرة حزب الله.

تصدير الأزمة هو أحد العوامل التي تضمن صمود الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة حتى الآن. والدليل الأبرز على ذلك هو الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين أنصار المعارضة السورية من السنة وأنصار العلويين في لبنان والتي أسقطت عشرات القتلى على مدار الأشهر القليلة الماضية.

قرار الأسد بتسليم المهام الأمنية في بعض المدن الواقعة شمال شرق سوريا إلى الاكراد يمثل كابوساً لتركيا التي تكافح التمرد الكردي الذي يهدد استقرارها، نظراً لقيام الأكراد التابعين لحزب العمل الكردستاني بشن هجمات على الأراضي التركية.

أما المشكلة الأكثر إلحاحاً لدول الجوار السوري فى الوقت الراهن، فهي تزايد تدفق اللاجئين السوريين إليها الأمر الذي يثقل كاهل هذه الدول التي تكافح من أجل إقامة مخيمات وتقديم مساعدات للشعب السوري الهارب من الصراع الدائر في بلاده .

تصدع المعارضة وفشلها في توحيد البندقية

السبب الثالث وراء صمود الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة حتى الآن هو عدم قدرة المعارضة في بلاده على توحيد صفوفها، لا سيما مع افتقارها إلى استراتيجية واضحة.

وأوضحت الصحيفة أن المعارضة السورية تفتقر إلى وجود مظلة سياسية تمكنها من الوصول إلى قيادة البلاد، فالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعا الأسبوع الماضي المعارضة السورية إلى تشكيل حكومة انتقالية تعترف بها القوى الغربية كقيادة شرعية لسوريا.

واعتبرت الـ “تايم” أن المعارضة قد تنجرف في أعمال انتقامية ضد الموالين للاسد في حال الإطاحة بالنظام السوري، وذلك في ظل غياب قيادة سياسية لها، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان الأعمال الانتقامية التي ارتكبها ثوار ليبيا بحق الموالين للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عقب الإطاحة به.

استغلال خلافات الدول الكبرى

لعب نظام الأسد على وتر التسبب بإخفاقات في جهود القوى الدولية والإقليمية، ففشل النظام الدولي في التعبير بصوت واحد عن الأزمة السورية هو أحد أهم تكتيكات الأسد لإطالة الأزمة الطائفية.

واعتبرت الصحيفة أن المنافسات الإقليمية والدولية من قبل القوى الدولية حول قيادة ملف التسوية السورية تؤدي إلى استمرار الأسد في السلطة، مشيرة إلى عدم قدرة المجتمع الدولي على توحيد موقفه بشأن سوريا على الرغم من مرور أكثر من عام ونصف على الثورة السورية .

معارضة روسيا والصين، الحليفين الرئيسين لسوريا، لجميع قرارات مجلس الامن الدولي بشأن تسوية الازمة السورية والإطاحة بالأسد، ومعارضة الولايات المتحدة الأميركية لأي دور من جانب إيران لحل الازمة السورية واتهامها بتأجيج الحرب في سوريا، فضلاً عن فشل المبعوث الأممي السابق لسوريا كوفي أنان في مهمته لتسوية النزاع أعطى الأسد المزيد من الوقت، وحوّل سوريا إلى ساحة لـ “معركة جيوسياسية”.

تناقض السيناريوهات

أما التكتيك الأخير الذي استغله الأسد، فهو تناقض سيناريوهات المعركة الأخيرة. فبينما يريد الغرب بقاء سوريا إقليماً موحداً، يسعى الأسد إلى تكرار سيناريو تفسخ يوغوسلافيا في التسعينات وإشعال فتيل سلسلة من النزاعات الطائفية التي تطال المنطقة بأكملها، وتسفر عن “لبننة” الداخل السوري لعقود تالية، في إشارة إلى الحرب الأهلية التي شهدتها لبنان والتي استمرت لسنوات طويلة.

واعتبرت الـ “تايم” أن نجاح المعارضة في إحراز العديد من نقاط التقدم في صراعها ضد نظام الأسد لا ينفي قدرة الأخير المتجددة على القتال. والجدير بالذكر أن المعارضة السياسية السورية تتسم بالتباين في بعض مواقفها وانقسامها على أنفسها، وفقدانها الكثير من الدعم الشعبي، بسبب مواقفها الهزيلة وعدم وضوح أهدافها، وعدم مراعاة الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في الداخل والمعاناة التي يقاسيها.

سوريا والأكراد ورحلة الضياع التي لا تنتهي

بقلم كارلوس زوروتزا/وكالة إنتر بريس سيرفس

جيركيليج، سوريا, سبتمبر (آي بي إس) – المهّرب يطلب 200 دولاراً، لكن جيوان يساومه ويصل إلى 100 دولار. وبالطبع فهذا مبلغ كبير على هذا الشاب الكردي السوري البالغ من العمر 26 سنة، لكنه يتحرق شوقاً لعبور الحدود إلى العراق من سوريا. فقد مرت ثلاث سنوات منذ آخر مرة شاهد فيها أسرته.

ويقول الشاب الكردي وهو يسير وراء المهّرب في الليل، “كانت تلك أيام صعبة في سورية. فقد تم اعتقالي وتعرضت للتعذيب لمدة 27 يوماً بتهمة الانتماء إلى منظمة الشباب الجامعي”.

ويضيف، “لقد أطلقوا سراحي بعد أن دفع والدي 2000 دولاراً لضابط شرطة. وهربت إلى لبنان.. ووصلت أخيراً إلى إقليم كردستان العراق عن طريق تركيا”.

وكان مراسل وكالة إنتر بريس سيرفس قد إلتقى جيوان في نقطة إلتقاء الحدود التركية والعراقية والسورية. وتقع هذه النقطة على بعد 450 كيلومتراً شمال غربي بغداد، وعلى بعد 550 كم جنوب شرق أنقرة، و800 كم شمال شرق دمشق.

هذا وينتشر الأكراد عديمي الجنسية عبر تركيا وإيران والعراق وسوريا، ويبلغ عددهم نحو 40 مليون نسمة. ويعيش حوالي نصفهم على الأراضي التركية، بينما يعيش ما بين اثنين إلى أربعة ملايين كردي في شمال شرق سوريا.

وبعد موجة من الإحتجاجات في أواخر يوليو، خفف الرئيس السوري بشار الأسد قبضته على المنطقة الكردية في سوريا. وتردد القيادات الكردية المحلية الآن أنها تسيطر على نصف أراضيها، بما في ذلك المراكز الحدودية مع إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بالحكم الذاتي.

هذه هي المنطقة التي يرغب جيوان في العودة إليها.

بعد بضع دقائق بهرت اعيننا أضواء البيشمركة -قوات إقليم كردستان العراق العسكرية. ولم يبدو أن جيوان أو دليله يشكلان أي خطر، لذلك سمح لهما بالسير نحو الضوء الواقع على بعد بضع مئات من الأمتار. وكان يبدو أن هذه هي أول نقطة تفتيش على الجانب السوري.

وفي وسط الظلام، في منتصف الطريق عبر “المنطقة الحرام”، شاهدنا شاحنة ومحركها يدور لكن أضوائها مطفأة. وعرف السائق ورفيقه على أنفسهما بأنهما “مقاتلي (حزب العمال الكردي)”، وهو الذي يقاتل ضد تركيا منذ عام 1984.

وأوضح أحد المقاتلين الذي يحمل بندقية على كتفه، “علينا أن ننتظر هنا، سيأتي شخص آخر”. وبعد بضع دقائق، خرجت مجموعة من الرجال من الظلام لتحميل حقائب وصناديق على الشاحنة.

وتقول أسماء، 50 عاماً، وهي تشير إلى حقيبتها في المقعد الأمامي من السيارة، “هذا هو كل ما لدي. فعندما غادرت سوريا أقسمت أنني لن أعود مرة أخرى حتى يحكم الشعب الكردي أرضه”.

وتضيف، “هربت من بيتي عبر هذه المنطقة نفسها قبل 32 عاماً، وكنت لا أزال أرضع إبنتي الصغيرة. لكنها لن تكون قادرة على رؤية مسقط رأسها لأنها ماتت قبل عامين وهي تقاتل ضد الجيش التركي في الجبال”.

أما رفيق فقد ضجر من الإنتظار لساعات طويلة في نقطة أخرى على الطريق لإلتقاط شقيقه جيوان. وبعد أن سلما على بعضهما البعض بقبلة على الخد الأيسر وثلاث قبلات على الأيمن بحسب العادات المحلية، يقول شقيق جيوان: “طريق العودة للوطن آمنة، ولا داعي للقلق حول أي شيء”.

وفي الواقع لا تتوفر أرقام موثوق بها حتى الآن بشأن عدد الأكراد العائدين إلى سوريا. ويقول البعض انهم عائدون لفترة قصيرة فقط بسبب الإستقرار الجديد النسبي في المنطقة حيث يبدو الآن أن الأكراد هم الذي يديرونها.

بالكاد تمر سيارات على الطريق. ويقول جيوان، “كثير من هذه الأراضي كانت لنا ولكن عائلة الأسد -الحاكمة في سوريا- أعطتها للأسر العربية من جنوب البلاد. فهذه المنطقة غنية أيضاً بالذهب”.

وكان مجيء حزب البعث الى السلطة في عام 1963 قد أدى إلى سياسة التعريب التي جاءت ضد الأكراد في سوريا، وهو البلد الذي يحتوي ثاني أكبر مجموعة عرقية.

وهكذا تم حظر اللغة الكردية، وحرم الكثير من الأكراد من الجنسية السورية. كما تم ترحيل عدد من الأكراد وإنشاء مستوطنات عربية في المناطق الكردية.

واليوم يتم رش الألوان الكردية -الأخضر والأحمر والأصفر- على الجدران والجداريات. ويرفرف العلم الكردي علي مدخل جيركيليج، على بعد 35 كيلومتراً من الحدود العراقية و15 كم من الحدود التركية، مما يدل على أن الوضع قد تغير إلى حد كبير خلال الأشهر الماضية.

“فهذه المنطقة هي تحت السيطرة الكاملة للأكراد”، حسبما يقول أحد المقاتلين الذين يحرسون نقطة تفتيش في المدخل الشرقي لجيركيليج .

وبدوره يقول صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، لوكالة إنتر بريس سيرفس أن الأكراد السوريين لم يتفاوضوا على أي هدنة مع حكومة بشار الأسد. ويضيف، “نحن المجموعة العرقية الثانية في سوريا، وببساطة دمشق لن ترغب في فتح جبهة أخرى مع الأقليات على أرضها”.

ويعتقد الكثيرون أن النظام السوري يستخدم التهديد بوجود منطقة كردية سورية تتمتع بحكم ذاتي، وذلك لتوسيع الصراع مع تركيا.

والواقع المعيشي في جيركيليج هو على عكس صور الدمار في دمشق. فالموسيقى الكردية تنطلق بصوت عال من المحلات التجارية والمقاهي.

وبعد منتصف الليل، يجري العمل في فتح المقر الجديد لأحد الأحزاب السياسية الكردية التي عملت في الخفاء على مدى عقود طويلة. وبالرغم من كل الصعاب، فيبدو أن الأكراد قد وجدوا حريتهم الجديدة في الوضع الحالي.

“سمعت عن هذا كله .. لكنني ما زلت لا أصدق ما أراه”، كما يقول جيوان مبتهجاً وهو يشتري كيلو من الحلويات لعائلته، بالعملة السورية للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات.

أما والدته فتتدفق الدموع من عينيها وهي تعانق إبنها مرة أخرى. فقد أخذها وصوله حين غرة، كما لم يكن جيوان يتوقع رؤية أقاربه من دمشق. فيقول عمه، “وصلنا إلى هنا قبل أيام قليلة. وكان القصف شديد من كلا الجانبين لذلك نحن لم نستطع البقاء هناك”.

وتقول عمة جيوان، “قبل عشرون عاماً إنتقلنا من هنا إلى دمشق بحثاً عن حياة أفضل.. أما اليوم فلا نعرف متى سنعود”.(آي بي إس / 2012)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى