صفحات الحوار

رئيس تحرير “سوريا الحرة”: الكلمة ضرورة ملحة ولا نسكت عن الخطأ

 

ملهم الحمصي

سوريا الحرة أول صحيفة مكتوبة في الداخل السوري المحرر، توزع في حلب وريفها، وتأمل أن تنتشر في أصقاع سوريا، لتنقل الرأي الصريح والانتقاد البناء، لأنها لن تسكت عن الخطأ، أيًا يكن مرتكبه.

دمشق: إنها أول صحيفة تصدر في الداخل السوري المحرر كما يحلو للثوار القول. وعلى الرغم من ضعف الإمكانيات وشح الموارد والتمويل، تحاول هذه الصحيفة نقل نبض الشارع السوري، وخصوصًا الحلبي الذي لا يزال محاصرًا منذ ستة أشهر متواصلة، ويقف على أعتاب مجاعة ومأساة إنسانية، قد لا تكفي معها كلمات الأسف والمناشدات الصوتية.

التقت “إيلاف” خالد أبو ناصر، رئيس تحرير صحيفة سورية الحرة، فأكد أن “الكلمة المكتوبة أصبحت ضرورة ملحة في سوريا اليوم، خصوصًا أن الكهرباء ووسائل الإتصال شبه مقطوعة عن السواد الأعظم من المواطنين في الداخل السوري المحرر، حيث لا تلفزيون ولا إنترنت”.

أضاف: “دور الكلمة المكتوبة مهم لإيصال الصورة والحدث، ووضع القارئ في ضوء ما يجري على الصعيد الداخلي والخارجي، خصوصًا أن صحيفتنا مجانية، بدأنا توزيعها في حلب وريفها، ونأمل أن تشمل كل الأرض السورية، بإذن الله”.

أبواب ثابتة

يتحدث أبو ناصر عن هوية صحيفته وموضوعات أبوابها بفخر واعتزاز، يقول: “صحيفتنا تتألف من ثماني صفحات لضعف الموارد المادية، ونرى أنها كافية كبداية، خصصنا منها صفحة للمواضيع المهمة والساخنة على الأرض السورية لتكون الإفتتاحية، وصفحة لمواكبة الأحداث على الأرض وإنجازات الثورة، عنوانها ثورة حتى النصر، وترجمنا أهم المقالات التي تتحدث عن الثورة السورية من بعض الصحف العالمية، وضعنها تحت باب حكي جرايد”.

أضاف: “كان للتوعية والإرشاد نصيب في صحيفتنا بعنوان في رحاب الإسلام، وحاولنا أن نكون قريبين من الناس وهمومهم في صفحة محليات. أما منوعاتنا الثورية التي تحمل الطابع الأدبي والمعلومة القصيرة فتقع في صفحة كشكول الثورة، ولا ننسى أبدًا أن للسياسة وأهلها نصيبا في صفحة سياسة وتحليل يكتب فيها أصحاب الرأي بكل صراحة”.

إعلام حربي

لا يتفق أبو ناصر مع الرأي الذي يتوقع مشاهدة إعلام عسكري للجيش السوري الحر، “فعلى العكس تمامًا، لا يزالون غير مدركين لأهمية الإعلام، وخصوصًا المكتوب، فربما يحبون الإعلام المرئي لكي يتيح لهم قدرًا كبيرًا من الوقوف أمام الكاميرا”.

كما ينفي الاتهامات التي وجهت إلى الصحيفة بأنها ناطقة باسم لواء التوحيد في حلب، ويرى أن وضع لواء التوحيد كعنوان لغلاف أول عدد لا يعني ذلك، “فنحن على مسافة واحدة من جميع الكتائب والألوية المقاتلة، نحبهم ونجلّهم، ولكننا لا نسكت عن الخطأ أيًا كان فاعله، ونحاول ما أمكن قول الحقيقة بكل صراحة، على الرغم من ظروف العمل القاسية، من النواحي المادية ومشاكل الكهرباء والمواصلات والطباعة وتأمين حاجات العمل”.

اضاف: “نبذل جهدنا لنترك بصمة مضيئة في سوريا الثورة، وأظن أن الأيام المقبلة ستشهد مسيرة التطهير الكلي للمدينة من قوات الأسد، والوضع الميداني مطمئن”.

تقصير الإعلام

يرى أبو ناصر أن “الإعلام لا يزال مقصرًا أمام الكم الهائل من التضحيات التي يقدمها الشعب السوري، ومع الأسف أصبح الدم السوري المسفوك أمرًا إعتياديًا لا يحرك مشاعر المتابعين بالقدر الكافي، وهنا تكمن مسؤولية الإعلام والمسؤولين عنه في تحويل الثورة السورية قضية عالمية عاجلة، ووضع إنساني يحتاج لحل سريع وجذري، وأنا عاتب على الإعلام العربي الحكومي بالتحديد”.

وعن توقعاته لمعركتي حلب ودمشق، يؤكد أبو ناصر أنه يميل للقول “إن كل سوريا معركة ضد النظام، واشتعال الثورة الآن في كل مكان تقريبًا دلالة واضحة على قرب انهيار النظام”.

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى