أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 25 كانون الأول 2012

الإبراهيمي يبحث مع الأسد سبل حل للوضع «المقلق»

بيروت، دمشق، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

أعرب الموفد الدولي – العربي الى سورية الاخضر الابراهيمي، بعد لقائه الرئيس بشار الاسد في دمشق أمس، عن امله بتوصل اطراف الازمة السورية الى حل يضع حداً لوضع «ما زال مقلقاً» في البلاد التي تعيش نزاعاً دموياً منذ 21 شهراً، فيما أكد الاسد حرصه على إنجاح اي جهود «تحفظ سيادة الوطن واستقلاله».

واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان استخدام نظام الاسد الاسلحة الكيماوية سيكون بمثابة «انتحار سياسي»، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية السورية استخدمت ضد المعارضين قنابل تحتوي على غاز ابيض من دون رائحة.

ويأتي هذا الاجتماع الثالث للابراهيمي مع الأسد، منذ تعيينه في آب (اغسطس) الماضي، في ظل تواصل العنف في سورية وتصاعده، إذ شن الطيران الحربي السوري الاثنين غارات على مناطق في ريف دمشق الذي شهد اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، فيما ذكر ناشطون سوريون إن المعارضة أسقطت طائرة حربية في محافظة حماة.

وقال الابراهيمي، في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع الأسد، ان «الوضع في سورية لا يزال يدعو للقلق، ونأمل من الاطراف كلها ان تتجه نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع اليه».

واضاف انه تطرق مع الأسد الى «الهموم الكثيرة التي تعاني منها سورية في هذه المرحلة، وتبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل» لحل الازمة المستمرة منذ آذار (مارس) 2011.

من جهته، اكد الاسد للابراهيمي «حرص الحكومة السورية على إنجاح اي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله» بحسب التلفزيون السوري الذي ذكر أيضاً ان الطرفين بحثا في «التعاون القائم بين الحكومة السورية والمبعوث الاممي… وكانت المباحثات ودية وبناءة».

وكان الابراهيمي وصل الى دمشق الاحد قادماً عن طريق البر من مطار بيروت، وقد يزور موسكو قبيل نهاية الاسبوع الجاري بحسب مسؤول روسي.

من جهة اخرى، اكد الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش ان روسيا مستعدة لاجلاء رعاياها الموجودين في سورية «اذا كان لا بد من ذلك». ونقلت وكالات الانباء الروسية عن مصادر في هيئة الاركان ان سفينتين حربيتين روسيتين جديدتين ارسلتا الى مرفأ طرطوس الذي يعد المرفأ الوحيد لرسو السفن الروسية في البحر المتوسط.

الى ذلك، استبعد لافروف في مقابلة بثتها أمس قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالانكليزية استخدام سورية اسلحة كيماوية، وأضاف «في حال حصل ذلك، فسيكون بمثابة انتحار سياسي للحكومة».

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان نقل عن ناشطين في مدينة حمص مقتل «ستة مقاتلين معارضين ليل الاحد على جبهة الخالدية – البياضة (في حمص) نتيجة اصابتهم بغازات خرج منها دخان ابيض من دون رائحة». ولم تعرف طبيعة هذا الغاز.

في غضون ذلك تواصلت العمليات العسكرية في أنحاء مختلفة في سورية، وشن الطيران الحربي غارات على مناطق في ريف دمشق الذي شهد اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، فيما ذكر ناشطون سوريون إن مقاتلي المعارضة أسقطوا طائرة حربية في محافظة حماة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان «مقاتلين اسلاميين من جبهة النصرة ولواء احرار العشائر وكتائب احرار الشام سيطروا على اجزاء كبيرة من بلدة معان التي يقطنها علويون» في محافظة حماة. واشار الى «مقتل 11 مقاتلا اثر القصف على محيط البلدة وأكثر من 20 من القوات النظامية ومسلحين موالين لها».

وافاد التلفزيون السوري بمقتل «عدد من اهالي قرية معان التابعة لبلدة صوران بريف حماة برصاص ارهابيين»، مضيفا ان «وحدة من قواتنا المسلحة وبالتعاون مع الاهالي، تصدت لهم واشتبكت معهم واوقعتهم بين قتيل ومصاب».

وتأتي هذه الاحداث بعد تحذير الامم المتحدة في الفترة الاخيرة من ان النزاع السوري المستمر منذ 21 شهراً وأدى الى مقتل اكثر من 44 الف شخص، بحسب المرصد، بات «طائفيا في شكل واضح».

البابا يدعو الى “وقف اراقة الدماء” في سورية

الفاتيكان – ا ف ب

دعا البابا بنديكتوس السادس عشر اليوم الثلاثاء، اطراف النزاع في سورية الى “وقف اراقة الدماء” و”تسهيل عمليات الاغاثة” و”البحث عن حل سياسي للنزاع”، خلال اعطائه بركته “الى المدينة والعالم” بمناسبة عيد الميلاد.

وقال البابا متحدثا من كاتدرائية القديس بطرس “ادعو الى وقف اراقة الدماء وتسهيل الاغاثة للنازحين واللاجئين والبحث من خلال الحوار عن حل سياسي للنزاع”.

مقتل رئيس “الاستخبارات العسكرية” في جرمانا بعد كمين للثوار

بيروت – “الحياة”

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان تلقت “الحياة” نسخة منه أن “رئيس مفرزة الاستخبارات العسكرية في مدينة جرمانا بريف دمشق اثر كمين نصبه مقاتلون معارضون ليل أمس الاثنين”.

وأوضح المرصد أنه تم استدراج رئيس المفرزة الى كمين، شارحاً: “تم تفجير عبوة ناسفة في المدينة أسفرت عن اصابة 5 مواطنين بجراح وبعدها وصل الى المكان رئيس المفرزة مع عناصر حيث تم استدراجهم الى مبنى واطلق الرصاص عليهم مما ادى الى اصابته بجراح خطرة وفارق الحياة”.

وأضاف أنه “إثر ذلك تعرضت مدن وبلدات داريا والمعضمية ويلدا بريف دمشق للقصف من قبل القوات النظامية”، مشيراً إلى أن ذلك تزامن مع “اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط ادارة المركبات بين مدينتي عربين وحرستا عند منتصف ليل الاثنين الثلاثاء”.

شبان صغار يشاركون في الانتفاضة السورية

حلب – أ ف ب

كان سمير قطيني (17 عاماً) يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم، لكن في انتظار ان يتحقق حلمه، حمل رشاش «كلاشنيكوف» ليقاتل الى جانب المعارضة في حلب كبرى مدن شمال سورية.

وهو لا يشعر بالأسف على المدرسة التي غادرها من قبل ليعمل في محل والده لبيع الهواتف النقالة. والشيء الوحيد الذي يفتقده هو مباريات كرة القدم مع رفاقه.

وقال قطيني: «كنت لاعب خط وسط وأعرف جيداً كيف أسجل الأهداف. حلمي ان ألعب مع ميسي (ليونيل) وأندرياس (اينيستا)» لاعبي فريق برشلونة الشهيرين.

وتوقف الفتى عن الحديث عندما دوى انفجار. وضع سلاحه جانباً ليدفىء يديه قرب فرن. ومنذ فترة قصيرة اصبح محل تجاري مغلق في حي صلاح الدين مركزاً له.

ويقع حي صلاح الدين غرب مدينة حلب التجارية. وقد استهدفته غارات جوية وشهد مواجهات يومية منذ تموز (يوليو).

وهذه المنطقة من المدينة خلت من سكانها تماماً وتحاول القوات النظامية ان تطرد منها مقاتلي الجيش السوري الحر الذين تمركزوا فيها.

ومنذ ان غادر سمير ذويه، كوّن لنفسه عائلة جديدة تضم فتية آخرين مثله، اصغرهم سناً عبدالقادر زيدان (15 عاما) وأكبرهم محمود بصار (18 عاما).

ويقول عبدالقادر وقد لف وجهه بمنديل احمر: «لا تهتم بعمري فانا اقاتل منذ خمسة اشهر وقتلت العديد من الجنود»، وذلك بعدما اغلقت مدرسته بسبب اعمال العنف التي تهز سورية منذ آذار (مارس) 2011.

واوضح: «كنت اشاهد على التلفزيون كيف يقتل الجيش المدنيين. لم اكن اريد البقاء في المنزل ليقتلوننا نحن ايضا».

وتابع عبدالقادر: «اذكر اليوم الذي قررت فيه الذهاب الى القتال. اخذ اهلي يبكون. اتصل بهم مرة كل اسبوع لاقول لهم انني في حالة جيدة لكن امي تبكي دائما عندما نودع بعضنا». اما محمود، الاكبر سناً بينهم والاكثر تجربة، فلا يحب الحديث عن الحرب.

وقال: «لا أعرف اذا قتلت أحداً ام لا وهذا لا يهمني. اعرف اننا نطلق النار عليهم وهم يطلقون النار علينا والله يوجه الرصاص». واضاف محمود: «قبل ان اتطوع لم اكن قد امسكت اي سلاح ولم افكر يوما انني ساستخدم سلاحاً»، مؤكداً انه يريد بعد انتهاء الحرب، العودة الى المدرسة ثم الى الجامعة ليدرس الطب او التمريض. ولم يكن والداه موافقين على مشاركته في القتال.

لكنه رأى انهما «فخوران بي وان لم يقولا ذلك، وخصوصا ابي الذي كان في سني» عندما تمرد على الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي بشار الاسد في الثمانينات.

وقال سمير الذي يهوى لعبة فيديو حربية اسمها «نداء الواجب» (كول اوف ديوتي) ان «الناس يموتون (…) لكن في نهاية المطاف الامر يشبه لعبة فيديو». واضاف: «اتقن هذه اللعبة وخصوصا القنص» فيها، عارضا بندقية مزودة بمنظار تصويب مكبر.

الا ان محمود اكد انه في الحرب الحقيقية وخلافا لالعاب الفيديو «ليست لنا فرصة ثانية ولا نعيش سوى مرة واحدة».

                      الإبرهيمي لا يُبدي تفاؤلاً بعد لقائه الأسد

مؤتمر مانحين في الكويت لمساعدات للسوريين

    و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ

“جبهة النصرة” تسيطر على اجزاء واسعة من قرية علوية في محافظة حماه

أمل الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي، بعيد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق أمس، في توصل اطراف الازمة السورية الى حل يضع حدا لوضع “لا يزال مقلقا”، من غير أن يعطي أية اشارات الى تحقيق تقدم في اتجاه حل سياسي للنزاع الدموي الذي تشهده البلاد منذ 21 شهرا.

وصرح اثر عودته الى مقر اقامته في فندق “شيراتون” بدمشق بأن “الوضع في سوريا لا يزال يدعو الى القلق، ونأمل من الاطراف كلهم ان يتجهوا نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع اليه”. واضاف: “تشرفت بلقاء السيد الرئيس، وتكلمنا في الهموم الكثيرة التي تعانيها سوريا في هذه المرحلة… وكالعادة تبادلنا الرأي في شأن الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل” لحل الازمة. وأوضح  ان الاسد تحدث عن “نظرته لهذا الوضع، وتكلمت عما رأيته في الخارج في المقابلات التي اجريتها في المدن المختلفة مع مسؤولين مختلفين في المنطقة وخارج المنطقة وعن الخطوات التي رأوا انه يمكن ان تتخذ لمساعدة الشعب السوري على الخروج من هذه الازمة”.

ويذكر أن الابرهيمي كان عقد أخيراً سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين في الدول المعنية بالنزاع السوري آخرها في السادس من كانون الاول الجاري، مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف.

أما الاسد، فأكد للابرهيمي “حرص الحكومة السورية على انجاح اية جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله”.

وبث التلفزيون السوري الرسمي أن الجانبين بحثا في “التعاون القائم بين الحكومة السورية والمبعوث الاممي… وكانت المحادثات ودية وبناءة”.

وكان الابرهيمي زار دمشق بين 19 تشرين الاول و24 منه، والتقى  الرئيس الاسد وعددا من المسؤولين السوريين الكبار. وفي حينه، تفاوض على هدنة في مناسبة عيد الاضحى، واعلن اتفاق فريقي النزاع على التزامها طوال ايام العيد، لكن هذه الهدنة لم تصمد سوى ساعات.

وتدهور الوضع الامني كثيرا في دمشق ومدن سورية أخرى منذ الزيارة الاخيرة للابرهيمي. وبدل أن يصل الى دمشق من طريق مطارها الدولي، على ما كان يفعل عادة، انتقل إلى دمشق برا عبر لبنان لأن القتال حول المطار الدولي للعاصمة السورية جعل من المستحيل السفر إليها جواً، في مؤشر لحجم الشلل الذي يسببه الصراع لأجزاء كثيرة من سوريا.

الى موسكو

وفي موسكو، نقلت وسائل إعلام روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن الإبرهيمي قد يزور روسيا قبل نهاية الأسبوع لمناقشة نتائج زيارته لدمشق، إضافة الى سبل تحريك التسوية السورية.

وقال: “لا تزال هذه المسألة قيد الدرس عبر القنوات الديبلوماسية، غير أنه يحتمل أن تتم الزيارة قبيل نهاية الأسبوع الجاري” أي قبل السبت. ولفت الى أن الموعد المحدد “سيتوقف على  نتائج محادثات الإبرهيمي في دمشق وزيارته لها، ومن المنتظر أن يجري تبادل للآراء في تطورات الوضع السوري وجهوده المستقبلية التي نأمل في أن تأتي بنتائج عملية وأن تساعد على تحريك عملية التسوية من نقطة السكون”.

الى ذلك، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش وجود خطة لإجلاء المواطنين الروس عن الأراضي السورية.

غارات واقتحام

ميدانيا، شنت أمس الطائرات الحربية السورية غارات على مناطق في ريف دمشق الذي يشهد اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، وخصوصاً في مدينة يبرود.

الى ذلك، سيطر مقاتلون اسلاميون معارضون على اجزاء واسعة من قرية تقطنها غالبية علوية في محافظة حماة وسط سوريا.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان”: “سيطر مقاتلون من جبهة النصرة ومن لواء احرار العشائر وكتائب احرار الشام على اجزاء كبيرة من بلدة معان التي يقطنها علويون” في محافظة حماه، مشيرا الى مقتل 11 مقاتلا اثر قصف محيط البلدة، و”معلومات اولية عن مقتل ما لا يقل عن 20 من القوات النظامية ومسلحين موالين لها”.

وتقع البلدة شمال مدينة حماه، حيث يشن المقاتلون المعارضون منذ ايام هجمات واسعة على حواجز للقوات النظامية، ادت الى نزوح بعض سكان الريف الى مناطق اخرى.

وفي رام الله اتهم الناطق باسم “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة” حسام عرفات، “جبهة النصرة” باغتيال عضو لجنتها المركزية وقائد العمليات فيها نضال عليان “أبو النورس” في مخيم اليرموك بدمشق.

أمير الكويت

* في المنامة، قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إن بلاده ستعقد مؤتمرا للمانحين لجمع مساعدات إنسانية لسوريا في نهاية كانون الثاني المقبل.

وأضاف  في الجلسة الافتتاحية للقمة السنوية لمجلس التعاون الخليجي في البحرين أن هذا يأتي استجابة لدعوة وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون.

المبعـوث الأمـمـي إلـى موسـكـو لطـلـب عـقـد اجتمـاع أميـركـي ـ روسـي

الأســد للإبراهيمـي: إنجـاح أي جهـود تحـفـظ السـيادة

دمشق ـ زياد حيدر

باريس ـ محمد بلوط

جددت سوريا رغبتها بالتعاون مع أي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري، من دون الإشارة إلى مهمة المبعوث الدولي المشترك الأخضر الإبراهيمي، الذي اجتمع إليه الرئيس السوري بشار الأسد بحضور كبار طاقمه السياسي في دمشق أمس.

وسيتوجه الإبراهيمي إلى موسكو بعد أيام للتشاور مع الجانب الروسي في النتائج التي آلت إليها زيارته إلى دمشق، ولقائه الأسد، بعد وساطة روسية. ومن المتوقع أن يطلب الإبراهيمي لقاءً ثلاثيا ينعقد في جنيف يشمله إلى جانب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز.

وجاء البيان الرسمي مقتضبا، وإن أشار إلى تأكيد الأسد حرص الحكومة السورية «على إنجاح أي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله»، من دون الإشارة صراحة الى مهمة الإبراهيمي أو طروحاته التي نالت قبولا دوليا حذرا.

وذكر البيان، الذي صدر سريعا بعد اللقاء، أن الأسد شرح «للمبعوث الأممي آخر المستجدات في سوريا، فيما عرض الإبراهيمي أمام الأسد نتائج الاتصالات والمباحثات التي أجراها مؤخرا للمساعدة في حل الأزمة السورية». وأضاف «كما جرى بحث التعاون القائم بين الحكومة السورية والمبعوث الأممي، وكانت المباحثات ودية وبناءة». والعبارة الأخيرة تفسر إعلان خبر اللقاء، وتحرير بيان إخباري عنه، باعتبار أن الإعلام الرسمي رفض تناول الزيارة أمس الأول، أو حتى الإعلان عن وصول المبعوث الأممي إلى دمشق، بانتظار معرفة ما لديه.

وأطلق الإبراهيمي تصريحات إيجابية لحظة وصوله فندق «شيراتون دمشق»، بعد اللقاء مع الأسد، حيث كان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد بانتظاره، مشيرا إلى أن الزيارة لم تحصل بضغط من الجانب الروسي، خلافا لما أشيع.

ونفى الإبراهيمي، بعد اللقاء الذي استمر ساعة وربع الساعة، «كل ما قيل حول تأخر الرئيس الأسد في قبول مقابلتي خلال الزيارات الماضية، وأنني طلبت من الروس التوسط لديه لمقابلتي هذه المرة وإلا فسأستقيل».

وأعلن أنه تحدث والأسد، في لقاء موسع، «في الهموم التي تعاني منها سوريا في هذه المرحلة، وتبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها، ووضعت الأسد في صورة المقابلات التي أجريتها مع مسؤولين مختلفين في المنطقة وخارجها، وأطلعته على الخطوات التي أرى أنه يمكن أن تتخذ لمساعدة الشعب السوري للخروج من الأزمة».

ووصف الإبراهيمي الوضع في سوريا بأنه «لا يزال يدعو للقلق»، معرباً عن أمله أن «تتجه جميع الأطراف نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع إليه».

وجرى اللقاء الرئاسي بحضور نائب رئيس الحكومة وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان والمقداد، إضافة إلى معاون وزير الخارجية أحمد عرنوس.

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«السفير» إن الإبراهيمي حرص على أن تجري زيارته قبل نهاية العام الحالي، وانتشار حمى الأعياد في أوروبا، الأمر الذي سيضيع عليه وقتا، خصوصا أنه يستعد مع بداية العام المقبل لإطلاع مجلس الأمن مجددا على نتائج جهوده، ولا سيما اللقاء الذي جرى مع القيادة السورية، ونتائج محادثاته في دمشق. وتنفي المصادر أن يكون لدى الإبراهيمي خطة واضحة البنود، وإن كان يحمل مسودة أفكار في يديه، ويرغب في معرفة إمكانية ترجيح بنودها والدعم الذي يمكن أن يتوافر لها.

وتقوم خطة الإبراهيمي التي حققت تقاربا أميركيا – روسيا على تأمين دعم دولي لا تشكيك فيه لأفكار تسوية سياسية مستندة الى اتفاق جنيف و«هو ما سيوفر له إمكانية التصرف بطريقة مختلفة، مع أدوات اللاعبين الأساسيين في الأزمة السورية، في إشارة لأميركا وروسيا». وينطلق الإبراهيمي في حججه دوماً من السؤال إن «كان الوضع أفضل أو أسوأ قبل مدة من الزمن، وإن كان متوقعا أن يكون أفضل أو أسوأ بعد المدة ذاتها؟» وذلك لتبرير الحاجة لتحرك دولي وإقليمي سريع، خصوصا أنه كان قد سبق وحذر من «صوملة» سوريا، إن تدهور الوضع أكثر.

وسيتوجه الإبراهيمي إلى موسكو بعد أيام للتشاور مع الجانب الروسي في النتائج التي آلت إليها زيارته إلى دمشق، ولقائه مع الأسد، بعد وساطة روسية.

ومن المتوقع أن يطلب الإبراهيمي لقاءً ثلاثيا ينعقد في جنيف يشمله إلى جانب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز. وكان اللقاء في جنيف مقررا بعد الاجتماع الأخير بين الديبلوماسيين الثلاثة قبل أسبوعين، لكنه لم يكن لينعقد من دون الاجتماع الذي تم أخيرا بين الإبراهيمي والأسد.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قد قال إن موسكو تتوقع قدوم الابراهيمي في زيارة قبل نهاية الأسبوع الحالي، يجري خلالها مناقشة نتائج زيارته إلى دمشق، إضافة إلى كيفية تحريك التسوية السورية.

وتحدث ديبلوماسي عربي عن اللقاء بين الإبراهيمي والأسد، ووصفه بأن أهم ما فيه أنه قد حدث ويجب انتظار لقاءات أخرى في دمشق مع المبعوث الأممي العربي قبل أن تبدأ الأمور بالتحرك.

ولم يصدر عن اللقاء أي خطوط عريضة لأي تسوية، كما أن الرئيس السوري حرص بوضوح على تجنب إعطاء اللقاء أهمية كبيرة، من خلال رفضه الخلوة الثنائية وضمه عددا كبيرا من المسؤولين السوريين إلى الاجتماع، أو من خلال تزامن المؤتمر الصحافي لوزير الإعلام عمران الزعبي الذي انعقد مع وصول الإبراهيمي إلى محطته اللبنانية في طريقه إلى دمشق، والذي قال فيه انه يجهل موعد وصول المبعوث الأممي إلى دمشق.

والأرجح أن تطويل فترة الانتظار قبل اللقاء بين الديبلوماسي الأممي العربي والأسد، قد دفع الإبراهيمي إلى خفض سقف مطالبه للحفاظ على الديناميكية الديبلوماسية المطلوبة للبقاء في مهمته ومراجعة العرض الذي كان ينوي تقديمه للرئيس السوري والبدء بتنفيذ ما اتفق عليه في جنيف.

وغلبت على تصريحات الإبراهيمي ضبابية في ما دار بينه والأسد و«قد نقلت إليه نتائج لقاءات العربية (الائتلاف الوطني السوري والجامعة العربية) والدولية (اجتماع جنيف)». ورغم الخلاف في القراءات الروسية والغربية لما نص عليه إعلان جنيف، إلا أن الفجوة بين الطرفين تبدو أقل اتساعا من الماضي في ما يتعلق، على الأقل، بتسمية حكومة انتقالية تعمل بصلاحيات الرئيس التنفيذية، فيما لا تزال مشاركة الأسد في الانتخابات الرئاسية ربيع العام 2014، موضع خلاف حتى الآن.

ودعت موسكو ونيودلهي، في بيان مشترك بعد اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة الهندية مانموهان سينغ في العاصمة الهندية، الأطراف السورية إلى وقف أعمال العنف وبدء حوار لإخراج سوريا من أزمتها. (تفاصيل صفحة 13)

من جهة أخرى، قال مصدر سوري معارض إن ضغوطا تقوم بها أحزاب يسارية أوروبية في البرلمان الأوروبي لوضع «جبهة النصرة» السورية المعارضة على لائحة المنظمات الإرهابية، أسوة بواشنطن. وقال المصدر إن بريطانيا وفرنسا طلبت مهلة لدراسة الطلب والتشاور مع «المجلس الوطني» و«الائتلاف السوري» قبل اتخاذ موقف نهائي من الطلب.

معارضة الداخل ترى ايجابيات في زيارة الابراهيمي ومعارضة الميدان ترفض المساومة

دمشق- (ا ف ب): تحدثت المعارضة السورية في الداخل بعد اجتماعها بالموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الثلاثاء عن “ايجابيات” في لقاءاته في دمشق، بينما رفضت اطراف معارضة ميدانية الحديث عن تسوية لا تشمل رحيل اركان نظام الرئيس بشار الأسد.

في غضون ذلك، دعت دول مجلس التعاون الخليجي الداعمة للمعارضة المطالبة باسقاط الاسد، بتسريع عملية الانتقال السياسي في سوريا، في وقت دعا البابا بنديكتوس السادس عشر الى “حل سياسي” و”وقف اراقة الدماء” في البلاد.

والتقى الابراهيمي في اليوم الثالث لزيارته العاصمة السورية، وفدا من المعارضة في الداخل، تقدمه المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي حسن عبد العظيم، الذي قال ان الموفد “مستمر في سوريا لغاية الاحد، وسيعمل على تأكيد التوافق الدولي لحل هذه الازمة” المستمرة منذ 21 شهرا، ولا سيما توافق “روسي امريكي”.

لكن رجاء الناصر، امين سر المكتب التنفيذي للهيئة التي تغض السلطات السورية النظر عن نشاطاتها، كان اكثر وضوحا في حديثه عن “آمال كبيرة” بان تثمر اللقاءات الاضافية للابراهيمي مع المسؤولين السوريين عن “اتفاقات او ايجابيات”.

واذ اشار الى انه “لا يمكن الآن البت في الانطباع العام الى ان تنتهي هذه اللقاءات”، اشار الى ان الوفد قدم الى الموفد الدولي اقتراحات لحل الازمة، معتبرا ان “الحل السياسي هو المخرج الوحيد”، ويقوم على “اقامة نظام ديموقراطي جديد وعدم بقاء النظام الراهن”.

وكان وفد من ستة اشخاص التقى الابراهيمي في مقر اقامته بفندق شيراتون، بحسب ما افادت صحافية في وكالة فرانس برس. وتضم هيئة التنسيق احزابا قومية عربية واكرادا واشتراكيين وماركسيين، وهي قريبة من روسيا وترفض اي تدخل خارجي في سوريا.

واعتبر الناصر ان لا مخرج للازمة سوى بتأليف “حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تقود البلاد الى بر الامان”، اضافة الى “الحل السياسي (…) هو حل يقوم على اقامة نظام ديموقراطي جديد وعدم بقاء النظام الراهن”.

وكان الابراهيمي اعتبر بعد لقائه الرئيس السوري الاثنين ان الوضع “ما زال مقلقا”، بينما اكد مضيفه حرصه على انجاح جهود الحل طالما انها “تحفظ سيادة الوطن واستقلاله”.

وكانت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية نقلت ان الابراهيمي يحمل معه مقترحا بتأليف حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، مع استمرار الاسد في منصبه حتى انتهاء ولايته الرئاسية العام 2014، من دون ان يحق له الترشح مجددا.

لكن “لجان التنسيق المحلية” التي تمثل مجموعة واسعة من الناشطين الميدانيين، رفضت اليوم “اي مبادرة تحاول وضع السوريين امام خيارات تبتز الشعب وتخيره بين قبول تسويات جائرة او استمرار جرائم النظام بحقه وبحق ممتلكاته وبنية دولته”.

وحذرت من “منح الفرص مجددا للنظام (…) للاستمرار بالقتل والتدمير”، مؤكدة أن “رحيل الاسد وجميع مسؤولي نظامه العسكريين والأمنيين والسياسيين عن السلطة شرط لازم لنجاح أي مبادرة للحل”، وان اي خطة تمنح اركانه حصانة هي “مرفوضة”.

ونحت جماعة “الاخوان المسلمين” المعارضة في الاتجاه نفسه، متمكسة بحق الشعب “في محاسبة كل مرتكبات نظام الاستبداد والفساد وادواته”، معتبرة انه “لن يكون للقتلة والمجرمين مكان في سوريا المستقبل”، وذلك بحسب بيان حصلت فرانس برس على نسخة منه.

واكدت انها تدرك “حجم المؤامرة المضروبة على شعبنا وقطرنا منذ عقود”، وان الاخير ماض “في ثورته الى غايتها، في استعادة روح مجتمعه المدني الموحد، في افق دولته المدنية الحديثة، رافضين كل التصنيفات والمؤامرات والمناورات”.

وفي رد على اعتبار الامم المتحدة اخيرا ان النزاع السوري بات “طائفيا في شكل واضح”، رفضت الجماعة “جميع التفسيرات والاسقاطات الطائفية التي يترصدها بعض كتبة التقارير الاممية”، معتبرة ان “عصابات الاسد هي التي تدير معركتها على اساس طائفي”.

وفي البيان الختامي لقمتهم السنوية في المنامة، شدد قادة دول مجلس التعاون الخليجي اليوم على ضرورة “الاسراع في عملية الانتقال السياسي” لوقف اراقة الدماء والدمار في سوريا.

ومن الفاتيكان، صدرت عن البابا بنديكتوس السادس عشر دعوة مماثلة، بطلبه “وقف اراقة الدماء وتسهيل الاغاثة للنازحين واللاجئين والبحث من خلال الحوار عن حل سياسي للنزاع”، وذلك خلال اعطائه بركته “الى المدينة والعالم” لمناسبة عيد الميلاد.

وكانت اعمال العنف حصدت الاثنين 126 قتيلا في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في المناطق السورية.

واحصى المرصد سقوط اكثر من 44 الف قتيل في سوريا منذ منتصف آذار/ مارس 2011.

وقال المرصد الثلاثاء ان رئيس مفرزة المخابرات العسكرية في جرمانا (جنوب شرق دمشق) قتل اثر كمين نصبه مقاتلون ليل امس بعد تفجير عبوة ناسفة في المنطقة. ومع وصول الضابط وعناصره الى المكان “تم استدراجهم الى مبنى واطلق الرصاص عليهم”.

وفي ادلب (شمال غرب) “سيطر مقاتلون من عدة كتائب مقاتلة على بلدة حارم بشكل كامل بعد الاستيلاء على حي الطارمة وقلعة حارم آخر معاقل القوات النظامية والمسلحين التابعين لها والموالين لها”، حسب المرصد.

نيويورك تايمز: رحيل أو بقاء بشار الأسد ليس بالأمر السهل

بيروت- (د ب أ): يقبع الرئيس السوري بشار الأسد في قصره فوق قمة جبل، فيما تدور رحى الحرب هناك على المنحدرات الصخرية عند السفح.

وقد التقى مبعوث الامم المتحدة الخاص بسورية الاخضر الابراهيمي الرئيس الاسد في قصره في إطار مساعي عاجلة لتسوية الصراع المستمر في البلاد منذ قرابة عامين.

وذكرت (صحيفة نيويورك تايمز) أن الكيفية التي سيرد بها الاسد على مناشدات الابراهيمي تتوقف على تركيبته النفسية التي تشكلت نتيجة إحساس قوي بالمهمة التي ورثها عن أبيه، وسلفه ذي القبضة الحديدية حافظ الاسد.

ومن قمة الجبل الكائن فوقها قصره يمكن للاسد أن يمعن النظر في عدة احتمالات للمستقبل.

فعلى الجانب الشرقي من القصر يقع المطار ونقطة الانطلاق المحتملة للهروب، وهو طريق يقول البعض إن والدة الأسد وزوجته ربما سلكتاه بالفعل. لكن هذا الطريق موصد، أمام الأسد الان، ليس فقط من قبل المعارضين، لكن بسبب اعتقاد الاسد ومستشاريه – حسبما يقول أنصار الرئيس السوري – أن الهرب سيكون بمثابة خيانة للبلاد ولميراث أبيه، على حد سواء.

وأضافت الصحيفة أن الابراهيمي لم يفصح عما دار خلال اجتماعه مع الاسد لكنه كان حذر في الاسابيع الاخيرة من أنه دون التوصل إلى حل سياسي، تواجه سورية خطر الانهيار كدولة، واندلاع حرب أهلية طويلة قد تفاقم من الدمار الذي تسبب فيه الصراع بالفعل، حيث أودى بحياة 40 ألف شخص.

ونقلت (نيويورك تايمز) عن دبلوماسي في دمشق إن الاسد رغم النفي الرسمي “يدرك تماما” أنه لابد أن يرحل وأنه “يبحث الان عن مخرج” وإن كان الجدول الزمني لذلك غير واضح.

ويقول جوزيف أبو الفضل وهو محلل سياسي لبناني، ومن مؤيدي الاسد، إن الرئيس السوري يعتقد أنه “يدافع عن بلاده وشعبه ونظامه” ضد التطرف الاسلامي والتدخل الغربي.

لكن حتى إذا أراد الاسد الفرار، ليس من الواضح بحسب مايذكره محللون روس، ما إذا كان كبار الجنرالات في البلاد سيسمحون له بالخروج حيا طالما أنهم يعتقدون أن عائلاتهم العلوية غير المتكافئة ستتعرض لعمليات قتل انتقامية في حال التخلي عن السلاح، ولذلك هم في حاجة له من أجل حشد القوات والحفاظ على تماسكها.

الغارديان: جهاد مقدسي في الولايات المتحدة ويتعاون مع استخباراتها

لندن- (يو بي اي): كشفت صحيفة (الغارديان) أن المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، موجود في الولايات المتحدة ويتعاون مع مسؤولي الاستخبارات الامريكية الذين ساعدوه في الفرار إلى واشنطن.

وقالت الصحيفة في موقعها على الإنترنت الثلاثاء، إن مقدسي أصبح واحداً من أبرز المنشقين عن النظام السوري في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر، حين غادر دمشق إلى العاصمة اللبنانية بيروت.

وأكدت أن مقدسي توجه إلى الولايات المتحدة لطلب اللجوء السياسي، حيث استخلص منه مسؤولو أجهزة الاستخبارات الامريكية معلومات على مدى شهر تقريباً ساعدتهم على بناء صورة لعملية صنع القرار في الدائرة الداخلية للنظام السوري.

واضافت الصحيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية لم تستجب لطلباتها تأكيد وجود مقدسي بالولايات المتحدة، فيما رفضت وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي إي إيه) مناقشة القضية.

واشارت إلى أن مقدسي، الدبلوماسي السابق بالسفارة السورية في لندن، عمل بشكل وثيق مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ووزير الإعلام السوري السابق عدنان محمود.

وقالت الغارديان إن تفاصيل رحلة مقدسي إلى الولايات المتحدة غير معروفة حتى الآن، بعد أن نفت بريطانيا في وقت سابق أن يكون وصل إلى أراضيها قادماً من بيروت.

وكانت الصحيفة ذكرت في 5 كانون الأول/ ديسمبر الحالي، أن مقدسي توجه إلى الولايات المتحدة بعد الإعلان عن انشقاقه، وقالت إن مصادر دبلوماسية موثوقة “أكدت أنه في طريقه إلى الولايات المتحدة أو وصل إليها بالفعل، بعد نجاحه في مغادرة دمشق إلى بيروت”.

وقال نائب وزير الخارجية السوري، فيصل مقداد، في مقابلة مع صحيفة اندبندانت قبل نحو اسبوعين إن مقدسي “لم ينشق وهو في اجازة لمدة 3 أشهر ويتمتع بوقته كما يأمل، ولا يزال يشغل منصبه ولم نتخذ أي قرار آخر، وهو في بيروت الآن”.

مقتل ضابط في المخابرات العسكرية ومقاتلو المعارضة يسيطرون على حارم

بيروت- (ا ف ب): قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مقاتلي المعارضة اغتالوا الثلاثاء رئيس “مفرزة” المخابرات العسكرية في مدينة جرمانا بالعاصمة السورية دمشق وسيطروا على بلدة حارم في محافظة ادلب.

وقال المرصد ان “رئيس مفرزة المخابرات العسكري في مدينة جرمانا قتل اثر كمين نصبه مقاتلون ليل الاثنين الثلاثاء وذلك بعد انفجار عبوة ناسفة في المدينة اسفرت عن اصابة خمسة مواطنين”.

واضاف ان “رئيس المفرزة وصل مع عناصر الى المكان وتم استدراجهم الى مبنى واطلق الرصاص عليهم مما ادى الى اصابته بجروح خطرة فارق الحياة على اثرها”.

من جهة اخرى، تتعرض مدن وبلدات داريا والمعضمية ويلدا بريف دمشق “للقصف من قبل القوات النظامية بينا دارت اشتباكات بين القوات النظامية مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط ادارة المركبات بين مدينتي عربين وحرستا منتصف ليل الاثنين الثلاثاء”، حسب المرصد.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب) “سيطر مقاتلون من عدة كتائب مقاتلة على بلدة حارم بشكل كامل بعد الاستيلاء على حي الطارمة وقلعة حارم آخر معاقل القوات النظامية والمسلحين التابعين لها والموالين لها”، حسب المرصد.

واضاف ان ذلك تم “اثر استسلام ما تبقى من عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها بعد حصار استمر لاشهر واشتباكات عنيفة سقط فيها عدد كبير من القتلى والجرحى”.

مقاتلو المعارضة السورية يحاصرون قواعد جوية في أنحاء حلب

ريف حلب- (رويترز): قال قائد عسكري إن مقاتلي المعارضة السورية يحاصرون قواعد ومطارات عسكرية موالية للرئيس السوري بشار الأسد في انحاء محافظة حلب الواقعة بشمال البلاد لكنهم يواجهون صعوبات في التصدي لهجمات تشنها مقاتلات تستطيع حتى ان تنطلق من المطارات المحاصرة.

وقال العقيد عبد الجبار العكيدي رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب التابع للجيش السوري الحر لرويترز إن قواته تقاتل بدون أي مساعدة من الحكومات الغربية والعربية التي ترغب في الإطاحة بالأسد من السلطة.

وقال العكيدي الذي يقود ما بين 25 ألفا جندي و30 ألفا في انحاء محافظة حلب ان مقاتلي المعارضة غيروا استراتيجيتهم من قتال قوات الأسد في المدن إلى محاصرة قواعده في الريف بهدف التشجيع على حدوث انشقاقات وإضعاف المواقع كي يتسنى اقتحامها.

وساعد ذلك في تراخي قبضة الأسد في شمال وشرق البلاد خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ 21 شهرا والتي يقول نشطاء انها حصدت بالفعل أرواح اكثر من 44 ألف سوري.

وقال العكيدي في المقابلة التي اجريت معه في مركز قيادته بريف حلب انهم استقروا على هذه الاستراتيجية في الآونة الاخيرة. وأضاف أن الوضع بالنسبة لقواته على الأرض جيد تماما.

وقال العكيدي الذي كان جالسا امام مكتب بجانب علم الثورة السورية إن قواته خفضت عملياتها القتالية في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان.

وأضاف أنهم اضطروا في البداية لمهاجمة قوات الأسد في الأحياء لطردهم منها حتى لا يلحقوا أي أذى بالمدنيين. وتابع انه بعد اكتساب الخبرة القتالية قرروا العودة إلى الريف لتحرير القواعد العسكرية الكبيرة المحصنة بالدبابات والصواريخ والمدفعية وقذائف المورتر بالاضافة إلى الطائرات. ومضى يقول ان الحصار يقطع خطوط الإمداد عن هذه القواعد والأهم انه يساعد عناصر من الجيش السوري على الانشقاق مما يجعل من الأسهل اقتحامها في نهاية المطاف.

ويقود الجيش السوري الحر بشكل كبير ضباط انشقوا عن قوات الأسد . ومع ذلك فقد بذلت المعارضة جهودا كبيرة لجذب أعداد كبيرة من المنشقين ولكن لم يتخل سوى عدد قليل من كبار المسؤولين عن الحكومة.

وقال العكيدي إن قواته تحاصر حاليا ثلاثة مطارات عسكرية هي كويريس والنيرب ومنغ ومبنى لمخابرات القوات الجوية.

ويعتمد الأسد بشكل متزايد على مقاتلاته التي ما زالت تستطيع الإقلاع من قواعد محاصرة لضرب مقاتلي المعارضة غير المسلحين جيدا.

وقال العكيدي الذي يقدر ان الأسد لم يعد لديه سوى أقل من 100 طائرة قادرة على الطيران ان المشكلة الوحيدة التي تواجههم هي القوة الجوية بعد ان اعتادوا على قتال الدبابات وقصفها.

وتابع انهم اعتادوا على الاستيلاء على قواعد عسكرية تضم دبابات وحاملات جند مدرعة لكنهم لا يستطيعون السيطرة بعد على طائرات لكنه أعرب عن امله ان يتمكنوا من ذلك قريبا.

وقال العكيدي ان قوات الأسد تستخدم طائرات هليكوبتر بالإضافة إلى مقاتلات ميج وسوخوي الروسية الصنع لضرب مقاتلي المعارضة الذين ما زالوا يفتقرون للصواريخ المتطورة المضادة للطائرات.

وفي محافظة حماة بوسط البلاد قال نشطاء إن مقاتلي المعارضة أسقطوا مقاتلة حكومية يوم الاثنين.

لكن العكيدي قال ان قواته لا تحصل على اي مساعدة من الخارج رغم التقارير التي أفادت بأن قطر والسعودية تسلحان مقاتلي المعارضة.

وقال انهم لم يتلقوا اي مساعدة من اي دولة عربية أو اجنبية لا نقود ولا أسلحة بل مجرد وعود جوفاء. وتابع انه يبدو ان أحدا لا يريد سقوط نظام بشار في المستقبل القريب حتى تدمر البلاد بالكامل وتدمر بنيتها التحتية تماما. وقال انه لا تعنيهم الدماء السورية.

وقال العكيدي الذي انشق في بداية عام 2012 إن أكثر من 90 في المئة من ريف حلب ونحو 80 في المئة من المدينة التي كانت ذات يوم مركزا تجاريا مزدهرا بات تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

وتحدث عن تصاعد مستوى الانشقاقات ولا سيما من المسلمين السنة من قوات دمشق التي ينحدر أغلب قادتها من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

وقال إنه حدث الكثير من انشقاقات الطيارين وبوجه عام فإن معظم الطيارين السنة انشقوا.

وفي إشارة الى الطيارين العلويين الذين بقوا ولم ينشقوا تساءل العكيدي عما يدافعون. وقال إنهم يعرفون أنهم يدافعون عن بشار الأسد الذي يعرفون أنه سيتركهم ويهرب. ولذلك فليس لديهم إرادة للقتال. ولا يوجد مبدأ أو هدف يقاتلون من أجله.

وأضاف قوله إن كثيرا من الجنود انشقوا بعد حصار في الآونة الأخيرة لكلية للمشاة قرب حلب بينما هرب قائد الكلية بالطائرة. وقال الكعيدي أن روحهم المعنوية دمرت بسبب هروب قائدهم ولم يعد لباقي العناصر رغبة في القتال.

ومضى الكعيدي يقول ان قوات أخرى استسلمت بينما قتل آخرون استمروا في المقاومة ووقع في الأسر عدد كبير منهم. واضاف انهم يعاملون معاملة الأسرى وفق تعاليم الاسلام ومعاهدات جنيف. واستولى مقاتلو المعارضة أيضا على نحو 70 دبابة وقذائف صاروخية وبنادق كلاشنيكوف.

وقال أبو النصر احد جنود لواء التوحيد الذي شارك في العملية “كنا نظن اننا سنلقى مقاومة شديدة. ولكنهم هزموا كالأرانب”.

الجبهة الشعبية القيادة العامة تؤكد مقتل قائد عملياتها في سوريا بيد الجيش الحر

رام الله- (ا ف ب): اعلنت الجبهة الشعبية القيادة العامة الاثنين مقتل مسؤول عملياتها في سوريا وعضو مكتبها السياسي نضال عليان خلال مواجهات في مخيم اليرموك، موجهة اصابع الاتهام الى الجيش السوري الحر.

وقال الناطق باسم الجبهة في رام الله بالضفة الغربية حسام عرفات في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه إن “جبهة النصرة التابعة للجيش السوري الحر اغتالت نضال عليان (ابو النورس) عضو اللجنة المركزية للجبهة وقائد العمليات فيها، وذلك في مخيم اليرموك في دمشق”.

وحمل عرفات الائتلاف السوري المعارض “ممثلا برئيسه معاذ الخطيب المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة بصفته الجهة السياسية التي تدعم وترعى وتغطي مجموعات الجيش الحر وجبهة النصرة”.

وتعرض مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق الاسبوع الماضي لغارات من قوات النظام السوري وشهد مواجهات بين معارضين للنظام وموالين له ادت إلى نزوح الاف من سكان المخيم.

مسيحيّون سوريون يصلّون للسلم في قداس الميلاد

فتحت كنيسة حي القصور بدمشق أبوابها أمام مسيحيين قدموا من انحاء سوريا للمشاركة في قداس الميلاد، الذي فرضت الظروف الامنية تقديم موعده التقليدي. فكان ابتهالهم إلى الله هذه السنة من أجل السلام في بلدهم.

دمشق: على مدخل كنيسة السيدة للروم الكاثوليك في دمشق، تأمل هبة شاوي في أن يكون عيد الميلاد الذي أتت للمشاركة في قداسه، مناسبة “ليعود التآلف بين الناس ويحل السلام الداخلي في قلب كل انسان. اتمنى ذلك لكل الشعب السوري”.

وتضيف هذه الشابة البالغة من العمر 24 سنة والتي تعمل في شركة انتاج فني “نتمنى أن يتحقق الامن والسلام، وترجع الابتسامة لوجه كل طفل”، بعدما تحول العيد وسط النزاع المستمر في البلاد منذ 21 شهرًا، مناسبة للصلاة والبحث عن سلام مفقود.

فتحت الكنيسة الواقعة في حي القصور وسط العاصمة السورية، ابوابها لقرابة 1200 شخص قدموا من انحاء مختلفة للمشاركة في القداس الذي فرضت الظروف الامنية تقديم موعده التقليدي من منتصف الليل الى الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي (16,00 ت غ).

ورغم الظروف الصعبة، ملأ المشاركون المقاعد الخشبية للكنيسة، ولم تكفِ الكراسي الاضافية التي أُحضرت، ما دفع كثيرين الى الصلاة وقوفًا، وهم من مختلف الفئات العمرية وارتدت غالبيتهم ملابس قاتمة.

مع زوجته وابنتيه البالغتين 15 و12 عامًا، أتى رياض غانم ليقيم الصلاة لأن “العيد سيقتصر هذه السنة عليها”. واقام وكيل التأمين البالغ من العمر 45 عامًا، شجرة بسيطة لتزيين منزله “عيدنا محزون هذا العام، الا أننا نشكر الله على كل شيء”.

من جهته، يقول حسان خوري (51 عامًا) “لا يمكننا الاحتفال وهناك موتى” جراء النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، حاصدًا ارواح اكثر من 44 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرًا له.

باتت الاعياد بالنسبة الى خوري تقتصر “على اقامة الصلاة من دون مظاهر احتفالية”، حتى أن الكنيسة التي يقام القداس فيها، لم تزينها سوى مغارة ميلادية.

لكن هذه الصلاة باتت اكثر من ممارسة ايمانية، واصبحت “مطلوبة بالحاح حتى نخرج من هذه الازمة التي نمر بها”، بحسب خوري الذي يضيف “الصلاة نوع من الايمان ولو أن الناس ليس لديهم ايمان بوطنهم، لما اتوا في هذه المناسبة للدعاء”.

يحمل المؤمنون السوريون أملاً في قلوبهم في أن تكون صلاتهم مدخلاً لحل لا يأتي سوى من “الحكمة الربانية”، بحسب جانيت (65 عامًا) التي ارتدت معطفاً وصففت شعرها، وأتت تدعو “الى ربنا كي يضع قدرته وعقله الرباني” لإنهاء الازمة التي تعصف بالبلاد التي تضم 1,8 مليون مسيحي من اصل 23 مليون نسمة.

ويضاف الى المسيحيين خليط ديني يشكل النسيج الاجتماعي لسوريا، غالبيته من المسلمين السنة (80 في المئة)، اضافة الى العلويين والدروز والاسماعيليين.

وبقي المسيحيون في منأى عن النزاع بين الرئيس بشار الاسد ومعارضيه في شكل عام. الا أن كثيرين منهم يتخوفون من أن تفرز “الثورة” حكمًا اسلاميًا متطرفًا مناهضًا للحريات الدينية التي نعموا بها على مدى عقود طويلة، من دون أن يحول ذلك دون انضمام اعداد منهم الى المعارضة و”الحراك الثوري”.

والسبت، اكد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي من دمشق أن “ما يجري علينا يجري على الآخرين”، مؤكداً أن المسيحيين “موجودون في هذه البلاد وباقون، ونحن نؤمن بأن وجه المسيح لن يغيب عن هذه المنطقة التي انطلقت منها المسيحية”.

وفي اليوم نفسه، حذّر بعض المقاتلين المعارضين من اقتحام بلدتين مسيحيتين في ريف محافظة حماة وسط البلاد، ما لم تنسحب منهما القوات النظامية.

وكانت الامم المتحدة حذرت قبل ايام من أن النزاع في سوريا بات “طائفيًا في شكل واضح” ما يهدد الاقليات الدينية في البلاد.

على مدخل كنيسة السيدة، وُضع صندوق كُتب عليه “الرب يحمي المعطي المتهلل”، الى جملة ثانية اوردت أنه “صندوق المساعدات للنازحين والمتضررين مع جزيل الشكر”.

كذلك وقف عدد من الشبان والشابات المنتمين الى كشافة “سنابل المحبة” يحملون صناديق لجمع التبرعات على أن يوزعوها بأنفسهم للمحتاجين.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/782033.html

المعارضة السورية تتهم النظام باستخدام قنابل غازات مجهولة في حمص

المقداد لـ«الشرق الأوسط»: وثقنا 18 حالة استخدام لـ«الكيماوي» حتى الآن

بيروت: نذير رضا

اتهمت المعارضة السورية، أمس، القوات النظامية باستخدام قنابل سامة في حي البياضة في حمص، مشيرة إلى أن تلك القنابل «انبعث منها دخان أبيض يتضمن مواد سامة، أصابت بعض من تنشقها بالصداع والدوار والصرع». وجاء هذا التطور غداة الإعلان عن مجزرة حلفايا بريف حماه التي تضاربت الأنباء عن عدد القتلى الذين سقطوا فيها، بينما تواصلت الاشتباكات والقصف في مناطق واسعة من حماه وإدلب وريف دمشق، في يوم دامٍ جديد أحصت فيه لجان التنسيق المحلية 94 قتيلا في حصيلة أولية، بينهم 15 طفلا و3 سيدات، معظمهم في تلبيسة في حمص، ودمشق وريفها وحلب.

وعلى الرغم من تأكيدات روسيا أن «استخدام الأسلحة الكيماوية سيكون بمثابة انتحار سياسي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد»، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القوات النظامية السورية استخدمت قنابل تحتوي على غاز أبيض من دون رائحة، لكنه غير معروف» خلال قصفها مناطق في محافظة حمص.

ونقل المرصد عن ناشطين في المدينة قولهم: «استشهد 6 مقاتلين من الكتائب الثائرة والمقاومة ليلة أمس على جبهة الخالدية البياضة نتيجة إصابتهم بغازات خرج منها دخان أبيض، ولم تكن ذات رائحة».

وأشار المرصد إلى أن الغاز انتشر في المكان «بعد إلقاء قوات النظام لقنابل نثرت دخانا أبيض بعد اصطدامها بالجدران، بما يوحي بأنه نوع جديد لم يستخدم حتى الآن»، موضحا أن «كل من تنشق هذا الغاز شعر بدوار وصداع شديدين والبعض منهم أصيب بحالات صرع». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن القنابل المستخدمة «ليست سلاحا كيماويا، لكن لا نعرف ما إذا كانت محرمة دوليا أم لا»، مشيرا إلى أن الناشطين «أكدوا أنها ليست أسلحة تقليدية وهذه الآثار تسجل للمرة الأولى».

في هذا السياق، أكد المنسّق السياسي والإعلامي في الجيش السوري الحر لؤي المقداد أن هذه الحالة «ليست الأولى من حالات استخدام النظام للسلاح الكيماوي في سوريا»، لافتا إلى أن المعارضة «وثّقت استخدام السلاح الكيماوي 18 مرة في ريف دمشق، وريف إدلب، وحمص وريف حماه».

وأوضح المقداد لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الغازات «تُستخدم لأول مرة»، لافتا إلى أنها «نوع جديد من الغازات السامة لم يُعلم عن وجودها في الترسانة الكيماوية السورية قبل هذا الوقت، مما يرجّح حصول النظام عليها حديثا»، معتبرا أنه «ليس هناك تخاذل من المجتمع الدولي أكثر مما نشهده». وإذ أشار المقداد إلى أن «الترجيحات الأولية تشير إلى أن هذا السلاح كيماوي»، أعلن أن المعارضة «رصدت استخدام أنواع جديدة من السلاح الكيماوي استُعملت بطريقة الرشّ، وأدت إلى ظهور طفح جلدي وإصابة المتعرضين لها بحالات اختناق».

بدورها، أفادت لجان التنسيق المحلية بإلقاء القوات النظامية «قنابل تحوي غازات على حي الخالدية (في حمص)»، مما أدى إلى «ارتخاء في الأعصاب وضيق شديد في التنفس وتضيق حدقة العين»، موضحة أنّه «لم يتمكن الأطباء حتى الآن من معرفة نوع هذا الغاز».

من جهته، ذكر «تجمع أحرار حمص» المعارض على صفحته على «فيس بوك» أنه «حسب مشاهدات الأطباء وبعد الاستماع إلى الشهود لما حصل في الخالدية، وبناء على الأعراض التي شوهدت على من تعرضوا للإصابة، فإن الغاز المستخدم في قصف حمص القديمة هو العنصر – agent 15»، مشيرا إلى أن «الغاز المستخدم يسبب أعراض عكس الأعراض التي تظهر على المتعرض للغازات السامة التقليدية»، مؤكدا أن «علاج المصابين بالأتروبين قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض وقد تسوء الحالة».

وأوضح التجمع أن هذا الغاز «يتميز بفترة كمون ولا تظهر آثاره مباشرة على المتعرضين له»، لافتا إلى أن العلاج منه «يتم عبر استخدام عقار فيسوستغمين – PHYSOSTIGMINE».

ولفت التجمع إلى أنه «في حال كان الغاز المستخدم هو العنصر 15، فإن الغاز غير قاتل.. والأعراض تزول من تلقاء نفسها خلال ساعات مع مراعاة التهوية وتغيير الملابس وغسل المصاب».

إلى ذلك، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إنه لم يعرف نوع تلك الغازات السامة، لكنها أقرب إلى غاز السارين الذي يسبب اختناقا وشلل أعصاب وعمى مؤقتا وهستيريا، وقد عجز الأطباء والممرضون المتطوعون عن إسعاف المصابين بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.

وفي سياق متصل، أكدت قيادة جبهة حمص في بيان مصور أن القوات النظامية «استخدمت غازا ساما في حي البياضة أدى إلى مقتل 7 أشخاص، وإصابة 70 آخرين بحالات اختناق، بعضهم في حالة حرجة». وحمّل الناطق باسم الجبهة العقيد الركن فاتح حسون المجتمع الدولي ومؤسساته «عاقبة السكوت عن الأمر»، وقال: «إننا ننتظر تحرك العالم الحر لإنقاذ الشعب السوري». وأضاف حسون: «إذا كان النظام يمتلك السلاح الكيماوي، فإننا نمتلك الكثير من التكتيكات التي تفوق الكيماوي قوة لكننا نفضل عدم تنفيذها لتجنيب المجتمع السوري ويلات الحرب».

وتوعّد حسون، الذي يشغل موقع مساعد رئيس أركان الجيش السوري الحر، النظام السوري برد قوي، قائلا: «التكتيك في حمص سيقابله تكتيك لن تستطيع أنت وشبيحتك ردّه، ولن تبقى لدينا معادلة توازن الرعب السابقة».

وفي وقت تعرضت فيه دير بعلبة والحولة في حمص لقصف براجمات الصواريخ، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران الحربي السوري «شنّ غارات جوية أمس على مناطق عدة بريف دمشق الذي يشهد اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين»، مؤكدا أن طائرات حربية عدة «نفذت غارات جوية على مدن وبلدات الغوطة الشرقيّة، رافقها تصاعد لسحب الدخان من المنطقة»، وذلك عقب أشار في تنفيذه «سابقا» غارتين على بلدة جسرين والمنطقة الواقعة بين بلدتي جسرين وكفربطنا.

وعلى خطّ موازٍ، أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط 7 قتلى على الأقل في وعدة جرحى السبينة في الريف، جراء سقوط قذائف في منطقة تجمع تجاري. وشهدت مدن عدّة منها عربين والمعضمية وداريا اشتباكات بين الجيش السوري النظامي والمعارضة المسلحة، وفقا للمرصد، فضلا عن تسجيل حي القابون في شمال شرقي العاصمة السورية وشارع الثلاثين في جنوبها اشتباكات بين الطرفين عند منتصف الليل. وأشار إلى مقتل مقاتلين معارضين في مدينة داريا التي شهدت اشتباكات وقصفا من قبل القوات النظامية، لافتا إلى تعرض مدينة دوما وبلدة الحجيرة للقصف من قبل القوات النظامية كما شهدت بلدتا عين ترما ويلدا تحليقا للطيران الحربي رافقها غارات جوية على الغوطة الشرقية.

بدورها، أفادت شبكة «سوريا مباشر» بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات الحكومية في حي تشرين وسط دمشق، بينما قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر قصف ثكنة عسكرية بقذائف الهاون في حي الميدان بالعاصمة. كما قال ناشطون إن القوات الحكومية شنّت حملة مداهمات في حي البيبة في التل بريف دمشق.

وبث الناشطون صورا على مواقع الثورة السورية على الإنترنت، تظهر تعرض داريا لقصف عنيف، بينما قال ناشطون إن قوات النظام استهدف بلدات ومدنا عدة منها النشابية والمعضمية وداريا وعربين وسقبا، وتواصلت المعارك بين الثوار وقوات الجيش النظامي على أكثر من محور في المنطقة.

إلى ذلك، أعلنت الجبهة الشعبية القيادة العامة، أمس، مقتل مسؤول عملياتها في سوريا وعضو مكتبها السياسي نضال عليان خلال مواجهات في مخيم اليرموك، موجهة أصابع الاتهام إلى الجيش السوري الحر. وقال الناطق باسم الجبهة في رام الله بالضفة الغربية حسام عرفات في بيان نشرته وكالة الصحافة الفرنسية إن «جبهة النصرة التابعة للجيش السوري الحر اغتالت نضال عليان (أبو النورس) عضو اللجنة المركزية للجبهة وقائد العمليات فيها، وذلك في مخيم اليرموك في دمشق»، محملا الائتلاف السوري المعارض «ممثلا برئيسه معاذ الخطيب المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، بصفته الجهة السياسية التي تدعم وترعى وتغطي مجموعات الجيش الحر وجبهة النصرة».

وفي حماه التي لم تُشفَ من مجزرة حلفايا، أول من أمس، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين بمحيط قرية معان التي يقطنها موالون للنظام ترافقت مع قصف بالطائرات الحربية على محيط المنطقة. وأكد ناشطون ومقاتلون من المنطقة أنهم شاهدوا طائرة حربية تسقط بعد إصابتها. وقال المرصد إن الاشتباكات أسفرت عن تدمير دبابتين وسقوط خسائر بشرية بصفوف الطرفين وبقيت تدور في بلدة مورك شمال مدينة حماة وقرية بسرين جنوب المدينة.

دمشق بلا أضواء عشية أعياد الميلاد

احتقان لدى المسيحيين من رؤساء الكنائس لعجزهم عن حمايتهم

لندن: «الشرق الأوسط»

عشية عيد ميلاد السيد المسيح الذي تحتفل به الطوائف المسيحية، تبدو مدينة دمشق حزينة، إذ لا تغيب فقط الزينة عن الشوارع والمنازل في الأحياء المسيحية، بل إن الكهرباء عموما تغيب عن معظم أحياء العاصمة التي ترزح تحت وطأة ليالي مرعبة لا تتوقف خلالها أصوات القصف على ريف دمشق ومعظم أحياء الأطراف الساخنة، وذلك وسط حالة احتقان لدى غالبية المسيحيين تجاه رؤساء الكنائس الذين لم يتمكنوا من ضمان حد أدنى من الحماية لرعاياهم من قذائف مدفعيات وطائرات النظام التي هدمت منازلهم في مناطق عدة على الرغم من موقفهم الحيادي حيال الثورة. وتقول ليلى (50 عاما) من طائفة الروم الكاثوليك، وهي أم لأربعة أبناء: فعلت ما بوسعي لتسفير أبنائي خارج البلد، لا أريد أن أخسرهم. لم يتمكن البطريرك ولا أي رجل دين – وعلى الرغم من مساندتهم للنظام – من مساعدتنا. وليلى، التي تعيش في منطقة القصاع بينما يسكن أهلها في مدينة داريا، تشير إلى أن أهالي درايا من المسيحيين الكاثوليك ناشدوا خلال الفترة الماضية البطريك غريغوريوس الثالث لحام – ابن داريا – أن يتوسط لدى النظام لتجنيبهم حمم قذائف المدفعية، لكن دون جدوى.. لم يلقوا أي إجابة ودمرت منازلهم وهجروا من داريا. ووجه البطريريك لحام كلمة إلى رعية الروم الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد، دعا فيها إلى المصالحة مع الله وبني البشر، وقال إن الميلاد دعوة إلى المصالحة.

دعوة البطريريك جاءت عامة جدا ولا تلحظ معاناة المسيحيين؛ بحسب رأي سليمان، الذي نزح من أحياء حمص المسيحية إلى جرمانة في ريف دمشق؛ حيث شكا من تجاهل البطاركة للمسيحيين في حمص وبالأخص الطائفة الكاثوليكية. وقال، إن «حمص من دون مطران منذ أكثر من سنة، ومعظم الكنائس دمرتها مدفعيات النظام، ولم يتداع البطاركة لحمايتها ورد القصف عنها، بل راحوا يعمقون الهوة بين المسيحيين والمسلمين بوقوفهم إلى جانب النظام بزعم الوقوف إلى جانب استقرار سوريا وحماية الأقليات التي لا يضمنها إلا النظام.. وذلك على الرغم من رؤيتهم للمدفعيات تدك كنائس حمص وريفها». ويضيف سليمان (60 عاما): أن «البطاركة غطوا تقصيرهم وعجزهم حيال رعاياهم بتقديم الإعانات الإنسانية وحسب، لم يعملوا على رأب التصدعات جراء الاحتقان الطائفي، ودعوا إلى السلام دون فعل أي شيء لتحقيقه على الأرض، ولم يعملوا على حفظ كرامة المسيحيين السوريين». ويصادف اليوم الثلاثاء عيد الميلاد، في وقت ترتفع فيه الأصوات في قرى ريف حماه (ذات الأغلبية السنية) لمطالبة أهالي المدن والبلدات المسيحية – لا سيما محردة والصقيلبية – بإخلائها أو طرد قوات النظام منها، وذلك بعد وقوع مجزرة في بلدة حلفايا يوم الأحد راح ضحيتها أكثر من 150 شخصا وجرح العشرات كانوا يقفون أمام باب الفرن البلدي حين سقط عليهم صاروخان من الطيران الحربي التابع للنظام. وقال أهالي من حلفايا إنهم يتعرضون للقصف من مدفعيات النظام التي تتمركز في مدينتي محردة والصقيلبية المسيحيتين، وأن الجيش الحر سيقوم بضرب معاقل النظام هناك.. لذلك ناشدوا أهالي المدينتين بإخلائهما.

في حين قال بشير، من الصقيلبية، إن عشرات العائلات المسيحية «هجرت نحو القرى المسيحية في محافظة طرطوس، بعد تهديدات الإسلاميين»، أما ليليان فألقت اللوم على «ذعر المسيحيين الذين التحقوا بالشبيحة وقاتلوا إلى جانب النظام، وجروا البلاء على كل المسيحيين»، كما انتقدت بشدة مواقف آباء الكنائس في سوريا ووصفت مواقفهم بـ«المخزية».

وقالت: «لم نسمع منهم إدانة واحدة للمجازر التي يرتكبها النظام بحق السوريين، وكل ما يفعلونه التعبير عن الخوف من المد الإسلامي»، مؤكدة على أن «المسيحيين ليسوا مع النظام المجرم؛ لكنهم يدعمون الثورة بشكل سري لأن أحدا لا يحميهم بسبب تخاذل آباء الكنائس، فيبدو الدعم العلني وكأنه عمل فردي». وتضيف ليليان، التي تعيش في مدينة حماة: «نجح النظام في تثبيت الخوف في نفوس المسيحيين من المتطرفين الإسلاميين، مع أن ما يرتكبه من جرائم لا تجاريه جرائم أكثر الجماعات تطرفا في العالم».

معظم المسيحيين يفكرون بالهجرة بعدما اقتربت المعارك إلى قلب دمشق، وقلة منهم بدأت تشعر بأن النظام استخدمهم وقودا في معركته من أجل البقاء، بينما يسيطر على أغلبهم خوف من المستقبل في محيط متشدد بحسب ميار، الذي يعيش في حي القصور المسيحي، ويقول: «يوم السبت سقطت قذيفة على حينا وقتلت طفلا، ولا نعرف من أطلق تلك القذيفة في ظل فوضى تجتاح البلاد». وكان بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، الذي خلف البطريرك الراحل أغناطيوس الرابع هزيم، قال: إن «ما يجري علينا يجري على الآخرين»، مشددا في خطبة ألقاها في لقائه الأول مع رعيته بعد تسلم مهامه على أن المسيحيين «موجودون في هذه البلاد وباقون، ونحن نؤمن بأن وجه المسيح لن يغيب عن هذه المنطقة التي انطلقت منها المسيحية». وقال في قداس احتفالي أقيم بكنيسة المريمية يوم الأحد إنه «بفضل وعي أبناء سوريا ستزول الغيمة التي تعبر الآن سماء بلادنا الحبيبة، وسيعود الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن»، مشيرا إلى أن «الكنيسة الأنطاكية عرفت عبر التاريخ أن تعيش مع الآخر المسيحي ومع الآخر المسلم، فأعطته وأخذت منه.. عاشت له كما لذاتها، فهي كنيسة مشرقية تحترم التعددية، وقد نجحت عبر العصور بمحبة الآخر واحترامه. وهي كنيسة منفتحة على كل لون وعلى كل مسعى خير، وسيتم العمل على تنمية العلاقات المسيحية والعلاقات مع المسلمين، فهي الكنيسة المسيحية الناطقة بالعربية والأقرب إلى فهم المسلمين ومخاطبتهم واحترام تقواهم». أما الأب إلياس زحلاوي، الذي يتمتع بمكانة مرموقة وسط رعيته، فتركزت دعوته بمناسبة الميلاد على التفكير بالفقراء الذين يتزايدون بسرعة، وعلى المحرومين والحزانى، بدل التفكير بالعيد والزينات وإضاءة الواجهة وشجرة الميلاد.. وقال: «أضيئوا القلوب، بدل أن تضيئوا الواجهات! أضيئوا القلوب، بدل أن تضيئوا الأشجار! مدوا أيديكم؛ افتحوا قلوبكم». ويأتي كلام الأب زحلاوي في وقت يفتقد فيه السوريون عموما – وليس فقط المسيحيين – لأبسط مقومات الحياة في أجواء حرب يفتقد فيها الغذاء والدواء والكهرباء.. مما يجعل سليمان يضحك ساخرا لدى قراءته كلمة الأب زحلاوي من خلال الإنترنت، ويقول: «السوريون مجبرون على التقشف لا تقربا إلى الله؛ بل إنهم ضحايا نظام أمم المصائب».

انشقاق قائد عام الشرطة العسكرية في سوريا

محام لبناني يتقدم ببلاغ ضد الشعار بتهمة قتل مئات اللبنانيين

بيروت: كارولين عاكوم

في وقت لا يزال وزير الداخلية السوري محمد الشعار، يرقد في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت للمعالجة من إصابته في الانفجار الذي استهدف مبنى الوزارة منذ أسبوعين، في غياب معلومات واضحة حول وضعه الصحي، تقدّم المحامي اللبناني طارق شندب بإخبار (بلاغ) ضده على خلفية ضلوعه بمقتل المئات في مدينة بشمال لبنان حيث كان يتولى مسؤوليات أمنية في عام 1986. في حين أعلن عن الانشقاق العسكري الأرفع رتبة في صفوف النظام السوري، وهو اللواء الركن والقائد العام للشرطة العسكرية، عبد العزيز الشلال، وانضمامه إلى الثوار.

وذكرت مصادر في المعارضة السورية أنّ لدى «الشلال» كما هائلا من المعلومات حول تحركات قيادات النظام والسجون العسكرية، وكان على تواصل منذ فترة طويلة مع ثوار دمشق. وكان قد عيّن بالإضافة إلى مهامه في قيادة الشرطة العسكرية، رئيسا للمحكمة الميدانية للغرفة الأولى والثانية، وهو المسؤول عن سجني صيدنايا وتدمر، وهو المركز الذي كان يشغله اللواء الشعار قبل ذلك.

في المقابل، وفيما يتعلّق بالبلاغ الذي قدّم ضدّ الشعار، قال شندب لـ«الشرق الأوسط»: «تقدمت بإخبار ضدّه بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وقتل واغتيال سياسي وقتل رجال دين وأطفال في منطقة باب التبانة، ذات الغالبية السنية في طرابلس في شمال لبنان».

وبحسب الإخبار الذي قدم إلى النيابة العامة الاستئنافية في شمال لبنان، يقول شندب إنه في تاريخ 19 ديسمبر (كانون الأول) 1986 «أقدم المدعى عليه محمد الشعار وبرفقة عدد كبير من أعوانه وبمشاركة عدد من المجرمين اللبنانيين، على الدخول إلى باب التبانة في طرابلس وأقدموا على قتل وذبح أكثر من 600 شخص من المنطقة من مشايخ وعلماء وأطفال ورجال، بهدف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي».

وفي حين لم يستبعد شندب تسييس القضية، مؤكدا في الوقت عينه عدم وقوف أي جهة سياسية وراءه، لفت إلى أنّ الخطوات القانونية التالية التي من المفترض أن تتخذ، هي أنّ يقوم المدعي العام الاستئنافي بالتحقيق مع الشعار ليأخذ بعد ذلك قرار توقيفه وإحالته إلى قاضي التحقيق. وعما إذا كان بالإمكان توقيفه وهو يعالج في المستشفى، قال: «إذا تعذر ذلك، عندها يفترض توقيفه احترازيا ومنعه من الخروج إلى أن يتعافى». وأشار شندب إلى أنّه من المتوقّع أنّ يقوم عدد من المواطنين اللبنانيين في الشمال من الذين قتل لهم أقارب على يدي الشعار أن يتقدموا بادعاءات شخصية ضدّه في الأيام القليلة المقبلة.

مع العلم، أنّ معلومات صحافية كانت قد أشارت إلى أنّه تمّ بتر إحدى ساقي الشعار، قبل أن تعود مصادر لبنانية وتنفي الخبر، لافتة إلى أنّه تمّ إخراجه من العناية المركزة إلى غرفة عادية حيث يعالج من الحروق التي أصيب بها.

لافروف: المعارضة تعمل على استفزاز الحكومة السورية.. و«الباتريوت» قد يستهدف إيران أيضا

الإبراهيمي قد يزور موسكو نهاية الأسبوع * تقارير: الوجود العسكري الروسي يشكل تحديا أمام أي تدخل غربي

موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»

كشفت مصادر الخارجية الروسية عن أن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي إلى سوريا يمكن أن يقوم بزيارة موسكو في نهاية الأسبوع الحالي، لإطلاعها على نتائج لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد، ونتائج اتصالاته التي قام بها في أعقاب اللقاء الثلاثي الذي عقد في جنيف بين الإبراهيمي وممثلي روسيا والولايات المتحدة في وقت سابق من الشهر الحالي.. في وقت أشار فيه وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى أن المعارضة السورية تعمل على استفزاز الحكومة، وتلجأ أيضا إلى طرق غير مقبولة مخالفة تماما للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان.

وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية إن «الزيارة المرتقبة للإبراهيمي لا تزال قيد الدراسة عبر القنوات الدبلوماسية بشكل رسمي، غير أنه من المحتمل أن تتم قبيل نهاية الأسبوع الحالي».

وذكر غاتيلوف أنه من المنتظر أن يجري تبادل للآراء حول تطورات الوضع السوري وجهوده المستقبلية، التي قال إنه يأمل في أن «تأتي بنتائج عملية وأن تساعد على تحريك عملية التسوية من نقطة الجمود».

وفي حديثه الذي أدلى به إلى قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالإنجليزية، وأذاعته أمس، كشف سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية عن احتمالات التدخل الخارجي في سوريا، مشيرا إلى أن «من تراودهم الرغبة في التدخل في الأزمة السورية لا يريدون القيام بذلك دون أن تكون هناك بعض الشرعية لتدخلهم – أو على الأقل دون أن يكون هناك بعض التحرك من قبل الأمم المتحدة – كي يتمكنوا من تبرير تدخلهم، وإضفاء صفة الشرعية عليه».

وقال لافروف إن روسيا تحتكم إلى ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على أن مهمة مجلس الأمن الدولي ترتبط بتحقيق الأمن والسلام الدوليين، ولا ترتبط بدعم طرف على حساب طرف آخر في الصراعات الداخلية. وأضاف: «وهذا ما يحصل تماما في سوريا، فهناك بعض الأطراف تسعى إلى تدويل الصراع وتوسيع العنف خارج الحدود السورية. وبالفعل كانت هناك محاولات لاستغلال قضية اللاجئين السوريين الذين يفرون من سوريا بسبب الإجراءات غير المتناسبة من قبل القوات الحكومية، ومن الجانب الآخر هناك الجماعات المسلحة للمعارضة السورية التي لم تتوحد تحت قيادة واحدة.. تلك الجماعات تلجأ أيضا إلى طرق غير مقبولة مخالفة تماما للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان لأنهم يعمدون إلى أخذ رهائن وتنفيذ هجمات إرهابية» وأشار لافروف أيضا إلى أن المعارضة تعمل على استفزاز الحكومة «من خلال إعطاء الصراع بعدا خطيرا جدا، وهو البعد الطائفي المتبلور أصلا في العالم الإسلامي، الذي يشهد الآن احتقانا سنيا شيعيا – عربيا كرديا، فضلا عن أن التركيب الطائفي في سوريا معقد جدا. وفي حال انتشار الفوضى في سوريا، فإن هذا من شأنه أن يقود إلى انتقال الفوضى إلى كامل منطقة الشرق الأوسط. وبالعودة إلى الوضع الحالي، أقول إن الجهات التي ترفض الحوار مع الأسد وتعتبر رحيله بأي طريقة أولوية من أولوياتها، عليها أن تفهم بأنها يجب أن تدفع ثمنا مقابل تحقيق أهدافها الجيوسياسية، ولكن الثمن سيكون حياة الشعب السوري».

وأضاف: «بالنسبة لنا الأولوية ليست الإطاحة برأس شخص ما، بل الإيقاف المباشر للعنف وإراقة الدماء. وإذا كانوا يقولون إنهم يريدون أن ينقذوا سوريا والسوريين، فيجب عليهم الانضمام إلينا، وأن يطلبوا من جميع المقاتلين في سوريا أن يتوقفوا عن القتال وبدء الحوار دون أي شروط مسبقة.. وترك مصير الأسد بيد الشعب السوري نفسه، وليس بيد أي قوى خارجية».

وفي معرض الحديث نفسه، كشف لافروف عن احتمالات استهداف إيران بمنظومات صواريخ «باتريوت» على الحدود السورية – التركية، وقال: «هذا ما يقوله بعض الأشخاص، ومن خلال طريقة عرض هذه المنظومة في وسائل الإعلام يبدو أنها حقا يمكن استخدامها ضد إيران». كما قال: «لا أعتقد أن سوريا ستستخدم أسلحة كيميائية. وفي حال حصل ذلك، فسوف يكون بمثابة انتحار سياسي للحكومة».

ومن جانبه عاد ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية، أمس، إلى تأكيد وجود خطة لإجلاء المواطنين الروس من الأراضي السورية. وقال: «من المعروف للجميع وجود خطط عمل تحسبا لحالات ظهور مواقف طارئة في مختلف الدول»، مشددا على أن «مثل هذه الخطة موجودة بالطبع، لحالة مواطنينا المقيمين في سوريا، وعند الضرورة سيتم تقديم الدعم اللازم والمساعدة للمواطنين الروس، بما في ذلك في حال صدور قرار بإجلائهم من الأراضي السورية».

ونقلت عنه وكالة أنباء «ايتار تاس» قوله إن «الخارجية الروسية ستقوم بالتنسيق الكامل مع وزارة الطوارئ وغيرها من الوزارات والجهات الفيدرالية المعنية. وتبقى الأولوية الرئيسية بالنسبة لنا هي أمن وسلامة المواطنين الروس».

وفي غضون ذلك، ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية، أمس، أن مستشارين عسكريين روسيين وصلوا لسوريا لإدارة النظم الدفاعية التابعة لنظام الأسد، وهو ما قد يشكل تحديا أمام أي تدخل أميركي محتمل لإسقاط النظام السوري. وأفادت الصحيفة في تقريرها بأنه قد تم نشر المستشارين الروس لإدارة نظم صواريخ «سطح – جو» وغيرها من النظم الدفاعية الحديثة، التي أمدتها موسكو لنظام الأسد منذ بدء الثورة، وأوضحت أن عمق وتعقيد الدفاعات السورية المضادة للطائرات يعنيان أن أي حملة غربية مباشرة، تنفذ من خلال فرض منطقة حظر للطيران فوق سماء سوريا أو عن طريق شن ضربات جوية ضد قيادات الأسد، سوف تكون مكلفة وطويلة الأمد، بل ومحفوفة بالمخاطر. كما أشار التقرير إلى أن احتمالات وقوع خسائر عسكرية روسية في هذه الحملة سوف يتمخض عنها عواقب جيوسياسية لا يمكن التنبؤ بها.

ائتلاف المعارضة يرفض بقاء الأسد

الإبراهيمي يلتقي المعارضة الداخلية بسوريا

                                            بدأ المبعوث العربي والأممي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لقاءات مع وفد من المعارضة السورية المتمركزة في الداخل، وذلك في وقت أعرب فيه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية معارضته أي حل يبقي الرئيس بشار الأسد في السلطة.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن وفد المعارضة -الذي يضم ستة أشخاص بقيادة حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي المتمركزة في سوريا- التقى اليوم الثلاثاء الإبراهيمي الذي يقوم بزيارة لدمشق لبحث الوضع مع الأسد.

وتضم تلك الهيئة أحزابا قومية عربية وأكرادا واشتراكيين وماركسيين، وهي توصف بأنها مقربة من روسيا، وترفض أي فكرة لتدخل خارجي أجنبي في سوريا.

وكان الإبراهيمي الذي عقد لقاء مع الرئيس الأسد يوم أمس الاثنين قد أعرب عن أمله في التوصل إلى حل يضع حدا للأزمة.

وعقب اللقاء، قال الإبراهيمي إن “الوضع لا يزال يدعو للقلق، ونأمل من الأطراف كلها أن تتجه نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع إليه”.

يشار إلى أن صحيفة لوفيغارو الفرنسية كانت قد تحدثت عن خطة أميركية روسية يحملها الإبراهيمي إلى الأسد، تقضي ببقائه في السلطة حتى نهاية ولايته عام 2014.

غير أن ائتلاف المعارضة السورية رفض أي حل يُبقي الأسد في السلطة “يوما واحدا إضافيا”.

وجاء ذلك على لسان رئيس الائتلاف معاذ الخطيب ونائبته سهير الأتاسي التي قالت -في حديث مع الجزيرة- إن الإبراهيمي لم يطرح أي مبادرة سياسية خلال لقائه بأفراد من ائتلاف المعارضة السورية.

إدانة أميركية

ومن جانبها أدانت الولايات المتحدة الهجمات الأخيرة التي استهدفت مخبزا في بلدة حلفايا بريف حماة السورية، وأدت إلى مقتل أكثر من 60 شخصا كانوا يصطفون أمامه.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية باتريك فينتريل إن واشنطن “تدين بأشد العبارات أحدث الهجمات الشرسة التي نفذها النظام السوري ضد المدنيين، وخاصة الهجوم على أشخاص كانوا ينتظرون لشراء الخبز في حلفايا”.

وأضاف -في بيان تلاه أمس- أن بلاده تدعو كل الداعمين للنظام السوري في حربه على شعبه إلى التوقف عن دعمه.

انشقاق

وفي الإطار أيضا، تحدثت تقارير صحفية اليوم الثلاثاء عن أن المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي -الذي قيل إنه انشق عن النظام- موجود حاليا في الولايات المتحدة، وأنه يتعاون مع الاستخبارات الأميركية.

وحسب صحيفة ذي غارديان البريطانية، فإن مقدسي فر إلى الولايات المتحدة مطلع الشهر، مشيرة إلى أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية ساعدوه في الهرب.

غير أن النظام السوري نفى انشقاق المقدسي، ويقول إنه يقضي عطلة إدارية لمدة ثلاثة أشهر.

الحر يحاصر مطارات بحلب ويسيطر على مدينة بإدلب

تجدد القصف بسوريا وانشقاق مسؤول عسكري

                                            قال ناشطون سوريون إن قوات النظام جددت اليوم قصفها “العنيف” لعدة مناطق في البلاد مما أدى إلى موجة جديدة من النزوح، في حين قتل مسؤول أمني في كمين وانشق آخر عن النظام، فيما سيطر الجيش الحر على مدينة حارم بإدلب وحاصر مطارات بحلب.

فقد أفادت شبكة شام الإخبارية بأن مدينة الزبداني بريف دمشق تعرضت اليوم لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة من قبل قوات النظام المرابطة في الحواجز القريبة من المدينة.

وقالت إن الجيش النظامي قصف أيضا براجمات الصواريخ بلدة كورين بريف إدلب بالتزامن مع حركة نزوح للأهالي عن المنطقة جراء القصف المستمر.

وفي ريف إدلب أيضا، قال ناشطون إن الجيش الحر تمكن من السيطرة على مدينة حارم، واستولى على أسلحة ثقيلة ودبابات تابعة للجيش النظامي.

وفي بلدة جملة الحدودية بمحافظة درعا قال ناشطون إن الجيش الحر اقتحم الكتيبة الـ29 التابعة للواء 61 وأسر بعض أفراد الكتيبة واستولى على كميات من الأسلحة والذخائر.

ويأتي ذلك بعد يوم دام جديد خلف 160 قتيلا معظمهم في دمشق وريفها وحمص وحلب، وبينهم قتلى سقطوا في قصف مخبز بمدينة تلبيسة بريف حمص.

وفي وقت سابق، أعلن قائد المجلس العسكري في حلب عبد الجبار العكيدي أن الجيش الحر يحاصر ثلاثة مطارات عسكرية، هي النيروب وكويرس ومنغ، إضافة إلى مقر لمخابرات القوات الجوية.

وقال لوكالة رويترز إن مقاتلي الكتائب المنضوية تحت إمرته رغم حصارها لتلك المواقع تواجه صعوبات في التصدي لهجمات تشنها مقاتلات حربية تابعة للنظام تستطيع أن تنطلق حتى من المطارات المحاصرة.

انشقاق

وفي خضم احتدام الأزمة في سوريا، ذكرت تقارير إخبارية اليوم الثلاثاء أن عبد العزيز الشلال اللواء الركن القائد العام للشرطة العسكرية السورية أعلن انشقاقه عن النظام وانضمامه إلى صفوف الثوار، ليكون بذلك أرفع رتبة في صفوف النظام تنشق عنه.

وقالت مصادر في المعارضة السورية في تصريحات صحفية إن الشلال يملك كما هائلا من المعلومات بشأن تحركات قيادات النظام والسجون العسكرية، وإنه كان على تواصل منذ فترة طويلة مع ثوار دمشق.

وكان الشلال قد عين بالإضافة إلى مهامه في قيادة الشرطة العسكرية رئيسا للمحكمة الميدانية للغرفة الأولى والثانية، وهو المسؤول عن سجني صيدنايا وتدمر، وهو المركز الذي كان يشغله وزير الداخلية اللواء محمد الشعار قبل ذلك.

مقتل مسؤول

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن رئيس “مفرزة” المخابرات العسكرية في مدينة جرمانا بدمشق قتل في كمين نصبه مقاتلون مساء أمس.

وجاء في بيان المرصد الذي تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه أنه “بعد انفجار عبوة ناسفة في المدينة أسفرت عن إصابة 5 مواطنين بجراح وصل إلى المكان رئيس المفرزة مع عناصر وبعدها تم استدراجهم إلى مبنى وأطلق الرصاص عليهم مما أدى إلى إصابته بجراح خطرة وفارق الحياة إثرها”.

موفدة “العربية” لسوريا أمام طوابير الخبز حيث الخوف والجوع

أم محمد: سنقاتل النظام حتى آخر أولادنا.. ولن نسكت على الظلم أبداً

سوريا – ريما مكتبي

أمام أحد طوابير الخبز في سوريا وقفت موفدة “العربية” في الصباح الباكر، تراقب عن كثب نظرات الخوف والجوع في عيون السوريين، حيث كان الناس ينتظرون منذ قرابة الساعة أو أكثر تحت المطر الشديد وفي البرد القارس للحصول على رغيف الخبز لسد رمقهم، فأحياناً العائلة الواحدة لا تحصل إلا على نصف ربطة من الخبز في اليوم.

وحتى الأطفال اصطفوا أمام سلة توجد بها ربطات من الخبز، والتي من المقرر أن توزع مجاناً.

وقد تكتّم فريق القناة على مكان وجوده داخل سوريا حفاظاً على حياة الناس؛ لأن القصف لا يرحم حتى أرزاق الناس وقوتهم.

نقص المحروقات يساعد في تأزيم الموقف

أزمة الخبز في سوريا تتصاعد، نقص حاد في المحروقات والطحين وقصف عشوائي متواصل، جعلا مهمة المخابز في توفيرِ الخبز شبه مستحيلة.

ويعلق حسن حاج حسن، عنصر من الجيش السوري الحر، قائلاً: “في عائلات ما عم يطلعلها كثير. عم يجو لعندي عم يبكوا بيقولولي من وين بدي طعمي أولادي؟ عم نضطر نعجن ونطحن في المغر ومن هون وهون لنطعميهن. يا بيعملوا برغل ام رز حاف او بياكلوا بسكويت إذا لاقوا بسكويت أو شي كيش كعك منوزعه لأولاد”.

وبين الحشود الملهوفة على لقمة العيش وقفت أم محمد، وهي أرملة وأم ثكلى نازحة، لكن الثورة لم ترهقها.

وتقول أم محمد: “ما تعبنا وما رح نتعب، إن شاء الله رح نستمر لآخر نقطة من دمائنا. رح نستمر لحد آخر ولد من أولادنا. أنا مستمر لما يضل عندي ولا ولد من أولادي. نحنا ذقنا الظلم، ابني نايم بالفرشة شالوا من فرشتوا وأخذوا تحت التعذيب. ظل ٤ أشهر ما أعرف وين هوي. كان بارك عامل. ذاق المهانة. بدنا العالم اللي ساكت تقوم تحرك ضميرها، تحرك ضميرها تشوف الأطفال اللي عم توقع تحت الحجارة، ما حدا عم يقبرهن”.

صرخة أم محمد وأرغفة الخبز أخذت فريق قناة “العربية” إلى الغرفة التي تُؤويها مع أيتامها. فإذا بأطفال لم يتجاوز عمرهم أصابع اليد، ولم يذوقوا طعم الخبز منذ أربعة أيام، حتى وسيلة التدفئة وهبها أهل الخير لأم محمد.

تقول أم محمد: “والله بس لمبارح. العجال صارلهن من شهر ونصف عم يرتقصوا من البرد. حتى شي نغطيهم ما كان في. أهل الخير جابوا بطانية وحرام للف فيهم هالاولاد”.

بالرغم من الحزن والأسى، تكابر أم محمد وتخفي دمعتها، فالدرب أمامها طويل، فهي التي اعتادت الكفاح منذ أن ترملت قبل 10 سنوات.

ويأتي خالد، أحد أبنائها الذين سلموا من نيران القذائف وتعذيب قوات النظام السوري، تارة يغصّ وتارة يخفي الدمعة.

وبسؤاله عن ماذا يريد أن يعمل عندما يكبر، أجاب خالد: “أطلع مع الجيش الحر وأنتقم لأنن قتلولي أهلي وإخواني. بدي أنتقم”.

قصة رغيف الخبز في قرى سوريا وبلداتها تروي معاناة الأيتام والأرامل وشعب اختار الحرية.

الجيش الحر يحاصر 3 مطارات عسكرية في حلب

قوات النظام السوري تواصل قصف أحياء جنوب العاصمة دمشق

دمشق – رويترز

أعلن قائد عسكري في حلب أن الجيش الحر يحاصر ثلاثة مطارات عسكرية في حلب؛ هي النيرب وكويرس ومنغ، إضافة إلى مقر مخابرات القوات الجوية. كما أفاد ناشطون بسيطرة الثوار على مدينة حارم بإدلب المجاورة.

وفي غضون ذلك، واصلت قوات النظام السوري فجر اليوم قصفها لأحياء جنوب العاصمة دمشق وحلب ومناطق في إدلب وحمص، بعد يوم دام جديد خلف 160 قتيلا، معظمهم في دمشق وريفها وحمص وحلب، وبينهم قتلى سقطوا في قصف مخبز بمدينة تلبيسة بريف حمص، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وقال رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب شمال سوريا العقيد عبد الجبار العكيدي لوكالة “رويترز” إن مقاتلي الكتائب المنضوية تحت إمرته رغم حصارها لتلك المواقع تواجه صعوبات في التصدي لهجمات تشنها مقاتلات حربية تابعة للنظام تستطيع أن تنطلق حتى من المطارات المحاصرة.

وأشار العكيدي- الذي يقود ما بين 25 و30 ألف مقاتل في أنحاء حلب- إلى أن الحصار يقطع خطوط الإمداد عن هذه القواعد ويساعد عناصر من جيش النظام على الانشقاق، مما يجعل من الأسهل اقتحامها في نهاية المطاف.

وفي وقت سابق أفاد نشطاء سوريون أن الجيش الحر سيطر على سرية عسكرية داخل مطار منغ العسكري بريف حلب، بعد أن اقتحم جزءا من المطار وتمكن من قتل عدد من قوات النظام وإعطاب عدد من الآليات داخله.

وفي محافظة إدلب المجاورة لحلب أفاد ناشطون أن الجيش الحر تمكن من السيطرة الكاملة على مدينة حارم الواقعة قرب الحدود التركية، حيث تمكن أثناء سيطرته على حارم من الاستيلاء على أسلحة ثقيلة ودبابات تابعة لجيش النظام.

انشقاق القائد العام للشرطة العسكرية بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت مصادر في المعارضة السورية، الثلاثاء، انشقاق كل من القائد العام للشرطة العسكرية اللواء عبدالعزيز الشلال، وعضو مجلس الشعب السوري محمد عدنان عربو عن نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وأضافت المصادر عينها لـ”سكاي نيوز عربية” أن السلطات التركية استقبلت رسميا اللواء الشلال قائد الشرطة العسكرية بعد انشقاقه.

وذكرت مصادر في المعارضة السورية أن لدى الشلال كمية ضخمة من المعلومات حول تحركات قيادات النظام والسجون العسكرية، وكان على تواصل منذ فترة طويلة مع “ثوار” دمشق.

وعين الشلال في السابق بالإضافة إلى مهامه في قيادة الشرطة العسكرية رئيسا للمحكمة الميدانية للغرفة الأولى والثانية، وهو المسؤول عن سجني صيدنايا وتدمر، وهو المركز الذي كان يشغله وزير الداخلية الحالي اللواء محمد الشعار.

إلى ذلك، أكدت مصادر المعارضة أن عربو، النائب عن محافظة ريف حلب، وصل برفقة عائلته إلى الأراضي التركية، مشيرة إلى أن العملية تمت بالتنسيق مع المجلس الوطني المعارض.

النائب محمد عربو وصل إلى تركيا برفقة عائلته- مصدر الصورة: الموقع الإلكتروني لمجلس الشعب السوري.

وانشقاق عربو هو الرابع بين أعضاء مجلس الشعب الجديد، بعد أن سبقه النواب تركي الزايد وإخلاص بدوي وعلي محمد البش.

وتأتي عمليات الانشقاق عن النظام السوري في وقت تحقق المعارضة المسلحة مكاسب نوعية في معاركها مع القوات الحكومية، إذ تمكنت من السيطرة على عدد من المواقع العسكرية.

البوطي: مقاتلو جيشنا من مرتبة الصحابة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شبّه الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي مقاتلي الجيش السوري بأصحاب نبي الإسلام محمد، وقال إنهم يقومون بمهام يجب أن تنفذ في البلاد.

وفي أحدث خطبة للجمعة في المسجد الأموي بدمشق عبّر رجل الدين السوري الذي عرف بتأييده للرئيس بشار الأسد عن حزنه لأنه يكتفي بمشاهدة ما يفعله مقاتلو الجيش السوري من دون أن يتمكن من مشاركتهم.

ودعا البوطي الله أن يؤيد أفراد الجيش السوري  وقادته بالتوفيق والسداد، وقال ” والله لا يفصل بين هؤلاء الأبطال ومرتبة أصحاب رسول الله إلا أن يتّقوا حق الله في أنفسهم.” وينقسم السوريون حول الدور الذي يقوم به الجيش في بلادهم، فمنهم من يرى أنه خرج عن مهمة حماية البلاد إلى حماية النظام، بعدما أسفرت حملة قمع الاحتجاجات في البلاد حتى الآن عن أكثر من 50 ألف قتيل حسب مصادر المعارضة.

بينما يرى البعض أن الحملات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري تستهدف عصابات مسلحة وتهدف إلى الحفاظ على وحدة البلاد.

سوريا: الإبراهيمي يلتقي بمعارضة الداخل

بدأ موفد الجامعة العربية والامم المتحدة، الاخضر الابراهيمي الثلاثاء محادثاته مع المعارضة الداخلية في سوريا غداة لقائه الرئيس السوري بشار الاسد الذي تشهد بلاده اعمال عنف اودت بحياة اكثر من 44 الف شخص حتى الآن.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية ان وفد المعارضة الذي يضم ستة اشخاص يقوده حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي، المتمركزة في سوريا، وتغض السلطات السورية النظر عن نشاطاتها. ويرافقه محمد ابو قاسم من حزب التضامن وبسام تقي الدين.

وتضم هذه الهيئة احزابا قومية عربية، واكرادا، واشتراكيين وماركسيين. وهي قريبة من روسيا وترفض اي فكرة لتدخل خارجي اجنبي في سوريا.

أما لجان التنسيق المحلية فقد أعلنت “رفضها لاي مبادرة تحاول وضع السوريين امام خيارات تبتز الشعب وتخيره بين قبول تسويات جائرة او استمرار جرائم النظام بحقه وبحق ممتلكاته وبنية دولته”.

وحذرت اللجان من “منح الفرص مجددا للنظام ومنحه المزيد من الوقت للاستمرار في القتل والتدمير”، مؤكدة ان “رحيل الاسد وجميع مسؤولي نظامه العسكريين والأمنيين والسياسيين عن السلطة شرط لازم لنجاح أي مبادرة للحل”.

لقاء الإبراهيمي بالأسد

وكان الرئيس بشار الأسد قد استقبل صباح الاثنين الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية والوفد المرافق له.

وشرح الرئيس الأسد للمبعوث الأممي -بحسب ما ذكر التليفزيون السوري- آخر المستجدات في سورية في حين عرض الإبراهيمي أمام الأسد نتائج الاتصالات والمباحثات التي أجراها مؤخرا للمساعدة في حل الأزمة السورية.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن المباحثات كانت ودية وبناءة، وإن الرئيس الأسد أكد خلالها حرص الحكومة على إنجاح أي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله.

وفي تصريح للصحفيين عقب اللقاء قال الإبراهيمي “تكلمنا خلال اللقاء في الهموم التي تعاني منها سورية في هذه المرحلة وتبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها ووضعت الرئيس الأسد في صورة المقابلات التي اجريتها مع مسؤولين مختلفين في المنطقة وخارجها واطلعته على الخطوات التي أرى انه يمكن ان تتخذ لمساعدة الشعب السوري للخروج من الأزمة”.

ووصف الإبراهيمي الوضع في سورية انه “لايزال يدعو للقلق” معربا عن امله في أن “تتجه جميع الاطراف نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع إليه”.

الوضع الميداني

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلي المعارضة اغتالوا الثلاثاء مسؤولا في المخابرات العسكرية قرب دمشق وسيطروا على بلدة حارم في محافظة ادلب.

وقال المرصد ان “رئيس مفرزة المخابرات العسكري في مدينة جرمانا قتل اثر كمين نصبه مقاتلون ليل الاثنين الثلاثاء وذلك بعد انفجار عبوة ناسفة في المدينة اسفرت عن اصابة خمسة مواطنين”.

واضاف ان “رئيس المفرزة وصل مع عناصر الى المكان وتم استدراجهم الى مبنى واطلق الرصاص عليهم مما ادى الى اصابته بجروح خطرة فارق الحياة على اثرها”.

وبحسب المرصد تتعرض مدن وبلدات داريا والمعضمية ويلدا بريف دمشق “للقصف من قبل القوات النظامية بينا دارت اشتباكات بين القوات النظامية مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط ادارة المركبات بين مدينتي عربين وحرستا منتصف ليل الاثنين الثلاثاء”.

وقال المرصد السوري إن المسلحين في محافظة ادلب من عدة كتائب مقاتلة سيطروا على بلدة حارم بشكل كامل بعد الاستيلاء على حي الطارمة وقلعة حارم آخر معاقل القوات النظامية والمسلحين التابعين لها والموالين لها”.

لكن وكالة الأنباء السورية الرسمية -سانا- قالت إن وحدة من القوات السورية في ريف إدلب استهدفت الاثنين “تجمعا للارهابيين في سهل الروج وأوقعت في صفوفهم قتلى وجرحى ودمرت سيارتين (بيك اب) مزودتين برشاشين”.

ونقلت الوكالة عن مصدر في المحافظة “ان العملية النوعية أسفرت عن مقتل عدة إرهابيين وجرح عدد اخر”. وتصدت وحدة من القوات السورية بحسب الوكالة- “لمجموعة إرهابية مسلحة حاولت الاعتداء على حاجز قطيع بريف إدلب وألقت القبض على 12 إرهابيا”.

BBC © 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى