صفحات الثقافة

القارئ … والقصيدة


قصيدة للشّاعر المكسيكي المعاصر خوسّيه إميليو باشيكو

ترجمة: محمّد محمّد الخطّابي

ليس لديّ ما أضيفه إلى ما تحمله قصائدي

لا يهمّني التعليق عليها

إذا كان لى أحد، فمكاني في التاريخ

الآن، أو فيما بعد ينتظرنا جميعا الغرق .

أكتب، وهذا كلّ شيء

أقدّم نصف القصيدة

القصيدة ليست علامات سوداء على صفحة بيضاء .

هي عندي موضع اللقاء

مع التجربة الغريبة .

القارئ، القارئة

هما صاحبا القصيدة التي أرسم

نحن لا نقرأ للآخرين،

بل نقرأ أنفسنا فيهم

الأمر يبدوشبيها بالمستحيل

أحد لا أعرفه

يمكن أن يرى نفسه في مرآتي .

وإن كان هناك فضل في ذلك،

قال ‘بيسّوا’ *

فهو للأبيات لا لناظمها

وإن كان، بالصدفة، شاعرا عظيما

فسوف يخلّف لنا أربعة أو خمسة أبيات جديدة

محاطة المسودات،

وآراؤه الشخصيّة،

في الواقع، عديمة الجدوى.

عالمنا غريب

في كل يوم يهتمّ الناس بالشعراء أكثر،

وبالشعر أقلّ

لم يعد الشاعر صوت قبيلته،

ذاك الذي يقول ما لا يقوله الآخرون.

ما زلت أعتقد،

أنّ الشعر شيء آخر،

هو نوع من الحبّ،

لا يوجد سوى في الصّمت .

عهد سرى بين مخلوقين

بين مجهولين غالبا.

هل قرأت يوما أنّ ‘خوان رامون خيمينيث’*

فكّر منذ نصف قرن في إنشاء

مجلة كان سيطلق عليها ‘المجهول’.

كانت ستنشر نصوصا بدون توقيع،

وتتألف من قصائد، وليس من شعراء .

إنّني، مثل المعلّم الإسباني هذا، أتمنّى

أن يكون الشعر مجهولا

ما دام جماعيّا .

إلى ذلك تتوق قصائدى ورواياتي .

قد تقول: الحق معك

أنت الذي قرأت لي ولا تعرفني

قد لا نلتقي أبدا ولكنّنا أصدقاء

إذا راقتك أبياتي

ماذا يهمّ، أن تكون لي

أو لغيري

أو ليست لأحد .

القصيدة التي أنت بصدد قراءتها

هي قصيدتك

تكتبها عند قراءتك لها .

*شاعر برتغالي (1888-1935)

*شاعر إسباني نوبل في الآداب1956،(1881-1958)

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى