صفحات الحوار

عبدالجبار العكيدي: تحوُّل كبير لصالح الجيش السوري الحر

مـايـكـل ويـس

الكولونيل عبدالجبار العكيدي هو أحد القادة الأكثر شهرة في “الجيش السوري الحر”. بعد ان كان سابقاً على رأس لواء “عمرو بن العاص” في حلب، هو الآن يسيطر على “المجلس العسكري” في المحافظة، وهو منصّة ساعد من خلاله على توحيد فصائل متباعدة تابعة لـ”الجيش الحر” في الشمال.

والأكثر أهمية أن العكيدي عضو في لجنة السلاح التابعة لـ”القيادة العسكرية العليا”، وهي اتحاد منظمات – بمثابة آلية سياسية بقدر ما هي مجلس تنسيق عسكري – تدعمه الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى كاتحاد ثوري ذي مصداقية.

بيد أن نجاح العكيدي أتى مصحوباً بإشكالية. في الأسابيع الأخيرة، وفيما حضور “الدولة الاسلامية في العراق والشام” المرتبطة بـ”القاعدة” يزداد في شمال سوريا، أرخى سماح “الجيش الحر” لعناصره بالتعاون المفتوح مع عناصر من المتطرفين السلفيين والجهاديين، بظلال الشك حول الخطط الغربية لتسليح المعارضة. وبالرغم من ان معظم المحللين يتفقون على ان هذا التعاون مبنيّ على البراغماتية في ساحة المعركة وليس الايديولوجيا، إلا أنه يطرح تحدّياً جدّياً حيال بناء جيش سوري متماسك وجدير بالثقة منافس لجيش بشار الأسد.

اتصل “NOW” بالعقيد العكيدي في 15 آب عبر “سكايب” لمناقشة آخر انتصارات الثوار في الشمال ولسماع رأيه حول مستقبل النزاع في سوريا.

س: كيف هي الأمور في حلب الآن؟

ج: هناك تحول كبير في النفوذ لصالح “الجيش السوري الحر” على عديد من الجبهات، والجبهة الشمالية، والجبهة الغربية، ومطار منّغ الجوي الذي وقع أخيراً تحت سيطرة الثوار. وبالفعل، أيضاً في جنوب حلب، حيث تم قطع المؤن عن النظام – في خان العسل، حاول النظام ارسال الدعم لقواته، لكن تمّ إيقاف هذا الدعم. كما أننا أوقفنا نقل الأسلحة وحققنا تقدماً في صلاح الدين والراشدين.

س: كيف تسير الجهود لناحية إنشاء أو السيطرة على أجهزة حكومية مدنية، من المحاكم الى المرافق الطبية، وصولاً الى شبكات توزيع الطعام؟ وكم من تلك الموجودة على الأرض تُدار من قبل “الجيش الحر”؟

ج: نحن داعمون جداً للسلطات المدنية. لقد رأيتَ رحلاتي مع يحيى نعناع، رئيس المجلس المحلي في حلب. نحن ننسّق بشكل كامل؛ نوفّر لهم الدعم الكامل والحماية. ونتطلع، بعد سقوط النظام، الى تسليمهم السلطة المحلية لكي يعملوا على حفظ الأمن وتشكيل قوى الشرطة وتوزيع مساعدات الاغاثة الانسانية.

س: بعد أن سيطرتم على خان العسل، هل ستسمح قواتكم لمفتشي الأسلحة الكيميائية التابعين للأمم المتحدة بزيارة هذا الموقع حيث يُزعم ان النظام استعمل أسلحة كيميائية في شباط من هذا العام؟

ج: طبعاً. نحن نرحب بمفتشي الأمم المتحدة في المناطق التي استُهدفت بالأسلحة الكيميائية. نريد ان تصل الحقيقة الى العالم. ليس لدينا ما نخبئه، ونرحب بأي خطوة تكشف الحقيقة. إلا أنه مضى وقت طويل على حصول الهجوم الكيميائي. نشكّ في ان يتمكنوا من العثور على مزيد من الأدلة، لكننا نرحب بهم في اي وقت.

س: تمّ تصويرك مع “أبو جندل”، أمير “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، وذلك بعد سقوط مطار منّغ، ما أقلق الكثير في الغرب بأن “الجيش الحر” يتعاون مع “القاعدة” في حلب. لماذا ظهرتَ معه، وأي دور لعبتْ “القاعدة” في الاستيلاء على المطار؟

ج: في هذه العملية تحديداً، أخذت هذه المجموعة زمام المبادرة في الاستيلاء على المطار. هذه المجموعة هي واقع على الأرض.

س: لكن سيادة العقيد، ما هي العلاقة بين “الجيش الحر” و”القاعدة” في الشمال؟ ألا ترى مواجهة مستقبلية بين الثوار المعتدلين والجهاديين الساعين الى إنشاء إمارة إسلامية في سوريا؟

ج: الصراع الرئيسي الآن هو مع النظام. بمجرد سقوط النظام، سيسيطر الشعب السوري على البلاد. هذا شعب عظيم وحرّ وقوي، ولن يسمح لأي أحد بالسيطرة على بلده. هو الوحيد القادر على تقرير شكل الحكومة الجديدة.

س: لكن العديد من هؤلاء المقاتلين ليسوا سوريين. هم مجاهدون أجانب دخلوا الى سوريا ولا يكترثون بالمصلحة العليا لسوريا. ألا ترى أنهم يشكلون تهديداً في الأمد الطويل لأي محاولة لبناء سوريا حرة بعد سقوط الأسد؟

ج: حالياً، المشكلة الرئيسية للشعب السوري هي النظام وحلفاؤه من الميليشيات الايرانية وميليشيا “حزب الله”. عندما تُهزم هذه القوى، فإن الوحيد الذي سيقرر مستقبل سوريا هو الشعب السوري. لن نسمح بأي تدخل أجنبي أو بفرضهم آرائهم أو إرادتهم على الشعب السوري. إنها إرادة الشعب السوري فقط.

س: لنتحدث عمّا يحدث في المناطق الكردية، في أماكن مثل راس العين وتل أبيض. القتال بين الثوار و”وحدات حماية الشعب الكردي” (الذراع الرسمية المسلحة لـ”الهيئة الكردية العليا”) شمل، ليس فقط مقاتلين من “القاعدة”، بل ايضاً كتائب لـ”الجيش الحر”، بينها “لواء التوحيد”، أكبر كتيبة للجيش في حلب. الى أين برأيك يذهب هذا “الصراع ضمن الصراع”؟ هل هناك محاولات لحلّه سلمياً؟

ج: أودّ التوضيح أولاً أن المشكلة ليست مع “لواء التوحيد”، بل مع “الجيش الحر” ككل. هذه المشكلة تسبّبَ بها “حزب العمال الكردستاني” و”الاتحاد الديمقراطي الكردستاني” ضد “الجيش الحر”. ليس لدينا اي مشكلة مع الشعب الكردي. لدينا مقاتلون وفصائل كردية تقاتل الى جانب “الجيش الحر”. مع ذلك، فإن هذا الصراع فُرض علينا ويجب التعامل معه على الارض. نأمل أن نستطيع حلّه سلمياً، وأن لا نراه يتفاقم. لكن علينا التعامل معه. “حزب العمال الكردستاني” والاتحاد الديمقراطي” هما امتداد لميليشيات النظام ويقاتلون باسمها.

س: “لواء التوحيد” هو جزء من “القيادة العسكرية العليا” التي أنت عضو فيها، ولكن هناك قدر كبير من الضبابية حول مدى سيطرة القيادة على فصيلكم أو الفصائل الأخرى في “الجيش الحر”. هل بإمكانك تحديد العلاقة لي؟ إذا أعطت القيادة تعليمات، هل تنفَّذ على الأرض؟

ج: نحن، في المجالس العسكرية في انحاء سوريا، نتبع تعليمات مكتب رئيس الاركان (يرأسه سليم ادريس). هذه هي التراتبية التي نتبعها.

س: هل تصل أي أسلحة جديدة لكم من خارج سوريا؟

ج: لم نتلقَّ اي أسلحة على الاطلاق. وبالتالي فإن الوضع لا يزال هو نفسه.

موقع لبنان ناو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى