أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 25 كانون الثاني 2014

الوفدان السوريان «وجهاً لوجه» على قاعدة «جنيف 1»

جنيف – إبراهيم حميدي؛ دافوس – راغدة درغام

أعلن المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي بعد لقائه رئيسي وفد الحكومة السورية وليد المعلم و «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا في شكل منفرد في جنيف أمس، أن الوفدين سيلتقيان وجهاً لوجه في غرفة واحدة في مقر الأمم المتحدة صباح اليوم، على قاعدة بيان «جنيف 1» الذي تضمن تشكيل هيئة حكم انتقالية.

وكان مقرراً أن يحضر الوفدان السوريان في الحادية عشرة من صباح أمس إلى غرفة واحدة في مقر الأمم المتحدة ليجلس كل منهما إلى طاولة، لكن ذلك لم يحصل.

وذُكر أن عضواً في وفد الإبراهيمي أبلغ الوفد السوري أن ذلك لم يحصل، فجرت اتصالات أسفرت عن عقد المبعوث الدولي – العربي لقاء مع الوفد الحكومي برئاسة المعلم وآخر مع «الائتلاف» برئاسة الجربا.

وتبادل الجانبان السوريان توجيه الاتهامات في شأن المسؤولية عن عدم حصول اللقاء الثلاثي، إذ إن «الائتلاف» أكد على وجوب قبول الوفد الحكومي جدول أعمال يتضمن التفاوض على تشكيل هيئة الحكم الانتقالية وقبوله بيان جنيف الأول. في حين، اتهم الوفد الحكومي المعارضة برفض الحضور إلى الاجتماع الثلاثي.

وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أمس إن المعلم لوح بالانسحاب من جنيف إذا لم يترأس الجربا وفد المعارضة، مشيرة إلى أنه (الجربا) أبلغ الإبراهيمي أن «الائتلاف» عيّن وفده المفاوض برئاسة القيادي هادي البحرة وعضوية ثمانية آخرين وخبراء بينهم عضو قيادي في «الجيش الحر».

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي في جنيف مساء أمس، إن «المحادثات التي أجريتها مع الجانبين كانت مشجعة»، و «أنها ستستند إلى بيان جنيف الصادر عام 2012 الذي دعا الجانبين إلى الاتفاق على تشكيل إدارة انتقالية».

وأضاف: «أعتقد أن الجانبين يدركان ذلك جيداً ويقبلان به»، مستبعداً «أي احتمال لمغادرة الوفدين. الطرفان سيكونان هنا غداً، وسيجتمعان. لا أحد سيغادر السبت (اليوم) ولا الأحد».

وقال المبعوث الدولي – العربي: «اجتمعت مع وفدي المعارضة والحكومة بشكل منفصل أمس واليوم. وتم الاتفاق على الاجتماع غداً (اليوم) في قاعة واحدة». وكان يفترض أن تبدأ المفاوضات الجمعة باجتماع صباحي في غرفة واحدة لا يتبادل خلاله الوفدان الكلام، بل يستمعان إلى كلمة من الإبراهيمي، على أن ينفصلا بعد ذلك، ويجلس كل منهما في غرفة، ويتنقل الإبراهيمي بينهما. إلا أن الأمم المتحدة أعلنت قبل ساعة من موعد الاجتماع تغيير البرنامج. واجتمع الموفد الخاص مع كل من الوفدين على حدة.

وقالت المعارضة إنها لن تجلس في قاعة واحدة مع النظام إذا لم يعترف ببيان «جنيف 1» الذي ينص على تشكيل حكومة بصلاحيات كاملة من ممثلين عن النظام والمعارضة تتولى المرحلة الانتقالية. وأبلغ المعلم الإبراهيمي أنه «قد يضطر إلى مغادرة جنيف» إذا لم تتسم المفاوضات بالجدية السبت، معتبراً أن «الطرف الآخر غير جاهز».

وقال الإبراهيمي إن «لا شروط مسبقة» في المفاوضات، وإن «المفروض أن جنيف-1 هو الأساس، ونحن نسير على هذا الأساس».

وكان وفد النظام ندد بـ «الشروط المسبقة» التي يفرضها وفد المعارضة، بينما اعتبر وفد المعارضة أن القبول بـ «جنيف-1» ليس شرطاً، بل هو منطلق المفاوضات.

وكانت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الأطراف الدولية والجانبين السوريين، تضمنت الاستناد إلى بيان جنيف الأول وتشكيل هيئة الحكم. لكن خطاب المعلم في افتتاح المؤتمر لم يتطرق إلى ذلك. وأوضح مسؤول عربي لـ «الحياة» أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضغط على المعلم لإعلان تأييده بيان جنيف الأول، لافتاً إلى أن المسؤولين السوريين أعلنوا بعد ذلك أكثر من موقف يتضمن تأييد بيان جنيف الأول، لكن كـ «سلة واحدة» تشمل وقف العنف.

وقالت مصادر عربية «إن الإبراهيمي أعد ورقة عمل تتضمن إجراءات لبناء الثقة، وإنه ينوي إقناع الطرفين بالبدء بالتفاوض على هدنة وإدخال مساعدات إنسانية إلى حمص في وسط البلاد، على أن تبدأ المفاوضات حول تشكيل هيئة الحكم الانتقالية منتصف الأسبوع المقبل بالحديث حول المؤسسات الواجب الحفاظ عليها في الدولة السورية».

وأضافت أن الإبراهيمي يطرح «حلاً وسطاً» بين موقفي الحكومة والمعارضة يقوم على «التوازي بين المسارين: مسار إجراءات بناء الثقة ومسار تشكيل هيئة الحكم الانتقالية»، على أن تستمر الجولة الأولى من المفاوضات إلى الجمعة المقبل.

وتعقد «النواة الصلبة» في «مجموعة أصدقاء سورية» اجتماعاً يومياً في جنيف لتنسيق مواقفها، إضافة إلى استمرار التشاور مع «الائتلاف» خلال العملية التفاوضية.

وعُلم أن أياً من المسؤولين الروس لم يعد موجوداً في جنيف، وأن مسؤولي الملف السوري في الخارجية الروسية سافروا مع لافروف إلى موسكو قبل يومين، ما أدى إلى قلق الدول الغربية من عدم ممارسة الجانب الروسي الضغوطات الكافية على الوفد الحكومي السوري لإظهار الجدية في العملية التفاوضية.

وفي دافوس، شن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لليوم الثالث على التوالي، حملة على الرئيس السوري بشار الأسد شخصياً وليس على النظام السوري ككل. وقال: «لم يعد ممكناً للأسد استعادة الشرعية أو أن يكون جزءاً من مستقبل سورية، بسبب جرائمه بحق الشعب السوري». وشدد على أن «المعارضة لن تتوقف عن القتال طالما بقي لأسد في السلطة» وأنها «لن توافق أبداً على أن يبقى الأسد» وأن الموافقة المتبادلة على تشكيل الحكومة الانتقالية بموجب بيان جنيف 1 «لا تعني أن المعارضة ستقبل ببقاء الأسد في السلطة».

واعتبر كيري أن الأسد «أصبح بما لا يقاس أكبر مغناطيس جاذب للإرهاب في العالم»، ونفى ما قال إنه «أسطورة تراجع الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط»، مشدداً على أن بلاده «ستدافع عن الشركاء والأصدقاء كما تتطلب الضرورة»، وأنها «لن تتسامح مع حصول إيران على السلاح النووي». وركز كيري على «الصداقة التي تربط الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية»، مشيراً إلى التعاون والإطار الأمنيين في المنطقة.

وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، إن «مؤتمر مونترو هو إقرار دولي بعملية سياسية لأجل سورية».

وفي دافوس أيضاً (رويترز)، هاجم الأمير تركي الفيصل الولايات المتحدة بسبب سياستها تجاه سورية ودعا إلى إصدار قرار من الأمم المتحدة لإخراج «الميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية من سورية».

وقال الفيصل إن العالم أصيب بخيبة أمل بسبب تشوش السياسة الخارجية الأميركية. وذكر الأمير تركي أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إنه يريد من الأميركيين التوجه إلى مجلس الأمن واستصدار قرار بنشر قوات لوقف القتال في سورية، وإذا تعذر ذلك فعلى الأقل يتعين إقامة ممر إنساني حتى لا يموت الناس جوعاً.

وقال الأمير تركي إن السياسة الأميركية غير واضحة تجاه القضية السورية وغيرها من القضايا، وإن الأفعال بالطبع ليست واضحة أيضاً. وأضاف أن ذلك يثير قلق حلفاء الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الأمر لا يتعلق بإيران وسورية فقط بل بالتشوش في السياسة الأميركية بوجه عام.

وفي دافوس قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إنه اجتمع مع الأمير تركي الفيصل في وقت سابق أمس الجمعة، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

ورداً على سؤال عما إذا كان يتعين على الأسد الرحيل، قال ظريف إن هذا قرار يجب أن يتخذه السوريون.

«إسكوا»: سورية خسرت 37 عاماً من التنمية

بيروت – «الحياة»

خسرت سورية «37 عاماً من التنمية» بسبب الحرب الدائرة فيها، و «مع كل سنة تستمر فيها الأزمة تتراجع سورية ثماني سنوات إلى الخلف في المؤشرات الاقتصادية والتنموية». ويعني «كل يوم إضافي في هذه الأزمة خسارة 109 ملايين دولار من الناتج المحلي، فضلاً عن التسرب المدرسي البالغ 38 في المئة ووصول البطالة إلى 42 في المئة».

هذه الأرقام أُعلنت في ندوة نظمتها «إسكوا» في بيت الأمم المتحدة في بيروت لمناقشة تقرير «الحالة والتوقعات الاقتصادية في العالم» لهذه السنة، الذي أطلقته الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، وعرض خلالها كبير الاقتصاديين رئيس إدارة التنمية الاقتصادية والعولمة في «إسكوا» عبدالله الدردري، هذا التقرير معلناً أنّ الأزمة السورية «ولّدت أزمة لاجئين في الدول المحيطة بها وتحديداً الأردن ولبنان». وكشف أن اليد العاملة السورية الوافدة إلى لبنان «رفعت مستوى البطالة، خصوصاً أن غالبيتها تنتمي إلى فئة الشباب، التي تسجل أساساً ارتفاعاً في معدلات البطالة أكثر من غيرها من الفئات في لبنان». لكن في المقابل، رأى أن هذا العامل «تسبب بزيادة النمو لأنه يؤمن يد عاملة بكلفة أقل من تلك الوطنية».

وتحدث الدردري عن الاقتصاد العالمي، الذي «يظهر علامات تحسّن، كما في اليابان والولايات المتحدة، فيما تنتهي فترة الركود في منطقة اليورو وتستمر الصين والهند بالنمو». لكن أكد أن هذا الاقتصاد «لا يزال هشاً لجهة ضعف استحداث الوظائف والترقب السائد، بسبب تغيير السياسة المالية في الولايات المتحدة وغيرها من العوامل».

تنسيق السياسات

وشدد على ضرورة «تعزيز التنسيق في السياسات الدولية للتعافي في شكل كبير وقوي، خصوصاً في مجال استحداث الوظائف». ولفت الدردري في مناقشته التقرير، إلى أن منطقة الخليج وعلى رغم مساحات التطور الكبيرة التي تشهدها «لا تزال اقتصاداتها تستند إلى الثروة النفطية في شكل أساس، ما يمكن أن يؤثر عليها سلباً في حال حصول تقلبات في أسعار النفط». وأشار إلى أن «معدلات نمو الناتج المحلي في المنطقة ارتفعت نتيجة الزيادة في أسعار النفط والتحسن الاقتصادي في بلدان الخليج».

وأوضح أن التقرير «يتوقع ارتفاع نمو الناتج المحلي في الأردن من 3.2 إلى 3.9 في المئة خلال العام الحالي، وفي لبنان من 1.3 عام 2013 إلى 2.4 في المئة هذه السنة». وعلى رغم هذه التوقعات الإيجابية، لم يغفل الدردري ضرورة «النظر إلى هذه الأرقام بحذر في ضوء ازدياد عدد المقيمين بنسبة 15 في المئة في الأردن و25 في المئة في لبنان».

وفي ضوء الوضع الاقتصادي والإنمائي في المنطقة، أعلن الدردري أن التوترات الجيوسياسية «ستظل تتمحور حول الوضع في سورية، ما يستمر في التأثير سلباً على دول الجوار».

وتطرّقت مستشارة «إسكوا» للشؤون الاقتصادية ساندرا سنو صغير، إلى نتائج اجتماع عقده خبراء سوريون خلال هذا الشهر، وناقشوا المراحل التي وصل إليها الأداء الاقتصادي وتدهور الأمن الإنساني والفقر والبطالة والصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والمؤسسات وتدمير الأصول المنتجة.

واستناداً إلى الدراسات والتقديرات التي أعدّتها مجموعات العمل، فإن سورية «خسرت 37 عاماً من التنمية وتراجع تصنيفها في كل المؤشرات التنموية لتحتل المركز قبل الأخير عربياً». وأشارت إلى أن «كل يوم إضافي في هذه الأزمة يعني خسارة 109 ملايين دولار من الناتج المحلي».

وأكدت أن «التمييز بين إعادة تشييد البنية التحتية وبناء المجتمع والمؤسسات لم يعد متاحاً، مع تسرب نسبة 38 في المئة من الطلاب من التعليم، ووصول البطالة إلى 42 في المئة».

وكشفت التقديرات الأخيرة عن أن استمرار هذه الأزمة «يعني موت ستة آلاف شخص شهرياً، وخسارة سورية عشرة ملايين ليرة سورية كل دقيقة، وتهجير 300 شخص من بيوتهم كل ساعة، وتحوّل 9 آلاف شخص إلى تحت خط الفقر الأدنى، وفقدان 2500 شخص القدرة على تأمين قوتهم يومياً، وخسارة 10 آلاف شخص عملهم أسبوعياً».

المرصد السوري: غارات جوية على ريف دمشق وحلب

بيروت – أ ف ب

قصف الطيران الحربي السوري مناطق في ريف دمشق وحلب شمال البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بريد إلكتروني، إن “الطيران الحربي نفذ غارة جوية على جرود بلدة تلفيتا شمال دمشق، فيما استهدف الطيران المروحي مدينة داريا، مستخدماً البراميل المتفجرة المحشوة بمادة تي أن تي، والتي تلقى من الطائرات من دون نظام توجيه دقيق”.

وأشار المرصد إلى أن “الطيران قصف كذلك أحياء هنانو وقاضي عسكر والصالحين والميسر في مدينة حلب”.

في غضون ذلك، تواصلت المعارك بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في مناطق عدة من سورية، منها درعا وإدلب. كما دارت اشتباكات على أطراف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، في جنوب دمشق.

وفي مدينة الرقة، التي تتفرد “الدولة الإسلامية في العراق والشام” المرتبطة بالقاعدة بالسيطرة عليها، ذكر المرصد أن هذا التنظيم الجهادي “اعتقل رجلاً في المدينة لأنه كان يمشي وزوجته، من دون ان تضع زوجته النقاب”.

وكانت “الدولة الإسلامية” أصدرت، في وقت سابق هذا الأسبوع، سلسلة من “القوانين” التي تمنع النساء من التجول من دون نقاب. كما منعت تدخين السجائر والنراجيل، أو عزف الموسيقى، وأرغمت السكان على أداء صلاة الجمعة في المساجد.

جنيف 2 مفاوضات ثلاثية في قاعة واحدة اليوم / البحث في هدنة إنسانية لمناطق محاصرة في حمص

جنيف – موسى عاصي

سياسة النفس الطويل التي يتميز بها الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي وضغوط المرجعيات الدولية على كلا الطرفين السوريين، أثمرت أخيراً جمع وفد المعارضة ووفد السلطة السوريين في قاعة واحدة للانطلاق في مفاوضات ثلاثية يديرها الابرهيمي اعتباراً من العاشرة صباح اليوم وتستمر حتى غد على اقل تقدير. والاتفاق حول هذا الشكل من المفاوضات يقضي بأن لا تجري أي مصافحة بين الطرفين وأن لا يوجه اي طرف الكلام الى الطرف الآخر مباشرة بل أن يتم ذلك عبر فريق الامم المتحدة.

وتخلّى الابراهيمي الذي أدار مفاوضات مكوكية طوال النهار، عن احباطٍ رافقه يومين توالياً واجه خلالهما تهديدات بالانسحاب من المفاوضات مصدرها الطرفان، تارة بسبب أولويات بدء المفاوضات لوفد المعارضة وطوراً بسبب رفض الائتلاف الجلوس الى طاولة مفاوضات واحدة مع وفد النظام.

وأعلن الممثل الخاص المشترك في مؤتمر صحافي بعد لقاءين مع الوفدين أن أحداً لم يكن يتوقع أن تكون المفاوضات بين الطرفين سهلة “فهي عملية شاقة ومعقدة”، موضحاً أن المفاوضات ستبدأ على أساس تطبيق بيان جنيف 1 “الذي صادق عليه مجلس الامن بالقرار 2118”.

وعلمت “النهار” من مصدر ديبلوماسي في جنيف، أن التوصل الى نتيجة التفاوض في قاعة واحدة جاء بعد ضغوط كبيرة مارستها كل من روسيا والولايات المتحدة على الطرفين السوريين، فالراعيان لفريقي الصراع لم يبتعدا عن مقر الامم المتحدة، وبطلب من الابرهيمي تدخلت الولايات المتحدة بشخص السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد لدى الائتلاف السوري من أجل “حضه على التخلي” عن الشرط المسبق الذي نادى به طوال اليومين الأخيرين، أي توقيع النظام بيان جنيف 1 قبل انتقال المفاوضات من القاعتين المنفصلتين الى قاعة واحدة. ومن الجهة المقابلة تدخل الفريق الروسي لدى وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي هدد صباحاً بالانسحاب من المفاوضات في حال اصرار الفريق الآخر على شرط التوقيع المسبق لأي مفاوضات مباشرة.

ورأت اوساط الائتلاف بعد المؤتمر الصحافي للابرهيمي ايجابية عالية في ما تم التوصل اليه وقالت لـ”النهار”: “إن ما حصل يعتبر اتفاقاً أولاً مع السلطة حتى ولو كان على مسألة الجلوس حول طاولة في قاعة مفاوضات”. وعما اذا كانت المعارضة قد تخلت عن مطلبها تطبيق جنيف 1 من خلال نقل مباشر للسلطة الى الهيئة الانتقالية، نفت أوساط الائتلاف ذلك، وأكدت ان المفاوضات التي أدت الى اتفاق على الجلوس مع النظام في قاعة واحدة لم تتناول من قريب أو من بعيد أي بند له علاقة بالمضمون السياسي للمفاوضات، “انما كان هدفها التوصل الى اتفاق على شكل عملية التفاوض فقط”.

وفي حين أكد الابرهيمي أن الأمم المتحدة والدول الراعية ستعمل على تطبيق جنيف 1، كرر “أن لا شروط مسبقة للمفاوضات”، ولم يطرح قراءته للبيان المشار اليه وسبل تطبيقه، خصوصاً أن لكل طرف قراءته الخاصة والمختلفة تماماً عن قراءة الآخر.

وانتشر كل من وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان في وقت واحد في حديقة الامم المتحدة حيث عشرات شاحنات النقل المباشر لشبكات التلفزيون. وفي تصريحات متطابقة للمسؤولين الثلاثة، رأوا أن جنيف 1 يبدأ بوقف الإرهاب، والأولوية لأي مفاوضات هي القضاء على الإرهاب، أما الحديث عن تسليم رئيس الجمهورية السلطة فهو “وهم ومجرد حلم”، وأن المطالبة برحيل الاسد هو “تطاول على موقع الرئاسة والدستور السوري”، على حد تعبير الزعبي.

كذلك نفذ الائتلاف انتشاراً اعلاميا مماثلاً بعد الظهر في المكان عينه. وصرح الناطق باسم “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” لؤي صافي لـ”النهار” بأن البيان واضح وهو يؤكد انتقال السلطة كاملة الى هيئة انتقالية لها صلاحيات على كافة مؤسسات الدولة كالجيش والأمن والمخابرات وغيرها. وتحدث عن امكان البدء بوقف النار وفتح المعابر الى المناطق المحاصرة “بحسب ما ينص عليه جنيف 1، على ان يتوازى ذلك مع التفاوض في شأن نقل السلطة”.

ويبدو أن المفاوضات التي ستنطلق اليوم لن تتناول معاناة الشعب السوري مباشرة، وخصوصاً قضايا النازحين في الداخل والخارج والمحاصرين، فالمعارضة تعتبر أن هذه المسائل ليست من اختصاص عملية التفاوض “المحصورة في الشأن السياسي والتوصل الى اتفاق حول تطبيق جنيف 1”. وأكدت اوساط رفيعة المستوى في الائتلاف أن ايجاد حلول سريعة لمعاناة المحاصرين واللاجئين هي من مسؤوليات المجتمع الدولي “الواجب عليه الضغط على النظام السوري بكل الوسائل من أجل اجباره على رفع الحصار عن المناطق المحاصرة وإدخال المساعدات العاجلة”.

كيري

وبالتوازي مع تطورات جنيف، كرر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه لا يمكن الرئيس السوري بشار الأسد أن يكون له دور في العملية الانتقالية في سوريا، وأن أي حكومة انتقالية لن تشمله.

وأضاف أن الأسد يجب أن يتنحى لتحقيق السلم في سوريا، حيث أنه يواصل قتل السوريين ويجذب الإرهابيين الى المنطقة، مشدداً على أنه لا بد من تنحي النظام لبناء سوريا جديدة.

ظريف

الى ذلك، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المقاتلين الأجانب كافة إلى الانسحاب من سوريا. وقال في ندوة حول الشرق الأوسط نظمتها قناة “العربية” التي تتخذ دبي مقراً لها على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: “يمكنني أن أدعو القوات الأجنبية كافة للانسحاب وتمكين الشعب السوري من تقرير مصيره”، رافضاً أن يحدد “حزب الله” بشكل خاص. وقال إن بلاده لم ترسل أحدا إلى سوريا وان “حزب الله” اتخذ قراره بنفسه.

المرصد السوري يؤكّد وفاة 63 شخصاً جوعاً بسبب حصار اليرموك واشنطن تتحدث عن صور تكشف حالات تعذيب معتقلين لدى النظام

(و ص ف، ي ب أ)

قضى 63 شخصاً على الاقل بسبب الجوع ونقص المواد الطبية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، والذي تحاصره القوات النظامية منذ اشهر، استناداً الى “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له.

قال المرصد في بريد الكتروني: “ارتفع إلى 63 عدد المواطنين الذين فارقوا الحياة من جراء سوء الأوضاع الصحية والمعيشية والنقص الحاد في الأغذية والأدوية في مخيم اليرموك، نتيجة للحصار الذي فرضته القوات النظامية وعناصر الجبهة الشعبية – القيادة العامة (وهي تنظيم فلسطيني موال لدمشق) على المخيم منذ نحو 200 يوم”. واوضح ان 61 شخصاً قضوا خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة في المخيم من جراء تدهور الاوضاع الانسانية والارتفاع الكبير في اسعار المواد الغذائية الاساسية النادرة الوجود اساسا.

ودخلت قافلة من المساعدات الانسانية المخيم، الذي يسيطر مقاتلو المعارضة على غالبيته، الاسبوع الماضي، للمرة الاولى منذ اربعة اشهر.

وحذرت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي في وقت سابق من ان منع المساعدات عن المدنيين المحتاجين يرقى الى مستوى “جريمة حرب”.

وتفرض القوات النظامية حصارا على مناطق اخرى في سوريا تسيطر عليها المعارضة المسلحة، وخصوصاً احياء وسط مدينة حمص.

وفي مسعى لتسليط الضوء على الاوضاع الصعبة في ثالثة كبرى مدن سوريا، اطلق ناشطون في حمص هذا الاسبوع حملة تقوم على نشر لافتات صغيرة صفراء، كتبت فيها عبارات تصور وضع الاحياء المحاصرة.

واظهرت صور وزعها الناشط يزن الحمصي بعضاً من هذه اللافتات، منها “300 طفل من دون تعليم منذ عامين”. وحمل شاب في المدينة لافتة كتب فيها “100 حالة بحاجة لعمليات جراحية مستعجلة”.

وتعاني الغوطة الشرقية قرب دمشق ظروفاً معيشية مماثلة، كما يقول الناشط طارق الدمشقي.

في غضون ذلك، تواصلت اعمال العنف في مناطق واسعة من سوريا، وتعرضت مناطق في الغوطة الشرقية لقصف من النظام، تزامنا مع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة من جهة، والقوات النظامية تدعمها عناصر من “حزب الله” و”لواء ابو الفضل العباس” المكون في غالبيته من مقاتلين عراقيين شيعة، استناداً الى المرصد.

صور التعذيب

وافادت وزارة الخارجية الاميركية ان الحكومة الاميركية اطلعت منذ تشرين الثاني الماضي على مئات الصور التي تكشف حالات تعذيب وقتل معتقلين لدى النظام السوري.

لكن ادارة الرئيس باراك اوباما عارضت نشر التقرير الذي يتحدث عن عمليات تعذيب وقتل 11 الف معتقل من أجل حماية مصدرها ولتتأكد من صحة هذه الوثائق، كما قالت مساعدة الناطقة باسم وزارة الخارجية ماري هارف.

وفي نهاية المطاف نشر التقرير الاثنين بعدما جمعت شركة بريطانية، وبطلب من قطر التي تدعم مسلحي المعارضة، عناصره.

ونشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية وشبكة التلفزيون الاميركية “سي ان ان” التقرير استناداً الى الشهادة والى صور قدمها مصدر لم تكشف هويته.

ويرتكز التقرير على شهادة مصور قال انه فر من الشرطة العسكرية السورية حيث كان يعمل، وفي حوزته ذاكرة تحتوي على نحو 55 الف صورة لـ11 الف قتيل في السجون السورية بين آذار 2011 وآب 2013.

وقالت هارف: “علمنا بوجود هذه الكمية من الصور في تشرين الثاني وعرضت علينا نحن حكومة الولايات المتحدة نماذج من هذه الصور… ولكن من اجل سلامة المصدر الذي نقل الينا هذه الصور وعائلته لم ننشرها في تلك الفترة”.

ويظهر في الصور معتقلون يعانون اصابات خطيرة.

وقد ايدت الحكومة الاميركية المعارضة في الدعوة الى تحقيق دولي في هذه القضية. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان هذه الصور “تثير تساؤلات تتطلب اجوبة”.

وعلقت ماري هارف: “اعربنا عن اسفنا لهذه الصور وعملنا للتأكد من صحتها وهي مطابقة تماماً لكل ما شهدناه من نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد”. واكدت أيضاً ان الولايات المتحدة “ليس لها اي سبب للاعتقاد ان هذه الصور غير صحيحة… ولكن ابعد من هذه الصور… نملك الكثير من الادلة على ان نظام الاسد استخدم العنف ضد شعبه بما في ذلك في السجون… وارتكب جرائم حرب”.

مقتل سعودي

واورد موقع “سايت” الذي يتابع مواقع الاسلاميين على الانترنت أن مقاتلاً سعودياً يشتبه في انتمائه الى تنظيم “القاعدة” وتطلب السلطات السعودية القبض عليه قتل في سوريا. ونقل عن رسائل الكترونية نشرها اسلاميون في 18 كانون الثاني أن السعودي عبد الله سليمان صالح الضباح الذي يعرف باسم أبو علي القاسمي قتل في بلدة الباب بمحافظة حلب بصاروخ أطلقته طائرة “ميغ”.

وقاتل القاسمي في باكستان وأفغانستان قبل أن يتوجه إلى سوريا.

وأدرجت الداخلية السعودية اسم الضباح على قائمة تضم 47 مطلوباً ونشرها موقعها على الانترنت.

نظام شينغن

ويستغل الشبان الاوروبيون الساعون الى القتال في سوريا ثغرات في نظام شنغن الاوروبي للحدود المشتركة، مما يجعل هؤلاء الشبان الذين ليس لهم تاريخ اجرامي والمجهولين لدى الشرطة، خطراً سيدفع الاتحاد الاوروبي الى مراجعة نظامه.

وصرح مدير جهاز مكافحة الارهاب في الاتحاد الاوروبي جيل دو كيرشوف: “تم تصميم جميع ادوات الرقابة على الحدود الخارجية لرصد الاجانب، وليس الاوروبيين”، وذلك في لقاء على هامش اجتماع لوزراء الداخلية الاوروبيين في اثينا. واقر بان انخراط شباب اوروبيين في حركات جهادية وخصوصاً “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، وهي احدى الجماعات “الاكثر تشدداً”، بات مثار قلق كبير لدى الاوروبيين.

وتوجه اكثر من الفي شاب اوروبي الى سوريا او هم ينوون ذلك، بناء على المعلومات التي جمعتها الدول الاعضاء. وجاء هؤلاء من فرنسا وبلجيكا والمانيا وهولندا وبريطانيا واسوج والدانمارك واسبانيا وايطاليا، كما قال دو كيرشوف. وهم يحملون جنسية اوروبية واحدة او جنسيتين.

خلافات “الائتلاف” تؤجل اللقاء “المباشر” مع الوفد السوري إلى اليوم

“جنيف 2” بين هدنة حمص وتبديد التباس “جنيف 1”

محمد بلوط

صفارة انطلاق وهمية لرحلة المفاوضات السورية الشاقة. لم يتحرك المفاوضون كما كان مقرراً، ولم تفتح القاعات، ولم ترتب الكراسي والطاولات في مواقعها المحددة.

وبعد يوم طويل من الانتظار، يختبر المفاوضون السوريون احتمالات التفاوض اليوم، ولكن في قاعة واحدة، وهذا خبر جيد للمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي الذي لن يضطر، إذا ما عادت الأمور إلى نصابها، إلى السفر مشياً بين قاعات قصر الأمم المتحدة لمخاطبة الوفدين المنفصلين.

هاتف صباحي من ممثل الإبراهيمي في دمشق مختار لماني إلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أوقف الاستعدادات السورية للتوجه نحو الموعد التفاوضي الأول في قصر الأمم المتحدة في جنيف. مدير مكتب الأمم المتحدة في دمشق مختار لماني، اعلم المفاوض الأول السوري أن الفريق “الائتلافي” الآخر ليس جاهزاً بعد للدخول إلى الاجتماع المشترك.

الجولة الأولى التي جرى الاستعداد لها، وأعدّت لها القاعات المنفصلة، والخطاب الترحيبي الموجز للإبراهيمي، سقطت كلها دفعة واحدة، بعد ليل من الخلافات داخل الوفد “الائتلافي” المعارض حول رئاسة الوفد التي لم تحسم لهيثم المالح، رغم ترشيحه إليه في البداية، ولا حول التوجهات النهائية في وفد كان يتمسك بشرط تعجيزي، يفرض على النظام السوري تسليم السلطة قبل الدخول بالمفاوضات، عبر المطالبة بنقل الصلاحيات الرئاسية إلى هيئة حاكمة انتقالية، يفترض “الائتلافيون” أنهم سيقودونها فوراً، بمجرد أن يوقع الوفد السوري المفاوض على وثيقة بيان “جنيف 1”.

وقال المعلم لمهاتفه الديبلوماسي الصباحي إنه رغم غياب “الائتلافيين” سيأتي إلى الموعد كما هو مقرر مع الإبراهيمي. الوسيط الدولي والعربي برر نقض الوفد الآخر الموعد المضروب أنهم اختلفوا على توزيع المقاعد والمهام، وأن اليوم سيكون سياحياً. الوزير السوري قال إنه ليس سائحاً في جنيف، وإذا “لم تتوصلوا إلى الإتيان بهم إلى قاعة المفاوضات غداً (اليوم) فسنغادر جنيف”.

عند الحادية عشرة صباحاً استدعى السفير الأميركي روبرت فورد “الائتلافيين”. أعاد المفاوض الأميركي الفعلي مع النظام السوري في جنيف خلف “الائتلاف”، ترتيب الوفد مجدداً. وكانت خلافات قد نشبت بين هيثم المالح وميشال كيلو على قيادة الوفد “الائتلافي” وحسمها فورد باقتراح تعيين هادي البحرة كبير المفاوضين، باعتباره ضليعاً بالملفات القانونية التي كان يعمل عليها منذ أشهر. ويقول مصدر ديبلوماسي إن “الائتلافيين” لا يستطيعون اتخاذ قرارات نهائية، وأنهم عند اللقاء بهم، يبدون للإبراهيمي كل استعداد للتوصل إلى اتفاق، ولكن بمجرد اجتماعهم معاً، تدب الخلافات في صفوفهم، وتعود الأمور إلى نقطة الصفر.

ونقل مصدر عن الإبراهيمي اعتقاده أن “الائتلافيين” لا يملكون رؤية واضحة. وعند الرابعة من بعد الظهر استقبل الإبراهيمي الوفد “الائتلافي” نصف ساعة، للحصول على تأكيدات للعودة اليوم إلى طاولة المفاوضات، وتنفيذ السيناريو المعد، مع خطاب افتتاحي قصير، وجلسة أولى للمفاوضات، يقرر بعدها الإبراهيمي حسب الأجواء السائدة، إذا ما كان ينبغي العودة إلى مفاوضات في الغرف المنفصلة.

ولكن مصدراً في الوفد السوري قال إن الاتفاق تم مبدئياً على البقاء في قاعة واحدة، يجلس وسطها الإبراهيمي، فيما تصف مقاعد وطاولات “الائتلافيين” على يمينه، ويجلس الوفد السوري على يساره، ويتوجه رؤساء الوفود وحدهم إليه بالكلام، ليعيد بنفسه نقل ما قيل له إلى الوفد الآخر، باعتبار أن الوفود لن تتحدث إلى بعضها مباشرة. وقال المصدر الديبلوماسي إن المشكلة وقعت لأن “الائتلافيين” غير قادرين على اتخاذ قرار بأنفسهم، من دون الرجوع إلى جهات كثيرة، وأبلغوا الوسيط الدولي أنهم لن يأتوا قبل الحصول على ضمانات بمباشرة البحث بالحكومة الانتقالية، قبل أن يعيدهم فورد الى المفاوضات.

والأهم أن مجموعة من الأفكار بدأت تتبلور لمباشرة المفاوضات التي لن تتناول الحكومة الانتقالية، ولا أي إقرار لوثيقة “جنيف 1″، بعد سقوط شروط “الائتلاف” في المرحلة الأولى، لتأمين انطلاق العملية السياسية خطوة بخطوة، وعدم المخاطرة بتفجير العملية قبل انطلاقها بالإصرار على الدخول في تفاصيل الحكومة الانتقالية.

وبحسب مصادر ديبلوماسية عربية وغربية متقاطعة تحدثت إلى “السفير”، فإنه سيجري التركيز في بداية الأسبوع على اختبار وقف لإطلاق النار في حمص القديمة، التي يحاصر الجيش السوري فيها مجموعة من 400 مقاتل، ومعهم بضع مئات من المدنيين، في منطقة الحميدية.

وقال مصدر ديبلوماسي إن المعارضة اقترحت البدء بحمص، وإنه قد يتم تأجيل الحديث عن الترتيبات الأمنية في حلب، كما كان مفترضاً، في إطار تدابير بناء الثقة، لتعقد عملية التنفيذ في حلب، التي تتطلب جهداً ديبلوماسياً كبيراً، ومشاركة لوجستية من الأمم المتحدة. وتم اختيار حمص لصغر المنطقة المطلوب تنفيذ وقف إطلاق النار فيها، وعدم وجود جماعات مقاتلة أجنبية فيها، ما يسهل التوصل إلى اتفاق، فيما يتطلب تنفيذ الترتيبات الأمنية في حلب التحدث إلى أكثر من ٢٠ مجموعة مسلحة تعمل في الجانب الشرقي من المدينة، حيث اقترح المعلم، بتأييد روسي، الانطلاق في اختبار وقف إطلاق النار.

وقال المصدر إن الموضوع الآخر الذي يلي حمص سيكون موضوع المختطفين من الجانبين وتبادل المعتقلين. وكان “الائتلافيون” يطالبون أن تقتصر المفاوضات على عملية إطلاق المعتقلين من جانب النظام، فيما يقول الوفد الحكومي السوري إن الآلاف من الجنود والضباط والمدنيين والعائلات السورية اختطفوا في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

من المنتظر أن تبدأ منتصف الأسبوع مفاوضات لتحديد ماهية “جنيف 1″، وتحديد قراءة مشتركة لبيان الثلاثين من حزيران العام 2012 بشأن سوريا، قبل الدخول في عملية التنفيذ.

وتتوقف المفاوضات الجمعة المقبلة، إذا ما سارت الأمور بسلام حتى ذلك الحين، على أن يعود الوفدان إلى جنيف بعد عشرة أيام. ولكن عملية الانتقال من الإنساني والأمني، نحو صلب العملية السياسية في ما يتعلق بالحكومة الانتقالية، سيصطدم باختبار قدرة الوفد المفاوض، على فرض سلطته، وتنفيذ الالتزامات بشأن وقف إطلاق النار، بدءاً من خطة حمص، وصولا إلى تبادل المختطفين والمعتقلين.

وإذا لم يبرهن “الائتلافيون” على قدرتهم وسلطتهم على الجماعات المسلحة، فلن يكون بوسع المفاوضات أن تستمر، باعتبار أن احد الوفدين لا يتمتع بالمصداقية المطلوبة، وهو احد شروط جنيف بنصه على تمثيل المفاوضين الحقيقي لكل مكونات الشعب السوري.

وكان الإبراهيمي قال، في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في جنيف، إنه تم التوصل إلى اتفاق، بعد المحادثات التي أجراها في جنيف مع وفدي النظام والمعارضة السوريين، على عقد اجتماع بين الطرفين في غرفة واحدة اليوم.

واعتبر الإبراهيمي أن المفاوضات حتى الآن “مشجعة”، مضيفاً “لم ندخل صلب الموضوع بعد. نأمل في أن يقوم الطرفان بتنازلات تصب في مصلحة العملية”. وقال أن “لا شروط مسبقة” في المفاوضات، مضيفاً “المفروض أن جنيف 1 هو الأساس، ونحن نسير على هذا الأساس”. وأضاف “نتوقع بعض العقبات. كنا نود تعيين الوفدين قبل شهور كي نرتب الأمور بشكل أفضل”. وتابع “لا احد يختلف على جنيف 1، وإن كانت هناك بعض الملاحظات حول تأويل بعض بنوده. من جملة الأشياء التي قد ننجح بالقيام بها هي إزالة هذا اللبس”.

وأشار الإبراهيمي إلى أن هدفه البدء بالسعي لتنفيذ خطوات عملية مثل وقف إطلاق النار في مناطق بعينها وإطلاق سراح سجناء وحرية دخول المساعدات الدولية، قبل بدء المفاوضات السياسية الأصعب.

الأزمة السورية تسيطر على «منتدى دافوس»

كيري لرحيل الأسد.. وظريف لسحب المقاتلين

عجّ اليوم الثالث لـ«المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس السويسرية أمس، بحديث السياسة، ربما لسيطرة المناخ «الجنيفي السوري» في مدينة مونترو في المقلب الآخر على الأجواء.

فأمس، لفت وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى أن «بلاده باتت تلعب دوراً في متابعة عملية السلام والاستقرار في كافة أرجاء العالم».

وأشار كيري أمام «المنتدى الاقتصادي العالمي» إلى أن «الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط هو للرد على التهديدات في المنطقة»، معتبراً أن «ما من دولة فاعلة في انخراطها بالشرق ولديها علاقات بقدر أميركا وفرنسا»، وموضحاً أن «وجودنا العسكري في الشرق الأوسط مهم لدعم الحلفاء».

وقال وزير الخارجية الأميركي «إننا نعمل على تعزيز علاقتنا قدر الإمكان وهذا تاريخ أميركا فهو حافل بالمسؤولية»، لافتاً إلى أن «الشراكة التي بنيناها في الشرق الأوسط كي تحقق المصالح المشتركة، وليس لدينا غايات اخرى. لا نستطيع حل جميع المشاكل في الشرق الأوسط».

وفي موضوع النووي الإيراني، أكد كيري أنه «لن نقبل بتطوير السلاح النووي، ولن نسمح لإيران بامتلاكه»، مشدداً على «عدم السماح لإيران باتخاذ خطوات لتشغيل مفاعل آراك» الذي يعمل بالماء الثقيل.

وسورياً، لفت كيري إلى «أننا نواجه أزمة لا يمكن للعقل الانساني أن يتخيلها في سوريا»، مؤكداً أنه «لا يمكن للرئيس السوري بشار الاسد أن يكون له دور في العملية الانتقالية بسبب الدمار الشديد الذي تسبب به لبلاده وشعبه». واعتبر أن «الأسد يجب أن يتنحى عن الحكم لتحقيق السلام في سوريا».

وأشار الوزير الأميركي إلى أن «الأسد يواصل قتل السوريين ويقوم بجذب الإرهابيين»، معتبراً أن «مشكلة اللاجئين تتفاقم ويجب إيجاد حل سريع. يجب أن تعود سوريا إلى سابق عهدها».

واعتبر أن «فشل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية يشجع التطرف، والاخفاق في إرساء السلام سينقل المنطقة إلى مزيد من التطرف»، مشيراً إلى أن «منافع السلام لإسرائيل ستكون كبيرة، وستعود بالخير على المنطقة بأكملها».

وإذ لفت إلى أن «ملف الأمن يعرقل التوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، أكد كيري أن «السلام سينهي الاحتلال للأراضي الفلسطينية».

من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، أنه مستعد لزيارة السعودية في أي وقت.

جاء كلام ظريف خلال مشاركته في ندوة، خلال «منتدى دافوس»، بعنوان «الملامح النهائية لحلّ أزمات الشرق الأوسط» والتي نظمتها قناة «العربية»، وشارك فيها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ورئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، بالإضافة إلى وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، ووزير الثقافة اللبناني السابق غسان سلامة.

وخلال الندوة، طالب ظريف بوقف إرسال الأسلحة إلى سوريا والسماح للسوريين بتحديد مصيرهم، لافتاً الانتباه إلى أن «إيران لم ترسل أحداً إلى سوريا، وحزب الله أخذ قراره بنفسه».

وقال وزير الخارجية الإيراني إنه «لن يكون هناك فائز أو خاسر في سوريا»، مشدداً على أن «التطرف يطل برأسه والأزمة الطائفية لن تقتصر على سوريا».

وفي هذا الإطار، أوضح ظريف أن «أجندة الجماعات المتطرفة تتخطى الأراضي السورية»، مؤكداً أن «موعد خروج الأسد من السلطة يحدده السوريون من دون تدخل خارجي».

من جهته، اعتبر داود أوغلو أن «الحرب في سوريا من أكثر الحروب دماراً». وأكد أن «تركيا لم تسمح على الإطلاق بعبور متطرفين إلى سوريا»، موضحاً في الوقت ذاته أن بلاده «تتوخى الحذر على حدودها مع سوريا لحماية أمنها القومي».

واعتبر وزير الخارجية التركي أن «النظام السوري لجأ إلى الحل العسكري من أجل خلق الفوضى»، مضيفاً أن «النظام يزعم أنه يقوم بمحاربة التطرف».

أما رئيس إقليم كردستان، فقد أشار إلى أنه «يجب أن تتوفر الفرصة للشعب السوري لتقرير مصيره»، مؤكداً دعمه «لأي قرار يتخذه الأكراد في سوريا بالإجماع».

من جهة أخرى، هاجم مدير الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل الولايات المتحدة أمس، بسبب سياستها تجاه سوريا، داعياً إلى إصدار قرار من الأمم المتحدة لإخراج ما وصفها بـ«الميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية من البلد الذي مزقته الحرب».

وقال الفيصل، أمام المنتدى إن العالم أصيب بخيبة أمل بسبب تشوش السياسة الخارجية الأميركية، قائلاً إنه يريد من الأميركيين التوجه إلى مجلس الأمن واستصدار قرار بنشر قوات لوقف القتال في سوريا، وإذا تعذر ذلك فعلى الأقل يتعين إقامة ممر إنساني حتى لا يموت الناس جوعاً.

واعتبر الفيصل أن «عدد أفراد الميليشيا العراقية ومقاتلي حزب الله اللبناني يفوق عدد المسلحين السنة الذين يقاتلون في سوريا»، مضيفاً أنه لا يقصد «ضرورة ذهاب السنة إلى سوريا للقتال، بل يجب إخراج الشيعة من هذا البلد».

وأشار إلى أن السبيل الوحيد لإخراجهم هو جهد دولي منسق تقوده الولايات المتحدة ويدعمه حلفاؤها لإجبارهم على وقف القتال.

ولفت مدير الاستخبارات السعودية السابق إلى أن بلاده «فوجئت تماماً» بما حدث، مضيفاً أن السياسة الأميركية غير واضحة تجاه القضية السورية وغيرها من القضايا، وأن الأفعال بالطبع ليست واضحة أيضاً.

(أ ف ب، رويترز، أ ب)

دمشق تشكك في تمثيل المعارضة وإرادتها

أعلن مسؤولون في الوفد السوري إلى مؤتمر «جنيف ـ 2»، أمس، أن «الرئيس بشار الأسد سيكمل ولايته وفقا للدستور السوري الذي يسمح له بالترشح مجدداً» إلى الانتخابات، محملين «الائتلاف» مسؤولية إمكانية فشل المفاوضات، بسبب وضعه شروطا، مؤكدين رفض السلطات السورية طلب وفد المعارضة تشكيل حكومة انتقالية.

وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، في سلسلة مقابلات، إن «الأسد سيكمل ولايته وفقا للدستور السوري الذي يسمح له بالترشح مجدداً» إلى الانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تجري منتصف العام الحالي.

وأعلن الزعبي، ردا على سؤال حول طلب «الائتلاف» موافقة الوفد السوري على بيان «جنيف ـ 1» الذي يدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية، «لن نقبل بهذا». وأضاف «إن شرط تنحي الرئيس والحديث عن هيئة حكم انتقالية وهم، وقد أبلغت وزارة الخارجية المبعوث الاممي الأخضر الإبراهيمي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنها تتحفظ على هذه الفقرة في بيان جنيف، وعندما دعينا إلى جنيف أبلغناهم في الجواب على رسالة الدعوة، ونجدد هذا التحفظ، وهذه نقطة واضحة وصريحة، حيث تكتمل الولاية الدستورية وتجري انتخابات وفقا للدستور ومن يفز بالانتخابات يصبح رئيسا للجمهورية».

وأضاف أن «لدى الوفد رغبة وإرادة سياسية، وإرادة وطنية صادقة، وتوجيهات واضحة وصريحة من الأسد بالعمل بكل جدية لإنجاح المسار السياسي»، موضحا أن «الوفد جاء إلى جنيف للدفاع عن مصالح الدولة والشعب السوري بعقل منفتح وإرادة وطنية حرة وسيدة ومستقلة، ولا أحد يملي علينا إطلاقا لغته وشروطه، من دول كبرى أو مؤسسات كبرى أو من دول إقليمية».

وشدد على أن «الوفد السوري جاء إلى جنيف من دون شروط مسبقة إلا أنه لا يقبل أيضاً من أحد أن يضع شروطا مسبقة»، معتبرا أنه «لا معنى لأي عملية، أو خطوة سياسية، إذا كانت البنادق والسيوف مسلطة على رقاب المواطنين».

وأضاف أن «الوفد قبل الحضور إلى «جنيف ـ 2» للمناقشة مع قوى المعارضة، ولكن من الواضح جيدا أنها غير ممثلة كليا في جنيف، وتمثيلها جزئي وضيق جدا وبسيط»، مؤكدا أن «الإرادة السياسية لدى الدولة السورية ستبقى تتحاور مع المعارضة الوطنية بكل قواها الأخرى».

وحول التسريبات الإعلامية عن خلافات داخل وفد «الائتلاف» ومن يمثله، قال الزعبي «ليس المهم من يكون حاضرا، ومن الشخصية التي سترأس وفدهم، ورأينا الإنساني والوطني والسياسي ببعض الشخصيات معروف، لكن السؤال هنا هل هناك إرادة سياسية ووطنية فعلا لديهم؟ هذا الأمر مشكوك به جدا، لأن من يرد حماية البلاد والدفاع عنها وصيانة وحدتها وحماية شعبها ويحقن الدماء عليه حمل جملة من القناعات، في مقدمتها النية الحقيقية في أن يكون جزأ من عملية مكافحة الإرهاب، وطرد الأجانب من البلاد، وكذلك أن تكون لديه نية حقيقية في إعادة إعمار سوريا، وإجراء المصالحات، وعدم نكء الجراح، وهذه ثقافة أخرى مختلفة جدا، ولكنها للأسف حتى اللحظة غير ملموسة في تصريحاتهم».

المقداد

وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، من جهته، أن «الوفد حضر إلى مؤتمر «جنيف ـ 2» لإنجاحه، وبذل كل الجهود الممكنة من أجل وقف العنف، إلا أن الملاحظ أن الولايات المتحدة وتركيا والسعودية، الذين فشلوا حتى في إحضار جزء من الجزء مما يسمى المعارضة، يريدون الآن تفجير هذا المؤتمر، بعد أن شعروا بالضياع الذي أوقعهم فيه أطفالهم الذين أرسلوهم للتفاوض».

وأضاف المقداد «لا نريد مزيدا من التعقيد بل نريد أن يكون تمثيل المعارضة ذات مصداقية، أي أن يمثل كل أطياف المعارضة السورية الموجودة على الأرض والتي لها وزن وتأثير»، معتبراً أن «المشكلة تكمن في تركيبة وفد الائتلاف المسمى المعارضة، ولذلك نتساءل مع من سنجلس الآن؟».

وتابع المقداد «جئنا إلى جنيف لوقف الإرهاب والوقوف مع حقوق الإنسان كقيمة دولية»، معتبراً ان «الولايات المتحدة وأتباعها يجب أن يشعروا الآن بأنهم خذلوا أنفسهم بخطابهم السياسي في هذا المؤتمر، فنحن كنا نتوقع كلاماً مختلفاً من قبل رعاة هؤلاء الأطفال الذين يسمونهم المعارضة السورية».

وأكد «رفض الوفد الرسمي السوري لأي شروط مسبقة على المفاوضات، وأن موقع الرئاسة في سوريا وصلاحيات الرئيس المنتخب من قبل الشعب السوري خط أحمر، وهذا ما سنؤكده أثناء التفاوض».

واعتبر أن «المشكلة أن هؤلاء الناس (أعضاء الائتلاف) لا يرغبون في عقد السلام. يأتون إلى هنا مع شروط مسبقة لا تتوافق في أي شكل مع «جنيف 1»، وتتعارض مع رغبات الشعب السوري وحتى مع خطط الأخضر الإبراهيمي». وقال «بالطبع نحن مستعدون للجلوس في الغرفة نفسها، وإلا لم أتينا إلى هنا؟».

شعبان

وقالت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان «قدمنا إلى جنيف من أجل بلدنا وشعبنا ولإيقاف الإرهاب، وإيقاف سفك الدماء، عبر مسار سياسي يقرره السوريون أنفسهم، ولن نتراجع عن ذلك قيد أنملة، لأننا نؤمن أن جيشنا وشعبنا وأهلنا هم الذين يقررون، ونحن نمثلهم، ولن يكون القرار إلا لسوريا والسوريين»، مشيرة إلى أن «الثابت حتى اليوم هو أن الائتلاف المسمى المعارضة ليست لديه قضية وطن ولا شعب».

وأضافت أن «وفد الائتلاف عاد إلى الأوركسترا التي تروج لأشياء لا أساس لها من الصحة، ويبدو أن هدفه الوحيد، أو أنه يتخيل هو وأسياده، أننا قدمنا إلى جنيف لكي يذهبوا هم إلى السلطة، وهذا وهم يجب أن يذهب من أذهانهم».

(«سانا»، ا ف ب، رويترز)

بوغدانوف: معارضون آخرون قد ينضمون إلى «جنيف»

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس، انه لا يستبعد انضمام ممثلين عن مجموعات المعارضة السورية إلى مؤتمر «جنيف 2».

وقال بوغدانوف: «سمعنا من زملائنا الأميركيين ومن شركائنا الآخرين، أن (احمد) الجربا يترأس وفد (المعارضة) خلال افتتاح (جنيف 2) فقط، حيث شارك الوزراء، أما المفاوضات، فيجب أن تجري على مستوى نائبي الوفدين وعلى مستوى الخبراء».

ورجح بوغدانوف أن «تستمر الجولة الأولى من المفاوضات لمدة أسبوع أو أكثر»، مضيفا أن «الوفدين قد يغادران جنيف بعد ذلك لإبلاغ قيادتيهما بنتائج التفاوض، ليعودا بعد ذلك مجددا إلى سويسرا». وأضاف: «لا نستبعد أن ينسحب بعضهم من المشاركة في المفاوضات، إنها مسألة ضمير».

وأعلن بوغدانوف أنه لا يستبعد انضمام ممثلين عن مجموعات المعارضة الأخرى إلى المفاوضات في جنيف لاحقا. وقال: «بحثنا مع (المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر) الإبراهيمي وشركائنا الأميركيين إمكانية أن يضمّ ممثلين عن المنظمات والاتحادات المعارضة الأخرى للمفاوضات، ربما ليس فورا ولكن في مراحل لاحقة».

(«روسيا اليوم»)

واشنطن تؤسس قوة طوارئ عسكرية للتدخل السريع في الشرق الأوسط

نيويورك- القدس العربي- من رائد صالحة: كشفت صحيفة (يو.اس.ايه.توداي) النقاب عن مخطط تعده واشنطن لانشاء قوة طوارئ عسكرية من مشاة البحرية في الشرق الأوسط تكون قادرة على التدخل السريع في المناطق المضطربة بالدول العربية.

ويجري التخطيط لهذه القوة في الوقت الذي تقلل فيه واشنطن من حجم قواتها في أفغانستان وسحبها السابق للقوات المقاتلة في العراق ضمن أسترتيجية عسكرية جديدة وشاملة عنوانها الرئيس قوات أصغر عددا واكثر كفاءاة ولديها القدرة على التدخل في حالات الطوارئ والقيام بمهمات محدودة.

وقال لورين طومسون, المحلل في معهد لكسينغتون, ان الوجود الأمريكي في الخليج العربي يتحول من البر الى البحر مما يعنى زيادة الاعتماد على قوات المارينز لتنفيذ أية مهام على الشاطئ.

وستكون القوة مشابه لوحدة مشاة البحرية في منطقة مورون باسبانيا والتى تم انشائها على عجل في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2012 بعد الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي وذهب ضحيتها السفير الامريكي وعدد من طاقم القنصلية وستملك القوة القدرة على ارسال قوات في أية لحظة لتامين السفارات والمصالح الامريكية وهي مؤهلة ايضا لتنفيذ عمليات أجلاء وسيقود الجيش الامريكي عمل القوة انطلاقا من معسكر ليموتير في دولة جيبوتي.

وحسب المعلومات المحدودة التى سربتها وسائل الاعلام الامريكية فان القوة غير مصممة لخوض الحروب بل للقيام بمهام صغيرة مهمة تتطلب استجابة سريعة مثل أخلاء السفارات أثناء هجوم محتمل وعلى حد قول مصدر عسكري أمريكي فان المزاج العسكري الامريكي يتجه حاليا لسياسة ” يجب أتمام المهام الصغيرة بسرعة”.

وقال النقيب اريك فلانجان المتحدث باسم فيالق البحرية بانه :” لم يتم بعد وضع اللمسات الاخيرة على خطط البحرية ولكن التخطيطات الاولية تؤكد بان وحدة المارينز ستحافظ على مقرها في البحرين التى تستضيف الاسطول البحري الخامس.

واكدت المصادر بان القوة ستراقب عن كثب وستكون قريبة من مناطق الاضطراب الحالية بما في ذلك الحرب الاهلية في سوريا والثورة بمصر وتصاعد العنف في العراق.

ولم يتحدد بعد حجم القوة بشكل نهائي ولكن المصادر تشير إلى ان وحدة (مورون) لديها 500 جنديا يتمتعون بقدرات عسكرية عالية, من جهتها اوضحت صحيفة (يو.اس.ايه.توداي) بان القوة ستكون قادرة على التدخل الحاسم في غضون ساعة فقط من لحظة الحصول على الاوامر.

لافروف يحذر من تصاعد الفوضى في سوريا بحال التركيز على تنحية النظام كهدف وحيد

موسكو- (يو بي اي): حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من تصاعد الفوضى في سوريا بحال تم التركيز على تنحية النظام كهدف وحيد ولم يتم الحفاظ على المؤسسات الحالية بما في ذلك الجيش وقوات الأمن.

وقال لافروف، في مقابلة تلفزيونية السبت، إن “وثيقة جنيف 1 لا تتضمن أية نقطة تتحدث عن أن أحداً ما يجب أن يتنحى، بل يجري الحديث فيها حول ضرورة أن يتفق السوريون بأنفسهم على تشكيلة ومعايير لمرحلة انتقالية مقبولة للجميع، وبهذه الوثيقة هناك إشارة في الوقت نفسه إلى ضرورة الحفاظ على مؤسسات المجتمع السوري بما في ذلك الجيش وقوات الأمن”.

وشدّد على أن “هذا الموضوع ليس مجرد تعبيراً مجازياً.. كثيرون يقولون اليوم إنه إذا وضعنا تنحية النظام هدفاً وحيداً، كما يحاول البعض القيام به الآن، فإن سوريا على موعد مع الفوضى، وهي غارقة بما يكفي من الفوضى.. الجميع يدرك وجوب الحفاظ على النظام والإنضباط، ولا سبيل اليوم لذلك إلا بالحفاظ على المؤسسات القائمة”.

وقال لافروف “نحن نحضّر السوريين لأن يتفقوا بأنفسهم في ما بينهم.. قد يبدو هذا الكلام ساذجاً لكن بواقع الأمر لا طريق آخر غيره.. بالإمكان الضغط على الطرفين، وبالإمكان دفعهما للجلوس إلى طاولة المفاوضات وعدم إضاعة الفرصة والبحث بشكل حقيقي عن حل توافقي، وليس بالإمكان أن نضع على الطاولة مخططا ما مسبقا يتضمن مثلا (البند الأول يجب أن يخرج هذا الطرف والبند الثاني يجب أن يدخل طرف آخر.. وهكذا) هذه هندسة اجتماعية لم تفض إلى نتيجة إيجابية في أي مكان”.

وأكد وزير الخارجية الروسي على ضرورة توسيع الحوار بين السوريين كي تكتسب العملية التفاوضية وزناً حقيقياً.

وقال “لا يجوز فرض نموذج للتسوية على أطراف النزاع في سوريا، بل يجب عليهم البحث عن حلول وسط بأنفسهم”.

وأضاف “ندفع السوريين إلى أن يتفقوا بأنفسهم.. قد يبدو ذلك كلاماً ساذجاً، ولكن في الواقع لا يوجد طريق آخر”.

وتابع لافروف “يجب التأثير على الأطراف ويمكن حثهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والبحث عن حلول وسط.. من المستحيل وضع نموذج ما إلى الطاولة”.

لقاء أول بين وفدي المعارضة السورية والنظام بحضور الابراهيمي في جنيف

جنيف- (أ ف ب): التقى وفدا النظام السوري والمعارضة اليوم السبت في مقر الامم المتحدة في جنيف في جلسة اولى قصيرة مشتركة، في حضور موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابراهيمي، اقتصرت على كلمة القاها هذا الاخير.

وتؤذن هذه الجلسة بانطلاق المفاوضات بين الطرفين بهدف محاولة ايجاد حل للازمة السورية المستمرة منذ حوالى ثلاث سنوات.

وبدأت الجلسة بعيد الساعة العاشرة (9,00 ت غ) في غرفة واحدة، بحسب ما ذكرت الامم المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم الابراهيمي كورين مومال فانيان “اجتمع الوفدان معا مع السيد الابراهيمي”. وتم الاجتماع بشكل مغلق بعيدا عن كاميرات المصورين والصحافيين.

واستغرقت الجلسة اقل من نصف ساعة ادلى خلالها الابراهيمي بكلمة، ولم يتبادل الوفدان أي كلمة، بحسب ما ذكرت مصادر في القاعة.

ويقود وفد التفاوض من جهة النظام المندوب السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، بينما سمت المعارضة عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة كبير مفاوضيها.

وقال المتحدث باسم وفد المعارضة المفاوض منذر اقبيق للصحافيين السبت ان البحرة “سيقود وفد التفاوض”، مشيرا إلى أن رئيس الائتلاف احمد الجربا “باق في جنيف طالما المفاوضات مستمرة، لكنه لن يكون داخل القاعة”.

وكان يفترض ان تبدأ المفاوضات الجمعة، الا ان المعارضة رفضت التواجد في قاعة واحدة مع وفد النظام، طالما لم يعلن هذا الاخير موافقته على اتفاق جنيف-1 الذي يفترض ان تجري على اساسه مفاوضات جنيف-2. وعقد الابراهيمي اجتماعات واتصالات مع الطرفين تم الاتفاق في نهايتها على عقد الجلسة المشتركة اليوم.

وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي عقده مساء الجمعة “لا احد يختلف على جنيف-1، وان كانت هناك بعض الملاحظات حول تاويل بعض بنوده. من جملة الاشياء التي قد ننجح بالقيام بها هي ازالة هذا اللبس″.

واعتبرت المعارضة هذا التصريح بمثابة اعلان باقرار النظام ب”مرجعية جنيف-1″.

ويفترض ان يواصل الابراهيمي اجتماعاته مع الطرفين في غرفتين منفصلتين، على ان تعقد جلسة جديدة مشتركة بعد الظهر.

وكان عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض احمد رمضان قال لوكالة فرانس برس امس ان مفاوضات اليوم وغدا الاحد “ستتناول حصرا مسألة حمص وفك الحصار عنها والممرات الانسانية للاحياء المحاصرة فيها ووقف عمليات القتل والقصف التي يقوم بها النظام”.

الا ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد نفى اليوم ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ذلك. وقال “لا ادري من يضلل الصحافيين. الوضع في حمص وحلب وغيرها يستحق ان يناقش. لكن لن نتناول اليوم هذه الجوانب التي تحتاج الى وقت ومشاورات، بل سنتحدث في جوانب عامة وجوانب اساسية لا يختلف عليها السوريون”.

وعما اذا كانت المفاوضات ستتطرق مباشرة الى “جنيف-1″، قال “جنيف-1 ليست وثيقة مشروحة واضحة وضوح الشمس، بل هي نتيجة مقاربات دولية وتوافقات، وفيها متناقضات”.

واضاف “مهمتنا ان نقول جنيف-1 قالت كذا، وهذا الجانب او ذاك الجانب مستعد للتعاون مع هذه المسالة او تلك، لكن الوثيقة تحتاج الان الى عمل حقيقي وليست جاهزة للتنفيذ”.

وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف-1 في حزيران/ يونيو 2012 في غياب اي تمثيل سوري، على تشكيل حكومة “كاملة الصلاحيات” من ممثلين عن النظام والمعارضة، تتولى المرحلة الانتقالية.

وتعتبر المعارضة ان نقل الصلاحيات يفترض تنحي الرئيس السوري، بينما يرفض النظام مجرد البحث في مصير الرئيس معتبرا انه امر يقرره السوريون من خلال صناديق الاقتراع.

معارض سوري: النظام سيطلب من ‘النصرة’ و’داعش’ التوقيع أولاً على جنيف 1

علاء وليد- الأناضول: قال رجل أعمال سوري كان على علاقة وثيقة بالنظام السبت، إن وفد النظام المكلّف بالتفاوض في “جنيف 2″، سيتهرب من التوقيع على قبول مقررات (جنيف 1) عبر الطلب من وفد المعارضة أن توقع عليه أولاً جبهة “النصرة” وتنظيم “داعش”.

وعلى صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، كتب فراس طلاس، رجل الأعمال السوري المعروف ونجل العماد أول مصطفى طلاس وزير الدفاع الأسبق في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، أن وفد النظام سيطلب من وفد المعارضة أن توقع جبهة “النصرة” وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يسمى (داعش) وباقي “التنظيمات المتطرفة” بالموافقة على (جنيف 1) قبل أن يوقّع هو، وذلك لإحراج الائتلاف السوري بأنه “لا يمثل جميع أطياف المعارضة”.

وبينما لم يذكر مصدر معلوماته، أضاف طلاس، المقيم حالياً خارج سوريا، وأظهر مؤخراً مواقف معارضة للنظام، أن هذا السيناريو جاء بـ”تعلميات شخصية من رئيس النظام بشار الأسد إلى رئيس وفده إلى جنيف ووزير خارجيته وليد المعلم”، وذلك لجعل جهود المؤتمر تنحصر في بحث الإغاثة وإيصال المساعدات للمناطق المحررة.

وجبهة النصرة و(داعش) تنظيمان محسوبان على تنظيم القاعدة ومدرجان على لوائح الإرهاب. وتتهم بعض أطراف المعارضة (داعش) بأنه موالٍ للنظام كونه يقوم بأعمال تصب في خدمته وسيطر مؤخراً على مناطق “محررة” من قبل الجيش الحر. وتدور منذ أكثر من شهر مواجهات شمالي سوريا بين الجيش الحر وفصائل إسلامية موالية له من جهة وقوات “داعش” من جهة أخرى؛ ما أوقع قتلى وجرحى من الطرفين.

ومن المرتقب أن تُعقد في وقت لاحق اليوم، الجلسة الأولى من المفاوضات المباشرة بين وفدي النظام والمعارضة في إطار مؤتمر (جنيف 2)، وذلك لمناقشة تنفيذ مقررات (جنيف 1)، بحسب ما ذكره المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا، الأخضر الابراهيمي، في مؤتمر صحفي عقده، أمس الجمعة، بعد لقائه بوفدي النظام والمعارضة كلاً على حده.

ودعا أحمد الجربا، رئيس الوفد السوري المعارض المشارك في مؤتمر (جنيف 2)، وفد النظام للتوقيع فوراً على وثيقة (جنيف 1) ليتم نقل صلاحيات بشار الأسد لهيئة الحكم الانتقالية التي تضمن مؤتمر جنيف الأول النص على تشكيلها، وذلك خلال كلمته في افتتاح مؤتمر (جنيف 2)  الأربعاء في منتجع مونترو السويسري.

وأعلن الجربا، وهو أيضا رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في كلمته نفسها، موافقة المعارضة على مقررات “جنيف 1″.

وعلى الرغم من افتتاح مؤتمر (جنيف 2) أعماله الأسبوع الماضي، إلا أن الجدل الدائر منذ أكثر من عام ونصف العام حول تفسير ما توصل إليه مؤتمر (جنيف 1) وإمكانية تطبيقه خلال المؤتمر الجديد ما يزال مستمراً.

وتصر المعارضة السورية على أن تكون مقررات (جنيف 2) تطبيقاً لبنود (جنيف 1)، في حين يتحفظ النظام على تلك البنود وعلى رأسها مناقشة مصير بشار الأسد الذي يعتبره “خطاً أحمر”، كما ورد على لسان العديد من مسؤوليه.

مفكر سعودي لا يستبعد اختراق ‘داعش’ مخابراتياً

اسطنبول- الأناضول: يعتقد المفكر والمحلل السياسي السعودي مهنا الحبيل، أن الفرصة ما زالت مواتية للخروج من الأزمة السورية، التي بعثرت أوراقها “داعش”، (الدولة الإسلامية في العراق والشام).

وأكد في اتصال هاتفي مع الأناضول، أن أحد الحلول المعتبرة للقضية السورية، هو تحالف (3+1)، الذي يتكون من السعودية وقطر وتركيا إضافة للثورة السورية (جبهة الثوار والجبهة الإسلامية، الجيش الحر).

ويرى الحبيل أن توحد الميدان على الأرض السورية هو الكفيل بافشال أي مخطط، وعندها سيتحرر الثوار بشكل أكبر، ويتمكنون من استغلال قدراتهم الميدانية واستعادة زمام المبادرة لمعارك حاسمة، أما بقاء الخلل والصراع وتدخل أطراف خارجية شعبيا ورسميا وتصلّب الفصائل والشخصيات لآرائها، فهو مقدمة الهاوية، حسب تعبيره.

وحول تواطؤ (داعش) مع نظام دمشق، قال الحبيل أنه لا يستبعد توظيف (داعش) مخابراتياً أو عبر أطراف أخرى، من خلال توجيه أفعالها الميدانية وتركيز عملياتها قرب الحدود التركية، ومناطق نفوذ الجيش السوري الحر.

وربما، والحديث للحبيل، تم اختراق (داعش) من خلال شخصية مؤثرة، مشيرا إلى اعتراف تنظيم القاعدة في العراق بأن النظام السوري اخترقها.

ويعتبر الحبيل أن سطحية عناصر (داعش) السياسية، واعتمادها نداءات الغلو والتشدد، سببان يسهلان عملية الاختراق.

الدور الخليجي

وحول ما أثير مؤخرا عن دور علماء السعودية في تحشيد طاقات الشباب الخليجي للقتل في سوريا، قال إن هناك عدد من العلماء حثوا على ذلك، في ظل رفض رسمي يتجاوز الدعم المادي والسياسي للثورة السورية.

وأضاف المفكر السعودي، أنه “كان واضحا عبر رصد تويتر، ومتابعته الدقيقة، والتسريبات المهمة، حجم تعويل “البغدادي” ومجلسه، على مناطق محددة من الخليج العربي وخاصة القصيم (السعودية) لضمان تدفق الدعم والعناصر الغضة، التي يسهل تطويعها، وتكرار تجارب المواجهات مع ثوار الداخل حين يقال لهذا الشاب هؤلاء صحوات أو مرتدون أو غير ذلك، وكذلك ضمان تدفق الدعم المادي لتلك المشاريع″.

واعتبر الحبيل أن “بطش داعش بحركة أحرار الشام ذات التوجه السلفي المعتدل يُظهر إشكالية فكر السلفية الطائفية المُسلّح، حيث إنها لا يُمكن أن تتعايش مع مشروع إنقاذ الأمة”.

جنيف 2

قال الحبيل إنه لا بد من ضرورة التفريق ما بين المؤتمرين، جنيف1 وجنيف2 على اعتبار أن الظروف التي فرضت عقد المؤتمر تختلف عن تلك السائدة حالياً، كما أن تطورات الأوضاع الراهنة في سورية قد تقود، إلى تغير كبير في المواقف.

 وأوضح الحبيل أن مسارات مؤتمر جنيف 2 بنيت ضمن توافقات اتفاق سان بطرسبرج بين واشنطن وموسكو، ومن ثم الصفقة الأميركية الإيرانية التي تبعته بخصوص البرنامج النووي. حيث كان محور الصفقة، الاتفاق على تصفية الثورة السورية، وأنها خطر على الجميع. واستدرك “هذا لم يعد تحليلاً بقدر ما أصبح واقعا ترفده التصريحات الغربية والاتفاقات التي وصلت إلى ساحل الخليج العربي وبدأت تشرذم دوله فعلياً”.

وأشار الحبيل أن جنيف 2 فشل منذ البداية، ولا يوجد ما يسند الاعتماد عليه بالواقعية السياسية، معتقداً أن  الائتلاف السوري المعارض، أخطأ حين قبل المشاركة فيه.

العودة للميدان

وعن تعهدات الولايات المتحدة للائتلاف بتكوين سلطة انتقالية تمهد لوجود حكومة جديدة يقول: “من أين للائتلاف فرصة الحصول على هذه الضمانات وواقع الميدان السوري مضطرب، وهو لا يتمتع بعلاقة إيجابية ولا حتى اعتراف من قوات الميدان الثورية؟ ما أتوقع حدوثه هو أن يسعى الغرب عموماً وواشنطن على وجه الخصوص لإعادة تقديم نظام الأسد بصورة تسمح ببقاء روحه مع إزالة الشكل الذي ارتبط بمذبحة القرن لتسويقه وقبوله”.

ويؤكد الحبيل أن “المخرج أمام المعارضة يكمن في العودة إلى قوة الميدان، وهو ما يستدعي تأجيل أي تفاوض إلى مرحلة أخرى، بعد أن تحقق المعارضة انتصارات ملموسة على الأرض وترغم النظام على التفاوض معها بمرونة والاستجابة لتطلعاتها المشروعة”.

الائتلاف السوري للمعارضين: ماذا تريد من جنيف 2؟

علاء وليد- الأناضول: أطلق الائتلاف السوري المعارض لنظام بشار الأسد، السبت، حملة بعنوان (ماذا تريد من جنيف2؟) لاستبيان آراء ومقترحات المعارضين السوريين حول المؤتمر المنعقد في سويسرا منذ أربعة أيام.

وبحسب الرسالة التعريفية للحملة التي أطلقها “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” على موقعه الإلكتروني على الإنترنت السبت، طلب الائتلاف من المعارضين المشاركة في حملته للمساهمة في إنجاح ما اعتبره بـ(الاستحقاق الكبير)، وقال: “كن مشاركاً إيجابياً، وأرسل لوفد الائتلاف المفاوض مقترحاتك حول جنيف 2″.

ورأى الائتلاف، حسب الرسالة نفسها، أن جنيف 2 “معركة سياسية ودبلوماسية، واستحقاق كبير، يتطلب الكثير من تحمل المسؤولية”، معتبراً أن “ربح هذه المعركة لا يقل أهمية عن الانتصارات التي تحققها الكتائب المقاتلة على الأرض”، حسب تعبيره.

وأضاف: “سيبذل الائتلاف أقصى ما يملك من جهد؛ لتحقيق أهداف الثورة من خلال هذا المؤتمر، والمتمثلة بإسقاط النظام، وتحقيق الحرية والكرامة لسوريا، بالاستناد إلى بيان (جنيف1) (الصادر في 30 يونيو/ حزيران2012) كمرجعية لمفاوضات (جنيف 2)، وأهم ما فيه تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية، تشمل السيطرة الكاملة على الجيش والأمن والمخابرات”.

وفي مؤتمر صجفي عقده بجنيف الخميس الماضي، قال أحمد الجربا، رئيس الائتلاف، إن الائتلاف حصل على ضمانات دولية بأنه لن يكون هناك دور للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا ولهذا حضر إلى جنيف.

وانتهت، الأربعاء، جلسة افتتاح أعمال مؤتمر (جنيف 2) في منتجع مونترو السويسري بحضور ممثلين عن 40 دولة، قبل أن ينتقل وفدي النظام السوري والمعارضة إلى جنيف للبدء بمفاوضات مباشرة السبت، بحسب ما أعلنه المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.

سهير الأتاسي وريما فليحان تطالبان باطلاق عبد العزيز الخيّر واعتباره عضوا مفاوضا

الائتلاف: روسيا غير متمسكة بالأسد… والنظام وافق على جنيف 1

عواصم ـ وكالات ـ مونترو ‘القدس العربي’: قال الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي الجمعة إن وفدي الحكومة السورية والمعارضة وافقا على الاجتماع في قاعة واحدة السبت، وقبلا ان تكون المحادثات مبنية على بيان 2012 الذي دعا الى تشكيل إدارة انتقالية.

وأضاف الإبراهيمي في مؤتمر صحافي بعد أن عقد اجتماعات منفصلة مع وفدي الحــــكومة والمعارضة في جنيف ‘اتفقنا على الاجتماع غدا (السبت) في نفـــس الغرفة.’

ومضى يقول ‘المحادثات التي أجريتها مع الجانبين كانت مشجعة’. واضاف ان المفاوضات ستستند الى بيان القوى العالمية الصادر عام 2012 والذي دعا الجانبين الى الاتفاق على تشكيل إدارة انتقالية.

وقال الابراهيمي ‘اعتقد ان الجانبين يدركان ذلك جيدا ويقبلان به.’

وكان يفترض ان تبدأ المفاوضات الجمعة باجتماع صباحي في غرفة واحدة لا يتبادل خلاله الوفدان الكلام، بل يستمعان الى كلمة من الابراهيمي، على ان ينفصلا بعد ذلك، ويجلس كل منهما في غرفة، ويتنقل الابراهيمي بينهما.

الا ان الامم المتحدة اعلنت ان البرنامج تغير. واجتمع الموفد الخاص مع كل من الوفدين على حدة.

واستبعد الابراهيمي ردا على سؤال عن احتمال مغادرة الوفدين سويسرا ووقف المفاوضات، حصول ذلك.

وقال ‘استبعد اي احتمال لذلك. لا احد سيغادر السبت ولا الاحد’.

وقالت المعارضة انها لن تجلس في قاعة واحدة مع النظام اذا لم يعترف ببيان جنيف 1 الذي ينص على تشكيل حكومة بصلاحيات كاملة من ممثلين عن النظام والمعارضة تتولى المرحلة الانتقالية.

وكان التلفزيون السوري نقل عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله الجمعة للمبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي إن وفد الحكومة السورية سيغادر جنيف ما لم تعقد جلسات جادة السبت.

ونقل التلفزيون السوري عن الابراهيمي وصفه اجتماع الجمعة مع وفد الحكومة بأنه نصف خطوة والسبت ستكون هناك خطوة كاملة.

جاء ذلك فيما قال رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا الخميس ان روسيا ابرز حلفاء نظام الرئيس بشار الاسد، اكدت للائتلاف انها ‘ليست متشبثة’ ببقائه، في تصريحات تأتي عشية بدء المفاوضات بين الوفدين السوريين بإشراف الامم المتحدة في مؤتمر جنيف2.

وقال الجربا خلال مؤتمر صحافي في جنيف ‘التقينا بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاسبوع الماضي في باريس، وقد اكد لنا ان روسيا ليست متشبثة بالاسد’، مضيفا ان لافروف ‘قال ان هذا امر يقرره السوريون’.

وتابع ان الائتلاف تلقى ‘ضـــمانات اكيدة من عدد من الدول الصديقة ان لا دور للاسد ولعائلته في مستقبل سوريا’.

كما نقلت مصادر للمعارضة ان موافقتها على الاجتماع مع وفد النظام جاءت بعد موافقة وفد النظام على بنود اتفاقية جنيف 1. كما ذكرت المصادر ان رئيس الوفد المفاوض سيكون هادي البحرة.

من جهة أخرى قام عضوا وفد الائتلاف سهير الأتاسي وريما فليحان برفع صور القيادي في هيئة التنسيق الوطنية المعارضة عبد العزيز الخيّر المعتقل في سجون النظام وطالبتا بالافراج عنه باعتباره أحد أعضاء الوفد المفاوض.

لسوريون يملأون شارع ‘جمال عبد الناصر’ في الشارقة بأسماء معالم ومدن سورية!

دبي ‘القدس العربي’ – من محمد منصور: لم تعد الأسماء والمعالم السورية من أسماء مدن وأحياء ومعالم شهيرة، مجرد مفردات تتردد في أحاديث المغتربين السوريين الذين يعيشون في الإمارات… بل صارت أسماء محلات ومتاجر ومطاعم تنتشر بقوة لتنافس أسماء محلات أخرى تحمل كذلك- هوية أصحابها وانتماءاتهم لبلدانهم.

شارع جمال عبد الناصر التجاري الشهير في إمارة الشارقة، نموذج على ظاهرة المحلات التي تحمل أسماء سورية، حتى انتشرت نكتة بين السوريين مفادها انه يجب تغيير اسم الشارع إلى (شارع شكري بيك) نسبة للرئيس السوري شكري القوتلي، الذي وقع مع عبد الناصر اتفاقية الوحدة عام 1958، وانصرف إلى بيته دون أي طموح في حكم أو منصب.

تحتل مدينة دمشق ومعالمها الأثيرة والخالدة، المرتبة الأولى في أسماء المحلات التي افتتحت في الآونة الأخيرة في شارع جمال عبد الناصر، فمن (مخبز الشام) الذي افتتح قبل أسابيع، وكان قبل ذلك يحمل اسم (أسواق الشام) إلى (زيتون الشام) إلى (عبق الشام) إلى محلات لمهن أخرى تحمل اسم (الشام) أيضاً. وبالإضافة إلى الأسماء التي تنتسب إلى الشام مباشرة، ثمة أسماء محلات تتكنى بمعالم دمشقية أخرى كبردى، ومصيف بلودان في سهل الزبداني، وحتى حي الشاغور الدمشقي العريق الذي يحمل اسم محل بيع لحوم، والوردة الدمشقية التي تحمل اسم محل لبيع الزهور.

الملاحظة العامة التي يمكن أن يستنتجها المرء من تأمل تلك الأسماء، أنها تحمل أسماء مناطق ثائرة ضد نظام الأسد، إذ لا نجد أسماء لمناطق أخرى عرفت بأنها موالية… ولهذا يبرز اسم (حمص) على احد محلات بيع إكسسوارات الكومبيوتر والاتصالات… مثلما يبرز اسم الغوطة، نسبة إلى غوطة دمشق على متجر آخر. ويحضر اسم حمص القديم (أميسا) على واجهة إحدى العمارات السكنية القريبة من شارع جمال عبد الناصر.

أحد أصحاب المحلات التي تحمل اسماً دمشقياً في شارع (جمال عبد الناصر) والذي افتتح مؤخراً، قال لـ ‘القدس العربي’:

‘أنا في الأصل تاجر في البزورية… أتينا إلى هنا بعد أن حيل بيننا وبين مستودعاتنا في ريف دمشق، ونهب النظام بعضها الآخر ثم الصق التهمة بالعصابات المسلحة… خربوا بيتنا ثم قالوا لنا: (العصابات المسلحة). في كم تاجر بعرفهم صادروا لهم بضاعتهم وطاردوهم بحجة أنهم يدعمون الجيش الحر… ومنهم من هرب لينجو بجلده. أنا أتيت إلى هنا للإقامة… أولادي قالوا لي سافر لحتى الله يفرجها… ثم طال جلوسي ففكرت بافتتاح هذا المشروع في مجال عملي نفسه، بعد أن رأيت إقبال السوريين على البضائع السورية وبحثهم عنها’.

لكن محمد وهو صاحب متجر آخر يلفت انتباهنا إلى أن تلك المحلات لم تفتتح كلها بعد انطلاقة الثورة السورية وهجرة الكثير من السوريين خارج بلادهم هرباً من بطش النظام، فهو يقول ان هذه الظاهرة كانت موجودة، مثلما هناك محلات تحمل أسماء لبنانية أو صينية أو أفغانية أو هندية او حتى إيرانية… ويقول انه افتتح هذا المحل هنا، منذ خمس سنوات… لكنه فضل أن يحمل اسماً دمشقياً، لأنه يعتبر أن: ‘دمشق من يوم يومها بلد الخير وأنا اتفاءل بهذا الاسم’. ويضيف: ‘طبعا بالسنة الأخيرة تحديداً ازدادت المحلات التي تحمل أسماء سورية بهذا الشارع… وتغيرت أسماء محلات كثيرة.. لأن الاسم يلعب دوراً، السوري بيلفت نظره الاسم… بيقول هذا ابن بلدي إذا ما راعاني بالسعر فعلى الأقل أفهم عليه ويفهم علي’.

لكن المتاجر التي تحمل أسماء سورية، تستقطب الكثير من الزبائن غير السوريين، بسبب السمعة الطيبة للمنتج السوري من جهة، والعلاقة التي يقيمها السوريون المولعون بالتجارة مع زبائنهم من جهة أخرى.

أما بالنسبة لحكومة الشارقة فهي لا تتدخل في اعتبارات تخص تلك الأسماء، ما دام الترخيص التجاري قانونيا ومستوفياً للشروط… وبالنسبة للتعبير عن الهوية فالأمر متروك لأصحاب المحلات أو مستثمريها، ما دام ذلك لا يمثل أي اعتداء على حقوق الغير… وعلى العموم تمتاز الشارقة بتشجيع الطابع العربي والإسلامي في أجوائها، وتطلق أسماء شخصيات عربية سياسية وأدبية على شوارعها، أكثر مما يبدو في إمارات أخرى.

أما بالنسبة للسوريين، فيقول لنا واقع الحال وأسماء المحلات، انهم يحملون معهم جزءاً من ثقافتهم،وتذكارات مدنهم وأحيائهم، ليجعلوا منها عناوين لمشاريعهم التجارية الصغيرة والكبيرة، فيمتزج الحنين إلى الوطن، باللعب على الوتر العاطفي لدى زبائنهم السوريين، أو بإشاعة نوع من الألفة في أرض عربية تتسع للجميع… إنما بشروط.

مدير المخابرات السعودية السابق يدعو لإخراج الميليشيات الشيعية من سوريا

قابل وزير الخارجية الايراني وهاجم السياسة الأمريكية غير الواضحة:

دافوس (سويسرا) ـ رويترز: هاجم مدير المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل الولايات المتحدة الجمعة بسبب سياستها تجاه سوريا، ودعا إلى إصدار قرار من الأمم المتحدة لإخراج ما وصفها بالميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية من البلد الذي مزقته الحرب.

وقال الفيصل أحد أشد منتقدي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما منذ أن بدأت محادثات نووية سرية مع إيران، إن العالم أصيب بخيبة أمل بسبب تشوش السياسة الخارجية الأمريكية.

وذكر الأمير تركي أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس انه يريد من الأمريكيين التوجه إلى مجلس الأمن الدولي واستصدار قرار بنشر قوات لوقف القتال في سوريا، وإذا تعذر ذلك فعلى الأقل يتعين إقامة ممر إنساني حتى لا يموت الناس جوعا.

وقال الفيصل إن عدد أفراد الميليشيا العراقية ومقاتلي حزب الله اللبناني يفوق عدد المسلحين السنة الذين يقاتلون في سوريا.

وأضاف أنه لا يقصد ضرورة ذهاب السنة إلى سوريا للقتال بل يجب إخراج الشيعة من هذا البلد. وأشار إلى أن السبيل الوحيد لإخراجهم هو جهد دولي منسق تقوده الولايات المتحدة ويدعمه حلفاؤها لإجبارهم على وقف القتال.

وقال الأمير تركي إن بلاده فوجئت تماما بما حدث، مضيفا أن السياسة الأمريكية غير واضحة تجاه القضية السورية وغيرها من القضايا وان الأفعال بالطبع ليست واضحة أيضا.

وأضاف ان ذلك يثير قلق حلفاء الولايات المتحدة، مشيرا الى أن الأمر لا يتعلق بإيران وسوريا فقط بل بالتشوش في السياسة الأمريكية بوجه عام.

وفي اجتماع منفصل في دافوس قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف انه اجتمع مع الامير تركي في وقت سابق الجمعة دون ان يدلي بمزيد من التفاصيل.

وقال ظريف ‘نريد علاقات طيبة مع جيراننا. يجب ألا تشعر الشعوب بالقلق’.

وأضاف ‘ لدينا مشاكل تتعلق بالحكم في المنطقة. لدينا مشاكل تتعلق بالثقة في المنطقة. لدينا ثقافة في المنطقة ترى أن وجود مشاكل في بعض الدول يمثل رصيدا لها. نحن في حاجة لتغيير هذه الثقافة ‘.

وردا على سؤال عما إذا كان يتعين على الاسد الرحيل قال ظريف ان هذا قرار يجب أن يتخذه السوريون.

وأضاف ‘التطرف هو نتاج التدخل الاجنبي ونتاج قصر النظر. من صنعوا طالبان انتهى بهم الامر الى تقديم دمائهم ثمنا لما صنعوه. ألسنة اللهب التي أشعلت في المنطقة سوف تطال الجميع′.

المقاتلون الأجانب في صفوف الأسد أكثر من المتطوعين مع المعارضين وعلى طاولة المفاوضات في جنيف لا الحكومة ولا المعارضة تمتلكان الشرعية

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ كتب جيفري وايت المحلل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى مقالا تحت عنوان ‘الفيلق الأجنبي الذي لا يستغني عنه الأسد’، جاء فيه إن النظام السوري منذ عام 2012 جذب إليه مقاتلين من حلفائه وأنشأ قوة مقاتلة يعتمد الآن عليها في بقائه.

ويرى الكاتب أن هذه القوة عامل مهم في الصراع وستترك أثرا على الحل السياسي في المستقبل.

ويعتقد الكاتب أن الأسد لا يمكنه تقرير مسار أو مصير الحرب بدون الإعتماد على هذه القوات الأجنبية فهو ‘مثل الرومان اعتمدوا على القبائل البربرية لحماية بوابة روما’، ومن هنا قام الأسد ‘برهن استقلاله للإيرانيين وحزب الله وحلفائه العراقيين’ وفي حالة انسحبت هذه القوات فمسار الحرب سيتحول ضده.

رواية غير صحيحة

ويعارض الكاتب رواية النظام السوري عن انتصاره في الحرب والتي حققها ‘الجيش العربي السوري’ وفي الحقيقة من يقوم بربح الحرب هي الميليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانبه ودفاعا عنه.

ويتساءل الكاتب عن السبب الذي يدفع بالنظام للإعتماد على هذه القوات الأجنبية. ويرى أن السبب نابع من حاجة النظام لقوات مشاة إضافية للقتال، خاصة أن القوات النظامية تراجع عددها من 300 ألف إلى 100 ألف بسبب الخسائر البشرية في المعارك، والإنشقاق والتهرب من الخدمة العسكرية.

وبحسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد خسر الجيش النظامي ما يقرب عن 37 ألف من جنوده أو ربما أكثر.

وأثرت عمليات الإنشقاق على قدرة الجيش للقيام بعمليات. وفي الوقت الذي حاول الجنود السنة تجنب القيام بهجمات حسب أوامر قياداتهم العلوية حاول النظام التغلب على المشكلة بتشكيل قوات غير نظامية من الشبيحة أو قوات اللجان الشعبية، الميليشيات المحلية وميليشيات حزب البعث والتي دمجت جميعا تحت اسم قوات الدفاع الشعبي. وينقل عن مصادر إسرائيلية أن دمشق لديها الأن 50 ألف مقاتل تعمل تحت هذه المظلة وتطمح لتوسيعها كي يصبح عددها 150 ألفا.

ويضيف أن وجود قوات من حلفاء الأسد، مثل حزب الله ومن الميليشيات الشيعية العراقية والفصائل الفلسطينية وإيران عامل آخر. وأصبحت هذه القوات الأجنبية مثل القوات غير النظامية تتولى مهمات فعالة.

فقد أظهرت عمليات النظام في القصير وحلب وحول دمشق أنه كان ناجحا عندما ساعدت القوات الأجنبية القوات النظامية.

وبدون دعم هذه القوات لم يكن الجيش قادرا على تحقيق تقدم وانتصارات في هذه المرحلة من الحرب، ولوجد الجيش صعوبة في الدفاع عن بعض المناطق.

شيعة العراق وحزب الله

أما عن أهم العناصر التي تشكل هذا الفيلق الأجنبي فهي مكونة من عنصرين أساسيين، حزب الله والجماعات الشيعية العراقية، وتقوم بتقديم الدعم الإضافي في العمليات القتالية عندما يطل النظام منها.

وكان حزب الله من أكثر الميليشيات مشاركة في القتال بسبب الدور الواسع له، ولكن دور الميليشيات العراقية يتسع وهو في تزايد مستمر. وبحسب التقرير يحتفظ حزب الله بقوة تقترب من 4 آلاف مقاتل في سوريا في الوقت نفسه، وتقوم بتبديل القوات مما يعني أن أكثر من 10 آلاف شاركوا في المعارك.

ويمكن مشاهدة مقاتلي الحزب على جبهات القتال ويلعبون دورا مهما في عمليات تدريب المقاتلين غير النظاميين. ولعب حزب الله في إعادة النظام سيطرته على بلدة القصير وكذا في الدفاع عن دمشق وحلب خلال عام 2013.

وتشير خسائر حزب الله للدور الهام الذي يلعبه في الحرب وتضع إحصائيات عدد القتلى بحوالى 300 مقاتل وربما أكثر بالإضافة لعدد أكبر من الجرحى.

أما الميليشيات الشيعية فهي موجودة وبأعداد كبيرة، ولعبت دورا في تشكيلات شيعية أخرى، وعادة ما كانت ترابط في منطقة السيدة زينب والغوطة الشرقية وتقاتل إلى جانب تشكيلات حزب الله، ولكن يمكن مشاهدة مقاتليها الآن في القلمون وحلب.

وتم تحديد عدد من الميليشيات العراقية وهي كتائب أبو الفضل عباس، وحزب الله العراقي وعصائب الحق.

وتعرضت تشكيلات الشيعة العراقيين لخسائر كبيرة وصلت إلى 300 مسلح. إلى جانب هذه التشكيلات الشيعية يقول وايت إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة شارك مقاتلوها إلى جانب قوات النظام في مخيم اليرموك وفي الأحياء الجنوبية من دمشق.

ومقابل هذه التشكيلات من المقاتلين فمشاركة المتطوعين من إيران تظل محدودة كما يشير التقرير ويبدو أن دور الإيرانيين منحصر في التنسيق والتدريب وتسهيل دخول المقاتلين الشيعة من الخارج، وربما كانت وراء قرار حزب الله التدخل مباشرة في الحرب، كما قدمت للمقاتلين من العراق التدريب والتسليح والنقل. وتقوم إيران بتقديم الإستشارة للقوات السورية والدعم العسكري واللوجيستي. ورغم كل هذا فلا يمنع من وجود قوات من فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وقتل بعضهم في الحرب. ويذكر الكاتب مشاركة عدد قليل من الشيعة اليمنيين ـ الحوثيين والعلويين الأتراك والمرتزقة الروس، والأفغان والباكستانيين وشمال كوريا وقتل بعضهم في أثناء المعارك.

وبسبب عددهم القليل فأثرهم محدود. وتقدر المصادر الإسرائيلية عدد المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب النظام بحوالي 10 آلاف شخص.

انتصارات

والمسألة في النهاية ليست مسألة أعداد بقدر ما تتركه هذه الجماعات المقاتلة على الساحة القتالية وطبيعة المهام التي تكلف بها. فحزب الله والإيرانيون منخرطون في التخطيط وتحديد استراتيجيات الحرب، ويقومون بمهام قتالية.

وبحسب المصادرفي المنطقة -قد تكون إسرائيلية- فقد شكل حزب الله والإيرانيون قيادة مشتركة للعمليات مع النظام. وبالمحصلة يقول الكاتب إن المقاتلين الأجانب يقدمون مساعدة مهمة في العمليات العسكرية ويشكلون قوات مشاة خفيفة، ولعبوا دورا مهما في عمليات النظام في القصير ودمشق وحلب. بالإضافة لذلك فحزب الله والإيرانيون وقوات القدس لعبوا دورا مهما في تدريب القوات النظامية وغير النظامية على عمليات مواجهة المقاتلين.

ويرى الكاتب أنه بدون هذا الفيلق الأجنبي فقدرة النظام على تنفيذ عمليات قد تكون تراجعت بشكل حاسم في عام 2013، وعوضا عن ذلك فالتدهور تمت السيطرة عليه ووقفه وتم تحسين أداء القوات السورية ما أدى لتحقيق إنجازات في المعارك وهزيمة قوات المعارضة في حمص وحلب وضواحي دمشق.

وعندما كان النظام قادرا على نشر قوات نظامية وغير نظامية وأجنبية لم يكن بوسع قوات المعارضة الرد.

ورغم الخسائر الكبيرة التي تعرض لها المقاتلون الأجانب في جانب النظام إلا أنها خسائر كان النظام قادرا على إدارتها.

وفي المحصلة يرى الكاتب إن دور المقاتلين الأجانب مع المعارضة عادة ما طغى على الحديث وتم تناسي الدور الذي تلعبه القوات الأجنبية في صفوف النظام. وهناك مقاتلون أجانب مع النظام أكثر من الذين يقاتلون مع المعارضة.

ومن هنا يرى الكاتب أهمية طرح الموضوع في مؤتمر جنيف، خاصة في ضوء محاولة النظام حرف الإنتباه عن الموضوعات الأساسية وتركيزه في موضوع الإرهاب، وتصويره ما يجري في سوريا على أنه حرب ضد مجموعات ‘إرهابية’ مدعومة من الخارج.

فالفيلق الأجنبي مع الأسد لعب دورا مهما في دعم النظام، ولم العامل الأوحد في بقاء النظام بل الحشد الداخلي والدعم المالي والدبلوماسي والعسكري من حلفاء النظام، قد لعب دورا مهما أيضا.

وفي الوقت الذي غير فيه المقاتلون الأجانب مع النظام مسار المعركة لصالحه فإن رحيلهم سيشكل ضربة له أكثر من رحيل المقاتلين الأجانب مع المعارضة. ويقول الكاتب ‘لا يزال الأسد واقفا لكن ليس وحده، وهناك احتمال أنه لا يقوم باتخاذ القرارات وحده’.

بدون شرعية

ويتزامن تحليل وايت مع الإجتماعات في جنيف 2 والتي تبادل فيها الوفدان الإتهامات. وفي الوقت الذي اعتبر وفد النظام أن الحرب في سوريا هي حرب على ‘الإرهاب’ طالب ممثلو المعارضة بخروج القوات الأجنبية من سوريا، أي قوات حزب الله والميليشيات الشيعية وإيران.

وترى صحيفة ‘كريستيان ساينس مونيتور’ أن كلا الوفدين حضرا لجنيف بدون امتلاك للشرعية وأن اتفاقا بينهما كفيل بمنحهما هذه الشرعية. وتساءلت عن الطريقة التي يمكن من خلالها تجميع سوريا وإعادتها لما كانت عليه قبل الثورة.

وترى الصحيفة أن تواصل المفاوضات بين النظام والمعارضة قد يؤدي لإنشاء حكومة انتقالية لديها سلطة عقد انتخابات شرعية. وبدون حدوث هذا ففراغ السلطة سيتواصل مما يعني ضرورة في الدول الأجنبية بممارسة الضغط على الطرفين كي يتوصلا لاتفاق.

وقالت الصحيفة إنه بعد أشهر من التحضيرات للمؤتمر الذي شاركت في التحضير له روسيا والولايات المتحدة فأقل ما يمكن أن ينتج عنه لقاء المعارضة مع النظام هو هدنة في الحرب الأهلية التي لا تزال تصدم ضمير العالم بما يرتكب فيها من مذابح. وقالت إن أقل ما يمكن توقعه من المفاوضات هو ‘بذور التوافق حول إنشاء حكومة شرعية تعيد تركيب سوريا مرة أخرى، ومشكلة التوصل للسلام تظل صعبة لأن كل طرف جاء إلى طاولة المفاوضات بشرعية ضعيفة’.

فمن جهة خسر الرئيس بشار الأسد دعم غالبية السوريين بسبب قمعه الوحشي، بما في ذلك التعذيب واستخدام الأسلحة الكيميائية. ومن جهة أخرى يعاني الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة من تشرذم وفي الغالب ما تتجاهلها الجماعات المقاتلة على الأرض. وفي ‘فراغ الشرعية’ فيبقى الأمر بيد الدول الأخرى أن تقوم بالدفع نحو حصول إجماع في سويسرا، سواء تصرفت بدافع القلق على ما يحدث في سوريا من ذبح أو لخشيتها على مصالحها القومية.

والغريب في الأمر، كما تقول الصحيفة هو أن النظام وإيران الداعمة الرئيسية له تريدان تأكيد شرعية الأسد من خلال الإنتخابات، ويبدو هذا وكأنه محاولة من النظام تطبيق الديمقراطية. وهذا يزول عندما نعرف الطريقة التي بقي الأسد وعائلته في السلطة من خلال تزوير الإنتخابات، وهذا ينطبق على إيران.

وهناك قلة تتوقع موافقة الأسد على الطريق الديمقراطي خاصة أن موقفه الميداني جيد. والطريق الأكثر احتمالا هو التوصل لاتفاق جنيف حول حكومة إنتقالية تملك سلطات تنفيذية لعقد الإنتخابات.

وهذا في الحقيقة هو ما دعا إليه مؤتمر جنيف-1 عام 2012، ويحتاج اليوم لدفعة قوية من الولايات المتحدة وروسيا والإتحاد الأوروبي. وتضيف الصحيفة أنه وبسبب عمليات التهجير التي حصلت في سوريا وخلال الأعوام الثلاثة الماضية فعقد الإنتخابات لن يكون متيسرا في المرحلة الحالية.

وعليه هناك حاجة كي يقوم كل طرف بالبحث عن بدائل لخلق ما تصفه الصحيفة ‘ملامح ديمقراطية بدون ديمقراطية رسمية، أي تحقيق الإستقرار، الإجماع، حكم رشيد وفوق كل هذا حس بالإنتماء للمجتمع′.

وترى أن تحقيق هذا يحتاج لمساعدة الدول كي تقوم بإرشاد المفاوضات لتحقيق الأهداف هذه، لأن على الطرفين بناء علاقة ثقة بينهما تقودهما لتحقيق اتفاق، والشرعية التي يعاني منها كل طرف يمكن تعزيزها على طاولة المفاوضات وتحقيق اتفاق لكل السوريين.

صحافيون سوريون يهربون الى الخارج لتجنب تجاوزات الجهاديين

غازي عنتاب (تركيا) ـ ا ف ب: يتعرض الصحافيون السوريون لعمليات خطف وتعذيب وقتل يقوم بها جهاديون مرتبطون بالقاعدة في شمال البلاد المتوتر، تذكر هذه الممارسات كما يقولون بممارسات النظام ودفعت ببعض منهم على الفرار الى الخارج.

فمقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) ‘بدأوا بخطف صحافيين اجانب ‘ كما يقول مراسل لجأ الى تركيا وطلب مناداته باسم عبيد لانه يؤكد ان هذه المجموعة اصدرت حكما بالاعدام عليه.

واضاف انهم بدأوا بعد ذلك بـ ‘خطف صحافيين سوريين’ وهم ‘يقتلون صحافيين الان’.

وتعتبر سوريا اخطر بلد في العالم للصحافة، وقد قتل فيها اكثر من 60 صحافيا منذ بدء اعمال العنف في اذار/مارس 2011، واعتبر 30 في عداد المفقودين (نصفهم من الاجانب)، كما ذكرت لجنة حماية الصحافيين في الولايات المتحدة.

وتتحدث منظمة مراسلون بلا حدود من جانبها عن مقتل اكثر من 120 صحافيا او مواطنا/صحافيا وعن اعتقال اكثر من 40.

ويقول شريف منصور من لجنة حماية الصحافيين ان الدولة الاسلامية في العراق والشام ‘التي تقوم بعمليات خطف وقتل اصبحت اكبر تهديد للصحافيين في سوريا’.

وقد خطف جهاديون من هذه المجموعة احمد بريمو الذي كان يعمل مع عدد من الصحف في حلب (شمال) في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر من منزله، متهمين اياه بأنه جاسوس يعمل لحساب الولايات المتحدة.

وافرج عن احمد بريمو الذي كان مسجونا في الطبقة السفلى من مقر قيادتهم عندما سيطر عليه متمردون في كانون الثاني/يناير.

وقال المراسل ‘تعرضت للتعذيب جسديا ثلاث او اربع مرات فقط، لكن التعذيب النفسي استمر طوال الوقت’، موضحا ان هذا الاعتقال ذكره بحبسه ثلاث مرات في سجون الاسد.

واضاف احمد الذي لجأ ايضا الى الجانب التركي من الحدود ‘دائما كنت اسمع ان السجناء الاخرين يتعرضون للتعذيب’.

ولم يعرف بعد العدد الدقيق للصحافيين الذين خطفتهم الدولة الاسلامية في العراق والشام، لان هذه المجموعة نادرا ما تعلن مسؤوليتها عن هذا النوع من الاعمال، ويفضل عدد كبير من وسائل الاعلام الا يتحدث عن عمليات الخطف خشية التشويش على المفاوضات مع الخاطفين.

لكن عددا كبيرا من الصحافيين السوريين يقولون ان اصدقاء لهم او زملاء تعرضوا للخطف، مشيرين الى انه بات متعذرا العمل في المناطق التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية في العراق والشام.

وبسبب تجاوزات الدولة الاسلامية في العراق والشام وسعيها الى بسط هيمنتها، شن عدد من المجموعات المتمردة هجوما على هذه المجموعة مطلع كانون الثاني/يناير واسفرت معارك عن حوالى 1400 قتيلا، كما ذكرت منظمة سورية غير حكومية.

ودائما ما عولت الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة على شبكتها الخاصة من وسائل الاعلام لتوزيع بياناتها، ووصفت وسائل الاعلام الاخرى بأنها ‘كافرة’ تسعى الى تشويه سمعتها.

وعلى غرار النظام، تريد هذه المجموعة الاشراف على كل ما تقوم به وسائل الاعلام في القطاعات التي تسيطر عليها، كما يقول عبيد.

ويضيف ‘على فيسبوك اكتب عما يفعلونه هنا -خطفوا هذا قتلوا ذاك-.هذا هو السبب الاساسي الذي حملهم على اصدار حكم علي بالاعدام’.

ويؤكد الصحافيون المحليون ان مختلف التهديدات الموجهة اليهم منعتهم من نقل وقائع الهجومات التي تشنها القوات الحكومية، مما عزز الفكرة المنتشرة بين منتقدي الدولة الاسلامية في العراق والشام ان الجهادييين يتعاونون مع النظام.

وقال عبيد ‘في اليوم الاول الذي بدأت فيه طائرات النظام بالقاء براميل متفجرة على حلب، ذهبت مجموعة من الصحافيين لالتقاط صور (عن عمليات القصف) واعتقل احدهم’ من قبل الدولة الاسلامية في العراق والشام.

وضاف ‘انهم يمنعون وسائل الاعلام من تغطية ما حصل وهذا من مصلحة النظام’.

وعلى رغم الاخطار، يقول القسم الاكبر من الصحافيين انهم يريدون العودة الى بلادهم.

وقال عمار دندش الجندي المنشق الذي اصبح مراسلا لشبكة المشرق الاخبارية وهرب الى تركيا بعدما استهدفه مسلحون، ‘قبل ان اصبح صحافيا، انا احد ابناء هذا البلد والثورة، لذلك من واجبي’ ان اعود.

وخلال ستة اشهر، خطف ستة صحافيين وموظفين في هذه الشبكة التلفزيونية المعارضة المعروفة.

وقال دندش ‘من واجبي ان اعمل من اجل بلدي من الداخل.قمت بذلك بوجود النظام ولم اكن خائفا.لذلك سأقوم بالامر نفسه الان’.

الابراهيمي يستعد لفتح قاعة واحدة

دينا أبي صعب

 يوم ثانٍ على مؤتمر السلام. محاولات لعقد لقاءٍ يجمع الطرفين، فشلت جميعها. لكن مفاجأة حملها الابراهيمي في مؤتمره الصحافي، أعلنت أن المواجهة ستتحقق، السبت، خاتماً نهاراً من التصريحات النارية، والردود عالية النبرة.

وبعد أنباء متضاربة عن إلغاء أو تأجيل المفاوضات، التقى الابراهيمي وفد الحكومة السورية عند الثانية عشرة ظهراً، والوفد المعارض عند الخامسة عصراً، لتسلم أوراق عمل الجانبين، بهدف التوصل إلى تجميع النقاط في ورقة واحدة يتم العمل عليها تباعاً.

وكانت العقدة الأساس التي حيك حولها النهار مسألة تنحي الأسد واعتراض المعارضة على الجلوس في مواجهة وفد الحكومة السورية قبل اعترافه بمقررات “جنيف 1”.

  وفي حديث لـ”المدن” حول مدى صحة موافقة النظام لفظياً على مقررات “جنيف 1” قال رئيس المجلس الوطني السابق، وأحد أعضاء الوفد المعارض، برهان غليون إن للنظام “مئة لغة”، واحدة موجهة “للشعب” يرفعون فيها سقف الخطاب، أما “حين يصرحون باللغة الانكليزية يقولون نحن قبلنا قرار مجلس الأمن”.

وعلى هذه النقطة رد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في خلال حديث للصحافين أثناء توجه وفد الحكومة السورية للقاء الابراهيمي قائلاً إن المعارضة واهمة إذا اعتقدت أن النظام سيوافق على نقطة تنحية الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف “المعلم باق في جنيف اليوم وغداً وبعد غد”، وأكد أن “الروس لم يتحدثوا عن  موقف من شخص الرئيس السوري بل عن سلام وعملية سياسية”.

وأشار الزعبي إلى أن وفد الحكومة “مصر على الانخراط في مسار سياسي، وليس لدينا نوايا لتعطيل هذا المسار” متهماً طرح المعارضة بأنه “يتناقض مع السياسة الوطنية للجمهورية العربية السورية”.

 وتعليقاً على التصريحات التي أطلقها أعضاء وفد الحكومة السورية حول مسالة استبعاد الأسد من السلطة، قال غليون إن المعارضة متمسكة بهذة النقطة وهي الأساس الذي ستبنى عليه أي خطوات لاحقة.

 وأضاف ان مسؤولي النظام كانوا “دائماً يراهنون على اللعب بالألفاظ والخداع والمراوغة ولن يتغيروا اليوم في جنيف”. ورداً على قول وزير الخارجية السورية، وليد المعلم “سنغادر جنيف إذا لم تعقد جلسة جديدة بحلول الغد” قال غليون “سمعتم المعلم حين خرج للعالم مثل “سبع البرومبو” وقال إن سوريا تتحدى العالم وتتحدى المجتمع الدولي بما فيهم (الامين العام للأمم المتحدة) بان كي مون”.

وحول هيئة الحكم الانتقالي التي يطالب بها الوفد المعارض، قال غليون “هيئة الحكم الانتقالي ستصبح السلطة الوطنية الشرعية، وإذا اضطرت إلى خوض الحرب ضد أي طرف آخر سيكون هذا دورها” لأن القرارات التي تصدر “عن هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات فهذا يعني أنها صدرت عن قرار وطني”.

من جهته، اعتبر الصحافي المقرب من الوفد المعارض، أحمد كامل لـ”المدن” أن وفد المعارضة جاء ناقصاً إلى جنيف، مشيراً إلى أنه  “يفترض أن يحضر أربعة ممثلين عن الفئات المسلحة في المعارضة، حضر منهم أحمد جغل ممثل هيئة الأركان فقط، في حين غاب ثلاثة، هم ممثلو جيش المجاهدين وأجناد الشام، والجبهة الإسلامية التي تتألف من 105 آلاف مقاتل”.

 وتابع كامل، هؤلاء “رفضوا الحضور بسبب نسبة التمثيل، لأن الجبهة طالبت بخمسة مقاعد من أصل خمسة” معتبراً أن  “غياب هذه الفصائل مشكلة حقيقية لأنها الوحيدة القادرة على تنفيذ أي مقررات قد تصدر عن المفاوضات”.

 أما عن حملة النظام التي تتهم المعارضة بالإرهاب، ويكرر أعضاء وفد الحكومة الحديث عنها في جنيف قال كامل “إن الإرهاب مارسه النظام منذ 44 عاماً في سوريا، وهو اليوم حليف لحزب الله الذي يحاكم بتهمة الإرهاب في (المحكمة الدولية الخاصة بلبنان) في لاهاي”.

وأضاف، مسألة تصنيف الإرهاب “المبهمة” في خطاب النظام تستثني “الصور التي وزعت في الإعلام حول تعذيب وقتل 11 ألف معتقل في سجون النظام”.

 وفي هذا الشأن كان لغليون رأي، إذ قال “إذا تنحى بشار الأسد يعني أننا اقتلعنا المرضع الرئيسي للإرهاب، نظام الأسد هو الإرهاب مجسداً”.

 وقالت مصادر مقربة من ملف المفاوضات في جنيف، في حديث لـ”المدن” إن “هذه النقطة غير واضحة في بيان “جنيف 1″، لأن النص لم يكتبه حقوقيون، والبيان لم يذكر حرفياً مسألة تنحية الأسد”.

 بالتزامن مع هذه الأجواء، وقف خارج مقر الأمم المتحدة عشرات المتظاهرين من أنصار الطرفين، حاملين أعلاماً وشعارات.

وزير الإعلام السوري، ومندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، حملا ما يعرف باسم “علم النظام” وهتفا مع أنصارهم “بالروح بالدم نفديك سوريا”، فيما وقف في الجهة المقابلة، أنصار الثورة، انضم لهم رئيسة وحدة تنسيق الدعم في الائتلاف السوري، سهير الأتاسي وزميلتها في الائتلاف، ريما فليحان وسط هتافات”يلا ارحل يا بشار”.

 إذاً، شعارات متناقضة، رافقت الصحافيين والمفاوضين طيلة النهار، عابرة أسوار مقر الأمم المتحدة وحراسه، فكيف ستكون جولة المفاوضات المباشرة الأولى يوم السبت؟

«سيرك» جنيف يبدأ اليوم: لأ مــا في أمل!

تعثرت المفاوضات في يومها الاول. قضى الأخضر الإبراهيمي وقته، أمس، محاولا العودة الى النقطة الصفر، حيث لا يزال كل من الطرفين متمسكاً بموقفه. الإبراهيمي يتحدث عن إيجابية، لكن طرفي النزاع يدفعان عنهما هذه «التهمة»

حسن عليق

جنيف | «هذه ليست مفاوضات، هذا سيرك»، يقول احد المشاركين في مفاوضات «جنيف ٢» التي كان منتظراً ان تبدأ أمس، فإذا بها تتحوّل الى «لقاءات». وفد الحكومة السورية ووفد المعارضة التقيا، كل على حدة، الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي. والأخير، كان قد حدد موعداً لبدء المفاوضات بين النظام السوري ومعارضيه في قصر الامم المتحدة في جنيف، عند الحادية عشرة صباحاً. وصل الوفد الحكومي، لكن المعارضين تخلّفوا عن الحضور.

أعلنوا انهم يرفضون الجلوس في غرفة واحدة مع ممثلي النظام. كان الطرفان قد اتفقا، اول من أمس، على ان تعقد جلسة المفاوضات الاولى، تحت سقف غرفة واحدة، على الا يتحدث الطرفان احدهما مع الاخر، وألا يتصافح أعضاء الوفدين. وحتى الساعات الاولى من صباح أمس، كان الاتفاق لا يزال سارياً. وفد المعارضة ينفي وجود الاتفاق من اصله، لكن مصادر الوسيط الدولي تؤكد ان الائتلاف أخلّ بالاتفاق، بسبب الخلافات داخل الهيئة المعارضة. فحتى الصباح، لم يكن أعضاء الائتلاف قد اتفقوا على اسم رئيس الوفد المفاوض.

سرّب المعارضون في البداية اسم هيثم المالح، كرئيس للوفد. اثار الامر اعتراضات واسعة، داخل الائتلاف وخارجه. تدخل السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد، وزميله (السابق)، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، ضغطا على المعارضين، الذين توصلوا الى تسوية في ما بينهم، تعطي رئاسة الوفد الى هادي البحرة.

والبحرة محسوب على «الوسطيين» في الائتلاف، لكن المعارضين لجأوا الى «حيلة» لمنع حدوث انشقاقات جديدة في هيئتهم، فسمّوا البحرة «كبير المفاوضين»، بدلاً من «رئيس الوفد المفاوض»، على ان يحمل رئيس الائتلاف احمد الجربا، لقب رئيس الوفد المفاوض، من دون ان يحضر المفاوضات بالضرورة.

وعندما توصّل المعارضون الى هذه النتيجة، عادت الأمور الى النقطة الصفر: سيلتقي وفدا الحكومة السورية والمعارضة اليوم، في غرفة واحدة، على ان يكون بينهما الإبراهيمي ومعاونون له. لن يتوجه الوفدان السوريان بالحديث احدهما الى الآخر، مباشرة، بل يتكلم رئيس كل وفد الى الوسيط، الذي ينقل الكلام الى الطرف الآخر.

هذه الوقائع لم تدفع طرفي الصراع السوري، ولا الوسطاء، الى التفاؤل بقرب التوصل الى اتفاق. فمصادر رسمية سورية تقول انه من الممكن ان يكرّر المعارضون ما قاموا به أمس، لناحية الامتناع مجدداً عن حضور الجلسات. وماذا سيكون ردّ فعلكم في هذه الحالة؟ تجيب المصادر: «لا يمكنك ان تدفع ثمن بطاقة حضور السيرك اكثر من مرة. ما يقومون به ليس سياسة، هذا سيرك». هذا مع الإشارة الى ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم هدّد الإبراهيمي بمغادرة جنيف إذا امتنع وفد المعارضة عن المشاركة بفعالية في المفاوضات.

في المقابل، لا تبدي مصادر المعارضة اي تفاؤل. تكرّر كلامها عن ان النظام لن يقبل تسليم السلطة. وماذا ستفعلون في هذه الحالة؟

«سنتوجه الى مجلس الامن، الذي عليه ان يتصرف ليدافع عن مندرجات القرار ٢١١٨، الذي تبنّى بيان جنيف ١ كاملاً». قال هذه العبارة برهان غليون، الذي استُقدم على نحو عاجل للتحدث مع عشرات الإعلاميين الموجودين في «قصر الامم» في جنيف، وكررتها بكل قناعة مصادر معارضة في أحاديث جانبية مع الإعلاميين.

وبحسب مصادر أممية وأخرى سورية، لم يتوصل الإبراهيمي الى ورقة عمل مشتركة يحدد فيها ما سيجري التفاوض عليه، ونقاط الاتفاق، ونقاط الاختلاف. ولهذه الأسباب، ستبحث جلسة اليوم في قضايا إجرائية. وتشير المصادر الى ان تفسير مقررات «جنيف ١»، ستكون خاضعة للتفاوض أيضاً. بكلام آخر، لا يزال كل طرف على موقفه. المعارضة مصرة على ان يسلم النظام السلطة الى هيئة حكم انتقالي، فيما السلطة السورية ترفض هذا البند، متحدثة عن «جنيف ١» كرزمة واحدة غير مجزأة، طبعاً مع تحفّظات عليها.

برغم ان الأمور لا تزال في مكانها، خرج الأخضر الإبراهيمي أمس على مندوبي وسائل الاعلام، الذين حضروا مؤتمره الصحافي ليقول ان لقاءاته مع وفدي الحكومة والمعارضة السوريين كانت إيجابية ومشجعة. عبّر الإبراهيمي بهاتين الكلمتين عن رأيه في ما جرى خلف الأبواب المغلقة. اكّد ان وفدي النظام والائتلاف سيجتمعان في غرفة واحدة اليوم.

كان مرحاً الى حد كبير خلال المؤتمر، برغم تعبيره عن تبرّمه من العدد الكبير من الصحافيين السوريين الذين طرحوا عليه أسئلة، هي في معظمها مواقف سياسية اكثر مما هي استفسارات. وكشف الإبراهيمي ان المفاوضات ستستمر عدة ايام خلال الأسبوع المقبل، على ان تعلّق بعد ذلك، لمنح فرصة للمتفاوضين.

التعليق الأبرز على كلام الوسيط الدولي أتى من واحد ممن سيشاركون في مفاوضات اليوم، اذ قال: «من الطبيعي ان يقول الإبراهيمي ان لقاءات اليوم كانت مشجعة وإيجابية. هل تريدون من الإبراهيمي ان يعلن فشل مهمته قبل ان تبدأ؟».

لافروف: (جنيف 1) لا يتضمن تنحي بشّار

نصر المجالي

حذر كبير الدبلوماسية الروسية من أن سوريا على موعد مع الفوضى في حال لم يتم المحافظة على مؤسسات الدولة الحالية في بما في ذلك الجيش وقوات الأمن.

 وقال وزير الخارجية الرسي سيرغي لافروف إن: “وثيقة جنيف 1 لاتتضمن أية نقطة تتحدث عن أن أحدا ما يجب أن يتنحى، في إشارة للرئيس السوري بشار الأسد، بل يجري الحديث فيها حول ضرورة أن يتفق السوريون بأنفسهم على تشكيلة ومعايير لمرحلة انتقالية مقبولة للجميع، وفي هذه الوثيقة هناك إشارة في الوقت نفسه إلى ضرورة الحفاظ على مؤسسات المجتمع السوري بما في ذلك الجيش وقوات الأمن”.

وكان مشاركون كبار في مؤتمر (جنيف 2) بمن فيهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري والامين العام للامم المتحدة بان كي مون والمبعوث الاممي الأخضر الإبراهيمي وكذلك المعرضة السورية اشاروا الى ان مفاوضات الوفدين السوريين ستستند الى اتفاق (جنيف 1) الذي يدعو صراحة الى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل هيئة حكم انتقالية.

 فوضى

وشدد لافروف في في حديث لقناة (روسيا) بث اليوم على أن “هذا الموضوع ليس تعبيرا مجرد مجازي، فكثيرون  يقولون اليوم إنه إذا وضعنا تنحية النظام هدفا وحيدا، كما يحاول البعض القيام به الآن، فإن سوريا على موعد مع الفوضى، وهي اليوم غارقة بما يكفي من الفوضى… الجميع يدرك وجوب الحفاظ على النظام والانضباط، ولا سبيل اليوم لذلك إلا في الحفاظ على المؤسسات القائمة”.

وأضاف لافروف:” نحن نقوم بتحضير السوريين لأن يتفقوا بأنفسهم فيما بينهم .. قد يبدو هذا الكلام ساذجا ،لكن في واقع الأمر لاطريق آخر غيره . بالإمكان الضغط على الطرفين، وبالإمكان تحريضهما ودفعهما للجلوس إلى طاولة المفاوضات وعدم إضاعة الفرصة والبحث بشكل حقيقي عن حل توافقي، و ليس بالإمكان أن نضع على الطاولة مخططا ما مسبقا يتضمن مثلا (البند الأول يجب أن يخرج هذا الطرف والبند الثاني يجب أن يدخل طرف آخر.. وهكذا) هذه هندسة اجتماعية لم تفض إلى  نتيجة إيجابية في أي مكان”.

 توسيع الحوار

وعلى صعيد متصل، أكد وزير الخارجية الروسي على ضرورة توسيع الحوار بين السوريين كي تكتسب العملية التفاوضية وزنا حقيقا.

وقال لافروف في حديث للقناة التلفزيونية الرسمية:” لانستطيع أن نأخذ على عاتقنا  كل المسؤولية عن كل مايحدث.. نحن نعمل مع الأميركيين وممثلي الأمم المتحدة وتساعدنا  الدول الثلاث الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، الصين وبريطانيا وفرنسا، وكذلك تساعدنا الدول العربية بالقدر الذي تستطيع فيه التأثير على  المعارضة.

ونبه الوزير الروسي الى انه “ما من شك أن المبادرة الروسية الأميركية شكلت حافزا لكل هذه الجهود، لكن الثنائي الروسي الأميركي الذي دعا إلى ضرورة عقد هذا المؤتمر أظهر استعداده لتجنيد جميع الشركاء في دعم هذه المبادرة”.

وقال: “وفي المحصلة تمكنا مع جمع كل أولئك الذي حضروا إلى مونترو، وقد قلت سابقا أن هذا التمثيل التفاوضي في جنيف2 لايشكل جميع أطياف المجتمع السوري، وإنما هي خطوة أولى وينبغي علينا توسيع هذه العملية وتوسيع هذا الحوار كي تصبح العملية التفاوضية ذات وزن حقيقي”.

تشكيل هيئة الحكم الانتقالية أمام المتخاصمين السوريّين

نصر المجالي

جنيف: التقى وفدا النظام السوري والمعارضة في مقر الامم المتحدة في جنيف لوقت قصير في جلسة مشتركة السبت، في اول محاولة للبحث عن حل للازمة السورية المستمرة منذ منتصف آذار/مارس 2011.

وبدأ الاجتماع بعيد الساعة العاشرة (9,00 ت غ) في غرفة واحدة، واستغرق نحو نصف ساعة ادلى خلالها موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة الاخضر الابراهيمي بكلمة حول النزاع واسس التفاوض. وتم الاجتماع بشكل مغلق بعيدا من كاميرات المصورين والصحافييين.

ودخل الوفدان من بابين مختلفين وجلسا في مواجهة بعضهما من دون ان يتبادلا اي كلمة، بحسب ما ذكر مشاركون في الاجتماع.

ويفترض ان يواصل الابراهيمي اتصالاته مع الطرفين كلا على حدة، على ان تعقد جلسة جديدة مشتركة بعد الظهر. الا ان المتفاوضين سيوجهون كلامهم الى الاخضر الابراهيمي الذي سينقل الى كل وفد كلام الآخر.

ويقود وفد التفاوض من جهة النظام المندوب السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، بينما سمت المعارضة عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة كبير مفاوضيها.

وقال المتحدث باسم وفد المعارضة المفاوض منذر اقبيق للصحافيين السبت ان البحرة “سيقود وفد التفاوض”، مشيرا الى ان رئيس الائتلاف احمد الجربا “باق في جنيف طالما المفاوضات مستمرة، لكنه لن يكون داخل القاعة”.

وقال عضو وفد المعارضة المفاوض وعضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية انس العبدة للصحافيين ان الابراهيمي تكلم عن “مبادى التفاوض واهداف التفاوض وطبيعة التفاوض و(…) النتائج المتوقعة من المفاوضات”.

وتابع “لم يحصل حديث من الطرفين”.

وقال ان الجلسة المقبلة ستتناول “القضايا الانسانية وتحديدا فك الحصار عن حمص”.

واضاف “لدينا مقترح في هذا الاطار وهو متكامل جرى البحث فيه قبل جنيف-2، وحصل حديث مع الصليب الاحمر وبعض الدول القريبة من النظام مثل روسيا ومع الولايات المتحدة والامم المتحدة”.

وتابع “قناعتنا ان هذا المقترح قطع مسافة لا بأس فيها، ونامل الوصول به اليوم الى نتيجة. بمعنى اننا سنطلب منهم وقتا محددا لاعلان وقف اطلاق النار في حمص القديمة لتدخل اليها فرق الاغاثة”.

واعتبر ان ذلك “سيشكل بداية جيدة للمفاوضات”. واشار الى ان المفاوضات حول تشكيل حكومة قد تبدأ الاثنين او الثلاثاء.

الا ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد نفى السبت ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان تكون حمص على جدول الاعمال.

 وصرحت مصادر دبلوماسية بان اول يومين من المباحثات في جنيف ستتضمن مناقشة اتفاق للسماح بدخول المساعدات لمدينة واحدة هي حمص حيث يموت الناس جوعا.

وكاد مؤتمر السلام ينهار يوم الجمعة وهو اليوم الذي كان من المقرر ان تبدأ فيه المحادثات المباشرة ولكنه لم يعد إلى مساره الا بعد ان اقنع الاخضر الابراهيمي الجانبين بالتركيز على قضايا اصغر قد يتم التوصل لاتفاق بشانها.

 وحسب الابراهيمي فإن المفاوضات ستستند إلى بيان القوى العالمية الصادر عام 2012 المعروف باسم (جنيف 1) والذي اقر الابراهيمي إن له تفسيرات مختلفة.

وأوضح الإبراهيمي أن المفاوضات المقرر أن تستمر أسبوعا لن تكون سهلة. وقال “نتوقع بعض العقبات. كنا نود تشكيل الوفدين قبل شهور لإعداد الأمور بشكل افضل.”

ويقلل الدبلوماسيون من شأن الآمال في إحراز تقدم.

وقال دبلوماسي غربي “التوقعات محدودة جدا وسنرى كيف ستتطور الأمور يوما بعد يوم.” وأضاف “كل يوم يواصلون فيه المحادثات هو خطوة صغيرة إلى الامام”.

 خطوات صغيرة

وكان الابراهيمي قد اشار إلى أن هدفه هو البدء بالسعي لخطوات عملية مثل وقف اطلاق النار في مناطق معينة والإفراج عن سجناء والسماح بدخول المساعدات الدولية قبل الانطلاق إلى المفاوضات السياسية الأصعب.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لتلفزيون فرنسا 24 “اعتقد أن التوصل إلى حل سياسي فوري غير واقعي للأسف.

وقال الابراهيمي في مؤتمر صحفي بعد اجتماعات منفصلة مع الوفدين “نتوقع بعض العقبات على الطريق.”

 وبسبب الخلافات الدولية بشأن كيفية انهاء الصراع والتي جعلت التوصل لحل سياسي شامل غير متاح الان سيركز الجانبان على اتخاذ خطوات اصغر لبناء الثقة.

وتختلف المعارضة والحكومة بشكل جوهري بشأن أهداف المؤتمر.

ويرى وفد الحكومة أن القضية الرئيسية في المحادثات هي التوصل إلى حل بشأن “الإرهاب” المدعوم من الخارج، وهو المقصود به المعارضة المسلحة.

بالمقابل، تصر المعارضة على أن يعلن النظام التزامه كتابيا ببيان مؤتمر جنيف الأول، الذي يتبنى عملية انتقال سياسية في سوريا.

ويحض البيان على تشكيل هيئة حاكمة “يمكن أن تشمل أعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة وجماعات أخرى”.

ايلاف

بداية بطيئة للمفاوضات السورية.. والإبراهيمي يتوقع «مطبات»

وفدا الحكومة والمعارضة يجتمعان اليوم في جلستين.. والقضايا الإنسانية مطروحة للنقاش

جنيف: مينا العريبي

انطلقت عملية التفاوض الشاقة بين الحكومة والمعارضة السورية في جنيف أمس، لتكون أولى نتائجها إعلان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي موافقة الوفدين السوريين على الجلوس في قاعة واحدة لبحث أجندة محادثات السلام. وبعد أن اجتمع الإبراهيمي مع الوفدين السوريين كل على حدة أمس، أعلن المبعوث الدولي والعربي «سنلتقي مع وفدي الحكومة والمعارضة السورية في نفس القاعة» اليوم.

ومن المتوقع أن تكون هناك جلستان اليوم، الأولى في الواحدة صباحا، وأخرى في العصر، على أن تستمر المفاوضات غدا أيضا. وكانت بداية المفاوضات بطيئة، إذ إنها ترتكز في مرحلتها الأولى على آلية التفاوض نفسها، ووضع أجندة، قبل الدخول في التفاصيل السياسية. لكن مع ذلك، توقع الإبراهيمي حدوث «مطبات» خلال المرحلة المقبلة، بيد أنه شدد على أهمية استمرار العملية السياسية للخروج بحل للأزمة السورية بعد طول انتظار.

وشهد يوم أمس تقلبات في التوقعات من المحادثات، فبعد أن اتفق الإبراهيمي الليلة قبل الماضية مع ممثلي الحكومة السورية والمعارضة على اجتماع ثلاثي صباح أمس في الساعة الحادية عشرة صباحا، جرى إلغاء اللقاء ليصبح لقاء ثنائيا بين الإبراهيمي ووفد الحكومة السورية بقيادة وزير الخارجية وليد المعلم في الحادية عشرة صباحا، ثم التقى مع وفد المعارضة في الساعة الرابعة عصرا. وأفادت مصادر مطلعة على مجرى المفاوضات بأن اللقاء الثلاثي ألغي أمس بطلب من المعارضة السورية، إذ لم يكن وفدها مهيأ لبدء المفاوضات المباشرة.

وبعد مشاورات بين أعضاء بارزين من المعارضة السورية واتصالات مع دبلوماسيين من مجموعة الـ11 الأساسية، وافق وفد المعارضة على بدء التفاوض الثلاثي اليوم. وجرى تأكيد عدم ترأس رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا وفد المعارضة، وقال الإبراهيمي إن «الجربا أتى كرئيس لوفد المعارضة إلى اجتماع مونترو الوزاري، ولدى المعارضة رئيس (مختلف) للوفد المفاوض، وهذا الأمر لا يقلقنا».

وبعد أن تناقلت بعض وسائل الإعلام أنباء عن إمكانية انسحاب الجربا، حذر الإبراهيمي من المبالغة في تفسير تأخر المفاوضات الثلاثية ليوم واحد، قائلا في مؤتمر صحافي أمس «بعد أن التقى وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في مايو (أيار) الماضي، بدأنا الحديث عن عملية السلام، ولم نتوقع أن تكون عملية سهلة، علمنا أنها ستكون صعبة ومعقدة». وأضاف «في عملنا (الدبلوماسي) هذا، اليقين نادر»، مشيرا إلى إمكانية إحداث تغييرات أخرى لاحقا.

ومن المتوقع أن تكون جلسات اليوم مركزة على آلية التفاوض ووضع إطار لها. وقال الإبراهيمي «أول جلسة لنضمن أننا نفهم ما نقوم به مما نأمل أن يسهل الأمور لاحقا»، مضيفا «نستخدم محادثات لتسهيل الأمور». وسعى الإبراهيمي إلى تقليل التوقعات حول سرعة أو سلاسة سير المفاوضات «آمل أنها بداية جيدة، وآمل أن نتواصل إلى نهاية الأسبوع المقبل»، متوقعا وقف المفاوضات لبضعة أيام بعدها «ليعود الناس إلى ديارهم» قبل استئنافها لاحقا.

ووصف الإبراهيمي اللقاءات الأولى مع وفدي النظام والمعارضة بأنها «مشجعة»، مؤكدا أن المفاوضات ستستمر خلال عطلة نهاية الأسبوع. وبينما بدأ الإبراهيمي مؤتمره الصحافي بالتأكيد على أن «العملية كلها مبنية على بيان (جنيف 1) ليوم 30 يونيو (حزيران) 2012، والطرفان يعلمان ذلك ويقبلان به». وأضاف «هذا أساس مشاوراتنا.. وسنطبق قرار مجلس الأمن 2118، والطرفان يقبلان ذلك». وردا على سؤال حول ما إذا كانت المعارضة السورية رفضت التفاوض مباشرة مع وفد الحكومة إلى حين إعلان قبولها مبدأ تنحي الرئيس بشار الأسد، قال الإبراهيمي إن الاجتماع في جنيف «من غير شروط مسبقة والأساس هو بيان 30 يونيو 2012».

بيد أنه عندما سأله صحافي بشأن ما إذا كان الطرفان قد أكدا بجملة واضحة ومفيدة الالتزام بـ«جنيف 1»، وكل ما يعنيه البيان، أي نقل السلطة إلى حكومة انتقالية، ابتسم الإبراهيمي وقال «إنه سؤال جيد». ويسعى الإبراهيمي إلى مواصلة المفاوضات مع الوفدين السوريين، وأن يجمعهما في غرفة واحدة، حتى وإن كان وفد الحكومة السورية يمتنع عن الإعلان عن موافقته على نقل السلطة إلى حكومة انتقالية متفق عليها من الطرفين. وصرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد للصحافيين قبل لقائه الإبراهيمي مع الوفد السوري صباح أمس «نوافق على (جنيف 1)، وإلا لم نكن لنأت إلى هنا»، ولكن عند سؤاله عما إذا كان يعني ذلك تخلي الرئيس الأسد عن السلطة قال إن هذه «أحلام»، وإن الأمر مرفوض من قبل الحكومة السورية.

ويبدو أن الإبراهيمي لا يريد أن يدخل في تفاصيل ما يعنيه بيان «جنيف 1» لكل طرف، مشددا على أهمية مواصلة التفاوض بين الطرفين، وقال «لن يكون الأمر سهلا، الطرفان يعلمان أهمية ما يحدث، مستقبل بلدهم في المحك، الوضع يزداد سوءا يوميا».

وردا على سؤال من أحد الصحافيين في قناة «سما» القريبة من الحكومة السورية عن محاصرين في بلدة عدرا من قبل جماعات مسلحة، قال الإبراهيمي «هناك محاصرون في عدرا، ومحاصرون في أماكن كثيرة أخرى في سوريا، وأمين عام الأمم المتحدة (بان كي مون) نادى كثيرا برفع الحصار عن هؤلاء الناس». ولفت إلى أن رفع الحصار «من الأمور التي سنتكلم فيها هنا أنه ليس جوهر المفاوضات ولكنه جزء أساسي، فعندما يلتقي سوريون لا يمكن إلا التكلم في الشأن الإنساني».

وبعد أن وردت أنباء حول إمكانية استعداد الحكومة السورية إطلاق الآلاف من المعتقلين لدعم المفاوضات، امتنع الإبراهيمي عن تأكيد الخبر. واكتفى بالقول «نأمل أن الطرفين يقدمان تنازلات تساعد المفاوضات».

وعد المبعوث السويدي المنسق مع المعارضة السورية يان تيسليف أن إجراء المحادثات الأولية أمر مهم لوضع أساس سليم للمفاوضات. وقال إن اجتماع مونترو الوزاري «سار بطريقة أفضل مما توقعناها»، مشيرا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «العمل الآن هو لتحديد القضايا التي سيجري بحثها وفي أي تسلسل، وكيف يجري ذلك. إنها مسألة دقيقة في تحديد كيف تعالج القضايا». وأضاف «إنها مقدمة للمفاوضات»، ممتنعا عن إبداء رأي في الطريقة المثلى للتفاوض، قائلا «المهم أن نتوصل إلى آلية تناسب الطرفين، بدلا من أن تبعدهما.. عندما يتحدث الطرفان، هناك أمل».

ومن جهته، عد عضو المجلس السوري الحر برهان غليون، وهو أحد أعضاء مجموعة المعارضين الذين يقدمون المشورة والقيادة السياسية لوفد المعارضة، اجتماع جنيف «هدفا سياسيا»، معتقدا أنه سيظهر «عدم جدية نظام الأسد» في التفاوض. واستبعد غليون، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن توافق الحكومة السورية على إزالة الأسد من السلطة، قائلا إنه «خلال شهر أو شهرين من المفاوضات سيظهر تشدد النظام وستزداد عزلته». وأضاف أنه «من الضروري كشف حقيقة النظام»، مشيرا إلى أن ذلك سيجعل الروس يبحثون عن خيارات أخرى. ولكن في حال جرى الاتفاق على ذلك، شدد على أن المعارضة حريصة على إشراك كل السوريين في الحكومة. وأوضح «المركب الأمني – العسكري التابع للأسد الحاكم للدولة الآن مرفوض.. نحن نسعى لاستعادة الدولة من هذا المركب». لكنه لفت إلى وجود «أعضاء في الحكومة السورية يمكن التفكير بقبولهم»، لكنه امتنع عن تحديد أسمائهم. وكان من المتوقع أن يجتمع وفد المعارضة مع دبلوماسيين من مجموعة دول الـ11 الأساسية لأصدقاء سوريا، بينما تشاور وفد الحكومة مع دبلوماسيين روس في جنيف، ضمن المشاورات لتحديد موقفيهما قبل بدء مفاوضات اليوم.

وهناك خشية من أنه عندما تبدأ المفاوضات يظل تطبيقها ليس مضمونا، إذ يبقى رهينا لأطراف كثيرة غير حاضرة في جنيف، سواء كانت الجماعات المسلحة أو إيران أو غيرهما.

وردا على سؤال حول إذا كانت مجموعات مثل «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة» الرافضة للمفاوضات ستسمح بتطبيق أي اتفاق تخرج به مفاوضات جنيف، قال الإبراهيمي «ندرك أن هناك جهات داخل سوريا لا تؤيد هذا المسار، هذا أمر معروف ليس سرا. يجب أن نجد طريقة للتعامل مع هذا الوضع». وشدد المبعوث السويدي تيسليف، الذي عمل خلال العامين الماضيين مع المعارضة السورية ونسق معها ومع مجموعة أصدقاء سوريا، على أهمية ضمان تأييد جماعات مؤثرة في سوريا، قائلا «أي أمر يجري الاتفاق عليه هنا بحاجة إلى مصادقة من الكثير من الأطراف غير الحاضرة هنا، بما فيها المجموعات المسلحة ودول من المنطقة».

ومن المتوقع أن يواصل وفد المعارضة المشاورات مع معارضين من مجموعات مختلفة بهدف إقناعهم بالانضمام إلى العملية السياسية، لكن إمكانية جلب دعم من مجموعات أخرى أمس غير المعلوم، إذ إن العملية نفسها هشة ومعالمها لم تتضح بعد.

انتقادات لبنانية لـ«تفرد» وزير الخارجية في الدفاع عن حزب الله بجنيف

مصادر الرئيس سليمان: نتوافق معه على العناوين العريضة.. لكنه يتجاوزها

بيروت: كارولين عاكوم

كان واضحا أن إعادة تذكير الرئيس اللبناني ميشال سليمان في اليوم الثاني لافتتاح مؤتمر «جنيف 2»، بأن «تحييد لبنان يتم عبر الامتناع والتوقف فورا عن التدخل في كل شؤون سوريا الداخلية، خصوصا، في القتال الدائر فيها مهما كانت المبررات»، كانت ردّا على كلمة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور التي دافع خلالها عن قتال حزب الله إلى جانب النظام في سوريا.

هذا الموقف الذي لم يكن جديدا بالنسبة إلى مواقف منصور السابقة، لا سيما في اجتماعات وزراء الخارجية العرب المتعلقة بالأزمة السورية، جعل البعض لا سيما من فريق 14 آذار، الذي يصف منصور بأنه «وزير خارجية سوريا في بيروت»، يعتبر أن كلمة منصور جاءت مكملة لكلمة وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ولم يكن أكثر من ممثل لحزب الله وليس للبنان.

وفي حين أن بعض المعلومات أشارت إلى أن الجزء المتعلق بحزب الله في كلمة منصور لم يكن أساسا ضمن الخطاب المعد سلفا في بيروت بين دوائر وزارة الخارجية وقصر بعبدا، والذي راجعه الرئيس سليمان شخصيا قبل ذهاب منصور إلى سويسرا. وهذا ما جعل سليمان يعيد ويذكر بالفقرة التي حذفها منصور مبدلا إياها بتلك المدافعة عن حزب الله، واكتفت مصادر الرئاسة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بالقول إن وزير الخارجية يبلّغ عادة من الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة بالموقف الرسمي والخطوط العريضة التي يجب التقيد بها، من دون أن تنفي أن الأخير يعمد في أحيان كثيرة إلى تجاوزها، مؤكدة في الوقت عينه أنه عند التصويت عليه أن يلتزم الموقف الرسمي المتمثل بـ«النأي بالنفس».

ولقد أوضح سفير لبنان السابق في واشنطن، الدكتور عبد الله بوحبيب، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنه من المتعارف عليه عند تمثيل وزير الخارجية أو أي وزير في الحكومة لبنان، أن يطّلع كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على المحاور الأساسية في الكلمة التي سيلقيها، مشيرا في الوقت عينه إلى أن موضوع سلاح حزب الله، هو بالتأكيد من المحاور الأساسية لا سيما أنه موضوع خلافي لبناني وإقليمي. وعن الخطوات التي يمكن اتخاذها لمحاسبة أي وزير إذا خرج عن سياسة بلده، قال بوحبيب إلى أن «إقالة وزير تتطلب موافقة ثلثي الحكومة، لكن الأمر لا يمكن تنفيذه في لبنان حيث تكون دائما الحكومة تحمل صفة الوفاق الوطني، واليوم هي أساسا حكومة مستقيلة»، لكنه يشير إلى أنه «عادة يعمد رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة إلى تصحيح هذا الخطأ والتأكيد على هذه السياسة»، إذا ما تجاوز الوزير سياسة لبنان، كما حصل مع منصور في جنيف.

وفي شبه تأكيد منه على هذا التجاوز، لمح منصور في رده على منتقديه، على قناة «المنار» التابعة لحزب الله، بأن الفقرة المتعلقة بحزب الله لم تكن واردة في النص بل كانت «رد فعل مرتجلا» قائلا «لا يمكن السكوت أو غض النظر عندما يتطرق العديد من المتحدثين (خاصة المعارضة السورية) التي تصف حزب الله بالحزب الإرهابي، وهو المقاومة التي شرفت لبنان والأمة كلها وشرفت شعب لبنان من خلال نضالها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأن يوصف حزب الله بالإرهابي أو أنه يقوم بالمجازر فهذا شيء لا نقبله».

وشدد منصور على أنه كان يمثل لبنان ويدافع عن مصالحه وموقفه وعن البيان الوزاري للحكومة المستقيلة الحالية والذي تضمن معادلة «الشعب والجيش والمقاومة»، والتي تشرّع لحزب الله احتفاظه بسلاحه.

الاستياء من كلمة منصور لم يقتصر فقط على المواقف السياسية، بل تعداها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق مؤيدون لفريق 14 آذار «هاشتاغ» يقول «عدنان منصور لا يمثلني»، ليلقى كذلك رد فعل من قبل مؤيدي فريق 8 آذار، بـ«هاشتاغ معارض»: «عدنان منصور يمثلني». مع العلم بأن مواقف مماثلة عدة مناقضة لسياسة «النأي بالنفس» اللبنانية كانت قد صدرت على لسان منصور، وأبرزها في مارس (آذار) الماضي، من خلال المطالبة بتعليق تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية، ووصف قرارات الجامعة تجاه سوريا بأنها «أسهمت في إغراق سوريا في بحر من الدماء»، وهو الأمر الذي أدى بمجلس التعاون الخليجي إلى تحذير لبنان من عدم التزامه سياسة «النأي بالنفس». وهذا الموقف استدعى آنذاك ردود فعل محلية وعربية، إذ حذر مجلس التعاون لدول الخليج العربية لبنان من عدم التزامه سياسته الرسمية المتمثلة في «النأي بالنفس» حيال أزمة سوريا، ليعود بعدها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ويؤكد أن «الحكومة اللبنانية لا تزال ملتزمة سياسة النأي بالنفس عن الوضع في سوريا». وقوله إن هذا القرار لا يزال ساري المفعول انطلاقا من «إعلان بعبدا» الذي تم التوافق عليه خلال «مؤتمر الحوار الوطني» برئاسة الرئيس سليمان.

تصاعد وتيرة القصف الجوي في حلب ودمشق.. وارتفاع قتلى «اليرموك» جوعا إلى 63

«داعش» تنفذ أول عملية إعدام بالسيف في الرقة

بيروت: نذير رضا

تصاعدت وتيرة القصف الجوي لمناطق واسعة في العاصمة السورية دمشق ومدينة حلب وريفها، أمس، بموازاة المحادثات التي تعقد في مؤتمر جنيف 2 للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد ضحايا مخيم اليرموك بسبب الجوع ونقص المواد الطبية، ارتفع إلى 63 قتيلا. وتزامن ذلك مع انسحاب كامل عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش» من بلدة «سرمين» بريف إدلب، وتوجههم إلى مدينة الرقة التي يسيطر التنظيم عليها، وأعدم فيها، أمس، «شابين بالسيف عند دوار النعيم وسط المدينة»، بحسب ناشطين.

وأعلن ناشطون، أمس، تعرّض أحياء عدة في مدينة حلب إلى قصف جوي عنيف نفذته المروحيات العسكرية والطيران الحربي التابعة للجيش النظامي، مستخدمة الصواريخ والبراميل المتفجرة، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا. وقال ناشطون إن الغارة الجويّة التي نفّذتها إحدى المقاتلات الحربية على حي ضهرة عواد، أودى بحياة عشرة أشخاص على الأقل. وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن القصف بالبراميل المتفجرة «استهدف أحياء الشعار والميسّر والجزماتي وكرم حومد»، مشيرا إلى أنه أدى إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل وسقوط عشرات الجرحى.

ويأتي ذلك بموازاة تواصل الاشتباكات في مدينة حلب، بين القوات الحكومية وكتائب المعارضة التي أعلنت عن صد محاولة اقتحام بساتين برّي باتجاه حي المرجة جنوب شرقي مدينة حلب، غداة استهدافه بغارات جوية، أدت إحداها إلى مقتل 3 أشخاص.

وفي ريف دمشق حيث تفاقمت المعاناة الإنسانية في بلداتها المحاصرة، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، ارتفاع عدد قتلى مخيم اليرموك المحاصر منذ 200 يوم، جوعا، إلى 63 شخصا، مشيرا إلى أن القتلى قضوا جراء سوء الأوضاع الصحية والمعيشية، والنقص الحاد في الأغذية والأدوية.

وأوضح المرصد أن 61 شخصا قضوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية في المخيم جراء تدهور الأوضاع الإنسانية والارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية النادرة الوجود أساسا، مطالبا الأمين العام للأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، «بالتحرك العاجل من أجل فك الحصار الذي يفرضه النظام السوري، ومسلحو الحركات الفلسطينية الموالية له، على مخيم اليرموك»، داعيا إلى «تحييد مخيم اليرموك وكافة المخيمات الفلسطينية عن الاشتباكات».

وتعاني الغوطة الشرقية قرب دمشق ظروفا معيشية مماثلة، بحسب ما يقول الناشط طارق الدمشقي لوكالة الصحافة الفرنسية، مشيرا إلى أنه «لم يعد ثمة إمكانية للحياة. الحصار خانق. لا يوجد عمل أو أموال أو دواء أو خبز، وإذا توافر يكون بأسعار جنونية».

في غضون ذلك، تواصلت أعمال العنف في ريف دمشق، ونفذ الطيران الحربي غارات جوية على أحد أحياء مدينة داريا جنوب دمشق، ومناطق في الغوطة الشرقية، بالتزامن مع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة من جهة، والقوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني ولواء «أبو الفضل العباس» من جهة أخرى.

وأفاد ناشطون عن تنفيذ الطيران الحربي غارة جوية على بلدة المليحة في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق في ظل قصف عنيف على البلدة باستخدام المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات النظام في محيط إدارة الدفاع الجوي، مشيرين إلى استهداف الطيران الحربي بلدتي زملكا وأوتابا القريبة من مدينة دوما، بغارات جوية، كما تعرضت رنكوس لقصف مدفعي.

وامتدت الاشتباكات إلى طريق سرغايا – الزبداني، في القلمون، حيث شنّ الطيران الحربي عدّة غارات جويّة على الزبداني، كما تعرّضت المدينة إلى قصف عنيف باستخدام المدفعيّة الثقيلة وقذائف الدبابات من قبل قوات النظام المتمركزة على الحواجز العسكرية التي تحيط بها.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط برميل جديد متفجر على منطقة في خان الشيخ بالغوطة الغربية، كما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في محيط إدارة الدفاع الجوي بالقرب من بلدة المليحة.

في غضون ذلك، أعلنت مصادر سورية معارضة في تصريحات متزامنة نقلتها مواقع إلكترونية، أن عناصر من «داعش» أعدموا شابين بالسيف عند دوار النعيم وسط مدينة الرقة شمال شرقي البلاد، في أول حادثة إعدام بالسيف في سوريا، ما يعدّ تغييرا في سياسة الإعدامات التي درجت على تنفيذها عناصر «داعش» رميا بالرصاص.

وقال ناشطون إن أحد منفذي الإعدام قرأ بيانا يفيد بأن الشابين شتما الرسول الأكرم، ويأتي بعد 10 أيام من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على مدينة الرقة بشكل كامل، حيث شهدت المدينة اقتتالا بين التنظيم وكل من حركة «أحرار الشام» وجبهة النصرة أعقبها خروجهما من المدينة.

إلى ذلك، أشارت مصادر في لواء «داود» في ريف إدلب إلى أنّ عناصر تنظيم «داعش» الذين انسحبوا من بلدة «سرمين»، توجهوا إلى معقل التنظيم في مدينة الرقة (شمال شرقي سوريا)، لافتة في تصريحات لموقع «زمان الوصل» إلى انضمام نحو 10 عناصر من التنظيم وهم من المهاجرين لصفوف اللواء.

المجلس الأعلى الكردي يحتج على استبعاده من محادثات مونترو

مسلم: حقوقنا مغيبة عن طاولة المفاوضات

لندن: «الشرق الأوسط»

احتج صالح مسلم، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، على استبعاد حزبه من المحادثات التي تجري في سويسرا برعاية الأمم المتحدة، متعهدا بمواصلة السعي «من أجل الحرية» في المناطق التي يسيطر عليها تنظيمه.

وقال مسلم، في مؤتمر صحافي عقده في جنيف أمس «بعض القوى تسعى لاستبعادنا من الحلول التي يبحثون عنها، وهم لا يمثلون أحدا، لكننا سنواصل كفاحنا حتى نيل حقوقنا الديمقراطية». وقال مسلم، الذي كان يتحدث باسم المجلس الأعلى الكردي السوري الذي يضم مجموعات من الأقلية الكردية في سوريا، إن جهوده للانضمام إلى المحادثات باءت بالفشل، رغم مطالب متكررة إلى الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا، الجهات الرئيسة الفاعلة، لإحضار النظام السوري وائتلاف المعارضة إلى طاولة المفاوضات.

ويضم وفد المعارضة إلى جنيف عبد الحميد درويش رئيس الحزب التقدمي الديمقراطي الكردي، الذي شكك في مساعي حزب الاتحاد الكردي لتحقيق حكم ذاتي في شمال شرقي سوريا. غير أن مسلم سخر من نفوذ درويش ضمن الوفد، معتبرا أن «حقوق الأقلية الكردية ليست مطروحة على الطاولة». وقال «كيف يمكن تحقيق الديمقراطية في سوريا من دون حل القضية الكردية في سوريا؟ ينبغي تسوية القضية الكردية ضمن (جنيف 2)». وأضاف أن سوريا تضم 3.5 مليون كردي يمثلون نحو 15 في المائة من عدد السكان، إضافة إلى 40 مليون كردي في الشتات منهم عدد كبير في العراق وتركيا.

وقال مسلم إن حركته تساند حقوق الأكراد منذ 2004، قبل سبع سنوات من قمع النظام لتظاهرات سلمية دخلت بعدها البلاد في دوامة حرب أهلية. وأضاف «لدينا تاريخ طويل من الكفاح ضد النظام». غير أنه انتقد أيضا ائتلاف المعارضة السورية قائلا إنه فشل في إعطاء الأكراد تمثيلا عادلا. وقال «كل ما نريده اعتراف دستوري بوجودنا». وأضاف «لم نتمكن من تحقيق ذلك مع الائتلاف، الأشخاص الذين سيتخذون القرارات نيابة عن سوريا ولمستقبل سوريا».

وانسحبت غالبية القوات السورية من معظم المناطق الكردية في صيف 2012 لتصب تركيزها على مقاتلي المعارضة وتتيح حكما شبه ذاتي للأكراد. والمقاتلون الأكراد، خاصة المرتبطين بحزب الاتحاد الديمقراطي، يخوضون معارك شرسة ضد مقاتلي المعارضة المتطرفين. وقبل شهرين أعلنت ثلاث مناطق ذات غالبية كردية الحكم الذاتي، وعينت إحداها الثلاثاء مجلسا بلديا.

وقام المجلس الأعلى الكردي السوري بتشكيل ائتلاف مع ممثلين عن السريان، إحدى أقدم الطوائف المسيحية. واشتكى بسام إسحق، رئيس المجلس الوطني السرياني السوري غير الممثل في المحادثات، من تهميش حركات متأصلة وسط جهود دبلوماسية دولية لإنهاء الحرب في البلاد. وقال اسحق «نحن الشعب الذي عمل يدا بيد لبناء ديمقراطيتنا من القاعدة»، مشددا أمام الصحافيين على أنه من دون «تمثيل حقيقي للشعب السوري فإن (جنيف 2) لن يكون قادرا على الخروج بحل دائم».

وفدا الحكومة السورية والمعارضة وجهاً لوجه

جنيف – بعد تأجيل لمدة يوم وتبادل الاتهامات، يعقد وفدا الحكومة السورية والمعارضة أول اجتماع مشترك بينهما، وجهاً لوجه في غرفة واحدة، اليوم السبت، لبدء محادثات تهدف إلى إنهاء الصراع الدائر منذ ثلاث سنوات.

وكاد مؤتمر السلام ينهار أمس الجمعة، وهو اليوم الذي كان من المقرر أن تبدأ فيه المحادثات المباشرة، ولكنه لم يعد إلى مساره إلا بعد أن أقنع وسيط الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي الجانبين بالتركيز على قضايا أصغر، قد يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها.

وعقب اجتماعات منفصلة مع وفدي الحكومة والمعارضة، أعلن الابراهيمي بعد ظهر أمس الجمعة إلى تنحية الخلاف جانباً. وقال: “اتفقنا على الاجتماع غدا (اليوم السبت)”، مضيفاً أن “المحادثات التي اجريتها مع الجانبين كانت مشجعة”.

وأضاف الإبراهيمي في مؤتمر صحافي بعد اجتماعات منفصلة مع الوفدين “نتوقع بعض العقبات على الطريق”. وأضاف “كلا الجانبين سيكون موجوداً هنا في الصباح .. لن يغادرا السبت أو الأحد”.

ولفت الإبراهيمي إلى أن محادثاته مع الجانبين كانت مشجعة، مضيفاً: “كنا ندرك أن العملية ستكون برمتها صعبة ومعقدة، ولكن هناك حالة من الجو الإيجابي التي عبّر عنها الطرفان في نقاشاتي معهما”.

وأشار إلى أن الجانبين سيركزان على اتخاذ خطوات أصغر لبناء الثقة، وذلك بسبب الخلافات الدولية بشأن كيفية إنهاء الصراع، والتي جعلت التوصل إلى حل سياسي شامل غير متاح الآن.

وتابع: “كما تعلمون العملية برمتها مبنية على البيان الختامي لجنيف – 1، وأعتقد أن الطرفين يتفهمان ويتقبلان هذا الأمر”.

ويتمسك “الائتلاف السوري” بتنحي الأسد عن الرئاسة، وألا تشمل المرحلة الانتقالية والتي دعا إليها “جنيف ـ 1” على وجوده فيها، في حين أكد الوفد الرسمي رفضه لأي شروط، مشدداً على أن الرئاسة “خط أحمر”، وأن أولويات المؤتمر يجب أن تنصب على محاربة الإرهاب.

وقال مندوب المعارضة انس العبدة إن العملية ستبدأ باجتماع قصير في الساعة العاشرة صباحاً (09,00 بتوقيت غرينتش) من صباح اليوم السبت، لن يتحدث فيه سوى الإبراهيمي، وسيلي ذلك جلسة أخرى أطول بعد الظهر.

وحتى هذا قد لا يحدث. وقال مصدر دبلوماسي أمس الجمعة إنه أصبح متحفظاً، مشيراً إلى الهجمات اللفظية الحادة التي شابت افتتاح المؤتمر في مدينة مونترو السويسرية الأربعاء الماضي.

ويشار إلى عنصر عدم الثقة بين الطرفين، وغياب جماعات المعارضة الإسلامية القوية، وإيران، حليفة الرئيس بشار الأسد، عن مؤتمر جنيف، كل هذا، يجعل تحقيق تقدم حقيقي، أمراً بالغ الصعوبة.

وأوضحت مصادر دبلوماسية أن أول يومين من المحادثات في جنيف، ستتضمن مناقشة السماح بدخول المساعدات لمدينة واحدة هي حمص، حيث يموت الناس جوعاً.

وستستند المفاوضات الى بيان القوى العالمية الصادر عام 2012 المعروف باسم “جنيف ـ 1” والذي أقر الابراهيمي أن له تفسيرات مختلفة.

وأوضح الإبراهيمي أن المفاوضات المقرر أن تستمر أسبوعاً لن تكون سهلة. وقال “نتوقع بعض العقبات. كنا نود تشكيل الوفدين قبل أشهر لإعداد الأمور بشكل أفضل”.

ويقلل الدبلوماسيون من شأن الآمال في إحراز تقدم.

وقال دبلوماسي غربي “التوقعات محدودة جداً وسنرى كيف ستتطور الأمور يوماً بعد يوم”. وأضاف “كل يوم يواصلون فيه المحادثات هو خطوة صغيرة إلى الأمام”.

كان الابراهيمي قد أشار إلى أن هدفه هو البدء بالسعي لخطوات عملية مثل وقف إطلاق النار في مناطق معينة، والإفراج عن سجناء والسماح بدخول المساعدات الدولية قبل الإنطلاق إلى المفاوضات السياسية الأصعب.

اختتام جلسة مغلقة بين المعارضة والحكومة السورية دامت 40 دقيقة

بشكل مغلق بعيداً عن كاميرات الصحافيين

اختتمت أول جولة من المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف اليوم السبت. ناقش المشاركون في المباحثات خلال جلسة مغلقة دامت 40 دقيقة، الاستعدادات وإطار العمل بالنسبة للمفاوضات التي من المقرر أن تستمر لفترة قد تستغرق أسبوعاً.

وزير الخارجية السوري وليد المعلم يرأس وفد الحكومة السورية بينما يرأس الناشط السياسي هادي البحرة فريق المعارضة

وكانت الأمم المتحدة أعلنت بدء الجلسة الأولى من المفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام السوريين السبت، في قاعة من قاعات مقر الأمم المتحدة في جنيف.

وقالت المتحدثة باسم الموفد الدولي الخاص كورين مومال فانيان: “اجتمع الوفدان معاً مع السيد الأخضر الإبراهيمي”. وتم الاجتماع بشكل مغلق بعيداً عن كاميرات المصورين والصحافيين.

وعلى صعيد متصل، كشف العضو المشارك في مؤتمر “جنيف 2” عن الحكومة السورية بشار الجعفري عن تفاؤل دمشق بشأن المباحثات المباشرة التي بدأت اليوم السبت مع وفد المعارضة في جنيف.

وقال الجعفري في تصريحات نقلها موقع “سيريا نيوز” الإخباري: “الوفد سيدخل اجتماع السبت مع وفد المعارضة لوضع قواسم مشتركة للانطلاق إلى ما هو جوهري”.

ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد القول: “نحن متفائلون وسنبني على البدايات المعقولة”.

وأضاف “نريد إنهاء الكارثة التي يعيشها الشعب السوري نتيجة الأعمال الإرهابية، والدعم العسكري والمالي الذي تقدمه تركيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة للإرهابيين”.

يذكر أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم يرأس وفد الحكومة السورية بينما يرأس الناشط السياسي هادي البحرة فريق المعارضة في المباحثات المباشرة بين الجانبين التي بدأت اليوم السبت بحضور الوسيط الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي.

جمعت وفدي النظام السوري والمعارضة بإشراف الإبراهيمي

انتهاء أول جلسة مفاوضات مباشرة بجنيف2

                                            انتهت في مدينة جنيف صباح اليوم السبت أول جلسة مفاوضات مباشرة بين وفد النظام السوري ووفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. وجرت هذه الجلسة في غرفة واحدة بإشراف الممثل المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي.

 وتهدف هذه المفاوضات -التي بدأت في الساعة التاسعة صباحا بتوقيت غرينيتش- إلى بحث حل سلمي للصراع المسلح الذي اندلع في البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات، الذي أسفر حتى الآن عن أكثر من 130 ألف قتيل، إضافة إلى ملايين الجرحى والنازحين واللاجئين.

 وقال مراسل الجزيرة  من جنيف عامر لافي إن الجلسة استمرت نصف ساعة، واقتصرت على كلمة للإبراهيمي، مضيفا أن الجلسة الثانية ستعقد مساء اليوم في الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي لجنيف.

من جهته قال عضو الائتلاف السوري المعارض عبيدة النحاس إن الإبراهيمي أعاد التأكيد في كلمته صباح اليوم على أن مفاوضات جنيف2 هدفها بحث سبل تطبيق بيان جنيف1، الذي أعلنته قوى عالمية عقب اجتماع بجنيف في يونيو/حزيران 2012.

وأضاف النحاس في تصريحات للجزيرة أن ما يهم وفد المعارضة هو أن الإبراهيمي بذلك “يكون قد ثبّت بحضور وفد النظام أن الهدف هو تطبيق بيان جنيف1″، وهو ما كان أعلن وفد النظام في وقت سابق رفضه.

وكشف النحاس أن الجلسة التي ستعقد بعد ظهر اليوم ستبحث إجراءات فك الحصار عن مدينة حمص وسط سوريا وسحب القوات النظامية منها.

وقال مراسل الجزيرة عامر لافي في وقت سابق إن الجلسات الأخرى -التي ستعقد اليوم وغدا بين الوفدين- ستناقش فك الحصار عن بعض المدن السورية التي تطوقها قوات النظام، والسماح بإدخال مساعدات غذائية إليها، مشيرا إلى أن البداية ستكون من مدينة حمص الواقعة وسط سوريا.

تخفيف المعاناة الإنسانية

ونقل المراسل عن أعضاء في وفد الائتلاف السوري المعارض قولهم إن الجلسات الأولى من المفاوضات ستبحث تخفيف المعاناة الإنسانية في المدن السورية، وستكون “مناسبة لاختبار جدية النظام، وبعدها سيتم الانتقال لمواضيع أخرى مثل إطلاق الأسرى، وبحث القضايا السياسية الأخرى”.

وأضاف المراسل أن المفاوضات ستجري على مسارين، الأول يناقش القضايا الإنسانية والآخر يناقش القضايا السياسية، خاصة ما نص عليه بيان جنيف1 من إنشاء هيئة حكم انتقالية في سوريا تكون لها جميع الصلاحيات التنفيذية، بما في ذلك على قوات الجيش والشرطة.

بدورها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عضو الهيئة السياسية في الائتلاف أحمد رمضان قوله أمس الجمعة إن مفاوضات اليومين المقبلين ستتناول مسألة الأحياء المحاصرة في مدينة حمص. وقال “غدا وبعد غد سنناقش حصرا مسألة حمص وفك الحصار عنها وتأمين الممرات الإنسانية للأحياء المحاصرة فيها، ووقف عمليات القتل والقصف التي يقوم بها النظام”. وتابع “بعد ذلك سنتحرك لمناقشة موضوع جنيف1 ومرجعيته”.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر دبلوماسي قوله إنه تم بحث الجوانب العملية المتعلقة بموضوع إدخال المساعدات إلى حمص، وإن الأمور جاهزة و”يمكن أن يحدث الأمر سريعا ما لم تعرقله الحكومة (السورية)”.

وكان الإبراهيمي قد أشار في مؤتمر صحفي أمس بجنيف إلى أن هدفه هو السعي للبدء بالاتفاق على خطوات عملية مثل وقف إطلاق النار في مناطق معينة والإفراج عن سجناء والسماح بدخول المساعدات الدولية قبل الانطلاق إلى المفاوضات السياسية الأصعب.

في السياق، نقلت وكالة رويترز عن عضو الهيئة السياسية في الائتلاف أنس العبدة قوله إن المفاوضات ستبدأ باجتماع قصير في الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش لن يتحدث فيه سوى الإبراهيمي، وستلي ذلك جلسة أخرى أطول بعد الظهر. وأضاف “وحتى هذا قد لا يحدث”.

في غرفة واحدة

وكان من المقرر أن تبدأ هذه المفاوضات المباشرة صباح أمس الجمعة، لكنها تأجلت بعد أن رفض وفد الائتلاف التفاوض المباشر مع وفد النظام ما لم يوافق أولا على بيان جنيف1 الذي أصدرته قوى عالمية في يونيو/حزيران 2012، والذي دعا إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية في سوريا تكون لها صلاحيات تنفيذية كاملة.

بدوره، رفض وفد النظام السوري هذا الشرط، ونقلت مصادر عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله يوم أمس إن وفده سيغادر جنيف إذا لم تبدأ مفاوضات جدية في غضون 24 ساعة.

وعقب اجتماعات منفصلة مع الوفدين أعلن الإبراهيمي أنهما وافقا على الاجتماع في غرفة واحدة، ووصف المحادثات -التي أجراها مع الجانبين- بأنها “كانت مشجعة”، وقال إن الطرفين قبلا بالتفاوض على أساس بيان جنيف1، لكن التفسيرات تختلف بشأنه، حسب قوله. وأضاف أنه يتوقع “بعض العقبات على الطريق”.

وينص بيان جنيف1 على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة مؤلفة من ممثلين عن النظام والمعارضة تتولى المرحلة الانتقالية، كما ينص على وقف العمليات العسكرية وإطلاق المعتقلين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.

ويرى دبلوماسيون أنه من الصعب تسجيل تقدم في مفاوضات مؤتمر جنيف2 بسبب انعدام الثقة بين الطرفين المتفاوضين، وبسبب غياب جماعات إسلامية مسلحة معارضة توصف بأنها قوية على ساحة القتال في سوريا، وكذا غياب إيران حليفة النظام السوري.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد وجه الدعوة في اللحظات الأخيرة إلى إيران لحضور مؤتمر جنيف2، لكنه سحبها بعد 24 ساعة بسبب رفض طهران تبني البيان الختامي لجنيف1، كما أن الائتلاف السوري المعارض هدد بمقاطعة المؤتمر إذا دعيت إليه إيران، وطالب بسحب الدعوة الموجهة لها.

ويقلل دبلوماسيون من شأن ما يمكن أن تتوصل إليه مفاوضات جنيف2. وقال دبلوماسي غربي “التوقعات محدودة جدا، وسنرى كيف ستتطور الأمور يوما بعد يوم”، وأضاف “كل يوم يواصلون فيه المحادثات هو خطوة صغيرة إلى الأمام”.

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لتلفزيون فرنسا 24 “أعتقد أن التوصل إلى حل سياسي فوري غير واقعي للأسف”.

قصف على ريف دمشق وحلب ومعارك بدرعا

قال ناشطون إن طائرات النظام ألقت سبعة براميل متفجرة على الأحياء السكنية في مدينة داريا بريف دمشق، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح العشرات وفق مراسل الجزيرة نت بدمشق، في حين وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عمليات تعذيب للمعتقلين وقصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة على الأحياء السكنية في الأيام الثلاثة الماضية.

والتقط ناشطون صورا للحظة إلقاء الطائرة براميل سقطت وسط المدينة, حيث تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام الذي يسعى للسيطرة على المدينة. وذكر الناشطون أن هناك عددا من الجرحى لا يزالون تحت الأنقاض، وأنه تبذل محاولات لإخراج العالقين والمصابين من بين الركام.

كما نفذ الطيران الحربي غارة على بلدة تلفيتا شمالي دمشق، فيما دارت اشتباكات على أطراف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق.

ويسيطر المقاتلون على أغلبية أحياء المخيم الذي تحاصره قوات النظام منذ أشهر، ويعاني سكانه ظروفا إنسانية صعبة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة إن 63 شخصا قضوا في المخيم جراء الجوع ونقص المواد الطبية في الأشهر الماضية.

قصف بحلب

وفي حلب، أفادت شبكة سوريا مباشر بسقوط قتلى وجرحى نتيجة قصف جوي على حيي مساكن هنانو والميسر، كما شن سلاح الجو أيضا غارة على بلدة حريتان في ريف حلب، في حين شهدت الأحياء الخارجة عن سيطرة النظام قصفا جويا مكثفا في الأسابيع الأخيرة.

وكانت الغارات على حلب قد أوقعت عدة مئات من القتلى والجرحى في الأسابيع القليلة الماضية, ونددت بها دول غربية بينها الولايات المتحدة.

وفي حمص، قالت شبكة سوريا مباشر إن قوات النظام قصفت بالهاون بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي، وأوضحت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام تقصف بالمدفعية الثقيلة والهاون مدينة تلبيسة بالريف.

وفي درعا، قالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش السوري الحر وقوات النظام على الجبهة الجنوبية لمدينة الشيخ مسكين بريف درعا، وأفادت الشبكة بسقوط قتيل وعدد من الجرحى جراء قصف الطيران الحربي على أحياء درعا البلد.

كما أفاد اتحاد التنسيقيات بأن الطيران الحربي شن غارة جوية على مخيم مدينة درعا، فيما تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا.

وفي حماة، ذكرت شبكة سوريا مباشر أن قصف طيران النظام لقرية المصاصنة بريف حلب الشمالي أسفر عن سقوط جرحى بين المدنيين.

تعذيب معتقلين

في غضون ذلك، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنه بالتزامن مع اليوم الثالث لمؤتمر السلام المنعقد في جنيف، واصلت قوات النظام السوري عمليات تعذيب المعتقلين والقصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة على الأحياء السكنية.

وأفادت الشبكة بأنها وثقت أثناء الأيام الثلاثة الماضية مقتل 161 مدنيا، بينهم 22 طفلا، و23 امرأة، و36 شخصا عذبوا حتى الموت.

وأشارت الشبكة إلى أن نسبة الضحايا من النساء والأطفال بلغت 31%، معتبرة ذلك مؤشرا على استهداف القوات الحكومية للمدنيين.

كما طالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بممارسة ضغط حقيقي يجبر الحكومة السورية على التوقف فورا عن القصف والتعذيب.

توثيق أممي لجرائم حرب جديدة في سوريا

كشفت الخبيرة الأميركية في جرائم الحرب كارين أبو زيد أن خبراء الأمم المتحدة لجرائم الحرب وثقوا في تقرير جديد أكثر من جريمة تعذيب وقتل ارتكبها طرفا النزاع في سوريا، وذلك بعد أيام من الكشف عن صور لـ11 ألف معتقل قضوا في السجون السورية بسبب التعذيب.

وقالت أبو زيد -التي تعمل في لجنة تحقيق مستقلة أنشأتها الأمم المتحدة في 2011- إن الخبراء يعدون قائمة سرية رابعة للمشتبه فيهم سواء من الأفراد أو الوحدات لصلتهم بجرائم ارتكبت منذ يوليو/تموز الماضي.

وأشارت في مقابلة مع رويترز إلى أن من بين الأساليب الموثقة التي استخدمتها الحكومة الصدمات الكهربائية والضرب المبرح والحرق بالسجائر والإعدام الوهمي والحرمان من النوم والتعذيب النفسي مثل التهديد باغتصاب أفراد العائلة.

ونسب محققو الأمم المتحدة أيضا جرائم تعذيب وقتل لمقاتلي المعارضة، وقالوا في سبتمبر/أيلول الماضي إن المقاتلين “المتشددين” والمقاتلين الأجانب صعدوا من عمليات القتل والإعدام والانتهاكات في شمال البلاد.

وأكدت المسؤولة الأممية أن الحصول على المعلومات من جماعات المعارضة المختلفة بات أكثر سهولة بسبب ما وصفته بالانقسامات في ما بينها.

ويضع الأعضاء الأربعة -من بينهم أبو زيد- في لجنة التحقيق برئاسة باولو بينهيرو، اللمسات الأخيرة على تقرير من المقرر أن يصدر في العشرين من الشهر المقبل.

واعتمدت اللجنة على ما يزيد عن عشرين محققا أجروا مقابلات مع خمسمائة لاجئ ومنشق وأشخاص ما زالوا في سوريا منذ يوليو/تموز الماضي ليصل مجمل عدد الشهادات التي تم جمعها إلى 2600 منذ أن بدأ التحقيق في سبتمبر/أيلول 2011.

تقارير سابقة

وكان فريق آخر من المحققين الدوليين في جرائم الحرب وخبراء الطب الشرعي كشفوا قبل أيام عن ما سموها أدلة دامغة على عمليات تعذيب وقتل ممنهجة قام بها نظام الرئيس السوري بشار الأسد بحق المعتقلين في السجون السورية، وقالوا إنها تكفي لإثبات ارتكاب النظام جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.

وقال فريق المحققين في تقريره إنه تلقى صورا بلغ عددها نحو 55 ألف صورة لـ11 ألف ضحية خضعت لعمليات تعذيب وقتل ممنهجة.

وفي ديسمبر/كانون الأول المنصرم، اتهمت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة نافي بيلاي نظام الأسد بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في بلاده.

وفي تقريريها الأخير الذي نشر يوم 11 سبتمبر/أيلول السابق، اتهمت لجنة التحقيق بشأن سوريا النظام بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب واتهمت كذلك مسلحي المعارضة بارتكاب جرائم حرب.

الوفدان السوريان يناقشان فك الحصار عن حمص عصر اليوم

الجلسة الصباحية لم تتخللها لا مصافحة ولا حديث مباشر بين أعضاء الوفدين

جنيف – حسين قنيبر

أفاد موفد “العربية” إلى جنيف، اليوم السبت، بانتهاء الجلسة الأولى المباشرة بين وفدي المعارضة والنظام بحضور المبعوث الأممي، الأخضر الإبراهيمي، في حين ينتظر أن يعقد الطرفان، بحضور الوسيط الدولي أيضاً جلسة أخرى عصر اليوم.

وسبقت الجلسة الصباحية جهود حثيثة من الوفدين الروسي والأميركي لإقناع الطرفين السوريين بقبول دعوة الإبراهيمي للجلوس في قاعة واحدة. وخلال الجلسة، ألقى الإبراهيمي خطاباً أمام الوفدين اللذين دخلا وخرجا من القاعة من بابين مختلفين، ولم يحصل بينهما أية مصافحة، كما لم يتوجها بالحديث لبعضهما بعضاً.

وحضر الاجتماع الصباحي، من جانب النظام كل من نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وأحمد عرنوس، وهو أحد أعضاء وفد النظام. كما يرجح أن تكون حضرت الاجتماع رئيسة مكتب الإعلام والاتصال في الرئاسة السورية لونا الشبل.

وغاب عن الجلسة الصباحية من جانب وفد النظام، كل من وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ووزير الإعلام عمران الزعبي، والمستشارة السياسية لبشار الأسد بثينة شعبان. ولم يعرف إن كانت هذه الشخصيات ستحضر جلسة العصر.

وتم تبرير غياب شخصيات رئيسية من وفد النظام المفاوض في جلسة اليوم الصباحية، بتغييرات طرأت على وفد المعارضة المفاوض، إلا أن المعارضة أكدت أن لا تغييرات طرأت على وفدها، حيث إن هناك فرقاً بين وفدها الرسمي لـ”مؤتمر جنيف 2″ ووفدها التفاوضي، فعلى سبيل المثال ميشيل كيلو عضو في أول وفد، إلا أنه ليس جزءاً من الوفد التفاوضي.

غياب شخصيات رئيسية

ومن المقرر أن تركز جلسة بعد الظهر التفاوضية بشكل رئيسي على مسألة إنسانية، وهي فك الحصار عن بعض أحياء حمص. وعلمت “العربية” أن وفد الائتلاف سيقترح هدنة إنسانية لفك هذا الحصار، خاصة بعد أن ضمن تعاون الكتائب المقاتلة على الأرض للالتزام بوقف إطلاق النار.

وكما في الجلسة الصباحية، لن يوجه الوفدان الكلام مباشرة لبعضهما بعضاً، حيث سيتوجهان بالحديث للإبراهيمي فقط. وسيقدم كل فريق أفكاره للوسيط الدولي، ويرد الفريق الآخر ،بتقديمه للإبراهيمي أيضاً، أفكاره المضادة.

وكان الإبراهيمي قد طلب من الوفدين إعداد ورقة عمل، سيبنى على أساسها ورقة مشتركة تنطلق المفاوضات على أساسها.

وأكد مراسل “العربية”، نقلاً عن مصدر دبلوماسي غربي أن الطرفين سيناقشان، يوم الاثنين القادم، النقطة المحورية في بنود “حنيف 1″، والمتعلقة بتشكيل هيئة حكم انتقالي رغم تصريحات وفد النظام المتتالية حول رفضه مناقشة نقل السلطة عبر حكومة انتقالية.

القبول بـ”جنيف 1″

وفي وقت سابق، أكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وفد النظام السوري لم يوافق على مقررات “جنيف 1″، وذلك قبيل اجتماعه مع وفد المعارضة، السبت.

وأعلن وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، أن دمشق لديها تحفظات على تشكيل سلطة انتقالية لسوريا في مؤتمر “جنيف 2”.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي بعد لقائه، الجمعة، على انفراد وفدي المعارضة والنظام السوري، إن الوفدين قبلا بمبادئ بيان “جنيف 1” كأساس للنقاش.

وقال أنس العبدة، عضو وفد المعارضة السورية، إن الأخيرة ستجتمع مع وفد الرئيس بشار الأسد السبت بناء على قبول مقررات مؤتمر “جنيف”.

ومن جانبه، اعترف الإبراهيمي بصعوبة تحقيق هدف اجتماع وفدي النظام والمعارضة في قاعة واحدة، وقال: “في أحاديثنا كنا ندرك أن العملية صعبة ومعقدة، ولكن هناك حالة من الجو الإيجابي التي عبر عنها الطرفان، وكما تعلمون العملية برمتها مبنية على البيان الختامي لـ”جنيف 1″، والطرفان يتفهمان ويتقبلان هذا الأمر”.

وأضاف: “هذا هو أساس مناقشاتنا، وسوف نسعى للعمل على كيفية المصادقة على هذا البيان أو القرار 20/18 من قبل مجلس الأمن”.

مغربية “تحشو” مال الجهاد السوري بثيابها الداخلية

نوال مسعّد وأمل الوهابي أمام القضاء البريطاني بشبهة تمويل إرهابيين في سوريا

لندن – كمال قبيسي

مثلت أمام القضاء البريطاني أمس الخميس مغربيتان بالأصل، اعتقلتهما شرطة سكوتلنديارد منذ 8 أيام، واحدة بعد الظهر في بيتها بلندن، والثانية قبلها بساعات في مطار هيثرو وهي تهمّ بالمغادرة صباح الخميس إلى إسطنبول، بعد العثور على رزم مجموعها 20 ألف يورو (أي تقريبا 27500 دولار)، وكانت في المكان السهل الممتنع، أي “محشوة” في ثيابها الداخلية تماماً.

حمّالة المال لمقاتل أو أكثر في سوريا هي الطالبة الجامعية نوال مسعّد، البالغ عمرها 26 سنة. أما شريكتها التي اعتقلوها بالبيت فأم لابنين، أحدهما عمره 5 أعوام والثاني 7 أشهر، وهي أمل الوهابي، التي تكبرها بعام، والاثنتان هما أول حاملتين للجنسية البريطانية يتم اعتقالهما بما له علاقة بالحرب في سوريا، طبقاً لما يمكن فهمه مما ذكرته وسائل إعلام بريطانية اطلعت عليها “العربية.نت” اليوم الجمعة.

والتهمة التفصيلية لأمل وشريكتها هي “محاولة تمويل أنشطة إرهابية في سوريا”، وعنها تم مثولهما لوقت قصير أمام قاضي محكمة ويستمنستر في وسط العاصمة البريطانية، فبكت عنده أمل الوهابي أولاً، ولحقتها بالبكاء شريكتها نوال، وبعد الدموع اقتصر المثول على ذكرهما لاسميهما وتاريخ الميلاد وعنوان كل منهما في بريطانيا، ثم اختصر القاضي هوارد ريدّل الشرح بأن سبب الاعتقال هو الشبهة بتمويل أنشطة إرهابيين بريطانيين يقاتلون في سوريا، ثم أبلغهما بضرورة مثولهما ثانية أمام محكمة أخرى الخميس المقبل.

والمعلومات قليلة جداً عن نوال وشريكتها اللتين بحثت “العربية.نت” إذا ما كانت لهما حسابات في مواقع للتواصل الاجتماعي أو غيرها، فعثر على حساب في “فيسبوك” لكل منهما، ومن الحسابين قامت بتحميل بعض الصور. ولا ورد مما ذكرته الصحف البريطانية ما إذا كانت محاولة السفر بالمال هي عن علاقة مباشرة للمعتقلتين ببريطانيين يقاتلون في سوريا، أم كانت لقاء أجر معلوم، وكله سيتم الكشف عنه في جلسات محاكمتهما المقبلة.

ويسود قلق واضح لدى السلطات البريطانية من تزايد عدد البريطانيين الذين يسافرون الى سوريا للقتال، بحسب ما ذكرت أمس الخميس صحيفة “إيفنينغ ستاندارد” في مقابلة أجرتها مع رئيس شرطة مكافحة الإرهاب، حيث أكد ريتشارد والتون أن أجهزة الأمن أوقفت 14 بريطانياً في أول 3 أسابيع من السنة الحالية، وكانوا يهمون بالتوجه الى سوريا للقتال “وهو رقم يشكل أكثر من نصف عدد الملتحقين بسوريا خلال العام الماضي”، كما قال.

وذكر والتون أن الأمن البريطاني يتعقب المحتمل ضلوعهم بتجنيد شباب بريطانيين للقتال في سوريا، “وينتظر شنّ حملة اعتقالات واسعة في أقرب وقت”، موضحاً أن الشرطة تخشى أعمالاً إرهابية يشنها المقاتلون بعد عودتهم. وتزامن حديثه مع اعتقال فتاتين تبلغان من العمر 17 عاماً في مطار هيثرو هذا الشهر، اشتباها بانتمائهما لخلايا إرهابية، إضافة لاعتقال نوال وأمل المغربيتي الأصل.

والإغراءات دائماً دينية متشددة لإقناع الشباب المسلم في بريطانيا للحاق بآخرين يقاتلون في سوريا، كأحدهم مجهول الهوية ظهر في فيديو مدته 3 دقائق بالانترنت الأسبوع الماضي وهو ملثم، وتحدث من سوريا بلكنة الطبقة العاملة في بريطانيا، ودعا مسلميها للسفر إلى هناك والانضمام لواحدة من التنظيمات الإسلامية المتشددة، وهي “راية التوحيد” الزاعمة دائماً بأنها توزع مواد وفيديوات بالإنجليزية تنتجها “داعش” في العراق، وبعضها مقزز اللقطات ويتعمد إظهار البشع والدموي منها، الى درجة أن مراقبين يعتقدون بأنها من فعل النظام ليؤكد أنه يواجه حركات إرهابية لا ثورة عليه من شعبه.

شهادات صادمة لسوري حي “ميّت من الجوع” باليرموك

“والله ما بعرف”.. كان جوابه عن سؤال يتعلق بآخر مرة تذوق فيها الطعام

دبي – صخر إدريس

تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، وصلت “العربية.نت” نسخة منه، ومدته 27 ثانية كانت كفيلة بإثبات موت الإنسان جوعاً ونقل الواقع الأليم الذي يعاني منه السوريون في المناطق التي فرض عليها النظام السوري حصاراً محكماً، ومنع عنها كافة المواد الغذائية والأولية التي تكفل أدنى متطلبات استمرار الحياة لأي إنسان.

وظهر في الفيديو رجل مسن هزيل البنية، يعاني من انخفاض شديد في الوزن، مع بطن غائر شد عليه حزام بنطاله، ويبدو الإنهاك والتعب الشديدان واضحين على وجهه الذي تبرز منه العظام بشكل ظاهر، ويكسوه جلد رقيق يتغذى على ما تبقى لهذا الرجل من طاقة، إضافة إلى أطراف ذائبة العضلات.

“والله ما بعرف”.. كان هذا جواب الرجل المسن عن آخر مرة تذوق فيها الطعام، وقال إنه قد يأكل صحن “خبيزة” صغيراً، وطلب من الذي يصوره ألا يضحك عليه، والخبيزة هي فصيلة نباتية معروفة شعبياً تنمو على جوانب الطرق.

وطالب ناشطون الائتلاف السوري الذي يعقد مفاوضات “جنيف 2” مع وفد من النظام السوري بإيصال هذا الفيديو للمجتمع الدولي، وفك الحصار فوراً عن المناطق التي يقوم النظام بتجويعها.

ويتعرض سكان بعض المناطق والمدن في سوريا إلى حملة تجويع ممنهجة من قبل النظام السوري، لإجبارهم على الرضوخ لمطالبه، وتعتبر أحياء “معضمية الشام”، المعروفة باسم “المعضمية”، وحي “مخيم اليرموك” و”الغوطة الشرقية” من أهم المناطق التي يتعرض سكانها لحملة تجويع شرسة، تسببت بوفيات كثيرة، ناجمة عن الحصار الشديد الذي فرضته سلطات النظام السوري على هذه الأحياء.

وتحذر العديد من الجهات الدولية من المجاعات التي تحصل في سوريا نتيجة الحصار المفروض عليها من النظام، وطالبت مجلس الأمن الدولي عدة مرات من النظام السوري بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية، لكن ذلك دون جدوى.

الإبراهيمي يعتبر موفدة تلفزيون سوريا مذنبة.. ويضحك

طالب صحافياً عراقياً وصحافية سورية بالدعاء لنجاحه ولم يرد على سؤال عميد الصحافيين

دبي – قناة العربية

لم يخل المؤتمر الصحافي للمبعوث المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، من مواقف طريفة، وطرق مختلفة للتخلص من أسئلة بعض الصحافيين، على الرغم من مشقة مهمته الكامنة في السعي إلى جمع طرفي الأزمة السورية؛ المعارضة والنظام على طاولة واحدة للتفاوض. إلا أن الدبلوماسي المخضرم، وجد فسحة للابتسام، والتهرب من أسئلة بعض الصحافيين بأسلوبه الخاص. فقد تجاهل الإبراهيمي بعض الأسئلة بدبلوماسية فائقة، ورد على أسئلة أخرى بالطلب من الصحافيين الدعاء له في مهمته، في حين رد على سؤال لموفدة التلفزيون السوري، ضاحكاً، بأنها مذنبة.

في حين اكتفى بالقول حين سأله عميد الصحافيين غولدن مارتن “ما إذا كان لديه الاتفاقية الواضحة بين الطرفين السوريين حين يلتقيان للتفاوض غداً”، سؤال جيد، دون إعطاء أي إجابة، بل ترك الكلام لشخص آخر.

أما لدى توجيه الصحافي العراقي ميتم الزيدي سؤاله إلى الدبلوماسي الجزائري، فاكتفى الأخير بالطلب إليه بالدعاء من كربلاء والنجف من أجل نجاح مهمته. ولعل اللحظة الأطرف كانت عندما همت موفدة التلفزيون السوري بتوجيه الكلام إليه، متسائلة ما إذا كانت ستعتبر مذنبة، فأجابها “نعم نعم تقريباً”.

غليون: إذا فشل جنيف 2 سنتجه إلى مجلس الأمن

رئيس المجلس الوطني السوري الأسبق قال إن المعارضة السورية لن تنسحب

العربية.نت

فتح برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري الأسبق، النار على وفد النظام السوري المفاوض في “جنيف 2″، وقال إنه يسعى لإفشال المفاوضات حتى قبل أن تبدأ.

وقال غليون في مقابلة على الهواء مع “العربية” من جنيف، إن “وفد المعارضة السورية سيشارك في المباحثات، ولديه موعد مع الأخضر الإبراهيمي بطلب منه”، مؤكداً أن “وفد المعارضة لن ينسحب من المفاوضات حتى تتحقق للشعب السوري مطالبه”.

وأضاف غليون أن “وفد الأسد لم يأت إلى جنيف إلا تحت الضغط، وهو يسعى لإفشال المفاوضات”، منتقداً القضية التي يدافع عنها هذا الوفد بقوله “التمسك ببقاء الأسد هو القضية الوحيدة التي يحملها هذا الوفد المفاوض، ولكن هل هذه قضية يتفاوض بها أمام أنظار العالم”.

ولاحظ برهان غليون أن “فشل مفاوضات “جنيف 2″ سيجعل المعارضة السورية تتجه لمجلس الأمن، كي يتدخل ويتحمل مسؤولياته أمام نظام الأسد”.

وسجل غليون لـ”العربية” أن “قبول نظام الأسد بالمباحثات لن يترك أي مجال سوى لقبول نتائج المفاوضات كما تم تحديدها في جنيف 1، وكما ينتظر من جنيف 2”.

وفسر كلامه قائلاً “جنيف 1” حدد محاور المفاوضات، أما “جنيف 2″ فطرح آلية التنفيذ، وذلك من خلال تشكيل حكومة انتقالية تعوض النظام القائم”.

وعبر رئيس المجلس الوطني السوري الأسبق عن تفاؤله بالمواقف الدولية، بما فيها الموقف الروسي، وقال “نحن متفائلون، خصوصاً بالموقف الروسي، لأنه ليس من مصلحة روسيا التمسك بالأسد”.

جنيف 2.. انتهاء أول جلسة مفاوضات مباشرة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

انتهت ظهر السبت أول جلسة مفاوضات مباشرة بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة في مؤتمر “جنيف 2” بحضور المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وغياب رئيس الوفد الحكومي وليد المعلم ونظيره المعارض أحمد الجربا.

واقتصرت الجلسة الأولى على كلمة للإبراهيمي فقط ودامت أقل من نصف ساعة، ولكن جلسة أخرى مطولة ستعقد بعد الظهر وفقا لما أفاد مراسلنا في جنيف.

وكان وفدا التفاوض قبلا الجلوس إلى طاولة الحوار استنادا إلى مبادئ “جنيف 1” وستكون أبرز قضايا البحث تشكيل حكومة انتقالية وإدخال المساعدات الإنسانية إلى حمص وإيقاف العنف.

إلا أن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أبدى قبيل جلسة المفاوضات “التحفظ الكامل” لحكومة بلاده، على تشكيل حكومة انتقالية.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي بعد اجتماعات منفصلة مع الوفدين: “نتوقع بعض العقبات على الطريق”.

وبسبب الخلافات الدولية بشأن كيفية إنهاء الصراع التي جعلت التوصل لحل سياسي شامل غير متاح الآن، سيركز الجانبان على اتخاذ خطوات مبدئية لبناء الثقة.

وكان وفد الائتلاف السوري المعارض في جنيف قال إنه لن يلتقي الوفد الحكومي، قبل أن تعترف حكومة دمشق ببنود مؤتمر جنيف الأول وأهمها تشكيل حكومة انتقالية.

الامم المتحدة: طرفا الصراع السوري يلتقيان في حضور الابراهيمي

جنيف (رويترز) – عقد طرفا الصراع السوري اول اجتماع لهما في نفس الغرفة بحضور مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي اليوم السبت بعد تأجيل استمر يوما وتبادل عنيف للاتهامات.

وتهدف محادثات جنيف الى الشروع في مفاوضات سياسية لانهاء الصراع السوري المستمر منذ نحو ثلاثة اعوام مما ادى الى مقتل 130 ألف شخص على الأقل وتشريد نحو ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 22 مليون نسمة وزعزعة الاستقرار بالمنطقة.

وقال أنس العبدة من وفد المعارضة للصحفيين بعد الاجتماع إن الجلسة الأولى اختتمت وإن الإبراهيمي تحدث لمدة 30 دقيقة ولم يتحدث أي من أعضاء الوفدين.

وتابع أن الوفدين دخلا الغرفة وغادراها من بابين منفصلين وأنه من المقرر أن يجتمعا ثانية الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي (1500 بتوقيت جرينتش) لإجراء محادثات عن قضايا إنسانية.

وقال إن الإبراهيمي أبلغ الجانبين أن اليومين الأوليين من المحادثات سيركزان على مفاوضات بخصوص رفع الحصار عن المدنيين بما في ذلك مدينة حمص ووقف اطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلا أن جوهر المفاوضات يجب أن يكون بشأن حل الصراع.

واضاف العبدة إن الإبراهيمي أبلغ الجانبين أن هذا مؤتمر سياسي يعتمد على مؤتمر جنيف 1 في إشارة إلى الاعلان الذي جرى التوصل إليه في يونيو حزيران عام 2012 ويدعو إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية في سوريا وهو هدف ترفضه حكومة دمشق.

وكاد مؤتمر السلام ينهار يوم الجمعة وهو اليوم الذي كان من المقرر ان تبدأ فيه المحادثات المباشرة ولكنه لم يعد الى مساره الا بعد ان اقنع وسيط الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي الجانبين بالتركيز على قضايا اصغر قد يتم التوصل لاتفاق بشانها.

وقال الابراهيمي في مؤتمر صحفي يوم الجمعة بعد اجتماعات منفصلة مع الوفدين “نتوقع بعض العقبات على الطريق.”

وبسبب الانقسامات الدولية بشأن كيفية انهاء الصراع والتي جعلت التوصل لحل سياسي شامل غير متاح حتى الان سيركز الجانبان على اتخاذ خطوات اصغر لبناء الثقة دون تقين من استمرار المفاوضات خلال هذا الاسبوع.

وقال الابراهيمي ان”كلا من الجانبين سيكون موجودا هنا في الصباح… لن يغادرا السبت او الاحد.”

ويمكن الاتفاق بسرعة على دخول المساعدات الانسانية لحمص حيث تطوق القوات الموالية للرئيس بشار الاسد مقاتلي المعارضة في المناطق الوسطى.

وقال مصدر “تم بحث الجوانب العملية.الأمور جاهزة ويمكن أن يحدث الأمر سريعا ما لم تعرقله الحكومة.”

ولكن عدم الثقة بشكل عميق بين الطرفين وغياب جماعات المعارضة الاسلامية القوية وايران حليفة الاسد عن مؤتمر جنيف يجعل تحقيق تقدم حقيقي امرا بالغ الصعوبة.

وقالت المعارضة في ساعة مبكرة من صباح الجمعة انها لن تجتمع مع وفد الحكومة ما لم توافق اولا على توقيع بيان 2012 الذي أصدرته القوى العالمية ودعا الى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

ورفضت الحكومة الطلب وقالت إن مفاوضيها سيعودون إلى سوريا إذا لم تعقد محادثات جادة خلال يوم.

وعقب اجتماعات منفصلة مع وفدي الحكومة والمعارضة أشار الابراهيمي بعد ظهر امس الجمعة الى تنحية الخلاف جانبا.

ويقلل الدبلوماسيون من شأن الآمال في إحراز تقدم.

وقال دبلوماسي غربي “التوقعات محدودة جدا وسنرى كيف ستتطور الأمور يوما بعد يوم.” وأضاف “كل يوم يواصلون فيه المحادثات هو خطوة صغيرة الى الامام.”

كان الابراهيمي اشار الى أن هدفه هو البدء بالسعي لخطوات عملية مثل وقف اطلاق النار في مناطق معينة والإفراج عن سجناء والسماح بدخول المساعدات الدولية قبل الانطلاق الى المفاوضات السياسية الأصعب.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لتلفزيون فرنسا 24 “اعتقد أن التوصل إلى حل سياسي فوري غير واقعي للأسف.”

وأصبح نصف السكان يعتمدون على المساعدات ومنهم مئات الألوف معزولين بسبب القتال.

ومن بين العقبات التي تعطل إحراز تقدم مقاطعة المتشددين الإسلاميين -الذين يسيطرون على معظم الاراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة- للمحادثات ووصفهم لأي شخص يحضر مفاوضات لا تنهي حكم الأسد بأنه خائن.

من خالد يعقوب عويس ومريم قرعوني

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

المعارضة : المحادثات ستبحث وقف اطلاق النار وادخال المساعدات الى حمص

جنيف (رويترز) – قال أنس العبدة عضو وفد المعارضة السورية بمحادثات جنيف ان وفدي الحكومة والمعارضة السورية سيبحثان يوم السبت اتفاقا لوقف قصير لاطلاق النار للسماح بإدخال المساعدات الانسانية الى مناطق تسيطر عليها المعارضة في حمص.

واضاف ان القضية ستتصدر جدول اعمال المحادثات التي يحضرها الجانبان في وقت لاحق يوم السبت في اعقاب الجلسة الصباحية المقتضبة التي عقداها صباح يوم السبت بحضور الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي.

وقال العبدة للصحفيين بعد الجلسة الصباحية في مقر الامم المتحدة بجنيف ان المعارضة طالبت المقاتلين على الارض باحترام وقف اطلاق النار وبحماية قوافل المساعدات حال التوصل لاتفاق.

واضاف العبدة ان لدى المعارضة اقتراحا جاهزا بشأن قضية المساعدات قبل بدء المؤتمر وانها تحدثت بالفعل بشأنه مع الصليب الاحمر والدول المقربة من النظام مثل روسيا وكذلك مع الولايات المتحدة والامم المتحدة.

وتابع ان المعارضة تعتقد ان اقتراح وقف اطلاق النار في حمص القديمة لدخول قوافل المساعدات الانسانية يحرز تقدما بالفعل وتأمل في الوصول الى نتيجة بشأنه. وتسيطر المعارضة على الحي التاريخي بالمدينة الذي تحاصره القوات الحكومية.

وقال ان المعارضة طلبت من الكتائب المقاتلة احترام وقف اطلاق النار وحماية القوافل وسيكون هذا في حد ذاته بداية جيدة لمثل هذه المفاوضات.

وذكر ان الاقتراح الذي يشمل منح المدنيين ممرا آمنا قد يؤدي الى وقف اطلاق النار في مدينة حمص لاسبوع او اثنين وهو امر ان نجح فقد يمتد لباقي المحافظة التي تتوسط سوريا وهي ساحة رئيسية للصراع المستمر منذ نحو ثلاثة اعوام.

ولم تدم اتفاقات سابقة لوقف اطلاق النار طويلا في سوريا حيث قتل اكثر من 130 الف شخص.

بدأت الازمة باحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الاسد في مارس آذار 2011 لكنها تحولت الى تمرد مسلح وحرب اهلية بعدما اخمدت قوات الامن المظاهرات بالقوة.

ويوجد الان مئات من كتائب المعارضة في انحاء البلاد بما في ذلك اسلاميون متشددون ومقاتلون مرتبطون بتنظيم القاعدة لا يلقي كثير منهم بالا لما تقوله المعارضة السياسية في المنفى.

لكن العبدة قال ان حقيقة ان الايراهيمي اثار القضية يوم السبت بعد محادثات منفصلة مع وفدي المعارضة والحكومة يوم الجمعة تعني ان الفكرة نالت قدرا من توافق الاراء من الجانبين.

وابلغت مسؤولة الشؤون الانسانية بالامم المتحدة فاليري اموس رويترز يوم الخميس انها تأمل ان تتوصل محادثات جنيف لاتفاق لوقف اطلاق النار للسماح بإدخال المواد الغذائية الحيوية والادوية لملايين المدنيين.

وقالت اموس انه يتعين الوصول الى نحو 250 الف شخص في المناطق المحاصرة وكثير منها في حلب وحمص وقرب دمشق التي لا يمكن الوصول اليها منذ شهور.

(اعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى