أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 16 تشرين الأول 2016

 

 

 

اجتماع لوزان يفشل في انقاذ سكان حلب

لندن، موسكو، لوزان، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

انتهى اجتماع لوزان امس من دون نتائج حاسمة لانقاذ سكان حلب. وأتفق المجتمعون علـى عقد لقاءات أخرى في القريب العاجل، على رغم ان وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف استبقا الاجتماع بلقاء ثنائي هو الأول منذ قرار واشنطن تعليق المسار الديبلوماسي مع موسكو لتسوية الأزمة في سورية، في وقت عزز الروس ترسانتهم البحرية في المنطقة بحاملة طائرات ارسلت الى المتوسط قبالة الشواطئ السورية تحسباً من الطوارئ وللمشاركة في العمليات العسكرية اذا استدعت الحاجة. وشنت فصائل من «الجيش الحر» هجوماً بدعم تركي على دابق معقل «داعش» شمال حلب.

وشارك في اجتماع لوزان وزراء خارجية الدول الرئيسية في المنطقة بينهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والتركي مولود جاوويش اوغلو والايراني محمد جواد ظريف، في اول اجتماع من نوعه بعدما كانت اللقاءات السابقة تجري بمشاركة وزراء خارجية 22 دولة ضمن «المجموعة الدولية لدعم سورية». وغاب عن اجتماع لوزان ممثلو الحكومة السورية والمعارضة والدول الاوروبية، مقابل وجود نشطاء معارضين امام مقر الاجتماع رفعوا لافتات تطالب برحيل الرئيس بشار الاسد. وكان الجانبان الاميركي والروسي خفضا سقف التوقعات من الاجتماع الذي يسبق مؤتمر وزراء خارجية «النواة الصلبة» في «اصدقاء سورية» في لندن بمشاركة كيري ونظيريه البريطاني بوريس جونسون والفرنسي جون مارك ارلوت اللذين لم يدعيا الى لوزان. وافادت وكالة الانباء السعودية (واس) ان وزير الخارجية السعودي التقى قبل الاجتماع نظراءه الاميركي والتركي والقطري محمد بن عبدالرحمن، اضافة الى لقاء منفرد مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا.

وكان مسؤول اميركي قال إنه منذ انهيار التعاون الأميركي – الروسي بحث مسؤولون أميركيون عدداً من الافكار وإنه على رغم عدم توقع حدوث إنفراجة إلا أن الشكل الاقليمي قد يكون الاساس لعملية جديدة. وقال ديبلوماسي غربي في لوزان إن اجتماع امس لم يحظ بإعداد جيد وأهدافه غامضة ولم تتضح قائمة المشاركين فيه إلا في الدقيقة الأخيرة. وأبلغ الديبلوماسي وكالة «رويترز»: «إذا كان لهذا الاجتماع ان يصل الى اتفاق في شأن حلب فعلى دول أن تقدم تعهدات، أن تتعهد روسيا بوقف القصف وتتعهد إيران بسحب مسلحيها على الأرض الذين يساندون دمشق. دلك كثير لتحصل عليه في نصف يوم خصوصا إذا لم تكن الشخصيات التي تصل إلى الاجتماع غير راضية عن شكل المحادثات… إذا كان لهذا الشكل ان تكون له مصداقية فإن على كيري ان يخرج من المحادثات الليلة (امس) ويقول إن لديه شيئا ما لحلب. وقف لإطلاق النار يكون ذو مصداقية».

وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن روسيا تريد مناقشة عرض دي ميستورا بالإضافة إلى عناصر اتفاق الهدنة الذي فشل الشهر الماضي ولاسيما عمليات ادخال المساعدات الإنسانية وانسحاب قوات الطرفين من طريق الكاستيلو وهو طريق إمداد رئيسي في حلب.

واعلنت وزارة الدفاع الروسية ان ارسال حاملة الطائرات الى المتوسط بعد اسابيع من اعلان وزير الدفاع سيرغي شويغو هذا الامر لتعزيز قدرات القوات البحرية الروسية في المنطقة. وسترافق حاملة الطائرات سفينة «بيوتر فيكلي» الحربية والمدمرة «فايس اميرال كولاكوف» وسفن ضخمة مضادة للغواصات، بحسب الوزارة التي قالت ان السفن تهدف الى حماية الملاحة البحرية و»الرد على اي شكل من اشكال التهديدات وبينها القرصنة والارهاب الدولي».

وهي المرة الاولى التي تنضم فيها حاملة الطائرات اميرال كوزنتسوف التي تعود الى العهد السوفياتي وتعتبر حاملة الطائرات الوحيدة في اسطول روسيا الشمالي ومقره مورمانسك، الى السفن الروسية المنتشرة في المنطقة بعد خضوعها لعملية تجديد.

في غضون ذلك، حاصرت فصائل المعارضة المشاركة في عملية «درع الفرات» بلدة دابق ذات الرمزية الدينية في ريف حلب الشمالي، وسط انباء عن استقدام تنظيم «داعش» مئات من عناصره لصد هجوم المعارضين المدعومين بغطاء جوي وبري تركي. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وقيادي في فصائل معارضة أن الهجوم على دابق بدأ صباح السبت، في أعقاب طرد «داعش» من قرى غيطون وأرشاف والغيلانية، الأمر الذي تسبب في «إطباق الحصار» في شكل كامل على دابق.

وفي مدينة حلب، لوحظ أن القوات النظامية وميليشيات حليفة فتحت جبهة جديدة ضد الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة. إذ أشار «المرصد» إلى أن القوات الحكومية «سيطرت على كتل سكنية في حي كرم الطراب الواقع في القسم الشرقي من أحياء حلب الشرقية». وأضاف أن «الاشتباكات العنيفة تستمر بين الجانبين في محاولة من الفصائل لاستعادة السيطرة على هذه المباني، فيما تحاول قوات النظام التقدم وتوسيع سيطرتها في الحي القريب من مطار النيرب العسكري».

 

لقاء أميركي-أوروبي حول سورية يعقُب اجتماع لوزان

لوزان (سويسرا)، موسكو – أ ف ب، رويترز

يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم (الأحد) في لندن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون وعدد من نظرائه الأوربيين لمحاولة إنعاش جهود حل الأزمة السورية التي لم يُفض اجتماع لوزان أمس إلى أي نتيجة تُذكر في شأنها.

ولم يُدع أي من دول الاتحاد الأوروبي إلى اجتماع أمس في مدينة لوزان السويسرية، ولم يسمح بوضع خطة للعودة الى الهدنة التي انهارت في أيلول (سبتمبر) الماضي، وسط تبادل حاد للاتهامات بين واشنطن وموسكو واستمرار القتال في سورية.

وتحدث كيري بعد الاجتماع عن «أفكار جديدة» يفترض ان يتم توضيحها في الايام المقبلة لمحاولة التوصل الى وقف جديد للنار اكثر متانة من الهُدن السابقة، وقال: «هناك أفكار كثيرة يجب التعمق بها سريعا على امل ان تساهم في حل المشكلات التي تعوق تطبيق وقف النار السابق» الذي تم التوصل اليه، وأضاف «لا يمكنني الخوض في تفاصيل هذه الافكار، لا يمكنني فعل ذلك علنا، لا أريد افساح المجال للتكهنات».

من جهته اكتفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالقول بعد الاجتماع: «توافقنا على وجوب الاستمرار في الاتصالات خلال الايام المقبلة»، «قلنا بوضوح انه ينبغي بدء العملية السياسية في اسرع وقت».

وقالت وزارة الخارجية الروسية اليوم تعليقاً على المحادثات إن كل المشاركين اتفقوا على أن «السوريين وحدهم هم من يقررون مستقبلهم من خلال حوار يشمل كافة الأطراف»، وأكدوا التزامهم «الحفاظ على سورية موحدة وعلمانية». موضحة أنه كي ينجح اتفاق أميركي-روسي لوقف النار يجب فصل المعارضة السورية المعتدلة عن «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا) وغيرها من «الجماعات الإرهابية» التابعة لها.

وتابعت «في الوقت نفسه يجب أن يكون مفهوما أن العمليات ضد إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ستستمر».

شارك في اجتماع أمس كل من الولايات المتحدة وروسيا وايران والعراق وقطر والسعودية ومصر وتركيا. وسبق المباحثات اجتماع ثنائي بين كيري ولافروف اللذين لم يعقدا اي اجتماع ثنائي منذ بدء الهجوم الروسي والسوري على احياء حلب الشرقية قبل ثلاثة اسابيع.

يذكر أن بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا اعضاء في «المجموعة الدولية لدعم سورية»، لكن مسؤولين اميركيين قالوا ان هذه المجموعة لا تستطيع اتخاذ قرارات سريعة نظرا لحجمها، موضحين ان اجتماع لوزان كان اكثر فائدة لانه تركز على الدول الاقليمية الفاعلة في الازمة السورية.

 

كيري ولافروف التقيا قبل اجتماع لوزان… بغياب السوريين

لندن، موسكو، لوزان، باريس – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أجرى وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في لوزان محادثات مباشرة أمس للمرة الأولى منذ أن أوقفت واشنطن جهودها الثنائية مع موسكو لإحلال السلام في سورية، وذلك قبل بدء الاجتماع الدولي – الإقليمي من دون مشاركة ممثلي الحكومة والمعارضة في سورية، على أن تستضيف لندن اليوم اجتماعاً آخر تشارك فيه دول «أصدقاء سورية» بينها بريطانيا وفرنسا اللتان غابتا عن لوزان.

وعلى رغم استمرار الاتصالات الهاتفية بينهما، فإنها المرة الأولى التي يلتقي فيها كيري ولافروف منذ أواخر أيلول (سبتمبر). والتقى الوزيران في فندق في مدينة لوزان قبل أن يشاركا في اجتماع أوسع مع أطراف إقليمية بهدف إعادة إطلاق الجهود الدولية لإنهاء الحرب في سورية، بحسب مسؤولين. واستهدف الاجتماع الذي شاركت فيه أيضاً مصر والأردن والعراق والسعودية وقطر وإيران وتركيا علاوة على المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، إلى التوصل إلى هدنة لكن الآمال ضعيفة بتحقيق اختراق بإقرار المشاركين في الاجتماع بالتزامن مع أجواء من التوتر الكبير بين روسيا والغربيين الذين يتهمون موسكو «بجرائم حرب» في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في مدينة حلب حيث تواصل الطائرات الروسية والسورية قصف هذه الأحياء منذ 22 أيلول.

وجاء هذا الاجتماع بينما تحدث عدد من الديبلوماسيين والخبراء عن احتمال استعادة نظام الرئيس بشار الأسد ثاني مدن سورية، ما سيشكل انتصاراً رمزياً واستراتيجياً حاسماً له منذ بدء النزاع في 2011. ولم تدع الدول الغربية، لا سيما فرنسا وبريطانيا اللتان تبنتا مؤخراً موقفاً متشدداً حيال موسكو.

وصرح مسؤول أميركي، قبل الاجتماع، أنه لم يهدف إلى تحقيق نتيجة فورية بل إلى دراسة أفكار للتوصل إلى وقف الأعمال القتالية. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته أن الولايات المتحدة التي لم تعد تريد بحث القضية السورية في لقاءات على انفراد مع موسكو، ترغب في حضور دول المنطقة «الأكثر تأثيراً على الوقائع على الأرض» إلى طاولة المفاوضات. وتابع: «لا أتوقع إعلاناً مهماً في ختام هذا اللقاء وستكون العملية بالغة الصعوبة». من جهته، قال لافروف: «لا أتوقع شيئاً محدداً من هذا الاجتماع». أما مكتب كيري، فقد أعلن أن «الموضوع الرئيسي للاجتماع سيكون الوحشية المتواصلة في حصار حلب».

وذكرت مصادر عدة أن اجتماع لوزان كان مقرراً أن يبحث خطة اقترحها مؤخراً دي ميستورا، وتهدف إلى تأمين خروج آمن لعناصر «تنظيم فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً الفرع السوري لتنظيم القاعدة). وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي إن «الشيطان يكمن في تفاصيل هذه الخطة». وأضاف: «سيتم إجلاء من؟ هل هم عناصر النصرة فقط أم سيكون الأمر نوعاً من الإجلاء القسري لكل سكان شرق حلب؟». وتابع: «بحسب التقديرات التي أقر بها الروس، لا يتجاوز عدد عناصر النصرة الألف شخص. الروس يعترفون بذلك بأنهم يقصفون سكاناً مدنيين عددهم 260 ألف نسمة من أجل 900 شخص».

 

دعم هندي لروسيا

وأعلنت الهند دعمها لجهود روسيا للتوصل إلى تسوية للنزاع في سورية، بحسب ما جاء في بيان لزعيمي الدولتين الحليفتين تقليدياً في أعقاب محادثاتهما السنوية. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إثر محادثات أجريت في مدينة غاو السياحية الهندية أنهما «يدينان الإرهاب بجميع أشكاله». وجاء في البيان المشترك أن «الجانبين مقتنعان بأن النزاع في سورية يجب حله سلمياً من خلال حوار يشمل جميع الأطراف السوريين (…) وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة». وأضاف أن «الجانبين أكدا ضرورة تعزيز وقف الأعمال القتالية وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة». وتابع أن «الهند تقر بجهود الجانب الروسي لتحقيق تسوية سياسية عبر التفاوض للوضع في سورية».

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ذكر الجمعة بـ»مطالب» باريس من أجل التوصل إلى تسوية للنزاع في سورية. وقال هولاند في بيان صادر عن قصر الإليزيه، في ختام لقاء بينه وبين جمعيات تنشط من أجل السلام في سورية، إن هذه المطالب هي «وقف إطلاق نار، ونقل المساعدة الإنسانية فوراً وإجراء مفاوضات سياسية من أجل عملية انتقال في سورية».

وأضاف: «هذا هو السبيل الوحيد لإرساء الاستقرار في هذا البلد الشهيد واستئصال التهديد الإرهابي في شكل دائم». وتابع: «في المقابل، إن البحث عن حل عسكري لمصلحة (الرئيس السوري) بشار الأسد لا يزال يزيد من حدة الاستقطاب ويغذي التطرف في سورية والمنطقة»، في إشارة إلى الغارات الروسية المساندة للجيش السوري.

وصرح وزير الخارجية جان مارك إرولت للصحافة في ختام اللقاء: «ندعو مرة جديدة وبقوة إلى التفاوض السياسي من أجل السلام، وهذا يمر عبر شرط مسبق، وهذا الشرط المسبق هو وقف القصف». وتابع: «سيتم اتخاذ الكثير من المبادرات الأخرى، فرنسا سبق أن قامت بمبادرات في الأيام الماضية، وسنبقى في الخط الأمامي بالحزم ذاته، بالقوة ذاتها، بالقناعة ذاتها، من أجل التصدي للوحشية. لم يفت الأوان لإحلال السلام».

 

المعارضة

وانتقدت المعارضة السورية عدم دعوتها إلى اجتماع لوزان، محملة الروس والأميركيين مسؤولية تدهور الوضع في سورية. وقال عبد الأحد أسطيفو نائب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» أبرز ممثلي المعارضة السياسية، لوكالة فرانس برس عبر الهاتف أن «تغييب السوريين عن الاجتماعات التحضيرية هو إحدى الإشكاليات التي تتسبب بزيادة التعقيد وخلط الأوراق. ما الذي يمكن أن ينتج من هذه المحادثات الجديدة بينما تجري واشنطن وموسكو مناقشات منذ سنة ونظمتا عشرات الاجتماعات وأبرمتا اتفاقين لوقف إطلاق النار لم يصمدا أكثر من أيام؟».

ووجه رئيس «الائتلاف» أنس العبدة رسالة إلى «وزراء الدول الصديقة للشعب السوري المشاركين في اجتماع مدينة لوزان السويسرية، أكد فيها ضرورة الوقف الفوري للقتل في سورية وعلى الأخص في حلب، إضافة إلى عدم الاعتراف بالهدن المحلية التي أصبحت أساساً لعمليات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي»، بحسب بيان.

وطالب العبدة بـ «رفع الحصار عن المدن والبلدات المحاصرة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين»، داعياً إلى «سحب جميع المليشيات الطائفية وبخاصة الحشد الشعبي وميليشيا حزب الله من جميع الأراضي السورية».

كما وجه «الائتلاف الوطني» رسائل لـ 27 دولة ومنظمة دولية من بينها الصين وأستراليا ونيوزلندا والإمارات العربية المتحدة «أصرَّ فيها على الدعوة لوقف القتل في سورية من خلال آليات جديدة خارج مجلس الأمن تحت بند الاتحاد من أجل السلام».

 

«الجيش الحر» يسيطر على دابق معقل «داعش»

بيروت، دبي – أ ف ب، «الحياة»، رويترز

سيطر مقاتلو المعارضة السورية المدعومون من تركيا اليوم (الأحد) على بلدة دابق القريبة من الحدود التركية شمال سورية، والتي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وفق ما أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وذكر مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أن «المقاتلين سيطروا على بلدة دابق بعد انسحاب جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة»، فيما قال قائد جماعة «السلطان مراد» أحمد عثمان لـ «رويترز» إن مقاتلي المعارضة سيطروا أيضاً على بلدة صوران المجاورة لدابق.

وكان التنظيم المتطرف سيطر على دابق في 13 آب (أغسطس) 2014، عقب اشتباكات مع مقاتلي فصائل المعارضة المسلحة.

ولا تتمتع دابق بأهمية استراتيجية مقارنة بالمدن الإستراتيجية التي يسيطر عليها التنظيم مثل الرقة في سورية والموصل في العراق، لكنها ترتدي أهمية رمزية لدى التنظيم لاعتقاده بأنها ستشهد أكبر معاركه.

وكانت الفصائل المعارضة وبدعم مدفعي وجوي تركي، تقدمت أمس إلى مسافة كيلومترين من البلدة، وأعلنت بدء هجوم للسيطرة عليها في إطار عملية «درع الفرات» التي تشنها تركيا في شكل غير مسبوق منذ 24 آب (أغسطس) دعماً لـ «الجيش السوري الحر» بهدف طرد «داعش» من المنطقة الحدودية.

وذكرت الفصائل المقاتلة اليوم في تغريدة على حسابها على موقع «تويتر» أن «قوات الجيش السوري الحر تسيطر على بلدة دابق الإستراتيجية في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش». ونشر فصيل «فاستقم كما أمرت» المشارك في الهجوم صوراً على حسابه على «تويتر» تظهر مقاتلين على متن شاحنة صغيرة بيضاء اللون، وهم يحملون أسلحتهم في الهواء وتبدو بلدة دابق في الخلفية.

وفي الأسابيع الأولى من عملية «درع الفرات»، استعادت الفصائل بدعم تركي مدينة جرابلس وبلدة الراعي الحدوديتين. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن الفصائل المقاتلة اليوم أن العمل جار على تفكيك القنابل التي خلفها التنظيم خلفه. وأفادت بمقتل تسعة مقاتلين من الفصائل وإصابة 28 آخرين بجروح في الاشتباكات ضد عناصر التنظيم أمس.

 

أكراد سورية يباشرون فيديراليتهم اللغوية في المدارس بالتنسيق مع النظام

أربيل – محمد نبو

خلال عقود ما قبل الثورة السورية، شاع بين الكرد اللجوء لحصص دراسية سرية بغاية تعلم أبجدية لغتهم رغم أخطار التعرض للملاحقة والاعتقال.

ومع انطلاق الثورة وتفضيل النظام تنحية الكرد عن الصراع علی السلطة في البلاد، وجد الكرد أنفسهم فجأة وجهاً لوجه أمام إدارة كردية حزبية ساعية لتأسيس «هوية الأمة الكردية الجديدة». لم تمتلك الإدارة الكردية الحديثة أدوات إعلامية كافية تقارب بها طروحاتها ومحاولاتها لإحداث تغيير في النمط الحياتي والثقافي من الوعي الأولي للمواطن الكردي المنسجم مع كثيرٍ من منتجات حزب البعث الحاكم في دمشق وأهمها التعليم.

في أيلول(سبتمبر) عام 2015، أقدمت الإدارة الكردية علی خطوة ثورية باستبدال المناهج الدراسية العربية بأخری كردية من إعدادها، وبعيداً عن تلك الدروس الكردية في غرف مغلقة بدا سؤال الهوية مباشراً جداً لشارع لم يتلق استعداداً كافياً لهكذا زلزال.

من هم كرد غربي كردستان – شمالي سورية (حتی التسمية الجغرافية تبدو إشكالية وغير منجزة بعد بشكل نهائي) وماذا يريدون بالضبط من سورية المعارضة وسورية النظام؟

يبدو الجواب بديهياً وسهلاً، الكرد يرحبون ويتوقون لتدريس أبنائهم بلغتهم الأم. لكن ردود الفعل أتت بالعكس من ذلك.

جوبهت مناهج اللغة الكردية برفض شعبي واسع النطاق وعلی الجبهتين الكردية والعربية.

 

كردياً

حاول المواطن الكردي الالتفاف علی صدمة الهوية العربية السورية (المستقرة)، في مقابل الهوية الكردية القلقة بكثير من الحجج نورد أهمها:

– المناهج الكردية مؤدلجة بحزبية «پ يو دي» الحاكم.

– ليس هناك اعتراف دولي بهذه المناهج الكردية.

– المناهج الكردية ستتسب في قطيعة للكردي عن سورية العربية.

– اللغة الكردية غير مؤهلة لتكون لغة التعليم.

علی مستوی المقاربة السطحية للمسألة، يمكن رد الحجج الأربع الأساسية بما يلي:

– المناهج العربية التابعة لحكومة البعث لا تبدو أقل أدلجة من المناهج الكردية.

– ليس هناك اعتراف دولي بالمناهج الكردية، لأنه ليس هناك اعتراف دولي بالشعب الكردي. وعلم كردستان لم يرفرف يوماً علی بوابة الأمم المتحدة وحرب الهوية لا تزال مفتوحة.

– بمرور الوقت، سيجد عرب سورية آلية ما للتعامل مع الكردي الذي يتقن لغته القومية أكثر من العربية. حدث هذا سابقاً في إقليم كردستان العراق ولا يبدو تكراره صعباً في غربي كردستان.

– الجهل باللغة لا يعني أبداً أن فيها قصوراً بنيوياً، فقد نجحت اللغة الكردية في الإقليم الجنوبي وستنجح حتماً في الإقليم الغربي. المسألة برمتها في حاجة إلى بعض الوقت وتحول نوعي للتحكم بأدوات اللغة ومكنوناتها.

 

عربياً

بدا الرفض العربي السوري للمناهج الكردية أكثر قسوة من الرفض الكردي. دراسة الكرد بلغتهم تعني عربياً تقسيماً ثقافياً لسورية كخطوة أولى ومؤسسة للانفصال الجغرافي. وبشيء من الطرافة بدا التوافق العربي بين المعارضة والنظام ملفتاً بالرغم من الحرب الجنونية بينهما. لا يرغب العربي السوري في أن يجد كردياً لا يفهم لغته العربية ويحقق ذاته ومنجزاته الثقافية بلغة «أعجمية».

مر العام الأول للدراسة بالمناهج الكردية بما يبدو أنه نجاح للإدارة الكردية ولجزء مهم من الشارع الكردي. فالمغامرة انتهت مقابل تسليم جزء آخر «بالقدر» الكردي، فيما انتقلت المعارضة العربية للمناهج الكردية إلی مستوى آخر أكثر رضوخاً، فلا بأس من تدريس الطلبة الكرد باللغة الكردية «علی مضض» لكن لا تفرضوا مناهجكم علی الطلبة العرب كحدٍ أدنی.

 

المغامرة

علی مشارف العام الدراسي الثاني، تبدي الإدارة الكردية إصراراً أشد علی المضي بمغامرتها التعليمية الكردية، بإعلانها أن التدريس باللغة الكردية سيشمل كافة المراحل من الصف الأول الابتدائي حتی الثالث الثانوي بالنسبة للطلبة الكرد، مقابل منهاج عربي للطلبة العرب وآخر سرياني بالإضافة لبعض الحصص الدراسية باللغة الآشورية في بلدة تل تمر. وفيما تبدي المعارضة دهشتها لجهة أن إقليماً جغرافياً صغيراً كغربي كردستان لا يحتمل ثلاثة مناهج تعليمية بثلاث لغات مختلفة، ويرد مؤيدو الإدارة بأن دولة صغيرة كسويسرا تتبنی فعلاً أربع لغات رسمية وهي نجحت في ذلك.

إلی جانب كل هذا، بدأت الإدارة الكردية بتحقيق بعض مكتسبات الأمر الواقع من مغامرتها، فوفق موقع «آرا نيوز» نقلاً عن فريد سعدون المدرس السابق بجامعة الفرات بدأت مفاوضات بين الإدارة الذاتية والنظام حول المناهج الكردية والعربية، «وتم التفاهم خلالها على خطة تعليمية للمرحلة الإعدادية، وذلك بتدريس خمس ساعات لغة كردية أسبوعياً للصف السابع والثامن، وثلاث ساعات لغة كردية للصف التاسع…. وسيستمر التعليم وفق منهج الدولة. وتم توزيع الكتب اليوم في مدارس إعدادية كثيرة بالمحافظة. بالنسبة للمرحلة الابتدائية، لم يتوصل الطرفان لأي اتفاق حيث تصر الإدارة الذاتية على أن يكون التعليم كله باللغة الكردية، بينما تعرض الدولة المناصفة، أي 28 حصة أسبوعية بينها 6 حصص ترفيهية ويبقى 22 حصة علمية، والدولة تعرض 11/ 11 لكل لغة».

الوصول لاتفاق يعني تجاوز عقدة المنشار والحجة الأكبر لرافضي مناهج اللغة الكردية هي عدم وجود اعتراف دولي بها، فالمناهج التي تقرها دمشق أو تتوافق عليها مع الإدارة الكردية هي مناهج معترفٌ بها دولياً.

وقياساً بالتجربة الكردية الوحيدة وهي تجربة إقليم كردستان العراق الذي أُقرت فيه الدراسة باللغة الكردية إلی جانب العربية عام 1970، ثم التوجه نحو تفرد اللغة الكردية عام 1990 وتعزيزها عام 2003 بعد سقوط نظام صدام حسين، أقرت حكومة الإقليم عام 2015 اعتماد اللغة الإنكليزية في تدريس المواد العلمية، الرياضيات والعلوم ولاحقاً الفيزياء والكيمياء، بالإضافة الى تدريس اللغة الإنكليزية إلی جانب الكردية اعتباراً من الصف الأول الابتدائي فيما يبقی التدريس باللغة الكردية لمواد علم الاجتماع والتاريخ والجغرافيا والآداب مع ملاحق للمصطلحات العلمية باللغة الكردية والسبب هو افتقار المكتبة الكردية لمراجع علمية تفيد الطلاب، بالإضافة إلى اعتماد الإنكليزية في الكليات العلمية في الدراسة الجامعية.

ويبدو من الضروري اعتماد اللغة الإنكليزية بطريقة مماثلة في غربي كردستان إلی جانب الــكردية بما يخفف من وطأة اللغة العربية وإتاحة المجال للطالب الكردي لإتمام تعليمه الجامعي خارج حدود غربي كردستان.

وتعتمد الإدارة الكردية في تأهيل المدرسين علی معاهد، مدة الدراسة فيها ستة أشهر وهي لا تبدو مدة كافية لتخريج مدرسين أكفاء الأمر الذي يتسبب في أزمة ثقة بين أهالي الطلبة ومدرسيهم، فلا أحد يرغب في إرسال أطفاله الى مدارس لا يحقق مدرسوها حداً أدنی من رضى الأهل عن العملية التعليمية.

بعيداً من الجبهات العسكرية التي ترسم حدود الإقليم الكردي في سورية، تخوض الإدارة الكردية حرباً أخری لتأسيس الهوية بأهم أدواتها وهي اللغة، كدليل صريح على أن جيلاً يُتم تعليمه بلغته الأم سيخوض حربه الوجودية بثقة وعزيمة أكبر من جيلٍ أنهی كل مراحل تعليمه في مدارس وجامعات البعث. فصراع المناهج هو استثمار استراتيجي والمفاوضات الجارية حالياً مع النظام حول مناهج المرحلة الإعدادية ستنتقل بعد أعوام قليلة للمرحلة الثانوية، لتبقی المعضلة الأهم بلا حل واضح حتی الآن، فمن يُقنع كرد البلاد بأن دراسة أبنائهم بلغتهم الأم مهما كانت مآلات الصراع السوري علی السلطة هي منجز تاريخي ووجودي بأهمية المنجز السياسي والعسكري الكردي، فيما يبدو أن طرفَي الصراع العربي علی السلطة فقدا تماماً القدرة علی إرجاع سورية الى ما قبل آذار 2011.

 

التقارب الروسي – التركي : شراكة مستديمة أم هدنه مؤقتة؟

فالح الحمراني

موسكو ـ «القدس العربي»: صورت وسائل الإعلام الروسية نتائج زيارة الرئيس فلاديمير بوتين لتركيا، حيث شارك في أعمال مؤتمر قمة الطاقة في اسطنبول في العاشر من تشرين الأول/اكتوبر الجاري، والمباحثات التي أجراها مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان وما أسفرت عنه من التوقيع على اتفاقية تقضي بمد أنابيب عبر تركيا لتوصيل الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا، على انها نجاح سياسي واقتصادي كبير، نال أيضا اعترافا دوليا. في الوقت نفسه دعا بعض الخبراء إلى عدم الاسراع في المبالغة بأهمية التوقيع على مشروع أنبوب الغاز نحو أوروبا. كما ان الخلافات السياسية الخارجية بين البلدين ما زالت باقية.

وبالرغم من ان الاتفاق بشأن مد الأنابيب ما زال مجرد اتفاق نوايا، ولم تحدد بعد الجهات الممولة ولا تواريخ تنفيذه، فانه حقق عددا من أهداف الكرملين على صعيد تطوير العلاقات مع تركيا في المرحلة السياسية الراهنة. فاتفاق موسكو مع تركيا يمثل بالنسبة للكرملين اختراقا لحلف الناتو من خلال أحد الدول من أعضائه، ويشكل سابقة تصب في التصدي الروسي للعقوبات الغربية على روسيا على خلفية التطورات في اوكرانيا التي اعترف الرئيس بوتين خلال كلمته في محفل لجذب الاستثمارات «روسيا تدعو» الذي جرت أعماله الاربعاء في موسكو، بتداعياتها السلبية على الاقتصاد الروسي، وتأكيده ان بمقدور روسيا التخفيف من حدتها. والمثل التركي بالنسبة للكرملين هو خير دليل على ذلك. كما ان مد الأنابيب عبر البحر الأسود لتركيا واليونان، وفقا للحسابات الروسية، سوف يضفي الصعوبات على سياسة الولايات المتحدة الإقليمية.

 

اقتصاد وسياسة

 

وليس ثمة شك لدى روسيا بشأن خضوع تركيا لسياسة الناتو والالتزام بخططه على المستويين الدولي والإقليمي. ولا تتوهم موسكو أيضا باحتمالات انسحاب تركيا من الناتو. ولكنها تدرك ان لتركيا مكانة خاصة في الأطلسي. فمثلا لم تسمح أنقرة للتحالف الدولي استخدام أجوائها خلال الهجوم على العراق في 2003. وكذلك لم تسمح لبريطانيا وأمريكا إجتياح العراق من خلال أراضيها. كما ان تركيا لم توافق ابان أزمة اللاجئين الأخيرة على دخول قوارب الناتو مياهها الإقليمية. وتمنح كل تلك الأمثلة موسكو القناعة بان تركيا في الوقت الذي هي عضوة في الناتو، فان مواقفها من المشاكل الملحة، غالبا ما تختلف عن مواقف الشركاء في الحلف. ان موسكو أبدا لم تتجاهل هذا الجانب، وتسعى لإستعماله بما يخدم مصالحها.

وتسعى موسكو إلى تعزيز جبهة الدول التي ترتبط بعلاقات متوترة مع الولايات المتحدة والغرب عموما، وتنظر إلى تركيا على انها احدى تلك الدول. ولذلك فان روسيا ترى ان هذا عامل هام يوحدها مع تركيا. فالرئيسان بوتين وأردوغان يشعران بالاستياء (لأسباب مختلفة) من علاقات الغرب مع بلديهما. فعلى الرغم من ان سبل علاقات الاتحاد الأوروبي سارت بصور مختلفة مع روسيا وتركيا، فان غالبية المحللين واثقين من ان البلدين يريان ان تصرفات الغرب غير عادلة بحقهما، ويؤكدان انعدام الاحترام بالتعامل معهما. وهذا من دون شك يوحد روسيا مع تركيا.

وبالإضافة إلى ان الاتفاقات الرامية أيضا لإنعاش التبادل التجاري مع تركيا تعتبر وسيلة لتخفيف تداعيات العقوبات الغربية، فانها أيضا ستساهم في احتواء أنقرة على صعيد التحرك الخارجي بالمسارات التي تهم موسكو. ان روسيا معنية جدا في ان لا تقوم أنقرة بأي تحرك أو خطوة في مناطق القفقاز وآسيا الوسطى يمكن ان تلحق الأضرار بالمصالح الروسية هناك. وكانت تركيا قد نَشَطَت منذ انهيار الاتحاد السوفييتي أدوارها في المناطق السوفييتية سابقا، لاسيما مع الأمم ذات الأصل التركي في اذربيجان وكازاخستان واوزبكستان، فضلا عن دورها، الذي أثار استياء موسكو، في الشيشان إبان الحربين هناك. وتدرك موسكو بجلاء ان لتركيا أوراقا رابحة يمكن ان تلعبها هناك بدعم القوى القومية أو الإسلامية المتشددة في تلك المناطق التي تريد أنقرة إعادتها إلى محورها التاريخي. وتأوي تركيا الكثير من الانفصاليين الشيشانيين ومن جمهوريات أخرى تتهم روسيا بممارسة الإرهاب.

وتباينت مواقف المحللين بشؤون الطاقة حول آفاق المشروع التركي القاضي ببناء أنابيب الغاز لضخ الغاز الروسي لدول الاتحاد الأوروبي عبر تركيا واليونان من دون المرور باوكرانيا. ويشكك البعض باحتمالات إنجاز المشروع. وفي حديث مع موقع «صوت أمريكا» على الانترنت وصف خبير شركة «روس انيرجي» ميخائيل كروتيخين التوقيع على المشروع بانه «تعبير عن حسن النوايا «. موضحا: «ان كل ما في الامر هو ان الحكومتين الروسية والتركية وعدتا بالمساعدة على انجاز المشروع». وعلى حد قوله فان دخول المشروع حيز التنفيذ يتطلب الاتفاق على الجهة التي ستتولى تنفيذه وتمويله.

 

سوريا كعقبة

 

في الوقت نفسه لاحظ المراقبون الدوليون ان موسكو لم تحقق مع أنقرة خلال المباحثات في اسطنبول تقدما ملموسا بشأن التغلب على الخلافات بشان القضية السورية. ويرجح اؤلئك المراقبون ان الخلافات الروسية ـ التركية ازاء سبل تسوية النزاع في سوريا ما زالت قائمة.

ويرى المحلل السياسي ونائب وزير الطاقة الروسية السابق فلاديمير ميلوف ان لدى روسيا وتركيا حزمة كبيرة جدا من الخلافات على الساحة الدولية. وفي رأيه فان المباحثات حول تحسين العلاقات ولاسيما القضية السورية، نابعة من السعي لضمان كل طرف أمنه بعقد هدنة مؤقتة بينهما، ولكن تناقض المواقف حول سوريا عميقة جدا وان تداعياتها ستظهر أكثر من مرة. وفي الوقت نفسه ذهب المحلل إلى ان الغرب بوعي أو بغير وعي منه، ساعد على تقارب تركيا وروسيا.

وكما يرى رئيس مجلس الشؤون الدولية اندريه كورتونوف فإلى حد الآن لا يوجد أساس لتطابق مواقف روسيا وتركيا بشأن سوريا، حيث ان الخلافات ما زالت مستمرة. وهو على قناعة ان أزمة العلاقات بين روسيا وتركيا أظهرت ان العلاقات بين البلدين، هشة، وهناك طيف واسع من تباين المواقف بما في ذلك حول قضايا الشرق الأوسط والقوقاز وتتار القرم.

ووفقا لرؤية خبيرة معهد الاستشراق ايرينا زفياجيلسكايا، مؤلفة كتاب «روسيا وأزمة الشرق الأوسط» فان نهج تركيا نحو التعددية في علاقاتها على الساحة الدولية وتحسين العلاقات مع روسيا، نابعة من الصعوبات التي تواجهها أنقرة بعد ان وجدت نفسها بوضع صعب بسبب تفاقم مشكلة علاقاتها بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

 

بعد اتفاق روسيا وتركيا ماذا ستفعل فصائل المعارضة السورية بشأن حلب؟

منهل باريش

«القدس العربي»: نفى قائد فرقة السلطان مراد، العقيد أحمد عثمان، الشائعات القائلة بـ«تخفيض تركيا لدعم الجيش السوري الحر»، واتهم أبواق النظام السوري بالترويج لهذه الشائعات. وأضاف في حديث لـ«القدس العربي» أن تركيا «لم تغير موقفها، سواء اتفقت مع الروس أم اختلفت معهم. حتى في أشد حالات الخلاف مع أمريكا لم توقف تركيا دعهما. وكل ما تعمله هو إنقاذ الشعب السوري». وأشار إلى أن «المساعدات التي كانت تأتي قبل الصلح الروسي ما زالت كما هي ولم تتغير. وتركيا تتمتع بعلاقة مع الشعب السوري، وهي التي فتحت حدودها للاجئين السوريين».

وأثار نقل تركيا مقاتلين من الجيش الحر من ريف حلب الغربي إلى الريف الشمالي للمساعدة في حرب تنظيم «الدولة» موجة انتقادات واسعة. وانشغل الشمال السوري بـ«حرب الفتاوى» بين الفصائل الإسلامية المقربة من تركيا وتنظيم «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً). واتُهمت الفصائل بأنها تخلت عن مدينة حلب واستجابت للطلب التركي بنقل المعركة إلى الريف الشمالي.

وتقدمت قوات النظام لفرض الخناق على حلب الشرقية، في حندرات والكندي. وتقدمت الميليشيات الشيعية العراقية على محور البريج أيضاً.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تحدث صراحة، خلال زيارته إلى تركيا، بأن بلده وتركيا يدعمان الحرب على الإرهاب، فيما ركز أغلب حديثه على العلاقات الاقتصادية. ومن جانبه أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى عدم الاتفاق على «سبل التسوية السياسية في سوريا».

ورفض المحلل السياسي التركي، بكير أتجان فكرة تخلي تركيا عن حلب في إطار إعادة تطبيع العلاقات التركية ـ الروسية، وقال في حديث لـ«القدس العربي»: «إذا تخلت تركيا عن حلب، فهذا يعني استراتيجياً أنها تخلت عن أنقرة، وتركيا أكثر دولة تعي أهمية مدينة حلب في دول المنطقة والعالم».

ووصف أتجان الدخول التركي في شمال حلب، ودعمه الجيش السوري الحر، بأنه عودة إلى المشاركة بفعالية في الملف السوري، بعد أن قام الغرب وأمريكا باخراجها منه. وأكد أن «تركيا ما تزال مستمرة بدعم الجيش الحر في حلب، وستعمل على كسر الحصار، والحصار لا يعني الهزيمة، فالحرب كر وفر، لا تنتهي بجولة واحدة».

في السياق، اعتبر عضو الائتلاف الوطني السوري، سمير نشار، أن «الاهتمام التركي بمدينة حلب تراجع إلى حد كبير». وقال لـ«القدس العربي» أن المدينة «لم تعد أولوية تركية، كما كانت سابقاً. بل إن تركيا مهتمة بأمنها القومي حالياً، وتريد تأمين المنطقة بين اعزاز والباب من داعش، وإبعاد وحدات حماية الشعب عنها». ونوه إلى أن عملية درع الفرات «ستستمر إلى شرقي الفرات، وصولا إلى الرقة».

وازدادت حدة القصف الروسي على الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب، مع انهيار الهدنة الجزئية التي اتفق عليها الروس والأمريكيون في 19 أيلول (سبتمبر) الماضي. وشيئا شيئا بدأ الوضع يتحول إلى حالة مأساوية، خصصوصا مع خروج أغلب المشافي الميدانية عن العمل، وعدم تمكن الدفاع المدني السوري من الاستجابة إلى نداءات إخلاء الجرحى وإنقاذ المصابين.

وعقّد الإقتتال، بين حركة أحرار الشام وتنظيم جند الأقصى، من الوضع الميداني، حيث استطاع جيش النظام مدعوما بميليشيا جيش الدفاع الوطني من استعادة كل القرى التي سيطرت عليها المعارضة في ريف حماة الشرقي، بعد أن  كادت تهدد طريق إمداد النظام الوحيد إلى حلب بوصولها إلى مشارف الزغبة والسعن شمالي مدينة السلمية.

وترافق الصمت التركي عما يجري في حلب المحاصرة مع تصاعد الانتقادات الأوروبية تجاه القصف الروسي، سيما فرنسا وبريطانيا.

لكن وفي المقابل، ترفض الولايات المتحدة الأمريكية، حتى اللحظة، زيادة الدعم العسكري للمعارضة السورية، رغم المؤشرات التي تأتي من واشنطن، حول بحث كل الخيارات العسكرية لحل الأزمة السورية. ولعل فكرة تزويد المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات لم تلق ترحيب الرئيس الأمريكي باراك أوباما حتى اللحظة، ولا حتى تزويدها بصواريخ غراد تصل إلى مسافة 40 كم، ويمكن أن تعطل حركة مطار حميميم، حيث التمركز الروسي الأساسي.

كل المعطيات السياسية تشير إلى أن لا تغيير في الموقف الأمريكي تجاه حلب، ويبدو أن كل المبادرات الأمريكية لبحث الأزمة وحلها تلقى تعطيلاً روسيا دائما.

لذلك يترتب على المعارضة السورية المسلحة عبء التفكير جدياً في خوض معركة كسر الحصار عن المدينة. وإذا كانت كانت ترى صعوبة في ذلك، فعليها حصار النظام نفسه فيها، وقطع طريق الإمداد الوحيد القادم من السعن إلى أثرية وخناصر باتجاه حلب.

هذا خيار المعارضة الوحيد، وعليها أن تسعى إليه أفضل من بقائها مكتوفة الأيدي، تتفرج على مذبحة غروزني، ولكن بنسختها الحلبية هذه المرة.

 

نظرية روسية تزعم وجود مؤامرة أمريكية لمنع تقارب أنقرة وموسكو ونظرية أمريكية تدعي ان أردوغان يلعب بورقة روسيا ضد الولايات المتحدة

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: سارعت منصات إعلامية أمريكية إلى اتهام القوات الروسية بشن غارة جوية في منطقة تنتشر فيها القوات التركية في شمال محافظة حلب في سوريا ما أسفر عن مقتل العديد من الجنود الأتراك رغم ان هذه المنطقة تقع تحت نفوذ دول التحالف الأمريكي وفقا لاتفاق ضمنى بين روسيا والولايات المتحدة.

الإدارة الأمريكية لم تشارك تلك المنصات هذه الاتهامات ولكنها أبقت التساؤلات بدون إجابة في خطوة وصفها العديد من المحللين بانها إشارة تأتي ضمن سياق رغبة أمريكية ملحة في الحفاظ على توتر العلاقات بين تركيا وروسيا. فالولايات المتحدة كانت سعيدة للغاية على حد تعبير منصات استخبارية عندما تأزمت العلاقات بين موسكو وأنقرة عقب إسقاط طائرة روسيا على الحدود مع سوريا. ووفقا لنظرية «التآمر الأمريكي» التي تروجها روسيا فان الولايات المتحدة تبذل جهودا واضحة لاستئناف نوع من المواجهة بين تركيا وروسيا مع إشارات ماكرة إلى ان حادثة إسقاط مقاتلة روسية من نوع «سو24» بواسطة طائرة تركية مقاتلة من نوع «أي أي 3» تعود أصلا إلى  بيانات استخبارية وإحداثيات تزودها الأقمار الصناعية الأمريكية وطائرات اواكس بوينغ التابعة لسلاح الجو الأمريكي إلى الجيش التركي ما يعني حســب هذه الرؤية ان قرار مهاجمة الطائرة الروسية اتخذ في واشنطن وليس أنقرة.

المحاولة العسكرية الفاشلة لقلب نظام الحكم في تركيا، وفقا للدعاية الروسية، عكست مدى حجم تحكم الأجهزة الاستخبارية الأمريكية والجيش الأمريكي على هياكل السلطة في البلاد وهكذا أدرك أردوغان ضرورة الحاجة إلى تغيير العلاقات بين أنقرة وموسكو باتجاه أفضل رغم تعقيد القضايا الاشكالية بين الطرفين وتعارض المصالح بما في ذلك الوضع في سوريا، ولكن الولايات المتحدة عادت مرة أخرى إلى الضغط على أنقرة لتنفيذ مصالحها في المنطقة تحت شعار القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» ووضعت الخطط لاستعادة مدينة الرقة بطريقة ستؤدي إلى صدام آخر في المصالح بين موسكو وأنقرة.

وعلى الطرف الآخر من النظرية الروسية حول الرؤية الأمريكية لتحسن العلاقات بين أنقرة وموسكو، نجد نظرية أمريكية متطرفة غير رسمية تحاول تفسير التحركات الدولية الأخيرة، حيث زعمت منصات أمريكية يمينية ان تركيا تحاول استخدام روسيا كورقة ضغط رابحة ضد الولايات المتحدة وان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو المستفيد الأول من هذه اللعبة. ووفقا لهذه المزاعم فان لقاءات واتفاقيات أردوغان وبوتين بما في ذلك اتفاقية صفقة خط أنابيب الغاز تحت البحر، هي إشارات واضحة لتجدد العلاقات الثنائية بين البلدين، وحسب استنتاجات خبراء في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات فان الغزل التركي مع روسيا يعود في المقام الأول إلى ادراك أردوغان ان الولايات المتحدة ليست شريكة في المعركة ضد التمرد الكردي المحلي في تركيا ناهيك عن غضبه من دعم إدارة أوباما للمقاتلين الأكراد في سوريا باعتباره تهديدا إقليميا لسيادة تركيا إضافة إلى الاتهامات الموجهة إلى واشنطن بايواء فتح الله غولن، رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة، وانها بذلك تحتضن «زعيم منظمة إرهابية».

المحللون الأمريكيون يفترضون أيضا، ان روسيا تستخدم مجموعة غنية من الأدوات لتحقيق أهداف سياستها الخارجية في سوريا بما في ذلك الإجراءات العسكرية والمناورات الدبلوماسية، وهم يفترضون ان موسكو تسعى لإقامة علاقات قوية مع القوى الإقليمية في المنطقة بما في ذلك تركيا لأهداف استراتيجية منها اجبار الولايات المتحدة على التعاون معها بشكل أكثر في المنطقة والاعتراف بها كشريك لا غنى عنه في المسألة السورية.

وأدرك الأمريكيون بدون اعتراف بالخطأ بانهم لم يسارعوا إلى إدانة الانقلاب الفاشل على النقيض من روسيا التي أدانته ليلة المحاولة، ناهيك عن التأثير السلبي لانتقاداتهم المتكررة ضد التدابير المتطرفة التي اتخذها أردوغان ضد المعارضين السياسيين في حين لم تنتقد روسيا عمليات التطهير الواسعة.

وقد توصل العديد من المحللين الأمريكيين إلى قناعة بان التحولات التركية الجارية تجاه روسيا ليست في مصلحة أنقرة من الناحية السياسية أو الاقتصادية، حيث يصر الخبراء في واشنطن على ان صفقة الغاز لا معنى لها على الاطلاق من الناحية المالية أما فوائدها السياسية فمشكوك فيها حيث سيجلب خط الأنابيب فوائد جمة لروسيا وسيسمح لها بتجاوز اوكرانيا في الطريق إلى أوروبا، كما ان الصفقة في الواقع، هي مخالفة صريحة لسياسة الطاقة في تركيا منذ عقود والتي تقوم على التنويع بعيدا عن روسيا وبعيدا عن الغاز الطبيعي.

التقديرات الأمريكية للمستقبل البعيد تفيد وفقا لدراسة لمعهد السياسات الشرقية بان تركيا لن تتجاوز «الخط» المتوقع في علاقاتها مع روسيا، حيث تنتمي روسيا وتركيا إلى تحالفات عسكرية مختلفة للغاية، فتركيا عضو في حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة التي تخوض صراعا سياسيا مع روسيا في الوقت الحاضر حول سوريا واوكرانيا وان الصفقة هي محاولة لإعادة العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى عهدها السابق كما انها محاولة تركيا للتوصل إلى نقاط التقاء مع الروس في المسألة السورية بما في ذلك قضية حلب.

الرؤية المعلنة لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه التقارب التركي ـ الروسي لا تحمل، في الواقع، دلائل تشير إلى الامتعاض أو المعارضة، وعلى النقيض من ذلك، شجع البيت الأبيض أنقرة في الخريف الماضي على تطبيع العلاقات مع روسيا بهدف التعاون في الشأن السوري. وقال مسؤولون في الإدارة، الأسبوع الماضي، بانهم لا يشعرون بالقلق على الاطلاق من تطبيع العلاقات بين أنقرة موسكو مع تأكيدات بان علاقة تركيا مع حلف شمال الأطلسي لن تتضرر أو تنهار. وأضاف هؤلاء ان هناك مجموعة من الأسباب التي تدعو للاعتقاد ان الشراكة مع الأتراك لا تقل أهمية عن أي وقت مضى وان لا وجود لمخاوف لتحسن العلاقات التركية ـ الروسية أو انجراف العلاقات للأسفل بين الولايات المتحدة وتركيا.

 

المعارضة السورية تعوّل على أوروبا بعد فشل “لوزان

محمد أمين

بدت المعارضة السورية غير متفاجئة بفشل “اجتماع لوزان” السويسرية، والذي عقد أمس السبت، إذ أكدت أنها لم تكن تعوّل على أي نتائج، لجهة إيقاف المجازر التي يرتكبها النظام السوري وحليفاه الروسي والإيراني، وخصوصا في مدينة حلب.

وفي السياق، أكد رئيس وفد المعارضة السورية المفاوض، أسعد الزعبي، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، “كنا نعلم أن الاجتماع لن يفضي إلى نتائج”، مضيفا أنه “طالما أن الروس والأميركيين موجودون في أي اجتماع، فلن ننتظر خيرا”. وأشار إلى أن موسكو وواشنطن “تهمهما مصالحهما، حتى لو كان الثمن قتل الشعوب”.

 

وأوضح رئيس الوفد المفاوض أن “من يعوّل على روسيا والولايات المتحدة يكون خارج الأرض”، مؤكدا “نية المعارضة السورية تفعيل التواصل مع الدول الأوروبية في الفترة المقبلة”.

من جهته، ذكر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، خطيب بدلة، أن “غياب المعارضة السورية عن الاجتماع هو أحد أسباب الفشل”، مضيفا، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن “الاجتماع عقد في ظل انقسام دولي حاد حيال القضية السورية، وجاء في مرحلة تراجع الحل السلمي إلى الحد الأدنى”.

وأشار إلى أن روسيا “كشفت عن وجهها الحقيقي المعادي للشعب السوري، والمؤيد للاستبداد، لتحقيق أطماع استعمارية طويلة الأمد في سورية، عندما استخدمت الفيتو ضد مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن، والذي كان يدعو إلى إنهاء معاناة السوريين عموماً، وحلب خصوصاً”.

بدوره، شدد عضو الائتلاف الوطني السوري، يحيى مكتبي، على أن اجتماعات لوزان كانت حلقة من سلسلة اجتماعات عقدت في عدة دول أوروبية دون نتائج تذكر، في حين أن ثلاثي العدوان على السوريين (روسيا، وإيران، والنظام السوري) يواصل ارتكاب المجازر، وتهجير السوريين من ديارهم.

وأوضح مكتبي، لـ”العربي الجديد”، أن “روسيا تتصرف كدولة عظمى، في حين أن الولايات المتحدة تتصرف كدولة صغيرة ليس لها القدرة على التأثير في الأحداث، خصوصاً على صعيد تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالملف السوري”. وأكد “ترحيب المعارضة السورية بدور أكبر للدول الأوروبية في القضية السورية”.

 

واختتم اجتماع لوزان، الذي ضم وزراء خارجية عدة دول لها علاقة بالملف السوري، دون نتائج واضحة، باستثناء تصريحات أكدت أن “المجتمعين اتفقوا على مواصلة الاتصالات في المستقبل القريب، ومواصلة العملية السياسية في أسرع وقت”.

 

فصائل “درع الفرات” تحرّر بلدة دابق من سيطرة “داعش

أحمد حمزة

سيطرت فصائل “الجيش السوري الحر”، المنضوية في عملية “درع الفرات”، ظهر اليوم الأحد، على بلدة دابق، التي تحمل دلالة رمزية بالنسبة إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في ريف حلب الشمالي.

وقد اقتحمت “فصائل الحر” بلدة دابق، الواقعة إلى الشمال من مركز محافظة حلب بنحو أربعين كيلومتراً، والتي لا تمثل أهمية استراتيجية على الصعيد العسكري بالنسبة للتنظيم، لكنه يوليها مكانة رمزية كبيرة، إذ يعتبر أنها ستشهد “معركة كبرى فاصلة”.

وفي السياق، أكد قياديون في “الجيش السوري الحر”، لـ”العربي الجديد”، أن السيطرة على دابق “تمت بالكامل”.

ولم يقتصر الأمر على التقدم في دابق، إذ سيطرت المعارضة السورية المسلحة، أيضاً، على قرية صوران، الواقعة شمال غربي دابق بنحو ستة كيلومترات، وعلى قريتي احتميلات وتلالين، بعد معارك مع مسلحي “داعش”، بحسب ما أكد القيادي في “الجيش السوري الحر”، محمد الغابي، لـ”العربي الجديد”.

من جهته، أكد الناشط الإعلامي المتواجد في حلب، ماجد عبد النور، أن “الجيش السوري الحر” سيطر، كذلك، على قرية حور، الواقعة بين بلدتي مارع ودابق، وبذلك التقى مقاتلو المعارضة الذين كانوا متواجدين في مارع مع أولئك القادمين من جهة دابق، فيما خسر تنظيم “داعش” أهم معاقل تواجده في ريف حلب الشمالي.

 

إسرائيل تطالب روسيا بتفاهمات عسكرية جديدة حول سورية

القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد

 

ذكرت صحيفة “هآرتس” أنّ الجيش الإسرائيلي طالب، أخيراً، وزارة الدفاع الروسية ببلورة ترتيبات وتفاهمات جديدة، لتنسيق النشاط العسكري في سورية، على إثر قيام موسكو بنشر منظومات بطاريات الصواريخ “أس 300” في الأراضي السورية.

 

وأوردت الصحيفة، اليوم الأحد، ما ذكرته صحيفة “إيزفستيا” الروسية في تقرير، بأنّ روسيا نشرت قبل أسبوعين منظومات صواريخ “أس 300” في طرطوس على الساحل السوري، رداً على قرار الولايات المتحدة تعليق المفاوضات مع موسكو، وذلك تحسباً من شن هجمات أميركية ضد النظام السوري، على إثر الهجوم المكثف على حلب.

 

وبحسب الصحيفة الروسية، قال مصدر روسي رفيع المستوى إنّه “في إطار خط الاتصال الساخن بين الطرفين الروسي والإسرائيلي، أرسلوا لنا طلباً لبلورة ترتيبات جديدة، وبروتوكولاً لإطلاق النار، لتضاف إلى آلية التنسيق المشتركة القائمة بين الطرفين”.

 

وأضاف أنّ الجانب الإسرائيلي طالب بهذه الترتيبات لمنع وتفادي وقوع اشتباكات أو “معارك” على خلفية على إطلاق الصواريخ الروسية في سورية، بطريق الخطأ ضد المقاتلات الجوية الإسرائيلية.

 

وكشف المصدر الروسي ذاته عن أنّه “يتم حالياً العمل على بلورة رد روسيا لإسرائيل في إطار النظم المتفق عليها بين الطرفين”.

 

ونقلت “هآرتس” عن الخبير الإسرائيلي في شؤون العلاقات الروسية الإسرائيلية أليكس تنتسر قوله، إنّ “تعزيز القوات الروسية الموجودة في سورية، ولا سيما نصب بطاريات الصواريخ من طراز “أس 300″، هو جزء من الصراع الروسي ضد الولايات المتحدة وليس إسرائيل”.

 

ورأى أنّ “روسيا تعتبر المسألة جزءاً من الصراع الكوني وليس الإقليمي فحسب، وهي بحاجة للتنسيق العسكري مع الجيش الإسرائيلي في سورية، بدرجة لا تقل عن حاجة إسرائيل نفسها لهذا التنسيق”.

 

وبلغ التنسيق الإسرائيلي الروسي في سورية ذروته في سبتمبر/ أيلول 2015، خلال زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى موسكو، ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي أسفر عن تأسيس آلية تنسيق مشتركة بين الطرفين، يترأسها نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي من جهة، ونظيره الروسي من جهة ثانية.

 

وكان الهدف الأساسي من تشكيل هذه الآلية منع وقوع اشتباكات جوية بين المقاتلات الروسية وتلك الإسرائيلية، في الأجواء السورية، وتقاسم هذه الأجواء عملياً بين الطرفين.

 

وجاء التنسيق ليشكل مكسباً لإسرائيل التي تمكنت من خلال سلسلة من اللقاءات مع القيادة الروسية، من منع موسكو حينها من تزويد الجيش السوري بمنظومات الصواريخ “أس 300″، بحجة الخوف من وصول الصواريخ إلى حزب الله في لبنان. علماً أنّ نتنياهو وبوتين عقدا منذ سبتمبر/ أيلول 2015 وحتى اليوم أربعة لقاءات ثنائية، تناولت كلها تنسيق المواقف والنشاط العسكري في سورية.

 

كيري يجتمع مع نظرائه الأوروبيين لبحث الملف السوري

لندن ــ العربي الجديد

يحاول وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم الأحد، إنعاش جهود وقف إطلاق النار في سورية من العاصمة البريطانية لندن، بعد محادثات أجراها مع روسيا وعدد من دول المنطقة، أمس السبت، في مدينة لوزان السويسرية ولم تفض إلى نتيجة.

 

ومن المقرر أنّ يواصل كيري جهوده في لندن خلال اجتماع مع وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، وعدد من نظرائه الأوروبيين الآخرين.

 

وبحسب “رويترز” يلتقي وزير الخارجية الأميركي الشركاء الأوروبيين للولايات المتحدة بعد اجتماع لوزان الذي لم يدع إليه الأوروبيون، ولم يسمح بوضع خطة للعودة إلى الهدنة التي انهارت في سبتمبر/أيلول الماضي، وسط تبادل حاد للاتهامات بين واشنطن وموسكو واستمرار القتال في سورية.

 

واعتبر مسؤولون أميركيون أنّ “كلاً من بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، وإيطاليا هم أعضاء في المجموعة الدولية لدعم سورية، إلا أنّ هذه المجموعة لا تستطيع اتخاذ قرارات سريعة نظراً لحجمها”، موضحين أنّ “اجتماع لوزان كان أكثر فائدة لأنه تركز على الدول الإقليمية الفاعلة في الأزمة السورية”، وفق وكالة “فرانس برس”.

 

في المقابل، أوضحت وزارة الخارجية الروسية أنّ “كل المشاركين في محادثات لوزان اتفقوا على أنّ السوريين وحدهم هم من يقررون مستقبلهم من خلال حوار يشمل كافة الأطراف”، مضيفةً “شدد الجميع على التزامهم بالحفاظ على سورية موحدة وعلمانية بعدما انتهى الاجتماع دون انفراجة”.

 

وأشارت إلى أنّه “كي ينجح اتفاق أميركي روسي لوقف إطلاق النار، يجب فصل المعارضة السورية المعتدلة عن جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وغيرها من الجماعات الإرهابية التابعة لها”.

 

وشددت روسيا على أنّه “في الوقت نفسه يجب أن يكون مفهوماً أن العمليات ضد إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة ستستمر”، حسب ما ذكرته وكالة “رويترز”.

 

تقييم إيران لاجتماع لوزان: تصنيف الإرهاب وتغييب البعد السياسي

طهران ــ فرح الزمان شوقي

أكدت إيران أنّ اجتماع لوزان الذي انعقد أمس السبت حول سورية، بحث عدداً من العناوين، على رأسها آليات تطبيق وقف إطلاق النار، وعوامل فشله في السابق، مشددة على ضرورة تصنيف ما وصفتها بـ”المجموعات الإرهابية”، لافتة إلى أنّ البعد السياسي للأزمة لم يأخذ حيزاً من النقاش.

وقال رئيس الدائرة العربية والأفريقية التابعة للخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري، اليوم الأحد، وفق ما نقلت عنه “هيئة الإذاعة والتلفزيون” الإيرانية، إنّ “نقطة هامة أخرى ركز عليها بعض الحاضرين؛ وهي ضرورة تقسيم وتصنيف المجموعات الإرهابية، ولا سيما جبهة النصرة وتنظيم داعش”.

 

وأكد أنصاري الذي شارك في الاجتماع إلى جانب وزير الخارجية محمد جواد ظريف، أنّ إيران شددت على ضرورة توحيد المعايير المرتبطة بمحاربة الإرهاب، و”هو ما تم بحثه بشكل دقيق ومفصل”، على حد قوله.

 

وأوضح أنّ الحاضرين في الاجتماع بحثوا أيضاً طرق إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في سورية، ولا سيما في حلب شمالي البلاد، مؤكداً الإجماع على استمرار الحوار للتوصل لجدول زمني يتعلق بوقف إطلاق النار، ما يؤمن بالتالي إيصال المساعدات.

 

ولفت إلى أنّ البعد السياسي للأزمة السورية لم يأخذ حيزاً كبيراً من النقاش خلال اجتماع لوزان، مؤكداً الاتفاق على استمرار عقد اجتماعات مشابهة مستقبلاً.

 

من ناحيته، قال مستشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي حسين أمير عبد اللهيان، في تصريحات لقناة “العالم” الإيرانية إنّه “لا يمكن تعليق الآمال على نتائج لوزان، طالما أنّ عدداً من الأطراف ما زالت تصر على عزل الرئيس السوري بشار الأسد من منصبه”.

 

واشترط حل هذه المسألة قبل الجلوس إلى طاولة الحوار حول سورية، معتبراً أنّه “لا يمكن توقع الكثير من الاجتماعات من هذا النوع”، بحسب قوله.

 

وانتهى اجتماع لوزان بعد أربع ساعات من عقده بين وزراء خارجية الولايات المتحدة، وروسيا، وتركيا، والسعودية، وقطر، وإيران، ومصر، والعراق.

 

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنّ “الاجتماع طرح أفكاراً وعناوين جديدة”، لكنّه أكد أنّ طاولة الحوار حول سورية شهدت توتراً، فيما ذكر نظيره الروسي سيرغي لافروف أنّه تم الاتفاق في النهاية على استمرار جلسات الحوار في المستقبل.

 

داريا أسلاموفا: طلبوا مني إظهار أنوثتي أمام الأسد!

بعد لقائها الإعلامي المثير للجدل مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، الجمعة، كشفت الصحافية الروسية داريا أسلاموفا، كواليس اللقاء الذي جرى بإعداد من “المعنيين في شؤون الرئاسة السورية”، بعدما طلبوا منها الظهور بتلقائية وبأنوثة حقيقية، مع ارتداء أجمل فستان لديها وحذاء بالكعب العالي “لأنهم ليسوا بحاجة للرجال الجامدين في المشهد”.

 

ونقلت قناة “روسيا اليوم” السبت عن أسلاموفا: “لم أبحث أنا شخصياً عن مقابلة الأسد وحواره، بل المعنيون في شؤون الرئاسة السورية هم من بحثوا عني وطلبوا مني حواره. شعرت بأن المكتب الإعلامي لدى الرئاسة السورية قد سأم رتابة المقابلات، التي صارت تقتصر على الصحافيين الغربيين الذين يطرحون سؤالاً واحداً على الأسد مفاده، ما نوع القنابل التي تنزلونها على حلب؟ وما عدد القتلى بين الأطفال لديكم؟ فيما يأتي المراسلون الروس من الرجال ويبدون متخشبين في المقابلة والتوتر مرسوم عليهم”.

 

وأضافت أسلاموفا في تصريحات صحافية لراديو “كومسومولسكايا برافدا” التابع للصحيفة التي تعمل فيها: “من هنا، برزت فكرة العثور على سيدة جذابة وحيوية وحساسة تجيد اللغة الإنجليزية، على أن تكون صحافية سياسية، وبصراحة فقد بحثوا عني كثيراً، واستمروا في البحث طويلاً عن الصحافية التي قد تلبي المعايير المطلوبة. والملفت أنهم شاهدوا حواراً لي أجريته مع وزير خارجيتنا سيرغي لافروف وأعجبهم أدائي كثيراً، الأمر الذي حملهم على اختياري”.

 

وكانت أسلاموفا تستجم في عطلتها على أحد شواطئ كرواتيا عندما فاجأها اتصال على هاتفها الشخصي من “مكتب سيادة الرئيس السوري”، ما ظنته مزحة ما في بداية الأمر، قبل أن تتأكد من جدية الموقف، وتسير بعدها الترتيبات “على عجل وبشكل منظم” ثم وقعت عقداً مع الجانب السوري في اليوم التالي للاتصال، وتوجهت إلى دمشق بعد أسبوع.

 

وأكدت أسلاموفا أن اختيارها لم يكن عبثياً: “لقد استمروا في بحث أمر دعوتي إلى هذا اللقاء طيلة أربعة أشهر، وجمعوا عني كافة المعلومات والبيانات، كما أعجبوا كثيرا بالتقارير التي أغطي بها الوضع في سوريا، وهذا ما أدهشني في المناسبة، حيث كنت أعتقد أن الانتقادات التي كنت أدرجها في تقاريري لن تلقى ترحيبهم” مضيفة أن مسؤولي النظام أثنوا على أدائها وأبدوا إعجابهم بها كشخص قادر على التفكير وتعرية المشاكل.

 

يأتي ذلك على خلفية توجيه أسلاموفا للأسد انتقادات كثيرة للطريقة التي يدير بها النظام ملفات متعددة في مناطق سيطرته، مثل الإعلام الرسمي الذي يحاول نقل صورة مزيفة للحياة الطبيعية في البلاد، أو مسألة سحب الشباب كافة من الشوارع إلى جبهات القتال وفرض التعبئة العامة.

 

وأسلاموفا شهيرة بمقابلاتها مع زعماء دكتاتوريين، وتحديداً لقائها عام 1993 مع الزعيم الصربي رادوفان كاراديتش، الذي حكم عليه بالسجن لمدة أربعين عاماً من قبل “محكمة الجنايات الدولية”، بتهمة ارتكاب مجازر جماعية خلال حرب البوسنة.

 

درع الفرات” تسيطر على دابق

سيطرت فصائل الجيش الحر المنضوية في تشكيلات “درع الفرات”، الأحد، على قرى دابق وصوران وحوار النهر واحتيمالات وتلالين، وذلك ضمن المرحلة الثالثة من المعركة، بعد اشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي انسحب باتجاه محيط مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.

 

معركة الجيش الحر للسيطرة على دابق لم تستغرق سوى 40 دقيقة، ما جعل هذه الأسطورة تتهاوى على رؤوس أصحابها، في أكبر ضربة تعرض لها التنظيم معنوياً منذ نشأته.

 

وكانت فصائل الجيش الحر قد أعلنت الجمعة، بدعم من القوات الخاصة التركية وطيران التحالف الدولي، بدء عمليات السيطرة على بلدة دابق التي نسج حولها التنظيم اسطورة “معركة نهاية الزمان”. وقتل 9 من أفراد الجيش الحر وأصيب 28 آخرون بجروح في مواجهات السبت في محيط دابق، بحسب وكالة “الأناضول”.

 

وقال القيادي في “فيلق الشام” الملازم أول عبدالإله طلاس، لـ”المدن”، إن الجيش الحر سيطر بشكل كامل على قرى دابق وصوران وحوار النهر و احتيمالات وتلالين، ليصبح بذلك ريف حلب الشمالي خالياً من أي وجود للتنظيم الإرهابي. وأوضح طلاس أن سيطرة الجيش الحر على دابق بعدما روّج التنظيم لمعركتها بشكل كبير وكانت حافزاً عقائدياً لمقاتليه، شكّلت هزيمة كبيرة للتنظيم ومعنويات مقاتليه، مشيراً إلى استمرار العمليات العسكرية ضد التنظيم باتجاه مدينة الباب.

 

وأضاف طلاس أن التنظيم زرع مئات الألغام في القرى التي كان يسيطر عليها، الأمر الذي يضيف للفصائل مهام تنظيفها، قبل أن تعود قابلة للحياة.

 

هذه التطورات تأتي عقب فشل اجتماع لوزان، الذي عقد السبت، بتحقيق أي نتائج لتدارك الانهيار في المسار السياسي للأزمة السورية، عقب التصعيد الروسي والسوري في مدينة حلب.

 

وفي أول موقف روسي رسمي، عقب مغادرة المشاركين لسويسرا من دون الإدلاء بأي تصريحات، قالت وزارة الخارجية الروسية، الأحد، إن كل المشاركين في محادثات لوزان اتفقوا على أن السوريين هم من يقررون مستقبل بلادهم، من خلال إطلاق حوار يشمل كل الأطراف، كما أكد المشاركون على “الحفاظ على سوريا كدولة موحدة مستقلة علمانية”.

 

وشدد البيان الروسي على أن موسكو أكدت مجدداً على أن تطبيق اتفاق “وقف إطلاق النار” لم تتغير شروطه، وما زالت متعلقة بفصل “المعارضة المعتدلة”، عن مقاتلي “جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)” والمتحالفين معها.  وأضاف “هذا يتطلب العمل المناسب من قبل كل المشاركين في اللقاء مع القوى الموجودة في سوريا، ومن الضروري فهم أن العمليات ضد إرهابيي داعش والنصرة ستستمر”.

 

«الجيش السوري الحر» يتمكن من السيطرة على دابق معقل «الدولة الإسلامية»

نجح «الجيش السوري الحر» مدعوما من القوات التركية في السيطرة على بلدتي دابق وصوران بعد معارك مع تنظيم «الدولة الإسلامية».

 

واستفاد «الجيش الحر» التابع للمعارضة المسلحة من غطاء مكثف قدمه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وكان الأكثر كثافة منذ فترة كبيرة.

 

وتمثل السيطرة على دابق تطورا مهما بالنظر إلى بعدها الرمزي والتاريخي في أدبيات تنظيم «الدولة الإسلامية» التي تتحدث عن معركة ستقع في آخر الزمان بين المسلمين والصليبيين على أرضها.

 

لكن مجلة «دابق» التابعة للتنظيم نشرت على موقعها على الإنترنت الجمعة الماضي تصريحات لزعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي» قال فيها: «ليست هذه معركة دابق الكبرى التي ننتظرها».

 

وكان «الجيش الحر» بدأ أمس السبت، هجومه على دابق مستفيدا من مساندة جوية يقدمها «التحالف الدولي»، ومن قصف مدفعي تنفذه تركيا التي أطلقت منذ 24 أغسطس/آب الماضي عملية تحمل اسم «درع الفرات» في شمال سوريا مستهدفة تنظيم «الدولة الإسلامية» والمقاتلين الأكراد.

 

وفي سياق متصل، أعلن الجيش التركي، اليوم الأحد، أن قواته دمرت مباني تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في قريتي دابق وأرشاف بريف محافظة حلب، مشيرا إلى مقتل 7 من عناصر التنظيم في غارات لـ«التحالف الدولي».

 

وتقود الولايات المتحدة «التحالف الدولي» المكون من نحو 60 دولة، والذي يشن غارات جوية على معاقل التنظيم في العراق وسوريا، كما يتولى جنود أمريكيون تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية لتعزيز قدرتها في الحرب ضد التنظيم.

 

من جهة أخرى، شن الطيران الروسي عدة غارات على الأحياء المحاصرة في مدينة حلب، في وقت تدور فيه معارك عنيفة في ريف حلب الشمالي بين تنظيم «الدولة الإسلامية» و«الجيش السوري الحر».

 

كما أغار الطيران الروسي على الأحياء السكنية في مدن وبلدات عديدة بريف حلب الغربي، مما أدى إلى أضرار مادية.

 

في الوقت نفسه، تمكنت قوات المعارضة من صد هجومين لقوات النظام في حلب، الأول على جبهتي ميسلون وقسطل، والثاني على محور عزيزة، مما أسفر عن مقتل 5 عناصر تابعين للنظام.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

 

ميل تركيا لروسيا يغيّر ديناميات ساحة القتال السورية  

كتب ديفد غاردنر أن شرق حلب الذي يسيطر عليه الثوار يبدو وكأنه إما أنه سيسقط أو سيسوى بالأرض بسبب القصف الجوي الروسي المتواصل والحصار الذي تفرضه المليشيا البرية المدعومة من إيران.

 

وقال غاردنر -في تقرير له بصحيفة فايننشال تايمز- إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون حينئذ قد حقق مبتغاه وهو إنقاذ نظام بشار الأسد داخل قطعة من سوريا حيث تقف أنقاض حلب في محيطها الشمالي شاهدا على إعادة تأكيده لنفوذ روسيا كمنافس إقليمي وعالمي لـالولايات المتحدة.

 

هدف تركيا الرئيسي في سوريا الآن، بعد تصالحها مع روسيا، هو منع القوات الكردية السورية من أن يكون لها موطئ قدم وتعزيز إقليم مستقل قريب من حدودها

وأشار الكاتب إلى أن هدف تركيا الرئيسي في سوريا الآن -بعد تصالحها مع روسيا- هو منع القوات الكردية السورية من أن يكون لها موطئ قدم وتعزيز إقليم مستقل قريب من حدودها.

 

وتخشى أنقرة أن يتوحد الأكراد السوريون مع حلفائهم في حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا في جنوب شرق تركيا انطلاقا من قواعد داخل إقليم الحكم الذاتي لحكومة إقليم كردستان في شمال العراق.

 

وأضاف الكاتب أن التغلغل التركي في سوريا في أغسطس/آب سبقه التصالح بين أنقرة وموسكو، وبذلك أطلقت روسيا يد تركيا ضد القوات الكردية السورية بعد الدعم المؤقت الذي كانت قد قدمته لهم، حيث قامت تركيا بنشر قوات الثوار السورية المطلوبة للدفاع عن حلب للاستيلاء على بلدة جرابلس في الضفة الغربية لنهر الفرات وتقدمت جنوبا.

 

وألمح غاردنر إلى ما يقوله المسؤولون الأتراك عن هذا الدفء الجديد في العلاقات الروسية التركية بأنه لا يعني ختم مصير حلب والثورة السورية، وأنه يمتد إلى العلاقة التبادلية مع إيران التي تلاحق الأقلية الكردية فيها، وأن العلاقات الأفضل مع روسيا وإيران بحكم الجيرة شرط مسبق لإنهاء الأزمة الإقليمية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

هل الحرب بسوريا من صالح أميركا؟  

أشارت مجلة ناشونال إنترست إلى الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات والقصف الذي تتعرض له مدينة حلب من جانب روسيا والنظام السوري منذ أسابيع، وتساءلت هل الحرب بسوريا من صالح أميركا؟

وقالت المجلة في مقال للكاتب أنطون عيسى إن الدعوات للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تنفيذ عملية عسكرية ضد قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد أصبحت أكثر صخبا في الأسابيع الأخيرة، في ظل الغضب جراء القصف الروسي والسوري الحالي المتواصل على الأحياء الشرقية من حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

 

وأضاف أن هذه الدعوات ليست جديدة، فالنقاد يحثون الرئيس أوباما منذ 2011 للتدخل في الحرب بسوريا بشكل أكبر، في ظل الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في البلاد.

 

وأشار الكاتب إلى أن الرئيس أوباما سبق أن قرر توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد في أعقاب الغضب العالمي جراء استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيميائية على أحياء تحت سيطرة المعارضة في شرقي دمشق في أغسطس/آب 2013.

 

قصف

وأضاف أنطون عيسى أن الصور المثيرة للقلق للمستشفيات التي تعرضت للدمار في حلب جراء القصف الروسي والسوري قبل أيام أدت مرة أخرى إلى غضب عالمي وإلى تصعيد الدعوات للرئيس أوباما كي يتدخل.

 

واستدرك الكاتب بالقول إن إدارة أوباما سبق أن امتنعت عن قصف قوات الأسد بعد الهجوم بالأسلحة الكيميائية عام 2013 وإنه من المحتمل أن يتردد الرئيس أوباما في اتخاذ إجراء عسكري ضد النظام السوري هذه المرة أيضا.

 

وأشار إلى جرائم الحرب المحتملة في سوريا وإلى دور مجلس الأمن الدولي إزاء جرائم سابقة ضد الإنسانية، وإلى الجانب الأخلاقي في المسألة، وقال إن الأخلاق تصبح شيئا هامشيا عندما يتعلق  الأمر بخدمة مصالح القوة العظمى.

 

وقال الكاتب إن سياسة الرئيس أوباما المتمثلة في عدم التدخل في سوريا لا تعتبر حالة شاذة، وذلك باستثناء حملته ضد تنظيم الدولة الإسلامية التي تتجنب عمدا المواجهة مع الحكومة السورية أو الروس بطبيعة الحال.

 

وتساءل هل التدخل العسكري الأميركي ضد النظام السوري يصب في المصالح القومية الأميركية، آخذين في الحسبان احتمال المواجهة مع قوة عظمى مثل روسيا؟

 

حذر أوباما

وقال الكاتب إن الرئيس أوباما ربما يكون على حق عندما يكون حذرا إزاء التدخل العسكري في سوريا وذلك لأسباب من بينها:

 

– أن الحرب في سوريا حرب لم تبدأها الولايات المتحدة

 

– أن سوريا ليست ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لأميركا

 

– أن الحرب في سوريا لا تشكل خطرا وجوديا على الولايات المتحدة

 

واستدرك الكاتب بالقول لكن للحرب التي تعصف بسوريا بعض الفوائد من وجهة النظر الأميركية من بينها:

 

– أ الحرب في سوريا تجعل إيران وحزب الله اللبناني ينزفان من الناحية المالية والبشرية، فإيران فقدت العشرات من جنودها في سوريا بمن فيهم جنرالات برتب عالية.

 

– أن أعداء أميركا يذبح بعضهم بعضا في سوريا، وهم الأسد وحزب الله من جانب، والجهاديون السُنة من الجانب الآخر، وهذا سيناريو مرحب به في أميركا.

هجمات

وقال الكاتب إن الولايات المتحدة توازن ما بين الفوائد التي يمكن أن تجنيها جراء تدخلها العسكري في الحرب السورية في مقابل التكلفة المحتملة، وأوضح:

 

– أن الإرهاب يزدهر في حالات الفوضى والدول المنهارة، وأنه في حالة سوريا والعراق تمدد حتى طال بالهجمات أوروبا وأميركا، ما يستدعي استجابة من جانب الولايات المتحدة.

 

– أن روسيا تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين تسعى جاهدة لتأكيد نفسها كقوة عالمية تؤخذ على محمل الجد من جانب الولايات المتحدة وقوى أخرى.

 

– أنه لا يوجد أي قوة إقليمية يمكنها المواجهة مع روسيا، وأن تركيا تعلمت أن هناك تداعيات خطيرة لأي خطوة بهذا الاتجاه.

 

– أن الشرق الأوسط الآن يعترف بروسيا كقوة عظمى بعد تدخلها بسوريا، وأن موسكو أصبحت مزارا للقادة الإقليميين.

 

– أن التدخل الروسي في سوريا قيد من حرية المناورة الأميركية في المنطقة.

 

وقال إنه إذا كان استقرار كل من سوريا والعراق يتطلب من الولايات المتحدة إلحاق الهزيمة بالجهاديين المتطرفين، فهل الدخول في حرب مع الأسد دون خطة شاملة للمرحلة اللاحقة يحقق هذه النتيجة؟

 

وهل عرض أميركا لقوتها العسكرية في سوريا ومهاجمتها حلفاء روسيا هي الوسيلة الوحيدة أمام الولايات المتحدة لاحتواء روسيا؟

 

وقال إنه يتعين على الإدارة الأميركية القادمة وضع إستراتيجية واضحة لمعالجة هذه المسائل الهامة بالحرب السورية، فإن استخدام القوة يعتمد على ما إذا كان ذلك يخدم مصلحة أميركا الوطنية، وهو ما قد لا يتحقق في حالة سوريا.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

روسيا: اتفقنا في لوزان على أن السوريين يقررون مستقبلهم

موسكو- رويترز

قالت وزارة الخارجية الروسية إن كل المشاركين في محادثات لوزان أمس السبت اتفقوا على أن السوريين وحدهم هم من يقررون مستقبلهم من خلال حوار يشمل كافة الأطراف كما أكدوا التزامهم بالحفاظ على سوريا موحدة وعلمانية.

وذكرت الوزارة اليوم الأحد أنه كي ينجح اتفاق أميركي روسي لوقف إطلاق النار يجب فصل المعارضة السورية المعتدلة عن جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وغيرها من “الجماعات الإرهابية” التابعة لها.

وتابعت “في الوقت نفسه يجب أن يكون مفهوما أن العمليات ضد إرهابيي تنظيم داعش وجبهة النصرة ستستمر.”

واستضاف كيري نظيره الروسي سيرجي لافروف مع 7 وزراء خارجية دول من المنطقة وهي إيران والعراق والسعودية وتركيا وقطر والأردن ومصر بعد ثلاثة أسابيع من إخفاق وقف لإطلاق النار كانا توصلا إليه بشق الأنفس واعتبره الكثيرون آخر أمل للسلام هذا العام، وجرى الاجتماع في مدينة لوزان السويسرية.

وقال كيري إن عدداً من الوزراء المشاركين في الاجتماع قدموا أفكارا جديدة آملا في أن تسفر عن تشكيل بعض المنهجيات المختلفة.. لكن لم يصدر عن الاجتماع بيان مشترك أو رؤية مشتركة عن كيفية التحرك إلى الأمام.

بدوره، قال النظام السوري إن الاجتماع أسفر عن توافق جيد بشأن “عدد من الاحتمالات” قد يؤدي إلى هدنة في سوريا.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن واشنطن وموسكو والدول المنخرطة في النزاع السوري ناقشت السبت في لوزان “أفكاراً جديدة” لإحياء الآلية الهادفة إلى التوصل لوقف لإطلاق النار.

وأوضح كيري أن المباحثات التي استمرت أكثر من أربع ساعات تخللها “تبادل واسع للأفكار” رغم “التوتر” وقد توافقت الأطراف على مواصلة الجهود لإحياء الهدنة.

 

الحر” يستعيد “دابق” من داعش.. هل انتهت “حرب آخر الزمان”؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— تمكنت قوات من الجيش السوري الحر وضمن عمليات “درع الفرات” التي تساندها تركيا من استعادة مدينة دابق من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” الأحد، وفقا لما نقلته وكالة أنباء “الأناضول” التركية شبه الرسمية.

 

وذكر تقرير الأناضول: “حررت فصائل الجيش السوري الحر، ناحية صوران وقرية دابق ذات الأهمية المعنوية لتنظيم داعش الإرهابي بمحافظة حلب شمالي البلاد، وذلك في إطار عملية درع الفرات،” ناقلة على لسان قادة في الجيش السوري الحر قولهم “إن العمل جار على تفكيك القنابل التي خلفها التنظيم في المناطق المحررة.”

 

الموالون للتنظيم لطالما روجوا لهذه لمعركة دابق، أو “معركة آخر الزمان” واسم دابق يعود لبلدة في سوريا ورد ذكرها في صحيح مسلم الذي قال إنّ هناك حديثا للنبي محمد تناول فيه معركة فاصلة بين المسلمين وأعدائهم في ذلك الموقع تحصل مع حلول “آخر الزمان” وظهور “الدجال” ونزول “المسيح.”

 

ويذكر أن “صحيح مسلم”، الذي يعتبره المسلمون السنة من بين أصح الكتب بعد القرآن لجمعه الأحاديث التي وردت بسند صحيح وفق الاعتبارات الدينية عن النبي محمد، قد ذكر: لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق – أو بدابِقَ – فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم : خلوا بينا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون: لا والله، كيف نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبدا، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يُفتَنون أبدا، فيفتَتحِون قسطنطينية” في إشارة إلى المدينة التي تحمل اليوم اسم اسطنبول في تركيا.

 

ويضيف الحديث: “فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون – وذلك باطل – فإذا جاؤوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، فأمّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته.”

 

وتقع دابق شمال حلب، وتبعد 45 كيلومترا عن الحدود التركية وتتبع منطقة أعزاز، وقد وقعت في سهلها الكبير معركة عظيمة بين العثمانيين بقيادة سليم الأول والمماليك بقيادة قنصوه الغوري عام 1516. انتصر فيها العثمانيون، وكانت المعركة مقدمة لدخولهم المناطق العربية وتأسيس إمبراطوريتهم فيها.

 

أما “الأعماق” فهي منطقة تتبع أنطاكيا التركية، وتقع فيها بحرية معروفة تسمى “بحرية عمق”، وتشير “موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة” إلى أن الحديث فيه نبوءة لأن صور دابق من الأقمار الصناعية تشير إلى أنها “من أنسب الاماكن لمعارك كبيرة وفاصلة” مضيفة: “دابق تقع قريبة من البحر، المتوسط سوف يكون هناك إنزال بحري للروم اثناء غزوهم للشام.”

 

وتضيف الموسوعة إلى أن الحديث يشير إلى أن الكثير من الروم “سيسلمون ويعيشون مع المسلمين في الشام أو يتم سبيهم من الروم ويشهرون إسلامهم ثم يقاتلون مع المسلمين ضد الروم” مشيرا إلى أن البلدة “تقع في مكان يفصل بين الشرق الإسلامي والغرب الرومي النصراني وهي مكان المواجهة في آخر الزمان.”

 

ويرى أنصار تنظيم “الدولة الإسلامية” أن العلامات على تحقق النبوءات الواردة بالحديث بدأت تظهر بالفعل، مع انضمام مقاتلين من الغرب إلى التنظيم، والاستعدادات الدولية لمقاتلة التنظيم عبر التحالف الذي يتوسع باضطراد، إلى جانب إمكانية تدخل تركيا ضد التنظيم، ما يبرر بالتالي مهاجمة القسطنطينية “اسطنبول” التي هي اليوم مدينة تقطنها غالبية مسلمة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى