صفحات العالم

قتلى جيش المهدي في سورية


محمد الوادي

“ذهب 4600 مقاتل من جيش المهدي الى سورية منذ اكثر من شهرين لمساندة نظام الحكم في التصدي للمظاهرات المعارضة للنظام، مع العلم ان هذه القوات ذهبت تحت حماية القوات الرسمية للدولة العراقية التي قدمت تسهيلات أمنية وحدودية كبيرة لعبور هذه القوات او المليشيات الى سورية ” كل الكلام السابق في محتواه وجوهره تم اطلاقه بداية على لسان أهم مسؤول في محافظة الانبار وثم تم تداوله بشكل مسخ وغير غريب على معظم وسائل ودكاكين الاعلام العربي البائس.

واليوم وبعد مضي اكثر من شهرين على ذهاب هذه القوات الصدرية الى سورية حسب هذه الاخبار المسخة، فان من حق اي مواطن عراقي بسيط ان يسأل عن مصير هذه الالاف العراقية التي ذهبت الى سورية ولحد الان لاخبر منها ولاحتى ” جفيه ولاحامض حلو ولاشربت ” كما تقول الاغنية العراقية الشهيرة.!! بل ان نفس دكاكين الاعلام العربي التي طبلت وزمرت لهذا الخبر الطائفي المقيت ومع مرور الايام أدخلت الموضوع في سبات مضحك ومعيب والسبب جدا بسيط لان الخبر قد أدى دوره الخطير في نفوس بعض المرضى الطائفيين وايضا في عقول بعض البسطاء وما اكثرهم في عالمنا العربي وايضا لان مثل هذه الاخبار الخطيرة لها استحقاقات ستكون ملزمة بمرور الوقت، بداية هناك استحقاقات أولية من عوائل هولاء المقاتلين وكيف اختفى ابنائهم وايضا هل يمكن لمثل هكذا خبر التعتيم عليه في العراق الجديد ! وثم هناك استحقاقات لاحقة ومنطقية سترافق هذه المشاركة المهدوية المزعومة فعلى سبيل المثال لا الحصر اين جرحى وقتلى جيش المهدي في سورية. او ان هولاء ذهبوا لقتال الهواء والنسيم الشامي الجميل دون غيره لذلك لاخسائر في صفوفهم، وهذه النتيجة بحد ذاتها تعني بان لامعارضة ولاعمل مسلح معتبر في سورية لذلك لاخسائر في صفوف جيش المهدي في مشاركته المزعومة في احداث سورية المضخمة جدا.

في الواقع ان هذا الخبر وقبله خبر مشاركة حزب الله في احداث سوريا تمثل قمة الكذب الاعلامي والسياسي العربي الاصفر وايضا تمثل ذروة الخطر الكبير الذي يحيط بالمنطقة والذي تتوجه هذه الاخبار وتحركات بعض دول المجهر العربي في الجامعة العربية.لذلك يسعى البعض الى تحويل الاحداث في سوريا الى مشكلة طائفية تمتد الى خارج الحدود السورية وتحفز الطرف الطائفي الاخر للدعم والتدخل في هذا الاتجاه، وهذا عبث عظيم وخطير في المنطقة العربية دون غيرها، ولااعرف كيف ان دول المجهر العربي وهي تهيم بمهرجانات الغناء والطرب فات عليها ان ترجع الى مصادر موثقة مثل اغنية راغب علامة الشهيرة ” لاتلعب بالنار تحرق صابيعك والي يشتيرك يرجع يبيعك.. يبيعك ” خاصة وان هذه الاغنية تم أدائها من قبل الاسرائيلي ” عوفر ليفي ” والتركي ” ايجار ” وسبحان الذي جمع دون صدفة دول المجهر العربية مع تركيا العثمانية واسرائيل المحتلة على نفس الاهداف السياسية والطائفية في ايامنا هذا !؟ طبعا مع الاشارة الى الاحترام لفن راغب علامة وبعده الاكيد عن هذه الخطط وهذا التزاوج السياسي والطائفي الشاذ.

ان المشكلة في سوريا ليس طائفية فحسب بل في جانبها الاكبر والاكثر اهمية هي مشكلة محاور متقاطعة بين محور مقاومة وتحرير واخر محور التبرع ببناء مستوطنات لبني اسرائيل في فلسطين المحتلة بل والمبيت فيها. لذلك مسالة التحريض مكشوفة تماما وليس لها مساحات واسعة حتى وان كانت تحت يافطات الديمقراطية والدستور والقانون لان هذه البضاعة الانسانية الثمينة اصلا غير متوفرة او متداولة في فكر وسلوك وأليات حكم دول المجهر العربي وبطبيعة الحال ” فاقد الشيء لايعطيه ” لذلك وفي اقرب فرصة مناسبة سترتد اليهم هذه البضاعة وستحاصرهم وستنفذ الى ميادينها الصائبة ولو بعد حين.

ثم من يرسل جيوش لمحاربة شعب البحرين المسالم لايحق له التكلم عن الانسانية والحرية والديمقراطية ومن يتستر على صالح في اليمن وجرائمه الكبرى لايحق له التفوه بحرف واحد عن القتل والبطش اذا كان هنا او هناك.

اما قصة جيش المهدي فهذا الجيش كان في مرحلة معينة ومع قلة فعالية قوى الامن العراقية وفي بداية تاسيس الدولة العراقية الجديدة بعد نيسان 2003 كان ضرورة قصوى لوئد احلام عقول عصافير السياسة العربية ووعاظ السلاطين في احتلال بغداد من قبل ممثلهم المقبور الزرقاوي الارهابي الذي عمل على تغير ديمغرافي خطير في عاصمة العراق فكان دور جيش المهدي دور تاريخي في تأديب هولاء ومحاصرتهم حتى جاء الرئيس المالكي في دورته الاولى ليضع الامور في نصابها الحقيقي ويقضي على اوباش القاعدة ويقطع اوصال الارهاب العربي في العراق ويطلق حملته الامنية التاريخية ” صولة الفرسان “، وهذه النتائج المذهلة اعطت نتائج كبرى مما دفع القيادة الصدرية في العراق الى ايقاف عمليات جيش المهدي بعد ان اخذت قوى الامن العراقية دورها الطبيعي في حماية الوطن والمواطن.لكن يبدو ورغم مرور السنوات على توقف جيش المهدي وتراجعه وتوقفه امام مكانة الحكومة والدولة العراقية لكن ضرباته مازالت تسبب الارق والوجع لهولاء فامتد حقدهم و تخبطهم الى الكذب الاصفر المفضوح.فاين قتلى جيش المهدي في سورية… ياهولاء.!!؟

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى