أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 01 شباط 2014

انتهاء الجولة الأولى من «جنيف 2»… من دون إنقاذ سوري واحد

واشنطن، نيويورك -جويس كرم

 لندن، جنيف، لاهاي، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – انتهت الجولة الأولى من المفاوضات بين وفدي «الائتلاف الوطني السوري» المعارض والنظام في جنيف أمس، من دون تحقيق أي تقدم ملموس «أو إنقاذ مواطن سوري واحد». ووافقت المعارضة على اقتراح المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي على استئناف المفاوضات في العاشر من شباط (فبراير) الجاري، في حين طلب الوفد الحكومي وقتاً لـ «التشاور» مع رؤسائه، قبل قبول مبدأ العودة إلى جنيف.

وقال رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا في مؤتمر صحافي أمس: «باستثناء موافقتهم المبدئية على مرجعية جنيف1، لا يمكن الحديث عن أي التزام جدي من قبل ممثلي الأسد»، مؤكداً حصول المعارضة على «وسائل الدفاع» على الأرض. وقال: «ربطنا سلفاً حضورنا جنيف2 بتوفير وسائل الدفاع عن شعبنا على الأرض. أطمئنكم بأن تعهدات الدول أصبحت نافذة»، مضيفاً: «سيزداد التسليح الدفاعي لثوارنا المدافعين عن عرضنا وكرامتنا كمّاً ونوعاً حتى يلتزم النظام بحرفية جنيف1 الذي يمهد إلى تجريد بشار الأسد من كل صلاحياته».

وتابع: «لم تكن العملية سهلة علينا (…)، كنا كمن يتجرع السم والمجرم يقتل نساءنا وأطفالنا وشبابنا وشيوخنا. ولكننا عبرنا النفق الأسود نحو هدف أساس كنا عقدنا العزم على إنجازه، وقد أنجزناه وانكشف الأسد ونظامه، ونلنا الدعم الدولي الذي أردناه».

وحمّلت «النواة الصلبة» من «مجموعة أصدقاء سورية» نظام الأسد مسؤولة عن عدم إحراز تقدم في الجولة الأولى، وقالت في بيان بعد اجتماع ممثليها في جنيف أمس: «النظام مسؤول عن عدم إحراز تقدم حقيقي في الجولة الأولى من المفاوضات. عليه ألا يعرقل المفاوضات الأخرى الجوهرية، وعليه أن يشارك على نحو بنّاء في الجولة الثانية من المفاوضات». وشددت على أن المفاوضات ترمي إلى «تشكيل ومن دون تأخير هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة تشرف على أجهزة الأمن والجيش».

وفي واشنطن، اكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، أن «مجلس الأمن بوحدته هو القادر على فتح أدوات نحو الحل في سورية»، معتبراً أن «جنيف2 لم ينقذ حياة مدني واحد في سورية».

وقال فيلتمان العائد لتوه من جنيف في محاضرة أمام معهد الشرق الأوسط في واشنطن أمس: «بعد عشرة أيام في مونترو للأسف ليس هناك انعكاسات على الأرض». وزاد: «شاركت في الأربعة أيام من المحادثات في جنيف التي توقفت على أمل استئنافها في ١٠ شباط (فبراير)، بسبب عوامل داخلية وإقليمية، فكان من الصعب حصد زخم وراء المسار السياسي أو الدفع باتجاه خطوات مثل حظر السلاح». وأضاف: «فقط مجلس الأمن الدولي وبوحدته يمكن أن يفتح الباب أمام مثل هذه الأدوات في سورية».

وكان الإبراهيمي قال في مؤتمر صحافي إنه اقترح أن تستأنف المفاوضات «بالاستناد إلى أجندة واضحة، وأن نلتقي في العاشر من شباط»، مشيراً إلى أن وفد الحكومة قال إنه «يحتاج إلى التشاور مع دمشق أولاً». وأضاف: «الهوة بين الطرفين لا تزال كبيرة، لا يمكن ادعاء عكس ذلك. لكنني لاحظت خلال محادثاتنا أن هناك أرضية صغيرة مشتركة لعلها أكثر مما يدركه الطرفان». وقال إنه استخلص عدداً من الأمور، بينها أن الطرفين «ملتزمان مناقشة التطبيق الكامل لبيان جنيف للوصول إلى حل سياسي، وأن الطرفين يعرفان أنه «للوصول إلى تطبيق بيان جنيف عليهما التوصل إلى اتفاق دائم وواضح على وضع حد للنزاع وعلى إقامة هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية، بالإضافة إلى خطوات أخرى أبرزها الحوار الوطني وإعادة النظر في الدستور والانتخابات».

من جهته، رأى عضو وفد المعارضة لؤي صافي أن «التقدم الوحيد» الذي حصل في جولة المفاوضات هو «إلزام النظام بالتفاوض». وقال صافي في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء الجلسات المشتركة بين الوفدين: «التقدم الوحيد الذي حصل هو إلزام النظام بالتفاوض ضمن إطار جنيف».

في المقابل، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن المفاوضات لم تحقق «نتائج ملموسة» خلال أسبوع. وقال في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء جولة المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين: «للأسف، لم نتوصل إلى نتائج ملموسة خلال هذا الأسبوع من الحوار».

في غضون ذلك، لقي نحو 1900 شخص مصرعهم في سورية منذ بدء «جنيف 2» للبحث عن حل للأزمة في 22 الشهر الماضي، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أفاد أن مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة سيطروا على قرية سويسة في ريف القنيطرة الجنوبي بين دمشق والجولان المحتل «إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية في محيط القرية وأنباء عن مقتل وجرح أكثر من 30 عنصراً من القوات النظامية وإعطاب دبابتين للقوات النظامية وعربة ناقلة جنود». كما حقق مقاتلو المعارضة تقدماً في وسط البلاد.

وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عقب قمة مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في قاعدة برايز نورتن العسكرية (بريطانيا)، أن البلدين سيجريان عمليات مشتركة لرصد تحركات المتطرفين الإسلاميين ضد النظام السوري الذين سيشكلون تهديداً أمنياً عند عودتهم إلى أوطانهم.

وفي لاهاي، أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس ضرورة تسريع وتيرة إخراج الأسلحة الكيماوية من سورية بعد التأكد من أنه لم يتم نقل سوى أقل من خمسة بالمئة من الأسلحة الأكثر خطورة حتى الآن. ونقل بيان نشر أمس عن المدير العام للمنظمة أحمد أوجومجو، قوله خلال اجتماع لمجلسها التنفيذي الخميس إنه «يجب بالتأكيد تسريع وتيرة العملية».

وفي نيويورك تكثفت التحركات لإعداد مشروع قرار «إنساني» يدعو الى فك الحصار عن المناطق المحاصرة في سورية وإيصال المساعدات العاجلة الى المنكوبين والمحاصرين، في وقت طالبت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية فاليري آموس بـ»فك الحصار فوراً عن حمص القديمة وإجلاء النساء والأطفال والمتقدمين في السن منها».

وقال ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن إن «المشاورات تكثفت في شأن مشروع القرار بين دول غربية وعربية وأعين الجميع مركزة على تحقيق تقدم سريع في شأن الأزمة الإنسانية». وأوضح أن مشروع القرار «سيكون مرتكزاً على بيان مجلس الأمن الأخير الذي دعا الى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وحض الحكومة السورية على التعاون التام مع جهود الأمم المتحدة».

طالبت آموس في بيان فور انتهاء جولة المفاوضات في جنيف بإعلان هدنات إنسانية أو وقف إطلاق نار موقت في الأماكن المحاصرة في سورية. وقالت إن «المفاوضات لا تزال مستمرة للتمكن من إيصال المساعدات الى حمص القديمة وإجلاء النساء والأطفال والمتقدمين في السن وهذا يجب أن يحدث فوراً».

وحملت آموس الحكومة السورية، من دون أن تسميها، المسؤولية عن إخفاق التوصل الى اتفاقات تتيح إدخال المساعدات الى الحسكة والغوطة الشرقية. وأوضحت أنه «في المناطق المحاصرة في شمال غربي الحسكة نحاول ان نتوصل الى اتفاق مع الحكومة لإيصال مساعدات عبر الحدود العراقية بعدما توصلنا الى اتفاق مع بغداد لكننا ننتظر الاتفاق مع الحكومة السورية». وأكدت آموس أن فريقاً للأمم المتحدة زار المنطقة الأسبوع الماضي «وشهد أن الناس لا يملكون الطعام». وقالت «في الغوطة الشرقية حصلنا على ضمانات مكتوبة من المجموعات المعارضة بأنهم سيسمحون للمساعدات بالدخول ولكننا لم نحرز تقدماً».

قتيل و10 جرحى بقصف سوري وقهوجي إلى الرياض لبحث المساعدات

باريس – رندة تقي الدين ؛ بيروت – «الحياة»

قتل نازح سوري وجرح 10 لبنانيين آخرين أحدهم اصاباته خطرة، فجر أمس جراء قصف الجيش السوري أكثر من 10 قرى لبنانية حدودية في منطقة عكار الشمالية، رداً على عملية نفذتها مجموعة تنتمي الى «الجيش السوري الحر» يقودها لبناني كان انتقل الى الأراضي السورية قبل أكثر من سنة، على مواقع للجيش النظامي في منطقة تلكلخ السورية.

وسقطت عشرات القذائف بين الفجر وساعات قبل الظهر توزعت على القرى الثماني اللبنانية في منطقة وادي خالد، ما أدى الى وقوع اصابات وأضرار مادية في المنازل، وإلى نزوح بعض الأهالي من المنطقة الى أماكن أكثر أمناً، وأقفلت احدى المدارس التي تعرض محيطها للقصف وأجلت سيارات اسعاف تلامذة كانوا داخلها في بلدة منجز وناشد الأهالي كبار المسؤولين التدخل لوقف استهداف قراهم، فيما ذكرت معلومات المراسلين أن الجيش اللبناني تبادل النيران مع مسلحين تواجدوا على احدى التلال الحدودية. وغادر قائد الجيش العماد جان قهوجي بيروت أمس الى المملكة العربية السعودية في زيارة بناء على دعوة رسمية للقاء كبار المسؤولين السعوديين. ورافق قهوجي وفد عسكري للبحث في ملف المساعدات العسكرية والهبة السعودية للجيش.

واعتبر الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال تعليقاً على القصف السوري للقرى اللبنانية، أن كل مسّ بالأراضي اللبنانية غير مقبول، مشدداً على تمسك بلاده بدعم استقلال لبنان.

ومساء قالت وكالة «سانا» السورية الرسمية إن «مجموعة إرهابية مسلحة تسللت من الأراضي اللبنانية راح ضحيتها 7 شهداء من أهالي قرية الغيضة الحدودية في ريف تلكلخ في محافظة حمص». وذكرت «سانا» إن المجموعة «تسللت من قرية خربة الرمان اللبنانية الى الغيضة وأطلقت النار على الأهالي، وأن وحدة من الجيش السوري اشتبكت مع الإرهابيين وأوقعت العديد منهم قتلى ومصابين في حين لاذ عدد منهم بالفرار الى الأراضي اللبنانية».

على الصعيد السياسي أكدت مصادر مواكبة لاتصالات تأليف الحكومة أن الاقتراحات لمعالجة اعتراض العماد ميشال عون على المداورة في الحقائب الوزارية والتي يتولاها «حزب الله» معه، أفضت الى طرح فكرة اسناد حقيبة سيادية لعون هي وزارة الخارجية، مقابل تخليه عن حقيبتي الطاقة والاتصالات، وإسناد حقيبتين أخريين لتكتله النيابي غيرها. وذكرت المصادر أن رئيس «جبهة النضال الوطني: النيابية أيد هذا الاقتراح وأن جواب الرئيس المكلف تأليف الحكومة تمام سلام على هذا الاقتراح كان أن الأمر لا يتعلق به وحده بل بالقوى التي ستُسنَد اليها الحقائب السيادية الأربع.

وفي باريس قالت مصادر مقربة من زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري لـ «الحياة» ان التواصل بين المستقبل و «التيار الوطني الحر» لم ينقطع يوماً وان نواب الطرفين كانا «وما زالا في حوار مستمر داخل مجلس النواب وخارجه انطلاقاً من تمسك التيارين بمبدأ الانفتاح على الجميع والحوار مع الجميع كأساس للممارسة السياسية الديموقراطية».

ولفتت هذه المصادر الى ان «اتصالات هاتفية وان كانت ذات طبيعة اجتماعية تتم بشكل دوري بين العماد عون والرئيس الحريري، وكان من بينها اتصال معايدة بمناسبة الميلاد من الرئيس الحريري ثم من العماد عون للتعزية بالوزير السابق محمد شطح بعد اغتياله، واتصال من العماد عون بعد خضوع الرئيس الحريري لعملية استئصال المرارة قبل عشرة أيام في باريس».

واستغربت المصادر «محاولات البعض الإيحاء بأن التواصل والانفتاح بين الرجلين أو بين تياريهما السياسيين يعبران عن ابتعاد عن الحلفاء». وقالت: «في ما يخص الرئيس الحريري فهو واضح في الإعلام وفي الاتصالات الخاصة بأن أولويته تبقى العلاقة مع حلفائه في 14 آذار، الذين يتواصلون بدورهم مع جميع القوى السياسية بما فيها التيار العوني وحزب الله وحركة أمل، وأن موقف الحريري هو تشجيع انفتاح الجميع، ورفض عقلية التشكيك بكل خطوة حوارية يجريها هو أو حلفاؤه مع أي من الخصوم السياسيين خصوصاً وأن التنسيق في هذه الخطوات يبقى كاملاً بين الحلفاء في 14 آذار».

وعما تردد عن لقاء بين عون والحريري في روما مؤخراً، قالت المصادر نفسها إن «هذا أمر لم يحدث، لكن الرئيس الحريري منفتح على حصول مثل هذا اللقاء مع العماد عن فيما لو طرح».

واعتبرت أن «محاولة تصوير الرئيس الحريري أو تيار المستقبل وكأنهما يرفضان الحوار مع أي من الخصوم السياسيين أو في قطيعة تامة مع شركائهم في الوطن هي محاولة فاشلة أساساً، لأن تركيبة تيار المستقبل ومؤسسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري هي في الأساس قائمة على الحوار والانفتاح على جميع اللبنانيين دون استثناء».

أما في ما يخص الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة والمطالب العونية في هذا المجال، فقالت المصادر إن الرئيس الحريري «كان واضحاً في مقابلته التلفزيونية الأخيرة كما في اتصالاته مع الجميع بأن مبدأ المداورة الشاملة هو اتفاق سياسي بين الجميع بات أساساً لعملية التشكيل وبالتالي فإن المطالبة بإبقاء حقيبتي الطاقة والاتصالات للتيار الوطني الحر هو أمر غير قابل للتحقيق». وأضافت أن «مصدر المشكلة يكمن في أن حلفاء الجنرال عون عرضوا عليه من ضمن سلة ٨ آذار حقيبتي التربية والزراعة، فالأولى تمثل حقيبة خدماتية مهمة، لكن الثانية بدت وكأنها لا تتناسب مع حجم الكتلة النيابية التي يمثلها». وقالت إن «جهوداً لإقناع حلفاء العماد عون من ضمن ٨ آذار بالتنازل له عن حقيبة وازنة ثانية إلى جانب التربية لم تنجح، وهو ما يفسر تمسكه بموقفه».

وكشفت المصادر أن الرئيس الحريري «لا يمانع في الطرح المتداول لحل هذه المشكلة بأن يتخلى رئيسا الجمهورية والحكومة عن حقيبتيهما السياديتين (الداخلية والدفاع) في شكل تذهب حقيبتان سياديتان لـ١٤ آذار وحقيبتان سياديتان لـ٨ اذار، وبالتالي إسناد واحدة من الحقائب السيادية للتيار الوطني الحر. ومن المعلوم أن الحقائب السيادية في العرف اللبناني هي أربع» (المالية والخارجية والداخلية والدفاع). إلا أن مصادر الرئيس الحريري سارعت الى التذكير بأن «من يشكل الحكومة هو الرئيس المكلف تمام سلام بالتشاور مع الرئيس سليمان وأن الرئيس الحريري حريص كل الحرص على عدم الافتئات على صلاحيات الرئيس المكلف ولذلك فإن دوره يقتصر على تسهيل الحلول وليس التدخل في عملية التشكيل».

معلومات عن إجلاء المئات من ضاحية اليرموك المحاصرة في دمشق

بيروت – رويترز

اعلنت جماعة فلسطينية متحالفة مع الحكومة السورية اليوم السبت إن وكالات اغاثة في سورية أجلت مئات الأشخاص من ضاحية اليرموك في العاصمة السورية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في بادرة للتنسيق بين الحكومة وقوات المعارضة.

ويعتبر وصول وكالات الإغاثة إلى نحو 250 ألف شخص محاصرين بسبب القتال في أنحاء سورية أحد أهداف محادثات السلام التي جرت الأسبوع الماضي في سويسرا والتي اختتمت جولتها الأولى أمس الجمعة دون تحقيق نتائج جوهرية.

ولم يتمكن الطرفان بالرغم من المحادثات المطولة من الاتفاق على مرور قافلة مساعدات لتصل إلى 2500 شخص محاصرين في الحي القديم ببلدة حمص ثالث كبرى المدن السورية ولا يستطيعون الحصول على الغذاء أو الدواء.

وقال أنور رجا المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة التي تعمل في منطقة اليرموك إن الجبهة نسقت مع الهلال الأحمر العربي السوري أمس الجمعة واليوم السبت لإخراج المئات من سكان الضاحية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الأوضاع في سورية إن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم نقلوا إلى عدة مستشفيات حكومية.

ولم يتسن الاتصال بالهلال الأحمر لتأكيد تفاصيل العملية.

وتفيد الأمم المتحدة بأن ما لا يقل عن 15 شخصا توفوا بسبب سوء التغذية في اليرموك وهو في الأصل مخيم للاجئين الفلسطينيين يعيش فيه الآن 18 ألف فلسطيني وبعض السوريين.

ويقول نشطاء من المعارضة إن الحكومة تستخدم سلاح التجويع في الحرب لكن دمشق تتهم مقاتلي المعارضة بإطلاق النار على قوافل المساعدات وتقول إنها تخشى وصول إمدادات المعونة للجماعات المسلحة.

“جنيف 2” بلا نتائج في انتظار الجولة المقبلة

جنيف – وكالات

بعد أسبوع من الحوار المشحون بين وفدي المعارضة والحكومة السوريين في مؤتمر “جنيف 2” والذي وصفه البعض بـ”حوار الطرشان”، لم يتمكن الطرفان من إحراز أي تقدم يساهم في إنهاء الحرب الأهلية.

وبين ورقة “المبادئ الأساسية” المقدمة من الوفد الحكومي والتي ركزت على “محاربة الإرهاب”، وإصرار وفد المعارضة على طرح مسألة “المرحلة الإنتقالية”، بقيت المحادثات عالقة وغير بناءة، في انتظار جولة جديدة من المحادثات التي حددها المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي مبدئياً في العاشر من شباط (فبراير)، أملا في التوصل إلى إتفاق سلام في مهمة يصفها ديبلوماسيون بأنها “مستحيلة”.

وأبدى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أسفه على مسار المحادثات لعدم التوصل إلى “نتائج ملموسة خلال هذا الاسبوع من الحوار”. وأوضح أن الفشل يعود لسببين: “الأول عدم نضج الطرف الآخر وعدم جديته وتهديده بنسف الاجتماع أكثر من مرة، والتعنّت على موضوع واحد كما لو اننا قادمون لساعة واحدة نسلمهم فيها كل شيء ونذهب”. أما السبب الثاني، فهو “الجو المشحون والمتوتر الذي أرادت الولايات المتحدة ان تغلف به اجتماع جنيف وتدخلها السافر في شؤون الاجتماع وتحديدا بتسيير الطرف الآخر وصولاً إلى قرار للكونغرس الأميركي” بتسليح المعارضة المعتدلة في سورية.

من جهته، أكد عضو وفد المعارضة السوري الى “جنيف 2” لؤي صافي ان “التقدم الوحيد” الذي حصل في جولة المفاوضات التي انتهت اليوم هو “إلزام النظام بالتفاوض ضمن اطار جنيف”.

وقال في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء الجلسات المشتركة: “في الجولة المقبلة، سيكون هناك حديث حول نقل السلطة، وإنهاء معاناة الشعب السوري في مواجهة آلة القتل الهمجية”، مذكراً بأن “النظام لم يستجب لحد الآن لمطلب إطلاق سراح المعتقلين، داعياً المجتمع الدولي الى إتخاذ موقف حازم في هذا الشأن”.

وقال: “هذا التقدم على رغم بساطته حققه صمود الشعب السوري، ولا يمكن التقدم من دون تشكيل هيئة الحكم الإنتقالي التي تأخذ على عاتقها حل كل الأمور الأمنية”، معتبراً ان “النظام لا يريد حلاً سياسياً ولا يريد التقدم نقطة واحدة على طريق إنهاء الأزمة”.

وأكد رئيس الوفد السوري المعارض أحمد الجربا، ان الوفد الحكومي لم يقدم أي “التزام جدي”، مؤكداً “حصول المعارضة على “وسائل الدفاع” على الأرض، وأن “التسليح سيزداد حتى التزام النظام السوري بتشكيل هيئة الحكم الانتقالي، الى حين تجريد بشار الأسد من كل صلاحياته”.

من جهته، أعلن الإبراهيمي في مؤتمر صحافي آخر أنه اقترح أن “تستأنف المفاوضات بالإستناد الى أجندة واضحة، وان نلتقي في العاشر من شباط/فبراير”، مشيراً الى ان وفد الحكومة قال انه “يحتاج الى التشاور مع دمشق اولاً”، كما اعترف بأن “التقدم بطيئ بالفعل لكن الطرفين يشاركان على نحو مقبول”. وأضاف: “وفد حكومة دمشق لم يبلغه بإعتزامه عدم العودة بل على العكس قال إنه سيعود إلا أنه بحاجة للتشاور مع دمشق”.

وكانت التوقعات محدودة بإحراز تقدم في القضايا السياسية للمحادثات وهي الأولى من نوعها بين ممثلين للرئيس السوري وخصوم له في الحرب الأهلية السورية التي سقط فيها نحو 130 ألف سوري ودفعت ثلث السكان إلى النزوح عن ديارهم.

ولم يتمكن الطرفان من تحقيق الأهداف الأكثر تواضعا مثل التوصل إلى اتفاق على دخول قوافل مساعدات إلى مدينة حمص المحاصرة حيث مازال آلاف المدنيين محاصرين ولا يستطيعون الحصول على الطعام والدواء.

وقال الإبراهيمي إنه جرى بحث موضوع حمص في شكل موسع على رغم أنه لم يتم احراز أي تقدم إلى الآن.

ومما زاد الأمور تعقيداً، الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا حول سرعة تسليم سورية لترسانتها الكيماوية استعداداً لتدميرها، إذ تتهم واشنطن دمشق بالتلكؤ، ما يؤخر الخطة لمدة تتراوح بين ستة أسابيع وثمانية أسابيع عن موعدها المحدد. وترفض موسكو الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد هذه الاتهامات.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه “لا مبرر لدى السلطات السورية لتأجيل إرسال ترسانتها من المواد السامة إلى الخارج بموجب إتفاق تم التوصل إليه العام الماضي”. وقالت موسكو إن “الأسد يتصرف بحسن نية وإن الوفاء بمهلة 30 يونيو (حزيران) للتخلص من المواد الكيماوية لا تزال ممكنة”.

ويقول ديبلوماسيون إنه “مع عدم تحقيق تقدم في قضايا الصراع تنصب الأولوية الآن على الاستمرار في المحادثات أملا في تغير المواقف الجامدة بمرور الوقت”.

وكان بدأ أول اجتماع بين الجانبين بكلمات متشددة وبدت المحادثات مرة تلو الأخرى عرضة للانهيار قبل ان تبدأ،مما جعل مجرد جلوس الجانبين في غرفة واحدة انجازاً.

واتخذ الجانبان خطوة أولى مترددة إلى الأمام يوم الأربعاء بالموافقة على وثيقة جرى التوقيع عليها عام 2012 كأساس للمناقشات، لكن سرعان ما اتضح أن مواقف الطرفين لا زالت متباعدة.

وتحدد وثيقة عام 2012 التي أصبحت أساس المحادثات مراحل إنهاء الصراع بما في ذلك وقف القتال وتوصيل المساعدات وتشكيل حكومة إنتقالية تصر المعارضة وحلفاؤها الغربيون على أن يستثنى منها الأسد.

ووصلت جلسة التفاوض الأخيرة الخميس إلى طريق مسدود بسبب مشروع بيان تقدم به وفد الحكومة حول “مكافحة الارهاب” رفضته المعارضة، متهمة نظام الرئيس بشار الاسد بارتكاب “جرائم حرب” وبأنه سبب “الإرهاب”.

وبعيد إعلان فشل المحادثات، أصدر المرصد السوري لحقوق الإنسان جردة لعدد القتلى الذين سقطوا بالتزامن مع المحادثات والذين ناهزوا الـ1900، ما أعطى صورة متناقضة بين مفاوضات سلمية في جنيف ومعارك طاحنة في سورية.

جنيف 2 بلا نتائج والجولة المقبلة في 10 شباط واشنطن وموسكو تريان إيجابية في بدء الحوار

العواصم – الوكالات

جنيف – موسى عاصي

انتهى جنيف 2، وعادت الأمور الى ما قبل انطلاقته وربما أسوأ. فالمواقف باتت أكثر تصلباً من ذي قبل، ويتقاسم المسؤولية عن ذلك طرفا المعادلة. وفد النظام أنهى مشوار المفاوضات بتراجع عن حماسته السابقة لانعقاد المؤتمر، وربط مشاركته في الجولة المقبلة بانتظار تقويم الامور مع القيادة السورية، وأكثر من ذلك، رأى أن “المفاوضات الحقيقية يجب أن تجري على تراب الأرض السورية” على حد تعبير وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وهذا ما فسرته أوساط المعارضة لـ”النهار” بأنه نسف لأسس المفاوضات. وقالت: “إن طرحا كهذا لا بد أن يكون صادراً عن شخص لا يعيش في الواقع”. والمعارضة بدورها ترفض الدخول في أي حل لأي من الأزمات وتحديداً الانسانية كوقف النار وإطلاق المعتقلين ووقف العنف المستمر منذ ثلاث سنوات قبل تشكيل الهيئة الانتقالية “التي ستتولى تنظيم كل هذه المسائل وادارتها”.

وقال مسؤول اميركي بارز معني بالمفاوضات ان حكومته لم تكن تتوقع تقدما نوعيا في الجولة الاولى لمؤتمر جنيف 2 . وأوضح ان أهمية هذه الجولة تنحصر في انها “بدأت عملية المفاوضات”، وشدد على ان “التوصل الى اتفاق سوف يستغرق وقتا طويلا، فهناك نزاع صعب ويتميز بالمرارة، ولن يحل في اسبوع او أسبوعين”.

وفي موسكو، أفادت وزارة الخارجية الروسية ان موسكو تقوم ايجابياً بدء الحوار السوري بين وفدي الحكومة والمعارضة وتعتبره خطوة مهمة أولى على طريق التوصل الى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية.

وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف التقيا امس على هامش مؤتمر الامن في ميونيخ “لمناقشة الازمة في سوريا. وطلب الوزير كيري من لوزير لافروف ان يضغط على النظام (السوري) من اجل احراز مزيد من التقدم في ما يتعلق بنقل ما تبقى من الاسلحة الكيميائية في سوريا الى ميناء اللاذقية. وكرر اعتقاده أن الخطوات والتقدم التي تحققت غير مقبولة. كما اثار قلق الولايات المتحدة من الوضع الانساني على الارض وخصوصاً في المناطق المحاصرة ولا سيما منها حمص. وناقشا اخيراَ الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف في شباط. واكد الوزير كيري ان تشكيل هيئة انتقالية برضى الطرفين يجب ان تكون له الاولوية. وبعد 45 دقيقة انضم الى الاجتماع الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون والممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية (الاخضر الابرهيمي). وقوموا الجولة الاولى من المفاوضات واستكملوا النقاش حول الجولة الثانية. وناقشوا الحاجة الى توسيع وفد المعارضة، واتفقوا على ان الطرفين يجب ان يعودا باستعداد لمناقشة تنفيذ بيان جنيف وان ممثلين لوفديهما سيكونون على اتصال قبل الاجتماع المقبل”.

وأفادت أوساط ديبلوماسية في جنيف إن موسكو وواشنطن ستقومان خلال الايام الفاصلة بين نهاية جنيف 2 والجولة المقبلة من المفاوضات باتصالات يومية مع طرفي الصراع من أجل تسهيل مهمة الابرهيمي المقبلة. ولاحظت أن لهجة تخفيفية بدأت تظهر في تصريحات المعارضة السورية في ما يتعلق بالدور الروسي منذ بضعة أيام، وتحديداً منذ لقاء باريس في 11 كانون الثاني الماضي واستتبع خلال الايام الثمانية لجنيف 2. كما توقفت هذه الاوساط عند موافقة رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أحمد الجربا على زيارة موسكو (مقررة في 4 شباط الجاري)، مع العلم أن الدعوة موجهة اليه منذ فترة طويلة.

المعلم

وحدد المعلم في مؤتمر صحافي في نهاية الجولة الاولى من المفاوضات الموقف السوري من المفاوضات. ورسم الخريطة التي تُرضي النظام، وهي تبدأ بتوسيع الوفد المعارض “لأن الوفد الائتلافي الحالي لا يشكل إلا جزءاً بسيطاً من المعارضة، ولا بد من توسيع المشاركة كي تشمل باقي أطياف المعارضة والمجتمع المدني، حتى تكون هذه المفاوضات بناءة ويشعر الجميع انهم مشاركون في رسم مستقبل سوريا”، وقال إنه عندما يحضر سائر أطياف المعارضة “سنسعى كل جهودنا لنقل الحوار الى سوريا، فالحوار البناء لا يجري إلا على الارض السورية”.

واستكمالاً لمسار الحملة السورية الرسمية التي بدأت قبل أيام، جدد المعلم تحميل الولايات المتحدة مسؤولية عدم تقدم المفاوضات، من خلال التصريحات التي بدأت في مونترو، وانتهاءً بقرار الكونغرس تزويد المجموعات المسلحة أسلحة. وعلق على توصيف “المعارضة المعتدلة” بقوله: “لا معارضة معتدلة في سوريا، بل تنظيمات ومجموعات ارهابية كداعش والنصرة والجبهة الاسلامية، واذا كان الاميركيون يعتبرون هؤلاء معتدلين فهنيئاً لهم”.

وبالنسبة الى البند المتعلق بالهيئة التأسيسية، بات الخلاف على تفسير هذا البند أكثر وضوحاً، فالمعارضة ترى أن الهيئة يجب ان تكون بديلاً من النظام القائم “حتى لو وافقت على مشاركة رموز “من الذين لم تتلطخ أياديهم بالدم السوري”. بينما يرى النظام أن “البعض يسميها هيئة انتقالية والبعض الآخر يسميها حكومة انتقالية”. وفي هذا الاطار كان الموقف المفاجئ للمعلم: “لدينا حكومة في سوريا وهي مفتوحة للمشاركة لمن أراد، والحكومة الانتقالية يجب أن تتألف من ثلاثة أجزاء، الحكومة الحالية والمجتمع المدني والمعارضة”.

الجربا

وفي مواجهة تشكيك المعلم في حيثيات الائتلاف ووصفه إياه بأنه منفصل عن الواقع الميداني السوري، لوح رئيس الائتلاف الجربا بالخيار العسكري مجدداً، معلناً أن “مؤتمر جنيف أحرج النظام وان مراوغة النظام خلال الاجتماعات الاخيرة أدت الى تقوية المعارضة السورية وزادت الدعم الدولي لتسليح ودعم الثوار”، وأوضح أن “وتيرة دعم ثوارنا تتصاعد وسيزداد التسليح الدفاعي كماً ونوعاً حتى يجرد الاسد من صلاحياته”، مكرراً ان “النظام السوري هو من استورد الارهاب واستعان بميليشيات طائفية لبنانية وعراقية”.

الابرهيمي

وعكست مواقف الطرفين السوريين، توقف الابرهيمي عند النقاط الايجابية المشتركة التي استخلصها من الطرفين “والتي تؤسس للجولة المقبلة من المفاوضات”، علماً أنه ربط تفاؤله باستنتاجه الخاص وليس باقتناع الطرفين الخصمين. وعلمت “النهار” أن الابرهيمي حاول خلال الجلسة الختامية التي استمرت نحو ساعة ونصف ساعة فقط اقناع الطرفين بالتوقيع على بيان مشترك يتضمن النقاط الايجابية التي استخلصها، لكن الائتلاف السوري أعلن لـ”النهار” مسبقاً أنه يرفض التوقيع على أي وثيقة جديدة “حتى لا يقايض فيها النظام لاحقاً ويعتبرها بديلاً من جنيف 1، ولأننا لن نوقع على أي وثيقة غير الاتفاق على تنفيذ هذا البيان”.

وقد أعرب الائتلاف السوري عن عدم رضاه عن بعض مواقف الابرهيمي، خصوصاً تلك الداعية الى توسيع وفد المعارضة الى المفاوضات، فقد شن الناطق الرسمي باسم الائتلاف لؤي صافي هجوما على الممثل الاممي، داعياً اياه الى عدم التدخل في شؤون الائتلاف وأن تركيب وفد التفاوض ليس من صلاحيات الابرهيمي.

مفاوضات جنيف تختتم والهوة على حالها

لقاء ميونيخ: تمديد إدارة الصراع السوري

لم يتزحزح الوفدان السوري و«الائتلافي» إلى مفاوضات «جنيف 2»، التي اختتمت امس، عن مواقفهما المعلنة، فالأول يرفض الحديث عن بند «الهيئة الحاكمة الانتقالية» قبل الخوض في «جنيف 1» بنداً بنداً، وأولها وقف العنف ومكافحة الإرهاب، فيما الثاني يريد القفز مباشرة إلى البند الثامن الذي يدعو لتأليف الهيئة الانتقالية.

المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أعلن، في ختام المفاوضات في جنيف امس، أن وفد «الائتلاف» وافق على العودة إلى جولة جديدة من التفاوض في العاشر من شباط الحالي، بينما الوفد السوري لم يقدم جواباً حاسماً، قبل تقديم تقرير إلى الرئيس السوري بشار الأسد حول ما جرى في جولة المفاوضات في جنيف.

وبينما أعلن «الائتلاف» أن «تسليح» المقاتلين سيستمر ويتزايد في سوريا ما لم يوافق النظام على تشكيل «هيئة الحكم الانتقالي»، شكك الوفد السوري بتمثيل المعارضة في جنيف، معتبراً أنها تلاحق «أوهاماً» لناحية تسلم السلطة، موضحاً أن المفاوضات لم تحقق «نتائج ملموسة، بسبب عدم نضج وجدية الطرف الآخر وتهديده بنسف الاجتماع أكثر من مرة، والجو المشحون والمتوتر الذي أرادت الولايات المتحدة أن تغلّف به اجتماع جنيف، جراء تسليحها للمعارضة.

ويتوقع أن تتكثف خلال الأيام المقبلة الحركة الديبلوماسية، لا سيما مع عرابي المفاوضات، موسكو وواشنطن. وقد عُقد في ميونيخ اجتماع رباعي ضم الإبراهيمي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، وذلك لتأمين انعقاد اجتماع شباط. وقال مسؤول اميركي «انهم ناقشوا حاجة المعارضة الى توسيع وفدها وتوافقوا على وجوب عودة الجانبين وهما مستعدان لبحث تنفيذ بيان جنيف».

ومع تعذر بروز مؤشرات على إمكانية تحقيق اختراق سياسي جدي، يبدو لقاء ميونيخ كأنه تمديد لإدارة الصراع السوري، فيما قد تقتصر نتائجه على توسيع وفد المعارضة المشارك في جنيف، وهو ما سيظهر أكثر بعد زيارة رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا الى موسكو في 4 الشهر الحالي. وسبق الاجتماع الرباعي لقاء بين لافروف وكيري بحثا خلاله الأزمة السورية والاضطرابات في أوكرانيا وقضايا الأمن الأوروبي والتسوية في الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني.

وبرز على هامش المؤتمر الأمني في ميونيخ إجراء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حديثاً مع رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق الأمير تركي الفيصل.

ولم يستبعد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف بحث مسألة تشكيل «هيئة حكم انتقالي» في سوريا خلال الجولة الثانية من المفاوضات في جنيف، لكنه شدد على أن «القرار يجب أن يؤخذ على أساس موافقة الطرفين»، موضحاً أن روسيا سترفع تمثيلها في الجولة الجديدة من المفاوضات إذا كان هناك ضرورة لذلك.

وحسم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ما تردد أثناء زيارته إلى طهران حول حصول تغير في الموقف التركي من سوريا. وقال إن الموقف الإيراني من سوريا يختصر على الشكل التالي: «من دون اقتلاع التنظيمات الإرهابية، ومن دون منع دخول الإرهابيين إلى سوريا، ومن دون قطع الدعم المالي والدعم الآخر للإرهابيين فليس من أي معنى لذهاب الأسد»، موضحاً أن أنقرة ترى «حاجة ماسة لتغيير في السلطة يستند إلى الإرادة الشعبية. ولا نرى صحيحاً مقولة إنه من دون خروج المنظمات الإرهابية لا يمكن تحقيق ذلك. الحكومة الانتقالية يجب أن تتشكل من أشخاص لم يتورطوا في العنف ويحظون بقبول شعبي، وأن تذهب سوريا إلى انتخابات فورية».

واعتبر الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي، أن الجولة الأولى من المفاوضات تشكل «بداية متواضعة جدا لكن يمكن أن نبني عليها»، موضحا «كانت بداية صعبة، لكن الطرفين اعتادا الجلوس في غرفة واحدة».

وأقر الإبراهيمي بأن «التقدم بطيء جدا بالفعل»، مشيرا إلى انه اقترح أن تستأنف المفاوضات «بالاستناد إلى أجندة واضحة، وان نلتقي في العاشر من شباط»، مشيرا إلى أن وفد «الائتلاف» أكد مشاركته، فيما أعلن الوفد السوري أنه «يحتاج إلى التشاور مع دمشق أولا».

وأكد الإبراهيمي أن «الهوة بين الطرفين لا تزال كبيرة»، إلا أنه سجل «10 نقاط تشكل أرضية مشتركة» بين الطرفين، أبرزها أنهما «ملتزمان بمناقشة التطبيق الكامل لبيان جنيف 1 للوصول إلى حل سياسي»، وأنهما يعرفان أنه «للوصول إلى تطبيق بيان جنيف عليهما التوصل إلى اتفاق دائم وواضح على وضع حد للنزاع، وعلى إقامة هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية، بالإضافة إلى خطوات أخرى أبرزها الحوار الوطني وإعادة النظر في الدستور والانتخابات».

وأضاف أن كلاً من الطرفين «أعلن بعباراته أنه يرفض العنف والتطرف والإرهاب، وهما متفقان على أن الشعب السوري وحده هو من يحدد مستقبل سوريا، من خلال الوسائل السلمية ومن دون تدخل خارجي، مباشراً كان أو غير مباشر».

وأشار الإبراهيمي، ردا على سؤال، إلى أن «النقاط التي عددتها، وهي بسيطة جدا، لا تعني أن الحل قريب وفي متناول اليد، وإنما هي كافية فقط لنقف عليها ونوسع أرضية (الحوار) إذا توافرت الإرادة والنيات السياسية».

المعلم والجربا

وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحافي، ان «مفاوضات جنيف 2 لم تحقق نتائج ملموسة»، وعزا ذلك لسببين «الأول عدم نضج وجدية الطرف الآخر وتهديده بنسف الاجتماع أكثر من مرة، والتعنت على موضوع واحد كما لو أننا قادمون لساعة واحدة نسلمهم فيها كل شيء ونذهب… هذا يدل على عدم النضج وعلى الأوهام التي يعيشونها».

أما السبب الثاني، بحسب المعلم، «فهو الجو المشحون والمتوتر الذي أرادت الولايات المتحدة أن تغلف به اجتماع جنيف، وتدخلها السافر في شؤون الاجتماع وتحديدا بتسيير الطرف الآخر، وصولا إلى قرار التسليح» الذي اتخذه الكونغرس الأميركي.

وأكد المعلم أه أبلغ الإبراهيمي أن الوفد في حاجة للتشاور مع الرئيس بشار الأسد والحكومة قبل تأكيد عودته إلى المفاوضات.

وقال المعلم، ردا على سؤال لمراسل «السفير» في جنيف محمد بلوط حول مناقشة بند «الهيئة الانتقالية الحاكمة»، «لم نقل إننا لن نناقش هذا البند، نحن لدينا دستور وحكومة ومؤسسات، لذلك نحن جاهزون لمناقشتها، لكن يجب أن نعرف هوية الطرف الآخر هل هو سوري أم لا؟». وأضاف «عندما نرى شريكاً حقيقياً في صنع المستقبل يمكنه أن ينضم إلى الحكومة، لكن من سيمثل المعارضة في الحكومة المقبلة».

وأكد رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا حصول المسلحين على «وسائل الدفاع» على الأرض، مضيفاً «سيزداد التسليح الدفاعي لثوارنا كماً ونوعاً حتى يلتزم النظام بحرفية جنيف 1 الذي يمهد إلى تجريد بشار الأسد من كل صلاحياته تمهيداً لعزله ومحاسبته». واتهم السلطات السورية بعدم «الالتزام الجدي» في المفاوضات. (تفاصيل صفحة 13)

«أصدقاء سوريا» وواشنطن

وألقت مجموعة «أصدقاء سوريا» على السلطات السورية مسؤولية عدم إحراز تقدم في محادثات جنيف. وقالت، في بيان، إن «النظام مسؤول عن عدم إحراز تقدم حقيقي في الجولة الأولى من المفاوضات. عليه ألا يعرقل المفاوضات الأخرى الجوهرية، وعليه أن يشارك على نحو بنّاء في الجولة الثانية من المفاوضات».

وأشاد مسؤول أميركي رفيع المستوى ببدء المفاوضات من دون أن يتوقع منها نتائج سريعة. وقال «أهم شيء هو بدء العملية، وطوال الأسبوع بقي الطرفان في الغرفة ذاتها، هذا ليس بالأمر الهيّن». وأضاف «ليس من المعقول توقع نتائج سريعة ولا أعتقد أن الجولة الثانية ستأتي بها»، معتبرا أن المفاوضات يجب أن تكون «جوهرية أكثر».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

مسلسل البرامبل المتفجرة يتجدد في حلب وداريا

حللب- الأناضول: خلفت البراميل المتفجرة التي ألقاها النظام السوري السبت على مدينة حلب 20 قتيلاً، بحسب ما نقلته الهيئة العامة للثورة السورية.

وأشارت الهيئة إلى وجود محاصرين تحت أنقاض البيوت المهدمة، جراء القصف الذي استهدف منطقة طريق الباب، في حلب.

ومن جهة أخرى ألقت طائرات النظام السوري 12 برميلا متفجرا على مدينة داريا غرب العاصمة دمشق، ليبلغ مجموع البراميل التي تم إلقاؤها 76 برميلا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

المعلم: واهم من يعتقد أن هيئة حكم انتقالي ستحد من صلاحيات الرئيس السوري

دمشق- (يو بي اي): اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أنه واهم من يعتقد أن أي هيئة حكم انتقالي ستحد من صلاحيات الرئيس بشار الأسد.

وقال المعلم في حديث للصحافيين على متن الطائرة التي تقل الوفد السوري الرسمي من جنيف، ونقلت مقتطفات منه الإخبارية السورية، “إذا كان الطرف الآخر يحمل أوهام أن هيئة الحكم الإنتقالي أو الحكومة القادمة ستحد من صلاحيات الرئيس (بشار الأسد) فهو واهم”.

وأضاف “نحن بلد فيه دستور ومؤسسات وحكومة ومجلس شعب ورئيس جمهورية وأي شيء يناقض دستورنا لن نقبله”.

ورأى أن رفض الإئتلاف المعارض للبيان الذي تقدم به الوفد الرسمي حول “الإرهاب” يعتبر “وصمة عار في جبين الطرف الآخر الذي يسمي نفسه معارضة”، وقال إنهم “لم يذهبوا مع الأطفال إلى مدارسهم عندما تعرضوا لقذائف الهاون.. هؤلاء يعيشون في فنادق خمس نجوم.. يعيشون بعيداً عن الواقع السوري”.

وفي ما يتعلق بالعودة إلى المفاوضات وفق الجدول الزمني الذي أعلن عنه المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، قال المعلم “الإبراهيمي حدد 10 شباط/ فبراير للعودة الى جنيف وهذا شأنه وقراره.. ونحن ننتظر التوجيه، فإذا كان بالعودة سنعود، ونحن جاهزون للمحادثات من ألفها إلى يائها”.

واعتبر وزير الخارجية السوري أن الأمم المتحدة “قصرت في دعوة إيران إلى مونترو كما قصرت في دعوة مكونات من المعارضة الوطنية وهيئات المجتمع الأهلي كما نصت عليه وثيقة جنيف”.

ويذكر أن الجولة الأولى من المفاوضات بين السوريين في جنيف انتهت الجمعة من دون تحقيق أي تقدم على الأرض، فيما أعلن المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي عن تحديد موعد جديد لاستئناف المفاوضات في 10 شباط/ فبراير.

نحو ألفي قتيل خلال 14 شهراً من قصف وحصار النظام السوري على داريا بريف دمشق

علاء وليد- الأناضول: أعلن الائتلاف السوري المعارض لنظام بشار الأسد السبت، أن نحو ألفي شخص قتلوا وهجّرت نحو 19 ألف عائلة عن منازلها في مدينة داريا بريف دمشق؛ نتيجة قصف وحصار قوات النظام للمدينة منذ 14 شهراً.

وفي إحصائية أصدرها السبت، ووصل وكالة (الأناضول) نسخة منها، ذكر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن 1960 شخصاً قتلوا و 18 ألف و992 هجّرت عن منازلها خلال 14 شهراً من القصف والحصار من قبل قوات النظام السوري على مدينة داريا بريف دمشق جنوبي سوريا.

وأضافت الإحصائية أن المدينة التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحصار (بدأ يناير/ كانون الثاني من العام الماضي وما يزال مستمراً حتى اليوم)، 250 ألف نسمة، هجرها نحو 95% من سكانها خلال فترة الحصار.

وأوضحت أن عدد السكان المحاصرين منذ أشهر يبلغ اليوم نحو سبعة آلاف مدني، في حين أن عدد المعتقلين في سجون النظام 1608 أشخاص.

وبيّنت الإحصائية أن قوات النظام السوري قصفت المدينة بنحو 110 براميل متفجرة، إضافة إلى القصف الصاروخي والمدفعي، وأن نسبة الدمار التي لحقت بمبانيها بلغ نحو 70%.

والبراميل المتفجرة هي سلاح سوفياتي قديم، عبارة عن براميل معدنية محشوة بمواد شديدة الانفجار إضافة إلى برادة حديد وشظايا معدنية، واعتاد النظام السوري استخدامه مؤخراً في قصف المناطق السكنية خاصة في ريف دمشق وحلب (شمال).

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من قبل النظام السوري على ما أورده الائتلاف في الإحصائية التي أعدها عن ضحايا القصف والحصار على داريا.

وتسيطر قوات المعارضة، منذ أكثر من عام، على مدينة داريا الاستراتيجية المحاذية لدمشق والقريبة من مطار “المزة” العسكري التابع للنظام، وفشل النظام السوري باستعادتها على الرغم من محاولاته المتكررة والحصار الخانق الذي يفرضه عليها منذ 14 شهراً.

المعلم اتهم امريكا بدعم ‘داعش’ وصحافيون انسحبوا من مؤتمره الصحافي بعد تجاهلهم

جنيف ـ ‘القدس العربي’ من محمد واموسي: أسدل الستار في جنيف على الجولة الأولى من المفاوضات بين النظام والمعارضة السوريين دون تحقيق أي اختراق، امتدت لعشرة أيام على أن تستأنف في العاشر من شهر شباط/ فبراير الجاري.

واكتفى المبعوث الدولي والعربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي بجلسة تفاوض مباشرة يتيمة في اليوم الأخير بسبب التزامه بالسفر الى مدينة ميونيخ الألمانية للقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بهدف إطلاعهم على رؤيته للمفاوضات المنتهية و خلاصاتها .

وقدم الإبراهيمي موعد مؤتمره الصحافي المعتاد خمس ساعات قبل موعده اليومي، حيث قال للصحافيين أن التباعد الكبير في مواقف طرفي الأزمة جعل من هدف المفاوضات بعيدا.

وتحدث الوسيط الدولي عن عشر نقاط ‘بسيطة’ شعر أن الجانبين اتفقا عليها في المحادثات، وقال إنه يرى أرضية مشتركة أكبر مما يظن الجانبان. وطلب الابراهيمي من الجانبين العودة لبحث جدول اعمال معد سلفا بعد فترة راحة تستمر أسبوعا.

وأخبر المبعوث الدولي الصحافيين أن وفد الحكومة السورية في محادثات السلام في جنيف قال إنه بحاجة للتشاور مع دمشق قبل تأكيد عودته لجولة ثانية في العاشر من شباط/فبراير. أما وزير الخارجية السوري وليد المعلم فقد أكد بدوره حاجة الوفد الذي يرأسه للتشاور وتلقي ما سماه ‘توجيهات’ من القيادة قبل إعطاء موافقة نهائية عن مشاركته في الجولة المقبلة.

ووظف المعلم مؤتمره الصحافي للهجوم على وفد المعارضة السورية فشكك في انتماء أعضاء الوفد لبلادهم، حينما طالب المبعوث الدولي بالتأكد من انتمائهم لسوريا أولا وفق تعبيره، متهما إياهم بالإقامة في فنادق خمس نجوم وفقدان الاتصال بواقع سوريا.

وشهد مؤتمر وليد المعلم الصحافي انسحابات لبعض الصحافيين، حينما حرص سفير سوريا في جنيف الذي كان يدير الجلسة على منح مجال طرح الأسئلة فقط للتلفزيون السوري الحكومي وقناة ‘سما سوريا’ التابعة للنظام وقنوات ‘روسيا اليوم’ و’الميادين’ و’المنار’ وكلها داعمة لموقفه.

وجدد وليد المعلم رفض النظام تنحيه عن السلطة وقال ‘موضوع الرئاسة لا يتحدث عنه اتفاق جنيف 1 أبدا، ونحن لن نتنازل عن حبة رمل واحدة’.

كما شن المعلم هجوماً على الولايات المتحدة عندما قال، نستغرب أن تقوم أمريكا بدعم العراق في قتال ‘داعش’ (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، في الوقت الذي تمد التنظيم و’جبهة النصرة’ بالسلاح لقتل السوريين.

أما المعارضة فقد تحدثت على لسان الناطق باسمها لؤي الصافي الذي اعتبر في مؤتمر صحافي عقده في ختام الجولة الأولى من مؤتمر جنيف2 أن ‘التقدم الوحيد الذي حصل هو الزام النظام بالتفاوض ضمن إطار جنيف’.

وأضاف الصافي ‘في الجولة القادمة، سيكون هناك حديث حول نقل السلطة.. هذا موضوع على جدول أعمالنا: نقل السلطة وإنهاء معاناة الشعب السوري في مواجهة آلة القتل الهمجية’. وقال أيضاً ‘لا يمكن التقدم من دون تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تأخذ على عاتقها حل كل الأمور الأمنية’، معتبراً أن ‘النظام لا يريد حلاً سياسياً ولا يريد التقدم نقطة واحدة على طريق إنهاء الأزمة’.

وتراهن المعارضة السورية على الزيارة التي يقوم بها الى روسيا أحمد الجربا في الرابع من شباط/فبراير الجاري من أجل تليين موقف الروس ودفعهم للضغط على نظام بشار الأسد لتقديم تنازلات في جولة التفاوض المقبلة.

وقال لؤي الصافي في رد على سؤال لـ’القدس العربي’، ‘الهدف من زيارة رئيس الائتلاف إلى موسكو هو إيجاد حل سياسي، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف موحد ضد النظام السوري، نحن كنا قد التقينا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في باريس من أسبوعين وشرحنا له موقفنا ونريد المحافظة على المحادثات مع الروس حتى يضغطوا من أجل إجبار النظام على القبول بحل سياسي’.

وقالت مصادر مطلعة في المؤتمر لـ’القدس العربي’ أن وفد الإئتلاف السوري المعارض سلم الموفد الدولي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي في اليوم الأخير من جولة التفاوض في جنيف لائحة بأسماء المعتقلين الذين يريد أن يفرج عنهم النظام، غير أن وفد النظام أخبر ‘القدس العربي’ أنه لم يتسلم بعد أي قائمة بالمعتقلين.

من جانبه اكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا الجمعة حصول المعارضة على ‘وسائل الدفاع′ على الارض، مؤكدا ان ‘التسليح سيزداد’ حتى التزام النظام السوري بتشكيل هيئة الحكم الانتقالي.

وقال الجربا في كلمة القاها بعد انتهاء الجولة الاولى من المفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام ‘ربطنا سلفا حضورنا جنيف- 2 بتوفير وسائل الدفاع عن شعبنا على الارض. اطمئنكم بأن تعهدات الدول اصبحت نافذة وبدأت وتيرة دعم ثوارنا بالتصاعد كما سمعتم في الايام القليلة الماضية.

واضاف ‘كلما ازداد النظام مراوغة وتهربا من الالتزامات التي جئنا بناء عليها الى العملية السياسية في جنيف-2، سيزداد التسليح الدفاعي لثوارنا المدافعين عن عرضنا وكرامتنا كما ونوعا حتى يلتزم النظام بحرفية جنيف-1 الذي يمهد الى تجريد (الرئيس) بشار الاسد من كل صلاحياته تمهيدا لعزله ومحاسبته’.

وتابع ‘عندما يتوقف نظام الاسد عن العدوان على شعبنا بالدبابات والطائرات والصواريخ والبراميل، وقتها يمكنه المطالبة بوقف دعمنا بوسائل الدفاع عن النفس′.

علي فرزات ينتقد سطو أنصار ‘الأسد’ على عنوان مجلته

الدوحة ــ ‘القدس العربي’ ـ من سليمان حاج إبراهيم: انتقل الصراع بين موالين للنظام السوري ومعارضيه من تخوم ومدن الشام، إلى مجال الفن والأدب، حيث انتقد فنانون ما وصفوه ‘السرقة والسطو الفاضح’ لأنصار الرئيس بشار الأسد على روافد ثقافية من أجل تزييف الحقائق وتلميع صورتهم المكشوفة.

جذور الصراع الحالي تعود إلى الخلاف الدائر حول اسم ‘الدومري’ الذي استخدمه الفنان السوري علي فرزات عنوانا لصحيفة كان يصدرها من سوريا، قبل أن توقف بقرار من وزير الإعلام عدنان عمران في سنة 2003.

علي فرزات كشف في تصريح خاص لـ’القدس العربي’ أنه جدا مستاء من هذا السطو على عنوان استخدمه في إصدار صحيفته الخاصة، بالرغم من تمتعه بحقوق الملكية الفكرية، واستخدامه من قبل الموالين للنظام في عمل درامي ‘يسعون من خلاله لتجميل وجههم القبيح الذي ظهروا به أمام العالم أجمع′. عنوان الدومري يؤكد فرزات، مسجل منذ سنة 2001 في دائرة الملكية الأدبية والفنية في وزارات الصناعة والثقافة والتموين، كما قام بحفظ الاسم في الخارج. وأضاف الفنان السوري المعارض للنظام أن شركة عالمية ومقرها إيطاليا، هي بنفسها من ستحرك دعوى قضائية ضد أنصار النظام إذا لم يتراجعوا عن استخدامهم لهذا الاسم عنوانا للمسلسل الذي يتم تصويره في أحياء دمشق. وحول رمزية اسم الدومري يشير صاحب الجريدة التي صدرت سنة 2000 كأول صحيفة خاصة في سوريا منذ سنة 1963 والأولى من نوعها في عهد الرئيس بشار الأسد إلى أنها مستوحاة من الشخصية الشعبية التي ظهرت قبل عهد الكهرباء، وظفها لتسليط الضوء على مختلف جوانب الحياة اليومية للمواطنين بأسلوب ساخر. والمسلسل الجديد الذي يتهم أنصار النظام بالسطو على اسم الدومري واستخدامه عنوانا له من كتابة عثمان جحي وسليمان عبد العزيز، ويقوم بإخراجه سيف الدين السبيعي، وهو من بطولة باسم ياخور.

جنيف 2 منح الداعين للحل من الطرفين ثقة… والمعارضة السورية نالت مصداقية والدك المبرمج لضواحي دمشق خلف أنقاضا وأرضا يبابا

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ وصف باتريك كوكبيرن الطريق المؤدي للعاصمة السورية دمشق من منطقة الشمال بأنه يمر ولعدة أميال عبر بحر من الأنقاض. وتظهر على جانبي الطريق البنايات المهشمة والسطوح الإسمنتية المنهارة وأكوام من الردم والحجارة بدون أن ترى أي بشر في الطريق أو في هذه المناطق السكنية التي كانت تقدم المأوى والعمل لعشرات الآلاف من الناس. ويقول كوكبيرن ‘مررت بهذا الطريق قبل عامين، في حرستا والقابون وجوبر، بدت في حينها البنايات مصابة وعليها آثار الرصاص لكنها كانت واقفة.

كانت هناك معارض كبرى للسيارات بنى صاحبها أمامها أسوارا اسمنتية ضخمة في محاولة يائسة منه لحماية نوافذها الزجاجية. وتبدو اليوم وكأنها تعرضت لمسح أو ضربت بقنابل سجادية، لم تترك أي بيت صالح للسكن’.

تدمير مبرمج

ويقول كوكبيرن: في الحقيقة فقد تم دك هذه المناطق وتلك الواقعة في الجنوب والشرق وبشكل منظم من قبل المدفعية السورية التي حولتها لأنقاض، أو قامت الجرافات بجرفها وسوتها بالتراب. والسبب وراء هذه الهجمات هو أن الحكومة تعاملت معها كمعاقل قوية للمعارضة، وكمواقع استراتيجية على الخطوط الرئيسية أو لقربها من طرق مهمة.

وهناك سبب إضافي وراء هذه الهجمة وهو العقاب الجماعي من حكومة تريد إظهار أن أي محاولة للمعارضة سيتم التعامل معها بيد من حديد، بلا رحمة وانتقام.

مزاعم الحكومة

ويمضي كوكبيرن في وصف المشهد السوريالي ويتحدث عن مزاعم الحكومة التي تقول إنها قررت وسط حرب أهلية وحشية هدم المناطق العشوائبة أو البيوت التي لم تحصل على ترخيص كامل من الحكومة.

ويشير الكاتب هنا إلى تقرير منظمة ‘هيومان رايتس ووتش’ الأمريكية التي قدمت تحليلا وعرضا موثقا بالصور عن عمليات هدم كاملة ‘التسوية بالأرض وعمليات الهدم غير المشروع ما بين 2012 -2013′ وأظهر التقرير الذي جاء في 38 صفحة صورا فضائية لستة أحياء، اثنان في حماة وأربعة في دمشق قبل وبعد عمليات الهدم، وقامت المنظمة الأمريكية بإجراء مقابلات مع شهود عيان، وقدر التقرير مساحة الأرض التي تم هدمها بحوالي 360 فدانا أي بحجم 200 ملعب كرة قدم.

وقالت إن معظم البنايات فيها كانت عمارات كل واحدة من ثماني طوابق في المعدل العام. ومن بين الأحياء التي يذكرها التقرير مشاع الأربعين، الحي الفقير في حماة، واستخدمه المقاتلون للدخول الى والخروج من المدينة، ولقربه من الطريق السريع دمشق- حماة- حلب، ودمر في الفترة ما بين 27 أيلول/سبتمبر و13 تشرين الأول/اكتوبر 2012 وتقول امرأة ‘عندما وصلت الجرافات أخذ زوجي يرجو الجنود عدم هدم بيتنا لكنهم صرخوا ‘نريد أن ندمر، نريد أن ندمر’.

أما الحي الثاني في حماة فهو وادي الجوز، الذي جرف في الفترة ما بين نيسان/أبريل وأيار/مايو 2013 . وبعد ذلك ذهب الجنود وتجولوا في حي آخر وأخذوا يقولون إنه سيلقى نفس مصير وادي الجوز ومشاع الأربعين حالة انطلقت رصاصة منه.

ولكن لم يكن بيد السكان منع انطلاق الرصاص من أحيائهم. ففي القابون، قرب دمشق جرت معارك شرسة بين قوات الحكومة والمقاتلين في تموز/يوليو 2012 وتم جرفه على فترات طويلة.

ويقول وليد، وهو صاحب مطعم ‘لقد رأيت الجرافات وهي تهدم دكاني، لقد أنشأ جدي المحل قبل سنوات طويلة.. كل تعب عائلتي دمر في ثانية واحدة’.

ويقول وليد إن الحكومة دمرت حي القابون على مدار 50 يوما، حيث دمر 1250 محلا تجاريا و 650 بيتا وتم إجلاء 1800 عن بيوتهم، ولم يمنح الجيش السوري سوى 24 ساعة لأصحاب المحلات كي يفرغوا محلاتهم، ‘ولم يستطع أي من أصحابها أخذ أي شيء منها’. ويضاف الى الجرف وحرث الأحياء هناك أساليب أخرى للمضايقة على السكان وعقابهم كلما دخل مقاتلون منطقة، فهناك الحصار وإقامة الحواجز على الأحياء لمنع دخول وخروج السكان منها. ومن أشهر الأمثلة على الحصار ما يجري في مخيم اليرموك الفلسطيني حيث يحاصر الجيش 18 ألف فلسطيني منذ عدة شهور.

ولم يتغير الوضع في المخيم أو في الأحياء الأخرى المحاصرة، وحتى البادرة التي كانت ستعد إنجازا لجنيف 2 لفتح الباب أمام المساعدات الغذائية الوصول للمحاصرين في البلدة القديمة في حمص لم تؤد إلى نتيجة، بسبب المعوقات التي تضعها الحكومة ولرفض المحاصرين مغادرة المكان.

ومن هنا ترى وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة آنا بلاسيو في مقال لها نشره موقع ‘بروجيكت سينديكت’ قبل أيام أن العالم والولايات المتحدة قررا اتخاذ قرار لوقف المذابح النازية في أوروبا في وقت متأخر.

وقارنت بين ما حدث أمس وما يحدث اليوم في المسألة السورية، حيث قالت إن التوقعات من مؤتمر جنيف 2 كانت متدنية لدرجة صفق فيها الجميع لأشياء تافهة مثل جلوس الوفد الممثل لحكومة الأسد مع وفد المعارضة باعتباره إنجازا.

وقالت إن مستوى المعاناة السورية صادم، رغم أن الأرقام لا تعبر عن وحشية الأطراف المشاركة في الحرب، فقد أصبح من المألوف الحديث عن مقتل أكثر من 100 ألف سوري، و 2.3 مليون مشرد، لكن الأرقام كانت قبل عام مثيرة للرعب ما بين 60 ألف قتيل و 700 ألف لاجئ . ‘ولو كان هناك مستوى من البؤس كان سيدفع الناس للقول ‘كفى’ لكانت هذه الأرقام كافية لتحريكه.

وتقول إن الحقيقة البشعة تشير إلى أن رد العالم على الكارثة السورية ظل مرتبطا بالمصالح الجيوسياسية للدول، وليس بالحاجة لوقف المعاناة المروعة التي يعيشها السوريون، وليس خافيا كما تقول إن الصراع وديمومته في سوريا يخدم كحرب بالوكالة بين الأطراف الإقليمية والدولية، سواء كانت بين الولايات المتحدة وروسيا أم بين السعودية وإيران.

وحل المشكلة يحتاج لجهود على كل هذه الجبهات. وتشير إلى موقف إدارة أوباما الذي تشكل بناء على مواقف الرأي العام المحلي.

وحتى بريطانيا وفرنسا اللتان لم تترددا بالتلويح باستخدام القوة العسكرية تراجعتا عندما اقترب الأمر من الخيار العسكري. وعوضا عن رد العالم على فظائع النظام والتعذيب في السجون أو الإعدامات التي تقوم بها المعارضة اكتفى المسؤولون بإطلاق التصريحات والمبادرات المسلوقة والتي لم تحقق أي شيء وتفضي لنهاية المعاناة.

وترى بلاسيو أن الفجوة بين الكلام والفعل تركت السعودية وقطر كي تملآ الفراغ. ومن هنا لا تزال النذر تحوم حول منظور نجاح جنيف، فثمن الجلوس في المؤتمر كان باهظا، خاصة أن كل طرف زاد من درجة العنف حتى يحسنوا من موقعهم التفاوضي. وتقول إن طبيعة المحادثات والخلافات حولها وما يجري فيها قد تغطي على الحاجة الماسة لحل الأزمة، كما أن التركيز على حكومة إنتقالية ورحيل بشار الأسد قد تؤدي لتجاوز الوضع الإنساني. وتعتقد أن المواطنين في الدول يمكن أن يلعبوا دورا، فعلى الرغم من الإجماع على ما يجري في سوريا وفهم تداعياته، هناك دعم قليل لعمل عسكري في سوريا.

ودعت بلاسيو قائلة ‘يجب علينا تحمل المسؤولية كأفراد. وهذه المسؤولية نابعة من صعوبة التوصل لاتفاق أو إيجاد أرضية مشتركة للحل.

مصداقية الحل

وترى صحيفة ‘نيويورك تايمز′ في هذا السياق أن جنيف لن يحقق الكثير لكنه سيعطي غطاء للباحثين عن حل ولكنهم يخشون من المتشددين في الجانبين.

وأشارت إلى ما صدر عن جمعية الهلال الأحمر السوري التي أعلنت عن موقف عبر عنه العاملون فيها ولكنهم خافوا من إعلانه وهو ضرورة تقديم الدعم بطريقة محايدة وهذا يشمل المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

وترى الصحيفة تطورا مثيرا للموقف لأن الهلال الأحمر السوري محسوب على الحكومة لا على الطرف الآخر. وأصدرت الجمعية بيانا على الفيسبوك في الوقت الذي توصل فيه الطرفان وبضغط أمريكي وروسي لأرضية مشتركة. وتقول إن الوفدين وقفا دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا في سوريا.

وجاءت الفكرة من هادي البحرة عضو وفد المعارضة ولم يكن وفد النظام قادرا على الرفض. وجاء في بيان الهلال الأحمر السوري دعوته لكل الأطراف توفير الحماية والسماح لقوافل الغذاء والأدوية للكل المناطق في سوريا والفصل بين الملفين السياسي والإنساني. ويعني هذا تحدي بعض القوات الأمنية التي أعلنت أنه لا يمكن إدخال مواد الإغاثة بحرية للمناطق التي يسيطر عليها المقاتلون.

واهتمت الصحيفة ببيان الهلال الأحمر السوري ورأت فيه تحولا خاصة أن البيان جاء فيه ‘انتقادا’ لاقتراح الحكومة السورية التي طلبت وضع قوائم بأسماء المدنيين والمقاتلين، واصفة إياه بأنه ليس حلا وقد يؤثر على المدنيين الذي تركوا داخل المناطق المحاصرة. وعن سبب ظهور البيان الآن قالت الجمعية إن الأمر متعلق بجنيف 2، وبحسب مقابلات أجرتها الصحيفة عبر ‘سكايب’ مع مواطنين سوريين قالوا إنه يجب منح المؤتمر فرصة حتى في القضايا العالقة بين الطرفين مثل تشكيل الحكومة الإنتقالية التي قالوا إنها يجب أن تشكل بموافقة الطرفين.

توقعات

ونقلت الصحيفة عن ريم وهي تاجرة عقارات مؤيدة للنظام، قولها إنها توافق على صيغة تشاركية في السلطة كوسيلة ‘لإدارة الضرر’، وتعتقد أن الوفد في جنيف سيعمل من أجل الصالح العام وليس من أجل مصلحة الأسد.

ومع أنها لا تحبذ فكرة مشاركة أي من أعضاء الائتلاف في الحكومة ‘لكننا لا نستطيع إنكار وجود مؤيدين لهم على الأرض’. وبحسب استطلاع أجراه ناشطون على ‘فيسبوك’ ‘التحرير السوري’ حيث وافق نصف المشاركين فيه على توصيف جنيف 2 ‘أحسن مما توقعنا وقد ينتج عنه شيء’، فيما لم يخف مقاتل في شمال سوريا مواقفه عندما قال ‘عندما أشاهدهم يتفاوضون في جنيف أشعر بالرغبة في قتلهم’.

ومن هنا يرى كل طرف المحادثات مباراة قي صالح فريقه فبحسب كيفورك ألماسيان من حلب ويعيش الآن في بيروت فلهجة الحكومة المتشددة وعقاب الأمم المتحدة على محاولتها أو فرض حل على النظام كانت قوية وأعجبته، أما نوار، وهو موظف حكومي ومؤيد للنظام فقد دعا جانبه لجر المفاوضات حتى ‘جنيف 20′، وبعدها انتخاب حافظ بشار الأسد ليحل محل والده.

وبالنسبة لإبراهيم وهو صاحب محل ودمر بيته فأن قرفه من المحادثات خفّ عندما شعر أن المعارضة ستنتصر على النظام. وبين الطرفين هناك من يدعو إلى حكومة تمثل الجميع، فبحسب ماجد صرصر، ‘أنا لا أنكر ديكتاتورية النظام، نريد ديمقراطية ولكن بطريقة سلمية وليس عبر السلاح والحرب’.

الجولة الثانية

بنهاية الجولة الأولى من المحادثات تظل مسألة الإنجازات وحساب الربح والخسارة نسبية. وترى مجلة ‘تايم’ أن المعارضة السورية ربما حققت نصرا صغيرا لم تكن تتوقعه وهو المصداقية.

ففي الوقت الذي لم يتم تحقيق أي هدف من أهداف المؤتمر، حيث قضى المفاوضون يوما كاملا يتباحثون حول كيفية التحاور واليوم الثاني حول الأجندة، إلا أن ما طبع إدارة المحادثات من الجانب الحكومي هي اتسام لغتهم بالإتهامات والتصرف بغرور.

صحيح أن أعضاء الوفد الحكومي سيعودون إلى دمشق منتصرين لأنهم لم يقدموا تنازلات، فقد اتسم أداء وفد المعارضة بالهدوء والتركيز على المطالب الحقيقية لتحقيق الديمقراطية ونبذ العنف. ومن هنا فقد قدم الوفد المعارض صورة قيادية منحتهم الثقة في داخل وخارج سوريا حسب المجلة.

وجاء أداء الوفد على خلاف التوقعات في ظل النظرة للمعارضة باعتبارها مجموعة من الفصائل المتشرذمة بشكل يصعب على الدول المعنية بالشأن السوري التعامل معها ومع انقساماتها المستمرة. وبانتظار الجولة الثانية التي ستعقد في 10 شباط/فبراير، سنرى ما سيحدث.

جنيف 2.. انتصار دبلوماسي للمعارضة

دينا أبي صعب

رغم الضغوط النفسية التي سبقت انعقاد “جنيف 2” من خلال تصوير وفد الحكومة السورية، ولا سيما وزير الخارجية، وليد المعلم، بأنه “داهية دبلوماسية”، صمد وفد المعارضة السورية حتى اللحظة الأخيرة، وتفوق أحياناً كثيرة على خصمه مظهراً إياه في موقع ضعيف.

حمل وفد المعارضة السورية عنواناً عريضاً وأتى به إلى جنيف، مطالباً بتشكيل الهيئة الانتقالية ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة، ودافع عنه بشراسة رغم عدد كبير من المطبات والأفخاخ التي نصبها وفد الحكومة طيلة أيام المفاوضات.

المطب الأول كان محاولة النظام استبعاد بند تشكيل الهيئة الانتقالية من النقاش، محاولاً دفع فريق المعارضة إلى مناقشة أمور أخرى وتحويل نظرها عن الهدف الأساس من خلال طرح أولوية مكافحة الإرهاب كبند أول وشرط للانطلاق في مناقشة البنود الثانية. لكنه عاد ورضخ تحت إصرار الفريق المعارض، وقبل بمناقشة الهيئة الانتقالية، مع الاحتفاظ دائماً بسلاح المناورة، فطرح ورقة سياسية من خمس نقاط عامة قدمها على الطاولة. تلك الورقة تصلح لخطاب سياسي أكثر منها لورقة نقاش في مفاوضات مصيرية.

المطب الثاني كان من خلال استغلال طرح الملف الإنساني لمدينة حمص القديمة وهنا حاول النظام التمترس خلف اقتراح إخراج مشروط للمدنيين بتقديم لوائح بالأسماء “خوفاً من أن يكون بينهم مسلحون”.

وبما أن تجارب النظام في مثل هذه الحالات معروفة سلفاً وعادة ما يعمل النظام على تسهيل خروج الناس ليعتقلهم بعد ذلك، رفض الوفد المعارض هذا الطرح مستنداً إلى مناداة المدنيين في حمص القديمة، الذين رفضوا بدورهم الخروج من منازلهم، وطالبوا بإدخال المواد الغذائية عوض الخروج للحصول عليها، وبقيت هذه المسألة من دون حل حتى اليوم الثامن من المفاوضات.

وبما يخص المطب الثالث، استغل النظام السوري قرار الكونغرس الأميركي باستئناف تزويد المعارضة السورية المعتدلة بأسلحة غير فتاكة ليحرف النقاش في جنيف من تناول الحل السياسي للأزمة السورية إلى اشتباك مباشر مع الأميركيين، متهماً إياهم بدعم الإرهاب، مطالباً بنفس الوقت فريق المعارضة بتوقيع ورقة تدين الخطوة الأميركية، وكان رد المعارضة على طاولة المفاوضات أن ما يقدمه الأميركيون من أسلحة لا توازي شيئاً مما تقدمه إيران وحزب الله ولواء أبو فضل العباس من سلاح ومقاتلين إلى جانب النظام.

أما المطب الرابع والأخير، فكان في فرض النظام على طاولة المفاوضات مناقشة البند المتعلق بوقف العنف في بيان “جنيف 1″، معتبراً أنه استطاع أخيراً أن يحوّل النقاش من الهيئة الانتقالية إلى “مكافحة الارهاب”، وهنا أيضاً تقدم الوفد النظامي بورقة تتضمن بنوداً وآلية لمكافحة الإرهاب مطالباً وفد المعارضة بتبنيها.

فريق المعارضة، في اليوم السابع للمفاوضات، كان جاهزاً لهذا المطلب، وحضر له ما يملك من وثائق ومعلومات، من بينها تقديم وثيقة أولية للأمم المتحدة تتضمن أسماء 2878 شخصاً قتلوا تحت التعذيب في سجون النظام مع تواريخ توقيفهم وأمكنة اعتقالهم وتاريخ الوفاة.

كما تقدم الوفد المعارض بمداخلة أثبتت أن الجيش الحر والمجموعات المسلحة الحليفة، هي التي تقاتل التنظيمات المتشددة، مثل “الدولة الإسلامية في العراق والشام” لافتاً إلى أن النظام السوري يتعاون ميدانياً مع هذه التنظيمات.

وأكدت أوساط الوفد المعارض لـ”المدن” امتلاك المعارضة السورية وثائق تثبت التعاون بين “داعش” والنظام، وأن قوات النظام قصفت مرات عديدة مناطق كان يسيطر عليها الجيش الحر كتغطية لتقدم مقاتلي “داعش”.

واستند وفد المعارضة أيضاً في مواجهة طرح “مكافحة الارهاب” من قبل فريق النظام إلى التقرير الذي أصدرته منظمة “هيومن رايتس ووتش” في اليوم ذاته، الذي يثبت ارتكاب جرائم حرب من قبل النظام، جراء استخدامه البراميل المتفجرة على مساحات واسعة من المناطق السكنية التابعة للمعارضة.

وكانت المفاجأة في اليوم قبل الأخير من المفاوضات، تمكن الوفد المعارض من إحراج وفد الحكومة بطرحه الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء سوريا، بغض النظر عن انتمائهم السياسي.

وتعليقاً على هذه النقطة، قالت مصادر في المعارضة لـ”المدن” إن وفد النظام برئاسة السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري “حاول بداية التملص من هذه الدعوة باستعراضه المرات العديدة التي طالب بها الوقوف دقيقة صمت في أكثر من محفل دولي وعربي ولم تلب الدعوة،”. وأضافت المصادر “بعد ذلك تحول (وفد الحكومة) إلى المزايدة على الطلب من المعارضة الوقوف ثلاث دقائق قبل الاستجابة للدعوة.

إذاً انتهت الجولة الأولى من المفاوضات، لكن، في الوقت الفاصل بين جولتي التفاوض، التي حدد تاريخ العاشر من شباط/فبراير المقبل موعداً للجولة الثانية، يخرج الوفد المعارض من هذه الجولة بانطباع المنتصر، أقله على المستوى الدبلوماسي، بعدما انتزع من السلطة وصفها كحاكم للدولة، وبالتالي تقليص حجمها وإجبارها على الاعتراف بأنها طرف.

جنيف على موعد سوري جديد

“يوم المؤتمرات الصحافية” هو ما يمكن أن يطلق على اليوم الأخير من المفاوضات التي جمعت النظام السوري ممثلاً بوفد الحكومة برئاسة وزير الخارجية، وليد المعلم، والمعارضة السورية، ممثلة بوفد الائتلاف، برئاسة أحمد الجربا، في جنيف.

لم يكن هناك من توقعات لليوم الأخير في المباحثات، إذ حسم سير المفاوضات هذه المسألة باكراً، وذلك من خلال مماطلة فريق الحكومة السورية في البدء في نقاش الهيئة الانتقالية، متمسكاً بورقة الإرهاب أمام الجميع، معتبراً إياها أهم ورقة للتفاوض في جنيف.

إعلان انتهاء الجلسات جاء من قبل الوفد الدولي والعربي الاخضر الإبراهيمي، الذي اعتبر أن ما حصل كان جولة مفاوضات “متواضعة”، ستستكمل في موعد مبدئي في العاشر من شباط/فبراير المقبل.

الإبراهيمي أبلغ الوفدين بموعد الجلسة الجديدة في العاشر من شباط فبراير. من جهته لم يتكلف الائتلاف كثيراً حتى أعلن قبوله ومشاركته، لكن وفد الحكومة السورية وبحسب ما أوضح الإبراهيمي في مؤتمره الصحافي فإنه “يحتاج إلى التشاور مع دمشق أولاً”.

وعقب المؤتمر الصحافي للابراهيمي، عقد وفد الحكومة السورية، مؤتمراً هو الآخر. المؤتمر لم يكن كما جاء شكل المؤتمرات التي كانت تعقب الجلسات التفاوضية، بل جاء في شكل لا يخلو من الإشارات والتلميحات إلى التحدي، إذ جلس وزير الخارجية السورية، وليد المعلم، وخلفه كل أعضاء الوفد السوري، بمن فيهم من التقنيون الذين فاوضوا الفريق المقابل برئاسة سفير سوريا في الأمم المتحدة، بشار الجعفري.

المعلم أكثر من الهجوم على المعارضة وعلى الدول التي تدعمها، تحديداً الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى هجوم على وسائل الإعلام التي رفض أن يأخذ منها أي سؤال مكتفياً بالكتيبة الإعلامية التي جلبها خلفه من دمشق إلى جنيف.

واتهم المعلم وفد المعارضة بأنه “غير ناضج وغير جاد” مشيراً إلى أن التدخل الأميركي، من خلال إعادة تقديم الولايات المتحدة الأسلحة إلى “جهات معتدلة” أضر بالمفاوضات معتبراً أنه “لا توجد معارضة معتدلة في سوريا بل منظمات إرهابية فقط”.

وكان ختام المؤتمرات التي طغت على اليوم الأخير في جنيف، لرئيس الائتلاف السوري، رئيس وفد المعارضة في جنيف، أحمد الجربا.

وقدم الجربا كلمة وُصفت بالرصينة، ردد خلالها أكثر من مرة عبارة “أيتها السوريات أيها السوريين”. وقال “نعلن اليوم لأصدقائنا أنه لا يمكن الحديث عن التزام جدي حصل من قبل ممثلي الاسد رغم اننا التزمنا بإنجاح مؤتمر جنيف 2، ومع هذا فإننا نجدد التزامنا بالعودة الى جنيف في الجولة الثانية لاستكمال الحل السياسي وعملية انتقال السلطة للشعب السوري”.

ويظهر من كلمة الجربا، حرص واضح على تقديم خطاب سوري وطني طال كل السوريين، إذ ذكّر بالمجهاد صالح العلي، والشاعر بدوي الجبل، والقائد العام للثورة السورية الكبرى ضد المحتل الفرنسي سلطان باشا الأطرش متهماً النظام بأنه “لم يترك منطقة في سوريا إلا وحولها إلى مشروع جنازة مفتوحة متنقلة، من تلك المناطق التي دكها بنيران حقده، إلى تلك التي استخدم أبناءها وقوداً لحربه على أبناء جلدتهم”.

وأضاف “يضحي هذا النظام بأحفاد صالح العلي وأبناء بدوي الجبل في حرب على قياسه”، مشيراً إلى أنه “نظام يستمد فائض قوته من ضعف الذاكرة الجماعية”، متسائلاً “وإلا كيف يمكن أن نصدق قاتل صلاح جديد ومحمد عمران، والذي صدّر إلى العالم ثقافة المنتحرين وعلى رأسهم غازي كنعان”.

 وتابع ” كيف يمكن أن يحمي ساحلنا المخطوف ويصون الجبل الذي حفره البدوي عميقاً في ذاكرتنا، ومن ذا الذي يصدق أن النظام الذي شرد أخوتنا المسيحيين ونكل بمثقفيهم وسلب ثروات تجارهم، يريد أن يحميهم من إخوانهم الذين يشاركونهم صحن مأساتهم اليومية، المعمد دماً ودموعاً، ثم من يتوهم بأن الذي حاصر تاريخ سلطان الأطرش وإرثه وسلب الكرد السوريين حقوقهم وهويتهم يمكن أن يحمي أو يحمل هوية سوريا وقضيتها”.

وختم الجربا كلامه مخاطباً الشعب السوري قائلاً “أتوجه إلى كل أم ثكلى، وإلى كل ثائر يحمل دمه على راحتيه، إلى كل طفل سوري يسرق الجوع نوم عينيه، وتزنّر أحلامه براميل النار والعار، أتوجه إليكم جميعاً، أشد على أياديكم التي نستمد مها العزة والمنعة والرفعة، لأؤكد لكم، بأن مأساتكم وأحلامكم ومطالبكم طوق أعناقنا، وقد تقطع الأعناق ولكن يستحيل أن تسقط الأمانة”.

ختام «جنيف 2»: المعلم لم يرَ شريكاً… والجربا يتسلّح!

انتهت الجولة الاولى من «جنيف ـ 2»، من دون أي ضمانات بعقد جولة ثانية بعد 10 أيام. ما كان يجب أن يتحول إلى مؤتمر للسلام، انتهى بإعلان الطرفين الذهاب إلى الحرب. الحكومة السورية التي لا تعترف بتمثيل «الائتلاف»، تنوي الاستمرار في «محاربة الإرهاب». أما الوفد المعارض، فلم يجد في نهاية «مفاوضات السلام» ما يعلنه سوى الاحتفاء بالمساعدات العسكرية الأميركية. في ختام أسبوع من المفاوضات، أعلن الطرفان تزخيم عملهما العسكري. كاد وليد المعلم واحمد الجربا أن يقولا أمس: حيّ على الجهاد!

اختتمت أمس الجولة الأولى من مفاوضات «جنيف 2». لم ينعَ الأخضر الإبراهيمي المؤتمر. «لم نحزر أي تقدّم»، لسان حاله طيلة أسبوع المفاوضات، لكن الوسيط الدولي يعد العدة لجولة الثانية لعلّه يحدث اختراقاً. جرعة التفاؤل التي ختم بها الدبلوماسي الجزائري المؤتمر الدولي، لم تنسحب على الوفدين السوريين.

أحمد الجربا رأى أنّ «ائتلافه» حصل على ما يريد. جرّ الحكومة السورية إلى طاولة التفاوض وحصل على «وسائل الدفاع» و«التسليح» حتى التزام «النظام تأليف هيئة الحكم الانتقالي»، فيما «أسف» وزير الخارجة السوري وليد المعلم لعدم حصول أي تقدم، مؤكداً تفسير بلاده لمسألة الحكومة الانتقالية بالقول: «لدينا حكومة وعندما نرى شريكاً حقيقياً في صنع المستقبل يمكن أن ينضم إليها».

إذاً، انتهت أمس جولات من محادثات استمرت أسبوعاً، من دون إحراز أي تقدم، ومن دون أن يؤكد وفد الحكومة السورية أنّه سيعود للمشاركة في الجولة المقبلة بعد عشرة أيام.

وقال وسيط الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي إنّ وفد المعارضة سيعود في العاشر من شباط، بينما أبلغه وفد الحكومة السورية أنّه في حاجة إلى التشاور مع دمشق قبل تأكيد عودته.

واعترف الإبراهيمي بأن التقدم بطيء، قبل أن يقرأ بياناً لخّص رأيه الشخصي للجولة الأولى، بعد رفض الطرفين توقيعه، وجاء فيه ما قال إنها «عناصر إيجابية قليلة، وإنه يتطلع الى أن تكون أرضية يمكن الوقوف عليها، لو كانت هناك ارادة سياسية، وإذا أراد الطرفان ذلك». وقال إنه استخلص عشر نقاط من هذه الارضية المشتركة، أبرزها أنّ الطرفين ملتزمان مناقشة التطبيق الكامل لبيان جنيف 1 للوصول الى حل سياسي، وان الطرفين يعرفان انه «للوصول الى تطبيق بيان جنيف 1 عليهما التوصل الى اتفاق دائم وواضح على وضع حد للنزاع، وعلى اقامة هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية، إضافة الى خطوات اخرى ابرزها الحوار الوطني واعادة النظر في الدستور والانتخابات».

ويقول دبلوماسيون متابعون إنّه مع عدم تحقيق تقدم في قضايا الصراع، فإن الأولوية الآن تنصبّ على الاستمرار في المحادثات، أملاً في تغير المواقف الجامدة بمرور الوقت.

بدوره، حمّل وزير الخارجية السوري وليد المعلم «الائتلاف» السوري والولايات المتحدة مسؤولية فشل الجولة الأولى من المفاوضات. وقال: «آسف لعدم التوصل إلى نتائج ملموسة خلال أسبوع من الحوار»، مشيراً إلى أن مسؤولية فشل الجولة الأولى من المفاوضات تعود إلى «عدم جدية» الطرف الآخر، وإلى «الجو المشحون والتوتر، اللذين أرادت الولايات المتحدة أن تشحن بهما الاجتماعات من خلال تدخلها العلني وتسيير المعارضة». وأضاف: «نستغرب أن تقوم أميركا بدعم العراق في قتال داعش، في وقت تمد فيه التنظيم وجبهة النصرة بالسلاح لقتل السوريين».

وحول موقف دمشق إزاء المشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات، أوضح المعلم أنّ الرئيس السوري والحكومة السورية هما من سيقرر حضور الجولة الثانية، «وفق مصلحة الشعب السوري». ورأى المعلم أنّ بيان «جنيف 1» لم يتطرق إلى موضوع مقام الرئاسة، وعن طرح موضوع الهيئة الانتقالية في الجولة المقبلة، قال المعلم إن موضوع الحكومة الانتقالية هو في صلب بيان جنيف 1 لكنه ليس البند الأول بل الثامن «ونحن لم نقل في لحظة من اللحظات اننا لا نناقش هذا البند، فنحن بلد لديه دستور وقيادة وحكومة ومؤسسات، لذلك نحن جاهزون لمناقشته، لكن لا بد أولا أن نعرف هوية الطرف الآخر، وهل هو سوري أم لا». وأضاف أن «لهذه الهيئة تفسيرات عدة، فهناك من يقول هيئة وهناك من يقول حكومة جديدة، وكلتاهما له الهدف نفسه… نحن لدينا حكومة وعندما نرى شريكاً حقيقياً في صنع المستقبل يمكن أن ينضم إليها».

في المقابل، أكد رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا حصول المعارضة على «وسائل الدفاع» على الأرض، مؤكداً أنّ «التسليح سيزداد» حتى التزام النظام السوري تأليف هيئة الحكم الانتقالي.

وأعلن الجربا من جهة ثانية التزام المعارضة العودة إلى جنيف للمشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات. وقال: «ربطنا سلفاً حضورنا جنيف 2 بتوفير وسائل الدفاع عن شعبنا على الأرض. اطمئنكم إلى أن تعهدات الدول أصبحت نافذة، وبدأت وتيرة دعم ثوارنا بالتصاعد كما سمعتم في الأيام القليلة الماضية»، في اشارة إلى ما أوردته وكالة «رويترز» قبل أيام عن «قرار سري» اتخذه الكونغرس الأميركي بتسليح «المعارضة المعتدلة» في سوريا. وأضاف: «كلما ازداد النظام مراوغة وتهرباً من الالتزامات التي جئنا بناء عليها إلى العملية السياسية، ازداد التسليح الدفاعي لثوارنا المدافعين عن عرضنا وكرامتنا كماً ونوعاً حتى يلتزم النظام حرفية جنيف 1».

وعن نتيجة الأيام السبعة من التفاوض، قال الجربا «باستثناء موافقتهم المبدئية على مرجعية جنيف 1، لا يمكن الحديث عن أي التزام جدي من قبل ممثلي الأسد».

في سياق آخر، تواصل الضغط الغربي الكلامي حول التأخر في التخلص من السلاح الكيميائي السوري. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، إنه لا مبرر لدى سوريا لتأجيل التخلص من أسلحتها الكيميائية، وإن عليها التحرك «بسرعة كبيرة» للسماح بنقل هذه الأسلحة خارج البلاد، فيما أنحت دمشق باللائمة في التأخير على «عقبات أمنية»، وقالت إنّه لا يمكن إنجاز المهمة بأمان ما لم تتسلم عربات مصفحة ومعدات اتصال.

وأضاف كيري، في مؤتمر صحافي في برلين، إنّه «إذا أخفق الرئيس السوري بشار الأسد في الوفاء بالتزاماته، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيجتمعون لدراسة الخيارات، ونرى أن من الضروري في هذه اللحظة أن نمضي قدماً».

في السياق، نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن الدبلوماسي الروسي ميخائيل أوليانوف قوله «إنّ الحكومة السورية تعمل بصدق للقضاء على أسلحتها الكيميائية»، وإنه ما من حاجة لزيادة الضغط على دمشق برغم التأخيرات.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز)

النظام السري رفض طلبًا أميركيا للتفاوض “مباشرة

أ. ف. ب.

رفض النظام السوري طلبا أميركيًا بالتفاوض بشكل مباشر في مؤتمر جنيف- 2، واشترط أولا اعتذار وزير الخارجية جون كيري عن خطابه في افتتاح المؤتمر في مونترو السويسرية.

دمشق: قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم السبت ان الوفد الرسمي في مؤتمر جنيف-2 رفض طلبا اميركيا للتفاوض “مباشرة” ما لم يعتذر وزير الخارجية جون كيري عن خطابه في افتتاح المؤتمر في مدينة مونترو السويسرية.

وتأتي تصريحات المعلم الذي ترأس وفد النظام، غداة انتهاء المفاوضات مع وفد المعارضة التي بدأت بمؤتمر موسع في مونترو في 22 كانون الثاني/يناير، واستكملت بمفاوضات في جنيف باشراف الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي.

وقال المعلم “الاميركيون طلبوا منا ان نفاوضهم مباشرة في مونترو، لكننا رفضنا قبل ان يعتذر وزير الخارجية عما قاله في المؤتمر”، وذلك في تصريحات على متن الطائرة التي تقل الوفد السوري العائد من جنيف، نقلتها وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).

وكان كيري قال في مونترو ان الرئيس بشار الاسد “لن يكون جزءا من اي حكومة انتقالية. من غير الوارد ومن المستحيل تصور ان يستعيد الرجل الذي قاد الرد الوحشي على شعبه الشرعية ليحكم”.

ورد المعلم حينها على كيري بالقول “لا أحد في العالم ..سيد كيري.. له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سورية إلا السوريين أنفسهم”.

واعتبر المعلم اليوم ان “اوهام وفد الائتلاف المسمى +معارضة+ التي حملهم اياها داعموهم ومؤيدوهم، اذا لم يتخلوا عنها، فسيصابون بصدمة الواقع لاننا بلد مؤسسات ودستور ولدينا رئيس للجمهورية”.

اضاف “اي شيء يناقض دستورنا لن نقبل به، لان هذا الدستور ايده الشعب بأغلبية خلال الاستفتاء”.

وبقيت الهوة الواسعة بين وفدي النظام والمعارضة على حالها خلال المفاوضات. ففي حين شدد الوفد الرسمي على اولوية “مكافحة الارهاب”، ركزت المعارضة على هيئة الحكم الانتقالي، بحسب بيان جنيف-1 الذي اقر في حزيران/يونيو 2012 بدون مشاركة طرفي النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011.

وتعتبر المعارضة ان نقل الصلاحيات يعني تنحي الاسد، وهو ما يرفضه النظام بشكل قاطع، معتبرا ان مصير الرئيس تقرره صناديق الاقتراع.

ورأى المعلم السبت ان رفض الوفد المعارض للورقة التي تقدم بها الوفد الرسمي حول ادانة “الارهاب”، يمثل “وصمة عار بحقه”.

وأعلن الابراهيمي الجمعة ان مفاوضات جنيف-2 كانت “بداية متواضعة، لكنها بداية يمكن ان نبني عليها”، محددا العاشر من شباط/فبراير كموعد مبدئي لجولة مقبلة من التفاوض.

وقال المعلم اليوم ان الابراهيمي “حدد العاشر من شباط للعودة الى جنيف وهذا شأنه وقراره، ونحن ننتظر التوجيه. فاذا كان التوجيه بالعودة فسنعود، ونحن جاهزون للمحادثات من ألفها الى يائها”.

وكان رئيس الوفد المعارض، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة احمد الجربا، قال في كلمة الجمعة ان وفد النظام لم يقدم اي “التزام جدي” في المؤتمر، مؤكدا مشاركة المعارضة في الجولة المقبلة.

مفاوضات جنيف-2 لم تثمر غير جمع طرفي النزاع السوري

أ. ف. ب.

أنهى النظام والمعارضة السوريان عشرة ايام من المباحثات في سويسرا من دون نتائج تذكر، الا ان محللين ومشاركين في المفاوضات يرون في جنيف-2 خطوة اولى اساسية، مع جلوس طرفي النزاع وجها لوجه للمرة الاولى منذ بدء الازمة قبل نحو ثلاثة اعوام.

بيروت: أعلن رئيس الوفد الرسمي، وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ان المفاوضات التي انتهت الجمعة، لم تؤد الى اي نتيجة.

وقال في مؤتمر صحافي “للاسف، لم نتوصل الى نتائج ملموسة خلال هذا الاسبوع من الحوار”.

وبدأت المباحثات في مدينة مونترو في 22 كانون الثاني/يناير، بمؤتمر موسع دعت اليه الامم المتحدة، وشاركت فيه قرابة اربعين دولة، ابرزها الولايات المتحدة وروسيا اللتان بادرتا في اتجاه عقد هذه المباحثات.

وانتقل الوفدان السوريان بعد يومين الى مدينة جنيف، حيث بدآ مفاوضات مباشرة باشراف الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي. ورغم عقد جلسات مشتركة، الا ان ايا من الوفدين لم يوجه الحديث مباشرة الى الآخر، وانحصر التواصل بينهما من خلال الابراهيمي.

فشل واضح

ورغم الجهد الدؤوب للدبلوماسي الجزائري المخضرم، لم يتوصل الطرفان لخلاصات مشتركة، اذ لم يتم الاتفاق على وقف لاطلاق النار، ولم يبحثا في العمق بمسألة تشكيل هيئة حكم انتقالي. ورغم تعهد الوفد الحكومي السماح بدخول مساعدات واخراج النساء والاطفال من الاحياء المحاصرة في مدينة حمص، الا ان هذه الخطوة لم تنفذ على الارض.

واعلن رئيس الوفد المعارض، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة احمد الجربا، انه “لا يمكن الحديث عن التزام جدي حصل من قبل ممثلي (الرئيس بشار) الاسد”، وذلك في مؤتمر صحافي امس.

خيبة أمل

ويقول مدير مركز بروكينغز الدوحة سلمان الشيخ “من الواضح ان المباحثات لم تكن ناجحة”.

ويتحدث عن “خيبة أمل أخرى” من خلال الاشارة الى انه “كان ثمة أمل بحصول زخم (للمفاوضات) من خلال اتفاق ما على ادخال مساعدات انسانية. هذا الامر لم يحصل”.

وكانت المعارضة اعتبرت في جنيف ان المطالبة بفتح ممر انساني الى حمص القديمة المحاصرة منذ اكثر من عام، هي “اختبار” للنظام. وشكل هذا البند نقطة بحث على مدى يومين بين الجانبين.

وفي مقابل عدم دخول المساعدات الى حمص، دخلت قوافل من المساعدات الخميس والجمعة الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، والذي تحاصره القوات النظامية من حزيران/يونيو الماضي، وقضى فيه اكثر من 80 شخصا جراء نقص الغذاء والمواد الطبية.

وعكس هذا التناقض بين دخول المساعدات الى اليرموك الذي لم يبحث في جنيف، وعدم دخول المساعدات الى حمص رغم انها كانت مدار بحث في المفاوضات، تباعدا بين ما يجري على طاولة المباحثات، والواقع الميداني.

سفك الدماء مستمرّ

ولم تساهم المفاوضات في الحد من العنف على الارض، اذ افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل قرابة 1900 شخص في القصف والمعارك والتفجيرات، بين 22 كانون الثاني/يناير و30 منه.

وحدد الابراهيمي شباط/فبراير موعدا مبدئيا لاستكمال المفاوضات. وفي حين اعلن الجربا مشاركة المعارضة، تريث المعلم في تحديد موقف من حضور الجولة المقبلة.

صحافة الأسد تكيل الشتائم

وعكست الصحافة السورية السبت التباين الكبير في المواقف.

وقالت صحيفة “الثورة” الحكومية انه “في جنيف، صدح صوت الوفد السوري ناطقا باسم الحق السوري… فخرج من القلب”، معتبرة ان حديث الوفد المعارض “لم يخرج عما املاه السيد عليه في قصاصة ورق”، في اشارة الى الولايات المتحدة الداعمة للمعارضة.

واضافت ان وفد المعارضة “كان مثالا للعبد الذليل الخانع والعميل المطيع”.

ورغم هذه الهوة، ابدى الابراهيمي مسحة من التفاؤل، رغم اعرابه عن خيبة امل جراء الفشل في الاتفاق على خطوات ملموسة.

وقال الجمعة “انها بداية متواضعة، لكنها بداية يمكن ان نبني عليها”.

لقاءات… أفضل من لاشيء

ومن المقرر ان يلتقي الابراهيمي السبت في ميونيخ، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري، اضافة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، للبحث في حصيلة مفاوضات جنيف.

ويرى مدير المعهد الالماني للشؤون الدولية والامنية فولكر بيرتيس ان المفاوضات “كانت خطوة اولى تجاه نجاح محتمل”.

يضيف “على الاقل، اقر كل من الطرفين بان عليه التفاوض مع الآخر”.

وتطلب اقناع النظام والمعارضة السوريين بالمشاركة في جنيف-2 والجلوس الى طاولة واحدة، جهودا دبلوماسية امتدت اشهرا. ورغم توتر الايام الاولى والتباينات العميقة في المواقف، بقي الوفدان في جنيف واستكملا البحث حتى اليوم الاخير.

ويرى بيرتيس ان ما جرى “ليس كثيرا، لكن لم يكن ممكنا توقع اكثر”.

إنتصارات رمزية للمعارضة

واكد الجربا الجمعة حصول المعارضة على “وسائل الدفاع” على الارض، مؤكدا ان “التسليح سيزداد” حتى التزام النظام تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي شكلت نقطة الخلاف الاساسية في المفاوضات.

فقد تمسك وفد المعارضة بتشكيل هذه الهيئة التي ينص عليها اتفاق جنيف-1، معتبرا ان الاتفاق المذكور يعني نقل صلاحيات الرئيس اليها. واصر وفد الحكومة على ان الاولوية يجب ان تكون لمكافحة “الارهاب”، مؤكدا انه لم يات الى جنيف لتسليم السلطة.

ويرى مسعود عكو، العضو في الوفد التقني ضمن وفد المعارضة، ان هذه الاخيرة حققت “انتصارات رمزية”.

ويقول “دفعنا النظام الى ان يناقش ويفاوض الشعب السوري (…) هذه هي المرة الاولى يقبل فيها النظام ان يناقش مستقبل سوريا مع السوريين، لذا اعتقد ان هذا أمر فزنا به”.

النزاع السوري حصد اكثر من 136 الف شخص

أ. ف. ب.

بيروت: اودى النزاع السوري المستمر منذ نحو ثلاثة اعوام، بحياة اكثر من 136 الف شخص، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت، بينهم قرابة ستة آلاف شخص في كانون الثاني/يناير.

وقال المرصد في بريد الكتروني انه وثق “استشهاد ومقتل ومصرع 136227 شخصاً منذ انطلاقة الثورة السورية”، في اشارة الى الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد، والتي بدأت منتصف آذار/مارس 2011، وتحولت بعد اشهر الى نزاع دام.

واشار الى ان من بين الضحايا 47 الفا و998 مدنيا، بينهم سبعة آلاف و300 طفل.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “شهر كانون الثاني/يناير 2013 كان من اكثر الاشهر دموية” منذ بدء النزاع، وقتل خلاله 5794 شخصا.

اضاف عبد الرحمن “سوف نستمر بمطالبة جميع الجهات الفاعلة على الساحة الدولية، أن تمارس دورها الإنساني والأخلاقي بالضغط من أجل إحالة الملف السوري لمحكمة الجنايات الدولية”، داعيا الى “محاكمة قتلة الشعب السوري والمتسترين والمتعاونين بإراقة دماء الشعب السوري”.

واشار المرصد الى مقتل 31 الفا و629 مقاتلا، بينهم اكثر من ثمانية آلاف عنصر جهادي، لا سيما من الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة.

الى ذلك، قتل 53 الفا و776 عنصرا من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، من بينهم 271 عنصرا من حزب الله اللبناني، و338 مقاتلا شيعيا من جنسيات غير سورية، غالبيتهم من العراقيين.

كما احصى المرصد سقوط الفين و824 شخصا مجهولي الهوية.

ويشدد المرصد على ان الحصيلة الفعلية لعدد قتلى النزاع هي اعلى بكثير، نظرا الى تكتم الطرفين المقاتلين على خسائرهما في الميدان.

وتسبب النزاع كذلك بنزوح وتهجير ملايين السوريين.

اتهام دمشق بعرقلة جنيف.. والإبراهيمي يرى «عشر نقاط مشتركة»

الجربا: سنعود في العاشر من فبراير لجولة جديدة > واشنطن تشدد على الإسراع بنقل الأسلحة الكيماوية

جنيف: «الشرق الأوسط»

حدد الوسيط الدولي في الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي العاشر من فبراير (شباط) الحالي، موعدا للجولة الثانية من مؤتمر «جنيف 2»، بينما اختتمت أمس الجولة الأولى دون إحراز أي تقدم. وتبادلت المعارضة السورية والنظام الاتهامات حول المسؤولية في عدم تحقيق أي اختراق. لكن الإبراهيمي، الذي قال إن الجولة الأولى تشكل بداية متواضعة في اتجاه إيجاد حل للأزمة السورية، أكد أنها «بداية يمكن أن نبني عليها»، مشيرا إلى أن «هناك أرضية صغيرة مشتركة لعلها أكثر مما يدركه الطرفان».

وقال إنه استخلص عشر نقاط من هذه الأرضية المشتركة، أبرزها أن الطرفين «ملتزمان بمناقشة التطبيق الكامل لبيان جنيف للوصول إلى حل سياسي.

وبينما التزم الائتلاف السوري المعارض العودة في العاشر من فبراير، فإن وفد النظام قال إنه مضطر للتشاور مع دمشق أولا قبل تحديد موقفه. وأكد رئيس الوفد السوري المعارض المشارك في «جنيف 2» أحمد الجربا، أن الوفد الحكومي لم يقدم أي «التزام جدي»، ومع هذا «فإننا نجدد التزامنا بالعودة إلى جنيف في الجولة الثانية لاستكمال الحل السياسي وعملية انتقال السلطة للشعب السوري». وقال الجربا «ربطنا سلفا حضورنا (جنيف 2) بتوفير وسائل الدفاع عن شعبنا على الأرض, مضيفا «سيزداد التسليح الدفاعي لثوارنا المدافعين عن عرضنا وكرامتنا كما ونوعا حتى يلتزم النظام بحرفية (جنيف 1) الذي يمهد إلى تجريد بشار الأسد من كل صلاحياته».

وأنحى وزير الخارجية السوري وليد المعلم باللائمة في عدم إحراز نتائج ملموسة على ما وصفه بأنه عدم نضج وفد المعارضة وتهديده بنسف المحادثات، فضلا عن التدخل الأميركي السافر. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، إن 1870 شخصا قتلوا في سوريا أثناء المحادثات التي استمرت أكثر من أسبوع.

وقالت مجموعة أصدقاء سوريا، أمس، إن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولة عن عدم إحراز تقدم في الجولة الأولى من محادثات جنيف. واجتمعت المجموعة المؤلفة أساسا من دول غربية ودول عربية خليجية في جنيف أمس.

وقالت المجموعة في بيان «النظام مسؤول عن عدم إحراز تقدم حقيقي في الجولة الأولى من المفاوضات. عليه ألا يعرقل المفاوضات الأخرى الجوهرية، وعليه أن يشارك على نحو بناء في الجولة الثانية من المفاوضات». وفي تطور آخر، حث البيت الأبيض سوريا أمس على الإسراع بنقل أسلحتها الكيماوية إلى ميناء يمكن إزالتها منه. وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، إنه على سوريا أن تتخذ فورا الإجراءات الضرورية للوفاء بالتزاماتها.

وكانت موسكو قد هونت أمس من قضية التأخير في تسليم الأسلحة الكيماوية السورية، مشيرة إلى مشاكل أمنية في الطرق.

الإبراهيمي: عشر نقاط تشكل أرضية مشتركة بين المعارضة السورية ودمشق

الائتلاف والنظام يتبادلان الاتهامات حول مسؤولية الفشل في إحراز تقدم في «جنيف2»

جنيف: «الشرق الأوسط»

انتهت أمس أولى جولات محادثات السلام الصعبة الخاصة بسوريا والتي استمرت أسبوعا دون إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب الأهلية هناك، وبتبادل اتهامات بين المعارضة والنظام حول مسؤولية عدم إحراز أي تقدم، ودون أن يؤكد وفد الحكومة السورية أنه سيعود للمشاركة في الجولة القادمة بعد عشرة أيام.

وعد الأخضر الإبراهيمي الوسيط الدولي في مفاوضات «جنيف2»، أمس، أن الجولة الأولى من المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين تشكل «بداية متواضعة جدا» في اتجاه إيجاد حل للأزمة السورية المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات.

وأعلن الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقده في ختام جلسات التفاوض في قصر الأمم في جنيف أن الجولة المقبلة من المحادثات ستعقد «مبدئيا» في العاشر من فبراير (شباط).

وقال الإبراهيمي: «خلال الأيام الثمانية الماضية في جنيف، كان الطرفان يتحدثان بواسطتي. كانت بداية صعبة. لكن الطرفين اعتادا الجلوس في غرفة واحدة».

وأضاف: «عرضا مواقفهما، واستمع أحدهما إلى الآخر. كانت هناك أوقات أقر فيها أحدهما بما يثير قلق الآخر وبوجهة نظره».

وقال الإبراهيمي، إن التقدم بطيء جدا بالفعل، إلا أن الطرفين تكلما بطريقة مقبولة، إنها بداية متواضعة، لكنها بداية يمكن أن نبني عليها».

وقال الإبراهيمي إنه اقترح أن تستأنف المفاوضات «بالاستناد إلى أجندة واضحة، وأن نلتقي في العاشر من فبراير»، مشيرا إلى أن وفد الحكومة قال إنه «يحتاج إلى التشاور مع دمشق أولا».

وأضاف: «الهوة بين الطرفين لا تزال كبيرة، لا يمكن ادعاء عكس ذلك. لكنني لاحظت خلال محادثاتنا أن هناك أرضية صغيرة مشتركة لعلها أكثر مما يدركه الطرفان».

وقال إنه استخلص عشر نقاط من هذه الأرضية المشتركة أبرزها أن الطرفين «ملتزمان بمناقشة التطبيق الكامل لبيان جنيف للوصول إلى حل سياسي، وأن الطرفين يعرفان أنه للوصول إلى تطبيق بيان جنيف عليهما التوصل إلى اتفاق دائم وواضح على وضع حد للنزاع وعلى إقامة هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية، بالإضافة إلى خطوات أخرى أبرزها الحوار الوطني وإعادة النظر في الدستور والانتخابات».

وأضاف الإبراهيمي أن كلا من الطرفين «أعلن بعباراته أنه يرفض العنف والتطرف والإرهاب».

وينص اتفاق «جنيف1» الذي جرى التوصل إليه في مؤتمر غاب عنه كل الأطراف السوريين في يونيو (حزيران) 2012، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية.

وتعد المعارضة أن نقل الصلاحيات يعني تنحي بشار الأسد، وهو ما يرفض النظام التطرق إليه، مؤكدا أن مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.

كما ينص الاتفاق الذي وضعته الدول الخمس الكبرى وألمانيا والجامعة العربية، على «وقف فوري للعنف بكل أشكاله» وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة.

وتقول السلطات السورية إن معالجة مسائل الإرهاب يجب أن تأتي قبل مسألة الحكومة.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي في جنيف بعد ختام الجولة الأولى من المحادثات، إن وفد حكومة دمشق لم يبلغه بأنه يفكر في عدم العودة، بل على العكس قال إنه سيعود إلا أنه بحاجة للتشاور مع دمشق، بينما أبلغته المعارضة أنها ستعود إلى جنيف في العاشر من فبراير.

ولكن لم يتزحزح أي من الجانبين قيد أنملة عن مواقفهما الرئيسية، فالمعارضة تريد أن تركز المحادثات على الحكومة الانتقالية التي تقول إنها ستبعد الأسد عن السلطة وتريد الحكومة التركيز على محاربة الإرهاب وهي الكلمة التي تستخدمها للإشارة إلى خصومها المسلحين.

وأكد رئيس الوفد السوري المعارض المشارك في «جنيف2» أحمد الجربا، أن الوفد الحكومي لم يقدم أي «التزام جدي» في المفاوضات التي اختتمت أمس، مشددا على مشاركة المعارضة في الجولة المقبلة التي حددت مبدئيا في العاشر من فبراير.

وقال الجربا: «نعلن اليوم لأصدقائنا أنه لا يمكن الحديث عن التزام جدي حصل من قبل ممثلي الأسد رغم أننا التزمنا بإنجاح مؤتمر (جنيف2)، ومع هذا فإننا نجدد التزامنا بالعودة إلى جنيف في الجولة الثانية لاستكمال الحل السياسي وعملية انتقال السلطة للشعب السوري». وقال الجربا في كلمة ألقاها بعد انتهاء المفاوضات: «ربطنا سلفا حضورنا (جنيف2) بتوفير وسائل الدفاع عن شعبنا على الأرض. أطمئنكم بأن تعهدات الدول أصبحت نافذة»، مضيفا: «سيزداد التسليح الدفاعي لثوارنا المدافعين عن عرضنا وكرامتنا كما ونوعا حتى يلتزم النظام بحرفية (جنيف1) الذي يمهد إلى تجريد بشار الأسد من كل صلاحياته».

وأنحى وزير الخارجية السوري وليد المعلم باللائمة في عدم إحراز نتائج ملموسة على ما وصفه بأنه عدم نضج وفد المعارضة وتهديده بنسف المحادثات، فضلا عن التدخل الأميركي السافر. وشرح أن السببين «الأول عدم نضج وجدية الطرف الآخر وتهديده بنسف الاجتماع أكثر من مرة، والتعنت على موضوع واحد كما لو أننا قادمون لساعة واحدة نسلمهم فيها كل شيء ونذهب». وأضاف: «هذا يدل على عدم النضج وعلى الأوهام التي يعيشونها».

أما السبب الثاني، فهو «الجو المشحون والمتوتر الذي أرادت الولايات المتحدة أن تغلف به اجتماع جنيف وتدخلها السافر في شؤون الاجتماع، وتحديدا بتسيير الطرف الآخر وصولا إلى قرار التسليح»، الذي اتخذه الكونغرس الأميركي.

وكان يشير إلى تقرير أوردته وكالة أنباء «رويترز» يتحدث عن «قرار سري» للكونغرس الأميركي بتسليح «المعارضة المعتدلة» في سوري.

وذكر المعلم أن وفد بلاده لم يخضع لأي ضغوط من روسيا الحليف الرئيس للنظام السوري، ولكن هناك تنسيقا بين دمشق وموسكو.

وكانت التوقعات محدودة بإحراز تقدم في القضايا السياسية للمحادثات وهي الأولى من نوعها بين ممثلين للرئيس السوري وخصومه في الحرب الأهلية السورية التي سقط فيها نحو 130 ألف سوري ودفعت ثلث السكان إلى النزوح عن ديارهم.

ولم يتمكن الطرفان من تحقيق الأهداف الأكثر تواضعا مثل التوصل إلى اتفاق على دخول قوافل مساعدات إلى مدينة حمص المحاصرة، حيث ما زال آلاف المدنيين محاصرين ولا يستطيعون الحصول على الطعام والدواء. وقال الإبراهيمي إنه جرى بحث موضوع حمص بشكل موسع رغم أنه لم يجر إحراز أي تقدم إلى الآن.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، إن 1870 شخصا قتلوا في سوريا أثناء المحادثات التي استمرت أسبوعا منهم 450 مدنيا ولقي 40 حتفهم لعدم القدرة على الحصول على الطعام والدواء في المناطق التي تحاصرها القوات الحكومية.

ويقول دبلوماسيون إنه مع عدم تحقيق تقدم في قضايا الصراع يقول دبلوماسيون إن الأولوية الآن تنصب على الاستمرار في المحادثات أملا في تغير المواقف الجامدة بمرور الوقت.

وورث الإبراهيمي تلك المهمة الصعبة من الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الذي ترك المهمة في عام 2012 قائلا إنها مستحيلة طالما أن القوى العالمية منقسمة. ومنذئذ أصبحت المهمة أكثر صعوبة والحرب أكثر عنفا.

وبدأ أول اجتماع بين الجانبين بكلمات متشددة وبدت المحادثات مرة تلو الأخرى عرضة للانهيار قبل أن تبدأ مما جعل مجرد جلوس الجانبين في غرفة واحدة إنجازا.

واتخذ الجانبان خطوة أولى مترددة إلى الأمام يوم الأربعاء بالموافقة على وثيقة جرى التوقيع عليها عام 2012 كأساس للمناقشات، لكن سرعان ما اتضح أن مواقف الطرفين ما زالت متباعدة.

وتحدد وثيقة عام 2012 التي أصبحت أساس المحادثات مراحل إنهاء الصراع بما في ذلك وقف القتال وتوصيل المساعدات وتشكيل حكومة انتقالية تصر المعارضة وحلفاؤها الغربيون على أن يستثنى منها الأسد.

وبدأت جلسة التفاوض الأخيرة أمس (الخميس) ببادرة اتفاق نادرة عندما وقف الجانبان دقيقة حدادا على أرواح 130 ألف سوري قتلوا في الحرب. وقال أحمد جقل، عضو وفد المعارضة السورية في المحادثات لـ«رويترز»: «وقف الجميع حدادا على أرواح الشهداء. كان ذلك رمزا طيبا».

من جانبه، رأى عضو وفد المعارضة السوري إلى «جنيف2» لؤي صافي، أن «التقدم الوحيد» الذي حصل في جولة المفاوضات الجمعة هو «إلزام النظام بالتفاوض». وقال صافي في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء الجلسات المشتركة بين الوفدين بإشراف الوسيط الأخضر الإبراهيمي: «التقدم الوحيد الذي حصل هو إلزام النظام بالتفاوض ضمن إطار جنيف».

وأضاف: «في الجولة القادمة، سيكون هناك حديث حول نقل السلطة. هذا موضوع على جدول أعمالنا: نقل السلطة وإنهاء معاناة الشعب السوري في مواجهة آلة القتل الهمجية». وقال: «هذا التقدم رغم بساطته حققه صمود الشعب السوري».

وقال: «لا يمكن التقدم من دون تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تأخذ على عاتقها» حل كل الأمور الأمنية، عادا أن «النظام لا يريد حلا سياسيا ولا يريد التقدم نقطة واحدة على طريق إنهاء الأزمة».

وفي نفس الاتجاه قالت مجموعة أصدقاء سوريا أمس، إن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولة عن عدم إحراز تقدم في الجولة الأولى من محادثات جنيف.

واجتمعت المجموعة المؤلفة أساسا من دول غربية ودول عربية خليجية في جنيف أمس بعد انتهاء الجولة الأولى من المحادثات بفترة وجيزة وطالبوا الأسد بعدم عرقلة الجولات الأخرى من المحادثات.

وقالت المجموعة في بيان: «النظام مسؤول عن عدم إحراز تقدم حقيقي في الجولة الأولى من المفاوضات. عليه ألا يعرقل المفاوضات الأخرى الجوهرية، وعليه أن يشارك على نحو بناء في الجولة الثانية من المفاوضات».

منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تطالب الأطراف بعدم تأجيل المسار حتى لو تعطل قليلا

بروكسل: عبد الله مصطفى – موسكو: «الشرق الأوسط»

بعد يوم من إبداء الولايات المتحدة وفرنسا قلقهما من التأخر الحاصل في تسليم الأسلحة الكيماوية السورية، حسب الاتفاق الموقع في هذا الشأن نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن دبلوماسي روسي قوله أمس إن الموعد المحدد لتدمير الترسانة الكيماوية السورية بموجب اتفاق دولي وهو 30 يونيو (حزيران) لا يزال واقعيا تماما رغم بعض التأخير.

وألقى ميخائيل أوليانوف، رئيس إدارة الأمن ونزع السلاح في وزارة الخارجية الروسية بالمسؤولية عن التأخير على مسائل أمنية على الطريق المؤدي إلى ميناء اللاذقية وعدم كفاية الدعم الفني من المجتمع الدولي.

وقالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن العملية الدولية للتخلص من مخزونات المواد الكيماوية السورية تخلفت من ستة إلى ثمانية أسابيع عن الموعد المحدد وسيفوت أيضا الموعد النهائي لإرسال جميع المواد السامة للخارج لتدميرها الذي يحل الأسبوع المقبل.

وأوضح أوليانوف أن موسكو ترفض الاتهامات الأميركية بأن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تتلكأ بشأن التخلص من الأسلحة الكيماوية بموجب اتفاق وافقت عليه روسيا والولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول).

ونقلت الوكالة عن أوليانوف قوله إن السبب الرئيس لهذا التأخير يرتبط بالوضع الأمني غير المواتي على الطريق لنقل مكونات الأسلحة الكيماوية إلى اللاذقية، وأضاف أن هجوما وقع على قافلة هذا الأسبوع.

وقال إن السوريين شكوا أيضا من عدم كفاية المواد والدعم التقني من المجتمع الدولي، لكنه قال: «الموعد النهائي لاستكمال تدمير الأسلحة الكيماوية السورية وهو 30 يونيو من العام الحالي يبدو واقعيا تماما، ولم يحدث تغيير».

على صعيد آخر قالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، إن المدير العام أحمد أوزيمجو أطلع المجلس التنفيذي للمنظمة على الجهود المبذولة للإسراع في عملية تدمير المواد الكيماوية السورية التي سبق وجرى تحديدها، وفي بيان وزعته المنظمة التي تتخذ من لاهاي بهولندا مقرا لها، قال أوزيمجو إن شحنتين في الشهر الأول من العام الحالي جرى نقلهما ويمثلان البداية في عملية التخلص من ترسانة سوريا الكيميائية، وأضاف بأن هناك حاجة إلى إيجاد طرق ووسائل لضمان استمرارية هذا العمل وأن تضمن الأطراف المشاركة فيه أنه لن يجرى تأجيل هذا المسار حتى لو تعطل قليلا. وحسب البيان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قام الأمين العام بإطلاع المجلس، على نتائج اتصالاته مع كبار المسؤولين السوريين وأكد لهم على الحاجة إلى تنفيذ الإطار الزمني الذي قدمته الحكومة للتخلص من المواد الكيماوية، وفي الوقت نفسه أعرب عن القلق البالغ بسبب الوضع الأمني الحالي، وأبلغهم الالتزام من جانب المنظمة باستكمال البرنامج المخطط له وفق جدول زمني للتخلص من المواد الكيماوية، كما أنه تباحث مع الأمين العام للأمم المتحدة حول نفس الصدد.

وأشار البيان إلى أن المجلس اعتاد على مناقشة تنفيذ قرارات متعلقة بتدمير برنامج الأسلحة الكيماوية في سوريا، وذلك منذ بداية عمل بعثة مشتركة تضم فريقا من المنظمة وآخر من الأمم المتحدة. وحسب البيان، جرى خلال الاجتماع الذي انعقد مساء الخميس مناقشة التطورات المتعلقة بهذا الملف، والتي وردت في آخر تقارير قدمها الأمين العام للمجلس و«كان هناك شعور مشترك لصالح مزيد من التقدم السريع بالنظر إلى الجهود المتعددة الجنسيات في دعم برنامج إزالة وتدمير الأسلحة الكيماوية السورية، وجرى الاتفاق على استئناف المداولات في جلسة تنعقد يوم 21 فبراير (شباط). وكان الناطق باسم البيت الأبيض جاى كارني قال: «المجتمع الدولي متأهب ومستعد لتدمير الأسلحة الكيماوية، بمجرد وصولها ميناء اللاذقية السوري». وأضاف: «مسؤولية نظام الأسد نقل المواد الكيماوية بأمان لتسهيل نزعها، نتوقع أن يفي السوريون بالتزاماتهم»، وتضم الولايات المتحدة صوتها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في دعوة دمشق إلى تسريع وتيرة الجهود للوفاء بتعهداتها الدولية سريعا، وبطريقة آمنة قدر الإمكان. يذكر أن سفينتي الشحن الدنماركية والنرويجية «آرك فوتورا» و«تايكو»، عليهما أن تنقلا من سوريا، 630 طنا من أخطر أنواع الأسلحة الكيماوية لتدميرها على متن السفينة الأميركية المجهزة خصيصا «كيب راي»، والتي غادرت يوم الثلاثاء بورتسموث في فيرجينيا، وتوجهت للميناء الإيطالي جويا تاورو. ووفقا لخطة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، لا بد من تدمير العناصر الكيماوية الأكثر خطورة، (غاز الخردل، ومكونات السارين وغاز الأعصاب)، على متن السفينة «كيب راي» حتى 31 مارس (آذار). كما يجب إزالة كل شيء آخر من الأسلحة الكيماوية ومكوناته من أراضي سوريا، في موعد لا يتجاوز 5 فبراير 2014. وسيجري تدمير كامل ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية قبل 30 يونيو 2014، باستثناء الأيزوبروبانول المستخدم في إنتاج السارين.

بريطانيا أكثر الدول الأوروبية قلقا من عودة شبان قاتلوا في سوريا

لندن: غريف ويت

سرعان ما انتشر الخبر في خريف العام الماضي في أحد أحياء شمال لندن الراقية، حيث نشأ الأخوان محمد وأكرم صباح: لقد لقي الأخوان حتفهما في حادث سيارة.

كان لذلك الخبر وقع الصاعقة على الكثير من الأصدقاء والجيران الذين عايشوا محمد وأكرم ورأوهما يكبران كطفلين اجتماعيين ومعروفين في الحي حتى صارا شابين بالغين واعدين.

لكن الحقيقة المؤلمة التي جرى كشف النقاب عنها أخيرا على أحد المواقع الجهادية، تشير إلى أن محمد وأكرم قد قُتلا في سوريا أثناء انخراطهما في القتال جنبا إلى جنب مع قوات المعارضة السورية.

لقد كان الأخوان صباح جزءا من مجموعة من البريطانيين الذين تتزايد أعدادهم يوما بعد يوم، وهما اللذان تركا خلفهما حياة رغدة وانضما إلى حرب تزداد طبيعتها المتطرفة بمرور الوقت، والتي يتطلب الانخراط فيها مبلغا ضئيلا للحصول على تذكرة الطيران ذهابا هناك.

لقي العشرات مصرعهم في سوريا، في الوقت الذي بقي فيه مئات في ساحة المعركة، غير أن الأمر الذي يثير قلق أجهزة الأمن البريطانية، فهو العدد الذي قد يصل إلى 50 أو أكثر من البريطانيين الذين يعتقد أنهم عادوا إلى أرض الوطن.

وقد أعرب مسؤولون بريطانيون عن قلقهم المتزايد خلال الأيام القليلة الماضية حول احتمال أن يسعى العائدون من الحرب السورية، والذين حصلوا على الخبرة من خلال تجاربهم في المعركة، لتنفيذ هجمات إرهابية. وقد أشار رئيس دائرة مكافحة الإرهاب في جهاز الشرطة البريطانية (اسكوتلنديارد) أخيرا، إلى أن هذا الأمر أصبح «لا مفر منه في الغالب».

ويبدو ذلك القلق بوضوح في حصيلة الاعتقالات المتنامية، حيث جرى اعتقال ما لا يقل عن 14 بريطانيا بتهم تتعلق بالسفر إلى سوريا أو العودة منها هذا الشهر، مقارنة باعتقال نحو 24 العام الماضي.

ويقول مسؤولون أمنيون، إن بضع مئات من البريطانيين الذين عرف عنهم انضمامهم إلى المعركة في سوريا، يفوقون العدد الذي شارك في أفغانستان أو العراق، وهما الحربان اللتان جذبتا المقاتلين الشباب المتطرفين من الغرب، غير أنه كان من الصعب على الكثيرين الوصول بسهولة إليهما. كما يُقر المسؤولون بأنه من الممكن أن يكون هناك الكثير من المقاتلين الذين تسللوا إلى سوريا ولم يُكتشف أمرهم، بسبب سهولة السفر جوا إلى تركيا، ومن ثم الدخول إلى أرض المعركة في سوريا.

ويبدو هذا القلق مسيطرا على جميع المسؤولين الأمنيين في العواصم الأوروبية، وكذلك واشنطن، حيث قال مدير وكالة الاستخبارات الجيوفضائية الوطنية، جيمس كلابر، أمام إحدى لجان الكونغرس يوم الأربعاء، إن الحرب السورية قد اجتذبت نحو 7000 من المقاتلين الأجانب من نحو 50 دولة، وإن واحدة على الأقل من الجماعات الجهادية الرئيسة في سوريا تطمح إلى تنفيذ هجمات إرهابية في الولايات المتحدة الأميركية.

لكن أوروبا تبدو هدفا أقرب وأكثر سهولة للوصول إليه. وكان المركز الدولي لدراسة التطرف (ICSR) قد قدر الشهر الماضي، أن ما يقرب من ألفي شخص من أوروبا الغربية قد سافروا إلى سوريا للانخراط في القتال الدائر هناك، وأن هذا العدد يزداد بشكل سريع.

ويقول مسؤولون فرنسيون، إن نحو 700 فرنسي سافروا إلى سوريا. وقد أكد وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس هذا الشهر، أن المقاتلين العائدين من فرنسا يمثلون «التهديد الأكبر الذي تواجهه البلاد خلال السنوات المقبلة».

غير أن حدة القلق تبدو أكبر في بريطانيا، حيث ما زالت ذكريات تفجيرات يوليو (تموز) 2005 حاضرة في الأذهان. وقد نُفذت تلك الهجمات، التي أودت بحياة 52 شخصا، بواسطة متطرفين نشأوا في بريطانيا، وتلقى اثنان منهم على الأقل تدريبات في باكستان.

ويقول ريتشارد والتون الذي يقود جهود مكافحة الإرهاب في شرطة أسكوتلنديارد، في تصريحاته لصحيفة «إيفينيغ ستاندرد»: «الأمر لم يتضح كلية بعد، لكن سوريا أحدثت تغييرا كبيرا في كثير من الاستراتيجيات». وأضاف والتون: «إننا نشهد هذا الأمر كل يوم، هناك مئات من الناس يذهبون إلى سوريا، وإذا لم يُقتلوا، فإنهم يتحولون إلى متطرفين».

وتقول شيراز ماهر، باحثة بارزة في المركز الدولي لدراسة التطرف، إن معظم الأوروبيين الذين ذهبوا للقتال في سوريا لم ينضموا للجماعات المعتدلة، وهي المعارضة المدعومة من الغرب، والتي يغلب عليها السوريون ويقاتلون حكومة الرئيس بشار الأسد في المقام الأول، بل على العكس من ذلك، انضموا للمتطرفين والجماعات التابعة لتنظيم القاعدة، والتي التي ترحب بانضمام الأجانب لها.

وتضيف شيراز ماهر، أن الأوروبيين الذين يدخلون المعركة في سوريا لديهم مجموعة متنوعة من الدوافع، بما في ذلك الأفكار المتطرفة والمخاوف الإنسانية، وكذلك الشعور بالملل مع أسلوب حياتهم في بلادهم. غير أنها أضافت أن الفئتين الأخيرتين يجري غرس آيديولوجيات معادية للغرب في عقولهم بمجرد وصولهم إلى ساحة المعركة.

وتقول شيراز ماهر: «كلما طالت الفترة التي يقضيها الشخص هناك، تُشرب تلك الأفكار».

ولا يُرحب بعودة أولئك البريطانيين إلى الوطن، حيث قال وزير الخارجية ويليام هيغ، في تصريحه لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) مطلع هذا الأسبوع، إنه ينبغي على البريطانيين ألا يسافروا إلى سوريا لأي سبب من الأسباب، مضيفا أن أولئك الذين ذهبوا بالفعل إلى هناك للقتال ينبغي ألا يكلفوا أنفسهم عناء التفكير في العودة إلى الوطن، لأنهم إذا فعلوا، فسوف يواجهون الملاحقة القضائية بتهم الإرهاب.

وتقول مارغريت جيلمور التي تعمل محللة لقضايا الإرهاب في المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية، إن القلق البريطاني يتزايد بسبب حقيقة أن الحكومة لا تعرف سوى القليل جدا عما يحدث في سوريا، لا سيما بالمقارنة مع ما عرفته عن العراق وأفغانستان في ذروة الحروب هناك.

وتضيف جيلمور: «هناك الكثير من المناطق في سوريا غير مأهولة بالسكان، حيث تستطيع الجماعات الإرهابية العمل والتدريب على درجة عالية».

وتستغل الجماعات المتطرفة، في الوقت نفسه، غياب الغرب عن سوريا لصالحها في تجنيد المزيد من البريطانيين.

يقول جوناثان راسل، مسؤول الاتصال السياسي في مؤسسة كويليام البحثية البريطانية (مؤسسة مناهضة للتطرف ومقرها لندن): «دائما ما تردد الجماعات التي تستوحي أفكارها من تنظيم القاعدة، أن مسلمين يقاتلون ضد مسلمين. وبالتالي، فإن الحكومة البريطانية ينبغي ألا تتدخل». ويضيف راسل: «توجه تلك الجماعات رسالة إلى المسلمين الغربيين الذين يقاتلون في سوريا مفادها، أنه (واجب عليكم أن تهتموا بإخوانكم وأخواتكم في سوريا لأن ما يسمى الحكومة الليبرالية والديمقراطية في بلادكم لا تفعل ذلك بالنيابة عنكم)».

* خدمة «نيويورك تايمز»

حلب تحت النار وقتال بمحيط سجنها المركزي

واصل الطيران الحربي السوري اليوم قصفه المركّز على أحياء حلب الشرقية مخلفا قتلى ومزيدا من الدمار. وفي الوقت نفسه, أحكمت المعارضة سيطرتها على بلدات وطرق إستراتيجية بجنوب ووسط سوريا, بينما تدور اشتباكات في محيط سجن حلب المركزي.

وقال ناشطون إن مروحيات النظام ألقت صباح اليوم براميل متفجرة على أحياء باب الحديد وباب النصر والمعادي وطريق الباب والميسّر وقاضي عسكر والمنطقة الصناعية بحي الشيخ نجار، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص.

وتحدث ناشطون عن قتلى وجرحى في حيي المعادي وطريق الباب, في حين ذكرت شبكة شام أن ستة قتلوا في حي طريق الباب. وقتل أمس أربعون شخصا بينهم أطفال ونساء في قصف بالبراميل المتفجرة لعدة أحياء بحلب.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أحصت أكثر من 200 قتيل بمحافظة حلب خلال فترة انعقاد مؤتمر جنيف الثاني بينهم أكثر من ستين يوم أمس.

وبدأ النظام السوري منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي حملة جوية واسعة على حلب تسببت حتى الآن في مقتل ما يبلغ 500 شخص.

قصف مستمر

كما واصلت مروحيات النظام اليوم قصف مناطق في داريا بريف دمشق بالبراميل المتفجرة. وفي ريف دمشق أيضا استهدف الطيران الحربي السوري بلدات بينها جسرين وأحيا بين بلدتي كفربطنا وحمورية مما تسبب في جرح عدد من الأشخاص.

وجرح آخرون في قصف مدفعي استهدف الليلة الماضية حيي القدم وجوبر جنوب وشرق دمشق, وهما من الأحياء التي تشهد اشتباكات منتظمة بين فصائل المعارضة والقوات النظامية, حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما تعرضت الزبداني بالقلمون شمال المدينة صباح اليوم لقصف بمدفعية الدبابات والهاون من أربعة حواجز تطوق المدينة المحاصرة منذ شهور وفقا للجان التنسيق المحلية.

وفي درعا جنوب دمشق, قتل شخصان في قصف لبلدة الغارية الغربية, وقتل ثلاثة في قصف لحي القصور بدرعا المدينة، وفقا للجان التنسيق المحلية. كما شمل القصف بالصواريخ والمدافع بلدات أخرى بدرعا بينها بصر الحرير وعتمان والشجرة واللجاة.

وشمل القصف اليوم أيضا أحياء بمدينة دير الزور تخضع لسيطرة المعارضة, كما قصفت مروحيات بلدة الدانا بريف إدلب بالرشاشات الثقيلة وفقا للمرصد السوري.

مكاسب للمعارضة

ميدانيا أيضا, قال المرصد السوري إن جبهة النصرة وفصائل أخرى سيطرت فجر اليوم بالكامل على بلدة مورك بريف حماة بعد اشتباكات استمرت أكثر من يوم, وقتل فيها جنود نظاميون ومقاتلون من المعارضة.

وأضاف المرصد أن السيطرة التامة تحققت بعد الاستيلاء على حاجز الحرش جنوب مورك, وحاجز الجسر بين بلدتي حلفايا وطيبة الإمام.

وكانت الفصائل المعارضة استولت أمس على حواجز أخرى للقوات النظامية في محيط بلدة مورك, وغنمت منها دبابات وأسلحة وفقا لناشطين.

وأعلنت فصائل معارضة أنها سيطرت على الطريق التي تصل القنيطرة بدرعا المجاورة لها. وكانت فصائل مقاتلة استولت أمس على بلدة السويسة وعلى سرية للدفاع الجوي ومواقع عسكرية أخرى في ريف القنيطرة الجنوبي.

وأظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت اقتحام السرية والاستيلاء على دبابة وانتشار أفراد المعارضة داخل السرية في معركة سموها “فجر الربيع” لاستعادة السيطرة على ريف القنيطرة الجنوبي.

وتحدث ناشطون عن اشتباكات اليوم في عدة مناطق بحلب بينها حيا الشيخ خضر وكرم الجبل, بينما ذكر المرصد أن اشتباكات تدور في محيط سجن حلب المركزي شمال المدينة وسط محاولة من جبهة النصرة وفصائل أخرى لاقتحام السجن.

وفي ريف دمشق, وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وفصائل معارضة بين داريا وصحنايا وفقا للمرصد السوري. وكانت القوات النظامية حاولت أمس السيطرة على الطريق الدولي بريف دير الزور لكنها تراجعت مجددا إلى داخل مطار المدينة العسكري وفق للمرصد أيضا.

وفي درعا, تحدث ناشطون عن اشتباكات عنيفة في بلدتي عتمان وبصرى الشام, في حين تواصل القتال بريف حمص وسط سوريا, كما سُجلت اشتباكات في محيط بلدة دورين بريف اللاذقية. من جهته, أفاد موقع مسار برس بمقتل خمسة جنود نظاميين في اشتباكات بحي القدم جنوب دمشق.

الإبراهيمي يدعو لضغوط وشكوك بعودة جنيف2

                                            دعا المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى ضغوط دولية على النظام والمعارضة السوريين، لحملهما على الاتفاق بمؤتمر جنيف2. وانتهت الجولة الأولى من هذا المؤتمر بالفشل وبتبادل الاتهامات وسط شكوك في انعقاد الجولة الثانية التي دعا الإبراهيمي إلى عقدها في العاشر من هذا الشهر.

وأقر الإبراهيمي -في بيان نشره مساء أمس الجمعة- بعدم إحراز أي تقدم في المفاوضات التي استغرقت أكثر من أسبوع، وتجمدت تقريبا بسبب الخلاف على تشكيل هيئة حكم انتقالية طبقا لما نص عليه بيان مؤتمر جنيف1 في يونيو/حزيران 2012.

ودعا إلى جولة ثانية في العاشر من هذا الشهر, وقال إن وفدي النظام والمعارضة سيعودان, وإنهما “ملتزمان” بمناقشة التطبيق الكامل لبيان جنيف1، لكنه أشار إلى أن وفد النظام أبلغه بأنه في حاجة إلى إجراء مشاورات بدمشق قبل أن يقرر العودة.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم ألقى أمس ظلالا من الشك على عودة وفد النظام إلى جنيف بعدما اتهم المعارضة بعدم الجدية, والولايات المتحدة بالتدخل “السافر” في المفاوضات, قائلا إن دمشق ستقرر ما إذا سيكون هناك معنى لمواصلة المفاوضات.

وفي ختام البيان -الذي نشره أمس وتضمن حصيلة للجولة الأولى- قال الإبراهيمي إن مساحة الأرضية المشتركة بين الطرفين في المفاوضات كانت ضئيلة للغاية.

والتقى الإبراهيمي مساء أمس الجمعة في مدينة ميونيخ بألمانيا مع وزيري الخارجية الأميركي جون كيري, والروسي سيرغي لافروف, والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبحث نتائج مفاوضات جنيف.

وتعتبر المعارضة أن الهدف من جنيف2 تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تضم ممثلين عن النظام وعن المعارضة، مما يعني برأيها تنحي الرئيس بشار الأسد, بينما يرفض النظام مجرد بحث هذه المسألة، معتبرا أن ذلك أمر يقرره السوريون عبر صناديق الاقتراع، ويطالب بالتركيز في جنيف2 على مسألة مكافحة ما يسميه الإرهاب في سوريا.

اتهامات متبادلة

وقد انتهت الجولة الأولى بتبادل الاتهامات بين الوفدين المتفاوضين, كما اتهمت دول غربية النظام بالسعي لإفشال المفاوضات.

اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي بجنيف أن فشل الجولة الأولى مرده عدم نضج وجدية الطرف الآخر, والتدخلات الأميركية.

وأضاف المعلم أن مسألة من يقود سوريا متروكة للشعب السوري، معتبرا أن الأساس في المفاوضات هو بيان جنيف1 بكل بنوده، وليس بشكل انتقائي.

وكان يشير إلى إصرار المعارضة على تشكيل هيئة حكم انتقالية تكون لها صلاحيات تنفيذية كاملة تضم عناصر منها ومن النظام الحالي مع استبعاد الرئيس بشار الأسد منها.

وإضافة إلى اتهام وفد المعارضة بعدم الجدية, شكك المعلم وزميله وزير الإعلام عمران الزعبي وكذلك السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في تمثيلية الائتلاف الوطني السوري المعارض, وطالبوا بأن يمثل الوفد كل أطياف المعارضة، بما فيها “المعارضة الوطنية”.

في المقابل, اتهم رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا النظام السوري بالسعي لتمرير الجولة الأولى من المفاوضات دون تحقيق أي تقدم, وأكد في مؤتمر صحفي بجنيف التزام المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.

كما اتهم المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي النظام بأنه لا يريد حلا سياسيا, ولا يريد التقدم نقطة واحدة على طريق إنهاء الأزمة.

تحميل المسؤولية

وكانت مجموعة أصدقاء الشعب السوري -وهي تحالف مؤلف من دول غربية وعربية- قد ألقت مساء أمس الجمعة بمسؤولية عدم إحراز تقدم في الجولة الأولى على النظام السوري.

من جانبه، دافع السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد عن سياسة بلاده في دعم الشعب السوري، وقال في مقابلة مع الجزيرة بجنيف إن العملية السياسية في سوريا ستكون طويلة، ولا بد من الصبر.

واتهم فورد النظام السوري بما سماه الهروب إلى الأمام, معتبرا اتهام دمشق لبلاده بمحاولة عرقلة المفاوضات بأنها سخيفة.

بدوره, قال المتحدث باسم وزارة الخارجة الأميركية إدغار فاسكيز إن الحكومة السورية “لا تزال تمارس اللعبة نفسها”، في إشارة إلى عدم إعلان التزامها بالمشاركة في الجولة الثانية، خلافا للمعارضة التي أبدت فورا موافقتها.

أما روسيا فقد دعت إلى تعزيز أي اتفاق يتم التوصل إليه بين الوفدين السوريين بقرار من مجلس الأمن الدولي.

وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن قرار تشكيل حكومة انتقالية في سوريا ينبغي اتخاذه بموافقة السلطات السورية والمعارضة، وإن هذه المسألة ستبحث في الجولة الثانية من مفاوضات جنيف2.

ماكين: توقعت فشل “جنيف 2” وأستبعد رحيل الأسد

دبي – قناة العربية

قال السيناتور الأميركي، جون ماكين، إنه كان يتوقع فشل مؤتمر “جنيف 2″، معتبراً أنه “لا يمكن أن يكتب له النجاح”.

ووصف ماكين المؤتمر بأنه “خدعة”، حيث إن “بشار الأسد يسجل الانتصارات بالميدان بفعل دعم حزب الله وإيران له، إضافة إلى الأسلحة الروسية”، حسب قوله.

وفي سياق متصل، استبعد السيناتور الجمهوري رحيل بشار الأسد عن السلطة بسوريا، معتبراً أن “كل من يعتقد بقرب رحيل الأسد سيكون مختلاً”.

اجتماعات مكثفة في ميونخ لإنقاذ جولة جنيف2 المقبلة

دبي – قناة العربية

تشهد الأروقة الخلفية لمؤتمر الأمن المنعقد في ميونخ اجتماعات ماراثونية مكثفة، لإنقاذ مفاوضات جنيف، التي لم تسجل أي تقدم بين وفدي النظام السوري والائتلاف. فمن جنيف توجه الوسيط الأممي بين الجانبين الأخضر الإبراهيمي إلى ميونيخ، حيث عقد اجتماعا ضم وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقد خصص الاجتماع لمناقشة جولة التفاوض المقبلة، بما يشمل ما أسموه حاجة الائتلاف إلى توسيع وفده. كما جرى التوافق على وجوب عودة الجانبين إلى طاولة المفاوضات.

وفي لقاء ثنائي أميركي روسي، أبلغ كيري نظيره الروسي الحاجة إلى تشكيل حكومة انتقالية، عبر تفاهم متبادل. كما أعرب عن قلقه بشأن الوضع الإنساني في سوريا، خاصة مدينة حمص، بالإضافة إلى قلق انزعاج بلاده من بطء وتيرة نقل النظام لمخزونه الكيمياوي، الذي اعتبره غير مقبول.

يأتي هذا في وقت أكدت فيه وزارة الخارجية الأميركية يوم الخميس أن 4% فقط من أشد العناصر الكيمياوية السورية فتكاً شحنت إلى خارج البلاد لتدميرها في البحر.

وبالتوازي مع اجتماع كيري مع لافروف، قالت واشنطن الجمعة إنها تعمل مع شركائها لزيادة الضغط على سوريا للتعجيل بالتخلص من أسلحتها الكيمياوية. وكانت روسيا قد رفضت في وقت سابق الاتهامات الأميركية بأن سوريا تتلكأ في التخلي عن أسلحتها الكيمياوية قائلة إن الموعد النهائي للتخلص من ترسانة سوريا من المواد الكيمياوية السامة في 30 يونيو مازال ساريا على الرغم من عمليات التأجيل.

قوات خاصة تابعة للجيش الحر مدربة على القتال الذكي

دبي – قناة العربية

فرضت التكنولوجيا الحديثة نفسها على ميدان المعارك السورية، مما دفع الجيش الحر للتدرب على استعمال بعض الأسلحة والأدوات المتطورة، وتشكيل كتائب لكل منها تخصص معين أثناء المعارك على الأرض.

وفرض استخدام النظام لكافة الأسلحة على الجيش الحر، استخدام المدافع الثقيلة تارة، وصواريخ غراد والهاون تارة أخرى.

وفي العلوم العسكرية، فإن اقتحام كتائب المشاة لهدف معين لا يحقق أي نتائج مع وجود السلاح الثقيل، الأمر الذي دفع بالجيش الحر إلى اعتماد التنظيم والتنسيق المسبق، خلال المعارك التي يخوضها ضد جيش النظام.

وفي هذا الإطار، قامت مجموعة من ضباط الجيش الحر بتشكيل مجموعات وكتائب مختلفة تتولى كل منها مهمة محددة خلال المعارك، كما حدث خلال معركة “قادمون” في ريف حماة الشرقي، والتي تعد أشرس معارك المحافظة.

والمجموعات المشكلة هي كتيبة مدفعية وكتيبة للدفاع الجوي، وكتيبة “مضاد دروع”، وكتيبة إشارة وكتائب مشاة وغرفتا عمليات، ويعمل في هذه الكتائب ضباط متخصصون في كل مجال من هذه المجالات العسكرية.

وتقوم كتيبة المدفعية، على سبيل المثال، بقصف المراكز التي تنوي كتائب المشاة اقتحامها، وذلك لتسهل على المقاتلين من المشاة عملية الاقتحام، وتسمى هذه العملية “التمهيد المدفعي والناري” على الأهداف التي يراد الهجوم عليها.

مجموعة أصدقاء سوريا تتهم دمشق بإفشال “جنيف2

دبي – قناة العربية

حمّلت الدول الرئيسية الإحدى عشرة في مجموعة أصدقاء سوريا التي تدعم المعارضة السورية، الجمعة، دمشق مسؤولية عدم إحراز تقدم في الجولة التفاوضية الأولى التي انتهت في جنيف.

وقالت المجموعة، التي تضم مصر وفرنسا والمانيا وايطاليا والاردن وقطر والسعودية وتركيا والامارات وبريطانيا والولايات المتحدة ،في بيان مشترك صدر في باريس، إن “النظام مسؤول عن عدم احراز تقدم فعلي في الجولة الاولى من المفاوضات”، متهمة دمشق بممارسة “العرقلة” خلال المفاوضات.

وأضاف البيان: “نحن مصدومون لاستمرار النظام في استراتيجيته (التي عنوانها) “موتوا جوعا او استسلموا” التي تمنع مئات آلاف الاشخاص في دمشق وحمص وغيرهما من تلقي الطعام أو الادوية”، منددا ايضا “باشد العبارات” باستخدام القوات النظامية السورية للبراميل المتفجرة.

في المقابل، اشادت المجموعة بـ”القرار الشجاع لائتلاف المعارضة الوطنية السورية” بالمشاركة في مفاوضات جنيف، وبـ”نهجه البناء” خلال الجولة التفاوضية الاولى.

الجربا: النظام يماطل

وإلى ذلك، أعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري، أحمد الجربا، الجمعة، أن وفد النظام دأب خلال محادثات جنيف على المماطلة، رافضاً فتح ممرات إنسانية رغم معاناة المحاصرين.

واتهم النظام باستيراد الإرهاب وتهديد الأقليات مستعيناً بميليشيات مذهبية لبنانية وعراقية.

كما اعتبر الجربا، في كلمة ألقاها بعد انتهاء المفاوضات، أن الأسد أصبح أسيراً ومرغماً على السير في التسوية السياسية، مؤكداً مشاركة الائتلاف في جولة المحادثات المقبلة.

وكشف أيضاً عن وجود إصرار لدى الدول الداعمة للثورة على تسليح الجيش الحر في حال استمر النظام بعدوانه على الشعب السوري.

وقال الجربا: “ربطنا سلفاً حضورنا “جنيف 2″ بتوفير وسائل الدفاع عن شعبنا على الأرض. أطمئنكم بأن تعهدات الدول أصبحت نافذة”.

وأضاف: “سيزداد التسليح الدفاعي لثوارنا المدافعين عن عرضنا وكرامتنا كماً ونوعاً حتى يلتزم النظام بحرفية جنيف1 الذي يمهد إلى تجريد بشار الأسد من كل صلاحياته”.

الائتلاف السوري: زيارتنا لموسكو هدفها إيجاد حل سياسي

جنيف – فرانس برس

رأى عضو وفد المعارضة السوري إلى “جنيف 2” لؤي صافي أن “التقدم الوحيد” الذي حصل في جولة المفاوضات التي انتهت اليوم الجمعة هو “إلزام النظام بالتفاوض”.

كما أوضح الصافي أن الهدف من زيارة الائتلاف إلى موسكو هو إيجاد حل سياسي، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ موقف موحد ضد النظام السوري.

وقال صافي في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء الجلسات المشتركة بين الوفدين بإشراف الوسيط الأخضر الإبراهيمي: “التقدم الوحيد الذي حصل هو الزام النظام بالتفاوض ضمن إطار جنيف”.

وأضاف: “في الجولة القادمة، سيكون هناك حديث حول نقل السلطة.. هذا موضوع على جدول أعمالنا: نقل السلطة وإنهاء معاناة الشعب السوري في مواجهة آلة القتل الهمجية”.

وقال: “هذا التقدم رغم بساطته حققه صمود الشعب السوري”.

وأضاف: “لا يمكن التقدم من دون تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تأخذ على عاتقها حل كل الأمور الأمنية”، معتبراً أن “النظام لا يريد حلاً سياسياً ولا يريد التقدم نقطة واحدة على طريق إنهاء الأزمة”.

واعتبر الوسيط الدولي في مفاوضات “جنيف 2” الجمعة أن الجولة الأولى من المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين تشكل “بداية متواضعة جداً” في اتجاه إيجاد حل للأزمة السورية المستمرة منذ حوالي ثلاث سنوات.

المعلم: لا توجد معارضة بسوريا بل منظمات إرهابية فقط

العربية.نت

أكد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، اليوم الجمعة، أنه لم يتم التوصل إلى “نتائج ملموسة” خلال أسبوع من مفاوضات “جنيف 2″، وذلك بسبب عدم نضج المعارضة، بحسب تعبيره، مشيراً إلى أنه لا توجد معارضة معتدلة في سوريا بل منظمات إرهابية فقط.

واعتبر المعلم، في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء جولة المفاوضات، أن “عدم نضج وجدية الطرف الآخر”، وكذلك التدخل السافر للولايات المتحدة في الشأن السوري من أهم الأسباب الرئيسية لعدم التوصل لأي نتائج من المفاوضات، مشيراً إلى أن عدم دعوة إيران لحضور جنيف 2 كان خطأ كبيراً.

وأضاف المعلم أنه “عندما نرى شريكاً حقيقياً فيمكن ضمه إلى الحكومة”، مؤكداً: “لا نرفض مناقشة موضوع الهيئة الانتقالية بشرط معرفة هوية الطرف الآخر”.

وأكد أنه لم يتم اتخاذ قرار حتى الآن بالمشاركة في جولة قادمة، مشيراً إلى أن “الرئيس (بشار الأسد) سيقرأ تقاريرنا، ثم يقرر ما إذا كنا سنواصل التفاوض”.

وأضاف وزير الخارجية السوري أن الحكومة السورية ما زلت تصر على الحوار مع أوسع شريحة من المعارضة، مؤكداً: “طالبت الإبراهيمي قبل المؤتمر بمشاركة أطياف أخرى من المعارضة”، مشيراً إلى أن واشنطن اتخذت قراراً بتمويل المعارضة “المعتدلة”.

وقال المعلم: “قدمنا للأمم المتحدة رسائل تثبت وجود إرهاب في سوريا”، مشيراً إلى أن الائتلاف لا يسيطر على الجماعات المسلحة في الداخل.

الإبراهيمي: الجولة الأولى بجنيف 2 بداية متواضعة جداً

جنيف – فرانس برس، رويترز

اعتبر الوسيط الدولي في مفاوضات “جنيف 2″، اليوم الجمعة، أن الجولة الأولى من المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين تشكل “بداية متواضعة جداً” في اتجاه إيجاد حل للأزمة السورية المستمرة منذ حوالي ثلاث سنوات.

وأعلن الأخضر الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقده في ختام جلسات التفاوض في قصر الأمم في جنيف أن الجولة المقبلة من المحادثات ستعقد “مبدئياً” في 10 فبراير.

وقال الإبراهيمي إن التقدم بطيء جداً بالفعل، “إلا أن الطرفين تكلما بطريقة مقبولة. هذه بداية متواضعة جداً يمكن البناء عليها”.

وتابع الإبراهيمي: “خلال الأيام الثمانية الماضية في جنيف، كان الطرفان يتحدثان بواسطتي. كانت بداية صعبة، لكن الطرفين اعتادا الجلوس في غرفة واحدة”.

وقال الإبراهيمي إنه اقترح أن تستأنف المفاوضات “بالاستناد إلى أجندة واضحة، وأن نلتقي في العاشر من فبراير”، مشيراً إلى أن وفد الحكومة قال إنه “يحتاج إلى التشاور مع دمشق أولاً”.

وأضاف الإبراهيمي أن الجانبين وافقا على فكرة وقف القتال على مستوى البلاد للسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

سوريا.. إجلاء المئات من مخيم اليرموك

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت جماعة فلسطينية متحالفة مع الحكومة السورية السبت إن وكالات إغاثة في سوريا أجلت مئات الأشخاص من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق الذي يسيطر عليه مسلحو المعارضة في بادرة للتنسيق بين الحكومة وقوات المعارضة.

ويعتبر وصول وكالات الإغاثة إلى نحو 250 ألف شخص محاصرين بسبب القتال في أنحاء سوريا أحد أهداف محادثات السلام التي جرت الأسبوع الماضي في جنيف التي اختتمت جولتها الأولى الجمعة دون تحقيق نتائج جوهرية.

ولم يتمكن الطرفان على الرغم من المحادثات المطولة من الاتفاق على مرور قافلة مساعدات لتصل إلى 2500 شخص محاصرين في الحي القديم ببلدة حمص، ثالث كبرى المدن السورية، ولا يستطيعون الحصول على الغذاء أو الدواء.

وقال المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة أنور رجا إن الجبهة نسقت مع الهلال الأحمر العربي السوري يومي الجمعة والسبت لإخراج المئات من سكان المخيم.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يراقب الأوضاع في سوريا، إن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم نقلوا إلى عدة مستشفيات حكومية.

وتفيد الأمم المتحدة بأن ما لا يقل عن 15 شخصا توفوا بسبب سوء التغذية في مخيم اليرموك يعيش فيه حالياً نحو 18 ألف فلسطيني وبعض السوريين.

ويقول نشطاء من المعارضة إن الحكومة تستخدم سلاح التجويع في الحرب لكن دمشق تتهم مقاتلي المعارضة بإطلاق النار على قوافل المساعدات وتقول إنها تخشى وصول إمدادات المعونة للجماعات المسلحة.

قصف بالبراميل المتفجرة

من ناحية، وفي مدينة حلب شمالي البلاد، قتل 6 أشخاص في قصف بالبراميل المتفجرة على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة.

وقال ناشطون من المعارضة إن هجوم السبت استهدف منطقة الباب في المدينة، وأن التفجيرات دمرت مبان وأدت إلى اندلاع النيران في عشر سيارات على الأقل.

وفي حلب أيضاً، قال ناشطون إن أحياء الزبدية والكلاسة والأنصاري تعرضت للقصف بالبراميل المتفجرة.

وبث ناشطون صورا قالوا إنها لغارة شنها الطيران الحربي على حي الزبدية. وأظهرت الصور محاولة انتشال الضحايا من تحت أنقاض المباني المدمرة.

كذلك قال معارضون إن 4 براميل متفجرة “سقطت على المدنيين المحاصرين في مدينة الزبداني”، و4 أخرى استهدفت مخيم خان الشيح بريف دمشق الغربي.

كما بث ناشطون صوراً تظهر اللحظات الأولى لما قالوا إنها براميل متفجرة تسقط على مدينة داريا.

الحر يستعد لاقتحام سجن حلب

وعلى صعيد المعارك أيضاً، أكد نشطاء سوريون، السبت، أن مجموعات مسلحة معارضة بدأت عملية عسكرية واسعة لاقتحام سجن حلب المركزي الذي تسيطر عليه قوات حكومية.

وباشرت فصائل من الجيش الحر باقتحام الأسوار المحيطة بالسجن الذي شهد معارك عنيفة خلال الأسابيع الماضية.

صحف العالم: “الشبل الجهادي” و”التجويع أو التركيع” بسوريا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — تناولت الصحف الدولية، السبت، طائفة من آخر تطورات الملفات الساخنة برز منها الملف السوري، و”الجهادي الصغير”، 4 أعوام، الذي يعتقد انه آخر “أشبال” الجهاديين الذين جرى تجنيدهم في الحرب الأهلية الدامية في سوريا، بجانب اتهام نظام دمشق  بسياسة “التجويع أو التركيع” ضد المدنيين في المناطق المحاصرة إلى جانب مجموعة أخرى من الأخبار.

ديلي ميل

أنه صغير للغاية حتى للذهاب إلى المدرسة دعك من القتال في حرب أهلية، ورغم ذلك ظهر وهو يطلق الرصاصة من بندقية كلاشينكوف وسط التكبير والتهليل، بحسب ما نقلت الصحيفة البريطانية تحت عنوان: الجهادي الصغير: يطلق وابلا من الرصاص من كلاشينكوف 47، إنه مقاتل في الرابعة من العمر، حيث يفترض أن يكون بداخل دار لحضانة الأطفال.

ونقلت “ديلي ميل” أن الفيديو المزعج المتداول للطفل، الذي هو أحدث “أشبال الجهاديين” من جرى تجنيدهم  في الحرب الدموية السورية. ويرى مسؤولون في مكافحة الإرهاب بأنه يقدم المزيد من الأدلة حيال كيفية تنشئة الجهاديين للأطفال ليصبحوا مقاتلين، في وقت تتطلع فيه فصائل القاعدة لإقامة إمارة إسلامية، على غرار طالبان، في سوريا. ويعتقد أن الطفل ابن لأحد “الجهاديين” الألبان، وهو  ضمن الآلاف من المقاتلين الأجانب من انضموا لصفوف القاعدة في سوريا.

الغارديان

اتهمت الولايات المتحدة النظام السوريا بتبني سياسة “التجويع أو الاستسلام” ضد المدنيين في المناطق الخاضعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، ونددت في بيان مشترك مع عشرة من حلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا، بسياسته الرافضة لفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات إلى المتضررين.

وجاء في البيان: “نشجب بشدة سياسة النظام لـ”التجويع أو الاستسلام” التي تحرم مئات الآلاف من الأشخاص في ريف دمشق ومدينة حمص القديمة ومناطق أخرى من تلقي الغذاء والدواء، والاعتقال الاعتباطي لعشرات الآلاف من المدنيين”، بحسب الصحيفة البريطانية

لوس أنجلوس تايمز

تناولت الصحيفة الأمريكية الأوضاع الراهنة في دولة جنوب السودان، بالإشارة إلى عمليات نهب تعرضت لها مخازن تابعة لبرنامج الغذاء العالمي سرق فيها الآلاف مواد اغاثية تصل إلى 1700 طن كان يمكن ان تكفي لإطعام أكثر من 100 ألف عائلة خلال شهر، والأنقاض المخلفة عقب عملية النهب تعكس تردي الأوضاع وعلى نحو سريع، أعادت أحدث دول العالم إلى المربع الأول، بعدما ضخت منظمات الاغاثة مليارات الدولارات في المنطقة.

ونزح أكثر  من 860 ألف مدني من مناطق سكنهم بسبب العنف الذي اندلع بين القوات الموالية للرئيس وتلك الداعمة لنائب الرئيس، ليتحول القتال لاحقا إلى ما وصفه حقوقيون بعمليات قتل أثنية بشعة.

نيويورك تايمز

انضم مقاتلون اندونيسيون إلى صفوف الجهاديين في سوريا للمساعدة في التأسيس لدولة إسلامية، وفقا لتقارير إعلامية.

وقال التقرير، الصادر عن معهد سياسة تحليل النزاعات في جاكرتا، إن الأزمة السورية التي تقترب من ذكراها الثالثة، اجتذبت عقول وأذهان المتشددين الإسلاميين بطريقة لم تفعل أي حرب أخرى.

وأضاف التقرير: “تأتي هذه الفكرة من منطلق أن حرب نهاية العالم ستقوم في بلاد الشام، الذي يضم كلا من سوريا، وإيران، والأردن، وفلسطين، وإسرائيل. كما أن عمليات التعذيب والقتل التي تمارس ضد المسلمين السنة تلقى اهتماما كبيرا عبر وسائل الإعلام الإندونيسية.”

الوفد السوري لجنيف 2: سوريا ستبقى تُحكم من قبل رجال دولة لا أشباه رجال

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) —  أعرب  وزير الخارجية السوري، وليد المعلم, الجمعة, عن أسفه لعدم التوصل لنتائج ملموسة بمفاوضات “جنيف 2”, وذلك “لعدم جدية الفريق الأخر”، على حد زعمه، وفي الوقت، أكد الوفد الرسمي أن سوريا “ستبقى تحكم من قبل رجال دولة وليس من قبل هواة وأشباه رجال.”

وقال المعلم, في مؤتمر صحفي, أنه: “لم يتم التوصل الى نتائج ملموسة بعد أسبوع من الحوار, لسببين:  الأول لعدم التوصل لنتائج يعود إلى عدم نضج وجدية الطرف الآخر والتعنت على موضوع واحد كما لو أننا قادمون إلى هنا لساعة واحدة نسلمهم فيها كل شيء ونعود.. والثاني هو الجو المشحون والمتوتر الذي أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تغلف به اجتماع جنيف بظهورها العلني وتدخلها السافر في شؤون الاجتماع “، طبقا لوكالة الأنباء السورية.

والجمعة، انتهت  الجولة الأولى من مفاوضات “جنيف 2” بين الحكومة السورية والمعارضة،  دون التوصل إلى  أي نتيجة، ومن المقرر أن تبدأ جولة ثانية من المفاوضات في 10 فبراير/شباط الجاري..

هذا وقد أكد الوفد الحكومي السوري إلى مؤتمر “جنيف 2″،  أن: “عدم تجاوب وفد الائتلاف مع ما قدمناه سواء في الملف السياسي أو فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب أحبط مساعينا لوقف إراقة الدم السوري”

وشدد  على أن سوريا “كانت وستبقى تحكم من قبل رجال دولة وليس من قبل هواة وأشباه رجال.”

مصادر أوروبية: جنيف2 كان إيجابياً بالرغم من كل شيء

بروكسل (31 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

مع إعلان المبعوث الدولي والعربي لسورية الأخضر الإبراهيمي ، نهاية الجولة الأولى لمؤتمر جنيف2، الذي كان يفترض أن يؤسس لحل في سورية، تميل الأطراف الدولية إلى إظهار بعض التفاؤل في ما يمكن أن يتم تحقيقه في المستقبل

وفي هذا الإطار، ترى مصادر اوروبية مطلعة أن جنيف2 “بالرغم من أنه لم يحقق أي شيء يذكر، إلا أنه كان عاملاً كافياً للتأكيد على عدم قدرة أي من طرفي النزاع، الحكومة السورية والمعارضة،على تحمل مسؤولية إفشال جهود المجتمع الدولي الراغب في هذا الحل” للأزمة السورية

تؤكد المصادر، التي تابعت جانباً هاماً من المحادثات في جنيف، أن تحديد موعد جولة قادمة في العاشر من الشهر القادم، “أمرا إيجابيا”، واشارت في هذا الصدد إلى أن هذا “يعني أن الأطراف المعنية مباشرة ستعمل على إستخلاص العبر مما حدث خلال الأيام العشرة الماضية”، حسب قولها.

وتأمل المصادر أن تعمد المعارضة السورية والحكومة إلى “تعديل” مواقفهما في المستقبل، منوهة بأن الجميع يعلم أن “الهدف الأساسي هو التوصل إلى هيئة حكم إنتقالي وإنهاء العنف، وبالمجمل تطبيق مقررات جنيف1 لعام 2012”. وأوضحت المصادر الأوروبية أن ما حدث في جنيف2 هو “كسر الحاجز النفس لدى الطرفين المعنيين” بالاحداث في سورية

وعبرت المصادر عن قناعتها أن الأمر سيكون “طويل الأمد وشديد الصعوبة”، مشددة على أن الإتحاد الأوروبي سيكثف من دوره في عمليات مساندة الأطراف المعنية للتوصل إلى حل، على حد وصفها.

وتحفظت المصادر على القول أن هناك خاسراً أو رابحاُ في هذا المؤتمر، مشددة على أن “الجميع حقق بعض التقدم”، وقالت “نرى أن المعارضة ربحت بعض المصداقية بنظر الجميع نظراً لأدائها الجيد نسبياً، كما أن النظام السوري إستفاد من الفرصة ليثبت أنه ليس معزولاً تماماً وأن أشد أعدائه الدوليين يحتاجون إلى سماعه”، وفق رأيها.

وأضافت أن الفصائل المعارضة “المعتدلة” والتي رفضت مؤتمر جنيف، لم تطلق أي تصريح معاد للإئتلاف خلال مدة إنعقاد المؤتمر، كما استشهدت المصادر أخيراً بكلام الأخضر الإبراهيمي الذي عبر عن أمله أن يتم توسيع وفد المعارضة في المرة القادمة، خاصة قوله إن هناك نقاطاً يمكن الإستناد لها من أجل تحقيق تفاهمات تفيد في التوجه إلى حل الصراع السوري

انقطاع المياه عن دمشق وريفها وأنباء عن سيطرة المعارضة على المنابع

روما (31 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

انقطعت المياه الجمعة عن دمشق وريفها بشكل كامل منذ الساعات الأولى للنهار، ولم تُعلن الحكومة السورية عن سبب انقطاعها ووقف تزويد المدينة وريفها، بينما نقل مسؤولون في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية بياناً لكتائب ثورية معارضة تُعلن مسؤوليتها عن قطع المياه نتيجة استهداف المدنيين في وادي بردى الذي يضم منابع مياه الشرب التي تزود دمشق بالماء الضروري

ووفقاً للبيان الذي نقله أعضاء في الائتلاف فإن الكتائب الموجودة في وادي بردى عامة وفي قرية عين الفيجة خاصة أعلنت قطع مياه عين الفيجة عن مدينة دمشق وريفها كاملاً بسبب “تماديات النظام في الآونة الأخيرة على المنطقة من قصف بغير أسباب وقنص للمدنيين والمارة وعدم إدخالهم لمادة المازوت للمنطقة طوال الشتاء علماً بأن منطقتنا هي أبرد المناطق في سورية ونظراً للقصف الممنهج الذي قصفه النظام اليوم على مراكز توزيع المدنيين العزل وفتح نيران رشاشاته ومضاد طيران على قرى عين الفيجة وأشرفية وادي بردى وكفير الزيت وإفرة ودير مقرن، وأدى القصف لاستشهاد بعض أبناء المنطقة وإصابة البعض الآخر” حسب النص

وفي البيان أعلنت الكتائب أنها سلّمت لجان المصالحة المحلية عدة مطالب على أن يتم إرسالها للسلطات السورية لتلبيتها، مهددة بالاستمرار بقطع المياه عن العاصمة وريفها إلى وقت غير محدد

من جهتها نقلت مواقع سورية مقربة من النظام عن مدير عام المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها قوله إن المؤسسة وبعد تلقيها معلومات عن تسلل عدد من المسلحين إلى حرم نبع الفيجة، وخشية قيامهم بتلويث مياه النبع فقد عمدت إلى قطع المياه عن مدينة دمشق تحسباً لحصول أي أضرار على صحة المواطنين، وقال إن المؤسسة أجرت فحوصات وتحاليل وتأكدت من سلامة المياه وتقوم بإعادة المياه إلى الخزانات تمهيداً لعودة المياه إلى المدينة

وتأتي هذه الخطوة فيما يعاني أساساً أهالي دمشق وريفها من الانقطاعات الكبيرة للمياه عن العديد من المناطق لفترات تتجاوز في بعض مناطق الريف الأسابيع، ما يجعل حياة السكان غاية في الصعوبة

الائتلاف السوري يعلن تسليم الإبراهيمي قوائم أولية بثلاثين ألف معتقل بسجون النظام

روما (31 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت عضو وفد ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية المفاوض في مؤتمر جنيف2 ريما فليحان إن وفد الائتلاف سلّم اليوم (الجمعة) رسمياً “قائمة مدققة لـ 30 ألف معتقل ومعتقله في سجون ومعتقلات النظام السوري”، وأشارت إلى أن القائمة غير نهائية ويجري استكمالها تباعاً، على أن يتم تقديم وإرسال بقية الأسماء بعد تدقيقها للمبعوث الأممي وسيط المفاوضات الأخضر الإبراهيمي.

وذكرت أن اللوائح ضمت “توثيق مركز توثيق الانتهاكات والشبكة السورية لحقوق الإنسان والمكتب القانوني بالائتلاف الوطني وناشطين وحقوقيين من مختلف المحافظات” السورية.

إلى ذلك قال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “عدد المعتقلين في أقبية الأفرع الأمنية وسجون النظام تجاوز المائة ألف معتقل منذ انطلاق الثورة السورية”، وأشار إلى وجود “أكثر من 17 ألف مفقود في معتقلات النظام”، وقال إن “هناك ما بين خمسة آلاف و14 ألف ممن فارقوا الحياة وقضوا تحت التعذيب في السجون والأفرع الأمنية” بالبلاد.

ويبلغ عدد المعتقلين “الموثقين بالاسم ومكان الاعتقال وتاريخه وفق مركز توثيق الانتهاكات في سورية 48132 معتقلاً”. وتقول مصادر حقوقية سورية إن عدد المعتقلين الذين تم تحويلهم إلى “محكمة الإرهاب” وهم موقوفون وليسوا معتقلين يبلغ أكثر من 70 ألف سوري، فيما يقدّر الجيش السوري الحر عدد المعتقلين من العسكريين بسبب تخلفهم عن الخدمة أو محاولتهم الانشقاق بعشرات الآلاف

كيري يحث روسيا على الضغط على دمشق بشأن أسلحتها الكيماوية

حث وزير الخارجية الامريكي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف على الضغط على الحكومة السورية للتعجيل بالتخلص من الاسلحة الكيماوية وذلك على هامش مؤتمر ميونخ للامن.

وقال كيري إنه لا مبرر لدى سوريا لتأجيل إرسال ترسانتها من المواد السامة إلى الخارج بموجب اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي فيما شددت موسكو على أن الوفاء بمهلة 30 يونيو/ حزيران للتخلص من المواد الكيماوية لا تزال ممكنة.

وتقول ليز دوسيت موفدة بي بي سي إلى مؤتمر ميونخ للأمن إن الأوضاع الانسانية في سوريا والمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية والبرنامج النووي الايراني تأتي على رأس موضوعات المؤتمر سواء في الجلسات المفتوحة أو المغلقة وخاصة مع حضور اللاعبين الرئيسيين في إشارة إلى روسيا والولايات المتحدة.

من جانبه، قال المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي في ميونخ إن جلوس الطرفين السوريين على مائدة المفاوضات مؤشر جيد رغم عدم تحقيق تقدم.

وأعرب عن أمله في مشاركة الطرفين في الجولة الثانية من المفاوضات التي قال وفد المعارضة إنه سيعود إليها في العاشر من فبراير/ شباط بينما أبلغ وفد الحكومة السورية بأنه في حاجة للتشاور مع دمشق قبل تأكيد عودته.

“افتقاد الجدية”

كانت الحكومة والمعارضة السوريتان تبادلتا الاتهامات في أعقاب انتهاء المؤتمر الذي استمر اسبوعا دون تحقيق تقدم يذكر.

وعقد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، مؤتمرا صحفيا بحضور بعض أعضاء الوفد المفاوض السوري قال فيه إن الطرف الآخر (المعارضة) “يفتقد إلى النضج والجدية”.

وقال رئيس الاتئلاف الوطني السوري، أحمد الجربا، إن الحكومة السورية ذهبت إلى سويسرا بـ “ضغط روسي” وأنه لا نية لديها لتنفيذ ما جاء في جنيف 1 في اشارة لنقل السلطة.

وقال وسيط الأمم المتحدة في مؤتمر جنيف2 الأخضر الإبراهيمي من جهته إن الجولة الأولى من المحادثات بين الطرفين لم تحرز تقدما يذكر لكنه أضاف أن هناك أرضية مشتركة يمكن البناء عليها.

ومضى الإبراهيمي للقول إن الأمل يحدوه بتحقيق تقدم في الجولة الثانية التي من المقرر أن تعقد في غضون عشرة أيام.

إحباط

ودعا المدير التنفيذي لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” كينيث روث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تبني فتح الحدود السورية للمساعدات تزامنا مع افتتاحه دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها مدينة سوتشي الروسية.

ومن جهة أخرى، قالت فاليري أموس مسؤولة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إنها تشعر بالإحباط لأن الطرفين فشلا في التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية بهدف إتاحة الفرصة لوصول المساعدات إلى السكان المحتاجين في المناطق المنكوبة.

وأضافت أموس أن الناس يموتون بشكل لا داعي له بالرغم من استمرار المفاوضات.

ومضت أموس للقول إن أكثر من ثلاثة ملايين شخص لا يزالون عالقين في المناطق التي تشهد قتالا عنيفا بين الطرفين أو تلك التي تخضع للحصار بما في ذلك المدينة القديمة من حمص.

وقال ناشطون إن نحو ألفي شخص قتلوا منذ بدء مؤتمر جنيف2.

المزيد من بي بي سي

BBC © 2014

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى