أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 5 آب 2012


حلب تشتعل وخطف «زوار» إيرانيين في دمشق

دمشق، طهران – أ ف ب

تعرضت مدينة حلب امس لأعنف المواجهات منذ بدء هجوم قوات النظام السوري عليها في 28 تموز (يوليو) الماضي، واستخدم النظام في قصف احياء المدينة الطيران الحربي وسلاح المدفعية، وذلك على رغم القرار الذي صوتت عليه الجمعية العامة للامم المتحدة اول من امس بأكثرية كبيرة والذي دان مواصلة استخدام النظام السوري اسلحته الثقيلة ضد المدنيين. وأكد مصدر عسكري سوري ان قوات النظام استطاعت امس «تطهير» حي التضامن في العاصمة وباتت تسيطر على كل احياء دمشق.

لكن مصادر في المعارضة السورية قالت «ان اطلاق نار سُمع ليل أمس في عدد من «المناطق الحساسة» في العاصمة وبينها احياء غير بعيدة عن القصر الجمهوري.

في الوقت نفسه اختطف امس 48 زائراً ايرانياً كانوا في حافلة على طريق مطار دمشق اثناء عودتهم من زيارة مزار شيعي. وقال القنصل الايراني عبد المجيد كانجو ان «جماعات مسلحة» خطفت الزوار الايرانيين بينما كانوا في حافلة متجهين الى المطار. وأضاف انه «ليست هناك معلومات عن مصير الزوار. وتحاول السفارة الايرانية والمسؤولون السوريون تتبع أثر الفاعلين».

ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن مسؤول في السفارة الايرانية في دمشق ان السفارة تعلم مكان المخطوفين وتتابع السعي عبر «القنوات ذات الصلة» للإفراج عنهم.

وكان عشرات الزوار والمهندسين الايرانيين تعرضوا للخطف في كانون الاول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) الماضيين وأفرج عن معظمهم بعد شهور.

وفي بيروت عاش أهالي المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سورية يوماً عصيباً أمس، مع ورود أنباء متضاربة عن مصير المخطوفين في ضوء أنباء ترددت ولم يتم التأكد منها عن قصف تعرض له مكان احتجازهم أو انشقاق بين الخاطفين أنفسهم.

وكانت محطات تلفزيونية لبنانية أوردت أخباراً عاجلة تارة عن «حصول انشقاق داخل المجموعة الخاطفة للّبنانيين وفرار اثنين من المخطوفين بعد هجوم حصل على مكان احتجازهم»، وتارة أخرى عن «مجموعة من المخطوفين اللبنانيين فرّت إثر قصف طاول موقع احتجازهم، وان المجموعة الخاطفة انتقلت الى مكان آخر ومعها المجموعة الأخرى من المخطوفين اللبنانيين».

وذكر أحد أقرباء المخطوفين لمحطة «أل بي سي» اللبنانية «أن مصدراً من الخاطفين أبلغه أن قائد مجموعة الخطف «أبو إبراهيم» الذي كان وعد بتحرير اثنين منهم، عاد وتراجع عن ذلك نتيجة تجاذبات بين كل من قطر وتركيا، إذ لا تمانع الأولى أن يتم تحرير اثنين منهم، فيما الثانية تريد أن يتم تحرير الـ11 دفعة واحدة».

وقالت معلومات أخرى «أن الهجوم على موقع «أبو إبراهيم» تمّ إما من قبل مجموعة تابعة لـ «أبو جمعة» لكي تضع المخطوفين تحت حراستها، أو من «الجيش السوري الحر»، وان «أبو إبراهيم» أصيب في الهجوم» ونفت «مجموعة أبو جمعة المنشقة عن «أبو إبراهيم» قيامها بالعملية، فيما أكدت الجهة الأخرى قيام أبو جمعة بالأمر».

ودفعت الأنباء عن تعرض المخطوفين الى شيء أمني ما، رئيس لجنة المتابعة الشيخ عباس زغيب الى إبداء خشيته «من تكرار سيناريو سابق»، واصفاً «ما يحصل بعمل استخباراتي وراءه دول وليس مجموعات مسلحة كما كان يعتقد»، وقال انه «لم يتم التأكد من صحة المعلومات التي تحدثت عن فرار عدد من المخطوفين»، وأعلن انه أجرى اتصالات بهذا الشأن مع عدد من المسؤولين ومن بينهم المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم الذي وعد بمتابعة المستجدات.

وفيما تابعت محطات التلفزة اتصالاتها مع أهالي المخطوفين قالت إحداها عصر أمس إن أبو إبراهيم أكد للأهالي في اتصال معهم أن اللبنانيين الـ11 ما زالوا في عهدته. وكان أبو إبراهيم ظهر سابقاً وتحدث الى وسائل إعلام وسمح للمحتجزين بالتحدث الى محطات تلفزة.

وإزاء البلبلة التي سببتها هذه الأنباء أجرى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اتصالاً بوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو للاستفسار منه عن المستجدات».

وفي دمشق قال مسؤول امني سوري رفيع لوكالة «فرانس برس» امس ان «معركة حلب لم تبدأ بعد» و «ما يجري حالياً ليس الا المقبلات» وأضاف «الطبق الرئيسي سيأتي لاحقاً». وأوضح ان التعزيزات العسكرية ما زالت تصل مؤكداً وجود 20 الف جندي على الاقل على الارض. وذكر ان الطرف الآخر كذلك يرسل تعزيزات» في اشارة الى المعارضين المسلحين.

وقالت مصادر سورية معارضة ان سلاحي الطيران والمدفعية استخدما في قصف حي الشعار وحي ساخور في شرق حلب وصلاح الدين في غربها حيث يحتدم القتال. وذكر العقيد عبد الجبار العكيدي مسؤول القيادة العسكرية في «الجيش السوري الحر» في حلب ان عمليات القصف هي الاعنف لحي صلاح الدين منذ بداية المعركة، لكنه اكد «ان جيش بشار لم يتمكن من التقدم».

وفي دمشق اكد مصدر عسكري امس ان القوات النظامية باتت تسيطر في شكل كامل على احياء العاصمة بعد «تطهير» حي التضامن، ووصف الوضع في دمشق بأنه «ممتاز ومستقر». وأضاف: «طهرنا جميع احياء دمشق من الميدان الى بساتين الرازي في المزة والحجر الاسود والقدم والسبينة ودف الشوك ويلدا وببيلا والتضامن».

وزار عدد من الاعلاميين حي التضامن الذي بدت عليه اثار الدمار في عدد من المحال التجارية والمنازل إضافة الى اضرار كبيرة لحقت بالبنى التحتية اذ بدت اسلاك الكهرباء متدلية ومقطعة. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قد ذكر ان اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من المعارضة وقوات النظام في حي التضامن.

وهاجم مقاتلو المعارضة ليل الجمعة السبت مبنى الاذاعة والتلفزيون في حلب ووضعوا متفجرات حوله واستطاعوا دخول المبنى في الليل قبل ان يستخدم الجيش سلاح الطيران لقصفهم مما اضطرهم الى الانسحاب. وشهدت احياء الحمدانية والسكري وصلاح الدين مواجهات عنيفة امس وقال النظام انه تمكن من قتل عشرات المقاتيلن واستسلم آخرون.

وقال المرصد السوري ان شهر تموز (يوليو) كان «الأكثر دموية» في سورية منذ بداية الاحتجاجات في منتصف آذار (مارس) 2011. فقد قتل في الشهر الماضي 4239 شخصاً بينهم 3001 مدني إضافة الى 1133 جندي و105 منشقين.

وحذر وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي امس من ان المنطقة «ستشهد أزمة كبرى اذا دخلت قوات اجنبية موجودة حالياً سراً في سورية على الساحة وتدخلت عسكرياً». وأضاف ان «الخاسرين في هذه الازمة سيكونون الغربيين والدول المؤيدة للصهيونية». وقال ان تسليح المعارضين السوريين ستكون له «عواقب وخيمة في المنطقة». وأكد الوزير الايراني ان بلاده «ليست لديها قوات مسلحة في سورية والحكومة السورية لم تقدم طلباً كهذا». وتابع ان «سورية لديها جيش قوي ودعم شعبي. والسوريون قادرون على التعامل مع المغامرات التي بدأها اجانب على أراضيهم».

واعرب رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا عن شكره للمملكة العربية السعودية، على مواقفها تجاه الشعب السوري، ومــن ذلك الحملة الوطنية لنصرة الأشــقاء في سورية.

وقال في مؤتمر صحافي عقده في عاصمة إقليم كردستان العراق (أربيل): «نحن نتوجه بجزيل الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الرجل النبيل الذي عودنا على المواقف النبيلة، حينما أطلق الحملة الوطنية لمساندة الشعب السوري، وهناك 43 شاحنة في طريقها إلى أهلنا في المخيمات»، وأضاف أن القرار الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة حول سورية يؤكد أن النظام السوري فقد شرعيته وأن المجتمع الدولي لم يعد يؤمن بتلك الشرعية.

اختطاف 48 من الزوار الايرانيين في دمشق

ا ف ب

تم اختطاف 48 من الزوار الايرانيين كانوا في حافلة في العاصمة السورية السبت على ما صرح قنصل السفارة الايرانية في دمشق للتلفزيون الايراني.

وقال عبد المجيد كانجو للتلفزيون الرسمي الذي نقل المعلومات عبر موقعه على الانترنت “خطفت جماعات مسلحة 48 من الزوار الايرانيين كانوا متجهين الى المطار”. وتابع “ليست هناك معلومات عن مصير الزوار. وتحاول السفارة والمسؤولون السوريون تتبع الفاعلين”.

حلب تحت وابل عنيف من القصف

والجيش يهدّد: “الطبق الرئيسي” سيأتي لاحقاً

 القوات النظامية تسيطر على دمشق بعد “تطهير” حي التضامن

حمد بن جاسم: مهمة أي مبعوث يخلف أنان العمل على انتقال السلطة

لم يلجم قرار الادانة الذي اتخذته الجمعية العمومية للامم المتحدة بغالبية ساحقة مساء الجمعة الحكومة السورية ولم يمنعها من مواصلة حملتها العسكرية الشرسة ضد السكان، فقد شهدت مدينة حلب امس مواجهات هي الاعنف منذ 28 تموز، تاريخ بدء الهجوم على المدينة. وشارك سلاحا الطيران والمدفعية الثقيلة في قصف العاصمة الاقتصادية للبلاد، وخصوصا احياء الشعار وساخور في شرق المدينة وصلاح الدين في غربها حيث يحتدم القتال.

وصرح مسؤول امني سوري رفيع بأن معركة حلب لم تبدأ بعد وان القصف الجاري ليس الا تمهيدا. وقال ان “معركة حلب لم تبدأ، وما يجري حاليا ليس الا المقبّلات”. واضاف “الطبق الرئيسي سيأتي لاحقا”.

 ولم يقتصر هجوم الجيش على هذه المدينة فحسب، اذ اكد مصدر عسكري ان القوات السورية النظامية باتت تسيطر في شكل كامل على احياء دمشق بعد “تطهير” حي التضامن.

 وقالت الناشطة السورية المعارضة لينا الشامي ان “الجيش السوري الحر انسحب من التضامن لكن عناصره موجودون في كل انحاء العاصمة حيث يشنون هجمات محددة الاهداف ثم يتوارون”. واضافت ان “الجيش السوري الحر لا يستطيع ولا يريد السيطرة على احياء في دمشق”.

حمد بن جاسم

وبعد استقالة المبعوث الدولي والعربي المشترك الى سوريا كوفي أنان من منصبه، شدد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل خليفة على ان مهمة اي مبعوث دولي جديد في سوريا يخلف أنان يجب ان تكون العمل على انتقال السلطة، لان خطة انان لتسوية النزاع “اخفقت”. وكرر ان “التفويض الوحيد المقبول هو العمل على انتقال سلمي للسلطة في سوريا”.

الى ذلك، رفضت الصين الانتقادات التي وجهت الى موقفها من سوريا، واتهمت عددا من الدول بنسف خيار الحل السياسي للنزاع غداة اقرار الجمعية العمومية للامم المتحدة قرارا ينتقد عجز مجلس الامن.

النظام يواصل قصف صلاح الدين واستمرار الاشتباكات في حلب

فيما أعلنت  الهيئة العامة للثورة السورية أن 139 شخصًا قتلوا في أنحاء سوريا يوم السبت، انشق اللواء محمد فارس أول رائد فضاء سوري، حيث أعلن من مقر الجيش الحر بحلب وقوفه بجانب الثورة.

دمشق: تقوم القوات النظامية السورية الاحد بقصف حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون في حلب شمال البلاد، في حين تتواصل المعارك في احياء اخرى من المدينة التي يسعى الطرفان للسيطرة عليها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد المرصد في بيان ان حي صلاح الدين “يتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في الحي”. واشار الى “اشتباكات في احياء الحمدانية السكري والانصاري”.

وذكر المرصد ان اشتباكات حلب اليوم الأحد أدت إلى مقتل مقاتلين معارضين اثنين في حي جمعية الزهراء حيث مقر المخابرات الجوية. واعلن المرصد فجرًا عن “سقوط قذائف عدة على حيي الحيدرية ومساكن هنانو”، مضيفا ان “اشتباكات دارت في حي الميرديان قرب ادارة الهجرة والجوازات”.

ولفت المرصد الى “خروج تظاهرات فجرا في احياء الميسر والشعار وجمعية الزهراء” بالاضافة الى تظاهرات مساء امس السبت في حلب الجديدة ومساكن هنانو والحيدرية والهلك نادت باسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري بشار الاسد.

وفي محافظة اللاذقية (غرب)، لفت المرصد الى اصابة “خمسة من قادة الكتائب الثائرة المقاتلة بجراح اثر قصف تعرض له مبنى في جبل الاكراد فجر الاحد”. وفي ريف حمص (وسط)، تتعرض مدينة القصير “لقصف عنيف من قبل القوات النظامية” بحسب المرصد الذي لفت الى مقتل شاب من من قرية آبل برصاص حاجز عسكري على طريق حمص دمشق”.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، تعرضت بلدات وقرى حنتوتين وكفر سجنة والركايا ومدايا ومعر دبسة واسقاط ل “قصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية فجر اليوم” ما اسفر عن مقتل مدني في بلدة كفرسجنة.

واشار الى تعرض مدينة اريحا للقصف ما ادى الى مقتل مدنيين اثنين واصابة العشرات بجراح في حصيلة اولية. وذكر المرصد ان مدينة معرة النعمان تعرضت لقصف عشوائي، بينما خرجت تظاهرات مساء امس السبت في مدن وقرى وبلدات في المحافظة نادت باسقاط النظام.

وفي مسلسل الانشقاقات انشق اللواء محمد فارس أول رائد فضاء سوري، حيث أعلن من مقر الجيش الحر بحلب وقوفه بجانب الثورة. وقال فارس أنه حاول الانشقاق ثلاث مرات من قبل ولكن لم يحالفه النجاح. وعبر فارس بعد ذلك الحدود إلى تركيا. وكان فارس أول سوري صعد إلى الفضاء عام 1987 على متن مكوك فضاء سوفيتي.

وأكد مصدر عسكري أمس السبت أن القوات السورية النظامية باتت تسيطر في شكل كامل على أحياء دمشق بعد “تطهير” حي التضامن، فيما استمرت المواجهات العنيفة في مدينة حلب بشمال سوريا. ويأتي ذلك غداة تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة على قرار يدين عجز مجلس الامن الدولي عن وقف النزاع السوري.

وقال المصدر العسكري متحدثا الى الصحافيين اثر انتهاء العمليات العسكرية في حي التضامن “لقد طهرنا جميع احياء دمشق من الميدان الى بساتين الرازي في المزة والحجر الاسود والقدم والسبينة ودف الشوك ويلدا وببيلا والتضامن”. واضاف “ان الوضع في دمشق ممتاز ومستقر”.

واوضح المصدر ان “لا وجود للمسلحين الا في حالات فردية يتنقلون الى اماكن مختلفة لاثبات الوجود، وغدا ستسمعون انهم انسحبوا انسحابا تكتيكيا للتغطية على هزيمتهم امام اسود الجيش العربي السوري”.

وبحسب المصدر فان العمليات في حي التضامن بدأت صباح الجمعة وانتهت السبت عند الساعة 14:00 (11:00 ت غ).  وزار عدد من الاعلاميين حي التضامن الذي بدت عليه اثار الدمار في عدد من المحال التجارية والمنازل بالاضافة الى اضرار كبيرة لحقت بالبنى التحتية اذ بدت اسلاك الكهرباء متدلية ومقطعة.

وقالت الناشطة السورية المعارضة لينا الشامي لوكالة الأنباء الفرنسية إن “الجيش السوري الحر انسحب من التضامن لكن عناصره موجودون في كل انحاء العاصمة حيث يشنون هجمات محددة الاهداف ثم يتوارون”. واضافت ان “الجيش السوري الحر لا يستطيع ولا يريد السيطرة على احياء في دمشق”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان اورد في وقت سابق في بيان ان “اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية” في حي التضامن الذي “يتعرض لقصف هو الاعنف” نقلا عن ناشطين في الحي.

من جانبها، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان القوات السورية لاحقت “فلول الارهابيين المرتزقة في حي التضامن واشتبكت معهم وأوقعت في صفوفهم خسائر فادحة”. واسفرت العملية عن مقتل واصابة عدد من “الارهابيين والقاء القبض على عدد اخر اضافة الى مصادرة أسلحة وذخيرة متنوعة وأدوية وتجهيزات طبية مسروقة”، وفق الوكالة.

وفي حلب، قالت مصادر سورية معارضة ان سلاحي الطيران والمدفعية قصفا السبت قطاعات تسيطر عليها المعارضة المسلحة وخصوصا حي الشعار وحي ساخور في شرق المدينة وصلاح الدين في غربها حيث يحتدم القتال.

وذكر العقيد عبد الجبار العكيدي مسؤول القيادة العسكرية في “الجيش السوري الحر” المكون من منشقين ومدنيين مسلحين “انها عمليات القصف الاعنف لحي صلاح الدين منذ بداية المعركة لكن جيش (الرئيس) بشار (الاسد) لم يتمكن من التقدم”.

وقال في اتصال هاتفي معه “انهم يقصفون بالطيران والمدفعية”. وعلاوة على ذلك فقد استهدف القصف حي هانون (شرق) والحمدانية (غرب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. من جهته، صرح مسؤول امني سوري رفيع لوكالة فرانس برس السبت ان معركة حلب لم تبدأ بعد وان القصف الجاري ليس الا تمهيدا. واوضح المسؤول ان التعزيزات العسكرية ما زالت تصل مؤكدا وجود 20 الف جندي على الاقل على الارض. وقال “الطرف الاخر كذلك يرسل تعزيزات” في اشارة الى المعارضين المسلحين.

ميدانيا، تم خطف 48 من الزوار الايرانيين كانوا في حافلة في العاصمة السورية السبت على ما صرح قنصل السفارة الايرانية في دمشق للتلفزيون الايراني. وقال القنصل الايراني عبد المجيد كانجو للتلفزيون الرسمي الذي نقل المعلومات عبر موقعه على الانترنت “ليست هناك معلومات عن مصير الزوار. وتحاول السفارة والمسؤولون السوريون تتبع أثر الفاعلين”. واكدت وكالة الانباء السورية (سانا) خطف الزوار واتهمت “مجموعة ارهابية مسلحة” بتنفيذ الخطف.

إيران تطلب مساعدة تركيا وقطر للإفراج عن “زوارها” المخطوفين

أ. ف. ب.

طلبت إيران من تركيا وقطر اللتين تدعمان حركات المعارضة السورية، التدخل للافراج عن 48 من زوارها خطفوا في سوريا، فيما عرضت “العربية” شريطًا مصورًا يظهر الإيرانيين المختطفين في سوريا.

طهران: أفادت القناة العامة للتلفزيون الرسمي الإيراني اليوم الاحد ان “وزير الخارجية علي اكبر صالحي طلب خلال محادثات هاتفية مع (نظيره التركي) احمد داود اوغلو تدخل تركيا فورا للافراج عن زوار إيرانيين اخذوا رهينة في سوريا”. واضاف المصدر ان داود اوغلو “وعد بالنظر في المسالة وبذل جهود كما جرى بالنسبة للحالات السابقة” والافراج عن زوار إيرانيين.

كما اتصل صالحي ايضا مساء السبت بوزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جابر ال ثاني طالبا مساعدة قطر. واعلن القنصل الإيراني في دمشق مجيد كامجو للقناة العامة الإيرانية ان “مجموعات ارهابية خطفت 48 من الزوار الإيرانيين كانوا متجهين (في حافلة) الى المطار”.

وخطفت مجموعات مسلحة في سوريا خلال الاشهر الاخيرة 32 إيرانيا بينهم 22 زائرا وسبعة مهندسين وثلاثة سائقين شاحنات وافرج عن 27 منهم بمساعدة تركيا في معظم الحالات. وتدعم تركيا وقطر المعارضة السورية المسلحة وتاويان قادة المجموعات المسلحة السورية.

وقبل اندلاع النزاع كان حوالى 700 الف زائر يتوجهون سنويا الى سوريا لزيارة قبر السيدة زينب ابنة الامام علي، وهي من ابرز العتبات المقدسة في دمشق لكن عددهم تراجع كثيرا حسب وكالة ايرنا الرسمية.

وتعتبر إيران من اكبر حلفاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي تشهد بلاده منذ اذار/مارس 2011 انتفاضة شعبية تحولت الى نزاع عسكري على مر الشهور. وتصف السلطات السورية المعارضين بانهم “عصابات ارهابية مسلحة”.

هذا وعرضت قناة العربية الاحد شريطا مصورا يظهر الإيرانيين المختطفين في سوريا في قبضة الجيش السوري الحر الذي اكد ان الرهائن “شبيحة” وبينهم ضباط في الحرس الثوري الإيراني. ويظهر المختطفون في الشريط محاطين بمسلحين من الجيش السوري الحر وخلفهم علم الاستقلال الذي يعتمده معارضو النظام السوري.

وقال احد ضباط الجيش الحر في الشريط ان “كتيبة” من القوات المنشقة “قامت بالقبض على 48 من شبيحة إيران” كانوا في مهمة “استطلاع ميدانية” في دمشق. واضاف “اثناء التحقيق معهم تبين وجود ضباط إيرانيين عاملين في الحرس الثوري الإيراني”.

وطلب الضابط من احد المحتجزين اظهار وثائق بحوزته تظهر ما قال انها بطاقات تدل الى انتمائه للحرس الثوري. واكدت طهران امس ان الإيرانيين “زوار” خطفوا بينما كانوا في طريقهم الى مطار دمشق. وافادت القناة العامة للتلفزيون الرسمي الإيراني اليوم الاحد ان إيران طلبت من تركيا وقطر اللتين تدعمان المعارضة المسلحة السورية، التدخل للافراج عن الزوار.

واكدت وكالة الانباء السورية (سانا) اختطاف الزوار موضحة ان “مجموعة ارهابية مسلحة استولت السبت على باص ينقل زوارا إيرانيين في محافظة دمشق”، واكدت ان السلطات المختصة تتحرك للسيطرة على الوضع. وياتي مئات آلاف الإيرانيين سوريا سنويا لزيارة ضريح السيدة زينب ابنة الامام علي بن اب طالب الذي يعد من اهم مزارات الشيعة في دمشق.

وإيران هي من اهم حلفاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي تشهد بلاده منذ اذار/مارس 2011 انتفاضة شعبية اتخذت طابعا عسكريا بمرور الوقت. وتصف السلطات السورية التي لا تعترف باتساع الانتفاضة المعارضين بانهم “عصابات ارهابية مسلحة”. في كانون الاول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير خطف عشرات الزوار والمهندسين الإيرانيين وافرج عن معظمهم بعد اشهر.

مهمة “أنان” في الميزان بعد رفع يده عن ملف الأزمة السورية

أشرف أبو جلالة

توقعات حول مستقبل الأزمة بعد فشل مهمة أنان في سوريا

تكثر الأحاديث حول الاحتمالات التي يمكن أن تطرأ على سوريا بعد إقرار المبعوث الأممي والعربي، بفشل مهمته في حل ملف الزمة السورية، وجاء من بينها توقعات بسفك مزيد من الدماء، وحمل أنان مسؤولية فشله الجميع باستثناء نفسه، حيث ألقى باللوم على جيران سوريا وعلى مجلس الأمن وبالطبع على الرئيس بشار الأسد.

القاهرة : بعد أن أقر المبعوث الأممي والعربي، كوفي أنان، أخيرا بفشل مهمته في سوريا، وفي ظل عدم قدرة المجتمع الدولي على الاتفاق على أي جهود أخرى لوقف القتل في سوريا، فلا تبدو أن هناك احتمالات لحدوث أي شيء هناك، باستثناء سفك مزيد من الدماء وتزايد التشرذم العرقي وعدم وضوح كافة الفروق المعنوية بين الجانبين، في الوقت الذي يقوم فيه الثوار، بعد أن انضم إليهم جهاديون أجانب ومحليون، بارتكاب فظاعات، مثل حملة الإعدامات الأخيرة التي تمت في مدينة حلب.

ومع احتدام الأزمة السورية، بدأت تطرح تساؤلات حول هوية الجهة التي تتحمل مسؤولية ذلك الإخفاق. وفي افتتاحيته بصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، حمّل أنان الجميع المسؤولية باستثناء نفسه، حيث ألقى باللوم على جيران سوريا وعلى مجلس الأمن وبالطبع على الرئيس بشار الأسد. فيما أشارت مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى أن أنان كان من الممكن أن يتصرف هو الآخر بشكل مختلف، بحشده الدعم على سبيل المثال لمهمته مع الناتو قبل أن يقدم نفسه باعتباره محاور في دمشق.

وأعقبت المجلة بقولها إن إخفاق أنان في هذا الملف سيشكل لطخة دائمة في سجل عمله الخاص، مشيرةً إلى أن القيام بعمل دبلوماسي على صعيد وساطة السلام دون التهديد بتداعيات قوية، سواء في البلقان أو السودان أو سوريا، يعتبر جهداً غير مجدٍ.

وأكدت المجلة، كما نوهت من قبل، أن هناك نوع من أنواع الالتقاء السعيد بين رغبة أنان في تجربة شيء قد يجعله يبدو ساذجاً، ورغبة العالم في دفعه لتجربة ذلك الشيء لأنه لا يمتلك أي شيء أكثر فعالية يبدو أنه مستعد للقيام به على هذا الصعيد.

وعن مدى ارتباط إدارة الرئيس باراك أوباما بذلك الإخفاق، قالت المجلة إن البيت الأبيض لطالما رفض القيام بأي شيء يعتقد صقور الحرب أنه سيرجح كفة الميزان، سواء عن طريق شن هجوم جوي مماثل لما حدث في ليبيا، أو تكوين “ملاذات آمنة” بطول الحدود، أو تسليح الثوار. وقد رفض أوباما القيام بأي من تلك الأمور، بالاتساق مع رفض أبرز مؤيدي التدخل في ليبيا بالبيت الأبيض بمن فيهم سوزان رايس، مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، حيث أبدوا معارضتهم القيام بأي تدابير مماثلة في سوريا لأسباب عملية وليس لأسباب سياسية وبالتأكيد أخلاقية.ذ

ومضت المجلة تشير إلى أن البيت الأبيض سبق له أن دعم مهمة أنان على أمل أن تنجح تركيبة الدبلوماسية والقوة المتنامية للمعارضة في إقناع روسيا بإنهاء دعمها الساخر لنظام الأسد. ورغم أن تلك المهمة كانت شاقة، إلا أنها لم تكن سخيفة، وذلك بالنظر إلى الخيارات البديلة التي تتحدث عن تدخل عسكري أو لا شيء آخر.

وقد تبين أن ليبيا تمثل حالة اختبار سيئة للغاية على قدرة العالم على الرد على تهديد الفظائع الجماعية. واتضح أيضاً في غضون ذلك أن الإخفاق يتمثل بالتالي في طبيعة الأشياء وفي الطبيعة المأساوية لفن الحكم وفي حدود القوى الخارجية لوقف الشرور.

ومن الجدير ذكره أن المركز العالمي لمسؤولية الحماية أو كثير من جماعات حقوق الإنسان الأخرى لم يطالبوا بتدخل عسكري في سوريا. ثم مضت المجلة تشير إلى أن الأمور تسير الآن ضد الأسد، بعد أن بدأ يفقد سيطرته على مدن ومناطق بأكملها، وتكهنت بأن يواصل القتال، ويزيد عدد القتلى، إلى أن يموت أو يرحل عن السلطة.

وفي المقال الذي نشر له بفاينانشيال تايمز، أوضح أنان أنه يتعين على الولايات المتحدة وقوى أخرى أن يقنعوا المعارضة، وهو ما لم يفعلوه حتى الآن، بالانخراط في عملية سياسية شاملة تماماً تضم مجتمعات محلية ومؤسسات ترتبط حالياً بالحكومة.

الصحافيون المستقلون في سوريا… بين الحماس والاحباط

أ. ف. ب.

يبدو واضحا أنّ الدافع الأساسي للصحافيين الذين توجهوا الى سوريا لتغطية أخبار المواجهات هو حماسهم للمهنة. لكن هذا الشعور يرافقه احيانا احساس بالاحباط، وان كان لدت الجميع انطباع بانهم يؤدون دورا لا يستهان به في ظروف صعبة للغاية.

البويضة: يسلط رفض النظام السوري السماح لوسائل الاعلام بتغطية النزاع الجاري على اراضيها منذ قرابة عام ونصف العام، الضوء على عمل الصحافيين المستقلين الذين يتحدون المخاطر والمحظورات لتادية عملهم.

وقالت الاسبانية مايتي كاراسكو وهي واحدة من عشرات الصحافيين المحترفين العاملين في مجال النص او الصورة او الفيديو الذين اختاروا الدخول بسرية الى البلاد لنقل اخبار المعارضة المسلحة “نحن نقوم بعمل يكاد ينقرض وهو اعلام الحرب”.

ويقول غالبية هؤلاء الصحافيين ان دافعهم هو حماسهم للمهنة. لكن هذا الشعور يرافقه احيانا احساس بالاحباط، وان كان لدت الجميع انطباع بانهم يؤدون دورا لا يستهان به في ظروف صعبة للغاية.

واوضحت الارجنتينية كارن مارون التي قامت في العام 2000 بتغطية الانتفاضة الفلسطينية الثانية ان “الصحافي المستقل عليه ان يدرك انه يتحمل عبء كل نفقاته وان ليس لديه تغطية طبية وانه لا ينتسب الى اي وسيلة اعلامية كبرى. الصحافي المستقل بمفرده لكنه خياره”.

في المقابل، النزاع في سوريا هو الاول الذي يقوم بتغطيته المصور الايطالي جوليو بيشيتللي. وقال “العام الماضي لم اتمكن من الذهاب الى ليبيا وامل ان تكون هذه نقطة انطلاق لمسيرتي المهنية”.

يواجه الصحافيون المستقلون في سوريا ضغوطا وعوائق عديدة اثناء تغطيتهم لمسار الثورة ضدّ الاسد

واضاف “بما ان الوكالات الكبرى لا يمكنها نشر العدد الذي تريده من الصحافيين، فان ذلك سيتيح لي بيع انتاجي”.

الا ان صحافيين اخرين اكثر تمرسا يخففون من هذا الحماس، اذ يقر مصور الفيديو الاسباني روبرتو فرايلي “تشعر رغم كل شيء بانك تتعرض للاستغلال”.

وتشاطره مايتي كاراسكو الراي وتقول “نحن معرضون جدا. وكثيرون ليس لديهم حتى سترات واقية من الرصاص او خوذات. وقلة لديهم هواتف بالاقمار الاصطناعية هذا دون ان نتطرق الى السيولة التي تشكل نقصا كبيرا بشكل عام”.

ولا يخفي المصور الاسباني البرتو بريتو احباطه ويقول “لا اشعر ان وسائل الاعلام التي اتعامل معها تقدر قيمتي واحيانا لا ترد على رسائلي الالكترونية او ترفض صورا او تدفع ثمنا زهيدا في حال قررت شراءها”.

وبيشيتللي مدرك لذلك لكنه يريد ان يظل ايجابيا ويقول “احب هذه المهنة واعتقد ان ما نقوم به مهم جدا”.

اما ديفيد ميسينغر فلا يشتكي ويكتفي بالقول “بالنظر الى الوضع، فان وسائل الاعلام تقوم بجهد مالي وكل ما اتلقاه عن كل خبر مستقل اكثر مما يدفعونه عادة”.

وبالنسبة الى كارن مارون الجدل محسوم منذ زمن “من وجهة نظر انسانية، انه عمل صعب احيانا، فالصحافي المستقل يقوم بعمل استثنائي وهو يعرف من خلال نوعية عمله، الا انه يتم التخلي عنه لاحقا دونما تفسير او اعتبار. لكننا نعلم انه لا يوجد اي التزام خطي ينص على انه يحق لك بعد ان تؤمن تغطية ناجحة ان تحصل على عقد قانوني”.

اما جون روبرتس مصور الفيديو البريطاني فلا يطرح السؤال على نفسه اصلا ويقول “علي ان اكسب رزقي كاي شخص يزاول اي مهنة وهذا هو العمل ونمط الحياة اللذين اخترتهما”.

واذا كانت المشاعر تتفاوت بحسب المحاورين من المبتدئ بيشيتللي الى المصور الاسباني المخضرم ريكاردو غارسيا فيلانوفا فان الجميع مدرك بانهم لن ينالوا الشهرة او المال في نهاية المطاف.

وقال بيشيتللي “لا اعتقد ان عملي سيجعلي مشهورا او ثريا. اريد فقط ان اكسب منه رزقي وان اؤدي عملا صحافيا جيدا”.

وختم ريكاردو بالقول “لا احد يكسب المال او التقدير او الشهرة في هذا النوع من العمل. انه شغفنا ولو انه قد لا يحقق لنا ما نتطلع اليه”.

الوطني السوري يتهم النظام بقصف المباني الحكومية والأثرية في حلب

أ. ف. ب.

بيروت: اتهم المجلس الوطني السوري المعارض الاحد القوات النظامية السورية بقصف المباني الحكومية وبعضها ذات قيمة تاريخية واثرية في مدينة حلب شمال البلاد، معتبرا ان ما تقوم به هذه القوات يشبه “تصرف المحتلين والغزاة”.

واعلن المجلس، احد اكبر فصائل المعارضة السورية في الخارج، في بيان ان “عصابات النظام السوري بدات باستهداف المؤسسات والمباني الحكومية التي بنيت بعرق ودم السوريين”، مشيرا الى ان بعض هذه المباني “يحمل قيمة تاريخية واثرية مثل مبنى مديرية الأوقاف”.

واتهم المجلس النظام بالتصرف “كما يتصرف المحتلون الغزاة” بعد “فشله في اخضاع مدينة حلب العاصمة الاقتصادية والسكانية السورية”. ووصف النظام السوري ب”النظام المجرم الذي لم يتردد في قصف هذه المؤسسات كالمبنى التاريخي للاذاعة والتلفزيون في مدينة حلب بالطائرات المقاتلة”.ولفت الى ان قصف هذا المبنى “اضطر الثوار للابتعاد عنه احتراما لتعهد الثورة بحماية ممتلكات الشعب السوري وتراثه الحضاري والتاريخي”. وكان معارضون مسلحون هاجموا ليل الجمعة السبت مبنى الاذاعة والتلفزيون في مدينة حلب ووضعوا متفجرات من حوله قبل ان يقصفهم طيران القوات النظامية وينسحبوا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتشهد حلب منذ 28 تموز/يوليو خصوصا معارك عنيفة يوميا بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تسعى الى استعادة السيطرة على الاحياء التي ينتشر فيها المسلحون المعارضون، مستخدمة المروحيات والطيران الحربي، بالاضافة الى الدبابات والمدفعية.

وناشد المجلس السوريين “العمل على فك الحصار المفروض على حمص (وسط) وبصر الحرير (جنوب)”، ولاسيما ان 800 عائلة في حمص “مهددة بالفناء”. وكانت منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) ابدت قلقها اخيرا من المعارك في حلب، ولا سيما ان عدد من مواقعها الاثرية مدرجة على لائحة التراث العالمي.

واشار بيان المجلس الوطني الى “تواصل حصار وقصف الاحياء الثائرة في المدينة”، موضحا ان ذلك يهدد “800 عائلة بالفناء” اما بسبب “القصف الهمجي” او “الجوع والعطش ونقص الدواء وتوقف الرعاية الصحية”. وتتعرض احياء القصير والخالدية وجورة الشياح في حمص والتي يسيطر عليها المعارضون الى قصف متواصل ومحاولات اقتحام من قبل القوات النظامية منذ اشهر.

واضاف المجلس ان الامر نفسه “يتكرر في بلدة بصرى الحرير”، طالبا من “جميع السوريين العمل على فك الحصار المفروض على حمص وبصر الحرير، واعاقة تقدم قوات القتل والاجرام الاسدي نحو مدينة حلب”. وطالب المجتمع الدولي ودول الجوار “التعامل بجدية مع تهديد النظام لوجود سوريا والامن والسلام الدوليين” من خلال “تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه”.

إسقاط أول طائرة عسكرية في حلب.. وقيادي في الجيش الحر يعلن: وضعنا بخير واقتربنا من تحرير

مجزرة في دير الزور.. وإعلان شهر يوليو «الأكثر دموية».. والجيش النظامي يحشد لاستعادة حي التضامن في دمشق

بيروت: نذير رضا لندن: «الشرق الأوسط»

خطفت تطورات مدينة حلب أمس، أنفاس المراقبين والموالين للنظام السوري، بعد إسقاط الجيش الحر طائرة نظامية كانت تغير على هدف قرب مبنى الإذاعة والتلفزيون في حلب، وهي المقاتلة الأولى التي تسقط منذ انطلاق الثورة السورية، ما دفع ناشطين ميدانيين في حلب إلى التأكيد بأن هذه العملية «ستغير الواقع الميداني لصالح التحرير الكامل».

لكن حلب، لم تنفرد بتطورات الأزمة السورية أمس، إذ تواصل القتال في محافظتي ريف دمشق ودير الزور التي أكدت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 9 أشخاص من عائلة واحدة قتلوا فيها، نتيجة قصف لقوات النظام على بلدة سفيرة تحتاني في دير الزور. وسجل يوم أمس مقتل 48 شخصا معظمهم في حلب ودمشق ودير الزور، كما أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا، بينما أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن شهر يوليو (تموز) كان «الأكثر دموية» في سوريا منذ بداية حركة الاحتجاجات منذ منتصف مارس (آذار) 2011.

وفي حين أعلن الجيش السوري الحر سيطرته أمس على مركز شرطة في حلب ومحاصرة مبنى الإذاعة والتلفزيون فيها، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات عنيفة تدور بين مسلحي المعارضة والقوات النظامية في أحياء الشعار وبستان الباشا والفرقان والصاخور وصلاح الدين في حلب، بعد أن انسحب مقاتلو الجيش السوري الحر من محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون؛ حيث تعرضت المنطقة لقصف من الطائرات». من جهته، أعلن الجيش السوري الحرّ أنه قام بانسحاب تكتيكي من مبنى الإذاعة في حلب بعد تعرضه للقصف بالطائرات.

في هذا الإطار، قال مصدر قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»، إن «الانسحاب من محيط الإذاعة والتلفزيون هو انسحاب تكتيكي بسبب القصف المدفعي والجوي العنيف»، مؤكدا في اتصال هاتفي من تركيا، أننا «ما زلنا نقاوم في محيط المبنى، ولن يستمر انسحابنا أكثر من فترة معينة، إلى حين الشروع بالخطة العسكرية المحضرة لاقتحام المبنى».

وأكد المصدر «إسقاط مقاتلة حربية نظامية في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون»، رافضا الإعلان عن نوعها على الرغم من أن ناشطين قالوا إنها طائرة ميغ 21، مشددا على أن إسقاطها «تم أثناء قيامها بانقضاض على الكتيبة التي قامت بتحرير مبنى الإذاعة والتلفزيون». وأكد أن «السلاح الذي استخدم في إسقاطها هو الرشاشات الثقيلة التي أصابتها إصابة مباشرة أثناء انقضاضها ومحاولة إغارتها على الموقع»، نافيا أن يكون إسقاطها «تم بصواريخ مضادة للطائرات».

من جهة ثانية، قالت مصادر سوريا معارضة لوكالة الصحافة الفرنسية إن «سلاحي الطيران والمدفعية التابعَين للنظام قصفا قطاعات تسيطر عليها المعارضة المسلّحة في مدينة حلب، خصوصا حي الشعار وحي ساخور في شرق المدينة، وحي صلاح الدين في غربها حيث يحتدم القتال».

ونقلت الوكالة عن العقيد عبد الجبار العكيدي، مسؤول القيادة العسكرية في «الجيش السوري الحر»، أن عمليات القصف هي الأعنف لحي صلاح الدين منذ بداية المعركة، لكن جيش (الرئيس) بشار (الأسد) لم يتمكن من التقدم. وقال في اتصال هاتفي، «إنهم يقصفون بالطيران والمدفعية».

وأكد الناشط في مدينة حلب عمر الحلبي لـ«الشرق الأوسط» أن حيي صلاح الدين وسيف الدولة يقصفان بقذائف مدفعية من عيار 130 ملم، وبقذائف هاون من عيار 120 ملم وصواريخ قصيرة المدى، بعد فشل الهجوم على حي صلاح الدين. وأكد الناشط أن القصف على حي صلاح الدين، يأتي نتيجة لفشل القوات النظامية في اقتحامه؛ حيث صدت عناصر الجيش السوري الحر عدة محاولات لاقتحامه.

في هذا الصدد، أكدت مصادر عسكرية رفيعة المستوى من الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «وضعنا في مدينة حلب بخير، ونطمئن بأننا نقاتل النظام بضراوة شديدة على الرغم من الحشود التي يستقدمها النظام لاقتحام الأحياء التي نسيطر عليها»، مؤكدا أن «نسبة الـ60 في المائة من أراضي حلب وريفها التي أعلنا أول من أمس أننا نسيطر عليها، تجاوزت هذا الحد، وقاربت السبعين في المائة، ونعلن أننا اقتربنا من تحرير حلب وريفها بالكامل». وأشار المصدر إلى أن «المعارك تتوسع لتشمل مختلف الأحياء»، مؤكدا أن «القوات النظامية لم تعد قادرة على المواجهة المباشرة معنا، كونها جبانة ومنهارة ومنكسرة». وعن الصور التي يعرضها التلفزيون الرسمي من حي صلاح الدين، قال المصدر إنها «صور مركبة من أحياء أخرى، واعتدنا على هذه الفبركات الإعلامية التي تقوم بها وسائل الإعلام المقربة منه».

وفي حين ذكرت شبكة «شام» أن 20 شخصا قتلوا بحلب بينهم طفلان، لفت ناشطون في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى سماع دوي انفجارات كبيرة في حي باب النيرب، وحي الشعار، وحي ساخور. وقال أحد الناشطين الميدانيين إن القصف بدأ منذ فجر اليوم (أمس) وخفت وتيرته في فترة الظهر، ليتجدد في فترة بعد الظهر. من جهتها، ذكرت «الجزيرة» أن عناصر تابعة للجيش الحر أحكمت سيطرتها على عدة مواقع بالمدينة، من بينها مخفر حي السكري، وأنها تقدمت باتجاه القصر العدلي وسط المدينة بعد أن تمكنت من قتل عدد من «الشبيحة». كما أفادت بوصول تعزيزات للقوات الحكومية من دمشق، في وقت يشن فيه الجيش السوري الحر هجوما عنيفا على مطار منغ بريف حلب.

في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن «مجموعات من المرتزقة الإرهابيين المدنيين هاجمت المركز الإذاعي والتلفزيوني في منطقة الإذاعة في حلب، لكن القوات النظامية تصدت لها».

وبالتزامن، صرح مسؤول أمني سوري رفيع لوكالة الصحافة الفرنسية بأن معركة حلب لم تبدأ بعد، مشيرا إلى أن ما يجري حاليا ليس إلا المقبلات، والطبق الرئيسي سيأتي لاحقا، وأضاف أن التعزيزات العسكرية ما زالت تصل، ومؤكد وجود 20 ألف جندي على الأقل على الأرض. وقال «الطرف الآخر كذلك يرسل تعزيزات» في إشارة إلى المعارضين المسلحين.

ولفت المسؤول إلى أن نحو 300 عنصر من المعارضة خرجوا ليل الجمعة من حي صلاح الدين غرب المدينة حيث تحصن الكثير منهم، لمهاجمة مقر التلفزيون الرسمي المجاور. وقال إن «المعركة استمرت ساعات ثم تدخلت المروحيات وتم صد المتمردين الذين تراجعوا مخلفين جثثا كثيرة في الميدان».

وفي دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية في حي التضامن في دمشق، الذي يتعرض لقصف هو الأعنف. كما دارت اشتباكات في حي جوبر وحي دمر، حيث شوهدت سحابة دخان.

وحسب ناشطين وشهود عيان، قتل 12 شخصا في اقتحام القوات السورية لحي التضامن جنوبي دمشق بعشرات الدبابات والمركبات المدرعة والجنود، في محاولة للسيطرة على معقل المعارضة في العاصمة.

ونقلت قناة «الجزيرة» عن ناشط قوله إن «القوات أعدمت عددا من الأشخاص بعد دخولها الحي. وذكر الشهود أن معظم الحي أصبح تحت سيطرة القوات الحكومية، بعد أسبوع من محاولات الجيش دخوله في ظل مقاومة شرسة من القوات المعارضة». وكانت وكالة «سانا» قد ذكرت أن القوات السورية قامت بملاحقة فلول الإرهابيين المرتزقة في حي التضامن واشتبكت معهم وأوقعت في صفوفهم خسائر فادحة، وأسفرت العملية بحسب «سانا» عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين وإلقاء القبض على عدد آخر إضافة إلى مصادرة أسلحة وذخيرة متنوعة وأدوية وتجهيزات طبية مسروقة.

ويأتي هذا مع سماع أصوات إطلاق نار كثيف في دمشق. وأفادت مصادر «الشرق الأوسط» في دمشق أن دوي الانفجارات يسمع بشكل مرعب وما زال مستمرا إلى الآن. وأضافت: «أسمع الآن في منطقتي صوت إطلاق رصاص قريب تلاه بعد قليل صوت انفجار وسيارات إسعاف».

وفي ريف دمشق، قالت لجان التنسيق المحلية إن: صواريخ وقذائف عدة سقطت على بلدة الكرك الشرقي في المحافظة، وفي الضمير في ريف دمشق أشار البيان إلى تجدد القصف المدفعي من اللواء 81 في الرحيبة. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن ثمانية قتلى سقطوا في جديدة عرطوز. وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في حي السبيل في حرستا ووصول تعزيزات عسكرية وإصابة ثلاثة أشخاص جراء القصف العشوائي بالدبابات على حي البيدر وإصابة أخرى في حي السوق.

وفي دير الزور، أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى مقتل 9 أشخاص من عائلة واحدة قتلوا في قصف لقوات النظام على بلدة سفيرة تحتاني في دير الزور. وأوضحت في هذا الصدد لجان التنسيق المحلية أن أفراد العائلة قضوا بمجزرة حي الحميدية.

كما أكدت وكالة «شام» تجدد القصف العشوائي على مدن وبلدات سفيرة تحتاني الشحيل والبوكمال والبوليل ومحيميدة وموحسن في محافظة دير الزور، ما أوقع 14 قتيلا بينهم طفلان وثلاث نساء.

وعلى الرغم من تبني ما يسمى (جبهة النصر) لقتل المذيع في التلفزيون السوري محمد سعيد، لم يزل الغموض عن ملابسات هذه القضية، التي أثارت الكثير من اللغط في أوساط الإعلاميين السوريين، فبعد نحو عشرين يوما من إعلان الصفحات والمواقع غير الرسمية المؤيدة للنظام اختطاف المذيع محمد سعيد، أعلن بالطريقة نفسها يوم أمس نبأ مقتله، مع بث بيان رقم 41 لما يسمى (جبهة النصرة) تتبنى فيه قتل محمد سعيد وقال البيان «تمكّن أبطال الغوطة الغربية من أسر الشبيح الإعلامي: محمد السعيد بتاريخ: 19 – 7– 2012 وتم قتله بعد التحقيق معه، والشبيح محمد السعيد يعمل مذيعا في قناة الفضائية السورية ومقدما لبرنامج (حديث البلد) سابقا»، ونشر مع البيان صورة للمذيع وهو في الأسر.

وشكك إعلاميون سوريون معارضون بالبيان من حيث اعتبار (جبهة النصرة) تابعة للجيش الحر، وأكد أكثر من إعلامي أن هذه الجبهة فبركها النظام لاختراق كتائب الجيش الحر، وسبق لها أن تبنت سلسلة تفجيرات وقعت في العاصمة دمشق أمام المقار الأمنية في القزاز والقصاع وكفرسوسة، وهي ذات التفجيرات التي تتهم المعارضة النظام بافتعالها. وكتب الإعلامي المعروف محمد منصور على صفحته في موقع «فيس بوك» «إذا كانت جماعة (جبهة النصرة لبلاد الشام) هي من تبنت قتل المذيع محمد السعيد.. فأنا أحمل النظام السوري مسؤولية مقتله. لأن هذه الجماعة اختراع مخابراتي سبق أن أعلن مسؤوليته عن التفجير المفبرك في أمن الدولة وفي القزاز». كما اعتبر الإعلامي والكاتب السوري إسلام أبو شكير على صفحته «تصفية الإعلامي محمد السعيد عملا مدانا بكل المعايير» وكتب على صفحته في موقع «فيس بوك»: «التسرع في اتهام الجيش الحر بهذه الجريمة ليس مقبولا على الإطلاق» وتابع: «القضية فيها شبهة مخابراتية سورية.. فالرجل مختطف منذ أسابيع كما هو معلوم، ولم يتكرم الإعلام السوري ببث خبر عن الموضوع، فضلا عن إدانة، أو مطالبة بالتحقيق.. أضف إلى ذلك أن الجهة التي تبنت عملية التصفية مشكوك في أمرها، خاصة بعد أن تبنت تفجير القزاز الذي تؤكد كل الوقائع أن النظام هو من كان وراءه» من جانب آخر نفى مصدر مسؤول في الجيش السوري الحر ما تم تداوله عن مسؤولية بخطف المذيع السوري محمد السعيد وقال المصدر لمواقع سوريا معارضة، إن «جهة مشبوهة تدعي أنها تنتمي للجيش الحر تقول بأنها قامت بخطفه وتصفيته وبالنسبة لنا لا علم لنا بذلك» و«لا معلومات لدينا عما إذا تم اختطاف هذا المذيع أو قتله ولا عن الجهة التي ربما قامت بذلك ونعلن بأن الجيش الحر بريء من هذه التهمة وبريء من دم المذيع محمد السعيد».

والسعيد صحافي سوري يعمل في التلفزيون الرسمي وسبق وعمل كمعلق على أفلام وثائقية عربية كثيرة. وبينما لم يعلن التلفزيون الرسمي نبأ اختطافه أحد مذيعيه، كان موقع «سيرياستيبس» القريب من الأجهزة الأمنية السورية أول من أعلن نبأ الاختطاف في 21 يوليو الماضي، وقال الموقع نقلا عن مصدر موثوق في التلفزيون الرسمي إن «نحو ثلاثين مسلحا اختطفوا الإعلامي محمد السعيد من منزله منذ يومين، واقتادوه لجهة مجهولة ولم تعلن أي جهة.. مسؤوليتها عن عملية الخطف» وقال ناشطون إن النظام السوري عمد إلى التخلص من المذيع محمد السعيد الذي حاول الهروب واللجوء إلى الأردن حيث لم يثبت عليه أفعال تشبيح وتحريض، لكنه بقي موظفا في التلفزيون السوري حتى لحظة اختطافه.

الإخوان المسلمون لـ «الشرق الأوسط»: أنشأنا كتائب مسلحة للدفاع عن النفس وعن المظلومين

أكدوا أنها جزء من الجيش الحر وتنتشر في معظم المحافظات السورية

بيروت: بولا أسطيح

كشف الناطق الرسمي باسم جماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا وعضو المجلس الوطني السوري ملهم الدروبي عن «تشكيل الإخوان ومنذ نحو 3 أشهر لكتائب مسلحة في الداخل السوري مهمتها الدفاع عن النفس وتأمين الحماية للمظلومين» مشددا على أن «هذا حق مشروع وواجب شرعي يشرّف الجميع».

وفي أول حديث رسمي للجماعة عن الموضوع، خصّت به «الشرق الأوسط»، أوضح الدروبي أن «هذه الكتائب منتشرة في معظم المناطق والمحافظات السورية وخاصة الملتهبة منها»، مشددا على أن «هذه الكتائب تابعة للجيش الحر وتتعاون وتنسق معه»، وأضاف: «كما الكل يعلم فإن الجيش الحر ليس جيشا نظاميا له قادة ميدانيون بل هو تجمع وتعاون بين كتائب متعددة منتشرة بشكل غير مركزي».

وبينما رفض الدروبي الحديث عن مصدر السلاح الذي يوزّع على عناصر هذه الكتائب أو طريقة مدّهم به لخصوصيات عسكرية، شدّد وردا على سؤال على أن «الشعب السوري قادر وحده على الدفاع عن نفسه وإسقاط النظام وبالتالي هو ليس بحاجة لعناصر غريبة تقاتل إلى جانبه»، وقال: «أما موضوع ضبط كل الكتائب المسلحة بعد سقوط النظام، فهو لا شك تحدٍ يواجه الجميع ولا بد أن تكون هناك استراتيجية لهذا الأمر ولكن الشعب السوري هو شعب مسالم وحضاري وسيسلم سلاحه عندما يزول السبب الذي جعله يحمل هذا السلاح» جازما بأن «الشرفاء سيقومون وعندما يحين الوقت بتسليم أسلحتهم».

وكانت صحيفة «تلغراف» البريطانية في عددها الصادر يوم أمس نشرت مقالا حمل عنوان «الإخوان المسلمون يؤسّسون ميليشيا داخل سوريا». وأشارت الصحيفة إلى أن «جماعة الإخوان أنشأت هذا الجناح العسكري الذي يتمتّع بوجود قوي على الساحة السورية بشكل عام، خصوصا في العاصمة دمشق وفي المناطق الساخنة كحمص وإدلب».

وذكرت الصحيفة أن «الميليشيا التي يُطلق عليها اسم (الرجال المسلّحون للإخوان المسلمين)، تحدّث أحد قادتها ويدعى (أبو حمزة) عن أنها (تشكلت بالتعاون مع أعضاء بالمجلس الوطني السوري) المعارض». ونقلت الصحيفة عن أبو حمزة قوله: «لاحظنا انتشار الكثير من المسلّحين في المناطق السورية، فقررنا جمعهم تحت مظلة واحدة».

ويقول، حسام أبو هابل، الذي كان والده الراحل عضوا في «الإخوان المسلمين» في الخمسينات، إنه يجمع بين 40 إلى 50 ألف دولار شهريا لتمويل المسلّحين الإسلاميين في حمص ومدّهم بالسلاح والمساعدات. ويشير أبو هابل إلى أن هؤلاء لم ينضووا في «الجيش السوري الحر»، وهو الفصيل العسكري الأساسي للمعارضة السورية. وأضاف: «هدفنا أن نبني دولة مدنية لكن بقواعد إسلامية، ونحن نحاول رفع الوعي لناحية الإسلام والجهاد».

وتحدثت الصحيفة عن وجود انقسام ما بين «المجلس الوطني السوري» و«الجيش السوري الحر»، مشيرة إلى أن السعودية تدعم «الجيش الحر»، في حين أنّ قطر تمول وتدعم «المجلس الوطني» والمسلّحين الإسلاميين.

-«أبو بكري»، وهو عضو في جماعة مقاتلة إسلامية في حلب تطلق على نفسها اسم «كتيبة أبو إمارة»، اعتبر أنها ستكون «إهانة» له بأن يصفه أحد بأنه من «الجيش الحر».

أحد النشطاء تحدّث عن كيفية قيامه بالتنسيق مع بعض السياسيين السنة في لبنان بشراء السلاح لـ«الجيش الحر» بأموال سعودية. وتنقل الصحيفة عن قيادي في «الجيش الحر» موجود في غرفة العمليات المركزية في تركيا، قوله: «لقد تلقينا هذا الأسبوع كمية كبيرة من الذخائر والأسلحة الرشاشة والصواريخ المضادة للدروع». لفترة خلت كانت كل من السعودية وقطر تدعمان «الجيش الحر»، لكن الأمور تغيّرت اليوم، بحسب القيادي عينه، الذي يضيف: «اليوم نحن لا نتعاون مع القطريين بسبب أخطاء عدة ارتكبوها في دعمهم لمجموعات أخرى».

وتقول الصحيفة إنّ المقاتلين في «الجيش الحر» وفي المجموعات الإسلامية يتعاونون وينسّقون في حالات الضرورة، ثم يتنصّلون من بعضهم بعضا، لكنّ العضو في «هيئة الثورة السورية»، لؤي السقا، أكد وجوب أن «ينضوي جميع المعارضين المسلّحين تحت راية الجيش الحر لا أن ينشئوا ميليشياتهم الخاصة، فهذا يقلل من مصداقية المعارضة، ويزيد احتمالات الشرخ في سوريا ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد».

الجيش الحر يتهم النظام باستخدام الإعلام الإلكتروني للتأثير على العمليات العسكرية في الداخل

«رويترز» تحدثت عن اختراق موقعها وعن بث مقابلة مع العقيد الأسعد لم تحصل

بيروت: بولا أسطيح

اتهم الجيش السوري الحر النظام السوري بتجهيز «جيش إلكتروني من الشبيحة تابع له يشارك في أعمال القتال الحاصلة في سوريا، يؤثر مباشرة على المعارك ولكن إلكترونيا».

وكشف نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «حيل النظام لجهة استخدام الإعلام الإلكتروني نجحت أكثر من مرة خاصة في معارك مدينة الحفة حين تم تناقل خبر مفاده أن قيادة الجيش الحر أعلنت انسحابا تكتيكيا من المدينة مما دفع عناصر الجيش الحر للانسحاب ظنا منهم أنه قرار القيادة».

ومساء يوم الجمعة الماضي، ضجّت وسائل الإعلام بمقابلة لقائد الجيش الحر رياض الأسعد نُقلت عن موقع تدوين وكالة «رويترز»، أطلق فيها الأسعد سلسلة من المواقف المفاجئة وغير المسبوقة أبرزها حديثه عن أن «الجيش السوري الحر سينسحب من جميع المدن السورية بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدها الجنود وبسبب الخيانات التي قام بها المتمردون والاقتتال في ما بينهم من أجل المال والمناصب»، كما إعلانه أن «الجيش النظامي السوري قتل 1000 جندي من الجيش السوري الحر وأوقف نحو 1500 جندي».

وبينما سارع نائب قائد الجيش الحر لنفي الخبر جملة وتفصيلا مؤكدا أن المقابلة لم تحصل، سحبت «رويترز» نص المقابلة الذي كتب بلغة إنجليزية صحيحة مائة في المائة، وأصدرت بيانا نفت فيه نشرها أي مقابلة مع قائد الجيش السوري الحر يتهم فيها المملكة العربية السعودية وقطر بإجراء صفقة مع الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدة أن موقع التدوين الخاص بها تعرض للاختراق، مضيفة أن «قراصنة تسللوا إلى موقع الوكالة الإلكتروني ونشروا معلومات كاذبة، مما اضطرها إلى تعليق العمل في منصة المدونات حتى معالجة المشكلة». وتابعت «رويترز» أن «منصة مدوناتنا تعرضت لعمل تخريبي، ونسبت مقالات إلكترونية مفبركة في شكل مغلوط إلى صحافيين في الوكالة».

وقد سعى مخترقو صفحة الوكالة العالمية لإعطاء الخبر مصداقية أكبر من خلال تحديد اسم مراسل «رويترز» الذي أجرى الحديث، ولكن هؤلاء لم يقوموا بعملهم على أكمل وجه، إذ اختاروا الصحافي جيفري غولدفارب وهو متخصص في الشؤون المصرفية والاقتصادية.

وتحدث العقيد الكردي عن «صدمة» العقيد الأسعد الكبيرة عندما نُقل إليه ما نشرته «رويترز»، لافتا إلى أن «من يقرأ المقابلة كاملة يُدرك أن هناك التباسا في الموضوع، إذ إنه لا إمكانية على الإطلاق ولا حتى أي منطق لأن تنقلب مواقف العقيد الأسعد 180 درجة فيعطي الوكالة أكثر من (سكوب) في الوقت عينه ومن العيار الثقيل جدا»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نعلم تماما أن لدى النظام جيشا إلكترونيا من الشبيحة الذين ينشطون للتأثير على المعارك العسكرية الحاصلة على الأرض، وبتنا نتنبه لهم بعدما نجحوا في غرضهم أكثر من مرة».

اختطاف 48 زائرا إيرانيا في دمشق.. ومعلومات عن فرار اثنين من المختطفين اللبنانيين في حلب

نجل أحد المخطوفين اللبنانيين لـ «الشرق الأوسط» : مقتنعون بأن هناك «قطبة» مخفية تخيطها دول خارجية لمنع عودة المخطوفين

بيروت: نذير رضا

أكدت السفارة الإيرانية في دمشق أمس اختطاف 48 زائرا إيرانيا في العاصمة السورية، كانوا موجودين في حافلة متجهة إلى المطار. وقال عبد المجيد كانجو للتلفزيون الرسمي الإيراني الذي نقل المعلومات عبر موقعه على الإنترنت: «خطفت جماعات مسلحة 48 من الزوار الإيرانيين كانوا متجهين إلى المطار»، مشيرا إلى أنه «ليست هناك معلومات عن مصير الزوار. وتحاول السفارة والمسؤولون السوريون تتبع أثر الفاعلين».

بدوره، أوضح مسؤول في السفارة الإيرانية بدمشق، في تصريح لقناة «العالم»، الإيرانية أن «الزوار اختطفوا عند انطلاق حافلتهم من فندق في ريف دمشق، أثناء توجههم إلى مقام السيدة زينب».

الى ذلك أعلنت القنصلية الإيرانية في بيان لها أمس، أنه بناء على قرار المؤسسات ذات الصلة في إيران إيقاف الرحلات الرسمية للزوار الإيرانيين إلى سوريا، فإن الزوار المختطفين آنفي الذكر كانوا في رحلة خارج نطاق قوافل منظمة الحج والزيارة الإيرانية.

وأوضحت القنصلية الإيرانية أنه سيتم إيصال المعلومات المكملة من قبيل أسماء المختطفين إلى ذويهم عن طريق القنوات المعنية في وزارة الخارجية.

وأضاف البيان في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا): «ما زالت جهود السفارة الإيرانية في دمشق متواصلة للإفراج عن الزوار المختطفين عن طريق السبل المتبعة».

ويذكر أنه في الأسابيع الأخيرة بدأت برامج رحلات للزوار الإيرانيين يستغرق كل منها يومان، حيث يوجد الآن ما يقارب 500 زائر إيراني في سوريا.

وأكد شاهد عيان فضل عدم الكشف عن هويته أن عددا من المسلحين هاجموا الباص الذي كان يقل الزوار الإيرانيين الـ48 عند الساعة 12 ظهرا (بتوقيت دمشق)، حيث كانوا في طريقهم إلى مطار دمشق الدولي للعودة إلى وطنهم.

واضاف الشاهد، لمراسل القسم الدولي بوكالة أنباء «فارس»، أن المسلحين الذين يرجح أن يكونوا من مجموعة ما تسمى «الجيش السوري الحر» هاجمت الباص الذي كان يقل زوارا إيرانيين عند الساعة 12 ظهرا بتوقيت دمشق ‌اليوم السبت (أمس)، حيث كانوا في طريقهم للمطار وتم اقتيادهم إلى مكان مجهول.

وأوضح المصدر أنه تم إشعار الحكومة السورية بذلك وقد بدأت بملاحقة هؤلاء‌ المسلحين، ‌مضيفا أن عددا ضئيلا من هؤلاء المسلحين لا يزالون يوجدون في بعض المناطق بدمشق، مشيرا إلى أن الجيش السوري قد طهر العاصمة السورية من دنس الإرهابيين وأرغمهم على الفرار إلى حلب.

وذكر أن الزائرين الإيرانيين كانوا في طريق عودتهم إلى إيران. وأضاف أن الباص الذي يقل الزائرين الإيرانيين كان في طريقه باتجاه مطار دمشق الدولي.

من جهتها، أكدت قناة «الدنيا» السورية أن «مجموعة إرهابية مسلحة قامت باختطاف حافلة زوار إيرانيين في منطقة ريف دمشق»، لافتة إلى أن «الجهات المختصة تقوم بمعالجة المسألة».

بالتزامن، دخلت قضية المخطوفين اللبنانيين الـ11 في حلب في تطور جديد أمس، بعدما تعرض مركز اعتقالهم لهجوم، أدى إلى إصابة رئيس المجموعة الخاطفة أبو إبراهيم بجروح، وفرار اثنين من المخطوفين.. بينما بقي الخبر غير مؤكد بالنسبة لأهالي المخطوفين في لبنان، حيث شكك أحدهم في اتصال مع «الشرق الأوسط» في الرواية، وقال: «بانتظار وصولنا تأكيد رسمي بما حصل».

وأفادت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» (إل بي سي) بأن «مجموعة مسلحة اقتحمت مكان المخطوفين اللبنانيين في سوريا واقتادت اثنين منهم». وأوضحت أنه «بقي الآخرون في يد مجموعة أبو إبراهيم الذي أصيب بجروح».

وذكرت أنه «عقب حصول انشقاق داخل المجموعة الخاطفة للبنانيين الـ11 في سوريا، وفرار اثنين من المخطوفين بعد هجوم حصل على مكان احتجازهم، أفاد أحد أهالي المخطوفين بأن مصدرا في الخاطفين أبلغه أن قائد مجموعة الاختطاف (أبو إبراهيم) الذي كان وعد بتحرير اثنين من اللبنانيين، عاد وتراجع عن ذلك نتيجة تجاذبات بين كل من قطر وتركيا، إذ لا تمانع الأولى أن يتم تحرير اثنين منهم، بينما الثانية تريد أن يتم تحرير الـ11 دفعة واحدة».

وتضاربت الأنباء حول مصير اللبنانيين بعد العملية، وسط غياب أي خبر رسمي عما حدث. وأشار أمين عام حزب الأحرار السوري إبراهيم الزعبي، إلى أنه «في الاتصالات الأولى علمنا من الوسطاء أنه تم الفرار ولجأ الهاربان إلى منطقة البساتين واختفى أثرهما»، لافتا إلى أنه «قيل إنه عثر عليهما وتم ضمهما إلى المجموعة، ولا شيء مؤكد»، مؤكدا في الوقت عينه أن «جميع المخطوفين سالمون».

في المقابل، أوضح رئيس لجنة متابعة قضية المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا، الشيخ عباس زغيب، إلى أن «لا معلومات دقيقة في موضوع فرار المخطوفين السوريين من مكان احتجازهم»، مشيرا إلى أن «هناك بعض المعلومات ترجح وجود نزاع داخل (الجيش الحر) حول هذا الموضوع».

من جهته، أكد أدهم زغيب، نجل المخطوف علي زغيب، أن «لا معلومات مؤكدة بشأن سلامة المخطوفين أو وجودهم»، مشددا على «إننا بانتظار خبر رسمي من مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم الذي كلفه رئيس الجمهورية متابعة الملف».

وإذ أعرب عن شكوكه حيال المعلومات الكثيرة «التي تخرج عبر وسائل الإعلام ويبدو أنها موجهة إلينا، وتأتي كل يوم بخبر جديد وحدث جديد»، أكد زغيب «إننا، من كثرة ما جاءتنا أنباء، لم نأخذ موضوع تعرض المركز لهجوم على محمل الجد، كونه لم يؤكد لنا أحد ما حصل».

وأشار زغيب إلى «إننا مقتنعون بأن هناك قطبة مخفية تخيطها دول خارجية لمنع عودة المخطوفين». إلى ذلك، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو واستعرض معه آخر التطورات المتعلقة بقضية اللبنانيين المختطفين في سوريا.

الثوار في حلب يشاركون في إدارة المخابز.. ومعارك من أجل توفير الخبز

عنصر من «الجيش الحر»: لقد حاول النظام حرمان مؤيدينا من المياه والغاز والآن الخبز.. لكننا سيطرنا على مخازن القمح في ضواحي حلب

حلب (سوريا): دامين كيف*

قبل أن تشرق الشمس، تغادر مجموعة مختارة من الثوار السوريين المقاتلين الخطوط الأمامية للقتال لأداء مهمة، يرى قادتهم حاليا أنها جزء مهم وحيوي وعاجل من الحرب، وهذه المهمة هي عمل الخبز. عادة ما يتناول السكان والثوار الجائعون أرغفة الخبز اللينة التي تتخذ شكل قرص يشبه الخبز الأميركي. ويعد الخبز عنصرا أساسيا من عناصر النظام الغذائي للسوريين، حيث لا تخلو أي وجبة منه، وفي مدينة أصابها القتال المستمر منذ أسبوعين بالشلل، توضح الصفوف الواقفة من أجل الحصول على الخبز أن الهم الأساسي أصبح معركة في حد ذاتها. وقال بشار الحاج، أحد أفراد كتيبة التوحيد، وهي إحدى كتائب الثوار الأساسية في حلب: «لقد حاول النظام حرمان مؤيدينا من المياه والغاز، والآن الخبز». مع ذلك، قال إن الثوار تعلموا كيف يتصدون لمحاولات النظام حجز الخبز والموارد الأخرى بعيدا عن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وقال: «لقد سيطرنا على مخازن القمح في ضواحي حلب. وبات لدينا الكثير منها في عدة مناطق، وربما تكفينا هذه الكمية لأسابيع». الصراع من أجل الحفاظ على عمل المخابز جزء لا يتجزأ من معركة أكبر تتعلق بالاقتصاد السوري خاصة في حلب، التي تعد مركز البلاد التجاري وكبرى مدنها. وبينما يحاول نظام الرئيس بشار الأسد تصدير صورة طبيعية، نافيا كافة التقارير الواردة بشأن التضخم السريع، يقول الثوار إنهم سيجدون طرقا جديدة للحصول على دعم من رجال الأعمال وعلى موارد الدولة.

قال كمال حمدان، خبير اقتصادي لبناني عمل لمدة طويلة في سوريا، إن الطرفين يبحثان عن اقتصاد يناسب وقت الحرب ليكون بديلا عن اقتصاد وقت السلام.

وأوضح قائلا: «إنهم يتوقعون حربا أهلية تستغرق وقتا طويلا، وعليك توفير سبل الحياة اليومية في المناطق التي تسيطر عليها. إن هذا جزء من اللعبة».

وهناك ميزة واضحة يتمتع بها النظام، فقد ذكر البنك المركزي بعد شهر من بداية الصراع أن احتياطي النقد الأجنبي يقدر بـ17 مليار دولار. ويبدو أن النظام حاليا يطلب من روسيا قروضا من أجل دعم الاقتصاد، بحسب ما أوضح مستشار استثمارات في العاصمة السورية دمشق. ويشكك الكثير من المحللين في عثور السوريين على طريقة لبيع النفط في ظل العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا. مع ذلك بعد 17 شهرا من الصراع، ازدادت قدرة المعارضة على الإبداع، فعلى سبيل المثال في دمشق يقول النشطاء إن هناك تجارا يتظاهرون بدعم الأسد فقط من أجل توصيل وقود الطهي والبنزين والخبز والماء الحكومي إلى الطرف الآخر. وقال معز، أحد نشطاء المعارضة في دمشق: «نطلب منهم ألا ينشقوا، وسيتم مكافأتهم لاحقا». ومثل كثيرين ممن أجري معهم مقابلات، رفض معز ذكر اسمه كاملا خوفا من التنكيل.

ويناضل الثوار من أجل عمل سلاسل من الإمدادات تحيط بالمناطق التي يسيطر عليها النظام، بمساعدة أصحاب أعمال خاصة. ورفض قادة الثوار ونشطاء من المعارضة في مقابلات ذكر أسماء مؤيديهم من الشركات أو مناقشة المساعدات التي يحصلون عليها من الدول، لكنهم يقولون إن هناك أشكالا متعددة للمساعدة الوطنية.

في بعض الحالات يتبرع التجار بالمال، وفي حالات أخرى يدعم أصحاب الأعمال أسر الثوار المقاتلين أو مؤيدي المعارضة، وأحيانا يصل عدد الأسر الذين يدعمهم فرد واحد 50 أسرة، على حد قولهم. وتجلت أشكال الكرم في حلب خلال الأسبوع الحالي في تقديم الطعام الطازج للمحتاجين. وتقول سيدة تعمل طبيبة أسنان وتدعم المعارضة إنها ساعدتهم مؤخرا في توزيع أطباق الشاورمة على 900 شخص من النازحين في خمس مدارس بالقرب من منطقة متنازع عليها في جنوب غربي حلب. وكما هو الحال في الحروب، يصبح الطعام على القدر نفسه من أهمية الرصاص. لقد استبد اليأس والإحباط بحلب، حيث نُشرت عدة مقاطع مصورة توضح أزمة الغذاء التي تعانيها المدينة حاليا، ويؤكد البعض أن المخابز هناك أصبحت مواقع للمعارضة ويقف أمامها صف طويل من السوريين يصدرون صخبا ويحاولون التسلل من الأركان، بينما يحاول الثوار المسلحون تنظيمهم ويقولون لهم إنهم يدفعون فقط ما يغطي تكلفة الخبز.

ويقول أبو محمد، خباز من الثوار في شرق حلب، إنه أحيانا تندلع مناوشات بين الناس، خاصة عندما لا تكون هناك كمية كافية من الخبز. مع ذلك، تحاول فرقته، التي تتكون من سبعة إلى تسعة ثوار يعملون في عمل الخبز وتوزيعه، إطعام الناس قدر الاستطاعة والتأكد من التعامل مع الناس بأسلوب جيد.

ويقول بشار حاج، أحد الثوار والمتحدث باسم الفرقة الأساسية من الثوار في حلب، إن كبار القادة عينوا بالفعل شخصا لإدارة كل مخابز المدينة التي يسيطر عليها الثوار وترتيب الكميات المستلمة من الحبوب ومواعيد الخبز. وهناك مخبز واحد على الأقل يديره الثوار في كل حي من الأحياء التي يسيطرون عليها على حد قوله، وعادة ما يكون هناك اثنان أو ثلاثة. ويوضح قائلا: «ما نفعله هو تشغيل مخبز بموافقة صاحبه، بينما يتولى أفرادنا عمل الخبز». هناك احتياجات أساسية أخرى أصعب من أن تتحقق، حيث يقول الثوار إنهم يوفرون المياه في بعض المناطق، ويملأون شاحنات المياه من الآبار الواقعة على أطراف المدينة، لكن لا يمكن توفير اللبن. وارتفعت أسعار الغاز بمقدار ثلاثة أمثال، حيث وصل سعر الغالون إلى 11 دولارا. كذلك ارتفع سعر الديزل ووقود الطهي ارتفاعا كبيرا، بحسب السكان والبائعين في السوق السوداء. وارتفعت أيضا أسعار الخضراوات، حيث تضاعف سعر الخيار. ويقول الحاج: «نحن نحاول ونساعد في توفير سلع أخرى، لكن ليست لدينا القدرة الكافية للقيام بذلك». وتتعثر الكثير من الأعمال في حلب، حيث قال حمدان، إن حلب تمثل عادة 30 في المائة من إجمالي الناتج المحلي السوري، أي أقل مما تمثله دمشق بفارق بسيط، لكن التجارة في حلب هذه الأيام أصابها الكساد.

وأشار الكثير من أصحاب المصانع خلال مقابلات إلى تراجع صادراتهم إلى ما يقترب من الصفر. يمتلك أبو عبده، الذي يبلغ من العمر 60 عاما، مصنع نسيج في حلب يعمل به نحو 55 عاملا. ويقول إن عام 2011 كان أسوأ عام في حياته العملية التي بدأها منذ خمسة عقود. ويرى أن عام 2012 سيكون أسوأ على الأرجح.

وقال رجل سني ثرثار بدأ العمل في منزل والده خلال فترة مراهقته، إن آرائه في الصراع تغيرت مع تغير حظوظه، فمثله مثل كثيرين من التجار يقدم نفسه كشخص غير مهتم بالسياسة، لذا عندما بدأت الاضطرابات، بدا المستقبل كأنه يتجه إلى الوراء نحو أيام الثمانينات التي شهدت قمعا وحشيا لثورة إسلامية في سوريا من قبل حافظ الأسد، وهو ما أسفر عن مقتل الآلاف.

ويقول إنه مع مرور الوقت بدأ يتشكك في قوة النظام. وأوضح قائلا: «في فترة الثمانينات، لم تعرف أي دولة في العالم بما كان يحدث من قمع وحشي عسكري، لكن الإعلام والقنوات الفضائية اليوم تكشف وتبث صورا حية للعمليات العسكرية».

ويرى أنه نتيجة لذلك أصبح الثوار أقوى من أن يتم تصويرهم على أنهم مهزومون. وأضاف: «لقد قطع الرئيس بشار الأسد على نفسه وعودا كبيرة بأن كل شيء سينتهي في غضون أيام، ثم امتد الأمر إلى أسابيع، ثم أشهر، ومر عام ونصف ولم نر أو نسمع سوى الكلمات والتصريحات الزائفة». ويشير سكان آخرون من الطبقة العليا والمتوسطة إلى تحولات مماثلة، حيث يقول الكثيرون من سكان حلب حاليا إن أعداء الأسد سوف يزدادون كل يوم يستمر فيه القتال، وهو ما سيزيد من معدل البطالة والنزوح والجوع في مدينة تشتهر بالتجارة.

ويقول أبو فادي، صاحب شركة سياحة متعثرة يبلغ من العمر 45 عاما: «لقد كنت أدعمه لأنني كنت أتطلع إليه كزعيم معتدل علماني ليبرالي إلى أن رأيت جرائمه في درعا وحمص وحماه ودير الزور، والآن في مدينتي وبحق أقاربي». وأضاف: «إنه يشتري بجرائمه تذكرة خروج من البلاد بلا عودة».

* شارك في إعداد التقرير مراسل «نيويورك تايمز» في حلب، ودامين كيف من بيروت، لبنان، ودلال معوض وهويدا سعد وهلال دروبي من بيروت.

* خدمة «نيويورك تايمز»

مصادر دبلوماسية في باريس: 3 صعوبات تعيق تسمية بديل كوفي أنان

مارتي أهتيساري رئيس فنلندا السابق والحائز جائزة نوبل للسلام أبرز المرشحين

باريس: ميشال أبو نجم

تدور مشاورات مكثفة يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتعاون مع أمين عام الجامعة العربية وأعضاء مجلس الأمن من أجل العثور على وسيط في الملف السوري يحل محل الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان الذي قدم استقالته من مهمته يوم الخميس الماضي.

وعلى الرغم من أن مهمة أنان مستمرة حتى نهاية الشهر الحالي، إلا أن مصادر دبلوماسية واسعة الإطلاع في باريس استبعدت أن يقوم المبعوث الخاص بأي تحرك فاعل في الأسابيع القليلة المتبقية أمامه حتى 31 أغسطس (آب) خصوصا أن أكثر من طرف نعى خطته السداسية التي أطلقها بداية أبريل (نيسان) كما أن «ورقة الطريق» التي صدرت عن اجتماع جنيف نهاية شهر يونيو (حزيران) لمجموعة العمل التي شكلها من الخمسة الدائمين في مجلس الأمن وأطراف أخرى بقيت حبرا على ورق.

وترى هذه المصادر التي تحدثت إليها «الشرق لأوسط» أن ثلاثة أنواع من الصعوبات تعترض مهمة بان كي مون أولها عدم توافر شخصية دولية معروفة ومجربة من وزن أنان لاستكمال المهمة التي عجز الأمين العام السابق للأمم المتحدة عن القيام بها. فالدبلوماسي الغاني الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2001، شغل منصب أمين عام المنظمة الدولية لدورتين كاملتين «1997 – 2006» كما كان قبلها نائبا للأمين العام الأسبق بطرس غالي. وتدرج أنان في مناصب مختلفة في المنظمات الدولية قبل أن يصل إلى قمة الهرم. ومنذ تقاعده في جنيف، ما زال كوفي أنان ينشط في حقل العمل الدولي من خلال المؤسسات والجمعيات والهيئات التي إما يرأسها أو يشارك فيها. وبالنظر للرصيد الدولي السياسي والمعنوي ولخبرته في التعاطي مع الأزمات، يبدو العثور على رجل من وزنه أمرا بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلا.

ولا تكمن الصعوبة الأساسية في العثور على شخصية البديل التي يطالب بها جميع الأطراف المتمسكين بدور للوسيط الدولي على الرغم من أن لكل طرف أسبابه الخاصة. فالصعوبة الأكبر اليوم تتمثل في طبيعة المهمة نفسها أي تسهيل التوصل إلى وقف العنف كخطوة أولى نحو الحل السياسي وفق روحية خطة أنان وورقة الطريق «بيان جنيف». والحال، أن الخطة المذكورة لم تعد موضع إجماع ولو اسميا. وأمس، طالب حمد بن جاسم آل ثاني، وزير خارجية قطر ورئيس اللجنة العربية المولجة الملف السوري بأن يكون هناك «تعديل واضح لهذه الخطة لأن قضية النقاط الست انتهت لم ينفذ منها أي شيء» بحيث تنحصر في تحقيق الانتقال السياسي أي رحيل الرئيس الأسد. كذلك فإن المعارضة السورية ليست متحمسة لمهمة لم تحقق شيئا وتضاعف خلالها أعداد القتلى. ولذا، فإن الشخصية التي سيعرض عليها الحلول محل أنان ستطالب بضمانات للتعاون معها حتى لا يكون الفشل مصيرها. لكن المشكلة، كما ترى المصادر الدبلوماسية في باريس، أن التوجه العام للأزمة في سوريا اليوم هو ترقب التطورات الميدانية التي تبدو كأنها الوحيدة التي من شأنها إحداث انعطافة ما في مسار الأزمة التي وصفها بان كي مون بأنها «حرب الآخرين بالواسطة» في سوريا. ولذا، فإن «خيار الحرب» الغالب اليوم سيكون حائلا دون تحقيق أي نجاح دبلوماسي مهما تكن هوية خليفة أنان.

وتتمثل العقبة الثالثة التي لا تقل أهمية عن الأخريين في استمرار انقسام مجلس الأمن الدولي في تشخيص الأزمة وتوصيف الحلول. وكان هذا الانقسام وبالتالي غياب الدعم السبب الرئيسي الذي دفع أنان إلى الاستقالة. وثمة إجماع على أن تحقيق توافق داخل المجلس لن يحصل غدا إذ ما زالت روسيا والصين تعارضان التوجهات الغربية – العربية وتتمسكان بنشر مظلة دولية فوق رأس النظام السوري بينما الفريق المقابل يجعل تنحيه مطلبا لا تراجع عنه.

على الرغم من ذلك، توفرت في باريس تقارير عن طبيعة الاتصالات الدائرة في الأمم المتحدة وعن الأسماء المطروحة. وسبق للمندوب الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار آرو أن أشار عقب اجتماع مجلس الأمن يوم الخميس الماضي أن ثمة أسماء قيد التداول دون أن يكشف عنها. غير أنه يبدو أن ثمة حاجة لمزيد من الاتصالات التي يتعين على بان كي مون القيام بها للتوصل إلى حد أدنى من التفاهم بشأن طبيعة المهمة «الجديدة – القديمة» لخليفة أنان.

يبرز في «بازار» الأسماء المطروحة اسم مارتي أهتيساري، رئيس جمهورية فنلندا الأسبق «1994 — 2000» والحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2008. وأهتيساري دبلوماسي عريق وعمل طويلا لمصلحة الأمم المتحدة في نزاعات أفريقيا «ناميبيا» والخليج ويوغوسلافيا وكوسوفو وعين لأربع سنوات «1987 -1991» مساعدا لأمين عام الأمم المتحدة. ومن ناحية المستوى والمصداقية والرصيد المعنوي، يبدو أهتيساري متمتعا بـ«بروفايل» قريب من الذي يتمتع به أنان. لكن هل سيقبل هذا المسؤول المعروف عنه تمسكه بالأمم المتحدة وبوظيفتها لحفظ السلام في العالم مهمة تبدو أصعب بكثير من المهمات السابقة التي كلف بها؟

وتبرز إلى جانب أهتيساري شخصيتان إسبانيتان أشارت إليهما صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أول من أمس وهما لوزيري خارجية إسبانيا السابقين ميغيل أنخيل موراتيونس وخافيير سولانا. الأول يعرف المنطقة جيدا وله علاقات قوية بسوريا التي زارها كثيرا عندما كان مبعوثا للاتحاد الأوروبي إلى الشرق الأوسط وعملية السلام. وبعد تركه وزارة الخارجية الإسبانية عام 2010، عين سولانا مستشارا دبلوماسيا لبرنامج الأمن الغذائي القطري.

باريس تنوي تطوير المساعدة الإنسانية للشعب السوري

في غياب تقدم سياسي

لندن: «الشرق الأوسط»

صرح سفير فرنسا في الأمم المتحدة جيرار أرو، أمس أن باريس ستنتهز فرصة رئاستها لمجلس الأمن الدولي في أغسطس (آب) لتطوير المساعدة للشعب السوري في غياب تقدم سياسي بسبب موقف روسيا، محذرا موسكو من «كارثة نهائية».

وقال أرو لإذاعة «أوروبا – 1» أنه «بشأن التقدم على الصعيد السياسي، إنني اعتقد أن الأمر سيكون صعبا».

-وأضاف: «لكن هناك أمورا يمكننا تحقيقها من وجهة النظر الإنسانية لأننا ننسى أنه وراء العراقيل في مجلس الأمن الدولي أو استقالة كوفي أنان، هناك معاناة السوريين».

وتابع: «سنحاول العمل لنجذب روسيا والصين حول المسائل الإنسانية على الأقل»، مذكرا بأن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، ينوي عقد اجتماع وزاري في نهاية الشهر الحالي في نيويورك في مجلس الأمن الدولي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، وقال الدبلوماسي: «هناك 3 ملايين سوري حاليا تنقصهم الأدوية والغذاء. لا منفذ إنسانيا لهم سوى (الهلال الأحمر السوري) الذي يقوم بأعمال رائعة لكنها تتجاوز قدراته».

وأضاف: «نأمل أن يصغي هذان البلدان للأسرة الدولية، بعد استقالة الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان الذي وجد نفسه (عاجزا) بدون دعم مجلس الأمن. من جهة أخرى، عبر السفير الفرنسي عن أسفه لغياب الضغوط على أعلى مستوى دولي على نظام بشار الأسد».

وقال إن «الروس يقولون إنه بالنسبة لهم، إما الأسد أو الإسلاميين وإنهم ليسوا متمسكين بالأسد لكنهم لا يريدون إسلاميين. ونحن نرد عليهم: إنه بسياستهم سيكون الأسد ثم الإسلاميين؛ لأن الأسد سيسقط ونتوقع أن تصبح المقاومة أكثر تشددا».

وتابع أرو: «إننا نشهد أصلا ظهورا للقاعدة في سوريا وفي نهاية المطاف سنصل إلى النتيجة التي يخشاها الروس».

وأوضح السفير الفرنسي: «علينا إقناع الروس والصينيين بأنهم على طريق خطأ وأنهم يجروننا إلى الكارثة النهائية والحرب الأهلية والفوضى، وربما انتصار المتشددين بينما الشعب السوري حاليا هو الذي يقاتل لا المتشددين». وأخيرا حذر السفير الفرنسي من «مجازر جديدة» في حلب.

وقال إن «المعركة الحقيقة ستبدأ في حلب على ما يبدو. والنظام يقوم بتجميع قوات وأسلحة ثقيلة جدا حول المدينة وقد نشهد في الساعات أو الأيام المقبلة أعمال عنف جديدة ومجازر أخرى».\

قلق أوروبي بسبب الإعادة القسرية لسوريين من لبنان

الاتحاد الأوروبي: للبنان التزام قانوني يمنعه من تسليم أي مواطن إلى دولة يمكن أن يتعرض فيها للتعذيب

بروكسل: عبد الله مصطفى

قال الاتحاد الأوروبي إنه يشعر بالقلق البالغ إزاء التقارير التي أشارت إلى قيام السلطات اللبنانية بطرد مواطنين سوريين وإعادتهم إلى بلادهم.

وقال بيان صدر ببروكسل، عن مكتب كاثرين أشتون، منسقة السياسة الخارجية للاتحاد، إن لبنان بصفته طرفا في اتفاقية مناهضة التعذيب، لديه التزام قانوني واضح يمنعه من تسليم أي مواطن إلى دولة يمكن أن يتعرض فيها للتعذيب «واليوم سوريا في حالة يتعرض فيها الناس للخطر في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك كون أن هناك تقارير موثقة تفيد بوقوع تعذيب، ويجب على لبنان أن يضمن عدم ترحيل الأشخاص خارج إطار الالتزامات الدولية، وعليه أن يتخذ الإجراءات المتبعة من خلال التنسيق مع المنظمات المحلية والدولية لا سيما المفوضية العليا للاجئين». وأشار البيان إلى أن لبنان قدمت ضمانات في ما يتعلق باحترام التزامها الدولي بتقديم الدعم لأولئك الذين فروا من العنف في سوريا. ويأتي ذلك في وقت يعمل فيه الاتحاد الأوروبي على مساعدة السلطات اللبنانية في التصدي للتحديات التي يواجهها هذا البلد من حيث سيادة القانون والأمن والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، واختتم البيان بإعادة التأكيد على أنه يتوقع من السلطات اللبنانية مواصلة توفير الحماية للفارين إليها، وذلك تماشيا مع مبدأ عدم الإعادة القسرية.

وذكرت تقارير إعلامية مختلفة أن سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان مورا كونيلي، عبّرت خلال زيارتها رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في دارته في الرابية، وبحسب بيان صادر عن السفارة، عن «انزعاج الولايات المتحدة العميق لعملية الترحيل التي جرت مؤخرا لأربعة عشر سوريا»، مشددة على «أهمية حماية جميع السوريين، بما في ذلك المعارضون والمنشقون الذين نبذوا العنف، وذلك تماشيا مع واجبات لبنان الدولية الإنسانية».

بدوره، أعرب الناطق المساعد باسم الخارجية الفرنسية فينسان فلوران عن «قلق فرنسا الشديد إزاء معلومات عن ترحيل السلطات اللبنانية لمواطنين سوريين إلى سوريا»، مذكرا بأنه «وفقا للقانون الدولي الإنساني، يجب تطبيق مبدأ حماية وعدم الإعادة القسرية للأشخاص الذين تتعرض حياتهم للخطر في بلادهم». وأشار إلى أن «فرنسا تعتمد على السلطات اللبنانية لتوضيح هذه المعلومات، وبشكل عام، لحماية اللاجئين». كما أعربت عن «القلق» من «إعدامات ميدانية تمارسها مجموعات نسبت إلى المعارضة المسلحة السورية»، مشددة على «ضرورة وجود حل للأزمة مع مراعاة تنوع المجتمع السوري». وأوضح «إننا قلقون من المعلومات حول عمليات قتل ميدانية في سوريا، والتي يمكن أن تكون قد ارتكبت من قبل جماعات تدعي تمثيل المعارضة»، مؤكدا أن «أي شيء يتجاوز الدفاع المنضبط والمتناسب عن المدنيين لمواجهة الفظائع التي يرتكبها النظام السوري لا يخدم قضية المعارضة السورية والتطلعات المشروعة للشعب السوري من أجل الديمقراطية». ولفت إلى أن «هذه الأحداث تظهر مرة أخرى ضرورة إيجاد حل للأزمة السورية، الأمر الذي يتطلب وضع حد للعنف والقمع، وإنشاء عملية انتقالية سياسية ذات مصداقية، مع مراعاة تنوع المجتمع السوري»، مشددا على «عمل فرنسا بهذا الاتجاه».

وأعلنت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي السفيرة أنجلينا إيخهورست «اننا أخذنا علما بالتقارير حول ترحيل 14 سوريا إلى بلادهم. ونحن على اتصال بجميع شركائنا، الحكومة والأمن العام والمنظمات غير الحكومية، للاطلاع على الوقائع»، مشيرة إلى أن «هذا النوع من التقارير يثير قلقنا، لكن يجب التأكد من هذه المعلومات». وأضافت «لقد صادق لبنان على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب ويتعين عليه احترام التزاماته الدولية، ويجب ألا يعمد إلى ترحيل أشخاص من الممكن أن يتعرضوا للتعذيب أو سوء المعاملة. وقد سبق أن حصلنا على ضمانات من الحكومة اللبنانية تؤكد فيها على أنها ستبذل كل ما في وسعها لحماية السوريين اللاجئين في لبنان».

العميد السوري المنشق مناف طلاس يزور تركيا

لندن: «الشرق الأوسط»

قام العميد السوري المنشق عن النظام السوري مناف طلاس أول من أمس بزيارة إلى تركيا للقاء مسؤولين أتراك، وكان أعلن في الأيام الماضية أنه يعد خارطة طريق للخروج من الأزمة، حسبما أفاد مصدر دبلوماسي أمس. ولم يرد أي إيضاح حول هوية المسؤولين الذين التقاهم طلاس ولا حول فحوى المحادثات. حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وينتمي طلاس إلى الطائفة السنية، وهو نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي. وهو أهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في منتصف مارس (آذار) 2011.

وينحدر طلاس من الرستن في محافظة حمص (وسط)، المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر طويلة والتي تعتبر معقلا للجيش السوري الحر.

وكان مناف طلاس قائد اللواء 105 في الحرس الجمهوري، إلا أنه أقصي من مهامه منذ نحو سنة بعد أن فقد النظام ثقته به.

وسبق أن توجه طلاس إلى تركيا الأسبوع الماضي، حيث التقى وزير الخارجية أحمد داود أوغلو.

قصف واشتباكات للسيطرة على المدينة

“الحر” يعزز مكاسبه بحلب ويحاصر قلعتها

                                            يتواصل القصف والاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في محاولة للسيطرة على مدينة حلب، وخصوصا بعد إعلان الجيش الحر سيطرته على عدد من الأحياء بمدينة حلب القديمة الأمر الذي نفاه التلفزيون الرسمي السوري، وكان 139 شخصا على الأقل قُتلوا السبت معظمهم في دير الزور ودمشق وريفها.

وقال مدير العمليات التابع للجيش الحر للجزيرة إن قواته تحاول السيطرة على القلعة التي تطل على مدينة حلب. وأكد مراسل الجزيرة أن الجيش الحر يحاصر القلعة والقصر العدلي من ثلاث جهات.

وأضاف أن الجيش الحر يسيطر على أحياء حلب القديمة بشكل شبه كامل وعلى عدد من مباني المؤسسات الحكومية بمنطقة الحميدية المطلة على حي صلاح الدين، وأشار إلى أن الطيران الحربي قصف عدة أحياء بحلب.

واستبعد المراسل شن الجيش النظامي عملية واسعة على المدينة لأن خطوط الإمداد في كل من إدلب ودمشق يسيطر عليها الجيش الحر إضافة إلى سيطرته على أكثر من 60% في المدينة ذات الشوارع الضيقة مما يفرض على الجيش النظامي خوض حرب شوارع لا حرب شاملة.

من جانبه أفاد المرصد السوري أن حي صلاح الدين يتعرض للقصف من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين من الجيش الحر في أحياء الحمدانية والسكري والأنصاري.

وذكر المرصد أن اشتباكات حلب اليوم أدت إلى مقتل عنصرين من الجيش الحر في حي جمعية الزهراء حيث مقر المخابرات الجوية. وأعلن المرصد فجرا عن سقوط قذائف عدة على حيي الحيدرية ومساكن هنانو، مضيفا أن اشتباكات دارت في حي الميرديان قرب إدارة الهجرة والجوازات.

وفي دمشق أعلنت شبكة شام أن قوات الجيش النظامي أعدمت 12 شخصاً في حي التضامن وثمانية أشخاص في حرستا بريف دمشق، بينما سقط ستة قتلى في قصف للجيش النظامي على حي ركن الدين.

كما أظهرت صور بثها ناشطون قصفاً يستهدف المباني السكنية في مدينة الزبداني بريف دمشق.

كما تعرضت مدينة القصير بريف حمص ومدينة أريحا وبلدات وقرى حنتوتين وكفر سجنة والركايا ومدايا ومعر دبسة وأسقاط بمحافظة إدلب لقصف عنيف من قبل القوات النظامية.

وأعلن ناشطون أن عشرات المباني السكنية انهارت في مدينة أريحا بإدلب بسبب القصف العنيف للقوات النظامية.

ومن جهة أخرى, قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن 4239 شخصا قتلوا الشهر الماضي، مما يجعل يوليو/تموز الأكثر دموية منذ انطلاق الثورة السورية في مارس/آذار 2011.

وقال المرصد إن العدد الإجمالي للقتلى منذ اندلاع الثورة يرتفع بذلك إلى أكثر من 21 ألف قتيل.

مظاهرات معارضة ومؤيدة

ورغم القصف الذي يستهدف حلب، خرجت مظاهرات ليلية في عدة أحياء من المدينة بينها أحياء حلب الجديدة والحيدرية ومساكن هنانو. وقد ندد المتظاهرون “بوحشية” النظام.

وفي ريف إدلب خرجت مظاهرات ليلية تُطالب بوقف “المجازر” التي يرتكبها النظام ضد المدنيين العزل. وقد تركزت المظاهرات في مناطق بنش وكنصفرة بجبل الزاوية وفي مدينة حماه وريفها، وخرجت مظاهرات في أحياء طريق حلب والكرامة والبياض وكفر زيتا منددة بما يرتكبه النظام من مجازر بحق المدنيين.

وفي حفايا تحول تشييع قتلى مجزرة زور الحيصة إلى مظاهرة ليلية منددة بعمليات القتل التي تنفذها قوات النظام.

واشنطن تخطط لمرحلة ما بعد الأسد

                                            قالت نيويورك تايمز إن وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين تقومان بإعداد خطط محكمة من أجل إدارة الأزمة السورية في مرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد وخاصة على مستوى الحفاظ على المؤسسات وعدم انتشار العنف والفوضى على الحدود الإقليمية.

ونسبت الصحيفة الأميركية إلى مسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما قولهم إنه بينما يحتدم الاقتتال في سوريا بين الجيش النظامي التابع للأسد والجيش السوري الحر، فإن وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين عاكفتان على إعداد الخطط الكفيلة بمواجهة تدفق المزيد من اللاجئين السوريين.

كما تبحث الوزارتان الأميركتان كيفية تقديم المساعدة من أجل الحفاظ على الصحة العامة وتوفير الخدمات البلدية وإعادة التشغيل، وكذلك تعدان خططا لإنعاش الاقتصاد السوري المحطم ولتجنب حدوث فراغ سياسي في أعقاب سقوط الأسد.

وبعد أن وضعت الوزارتان في الاعتبار الأخطاء الأميركية التي حدثت في أعقاب غزو العراق عام 2003، فإنهما أوجدتا عددا من خلايا العمل من أجل وضع الخطط الكفيلة بمواجهة الفوضى وأعمال العنف المتوقع انتشارها على الحدود السورية، وبالتالي كي لا يكون من شأنها زعزعة الاستقرار على تلك الحدود.

وتأتي الاستعدادات الأميركية لمواجهة مرحلة ما بعد الأسد بالرغم من عدم تنبؤ أي مسؤول أميركي بشأن الفترة المتبقية للرئيس السوري بالسلطة، فيما إذا كانت أسابيع أم أشهر.

تفكيك عقوبات

وتدرس وزارة الخارجية إمكانية تحديد مواقع  لتخزين المزيد من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية بالمنطقة، وكذلك كيفية تفكيك مجموعة من العقوبات الأميركية والأوروبية ضد سوريا بشكل مستعجل، وذلك للسماح باستئناف الأعمال وتدفق الاستثمار إلى سوريا من أجل تجنب المزيد من التدهور لحياة الناس العاديين.

كما تضغط الخارجية على المعارضة السورية من أجل تجنب الأعمال الانتقامية القاسية ضد الجيش والشرطة والأطقم الحكومية للبلديات التابعة لنظام الأسد، وذلك تجنبا لحدوث فراغ أمني وانهيار للخدمات البلدية بالبلاد.

وبينما أشارت الصحيفة إلى أعمال السلب والنهب والفوضى التي أعقبت الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003، والتي كان من شأنها أن أدت إلى نشوء حالة من التمرد الدائم بالعراق، نسبت إلى أحد مسؤولي الإدارة الأميركية الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه القول إن الإدارة لا تريد من المعارضة السورية أن تقوم في مرحلة ما بعد إسقاط الأسد بحل المؤسسات القائمة في البلاد.

وأضافت نيويورك تايمز أنه بالرغم من أن البيت الأبيض استبعد أي تدخل عسكري أميركي بسوريا، فإن وزارة الدفاع (بنتاغون) تعكف على صياغة خطط طوارئ لعمليات مع حلفاء منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو مع الحلفاء على المستوى الإقليمي، وذلك من أجل إدارة أي تدفق كبير من اللاجئين على الحدود السورية وكذلك من أجل الحفاظ على ترسانة البلاد من الأسلحة الكيميائية.

وقالت الصحيفة إن التخطيط الأميركي يتم تنسيقه بالاشتراك مع الحلفاء الإقليميين مثل تركيا والأردن وإسرائيل، وإنه يأتي بالتزامن مع تقديم  المساعدات السرية والعلنية الأميركية والأجنبية إلى الجيش السوري الحر التابع للمعارضة.

وأضافت أن دولا مثل تركيا والسعودية وقطر تقوم بتزويد الجيش السوري الحر بالأسلحة، وذلك بمساعدة عدد من ضباط وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي).

المصدر:نيويورك تايمز

 بشار الأسد.. رئيس عُبّدت له الطريق

                                            محمد أعماري

لم يكن المسار الدراسي والأكاديمي الذي سلكه بشار الأسد في الفترة الجامعية وما قبلها يشي بأنه قد يصبح يوما ما رئيسا للجمهورية العربية السورية، أو حتى رجلا تستهويه سياسة الناس وتسيير شؤونهم.

فبشار الأسد -الذي ولد في 11 سبتمبر/أيلول عام 1965- درس الابتدائية والثانوية في العاصمة دمشق -مسقط رأسه- وتخرج في جامعتها عام 1988 في كلية الطب، وتخصص في طب العيون ومارس عمله فيه عقب تخرجه.

وفي الوقت الذي كان فيه يشق طريقه في مجال الطب، حيث توجه في عام 1992 إلى بريطانيا لمتابعة دراسته وللمزيد من التعمق في تخصص طب العيون، كان أخوه الأكبر باسل يشق طريقه في دهاليز السياسة وميادين الجيش، وبدأ يظهر بشكل أصبح معه الجميع يرى فيه وريث “عرش” الجمهورية بعد أبيه حافظ الأسد.

غير أن القدر كان يضمر غير ما هو ظاهر في حياة الشقيقين بشار وباسل، ففي عام 1994 أودى حادث سيارة -ما زالت ملابساته غامضة- بحياة باسل، فعاد بشار من لندن إلى سوريا ولمّا يكمل دراسته بعد، وبدأ مسلسل إعداده بديلا عن أخيه في خلافة والدهما الذي حكم البلاد ثلاثة عقود.

تدرج نحو التوريث

انتخب بشار في عام 1994 رئيسا لمجلس إدارة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، وهي التي تقود النشاط المعلوماتي في سوريا، كما أُخرج من مختبرات الطب وغرف العمليات الجراحية وزُج به في غرف العمليات العسكرية، حيث التحق بالجيش السوري برتبة نقيب.

وفي عام 1995 ترقى إلى رتبة رائد، ثم إلى رتبة مقدم ركن عام 1997، ثم إلى رتبة عقيد ركن عام 1999، ثم عين قائدا للجيش والقوات المسلحة في 11 يونيو/حزيران 2000 بعد يوم واحد من وفاة والده.

تم تكليف بشار الأسد أيضا بالملف اللبناني عام 1995، وهو الملف الذي انعكس فيه بشكل جلي تشابك العلاقات السورية اللبنانية، وفي عام 1998 لعب الطبيب القادم إلى السياسة دورا بارزا في تنصيب الرئيس اللبناني آنذاك إميل لحود.

ولأنه ليس بالجيش وحده تُحكم سوريا، كان لا بد لبشار الأسد أن يكون حاضرا أيضا في هياكل حزب البعث العربي الاشتراكي الذي “يحكم” البلاد منذ بداية ستينيات القرن الماضي، فانتُخب الشاب الطبيب -الذي لم يكن له اهتمام بالسياسة- أمينا قـُطريا في المؤتمر القـُطري التاسع لحزب البعث في 27 يونيو/حزيران 2000.

تدرُّج بشار في سلم الجيش، وتمكينه من قيادة حزب البعث لم يذلل كل العقبات التي كانت تحول بينه وبين وراثة منصب الرئاسة، ومباشرة بعد موت والده ظهر عائق دستوري، لذلك اجتمع البرلمان السوري في نفس اليوم الذي توفي فيه حافظ الأسد، وأقر أسرع تعديل دستوري في العالم ليُعبّد طريق القصر الجمهوري أمام بشار.

وخلال اجتماع لم يستمر أكثر من ربع ساعة، وفي تصويت سريع، عدلت المادة 83 من الدستور لتغيير الحد الأدنى لسن الرئيس من أربعين سنة إلى 34 سنة، وهي سن بشار عندئذ، وبذلك تمكن من تقلد منصب رئاسة البلاد، وانتخب في الأول من يوليو/تموز 2000 رئيسا للجمهورية لمدة سبع سنوات، وفي عام 2007 أعيد انتخابه رئيسا للبلاد لولاية جديدة تمتد سبع سنين أخرى.

بدأ بشار ولايته الرئاسية الأولى بإنجازات ورسائل سياسية أكبرَها بعضُ المتتبعين حتى أطلق على تلك الفترة “ربيع دمشق”، لما كان يأمله فيها الكثيرون من تغيير وإصلاح، غير أنها لم تدم وما لبثت سياساته أن خضعت للمأثور والموروث، وصار لعهده كما كان لعهد أبيه معتقلون سياسيون وانتهاكات حقوقية، ومعارضون كثر في الخارج وقليل منهم في الداخل.

لم يكمل بشار الأسد دراسته في لندن، لكنه تعرف فيها على أسماء الأخرس -التي درست ونشأت في بريطانيا- وهي ابنة طبيب حمصي ينتمي للأغلبية السنية. وفي ديسمبر/كانون الأول من عام 2000 تزوجها، وبعد عام رزقا بأول أولادهما وأسمياه “حافظ” تيمنا باسم جده، وفي الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2003 ولدت لهما أخته زين، ثم أخوهما كريم في 16 من ديسمبر/كانون الأول عام 2004.

ضغوط دولية

السياسات الخارجية التي كان يعلنها نظام بشار الأسد جلبت له ضغوطا دولية كبيرة، لكنها أيضا أضفت عليه صفة “النظام الممانع والمقاوم”، ففي عهده توترت العلاقات مع الولايات المتحدة، وتحديدا بعد احتلال أميركا للعراق عام 2003، حيث اتهمت واشنطن دمشق بدعم من أسمتهم “الإرهابيين” الذين يتسللون عبر الحدود السورية إلى العراق.

ودخلت العلاقة بين البلدين مرحلة أكثر توترا بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في 15 فبراير/شباط 2005، حيث أيدت الإدارة الأميركية المعارضة اللبنانية التي اتهمت الأجهزة الأمنية السورية بالتواطؤ في عملية الاغتيال أو التقصير والإهمال في منعها، واضطر الأسد مع تصاعد الضغوط إلى سحب الجيش السوري من لبنان في أبريل/نيسان عام 2005.

كما أن دعم نظام الأسد للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي جلب له متاعب من الغرب، حيث خضعت بلاده لضغوط خارجية، لكنه زاد من أسهمه في بورصة “الممانعة والمقاومة”، على الرغم من أنه دخل في مفاوضات سرية غير مباشرة مع إسرائيل بوساطة تركية حول وضع الجولان السوري المحتل.

وفي منتصف مارس/آذار 2011، انطلقت شرارة احتجاجات بدأت من محافظة درعا جنوب البلاد مطالبة الأسد بالإصلاح، وتحولت فيما بعدُ إلى ثورة شعبية تنادي بإسقاطه ونظامه، في حين واجهها الجيش وقوى الأمن السوريان بالعنف والقتل والاعتقال والتشريد، حيث أصبح الضحايا بعد أكثر من 17 شهرا يعدّون بعشرات الآلاف بين قتيل وجريح.

قام الأسد ببعض “الإصلاحات” في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي لكنه لم يفلح في ذلك، لكون إصلاحاته جاءت متأخرة واعتبر الثوار أنها لا تلبي مطالبهم، وتحول الصراع إلى قتال في عدة مدن بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر الذي أسسه العسكريون المنشقون عن جيش النظام.

وفي 18 يوليو/تموز 2012، تلقى نظام بشار الأسد أعنف ضربة منذ بداية الثورة، حيث قتل وزير الدفاع العماد داود راجحة، ونائبه آصف شوكت صهر الأسد، ورئيس خلية الأزمة حسن التركماني، في تفجير استهدف مبنى مكتب الأمن القومي في دمشق، ومن يومها توارى الأسد عن الأنظار، باستثناء بث صور له على التلفزيون السوري يوم 19 يوليو/تموز 2012وهو يستقبل وزير الدفاع الجديد العماد فهد جاسم الفريج، وصور بثتها له وكالة الأنباء الرسمية وهو يستقبل أحد قادة الجيش يوم 22 يوليو/تموز 2012.

مصطفى الشيخ أرفع المنشقين عن الأسد

                                            كان العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ أرفع ضابط في الجيش السوري يعلن انشقاقه، وقدم التحاقه بالمعارضة التي تسعى للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد دعما نوعيا بالنظر إلى خبرته العسكرية والمناصب التي تولى مسؤوليتها.

وأعلن الشيخ المولود يوم 2 يونيو/حزيران 1957 في إدلب انشقاقه يوم 16 ديسمبر/كانون الأول 2011 رفقة أحد أبنائه الضابط برتبة ملازم أول وعدد من أفراد أسرته، بينهم شقيقه الذي يشغل منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في محافظة إدلب.

تلقى العميد الركن تدريبه في الكلية الحربية بسوريا وتخرج منها عام 1979 برتبة ملازم في اختصاص كيمياء، وتابع دورات عسكرية مختلفة من بينها دورة قائد كتيبة، ودورة قيادة وأركان.

التحق بالقوات البرية وعمل ضمن صفوفها بين عامي 1979 و1983، وقضى عاما منها ضمن قوات الردع العربية في طرابلس اللبنانية.

وخلال الفترة من 1984 إلى 2005 كان ضابط أمن بمركز الدراسات والبحوث العلمية، نقل بعدها إلى قيادة المنطقة الشمالية رئيسا لفرع الكيمياء وضابط أمن للمنطقة الشمالية.

وكشف الشيخ عقب انشقاقه الذي أعلن رسميا يوم 6 يناير/كانون الثاني 2012، أن ثلث الجيش السوري فقط على استعداد للقتال بسبب الانشقاقات أو التغيب عن العمل، وأوضح أن الروح المعنوية للكثير من منتسبي الجيش شبه منهارة، مؤكدا أن معظم الضباط السنة هربوا أو اعتقلوا أو هُمشوا ونزعت منهم معداتهم القتالية، وتحدث حينها عن قدرة الجيش السوري على الصمود لعام فقط.

وأعلن الشيخ المتواجد في تركيا منذ انشقاقه، عن إنشاء “المجلس العسكري الثوري الأعلى” برئاسته ليكون بمثابة “هيكل تنظيمي” للمنشقين، ثم تولى قيادة المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر الذي يتكفل بالتخطيط للعمليات العسكرية ضد النظام وتنظيم عمليات الانشقاق، وذلك بالتنسيق مع الجيش السوري الحر.

مجزرة الحراك بعيون الأطفال السوريين

                                            محمد النجار-عمان

بكلمات تظهر نضجا بالرغم من صغر سنهما، تحدث إلينا عمار (6 سنوات) الذي فقد يده ورجله، ورقية (11 سنة) التي فقدت يدها إضافة لثلاثة من أخواتها في مجزرة الحراك بدرعا جنوب سوريا، عن المأساة قبل المجزرة وأثناءها وما زالت تلازمهما حتى الآن.

وكانت بلدة الحراك قد فقدت الشهر الماضي 15 شخصا بينهم ثلاثة أطفال، حيث استهدف صاروخ شارعا يضم ملجأ كان قد لجأ إليه عدة عائلات نتيجة القصف المتواصل من الجيش النظامي، وكانت عائلتا الطفلين من بينها.

فالطفل عمار فقط رجله ويده، كما فقدت أمه إحدى رجليها، أما رقية ففقدت يدها اليسرى مع أخواتها الثلاث الصغار وخالتها في القصف كما بترت رجل أمها.

ويرقد أفراد العائلتين على سرير الشفاء بالمستشفى الإسلامي في عمان بعد أن وصل من تبقى من أفرادهما إلى الأردن تسللا عبر الحدود، ويقولون إنهم عاشوا مأساة استمرت عدة أيام خلال رحلة النزوح قبل أن يتلقوا العلاج في الأردن.

وفي حديثه للجزيرة نت، يتحدث الطفل عمار بلغة أكثر نضجا من أقرانه ويقول “كنت في الملجأ وخرجت مع أمي للحمام فجاء الصاروخ وقطع رجلي ويدي”.

ويصف الوضع في الملجأ بلغته البريئة “ما كان عندنا كهرباء ولا خبز ولا طحين (…) الأولاد أكلوا التراب لأنه ما عندنا شيء، المرضى ما ظل عندهم دواء”.

ويلفت عمار نظر من حضروا لعيادته والكادر الطبي عندما يقول “جيش بشار هو الذي قصفنا وحاصر الحراك التي عفناها (سأمنا منها)”.

ورغم وجود بعض الألعاب من حوله إلا أنه لا يبدو مهتما بها، بل بدأ بالدعاء بشكل لافت “الله يشلك يا بشار وينتقم منك ويحرمك من بيتك وعيالك مثل ما حرمتني من رجلي ويدي”.

آثار نفسية

وفي سرير آخر بالغرفة ذاتها، ترقد الطفلة رقية التي فقدت يدها بمواجهة سرير والدتها، وبدأت تسترجع ذكرياتها مع أخواتها الثلاث الصغار اللواتي شاهدتهن قطعا ممزقة بعد القصف.

وتقول “كنت قد خرجت من الملجأ مع أمي لزيارة خالاتي وكان هناك أطفال يلعبون أمامه، وفجأة سقط الصاروخ وطرت من مكاني وصحوت بعد قليل لأجد يدي مقطوعة وأخواتي الصغار مقطعات (…) واستشهد مع أخواتي عشرة من أهل الحراك منهم خالتي”.

وتتساءل الطفلة بعين دامعة “ما هو ذنبنا؟ قتلونا من الجوع.. قطعونا، لا نشكي أمرنا إلا لله.. الحمد لله”.

وعلاوة على ذلك، تبدو الآثار النفسية للأحداث المتوالية في درعا واضحة على الطفلين، فلا تغيب عن عمار جملة “تكبير.. الله أكبر” بين ثنايا حديثه المأساوي، أما رقية فلا تكف عن تذكر أشلاء أخواتها.

ووفق ناشطين من درعا تحدثوا إلى الجزيرة نت فإن الأطفال السوريين يدفعون ثمنا مضاعفا في الحرب التي يقولون إن الجيش النظامي والأجهزة الأمنية يخوضونها لوأد الثورة.

وتكشف إحصائيات جمعية الكتاب والسنة التي تقود أوسع ائتلاف خيري أردني يرعى اللاجئين السوريين أن عددهم قد بلغ سبعين ألف لاجئ، بينهم عشرون ألف طفل (من يوم واحد حتى 16 سنة).

ووفق الجمعية فإن هؤلاء الأطفال يتوزعون مع عائلاتهم على المدن الأردنية، حيث يسكن نصفهم تقريبا في عمان حاليا، ويسكن العدد الأكبر من الباقين بمحافظتي المفرق وإربد الحدوديتين مع سوريا.

الجعفري يتهم السعودية وقطر بدعم الحرب على سوريا

أشار إلى الدعم العسكري والمالي والتبرعات التي تقدمها للجيش الحر

العربية.نت

وجّه مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، اتهم فيهما كلاً من السعودية وقطر والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وتركيا بدعم ما سمّاها “المجموعات الإرهابية” من خلال ما تقدمه لها من تسليح وتمويل وتسهيل.

وقال إن السعودية وقطر جعلتا من نفسيهما ممولاً ومنفذاً في الحرب على سوريا، مشيراً إلى الدعم العسكري والمالي والتبرعات التي تقدمها هذه الدول للمجموعات التي سمّاها بـ”الإرهابية”.

وأكد أن الهدف من هذا الدعم هو تغيير توازنات المنطقة وإخضاع دولها لهيمنة سياسات الدول الغربية وإرادتها.

واستنكر الجعفري القرار الذي سمحت فيه الإدارة الأمريكية بتقديم مساعدات مالية مباشرة “للجيش السوري الحر” وسماح تركيا بفتح مطاراتها وحدودها “للإرهابيين”، حسب تعبيره، حيث قدمت لهم كل التسهيلات وعملت على استضافة مكاتب لما يسمى “الجيس السوري الحر”، زاعماً أنها “مكاتب لعمليات عسكرية تديرها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية والسعودية والقطرية لتوجية معارك ضد المواطنين السوريين وارتكاب المجازر بعد دخول هذه العناصر الإرهابية بشكل كبير”.

وطالب الجعفري مجلس الأمن بالضغط على هذه الدول لوقف دعم المجموعات الإرهابية ووقف تسليحها وتمويلها وتسهيل عملياتها.

النظام السوري يحشد لمعركة حلب.. و”الحر” يتأهب

رئيس عمليات حفظ السلام يعلن أن هناك تعزيزات وحشوداً عسكرية تتجه إلى المدينة

العربية.نت

قال مسؤول عسكري في الجيش الحر اليوم الأحد إن المقاتلين ينتظرون هجوماً قوياً خلال أيام على حلب يرتكز على الطيران الحربي، بعد فشل القوات البرية من تحقيق أي تقدم على الأرض، وهو ما كان أكده رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، حيث أعلن عن تعزيزات وحشود عسكرية تتجه إلى المدينة.

وقصفت القوات النظامية حي صلاح الدين، الذي يعد أحد البوابات المؤدية إلى المدينة التي يبلغ تعداد سكانها 5.2 مليون نسمة.

وفي دمشق قال سكان إن طائرات قصفت العاصمة مع مواصلة قوات الجيش هجوما بدأ يوم الجمعة لاقتحام آخر معقل للجيش الحر هناك.

وقد خلت المدينتان المهمتان بالنسبة للمعركة في سوريا نسبيا من أعمال العنف خلال الثورة، ولكن القتال اندلع في دمشق بعد تفجير وقع في 18 يوليو/تموز وأسفر عن قتل أربعة من المقربين للأسد كما تفجر أيضا في حلب.

وقال ناشط إن قوات الجيش الحر تحاول حالياً توسيع المنطقة التي تسيطر عليها من حي صلاح الدين إلى المنطقة المحيطة بمبنى الإذاعة والتلفزيون.

وفي سياق متصل، قالت لجان تنسيق الثورة السورية إن عدد القتلى ارتفع أمس إلى 145.

في حين قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن جيش النظام نفذ إعدامات ميدانية في حي التضامن بحق اثني عشر شخصا بعد اقتحام الحي.

شهدت أحياء جوبر وركن الدين والصالحية قصفاً عنيفا من على جبل قاسيون.

كما اقتحمت قوات النظام مدينة حرستا وسط اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر.

كذلك وقعت اشتباكات في حي الحاضر في حماة بعد وصول تعزيزات عسكرية لجيش النظام إلى حي القصور واقتحامه من جهة البساتين وشارع الثلاثين.

أما في حمص فتجدد القصف المدفعي على مدن الحولة والقصير وتلبيسة والرستن.

وفي درعا شنت قوات النظام حملات دهم واعتقالات في بلدة نمر، ونفذت قصفا عنيفا على مناطق الحراك وناحتة والكرك الشرقي بدرعا مع قطع جميع الاتصالات الهاتفية وخدمة الإنترنت.

مقتل 54 سوريا والطائرات تقصف حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

استخدمت القوات النظامية السورية المدفعية والطائرات وطائرة هليكوبتر لقصف مواقع مقاتلي المعارضة في مدينة حلب شمالي البلاد حسب شهود، فيما قالت الشبكة السورية إن 54 شخصا قتلوا بمناطق عدة الأحد.

وتتواصل المعارك في حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون في حلب وفي أحياء أخرى من المدينة التي يسعى الطرفان للسيطرة عليها، في معركة قد تحدد نتيجة الاحتجاجات المستمرة منذ 17 شهرا.

وبعد أن أدى فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار بشأن سوريا إلى اجبار مبعوث السلام الدولي كوفي أنان على الاستقالة الأسبوع الماضي، وتداعي خطته لوقف إطلاق النار تعرض مقاتلو المعارضة لهذا الهجوم الذي توقعوه في حلب وفي العاصمة دمشق.

ونقلت رويترز عن شاهد في حلب “توجد طائرة هليكوبتر واحدة ونسمع دوي انفجارين في كل دقيقة.”

كما قصفت القوات السورية حي صلاح الدين، وهو إحدى البوابات المؤدية إلى المدينة التي يبلغ تعداد سكانها 2.5 مليون نسمة، وأصبحت خط المواجهة في صراع طائفي على نحو متزايد أسفر عن سقوط 18 ألف قتيل وقد يمتد إلى دول مجاورة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان أن حي صلاح الدين “يتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في الحي”.

وأشار إلى أن “هناك اشتباكات في أحياء الحمدانية والسكري والأنصاري”.

وذكر المرصد أن اشتباكات حلب الأحد أدت إلى مقتل مقاتلين معارضين اثنين في حي جمعية الزهراء حيث مقر المخابرات الجوية.

وأعلن المرصد فجرا عن “سقوط قذائف عدة على حيي الحيدرية ومساكن هنانو”، مضيفا أن “اشتباكات دارت في حي الميرديان قرب إدارة الهجرة والجوازات”.

وفي دمشق، قال سكان لرويترز إن طائرات قصفت العاصمة مع مواصلة قوات الجيش هجوما بدأ يوم الجمعة الماضي لاقتحام آخر معقل للمعارضين هناك.

وعرض ناشطون على الإنترنت اليوم فيديو للإيرانيين الـ48 الذين خطفهم الجيش السوري الحر في دمشق السبت، وقال ضابط من كتيبة البراء التي قامت بالعملية إن بعض هؤلاء ضباط بالحرس الثوري الإيراني.

وخلت المدينتان المهمتان بالنسبة للمعركة في سوريا نسبيا من أعمال العنف خلال الاحتجاجات، ولكن القتال اندلع في دمشق بعد تفجير وقع في 18 يوليو الماضي وأسفر عن مقتل 4 من المقربين للأسد، كما تفجر العنف أيضا في حلب.

من جهتها، نقلت صحيفة “الوطن” السورية الخاصة القريبة من النظام عن “مصادر مطلعة داخل مدينة حلب” أن “معركة الجيش لم تبدأ بعد وأن مهمته حاليا تنحسر في توجيه ضربات موجعة للإرهابيين وأوكارهم ومحاصرة المدينة من جميع جهاتها منعا لهروب أي من الإرهابيين”.

وأوضح هذا المصدر أن ضربات الجيش النظامي في حلب “خلفت حتى الآن مئات القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين”، مقدرا عدد المقاتلين المعارضين في المدنية “ما بين ستة وثمانية آلاف”.

ولفت المصدر إلى أنه “صار واضحا أن الجيش السوري أنجز القراءة الميدانية لطبيعة المعركة وظروفها التي تستدعي المزيد من التعزيزات لأحكام الطوق على مداخل المدينة وضرب الحصار على الأحياء السكنية التي يتمركز فيها المسلحون”.

وأوضح أن “الأهالي خصوصا المنحدرين من أصول عشائرية في بعض الأحياء الشعبية شرقي المدينة، دخلوا على خط المقاومة الشعبية في وجه المسلحين الذين ارتكبوا مجزرة بحق وجهاء منهم في اللجان الشعبية”، معتبرا أن ذلك “قد يحسن ويغير في مجريات المعركة التي يستعد الجيش لخوضها”.

وكان مسؤول أمني سوري رفيع أفاد وكالة فرانس برس السبت أن معركة حلب لم تبدأ بعد وأن القصف الجاري ليس إلا تمهيدا، مشيرا إلى أن التعزيزات العسكرية الموجودة لا تقل عن 20 ألف جندي وهي في ازدياد.

وقال “الطرف الآخر كذلك يرسل تعزيزات” في إشارة إلى المعارضين المسلحين.

وفي محافظة اللاذقية، لفت المرصد السوري إلى إصابة “خمسة من قادة الكتائب الثائرة المقاتلة بجراح إثر قصف تعرض له مبنى في جبل الأكراد فجر الأحد”.

وفي ريف حمص، تتعرض مدينة القصير “لقصف عنيف من قبل القوات النظامية” بحسب المرصد الذي لفت إلى مقتل شاب من من قرية آبل برصاص حاجز عسكري على طريق حمص دمشق”.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن “قصفا عنيفا” يطال أحياء الخالدية وجورة الشياح وبالإضافة إلى أحياء حمص القديمة المحاصرة.

وفي محافظة إدلب، تعرضت بلدات وقرى حنتوتين وكفر سجنة والركايا ومدايا ومعر دبسة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية فجر الأحد ما أسفر عن مقتل مدني في بلدة كفرسجنة.

وأشار إلى تعرض مدينة أريحا للقصف ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة العشرات بجراح في حصيلة أولية.

وذكر المرصد أن مدينة معرة النعمان تعرضت لقصف عشوائي، بينما خرجت تظاهرات مساء أمس السبت في مدن وقرى وبلدات في المحافظة نادت بإسقاط النظام.

وأفادت الهيئة العامة للثورة أن حي القابون الدمشقي يتعرض لـ “حملة دهم واعتقالات طالت منازل عدة من جهة البعلة من قبل قوات جيش النظام”.

وحصدت أعمال العنف السبت 205 قتلى، بينهم 115 مدنيا و38 مقاتلا معارضا و52 من القوات النظامية، بحسب المرصد.

نهاد سيريس لـ آكي: طبيعة حكم النظام لسورية تختصر بكلمتي الرعب والخضوع

روما (4 آب/ أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اعتبر الروائي والكاتب الدرامي السوري نهاد سيريس أن “النظام قد اتبع اسلوب الحل الأمني وماسيتبع ذلك من قتل ودمار سيكون هو المسؤول عنهما حسب تعبيره

وأضاف سيريس في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء أن هذا الاسلوب قد خلق وضعا ثوريا مسلحا رداً على العنف السلطوي وقد تجاوز الوضع في سورية نقطة اللاعودة فلم تعد تنفع دعوات الحوار التي ماتزال تطلق ولكن بشكل خجول” وأضاف “لقد دخلنا مرحلة الحرب ولا أعرف لماذا أصر النظام على التمادي فيه قبل أن نصل الى هذه المرحلة. ربما لأنه لا يستطيع ان يغير من طبيعة حكمه لسورية والتي يمكن اختصارها بكلمتين: الرعب والخضوع” وأردف “مايجري في حلب الآن هو نتيجة طبيعية لسقوط ريف المدينة وريف ادلب في ايدي الثوار ونتيجة طبيعية أخرى لتقاعس المجتمع الدولي عن ايجاد حل يرضي الحراك السلمي في البداية” على حد قوله

وحول “تأخر” مدينة حلب عن الحراك الثوري السوري، وعما إذا كان ذلك يعود لأسباب اجتماعية أم اقتصادية أم سياسية، قال “لهذه الأسباب جميعاً، واذا نظرنا الى تطور الاحداث منذ اليوم الأول في درعا فاننا نستنتج ان الناس في كل مناطق سورية لم يكونوا يخططون للثورة بل ان الثورة هي التي وصلت اليهم بسبب العنف غير المقبول الذي واجهت به السلطة التظاهرات السلمية” وأضاف “لقد امتدت الانتفاضة بالتدريج الى المدن والقرى السورية حتى غطت كامل المساحة الجغرافية، ثم ان حلب كانت تتمتع بالازدهار على صعيد الأعمال بعد الايام الصعبة التي واجهتها اثر أحداث السبعينيات من القرن الماضي ولذلك مادفع الناس للتظاهر في المناطق الأخرى لاسقاط النظام لم يصل الى حلب الا مؤخراً. على كل حال ان انخراط حلب في الثورة المسلحة حصل بسبب الضغط القادم من الأرياف ومحاصرة المدينة من قبل الجيش النظامي وقصفها سوف يزيد من أزمة النظام ولن يفيده ذلك على الاطلاق لأنه سيخسر حلب وسكان حلب بشكل تام” حسب تعبيره

وعن الشريحة الغالبة في الوقت الراهن في مدينة حلب، قال الكاتب والروائي المولود في مدينة حلب عام خمسين وتسعمائة وألف “أعتقد أن الخائفين هم الشريحة الغالبة في حلب فالحرب ستقتل الانسان دون تمييز وتدمر المصالح وأيضاً المدينة. ثم ان المسيحيين قد تعرضوا لضغوطات نفسية كبيرة من قبل النظام الذي برع باسلوب التخويف” وأضاف “ان طبقة رجال الأعمال الحلبية الكبيرة وكذلك الحرفيين الذين يمتلكون عشرات الألوف من الورش يخافون على مصالحهم ثم انهم يشغلون مئات الألوف من العمال. الخوف له مايبرره بالنسبة لجميع هؤلاء بمن فيهم العمال أنفسهم وعندما تشتعل حلب فان اقتصاد سورية كله سيكون في خطر جدي وأقصد بالتحديد انهيار الدولة اقتصاديا” على حد قوله

وعن رؤيته لمستقبل سورية في حال سقوط النظام، خلص سيريس إلى القول “لن يسقط النظام بسهولة فجزء من الشعب السوري يقف معه بسبب الانتماء وبسبب المصالح وبسبب وجود الكثيرين في مؤسسات الدولة بما فيها الجيش” إذ “يمتلك النظام الرجال والعتاد” وأضاف “ماسيجري هو حرب أهلية وسوف يتم استنزاف النظام بالافراد بسبب الانشقاقات حتى يتحول الى طائفة مدججة بالسلاح لها قيادة تمت اليها” وأردف “الحرب برأيي ستكون عنيفة وستتبع اسلوب قضم الأراضي بينما النظام سيحاول باستمرار استرداد المدن والأرياف” حسب تعبيره

بدأ نهاد سيريس نشاطه الأدبي الفعلي في بداية الثمانينيات فألف عدداً من الروايات والمسرحيات والدراما التلفزيونية ودراما الأطفال، ومن أشهر رواياته : السرطان، حالة شغف، الكوميديا الفلاحية، رياح الشمال وغيرها

ناشط سوري في درعا: حركة النزوح إلى الأردن قوية

روما (4 آب/ أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال ناشط سوري في مدينة درعا جنوب سورية أن “حركة النزوح إلى الأردن قوية حيث يعبر المئات الحدود في بعض الأحيان” و “هنالك قرى تكاد تخلو من سكانها” حسب تعبيره

وأوضح قيصر حبيب في تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء أنه “في أيام القصف العنيف على عتمان وداعل فاق عدد النازحين 1000 في الليلة الواحدة جلهم من الأطفال والنساء” كما أن “النظام قام بنشر عدد كبير من حرس الحدود وعزز النقاط بمضادات الطيران وزرع الألغام في بعض الممرات بشكل عشوائي” و “مع ذلك تخاطر العائلات بالعبور في أغلب الأحيان يسقط جرحى وشهداء أيضاً يتم أستهدافهم بالقرب من الشريط الحدودي، لاسيما وأن هنالك منطقة من الحدود لا يسيطر عليها جيش النظام بل الجيش الحر “حيث “سقطت بعض القذائف في الجانب الأردني بالقرب من أبراج المراقبه التابعة لحرس الحدود الأردني مشيراً إلى أن “حرس الحدود الأردني يتدخل في كثير من الأحيان لإسعاف الجرحى تحت غطاء ناري” على حد قوله

وتابع “لا تزال محافظة درعا تتعرض لحمله عنيفة من قبل قوات جيش النظام فهنالك ثلاثين نقطة في المحافظه تقصف بشكل متفاوت الشدة” وأضاف “النظام فعلياً لا يملك السيطرة على الأرض، ومن يملك السيطرة على المدن والأرياف هو الجيش الحر وأردف “لقد حاول النظام إقتحام بعض المدن والقرى ولكنه فشل في هذا وتكبد خسائر فادحة” حسب تعبيره

ولفت إلى أن “المنطقة التي في قبضته هي مركز المدينه فقط، لهذا فهو لا يملك إلا سلاح القصف، والذي بات يشارك به سلاح الجو بقوة” وأضاف “النظام يتبع سياسة الحصار والتجويع حيث توجد مدن محاصرة منذ أكثر من شهر ومنها الحراك” وأردف “على سبيل المثال وليس الحصر المواد الغذائية تكاد تنفذ من السوق، كما أن الوقود والغاز مقطوعين منذ فتره طويلة، كما قطع الدقيق عن المخابز وتم قصف بعضها” على حد قوله

الجيش السوري يحشد 20 ألف جندي لمعركة حلب وتواصل القصف على المدينة

تقول المصادر العسكرية في سوريا إن هناك الآن عشرين ألف جندي محتشدين في مدينة حلب وحولها، حيث يقاتل الجيش السوري النظامي لإخراج قوات المتمردين من المدينة.

وتستخدم قوات الجيش السوري الآن الطائرات العسكرية المقاتلة، والمروحيات العسكرية، والمدفعية في قصف مواقع المتمردين في المدينة.

ويقول مراسل لبي بي سي إن المتمردين زادوا أعدادهم في حلب، وعززوا مواقعهم.

وفي العاصمة دمشق، قال الجيش السوري إنه استعاد السيطرة على آخر مواقع المتمردين القوية.

وأكد مصدر عسكري ان القوات السورية النظامية باتت تسيطر وبشكل كامل على احياء دمشق بعد “تطهير” حي التضامن، واصفا الوضع في العاصمة السورية بانه “ممتاز ومستقر”.

وقال المصدر متحدثا الى الصحفيين “لقد طهرنا جميع احياء دمشق من الميدان الى بساتين الرازي في المزة والحجر الاسود والقدم والسبينة ودف الشوك ويلدا وببيلا والتضامن”.

واوضح المصدر ان “لا وجود للمسلحين الا في حالات فردية يتنقلون الى اماكن مختلفة لاثبات الوجود، وغدا ستسمعون انهم انسحبوا انسحابا تكتيكيا للتغطية على هزيمتهم امام اسود الجيش العربي السوري”.

وفي الوقت الذي يتواصل فيه القتال اختطف 48 زائرا إيرانيا كانوا متوجهين إلى مرقد السيدة زينب في ضواحي دمشق.

القتال في حلب

وكانت القوات الحكومية السورية قد قصفت مناطق تحصن المعارضة المسلحة في الوقت الذي تتوافر تقارير عن اشتباكات في العديد من المناطق.

وقال العقيد عبد الجبار العكيدي مسؤول القيادة العسكرية في “الجيش السوري الحر” لوكالة فرانس برس “ان عمليات قصف عنيفة يتعرض لها حي صلاح الدين منذ بداية المعركة لكن جيش الاسد لم يتمكن من التقدم”.

وأضاف “انهم يقصفون بالطيران والمدفعية”.

وصرح مسؤول امني سوري رفيع لفرانس برس ان معركة حلب لم تبدأ بعد وان القصف الجاري ليس الا تمهيدا (للهجوم المتوقع).

اوضح المسؤول ان التعزيزات العسكرية ما زالت تصل، مؤكدا وجود 20 الف جندي على الاقل على الارض. وقال “الطرف الاخر كذلك يرسل تعزيزات” في اشارة الى المعارضين المسلحين.

وقال كيم سينغوبتا مراسل صحيفة الاندبندنت لبي بي سي السبت من حلب إنه توجد جبهتان في المدينة احداهما في صلاح الدين والثانية في منطقة باب الحديد.

وأفاد سينغوبتا بوقوع مناوشات نجحت فيها المعارضة المسلحة بالاستيلاء على ثلاثة مراكز للشرطة واستعادت مركزا رابعا.

واضاف سينغوبتا أن القوات الحكومية لم تستخدم كامل طاقتها حتى الان في هجومها على معاقل المعارضة المسلحة.

BBC © 2012

ايران تحذر من التدخل الاجنبي في سوريا

دبي (رويترز) – ذكرت وسائل اعلام ايرانية ان طهران حذرت يوم الاحد من التدخل الاجنبي في سوريا وقالت ان الصراع هناك قد يشمل اسرائيل ايضا.

واتهم علي لاريجاني رئيس البرلمان الايراني الولايات المتحدة ودولا بالمنطقة لم يسمها بتقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة الساعين للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد وهو حليف رئيسي لايران.

وتتهم سوريا تركيا وقطر والسعودية بدعم المعارضين في سوريا وإذكاء العنف هناك. وتدعم ايران جهود الاسد لسحق الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا.

ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية (ارنا) الرسمية عن لاريجاني قوله يوم الاحد ان “النار التي اشعلت في سوريا ستأخذ معا الخائفين (الاسرائيليين).”

واضاف “ما الذي يسمح لهذه البلدان بالتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا؟”

وينظر الى لاريجاني على انه محافظ معتدل وتابع مقرب للزعيم الأعلى الايراني اية الله علي خامنئي. ولاريجاني ايضا معارض قوي للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ويتوقع على نطاق واسع انه سيخوض انتخابات الرئاسة عام 2013.

ونقلت ارنا يوم الجمعة عن حسين امير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الايراني قوله بعد زيارته لموسكو لمناقشة الازمة السورية ان “جماعات ارهابية” بدعم من قوى أجنبية تعمل في دمشق وحلب.

واضاف ان “عشرات الالاف من الاسلحة” دخلت سوريا من دول مجاورة وتستخدمها جماعات من بينها تنظيم القاعدة.

وتابع امير عبد اللهيان “للاسف لا تتخذ امريكا ولا دول المنطقة … خطوات للسيطرة على الحدود.”

واضاف انه لا يعتقد ان سوريا ستتعرض لهجوم من قوى اجنبية لكن اذا حدث ذلك فلن تحتاج الى مساعدة ايران للدفاع عن نفسها.

ونقل عنه قوله “سوريا مستعدة منذ سنوات للرد على أي هجوم عسكري عليها من (اسرائيل) أو أي دولة أخرى ويمكنها الرد بقوة على أي عمل عسكري بنفسها وباستعداد تام.”

وتدعم ايران وروسيا خطة النقاط الست لحل الازمة التي قدمها مبعوث الامم المتحدة السابق للسلام في سوريا كوفي عنان. واستقال عنان المحبط من المهمة الاسبوع الماضي وانحى باللائمة في ذلك على “تبادل الاتهامات والسباب” داخل مجلس الامن.

والقت ايران باللائمة في فشل خطة عنان على الولايات المتحدة ودول بالمنطقة.

(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية – تحرير دينا عفيفي)

صحيفة: سيدا مستعد للتفاهم مع مسؤولين سوريين مع رحيل الأسد

Sun Aug 5, 2012 10:53am GMT

دبي (رويترز) – قال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري في مقابلة نشرت يوم الاحد إنه مستعد للتفاوض مع مسؤولي الحكومة الذين لم تلوث الدماء ايديهم بمجرد ترك الرئيس بشار الأسد وأعوانه السلطة.

وأضاف سيدا لصحيفة الشرق الأوسط إن استقالة مبعوث السلام الدولي كوفي عنان ربما تفتح الباب لمبادرة جديدة لحل الأزمة.

وقال سيدا “بالنسبة لنا فإن السلطة فقدت مصداقيتها وشرعيتها وقلناها بصراحة في موسكو.. إن الحوار لم يعد ممكنا بيننا وبين هذا النظام.”

ومضى يقول “لابد ان يرحل بشار وزمرته وبعد ذلك ننتقل إلى التفاوض مع المسؤولين الآخرين ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين أو يتورطوا في قضايا الفساد الكبرى.”

واستقال عنان من مهمة السلام في سوريا الأسبوع الماضي بسبب الإحباط من إخفاق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في التصرف بحسم لإنهاء العنف في سوريا المستمر منذ 17 شهرا.

وأدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة في جلسة خاصة يوم الجمعة الحكومة السورية بسبب العنف. وعارضت روسيا والصين حليفتا سوريا القرار غير الملزم لكن لم تتمكنا من استخدام حق النقض (الفيتو) الذي سبق ان استخدمتاه في مجلس الأمن.

ورحب سيدا بقرار الجمعية العامة يوم الجمعة قائلا “نعتقد ان التصويت الذي تم اليوم في الجمعية العامة للأمم المتحدة يمثل مدخلا لمبادرة جديدة قد تكون قادمة في المستقبل القريب.”

كما أبدى سيدا قلقه إزاء ظهور سلاح في المناطق الكردية بشمال سوريا التي لم تشهد حتى الآن أي قتال بين الجيش السوري والمعارضة.

وتظهر تصريحاته قلقا متزايدا في تركيا بشأن تزايد نفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شمال سوريا والمرتبط بحزب العمال الكردستاني الذي يشن حملة انفصالية.

وقال سيدا “طبعا هذا الظهور المسلح لهم يثير أكثر من علامة استفهام وبخاصة في المناطق الكردية لأن تلك المناطق لم تشهد أي قلاقل أو مواجهات عسكرية.”

ويعتبر الأكراد السوريون الانتفاضة فرصة لاكتساب حريات مثل تلك التي حصل عليها نظراؤهم في العراق المجاور.

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

جماعة متشددة تعلن مسؤوليتها عن قتل مذيع موال للنظام السوري

دبي (رويترز) – قالت مجموعة (سايت) لمراقبة المواقع الإسلامية المتشددة يوم الأحد إن جماعة متشددة أعلنت مسؤوليتها عن خطف وقتل مذيع سوري وهددت بشن المزيد من الهجمات على مؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مذيع التلفزيون الحكومي السوري محمد السعيد الذي خطف من منزله في منتصف يوليو تموز أعدم.

وقالت سايت إن جبهة النصرة ذكرت في واحد بين أربع بيانات نشرت على منتديات إسلامية في الثالث من أغسطس آب أنها خطفت السعيد في محافظة دمشق يوم 19 يوليو تموز وقتلته بعد إخضاعه للتحقيق.

ونقلت سايت عن الجماعة المتشددة قولها في بيان إن هذه العملية لعلها تكون “عبرة لكل من يساند هذا النظام الطاغوتي أن يتوب إلى الله… وإلا فإن سيوف المجاهدين ستقطف رؤوسهم وتطهر الشام من رجسهم.”

ولم يتسن على الفور التحقق من هذا الزعم من جبهة النصرة التي لم تكن معروفة قبل أن تعلن مسؤوليتها عن سلسلة من التفجيرات في دمشق وحلب بدأت في ديسمبر كانون الاول.

وفي الشهر الماضي أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن هجوم وتفجير يوم 27 يونيو حزيران لمقر قناة الإخبارية وهي قناة تلفزيونية موالية للحكومة والذي سقط فيه سبعة قتلى.

وفي يونيو حزيران أعلنت جبهة النصرة المسؤولية عن قتل 13 رجلا عثر على جثثهم مقيدين ومقتولين بالرصاص في مدينة دير الزور بشرق سوريا يوم 29 مايو ايار. وأدان مراقبو الأمم المتحدة قتل هؤلاء ووصفوه بأنه “مروع ولا يغتفر”.

ويقول كميل الطويل وهو مؤرخ للجماعات الإسلامية المسلحة وكاتب في صحيفة الحياة إن الجماعة تثير حفيظة غالبية السوريين.

ونقلت سايت عن جبهة النصرة قولها في بيان آخر إن مقاتليها في عملية مشتركة مع كتيبة الصحابة وهي جزء من الجيش السوري الحر اقتحموا مركزا للشرطة في جديدة عرطوز قرب دمشق ودمروه وصادروا المعدات والأسلحة.

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى