صفحات المستقبل

صحافيون ومدوّنون في زنازين الاسد وناشطون “يغرّدون” لحرّيتهم

 

          ريّـان ماجـد

في مثل هذا اليوم من العام الماضي، داهمت المخابرات الجوّية “المركز السوري للإعلام وحرّية التعبير” الواقع في شارع “29 أيار” وسط العاصمة دمشق واعتقلت 14 شخصاً من المركز.

تُهمتهم أنهم يُدافعون عن التنوّع والتسامح وحريّة التعبير والاعتقاد واحترام الآراء المختلفة ويعملون في المركز على نشر هذه الثقافة وتعميمها ومراجعة القوانين والتشريعات المحليّة وتقديم اقتراحات علمية تتلائم مع المعايير الدولية الخاصة بحقوق الإنسان. أرادوا  أن يساهموا  في بناء دولة القانون والمؤسسات والمجتمع المدني الديمقراطي، ف”توصّى” بهم الجلّادون. “توصّولنا بالمثقفين”، هذا ما طلبه أحد السجّانين الى رفاقه لدى إحضار معتقلي المركز الى “الفرقة الرابعة”، بحسب رواية أحد المُفرج عنهم. فكان الضرب عبر استخدام الهروات والآلات الحادّة على الظهر والرأس.

بقي منهم حتى اليوم في سجون النظام رئيس المركز مازن درويش والمدوّن حسين غزير وهاني الزيتاني.

يُذكر أن “المركز السوري للإعلام وحرّية التعبير” تأسس عام 2004 وهو أول منظمة سورية تعنى بالشأن الإعلامي وتعمل من داخل الأراضي السورية.

منذ 365 يوماً، يعيش الصحافيون الثلاثة ظلام المعتقلات وعذاباتها.

عمل مازن درويش على دعم حقوق الصحافيين ومؤازرتهم. فبالنسبة إليه “حرية الصحافة قيمة والدفاع عنها واجب”. وقد نال جائزة “حرية الصحافة” من منظمة “مراسلون بلا حدود” لِعام 2012… المنظمات الدولية إذن تكرّمه لِدوره وعمله الصحافي في الدفاع عن حرية التعبير في سوريا، والنظام السوري يعتقله للأسباب ذاتها، بعد أن منعه من السفر منذ العام 2007 وأغلق مكتبه مرتيّن ورفض طلب انتسابه الى نقابة المحامين من دون الاستناد الى أي حجّة قانونية.

حسين غرير هو أب لطفلين ومعتقل سابق ومدوّن، يكتب عن قضايا المساواة والحريّة والحقّ في مستقبل أفضل لجميع السوريين.

هاني الزيتاني هو أستاذ جامعي وخرّيج كلية الهندسة وكلية علم الاجتماع.

دعماً للمعتقلين الثلاثة، أطلق مجموعة من النشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي، اليوم في 16 فبراير 2013  في الذكرى السنوية لاعتقالهم “حملة تدوين لتسليط الضوء على جميع الإعلاميين المعتقلين وعلى كل صحافي مواطن معتقل”، وللتغريد وكتابة المقالات ونشر الصور ضدّ الاستبداد والانتهاكات والظلم الحاصل في سوريا.

ونشرت الصفحة التي أنشئت على فايسبوك لهذه المناسبة مساهمات عديدة، منها قصيدة “بين زنزانتين” التي كتبها الشاعر السوري ياسر خنجر من مُعتقله في سجون الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، والمهداة الى مازن درويش ورفاقه المعتقلين في السجون الأسدية. يقول خنجر:

“للشّرطيّ هُنا وهُناكَ هَشاشَةُ عُشبٍ يابِسٍ،

لَولا أتكأا على بُندُقيّةٍ تَحرسُ كثبانَ خَوفِهِما، مِن خَفقَةِ البَوحِ في أُغنِيَةٍ (…)

ظِلَّهُما حَيثُ يَسقُطُ على الأَرضِ، مذبَحَةٌ تُكمِلُ مَذبَحةً”…

على أمل ألا يطول انتظار الحرّية، وأن يخرج مازن درويش وحسين غرير وهاني الزيتاني وعشرات الألوف غيرهم من “الزنزانتين”…

موقع لبنان الآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى