صفحات العالم

يُرِيْدُهَا طَائِفِيَّةً ..فَلِمَاذَا؟؟


احمد محمد نعمان مرشد

استخدم الرئيس السوري بشار الاسد جميع الحِيَل والوسائل المحرمة وذلك بُغية إضفاء مشروعيةٍ للمجازر اليومية التي يرتكبها نظامه البعثي ضد الشعب السوري العظيم وثورته الشبابية المباركة. فقد سعى باساليبه الشيطانية لجر البلاد الى حرب طائفية بين الاغلبية (السنيّة) وبين الاقليات من العلويين والدروز والمسيحين بقصد حرف الثورة عن مسارها الصحيح وادخال الشعب السوري في حرب اهلية ودوامة لا خروج له منها فيكون الرابح فيها (الاسد ونظامه). ومن وسائله في انجاح اللعبة الطائفية قيام نظامه بالتنكيل والقتل والتعذيب بالاغلبية (السنيّة) .وذلك ما هو ملاحظ من خلال لقطات تلفزيونية بثتها القنوات المختلفة لِمشاهد مروعة يقوم بها نظامه القمعي البوليسي بتعذيب ثوار من السنة بطرق وحشية وهمجية لا انسانية من منطلق دكتاتوري طائفي .حيث يتم اطلاق نبرات بذلك من قبل الجلادين في النظام والامن البوليسي نحو المختَطَفيِن والمخفيين في سجون الاسد من ثوار السنة بهدف حمل الاخيرين على الانتقام من العلويين لاسيما وان الاغلبية من السكان هم سنة .كما ان معظم ابطال مجازر الاسد هم من الطائفة العلوية ناهيك ان نظام الاسد يدق على وتر الطائفية ولعبتها حيث انها اقوى الخيوط السميكة لديه التي يستخدمها لاجهاض الثورة عن طريق جر الاغلبية السنية لارتكاب مختلف المجازر الدموية كرد فعل ضد العلويين لكي يظل الاسد يحكم وستكون حجته حماية الاقليات فيجعلهم اكثر تمسكا به بَيْدَ أن الثوار من السنة ومن الطوائف الختلفة تنبهوا لذلك الخطر الذي يدندن حوله النظام البعثي فلم ينجروا نحوه وهم بذلك قد فوتوا عليه الفرصة وقطعوا عليه الطريق!وجعلوه كالغريق!بل اصبح يهوس كالذي اشتعل فيه الحريق! او الذي فقد المجتمع ولم يُبقِ له صديق ! من الاقارب او الاباعد في الشعب السوري العريق.فالثورة السورية لم تقم بها طائفة دون اخرى وانما شاركت فيها جميع الطوائف سنة ودروز,علويين ومسيحين وهدفهم واحد هو اسقاط (الاسدْ) الذي اضاع الحقوق وافسدْ ولم يعد يهمهم من اي طائفة هو لان الثورة السورية شعبية سلمية وليست طائفية بل هي من كل طبقات المجتمع ومذاهبه. واملها واحد هو اسقاط النظام. فالابادة الجماعية اليومية المستمرة التي يقوم بها نظام الاسد بنيران طيرانه وقذائف مدافعه ودباباته وراجمات صواريخه وكاتيوشاته لم تستثني احدا ولم تميز بين طائفة واخرى او مذهب واخر او بين سني وعلوي, درزي ومسيحي سواء في حمص او حلب او حماة او دمشق ودير الزور اوغيرها من المدن السورية . فالنظام يهدم البيوت على ساكنيها ويسويها بالارض دون تفرقة بين السكان وكلما زاد في النبرة الطائفية عبر إعلامه المربك الفاسد كلما تأخر الحسم الثوري .كما ان القتل والاجرام والتسلط والحكم بالقوة لايفرق بين دين او وطن وبين طائفة او اخرى عبر التاريخ فهتلر وموسليني مسيحيّيْن قتلا الملايين من الشعوب واغلبهم مسيحين كما ان المخلوعِين (حسني مبارك وعلي عبدالله صالح ومعمر القذافي) وجميعهم سنة قتلوا آلاف المسلمين دون تفرقة .اذاً فجميع القـتلة مجرمون لا قيم لهم ولا اخلاق ولا مبادئ ولا دين فكانوا مستعدين للتحالف حتى مع الشياطين من اجل بقائهم في الحكم وذلك ما يقوم به الاسد خامس الاشرار الذي فقد شرعيته ولم يعد سوى مغتصبا للسلطة فقد تحالف مع دول عظماء تدين بغير دينه كروسيا والصين كما تحالف مع الصفويين في ايران وحزب الله اللبناني كما انه لا يفرق بين عرق او دين او طائفة ونهايته باتت اقرب شيء تتوقعه الشعوب العربية والاجنبية خاصة بعد ان تناثر نظامه وازدادت الانشقاقات فيه على الصعيد العسكري والدبلوماسي والمدني وعلى رأسهم رئيس الوزراء (رياض حاجب) الذي انشق اخيرا ورحل مع اسرته الى الاردن .وتعاطفنا مع الثورة السورية ليس تعاطفا مذهبيا بقدر ما هو تعاطف انساني .فسوريا للشعب السوري وليست لحزب او طائفة او مذهب او جماعة. نصر الله سوريا وشعبها وثورتها آمين.

محامي وكاتب يمني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى